You are on page 1of 12

‫‪Royaume du Maroc‬‬ ‫انممهكح انمغرتيح‬

‫‪Ministère de l’Education Nationale, de la‬‬ ‫وزارج انترتيح انىطىيح وانتكىيه انمهىي و انتعهيم‬
‫‪Formation Professionnelle, de‬‬ ‫انعاني و انثحث انعهمي‬
‫‪l’Enseignement Supérieur et de la‬‬
‫‪Recherche Scientifique‬‬ ‫جامعت سيدي محمد بن عبد هللا‬
‫كليت العلوم القانونيت واالقتصاديت واالجتماعيت‪-‬‬
‫‪Université Sidi Mohamed Ben Abdellah‬‬ ‫فــاس‬
‫‪Faculté des Sciences Juridiques Economiques‬‬
‫‪et Sociales-Fès‬‬

‫ماستـر ‪:‬الدستور والحكامت الماليت‬


‫وحدة الحكامة الترابية‬

‫تحت إشراف األستار‪:‬‬ ‫إعذاد انطانة‪:‬‬

‫د‪ .‬عثذ انىاحذ قريشي‬ ‫مراد انثىريمي‬

‫السنت الجامعيت‬
‫‪2020-2019‬‬
‫‪1‬‬
‫الممخص التنفيذي‬
‫أمام التحوالت الكبرى االقتصادية والسياسية واالجتماعية التي ميزت السنوات األخيرة‪ ،‬وامام‬

‫حجم التحديات والرهانات الجديدة التي يعرفها المغرب‪ ،‬وجدت الدولة نفسها مدعوة ليس فقط لمتابعة‬

‫جهودها في مجال التنمية وتطوير التجهيزات األساسية‪ ،1‬بل أيضا لمقيام بمهام أخرى ذات أهمية‬

‫خاصة وفي تشجيع وتقوية اإلدارة المحمية بشقيها المعنية في إطار الالتمركز " والمنتخبة في إطار‬

‫المركزية‪ ،‬ولتحقيق التنمية الشمولية المستدامة والمنشودة أصبحت مراهنة أكثر من أي وقت مضى‬

‫عمى المستوى الترابي أو ما يسمى المقاربة الترابية في التنمية‪.‬‬

‫بعدما أثبتت المقاربة المركزية فشمها وعدم قدرتها عمى تحقيق متطمبات التنمية الحقيقية ‪ ،‬دأبت‬

‫الدولة المغربية القيام بمجموعة من اإلصالحات المحمية وسن العديد من االستراتيجيات عمى جميع‬

‫األصعدة والمستويات اإلدارية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬السياسية‪ ،‬االجتماعية و الثقافية لتجاوز هذا الفشل ومن‬

‫أهم هاته االصالحات تبني المغرب نظام الالمركزية اإلدارية‪ ،‬فهذا النظام ليس جديد عمى المغرب فقد‬

‫أخد به منذ سنوات االستعمار وقذ عرف انمغرب في فترج ما قثم انحمايح وىع مه انالمركسيح انىاقعيح‬

‫حيث كان انتىظيم انسياسي نفترج ما قثم انحمايح يتميس تمركسيح مفىضح وانتي جسذها جهاز انمخسن‬
‫انمتمثم في انسهطان وانىزراء‪ ،2‬كما يىثغي اإلشارج نكىن أن عهذ انحمايح كان نه انفضم في رسم اإلطار‬
‫انضروري وتمهيذ انطريق إلقامح ال مركسيح محهيح وفق األسس انحذيثح في مغرب ما تعذ االستقالل‪.3‬‬

‫إذن نظام الالمركزٌة االدارٌة مر بجملة من المراحل ابتدأت من ما قبل الحماٌة وصوال إلى الدستور‬
‫الحالً للمملكة وهو دستور ‪ ،4 3122‬الذي جاء بمجموعة من المستجدات فً تدبٌر الشأن المحلً‪،‬‬
‫بحٌث تم استبدال تسمٌة الجماعات المحلٌة بالجماعات الترابٌة‪ ،‬إضافة إلى دسترة الجهوٌة المتقدمة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫علي السيد جاري‪ :‬الدولة واإلدارة بين التقليد والتحديث‪ ،‬دار المناهل للطبع والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،4991 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ 2‬السعدي مزروع فاطمت "اإلدارة المحليت الالمركزيت بالمغرب"‪ ،‬مطبعت النجاح الجديدة ‪،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.24 :‬‬
‫محمد بوجٌدة‪ " :‬وصاٌة الدولة على الجماعات الحضرٌة والقروٌة بعد مٌثاق ‪ 30‬شتنبر ‪ "1976‬رسالة لنٌل دبلوم السلك العالً فً المدرسة‬
‫‪3‬‬
‫الوطنٌة لإلدارة‪ ،‬سنة ‪ ،1985‬ص‪.19:‬‬
‫‪4‬‬
‫الظهٌر الشرٌف رقم ‪ ،1111191‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 29‬ولٌوز ‪ ،2011‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،5964‬ص‪.3600:‬‬

‫‪2‬‬
‫وقد خصص الباب التاسع كامال من الوثٌقة الدستورٌة للتنظٌم الالمركزي‪ ،‬بحٌث نجده قد نص فً‬
‫الفقرة األخٌرة من الفصل األول من الدستور على أنه " التنظٌم الترابً للملكة تنظٌم ال مركزي ٌقوم‬
‫على الجهوٌة المتقدمة"‪ .‬كما نصت الفقرة االخٌرة من الفصل ‪ 246‬على أن " الجماعات الترابٌة‬
‫للملكة هً الجهات والعماالت واألقالٌم والجماعات"‪.‬‬

‫من خالل كل هذا ٌنبٌن أن المغرب قد أرسى طٌلة هذه المدة الزمنٌة الممتدة من ستٌنٌات القرن‬
‫الماضً حتى ٌومنا هذا قواعد مؤسساتٌة وقانونٌة جعلت من تجربة الالمركزٌة فاعال رئٌسٌا فً‬
‫تحقٌق التنمٌة وعامال أساسٌا لتوسٌع دائرة المشاركة السٌاسٌة‪ ،‬إن تطور هذه القوانٌن التً جاءت‬
‫لتؤسس لحكم محلً ٌقوم عللً التمثٌلٌة االنتخابٌة‪ ،‬جعلت التجربة المغربٌة على مستوى الالمركزٌة‬
‫‪5‬‬
‫اإلدارٌة تعرف العدٌد من التحوالت‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحٌة‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫المراقبة‪ :‬تتعدد داللة مفهوم المراقبة بشكل عام كما تختلف مستوٌاته اللغوٌة والعملٌة‬ ‫‪‬‬

‫والعلمٌة وذلك تبعا لألساس الفلسفً والفكري الذي بنٌت علٌه‪ .‬فمصطلح الرقابة لغوٌا‬
‫ٌحٌل على المحافظة و االنتظار فالرقٌب هو الحافظ الذي ال ٌغٌب عنه شًء ٌرقبه أو‬
‫‪6‬‬
‫ٌحرسه‪.‬‬

‫وقد عرفت األستاذة ملٌكة الصاروخ على أن " الوصاٌة أو الرقابة االدارٌة على أنها‬
‫مجموعة من السلطات المحددة‪ ،‬التً ٌخولها القانون لجهة معٌنة لإلشراف على أشخاص‬
‫‪7‬‬
‫وأعمال الهٌئات المحلٌة بقصد تحقٌق وحماٌة المصلحة العام"‪.‬‬

‫الجماعات الترابٌة‪ :‬تتألف الجماعات الترابٌة للمملكة من الجهات والعماالت واألقالٌم و‬ ‫‪‬‬

‫الجماعات‪ ،‬وتحدث كل جماعة ترابٌة أخرى بمقتضى قانون‪ ،‬وهً أشخاص اعتبارٌة‬
‫خاضعة للقانون العام‪ ،‬كما تسٌر شؤونها بشكل دٌموقراطً‪ .8‬وتتكون الجماعات الترابٌة‬
‫من ‪ 23‬جهة و‪ 73‬إقلٌم و ‪ 24‬عمالة‪ ،‬وتتكون الجماعات الترابٌة من ‪ 23‬جهة و‪ 73‬إقلٌم‬
‫و ‪ 24‬عمالة‪ ،‬باإلضافة ل ‪ 2614‬جماعة‪ ،‬واستنادا للقوانٌن التنظٌمٌة المتعلقة بالجماعات‬
‫الجماعات الترابٌة فإن‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫عبد اللطٌف بكور‪" :‬المٌثاق الجدٌد وآلٌات التدبٌر التشاركً للشأن المحلً" المجلة العربٌة للدراسات القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة العدد‬
‫الدولً‪ ،20172‬ص‪.65 :‬‬
‫‪6‬‬
‫محمد بوجٌدة‪ " :‬وصاٌة الدولة على الجماعات الحضرٌة والقروٌة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22-21:‬‬
‫‪7‬‬
‫ملٌكة صروخ‪ " :‬القانون االداري دراسة مقارنة" الطبعة ‪ ،6‬الشركة المغربٌة لتوزٌع الكتاب الدار البٌضاء‪ ،‬سنة‪ ،2006:‬ي‪.94:‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل ‪ 135‬من دستور ‪.2011‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬الجهة‪ :‬هً جماعة ترابٌة خاضعة للقانون العام‪ ،‬تتمتع بالشخصٌة االعتبارٌة واالستقالل‬
‫االداري والمالً‪ ،‬وتشكل أحد مستوٌات التنظٌم الترابً للمملكة‪ ،‬باعتباره تنظٌما ال مركزٌا‬
‫‪9‬‬
‫ٌقوم على الجهوٌة المتقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬العمالة أو اإلقلٌم‪ :‬العمالة أو اإلقلٌم جماعة ترابٌة خاضعة للقانون العام‪ .‬تتمتع بالشخصٌة‬
‫‪10‬‬
‫االعتبارٌة واالستقالل االداري المالً‪ ،‬وتشكل أحد مستوٌات التنظٌم الترابً للملكة‪.‬‬
‫‪ ‬الجماعة‪ :‬تشكل الجماعة أحد مستوٌات التنظٌم الترابً للمملكة‪ .‬وهً جماعة ترابٌة خاضعة‬
‫للقانون العام‪ ،‬وتتمتع باالستقالل االداري والمالً‪.11‬‬
‫‪ ‬مشكلة الدراسة‪:‬‬

‫تنٌنً هذه الدراسة على مسألة أساسٌة تتعلق بالمراقبة التً تخضع لها الجماعات الترابٌة أثناء قٌامها‬
‫بالمهام المنوطة بها دستورٌا‪ ،‬أو بمقتضى القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة‪.‬‬

‫‪ ‬أهمٌة الدراسة‪:‬‬

‫تكمن أهمٌة الدراسة فً جانبٌن أساسٌٌن‪:‬‬

‫‪ ‬الجانب األول‪ :‬الوقوف عند النصوص القانونٌة والوسائل الوصائٌة المتوفرة لدى السلطات‬
‫المركزٌة‪ ،‬والجهات التً تمارس هذه الرقابة على الجماعات الترابٌة‪.‬‬
‫‪ ‬الجانب الثانً‪ :‬االهتمام المتزاٌد بأنظمة المرقابة على الجماعات الترابٌة لما لها من دور هام فً‬
‫حسن التدبٌر المالً واالداري للجماعات الترابٌة‪.‬‬
‫‪ ‬فرضٌة الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬الرقابة التً تمارسها السلطة المركزٌة على الجماعات الترابٌة كفٌلة بضمان تحسٌن و نجاعة‬
‫أداء الجماعات الترابٌة‪.‬‬
‫‪ ‬منهجٌة البحث‪:‬‬

‫سنحاول معالجة موضوع الدراسة وفق التصمٌم اآلتً‪ ،‬بحٌث نتطرق فً المحور األول إلى الرقابة‬
‫اإلدارٌة التً تمارسها السلطة المركزٌة على الجماعات الترابٌة ثم االنتقال لدراسة الرقابة السٌاسٌة‬
‫فً الحور الثانً على أن نخلص فً األخٌر للحدٌث عن الرقابة القضائٌة فً المحور الثالث‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المادة ‪ ،3‬من الظهٌر الشرٌف رقم ‪ 1115183‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ7‬ونٌو ‪ 2015‬بتنفٌذ القانون التنظٌمً رقم ‪.111114‬‬
‫‪10‬‬
‫المادة ‪ ،2‬من الظهٌر الشرٌف رقم ‪ 1115184‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ7‬ونٌو ‪ 2015‬بتنفٌذ القانون التنظٌمً رقم ‪.112114‬‬
‫‪11‬‬
‫المادة ‪ ،2‬من الظهٌر الشرٌف رقم ‪ 1115185‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ7‬ونٌو ‪ 2015‬بتنفٌذ القانون التنظٌمً رقم ‪.113.1.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫الالمركزٌة الترابٌة كأسلوب للتنظٌم اإلداري هً ترك جزء من االختصاصات االدارٌة لهٌئات إدارٌة‬
‫تتمتع باالستقالل المالً واالداري و محدثة بموجب الدستور‪ ،12‬وفً النظام المغربً نجد أن لهذا‬
‫النظام جدورا قبل االستقالل تجسد باألساس فً نظام الجماعة‪ ،‬غٌر أن التجسٌد الحقٌق لنظام‬
‫الالمركزٌة الترابٌة بالمغرب‪ ،‬بدأ مع سن المشرع المغربً لظهٌر ٌنظم التنظٌم الجماعً‪ ،‬وقد تبنى‬
‫المغرب هذا النظام منذ السنوات األولى الستقالله‪ ،13‬حٌث صدرت عدة نصوص قانونٌة نظمت سٌر‬
‫الجماعات المحلٌة ابتداء من سنة ‪ ،142:71‬وصوال لسنة ‪ 3126‬بصدور القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات‬
‫الترابٌة المتعلقة بكل من الجهات والعماالت واألقالٌم والجماعات ‪.15‬‬

‫ع رفت اإلدارة المغربٌة فً السنٌن األخٌرة‪ ،‬تحوالت مهمة تطورت معها مهامها وظائفها‪ ،‬وذلك‬
‫كانعكاس طبٌعً لتطور وظٌفة الدولة‪ .‬ولما كان النشاط االداري ٌمتد لٌشمل أجزاء التراب الوطنً‬
‫كافة‪ ،‬فإن اإلدارة المركزٌة ال ٌمكنها لوحدها‪ ،‬مهما بلغت كفاءتها وإمكانٌتها اللوجٌستٌكٌة أن تضطلع‬
‫‪16‬‬
‫‪ ،‬خاصة بعد التطور الكبٌر الذي عرفته الجماعات‬ ‫بمهمة تأطٌر فعال لمختلف الجماعات الترابٌة‬
‫الترابٌة باإلضافة إلى حجم االختصاصات التً أصبحت منوطة بٌها‪ ،‬بعد صدور دستور ‪ ،3122‬الذي‬
‫حدد أنواع الجماعات الترابٌة فً الجهات والتً أوالها الصدارة باإلضافة للعماالت واألقالٌم‬
‫والجماعات‪ ،17‬فهاته االختصاصات حتا تكون دو فعالٌة كان البد من مراقبتها‪ ،‬وقد عرفت الرقابة على‬
‫الجماعات الترابٌة تطورا مهما‪ ،‬حٌث انتقل المغرب من الوصاٌة التقلٌدٌة التً كانت مفروضة على‬
‫الجماعات الترابٌة إلى تدخل الرقابة القضائٌة فً الوصاٌة اإلدارٌة‪ ،‬محتذٌا فً ذلك بعدد من قوانٌن‬
‫الدول المتقدمة فً مجال التدبٌر الترابً ( القانون الفرنسً)‪.‬‬

‫إذن الجماعات الترابٌة أثناء قٌامها بمهامها وصالحٌاتها‪ ،‬تكون خاضعة لمراقبة السلطة المركزٌة‬
‫وذلك من خالل الرقابة االدارٌة (أوال)‪،‬ثم الرقابة السٌاسٌة (ثانٌا)‪ ،‬بالضافة إلى الرقابة القضائٌة‬
‫(ثالثا)‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫عبد الواحد القرٌشً ‪":‬الالمركزٌة الترابٌة ومسار بناء دولة الحق والقانون"‪ ،‬منشورات مجلة اضاءات فً الدراسات القانونٌة‪ ،‬ص‪7‬‬
‫‪13‬‬
‫عبد الواحد القرٌشً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7:‬‬
‫‪14‬‬
‫الظهٌر الشرٌف لرقم ‪ ،11591315‬بتارٌخ ‪ٌ 23‬ونٌو ‪ ،1960‬المتعلق بتنظٌم المجالس الجماعة‪ ،‬منشور بالجرٌد الرسمٌة عدد‪ 2445‬بتارٌخ‬
‫‪ٌ 24‬ونٌو ‪.1960‬‬
‫‪15‬‬
‫القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة رقم ‪ 111114‬و‪ 112114‬و‪.113114‬‬
‫‪16‬‬
‫عبد القادر هرهاري‪" :‬رقابة القضاء اإلداري على الجماعات الترابٌة"‪ ،‬بحث لمٌل دبلوم الماستر‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،2017/2016‬جامعة موالي‬
‫اسماعٌل‪ ،‬ص‪.1:‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل ‪ 135‬من دستور ‪2011‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬المحور األول‪ :‬المراقبة اإلدارٌة‬

‫نظم المشرع المغربً الرقابة اإلدارٌة فً القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة ضمن المواد من ‪223‬‬
‫إلى ‪ 226‬من القانون التنظٌمً ‪ 222125‬المتعلق بالجهات‪ ،‬والمواد من ‪ 21:‬إلى ‪ 227‬من القانون‬
‫التنظٌمً ‪ 223125‬المتعلق بالعماالت واألقالٌم‪ ،‬أما بخصوص القانون التنظٌمً المنظم للجماعات رقم‬
‫‪ 224125‬فقدد خصص لهذه المراقبة المواد من ‪ 226‬إلى ‪.229‬‬

‫باستقراء مقتضٌات هاته المواد من القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة إضافة إلى الفصل ‪ 257‬من‬
‫الدستور‪ ،‬نجد أن المشرع المغربً لم ٌكلف نفسه عناء إعطاء تعرٌف للرقابة اإلدارٌة بل حدد فقط‬
‫شروط ممارسة المراقبة اإلدارٌة وآلٌاتها وكذا مساطرها‪ .‬كما أن هاته المواد المشار إلٌها سلفا ٌتضح‬
‫انها انصبت على مجال مطابقة القانون بالنسبة للقرارات التً ٌتخذها رئٌس المجلس فً إطار‬
‫السلطات المخولة له‪.‬‬

‫إن المراقبة على الجماعات الترابٌة كحق للدولة‪ ،‬تتمثل فً تلك الرقابة الوصائٌة الممارسة على‬
‫الشؤون االدارٌة ‪ ،‬بهدف حماٌة الصالح العام والحفاظ على وحدة الدولة‪ ،‬والتأكد من أن الجماعة‬
‫تحترم مجال اختصاصها‪ ،18‬لذلك فالرقابة على الشؤون االدارٌة للجماعات الترابٌة تعد من األركان‬
‫األساسٌة التً تمٌز الالمركزٌة االدارٌة عن األسالٌب التنظٌمٌة األخرى‪ ،‬فالوصاٌة ال تتعارض مع‬
‫االستقالل المالً واالداري للجماعات الترابٌة‪ ،‬وال تستهدف عرقلة عمل المجالس المنتخبة‪ ،‬بل هدفها‬
‫األساس المبدئً هو ترشٌد التدبٌر الترابً و تعزٌز مبدأ المشروعٌة‪ ،‬أو على األقل ها ما ٌنبغً أن‬
‫تسعى إلٌه‪. 19‬‬

‫إن ممثل الدولة (والة الجهات وعمال العماالت واألقالٌم) بخصوص هاته المراقبة‪ٌ ،‬كتفً فقط بمراقبة‬
‫مشروعٌة القرارات الصادرة عن الجماعات الترابٌة ومطابقتها للقانون وال ٌتمتع بسلطة المصادقة‪،‬‬
‫كما أنه ال ٌمكن له إلغاء قرارات أو مداوالت الجماعات الترابٌة‪ ،‬فكل ما تخوله له هذه اآللٌة هو‬
‫إمكانٌة اللجوء إلى القاضً اإلداري من أجل البث فً القرارات المشكوك فً مشروعٌتها‪ .20‬فهاته‬
‫الرقابة تشكل العمود الفقري للمراقبة االدارٌة‪ ،‬وبموجب القانون ‪ 224125‬المتعلق بالجماعات تمارس‬
‫السلطة المحلٌة الممثلة فً عامل العمالة أو اإلقلٌم صالحٌات مهمة فً مٌدان المراقبة اإلدارٌة ‪ ،‬على‬
‫أعمال مجلس الجماعة‪ ،‬هدفها الحٌلولة دون وقوع تلك األعمال فً حلة دون الشرعٌة‪ ،‬وذلك حرصا‬

‫‪18‬‬
‫المراقبة االدارٌة على الجماعات الترابٌة ومطلب التنمٌة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.24‬‬
‫‪19‬‬
‫‪MOHAMMED EL YAAGOUBI : « décentralisation communal et tutelle de l’opportinuté : complémentaire ou‬‬
‫‪opposition » : publication REMALD, n18 janvier-mars, 1997,pp : 61-62‬‬
‫‪20‬‬
‫المراقبة اإلدارٌة على الجماعات الترابٌة و مطلب التنمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫‪6‬‬
‫على التزام أعضاء مجلس الجماعة بأهداف المصلحة العامة‪ .21‬فالمراقبة اإلدارٌة تشمل أٌضا المراقبة‬
‫على المٌزانٌة التً نظمتها المواد من ‪ 298‬إلى ‪.29:‬‬

‫‪ ‬المحور الثانً‪ :‬المراقبة السٌاسٌة‬

‫ٌعتبر نظام الالمركزٌة اختٌارا دٌموقراطٌا‪ ،‬فإلى جانب كونه ٌسمح بمشاركة موسعة للمواطنٌن‬
‫فً تدبٌر شؤونهم المحلٌة فهو ٌرمً من حٌث أبعاده وفلسفته إلى إرساء قواعد الحكامة المحلٌة‬
‫كوسٌلة لتحقٌق التنمٌة الترابٌة‪ ،‬وذلك من خالل إشراك الهٌئات المنتخبة فً األوراش والمشارٌع‬
‫الكبرى من خال إٌجاد أرضٌة تسمح بوجود نوع من الممارسة الرقابٌة السٌاسٌة الذاتٌة بالجماعات‬
‫المنتخبة‪.22‬‬

‫وتتمثل الرقابة السٌاسٌة على الجماعات الترابٌة فً الرقابة السٌاسٌة الذاتٌة على األشخاص(أوال)‪ ،‬ثم‬
‫الرقابة السٌاسٌة على مالٌة الجماعات الترابٌة (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الرقابة السٌاسٌة الذاتٌة على األشخاص‪:‬‬

‫ارتقى المشرع المغربً فً إطار الجهوٌة المتقدمة برؤساء المجالس المنتخبة إلى أجهزة تنفٌذٌة‬
‫للجهات والعماالت واألقالٌم‪ ،23‬وهذا االمر الذي كرسته القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة وبذلك‬
‫احتل الرؤساء بالجهات والعماالت واألقالٌم مكانة تضاهً موقع رؤساء الجماعات من حٌث تنفٌذ‬
‫مقررات المجلس‪ ،‬ومن حٌث ممارسة بعض السلطات و االختصاصات‪ ،24‬وال شك أن ها األمر سٌكون‬
‫لها انعكاسات اٌجابٌة على الرقابة السٌاسٌة المتبادلة بٌن الرؤساء كأجهزة تنفٌذٌة‪ ،‬والمجالس‬
‫المنتخبة كأجهزة تداولٌة للجهات وللعماالت واألقالٌم‪ .‬ومن األمور اإلٌجابٌة أٌضا التً جاءت فً هذا‬
‫الصدد هً مسألة انتخاب أعضاء المجالس بالنسبة للجها والجماعات باالقتراع العام المباشر‪ ،25‬إال فً‬
‫‪26‬‬
‫‪،‬بحٌث ٌتم انتخاب أعضائها‬ ‫المقابل لم ٌأتً القانون التنظٌمً للعماالت واألقالٌم بنفس المقتضى‬
‫بطرٌقة أخرى غٌر مباشرة ولعلها تكون عن طرٌق االقتراع بالالئحة وبالتمثٌل النسبً على أساس‬
‫قاعدة أكبر بقٌة‪ ،‬وهو األمر الذي سٌجعلها ال محالة دون المستوى المطلوب من حٌث الرقابة‬
‫السٌاسٌة الداخلٌة المتبادلة بٌن أجهزتها ومن حٌث مكانتها فً السلم الدٌموقراطً‪.27‬‬

‫‪21‬‬
‫المواد ‪ ،118 ،117‬والمواد من ‪ 265‬إلى ‪ 268‬من القانون ‪.113114‬‬
‫‪22‬‬
‫المراقبة اإلدارٌة على الجماعات الترابٌة و مطلب التنمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47:‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل ‪ 138‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪24‬‬
‫المادة ‪ 101‬من القانون ‪ ،111114‬والمادة ‪ 109‬من القانون ‪.112114‬‬
‫‪25‬‬
‫المادة ‪ 9‬من القانون ‪ 111114‬و المادة ‪ 7‬من القانون ‪.113114‬‬
‫‪26‬‬
‫المادة ‪ 8‬من القانون ‪111114‬‬
‫‪27‬‬
‫"المراقبة االدارٌة على الجماعات الترابٌة ومطلب التنمٌة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49 :‬‬

‫‪7‬‬
‫إال أنه ٌمكن القول أن المشرع المغربً قد أحسن صنعا عنما نص على أن رؤساء مجالس الجهات‬
‫ومجالس الجماعات الترابٌة االخرى ملتزمٌن بتنفٌذ مداوالت هه المجالس ومقرراتها‪ ،28‬وهذا من‬
‫شأنه أن ٌقوي وٌشجع الرقابة السٌاسٌة على الجماعات الترابٌة‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬الرقابة السٌاسٌة على مالٌة الجماعات الترابٌة ‪:‬‬

‫تعد مالٌة الجماعات الترابٌة المجال األمثل لتعرف على السٌاسات التنموٌة الحقٌقٌة التً تقودها النخبة‬
‫المحلٌة المنتخبة‪ ،‬كما تعد كٌفٌة تدبٌرها والقٌام بشؤونها فً المٌدان السٌاس هو األداة المثلى للوقوف‬
‫على مدى التزام المجالس المنتخبة بالقواعد و الضوابط المؤطرة للشؤون المالٌة المحلٌة‪.29‬‬

‫نصت القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة على أن المٌزانٌة هً الوثٌقة التً ٌحق وٌأذن بموجبها‬
‫بالنسبة لكل سنة مالٌة‪ ،‬مجموع موارد وتكالٌف الجماعات الترابٌة المعنٌة وتقدم المٌزانٌة بشكل‬
‫صادق مجموع مواردها وتكالٌفها التً ٌمكن أن تنتج عنها‪ ،30‬وتعتبر عملٌة تحضٌر المٌزانٌة من‬
‫اختصاصات رئٌس مجلس الجماعة بالنسبة للجماعة سواء قروٌة أو حضرٌة‪ ،‬و اآلمر بالصرف‬
‫بالنسبة للجهات والعماالت واألقالٌم‪ ،‬فبعد االنتهاء من عملٌة تحضٌر المٌزانٌة‪ٌ ،‬تولى اآلمر بالصرف‬
‫عرضها على اللجنة المختصة‪ ،‬قصد دراستها وإبداء المالحظات بشأنها داخل أجل ‪ 21‬أٌام على األقل‪،‬‬
‫ولك قبل تارٌخ افتتاح الدورة المتعلقة بالمصادقة على المٌزانٌة من طرف المجلس ‪ ،31‬بالرجوع إلى‬
‫القوانٌن التنظٌمٌة المتعلقة بالجماعات الترابٌة فقد نص كل واحد منهم تحت عنوان المالٌة والجباٌات‬
‫واألمالك على أن ٌتداول مجلس الجماعة الترابٌة المعنٌة فً عدة قضاٌا و فً مقدمتهم المٌزانٌة‪.32‬‬

‫هاته الرقابة التً تمارسها المجالس المنتخبة‪ ،‬تمكنهم بشكل مسبق باالطالع على المٌزانٌة‪ ،‬كما تقدم‬
‫لهم الشروحات والتفسٌرات الالزمة ‪ ،‬التً تساعدهم على دراسة مشارٌع المٌزانٌة وفهم توجهاتها‬
‫ومختلف مكوناتها وأحكامها‪ .‬بعد مرحلة التحضٌر االعداد تأتً مرحلة التصوٌت على المٌزانٌة من قبل‬
‫المجلس التداولً‪ ،‬فإذا صوت المجلس لصالح المشروع أخدت المٌزانٌة طرٌقها للمصادقة علٌها أو‬
‫التأشٌر علٌها‪ ،‬فإذا لم تتم الموافقة فً التارٌخ المحدد فإن ذلك ٌدعو الجتماع المجلس مرة أخري فً‬
‫دورة استثنائٌة داخل أجل ‪ٌ 26‬وم‪ ،‬وٌدرس المجلس االقتراحات المتعلقة بتعدٌل المٌزانٌة التً كان‬
‫سببا فً رفضها‪.33‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل ‪ 138‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪29‬‬
‫المراقبة االدارٌة على الجماعات الترابٌة ومطلب التنمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51:‬‬
‫‪30‬‬
‫المادة ‪ 165‬من القانون ‪ 111114‬و المادة ‪ 144‬من القانون ‪ 112114‬و المادة ‪ 169‬من القانون ‪.113114‬‬
‫‪31‬‬
‫المادة ‪ 16‬من القانون ‪.45108‬‬
‫‪32‬‬
‫المادة ‪ 98‬من القانون ‪ 111114‬والمادة ‪ 93‬من القانون ‪ 112114‬والمادة ‪ 92‬من القانون ‪.113114‬‬
‫‪33‬‬
‫المادة ‪ 17‬من القانون ‪ ، 111114‬والمادة ‪ 18‬من القانون ‪ ،112114‬والمادة ‪ 19‬من القانون ‪.113114‬‬

‫‪8‬‬
‫إلى جانب ال رقابة السٌاسٌة التً تمارسها المجالس المنتخبة على تنفٌذ المٌزانٌة هناك‪ ،‬هناك رقابة‬
‫أخرى تكون مواكبة لهذا التنفٌذ‪ ،‬وٌتعلق األمر هنا بتعدٌل المٌزانٌة‪ ،‬وهاته الرقابة نظمتها نصوص‬
‫القوانٌن المنظمة للجماعات الترابٌة‪ ،‬والتً أتاحت اإلمكانٌة للمجالس المنتخبة لتعدٌل المٌزانٌة خالل‬
‫السنة الجارٌة بوضع مٌزانٌة معدلة وفقا للشكلٌات والشروط المتبعة فً إعداد المٌزانٌة والتأشٌر‬
‫‪34‬‬
‫علٌها‪.‬‬

‫إجماال تعتبر الرقابة السٌاسٌة على إعداد وتنفٌذ مٌزانٌة الجماعات الترابٌة من الناحٌة المبدئٌة‪،‬‬
‫‪35‬‬
‫وسٌلة حقٌقٌة لضبط العمل المالً المحلً سٌاسٌا و الحرص على سالمة إنفاقه‬

‫كما تجب اإلشارة إلى أن القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة قد تجاهلت‪ ،‬الرقابة السٌاسٌة البعدٌة‬
‫التً تمارسها المجالس المنتخبة على الحسابات اإلدارٌة فهذا الحساب كان ٌعتبر بمثابة فرصة‬
‫لمحاسبة رئٌس المجلس على تدبٌره المالً والجبائً طٌلة السنة المالٌة المختتمة‪ ،‬فهذه القوانٌن‬
‫التنظٌمٌة ألغت بالمرة انعقاد هاته الجلسات على الحسابات اإلدارٌة لتحرر بذلك الرؤساء من المراقبة‬
‫‪36‬‬
‫والمحاسبة الداخلٌة من طرف المجالس المنتخبة‬

‫‪ ‬المحور الثالث‪ :‬المراقبة القضائٌة‬

‫تعتبر الرقابة القضائٌة الضمانة األساسٌة لسٌادة القانون و الدفع نحو خلق الجماعة الترابٌة‬
‫المواطنة‪ ،‬بل إن الرقابة القضائٌة بما ٌفترض فٌها من االستقاللٌة و الموضوعٌة‪ ،‬هً من أكثر‬
‫المكونات الرقابٌة التً ٌمكن أن تجعل األفراد ٌتقون فً القانون‪ ،‬و فً العالقات بٌنهم و بٌن الجماعات‬
‫بناء على أحكامه و سٌادته‪ ،37‬كما تعتبر الرقابة القضائٌة على الجماعات الترابٌة أهم ضمانة الحترام‬
‫حقوق اإلنسان وحماٌة مصالح األفراد والجماعات فً الوقت نفسه‪ ،‬فالرقابة القضائٌة بصفة عامة هً‬
‫مفتاح االلتزام سٌادة القانون‪.38‬‬

‫إن الرقابة القضائٌة على الجماعات الترابٌة بالمغرب من اختصاص كل من القضاء المالً و القضاء‬
‫االداري حٌث لكل منهما مجاله و إطاره الخاص‪ ،‬وكذا ممٌزاته و خصائصه المتعلقة به التً ٌتسم و‬
‫ٌتمٌز بها عن غٌره‪ .39‬والقضاء اإلداري باعتباره أحد المكونات األساسٌة لسلطة القضائٌة بالمغرب‬
‫إلى جانب القضاء العادي فهو ٌمارس المراقبة بقوة المبادئ العامة للقانون –إذا وجد مبدأ المنازعة –‬
‫‪34‬‬
‫المادة ‪ 214‬من القانون ‪ 111114‬والمادة ‪ 192‬من القانون ‪ 112114‬والمادة ‪ 218‬من القانون ‪113114‬‬
‫‪35‬‬
‫الرقابة االدارٌة على الجماعات الترابٌة ومطلب التنمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪36‬‬
‫الرقابة االدارٌة على الجماعات الترابٌة ومطلب التنمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪37‬‬
‫علً الحنودي ‪" :‬األمن القانونً مفهومه وأبعاده " منشورات م‪،‬م‪،‬إ‪،‬م‪،‬ت‪ ،‬العدد ‪ٌ 96‬ناٌر‪-‬فبراٌر ‪ ،2011‬ص‪.31 :‬‬
‫‪38‬‬
‫حجٌبة الزٌتونً‪ " :‬الجهة واالصالح الجهوي بالمغرب" مطبعة طوب بالرٌس الرباط‪ ،‬منشورات السلسلة المغربٌة لبحوث اإلدارة واالقتصاد‬
‫والمال‪ ،‬العدد‪ ،3‬الطبعة األولى ‪ ،2011‬ص‪133:‬‬
‫‪39‬‬
‫الرقابة االدارٌة على الجماعات الترابٌة ومطلب التنمٌة‪ ،‬مرجع سابق ص‪.26 :‬‬

‫‪9‬‬
‫وقد نص المشرع المغربً على رقابة القضاء االداري على بعض قرارات المجالس الجهوٌة‪ ،40‬فهذا‬
‫المقتضى من شأنه أن ٌشكل ضمانة لحماٌة المشروعٌة والحقوق والحرٌات العامة والتً ٌمكن‬
‫للجماعة أن تضر بها‪.‬‬

‫إن رقابة القضاء االداري للجماعات الترابٌة تختلف عن باقً المراقبات األخرى‪ ،‬بحكم أنها ال تتحرك‬
‫من تلقاء نفسها‪ ،‬وإنما البد من وجود مبدأ المنازعة‪ ،‬بحٌث ترفع دعوى المتضرر أمام المحكمة‬
‫اإلدارٌة المختصة التً تمارس لرقابتها على الجماعات الترابٌة المتنازع حولها‪ ،‬وذلك لفحص مدى‬
‫مشروعٌته‪ ،‬ومالئمته أومن إمكانٌة التعوٌض عنه‪.41‬‬

‫ففً إطار الجهوٌة الموسعة التً نهجها المشرع المغربً فً دستور ‪ ،3122‬فقد أنٌط بالقضاء‬
‫االداري اختصاصات البث فً النزاعات التً تثور بٌن السلطة المركزٌة من خالل ممثلٌها فً‬
‫الجماعات الترابٌة‪ ،‬والمجالس المنتخبة فً إطار الرقابة على الجماعات الترابٌة‪ .‬وذلك طبقا لمقتضٌات‬
‫القانون التنظٌمً المتعلق بالجهات رقم ‪ 222125‬الذي نص على أن " ٌختص القضاء وحده بعزل‬
‫أعضاء المجلس وكذلك التصرٌح ببطالن مداوالت مجلس الجهة‪ ،‬وكذا إٌقاف تنفٌذ المقررات و‬
‫‪42‬‬
‫‪ ،‬ونفس المقتضى‬ ‫القرارات التً ٌشوبها عٌوب قانونٌة‪ٌ ،...‬ختص القضاء وحده بحل المجلس "‬
‫تضمنه كل من القانون التنظٌمً للعماالت واألقالٌم‪ ،43‬والقانون التنظٌمً المتعلق بالجماعات‪.44‬‬

‫هاته المعطٌات تشكل نقلة نوعٌة فً رقابة القضاء اإلداري على الجماعات الترابٌة‪ ،‬إذ أصبح ٌختص‬
‫بإنزال العقوبات التأدٌبٌة على أعضاء المجالس المنتخبة ‪ ،‬وحل هاته المجالس أصبح أٌضا من‬
‫اختصاص المحاكم االدارٌة باإلضافة إلى لرقابة المشروعٌة‪ ،‬وهذا ما ٌأكد رغبة المشرع المغربً فً‬
‫تقوٌة دور القضاء االداري فً تعزٌزي الجهوٌة المتقدمة والرقً بها وضمان المشروعٌة من خالل‬
‫تحقٌق التوازن بٌن ممثلً السلطة المركزٌة والمجالس المنتخبة‪.45‬‬

‫باإلضافة إلى الدور الهام الذي ٌؤدٌه القضاء اإلداري فً مجال الرقابة على تدبٌر الجماعات الترابٌة ‪،‬‬
‫ٌنبغً اإلشارة أٌضا إلى دور األجهزة الرقابٌة األخرى التً تكتسً أهمٌة بالغة‪ ،‬مثل المجالس الجهوٌة‬
‫للحسابات والمفتشٌة العامة للمالٌة و المفتشٌة العامة لإلدارة الترابٌة‪ .‬فالرقابة التً تمارسها‬
‫المجالس الجهوٌة للحسابات رقابة الحقة ‪ ،‬وهً قضائٌة وإدارٌة ‪ ،‬تتجلى فً الفحص والتحقق من‬

‫‪40‬‬
‫المادة ‪ 1182‬من القانون ‪ ،111114‬والمادة ‪ 106‬من القانون ‪ ،112114‬والمادة ‪ 119‬من القانون ‪.113114‬‬
‫‪41‬‬
‫الرقابة االدارٌة على الجماعات الترابٌة ومطلب التنمٌة‪ ،‬مرجع سابق ص‪.27:‬‬
‫‪42‬‬
‫المادة ‪ 66‬من القانون ‪.111114‬‬
‫‪43‬‬
‫المادة ‪ 64‬من القانون ‪.112114‬‬
‫‪44‬‬
‫المادة ‪ 63‬من القانون ‪.113114‬‬
‫‪45‬‬
‫الرقابة االدارٌة على الجماعات الترابٌة ومطلب التنمٌة‪ ،‬مرجع سابق ص‪.27:‬‬

‫‪10‬‬
‫العملٌات المالٌة للجماعات المحلٌة‪ .‬كما تتولى وزارة الداخلٌة مهامها الرقابٌة على المالٌة المحلٌة‬
‫عامة وعلى تنفٌذ مٌزانٌتها خصوصا‪ ،‬من خالل جهاز المفتشٌة العامة لإلدارة الترابٌة التً تناط بها‬
‫مهمة المراقبة والتحقق من التسٌٌر اإلداري والتقنً والمحاسبً للمصالح التابعة لوزارة الداخلٌة‬
‫والجماعات المحلٌة وهٌئاتها ‪ .‬أما وزارة المالٌة فتمارس سلطتها الرقابٌة على مالٌة الجماعات‬
‫الترابٌة من خالل جهاز المفتشٌة العامة للمالٌة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫استنتاجات‬
‫نخلص فً ختام دراستنا لموضوع المراقبة التً تخضع لها الجماعات الترابٌة‪ ،‬إلى االستنتاجات‬
‫التالٌة‪:‬‬

‫‪ ‬المنتخبون المحلٌون ٌحسون إلى حد ما‪ ،‬أنه ٌتم التعامل معهم خالل المراقبة كأنهم أطفاال‬
‫ٌرتكبون األخطاء‪ ،‬ولهذا السبب فمن المستحب منحهم إمكانٌة طلب رأي المحكمة اإلدارٌة‪،46‬‬
‫والمحكمة الجهوٌة للحسابات قبل اتخاذ بعض القرارات المهمة جدا لحٌاة هذه الجماعات‪.‬‬
‫‪ ‬إن التجارب السابقة لالمركزٌة أبانت أن القضاء االداري المحلً ال ٌشكل مركز اهتمامات‬
‫المنتخبٌن المحلٌٌن‪ ،‬فٌبدو أن المحاكم اإلدارٌة ال تخٌف المتدخلٌن المحلٌٌن‪ .‬فالمتابعات‬
‫القضائٌة وتقارٌر المحاكم الجهوٌة للحسابات هً التً تثٌر أكثر ردود أفعالهم‪ ،47‬أما القاضً‬
‫االداري ال ٌثٌر أي اهتمام وال أي قلق بفعل الطابع المجرد للتقٌٌمات المتعلقة بشرعٌة‬
‫القرارات اإلدارٌة وال شخصٌة المسؤولٌة االدارٌة‪.‬‬
‫‪ ‬وأخٌرا ال ٌجب أن نغفل أن المراقبة التً تمارس على الجماعات الترابٌة هً مراقبة على‬
‫أعمال منتخبٌن محلٌٌن‪ ،‬ولٌس موظفٌن أو أعوان عمومٌٌن مندرجٌن فً السلم اإلداري أو فً‬
‫مسار مهنً بل منتخبٌن باالقتراع العام المباشر‪.48‬‬

‫‪46‬‬
‫محمد الٌعكوبً‪ ":‬الجماعات المحلٌة بٌن الرقابة القضائٌة والتنمٌة المحلٌة"‪ ،‬المجلة المغربٌة لإلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬عدد ‪،2017 ،132‬‬
‫ص‪.35:‬‬
‫‪47‬‬
‫محمد الٌعكوبً‪ ":‬الجماعات المحلٌة بٌن الرقابة القضائٌة والتنمٌة المحلٌة"‪ ،‬المجلة المغربٌة لإلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬عدد ‪،2011 ،101‬ص‪:‬‬
‫‪.119‬‬
‫‪48‬‬
‫محمد الٌعكوبً‪ ":‬الجماعات المحلٌة بٌن الرقابة القضائٌة والتنمٌة المحلٌة"‪ ،‬المجلة المغربٌة لإلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬عدد ‪ٌ ،139-138‬ناٌر‪-‬‬
‫أبرٌل ‪ ،2018‬ص‪.35:‬‬

‫‪12‬‬

You might also like