You are on page 1of 9

‫"اللي شركناه بالفضل نتقاسموه بالعدل"‬

‫مذكرة تفصيلية لتقديم‬


‫ملتمس تشريعي يهم تعديل المادة ‪ 94‬من مدونة األسرة‪ ،‬وما يرتبط بها من مواد أخرى‬

‫‪1‬‬
‫الفهرس‬

‫تقديم‬
‫المحور األول‪ :‬سياق تقديم الملتمس التشريعي؛‬
‫المحور الثاني‪ :‬اإلطار المفاهيمي؛‬
‫المحور الثالث‪ :‬اإلطار المرجعي لتقديم الملتمس؛‬
‫أوال‪ :‬الدستور‬
‫ثانيا‪ :‬االتفاقيات الدولية‬
‫ثالثا‪ :‬القانون رقم ‪ 70-07‬بمثابة مدونة األسرة‬

‫المحور الرابع‪ :‬أسباب تقديم الملتمس؛‬


‫المحور الخامس‪ :‬األهداف المتوخاة من تقديم الملتمس؛‬
‫المحور السادس‪ :‬التعديل المقترح وملخص االختيارات‬

‫‪2‬‬
‫تقديم‬

‫تعتبر مدونة السرة مشروعا مؤسسا ملجتمع متساو ومتضامن‪ ،‬يسعى الى التوفيق بين القيم الكونية لحقوق االنسان‪ ،‬الواردة‬
‫في المواثيق والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها المملكة المغربية‪ .‬والمقاصد النبيلة للمرجعية اإلسالمية‪ ،‬وقد شكل استبدال‬
‫مسمى مدونة الحوال الشخصية الى مدونة السرة‪ ،‬تأكيدا على كون القانون الجديد هو قانون لجميع أفراد السرة التي تعتبر الخلية‬
‫الساس في التنشئة االجتماعية والتربية على المساواة‪.‬‬

‫وقد ورد في ديباجة مدونة السرة التأكيد على أن الهداف الساسية للمدونة تتمثل في إنصاف المرأة وحماية حقوق الطفل‪،‬‬
‫وصيانة كرامة الرجل‪ ،‬في نشبت بمقاصد اإلسالم السمحة في العدل والمساواة والتضامن‪ ،‬والمعاشرة بالمعروف‪ ،‬والتنشئة‬
‫الم َّ‬
‫وجه‬ ‫السليمة لألطفال‪ ،‬واجتهاد منفتح على روح العصر ومتطلبات التطور‪ ،‬وهي نفس الهداف التي نص عليها الخطاب الملكي ُ‬
‫لممثلي المة يوم ‪ 01‬أكتوبر‪ ،4112‬والذي اتخذ كديباجة لهذه المدونة‪.‬‬

‫وتفعيال لهذه الهداف‪ ،‬نصت المادة الرابعة من المدونة في تعريفها للزواج على أنه" ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة‬
‫على وجه الدوام‪ ،‬غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة‪ ،‬برعاية الزوجين طبقا لحكام هذه المدونة"‪ ،‬حيث حمل مفهوم‬
‫الرعاية المشتركة للزوجين على السرة لول مرة في مدونة السرة لسنة ‪ ،4112‬دالالت كبرى في ما يخص مبدأ العدل والمساواة بين‬
‫طرفي العالقة الزوجية‪ ،‬كما أنه أحال على الدور الهام الذي أصبحت النساء تقمن به داخل السرة‪ ،‬سواء على مستوى رعاية البناء‬
‫أو تدبير أمور السرة‪ ،‬أو المساهمة في النفقة عليها‪ ،‬وفي نفس التوجه‪ ،‬كرس الدستور مبدأ المساواة بين الجنسين‪ ،‬كما أحدث‬
‫مجموعة من اآلليات التي أنيطت بها مهام ضمان هذه الحقوق والعمل على حماية السرة بما من شأنه أن يساهم في تحسين‬
‫العالقات داخلها ‪.‬‬

‫وعليه فإن ورش مالئمة القوانين الوطنية مع الدستور‪ ،‬ناهيك عن اإلشكاالت والصعوبات ذات الطبيعة القانونية واالجتماعية التي‬
‫أظهرها التطبيق خالل أزيد من ‪ 01‬سنة‪ ،‬جعل مختلف الفاعلين ينخرطون في إدارة النقاش املجتمعي حول مراجعة بعض مقتضيات‬
‫قانون مدونة السرة تكريسا للمساواة بين الزوجين ودعما لعناصر استقرار السرة وتماسكها‪.‬‬

‫وعليه فقد بادر مجموعة من المواطنات والمواطنون إلى تقديم ملتمس تشريع لتعديل بعض مقتضيات مدونة السرة باعتباره‬
‫مكنة دستورية‪ ،‬وتجليا من تجليات الديمقراطية المواطنة والتشاركية‪ ،‬التي اعتبرها دستور ‪ 4100‬من أسس النظام‬
‫الدستوري للمملكة‪ ،‬وهي اآللية التي تمكن من التعرف على حاجيات المواطنات والمواطنين وتشخيصها‪ ،‬بغية بلورة سياسات‬
‫وبرامج وطنية فعالة وناجعة‪ ،‬وهو سعي نحو تعزيز مكانتهم في تدبير قضايا الشأن العام الوطني واملحلي‪ ،‬وخلق جسور عالقة‬
‫تفاعلية خالقة بينهم وبين الفاعل العمومي‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬سياق تقديم الملتمس التشريعي‬

‫عرف المغرب تحوالت كبرى على المستوى املجتمعي‪ ،‬مما أثر على تركيبة السرة حيث لم يعد الزواج خاضعا دائما الختيار‬
‫البوين أو توجيهاتهما بقدر ما أصبح ممارسة فردانية تتم عبر االختيار واالتفاق‪ ،‬وعلى الرغم من هذه التحوالت التي طرأت على هذا‬
‫النموذج‪ ،‬إال أن السرة احتفظت بمركزيتها كمؤسسة محورية داخل املجتمع‪ ،‬مع ما تفرزه من مقاومة لكل تهديد لكيانها ووظائفها‪،‬‬
‫ومن إنتاج لميكنيزمات التكيف مع التحوالت الطارئة عبر مسلسل من التجاذبات بخصوص السلطة بين الزوجين‪ .‬خصوصا مع‬

‫‪3‬‬
‫ظهور معايير اجتماعية جديدة أفرزت تحوال ثقافيا تكرس مع تحقيق النساء نوعا من االستقالل االقتصادي‪ ،‬بحكم وجودهن‬
‫بكثافة في سوق الشغل‪.‬‬

‫وغالبا ما تكون هذه التحوالت في العالقات داخل الفضاء الخاص متقدمة على القانون نفسه‪ ،‬الذي يضطر الى التكيف الحقا‬
‫مع هذه التغيرات خاصة عندما يتعلق المر بقواعد قانونية أصبحت متجاوزة‪ ،‬وغير مالئمة للمجتمع أو غير مقبولة لديه‪.‬‬

‫لهذا كان من أهداف اإلصالحات التدريجية لقانون السرة مالءمة حقوق النساء مع أدوارهن الجديدة واالعتراف بمبدأ‬
‫المساواة في الحقوق والواجبات‪ ،‬وعدم التمييز القائم على الجنس في جميع املجاالت خاصة في مجال السرة‪.‬‬

‫وانطالقا من هذا السياق اإليجابي بالنسبة لحقوق النساء ولسالمة العالقة الزوجية التي تتحدد ركائزها الثالث في السكن‬
‫والمودة والرحمة حيث يلتقي فيها الزوجان على أحسن النيات وأعظم الغايات‪ ،‬ويتعاونان على المكارم‪ ،‬ويتقاسمان هموم التربية‬
‫وصيانة النشء وإكرام ذوي القربى‪.‬‬

‫فإن غاية أصحاب المبادرة من خالل تقديمهم لهذا الملتمس التشريعي هو تعديل وتتميم المقتضيات التي أثبتت الممارسة‬
‫أنها ال تحقق هذه المقاصد‪ ،‬ومن بينها المادة ‪ 24‬من مدونة السرة وما يرتبط بها من مواد‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬اإلطار المفاهيمي‬

‫قبل بسط اإلطار المرجعي لهذا الملتمس البد من تحديد مفهوم بعض الكلمات المفاتيح الواردة فيه وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ .0‬الذمة المالية‪ :‬مفهوم الذمة المالية في الفقه اإلسالمي‪ ":‬هي وعاء اعتباري افتراض ي تستقر فيه الحقوق وااللتزامات‬
‫جميعها سواء كانت مالية أو غير مالية لحق الله تعالى أو لحق العبد"‪ .‬اذا مفهوم الذمة في الفقه اإلسالمي ال يقتصر على‬
‫الحقوق المالية‪ ،‬بل يتسع ليشمل الحقوق غير المالية كذلك‪ ،‬فهذا المعنى الموسع للذمة لم يقيد ولم يخصص في كتب‬
‫الفقه اإلسالمي بل قيد وخصص في القانون الوضعي الذي يعرف الذمة المالية بأنها‪ ”:‬حقوق والتزامات ذات قيمة مالية‬
‫تعود لشخص سواء كان ذكرا أو أنثى”‪.‬‬

‫‪ .2‬المال المشترك بين الزوجين‪" :‬هو المال الذي اكتسب أثناء فترة الزواج بحيث ساهم كل من الزوجين وشاركا في تحصيله‬
‫وتنميته‪ ،‬سواء كانت المساهمة مباشرة أو غير مباشرة "‪ .‬ويتمثل المال المشترك في الموال العقارية أو المنقولة‪،‬‬
‫ويستحق كال الزوجين هذا المال بمقدار معين‪ ،‬إما بالتنصيف (أي النصف)‪ ،‬أو أقل من ذلك أو أكثر على حسب مقدار‬
‫املجهودات التي بذلها كل طرف لتنمية هذا المال‪.‬‬

‫و ال يدخل في تعريف المال المشترك‪ ،‬المال المتحصل عليه من طرف الزوج أو الزوجة‪ ،‬بأحد مداخل التملك كاإلرث والهبة‬
‫والصدقة والوقف وغيرها ‪.‬‬

‫‪ .3‬العمل المنزلي‪ :‬هو خدمة يمكن تقويمها ماديا يقوم بها أحد الزوجين لتوفير ضرورات الحياة‪ ،‬وإشباع حاجات السرة‬
‫وتحقيق رغباتها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫لهذا‪ ،‬فإن مسألة تقييم العمل اليومي االعتيادي إلشباع حاجيات السرة هي مسألة ذات راهنية‪ .‬وهي بدون شك من النقط‬
‫الساسية التي يتعين مراعاتها من أجل إصالح مدونة السرة في اتجاه اإلقرار بشكل قانوني بالعمل المنزلي وتقويمه ماديا كمساهمة‬
‫من الزوجة أو الزوج حسب الحوال في النفقة‪ ،‬مع تحديد الميكنيزمات الكفيلة بتقييمه بهدف استخالص المساطر والضوابط التي‬
‫تحكم الذمة المالية لكل من الزوجين في القانون المغربي‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬اإلطار المرجعي لتقديم الملتمس‬


‫أوال‪ :‬الدستور‬
‫جاء دستور فاتح يوليوز ‪ 4100‬إلرساء دعائم مجتمع متضامن‪ ،‬يتمتع فيه الجميع بالمن والحرية والكرامة والمساواة وتكافؤ‬
‫الفرص‪ ،‬والعدالة االجتماعية ومقومات العيش الكريم في نطاق التالزم بين الحقوق والواجبات‪ ،‬فالفصل ‪ 04‬منه ينص على ما يلي‬
‫‪ ":‬يتمتع الرجل والمرأة‪ ،‬على قدم المساواة‪ ،‬بالحقوق والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪،‬‬
‫الواردة في هذا الباب من الدستور‪ ،‬وفي مقتضياته الخرى‪ ،‬وكذا في االتفاقيات والمواثيق الدولية‪ ،‬كما صادق عليها المغرب‪ ،‬وكل‬
‫ذلك في نطاق أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها"‬
‫وبالتالي فالزواج وتكوين أسرة هو من الحقوق المقررة لألفراد ومن واجب الدولة توفير الحماية القانونية له وهذا ما نص عليه‬
‫الفصل ‪ 34‬من الدستور‪ ":‬السرة القائمة على عالقة الزواج الشرعي هي الخلية الساسية للمجتمع‪.‬‬
‫تعمل الدولة على ضمان الحماية الحقوقية واالجتماعية واالقتصادية لألسرة‪ ،‬بمقتض ى القانون‪ ،‬بما يضمن وحدتها‬
‫واستقرارها واملحافظة عليها‪.‬‬
‫تسعى الدولة لتوفير الحماية القانونية‪ ،‬واالعتبار االجتماعي والمعنوي لجميع الطفال‪ ،‬بكيفية متساوية‪ ،‬بصرف النظر عن‬
‫وضعيتهم العائلية‪.‬‬
‫التعليم الساس ي حق للطفل وواجب على السرة والدولة‪ .‬يحدث مجلس استشاري لألسرة والطفولة "‪.‬‬
‫كما نص الفصل ‪064‬من الدستور على أن هذا املجلس يتولى‪ ":‬مهمة تأمين تتبع وضعية السرة والطفولة وإبداء آراء حول‬
‫املخططات الوطنية بهذه الميادين وتنشيط النقاش العمومي حول السياسة العمومية في مجال السرة‪ ،‬وضمان تتبع وإنجاز البرامج‬
‫الوطنية المقدمة من قبل مختلف القطاعات والهياكل املختصة"‪.‬‬
‫من جانب آخر السلطات العمومية ملزمة كذلك بوضع وتفعيل سياسات يكون الغرض منها على الخصوص معالجة الوضاع‬
‫الهشة لفئات من النساء والمهات والطفال والشخاص المسنين وهذا ما أكد عليه الفصل ‪ 6‬من الدستور حينما نص على أن‪:‬‬
‫"القانون هو أسمى تعبير عن إرادة المة‪ .‬والجميع‪ ،‬أشخاصا ذاتيين أو اعتباريين‪ ،‬بما فيهم السلطات العمومية‪ ،‬متساوون أمامه‪،‬‬
‫وملزمون باالمتثال له‪.‬‬
‫تعمل السلطات العمومية على توفير الظروف التي تمكن من تعميم الطابع الفعلي لحرية المواطنات والمواطنين‪ ،‬والمساواة‬
‫بينهم‪ ،‬ومن مشاركتهم في الحياة السياسية واالقتصادية والثقافية واالجتماعية"‪.‬‬
‫وتأكيدا على ما سبق وفي إطار تحقيق الديمقراطية التشاركية والتنمية وتعزيز قيم المواطنة فالفصل ‪ 02‬من الدستور ينص‪":‬‬
‫على أنه للمواطنات والمواطنين ضمن شروط وكيفيات يحددها قانون تنظيمي الحق في تقديم ملتمسات في مجال التشريع" وهي‬
‫المكنة القانونية التي نسعى الى تطبيقها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ثانيا‪ :‬االتفاقيات الدولية‬
‫‪ ‬في إطار حماية الحقوق السرية‪ ،‬تنص الفقرة الثالثة من المادة ‪ 06‬من اإلعالن العالمي لحقوق االنسان على أن «السرة هي الوحدة‬
‫الطبيعية الساس للمجتمع‪ ،‬ولها حق التمتع بحماية املجتمع والدولة»؛‬
‫‪ ‬مجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة من خالل قراره ‪" A/HCR/29/L.25‬لحماية السرة"‪ ،‬والذي يعترف بالمرأة كمساهم‬
‫رئيس ي في إعمال الحق في مستوى معيش ي الئق لعضاء السرة‪ ،‬وال سيما لطفالها؛‬
‫‪ ‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة المعتمدة من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 01‬ديسمبر ‪0414‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2166‬بتاريخ ‪ 43‬شوال ‪ 01(0240‬يناير‪)4110‬؛‬
‫‪ ‬الدينامية الدولية الداعية إلى ضرورة اعتماد منظور السرة في تنفيذ أجندة ‪ 4131‬للتنمية المستدامة‪ ،‬على اعتبار أن االستثمار في‬
‫السرة هو الكفيل بتحقيق شعار أجندة التنمية‪ ،‬إذ أن الهدف الخامس نص ضمن مقتضياته االعتراف بأعمال الرعاية غير مدفوعة‬
‫الجر والعمل المنزلي وتقديرها من خالل توفير الخدمات العامة والبنى التحتية ووضع سياسات الحماية االجتماعية وتعزيز تقاسم‬
‫المسؤولية المعيشية داخل السرة المعيشية والعائلة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬القانون رقم ‪ 70-07‬بمثابة مدونة األسرة‬


‫من المعلوم أن لقضايا السرة خصوصيات ميزتها عما سواها من القوانين اعتبارا لهمية السرة كوحدة متكاملة قائمة الذات‪،‬‬
‫وهذا ما يبرر عناية المشرع التي تظهر بشكل جلي من خالل نصوص القانون رقم ‪ 11.13‬بمثابة مدونة السرة الصادر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 0.12.44‬المؤرخ في ‪ 3‬فبراير ‪،4112‬‬
‫ولعل موضوع الحقوق المالية للزوجين من أهم القضايا التي أوالها المشرع المغربي أهمية خاصة في هذا القانون عبر‬
‫تخصيصها بالمادة ‪ 24‬من مدونة السرة التي تنص على ما يلي‪ ":‬لكل واحد من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة اآلخر‪ ،‬غير أنه‬
‫يجوز لهما في إطار تدبير الموال التي ستكتسب أثناء قيام الزوجية‪ ،‬االتفاق على استثمارها وتوزيعها‪.‬‬
‫يضمن هذا االتفاق في وثيقة مستقلة عن عقد الزواج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقوم العدالن بإشعار الطرفين عند زواجهما بالحكام السالفة الذكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬إذا لم يكن هناك اتفاق فيرجع للقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمل كل واحد من الزوجين وما قدمه من مجهودات وما‬
‫تحمله من أعباء لتنمية أموال السرة‪.‬‬
‫كما أنه نص في المادة ‪ 10‬على أن‪ ":‬الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين هي‪:‬‬
‫‪ ‬المساكنة الشرعية بما تستوجبه من معاشرة زوجية وعدل وتسوية عند التعدد‪ ،‬وإحصان كل منهما وإخالصه لآلخر‪،‬‬
‫بلزوم العفة وصيانة العرض والنسل؛‬
‫‪ ‬المعاشرة بالمعروف‪ ،‬وتبادل االحترام والمودة والرحمة والحفاظ على مصلحة السرة؛‬
‫‪ ‬تحمل الزوجة مع الزوج مسؤولية تسيير ورعاية شؤون البيت والطفال؛‬
‫‪ ‬التشاور في اتخاذ القرارات المتعلقة بتسيير شؤون السرة والطفال وتنظيم النسل؛‬
‫‪ ‬حسن معاملة كل منهما لبوي اآلخر ومحارمه واحترامهم وزيارتهم واستزارتهم بالمعروف؛‬
‫‪ ‬حق التوارث بينهما‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬أسباب تقديم الملتمس‬

‫إن المتتبع لمسار التنزيل العملي للمادة ‪ 24‬من مدونة السرة يسجل مجموعة من اإلشكاالت سواء تلك المرتبطة بنص المادة‪،‬‬
‫أو بقصور في فهم مراميها‪ ،‬أو الناتجة عن االختالف في التفسير والتأويل لمقتضياتها بين املحاكم‪ ،‬ناهيك عن بعض التمثالت والكوابح‬
‫الثقافية التي حالت دون تفعيل مقتضياتها‪ ،‬ويستند أصحاب المبادرة لتقديم ملتمس تشريعي لتعديل المادة ‪ 24‬إلى عدة أسباب‬
‫يمكن إجمالها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -0‬ظل إبرام عقود لتدبير الموال المكتسبة مستقلة عن عقد الزواج محدودا جدا في املجتمع المغربي حيث تسجل‬
‫إحصائيات وزارة العدل أنه خالل ‪ 01‬سنة‪ ،‬أعلى نسبة تم بلوغها هي ‪ 1,1‬في المائة فقط من نسبة عقود الزواج المبرمة‪.‬‬
‫‪ -4‬بينت مجموعة من الدراسات الميدانية الرسمية والمدنية أن المادة ‪ 24‬غير معروفة على نطاق واسع كما أن العدول‬
‫واجهتهم صعوبات في إثارة موضوع إبرام هذا العقد عند توثيق الزواج‪ ،‬وهذا يرجع الى عوامل ذات أبعاد اجتماعية‪،‬‬
‫وأخالقية ونفسية إضافة الى الثقافة والمعتقدات السائدة وسط املجتمع‪ ،‬التي تدفع الطراف المتعاقدة الى عدم طرح‬
‫مسألة االتفاق أو الحديث عن تدبير الموال أثناء إبرام عقد الزواج؛ إذ مازال ينظر الى هذه المسألة أنها تمس الثقة‬
‫المفترضة بين الزوجين وتثير الحرج بينهما بحسب ما هو مألوف ومتعارف عليه بين الناس‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم التوثيق يلحق الضرر والحيف بالعديد من النساء وكذا بعض الرجال‪ ،‬ويسبب ضياع الحقوق في نصيب كال الزوجين‬
‫من الموال التي اكتسباها بشكل مشترك عند النزاع في حالة الطالق وعند الترمل‪ ،‬بالنظر إلى الصعوبات المتعلقة بنظام‬
‫اإلثبات الذي اعتمدته المادة ‪،24‬‬
‫‪ -2‬لم تمكن المادة بصياغتها الحالية من االعتراف القانوني باملجهودات التي تبذلها النساء داخل البيت وما تقتضيه من أعباء‬
‫جسيمة ومهمة في تلبية احتياجات السرة‪.‬‬
‫‪ -1‬ظل االجتهاد القضائي متوجها عموما لعدم تقدير مساهمة المرأة في تنمية أموال السرة‪ ،‬بالرغم من وجود بعض‬
‫االجتهادات القضائية الرائدة من قبيل الحكم الصادر عن ابتدائية الدار البيضاء أبريل ‪( 4116‬رقم ‪،)2/611-41‬الذي أكد‬
‫على أن عمل الزوجة اليومي ولو داخل البيت يعد مساهمة منتجة عند التقييم على أساس أن عقد الزواج ال يلزم الزوجة‬
‫بخدمة البيت‪ ،‬والحكم الذي صدر عن ابتدائية الرباط في أكتوبر ‪( 4101‬رقم ‪ - 42‬ملف ‪،)4101/0/01‬الذي يقر بأحقية‬
‫الزوجة في ‪ % 11‬من سهم المدعى عليه‪ ،‬بعد ثبوت كدها وسعايتها من أجل تنمية أموال السرة عن طريق إنشاء الشركة)‪.‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬األهداف المتوخاة من تقديم الملتمس‬

‫اعتمد أصحاب المبادرة آلية الملتمس التشريعي باعتباره مكنة دستورية‪ ،‬من أجل تحقيق مناط ومقصد النص القانوني‬
‫المتعلق بالسرة القائم على العدل واالنصاف‪ ،‬وهو بذلك يروم الى تحقيق الهداف التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تطبيق مبادئ الدين اإلسالمي الحنيف القائمة على حفظ الحقوق والمساواة والمعاشرة بالمعروف‪ ،‬وتحقيق مناط ومقصد‬
‫النص القانوني المتعلق بمؤسسة السرة وإقرار العدل واإلنصاف فيما يتعلق بحق الزوجين فيما اكتسباه من جهدهما في تنمية‬
‫أموال السرة بعد الزواج‪ ،‬ولغاية تحقيق العدل واإلنصاف‪ ،‬واإلسهام في إشاعة ثقافة االعتراف والفضل المتبادل بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل مرامي الوثيقة الدستورية التي كرست من خالل الفصل ‪ 04‬مبدأ المساواة بين الجنسين‪ ،‬وعملت على دسترة السرة في‬
‫الفصل ‪ ،34‬كما أحدثت مجموعة من اآلليات التي أنيطت بها مهام ضمان هذه الحقوق والعمل على حماية السرة‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬االلتزام بمقتضيات المواثيق الدولية ذات الصلة والسيما اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي نصت على‬
‫الحقوق اإلنسانية للنساء‪ ،‬وانخراطا في الدينامية الدولية الداعية لالعتراف بأعمال الرعاية غير مدفوعة الجر والعمل المنزلي‬
‫وتقديرها‪.‬‬
‫‪ ‬تعديل المادة ‪ 24‬من المدونة من خالل نصها صراحة على أن الموال التي ستكتسب أثناء قيام العالقة الزوجية هي أموال‬
‫مشتركة بين الزوجين يستحق كل منهما نصيبه حسب مجهوداته في اكتسابها؛‬
‫‪ ‬مراجعة نظام اإلثبات في مجال المساهمة المالية للمرأة بما يضمن إمكانية الوصول إلى مختلف أشكال مساهمتها في تنمية‬
‫أموال السرة؛ وذلك باالستناد إلى مبادئ الفقه المالكي واجتهاداته في حماية الحقوق المالية للزوجين‪ ،‬تماشيا مع عدالة الشرع‬
‫المبنية على التكامل بين الرجل والمرأة؛‬
‫‪ ‬تعديل المادة ‪ 10‬من مدونة االسرة خاصة الفقرة الثالثة منها التي تنص على "تحمل الزوجة مع الزوج مسؤولية تسيير ورعاية‬
‫شؤون البيت والطفال" التي يستند عليها االجتهاد القضائي في تفسير المادة ‪ ،24‬حيث يستبعد العمل المنزلي من المساهمة في‬
‫تنمية االموال المكتسبة خالل الزواج؛‬
‫‪ ‬رفع الحيف والضرر الواقع على الزواج جراء عدم توثيقهم لمساهماتهم‪ ،‬باعتبار تعتبر الموال المكتسبة أثناء الزوجية أمواال‬
‫مشتركة بين الزوجين‪ ،‬يتم اقتسامها حسب ما قدمه كل طرف من مجهودات وما تحمله من أعباء لتنمية أموال السرة؛‬
‫‪ ‬االعتراف بالمال المشترك بين الزوجين كأحد الحقوق المتعلقة بالتركة يستحقه أحد الزوجين عند وفاة اآلخر‪.‬‬

‫المحور السادس‪ :‬التعديل المقترح وملخص االختيارات‬

‫التعليل‬ ‫التعديل المقترح‬ ‫نص المادة كما هو وارد في القانون رقم‬


‫‪ 70-07‬بمثابة مدونة األسرة‬

‫في إطار حفظ الحقوق المالية للزوجين‪ ،‬يجب‬ ‫تتمم المادة ‪ 94‬كما يلي‪:‬‬ ‫المادة ‪94‬‬
‫اعتبار وتثمين جميع أشكال وصيغ المشاركة بين‬ ‫لكل واحد من الزوجين ذمة مالية‬
‫" لكل واحد من الزوجين ذمة مالية‬
‫الرجل والمرأة في تنمية الموال المكتسبة خالل‬ ‫مستقلة عن ذمة اآلخر‪ ،‬غير أنه يجوز‬
‫مستقلة عن ذمة اآلخر‪ .‬غير أنه يجوز‬
‫فترة الزوجية بما يتماش ى مع قواعد العدل‬ ‫لهما في إطار تدبير الموال التي‬
‫لهما في إطار تدبير الموال التي ستكتسب‬
‫واإلنصاف كما هي في الفقه اإلسالمي‪ ،‬والوثيقة‬ ‫ستكتسب أثناء قيام الزوجية‪ ،‬االتفاق‬
‫أثناء قيام الزوجية‪ ،‬االتفاق على‬
‫الدستورية‪ ،‬والمواثيق الدولية الحقوقية‪ ،‬التي‬ ‫على استثمارها وتوزيعها‪.‬‬
‫استثمارها وتوزيعها‪.‬‬
‫تدعو جميعها إلى االعتراف وتثمين مساهمة‬ ‫يضمن هذا االتفاق في وثيقة مستقلة‬
‫يضمن هذا االتفاق في وثيقة مستقلة عن‬
‫الزوجين في تنمية أموال السرة وإيجاد الوسائل‬ ‫عن عقد الزواج‪.‬‬
‫عقد الزواج‬
‫الكفيلة بضمان توزيع عادل لها في حاالت النزاع أو‬ ‫يقوم العدالن بإشعار الطرفين عند‬
‫الفراق أو الموت‪.‬‬ ‫إذا لم يكن هناك اتفاق تعتبر األموال‬ ‫زواجهما بالحكام السالفة الذكر‪.‬‬
‫المكتسبة أثناء الزوجية أموال مشتركة‬ ‫إذا لم يكن هناك اتفاق فيرجع للقواعد‬
‫بين الزوجين‪،‬يتم اقتسامها حسب ما‬ ‫العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمل كل‬
‫قدمه كل طرف من مجهودات وما‬ ‫واحد من الزوجين وما قدمه من‬
‫تحمله من أعباء لتنمية أموال األسرة؛‬ ‫مجهودات وما تحمله من أعباء لتنمية‬
‫أموال السرة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫يقوم العدالن بإشعار الطرفين عند‬
‫زواجهما بالحكام السالفة الذكر؛‬
‫يرجع في حالة النزاع إلى القواعد العامة‬
‫لإلثبات وأحكام المذهب المالكي‬

‫يعدل البند الثالث من المادة ‪ 15‬كما يلي‪ :‬قصدنا من خالل إضافة‪ :‬اعتبار العمل المنزلي‬ ‫المادة ‪15‬‬
‫عنصرا مكونا لألموال المشتركة بين الزوجين إرساء‬
‫"‪.... -0‬؛‬
‫قاعدة قانونية تثمن العمل المنزلي وتمنحه قيمة‬ ‫الحقوق المتبادلة بين الزوجين‬
‫يمكن تقديرها بالنظر إلى املجهودات التي تبذلها‬ ‫‪...... -4‬؛‬
‫"‪.... -0‬؛‬
‫النساء داخل البيت ورعايتهن لفراد السرة وتوفير‬ ‫‪-3‬تحمل الزوجة مع الزوج مسئولية‬
‫‪...... -4‬؛‬
‫أسباب الراحة لهم‪ .‬وإن قيام السيدة في بيتها بهذه‬ ‫تسيير ورعاية شؤون البيت والطفال‬
‫ويؤخذ بعين العتبار العمل المنزلي في العمال يوفر على السرة مصروفا مهما يقع على‬ ‫‪ - 3‬تحمل الزوجة مع الزوج مسؤولية‬
‫تنمية األموال المشتركة بين الزوجين المشرع واجب إنصافها واالعتراف لها بنصيبها فيما‬ ‫تسيير ورعاية شؤون البيت والطفال؛‬
‫راكمته السرة من ثروة خالل فترة الزوجية‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫الباقي دون تغيير‬
‫وهناك اجتهادات قضائية جديرة باالعتبار‬
‫تعترف بعمل الزوجة المنزلي وتعتبره عنصرا مساهما‬
‫في تكوين وتنمية أموال االسرة‪.‬‬

‫يتمم البند الثالث من المادة ‪  344‬إن قدر مساهمة الزوج(ة) في تنمية ثروة السرة‬ ‫المادة ‪022‬‬
‫إما من خالل العمل المدر للدخل أو من خالل‬ ‫تتعلق بالتركة حقوق خمسة‬
‫بإضافة ما يلي‪:‬‬
‫العمل المنزلي يعد دينا تعلق بتركة الزوج(ة)‬ ‫تخرج على الترتيب االتي‪:‬‬
‫‪.................0‬‬ ‫‪ .0‬الحقوق المتعلقة بعين‬
‫الهالك(ة) ويتعين بناء عليه إخراجه ضمن‬
‫الديون المتعلقة بالتركة قبل إخراج باقي‬ ‫‪...............4‬‬ ‫التركة؛‬
‫الحقوق‪,‬‬ ‫‪ .4‬نفقات تجهيز الميت‬
‫‪ .3‬ديون الميت بما في ذلك نصيب الزوج‬
‫‪ ‬ضرورة االعتراف بالمال المشترك بين الزوجين‬ ‫بالمعروف؛‬
‫أو الزوجة من األموال المشتركة‪.‬‬
‫كأحد الحقوق المتعلقة بالتركة يستحقه أحد‬ ‫‪ .3‬ديون الميت؛‬
‫الزوجين عند وفاة اآلخر ‪ ،‬وذلك باعتباره من‬ ‫‪ .2‬الوصية الصحيحة النافذة؛‬
‫ديون الميت‪.‬‬ ‫الباقي بدون تغيير‪.‬‬ ‫‪ .1‬المواريث بحسب ترتيبها فبي‬
‫هذه المدونة‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like