You are on page 1of 19

‫المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية ــــــــــ المجلد‪ ، 59 :‬العدد‪ ، 02.

،‬السنة‪ 2022 :‬الصفحة‪156-138:‬‬

‫تـــــــرسيــــــخ دعــــــــائــــــم األمــــــــن الــــــــقانــــــــــــــــونــــــــــــــــي‬


‫‪The foundations of legal security‬‬
‫جمال دريسي‬

‫كلية الحقوق جامعة الجزائر ‪1‬‬


‫‪djameldrici@yahoo.fr‬‬

‫تاريخ االرسال‪ 2021/09/30‬تاريخ القبول‪ 2022/04/08‬تاريخ النشر‪ :‬جوان ‪2022‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫لألمن عدة معاني مختلفة‪ ،‬وان كان يعنى بالدرجة االولى تحقيق الطمأنينة والسالم‪ ،‬واألمن القانوني‬
‫القانونية ويمثل العمود الفقري في تكوين القواعد القانونية‪ ،‬اذ يتطلب قيامها على‬ ‫يعد من أهم الموض و وووعا‬
‫والمراكز القانونية‪.‬‬ ‫قدر من االستقرار في العالقا‬

‫التي يصووبوا اليها القانون ترسوويخ األمن القانوني فان ذلك يتطلب توافر‬ ‫إذا كان من بين اهم الغايا‬
‫سو و و و و و ووا المرتبطوة بوععوداد القواعودة القوانونيوة أو بوالطرق الواجبوة عنود العمول بهوا منهوا م ارعواة جودة‬ ‫عودة آليوا‬
‫القانونية وكذا ض و و وومان العلم بالقاعدة‬ ‫الص و و وويا ة والوض و و ووو وتجنب التض و و ووخم أو التناقض بين النص و و ووو‬
‫القانونية وسهولة الوصول اليها باإلضافة الى مراعاة مبدأ المالئمة والثقة‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬األمن‪ ،‬استقرار القاعدة القانونية‬


‫‪Abstract:‬‬
‫‪The security has many different meanings, although it primarily means achieving tranquility,‬‬
‫‪peace, and legal security is one of the most important legal Topic and represents in the formation‬‬
‫‪of legal rules, as it requires their establishment on a degree of stability in legal relations and‬‬
‫‪centers.‬‬
‫‪If one of the most important goals that the law aspires to is the consolidate of legal security,‬‬
‫‪then this requires the availability of several mechanisms, whether related to the preparation of‬‬
‫‪the legal rule or the necessary methods when working with it, including the consideration of‬‬
‫‪the wording quality and clarity and avoid inflation or contradictions between legal texts, as well‬‬
‫‪as ensuring knowledge of the legal rule and facility access to it, in addition to consider the‬‬
‫‪principe of convenience and trust.‬‬
‫‪Keywords: security, stability of legal rule‬‬

‫المؤلف المرسل‪ :‬جمال دريسي‬

‫‪138‬‬
‫ت و و وورسيو و ووخ دع و و و وائ و و وم األم و و و ون ال و و و وقان و و و و و و و وون و و و و و و و وي‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫في‬ ‫التي تس و ووعى الى تكريس و ووها معظم التشو و وريعا‬ ‫يعد موض و ووو االمن القانوني من بين أهم الغايا‬
‫والمراكز القانونية‬ ‫النس و ووبي في العالقا‬ ‫نظمها القانونية وذلك من اجل الوص و ووول الى توفير نو من الثبا‬
‫حاض ار ومستقبال‪.‬‬ ‫لألشخا‬

‫صوواحبها سوون العديد من القوانين بغية مسووايرة هذا التطور‬ ‫إن التطور الذي مس مختلف المجاال‬
‫الحاص و و وول واالس و و ووتجابة لمختلف التطلعا ‪ ،‬وهو ما أدى الى طر فكرة االمن الذي اقترن بالمجال القانوني‬
‫والتدابير الكفيلة التي تض و وومن قيام القوانين على عنص و وور الثبا‬ ‫باعتبار انه يص و ووبوا الى بحث عن االليا‬
‫القانونية المتتالية لمواكبة‬ ‫وعدم المسو و و و و وواس بالمباد القانونية المسو و و و و ووتقرة امام الضو و و و و وورورة الملحة للتعديال‬
‫تطو ار في مختلف االصعدة‪.‬‬ ‫واحتوا الظروف التي عرف‬

‫الراهن ويكتسو و و و و و ووي أهميوة بوالغوة في مختلف‬ ‫يعتبر االمن القوانوني من المفواهيم المطروحوة في الوقو‬
‫الحيواة بواعتبوار انوه آليوة للتعبير عن الواقع القوانوني‪ ،‬كموا تظهر أهميوة موضو و و و و و ووو االمن القوانوني‬ ‫مجواال‬
‫باعتباره من بين اهم الركائز األس وواس ووية التي ترمي الى تجس وويد مبدأ س وويادة القانون وض وومان حماية للحقوق‬
‫في إطوار القواعود القوانونيوة التي ينبغي ان تكون بقودر من الفعواليوة في ارسو و و و و و ووا منظوموة قوانونيوة‬ ‫والحريوا‬
‫العدل واالنصاف‪.‬‬ ‫تستجيب لمتطلبا‬

‫تهدف مختلف النظم القانونية الى تكريس دولة القانون‪ ،‬االمر الذي يجعل الوص ووول الى مقتض وويا‬
‫تحقيق االمن القانوني من عدمه يعكس مدى نجا السووياسووة التش وريعية المنتهجة في تحقيق هذه االهداف‪،‬‬
‫ويتأتى ذلك بتقييم مدى فاعلية القواعد القانونية المطبقة في إرسوا األمن‪ ،‬ويكون ذلك باالعتماد على جملة‬
‫التي من شو و و ووأنها ان توفر نوعا من التكامل واالنسو و و ووجام القانوني‪ ،‬وبالنتيجة تضو و و وومن‬ ‫من المعايير واالليا‬
‫فعالية القواعد القانونية الموضو و وووعية او اإلجرائية التي تقتضو و ووي أن تتالئم مع مختلف الظروف‪ ،‬وهو األمر‬
‫عنود وضو و و و و و ووع القواعود القوانونيوة في م ارحول االعوداد االوليوة الى حين‬ ‫الوذي يسو و و و و و ووتلزم م ارعواة مختلف االليوا‬
‫تجسيدها ثم قياس مدى كفايتها ونجاعتها‪.‬‬

‫تبرز أهمية موضوو االمن القانوني من زاوية كونه من المواضويع التي تمتاز بالحداثة وال يزال محل‬
‫التي تصو و و و و ووبوا‬ ‫القانونية‪ ،‬كما يعد من بين اهم الغايا‬ ‫الصو و و و و وولة بالد ارسو و و و و ووا‬ ‫اهتمام وبحث في العلوم ذا‬
‫المعاصورة الى ترسوويخه في نظمها القانونية وبالتالي فان إشووكالية الموضووو تتمحور حول ماهية‬ ‫التشوريعا‬
‫تحقيق االمن القانوني؟‬ ‫السبل الكفيلة لبلوغ مقتضيا‬

‫ان اإلحاطة بكافة جوانب الموض و و ووو ومن ثمة اإلجابة على اإلش و و ووكالية المطروحة يقتض و و ووي االعتماد‬
‫على التقس و و وويم الثنائي الذي يتض و و وومن مبحثين‪ ،‬حيث يتناول المبحث االول اإلطار العام لألمن القانوني اما‬
‫ضمان إرسا االمن القانوني‪.‬‬ ‫المبحث الثاني فيتناول اهم آليا‬

‫‪139‬‬
‫جمال دريسي‬

‫المبحث األول‪ :‬االطـــــــار العــــــــام لألمــــــــن القانـــــونــــي‬

‫المعاصورة الى تكريسوه في مختلف‬ ‫يعد االمن من بين أهم االسوس القانونية التي تسوعى التشوريعا‬
‫والمراكز وتحقيق‬ ‫وذلك من خالل ضو و و وومان توفير حد أدنى من االسو و و ووتقرار القانوني في العالقا‬ ‫المجاال‬
‫التوازن بين مختلف المصالح بما في ذلك توفير الحماية الالزمة للحقوق والحريا ‪.‬‬

‫سو وونحاول من خالل هذا المبحث التطرق الى موضو ووو ترسو وويخ االمن القانوني في الفكر القانوني في‬
‫المطلب األول ثم إبراز مكانته في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ترسيخ األمن القانوني في الفكـــر القانوني‬

‫والبحوث القانونية‪ ،‬كما‬ ‫نفس و ووها في مجال الد ارس و ووا‬ ‫يعد األمن القانوني من المفاهيم التي فرضو و و‬
‫متفاوتة‪ ،‬وهذا مص و و و و ووطلح يحمل في طياته العديد من المعاني‬ ‫بدرجا‬ ‫عليه العديد من التشو و و و ووريعا‬ ‫اكد‬
‫واألوجه واألبعاد المماثلة او المختلفة لدى فقها القانون‪ ،‬مما يقتضو و و و ووي الوقوف على التعاريف المختلفة له‬
‫وتبيان أساسه التشريعي وهو ما سنوضحه كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف االمن القانوني‬

‫ان االمن القانوني يعد من المسو و ووائل الضو و وورورية التي يقتضو و ووي ان تبنى عليها القوانين‪ ،‬وبالر م من‬
‫اقترن هذا المصو و ووطلح بالمجال القانوني واالسو و ووتعمال الشو و ووائع له اال انه ال يوجد تعريف جامع يحدد مدلوله‬
‫وقلموا يتم االهتموام بتعريفوه من قبول الفقوه‪ ،‬اذ والبوا موا يقودم كوعطوار عوام لمجموعوة كبيرة من المبواد والحقوق‬
‫المرتبطة به أو كغاية محورية لكل نظام قانوني ومطلبا أساسيا لدولة القانون‪.1‬‬

‫في كونوه وايوة القوانون‪ ،‬وقيمتوه المعيواريوة‪ ،‬وان وظيفتوه هي‬ ‫اذا كوان مودلول االمن القوانوني يتلخ‬
‫تأمين النظام القانوني من االختالال ‪ ،‬لذلك فانه يعرف بانه عملية وليس مجرد فكرة تسو ووتهدف توفير حالة‬
‫متوافقة مع الدس و و ووتور‬ ‫والمراكز القانونية‪ ،‬وذلك من خالل اص و و وودار تشو و و وريعا‬ ‫من االس و و ووتقرار في العالقا‬
‫القانونية من‬ ‫ومنسو و و و و ووجمة مع مباد القانون الدولي‪ ،‬ايتها ارسو و و و و ووا الثقة والطمأنينة بين اطراف العالقا‬
‫أو‬ ‫القانون العام‪ ،‬بحيث يجب على التش وريع ان ال يتسووم بالمفاجئا‬ ‫او اشووخا‬ ‫القانون الخا‬ ‫اشووخا‬

‫و و عبد المجيد ميجة‪ ،‬مبدا االمن القانوني وضرورة االمن القضائي‪ ،‬عرض مقدم في اطار الندوة المنظمة من طرف‬ ‫‪1‬‬

‫الودادية الحسنية للقضاة بمناسبة المؤتمر الثالث عشر للمجموعة االفريقية لالتحاد العالمي للقضاة‪ ،‬الدار البيضا ‪،2008 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪140‬‬
‫ت و و وورسيو و ووخ دع و و و وائ و و وم األم و و و ون ال و و و وقان و و و و و و و وون و و و و و و و وي‬

‫‪ ،‬أو برجعية القوانين أو الق ار ار ‪ ،‬االمر الذي قد يزعز الثقة في الدولة وقوانينها‬ ‫التض و و و ووخم في النص و و و ووو‬
‫بالنظر إلى عدم ضمان حماية فعالة للحقوق والحريا ‪.1‬‬

‫كما ان البعض‪ 2‬يرى ان مصو ووطلح االمن القانوني ‪ la sécurité juridique‬يسو ووتعمل للداللة على‬
‫التي يرتب بها‪ ،‬فيعد بمثابة مجموعة التدابير‬ ‫طبيعة المجاال‬ ‫القانوني مهما كان‬ ‫حالة االسوتقرار والثبا‬
‫والقوانين التي يضو ووعها االنسو ووان لتحقيق الحماية لنفسو ووه وعرضو ووه وماله وممتلكاته ولتحقيق األمن والسو ووكينة‬
‫والمراكز القانونية بغض‬ ‫النس و و و و ووبي للعالقا‬ ‫والطمأنينة في المجتمع‪ ،‬كما يقص و و و و وود به وجود نو من الثبا‬
‫أشوخاصوا قانونية عامة أو خاصوة تسوتطيع ترتيب أوضواعها وفقا للقواعد القانونية وق‬ ‫النظر عما اذا كان‬
‫أو أعمال لم تكن بالحسو و و ووبان صو و و ووادرة عن إحدى السو و و وولطا‬ ‫مباش و و و ورة أعمالها‪ ،‬ودون أن تتعرض لمفاجآ‬
‫الثالث‪ ،‬وتكون من شو و و ووأنها هدم ركن االسو و و ووتقرار أو زعزعة رو الثقة واالطمئنان بالدولة وقوانينها‪ ،‬فاألمن‬
‫القانوني يكون في اطار المش ووروعية وحص وور الس وولطة التقديرية للقاض ووي في حدود ض وويقة واحاطتها بالعديد‬
‫من الضمانا ‪.‬‬

‫وهناك من يرى‪ 3‬ان اليقين القانوني ‪ La certitude juridique‬هو عنصو و وور من عناصو و وور االمن‬
‫القانوني‪ ،‬بحيث يتعلق بمشو و و ووروعية اصو و و وودار السو و و وولطة لقوانينها مسو و و ووتندة الى مبدأ تدرج القواعد القانونية‬
‫وبضورورة وضوو القاعدة القانونية وسوهولة الوصوول اليها وفهمها وادراكها من القضواة والمواطنين على حد‬
‫س ووا ‪ ،‬بحيث ال يس وومح للس وولطة ان تتنص وول من تنفيذ احكامها او تض ووفي عليها معنى ير المعنى الذي‬
‫اس ووتنادا الى فكر‬ ‫تكون في قناعة المخاطب بالقانون لحظة ص وودوره‪ ،‬ش وور ان تكون هذه القناعة قد تم‬
‫وا يسووتند الى صووحيح حكم القانون في ذلك الوق ‪ ،‬فتلتزم سوولطة التش وريع بعدم مفاجأة أو مبا تة األفراد‬
‫القانون‪.‬‬ ‫أو هدم مراكزهم القانونية التي اكتسبوها استنادا الى ن‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األساس التشريعي لألمن القانوني‬

‫ان موضوو االمن القانوني باعتباره يحدد اإلطار الذي من شوأنه ان يضومن تحقيق األهداف المرجوة‬
‫عليه‬ ‫متفاوتة بين الن‬ ‫عرف تطو ار وردرجا‬ ‫من وضوع القواعد القانونية‪ ،‬فان تكريسوه من قبل التشوريعا‬

‫و و جعفر عبد السادة بهير‪ ،‬دور مجلس الدولة في حماية مبدأ االمن القانوني‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫عنوان "االصال الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول‪،‬‬ ‫لبحوث مؤتمر فر القانون العام المنعقد تح‬ ‫بغداد ‪ /‬العدد الخا‬
‫‪8‬‬ ‫‪،2018‬‬

‫‪ 2‬و و عبد المجيد لخذاري‪ ،‬فطيمة بن جدو‪ ،‬االمن القانوني واالمن القضائي عالقة تكامل‪ ،‬مجلة الشباب‪ ،‬العدد الثاني‪،2018 ،‬‬
‫‪389‬‬
‫و و مازن ليلو راضي‪ ،‬اليقين القانوني من خالل الوضو وسهولة الوصول الى القانون‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون‬ ‫‪3‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد االول – ‪،2019‬‬


‫‪141‬‬
‫جمال دريسي‬

‫التي يقوم عليها في العديد من القوانين بما‬ ‫صو و و وراحة او ضو و و وومنا‪ ،‬ويبرز ذلك من خالل أدرج اهم المقوما‬
‫الحفاظ على األوضا والمراكز القانونية القائمة‪.‬‬ ‫يتفق ومقتضيا‬

‫التي يؤس و و و و ووس عليها القانون‪ ،‬فان إض و و و و ووفا القيمة‬ ‫بالر م من اعتبار االمن القانوني أحد الغايا‬
‫الدسو و ووتورية له عرف مرحلتين‪ ،‬ففي المرحلة االولى فان المشو و وور الدسو و ووتوري الجزائري اقره ضو و وومنيا ولم يتم‬
‫التي يصووبو الى تحقيقها منها ما جا‬ ‫اسووتعماله كمصووطلح ما عدا بعض المواد التي يفهم منها المقوما‬
‫به المادة ‪ 46‬من دسووتور ‪ 1996‬التي تقضووي بأنه "ال إدانة إال بمقتضووى قانون صووادر قبل ارتكاب الفعل‬
‫المحوددة بوالقوانون‪،‬‬ ‫المجرم" وموا جوا في الموادة ‪" 47‬ال يتوابع أحود‪ ،‬وال يوقف أو يحتجز إال في الحواال‬
‫حدث أية ض وريبة إال بمقتضووى القانون"‬
‫وطبقا لألشووكال التي ن عليها" كما تضوومن المادة ‪ 64‬منه "ال تُ َ‬
‫كما جا فيها انه "ال تحدث بأثر رجعي‪ ،‬أية ض و وريبة‪ ،‬أو جباية‪ ،‬أو رسو ووم‪ ،‬أو أي حق كيفما كان نوعه"‪،‬‬
‫وقد تم تجسيد ذلك ضمنا في بعض القوانين تماشيا مع احكام الدستور من خالل إقرار اهم مقوماتها‪ ،‬فعلى‬
‫عليه في المادة الثانية من القانون‬ ‫سو و و و ووبيل المثال إقرار عدم رجعية القوانين على الماضو و و و ووي المنصو و و و ووو‬
‫وهذا االخير بدوره يضو و و ووفي ضو و و وومنا قيمة لألمن القانوني من خالل مبدأ الشو و و وورعية‬ ‫المدني وقانون العقوبا‬
‫الجزائية‬ ‫عليه في المادة األولى منه فضال عن االحكام التي تضمنها قانون اإلج ار ا‬ ‫الجزائية المنصو‬
‫المكرس في‬ ‫تجسو و و و و و ويودا لألمن القوانوني منهوا موا يتعلق بوالتوقيف للنظر المقرر في الموادة ‪ 51‬منوه والتفتي‬
‫المادة ‪ 45‬وما يليها من نفس القانون‪.‬‬

‫اما في مرحلته الثانية فقد تم اإلقرار الصو و و و و وريح باألمن القانوني في التعديل الدسو و و و و ووتوري الجزائري‬
‫المادة ‪ 34‬منه‪ ،‬والتي‬ ‫لسوونة ‪ ،12020‬حيث أضووفى عليه قيمة دسووتورية ويبرز ذلك من خالل ص وريح ن‬
‫اكتفى من خاللها المشر باإلشارة اللفظية له مع بيان مقوماته‪ ،‬حيث تسهر الدولة على ضمانه عند وضع‬
‫التشريع المتعلق بالحقوق والحريا ‪ ،‬وضمان الوصول إليه ووضوحه واستق ارره‪.‬‬

‫وفي هذا الصودد تجدر اإلشوارة الى ان ترسويخ االمن القانوني تم في ألمانيا منذ سونة ‪ ،1961‬حيث‬
‫المحكمة الدس و و ووتورية الفدرالية بألمانيا بدس و و ووتورية المبدأ عندما قرر انه بالنس و و ووبة للمواطن فان االمن‬ ‫اكد‬
‫هناك عالقة قوية بين " الثقة‬ ‫القانوني يتجلى قبل كل شو و ووي في حماية الثقة‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ أصو و ووبح‬
‫العامة " و"االمن القانوني"‪ ،‬لكن االمر الذي رسو و و ووخ مبدأ االمن القانوني في اوروبا وجعل االنظمة القانونية‬
‫اليه وتحاول اسو ووتيعابه في تش و وريعاتها وتطبقه محاكمها كمبدأ مسو ووتقر ومنتا ألثاره القانونية دون زي‬ ‫تلتف‬
‫او موارروة هو االعتراف بوه دوليوا من قبول محكموة العودل للمجموعوة االورريوة في قرارهوا لسو و و و و و ونوة ‪ 1962‬في‬

‫‪1‬و و التعديل الدستوري الجزائري لسنة ‪ ،2020‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 82‬المؤرخة في ‪ 30‬ديسمبر ‪2020‬‬
‫‪142‬‬
‫ت و و وورسيو و ووخ دع و و و وائ و و وم األم و و و ون ال و و و وقان و و و و و و و وون و و و و و و و وي‬

‫قض ووية ‪ Bosch‬بتاريخ ‪ 1962 / 4 / 6‬وفي قض ووية ‪ Durbec‬بتاريخ ‪ 5‬جوان ‪ 1981‬وق ار ار اخرى‬
‫الثقة المشروعة التي تقترب كثي ار من مبدأ االمن القانوني‪. 1‬‬ ‫تخ‬

‫اما النظام الدس و و و ووتوري الفرنس و و و ووي فانه لم يص و و و وور بمبدأ االمن القانوني‪ ،‬حيث اب عن نص و و و ووو‬
‫التشو ووريعية والدس و ووتور الفرنس و وويين‪ ،‬فلم يتطرق اليه دس و ووتور ‪ 1958‬الفرنس و ووي وال الدس و وواتير الس و ووابقة‪ ،‬كما ان‬
‫المجلس الدسو و و ووتوري الفرنسو و و ووي يرفض االعتراف ص و و و وراحة بدسو و و ووتورية هذا المبدأ‪ ،‬وان كان البعض يرى ان‬
‫المجلس الدسو ووتوري الفرنسو ووي على الر م من عدم تعبيره ص و وراحة على دسو ووتورية مبدأ االمن القانوني‪ ،‬لكنه‬
‫على جودة التشو و وريع‪ ،‬التي تبني‬ ‫يحمي هذا المبدأ من خالل مسو و وألة عدم رجعية القانون‪ ،‬ومسو و وألة الحر‬
‫على ضوورورة وضووو القاعدة القانونية واف ار ها في شووكل قواعد معيارية لتسووهيل علم المخاطبين بها‪ ،‬وكذلك‬
‫فيما يتعلق بمنع المس وواس بحرية التعاقد اال للمص وولحة العامة الملموس ووة ومنع المس وواس باس ووتقرار االوض ووا‬
‫موازية‪ ،‬ويفسو وور بعض الكتاب الفرنسو وويين هذا المسو وولك الذي سو وولكه‬ ‫والحقوق المكتسو ووبة دون تقديم ضو وومانا‬
‫المجلس الدسووتوري بالخوف من ان يؤدي االعتراف الص وريح بدسووتورية مبدا االمن القانوني الى فهم خاط‬
‫التش و وريع هي‬ ‫لهذه الدس و ووتورية‪ ،‬بحيث قد ينظر الى ذلك بانه يعني ان الحقوق المكتس و ووبة بموجب نص و ووو‬
‫تشو و و و و وريعية تمس بها‪ ،‬ومع ذلك يرون بان مبدا االمن‬ ‫حقوق نهائية ال يملك المشو و و و و وور حق ادخال تعديال‬
‫القانوني ممكن ان يتمظهر في النظام الفرنسو ووي من خالل اعالن حقوق االنسو ووان والمواطن الفرنسو ووي لسو وونة‬
‫‪ 1789‬اللووذين ينص و و و و و و ووان على التوالي على مبوودأ االمن القووانوني بمفهومووه العووام اي االمووان وعلى حمووايوة‬
‫الحقوق‪ ،‬وهما مس و و ووألتان من ص و و ووميم االمن القانوني ولهما قيمة دس و و ووتورية‪ ،‬ذلك ان االعالن تم ادماجه في‬
‫الدس ووتورية‬ ‫ديباجة الدس ووتور‪ ،‬والمجلس الدس ووتوري قد اعطى قيمة دس ووتورية لهذه الديباجة مس وواوية للنص ووو‬
‫وهذا الحال يدل على التردد الذي يقع فيه الفقه الفرنسي في محاوالته اضفا قيمة دستورية لهذا المبدأ حتى‬
‫يكون ملزما للمشور والقاضوي وحقا دسوتوريا يعمل المجلس الدسوتوري الفرنسوي على حمايته ورد كل مشورو‬
‫قانون او قانون يتض و وومن مخالفة لمقتض و ووياته‪ ،‬لكن ظهر اتجاه فقهي يرمي الى اض و ووفا قيمة دس و ووتورية لهذا‬
‫قيمة دسو ووتورية‪ ،‬وتبعا لذلك فانه ليس مبدأ دسو ووتوريا ص و وريحا وانما هو‬ ‫المبدأ من خالل القول انه اية ذا‬
‫قيمة دسووتورية اي انه اصووبح مبدأ عام تجتمع فيه عدة مباد وحقوق اخرى ذا‬ ‫مجرد اية تجميعية ذا‬
‫أخرى‪ ،‬لكن الكثير من الفقهووا‬ ‫ابعوواد وقيم مختلفووة‪ ،‬لووذا فووانووه اضو و و و و و ووحى ووايووة مرجعيووة لمبوواد ومتطلبووا‬
‫صوراحة على هذا المبدأ واضوفا الصوفة الدسوتورية عليه بعيدا عن‬ ‫والباحثين الفرنسويين نادوا بضورورة الن‬
‫هذه المواقف اكثر وض وووحا وقوة بمناس ووبة اقرار قانون االمن‬ ‫المختلفة‪ ،‬وكان‬ ‫كل هذه التبري ار والتأويال‬
‫باألمن‬ ‫المالي في فرنسو ووا في سو وونة ‪ ،2003‬فقد اثير في هذه المناسو ووبة مسو ووالة ضو وورورة سو وون قانون خا‬
‫القانوني في فرنسووا‪ ،2‬في حين نجد ان محكمة العدل األورورية تعتبره أسوواسووا في قانون المجموعة األورورية‬

‫‪13‬‬ ‫و و جعفر عبد السادة بهير‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13 ،12‬‬ ‫و و جعفر عبد السادة بهير ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪143‬‬
‫جمال دريسي‬

‫خاصة فيما يتعلق بعدم رجعية القانون واحترام الحقوق المكتسبة واستقرار المراكز القانونية والثقة المشروعة‬
‫وهي جميعها مباد أص و و و ووولية اية في األهمية وكثيرة التردد في احكام المحكمة باإلض و و و ووافة الى ذلك فان‬
‫المحكمة األورورية لحقوق االنس ووان ال تتردد في اإلش ووارة لمبدا االمن القانوني في ق ارراتها ال س وويما ما يتعلق‬
‫وقبول العمول بوه من طرف المحكموة‬ ‫بوالولوج الى القوانون والتوقع القوانوني خصو و و و و و وووصو و و و و و ووا في موادة الحريوا‬
‫المذكورة امام تش ووديد القض ووا األوروري على أهمية المبدأ تم القبول بالمبدأ في العمل القض ووائي في كل من‬
‫البرتغال‪ ،‬سوويسورا‪ ،‬هولندا وفرنسوا في حين اعتبره الدسوتور االسوباني لسونة ‪ 1978‬مبدا دسوتوريا في الفصول‬
‫‪ 9‬الفقرة ‪ 3‬بتأكيده "ان الدسو و و و ووتور يضو و و و وومن مبدأ الشو و و و وورعية وترتيب القواعد القانونية ونشو و و و وورها وعدم رجعية‬
‫لص و و ووالح االفراد او كونها تحد من حقوقهم او االمن القانوني ومس و و ووؤولية‬ ‫العقابية التي ليس و و و‬ ‫المقتض و و وويا‬
‫العمومية ويحمي جميع هذه المباد من أي عمل تحكيمي"‪.1‬‬ ‫السلطا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مكانة االمن القانوني‬

‫وال تزال معالمه ومقوماته‬ ‫موضوو االمن القانوني فانه با‬ ‫بخصوو‬ ‫ر م حداثة موضوو الد ارسوا‬
‫لما يكتس و وويه من أهمية ومبل األثر لتأمين س و ووالمة القواعد القانونية ودر كل ما‬ ‫بارزة في مختلف المجاال‬
‫من شأنه ان يؤدي الى الالامن او عدم الثقة بأحكام القانون وهو ما سنتطرق الى توضيحه كما يلي‪:‬‬

‫الفرع االول‪ /‬أهمية االمن القانوني‬

‫ان االمن القانوني له أهمية بالغة اذ يلحق جميع مناحي الحياة ويشو و و و وومل العديد من المجاال ‪ ،‬فهو‬
‫باألسواس يصوبوا الى تحقيق اسوتتباب االمن والطمأنينة داخل المجتمع‪ ،‬فيسوتند في ذلك الى معيار المال مة‬
‫في المجتمع كاثر سولبي ناتا‬ ‫الذي يفرض التركيز على التناسوب بين القانون والواقع دون احداث المفارقا‬
‫القواعد القانونية او مسو و وواسو و ووها بالمباد المسو و ووتقرة منها تكريس مبدا السو و وويادة والمسو و وواواة امام‬ ‫عن عدم ثبا‬
‫القانون وحماية الحقوق والحريا ‪.‬‬

‫كما تبرز أهمية االمن القانوني في كونه يعبر عن موثوقية ما يمكن الوص و و و ووول إليه‪ ،‬مما يس و و و وومح‬
‫المش ووروعة‬ ‫بالتنبؤ بش ووكل معقول بالعواقب القانونية ألفعالهم أو س وولوكهم‪ ،‬والتي تحترم التوقعا‬ ‫لألش ووخا‬
‫التي تم إنشاؤها بالفعل‪ ،‬ورهذا فان االمن القانوني يلبي ثالث ضرو ار كالسيكية‪ :‬إمكانية الوصول المادي‬
‫ومفهوما‪ ،‬يجب أن يس ووود اس ووتقرار الحقوق واألوض ووا الفردية‬
‫و‬ ‫والفكري للقانون الذي يجب أن يكون واض و و‬
‫وحا‬
‫‪2‬‬
‫والقدرة على التنبؤ‪ ،‬فهو ضرورة عملية ضرورية للعمل وتنمية العالقا االجتماعية‪.‬‬

‫و و هشام مسعودي‪ ،‬آ ار الفكر القانوني حول مصطلح االمن القانوني‪ :‬دراسة في اإلشكالية والمفهوم‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‬ ‫‪1‬‬

‫‪.607‬‬ ‫و جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬سنة ‪،2020‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Jean-Louis BERGELLA SÉCURITÉ JURIDIQUE Revue du notariat Volume 110, numéro 2, 2008, p 274‬‬
‫‪144‬‬
‫ت و و وورسيو و ووخ دع و و و وائ و و وم األم و و و ون ال و و و وقان و و و و و و و وون و و و و و و و وي‬

‫ان القاعدة القانونية تتكون من عنص و و وورين أس و و وواس و و وويين متممين ومكملين لبعض و و ووهما البعض أحدهما‬
‫يسوومى الجوهر او المضوومون والذي يمثل في حقيقته الغاية والهدف من وجودها واألخر هو عنصوور الشووكل‬
‫الذي يعبر عن األداة او الطريقة التي تكش و ووف عن فحوى وحدود هذه المادة او ذلك الجوهر وهذا العنص و وور‬
‫األخير يتجلى واضحا في الصيا ة القانونية المعبرة عن جوهر تلك القاعدة القانونية‪. 1‬‬

‫من هوذا المنطلق فوان االمن القوانوني لوه أهميوة على ضو و و و و و ووو القواعود القوانونيوة‪ ،‬يبرز من خالل أبعواده‬
‫فالبعد الشوكلي بوصوفه ذو طبيعة معيارية أي له وظيفة توجيهية وردعية عند االقتضوا ال يكفي في القانون‬
‫وجوده من الناحية المادية فقد‪ ،‬بل يتعين كذلك ان يتسوم مضومونه بالوضوو من جهة وان يسوهل النفاذ اليه‬
‫اما البعد الزمني بحيث يسو و ووتلزم ان يكون القانون توقعيا بالنسو و ووبة للمخاطبين بأحكامه أي ان يتميز بالثبا‬
‫واالستقرار النسبي حتى ال يتم المساس بالمراكز القانونية المكتسبة وال تتزعز ثقتهم في النظام القانوني‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ /‬أهداف االمن القانوني‬


‫المتش و و و ووعبة فان مجاله يطال القواعد القانونية بنوعيها‬ ‫ان اية األمن القانوني من الموض و و و وووعا‬
‫الموض وووعي واإلجرائي على حد سو ووا ‪ ،‬ولهذا يكون من الص ووعوبة بمكان التحدث عن هذا الموض ووو في‬
‫كافة القواعد القانونية‪ ،‬كما يكون من االتسو ووا بمكان ‪ −‬كذلك ‪ −‬بحث هذا الموضو ووو في نو واحد من‬
‫نوعي القاعدة القانونية برمته‪.3‬‬
‫ان االمن القانوني من الناحية الموضوعية يقترن بالعديد من مجاال ‪ ،‬حيث ان معالجة األمن البيئي‬
‫يكون في اطووار القواعوود القووانونيووة منظمووة للبيئووة‪ ،‬واألمن الغووذائي الووذي توودخوول ضو و و و و و وومن االحكووام المتعلقووة‬
‫باالس و ووتهالك وكذلك االمر بالنس و ووبة األمن االقتص و ووادي والمالي‪ ،‬االمن العمومي‪ ،‬االمن المعلوماتي‪ ،‬االمن‬
‫الصوحي‪ ،‬االمن الجنائي واالمن الدولي واإلقليمي‪ ،‬وهذه األشوكال المختلفة المرتبطة بموضوو األمن و يرها‬
‫ال يمكن أن تكون في معزل عن موضو و ووو األمن القانوني الذي يهدف إلى وضو و ووع القالب واإلطار القانوني‬
‫الذي يحكم االشكال المختلفة بشكل يضمن حسن تنظيمها وتوفير الحماية لها‪.‬‬
‫االنسو ووان ذاته من الناحية المادية‬ ‫فاذا كان الحق في االمن الشو ووخصو ووي ينصو ووب على حماية شو ووخ‬
‫االنسووان واوضوواعه القانونية من أي تعد قد يكالها‬ ‫والمعنوية‪ ،‬فان فكرة االمن القانوني تعني حماية عالقا‬
‫الدولة‪ ،‬اما الحق في االمن المادي الذي يقصو وود منه مجموعة الحقوق االقتصو ووادية‬ ‫من قبل احدى سو وولطا‬

‫جودتها‪ ،‬مجلة كلية القانون الكويتية العالمية‪ -‬ملحق‬ ‫و خالد جمال احمد حسن‪ ،‬ماهية الصيا ة التشريعية ومقوما‬ ‫‪1‬‬

‫‪119‬‬ ‫بالمؤتمر السنوي الرابع "القانون‪ ..‬أداة لإلصال والتطوير" العدد ‪ - 2‬الجز االول – ‪،2017‬‬ ‫خا‬

‫و و بشير الشريف شمس الدين‪ /‬لعقابي سميحة‪ ،‬مبدا االمن القانوني‪ :‬أفكار حول المضمون والقيمة‪ ،‬المجلة الدولية للبحوث‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 80‬و ‪81‬‬ ‫القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬سنة ‪،2019‬‬

‫الشرعية السعودي‪ ،‬مجلة‬ ‫القانون في نظام المرافعا‬ ‫و و متولي عبد المؤمن محمد المرسي‪ ،‬االستقرار كغاية من ايا‬ ‫‪3‬‬

‫‪67‬‬ ‫جامعة الملك سعود‪ ،‬المجلد ‪ ،31‬العدد األول‪،1019 ،‬‬


‫‪145‬‬
‫جمال دريسي‬

‫عليهوا الودسو و و و و و ووتور والتي تعود الودولوة ملزموة بكفوالتهوا لألفراد في حودود قودراتهوا المواديوة‬ ‫واالجتمواعيوة التي ين‬
‫ووفقا لمبدا المسو وواواة امام القانون ومنها الحق في العمل‪ ،‬الحق في الضو وومان االجتماعي والرعاية الصو ووحية‬
‫ويتحدد االمن المادي بحماية االنس و و ووان من العوز المادي ومس و و وواعدته في الحص و و ووول على بعض الخدما‬
‫فهو بذلك يختلف عن فكرة االمن القانون التي تعني حماية المراكز القانونية للفرد التي حصو و و و وول عليها وفقا‬
‫لقواعد قانونية نافذة تتمتع بقرينة الصحة‪.1‬‬
‫وله ارتبا بالممارسة‬ ‫من زاوية أخرى نجد ان االمن القانوني يهدف إلى إرسا العديد من المباد‬
‫القضائية التي تقوم على مبدأ استقاللية القضا ومبدأ العدل واالنصاف والحياد ومبدأ التقاضي على درجتين‬
‫والمباد التي تحكم المحاكمة كعالنية والحضور وقرينة الب ار ة والدفا وتسبيب االحكام‪ ،‬فماهي اال مقوما‬
‫لتجسيد مبدأ االمن القضائي الذي ينبغي ان يمارس في اطار قواعد القانون تحقيقا لالمن القانوني‪ ،‬فالجهاز‬
‫القضائي باعتباره المجال العملي لتطبيق للقانون ويملك القضا في مجال أدا وظيفته إمكانية اللجو الى‬
‫التفسير عن طريق ما يعرف باالجتهاد القضائي والسلطة التقديرية‪ ،‬فان ذلك ال يخرج عن اطار القانون‬
‫ومن هذا المنطلق يتضح ان االمن القضائي هو المجال الخصب لتحقيق االمن القانوني باعتبار ان االخير‬
‫التي ينبغي ان يستند اليها في العمل القضائي‪.‬‬ ‫القانوني الذي يحدد الكيفيا‬ ‫قوامه الن‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليــــــــــات ضمان ترسيــــــــــخ األمــــــــــن القانونــي‬

‫ان إرسو ووا وترسو وويخ االمن القانوني يقتضو ووي وجود مجموعة من الركائز واالسو ووس عند وضو ووع القواعد‬
‫كثيرة ومتعوددة منهوا موا‬ ‫القوانونيوة والتي تعود بمثوابوة دعواموة لتحقيق األهوداف المرجوة منهوا‪ ،‬وهوذه المقوموا‬
‫يرتب بمدى كفاية ونجاعة القاعدة القانونية في تحقيق األ راض المسو و و ووطرة اهمها االسو و و ووتقرار في العالقا‬
‫والمراكز واألوضو و و و ووا القانونية ومنها ما يرتب بالطرق الواجب توافرها عند صو و و و وويا ة القواعد القانونية التي‬
‫ومعايير في مرحلة االعداد‬ ‫يسو ووتوجب ان تصو ووب في قالب ونموذج معين ويكون ذلك باالعتماد على آليا‬
‫النتائا واالثار المترتبة عن ذلك‪.‬‬ ‫والتحرير الى حين تطبيقها واستخال‬

‫وحماية المراكز واألوض و و ووا‬ ‫االمن القانوني هو ض و و وومان اس و و ووتقرار العالقا‬ ‫مقتض و و وويا‬ ‫اذا كان‬
‫المباد التي يقوم‬ ‫القانونية فان ذلك يعد من بين األسو و و و ووس كفيلة التي تبث الثقة في أحكام القانون وثبا‬
‫عليها بعيدا عن الغموض والتعارض الذي قد يلحق القواعد القانونية‪ ،‬وال يتحقق ذلك اال بعزالة القدر الكافي‬
‫من االسو ووباب التي تعترض تحقيق االمن القانوني‪ ،‬وهو ما سو وونتطرق اليه في هذا المبحث من خالل تحديد‬
‫ترس و و وويخ االمن القانوني‪ ،‬فمنها ما يرتب بطرق تكوين القاعدة القانونية (المطلب األول) وأخرى‬ ‫اهم االليا‬
‫اعمالها (المطلب الثاني)‬ ‫ترتب بمقتضيا‬

‫و و عامر ز ير محيسن‪ ،‬الموازنة بين فكرة االمن القانوني ومبدا رجعية اثر الحكم بعدم الدستورية‪ ،‬مجلة مركز دراسا‬ ‫‪1‬‬

‫الكوفة‪ ،‬العدد ‪2010 ،18‬‬


‫‪146‬‬
‫ت و و وورسيو و ووخ دع و و و وائ و و وم األم و و و ون ال و و و وقان و و و و و و و وون و و و و و و و وي‬

‫المطلب األول‪ /‬اآلليات المرتبطة بتكوين القاعدة القانونية‬

‫ان تحقيق االمن او االسوتقرار القانوني ال يقتصور األمر على مجرد سون او وجود قواعد قانونية‪ ،‬بل‬
‫يجب أن تكون هذه القواعد الص و ووادرة عن الس و وولطة التشو ووريعية في الدولة تتمتع بالكفاية القانونية‪ ،‬وتتس و ووم‬
‫تضو وومن حقوق األفراد وتحمي مصو ووالحهم في حال وقو اعتدا عليها‬ ‫القاعدة القانونية بالكفاية متى كان‬
‫كما ينبغي أن يؤخذ في االعتبار ‪ −‬كذلك ‪ −‬عدم تغيير القانون كل فترة وجيزة أو تغييره بص ووورة مفاجئة‬
‫ومبا تة ألن ذلك يخل باألمن واالستقرار القانوني‪.1‬‬

‫ترسيخ االمن القانوني التي تدخل في اطار تكوين القاعدة القانونية من حيث‬ ‫وعليه يتضح ان آليا‬
‫ذاتيتها متعددة‪ ،‬حيث يقتضي توافر مجموعة من العناصر أهمها تلك الضواب المتعلقة بوضو وجودة‬
‫الصيا ة القانونية وأخرى بضمان عدم القصور او التضخم التشريعي وهو ما سنتطرق اليه في هذا المطلب‪.‬‬

‫الفرع االول‪ /‬ضمان الوضوح وجودة الصياغة القانونية‬

‫وسو وونها‪ ،‬بل يجب ان تكون بطريقة‬ ‫ان صو وويا ة القاعدة القانونية ال تعني مجرد وضو ووع النصو ووو‬
‫تحقيق‬ ‫محددة وواض ووحة‪ ،‬والبعد قدر اإلمكان عن الثغ ار القانونية وض وورورة تحقيق التوازن بين مقتض وويا‬
‫الصو و و وويا ة التشو و و وريعية‬ ‫االسو و و ووتقرار والعدالة‪ ،‬فصو و و وويا ة القاعدة القانونية لها مفهوم واسو و و ووع يسو و و ووتوعب اليا‬
‫الصحيحة وكيف تساهم في اخراج تلك القواعد إلى الوجود الخارجي‪ ،‬فهي تعد بحق فن من الفنون القانونية‬
‫الهرم التشوريعي‬ ‫التي تعنى بتحقيق العدل في المجتمع‪ ،‬وال نى عنها في جميع فرو القانون وفي تدرجا‬
‫التش وريعية‬ ‫من الدس ووتور إلى التش وريع الفرعي‪ ،‬لما تتس ووم به من اهمية واس ووعة في ترتيب وتنس وويق النص ووو‬
‫من اللفظ والمعنى والقصود‪ ،‬ورنا عليه فانه يقصود بصويا ة القاعدة القانونية "عملية تحويل القيم التي تكون‬
‫مادة القانون إلى قواعد قانونية ص و و و ووالحة للتطبيق في العمل ويعرفها اخرون على انها " مجموعة الوس و و و ووائل‬
‫التي يمكن بها تحويل اهداف السووياسووة القانونية إلى قواعد قانونية مصووا ة بشووكل قابل للتطبيق على الواقع‬
‫العملي " او انها " فن الوسو و ووائل القانونية التي يجب ان تصو و وول إلى تحقيق الغرض الذي تنشو و ووده السو و ووياسو و ووة‬
‫القانونية " او انها تعني " الشو و ووكل الذي يحقق التطبيق العملي للقاعدة القانونية‪ ،‬وقد عرفها الفقيه ‪Dick‬‬
‫بوانهوا االداة التي يجري بمقتضو و و و و و وواهوا نقول التفكير القوانوني من الحيز القوانوني الوداخلي إلى الحيز الخوارجي‬
‫وتعرف ايضوا بانها هي اداة او وسويلة للتعبير عن فكرة كامنة لتصوبح حقيقية اجتماعية يجري التعامل على‬
‫أس وواس ووها كما ان المقص ووود بص ووناعة القانون او ص وويا ته " عملية تحويل مش وورو القانون إلى قواعد عملية‬
‫التي تخرج القاعدة القانونية او الدسو و و و ووتورية إلى‬ ‫صو و و و ووالحة للتطبيق الفعلي عن طريق مجموعة من االدوا‬
‫الوجود العملي بما يحقق الغاية التي يفصح عنها جوهرها‪.2‬‬

‫‪66‬‬ ‫‪ 1‬و متولي عبد المؤمن محمد المرسي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬


‫‪15‬‬ ‫و و جعفر عبد السادة بهير‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪147‬‬
‫جمال دريسي‬

‫ان الص و و وويا ة فن دقيق للتعبير عن مض و و ووامين األفكار أو الرؤى للخروج بها من عالم التص و و ووور‬
‫واالفتراض إلى عالم الحقيقة والواقع بدفعها إلى حيز الوجود المادي أو الحسو ووي في ألفاظ وجمل تكشو ووف‬
‫بوضووو ودقة عن ماهيتها وكنهها‪ ،‬لذا فالصوويا ة تحتاج إلى صووائ ماهر يحسوون التعامل معها بما يملكه‬
‫تعينه على حس وون االض ووطال بهذه المهمة بكل‬
‫من مؤهال علمية وما يحوزه من خب ار عملية واس ووعة ُ‬
‫كفا ة واقتدار‪ ،‬ولذا يخط من يتصووور أن العناية بالصوويا ة تعني مجرد العناية بالشووكل أو البنا اللفظي‬

‫للعبارة أو الجملة – مع كمال التسوليم بأهمية ذلك – إنما تتجاوز في الحقيقة ذلك المعنى الظاهر لتغو َ‬
‫إلى أ وار الفكرة أو أعماق الرؤية المراد التعبير عنها لمعرفة مضو وومونها وحدودها حتى يتسو وونى للصو ووائ‬
‫‪.‬‬
‫الكشف عنها في ألفاظ معبرة بكل دقة ووضو‬

‫القانوني‪ ُ،‬وبقدر نجا هذه‬ ‫ال جرمَ أن الصيا ةَ التشريعية هي اللسانُ الناطق بجوهر الن‬
‫من النجا أو الفشل‪ ،‬لذاُ تحر ُ الدول في العصر الحديث‬ ‫الصيا ة أو فشلها يكون حظ هذا الن‬
‫الصيا ة الجيدة لتشريعاتهاو منها بقيمة هذه الصيا ة ودورها المتعاظم في االرتقا‬ ‫على توفير مقوما‬
‫بمستوى المختلفة إدراكا تشريعاتها‪ ،1‬فهي المسلك أو الخطة المتبعة من الجهة المختصة بالتشريع والتي‬
‫تهدف إلى تطبيق السياسة العامة العليا في مجاالتها المختلفة السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫وذلك من خالل التعبير عنها وعن ماهيتها وآلية تحقيقها بواسطة مجموعة من القواعد القانونية العامة‬
‫والمجردة التي تصدر للتعبير عن تلك السياسة العامة‪ ،‬والتي يصعب فرض تطبيقها دون وضعها في تشريع‬
‫تجعل تطبيق هذه السياسة ممكنا من جهة‪ ،‬وملزما من جهة أخرى‪ ،‬فعمل الصائ‬ ‫تتميز قواعده بخصائ‬
‫قانونية تأخذ شكل‬ ‫مكتوبة بصيغة نصو‬ ‫إلى كلما‬ ‫يتمثل بتحويل المادة االولية من أفكار ومقترحا‬
‫مشرو قانون تمهيدا إلخضاعه لسلسلة من االج ار ا الدستورية والقانونية الخاصة بعق ارره والتصديق عليه‪.2‬‬

‫القانونية‪ ،‬حيث توجد عدة عوامل قد تؤثر سو و وولبا‬ ‫ان االمن القانوني يعد آلية لتقييم جودة النصو و ووو‬
‫القانونية منها‬ ‫على تحقيق ذلك ويتجلى في عدة جوانب التي يكون لها ش و و و و و ووأن في عدم جودة النص و و و و و ووو‬
‫تضو ووخم في القوانين وعدم االسو ووتقرار في القواعد القانونية او موضو ووها وتعارضو ووها مع يرها‪ ،‬وجود ثغ ار‬
‫معينة‪ ،‬عدم االعتماد على معايير ناجعة وفعالة‬ ‫ال تكون كافية لمواجهة حاال‬ ‫قانونية او ان النص و و و و ووو‬
‫في اعداد القوانين‪ ،‬المس و و وواس بالمراكز القانونية المكتس و و ووبة‪ ،‬وبالتالي فان ش و و وور جودة القانون من حيث أنه‬
‫يبين القدرة على التحقيق الفعال والدائم لمشواريع الخاضوعين للقانون‪ ،‬ورهذا المعنى أنه يمكن تصوور القاعدة‬

‫‪118 ، 117 ،115‬‬ ‫و و خالد جمال أحمد حسن‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بالمؤتمر السنوي‬ ‫الصيا ة التشريعية الجيدة وأثرها على الصلح القانوني‪ ،‬ملحق خا‬ ‫و و و و و و و و ليث كمال نصراوين‪ ،‬متطلبا‬ ‫‪2‬‬

‫الرابع "القانون أداة لإلص و ووال والتطوير" العدد ‪ – 2‬الجز ‪ ،‬مجلة كلية القانون الكويتية العالمية ‪-‬الس و وونة الخامس و ووة ‪،2017-‬‬
‫‪391‬‬
‫‪148‬‬
‫ت و و وورسيو و ووخ دع و و و وائ و و وم األم و و و ون ال و و و وقان و و و و و و و وون و و و و و و و وي‬

‫القانونية كقاعدة تنظيم‪ ،‬عادة ما تكون وقائية للنزاعا ‪ ،‬ولكن يمكن االحتجاج بها أي و‬
‫ضو و وا في العدالة‪ ،‬حيث‬
‫تلعب دور حل الن از لمصلحة من احترمها‪. 1‬‬

‫الصويا ة القانونية تمثل العنصور الشوكلي للقاعدة القانونية‪ ،‬حيث توضوع في قالب معين‬ ‫لما كان‬
‫يصو وولح للتطبيق في الحياة العملية‪ ،‬وان نجا القاعدة القانونية في تحقيق الغاية المقصو ووودة منها يتوقف‬
‫الص و وويا ة التي تتال م مع هذه الغاية فعلى‬ ‫على دقة الص و وويا ة القانونية وجودتها وحس و وون اختيار ادوا‬
‫جانب ما يعرف بجوهر القاعدة القانونية هناك عنص وور اخر‪ ،‬ال يقل اهمية عن الجوهر اال وهو عنص وور‬
‫الشو و و ووكل‪ ،‬حيث اننا بقدر ما نحتاج إلى الجوهر إلدراك الغاية من القاعدة القانونية بقدر ما نحتاج إلى‬
‫الشووكل لتحقيق التطبيق العملي لها عن طريق ضووب وتحديد مضوومونه‪ ،‬فعذا كان حقيقا ان يكون الجوهر‬
‫او المضوومون هو الغاية فان الشووكل يكون بمثابة الوسوويلة إلدراك تلك الغاية‪ ،‬والشووكل بصووورته هذه يتحقق‬
‫واض و ووحة‬ ‫عن طريق الص و وويا ة القانونية المالئمة‪ ،‬لذلك يجب ان تس و ووتخدم في ص و وويا ة القوانين عبا ار‬
‫ومحددة ال تثير لبسووا لدى االفراد‪ ،‬مما يمكنهم من النفاذ إلى القاعدة القانونية بشووكل يسووير ال تحول دونه‬
‫التجررة ان مرحلة االعداد والصويا ة‬ ‫عوائق تتأتى من صويا ة القاعدة القانونية وتحديد مجالها‪ ،‬فقد اثبت‬
‫من اكثر مراحل التشوريع اهمية وأكثرها تأثي ار في حسون نفاذها وتطبيقها بشوكل صوحيح وميسوور‪ ،‬حيث انه‬
‫الصو وويا ة متقنة ودقيقة كلما اصو ووبح تفسو ووير التش و وريع بعد نفاذه سو ووهال وميسو ووو ار‪ ،‬وال يثير من‬ ‫كلما كان‬
‫التي يتناولها بالتنظيم والتحديد ولدقة‬ ‫المشو و وواكل إال القليل وذلك نظ ار إلحاطته وشو و ووموليته للموضو و وووعا‬
‫وصيا ة العبا ار والجمل بشكل متقن ومدروس‪.2‬‬ ‫الصيا ة في استخدام االلفاظ والعبا ار والكلما‬

‫الفرع الثاني‪ /‬ضمان عدم القصور او التضخم التشريعي‪:‬‬

‫ان القصو ووور التش و وريعي ذو طابع فجائي وطار ‪ ،‬وال يمكن تقديره مقدما أو إدراكه قبل وقوعه‪ ،‬ومع‬
‫ذلك يمكن القول بانه حالة يواجهها القاض ووي خالل قيامه بمهمته في تفس ووير وتطبيق قواعد التشووريع على‬
‫ائيا وقد تكون الحالة التي يواجهها‬
‫الحالة المعروض و ووة أمامه سو و ووا أكان هذا التشو و وريع موض و وووعيا أم إجر و‬
‫القاضوي) حالة النق في التشوريع ( سووا أكان النق في الصويا ة أم في المفهوم ‪ ،‬وقد يكون القصوور‬
‫(عن الحالة القانونية المعروضوة أمامه‪ ،‬والقصوور في القانون ظاهرة قانونية نجدها في كل‬ ‫)لسوكو الن‬
‫القوانين الوض ووعية‪ ،‬ألن التش وريع عبارة عن عمل بش ووري يقوم به المش وور وال يمكن للمش وور أن يص وول إلى‬
‫درجة الكمال‪ ،‬وذلك ارجع إلى عدة عوامل ‪:‬‬

‫االجتماعية المتطورة باستمرار‪.‬‬ ‫‪ 1‬و و العالقا‬

‫‪1‬‬
‫‪Anne PENNEAU, La sécurité juridique à travers le processus de normalisation, Sécurité juridique et sécurité‬‬
‫‪technique : indépendance ou métissage Conférence organisée par le Programme international de coopération‬‬
‫‪scientifique (CRDP / CECOJI), Montréal, 30 septembre 2003.‬‬

‫‪18 ،17‬‬ ‫و و جعفر عبد السادة بهير‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪149‬‬
‫جمال دريسي‬

‫‪-2‬العامل البشري وما يتصل بقد ار اإلنسان المحدودة‪.‬‬

‫محددة وهي ‪:‬‬ ‫‪-3‬الن القواعد القانونية لها خصائ‬

‫أو و و قواعد عامة مجردة‪.‬‬

‫لتنظيم روابطهم‪.‬‬ ‫ب ‪-‬القاعدة القانونية خطاب موجه لألشخا‬

‫ج ‪-‬القاعدة القانونية ملزمة تقترن بج از مادي تفرضه السلطة العامة‪.1‬‬

‫اما بخص و ووو التض و ووخم التش و وريعي فانه يمتد ليش و وومل الحاال التي يكون فيها حجم التش و وريع كبي اور‬
‫بشو ووكل ير مبرر أو كان يحوي على نصو ووو مكررة أو نصو ووو تتعارض مع نصو ووو أخرى أو وجود‬
‫التش و وريعية على القاعدة القانونية‪ ،‬بحيث تطغى على االصو وول العام لهذه القاعدة‬ ‫مجموعة من االسو ووتثنا ا‬
‫أو تلك وتس ووعى الدول الى معالجة التض ووخم التشو وريعي فيها من خالل حذف االحكام الملغاة صو وراحة أو‬
‫هذه التش وريعا‬ ‫ض وومنا بأحكام جديدة‪ ،‬والس ووعي الى تقنين تش وريعاتها المتناثرة في تقنين واحد اذا ما كان‬
‫‪2‬‬
‫يمكن ان يضووفى عليها طابعا معينا واحدا‬ ‫مطلب معين من فرو القانون او تعالا موضوووعا‬ ‫تقع تح‬
‫القانونية وعدم التراب فيما بينها‪ ،‬بحيث أص و ووبح من الس و ووهل جداو أن‬ ‫وبالتالي فان تض و ووخم حجم النص و ووو‬
‫تتعارض النصووو القانونية مع بعضووها أو تتداخل‪ ،‬مما يجعل التصوورف الواحد خاضووعاو ألكثر من قاعدة‬
‫قانونية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى تعدد النتائا مما يضو و و و ووعف هذا القانون‪ ،‬وهذا ما يسو و و و وومى بتضو و و و ووخم القواعد‬
‫القانونية‪.3‬‬

‫يبدو االختالف واضوحاو بين التضوخم التشوريعي والفراغ التشوريعي النهما على طرفي نقيض‪ ،‬إال ان‬
‫ما يجمع الظاهرتين هو اعتالل النظام التشو و وريعي في الدولة اما بالزيادة في حالة التض و ووخم واما بالنقص و ووان‬
‫في حالة الفراغ‪ ،‬بحيث يوجد فراغ في القانون عندما يفتقد الحكم التشو و و و و وريعي وينجم عن تض و و و و ووخم القواعد‬
‫القانونية وتزاحم حقوق‬ ‫تعارض النصو و ووو‬ ‫عدة ينبغي منعها‪ ،‬ومن بين هذه السو و وولبيا‬ ‫القانونية سو و وولبيا‬
‫االفراد‪ ،‬ويؤدي كثرة القواعد القانونية أو القوانين إلى انعدام األمن واالسووتقرار القانوني الذي يعد من ايا‬
‫العدالة التي هي اية أخرى للمشور ‪ ،‬يضواف لكل ما سوبق ان من مسواو التضوخم هو‬ ‫المشور مع تفوي‬
‫على الكثير من األخطا اللغوية‪.4‬‬ ‫تشويه القاعدة القانونية واحتوا الن‬

‫و و و و و و عواطف عبد المجيد الطاهر‪ ،‬القصور في التشريع‪ ،‬المجلة االكاديمية العراقية‪ ،‬المجلد الثاني‪ -‬العدد االول ‪،2019 -‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪63‬‬
‫‪18‬‬ ‫و و مازن ليلو راضي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬و و عبد الكريم صالح عبد الكريم وعبد هللا فاضل حامد‪ ،‬تضخم القواعذ القانونية – التشريعية‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية في القانون‬
‫‪147‬‬ ‫للعلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪،2014 ،23‬‬ ‫المدني مجلة جامعة تكري‬
‫‪159 ،152‬‬ ‫و و عبد الكريم صالح عبد الكريم وعبد هللا فاضل حامد‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪150‬‬
‫ت و و وورسيو و ووخ دع و و و وائ و و وم األم و و و ون ال و و و وقان و و و و و و و وون و و و و و و و وي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات المتصلة بضوابط اعمال القاعدة القانونية‬

‫كثي ار ما يوجه النقد لألنظمة القانونية على أس و و و و وواس عدة عوامل فض و و و و ووال عن حالة كثرة النص و و و و ووو‬
‫القانونية وعدم جودة الصو وويا ة المرتبطتين ببنا القاعدة القانونية‪ ،‬فنجد عدم اسو ووتقرار القوانين نتيجة تغيرها‬
‫بفعل توسو و و وويع مجال المراقبة‬ ‫النظام االقتصو و و ووادي او زعزعة اسو و و ووتقرار المعامال‬ ‫المتكرر بعلة مقتضو و و وويا‬
‫القضوائية في مادة التعاقد او التراجع عن اجتهاد قضوائي مسوتقر وتبني اجتهاد جديد باثر رجعي في الزمان‬
‫الفردية للمعنيين بالقانون‪ ،‬ال س وويما عندما‬ ‫الى ير ذلك من العوامل الكثرة التي تؤدي الى خلخلة التوقعا‬
‫الجوديودة المرتبطوة بواسو و و و و و ووتعموال التكنولوجيوا الحوديثوة كوالتعواقود والتوقع‬ ‫يتعلق االمر بتنظيم بعض المجواال‬
‫االلكتروني المحفوفين بمخاطر لم تكن مألوفة من قبل بحيث يشكل كل ذلك مساسا باألمن القانوني‪.1‬‬

‫التي‬ ‫تصو و و ووبوا نحو تحقيق االمن القانوني والمرتبطة أسو و و وواسو و و ووا بالكيفيا‬ ‫وعليه فان هناك عدة اليا‬
‫يستوجب توافرها عند اعمال القاعدة القانونية نذكر أهمها كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ /‬ضمان مبدأ الثقة واالستقرار القانوني‬


‫ان االمن القانوني أص ووبح ض وورورة ملحة‪ ،‬وذلك اس ووتنادا الى ان القاعدة القانونية يجب أن تقوم عليه‬
‫يشو و و و و و وكول العمود الفقري لهوا موادام انوه ال يمكن الكالم عن قيمتهوا إال بوالنظر الى درجوة‬ ‫من حيوث انوه بوا‬
‫اس و و و ووتقرارها ومدى تحقيقها للحقوق واألوض و و و ووا القانونية وما يس و و و ووتتبع ذلك من تحقق ثقة االفراد في النظام‬
‫القواعد المنظمة لش ووؤون االفراد والدول وبعدها عن العوامل التي تؤدي‬ ‫القانوني ككل‪ ،‬يعني اس ووتقرار وثبا‬
‫الى حالة القص ووور والتعارض‪ ،‬وهذا االمر من ش ووانه ض وومان حقوق االفراد والدول أيض ووا‪ ،‬اذ ال يمكن للفرد‬
‫الحصو و ووول على حقوقه المشو و ووروعة إال في ظل منظومة قانونية ثابتة ومسو و ووتقرة في جميع المجاال ‪ ،‬فوجود‬
‫القانونية يبعث على اس ووتقرار المراكز القانونية‪ ،‬ويعمل على ارس ووا االمن‬ ‫النس ووبي للعالقا‬ ‫نو من الثبا‬
‫والطمأنينة ويحقق االمن االنساني بأبعاده الواسعة‪ ،‬وبالمقابل يؤدي عدم استقرار القوانين الى خلق الفوضى‬
‫واختالل الحياة الطبيعية لألفراد مما يخل بسيادة الدولة وهيبتها‪.2‬‬
‫الغاية الوحيدة التي يرنو أي قانون إلى تحقيقه‪ ،‬فهناك‬ ‫تجدر اإلشوارة الى ان اية االسوتقرار ليسو‬
‫كثيرة يهدف القانون إلى تحقيقها‪ ،‬فالمذاهب القانونية المثالية تعلي من قيمة العدالة بوصووف كونها‬ ‫ايا‬
‫اية أولية يجب على أنص ووار المذاهب القانونية إدراكه‪ ،‬وعلى خالف ذلك يرى انص ووار المذاهب الش ووكلية‬
‫القانون دون يرها من الغايا ‪ ،‬بيد‬ ‫أن قيمة االسووتقرار أو األمن القانوني هي التي يجب أن تعلو ايا‬
‫أن إعال قيمة على أخر يجب اال يفهم منه االخذ بقيمة قانونية واحد‪ ،‬بل هي فق مجرد ترتيب أولويا‬
‫قد تكون محل اهتمام المش وور أو المنظم‪ ،‬كل ما هنالك أن فلس ووفته قد تنص وورف‬ ‫وبالتالي فعن كل الغايا‬

‫‪1‬‬ ‫و و عبد المجيد ميجة‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫و و جعفر عبد السادة بهير‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪151‬‬
‫جمال دريسي‬

‫على النحو الذي يراه مناسوبا‪ ،‬ولذلك يمكن القول ان اية االسوتقرار موجودة في‬ ‫إلى ترتيب هذه األولويا‬
‫كل المدارس القانونية بغض النظر عن موقعها بين الغايا ‪.1‬‬
‫صوودى واسووعا في‬ ‫فغاية االسووتقرار كأحد المواضوويع التي يهدف االمن القانوني الى تكريسووها عرف‬
‫مختلف األنظمة القانونية المعاص و ورة كوس و وويلة إلرس و ووا الطمأنينة وكذا الثقة في القانون وثباته قواعده‪ ،‬حيث‬
‫المألوفة والمسو ووتقرة كعدم الرجعية القواعد القانونية وضو وومان الحقوق المكتسو ووبة‬ ‫نجد انها تأكد على المقوما‬
‫ومبدأ العلم بالقاعدة القانونية‪ ،‬كما تعتمد على اس و و و وواليب اخرى تحقيقا لألمن واالس و و و ووتقرار القانوني من بينها‬
‫اعالن المسو و و و و و ووبق لمشو و و و و و وواريع القوانين تمهيدا لها لدخولها حيز النفاذ‪ ،‬وذلك لضو و و و و و وومان العلم بأحكامها لدى‬
‫المخاطبين بها‪.‬‬ ‫األشخا‬
‫سوا طبيعيا كان او معنويا‬ ‫ان وجود منظومة قانونية ثابتة ومستقرة يمكن من استيفا كل شخ‬
‫لحقوقه التي تكفلها له هذه المنظومة‪ ،‬فوجود نو من االستقرار النسبي للقواعد القانونية من شأنه ان يمنح‬
‫االطمئنان لجميع االفراد‪ ،‬وال يقصد بمصطلح االستقرار عدم التغيير او التعديل ولكن على األقل ضرورة‬
‫يكون نسبيا وهو الذي يمنح ذلك القدر من الرضى والطمأنينة للمخاطبين بالقاعدة القانونية‪.2‬‬ ‫نو من الثبا‬
‫الفرع الثاني‪ /‬ارساء مبدأ المالئمة والتوقع‬
‫ان القانون ينبعث من رحم المجتمع‪ ،‬وتراعى فيه جملة من الش و و و و وورو للوص و و و و ووول الى تحقيق األمن‬
‫القانوني‪ ،‬وبالتالي فان فاعليته يكون بدراسة مدى مال مته للمجتمع‪ ،‬حتى يتمكن االفراد من اعداد تقديراتهم‬
‫او توقعاتهم وتنبؤاتهم‪ ،‬فال يجب فق ان يكون القانون متاحا ومبلغا ومفهوما‪ ،‬لكن يجب أيضو و و و و و ووا ان يكون‬
‫في مأمن من الش و و و ووك وبعيدا عنه ومن اخطار منازعة قواعده ومخاص و و و وومتها‪ ،‬كما يجب التأكيد على موقف‬
‫التي‬ ‫االفراد بحد ذاتهم بحيث عليه في الواقع صو و و و و ووون امنهم والمحافظة عليه بتوظيف الوسو و و و و ووائل واألدوا‬
‫يمنحها لهم القانون او يض ووعها في متناولهم وال يش ووتكون من الالأمن القانوني لما يكون نتيجة لتناقض ووهم او‬
‫عودم اتسو و و و و و وواقهم وطيشو و و و و و ووهم او مجوازفتهم االراديوة بواألخوذ بوالمخواطر التي يجوب ان يتحملونهوا فحتى يكونون‬
‫‪3‬‬
‫جديرين واهال لها البد ان تكون تقديراتهم مشروعة وصائبة ومنصفة‬
‫فمن مظاهر انعدام االمن القانوني او االسو و ووتقرار القانوني اسو و ووتمرار قواعد قانونية ال أسو و وواس لها في‬
‫الواقع وال تتفق مع العص و و و وور واحتياجاته‪ ،‬وكذلك عدم المالئمة في االحكام والذي يعني الغموض والتناقض‬
‫والقواعد القانونية‪.4‬‬ ‫فيما بين النصو‬

‫‪68‬‬ ‫و و متولي عبد المؤمن محمد المرسي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫و و سويلم محمد‪ ،‬بوحادة محمد سعد‪ ،‬المنظومة القانونية في الجزائر أساس تكريس االمن القانوني للموظف العام‪ ،‬دراسا‬ ‫‪2‬‬

‫‪71‬‬ ‫في الوظيفة العامة‪ ،‬العدد الخامس‪،2018 ،‬‬


‫‪27‬‬ ‫الحقوقية‪ ،‬العدد االول‪،‬‬ ‫تحقيقه‪ ،‬مجلة الدراسا‬ ‫و و دويني مختار‪ ،‬مبدا االمن القانوني ومقتضيا‬ ‫‪3‬‬

‫‪161‬‬ ‫و و عبد الكريم صالح عبد الكريم وعبد هللا فاضل حامد‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪152‬‬
‫ت و و وورسيو و ووخ دع و و و وائ و و وم األم و و و ون ال و و و وقان و و و و و و و وون و و و و و و و وي‬

‫اللفظيوة لألمن القوانوني ينصو و و و و و وورف الى الحوالة التي يكون فيهوا الفرد في مأمن من‬ ‫كما ان المكونا‬
‫المخواطر او الوقوايوة من أي خطر أي الحموايوة الوقوائيوة من المخواطر‪ ،‬حيوث يعني االمن حوالوة الفرد الواثق‬
‫الهاد الذي يعتقد انه في مأمن من الخطر‪ ،‬ير ان نسو و ووبة االمن الى القانون يوحي بان مصو و وودر الخطر‬
‫هو القانون أي الخطر القادم من القاعدة القانونية سو ووا كان مص وودرها تشو وريع او تنظيم او اجتهاد قض ووائي‬
‫ومعنى عودم االمن يشو و و و و و وكول جز من القوانون أيضو و و و و و ووا ومبودا االمن القوانوني ينحودر من الحق الطبيعي في‬
‫له الحق في اسووتقرار القاعدة القانونية‪ ،‬وأن‬ ‫األمان‪ ،‬ورذلك فان مبدأ االمن القانوني يقتضووي أن كل شووخ‬
‫المفاجأة التي يمكنها ان تؤثر على ذلك االس و و و و ووتقرار‪ ،‬فيكون األمن بذلك هو‬ ‫يكون في مأمن من التعديال‬
‫الوجه المضووي للقانون‪ ،‬وعلى ذلك فان األمن القانوني يعني كل ضوومانة وكل نظام قانوني للحماية يهدف‬
‫وتالفي او على األقول الحود من عودم الوثوق في تطبيق‬ ‫حسو و و و و و وون تنفيوذ االلت ازموا‬ ‫الى توامين ودون مفواجوآ‬
‫القانون‪ ،‬وان كان هذا التعريف ال يمكن القضو و و و و ووا تماما على الريبة وعدم الوثوق في تنفيذ القانون وان كل‬
‫ما يمكن هو خفض ذلك الى نس ووبة مقبولة بمقتض ووى قوانين جيدة ومن ثم اعتبر االمن القانوني من ش وورو‬
‫جودة القانون‪.1‬‬
‫المشروعة من بين المباد المتأصلة في أي نظام قانوني منظم وفوقا‬ ‫يعد االمن القانوني والتوقعا‬
‫لنموذج احترام القانون‪ ،2‬واالمن القانوني هو الوس و وويلة األس و وومى الموثوقية التي تمكن من الوص و ووول الى فهم‬
‫القانون‪ ،‬وتسمح ألفراد القانون بالتنبؤ بشكل معقول بالعواقب القانونية ألفعالهم أو سلوكهم‪ ،‬وهو يلبي ثالث‬

‫كالس و و وويكية تتمثل في إمكانية الوص و و ووول المادي والفكري للقانون الذي يجب أن يكون واض و و و و‬
‫وحا‬ ‫ض و و ووروريا‬
‫ومفهوما‪ ،‬اسو ووتقرار الحقوق واألوضو ووا الفردية والقدرة على التنبؤ‪ ،‬فاألمن القانوني هو امر ضو ووروري للعمل‬
‫و‬
‫‪3‬‬
‫وتطوير العالقا االجتماعية ‪.‬‬
‫ان قابلية التوقع في القانون باعتباره شر لألمن القانوني يسمح للفرد بان يعرف مسبقا كيف ينظمون‬
‫عالقاتهم بشكل مقبول من الناحية القانونية‪ ،‬وكذا المعرفة مسبقة بما هو مسمو به وما هو ممنو ‪ ،‬اما في‬
‫حالة العكس فيعني التحكم مصدر عدم الثقة واالكراه والجور‪ ،‬ونظ ار ألهمية قابلية التوقع في القانون فقد‬
‫اعتبر المحكمة األورورية لحقوق االنسان ان القانون حسب االتفاقية يتطلب فيه ان يكون ممكن الولوج‬
‫وتوقعيا‪ ،‬وقد اقر مجلس الدولة الفرنسي ان مبدأ االمن القانوني يقتضي ان يكون المواطنون دون كبير عنا‬

‫‪ 5‬و‪6‬‬ ‫و و عبد المجيد ميجة‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Francesco MARTUCCI Les principes de sécurité juridique et de confiance légitime dans la jurisprudence de la‬‬
‫‪Cour de justice de l'Union européenne. Les cahiers du Conseil constitutionnel, DOSSIER N° 5 - octobre 2020‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jean-Louis BERGEL, LA SÉCURITÉ JURIDIQUE, Revue du notariat, volume 110, numéro 2, septembre 2008,‬‬
‫‪p274‬‬
‫‪153‬‬
‫جمال دريسي‬

‫في مستوى تحديد ما هو مبا وما هو ممنو من طرق القانون المطبق وللوصول الى هذه النتيجة يتعين‬
‫ان تكون القواعد واضحة ومفهومة وان ال تخضع في الزمان الى تغي ار متكررة أو ير متوقعة‪.1‬‬

‫بين الفرد‬ ‫وعليوه اذا كان االمن القوانوني مالزم لفكرة اسو و و و و و ووتقرار القواعد القوانونيوة التي تنظم العالقا‬
‫مع يره من جهة ومجتمعه من جهة أخرى‪ ،‬فال يفهم من لفظ االسو و و ووتقرار ضو و و وورورة عدم التغيير وانما يفهم‬
‫العامة بعدم مفاجأة‬ ‫النسبي الذي يعطي مجاال للطمأنينة ويتحقق ذلك بضمان السلطا‬ ‫منه ضرورة الثبا‬
‫التشريعية‬ ‫العامة للفرد عن القيام باإلصالحا‬ ‫الفرد بما ال يتوقع بيد ان ذلك ال يعني ل يد تلك السلطا‬
‫الالزمة والتي تسو ووتطيع القيام بها متى أر االمر ضو ووروريا لذلك‪ ،‬فالمطلوب هو تحقيق توازن وموا مة بين‬
‫والث وواني هو حق االفراد في‬ ‫أمرين األول هو قووابلي ووة الحي وواة الق ووانوني ووة للتطور والتغير في جميع المج وواال‬
‫العامة وبالتالي يجد االمن‬ ‫االعتماد على قدر كاف من وضو و و ووو القواعد القانونية التي تلتزم بها السو و و وولطا‬
‫الدسووتورية والمباد العامة ومن صوووره مبدأ عدم رجعية القوانين ومبدأ احترام‬ ‫القانوني مكانه في النصووو‬
‫الحقوق المكتس و و ووبة لألفراد‪ ،‬مبدأ عدم مفاجأة الدولة األفراد أو مص و و ووادمة توقعاتهم المش و و ووروعة‪ ،‬مبدأ وجوب‬
‫تقرير ضواب األثر الرجعي لألحكام الصادرة عن القضا الدستوري‪.2‬‬

‫الخاتمــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫األسواسوية لضومان اسوتقرار المجتمع في‬ ‫يتضوح من خالل ما سوبق ان االمن يعد من بين االحتياجا‬
‫باهتمام كبير في مجال الد ارسو و و ووا‬ ‫شو و و ووتى المجاال ‪ ،‬ويعد االمن القانوني احد اهم المواضو و و وويع التي عني‬
‫المعاصو ورة الى تكريسـ ي نمماا القانونية‬ ‫مختلف التشو وريعا‬ ‫القانونية وكما يعد مكس ووب أس وواس ووي عمد‬
‫والمعايير الفنية والتقنية سو ووا‬ ‫ويبرز ذلك من خالل وض ووع منظومة تشووريعية تعتمد على جملة من االليا‬
‫من الناحية النظرية او العملية عند صو و و وويا ة القواعد القانونية‪ ،‬وهذا ألجل ضو و و وومان وتحقيق قدر من االمن‬
‫القانوني تسري حاضر ومستقبال‪.‬‬

‫ان الهودف من اقرار جملوة من المبواد التي تبنى عليهوا القوانين المنظموة لمختلف المجواال ‪ ،‬موا هو‬
‫وتحقيق‬ ‫اال تكريس لألمن القانوني والذي يرمي في مضومونه الى ضومان الحماية الالزمة للحقوق والحريا‬
‫واألوضا القانونية والحفاظ على المكاسب‪.‬‬ ‫التوازن في العالقا‬

‫كما ان االمن القانوني يعد الوس و وويلة التي تس و وومح لألفراد من ترتيب عالقاتها وأوض و وواعها على هدي‬
‫التي‬ ‫أو مبا تة التوقعا‬ ‫القواعد القانونية التي يسوتوجب ان تتصوف بالوضوو القانوني بعيدا عن المفاجآ‬
‫يكون من شأنها زعزعة الثقة او المساس بالمراكز القانونية القائمة‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫و و عبد المجيد ميجة‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪24‬‬ ‫و و عادل علي المانع‪ ،‬االمن القانوني مفهومه واساسه‪ ،‬مجلة االمن والحياة‪ ،‬العدد ‪ ،248‬محرم ‪،1424‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪154‬‬
‫ت و و وورسيو و ووخ دع و و و وائ و و وم األم و و و ون ال و و و وقان و و و و و و و وون و و و و و و و وي‬

‫التالية‪:‬‬ ‫لقد توصلنا من خالل دراسة موضو إرسا دعائم االمن القانونية الى جملة من االقتراحا‬

‫و و ان موضو االمن القانوني هو مطلب أساسي يجسد العديد من المباد المستقرة في القانون‪ ،‬كما يكتسي‬
‫القانونية‬ ‫الكفيلة لبس و الرقابة على مدى مطابقة النصووو‬ ‫قيمة دسووتورية لذا يسووتوجب االسووتعانة باألليا‬
‫ألحكام الدستور وكذا العمل على ترسيخه في مختلف القوانين‪.‬‬

‫و و و و تعد الصيا ة المالئمة هي اللسان الناطق بجوهر القاعدة القانونية فمن ضرورة االخذ بعين االعتبار كل‬
‫العوامل المساعدة على وضوحها وتسهيل الوصول اليها‬

‫ما يتعلق بالتقييم‬ ‫التي تساهم في ضمان جودة القواعد القانونية‪ ،‬بالخصو‬ ‫و و و و و و ضرورة االستعانة باألليا‬
‫القبلي الذي يسو و و و ووبق مرحلة اعداد ووضو و و و ووع القواعد القانونية وكذا اعتماد آلية التقييم البعدي المرتب بفعالية‬
‫القاعدة القانونية من جانبها التطبيقي مع جعلها أكثر استجابة وانسجاما مع الواقع القانوني واالجتماعي‬

‫ال يتحقق اال في اطار منظومة قانونية تقوم على مبدأ التكامل بعيد عن‬ ‫و و و و و و و و و ان ض وومان الحقوق والحريا‬
‫في‬ ‫والباحثين واالكاديميين وذوي االختصو و و ووا‬ ‫التعارض والغموض فمن باب أولى اشو و و وراك ذوي الكفا ا‬
‫مشاريع القوانين‪.‬‬ ‫مجال اعداد وفح‬

‫والمركز‬ ‫و و و و و و ضرورة تدارك الثغ ار التي من شأنها ان تخلق نوعا من الالأمن وعدم االستقرار في العالقا‬
‫واألوضا القانونية‪.‬‬

‫القانونية واالعتماد على طرق الخاصة بتقنين‬ ‫بين النصو‬ ‫و و و و و و و و تجنب التضخم التشريعي وكثرة االحاال‬
‫القانونية وكذا‬ ‫القوانين مع االخذ بعين االعتبار عنصوور التراب والوحدة من حيث الموضووو بين النصووو‬
‫مراعاة التقارب والتزامن من ناحية اعداد القواعد القانونية وتطبيقها لمسو و ووايرة مختلف التغي ار التي تشو و ووهدها‬
‫ونواحي الحياة‪.‬‬ ‫العديد من مجاال‬

‫المرجــــــــــــــــــع‬
‫قائمــــــــــــــــة ا‬

‫أوال‪ /‬المراجـــع باللغـــــــــــة العربيــــــــــــة‪:‬‬

‫‪ .1‬بشو ووير الشو وريف شو وومس الدين‪ /‬لعقابي سو ووميحة‪ ،‬مبدا االمن القانوني‪ :‬أفكار حول المضو وومون والقيمة‪ ،‬المجلة الدولية‬
‫للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬سنة ‪2019‬‬
‫‪ .2‬جعفر عبد الس و و و ووادة بهير‪ ،‬دور مجلس الدولة في حماية مبدأ االمن القانوني‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪-‬‬
‫عنوان "االصو و و و و و ووال الوودسو و و و و و ووتوري‬ ‫لبحوث مؤتمر فر القووانون العووام المنعقوود تح و‬ ‫جووامعووة بغووداد ‪ /‬العوودد الخووا‬
‫والمؤسساتي الواقع والمأمول‪.2018 ،‬‬
‫جودتها‪ ،‬مجلة كلية القانون الكويتية العالمية‪ -‬ملحق‬ ‫‪ .3‬خالد جمال أحمد حسوون‪ ،‬ماهية الصوويا ة التش وريعية ومقوما‬
‫بالمؤتمر السنوي الرابع "القانون‪ ..‬أداة لإلصال والتطوير" العدد ‪ - 2‬الجز االول – ‪.2017‬‬ ‫خا‬

‫‪155‬‬
‫جمال دريسي‬

‫‪ .4‬عبد المجيد ميجة‪ ،‬مبدا االمن القانوني وضرورة االمن القضائي‪ ،‬عرض مقدم في إطار الندوة المنظمة من طرف‬
‫الودادية الحسنية للقضاة بمناسبة المؤتمر الثالث عشر للمجموعة االفريقية لالتحاد العالمي للقضاة‪ ،‬الدار البيضا ‪،‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪ .5‬عبد المجيد لخذاري‪ ،‬فطيمة بن جدو‪ ،‬االمن القانوني واالمن القضو ووائي عالقة تكامل‪ ،‬مجلة الشو ووباب‪ ،‬العدد الثاني‪،‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪ .6‬عبد الكريم صوالح عبد الكريم وعبد هللا فاضول حامد‪ ،‬تضوخم القواعد القانونية – التشوريعية‪ ،‬د ارسوة تحليلية نقدية في‬
‫للعلوم القانونية‪ ،‬السنة ‪ 6‬العدد‪ 23 ،‬أيلول‪2014‬‬ ‫القانون المدني‪ ،‬مجلة جامعة تكري‬
‫‪ .7‬عادل علي المانع‪ ،‬االمن القانوني مفهومه واساسه‪ ،‬مجلة االمن والحياة‪ ،‬العدد ‪ ،248‬محرم ‪1424‬‬
‫‪ .8‬عامر ز ير محيسن‪ ،‬الموازنة بين فكرة االمن القانوني ومبدأ رجعية اثر الحكم بعدم الدستورية‪ ،‬مجلة مركز دراسا‬
‫الكوفة‪ ،‬العدد ‪2010 ،18‬‬
‫‪ .9‬عواطف عبد المجيد الطاهر‪ ،‬القصور في التشريع‪ ،‬المجلة االكاديمية الع ارقية‪ ،‬المجلد الثاني‪ -‬العدد األول‪2019،‬‬
‫الحقوقية‪ ،‬العدد األول‬ ‫تحقيقه‪ ،‬مجلة الدراسا‬ ‫‪.10‬دويني مختار‪ ،‬مبدا االمن القانوني ومقتضيا‬
‫‪ .11‬س و و ووويلم محمد‪ ،‬بوحادة محمد س و و ووعد‪ ،‬المنظومة القانونية في الجزائر أس و و وواس تكريس االمن القانوني للموظف العام‪،‬‬
‫في الوظيفة العامة‪ ،‬العدد الخامس‪2018 ،‬‬ ‫دراسا‬
‫بالمؤتمر‬ ‫الصو و وويا ة التشو و وريعية الجيدة وأثرها على الصو و وولح القانوني‪ ،‬ملحق خا‬ ‫‪.12‬ليث كمال نصو و وراوين‪ ،‬متطلبا‬
‫الس و و و وونوي الرابع "القانون أداة لإلص و و و ووال والتطوير" العدد ‪ – 2‬الجز ‪ ،‬مجلة كلية القانون الكويتية العالمية ‪-‬الس و و و وونة‬
‫الخامسة ‪2017-‬‬
‫‪.13‬مازن ليلو ارض و ووي‪ ،‬اليقين القانوني من خالل الوض و ووو وس و ووهولة الوص و ووول الى القانون‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية‬
‫القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد االول – ‪2019‬‬
‫الش و وورعية الس و ووعودي‪،‬‬ ‫القانون في نظام المرافعا‬ ‫‪ .14‬متولي عبد المؤمن محمد المرس و ووي‪ ،‬االس و ووتقرار كغاية من ايا‬
‫مجلة جامعة الملك سعود‪ ،‬المجلد ‪ ،31‬العدد األول‬
‫‪ .15‬هشوام مسوعودي‪ ،‬آ ار الفكر القانوني حول مصوطلح االمن القانوني‪ :‬د ارسوة في اإلشوكالية والمفهوم‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫القضائي جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬سنة ‪2020‬‬
‫ثانيا‪ /‬المراجــــــــــع باللغــــــــــة األجنبيـــــــــــة‪:‬‬

‫‪Anne PENNEAU, La sécurité juridique à travers le processus de normalisation, Sécurité‬ــــ ‪1‬‬


‫‪juridique et sécurité technique: indépendance ou métissage Conférence organisée par le‬‬
‫‪Programme international de coopération scientifique (CRDP / CECOJI) , Montréal, 30‬‬
‫‪septembre 2003‬‬
‫‪Francesco MARTUCCI Les principes de sécurité juridique et de confiance légitime dans la‬ــ ‪2‬‬
‫‪jurisprudence de la Cour de justice de l'Union européenne. Les cahiers du Conseil‬‬
‫‪constitutionnel, DOSSIER N° 5 - octobre 2020‬‬
‫‪ Jean-Louis BERGELLA SÉCURITÉ JURIDIQUE Revue du notariat Volume 110, numéro‬ــ‪3‬‬
‫‪2, 2008.‬‬

‫‪156‬‬

You might also like