Professional Documents
Culture Documents
اجال الطعون
اجال الطعون
لقد اهتمت مختلف الشرائع والمجتمعات بكيفية خاصة بتنظيم طرق عيش األفراد بما
يحق ق مص لحتهم وذل ك من خالل وض ع مجموع ة من المؤسس ات ال تي له ا دوره ا في
تأطير العالقات اإلنسانية فيما بين األفراد.
وتع د مؤسس ة ال زواج واح دة من المؤسس ات ال تي حظيت بتنظيم وت أطير متم يزين ،وذلك
على مس توى ج ل التش ريعات س يما المش رع المغ ربي ،من خالل مدون ة األس رة الص ادرة
سنة .2004
وال زواج به ذا المع نى كمؤسس ة منظم ة قانون ا لم يف رض ج برا على األف راد ،وإ نم ا ت رك
الختيارهم ،بيد أنهم ال يتمتعون بهذه الحرية بشكل مطلق.
فكل راغب في الزواج يجد نفسه أمام مجموعة من الضوابط والشروط ،من بينها شرط
األهلية ،الذي يعد واحدا من الموضوعات التي أثارتها مدونة األسرة عند صدورها ،بحيث
جاءت بمستجدات هامة في هذا الباب ،همت باألساس توحيد سن الزواج بين الفتى والفتاة
بشكل يتماشى مع التطورات التي وصل إليها المجتمع المغربي وكذا مالئمة مع االتفاقيات
الدولي ة ال تي ص ادق عليه ا المغ رب خاص ة اتفاقي ة القض اء على جمي ع أش كال التمي يز ض د
المرأة واتفاقية حقوق الطفل.
لكن رغم ه ذا المس تجد ،ال ذي ش كل طف رة نوعي ة مقارن ة م ع م ا ك ان منصوص ا علي ه في
ظل قانون األحوال الشخصية ،فإن المشرع أورد عليه استثناء تم التنصيص عليه في إطار
الم ادة 20من المدون ة ،وال تي تقض ي ب تزويج من هم دون الس ن الق انوني ،بحيث خ ول
المش رع س لطة تقديري ة واس عة لقاض ي األس رة المكل ف ب الزواج في اإلذن ب زواج
القاصر وذلك بواسطة مقرر معلل يبين فيه المصلحة التي ستتحقق من وراء زواجه.
وعلي ه يص بح الس ؤال مش روعا ومس وغا عن كيفي ة تعام ل المش رع المغ ربي م ع ه ذا
االستثناء؟ وما هو حال التشريعات المقارنة في هذه النقطة؟
لإلجابة عن هذه التساؤالت سنعمد إلى تقسيم الموضوع حسب المنوال التالي:
المطلب األول:
المطلب الثاني
ثير ظاهرة زواج القاصرات نقاشا حقوقيا وقانونيا قويا ،وسط مطالب حقوقية ونقابية
.بإيجاد حلول إليقاف هذه الظاهرة المتصاعدة في اآلونة األخيرة
في عام 2017تم ꓽوفي 4يناير ،2023قال وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي إنه
تسجيل 26ألف حالة زواج قاصر ،وانخفض العدد سنة 2020إلى 12ألف حالة،
وبالمقابل في سنة 2021 Lارتفع إلى 19ألفا ¸ودعا وزير العدل ،في مجلس المستشارين
.البرلمان ،إلى تجريم ظاهرة زواج القاصرات ،وهو ما أثار جدال بشأن الظاهرة المتفاقمة
كل عام في المغرب ،تغادر آالف الفتيات القاصرات منزل األسرة للزواج «ليس فقط
الزواج» ،ويجبرن على توديع حياة أطفالهن قبل األوان والقول نعم ،رغما ً عنهن ،لحياة
البالغين .حياة لم يختاروها وتحكم عليهم بالعيش تحت سقف واحد مع شخص غريب
تما ًما هذه اآلفة االجتماعية تؤثر :على األنثى وليس على الذكر.