Professional Documents
Culture Documents
الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والمقارن
الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والمقارن
تحت عنوان
السنة الجامعية:
2022-2023
شكر وتقدير
مهما قلنا وعبرنا في بحر اللغة عن حبنا .فإن الكلمات لن تعطينا حقها
في التعبير عن مدى الشكر واالمتنان والتقدير الذي نتقدم به إلى
الدكتور واألستاذ.
محمد سكلى
على الوقت الثمين الذي منحنا إياه سواء مرشدا أو ملقنا وعلى نصائحه
وتوجيهاته المنيرة التي كانت بمثابة النبراس الذي أضاء الطريق لهذا
العمل المتواضع .له نقول مرة أخرى شكرا ،أدامك هللا أمينا على
رسالتك ،كما نتوجه بالشكر واالحترام والتقدير ألساتذة ودكاترة شعبة
القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بسال
الذين أغنوا رصيدنا المعرفي طوال المشوار الجامعي .وإلى كل من قام
بتقديم يد المساعدة للمساهمة في إنجاح هذا المشروع.
.
إهداء
نهدي ثمرة هذا العمل المتواضع إلى من أمرنا ربنا بطاعتهم واإلحسان إليهم
إلى كل من وقف إلى جانبنا وساعدنا ،سواء بفعل أو بكلمة طيبة أو دعاء صادق
كما نهدي هذا البحث المتواضع ،ونخص بالذكر أحبابنا الذين يعود إليهم الفضل
إلى كل من علمنا حرفا ،أساتذتنا الكرام لهم كل تقديرنا واحترامنا .إلى هؤالء
نهدي ثمرة جهدنا ومثابرتنا ،وندعو هللا أن يجازيهم عنا خير الجزاء وينعم
الدعاء .وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
.
المقــدمـــة
تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام ،غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء
ٍ يعتبر الزواج ميثاق
مستقرة برعاية الزوجين 1ويعتبر كذلك من أسمى الروابط وأقدسها ألنه السبيل إلى العفة والطهارة داخل
ّ أسرة
المجتمع كما أنه الرابط الذي يوثق أواصر األسرة ببعضها ،وقد شرع هللا عز وجل الزواج لحكمة مفادها الحفاظ
على النوع البشري وتعمير الكون ،كما جعل لكل من الرجل والمرأة غريزة تدفع كل منهما إلى األخر بشكل
عفوي ،وبما أن الزواج يعد من أسمى الروابط فان هللا سبحانه وتعالى لم يترك البشر يشبعون رغباتهم وغرائزهم
خارج إطار العالقة الزوجية حيث وضع لهم ضوابط وأحكام لكي يعيش الرجل والمرأة في كنف الزواج ،حيث
{{و ِم ْن آ َياتِ ِه أَ ْن َخلَقَ لَ ُك ْم ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َوا ًجا ِلتَ ْس ُكنُوا ِإلَ ْي َها َو َج َع َل
تنشأ بينهما المحبة واأللفة والرحمة لقوله تعالىَ :
َب ْينَ ُك ْم َم َودَّة ً َو َرحْ َمةً ِإن في ذلك آليات لقوم يتفكرون} .2الزواج عقد يتم بين المرأة والرجل على وجه شرعي غير
أن هناك بعض البشر ال يمتثلون ألوامر هللا تعالى وأحكامه وال يحترمون هذا الرابط الشرعي وال يراعون
تنظيمات الزواج ،ويندفعون نحو شهواتهم وغرائزهم البهيمية وذلك باقترافهم جريمة الخيانة الزوجية ودلك
بممارسة أحد الزوجين للعالقة الجنسية مع طرف اخر ال تربطه به أي رابطة زوجية.
لم تضع القوانين الوضعية المختلفة تعريفا للخيانة الزوجية ،وإنما حددتها بصيغ وبعبارات مختلفة فمنهم من يطلق
عليها باسم الزنا .وقد عرفها البعض من فقهاء القانون بأنها " :ارتكاب الوطء غير المشروع من شخص متزوج،
مع امرأة برضاها حالة قيام الزوجية فعال أو حكما" .كما عرفها (موران) على أنها تدنيس فراش الزوجية وانتهاك
حرمتها بتمام الوطء .3ولقد جاء في الموسوعة الكبيرة الفرنسية " بورداس BORDASعلى أن الزنا هو عالقة
جنسية لشخص متزوج خارج إطار الزواج .ويميز بين نوعين من الزنا زنا بسيط ADULTERE SIMPLE
وهو الزنا الذي يرتكبه الشخص المتزوج مع شخص غير متزوج وزنا ثنائي ، ADULTERE DOUBLE
وهو زنا يرتكبه شخص متزوج مع شخص متزوج.وتعتبر جريمة الخيانة الزوجية من أخطر الجرائم الماسة
بكيان االسرة لما لها من انعكاس على تشتت االسرة وتشرد االطفال باإلضافة الى اختالط األنساب ،وتمس األسرة
في شرفها وكرامتها ،وتنتشر األمراض والفساد ويكثر اللقطاء.
رغم خطورة جريمة الخيانة الزوجية على االسرة والمجتمع فان بعض التشريعات الوضعية اخدت
تميل الى التساهل في العقاب عليها بدعوى التطور وصيانة الحرية الفردية خاصة القوانين الغربية فهي
ال تجرم هذا الفعل كما هو الحال في القانون اإلنجليزي الذي أصبح ال يعاقب على فعل الزنا ،بعدما كان
يشكل جريمة فيما سبق ،بحيث كان يعتبر واقعة الزنا مجرد خطيئة أخالقية مدنية ،واعتبر أن العقاب لن
ومن هذه القوانين أيضا القانون الفرنسي حيث ألغيت النصوص القانونية المتعلقة بجريمة الزنا بموجب
القانون الصادر سنة ،1975وذلك ألسباب عديدة أهمها عدم جدوى العقاب لمن لم تردعه األخالق
والمبادئ العامة ،وتعتبر الزنا في القانون الفرنسي اعتداء يمس التزامات وواجبات الزواج خصوصا
واجب المعيشة المشتركة وواجب اإلخالص .ولهذا فالزنا في الفكر الفرنسي يعتبر خطأ مدنيا أكثر من
كونه خطأ جنائيا .على أساس أن هذه الجريمة ال تمس إال األخالق وألسرة إال أن األمر يختلف في
الواليات األمريكية إذ تعتبر الزنا جريمة في قوانين أكثر من نصف عدد الواليات.
أما المشرع المغربي فقد شدد في العقاب على الخيانة الزوجية حيث جرمها أيا كان فاعله ،سواء كان
الزوج أو زوجة او الشريك ،فقد نظم المشرع المغربي جريمة الخيانة الزوجية في إطار الباب الثامن
من القانون الجنائي الذي يحمل عنوان "في الجنايات والجنح ضد نظام االسرة واالخالق العامة" ،وحدد
شروطها واركانها في الفصول 491و 492و 493من الفرع السادس من الباب المذكور تحت عنوان "في
انتهاك االدب".
في حين أن بعض التشريعات االخرى أخذت موقف الوسط ،فهي لم تعاقب على الفعل باعتباره رذيلة
في حد ذاتها؛ بل أولت العقاب على الفعل الذي يحصل من متزوج باعتباره خيانة زوجية ،وقيدت تحريك
الدعوى العمومية بشكوى الزوج المضرور ،الذي له الحق وحده في تقديم الشكوى وفي التنازل عنها في
أية مرحلة كانت عليها الدعوى ،مع استفادة الشريك في الخيانة الزوجية من التنازل الذي يقدمه الزوج
المضرور ،ومن بين التشريعات التي اخدت بذلك قانون العقوبات الجزائري ،وذلك من خالل نص المادة
339منه والقانون الجنائي التونسي من خالل نص المادة 236من المجلة الجنائية التونسية.
بهذا نالحظ أن القانون المغربي كما بينا أعاله ،أقرب إلى الشريعة اإلسالمية ،بحيث انه شدد في عقاب
مرتكب جريمة الخيانة الزوجية ولم يميز بين المتزوج والشريك ،بحيث لم يسمح للشريك باالستفادة من
وال تجوز متابعة الزوج المرتكب لجريمة الخيانة الزوجية بالتشريع الجزائري والتونسي والمغربي
إال بناء على شكوى يقدمها الزوج المضرور ،غير أن المشرع المغربي في هذا الصدد يسمح للنيابة العامة
بمتابعة الزوج اآلخر ،الذي يتعاطى الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة ،في حالة غياب الزوج المضرور،
2
خارج تراب المملكة المغربية ،طبقا لنص الفقرة الثانية من المادة 491من القانون الجنائي المغربي
إذا كان ذلك حكم المشرع الجزائري والتونسي والمغربي في جريمة الخيانة الزوجية فإن المشرع
المصري قد ذهب إلى ابعد من ذالك ،حيث ال تقوم هذه الجريمة بالنسبة للزوج ،إال إذا وقع منه فعل الزنا
في بيت الزوجية ،بينما تعد الزوجة مرتكبة لجريمة الزنا إذا ارتكبتها في أي مكان ،وتعاقب بالحبس لمدة
سنتين ،أما الزوج فيعاقب لمدة ال تتجاوز ستة أشهر .األكثر من ذلك إن القانون المصري قد قصر التنازل
أو العفو على الزوج دون الزوجة ،فهو حق للزوج فقط ،ولهذا ينتقد الفقه المصري هذه التفرقة في العقاب،
اهمية البحث:
ومن األسباب التي دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع هو أن لهذا األخير أهمية بالغة سواء من ناحية
الشرع أو القانون كما أنه موضوع مثير للجدل ،حيث أن جريمة الخيانة الزوجية أصبحت ظاهرة متفشية
ومن بين أهداف هذه الدراسة هو عرض مفهوم جريمة الخيانة الزوجية في كل من التشريع المغربي
والتشريع المقارن ،وكذلك بينا وتوضيح االشكاليات المطروحة في هذا الموضوع خصوصا تكييف الخيانة
الزوجية وإثباتها في القوانين الوضعية ،كما أن الهدف من الدراسة كذلك هو معرفة اسباب التميز بين
وللوصول إلى األهداف المرجوة اعتمدنا منهجا مركبا بين االستقراء والمقارنة والتحليل والقانون ،فاالستقراء
يتجسد في البحت عن االحكام المتعلقة بجريمة الخيانة الزوجية والعقوبات المقررة لها ،اما التحليل فقد اعتمدناه
في التعليق على االحكام وبعض اراء الفقهاء ،اما المقارن فيتجلى في المقارنة بين التشريع المغربي وبعض
التشريعات فيما يخص التكيف والعقوبة وإلثبات في هذه الجريمة ،ويتجلى المنهج القانوني في االطالع على
النصوص التشريعية والتنظيمية ذات صلة.
كيف عالج المشرع المغربي مسألة الخيانة الزوجية وما هو موقف التشريعات المقارنة في المجال؟
الفصل الثاني :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن.
3
الفصل األول :ماهية الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن
نظم المشرع المغربي جريمة الخيانة الزوجية بموجب نصوص قانونية ،ووضع لها عقوبة خاصة بها وأفردها
بوسائل إثبات محدودة على سبيل الحصر ،حيت نصت المادة 491من ق.ج على انه "يعاقب بالحبس من سنة
إلى سنتين أحد الزوجين الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية وال تجوز المتابعة في هذه الحالة وإال بناء على
شكوى من الزوجة أو الزوج المجني عليه .إال أنه في حالة غياب الزوج خارج المملكة فإن زوجته التي تتعاطى
الفساد بصفة ظاهرة يمكن للنيابة العامة متابعتها" .وكذلك نظمت العديد من القوانين الوضعية جريمة الخيانة
الزوجية في تشريعاتها ومن بينها التشريع الجزائري والتونسي والمصري وغيرها من الدول ويظهر ذلك من
خالل نص المادة 339منه والقانون الجنائي التونسي من خالل نص المادة 236من المجلة الجنائية التونسية.
وبالتالي فما هو التنظيم القانوني لجريمة الخيانة الزوجية؟ وما أركانها ووسائل إثباتها في التشريع المغربي
والتشريع المقارن؟
هذا ما سنحاول اإلجابة عنه من خالل مبحثين ،خصصنا المبحث األول ألركان جريمة الخيانة الزوجية ،بينما
أفردنا المبحث الثاني لوسائل إثبات الجريمة وقيود المتابعة في الخيانة الزوجية وذلك في كل من التشريع المغربي
والتشريع المقارن.
المبحث األول :أركان جريمة الخيانة الزوجية في كل من التشريع المغربي والتشريع المقارن
بالرجوع للفصل 490من ق.ج يتبين انه لقيام جريمة الخيانة الزوجية البد من توافر عنصرين أساسيين وهما
الركن المادي (الفقرة االولى) والركن المعنوي (الفقرة الثانية).
يتحقق الركن المادي في الخيانة الزوجية بمواقعة رجل المرأة دون أن يكونا مرتبطين بعالقة زوجية ،وذلك
بإدخاله لعضو التناسلي المذكر في فرج المرأة ،وهذا يكفي وحده لقيام الركن المادي في هذه الجريمة ،وال عبرة
بعد ذلك لما إذا كان الرجل أو المرأة قد نال شهوته من الجماع المجرد أم أن أحدهم وحده هو الذي أروى ظمأ
غريزته الجنسية بحصول اللذة الكاملة له دون الطرف اآلخر ،كما أن االعتياد على المواقعة بين الطرفين غير
4
مطلوب لقيام هذه الجريمة إذ تكفي لذلك عملية وطء واحدة
4عبد الواحد العلمي« :شرح القانون الجنائي المغربي ،القسم الخاص» ،الطبعة الثامنة ،2016 ،1437ص 212
4
وبالتالي فان النشاط المادي لجريمة الخيانة الزوجية تتطلب حدوث مواقعة ،وهذه األخيرة ال تتم إال بإيالج عضو
الرجل في عضو المرأة ،أي انه ما دون المواقعة من أفعال تسبقها عادة أو تحيط بها كالمداعبة والضم والتقبيل
وغيرها ال تعتبر مكونة للركن المادي لجريمة الخيانة الزوجية ،وإن كان ذلك ال يمنع من متابعتهما بجريمة
اإلخالل العلني بالحياء المنصوص عليه.
كما أنه يشترط أن يكون الشريك في جريمة الخيانة الزوجية من الجنس المقابل بمعنى البد أن يمارس الرجل
المتزوج عالقة جنسية مع امرأة وبالتالي فمثال ممارسة الرجل المتزوج العالقة مع رجل آخر أو امرأة متزوجة
5
مع امرأة أخرى ال يعد خيانة زوجية بالمفهوم القانوني بل يدخل في إطار الشدود الجنسي.
ومن هنا يمكن القول إن الفقهاء قد أعطوا تعريفا ضيقا لمفهوم الممارسة الجنسية ،وذلك سيرا على توجه الفقه
اإلسالمي الذي اعتبر أن زنا غير المحصن يتحقق بقيام عالقة جنسية بين رجل وامرأة عن طريق اإليالج .وهناك
فريق آخر ذهب إلى التوسع في تفسير النص القانوني وجعل مفهوم العالقة الجنسية يشمل إتيان المرأة من الخلف،
وبرر هذا الموقف بقوله أن المرأة أباحت جسدها ليؤتيا من أي مكان ،ومكنت نفسها لرجل استحل الحرمات وتمتع
6
في غير الحالل ،فيستوي في هذه الحالة أن يكون الوطء من قبل أو دبر.
انطالقا مما سبق يمكن القول إن العالقة الجنسية هي عنصر أساسي وشرط لقيام الركن المادي لجريمة الخيانة
الزوجية وكذلك ضرورة أن يكون أحد الفاعلين متزوجا واال أصبحنا امام جريمة الفساد التي من شروط تحقق
ركنها المادي عدم وجود الزواج .واستخالص وجود العالقة الجنسية من الوقائع الواردة في محضر التلبس يرجع
إلى محكمة الموضوع دون رقابة من المجلس األعلى ،ألن األمر يتعلق بتفسير الوقائع واستقصاء داللتها ،وقاضي
النقض ال يدخل ذلك في صالحياته ،ذلك قد يتدخل عن طريق نقصان التعليل إذا ما تبين له أن الوقائع بعيدة الداللة
عن وجود العالقة الجنسية ويعلل تدخله بكون محكمة الموضوع لم تبين بما فيه الكفاية الوقائع التي استخلصت
منها تحقق الفعل المادي لجريمة الخيانة الزوجية.
يشترط لقيام الركن المادي لجريمة الخيانة الزوجية باإلضافة إلى شرط المواقعة ان يكون كل من الرجل والمرأة
متزوجا او أحدهما متزوجا فاذا لم يكن أي منهما متزوجا فأننا سوف نكون اماما جريمة الفساد وليس جريمة
الخيانة الزوجية .وعقد الزواج يستوي ان يكون صحيحا او فاسدا.
وتعتبر العالقة الزوجية قائمة خالل فترة الطالق الرجعي وبالتالي إذا قام أحد الزوجين بممارسة عالقة جنسية
7
مع الغير يعتبر مرتكبا لجريمة الخيانة الزوجية.
5
وإذا لم يكن عقد الزواج مكتوبا فإن المشتكي الذي يدعي الزوجية عليه أن يثبت الرابطة الزوجية ،ويتعين أن
تكون العالقة الزوجية وقت ارتكاب الجريمة قائمة ،وبناء على ذلك فال تتحقق الجريمة في فترة الخطبة ولو أبرم
8
بعد ذلك عقد الزواج.
وبالتالي فإن الركن المادي في جريمة الخيانة الزوجية يتحقق بوجود عنصرين وهما المواقعة أي حصول عالقة
جنسية وارتباط الجاني بعقد زواج.
وإلى جانب الركن المادي للجريمتين معا ،يستلزم قيامهما تحقق الركن المعنوي.
يتحقق القصد الجنائي في جنحة الخيانة الزوجية بتوافر اإلدراك واالختيار وعدم الجهل بالرابطة الزوجية
ال يتحقق القصد الجنائي إذا انتفى اإلدراك عن الفاعل كما إذا كان مصابا بخلل عقلي أو تنويم ،وإذا كان تناول
المسكر أو المخدر اختياريا وبدون ضرورة أو إكراه فالمسؤولية الجنائية تبقى قائمة تطبيقا لمقتضيات المادة 137
ق.ج الذي يقضي بأن السكر وحاالت االنفعال أو االندفاع العاطفي أو الناشئ عن تعاطي المواد المخدرة عمدا،
ال يمكن بأي حال من األحوال أن يعدم المسؤولية أو ينقصها» .وينتفي االختيار بكل تأثير عن اإلرادة تجعل
الفاعل يقدم على الفعل دون اختياره ورضاه ،ويؤخذ هذا من الفصل 486ق.ج التي تنص على أن «االغتصاب
هو مواقعة رجل المرأة بدون رضاها» حيث اعتبر الفعل اغتصابا كلما كان بدون رضى المرأة أي سواء وصل
الضغط إلى حد اإلكراه المادي على الفعل أو اقتصر على التأثير المعنوي كالتهديد بإفشاء سر ،وإذا أكره الرجل
يعتبر الفعل مسا بالعرض.
وجاء في قرار للمجلس األعلى إن القرار المطعون فيه عندما أدان المتهم من أجل جنحة الخيانة الزوجية استنادا
العترافه بأنه دخل بالمتهمة قبل إنجاز عقد الزواج ،دون أن تبرز القصد الجنائي لديه ،سيما وأنه صح تمهيديا أن
نيته لم تكن تنصرف إلى الخيانة الزوجية ،وأنه كان يباشر إجراءات الزواج ،وأقام الحقا حفل زفاف بحضور
9
عائلة زوجته الثانية يكونا مشوبا بنقصان التعليل».
من المستبعد أن يقبل من المتهم الدفع بعدم علمه بالرابطة الزوجية التي تربطه بزوجه لكن يمكن في حاالت ناذره
أن يكون محقا في دفعه ،كما إذا صدر الحكم بثبوت الزوجية ولم يبلغ إليه بعد ،وهذا العنصر هو العلم بالرابطة
الزوجية بالنسبة للزوج الجاني نفسه ،أما علمه بزواج شريكه في الجريمة فليس ضروريا لتحقق القصد الجنائي.
هناك تشريعات لم تميز بين أركان جريمة زنا الزوج وزنا الزوجة وبالتالي لم تميز في الخيانة الزوجية بين
الزوج والزوجة مثل التشريع المغربي والجزائري والتونسي ،وسوف نقتصر الحديث على التشريع الجزائري
(الفقرة االولى) وفي المقابل هناك تشريعات سعت إلى التمييز بين جريمة زنا الزوج وزنا الزوجة وخير مثال
على ذلك التشريع المصري والفرنسي والليبي ،وسوف نقتصر الحديث على التشريع المصري (الفقرة الثانية).
ولإلشارة فان التميز بين زنا الزوج وزنا الزوجة يرجع إلى القول بأن زنا الزوجة يعتبر إخالال بواجب
اإلخالص لزوجها ،أما زنا الزوج فيعد انتهاكا لواجب المساكنة فحسب ،وتمتد جذور هذه األفكار إلى القانون
10
الروماني حيث انعدمت المساواة بين الرجل وزوجته فكانت جريمة الزنا ال تقع إال من الزوجة.
تتطلب قيام جريمة الخيانة الزوجية في تونس والجزائر نفس األركان التي تطلبها قيام جريمة الخيانة الزوجية
بالمغرب وهي وقوع الوطء غير المشروع ،حال قيام الرابطة الزوجية ،مع توفر القصد الجنائي.
ا-الفعل المادي
يتمثل فعل الخيانة الزوجية في حدوث اتصال جنسي رضائي صحيح بين ذكر وأنثى ،وإال اعتبر اغتصابا وفقا
للقوانين المغاربية ،فاالتصال الجنسي أو المواقعة أو الوطء الطبيعي؛ يعني إيالج العضو التناسلي الذكري في
المكان المعد له طبيعيا في جسم المرأة الفرج ،هذا الفعل أو النشاط هو الذي يقوم عليه الركن المادي للجريمة،
كما أن االعتياد لقيام هذه الجريمة غير مطلوب ،بل يكفي لذلك عملية وطء واحدة فإن لم يحدث اإليالج ،ال مجال
لقيام جريمة الخيانة الزوجية،
وبذلك تشترك جريمة الزنا في القانون الجنائي الجزائري مع جناية هتك العرض في هذا الشرط ،وتشترك هذه
الجريمة مع جريمة الفساد في الشرط ذاته في القانون المغربي ،إذا لم يحدث اإليالج فال مجال للحديث عن الخيانة
الزوجية؛ ألن هذه األخيرة ال تقوم بأفعال التحرش أو األفعال التي هي دون اإليالج ،من أفعال الفاحشة األخرى،
11التي يرتكبها أحد الزوجين مع غيره ،مثل القبالت والمالمسات الجنسية ،وإتيان المرأة من الدبر ،إلى غير ذلك
من األفعال المنافية للحياء ،وهذا ما ذهب له القضاء التونسي في القرار التعقيبي عدد 3482المؤرخ في 14
جانفي 1980قائال :مجرد االتصال الجنسي تتم به جريمة الزنا ولو بوجود الدلك فال يشترط اإليالج .خاصة إذا
10غالي إدوارد الذهبي ،الجرائم الجنسية ،الطبعة ،3القاهرة ،دار غريب ،ص 23
11أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،الجزء األول ،دار هومه ،الجزائر ،سنة ، 2009الطبعة العاشرة ،ص 131
7
علمنا إن الشروع في هذه الجريمة غير معاقب عليه قانونا؛ ألنها جريمة ذات وصف جنحي ،والقاعدة تقول :أال
عقاب على الشروع في الجنح دون وجود نص قانوني صريح
وانطالقا م ما تقدم فجريمة الخيانة الزوجية في التشريع التونسي والجزائري تتفق مع التشريع المغربي بحيث ال
تقوم جريمة الخيانة الزوجية بمجرد تحقق الخلوة بين رجل وامرأة متزوجة ،إذا لم تصاحب هذه الخلوة وطء أو
إيالج ،إضافة إلى ذلك ال يعد وطئا فض غشاء بكرة امرأة متزوجة بغير العضو التناسلي .خاصة إذا كان الغرض
من العقاب في هذه الجريمة هو صيانة الحرمة الزوجية ،وليس منع االختالط باألنساب ،لذلك فإن مجرد الوطء؛
أي التحام ذكر وأنثى إذا كان أحدهما متزوجا وليس الوقاع الفعلي كاف لتكون الركن المادي للجريمة.
يشترط القانون الجزائري والتونسي وقوع الوطء أثناء قيام الرابطة الزوجية ،هذا وقد قضت المحكمة العليا في
الجزائر بقيام جريمة الخيانة الزوجية في حق الزوجة التي تزوجت بالفاتحة مع رجل آخر دون أن تنتظر الفصل
12
في القضية التي كانت بينها وبين زوجها األول.
فالقانون الجنائي الجزائري والقانون الجنائي التونسي عكس القانون الجنائي المغربي ،ال يعقبان على الوطء الذي
يقع قبل الزواج حتى ولو حملت بسببه المرأة وتحقق وضعها منه بعد الزواج ،إضافة إلى أن المرأة التي تخون
خطيبها في مرحلة الخطوبة ال تعاقب إذا ما فعلت ذلك قبل انعقاد .ففي هذه الحالة ال يشترط أن يكون الزوج قد
دخل بزوجته ،ألن العالقة الزوجية ال تتوفر قانونا إال إذا تم العقد الصحيح 13،وال يشترط أيضا أن يكون العقد
ثابتا في ورقة رسمية ،بل يكفي الزواج العرفي متى أمكن إثبات وجوده.
وأيضا ال تعاقب القوانين المغاربية السالفة الذكر ،على جريمة الخيانة الزوجية التي وقعت أو تم التبليغ عنها بعد
الطالق ،لكن في هذا الموضع يجب التفرقة بين الطالق الرجعي والطالق البائن .الطالق الرجعي هو الطالق
الذي يقع لطلقة واحدة ،وال يترتب عليه رفع أحكام الزوجية قبل مضي فترة معينة من الزمن يطلق عليها في
الشريعة اإلسالمية بالعدة ،وهذا الطالق ال يزيل العصمة الزوجية ،بل يبقى الزواج قائما مادامت المرأة في عدتها؛
ألن الزوج في هذه الحالة يجوز له مراجعتها وأن يردها إلى عصمته في أي وقت شاء من األوقات؛ لكن خالل
العدة .وعليه فإن جريمة الخيانة الزوجية تقوم إذا وقعت من المرأة أثناء هذه المدة .وهذا ما ذهب إليه القضاء
الجزائري من خالل القرار رقم 570المؤرخ في 6جوان ،1989حيث قضت المحكمة العليا بقيام الزنا في حق
الزوجة التي أبرمت عقد زواج مع رجل آخر قبل أن يصبح حكم الطالق بينها وبين زوجها األول نهائيا .27كما
سار على نفس المنوال القضاء التونسي ،في قرار تعقيبي له رقم 9522المؤرخ في 25جانفي ،1975قائال :إن
إثارة جريمة الزنا من طرف الزوجة يعتبر ممن لها الصفة مادامت عالقة الزوجية قائمة عند وقوع الجريمة ،و
ال تأثير للطالق الواقع إثر ذلك على مشروعية قيام العالقة الزوجية ،طبقا للمادة 236من المجلة الجنائية التونسية،
12بحت حول الخيانة في القانون الجزائي المغاربي دراسة مقارنة ،من اعداد األستاذ منصور المبروك ،2014 ،ص 6
13نبيل صقر ،الوسيط في جرائم األشخاص ،دار الهدى ،الجزائر ،سنة ،2009ص 306و307
8
وأكد ذلك القرار التعقيبي عدد 1323المؤرخ في 4جوان ،1977قائال :إذا استأنف الزوجان حكم الطالق
استمرت الرابطة الزوجية فيما بينهما وأن قيام احدهما ضد اآلخر ،بدعوى الزنا صحيح ما دام الحكم لم يصبح
باتا .28كما سار أيضا على نفس النهج القضاء الجنائي المغربي.
اما اذا ارتكبت جريمة الزنا من طرف احد الزوجين ،بعد الطالق البائن أيا كان نوعه ،ال تعتبر جريمة الخيانة
الزوجية ،في القوانين المغاربية ،حيث أكد ذلك القضاء التونسي في القرار التعقيبي عدد 507المؤرخ في 12
مارس 1976بقوله :صدور الحكم بالطالق واتصال القضاء فيه تنفصم بموجبه العالقة الزوجية ،و تبعا لذلك
تنتفي تهمة الزنا إذا أثيرت "بعده كما سار على هذا النهج أيضا القضاء الجنائي المغربي ،من خالل قرارا للمجلس
األعلى رقم 478المؤرخ في 16فبراير ،1978لما قال ":لما أبرزت المحكمة إن المتهم لم يكن متزوجا وقت
فتح المتابعة ضده ،وإنه كان قد طلق زوجته فإن إدانته و الحالة هذه بجريمة الفساد تكون مطابقة للقانون.
و يتضح مما سبق إن جريمة الخيانة الزوجية ،ال ترتكب في حق الزوجين إذا وقع الوطء قبل عقد الزواج ،حتى
ولو حصل أثناء الخطبة ،أو حصل بعد الطالق أما إذا كان عقد الزواج فاسدا أو باطال ،ال تقوم جريمة رابطة
الزوجية ،وإذا دفع المتهم أو شريكه ،بأنه مطلق أو أنه لم يكن متزوجا بتاتا أو إن زواجه فاسد أو باطال ،وجب
إيقاف الفصل في الدعوى الجنائية ،حتى تفصل محكمة األحوال الشخصية ،في صحة أو عدم صحة عقد الزواج
وقيامه من عدمه.
ويكون التبليغ عن هذه الجريمة من الطرف الزوج المتضرر ،حال قيام الرابطة الزوجية ،فإن حدث الطالق
بينهما ،ال يجوز للزوج المتضرر المطلق أن يبلغ عنها .لكن إذا حدثت المواقعة أو الوطء وبلغ عنه الزوج
المضرور ،ثم وقع الطالق بينهما ،فال يحول هذا الطالق دون الحكم على الزوج الجاني.
إن القصد الجنائي؛ يعني اتجاه إرادة الجاني نحو ارتكاب الواقعة اإلجرامية ،مع العلم بتوافر أركانها القانونية.
إذن هو يتطلب ما يلي:
توجيه اإلرادة نحو ارتكاب الفعل المجرم والمعاقب عليه قانونا ،سواء كان هذا الفعل سلبيا أو ايجابيا ،إضافة إلى
توجيه ارادته نحو تحقيق النتيجة المطلوبة ،إذا طلب القانون توفر نتيجة معينة
للعقاب .ويتطلب العلم بتوفر أركان الجريمة ،خاصة إذا علمنا إن العلم هو إدراك األمور على النحو الصحيح،
المطابقة للواقع ،فال بد للجاني أن يعلم بتوفر جميع أركان الفعل المجرم ،وأن يعلم أيضا إن القانون يعاقب على
هذه الوقائع اإلجرامية .ومنه ينتفي القصد الجنائي إما للجهل بالقانون أو الغلط فيه ،وإما للجهل بالواقع أو الغلط
14
فيه.
ويتضح مما تقدم أال عقاب على الزوجة التي وطئت بإكراه في التشريعات المغاربية ،ويصدق نفس الحكم على
الزوج ،إذا كان ضحية إكراه ،أو غلط ،أو في حالة سكر إجباري أو اضطراري ،أو في حالة جنون.
وتبعا لذلك ال تقوم هذه الجريمة في القوانين المغاربية إذا ثبت إن الوطء ،قد حصل بدون رضا الزوج ،كأن يكره
رجل مو اقعة أنثى ضد إرادته فيكون الفعل حينئذ هتكا لعرضه من قبل المرأة التي أكرهته على ذلك ،أو كما لو
تم نتيجة للخديعة أو المباغتة ،كأن يتسلل رجل إلى فراش ،امرأة ،فتسلم له نفسها ظنا منها بأنه زوجها .وبالمقابل
15
تقوم جريمة االغتصاب في حق من واقع امرأة بدون رضاها.
يختلف القانون المصري عن القانون المغاربي من حيت اركان جريمة الخيانة الزوجية ويرجع ذلك الى التشريع
المصري يميز بين جريمة الخيانة الزوجية المرتكبة من طرف الزوج والمرتكبة من طرف الزوجة بحيث تتطلب
قيام الخيانة الزوجية من طرف الزوجة األركان ذاتها لقيام الخيانة الزوجية بالقوانين المغاربية (أوال) بينما يتطلب
قيام الخيانة الزوجية من طرف الزوج باإلضافة الى األركان السابقة ركن خاص مستمد من مكان الفعل (تانيا).
كما قلنا سابقا فان جريمة الخيانة الزوجية الزوجة في التشريع المصري تقوم على نفس األركان التي تقوم بها
جريمة الخيانة الزوجية بالقانون المغربي وهي االتصال الجنسي بغير الزوج وقيام عالقة زوجية وتحقق القصد
الجنائي والتي سبق لنا التحدت عنها ،أي من اجل متابعة الزوجة بجريمة الخيانة الزوجية يجب ان تكون قد
مارست عالقة جنسية مع رجل اخر غير زوجها مع اتجاه ارادتها للقيام بذلك دون ان تكون تحت اكراه .ولن نقوم
بالتفصيل فهذه االركان ألنها نفس االركان القانون المغربي والتونسي والجزائري التي قمنا سابقا بالتفصيل فيها
وسوف نكتفي باإلحالة عليها.
فالمشرع المصري شدد ازاء الزوجة الزانية اكثر مما يفعل بالنسبة للزوج الزاني ،وقد قيل في تعليل ذلك ان زنا
الزوجة اكثر خطورة من زنا الزوج ،فالزوجة ال تخطئ اال اذا استسلمت نهائيا لعشيقها وضحت في سبيله بزوجها
وابناءه ،وزنا الزوجة يدخل الشك على نسب ابنائها ،اما زنا الزوج قد يخطئ في صورة عارضة ال تعني تخليه
عن زوجته فليس له هذا االثر ،وفي النهاية فان الراي العام يحقر زوج الزانية ويصفه بالغفلة في حين ال يحقر
زوجة الزاني ،بل ق د يحيطها بعطفه ،وهده االعتبارات غير مقنعة فزنا الزوج العارض يمهد لجرائم مستقبلية
تؤذي الى انهيار العائلة ،وفي الغالب يوحي هذا الزنا باالعتقاد بزنا سابق لم يكتشف او لم تتخذ االجراءات في
15بحت حول الخيانة في القانون الجزائي المغاربي دراسة مقارنة ،من اعداد األستاذ منصور المبروك ،2014 ،ص 8
10
شانه مما يعني كذلك تخليا عاطفيا عن الزوجة واالبناء ،واذا كان زنا الزوجة اخطر على العائلة من زنا زوجها،
16
فان هذا الفارق المحدود في النطاق العائلي ال يجوز ان يحجب عنا نظرة واسعة الى المجتمع،
نصت على جريمة زنا الزوج المادة 288من قانون العقوبات المصري في قولها " كل زوج زنى في
منزل الزوجية وثبت عليه هدا االمر بدعوى الزوجية يجازى بالحبس مدة ال تزيد على ستة شهور" فزنا الزوج
تقوم على نفس االركان التي تقوم عليها جريمة زنا الزوجة باإلضافة الى الركن المتعلق بمكان ارتكاب الزنا،
وهو مكان منزل الزوجية ،فيتعين إلدانة الزوج بالزنا ان يثبت تنه اتصل جنسيا بامرأة غير زوجته ،وان يثبت
ارتباطه بعقد زواج صحيح بامرأة غير من اتصل بها ،ويتعين ان يتوفر القصد الجنائي ،وينتفي القصد لديه اذا
اعتقد ان صلة الزو جية باطلة ،او ظن انها انحلت بالطالق او وفاة زوجته ،وينتفي القصد كذلك اذا اعتقد انه
يتصل بزوجته ،كما لو كان ضريرا وحلت امرأة محل زوجته فاتصل بها معتقدا انها زوجته ،وان يمارس الزنا
في بيت الزوجية.
وعلة اشتراط ارتكاب الزنا في منزل الزوجية يرجع الى كون بيت الزوجية له حرمته والزوجة ربة هذا
المنزل والتزام زوجها باإلخالص لها يبلغ فيه اقوى درجاته ،وقد اراد الشارع حماية الزوجة من االهانة التي
تلحق بها إذا نافستها فيه امرأة اخرى.
وهذه العلة تثير التساؤل عن مدى اتساقها مع علة تجريم الزنا ،فاذا كان الشارع قد اراد بتجريم الزنا
حماية حقوق الزوجة وتقرير جزاء جنائي االلتزام باإلخالص الزوجي ،والقول بان الشارع قد هدف الى حماية
الزوجة من االهانة المحتملة اذا زنى زوجها في منزل الزوجية يعني ان علة التجريم لم تعد حماية حق الزوجة
17
لها ،وانما صارت حماية لشعور الزوجة في منزل الزوجية.
وبالتالي فان جريمة الخيانة الزوجية بالنسبة للزوجة تقوم سوآءا ارتكبتها داخل مسكن الزوجية او خارجه
عكس الزوج الذي يتطلب لقيام الجريمة في حقه ان يرتكبها في بيت الزوجية وهذا اجحاف في حق الزوجة
خصوصا انه ال يوجد أي منطق في اعطاء الزوج هذه االفضلية عكس المشرع المغربي الذي لم يميز في االركان
بين الزوج والزوجة.
وفي االخير فأننا نكون اماما جريمة الخيانة الزوجية بصفة عامة بتوافر الركنين المذكورين سابقا وهما
الركن المادي والمعنوي ،مع حصول اإلثبات القانوني مما يستوجب مساءلة المرتكبين بتطبيق العقوبة المقررة
إذن فما هي وسائل إثبات الجريمة؟ وما هي قيود المتابعة؟ هذا ما سنحاول اإلجابة عنه من خالل المبحث الثاني.
16محمود نجيب حسني ،شرح قانون العقوبات ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،سنة ،1986ص 286
17محمود نجيب حسني ،م.س ،ص 295
11
المبحث الثاني :طرق اثبات الخيانة الزوجية وقيود المتابعة في كل من التشريع المغربي والتشريع المقارن
اشترط المشرع المغربي لقيام جريمة الخيانة الزوجية وسائل إثبات خاصة ،مختلفة عن القواعد العامة
لإلثبات المتعارف عليها والمعتمدة قانونا في المادة الزجرية( ،المطلب االول) فإذا تحقق إثبات الجريمة ،يتم
متابعة مرتكبيها غير ان المتابعة في جريمة الخيانة الزوجية مقيدة بقيود (المطلب الثاني) وضعها القانون
المطلب االول :طرق اثبات الخيانة الزوجية في كل من التشريع المغربي والتشريع المقارن
المشرع المغربي اشترط لقيام جريمتي الفساد والخيانة الزوجية قيود خاصة مستثناة من القواعد العامة
لإلثبات المتعارف عليها والمعتمدة قانونا في المادة الزجرية .بحيث حصر المشرع وسائل االثبات في تالته وسائل
وهو نفس الشيء قضى به المجلس األعلى في إحدى قراراته حيث قال ال يكفي في إثبات الجريمة المعاقب عليها
في الفصل 491ق.ج أن تقول المحكمة بأنها اقتنعت بثبوت الجريمة بل ال بد أن تبني حكمها على أحد دالئل
اإلثبات المنصوص في الفصل 493من نفس القانون .وبذلك يكون المشرع المغربي قد قيد مبدأ حرية اإلثبات
الجنائي المعمول به في القواعد العامة وفرض على القاضي وسائل معينة ال يمكنه تجاوزها ،وتتجلى هذه الوسائل
في محضر ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس (اوال) واالعتراف الكتابي (تانيا)واالعتراف القضائي (تالتا)
محضر ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس أي مشاهدة وقائع الجريمة من طرف أحد ضباط الشرطة
القضائية ،ويخضع المحرر في حالة التلبس من حيث قيمته اإلثباتية ألحكام المادة 290من ق.ج «المحاضر
والتقارير التي يحررها ضباط الشرطة القضائية وجنود الدرك بشأن التثبت من الجنح والمخالفات يوثق بمضمونها
ما لم يثبت خالف ذلك».
ليس على ضابط الشرطة القضائية ان يعاين التنفيذ المادي للجريمة وانما يكفي ان تكون الوقائع التي عاينها
وسجلها في محضره تدل على ارتكاب جريمة الخيانة الزوجية .وقد ورد في أحد قرارات المجلس االعلى «وحيت
ان الثابت من الحكم االبتدائي المؤيد وكدا من الحكم االستئنافي المطعون فيه ان الطاعن ادين من اجل المشاركة
في الخيانة الزوجية بناء على محضر لرجال الدرك شهدوا فيه بانهم توجهوا على الساعة التانية عشرة والنصف
ليال الى منزل المجني عليه وذلك بطلب منه فوجدوا بقاعة انوم الزوجة والطاعن مجردين من ثيابهما» وهكذا
استخلصت المحكمة ان المتهم الذي ضبط بمنزل الغير توجد عليه اتار تثبت مشاركته في جنحة الخيانة الزوجية
18
مما يجعل حكمها مبنيا على اساس قانوني
قرار عدد 106س 11 .تاريخ – 1965/11/2ق م .ع .عدد – 2ص 95 18
12
وعليه يمكن القول أن العمل القضائي يعتمد على المحضر المحرر من طرف ضباط الشرطة القضائية في حالة
التلبس إلثبات جريمة الفساد دون باقي حاالت التلبس الواردة في الفصل 56ق.م.ج ،وذلك نظرا لخصوصية هذا
النوع من الجرائم ،إذ ال يمكن مشاهدة الجاني وهو يمارس العالقة الجنسية مع آخر ،كما ال يمكن االستناد إلى
صياح الجمهور للقول بأن الجريمة قد ارتكبت ،وبالتالي فإن الصورة الوحيدة لحالة التلبس الممكنة مشاهدة ضابط
19
الشرطة القضائية للجاني وهو في ظروف ال تدع مجاال للشك في أنه ارتكب فعال عالقة جنسية غير مشروعة.
ويقصد به المكاتيب واألوراق المتضمنة العتراف المتهم ،فهو اعتراف صادر عن المتهم وقد يكون مكتوبا بخط
يده او امالءه على غيره ،واالعتراف الكتابي هو اعتراف غير مباشر ألن المتهم ال يدلي بتصريحاته مباشرة أمام
المحقق ،وإنما يتم ذلك بالكتابة مثال في رسالة أو مؤلف أو جريدة أو مجلة ،وفي الواقع العملي يكون من الناذر
جدا أن تصدر مثل هذه المكاتيب عن الجناة .إن المحاضر المتضمنة العتراف الشخص بالخيانة الزوجية والموقع
عليها من طرف صاحب هذا االعتراف فهي وإن كانت تنزل منزلة االعتراف الذي تضمنته مكاتب أو أوراق
صادرة عن المتهم فإن ذلك منوط باقتناع المحكمة بفحوى ذلك االعتراف فتبقى تلك المحاضر خاضعة لسلطة
20
المحكمة التقديرية.
واالعتراف المكتوب ليس حجة قاطعة طبعا وانما يخضع في قوته اإلثباتية لتقدير المحكمة بشرط ان تبين المحكمة
االسباب التي دفعتها الستبعاد هدا االعتراف .واالعتراف ال يسري على الطرف االخر في الجريمة
ويقصد به االعتراف الصادر من المتهم في الجلسة العمومية ،ألنه الذي ينطبق مفهوم االعتراف القضائي.
أما الذي يصدر أمام قاضي التحقيق أو القاضي الباحث فإن المتهم يدلي به في جلسة سرية ،وبذلك يفقد أهم عنصر
لالعتراف القضائي الذي يصدر ويناقش في جلسة المحكمة .وكذلك االعتراف المدلى به أمام ممثل النيابة العامة،
ألن عضو النيابة العامة يقوم
باستنطاق المتهم في إطار مباشرة إجراءات البحث بوصفه ضابطا ساميا للشرطة .واالعتراف القضائي يمكن
للمحكمة أن تأخذ بكل ما جاء فيه أو تجزئه ،كما يمكنها أن تستبعده إذا وجد مبرر لهذا االستبعاد ،كما إذا كان غير
صريح ،أو ثبت من وقائع القضية ومستنداتها عدم صدق المتهم في اعترافه ،ويسري االعتراف على من صدر
21
منه دون شريكه.
19أحمد قيلش ،وآخرون «الوجيز في القانون الجنائي الخاص" ،مطبعة األمنية الرباط ،ص 122
20قرار عدد 1573بتاريخ 28/12/1980مجلة قضاء المجلس األعلى ،86-65ص540 :
21أحمد الخمليسي :م .س ،ص 245
13
وإذا كان االعتراف القضائي هو أرقي وسائل االثبات التي تعتمدها المحكمة اال انه يجب ان يكون االعتراف
منصبا على وقائع الجريمة ذاتها دون غموض او ابهام .واالعتراف القضائي يمكن ان تأخذ به المحكمة كما يمكن
ان تقوم باستبعاده وذلك إذا تبين لها ان االعتراف غير صريح او ثبت من وقائع القضية ومستنداتها عدم صدق
المتهم في اعترافه.
وفي االخير نستنتج ان سبب جعل المشرع وسائل اإلثبات تنحصر في تالته وسائل يرجع الى خطورة المساس
باألسرة فالشريعة االسالمية بدورها ايضا شددت في وسائل االثبات حيت حصرتها في االقرار ،ويرى الدكتور
الخمليشي ان السبب في حصر وسائل االثبات يرجع الى ان غالبية لجنة صياغة الفانون الجنائي المغربي التي
وضعت الفصل 493كانت من االجانب –فرنسا -وبما انا الخيانة الزوجية في القانون الفرنسي تشكل سببا من
اسباب طلب التطليق (المادة 232مدني فرنسي تقضي بان ادانة أي من الزوجين في احدى الجرائم االخالقية او
الشائنة تشكل بالنسبة للزوج االخر سببا من اسباب المخولة للتطليق) ،فسوف يكون من السهل على الزوج في
هذه الحالة تلفيق تهمة الخيانة الزوجية على زوجته اذا اراد الخالص منها عن طريق شهود الزور ،لذلك قام
المشرع الفرنسي بحصر وسائل االثبات ،اما اخد المغرب بنفس المنهج المتبع بفرنسا يبدو غير مبرر ،بسبب ان
الطالق بالمغرب غير محصورة قانونا مما ينتفي معه نهائيا الخوف من محاولة الزوج تلفيق تهمة الخيانة لزوجته
مادام يمكنه توقيع الطالق على زوجته في كل وقت وألي سبب اذ الغالب ان العصمة بيده،
وبالتالي فأن المحكمة ال يمكنها أن تقرر اإلدانة دون أن تتوفر على األقل إحدى وسائل اإلثبات الواردة في المادة
493ق.ج.
إال أن الواقع العملي والتطور التقني والتكنولوجي أبان عن قصور هذه الوسائل الثالث في إثبات جريمتي الفساد
والخيانة الزوجية وطرح إشكاليات كثيرة حول حاالت تتحقق فيها هذه الجرائم بصورة واضحة ولو في غياب
وسائل اإلثبات المذكورة .فتجد أحد الزوجين مثال يتقدم بشكاية أمام النيابة العامة يتهم فيها زوجته بخيانته جنسيا
مدعما شكايته بتسجيالت صوتية وأحيانا مرئية تبين بشكل واضح ممارسة زوجته للجنس مع خليلها بشكل كامل
من بداية العملية إلى نهايتها .فيقف ممثل النيابة العامة حائرا عند اتخاذ القرار على اعتبار أن وسائل إثبات الفعل
22
محددة على سبيل الحصر وأن الوسيلة المدلى بها في النازلة غير واردة مبدئيا ضمن تلك الوسائل.
إال أن الحل يكمن في أنه يجب أن تتوفر لدى قاضي النيابة العامة وأيضا القاضي الزجري ملكة تطويع النص
الجنائي وقراءته في شموليته أي في ظل التطور الحاصل حاليا والذي لم يكن حاصال عند وضع النص ألول مرة
من قبل المشرع ،بمعنى آخر فإن الصور أو التسجيالت المسموعة والمرئية يجب أن تصنف ضمن دائرة المكاتيب
23
خاصة إذا وجدت قرائن أخرى تعضدها.
هناك اختالف في طرق اثبات الخيانة الزوجية في تشريعات الدول فهناك من ذهب الى تقييد حرية القاضي بحصر
وسائل االثبات الخيانة الزوجية مثل المغرب والجزائر مصر وهناك من ذهب الى إطالق حرية القاضي في أثبات
هذه الجريمة من أي دليل يعرض على القاضي مثل العراق وتونس وليبيا.
لقد نهج المشرع الجزائري نفس نهج المشرع المغربي بحيث خرجا عن قاعدة اإلثبات المقرر في الميدان
الجنائي ،القائم على مبدأ االقتناع الوجداني ،القائم أساسا على حرية القاضي الجنائي في تكوين قناعته الشخصية
من أي دليل يطمئن إليه ،بحيث ال يجوز إثبات هذه الجريمة ،إال بإحدى الوسائل الثالثة الواردة على سبيل الحصر
في القانون الجزائري وفقا لنص المادة : 341بقولها " :الدليل الذي يقبل عن ارتكاب الجريمة المعاقب عليها
بالمادة 339يقوم أما على محضر قضائي يحرره أحد رجال الضبط القضائي عن حالة التلبس و إما بإقرار وارد
في رسائل أو مستندات صادر من المتهم و إما بإقرار قضائي ".والقانون المغربي طبقا لنص المادة .493
وبالتالي فإن القانونين الجزائري والمغربي ،حين تعرضا في هذا الصدد ،إلى بيان أدلة معينة قصدوا من ذلك أنه
ال يجوز للقاضي أن يبني حكمه في حصول هذه الجريمة إال بناءا على األدلة الثالثة الواردة على سبيل الحصر.
ومنه فإن الحكم الذي يدين المتهم في جريمة الخيانة الزوجية ،هو الحكم الذي يبنى على األدلة التي سبق التفصيل
فيها وهي محضر ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس واالعتراف الكتابي واالعتراف القضائي.
المشرع المصري كذلك حدد طرق االثبات في المادة 276من قانون العقوبات حيث نص " األدلة التي تقبل
وتكون حجة على المتهم بالزنا ،هي القبض عليه حين تلبسه بالفعل ،او اعترافه ،او وجود مكاتيب او اوراق
24
اخرى مكتوبة منه "....وهذا ما ذهب اليه القانون االردني والسوري واللبناني.
بناء على ما تقدم نالحظ أن السبب الذي دفع الى حصر وسائل االثبات منع القاضي من ان يبني قناعاته من ادلة
اخرى ،غير األدلة السالفة الذكر ،وبهذا فإن المحكمة الجزائية ال تقبل وسائل أخرى لإلثبات جريمة الخيانة
الزوجية ،مثل الشهادة وغيرها من وسائل اإلثبات الجنائية ،عكس القانون التونسي والقانون الليبي.
24انظر المادة 276من قانون العقوبات المصري والمادة 2 / 282من قانون العقوبات االردني والمادة 473من قانون العقوبات السوري
15
وتبعا لذلك قضت المحكمة العليا الجزائرية في الكثير من األحيان بنقض قرارات أدانت متهمين بالخيانة الزوجية،
استنادا على قرائن غير منصوص عليها في المادة 341من قانون العقوبات الجزائري.
إال أن تقديم الدليل على قيام الجنحة بإحدى الوسائل المذكورة في المادة 341من قانون العقوبات الجزائري ،ال
يمنع القاضي من استعمال سلطته التقديرية ،وهذا ما قضت به المحكمة العليا في إحدى قراراتها قائلة بأن اإلقرار
القضائي في مجال الزنا شأنه شأن أي إقرار يخضع للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع وفقا لنص المادة 213من
قانون اإلجراءات الجزائية.
اما القانون الجنائي العراقي لم يحدد او يحصر وسائل اثبات جريمة الخيانة الزوجية بل اخضعها الى االقتناع
وتقدير المحكمة حسب االدلة المقدمة ،فبرجوع للمواد 378 ،377و 379من قانون العقوبات العراقي يتبين ان
المشرع العراقي سكت عن بيان وسائل االثبات ويمكن القول بان الفانون العراقي تبنى قاعدة حرية القاضي
الجنائي في تكوين قناعاته الشخصية ،وبالتالي يتم العودة الى القواعد العامة في االثبات الجنائي في مواجهة
ففي قرار 25
مرتكب جريمة مرتكب جريمة الخيانة الزوجية سوآءا اكان الزوجة وشريكها او الزوج وشريكها،
لمحكمة استئناف منطقة اربيل برقم /114ت.ج 2016/في 2016/03/31المتضمن (طلب مضمون المكالمات
الجارية بين المتهمين واالستماع الى شهادة شهود الحادث القاصرين لغرض االستئناس )....وذلك إلثبات واقعة
الخيانة الزوجية بين الزوجة وشريكها).
وسار على النهج ذاته المشرع التونسي والليبي فقد تركا مسالة االدانة والبراءة لسلطة المحكمة التقديرية.
وفي االخير فانه إذا ما تبتت على أحد الزوجين الخيانة الزوجية فيتم متابعته بالعقوبة المقررة اال ان هذه المتابعة
مقيدة بشروط تقيد النيابة العامة من تحريك الدعوى ضد الزوج الزاني وهذا م اسوف نتعرف عليه في المطلب
الثاني.
المطلب الثاني :قيود المتابعة في جريمة الخيانة الزوجية في كل من التشريع المغربي والتشريع المقارن
تعتبر جريمة الخيانة الزوجية من الجرائم المقيدة بشرط أساسي لتحريك الدعوى العمومية المنصوص عليها في
الفصل الثالث من قانون المسطرة الجنائية أال وهي الشكوى ،الفصل 49من ق.ج اشترط وجود شكوى من
الزوجة أو الزوج المجني عليهما لقيام المتابعة حيث جاء فيه وال يجوز المتابعة في هذه الحالة إال بناء على شكوى
الزوجة أو الزوج المجني عليه» ومن تم فللمتابعة في جريمة الخيانة الزوجية من طرف النيابة العامة قيود (أوال)
ثم أحكام تسري في حق الشريك (ثانيا).
25بحت حول جرائم الخيانة الزوجية بين القانون والواقع ،دراسة مقارنة تحليلية ،من اعداد القاضية نيكار احمد محمد اغا ،ص 38
16
أ -الشكوى
اشترطت المادة 491ق .ج للمتابعة الجنائية تقدم زوج الجاني بشكاية يطلب فيها بالمتابعة ،وتقدم هذه الشكاية
للنيابة العامة او ضابط الشرطة القضائية ،ويمتنع عن النيابة العامة تحريك الدعوى العمومية قبل التوصل بهذه
الشكوى.
فالشكوى تقدم من المجني عليه شخصيا أو بوكيل يعينه لهذا الغرض بوكالة خاصة يكون موضوعها محددا في
تقديم هذه الشكوى ،ويبقى هذا الحق قائما طالما المجني عليه حيا ،أما إن هو مات قبل تقديم الشكوى ،فالراجح أنه
ال يسوغ للنيابة العامة المتابعة أبدا على اعتبار أن حق االشتكاء ذو طبيعة شخصية ال ينتقل إلى الورثة 26،ويسري
هذا الحكم ولو كان الزوج المجني عليه محجورا عليه لصغر أو سفه ...هذا ولم يشترط القانون شكال معينا للشكاية،
وبناء على ذلك يمكن أن تك ون مكتوبة أو شفوية ،حيث اشترط المشرع المغربي تقديم شكوى فقط وهذا ما سار
عليه المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) في قراره «بناء» على الفصل 491من ق.ج فإنه يعاقب أحد الزوجين
الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية وال يجوز متابعته في هذه الحالة إال بناء على الشكوى من الزوجة أو الزوج
المجني عليه .وحيث إن المحكمة . ...التي أوردت في عرض الوقائع أن المتهم ...متزوج ومع ذلك أخذته بجنحة
الفساد بعد تكييف الجريمة بالرغم من كونه يعتبر في هذه الحالة مرتكبا لجريمة الخيانة الزوجية التي ال يمكن
متابعته بها إال بناء على شكوى من الزوجة طبقا للفصل المذكور.
ويثور هنا سؤال في حالة حدوث الطالق قبل تقديم الشكاية والحل الذي يبدو مناسبا هو تخويل النيابة العامة في
هذه الحالة إثارة المتابعة دون حاجة إلى شكاية .27ورغم القيود المفروضة على النيابة العامة في تحريك الدعوى
العمومية في جريمة الخيانة الزوجية فإنه يبقى من حقها استثناء تحريكها تلقائيا في حالة ما إذا كان الزوج متغيبا
خارج المغرب وامرأته تتعاطى الزنا بصفة ظاهرة.
وبالتالي فالمشرع قيد حرية النيابة العامة في المتابعة في الخيانة الزوجية بضرورة تقديم شكاية من طرف الزوج
المتضرر باعتبار ان الرابطة الزوجية التي تربط بين الزوجين مسالة تهمهما وحدهما دون بقية افراد المجتمع
أي انها مسالة شخصية ال يمكن التدخل فيها اال بناءا على طلب الطرف المتضرر وذلك لما لهذه القضية مساس
باألسرة ة واثارة الفضائح ،اال استثناءا في حالة تعطي احد الزوجين الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة ،اال ان هذا
التقييد يشوبه عيبين االول هو ان الزوج الذي يرى زوجته تتعاطى الزنا وال يرفع شكاية ضدها او العكس الى
النيابة العامة ولو من حقه ذلك اال انه يساعد في انتشار الفساد والفاحشة وانتشار العالقات الجنسية غير المشروعة،
والعيب الثاني هو ان السماح االحد الزوجين بالتنازل عن شكواه فيه مساس بالنظام العام ،االن الخيانة الزوجية
28
هي زنا المحصن ،والزنا في الشريعة االسالمية يشكل جريمة من جرائم الحدود والعقوبة فيها هي الرجم.
26لطيفة الداودي :دراسة في قانون المسطرة الجنائية وفق آخر التعديالت» ،الطبعة الخامسة ،ص252 :
27أحمد الخمليشي :م .س ،ص255 :
28عبد الواحد العلمي ص 221
17
ب -التنازل عن الشكوى
أما فيما يخص التنازل عن الشكوى فيقضي الفصل 492ق.ج بأن «تنازل أحد الزوجين عن شكاية يضع حدا
لمتابعة الزوج أو الزوجة المشتكى بها عن جريمة الخيانة الزوجية.
فإذا وقع التنازل بعد صدور حكم غير قابل للطعن فإنه يضع حدا آلثار الحكم بالمؤاخذة الصادر ضد الزوج أو
الزوجة المحكوم عليها.
«وال يستفيد مشارك الزوجة وال مشاركة الزوج مطلقا من هذا التنازل» .والتنازل عن الشكوى أو سحبها يتحقق
بإبداء الرغبة في وضع حد إلجراءات المتابعة أو لتنفيذ العقوبة ،وليس من الضروري أن يتم .سحب الشكاية من
أجل استئناف الحياة الزوجية ،فالسحب ينهي المتابعة وتنفيذ العقوبة بمجرد وقوعه ،وله بعد ذلك أن يستأنف
المعاشرة أو الطالق أو التطليق .وقد جاء في قرار صادر عن المجلس األعلى «الخيانة الزوجية ال يمكن أن
29
توصف إال بوصف واحد ،تنازل الزوجة عن المتابعة يمنع إدانة الزوج المتنازل له بأي وصف آخر».
الشريك في الخيانة الزوجية مرتكب جريمة الخيانة الزوجية يتعرض ألحكام ناتجة عن تصرفه هو وعن صفته
الشخصية ،كما تسري عليه أحكام أخرى يستقيها من الطرف اآلخر في العالقة المجرمة التي مارسها .فاألحكام
التي يستمدها المتهم من الطرف اآلخر وتسري عليه بوصفه شريكا له في العالقة موضوع المتابعة تتلخص في
سريان الوصف الجنائي لألفعال وآثار تقديم أو عدم تقديم الشكاية وسحبها.
يثور موضوع التكييف عندما يكون الشريك غير متزوج بينما شريكه اآلخر متزوج ،لم يتعرض القانون الجنائي
للحكم في جريمة الخيانة الزوجية ،وال يبقى مناص من الرجوع للقواعد العامة في القانون الجنائي لالهتداء إلى
الحل وفي هذا الصدد يالحظ بأن صفة الزوجية من جهة تشكل ظرفا ماديا في الجريمة كأنها تغير من وصفها من
جنحة الفساد إلى جنحة الخيانة الزوجية وتشدد بالتالي عقابها ،وفي نفس الوقت تشكل ذات الصفة ظرفا شخصيا
متشددا للعقوبة ترتبط بشخص الفاعل ،ألن توافر هذه الصفة التي تكيف معها العالقة الجنسية بأنها خيانة زوجية،
وليس فسادا من جهة أخرى ،ولذلك فهذه الصفة تنتهي أخيرا إلى أن تصبح ظرفا مختلطا عينيا وشخصيا ،ومن
المعلوم أن القضاء سار على اعتبار الظروف المختلطة كالظروف العينية من حيث أثرها على المساهمين
والمشاركين وبالنسبة لمشارك الزوجة غير المتزوج ،أو مشاركة الزوج غير المتزوجة يعتبر مشاركا في جنحة
الخيانة وليس في جنحة الفساد عمال بالفصل 1302الذي يقول «وال تؤثر الظروف الشخصية التي ينتج عنها
تشديد أو تخفيف أو إعفاء من العقوبة إال بالنسبة لمن تتوافر فيه .أما الظروف العينية المتعلقة بالجريمة والتي
29قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 29/03/00تحت عدد 443/4في الملف عدد 16035/91منشور بمجلة الملف
18
تغلظ العقوبة أو تخفضها فإنها تنتج مفعولها بالنسبة لجميع المساهمين أو المشاركين في الجريمة ولو كانوا
30
يجهلونها».
ومع ذلك فإن قرارا للمجلس األعلى اشترط علم المشارك غير المتزوج بكون الطرف اآلخر متزوج ،حتى يعاقب
بعقوبة المشاركة في الخيانة الزوجية وهو ما ال يستقيم مع الفصل 130ق.ج الذي قال بسريان الظروف العينية
-ويلحق بها المختلطة -للجريمة على جميع المساهمين والمشاركين سواء علموا بها أم لم يعلموا ،ويستفاد من
حيثية قرار المجلس األعلى الذي جاء فيه «حيث إن الثابت من تنصيصات الحكم المطعون فيه أن الطاعن ضبط
في حالة التلبس باالتصال الجنسي مع المرأة (ح) مع علمه بأنها متزوجة ،وأن هذا الفعل يكون جنحة الخيانة
الزوجية بالنسبة للمرأة المذكورة ،ويكون مشاركة في الجنحة المشار إليها بالنسبة للطاعن» .وما يؤخذ من القرار
من اشتراط العلم لسريان وصف الخيانة الزوجية على الشريك المتزوج يتعارض مع مقتضيات الفصل 130
ق.ج الذي أكد بصريح العبارة عدم الظروف الشخصية على غير من تتوفر فيه علم بها أم ال ،وسريان الظروف
31
العينية على جميع المساهمين والمشاركين كانوا على علم بها أم ال.
وعقوبة الخيانة الزوجية ناتجة عن ظرف مختلط كما سبق القول فيتعين إلحاقه بالظروف العينية (أو الظروف
الشخصية إذا اقتضى اجتهاد القاضي ذلك) وتطبيق أحكام الفصل 130ق.ج عليه ولكن ال يمكن بحال تقرر
سريانه كالظروف العينية ثم اشتراط علم المشارك بوصف الزوجية للطرف اآلخر.
والجهل بزواج الفاعلة األصلية يجعل العنصر المعنوي لجنحة المشاركة في الخيانة الزوجية غير متوفر.
إال أن هذا االتجاه تعارضه محكمة النقض بشدة حيث جاء في قرارها عدد 370المؤرخ في 30/03/2015أن:
«نظام المشاركة في الخيانة الزوجية هو نظام مستقل وخاص أقرب ما يكون إلى مفهوم المساهمة المنصوص
عليها في الفصل 128من القانون الجنائي وليس وفق الفصل 129من نفس القانون».
وهو توجه سليم على اعتبار أن المساهم هو الذي يقوم بتنفيذ األفعال المادية للجريمة في نفس الوقت الذي يباشر
فيه الفاعل األصلي نفس األفعال ،وال يشترط فيه عنصر العلم وإنما يشترط قيامه الواقعي والفعلي باألفعال المادية
المجرمة ،مما يعني أن المشاركة التي اشترط فيها المشرع عنصر العلم كأساس للعقاب ليست هي ا المشاركة
بالمفهوم الوارد في الفصل 492من القانون الجنائي
بعد تأثر الشريك بالشكاية يثار في حالة تقديمها ضد الطرف اآلخر وفي حالة عدم تقديمها كذلك وذلك تبعا لما إذا
كان هو أيضا متزوجا أو غير متزوج.
أما الحالة الثانية وهي :تأثر الشريك بعدم تقديم الشكاية فتثور عندما يكون الشريك غير متزوج وال تقدم الشكاية
ضد الطرف اآلخر المتزوج والحكم هو أن للنيابة العامة تحريك المتابعة ضد الشريك غير المتزوج دون انتظار
شكوى زوج الطرف اآلخر ،ولو أن هذه المتابعة يترتب عنها نشر الوقائع التي قد يرغب الزوج المجني عليه في
عدم إ نشائها ،إال أن مبررات المتابعة تعتبر أرجح من مجرد مراعاة رغبة الزوج خصوصا وأن زوجه هو لم
يتابع أمام القضاء.
هذا عن تأثير تقديم أو عدم تقديم الشكاية ،أما بالنسبة لسحبها بعد تقديمها فإن الفقرة األخيرة من الفصل 492ق.ج
تقضي «ال يستفيد مشارك الزوجة وال مشاركة الزوج مطلقا من هذا التنازل».
وهو ما أكدته محكمة النقض من خالل قرارها رقم 3/865الصادر بتاريخ 04/08/2015في الملف
2079.6.2014جاء فيه أنه «رغم تنازل أحد الزوجين فإن المشارك في الجريمة ال يستفيد من هذا التنازل
وبالرغم من هذه الصياغة التي تفيد أن سحب الشكاية ال تأثير له على الشريك في جميع األحوال ،إال أنه يبدو
تفسيرها بالحاالت التي ال تكون فيها الشكاية هي سبب المتابعة بأن كان الشريك غير متزوج أو متزوجا وأثبت
متابعته بشكاية زوجه هو كما إذا ارتكب الجريمة (أ) و (ب) المتزوجان وأثيرت متابعتهما بشكاية زوجيهما ،فإن
سحب زوج للشكاية (أ) ال يستفيد منه الشريك (ب).
أما إذا كانت الشكاية هي سبب المتابعة فيؤثر سحبها على الشريك ،ففي المثال السابق إذا أثيرت متابعة المتهمين
معا بناء على شكاية زوج (أ) فإن سحب هذا األخير لشكايته يستفيد منه المتهم (ب) إذ بعد سحب الشكاية ال يبقى
32
مبرر لمتابعته وهو متزوج وزوجه لم يقدم به شكوى.
ويرجع الهدف من تقييد المتابعة في اغلب التشريعات المعاصرة حماية االسرة وحفض اعراض الناس ،والشكوى
في التشريع الجزائري يراد بها البالغ او الطلب الذي يقدمه الزوج المتضرر الى النيابة العامة او الى أحد مأموري
الضبط القضائي (المادة 17من قانون االجراءات الجزائية الجزائري وكذالك المادة 36منه)
تعتبر جريمة الخيانة الزوجية جريمة ذات طابع خاص ،بحيث تهم الزوج المضرور دون سواه وعليه فال تجوز
المتابعة ،عن أخ الزوج المضرور أو والده أو أخته أو أي أحد سواه ،كما ال يحق للنيابة العامة أن تباشر المتابعة
القضائية من تلقاء نفسها ،خاصة في القانون الجزائري والقانون التونسي ،أما في القانون المغربي فقد أجاز هذا
األخير للنيابة العامة أن تقوم تلقائيا بمتابعة الزوج اآلخر ،الذي يتعاطى الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة ،في حالة
35
غياب أحد الزوجين خارج تراب المملكة المغربية.
وبالتالي فان المتابعة في الخيانة الزوجية بالتشريع التونسي والجزائري ال تتم اال من طرف المعني باالمر خالفا
للتشريع المغربي الذي اعطا للنيابة الحق في المتابعة في حالة تعاطي الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة ،في حالة
غياب أحد الزوجين خارج تراب المملكة المغربية.
غير أنه يجوز للزوج المجني عليه ،أن يوكل شخص آخر ينوب عنه لتقديم الشكوى ،لكن في شكل وكالة خاصة،
حررت خصيصا لهذا الموضوع ،كما يجوز أيضا للزوج المجني عليه ،أن يقدم شكواه في شكل عريضة ،إذا كان
مسافرا ،على أن تكون هذه الشكوى ممضاة من طرف الشاكي؛ أي الزوج المضرور أو من قبل الوكيل.
مع العلم أن هذه الشكوى ال تخضع إلى أية إجراءات شكلية معينة في التشريع التونسي والجزائري بل يكفي فقط
أن يفصح الزوج المضرور عن رغبته أو نيته في توقيع العقوبة على الزوج الجاني .وانطالقا مما تقدم فإنه يجوز
للنيابة العامة أن تتصرف في شكوى الزوج المضرور؛ من اجل جريمة الخيانة الزوجية ،مثلها مثل الجرائم
األخرى ،فلها حق المتابعة بأي طريقة كانت ( تلبس ،تحقيق ،استدعاء مباشر ) ،ولها كامل السلطة في استعمال
طرق الطعن عند صدور الحكم أو القرار القضائي
33من هذه التشريعات قانون العقوبات المصري المادة 277ا والعراقي 378و السوري 475و األردني 284
34بحت حول الخيانة في القانون الجزائي المغاربي دراسة مقارنة ،من اعداد األستاذ منصور المبروك ،2014 ،ص 14
35بحت حول الخيانة في القانون الجزائي المغاربي دراسة مقارنة ،من اعداد األستاذ منصور المبروك ،2014 ،ص 14
21
مادامت المتابعة الجزائية مقيدة بشكوى الزوج المضرور ،فإن التنازل على هذه الشكوى يضع حدا للمتابعة ضد
الفاعل األصلي وشريكه ،طبقا إلحكام المادة 339من القانون الجنائي الجزائري ،والمادة 236من المجلة الجنائية
التونسية.
أما في القانون الجنائي المغربي ،فإن تنازل أحد الزوجين عن شكايته ،حتى ولو كان بعد صدور حكم غير قابل
للطعن فإنه يضع حدا لمتابعة الزوج المشتكى به في جريمة الخيانة الزوجية فقط ،المالحظة أن الشريك ال يستفيد
مطلقا من التنازل وفقا للفصل 492من القانون الجنائي المغربي وهذا الحكم يتفق مع القواعد العامة ،التي تحكم
الدعوى العمومية،
وقبل تعديل نص المادة 339بموجب القانون رقم 04-82المؤرخ في 13/02/19826كان القانون الجزائري
يتماشى مع القانون المغربي بحيث كان لصفح الزوج المتضرر ،أثر نسبي ينحصر في زوجه وال يتعدى أثره إلى
الشريك.
وبالتالي فان التنازل عن الشكاية من طرف الزوج المضرور في التشريع الجزائري والتونسي والمصري كذلك
يضع حدا للمتابعة ضد الزوج المشتكى به والشريك ايضا خالفا للتشريع المغربي الذي يمنع على الشريك االستفادة
من تنازل الزوج المضرور.
اال ان التشريع التونسي والجزائري يتفق مع التشريع المغربي في حالة وفاة الزوج الجاني قبل تقديم الشكوى،
فانه فال يجوز متابعة الشريك وتتوقف إجراءات المتابعة ،إذا حدثت الوفاة بعد تقديم الشكوى ،كذلك في حالة وفاة
الزوج المتضرر بعد تقديم الشكاية فانه ال تؤثر في المتابعة التي تبقى قائمة إلى غاية صدور الحكم ،اما اذا توفي
الزوج المضرور قبل تقديم الشكاية فال يمكن متابعة المشتكى به واعتبر ذلك بمثابة تنازل عن الشكاية والينتقل
االمر الى ورثته ومراد ذلك الى كون الشكوى حق شخصي خص به القانون الزوج المضرور دون سواه.
فالزوجة
ويترتب عن صدور التنازل من طرف الزوج المتضرر سقوط الدعوى العمومية بصفة قطعية فال يجوز التراجع
عنه ،وال يجوز لها التنازل عن الشكوى اال قبل ان يصبح الحكم نهائيا او باتا وذلك بالنسبة للمتزوجة بينما للزوج
ان يعفو عن الزوجة حتى بعد الحكم عليها ،اما اذا كان الزوج قد قام بتطليق زوجته فال يملك الحق في ايقاف تنفيد
36
الحكم الصادر عليها ،ولكن اذا عاد اليها بان تزوجها بعقد جديد فهنا يمكن له وقف تنفيد الحكم الصادر عليها.
36أحمد محمود خليل ،جريمة الزنا في الشريعة اإلسالمية والمسيحية والقوانين الوضعية ،اإلسكندرية ، 2002 ،ص5
22
وبالتالي فان القانون المصري قد ميز في حق التنازل بين الزوج والزوجة بحيث سمح للزوج فقط بالتنازل بعد
صدور الحكم نهائيا خالفا للقوانين المغاربية التي لم تميز بين الزوج والزوجة في المتابعة.
تعتبر جريمة الخيانة الزوجية من أخطر الجرائم األخالقية على اإلطالق التي تقع على نظام األسرة؛ كونها تؤدي
إلى تفكيك األسرة المغاربية ،ألن المتضرر منها حتما سيطالب بالطالق أو التطليق .والهدف من هذه الدراسة
معرفة مدى اختالف وتطابق القوانين الجزائية في دول المغرب العربي الكبير والتشريع المقارن في هذا المجال،
خاصة إذا علمنا أن دساتير هذه الدول تسعى إلى وحدتها.
من خالل هذه النبذة البسيطة يتضح أن موضوع العقوبة في الخيانة الزوجية سواء في التشريع المغربي أو التشريع
المقارن له أهمية بالغة وهو ما سنحاول التعمق فيه من خالل التقسيم التالي:
المبحث االول :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي ودول المغرب العربي
23
المبحث االول :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي ودول المغرب العربي
تعد جريمة الخيانة الزوجية من الجرائم الشائعة في المجتمع المغربي ،إذ خصصت لها عقوبات بموجب التشريع
المغربي ،فعند الوقوف مثال على نص المادة 491من قانون العقوبات المغربي على اعتبار الخيانة الزوجية
جريمة يُعاقب عليها بالحبس من شهر إلى سنة ،وبغرامة من 1،000إلى 10،000درهم ،أو بإحدى العقوبتين،
باعتبار هذه العقوبة ضعيفة بالمقارنة مع الحد األدنى للعقوبة المفروضة في بعض الدول األخرى.
ومع ذلك ،يبدو أن تطبيق العقوبة في الواقع ال يتم بصرامة ،حيث تظهر تقارير من المنظمات الحقوقية أن العديد
من النساء المتعرضات للخيانة الزوجية ال يجدن دعما كافيا من المحاكم والقضاء .ويتسبب ذلك في أن يدفع
الضحايا النساء إلى التصالح مع أزواجهن ،أو حتى االستقالة من مالحقتهم ،بسبب عدم الثقة في النظام القضائي.
بغض النظر عن األسباب المحتملة لتحويل الخيانة الزوجية إلى جريمة يعاقب عليها القانون ،يجب أن يتم التأكد
من تطبيق العقوبات المنصوص عليها في التشريع المغربي ،ويجب أن يشعر الضحايا بالدعم والحماية من خالل
النظام القضائي .فان قانون المغربي المدني ينص على أن الخيانة الزوجية هي تصرف زوج يغير من وضعه
وأمانته وينتحل صفات غيره ليست خاصة به ،وهو تصرف يصرفه عن أدائه الصحيح لحقوق الزوج أو الممتلكات
واألشياء المشتركة بينهما وفقًا للمادة 490من قانون العقوبات المغربي ،يعاقب كل من يرتكب جريمة الخيانة
الزوجية بالسجن لمدة تتراوح بين شهر وسنة واحدة ،باإلضافة إلى الغرامة التي تصل إلى 5000درهم مغربي.
ويتم تحديد العقوبة النهائية بنا ًء على عدة عوامل ،مثل عدد المرات التي تمت فيها الخيانة ،والظروف التي حدثت
فيها الجريمة ،ومدى تأثيرها على العالقة الزوجية .ويعتبر الزوجان في التشريع المغربي متساويين في الحقوق
والواجبات ،ولهذا السبب فإنه يتم معاقبة الزوجين على حد سواء إذا كان أحدهما يرتكب جريمة الخيانة الزوجية.
ويجب التأكيد على أن الخيانة الزوجية ال تعتبر جريمة في حد ذاتها ،ولكنها تعتبر ضربًا من الضرب الذي يمكن
أن يؤدي إلى الطالق أو الفسخ القضائي للزواج .ويتم تحديد العقوبات النهائية بنا ًء على قرار القاضي وتقديره
للظروف الخاصة بكل حالة .وبشكل عام ،فإن الخيانة الزوجية تعتبر جريمة خطيرة في التشريع المغربي ،ويتم
37
معاقبة المتسبب فيها بشدة ،وذلك لحماية األسرة والحفاظ على العالقات الزوجية السليمة
يعد هذا الفعل مخالفًا لقيم المجتمع ومخالفًا لمواثيق الزواج ،وبالتالي فإنه يعتبر جريمةً فاضحةً .و يوجد عدة
مراجع تجريم الخيانة الزوجية في المغرب ،منها المادة 491من المدونة المغربية لألسرة التي تنص على أنه في
حالة خيانة الزوج الطرف اآلخر يحق له طلب الطالق ،إضافة إلى العقوبات المنصوص عليها في المادة 492
المادة 49اذا تنازل أحد الزوجين عن شكايته يضع حدا لمتابعة الزوج أو الزوجة المشتكى بها عن جريمة الخيانة
إن النصوص القانونية المتعلقة بجريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي لم تتعرض لهذه الحالة ،عندما
يكون أحد الطرفين في العالقة الجنسية غير المشروعة متزوجا وشريكه غير متزوج ،مما يحتم علينا الرجوع
إلى القواعد العامة في القانون الجنائي ،إليجاد الحل المناسب ،ذلك ألن صفة الزوجية تشكل ظرفا ً ماديا ً في
الجريمة؛ ألنها تغير من وصفها ،من جنحة فساد إلى جنحة الخيانة الزوجية من جهة ،ومن جهة أخرى تشكل
ظرفا ً شخصيا ً مشددا ً للعقوبة يرتبط بشخص الفاعل أما الظروف العينية المرتبطة بجريمة الزنا -التي تشدد
العقوبة أو تخففها -فإن مفعولها ينتج بالنسبة لجميع المشاركين و المساهمين في الجريمة حتى و لو كانوا يجهلونها
غير أن القضاء المغربي في هذا الصدد ،يشترط علم المشارك غير المتزوج بكون الطرف اآلخر متزوجاً ،حتى
يعاقب بعقوبة المشاركة في جريمة الخيانة الزوجية ،وهذا ما يستفاد من حيثيات قرار المجلس األعلى المغربي
الذي جاء فيه حيث أن الثابت من تنصيصات الحكم المطعون فيه أن الطاعن ضبط في حالة تلبس باالتصال
الجنسي مع المرأة مع علمه بأنها متزوجة ،وأن هذا الفعل يكون جنحة الخيانة الزوجية بالنسبة للمرأة المذكورة،38
و يكون مشاركة في الجنحة المشار إليها بالنسبة للطاعن.
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي قد استعمل مصطلح " المشارك " في المادة 492وهو يقصد المساهم
في الجريمة؛ بمعنى الطرف اآلخر في العالقة الجنسية غير المشروعة ،حينما قرر أنه" ال مشاركة الزوج وال
مشارك الزوجة يستفيد مطلقا من تنازل المشتكي ،وليس المقصود بالمشارك بالمفهوم الوارد في الفصل 129من
القانون الجنائي المغربي.
وبالرجوع لقرار محكمة النقض رقم 60وتاريخ 10يناير ،2022في الملف الجنائي رقم ،2019/3/6/20322
والذي جاء فيه "إن جنحة الخيانة الزوجية ال يمكن أن توصف إال بوصف واحد ،وأن تنازل الزوجة عن المتابعة
ال يمكن بأي حال من األحوال تغيير التكييف بخصوصه إلى جنحة المشاركة في الخيانة الزوجية".
ومن خالل القرار أعاله يتضح أن محكمة النقض خرقت مقتضيات الفصل 492من القانون الجنائي ،وذلك
بتعليلها في القضية أنه رغم تنازل الزوجة لزوجها عن الدعوى إال وأنه ال يمكن وصف جنحة الخيانة الزوجة إال
بوصف واحد وبالتالي يتابع هذا األخير بالمشاركة في الخيانة الزوجية.
38
2015. ،Your Middle East ،- Moroccan law: Adultery and its consequences
25
المطلب الثاني :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في تشريع دول المغرب العربي
تختلف عقوبة الخيانة الزوجية في التشريعات الدولية العربية ،ففي بعض الدول اإلسالمية تعتبر الخيانة الزوجية
جريمة شرعية ويتم معاقبتها بالجلد أو السجن أو كالهما ،أو بغرامة مالية ،بحسب التشريع في الدولة المعينة.
وفي بعض الدول العربية ذات النظام العلماني ،ت ُ َعدُّ الخيانة الزوجية جريمة مدنية ،ويتم معاقبتها بالغرامة المالية
أو بالسجن لفترة محددة .وغالبًا ما يكون هناك اختالف في عقوبة الخيانة الزوجية بين الرجل والمرأة ،حيث تكون
العقوبات أشد تشددًا في بعض الدول للمرأة التي تقوم بالخيانة الزوجية.
فبالرجوع للمادة 17من قانون العقوبات المصري نجدها تنص على أنه يُعاقَب بالسجن لمدة تتراوح بين
6أشهر وسنتين ،كل من الرجل والمرأة الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية ،وذلك في حالة قيامه بإقامة عالقة
جنسية خارج إطار الزواج دون علم الشريك الزوجي ،ويجب أن يتم تقديم الشكوى من قبل الزوج المتضرر في
مدة ال تتجاوز السنة من تاريخ اكتشاف الجريمة .كما يمكن للزوج المتضرر أن يسحب الشكوى في أي وقت قبل
صدور الحكم النهائي في القضية ويعتبر الطرف الثالث الذي يشارك في العالقة الزوجية الخارجة عن الزواج،
39
مساه ًما في جريمة الخيانة الزوجية ،ويتم معاقبته بالسجن لمدة تتراوح بين 3أشهر وسنة
أما القانون الجزائري فيعاقب على هذه الجريمة بعقوبة الحبس من سنة إلى سنتين ،دون تمييز بين الزوج
والزوجة ،وتنطبق نفس العقوبة على الشريك طبقا لنص المادة 312من قانون العقوبات الجزائري على أنه يُعاقَب
بالسجن لمدة تتراوح بين 3أشهر وسنتين كل من الرجل والمرأة الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية ،وذلك في
حالة قيامه بإقامة عالقة جنسية خارج إطار الزواج دون علم الشريك الزوجي .غير أنه يتوجب أن يتم تقديم
الشكوى من قبل الزوج المتضرر في مدة ال تتجاوز السنة من تاريخ اكتشاف الجريمة .كما يمكن للزوج المتضرر
أن يسحب الشكوى في أي وقت قبل صدور الحكم النهائي في القضية.
ويعتبر الطرف الثالث الذي يشارك في العالقة الزوجية الخارجة عن الزواج ،مساه ًما في جريمة الخيانة الزوجية،
ويتم معاقبته بالسجن لمدة تتراوح بين 3أشهر وسنة واحدة.
يجب اإلشارة إلى أن هذه العقوبات تخضع للتغيير والتعديل وفقًا للتشريعات الجديدة التي تصدرها الحكومة
40
الجزائرية.
40أنظر أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،الجزء األول ،دار هومه ،الجزائر ،سنة 2009،الطبعة ص
العاشرة 11
26
بخصوص التشريع التونسي ،فقد جرم الخيانة الزوجية من خالل المادة 236من قانون العقوبات التونسي،
وتعتبر جريمة مدنية تحمل عقوبات قانونية ،حيث ت ُ َع َّر ُ
ف الخيانة الزوجية في التشريع التونسي على أنها العالقة
الزوجية الجديدة التي يرتبط بها الزوج أو الزوجة آخرين بعد الزواج ،وتتمتع بصفة الخيانة الزوجية بشرط وحيد
وهو الزواج ،وال تصدر قراراتها إال بطلب من الزوج المتضرر من إقدام اآلخر على الخيانة ،والعقوبات قد
تشمل غرامة مالية أو سجنا ً لمدة ال تتجاوز الثالث سنوات أو كليهما معاً ،حسب ما يقرره القضاء .وتعتبر قضايا
41
الخيانة الزوجية أمورا ً شخصية وخاصة ،وال يتم اإلفصاح عنها في اإلعالم وال في األماكن العامة.
أما في باقي البلدان العربية األخرى ،هناك أوجه تمييز في قوانين العقوبات بين الرجل والمرأة ،منها مدة العقوبة
أو شروط تحقق الخيانة الزوجية في لبنان مثال ال تختلف القوانين كثيرا ً عن مصر من حيث التمييز بين الرجل
والمرأة في شروط تحقق الخيانة ،أما فيما يخص العقوبة تميز المواد 487و 488و 489من قانون العقوبات
اللبناني بين الرجل المرأة ،إذ تعاقب الزوجة على ثبوت فعل الخيانة عليها من المرة األولى ،بينما ال يُعاقب
الرجل إال في حال توفر صفة العادة في ارتكاب نفس الجرم ووجود شهود عليها .وال تختلف القوانين كثيرا ً في
باقي البلدان العربية األخرى و ينص في المادة 531وجاء فيها:
"كل شخص يستخف بواجبه الزوجي عندما يحرض زوجه أو زوجته على الخيانة ،أو يمهد الطريق للخيانة،
أو يساعد زوجه أو زوجته على الممارسة الجنسية خارج الزواج ،يعاقب بالحبس لمدة ال تقل عن شهر وال
تزيد على سنة وبغرامة ال تقل عن خمسة ماليين ليرة"
وفي حالة إدانة شخص ما بالخيانة الزوجية ،يمكن للزوج المتضرر أو المتضررة من ذلك االفتراضي أن يطلب
42
الطالق بموجب المادة 532من التشريع الزوجية اللبناني.
في العديد من الدول العربية ،الخيانة الزوجية تعتبر جريمة وتحمل عقوبات قانونية .على سبيل المثال ،في دولة
المملكة العربية السعودية ينظر إلى الخيانة الزوجية باعتبارها جريمة قد تؤدي إلى الطالق وتلغي الزواج ،يتبع
السعوديون عادة ً الشريعة اإلسالمية في كل المسائل الزوجية ،وفي اإلسالم ،يعتبر الخيانة الزوجية جريمة تتبعها
43
عقوبات شديدة.
بالنسبة لدولة اإلمارات العربية المتحدة ،الخيانة الزوجية تعتبر جريمة من الدرجة المتوسطة وتحمل عقوبة السجن
44
لمدة تصل إلى 3سنوات وغرامة تصل إلى 100000درهم.
- 41في القانون التونسي ،سنة 2005،ص 131.إضافة إلى ذلك أنظر
رضا خماخم ،القانون الجنائي التونسي ،الطبعة الثالثة ،تونس ،سنة 2003،ص. 206
- 42التشريع الزوجية اللبناني الصادر بالمرسوم االشتراعي رقم 5501بتاريخ 16أيار 1932وتعديالته.
- 43قانون السعودية في الموضوع :الشريعة اإلسالمية
- 44قانون اإلمارات في الموضوع :قانون العقوبات االتحادي.
27
وفي الكويت ،يعاقب أي شخص يتم إدانته بالخيانة الزوجية بالسجن لمدة تصل إلى 3سنوات وغرامة تصل إلى
45
900دينار كويتي ،وفقًا للقانون الكويتي لألحوال الشخصية.
في التشريع المغربي ،يتم تنظيم الخيانة الزوجية في الفصل 490من المجلة الجنائية ،ويتم توجيه عقوبة السجن
لمدة تصل إلى سنتين وغرامة تتراوح بين 2000و 5000درهم .ويتم تعديل هذه العقوبة إذا كان الشخص المخالف
معروفًا باعتباره رجل دين أو موظف عام أو شخصية هامة ،وفي هذه الحالة يتم توجيه عقوبة الحبس لمدة تصل
46
إلى خمس سنوات وغرامة تصل إلى 10،000درهم
في التشريعات األخرى في دول المغرب العربي ،تختلف العقوبات المفروضة بشكل كبير .على سبيل المثال ،في
الجزائر ،يتم توجيه عقوبة السجن لمدة تصل إلى ستة أشهر وغرامة تصل إلى 50،000دينار ،47في حين أنه
48
في مصر ،تعد الخيانة الزوجية جريمة وفقًا للقانون المدني فقط وال توجد عقوبات جنائية محددة.
سنتعرف من خالل المطالب القادمة عن عقوبة الخيانة الزوجية من في القانون األروبي علما أن هذا
األخير يمنح للمرأة حقوق قوية واهتمام كبير يختلف عن البلدان العربية.
تختلف عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا من بلد إلى آخر ،ولكن بشكل عام فإنه ال يوجد عقوبة قانونية للخيانة
الزوجية في كثير من البلدان األوروبية .ففي بعض الدول مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ،يمكن للشريك المتضرر
الحصول على تعويض مالي في حالة الخيانة الزوجية ،ولكن ال يتم معاقبة الشريك الخائن بشكل قانوني .وفي
هذه الحالة ،يتم تحديد قيمة التعويض بنا ًء على األضرار التي تسببها الخيانة الزوجية ،مثل األضرار النفسية
والمادية ،بينما في بعض البلدان األخرى مثل ألمانيا وسويسرا فالخيانة الزوجية ال تعتبر جريمة قانونية وال يمكن
للشريك المتضرر الحصول على تعويض مالي .أما في المملكة المتحدة ،تعتبر الخيانة الزوجية جريمة قانونية،
ويمكن للشريك المتضرر اللجوء إلى المحاكم للحصول على تعويض مالي أو لتقديم شكوى جنائية ضد الشريك
الخائن.
في دولة إيطاليا مثال ،يتم تطبيق عقوبة السجن لمدة تصل إلى سنتين وغرامة تصل إلى 15،000يورو على
الشخص في ألمانيا ،ال تعد الخيانة الزوجية جريمة وال يتم تطبيق عقوبات عليها وفقًا للمادة 172من القانون
50
المدني األلماني.
قد يتساءل البعض أيهما أكثر خيانة الرجال أم النساء في أوروبا ،وما هي عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا ،قبل
التعرف على إجابة السؤالين ،علينا أن نوضح لكم أن هناك دراسة تم إجراؤها في معهد فرنسي تمت على أكثر
من 5000إمرأة أوروبية من بينهم 1000سيدة فرنسية ،تلك الدراسة أوضحت أن معدل الخيانة الزوجية التي
ترتكبها السيدات في تزايد ،ولكنها ال تصل بنفس نسبة الخيانة الرجل للمرأة .هذا وأنه معروف أن الدول األوروبية
ال تحكمها العادات والتقاليد مثل التي توجد في المجتمعات العربية ،ولكن هناك قانون قوي وضعته دول أوروبا
للحد من ذلك ،قبل التعرف على عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا علينا أن نوضح األسباب المؤدية للخيانة ومنها
أظهرت الدراسات التي تم إجراؤها أن %52من السيدات ينجذبن للعشيق وليس بسبب وجود مشاكل زوجية،
بينما هناك %47من السيدات لجأوا إلى هذا بسبب عدم الحصول على القدر الكافي من االهتمام
بينما هناك %18من السيدات خانوا أزواجهم ردا ً على خيانة أزواجهم لهن.51
تختلف عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا حيث نجد مثالً أن عقوبة الخيانة الزوجية في إسبانيا تصل إلى 6
سنوات ،بينما في ايطاليا تصل العقوبة إلى 3سنوات مع دفع غرامة تصل إلى 70.000يورو
كما سمح القانون المدني مادة 229أن للزوجة الحق في رفع قضية الطالق واالنفصال عن الزوج في حالة
تعرضها للخيانة الزوجية أو عند حدوث أي أفعال أخرى مشينة في حقها.
49 Adultery in Europe: How different countries deal with infidelity" ،Euronews ،2020.
- Codice Penale – Art. 587. (s.d.). Altalex. Récupéré 11 mai 2021, sur 50
https://www.altalex.com/documents/codice-penale-art-587
- Bürgerliches Gesetzbuch (BGB) § 172. (s.d.). dejure.org. Récupéré 11 mai 2021, sur
https://dejure.org/gesetze/BGB/172.html
51 - "Adultery and Divorce: The Legal Consequences of Infidelity in Different Countries" ،
International Law Office ،2020.
29
وتختلف عقوبة الخيانة الزوجية في امريكا عن عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا بمختلف الدول ،حيث تختلف
عقوبة الخيانة تبعا ً لكل والية ،وهو ما سنتعرف عليه من خالل الجدول التالي:
في حالة حدوث خيانة زوجية سواء من الرجل أو المرأة يتم دفع غرامة
تصل إلى 100دوالر ،مع إصدار حكم بالسجن لمدة 6شهور
ولكن في حالة تكرار الخيانة للمرة الثانية يتم دفع مبلغ يصل إلى 300
والية أالباما
دوالر ،مع حبس سنة كاملة في السجن.
في حالة خيانة أحد الزوجين الطرف اآلخر ينص القانون في والية
اريزونا بمعاقبة الطرف األخر بالسجن لمدة ال تقل عن 30شهر
والية أريزونا
ال يوجد عقوبة بالسجن ولكن يتم دفع غرامة فإن الخيانة أمرا ً غير
مقبول على اإلطالق
والية كولورادو والية كاليفورنيا
في تلك الوالية يقضي الطرف الخائن سجن يصل إلى شهرين مع
غرامة تصل إلى 500دوالر
والية فلوريدا
30
خالصة:
يالحظ أنه ال يعاقب القانون على الخيانة الزوجية في كثير من البلدان األوروبية ،حيث ال يعاقب القانون على
الخيانة الزوجية ويُنظر لها على أنها « انتهاك » لاللتزام بالمعاشرة الزوجية بين الزوجين بعد الزواج وسببا ً كافيا ً
52
في إنهاء عقد الزواج ،حسب قانون المعاشرة الزوجية األوروبي
المطلب الثاني :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع الفرنسي بصفة خاصة
أظهرت الدراسات التي أجريت في مركز إيفوب أن معدل خيانة الرجال للسيدات في فرنسا تصل إلى 50في
المائة ،بينما تصل نسبة خيانة المرأة الفرنسية لزوجها إلى 32في المائة ،كما أشارت تلك الدراسة أن معدل
الخيانة الزوجية في فرنسا يزداد ،حيث أنه ارتفع بنسبة تصل إلى 19في المائة .
من خالل موضوع عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا سوف نوضح لكم عقوبة الخيانة الزوجية في فرنسا بالتحديد،
فهي من أكثر الدول التي تزداد فيها ،خاصة بعد أن شجع القضاء الفرنسي عام 1975على الخيانة الزوجية بعد
أن تم اإلعالن أن الخيانة والزنا ال يعتبران جريمة وكان هذا بمثابة تحريض واضح في فرنسا ،رغم أن العقوبة
المخصصة لها تصل إلى ثالث سنوات وغرامة تصل إلى 45،000يورو على الشخص الذي يرتكب جريمة
53
الخيانة الزوجية وذلك وفقًا للفصل 23-212من قانون العقوبات.
غير أنه اختلف األمر مؤخرا ً بعد تزايد نسبة الخيانة ،حيث أصبح من ضمن الشروط حصول الفرد على الجنسية
الفرنسية أن يثبت بأنه بالفعل مخلص لزوجته ،فال يقتصر أمر الجنسية فقط على تحدث الفرنسية بطالقة أو معرفة
مبادئ الجمهورية العلمانية بطالقة.
لطالما كانت فرنسا رمزا ً لالنحالل والحريات المنفلتة في العالم ،ومن النتائج الحتمية لهذا االنحالل أن أكثر من
60في المائة من المواليد في فرنسا كل سنة يولدون خارج إطار الزواج (أوالد زنى) وهذا يعتبر من أعلى األرقام
في العالم إذا لم يكن األعلى على اإلطالق .لكن هنا ما سنتناوله في هذا المقال هو مستوى آخر من اإلنحالل و
52
- North Carolina General Statutes § 52-13. (s.d.). North Carolina General Assembly. Récupéré 11
mai 2021, sur
https://www.ncleg.net/EnactedLegislation/Statutes/HTML/BySection/Chapter_52/GS_52-
13.html
- Arkansas Code Annotated § 9-12-312. (s.d.). Justia. Récupéré 11 mai 2021, sur
https://law.justia.com/codes/arkansas/2017/title-9/subtitle-2/chapter-12/subchapter-3/section-
9-12-312/
53- Code Penal – Article 212-23. (s.d.). Legifrance. Récupéré 11 mai 2021, sur
https://www.legifrance.gouv.fr/codes/article_lc/LEGIARTI000035649028/
31
العهر الموجود عندهم وهم أبناء الزنى (داخل إطار الزواج) ,بمعنى من يولد من عالقة غير شرعية إلمرأة
متزوجة و ينسب لألب و هو ال يدري كأنه ابنه الشرعي حتى لو كان من لون و عرق مختلف تماما عن األب.
إذا ما هي الوسيلة األنجح واألكثر فعالية للرجل إذا شك بأن المولود لزوجته هو إبن زنى وهي احتمالية عالية في
فرنسا مقارنة بباقي دول العالم؟ الطريقة األقوى واألكثر قطعية هي تحليل البصمة الوراثية للطفل ولألب الكتشاف
الرابط الجيني بينهم ولمعرفة هل هو الوالد البيولوجي للطفل أم ال بطريقة قاطعة.
هنا يأتي دور القوانين النسوية المناصرة للمرأة في كل ما تفعله حتى لو كان الزنى وتقول لك ال يحق لك كرجل
التشكيك في نسب هذا الطفل وال يمكنك التأكد حتى من الرابط البيولوجي بينك وبينه ،فيجب أن ندعم الزوجة
العاهرة حتى تفلت بفعلتها كل الدعم المطلوب ويجب أن نمنع أي طريقة يمكن أن تكشف عهرها وخيانتها لزوجها
التي ال يعاقب عليها القانون الفرنسي أساسا ولكن ال نريد للرجل حتى أن يتأكد من هذا في نفسه.
ففي القانون الفرنسي ومنذ أكثر من 15عاما ،تم منع إجراء تحليل ال للتحقق من الرابط البيولوجي بين الرجل
وأبناءه إال بموافقة الزوجة والقاضي معا ويمنع القانون المخابر الطبية من عمل التحليل ألي أب اال بأمر من
القاضي وبعد موافقة األم (الزانية) ،حتى لو طلب رجل التحليل من مختبر خارج الدولة و تم ضبط العينات من
قبل الجمارك فهو يعرض نفسه لعقوبة الحبس لمدة عام كامل و غرامة 15.000يورو ,هذا ألنه أراد التأكد من
أن زوجته ال تخونه حتى لو كان مثال األبوين سود البشرة و الطفل قوقازي ابيض فال يحق لألب أن يتحقق من
شيء بدون موافقة األم الخائنة.
والمفارقة حتى لو وافقت الزوجة و ظهر بأن الطفل لغير زوجها ،ال تعاقب وال يغير شيء أبدا و يبقى الزوج هو
األب القانوني و مطالب باإلنفاق على الطفل حتى سن 18سنة.54
ونستنتج مما سبق ان القوانين المتبناة في مختلف البلدان التي تتعامل مع قضية الجنس خارج نطاق الزواج من
الناحية التاريخية ،إذ اعتبرت العديد من الثقافات أن الخيانة الزوجية جريمة خطيرة للغاية ،بعضها يخضع لعقوبة
شديدة ال سيما في حالة ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج بين امرأة متزوجة ورجل غير زوجها ،خاصة في
البلدان الغربية منذ القرن التاسع عشر ،غير أنه نستخلص ونقول أن معظم البلدان التي تجرم الخيانة الزوجية هي
تلك التي يكون الدين السائد فيها هو اإلسالم ،أي بلدان العالم اإلسالمي ،إلى جانب العديد من البلدان األفريقية
جنوب الصحراء ذات األغلبية المسيحية.
54 - Encyclopédie, BORDAS tome 1 , SGED , Paris, 1984 4- P.Couvrat, Le droit pénal et la famille,
In, Rev. Sc. Crime. 1969, p. 817 ; etv P. Monzein, Le mariage dans ses rapports avec le droit pénal,
Thése, Caen. 1941, p.14. 5 - j . Chevrat ; et L.B. Ache , Droit civil, t. 16 éd, Paris, 1974, p.144. 6 - A.
Rput; De la notion de faute en droit privé, Thése, Paris 1946, Sirey,1948, p.165.
32
لقد حاولنا من خالل دراسة موضوع جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن التطرق
لمختلف جوانبه وذلك بالوقوف على العديد من المحاور بحيث تناولناه في فصلين ،تناولنا في الفصل األول مفهوم
جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن ،أما الفصل الثاني فقد تناول عقوبة جريمة الخيانة
الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن.
األول الفصل من خالل استنتجنا فان جريمة الخيانة الزوجية تقوم على ثالثة اركان في معظم التشريعات التي
تجرم الخيانة الزوجية تتمثل في وقوع الوطء غير المشروع حال قيام الرابطة الزوجية مع توفر القصد الجنائي.
باإلضافة لركن رابع بالنسبة للزوج الزاني في بعض التشريعات متل مصر ولبنان وهو ان تكون الخيانة الزوجية
قد تمت بمنزل الزوجية ،وفيما يخص وسائل اثباتها فهي منحصرة في تالته وسائل في بعض التشريعات مثل
المغرب والجزائر في حين بعض التشريعات مثل التشريع التونسي وسع من وسائل االثبات ،وبالنسبة للمتبعة
فالمالحظ ان الزوج المضرور وحده الحق في المتابعة .و القانون المغربي هو القانون األقرب إلى الفقه اإلسالمي،
على اعتبار أنه جرم فعل الزنا على إطالقه ،و لم يحصره في نطاق الزوجية كما فعل القانونين الجزائري و
التونسي ،كما نالحظ أن القانون التونسي قد وسع من وسائل وطرق إثبات هذه الجريمة ،خالفا ً للقانونين الجزائري
والمغربي اللذين حصرا أدلة إثبات جريمة الخيانة الزوجية في محضر قضائي يحرره أحد رجال الضبطية
القضائي ة عن حالة التلبس وإقرار وارد في رسائل أو مستندات صادر ة من المتهم كما نالحظ أيضا إن المشرع
المغربي عاقب الشريك في حالة تنازل المشتكي عن شكواه ،خلفا عن المشرع الجزائري و التونسي لذا يجب
على المشرع المغاربي أن يتعدى هذه الفوارق ليصل إلى قانون شبه موحد على األقل ،وهذا ال يكون إال بتجريم
هذا الفعل على إطالقه خصوصا في القانون ين التونسي والجزائري ،إضافة إلى حمل المشرع التونسي على
حصر طرق ووسائل إثبات هذه الجريمة ،باألدلة الثالث السابقة الذكر،
وقد استنتجنا من خالل الفصل التأني ان هناك بعض التشريعات ت ُجرم الخيانة الزوجية مثل الدول المغاربية
والدول العربية وهناك بعض الدول التي ال تجرم الخيانة الزوجية مثل معظم الدول األوربية.
وفي االخير بعد دراستنا لهذا الموضوع توصلنا لبعض النتائج من بينها:
✓ ان جريمة الخيانة الزوجية في القوانين الوضعية ال تقوم اال بتوفر اركانها وبالتالي ال يمكن اعتبار
مقدمات العالقة الجنسية من قبل ولمس وغيرها خيانة زوجية مما نتج عنها انفالت الجناة من العقاب
بحجة ال جريمة وال عقوبة إال بنص.
33
✓ هناك بعض التشريعات تميز بين الزوج الزاني والزوجة الزانية من حيت االركان والعقوبة بحيث
تفرض على الزوجة عقوبة اشد من عقوبة الزوج ،خالفا للتشريع المغربي الذي لم يميز بين زنا
الزوج وزنا الزوجة.
✓ وفيما يخص وسائل االثبات فان هناك بعض التشريعات قيدت حرية القاضي بحصر وسائل االثبات
في ثالثة طرق في حين سمحت التشريعات االخرى في استعمال القاضي للسلطة التقديرية وذلك
بإعطاء الحرية في استعمال وسائل االثبات.
✓ اما فيما يخص المتابعة فالمالحظ على انه في اغلب التشريعات رغم خطورة الخيانة الزوجية اال ان
المتابعة حكر على الزوج المتضرر دون سواه ولو تعلق االمر بأقرب المقربين ،وعليه لو تغيب الزوج
ألي سبب كان مثل الهجرة او السجن او كان مفقودا فال يحق االي شخص ان يقوم بمتابعة الزوج
الجاني ولو كان من المقربين حتى النيابة العامة ال يمكنها المتابعة ،خالفا للتشريع المغربي الذي يسمح
للنيابة العامة بالمتابعة إذا كان يمارس الزوج الزاني الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة وكان الزوج
المتضرر بالخارج لمدة طويلة.
✓ التشريع المغربي يعاقب الشريك في الخيانة الزوجية في حالة تنازل الزوج المتضرر عن شكواه خالفا
ألغلب التشريعات التي ال تعقب الشريك في حالة تنازل المشتكي.
✓ ومن حيث العقوبة فان معظم الدول الغربية اصبحت تبيح الخيانة الزوجية وال تعاقب عليها بحجة ان
واقعة الزنا مجرد خطيئة أخالقية مدنية وبالتالي اصبحت جريمة الخيانة الزوجية تتجه نحو االنقراض
بهذه الدول.
34
الكتب باللغة العربية:
عبد الحكيم فودة ،الجرائم الماسة باآلداب العامة والعرض ،دار الكتب القانونية ،القاهرة2004 ،
عبد الواحد العلمي« :شرح القانون الجنائي المغربي ،القسم الخاص» ،الطبعة الثامنة2016 ،
امحمد اقبلي ،القانون الجنائي الخاص المعمق في شروح ،الطبعة االولى ،2020
أحمد الخمليشي ،القانون الجنائي الخاص ،مكتبة المعرفة للنشر والتوزيع ،الرباط ،سنة ،1986الطبعة ،2الجزء .2
غالي إدوارد الذهبي ،الجرائم الجنسية ،الطبعة ،3القاهرة ،دار غريب1988 ،
أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،الجزء األول ،دار هومه ،الجزائر ،سنة ،2009الطبعة العاشرة
نبيل صقر ،الوسيط في جرائم األشخاص ،دار الهدى ،الجزائر ،سنة 2009
محمود نجيب حسني ،شرح قانون العقوبات ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،سنة 1986
أحمد قيلش ،وآخرون «الوجيز في القانون الجنائي الخاص" ،مطبعة األمنية الرباط
لطيفة الداودي :دراسة في قانون المسطرة الجنائية وفق آخر التعديالت» ،الطبعة الخامسة
أحمد محمود خليل ،جريمة الزنا في الشريعة اإلسالمية والمسيحية والقوانين الوضعية ،اإلسكندرية2002 ،
محمد اللجمي ،الحصانة العائلية في القانون التونسي والمقارن ،تونس ،سنة 2005،
رضا خماخم ،القانون الجنائي التونسي ،الطبعة الثالثة ،تونس ،سنة 2003،
عبد الرحيم صديقي ،جرائم األسرة في الشريعة والقانون المصري و اللبناني ،مطبعة جامعة القاهرة ،القاهرة ،سنة 1987.
نبيل صقر ،الوسيط في جرائم األشخاص ،دار الهدى ،الجزائر ،سنة 2009،
القرارات القضائية:
قرار محكمة النقض رقم 60الصادر بتاريخ 10يناير 2022
قرار عدد 1573بتاريخ 28/12/1980مجلة قضاء المجلس األعلى 86-65
قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 12/11/1967قرار رقم 61منشور بمجلة القضاء والقانون
قرار المجلس األعلى عدد 7471بتاريخ 02أكتوبر 1984،مجلة القضاء والقانون عدد 135
35
منشور بمجلة الملف16035/91 في الملف عدد443/4 تحت عدد29/03/2003 قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ
منشور بنشرة قرارات المجلس12646/07 في الملف عدد585/9 تحت عدد8/4/2009 قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ
.األعلى الغرفة الجنائية
:النصوص القانونية
بمثابة مدونة70-03 )بتنفيذ القانون رقم2004 فبراير3 ،1424 من ذي الحجة12 صادر في1-04-22 الظهير الشريف رقم
ا5184 الجريدة الرسمية رقم،األسرة
،)2021 يونيو8( 1442 شوال27 بتاريخ1.21.56 الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم12.18 القانون الجنائي المغربي رقم
؛4162 ص،)2021 يونيو14( 1442 ذو القعدة3 بتاريخ6995 الجريدة الرسمية
:أبحاث ودراسات
:أبحاث
تنفيذ السياسة الجنائية "إحصائيات الجنايات والجنح:الباب الثاني- إحصائيات صادرة عن رئاسة النيابة العامة الطبعة الخامسة
.2021 و2020 الماسة بنظام األسرة واألخالق العامة خالل سنتي
:المواقع االلكترونية
Euronews ، Adultery in Europe: How different countries deal with infidelity"1
- Codice Penale – Art. 587. (s.d.). Altalex. Récupéré 11 mai 2021, sur 1
https://www.altalex.com/documents/codice-penale-art-587
- Bürgerliches Gesetzbuch (BGB) § 172. (s.d.). dejure.org. Récupéré 11 mai 2021, sur
https://dejure.org/gesetze/BGB/172.html
، - "Adultery and Divorce: The Legal Consequences of Infidelity in Different Countries"1
2020. ،International Law Office
- North Carolina General Statutes § 52-13. (s.d.). North Carolina General Assembly. Récupéré 1
11 mai 2021, sur
https://www.ncleg.net/EnactedLegislation/Statutes/HTML/BySection/Chapter_52/GS_52-13.html
- Arkansas Code Annotated § 9-12-312. (s.d.). Justia. Récupéré 11 mai 2021, sur
https://law.justia.com/codes/arkansas/2017/title-9/subtitle-2/chapter-12/subchapter-3/section-9-12-
312/
- Code Penal – Article 212-23. (s.d.). Legifrance. Récupéré 11 mai 2021, sur 1
https://www.legifrance.gouv.fr/codes/article_lc/LEGIARTI000035649028/
36
بحت حول الخيانة في القانون الجزائي المغاربي دراسة مقارنة ،من اعداد األستاذ منصور المبروك ،أستاذ مساعد ،المركز الجامعي
بتامنغست ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة كلية الحقوق والعلوم السياسية ،الجزائر ،البحث متوفر في الموقع اإللكتروني التالي:
https://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/bitstream
بحت حول جرائم الخيانة الزوجية بي ن القانون والواقع ،دراسة مقارنة تحليلية ،من اعداد القاضية نيكار احمد محمد اغا ،مجلس
القضاء ،العراق ،البحث متوفر في الموقع اإللكتروني التالي:
https://www.krjc.org/uploads/
37
38
39
40
احصائيات عن التقريرالخامس لرئاسة النيابة العامة لسنة 2021
الباب الثاني :تنفيذ السياسة الجنائية
الجنايات والجنح املاسة بنظام األسرة واألخالق العامة خالل سنتي 20220و 2021
41
الفهرس
16 الفقرة االولى :قيود المتابعة في جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي
42
الفصل الثاني :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع
23 المقارن
24 المبحث االول :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي ودول
المغرب العربي
24 المطلب االول :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي
26 المطلب الثاني :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في تشريع دول المغرب العربي
وبعض الدول العربية
28 المبحث الثاني :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في اروبا
28 المطلب االول :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في اروبا بصفة عامة
31 المطلب الثاني :عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع الفرنسي بصفة
خاصة
33 خاتمة
35 مراجع
38 مالحق
42 الفهرس
43