Professional Documents
Culture Documents
الإحالة في التجريم و العقاب و تأثيرها على القانون الجنائي للأعمال
الإحالة في التجريم و العقاب و تأثيرها على القانون الجنائي للأعمال
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
ملخص :
أ
تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على اإلحالة التشريعية في القانون الجنائي في المجال الخاص بالعمال
أ أ أ
الذي يقوم على السرعة ،و مدى تاثيره على هذا الخير و كنتيجة في هذا البحث هو ان اإلحالة في بعض الحالت
أ أ أ
تكون محمودة لكن في عالم العمال و التجارة من الحسن تفادي اإلحالة لما لها من اثر على السرعة و الئ تمان
أ
لما تاخذه من وقت في البحث عن اإلحالت المنصوص.عليها
أ أ
كلمات مفتاحية :قانون جنائي للعمال .العمال اإلحالة القانونية .اإلحالة في القانون.
Abstract:
This study aims at legislative referral In criminal law in the area of
business based on speed, And its impact on the last, The result of this
research is In some cases referrals are good ,But in business and
commerce it is best to avoid referral Because of their impact on speed
and warranty for what time it takes to search for referrals provided.
Keywords: Criminal Code of Business. Business, Legal Referral.
Referral in law.
( )أاستاذ مساعد قسم أا ،جامعة محمد لمين دباغين (سطيف ،)2مخبر :تطبيقات التكنولوجيات الحديثة على القانون ،البريد
اللك تروني nouri199191@gmail.com :
113
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
مقدمة
أ
بالتمعن في نصوص القانون الجنائي نجدها تشمل غالبا شقين الول يعنى بالنموذج القانوني
للجريمة و العقوبة المقررة لها ،فتاتي صيغة الشرط في التجريم و جواب الشرط يتمثل في العقوبة الجنائية
أ
المقررة لها رغبة من المشرع في الوصول إلى هدف القانون الجنائي إلى تحقيق اكبر قدر من الردع ،و زجر
أ أ
المخاطبين على إتيان السلوك اإلجرامي ،و منه يحرص المشرع الجنائي – في الحالت العامة – على ان ياتي
بيان نص العقوبة في صدر النص التجريمي ذاته .
أ أ أ
لكن الملحظ انه في القوانين الجنائية الخاصة ان المشرع غالبا ما يتخذ اسلوبا مغايرا على القواعد
أ
العامة إذ يستخدم في هذا النوع من القوانين اسلوب اإلحالة في التجريم و العقاب و في هذا الصدد يؤكد بعض
أ أ
الفقهاء ان استخدام اسلوب اإلحالة في التجريم و العقاب هو إحدى السمات البارزة و الذاتية للقوانين الجنائية
أ
الخاصة و التي تمس عادة عالم الفساد و جرائم العمال ،و التي تتميز عن القواعد العامة المنصوص عليها في
القانون الجنائي بصفة عامة .
أ أ
فنجد ان هذه القوانين في الغالب العم تنظم مسالة قانونية ما ،و تتضمن في ذات الوقت الجزاء
أ
الجنائي كوسيلة لضمان و احترام هذا القانون ،كما هو الشان في التشريعات المنظمة لعمل الشركات التجارية
.
أ
و تتعد صور اإلحالة التي يلجا إليها المشرع بين إحالة إلى مواد القانون ذاته ،و اإلحالة على قانون
أ أ
اخر ،واإلحالة على لئحة تنفيذية ،و اخيرا اإلحالة على اتفاقية دولية و هذا ما يجعل خصوصية القانون
أ أ
الجنائي للعمال تبرز جليا و تخلق لنا إشكالية مدى تاثير هذه اإلحالة في النصوص التجريمية و العقابية على
أ أ
عمل القاضي و مدى نجاعة هذا السلوب في التشريعات الجنائية الخاصة بعالم العمال؟
أ
فالهدف من هذه الدراسة يتمحور حول إبراز الفجوة التي تثيرها التشريعات الجنائية للعمال عن
أ أ
طريق اإلحالة ،و مدى تاثيرها على المبادئ التي يقوم عليها عالم العمال من سرعة و ثقة و ائ تمان.
أ أ أ
وعلى هذا سيتم تقسيم هذا البحث إلى محورين نتحدث في المحور الول عن اساليب اإلحالة الربع
أ أ
والمحور الثاني يتم التطرق إلى مدى فعالية هذا السلوب لما لقانون الجنائي للعمال من خصوصية تمس
المؤسسة و تبين مميزاتها ككيان استثماري له وزنه القتصادي في الدولة معتمدين في ذلك على المنهج الوصفي
و التحليلي للوصول على إجابات لإلشكالية المطروحة
114
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
أ أ
المحور الول :اساليب ا إلحالة في القانون الجنائي الخاص
أ
اول :صور ا إلحالة في مواد ذات القانون :
تتعدد صور اإلحالة في هذا القانون ذاته فقد تكون اإلحالة محدد و قد تكون إحالة عامة و قد تكون إحالة
أ
احتياطية و قد تكون إحالة على تعريفات واردة في نص القانون و على هذا سنسلط الضوء على اهمها :
أ
ا إلحالة الخاصة او المحددة : -1
أ أ
اين يقوم المشرع عبر ابواب القانون الجنائي الخاص المختلفة و مواده بتحديد اللتزامات التي ل
يجوز مخالفتها ،بعدها يضع نص منفصل يحدد العقوبة الجنائية واجبة التطبيق ،و قد يقتضي تحديد مفهوم
أ
الجريمة اللجوء إلى نص اخر ، 1فعلى سبيل المثال تنص المادة 31من القانون 01-05المتعلق بالوقاية من
أ أ أ أ أ
تبييض الموال ،على انه " يعاقب كل من يقوم بدفع او يقبل دفعا خرقا لحكام المادة 06اعله ،بغرامة
أ
من 50,000دج إالى 500,000د ج " فهذا النص يضمن اإلشارة إلى المادة التي يعاقب على مخالفة احكامها
أ أ أ
ولذلك يمكن ان نطلق على هذا النوع تسمية " اإلحالة الخاصة او المحددة"' ،و تجدر اإلشارة هنا ان ،
هذا النوع من اإلحالة ل تعتمده التشريعات العربية فحسب بل حتى التشريعات الغربية منها القانون الفرنسي
2
مثل نص المادة ( ل )1146-1
ا إلحالة العامة : -2
قد تكون اإلحالة عامة ،بحيث يك تفي المشرع بتقرير عقوبة على ما يخالف القانون دون تحديد
أ أ أ
احكام او مواد معينة ،مثل قانون دولة اإلمارات العربية المتحدة الخاص بنقل و زراعة العضاء ،القانون
أ أ أ أ
التحادي رقم 15لسنة 1993ينص على انه " مع عدم اإلخلل باية عقوبة اشد تنص عليها القوانين الخرى ،
أ
يعاقب كل من يخالف احكام هذا القانون الحبس و بغرامة ."....
أ أ
كما نصت المادة 06من المر 22-96المتعلق بقمع الجرائم الخاصة بالصرف و حركة رؤوس الموال
أ أ
المعدل و المتمم على ان " تطبق على مخالفة التشريع و التنظيم الخاصين بالصرف و حركة رؤوس الموال من
عمرو الوقاد ،الحماية الجنائية لعلقات العمل ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،مصر ،د س ،ص 104 1
2
L’art, L 1146-1 al 2 Code du travail français dispose que « le fait de méconnaitre les
dispositions relatives à l’égalité professionnelle entre les femmes et les hommes, prévu
par les articles L 1142-1 et 1142-2 , est puni d’un emprisonnement d’un et d’une
» amende de 3750 euro
115
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
أ
و إلى الخارج ،العقوبات المنصوص عليها في هذا المر ،دون سواها من العقوبات ،بغض النظر عن كل
أ
الحكام المخالفة"
أ أ أ أ
فيتضح من النصوص انه ينصرف اثره إلى كل مخالفة تخص احكام القانون عامة دون ان يقيد نطاق
أ
تطبيقها نص اخر في ذات القانون.
ا إلحالة الحتياطية : -3
أ أ
قد ل يك تفي المشرع الجنائي الخاص باستخدام اسلوب اإلحالة في التجريم و العقاب ،و إنما قد يلجا إلى ما
أ أ أ
يمكن تسميته " التجريم التحوطي" ، 3و المقصود منها ان اإلحالة قد تاتي في ذات القانون او في قانون اخر ،
أ أ أ أ أ
لكن تاتي هذه اإلحالة في شكل احتياطي ،و اورد الستاذ احمد عبد الظاهر مثال على ذلك ان المادة 60من
أ أ أ
قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة بالقانون رقم 260لسنة 1990في شان الحوال المدنية ان " كل مخالفة
أ أ أ
اخرى لحكام هذا القانون يعاقب مرتكبها بغرامة ل تجاوز خمسة جنيهات او خمسين ليرة "
ا إلحالة إالى التعريفات : -4
أ
غالبا ما تتضمن التشريعات الجنائية الخاصة مادة للتعريفات ،بما ان النصوص تكون فيها نوع من التقنية
أ
وتتطلب شرح بعض المفاهيم ،و ترد هذه المواد عادة في بداية القانون ،بحيث تشكل مواده الولى
أ
وباعتبارها تعريفات لزمة لتفسير بعض نصوص القانون الخرى ،بحيث تعد بمثابة التفسير التشريعي لبعض
المصطلحات المستخدمة في مواد القانون خاصة قانون العقوبات ،بحيث يستلزم الرجوع إلى هذه التعريفات
أ أ
من اجل تطبيق احكام تلك المواد ،و تطبيقا لذلك على نصوص التجريم و العقاب الواردة قي بعض
أ أ
التشريعات الجنائية الخاصة ،بمكن القول ان المشرع قد يحدد العقوبة قي نص ما و ياتي تعريف الجريمة
أ أ
في نص خاص اخر 4و هو ما قام به المشرع الجزائر في القانون 01 – 05المتعلق بتبييض الموال في نص
أ
المادة 3منه " تعتبر جريمة تمويل اإلرهاب في مفهوم هذا القانون كل فعل يقوم به كل شخص باية وسيلة
أ أ أ أ
كانت ،مباشرة او غير مباشرة.....من اجل ارتكاب الجرائم الموصوفة بافعال إرهابية او تخريبية المنصوص و
المعاقب عليها بالمواد 87مكرر إالى 87مكرر 10من قانون العقوبات" .
أ
يتضح مماس سبق انه يعتمد المشرع على صور عدة من اإلحالة في نفس القانون فتارة تكون بصفة
أ أ
محدد و مبينة و تارة تكون عامة و شاملة ،و تارة اخرى تكون إحالة تعريفية ،او احتياطية للوصول إلى غاية
3أاحمد عبد الظاهر ،القوانين الجنائية الخاصة ،ط ،1دار النهضة العربية ،مصر ،2011 ،ص 439
4أاحمد عبد الظاهر ،المرجع السابق ،ص 443
116
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
تطبيق النص على شكل سليم و تضييق نطاق التفسير للقاضي خاصة في الجنائي حتى يطبق القاضي
التفسيرات التشريعية المحال إليها.
أ
ثانيا :صور ا إلحالة إالى مواد في قانون اخر
أ أ
قد تكون اإلحالة إلى نص وارد في قانون اخر ،و قد يكون القانون المحال إليه قانون العقوبات ذاته او قانون
أ
جنائي خاص او قد تكون اإلحالة مزدوجة بحيث يتضمن النص الواحد اإلحالة في ذات القانون و إحالة على
أ
قانون اخر و هذا ما سيتم معالجته كالتي :
أ
ا إلحالة على قانون العقوبات او قانون ا إلجراءات الجزائية -1
أ
قد يكون القانون المحال إليه هو قانون العقوبات او اإلجراءات فعلى سبيل المثال نصت المادة 20من قانون
أ أ
" 01 – 05دون اإلخلل باحكام المادة 32من قانون اإلجراءات الجزائية ،يتعين على كل الشخاص
أ أ
الطبيعيين و المعنويين المذكورين في المادة 19اعله ،إبلغ الهيئة المتخصصة بكل عملية تتعلق باموال
أ أ أ
يشتبه انها متحصلة من جناية او جنحة "...كما نصت المادة 50من القانون رقم 501-06على انه " في حالة
أ أ أ
اإلدانة بجريمة او اك ثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ،يمكن الجهة القضائية ان تعاقب الجاني
أ أ
بعقوبة او اك ثر من العقوبات التكميلية المنصوص عليها في قانون العقوبات"
أ
كما نصت المادة 369من القانون التجاري الجزائري على انه " تطبق العقوبات المنصوص عليها في المادة 383
أ أ
من قانون العقوبات ،على الشخاص الذين تثبت إدانتهم بالتفليس التقصير او بالتدليس "
أ
كما اعتمد المشرع المصري نفس السياق وفقا لنص المادة 37مكرر (ج) في شان مكافحة المخدرات
أ
بقوله " تعد جميع البيانات التي تصل إلى علم القائمين بالعمل في شئون علج المدمنين او المتعاطين من
أ
السرار التي يعاقب على إفشائها بالعقوبة المقرر في المادة 310من قانون العقوبات"
أ
ا إلحالة على قانون خاص اخر : -2
5قانون رقم 01-06مؤرخ في 20فيفري ،2006معدل و متمم ،بتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته ،الجريدة الرسمية،
عدد 14
117
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
أ
باإلضافة على ما سبق ،قد يكون القانون المحال إليه قانون جنائي خاص اخر او قانون اخر فعلى سبيل
أ أ
المثال في المادة 66من قانون 602 -04على انه " ....غير ان القضايا الجاري العمل فيها التحقيق قبل بداية
أ أ أ
العمل بهذا القانون تبقى خاضعة لحكام البواب السالفة الذكر من المر رقم 06-95المؤرخ في 25يناير 1995
أ
و المذكور اعله" .
أ
و نفس النهج انتهجه المشرع المصري في قانون البيئة المصري رقم 04لسنة 1994اين نص في مادته 89الفقرة
أ أ أ
الولى " يعاقب بغرامة ل تقل عن مائ تي جنيه و ل تزيد على عشرين الف جنيه كل من خالف احكام المواد 2و3
أ أ
فقرة اخيرة و 4و 5و 7من القانون رقم 48لسنة 1972م في شان حماية نهر النيل و المجاري المائية من التلوث
7
و القرارات المنفذة له "
ا إلحالة المزدوجة : -3
أ أ أ
يرى البعض من الفقهاء ان هذا السلوب غريب ،في اإلحالة و المزج ،حين يقرر المشرع في احدى
أ أ أ أ
مواد القانون مبدا العقاب على مخالفة احكام مادة اخرى ،و يحيل في شان تحديد العقوبة إلى قانون اخر فنجد
أ أ
نص المادة 82من قانون مهنة الصيدلة رقم 127الذي ينص على انه " كل مخالفة لحكام المادة 76يعاقب
مرتكبها بالعقوبات المنصوص عليها في القانون رقم " 123و هذا النوع من اإلحالة استعمله المشرع الجزائري
أ أ
في قانون الصحة الجديد 8في مادته 408بقولها " يعاقب كل شخص انتج او تاجر في مواد غذائية غير صالحة
أ أ أ أ
للستهلك ،و تسبب في تسمم غذائي او وفاة شخص او عدة اشخاص ،طبقا لحكام المادتين 431و 432من
قانون العقوبات ،و المواد 71و 72و 73من القانون رقم 03-09المؤرخ في 25فبراير سنة 2009و المتعلق
بحماية المستهلك و قمع الغش"
أ
ا إلحالة إالى مواد في مرسوم او نظام : -4
أ أ
قد يستخدم المشرع اسلوب اإلحالة إلى مواد في لئحة تنفيذية ،بمعنى ان الجريمة التي تعد من قبيل الجنح
أ
قد تتوافر في حالة مخالفة احد النصوص التنظيمية ، 9تنص المادة 36من القانون " 01-06يعاقب بالحبس
أ
من 6اشهر إلى 5سنوات و بغرامة من 50,000دج إلى 500,000دج ،كل موظف عمومي خاضع قانونا
لواجب التصريح بممتلكاته و لم يقم بذلك ".....
6قانون رقم 02-04مؤرخ في 23يونيو ، 2004يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،الجريدة الرسمية ،عدد 41
7أاحمد عبد الظاهر ،مرجع سابق ،ص 448
8القانون رقم 11 – 18المؤرخ في 02يوليو ، 2018يتعلق بالصحة ،الجريدة الرسمية ،عدد 46
9 J.J. De BRESSON , Inflations des lois pénales et réglementaires ou législations techniques, p 241
118
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
أ
و في نص المادة 06من نفس القانون التي تتحدث عن كيفية التصريح بالممتلكات نصت في فقرتها الخيرة على
" ....يتم تحديد كيفيات التصريح بالممتلكات بالنسبة لباقي الموظفين العموميين عن طريق تنظيم" و هو ما
جاء به المرسوم الرائسي رقم ، 10415-06فل يمكن معرفة تطبيق النص المعاقب على جريمة عدم التصريح
أ
بالممتلكات إل بمخالفة احكام هذا المرسوم.
أ
كما فعل الشيء ذاته في قانون 02-04المتعلق بالممارسات التجارية اين نص في المادة 66منه
أ
على اإلبقاء بالعمل بالنصوص التنفيذية و ذكر المرسوم التنفيذي 335-95المؤرخ في 25اك توبر 1995المتعلق
بتطبيق غرامة المصالحة.
و قد تختلط هذه الصورة لإلحالة مع حالة التفويض التشريعي في التجريم و العقاب و لذلك يعالج
أ أ أ
الستاذ احمد فتحي سرور هذه اإلحالة عند معالجته لمسالة طبيعة و حدود دور اللئحة في تحديد الجرائم و
أ
العقوبات ، 11مؤكدا ان اللوائح التنفيذية ل تملك وضع جرائم و عقوبات بغير تفويض صريح من المشرع و إنما
أ أ
يجوز للمشرع ان يضع جرائم و عقوبات عند اإلخ لل ببعض الحكام الواردة في اللئحة التنفيذية و في هذه
الحالة يكون النص التشريعي متضمنا بذاته معنى التجريم و العقاب معا ،و لكنه يقتصر في تحديد التجريم إلى
أ أ أ
اإلحالة على بعض الفعال المنصوص عليها في لئحة تنفيذية بشرط ان تكون هذه الفعال مطابقة للمعايير
التي وضعها التشريع.
ا إلحالة على التفاقيات و المعاهدات الدولية : -5
أ
قد يلجا المشرع إلى هذا النوع في التشريع الجنائي الخاص بحيث تقرر اإلحالة إل إحدى نصوص التفاقيات
الدولية التي تمت المصادقة عليها من طرف الدولة او تم النضمام إليها لحقا و صدر تشريع لحق عن النضمام
أ
للمعاهدة او التفاقية ،و قد استعمل المشرع الجزائري هذا النوع من اإلحالة في العديد من النصوص و القوانين
أ
نذكر على سبيل المثال المادة 02من القانون " 1218 -04يقصد في مفهوم هذا القانون بما ياتي :المخدر :كل
أ أ
مادة ،طبيعية كانت ام اصطناعية ،من المواد الواردة في الجدولين الول والثاني من التفاقية الوحيدة
للمخدرات لسنة 1961بصيغتها المعدلة بموجب بروتوكول سنة 1972
10مرسوم رائسي رقم 415-06مؤرخ في 22نوفمبر 2006المحدد لكيفيات التصريح بالممتلكات بالنسبة للموظفين العموميين
غير المنصوص عليهم في المادة ،06الجريدة الرسمية ،عدد 74
11أاحمد فتحي سرور ،القانون الجنائي الدستوري ،دار الشروق ،مصر ،2001 ،ص 53
12قانون رقم 18-04مؤرخ في 25ديسمبر ، 2004يتعلق بالوقاية من المخدرات و المؤثرات العقلية و قمع الستعمال و التجار
غير المشروعين بها ،الجريدة الرسمية ،عدد 83
119
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
أ أ
المؤثرات العقلية :كل مادة ،طبيعية كانت ام اصطناعية ،او كل منتوج طبيعي مدرج في الجدول الول
أ أ أ
او الثاني او الثالث او الرابع من اتفاقية المؤثرات العقلية لسنة "1971
أ
كما نجد ان التشريعات الخاصة بمكافحة اإلرهاب في القانون تتضمن غالبا اإلحالة على التفاقيات
الدولية ذات الصلة و ل سيما فيما يخص مدلول اإلرهاب لكن المشرع الجزائري في مسالة الجرائم اإلرهابية لم
يرد في نص المادة 87مكرر ،احالة على اتفاقية دولية.
أ أ
بعد تسليط الضوء على جملة اإلحالت التي يمكن للمشرع ان يلجا إليها في سياسة التجريم
أ أ
والعقاب في القوانين الخاصة ،هذا المر جعل الفقه يقف عند هذه الظاهرة و تقييمها خاصة و ان بعض
أ
القوانين تمتاز بالسرعة و الئ تمان هما هو الحال بقوانين العمال و التجارة و الستثمار ،مما قد يصعب من
أ أ
مهمة معرفة ما هو داخل دائرة التجريم و خارجها من ك ثرة التشريعات المبعثرة و كذا هل هذا المر اي اإلحالة
أ أ
فيها مساس بمبدا الشرعية الجنائية ام ل ؟ هذا ما سيتم معالجته في المحور الثاني :
المحور الثاني :تقييم لنمط ا إلحالة في سياسة التجريم و العقاب
أ أ
ثار جدل حول مسالة اإلحالة في القوانين الجنائية الخاصة بين الفقهاء فهناك من يرى ان اإلحالة ل
أ أ
باس بها في مجال التجريم و العقاب و ليس هناك ما يمنع من إتباع هذا السلوب ، 13فيمكن ان نص على
أ أ
التجريم و يحيل على اخر للجزاء ،و العكس كذلك بان يحيلك نص يتحدث عن العقوبة على نص التجريم فيما
أ أ أ
يرى البعض الخر ان صياغة نصوص التجريم عندما يلجا المشرع إلى التجريم مفهوم اإلحالة تصبح تلك
أ أ
النصوص ل تتسم بالوضوح و الدقة ، 14كما انه من الممكن ان يتعلق نص قانوني بتحديد عناصر الجريمة ،
أ
بينما يتم اإلحالة على نص اخر لتحديد العقاب المقرر لهذه الجريمة.
أ
و عليه يرى جانب من الفقه ان نمط اإلحالة في التجريم و العقاب غير مقبول من ناحية الفن
أ أ
القانوني المجرد ،و من حيث اصول الصياغة التشريعية ،باإلضافة إلى انه يتعارض مع مقتضيات مبدا الشرعية
الجنائية و هذا ما سيتم معالجته فيما يلي
أ أ أ أ
اول :اسلوب ا إلحالة اسلوب يخرج عن اصول الصياغة التشريعية
أ أ أ
يتناقض اسلوب اإلحالة مع العديد من اصول الصياغة التشريعية و بيان ذلك ان هناك مبادئ
أ أ أ
تتعلق بلغة صياغة و بناء التشريعات ،سواء في البناء اللفظي او الجمل او العبارات و الفقرات ،فحسب راي
13عمر سالم ،شرح قانون العقوبات المصري ،القسم العام ،دار النهضة العربية مصر ، 2010 ،ص 38
14عمرو ابراهيم الوقاد ،الحماية الجنائية لعلقات العمل ،المرجع السابق ،ص 104
120
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
أ أ أ أ
المستشار عليوة مصطفى ،ينبغي ان تاتي الصياغة في مرحلتين :اولهما وضع الحكام المراد النص عليها
أ أ أ
بافضل طريقة ممكنة ،و ثانيا :وضع تلك الحكام في افضل صيغة ممكنة ، 15و إذا كان التحلي بالدقة
أ أ أ
والوضوح امر واجب في الصياغة بوجه عام ،فهو الزم و اوجب في الصياغة التشريعية على وجه الخصوص ،
أ
واضعا في العتبار ان ميدانها هو تحديد الواجب و المحظور بطريقة ينتفي معها اللبس و الغموض و ما يقترن
أ أ
بذلك من جزاء ،كي تؤدي هذه الصياغة إلى فهم المخاطبين بالتشريع لحكامه ،المر الذي يساعد على تحقيق
أ أ
التشريع للهداف المنشودة من إصداره ،لنه قد يؤدي الغموض في النص إلى عدم تطبيقه على الوجه السليم.
أ أ
و بتطبيق ما سبق على اسلوب اإلحالة في التجريم و العقاب يمكن القول بان النصوص المتضمنة
أ أ
لهذا السلوب تتعارض مع مقتضيات الوضوح الواجب توافره في النص التشريعي ،و الحجة في هذا ان اإللمام
أ
بالنموذج القانوني للجريمة و العقوبة المقررة لها يستلزم الطلع على اك ثر من نص في مواضع متفرقة من
أ أ
القانون ،بل يلزم في بعض الحيان الرجوع إلى قانون اخر مختلف لمعرفة العقوبة واجبة التطبيق او حظر فعل
ما دون الحديث عن العقوبة كما هو الحال في نص المادة 117من قانون المالية لسنة 162017التي تحظر
أ
التعامل بالنقود الفتراضية او اللك ترونية و تحيل على كل من يخالف هذا للقوانين و التنظيمات المعمول بها
بقولها " يمنع شراء العملة الفتراضية و بيعها و استعمالها و حيازتها.
العملة الفتراضية هي تلك التي يستعملها مستخدمو النترنت عبر شبكة النترنت و هي تتميز بغياب
أ أ
الدعامة المادية كالقطع و الوراق النقدية و عمليات الدفع بالصك او بالبطاقة البنكية
يعاقب على كل مخالفة لهذا الحكم ،طبقا للقوانين و التنظيمات المعمول بها "
،و هذه النوع من اإلحالة في العقوبة دون وجود نص تجريمي في قانون العقوبات قد تصبح من
أ
الناحية العملية خاصة في مجال المال و العمال و المؤسسات ،و التي يتسم عالمها بالسرعة و الئ تمان من
أ
الصعوبة بمكان معرفة كل هذه المخالفات إذا لم يجمعها تشريع و تقنين واحد ،المر الذي يعيق تحقيق
أ
التشريع الهداف المنشودة من إصداره ،ويصادف معه القائمون على تطبيق القانون الك ثير من المشقة
أ
و العناء للوقوف على حكم التشريع و تؤدي إلى عدم استقرار في الحكام و المراكز القانونية.
أ أ
و هذا ما ل يتماشى مع المبدا القاضي بجمع شتات الحكام المنظمة للموضوع في تقنين واحد
أ أ أ
و المبدا الخاص بتبعيض الحكم الواحد بين اك ثر من مادة ،و على ذلك فإن بعثرة الحكام المنظمة للموضوع
15عليوة مصطفى فتح الباب ،أاصول سن و صياغة و تفسير التشريعات ،دراسة فقهية عملية مقارنة ،ج ،2مك تبة كوميت ،مصر
،د س ن ،ص 992
16قانون المالية 2018المؤرخ في 28ديسمبر ، 2017الجريدة الرسمية ،عدد ، 76ص 54
121
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
أ أ أ أ
الواحد في اك ثر من تشريع هو من اهم مثالب عملية سن التشريعات ،سواء إنشاء او تعديل او إلغاء ،لما يكون
في هذا المسلك من صعوبة الوقوف على القواعد الحاكمة للموضوع الواحد ،حيث تتفرق النصوص المنظمة
للموضوع الواحد بين عدة قوانين ،17و هنا يتفادى المشرع إشكالية عدم التفطن في حال قيامه بإلغاء المادة
أ
المحال إليها و لم يضع المواد المحيلة ،كان يحيل في مادة من مواد القانون التجاري على سبيل المثال فيما
أ
يخص الصك انه يعاقب على إصدار شيك بدون رصيد وفقا لقانون العقوبات ،ثم يلغي نص قانون العقوبات
أ أ
ويبيح الفعل دون ان يتفطن إلى ان مواد القانون التجاري تحيل إلى المادة الملغاة.
أ أ
ثانيا :تعارض اسلوب ا إلحالة مع مبدا الشرعية الجنائية
أ أ
يتعين ان تصاغ نصوص التجريم و العقاب سواء نص عليها في قانون العقوبات او القوانين المكملة
أ
له في تشريعات خاصة منفصلة ،على نحو يحترم فيه الدستور ،بوصفه اسمى القوانين ،و هذا يؤدي بنا إلى
أ
مبدا يقره الدستور إمكانية تعرض نصوص التجريم و العقاب لمغبة الحكم بعدم دستوريتها ،إذا تصادمت مع
أ أ
كمبدا شرعية الجرائم و العقوبات ،18و عليه ينبغي على المشرع عند صياغة القاعدة الجزائية ان يراعي وضوح
أ
النص بشكل يحول دون غموضه ،لما في ذلك من مساس بالحرية الفردية و تناقض مع مبدا الشرعية الجزائية،
أ أ
و هذا ما اكدته المحكمة الدستورية العليا في مصر على ذلك حيث تقول ان " من القواعد المبدئية التي يتطلبها
أ أ أ أ
الدستور في القوانين الجزائية ان تكون على درجة اليقين التي تنظم احكامها في اعلى مستوياتها و اظهر هذه
أ أ أ أ
القوانين منها في اية تشريعات اخرى ذلك ان القوانين الجزائية تفرض على الحرية الشخصية اخطر القيود و
أ أ أ أ
ابلغها اثرا ،و يتعين بالتالي – ضمانا لهذه الحرية – ان تكون الفعال التي تؤثمها هذه القوانين محدد بصورة
أ
قاطعة بما يحول دون التباسها بغيرها ،بمراعاة ان تكون دوما جلية واضحة في بيان الحدود الضيقة
19
لنواهيها"...
أ
والتساؤل الذي يثور هو مسالة التفريد التشريعي في النصوص الجنائية العامة ،و المراد بهذا الشكل
أ
من اشكال التفريد هو ما يقوم به المشرع في النص العام من تحديد العقوبة المناسبة لكل جريمة ،مع النص
أ
على الظروف المخففة و الظروف المشددة في بعض الحالت ،إضافة إلى النص على العذار القانونية المخففة
والمعفية ،حسب درجة جسامة السلوك اإلجرامي.
17مجموعة مبادئ قسم التشريع في خمس سنوات ،مشار إليه في مؤلف عليوة مصطفى فتح الباب ،أاصول سن وصياغة
وتفسير التشريعات ،المرجع السابق ،ص 1056
18أاحمد عوض بلل ،مبادئ قانون العقوبات المصري ،القسم العام ،دار النهضة العربية ،مصر ،2006 ،ص 7
19لمزيد من التفصيل انظر حكم المحكمة الدستورية العليا ،جلسة 2يناير ،1993مجموعة أاحكام المحكمة ،س ، 5ص 103
122
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
و بإسقاط ما سبق على النصوص التشريعية الجنائية الخاصة ،ل سيما النصوص التي تتضمن
أ أ
استعمال اسلوب اإلحالة العامة في التجريم و العقاب ،يلحظ ان المشرع يضع عقوبة واحدة لكل من يخالف
أ أ أ
عدد غير محدود من الحكام الواردة في نصوص القانون او اللوائح الصادرة تنفيذا له ،و ل شك ان ذلك يتنافى
مع التزام المشرع في تحقيق التفريد التشريعي ،و تخيير العقوبة المناسبة لكل جريمة ،إذا يبدو من غير
أ
المنطقي الدعاء بان كل المخالفات محل التجريم تتسم بذات الدرجة من الخطورة ،ليعاقب عليها كنتيجة
حتمية بنفس العقوبة و هذا ما ذهب إليه بعض الفقه بالقول " بعض تشريعات البيئة العربية اقتصرت على
أ أ أ
تخصيص مادة واحدة لمختلف انواع الجزاءات التي توقع على من يخالف اي حكم من احكامها ،دون اعتداد
أ
كبير بجسامة المخالفة او خطورة المخالف ".20
الخاتمة
أ أ أ
قد يكون استخدام اسلوب اإلحالة مبررا في بعض الحالت ،إل انه في حالت اخرى يتبين ان
أ أ أ
استخدام المشرع لهذا السلوب يفتقر إلى مبرر منطقي و على هذا يمكن ان يتجنب المشرع اسلوب اإلحالة في
أ أ
التجريم و العقاب او التقليل على القل من حالت استخدامه لها ،خاصة في القوانين الجنائية الخاصة لما
أ
تتميز به من سرعة في التعامل و الئ تمان و لعل بيئة المال و العمال تقتضيها ضرورة الوحدة التشريعية كي
أ أ
نسهل على اصحاب المؤسسات و الشركات التجارية معرفة احكام التجريم و العقاب دون عناء بشكل يساعد
أ
المؤسسة والقانون الجنائي والقاضي على حد سواء ،والحرص على استخدام السلوب التقليدي في صياغة
أ أ أ أ
النصوص التجريمية كلما امكن ذلك ،و تجنب اللجوء إلى مادة التعريفات و اإلحالة فيها ،لن الصل ان وضع
أ أ
التعريفات هي مهمة الفقه الذي يختص اساسا بتحديد مضمون الفكرة وبيان التكييف القانون لها و تاصيلها
أ أ أ
بردها إلى إحدى النظريات الساسية في المجال القانوني ،اما وظيفة المشرع فهي وضع الحكام القانونية
أ
اللزمة في المجتمع و حماية المصالح الجديرة بالحماية سواء اقتصادية اجتماعية او تجارية.
قائمة املصادر و املراجع
-قانون رقم 02-04مؤرخ في 23يونيو ، 2004يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،الجريدة
الرسمية ،عدد 41
-قانون رقم 18-04مؤرخ في 25ديسمبر ، 2004يتعلق بالوقاية من المخدرات و المؤثرات العقلية و قمع
الستعمال و التجار غير المشروعين بها ،الجريدة الرسمية ،عدد 83
ماجد راغب الحلو ،قانون حماية البيئة ،دار النهضة العربية ،مصر ،د س ن ،ص 327 20
123
مجلة الدراسات القانونية
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم ا إليداع القانوني2015- 3039 :
أ
ص124 - 113 : السنة :جانفي 2020 -م /جمادى الولى 1441ه العدد01 : المجلد06 :
أ أ
موفق نور الدين ،مقال بعنوان " :ا إلحالة في التجريم والعقاب وتاثيرها على القانون الجنائي للعمال "
-قانون رقم 01-06مؤرخ في 20فيفري ،2006معدل و متمم ،بتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته،
الجريدة الرسمية ،عدد 14
-القانون رقم 11 – 18المؤرخ في 02يوليو ، 2018يتعلق بالصحة ،الجريدة الرسمية ،عدد 46
-قانون المالية 2018المؤرخ في 28ديسمبر ، 2017الجريدة الرسمية ،عدد 76
-مرسوم رائسي رقم 415-06مؤرخ في 22نوفمبر 2006المحدد لكيفيات التصريح بالممتلكات بالنسبة
للموظفين العموميين غير المنصوص عليهم في المادة ،06الجريدة الرسمية ،عدد 74
أ
-احمد فتحي سرور ،القانون الجنائي الدستوري ،دار الشروق ،مصر 2001 ،
أ
-احمد عبد الظاهر ،القوانين الجنائية الخاصة ،ط ،1دار النهضة العربية ،مصر ،2011 ،
-عمرو ابراهيم الوقاد ،الحماية الجنائية لعلقات العمل ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،مصر ،د س
-عمر سالم ،شرح قانون العقوبات المصري ،القسم العام ،دار النهضة العربية مصر . 2010 ،
أ
-عليوة مصطفى فتح الباب ،اصول سن و صياغة و تفسير التشريعات ،دراسة فقهية عملية مقارنة ،ج ،2
مك تبة كوميت ،مصر ،د س ن .
-عوض بلل ،مبادئ قانون العقوبات المصري ،القسم العام ،دار النهضة العربية ،مصر2006 ،
124