You are on page 1of 46

‫بحث إجازة في القانون الخاص‬

‫تحت عنوان‬

‫الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والمقارن‬

‫من اعداد الطالبتين‪:‬‬


‫‪ -‬نجاة لمدكدك ‪20021743‬‬
‫‪LAMDAGDAGUE Najat‬‬
‫‪ -‬حسناء دانبة ‪20021709‬‬
‫‪:‬‬‫تحت اشراف‬ ‫‪DANIBA Hassnae‬‬
‫األستاذ محمد سكلى‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪2022-2023‬‬
‫شكر وتقدير‬
‫مهما قلنا وعبرنا في بحر اللغة عن حبنا‪ .‬فإن الكلمات لن تعطينا حقها‬
‫في التعبير عن مدى الشكر واالمتنان والتقدير الذي نتقدم به إلى‬
‫الدكتور واألستاذ‪.‬‬
‫محمد سكلى‬
‫على الوقت الثمين الذي منحنا إياه سواء مرشدا أو ملقنا وعلى نصائحه‬
‫وتوجيهاته المنيرة التي كانت بمثابة النبراس الذي أضاء الطريق لهذا‬
‫العمل المتواضع‪ .‬له نقول مرة أخرى شكرا‪ ،‬أدامك هللا أمينا على‬
‫رسالتك‪ ،‬كما نتوجه بالشكر واالحترام والتقدير ألساتذة ودكاترة شعبة‬
‫القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بسال‬
‫الذين أغنوا رصيدنا المعرفي طوال المشوار الجامعي‪ .‬وإلى كل من قام‬
‫بتقديم يد المساعدة للمساهمة في إنجاح هذا المشروع‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫إهداء‬
‫نهدي ثمرة هذا العمل المتواضع إلى من أمرنا ربنا بطاعتهم واإلحسان إليهم‬

‫آباؤنا وأمهاتنا اللذين أناروا لنا الطريق بتوجيهاتهم ونصائحهم القيمة‬

‫إلى كل من وقف إلى جانبنا وساعدنا‪ ،‬سواء بفعل أو بكلمة طيبة أو دعاء صادق‬

‫أو حتى بنظرة تشجيع ودعم‪.‬‬

‫كما نهدي هذا البحث المتواضع‪ ،‬ونخص بالذكر أحبابنا الذين يعود إليهم الفضل‬

‫وهلل المن والفضل كله‪ ،‬إلى إخواننا وأخواتنا‬

‫إلى كل من علمنا حرفا‪ ،‬أساتذتنا الكرام لهم كل تقديرنا واحترامنا‪ .‬إلى هؤالء‬

‫نهدي ثمرة جهدنا ومثابرتنا‪ ،‬وندعو هللا أن يجازيهم عنا خير الجزاء وينعم‬

‫عليهم بمغفرة ورحمة إنه مجيب‬

‫الدعاء‪ .‬وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫المقــدمـــة‬
‫تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام‪ ،‬غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء‬
‫ٍ‬ ‫يعتبر الزواج ميثاق‬
‫مستقرة برعاية الزوجين ‪ 1‬ويعتبر كذلك من أسمى الروابط وأقدسها ألنه السبيل إلى العفة والطهارة داخل‬
‫ّ‬ ‫أسرة‬
‫المجتمع كما أنه الرابط الذي يوثق أواصر األسرة ببعضها‪ ،‬وقد شرع هللا عز وجل الزواج لحكمة مفادها الحفاظ‬
‫على النوع البشري وتعمير الكون‪ ،‬كما جعل لكل من الرجل والمرأة غريزة تدفع كل منهما إلى األخر بشكل‬
‫عفوي‪ ،‬وبما أن الزواج يعد من أسمى الروابط فان هللا سبحانه وتعالى لم يترك البشر يشبعون رغباتهم وغرائزهم‬
‫خارج إطار العالقة الزوجية حيث وضع لهم ضوابط وأحكام لكي يعيش الرجل والمرأة في كنف الزواج‪ ،‬حيث‬
‫{{و ِم ْن آ َياتِ ِه أَ ْن َخلَقَ لَ ُك ْم ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َوا ًجا ِلتَ ْس ُكنُوا ِإلَ ْي َها َو َج َع َل‬
‫تنشأ بينهما المحبة واأللفة والرحمة لقوله تعالى‪َ :‬‬
‫َب ْينَ ُك ْم َم َودَّة ً َو َرحْ َمةً ِإن في ذلك آليات لقوم يتفكرون}‪ .2‬الزواج عقد يتم بين المرأة والرجل على وجه شرعي غير‬
‫أن هناك بعض البشر ال يمتثلون ألوامر هللا تعالى وأحكامه وال يحترمون هذا الرابط الشرعي وال يراعون‬
‫تنظيمات الزواج‪ ،‬ويندفعون نحو شهواتهم وغرائزهم البهيمية وذلك باقترافهم جريمة الخيانة الزوجية ودلك‬
‫بممارسة أحد الزوجين للعالقة الجنسية مع طرف اخر ال تربطه به أي رابطة زوجية‪.‬‬

‫لم تضع القوانين الوضعية المختلفة تعريفا للخيانة الزوجية‪ ،‬وإنما حددتها بصيغ وبعبارات مختلفة فمنهم من يطلق‬
‫عليها باسم الزنا‪ .‬وقد عرفها البعض من فقهاء القانون بأنها‪ " :‬ارتكاب الوطء غير المشروع من شخص متزوج‪،‬‬
‫مع امرأة برضاها حالة قيام الزوجية فعال أو حكما"‪ .‬كما عرفها (موران) على أنها تدنيس فراش الزوجية وانتهاك‬
‫حرمتها بتمام الوطء ‪ .3‬ولقد جاء في الموسوعة الكبيرة الفرنسية " بورداس ‪ BORDAS‬على أن الزنا هو عالقة‬
‫جنسية لشخص متزوج خارج إطار الزواج‪ .‬ويميز بين نوعين من الزنا زنا بسيط ‪ADULTERE SIMPLE‬‬
‫وهو الزنا الذي يرتكبه الشخص المتزوج مع شخص غير متزوج وزنا ثنائي ‪، ADULTERE DOUBLE‬‬
‫وهو زنا يرتكبه شخص متزوج مع شخص متزوج‪.‬وتعتبر جريمة الخيانة الزوجية من أخطر الجرائم الماسة‬
‫بكيان االسرة لما لها من انعكاس على تشتت االسرة وتشرد االطفال باإلضافة الى اختالط األنساب‪ ،‬وتمس األسرة‬
‫في شرفها وكرامتها‪ ،‬وتنتشر األمراض والفساد ويكثر اللقطاء‪.‬‬

‫رغم خطورة جريمة الخيانة الزوجية على االسرة والمجتمع فان بعض التشريعات الوضعية اخدت‬

‫تميل الى التساهل في العقاب عليها بدعوى التطور وصيانة الحرية الفردية خاصة القوانين الغربية فهي‬

‫ال تجرم هذا الفعل كما هو الحال في القانون اإلنجليزي الذي أصبح ال يعاقب على فعل الزنا‪ ،‬بعدما كان‬

‫يشكل جريمة فيما سبق‪ ،‬بحيث كان يعتبر واقعة الزنا مجرد خطيئة أخالقية مدنية‪ ،‬واعتبر أن العقاب لن‬

‫مدونة األُس َْرة‬


‫‪ 1‬المادة ‪ 4‬من ّ‬
‫‪ 2‬سورة الروم اآلية ‪21‬‬
‫‪ 3‬عبد الحكيم فودة‪ ،‬الجرائم الماسة باآلداب العامة والعرض‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪ 2004 ،‬ص ‪605‬‬
‫‪1‬‬
‫يردع من يتردد في اإلقدام على هذا الفعل‪ ،‬إذا لم تمنعه اعتبارات اجتماعية ودينية أقوى من العقاب‪.‬‬

‫ومن هذه القوانين أيضا القانون الفرنسي حيث ألغيت النصوص القانونية المتعلقة بجريمة الزنا بموجب‬

‫القانون الصادر سنة ‪ ،1975‬وذلك ألسباب عديدة أهمها عدم جدوى العقاب لمن لم تردعه األخالق‬

‫والمبادئ العامة‪ ،‬وتعتبر الزنا في القانون الفرنسي اعتداء يمس التزامات وواجبات الزواج خصوصا‬

‫واجب المعيشة المشتركة وواجب اإلخالص‪ .‬ولهذا فالزنا في الفكر الفرنسي يعتبر خطأ مدنيا أكثر من‬

‫كونه خطأ جنائيا‪ .‬على أساس أن هذه الجريمة ال تمس إال األخالق وألسرة إال أن األمر يختلف في‬

‫الواليات األمريكية إذ تعتبر الزنا جريمة في قوانين أكثر من نصف عدد الواليات‪.‬‬

‫أما المشرع المغربي فقد شدد في العقاب على الخيانة الزوجية حيث جرمها أيا كان فاعله‪ ،‬سواء كان‬

‫الزوج أو زوجة او الشريك‪ ،‬فقد نظم المشرع المغربي جريمة الخيانة الزوجية في إطار الباب الثامن‬

‫من القانون الجنائي الذي يحمل عنوان "في الجنايات والجنح ضد نظام االسرة واالخالق العامة"‪ ،‬وحدد‬

‫شروطها واركانها في الفصول ‪ 491‬و‪ 492‬و‪ 493‬من الفرع السادس من الباب المذكور تحت عنوان "في‬

‫انتهاك االدب"‪.‬‬

‫في حين أن بعض التشريعات االخرى أخذت موقف الوسط‪ ،‬فهي لم تعاقب على الفعل باعتباره رذيلة‬

‫في حد ذاتها؛ بل أولت العقاب على الفعل الذي يحصل من متزوج باعتباره خيانة زوجية‪ ،‬وقيدت تحريك‬

‫الدعوى العمومية بشكوى الزوج المضرور‪ ،‬الذي له الحق وحده في تقديم الشكوى وفي التنازل عنها في‬

‫أية مرحلة كانت عليها الدعوى‪ ،‬مع استفادة الشريك في الخيانة الزوجية من التنازل الذي يقدمه الزوج‬

‫المضرور‪ ،‬ومن بين التشريعات التي اخدت بذلك قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬وذلك من خالل نص المادة‬

‫‪ 339‬منه والقانون الجنائي التونسي من خالل نص المادة ‪ 236‬من المجلة الجنائية التونسية‪.‬‬

‫بهذا نالحظ أن القانون المغربي كما بينا أعاله‪ ،‬أقرب إلى الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بحيث انه شدد في عقاب‬

‫مرتكب جريمة الخيانة الزوجية ولم يميز بين المتزوج والشريك‪ ،‬بحيث لم يسمح للشريك باالستفادة من‬

‫التنازل الذي يقدمه الزوج المضرور عكس بعض التشريعات‪.‬‬

‫وال تجوز متابعة الزوج المرتكب لجريمة الخيانة الزوجية بالتشريع الجزائري والتونسي والمغربي‬

‫إال بناء على شكوى يقدمها الزوج المضرور‪ ،‬غير أن المشرع المغربي في هذا الصدد يسمح للنيابة العامة‬

‫بمتابعة الزوج اآلخر‪ ،‬الذي يتعاطى الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة‪ ،‬في حالة غياب الزوج المضرور‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫خارج تراب المملكة المغربية‪ ،‬طبقا لنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 491‬من القانون الجنائي المغربي‬

‫إذا كان ذلك حكم المشرع الجزائري والتونسي والمغربي في جريمة الخيانة الزوجية فإن المشرع‬

‫المصري قد ذهب إلى ابعد من ذالك‪ ،‬حيث ال تقوم هذه الجريمة بالنسبة للزوج‪ ،‬إال إذا وقع منه فعل الزنا‬

‫في بيت الزوجية‪ ،‬بينما تعد الزوجة مرتكبة لجريمة الزنا إذا ارتكبتها في أي مكان‪ ،‬وتعاقب بالحبس لمدة‬

‫سنتين‪ ،‬أما الزوج فيعاقب لمدة ال تتجاوز ستة أشهر‪ .‬األكثر من ذلك إن القانون المصري قد قصر التنازل‬

‫أو العفو على الزوج دون الزوجة‪ ،‬فهو حق للزوج فقط‪ ،‬ولهذا ينتقد الفقه المصري هذه التفرقة في العقاب‪،‬‬

‫ويعزوها إلى القانون الروماني‪،‬‬

‫اهمية البحث‪:‬‬

‫ومن األسباب التي دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع هو أن لهذا األخير أهمية بالغة سواء من ناحية‬

‫الشرع أو القانون كما أنه موضوع مثير للجدل‪ ،‬حيث أن جريمة الخيانة الزوجية أصبحت ظاهرة متفشية‬

‫بشكل كبير في مجتمعنا‪.‬‬

‫ومن بين أهداف هذه الدراسة هو عرض مفهوم جريمة الخيانة الزوجية في كل من التشريع المغربي‬

‫والتشريع المقارن‪ ،‬وكذلك بينا وتوضيح االشكاليات المطروحة في هذا الموضوع خصوصا تكييف الخيانة‬
‫الزوجية وإثباتها في القوانين الوضعية‪ ،‬كما أن الهدف من الدراسة كذلك هو معرفة اسباب التميز بين‬

‫الزوج الزاني والزوجة الزانية في بعض التشريعات‪.‬‬

‫المناهج المعتمدة في البحث‪:‬‬

‫وللوصول إلى األهداف المرجوة اعتمدنا منهجا مركبا بين االستقراء والمقارنة والتحليل والقانون‪ ،‬فاالستقراء‬
‫يتجسد في البحت عن االحكام المتعلقة بجريمة الخيانة الزوجية والعقوبات المقررة لها‪ ،‬اما التحليل فقد اعتمدناه‬
‫في التعليق على االحكام وبعض اراء الفقهاء‪ ،‬اما المقارن فيتجلى في المقارنة بين التشريع المغربي وبعض‬
‫التشريعات فيما يخص التكيف والعقوبة وإلثبات في هذه الجريمة‪ ،‬ويتجلى المنهج القانوني في االطالع على‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية ذات صلة‪.‬‬

‫وعلى هذا ارتأينا إلى طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫كيف عالج المشرع المغربي مسألة الخيانة الزوجية وما هو موقف التشريعات المقارنة في المجال؟‬

‫ولإلجابة على هذه االشكالية اقترحنا التصميم التالي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والمقارن‬

‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن‬

‫نظم المشرع المغربي جريمة الخيانة الزوجية بموجب نصوص قانونية‪ ،‬ووضع لها عقوبة خاصة بها وأفردها‬
‫بوسائل إثبات محدودة على سبيل الحصر‪ ،‬حيت نصت المادة ‪ 491‬من ق‪.‬ج على انه "يعاقب بالحبس من سنة‬
‫إلى سنتين أحد الزوجين الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية وال تجوز المتابعة في هذه الحالة وإال بناء على‬
‫شكوى من الزوجة أو الزوج المجني عليه‪ .‬إال أنه في حالة غياب الزوج خارج المملكة فإن زوجته التي تتعاطى‬
‫الفساد بصفة ظاهرة يمكن للنيابة العامة متابعتها"‪ .‬وكذلك نظمت العديد من القوانين الوضعية جريمة الخيانة‬
‫الزوجية في تشريعاتها ومن بينها التشريع الجزائري والتونسي والمصري وغيرها من الدول ويظهر ذلك من‬
‫خالل نص المادة ‪ 339‬منه والقانون الجنائي التونسي من خالل نص المادة ‪ 236‬من المجلة الجنائية التونسية‪.‬‬
‫وبالتالي فما هو التنظيم القانوني لجريمة الخيانة الزوجية؟ وما أركانها ووسائل إثباتها في التشريع المغربي‬
‫والتشريع المقارن؟‬

‫هذا ما سنحاول اإلجابة عنه من خالل مبحثين‪ ،‬خصصنا المبحث األول ألركان جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬بينما‬
‫أفردنا المبحث الثاني لوسائل إثبات الجريمة وقيود المتابعة في الخيانة الزوجية وذلك في كل من التشريع المغربي‬
‫والتشريع المقارن‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أركان جريمة الخيانة الزوجية في كل من التشريع المغربي والتشريع المقارن‬

‫المطلب األول‪ :‬أركان جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي‬

‫بالرجوع للفصل ‪ 490‬من ق‪.‬ج يتبين انه لقيام جريمة الخيانة الزوجية البد من توافر عنصرين أساسيين وهما‬
‫الركن المادي (الفقرة االولى) والركن المعنوي (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الركن المادي‬

‫أوال‪ :‬الفعل المادي‬

‫يتحقق الركن المادي في الخيانة الزوجية بمواقعة رجل المرأة دون أن يكونا مرتبطين بعالقة زوجية‪ ،‬وذلك‬
‫بإدخاله لعضو التناسلي المذكر في فرج المرأة ‪ ،‬وهذا يكفي وحده لقيام الركن المادي في هذه الجريمة‪ ،‬وال عبرة‬
‫بعد ذلك لما إذا كان الرجل أو المرأة قد نال شهوته من الجماع المجرد أم أن أحدهم وحده هو الذي أروى ظمأ‬
‫غريزته الجنسية بحصول اللذة الكاملة له دون الطرف اآلخر‪ ،‬كما أن االعتياد على المواقعة بين الطرفين غير‬
‫‪4‬‬
‫مطلوب لقيام هذه الجريمة إذ تكفي لذلك عملية وطء واحدة‬

‫‪4‬عبد الواحد العلمي‪« :‬شرح القانون الجنائي المغربي‪ ،‬القسم الخاص» ‪ ،‬الطبعة الثامنة ‪ ،2016 ،1437‬ص ‪212‬‬
‫‪4‬‬
‫وبالتالي فان النشاط المادي لجريمة الخيانة الزوجية تتطلب حدوث مواقعة‪ ،‬وهذه األخيرة ال تتم إال بإيالج عضو‬
‫الرجل في عضو المرأة‪ ،‬أي انه ما دون المواقعة من أفعال تسبقها عادة أو تحيط بها كالمداعبة والضم والتقبيل‬
‫وغيرها ال تعتبر مكونة للركن المادي لجريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬وإن كان ذلك ال يمنع من متابعتهما بجريمة‬
‫اإلخالل العلني بالحياء المنصوص عليه‪.‬‬

‫كما أنه يشترط أن يكون الشريك في جريمة الخيانة الزوجية من الجنس المقابل بمعنى البد أن يمارس الرجل‬
‫المتزوج عالقة جنسية مع امرأة وبالتالي فمثال ممارسة الرجل المتزوج العالقة مع رجل آخر أو امرأة متزوجة‬
‫‪5‬‬
‫مع امرأة أخرى ال يعد خيانة زوجية بالمفهوم القانوني بل يدخل في إطار الشدود الجنسي‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن القول إن الفقهاء قد أعطوا تعريفا ضيقا لمفهوم الممارسة الجنسية‪ ،‬وذلك سيرا على توجه الفقه‬
‫اإلسالمي الذي اعتبر أن زنا غير المحصن يتحقق بقيام عالقة جنسية بين رجل وامرأة عن طريق اإليالج‪ .‬وهناك‬
‫فريق آخر ذهب إلى التوسع في تفسير النص القانوني وجعل مفهوم العالقة الجنسية يشمل إتيان المرأة من الخلف‪،‬‬
‫وبرر هذا الموقف بقوله أن المرأة أباحت جسدها ليؤتيا من أي مكان‪ ،‬ومكنت نفسها لرجل استحل الحرمات وتمتع‬
‫‪6‬‬
‫في غير الحالل‪ ،‬فيستوي في هذه الحالة أن يكون الوطء من قبل أو دبر‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق يمكن القول إن العالقة الجنسية هي عنصر أساسي وشرط لقيام الركن المادي لجريمة الخيانة‬
‫الزوجية وكذلك ضرورة أن يكون أحد الفاعلين متزوجا واال أصبحنا امام جريمة الفساد التي من شروط تحقق‬
‫ركنها المادي عدم وجود الزواج‪ .‬واستخالص وجود العالقة الجنسية من الوقائع الواردة في محضر التلبس يرجع‬
‫إلى محكمة الموضوع دون رقابة من المجلس األعلى‪ ،‬ألن األمر يتعلق بتفسير الوقائع واستقصاء داللتها‪ ،‬وقاضي‬
‫النقض ال يدخل ذلك في صالحياته‪ ،‬ذلك قد يتدخل عن طريق نقصان التعليل إذا ما تبين له أن الوقائع بعيدة الداللة‬
‫عن وجود العالقة الجنسية ويعلل تدخله بكون محكمة الموضوع لم تبين بما فيه الكفاية الوقائع التي استخلصت‬
‫منها تحقق الفعل المادي لجريمة الخيانة الزوجية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العالقة بين الفاعلين‬

‫يشترط لقيام الركن المادي لجريمة الخيانة الزوجية باإلضافة إلى شرط المواقعة ان يكون كل من الرجل والمرأة‬
‫متزوجا او أحدهما متزوجا فاذا لم يكن أي منهما متزوجا فأننا سوف نكون اماما جريمة الفساد وليس جريمة‬
‫الخيانة الزوجية‪ .‬وعقد الزواج يستوي ان يكون صحيحا او فاسدا‪.‬‬

‫وتعتبر العالقة الزوجية قائمة خالل فترة الطالق الرجعي وبالتالي إذا قام أحد الزوجين بممارسة عالقة جنسية‬
‫‪7‬‬
‫مع الغير يعتبر مرتكبا لجريمة الخيانة الزوجية‪.‬‬

‫‪ 5‬القانون الجنائي الخاص المعمق في شروح‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،2020‬ص ‪.191‬‬


‫احمد الخمليشي‪" ،‬القانون الجنائي الخاص"‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مكتبة المعارف للنشر والتوزيع‪ ،‬ض ‪231‬‬ ‫‪6‬‬

‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪213‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪5‬‬
‫وإذا لم يكن عقد الزواج مكتوبا فإن المشتكي الذي يدعي الزوجية عليه أن يثبت الرابطة الزوجية‪ ،‬ويتعين أن‬
‫تكون العالقة الزوجية وقت ارتكاب الجريمة قائمة‪ ،‬وبناء على ذلك فال تتحقق الجريمة في فترة الخطبة ولو أبرم‬
‫‪8‬‬
‫بعد ذلك عقد الزواج‪.‬‬

‫وبالتالي فإن الركن المادي في جريمة الخيانة الزوجية يتحقق بوجود عنصرين وهما المواقعة أي حصول عالقة‬
‫جنسية وارتباط الجاني بعقد زواج‪.‬‬

‫وإلى جانب الركن المادي للجريمتين معا‪ ،‬يستلزم قيامهما تحقق الركن المعنوي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الركن المعنوي‬

‫يتحقق القصد الجنائي في جنحة الخيانة الزوجية بتوافر اإلدراك واالختيار وعدم الجهل بالرابطة الزوجية‬

‫أوال‪ :‬اإلدراك واالختيار‬

‫ال يتحقق القصد الجنائي إذا انتفى اإلدراك عن الفاعل كما إذا كان مصابا بخلل عقلي أو تنويم‪ ،‬وإذا كان تناول‬
‫المسكر أو المخدر اختياريا وبدون ضرورة أو إكراه فالمسؤولية الجنائية تبقى قائمة تطبيقا لمقتضيات المادة ‪137‬‬
‫ق‪.‬ج الذي يقضي بأن السكر وحاالت االنفعال أو االندفاع العاطفي أو الناشئ عن تعاطي المواد المخدرة عمدا‪،‬‬
‫ال يمكن بأي حال من األحوال أن يعدم المسؤولية أو ينقصها»‪ .‬وينتفي االختيار بكل تأثير عن اإلرادة تجعل‬
‫الفاعل يقدم على الفعل دون اختياره ورضاه‪ ،‬ويؤخذ هذا من الفصل ‪ 486‬ق‪.‬ج التي تنص على أن «االغتصاب‬
‫هو مواقعة رجل المرأة بدون رضاها» حيث اعتبر الفعل اغتصابا كلما كان بدون رضى المرأة أي سواء وصل‬
‫الضغط إلى حد اإلكراه المادي على الفعل أو اقتصر على التأثير المعنوي كالتهديد بإفشاء سر‪ ،‬وإذا أكره الرجل‬
‫يعتبر الفعل مسا بالعرض‪.‬‬

‫وجاء في قرار للمجلس األعلى إن القرار المطعون فيه عندما أدان المتهم من أجل جنحة الخيانة الزوجية استنادا‬
‫العترافه بأنه دخل بالمتهمة قبل إنجاز عقد الزواج‪ ،‬دون أن تبرز القصد الجنائي لديه‪ ،‬سيما وأنه صح تمهيديا أن‬
‫نيته لم تكن تنصرف إلى الخيانة الزوجية‪ ،‬وأنه كان يباشر إجراءات الزواج‪ ،‬وأقام الحقا حفل زفاف بحضور‬
‫‪9‬‬
‫عائلة زوجته الثانية يكونا مشوبا بنقصان التعليل»‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم الجهل بالرابطة الزوجية‬

‫من المستبعد أن يقبل من المتهم الدفع بعدم علمه بالرابطة الزوجية التي تربطه بزوجه لكن يمكن في حاالت ناذره‬
‫أن يكون محقا في دفعه‪ ،‬كما إذا صدر الحكم بثبوت الزوجية ولم يبلغ إليه بعد‪ ،‬وهذا العنصر هو العلم بالرابطة‬
‫الزوجية بالنسبة للزوج الجاني نفسه‪ ،‬أما علمه بزواج شريكه في الجريمة فليس ضروريا لتحقق القصد الجنائي‪.‬‬

‫‪ 8‬القانون الجنائي الخاص المعمق في شروح‪ ،‬م ‪.‬س‪ ،‬ص ‪.194‬‬


‫‪ . 9‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 8/4/2009‬تحت عدد ‪ 585/9‬في الملف عدد ‪ 12646/07‬منشور بنشرة قرارات المجلس األعلى الغرفة الجنائية‪ ،‬ص‪.31 :‬‬
‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أركان جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المقارن‬

‫هناك تشريعات لم تميز بين أركان جريمة زنا الزوج وزنا الزوجة وبالتالي لم تميز في الخيانة الزوجية بين‬
‫الزوج والزوجة مثل التشريع المغربي والجزائري والتونسي‪ ،‬وسوف نقتصر الحديث على التشريع الجزائري‬
‫(الفقرة االولى) وفي المقابل هناك تشريعات سعت إلى التمييز بين جريمة زنا الزوج وزنا الزوجة وخير مثال‬
‫على ذلك التشريع المصري والفرنسي والليبي‪ ،‬وسوف نقتصر الحديث على التشريع المصري (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫ولإلشارة فان التميز بين زنا الزوج وزنا الزوجة يرجع إلى القول بأن زنا الزوجة يعتبر إخالال بواجب‬
‫اإلخالص لزوجها‪ ،‬أما زنا الزوج فيعد انتهاكا لواجب المساكنة فحسب‪ ،‬وتمتد جذور هذه األفكار إلى القانون‬
‫‪10‬‬
‫الروماني حيث انعدمت المساواة بين الرجل وزوجته فكانت جريمة الزنا ال تقع إال من الزوجة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أركان جريمة الخيانة الزوجية في التشريع الجزائري‬

‫تتطلب قيام جريمة الخيانة الزوجية في تونس والجزائر نفس األركان التي تطلبها قيام جريمة الخيانة الزوجية‬
‫بالمغرب وهي وقوع الوطء غير المشروع‪ ،‬حال قيام الرابطة الزوجية‪ ،‬مع توفر القصد الجنائي‪.‬‬

‫اوال‪ :‬الركن المادي‬

‫ا‪-‬الفعل المادي‬

‫يتمثل فعل الخيانة الزوجية في حدوث اتصال جنسي رضائي صحيح بين ذكر وأنثى‪ ،‬وإال اعتبر اغتصابا وفقا‬
‫للقوانين المغاربية‪ ،‬فاالتصال الجنسي أو المواقعة أو الوطء الطبيعي؛ يعني إيالج العضو التناسلي الذكري في‬
‫المكان المعد له طبيعيا في جسم المرأة الفرج‪ ،‬هذا الفعل أو النشاط هو الذي يقوم عليه الركن المادي للجريمة‪،‬‬
‫كما أن االعتياد لقيام هذه الجريمة غير مطلوب‪ ،‬بل يكفي لذلك عملية وطء واحدة فإن لم يحدث اإليالج‪ ،‬ال مجال‬
‫لقيام جريمة الخيانة الزوجية‪،‬‬

‫وبذلك تشترك جريمة الزنا في القانون الجنائي الجزائري مع جناية هتك العرض في هذا الشرط‪ ،‬وتشترك هذه‬
‫الجريمة مع جريمة الفساد في الشرط ذاته في القانون المغربي‪ ،‬إذا لم يحدث اإليالج فال مجال للحديث عن الخيانة‬
‫الزوجية؛ ألن هذه األخيرة ال تقوم بأفعال التحرش أو األفعال التي هي دون اإليالج‪ ،‬من أفعال الفاحشة األخرى‪،‬‬
‫‪11‬التي يرتكبها أحد الزوجين مع غيره‪ ،‬مثل القبالت والمالمسات الجنسية‪ ،‬وإتيان المرأة من الدبر ‪ ،‬إلى غير ذلك‬
‫من األفعال المنافية للحياء‪ ،‬وهذا ما ذهب له القضاء التونسي في القرار التعقيبي عدد ‪ 3482‬المؤرخ في ‪14‬‬
‫جانفي ‪ 1980‬قائال‪ :‬مجرد االتصال الجنسي تتم به جريمة الزنا ولو بوجود الدلك فال يشترط اإليالج‪ .‬خاصة إذا‬

‫‪ 10‬غالي إدوارد الذهبي‪ ،‬الجرائم الجنسية‪ ،‬الطبعة ‪ ،3‬القاهرة‪ ،‬دار غريب‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪ 11‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ، 2009‬الطبعة العاشرة‪ ،‬ص ‪131‬‬
‫‪7‬‬
‫علمنا إن الشروع في هذه الجريمة غير معاقب عليه قانونا؛ ألنها جريمة ذات وصف جنحي‪ ،‬والقاعدة تقول‪ :‬أال‬
‫عقاب على الشروع في الجنح دون وجود نص قانوني صريح‬

‫وانطالقا م ما تقدم فجريمة الخيانة الزوجية في التشريع التونسي والجزائري تتفق مع التشريع المغربي بحيث ال‬
‫تقوم جريمة الخيانة الزوجية بمجرد تحقق الخلوة بين رجل وامرأة متزوجة‪ ،‬إذا لم تصاحب هذه الخلوة وطء أو‬
‫إيالج‪ ،‬إضافة إلى ذلك ال يعد وطئا فض غشاء بكرة امرأة متزوجة بغير العضو التناسلي‪ .‬خاصة إذا كان الغرض‬
‫من العقاب في هذه الجريمة هو صيانة الحرمة الزوجية‪ ،‬وليس منع االختالط باألنساب‪ ،‬لذلك فإن مجرد الوطء؛‬
‫أي التحام ذكر وأنثى إذا كان أحدهما متزوجا وليس الوقاع الفعلي كاف لتكون الركن المادي للجريمة‪.‬‬

‫ب‪-‬قيام الرابطة الزوجية‪.‬‬

‫يشترط القانون الجزائري والتونسي وقوع الوطء أثناء قيام الرابطة الزوجية‪ ،‬هذا وقد قضت المحكمة العليا في‬
‫الجزائر بقيام جريمة الخيانة الزوجية في حق الزوجة التي تزوجت بالفاتحة مع رجل آخر دون أن تنتظر الفصل‬
‫‪12‬‬
‫في القضية التي كانت بينها وبين زوجها األول‪.‬‬

‫فالقانون الجنائي الجزائري والقانون الجنائي التونسي عكس القانون الجنائي المغربي‪ ،‬ال يعقبان على الوطء الذي‬
‫يقع قبل الزواج حتى ولو حملت بسببه المرأة وتحقق وضعها منه بعد الزواج‪ ،‬إضافة إلى أن المرأة التي تخون‬
‫خطيبها في مرحلة الخطوبة ال تعاقب إذا ما فعلت ذلك قبل انعقاد‪ .‬ففي هذه الحالة ال يشترط أن يكون الزوج قد‬
‫دخل بزوجته‪ ،‬ألن العالقة الزوجية ال تتوفر قانونا إال إذا تم العقد الصحيح‪ 13،‬وال يشترط أيضا أن يكون العقد‬
‫ثابتا في ورقة رسمية‪ ،‬بل يكفي الزواج العرفي متى أمكن إثبات وجوده‪.‬‬

‫وأيضا ال تعاقب القوانين المغاربية السالفة الذكر‪ ،‬على جريمة الخيانة الزوجية التي وقعت أو تم التبليغ عنها بعد‬
‫الطالق‪ ،‬لكن في هذا الموضع يجب التفرقة بين الطالق الرجعي والطالق البائن‪ .‬الطالق الرجعي هو الطالق‬
‫الذي يقع لطلقة واحدة‪ ،‬وال يترتب عليه رفع أحكام الزوجية قبل مضي فترة معينة من الزمن يطلق عليها في‬
‫الشريعة اإلسالمية بالعدة‪ ،‬وهذا الطالق ال يزيل العصمة الزوجية‪ ،‬بل يبقى الزواج قائما مادامت المرأة في عدتها؛‬
‫ألن الزوج في هذه الحالة يجوز له مراجعتها وأن يردها إلى عصمته في أي وقت شاء من األوقات؛ لكن خالل‬
‫العدة‪ .‬وعليه فإن جريمة الخيانة الزوجية تقوم إذا وقعت من المرأة أثناء هذه المدة‪ .‬وهذا ما ذهب إليه القضاء‬
‫الجزائري من خالل القرار رقم ‪ 570‬المؤرخ في ‪ 6‬جوان ‪ ،1989‬حيث قضت المحكمة العليا بقيام الزنا في حق‬
‫الزوجة التي أبرمت عقد زواج مع رجل آخر قبل أن يصبح حكم الطالق بينها وبين زوجها األول نهائيا ‪ .27‬كما‬
‫سار على نفس المنوال القضاء التونسي‪ ،‬في قرار تعقيبي له رقم ‪ 9522‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ ،1975‬قائال‪ :‬إن‬
‫إثارة جريمة الزنا من طرف الزوجة يعتبر ممن لها الصفة مادامت عالقة الزوجية قائمة عند وقوع الجريمة‪ ،‬و‬
‫ال تأثير للطالق الواقع إثر ذلك على مشروعية قيام العالقة الزوجية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 236‬من المجلة الجنائية التونسية‪،‬‬

‫‪ 12‬بحت حول الخيانة في القانون الجزائي المغاربي دراسة مقارنة‪ ،‬من اعداد األستاذ منصور المبروك‪ ،2014 ،‬ص ‪6‬‬
‫‪ 13‬نبيل صقر‪ ،‬الوسيط في جرائم األشخاص‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص ‪ 306‬و‪307‬‬
‫‪8‬‬
‫وأكد ذلك القرار التعقيبي عدد ‪ 1323‬المؤرخ في ‪ 4‬جوان ‪ ،1977‬قائال‪ :‬إذا استأنف الزوجان حكم الطالق‬
‫استمرت الرابطة الزوجية فيما بينهما وأن قيام احدهما ضد اآلخر‪ ،‬بدعوى الزنا صحيح ما دام الحكم لم يصبح‬
‫باتا ‪ .28‬كما سار أيضا على نفس النهج القضاء الجنائي المغربي‪.‬‬

‫اما اذا ارتكبت جريمة الزنا من طرف احد الزوجين‪ ،‬بعد الطالق البائن أيا كان نوعه‪ ،‬ال تعتبر جريمة الخيانة‬
‫الزوجية‪ ،‬في القوانين المغاربية‪ ،‬حيث أكد ذلك القضاء التونسي في القرار التعقيبي عدد ‪ 507‬المؤرخ في ‪12‬‬
‫مارس ‪ 1976‬بقوله‪ :‬صدور الحكم بالطالق واتصال القضاء فيه تنفصم بموجبه العالقة الزوجية‪ ،‬و تبعا لذلك‬
‫تنتفي تهمة الزنا إذا أثيرت "بعده كما سار على هذا النهج أيضا القضاء الجنائي المغربي‪ ،‬من خالل قرارا للمجلس‬
‫األعلى رقم ‪ 478‬المؤرخ في ‪ 16‬فبراير ‪ ،1978‬لما قال‪ ":‬لما أبرزت المحكمة إن المتهم لم يكن متزوجا وقت‬
‫فتح المتابعة ضده‪ ،‬وإنه كان قد طلق زوجته فإن إدانته و الحالة هذه بجريمة الفساد تكون مطابقة للقانون‪.‬‬

‫و يتضح مما سبق إن جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬ال ترتكب في حق الزوجين إذا وقع الوطء قبل عقد الزواج‪ ،‬حتى‬
‫ولو حصل أثناء الخطبة‪ ،‬أو حصل بعد الطالق أما إذا كان عقد الزواج فاسدا أو باطال‪ ،‬ال تقوم جريمة رابطة‬
‫الزوجية‪ ،‬وإذا دفع المتهم أو شريكه‪ ،‬بأنه مطلق أو أنه لم يكن متزوجا بتاتا أو إن زواجه فاسد أو باطال‪ ،‬وجب‬
‫إيقاف الفصل في الدعوى الجنائية‪ ،‬حتى تفصل محكمة األحوال الشخصية‪ ،‬في صحة أو عدم صحة عقد الزواج‬
‫وقيامه من عدمه‪.‬‬

‫ويكون التبليغ عن هذه الجريمة من الطرف الزوج المتضرر‪ ،‬حال قيام الرابطة الزوجية‪ ،‬فإن حدث الطالق‬
‫بينهما ‪ ،‬ال يجوز للزوج المتضرر المطلق أن يبلغ عنها‪ .‬لكن إذا حدثت المواقعة أو الوطء وبلغ عنه الزوج‬
‫المضرور‪ ،‬ثم وقع الطالق بينهما‪ ،‬فال يحول هذا الطالق دون الحكم على الزوج الجاني‪.‬‬

‫تانيا‪ :‬القصد الجنائي‪.‬‬

‫إن القصد الجنائي؛ يعني اتجاه إرادة الجاني نحو ارتكاب الواقعة اإلجرامية‪ ،‬مع العلم بتوافر أركانها القانونية‪.‬‬
‫إذن هو يتطلب ما يلي‪:‬‬

‫توجيه اإلرادة نحو ارتكاب الفعل المجرم والمعاقب عليه قانونا‪ ،‬سواء كان هذا الفعل سلبيا أو ايجابيا‪ ،‬إضافة إلى‬
‫توجيه ارادته نحو تحقيق النتيجة المطلوبة‪ ،‬إذا طلب القانون توفر نتيجة معينة‬

‫للعقاب‪ .‬ويتطلب العلم بتوفر أركان الجريمة‪ ،‬خاصة إذا علمنا إن العلم هو إدراك األمور على النحو الصحيح‪،‬‬
‫المطابقة للواقع‪ ،‬فال بد للجاني أن يعلم بتوفر جميع أركان الفعل المجرم‪ ،‬وأن يعلم أيضا إن القانون يعاقب على‬
‫هذه الوقائع اإلجرامية‪ .‬ومنه ينتفي القصد الجنائي إما للجهل بالقانون أو الغلط فيه‪ ،‬وإما للجهل بالواقع أو الغلط‬
‫‪14‬‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪ 14‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪131‬‬


‫‪9‬‬
‫إن جريمة الخيانة الزوجية من الجرائم العمدية‪ ،‬ال تقوم إال بوجود القصد الجنائي‪ ،‬والقصد المطلوب هو القصد‬
‫العام‪ ،‬ويعتبر هذا القصد متوفرا في حق الزوج المضرور‪ ،‬متى ارتكب الفعل عن علم وإرادة‪ ،‬بأنه متزوج يواقع‬
‫شخص آخر غير زوجه‪.‬‬

‫ويتضح مما تقدم أال عقاب على الزوجة التي وطئت بإكراه في التشريعات المغاربية‪ ،‬ويصدق نفس الحكم على‬
‫الزوج‪ ،‬إذا كان ضحية إكراه‪ ،‬أو غلط‪ ،‬أو في حالة سكر إجباري أو اضطراري‪ ،‬أو في حالة جنون‪.‬‬

‫وتبعا لذلك ال تقوم هذه الجريمة في القوانين المغاربية إذا ثبت إن الوطء‪ ،‬قد حصل بدون رضا الزوج‪ ،‬كأن يكره‬
‫رجل مو اقعة أنثى ضد إرادته فيكون الفعل حينئذ هتكا لعرضه من قبل المرأة التي أكرهته على ذلك‪ ،‬أو كما لو‬
‫تم نتيجة للخديعة أو المباغتة‪ ،‬كأن يتسلل رجل إلى فراش‪ ،‬امرأة‪ ،‬فتسلم له نفسها ظنا منها بأنه زوجها‪ .‬وبالمقابل‬
‫‪15‬‬
‫تقوم جريمة االغتصاب في حق من واقع امرأة بدون رضاها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أركان جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المصري‬

‫يختلف القانون المصري عن القانون المغاربي من حيت اركان جريمة الخيانة الزوجية ويرجع ذلك الى التشريع‬
‫المصري يميز بين جريمة الخيانة الزوجية المرتكبة من طرف الزوج والمرتكبة من طرف الزوجة بحيث تتطلب‬
‫قيام الخيانة الزوجية من طرف الزوجة األركان ذاتها لقيام الخيانة الزوجية بالقوانين المغاربية (أوال) بينما يتطلب‬
‫قيام الخيانة الزوجية من طرف الزوج باإلضافة الى األركان السابقة ركن خاص مستمد من مكان الفعل (تانيا)‪.‬‬

‫اوال‪ :‬اركان الخيانة الزوجية بالنسبة للزوجة‬

‫كما قلنا سابقا فان جريمة الخيانة الزوجية الزوجة في التشريع المصري تقوم على نفس األركان التي تقوم بها‬
‫جريمة الخيانة الزوجية بالقانون المغربي وهي االتصال الجنسي بغير الزوج وقيام عالقة زوجية وتحقق القصد‬
‫الجنائي والتي سبق لنا التحدت عنها‪ ،‬أي من اجل متابعة الزوجة بجريمة الخيانة الزوجية يجب ان تكون قد‬
‫مارست عالقة جنسية مع رجل اخر غير زوجها مع اتجاه ارادتها للقيام بذلك دون ان تكون تحت اكراه‪ .‬ولن نقوم‬
‫بالتفصيل فهذه االركان ألنها نفس االركان القانون المغربي والتونسي والجزائري التي قمنا سابقا بالتفصيل فيها‬
‫وسوف نكتفي باإلحالة عليها‪.‬‬

‫فالمشرع المصري شدد ازاء الزوجة الزانية اكثر مما يفعل بالنسبة للزوج الزاني‪ ،‬وقد قيل في تعليل ذلك ان زنا‬
‫الزوجة اكثر خطورة من زنا الزوج‪ ،‬فالزوجة ال تخطئ اال اذا استسلمت نهائيا لعشيقها وضحت في سبيله بزوجها‬
‫وابناءه‪ ،‬وزنا الزوجة يدخل الشك على نسب ابنائها‪ ،‬اما زنا الزوج قد يخطئ في صورة عارضة ال تعني تخليه‬
‫عن زوجته فليس له هذا االثر‪ ،‬وفي النهاية فان الراي العام يحقر زوج الزانية ويصفه بالغفلة في حين ال يحقر‬
‫زوجة الزاني ‪ ،‬بل ق د يحيطها بعطفه ‪ ،‬وهده االعتبارات غير مقنعة فزنا الزوج العارض يمهد لجرائم مستقبلية‬
‫تؤذي الى انهيار العائلة‪ ،‬وفي الغالب يوحي هذا الزنا باالعتقاد بزنا سابق لم يكتشف او لم تتخذ االجراءات في‬

‫‪ 15‬بحت حول الخيانة في القانون الجزائي المغاربي دراسة مقارنة‪ ،‬من اعداد األستاذ منصور المبروك‪ ،2014 ،‬ص ‪8‬‬
‫‪10‬‬
‫شانه مما يعني كذلك تخليا عاطفيا عن الزوجة واالبناء‪ ،‬واذا كان زنا الزوجة اخطر على العائلة من زنا زوجها‪،‬‬
‫‪16‬‬
‫فان هذا الفارق المحدود في النطاق العائلي ال يجوز ان يحجب عنا نظرة واسعة الى المجتمع‪،‬‬

‫تانيا‪ :‬اركان الخيانة الزوجية بالنسبة للزوج‬

‫نصت على جريمة زنا الزوج المادة ‪ 288‬من قانون العقوبات المصري في قولها " كل زوج زنى في‬
‫منزل الزوجية وثبت عليه هدا االمر بدعوى الزوجية يجازى بالحبس مدة ال تزيد على ستة شهور" فزنا الزوج‬
‫تقوم على نفس االركان التي تقوم عليها جريمة زنا الزوجة باإلضافة الى الركن المتعلق بمكان ارتكاب الزنا‪،‬‬
‫وهو مكان منزل الزوجية‪ ،‬فيتعين إلدانة الزوج بالزنا ان يثبت تنه اتصل جنسيا بامرأة غير زوجته‪ ،‬وان يثبت‬
‫ارتباطه بعقد زواج صحيح بامرأة غير من اتصل بها‪ ،‬ويتعين ان يتوفر القصد الجنائي‪ ،‬وينتفي القصد لديه اذا‬
‫اعتقد ان صلة الزو جية باطلة‪ ،‬او ظن انها انحلت بالطالق او وفاة زوجته‪ ،‬وينتفي القصد كذلك اذا اعتقد انه‬
‫يتصل بزوجته‪ ،‬كما لو كان ضريرا وحلت امرأة محل زوجته فاتصل بها معتقدا انها زوجته‪ ،‬وان يمارس الزنا‬
‫في بيت الزوجية‪.‬‬

‫وعلة اشتراط ارتكاب الزنا في منزل الزوجية يرجع الى كون بيت الزوجية له حرمته والزوجة ربة هذا‬
‫المنزل والتزام زوجها باإلخالص لها يبلغ فيه اقوى درجاته‪ ،‬وقد اراد الشارع حماية الزوجة من االهانة التي‬
‫تلحق بها إذا نافستها فيه امرأة اخرى‪.‬‬

‫وهذه العلة تثير التساؤل عن مدى اتساقها مع علة تجريم الزنا‪ ،‬فاذا كان الشارع قد اراد بتجريم الزنا‬
‫حماية حقوق الزوجة وتقرير جزاء جنائي االلتزام باإلخالص الزوجي‪ ،‬والقول بان الشارع قد هدف الى حماية‬
‫الزوجة من االهانة المحتملة اذا زنى زوجها في منزل الزوجية يعني ان علة التجريم لم تعد حماية حق الزوجة‬
‫‪17‬‬
‫لها‪ ،‬وانما صارت حماية لشعور الزوجة في منزل الزوجية‪.‬‬

‫وبالتالي فان جريمة الخيانة الزوجية بالنسبة للزوجة تقوم سوآءا ارتكبتها داخل مسكن الزوجية او خارجه‬
‫عكس الزوج الذي يتطلب لقيام الجريمة في حقه ان يرتكبها في بيت الزوجية وهذا اجحاف في حق الزوجة‬
‫خصوصا انه ال يوجد أي منطق في اعطاء الزوج هذه االفضلية عكس المشرع المغربي الذي لم يميز في االركان‬
‫بين الزوج والزوجة‪.‬‬

‫وفي االخير فأننا نكون اماما جريمة الخيانة الزوجية بصفة عامة بتوافر الركنين المذكورين سابقا وهما‬
‫الركن المادي والمعنوي‪ ،‬مع حصول اإلثبات القانوني مما يستوجب مساءلة المرتكبين بتطبيق العقوبة المقررة‬
‫إذن فما هي وسائل إثبات الجريمة؟ وما هي قيود المتابعة؟ هذا ما سنحاول اإلجابة عنه من خالل المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪ 16‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،1986‬ص ‪286‬‬
‫‪ 17‬محمود نجيب حسني‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪295‬‬
‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طرق اثبات الخيانة الزوجية وقيود المتابعة في كل من التشريع المغربي والتشريع المقارن‬

‫اشترط المشرع المغربي لقيام جريمة الخيانة الزوجية وسائل إثبات خاصة‪ ،‬مختلفة عن القواعد العامة‬
‫لإلثبات المتعارف عليها والمعتمدة قانونا في المادة الزجرية‪( ،‬المطلب االول) فإذا تحقق إثبات الجريمة‪ ،‬يتم‬
‫متابعة مرتكبيها غير ان المتابعة في جريمة الخيانة الزوجية مقيدة بقيود (المطلب الثاني) وضعها القانون‬

‫المطلب االول‪ :‬طرق اثبات الخيانة الزوجية في كل من التشريع المغربي والتشريع المقارن‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طرق اثبات الخيانة الزوجية في التشريع المغربي‬

‫المشرع المغربي اشترط لقيام جريمتي الفساد والخيانة الزوجية قيود خاصة مستثناة من القواعد العامة‬
‫لإلثبات المتعارف عليها والمعتمدة قانونا في المادة الزجرية‪ .‬بحيث حصر المشرع وسائل االثبات في تالته وسائل‬
‫وهو نفس الشيء قضى به المجلس األعلى في إحدى قراراته حيث قال ال يكفي في إثبات الجريمة المعاقب عليها‬
‫في الفصل ‪ 491‬ق‪.‬ج أن تقول المحكمة بأنها اقتنعت بثبوت الجريمة بل ال بد أن تبني حكمها على أحد دالئل‬
‫اإلثبات المنصوص في الفصل ‪ 493‬من نفس القانون‪ .‬وبذلك يكون المشرع المغربي قد قيد مبدأ حرية اإلثبات‬
‫الجنائي المعمول به في القواعد العامة وفرض على القاضي وسائل معينة ال يمكنه تجاوزها‪ ،‬وتتجلى هذه الوسائل‬
‫في محضر ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس (اوال) واالعتراف الكتابي (تانيا)واالعتراف القضائي (تالتا)‬

‫أوال‪ :‬محضر ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس‬

‫محضر ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس أي مشاهدة وقائع الجريمة من طرف أحد ضباط الشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬ويخضع المحرر في حالة التلبس من حيث قيمته اإلثباتية ألحكام المادة ‪ 290‬من ق‪.‬ج «المحاضر‬
‫والتقارير التي يحررها ضباط الشرطة القضائية وجنود الدرك بشأن التثبت من الجنح والمخالفات يوثق بمضمونها‬
‫ما لم يثبت خالف ذلك»‪.‬‬

‫ليس على ضابط الشرطة القضائية ان يعاين التنفيذ المادي للجريمة وانما يكفي ان تكون الوقائع التي عاينها‬
‫وسجلها في محضره تدل على ارتكاب جريمة الخيانة الزوجية‪ .‬وقد ورد في أحد قرارات المجلس االعلى «وحيت‬
‫ان الثابت من الحكم االبتدائي المؤيد وكدا من الحكم االستئنافي المطعون فيه ان الطاعن ادين من اجل المشاركة‬
‫في الخيانة الزوجية بناء على محضر لرجال الدرك شهدوا فيه بانهم توجهوا على الساعة التانية عشرة والنصف‬
‫ليال الى منزل المجني عليه وذلك بطلب منه فوجدوا بقاعة انوم الزوجة والطاعن مجردين من ثيابهما» وهكذا‬
‫استخلصت المحكمة ان المتهم الذي ضبط بمنزل الغير توجد عليه اتار تثبت مشاركته في جنحة الخيانة الزوجية‬
‫‪18‬‬
‫مما يجعل حكمها مبنيا على اساس قانوني‬

‫قرار عدد ‪ 106‬س ‪ 11 .‬تاريخ ‪ – 1965/11/2‬ق م‪ .‬ع‪ .‬عدد ‪ – 2‬ص ‪95‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪12‬‬
‫وعليه يمكن القول أن العمل القضائي يعتمد على المحضر المحرر من طرف ضباط الشرطة القضائية في حالة‬
‫التلبس إلثبات جريمة الفساد دون باقي حاالت التلبس الواردة في الفصل ‪ 56‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وذلك نظرا لخصوصية هذا‬
‫النوع من الجرائم‪ ،‬إذ ال يمكن مشاهدة الجاني وهو يمارس العالقة الجنسية مع آخر‪ ،‬كما ال يمكن االستناد إلى‬
‫صياح الجمهور للقول بأن الجريمة قد ارتكبت‪ ،‬وبالتالي فإن الصورة الوحيدة لحالة التلبس الممكنة مشاهدة ضابط‬
‫‪19‬‬
‫الشرطة القضائية للجاني وهو في ظروف ال تدع مجاال للشك في أنه ارتكب فعال عالقة جنسية غير مشروعة‪.‬‬

‫تانيا‪ :‬االعتراف الكتابي‬

‫ويقصد به المكاتيب واألوراق المتضمنة العتراف المتهم‪ ،‬فهو اعتراف صادر عن المتهم وقد يكون مكتوبا بخط‬
‫يده او امالءه على غيره‪ ،‬واالعتراف الكتابي هو اعتراف غير مباشر ألن المتهم ال يدلي بتصريحاته مباشرة أمام‬
‫المحقق‪ ،‬وإنما يتم ذلك بالكتابة مثال في رسالة أو مؤلف أو جريدة أو مجلة‪ ،‬وفي الواقع العملي يكون من الناذر‬
‫جدا أن تصدر مثل هذه المكاتيب عن الجناة‪ .‬إن المحاضر المتضمنة العتراف الشخص بالخيانة الزوجية والموقع‬
‫عليها من طرف صاحب هذا االعتراف فهي وإن كانت تنزل منزلة االعتراف الذي تضمنته مكاتب أو أوراق‬
‫صادرة عن المتهم فإن ذلك منوط باقتناع المحكمة بفحوى ذلك االعتراف فتبقى تلك المحاضر خاضعة لسلطة‬
‫‪20‬‬
‫المحكمة التقديرية‪.‬‬

‫واالعتراف المكتوب ليس حجة قاطعة طبعا وانما يخضع في قوته اإلثباتية لتقدير المحكمة بشرط ان تبين المحكمة‬
‫االسباب التي دفعتها الستبعاد هدا االعتراف‪ .‬واالعتراف ال يسري على الطرف االخر في الجريمة‬

‫تانيا‪ :‬االعتراف القضائي‬

‫ويقصد به االعتراف الصادر من المتهم في الجلسة العمومية‪ ،‬ألنه الذي ينطبق مفهوم االعتراف القضائي‪.‬‬

‫أما الذي يصدر أمام قاضي التحقيق أو القاضي الباحث فإن المتهم يدلي به في جلسة سرية‪ ،‬وبذلك يفقد أهم عنصر‬
‫لالعتراف القضائي الذي يصدر ويناقش في جلسة المحكمة‪ .‬وكذلك االعتراف المدلى به أمام ممثل النيابة العامة‪،‬‬
‫ألن عضو النيابة العامة يقوم‬

‫باستنطاق المتهم في إطار مباشرة إجراءات البحث بوصفه ضابطا ساميا للشرطة‪ .‬واالعتراف القضائي يمكن‬
‫للمحكمة أن تأخذ بكل ما جاء فيه أو تجزئه‪ ،‬كما يمكنها أن تستبعده إذا وجد مبرر لهذا االستبعاد‪ ،‬كما إذا كان غير‬
‫صريح‪ ،‬أو ثبت من وقائع القضية ومستنداتها عدم صدق المتهم في اعترافه‪ ،‬ويسري االعتراف على من صدر‬
‫‪21‬‬
‫منه دون شريكه‪.‬‬

‫‪ 19‬أحمد قيلش‪ ،‬وآخرون «الوجيز في القانون الجنائي الخاص"‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬ص ‪122‬‬
‫‪ 20‬قرار عدد ‪ 1573‬بتاريخ ‪ 28/12/1980‬مجلة قضاء المجلس األعلى ‪ ،86-65‬ص‪540 :‬‬
‫‪ 21‬أحمد الخمليسي‪ :‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪245‬‬
‫‪13‬‬
‫وإذا كان االعتراف القضائي هو أرقي وسائل االثبات التي تعتمدها المحكمة اال انه يجب ان يكون االعتراف‬
‫منصبا على وقائع الجريمة ذاتها دون غموض او ابهام‪ .‬واالعتراف القضائي يمكن ان تأخذ به المحكمة كما يمكن‬
‫ان تقوم باستبعاده وذلك إذا تبين لها ان االعتراف غير صريح او ثبت من وقائع القضية ومستنداتها عدم صدق‬
‫المتهم في اعترافه‪.‬‬

‫وفي االخير نستنتج ان سبب جعل المشرع وسائل اإلثبات تنحصر في تالته وسائل يرجع الى خطورة المساس‬
‫باألسرة فالشريعة االسالمية بدورها ايضا شددت في وسائل االثبات حيت حصرتها في االقرار‪ ،‬ويرى الدكتور‬
‫الخمليشي ان السبب في حصر وسائل االثبات يرجع الى ان غالبية لجنة صياغة الفانون الجنائي المغربي التي‬
‫وضعت الفصل ‪ 493‬كانت من االجانب –فرنسا‪ -‬وبما انا الخيانة الزوجية في القانون الفرنسي تشكل سببا من‬
‫اسباب طلب التطليق (المادة ‪ 232‬مدني فرنسي تقضي بان ادانة أي من الزوجين في احدى الجرائم االخالقية او‬
‫الشائنة تشكل بالنسبة للزوج االخر سببا من اسباب المخولة للتطليق)‪ ،‬فسوف يكون من السهل على الزوج في‬
‫هذه الحالة تلفيق تهمة الخيانة الزوجية على زوجته اذا اراد الخالص منها عن طريق شهود الزور‪ ،‬لذلك قام‬
‫المشرع الفرنسي بحصر وسائل االثبات‪ ،‬اما اخد المغرب بنفس المنهج المتبع بفرنسا يبدو غير مبرر‪ ،‬بسبب ان‬
‫الطالق بالمغرب غير محصورة قانونا مما ينتفي معه نهائيا الخوف من محاولة الزوج تلفيق تهمة الخيانة لزوجته‬
‫مادام يمكنه توقيع الطالق على زوجته في كل وقت وألي سبب اذ الغالب ان العصمة بيده‪،‬‬

‫وبالتالي فأن المحكمة ال يمكنها أن تقرر اإلدانة دون أن تتوفر على األقل إحدى وسائل اإلثبات الواردة في المادة‬
‫‪ 493‬ق‪.‬ج‪.‬‬

‫إال أن الواقع العملي والتطور التقني والتكنولوجي أبان عن قصور هذه الوسائل الثالث في إثبات جريمتي الفساد‬
‫والخيانة الزوجية وطرح إشكاليات كثيرة حول حاالت تتحقق فيها هذه الجرائم بصورة واضحة ولو في غياب‬
‫وسائل اإلثبات المذكورة‪ .‬فتجد أحد الزوجين مثال يتقدم بشكاية أمام النيابة العامة يتهم فيها زوجته بخيانته جنسيا‬
‫مدعما شكايته بتسجيالت صوتية وأحيانا مرئية تبين بشكل واضح ممارسة زوجته للجنس مع خليلها بشكل كامل‬
‫من بداية العملية إلى نهايتها‪ .‬فيقف ممثل النيابة العامة حائرا عند اتخاذ القرار على اعتبار أن وسائل إثبات الفعل‬
‫‪22‬‬
‫محددة على سبيل الحصر وأن الوسيلة المدلى بها في النازلة غير واردة مبدئيا ضمن تلك الوسائل‪.‬‬

‫إال أن الحل يكمن في أنه يجب أن تتوفر لدى قاضي النيابة العامة وأيضا القاضي الزجري ملكة تطويع النص‬
‫الجنائي وقراءته في شموليته أي في ظل التطور الحاصل حاليا والذي لم يكن حاصال عند وضع النص ألول مرة‬
‫من قبل المشرع‪ ،‬بمعنى آخر فإن الصور أو التسجيالت المسموعة والمرئية يجب أن تصنف ضمن دائرة المكاتيب‬
‫‪23‬‬
‫خاصة إذا وجدت قرائن أخرى تعضدها‪.‬‬

‫‪ 22‬القانون الجنائي الخاص المعمق في شروح‪ ،‬م ‪.‬س‪ ،‬ص ‪200‬‬


‫‪ 23‬القانون الجنائي الخاص المعمق في شروح‪ ،‬م ‪.‬س‪ ،‬ص ‪200‬‬
‫‪14‬‬
‫ويبدو أن القضاء المغربي بدأ يستوعب هذا اإلشكال ويفهم جيدا فلسفة المشرع من وراء تجريم الخيانة الزوجية‪،‬‬
‫وهو ما يظهر من خالل قرار صادر عن غرفة االستئناف الجنحية بابتدائية ميسور أيدت فيها حكما ابتدائيا قضى‬
‫بالمؤاخذة من أجل الخيانة الزوجية لمجرد اعتراف الزوجة بمحضر الشرطة القضائية بتبادل القبل مع خليلها‪.‬‬
‫وهو القرار الذي أيدته محكمة النقض في ‪ 17/10/2018‬بموجب قرارها عدد ‪ 1431/3‬مستندة فيه على قدسية‬
‫الرابطة الزوجية التي تأخذ مفهوما واسعا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬طرق اثبات الخيانة الزوجية في التشريع المقارن‬

‫هناك اختالف في طرق اثبات الخيانة الزوجية في تشريعات الدول فهناك من ذهب الى تقييد حرية القاضي بحصر‬
‫وسائل االثبات الخيانة الزوجية مثل المغرب والجزائر مصر وهناك من ذهب الى إطالق حرية القاضي في أثبات‬
‫هذه الجريمة من أي دليل يعرض على القاضي مثل العراق وتونس وليبيا‪.‬‬

‫لقد نهج المشرع الجزائري نفس نهج المشرع المغربي بحيث خرجا عن قاعدة اإلثبات المقرر في الميدان‬
‫الجنائي‪ ،‬القائم على مبدأ االقتناع الوجداني‪ ،‬القائم أساسا على حرية القاضي الجنائي في تكوين قناعته الشخصية‬
‫من أي دليل يطمئن إليه‪ ،‬بحيث ال يجوز إثبات هذه الجريمة‪ ،‬إال بإحدى الوسائل الثالثة الواردة على سبيل الحصر‬
‫في القانون الجزائري وفقا لنص المادة ‪: 341‬بقولها‪ " :‬الدليل الذي يقبل عن ارتكاب الجريمة المعاقب عليها‬
‫بالمادة ‪ 339‬يقوم أما على محضر قضائي يحرره أحد رجال الضبط القضائي عن حالة التلبس و إما بإقرار وارد‬
‫في رسائل أو مستندات صادر من المتهم و إما بإقرار قضائي‪ ".‬والقانون المغربي طبقا لنص المادة ‪.493‬‬

‫وبالتالي فإن القانونين الجزائري والمغربي‪ ،‬حين تعرضا في هذا الصدد‪ ،‬إلى بيان أدلة معينة قصدوا من ذلك أنه‬
‫ال يجوز للقاضي أن يبني حكمه في حصول هذه الجريمة إال بناءا على األدلة الثالثة الواردة على سبيل الحصر‪.‬‬
‫ومنه فإن الحكم الذي يدين المتهم في جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬هو الحكم الذي يبنى على األدلة التي سبق التفصيل‬
‫فيها وهي محضر ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس واالعتراف الكتابي واالعتراف القضائي‪.‬‬

‫المشرع المصري كذلك حدد طرق االثبات في المادة ‪ 276‬من قانون العقوبات حيث نص " األدلة التي تقبل‬
‫وتكون حجة على المتهم بالزنا‪ ،‬هي القبض عليه حين تلبسه بالفعل‪ ،‬او اعترافه‪ ،‬او وجود مكاتيب او اوراق‬
‫‪24‬‬
‫اخرى مكتوبة منه‪ "....‬وهذا ما ذهب اليه القانون االردني والسوري واللبناني‪.‬‬

‫بناء على ما تقدم نالحظ أن السبب الذي دفع الى حصر وسائل االثبات منع القاضي من ان يبني قناعاته من ادلة‬
‫اخرى‪ ،‬غير األدلة السالفة الذكر‪ ،‬وبهذا فإن المحكمة الجزائية ال تقبل وسائل أخرى لإلثبات جريمة الخيانة‬
‫الزوجية‪ ،‬مثل الشهادة وغيرها من وسائل اإلثبات الجنائية‪ ،‬عكس القانون التونسي والقانون الليبي‪.‬‬

‫‪ 24‬انظر المادة ‪ 276‬من قانون العقوبات المصري والمادة ‪ 2 / 282‬من قانون العقوبات االردني والمادة ‪ 473‬من قانون العقوبات السوري‬
‫‪15‬‬
‫وتبعا لذلك قضت المحكمة العليا الجزائرية في الكثير من األحيان بنقض قرارات أدانت متهمين بالخيانة الزوجية‪،‬‬
‫استنادا على قرائن غير منصوص عليها في المادة ‪ 341‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬

‫إال أن تقديم الدليل على قيام الجنحة بإحدى الوسائل المذكورة في المادة ‪ 341‬من قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬ال‬
‫يمنع القاضي من استعمال سلطته التقديرية‪ ،‬وهذا ما قضت به المحكمة العليا في إحدى قراراتها قائلة بأن اإلقرار‬
‫القضائي في مجال الزنا شأنه شأن أي إقرار يخضع للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع وفقا لنص المادة ‪ 213‬من‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫اما القانون الجنائي العراقي لم يحدد او يحصر وسائل اثبات جريمة الخيانة الزوجية بل اخضعها الى االقتناع‬
‫وتقدير المحكمة حسب االدلة المقدمة‪ ،‬فبرجوع للمواد ‪ 378 ،377‬و‪ 379‬من قانون العقوبات العراقي يتبين ان‬
‫المشرع العراقي سكت عن بيان وسائل االثبات ويمكن القول بان الفانون العراقي تبنى قاعدة حرية القاضي‬
‫الجنائي في تكوين قناعاته الشخصية‪ ،‬وبالتالي يتم العودة الى القواعد العامة في االثبات الجنائي في مواجهة‬
‫ففي قرار‬ ‫‪25‬‬
‫مرتكب جريمة مرتكب جريمة الخيانة الزوجية سوآءا اكان الزوجة وشريكها او الزوج وشريكها‪،‬‬
‫لمحكمة استئناف منطقة اربيل برقم ‪/114‬ت‪.‬ج‪ 2016/‬في ‪ 2016/03/31‬المتضمن (طلب مضمون المكالمات‬
‫الجارية بين المتهمين واالستماع الى شهادة شهود الحادث القاصرين لغرض االستئناس‪ )....‬وذلك إلثبات واقعة‬
‫الخيانة الزوجية بين الزوجة وشريكها)‪.‬‬

‫وسار على النهج ذاته المشرع التونسي والليبي فقد تركا مسالة االدانة والبراءة لسلطة المحكمة التقديرية‪.‬‬

‫وفي االخير فانه إذا ما تبتت على أحد الزوجين الخيانة الزوجية فيتم متابعته بالعقوبة المقررة اال ان هذه المتابعة‬
‫مقيدة بشروط تقيد النيابة العامة من تحريك الدعوى ضد الزوج الزاني وهذا م اسوف نتعرف عليه في المطلب‬
‫الثاني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قيود المتابعة في جريمة الخيانة الزوجية في كل من التشريع المغربي والتشريع المقارن‬

‫الفقرة االولى‪ :‬قيود المتابعة في جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي‬

‫تعتبر جريمة الخيانة الزوجية من الجرائم المقيدة بشرط أساسي لتحريك الدعوى العمومية المنصوص عليها في‬
‫الفصل الثالث من قانون المسطرة الجنائية أال وهي الشكوى‪ ،‬الفصل ‪ 49‬من ق‪.‬ج اشترط وجود شكوى من‬
‫الزوجة أو الزوج المجني عليهما لقيام المتابعة حيث جاء فيه وال يجوز المتابعة في هذه الحالة إال بناء على شكوى‬
‫الزوجة أو الزوج المجني عليه» ومن تم فللمتابعة في جريمة الخيانة الزوجية من طرف النيابة العامة قيود (أوال)‬
‫ثم أحكام تسري في حق الشريك (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قيود المتابعة في جريمة الخيانة الزوجية‬

‫‪ 25‬بحت حول جرائم الخيانة الزوجية بين القانون والواقع‪ ،‬دراسة مقارنة تحليلية‪ ،‬من اعداد القاضية نيكار احمد محمد اغا‪ ،‬ص ‪38‬‬
‫‪16‬‬
‫أ ‪ -‬الشكوى‬

‫اشترطت المادة ‪ 491‬ق‪ .‬ج للمتابعة الجنائية تقدم زوج الجاني بشكاية يطلب فيها بالمتابعة‪ ،‬وتقدم هذه الشكاية‬
‫للنيابة العامة او ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬ويمتنع عن النيابة العامة تحريك الدعوى العمومية قبل التوصل بهذه‬
‫الشكوى‪.‬‬

‫فالشكوى تقدم من المجني عليه شخصيا أو بوكيل يعينه لهذا الغرض بوكالة خاصة يكون موضوعها محددا في‬
‫تقديم هذه الشكوى‪ ،‬ويبقى هذا الحق قائما طالما المجني عليه حيا‪ ،‬أما إن هو مات قبل تقديم الشكوى‪ ،‬فالراجح أنه‬
‫ال يسوغ للنيابة العامة المتابعة أبدا على اعتبار أن حق االشتكاء ذو طبيعة شخصية ال ينتقل إلى الورثة‪ 26،‬ويسري‬
‫هذا الحكم ولو كان الزوج المجني عليه محجورا عليه لصغر أو سفه‪ ...‬هذا ولم يشترط القانون شكال معينا للشكاية‪،‬‬
‫وبناء على ذلك يمكن أن تك ون مكتوبة أو شفوية‪ ،‬حيث اشترط المشرع المغربي تقديم شكوى فقط وهذا ما سار‬
‫عليه المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) في قراره «بناء» على الفصل ‪ 491‬من ق‪.‬ج فإنه يعاقب أحد الزوجين‬
‫الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية وال يجوز متابعته في هذه الحالة إال بناء على الشكوى من الزوجة أو الزوج‬
‫المجني عليه‪ .‬وحيث إن المحكمة‪ . ...‬التي أوردت في عرض الوقائع أن المتهم ‪ ...‬متزوج ومع ذلك أخذته بجنحة‬
‫الفساد بعد تكييف الجريمة بالرغم من كونه يعتبر في هذه الحالة مرتكبا لجريمة الخيانة الزوجية التي ال يمكن‬
‫متابعته بها إال بناء على شكوى من الزوجة طبقا للفصل المذكور‪.‬‬

‫ويثور هنا سؤال في حالة حدوث الطالق قبل تقديم الشكاية والحل الذي يبدو مناسبا هو تخويل النيابة العامة في‬
‫هذه الحالة إثارة المتابعة دون حاجة إلى شكاية‪ .27‬ورغم القيود المفروضة على النيابة العامة في تحريك الدعوى‬
‫العمومية في جريمة الخيانة الزوجية فإنه يبقى من حقها استثناء تحريكها تلقائيا في حالة ما إذا كان الزوج متغيبا‬
‫خارج المغرب وامرأته تتعاطى الزنا بصفة ظاهرة‪.‬‬

‫وبالتالي فالمشرع قيد حرية النيابة العامة في المتابعة في الخيانة الزوجية بضرورة تقديم شكاية من طرف الزوج‬
‫المتضرر باعتبار ان الرابطة الزوجية التي تربط بين الزوجين مسالة تهمهما وحدهما دون بقية افراد المجتمع‬
‫أي انها مسالة شخصية ال يمكن التدخل فيها اال بناءا على طلب الطرف المتضرر وذلك لما لهذه القضية مساس‬
‫باألسرة ة واثارة الفضائح‪ ،‬اال استثناءا في حالة تعطي احد الزوجين الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة‪ ،‬اال ان هذا‬
‫التقييد يشوبه عيبين االول هو ان الزوج الذي يرى زوجته تتعاطى الزنا وال يرفع شكاية ضدها او العكس الى‬
‫النيابة العامة ولو من حقه ذلك اال انه يساعد في انتشار الفساد والفاحشة وانتشار العالقات الجنسية غير المشروعة‪،‬‬
‫والعيب الثاني هو ان السماح االحد الزوجين بالتنازل عن شكواه فيه مساس بالنظام العام ‪ ،‬االن الخيانة الزوجية‬
‫‪28‬‬
‫هي زنا المحصن‪ ،‬والزنا في الشريعة االسالمية يشكل جريمة من جرائم الحدود والعقوبة فيها هي الرجم‪.‬‬

‫‪ 26‬لطيفة الداودي ‪ :‬دراسة في قانون المسطرة الجنائية وفق آخر التعديالت»‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬ص‪252 :‬‬
‫‪ 27‬أحمد الخمليشي‪ :‬م ‪ .‬س ‪ ،‬ص‪255 :‬‬
‫‪ 28‬عبد الواحد العلمي ص ‪221‬‬
‫‪17‬‬
‫ب ‪ -‬التنازل عن الشكوى‬

‫أما فيما يخص التنازل عن الشكوى فيقضي الفصل ‪ 492‬ق‪.‬ج بأن «تنازل أحد الزوجين عن شكاية يضع حدا‬
‫لمتابعة الزوج أو الزوجة المشتكى بها عن جريمة الخيانة الزوجية‪.‬‬

‫فإذا وقع التنازل بعد صدور حكم غير قابل للطعن فإنه يضع حدا آلثار الحكم بالمؤاخذة الصادر ضد الزوج أو‬
‫الزوجة المحكوم عليها‪.‬‬

‫«وال يستفيد مشارك الزوجة وال مشاركة الزوج مطلقا من هذا التنازل»‪ .‬والتنازل عن الشكوى أو سحبها يتحقق‬
‫بإبداء الرغبة في وضع حد إلجراءات المتابعة أو لتنفيذ العقوبة‪ ،‬وليس من الضروري أن يتم‪ .‬سحب الشكاية من‬
‫أجل استئناف الحياة الزوجية‪ ،‬فالسحب ينهي المتابعة وتنفيذ العقوبة بمجرد وقوعه‪ ،‬وله بعد ذلك أن يستأنف‬
‫المعاشرة أو الطالق أو التطليق‪ .‬وقد جاء في قرار صادر عن المجلس األعلى «الخيانة الزوجية ال يمكن أن‬
‫‪29‬‬
‫توصف إال بوصف واحد‪ ،‬تنازل الزوجة عن المتابعة يمنع إدانة الزوج المتنازل له بأي وصف آخر»‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشريك في الخيانة الزوجية‬

‫الشريك في الخيانة الزوجية مرتكب جريمة الخيانة الزوجية يتعرض ألحكام ناتجة عن تصرفه هو وعن صفته‬
‫الشخصية‪ ،‬كما تسري عليه أحكام أخرى يستقيها من الطرف اآلخر في العالقة المجرمة التي مارسها‪ .‬فاألحكام‬
‫التي يستمدها المتهم من الطرف اآلخر وتسري عليه بوصفه شريكا له في العالقة موضوع المتابعة تتلخص في‬
‫سريان الوصف الجنائي لألفعال وآثار تقديم أو عدم تقديم الشكاية وسحبها‪.‬‬

‫أ ‪ -‬سريان الوصف الجنائي‬

‫يثور موضوع التكييف عندما يكون الشريك غير متزوج بينما شريكه اآلخر متزوج‪ ،‬لم يتعرض القانون الجنائي‬
‫للحكم في جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬وال يبقى مناص من الرجوع للقواعد العامة في القانون الجنائي لالهتداء إلى‬
‫الحل وفي هذا الصدد يالحظ بأن صفة الزوجية من جهة تشكل ظرفا ماديا في الجريمة كأنها تغير من وصفها من‬
‫جنحة الفساد إلى جنحة الخيانة الزوجية وتشدد بالتالي عقابها ‪ ،‬وفي نفس الوقت تشكل ذات الصفة ظرفا شخصيا‬
‫متشددا للعقوبة ترتبط بشخص الفاعل‪ ،‬ألن توافر هذه الصفة التي تكيف معها العالقة الجنسية بأنها خيانة زوجية‪،‬‬
‫وليس فسادا من جهة أخرى‪ ،‬ولذلك فهذه الصفة تنتهي أخيرا إلى أن تصبح ظرفا مختلطا عينيا وشخصيا ‪ ،‬ومن‬
‫المعلوم أن القضاء سار على اعتبار الظروف المختلطة كالظروف العينية من حيث أثرها على المساهمين‬
‫والمشاركين وبالنسبة لمشارك الزوجة غير المتزوج ‪ ،‬أو مشاركة الزوج غير المتزوجة يعتبر مشاركا في جنحة‬
‫الخيانة وليس في جنحة الفساد عمال بالفصل ‪ 1302‬الذي يقول «وال تؤثر الظروف الشخصية التي ينتج عنها‬
‫تشديد أو تخفيف أو إعفاء من العقوبة إال بالنسبة لمن تتوافر فيه‪ .‬أما الظروف العينية المتعلقة بالجريمة والتي‬

‫‪ 29‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 29/03/00‬تحت عدد ‪ 443/4‬في الملف عدد ‪ 16035/91‬منشور بمجلة الملف‬
‫‪18‬‬
‫تغلظ العقوبة أو تخفضها فإنها تنتج مفعولها بالنسبة لجميع المساهمين أو المشاركين في الجريمة ولو كانوا‬
‫‪30‬‬
‫يجهلونها»‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن قرارا للمجلس األعلى اشترط علم المشارك غير المتزوج بكون الطرف اآلخر متزوج‪ ،‬حتى يعاقب‬
‫بعقوبة المشاركة في الخيانة الزوجية وهو ما ال يستقيم مع الفصل ‪ 130‬ق‪.‬ج الذي قال بسريان الظروف العينية‬
‫‪ -‬ويلحق بها المختلطة ‪ -‬للجريمة على جميع المساهمين والمشاركين سواء علموا بها أم لم يعلموا ‪ ،‬ويستفاد من‬
‫حيثية قرار المجلس األعلى الذي جاء فيه «حيث إن الثابت من تنصيصات الحكم المطعون فيه أن الطاعن ضبط‬
‫في حالة التلبس باالتصال الجنسي مع المرأة (ح) مع علمه بأنها متزوجة‪ ،‬وأن هذا الفعل يكون جنحة الخيانة‬
‫الزوجية بالنسبة للمرأة المذكورة‪ ،‬ويكون مشاركة في الجنحة المشار إليها بالنسبة للطاعن»‪ .‬وما يؤخذ من القرار‬
‫من اشتراط العلم لسريان وصف الخيانة الزوجية على الشريك المتزوج يتعارض مع مقتضيات الفصل ‪130‬‬
‫ق‪.‬ج الذي أكد بصريح العبارة عدم الظروف الشخصية على غير من تتوفر فيه علم بها أم ال‪ ،‬وسريان الظروف‬
‫‪31‬‬
‫العينية على جميع المساهمين والمشاركين كانوا على علم بها أم ال‪.‬‬

‫وعقوبة الخيانة الزوجية ناتجة عن ظرف مختلط كما سبق القول فيتعين إلحاقه بالظروف العينية (أو الظروف‬
‫الشخصية إذا اقتضى اجتهاد القاضي ذلك) وتطبيق أحكام الفصل ‪ 130‬ق‪.‬ج عليه ولكن ال يمكن بحال تقرر‬
‫سريانه كالظروف العينية ثم اشتراط علم المشارك بوصف الزوجية للطرف اآلخر‪.‬‬

‫والجهل بزواج الفاعلة األصلية يجعل العنصر المعنوي لجنحة المشاركة في الخيانة الزوجية غير متوفر‪.‬‬

‫إال أن هذا االتجاه تعارضه محكمة النقض بشدة حيث جاء في قرارها عدد ‪ 370‬المؤرخ في ‪ 30/03/2015‬أن‪:‬‬
‫«نظام المشاركة في الخيانة الزوجية هو نظام مستقل وخاص أقرب ما يكون إلى مفهوم المساهمة المنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪ 128‬من القانون الجنائي وليس وفق الفصل ‪ 129‬من نفس القانون»‪.‬‬

‫وهو توجه سليم على اعتبار أن المساهم هو الذي يقوم بتنفيذ األفعال المادية للجريمة في نفس الوقت الذي يباشر‬
‫فيه الفاعل األصلي نفس األفعال‪ ،‬وال يشترط فيه عنصر العلم وإنما يشترط قيامه الواقعي والفعلي باألفعال المادية‬
‫المجرمة‪ ،‬مما يعني أن المشاركة التي اشترط فيها المشرع عنصر العلم كأساس للعقاب ليست هي ا المشاركة‬
‫بالمفهوم الوارد في الفصل ‪ 492‬من القانون الجنائي‬

‫‪ .‬ب ‪ -‬أثر الشكاية وسحبها‬

‫بعد تأثر الشريك بالشكاية يثار في حالة تقديمها ضد الطرف اآلخر وفي حالة عدم تقديمها كذلك وذلك تبعا لما إذا‬
‫كان هو أيضا متزوجا أو غير متزوج‪.‬‬

‫‪ 30‬أحمد الخمليشي‪ :‬م ‪ .‬س ‪ ،‬ص‪. 260 :‬‬


‫‪ 31‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 12/11/1967‬قرار رقم ‪ 61‬منشور بمجلة القضاء والقانون عدد ‪ ،93‬ص‪129:‬‬
‫‪19‬‬
‫في الحالة األولى إذا كان متزوجا هل يتأثر بالشكاية المقدمة من زوج الطرف اآلخر؟ إن صياغة الفصل ‪491‬‬
‫ق‪.‬ج تحمل تأويلين فهي تقول وال تجوز المتابعة في هذه الحالة إال بناء على شكوى من الزوجة أو الزوج المجني‬
‫عليه فهذه العبارة يصح تفسيرها متابعة الزوج الجاني إال بناء على شكوى زوجه هو وهذا يتفق مع الهدف الذي‬
‫من أجله وضعت الشكاية قيدا للمتابعة كما يمكن تفسيرها بأن متابعة مرتكبي الجريمة ال تثار إال بناء على شكوى‬
‫من أي زوج من األزواج المجني عليهم في حالة تعددهم فيشمل هذا التفسير حالة تقدم زوج أحد الجانبين بالشكاية‬
‫وحالة ما إذا كان للرجل الجاني أكثر من زوجة واحدة قدمت إحداهن الشكاية دون األخريات‪.‬‬

‫أما الحالة الثانية وهي‪ :‬تأثر الشريك بعدم تقديم الشكاية فتثور عندما يكون الشريك غير متزوج وال تقدم الشكاية‬
‫ضد الطرف اآلخر المتزوج والحكم هو أن للنيابة العامة تحريك المتابعة ضد الشريك غير المتزوج دون انتظار‬
‫شكوى زوج الطرف اآلخر‪ ،‬ولو أن هذه المتابعة يترتب عنها نشر الوقائع التي قد يرغب الزوج المجني عليه في‬
‫عدم إ نشائها‪ ،‬إال أن مبررات المتابعة تعتبر أرجح من مجرد مراعاة رغبة الزوج خصوصا وأن زوجه هو لم‬
‫يتابع أمام القضاء‪.‬‬

‫هذا عن تأثير تقديم أو عدم تقديم الشكاية‪ ،‬أما بالنسبة لسحبها بعد تقديمها فإن الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 492‬ق‪.‬ج‬
‫تقضي «ال يستفيد مشارك الزوجة وال مشاركة الزوج مطلقا من هذا التنازل»‪.‬‬

‫وهو ما أكدته محكمة النقض من خالل قرارها رقم ‪ 3/865‬الصادر بتاريخ ‪ 04/08/2015‬في الملف‬
‫‪ 2079.6.2014‬جاء فيه أنه «رغم تنازل أحد الزوجين فإن المشارك في الجريمة ال يستفيد من هذا التنازل‬

‫وبالرغم من هذه الصياغة التي تفيد أن سحب الشكاية ال تأثير له على الشريك في جميع األحوال‪ ،‬إال أنه يبدو‬
‫تفسيرها بالحاالت التي ال تكون فيها الشكاية هي سبب المتابعة بأن كان الشريك غير متزوج أو متزوجا وأثبت‬
‫متابعته بشكاية زوجه هو كما إذا ارتكب الجريمة (أ) و (ب) المتزوجان وأثيرت متابعتهما بشكاية زوجيهما‪ ،‬فإن‬
‫سحب زوج للشكاية (أ) ال يستفيد منه الشريك (ب)‪.‬‬

‫أما إذا كانت الشكاية هي سبب المتابعة فيؤثر سحبها على الشريك‪ ،‬ففي المثال السابق إذا أثيرت متابعة المتهمين‬
‫معا بناء على شكاية زوج (أ) فإن سحب هذا األخير لشكايته يستفيد منه المتهم (ب) إذ بعد سحب الشكاية ال يبقى‬
‫‪32‬‬
‫مبرر لمتابعته وهو متزوج وزوجه لم يقدم به شكوى‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬قيود المتابعة في جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المقارن‬

‫اوال‪ :‬شروط الشكوى‪.‬‬

‫‪ 32‬احمد الخمليشي‪ :‬م ‪ .‬س ‪ ،‬ص‪263:‬‬


‫‪20‬‬
‫مثل التشريع الجزائري‪ ،‬والتشريع التونسي‪ ،‬على‬ ‫‪33‬‬
‫على غرار التشريع المغربي ذهبت معظم التشريعات‪،‬‬
‫اعتبار إن جريمة الخيانة الزوجية ال تتم متابعتها إال بنا ًء على شكوى الزوج المضرور‪ ،‬بحيث ال تتم متابعة‬
‫الزوج إذا كان فاعال أصليا‪ ،‬إال بنا ًء على شكوى تقدمها زوجته‪ ،‬وإذا كانت الزوجة الفاعل األصلي فال تتم متابعتها‬
‫إال بنا ًء على شكوى يقدمها الزوج‪ ،‬أما إذا وقعت هذه الجريمة من متزوجين‪ ،‬فكالهما يعتبران فاعالن أصليان‪،‬‬
‫‪34‬‬
‫وتكون متابعتهما بنا ًء على شكوى الزوجين المتضررين‪.‬‬

‫ويرجع الهدف من تقييد المتابعة في اغلب التشريعات المعاصرة حماية االسرة وحفض اعراض الناس‪ ،‬والشكوى‬
‫في التشريع الجزائري يراد بها البالغ او الطلب الذي يقدمه الزوج المتضرر الى النيابة العامة او الى أحد مأموري‬
‫الضبط القضائي (المادة ‪ 17‬من قانون االجراءات الجزائية الجزائري وكذالك المادة ‪ 36‬منه)‬

‫تعتبر جريمة الخيانة الزوجية جريمة ذات طابع خاص‪ ،‬بحيث تهم الزوج المضرور دون سواه وعليه فال تجوز‬
‫المتابعة‪ ،‬عن أخ الزوج المضرور أو والده أو أخته أو أي أحد سواه‪ ،‬كما ال يحق للنيابة العامة أن تباشر المتابعة‬
‫القضائية من تلقاء نفسها‪ ،‬خاصة في القانون الجزائري والقانون التونسي‪ ،‬أما في القانون المغربي فقد أجاز هذا‬
‫األخير للنيابة العامة أن تقوم تلقائيا بمتابعة الزوج اآلخر‪ ،‬الذي يتعاطى الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة‪ ،‬في حالة‬
‫‪35‬‬
‫غياب أحد الزوجين خارج تراب المملكة المغربية‪.‬‬

‫وبالتالي فان المتابعة في الخيانة الزوجية بالتشريع التونسي والجزائري ال تتم اال من طرف المعني باالمر خالفا‬
‫للتشريع المغربي الذي اعطا للنيابة الحق في المتابعة في حالة تعاطي الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة‪ ،‬في حالة‬
‫غياب أحد الزوجين خارج تراب المملكة المغربية‪.‬‬

‫غير أنه يجوز للزوج المجني عليه‪ ،‬أن يوكل شخص آخر ينوب عنه لتقديم الشكوى‪ ،‬لكن في شكل وكالة خاصة‪،‬‬
‫حررت خصيصا لهذا الموضوع‪ ،‬كما يجوز أيضا للزوج المجني عليه‪ ،‬أن يقدم شكواه في شكل عريضة‪ ،‬إذا كان‬
‫مسافرا‪ ،‬على أن تكون هذه الشكوى ممضاة من طرف الشاكي؛ أي الزوج المضرور أو من قبل الوكيل‪.‬‬

‫مع العلم أن هذه الشكوى ال تخضع إلى أية إجراءات شكلية معينة في التشريع التونسي والجزائري بل يكفي فقط‬
‫أن يفصح الزوج المضرور عن رغبته أو نيته في توقيع العقوبة على الزوج الجاني‪ .‬وانطالقا مما تقدم فإنه يجوز‬
‫للنيابة العامة أن تتصرف في شكوى الزوج المضرور؛ من اجل جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬مثلها مثل الجرائم‬
‫األخرى‪ ،‬فلها حق المتابعة بأي طريقة كانت ( تلبس‪ ،‬تحقيق‪ ،‬استدعاء مباشر )‪ ،‬ولها كامل السلطة في استعمال‬
‫طرق الطعن عند صدور الحكم أو القرار القضائي‬

‫ثانيا‪ :‬أثار سحب الشكوى‪.‬‬

‫‪ 33‬من هذه التشريعات قانون العقوبات المصري المادة ‪277‬ا والعراقي ‪ 378‬و السوري ‪ 475‬و األردني ‪284‬‬
‫‪ 34‬بحت حول الخيانة في القانون الجزائي المغاربي دراسة مقارنة‪ ،‬من اعداد األستاذ منصور المبروك‪ ،2014 ،‬ص ‪14‬‬

‫‪ 35‬بحت حول الخيانة في القانون الجزائي المغاربي دراسة مقارنة‪ ،‬من اعداد األستاذ منصور المبروك‪ ،2014 ،‬ص ‪14‬‬

‫‪21‬‬
‫مادامت المتابعة الجزائية مقيدة بشكوى الزوج المضرور‪ ،‬فإن التنازل على هذه الشكوى يضع حدا للمتابعة ضد‬
‫الفاعل األصلي وشريكه‪ ،‬طبقا إلحكام المادة ‪ 339‬من القانون الجنائي الجزائري‪ ،‬والمادة ‪ 236‬من المجلة الجنائية‬
‫التونسية‪.‬‬

‫أما في القانون الجنائي المغربي‪ ،‬فإن تنازل أحد الزوجين عن شكايته‪ ،‬حتى ولو كان بعد صدور حكم غير قابل‬
‫للطعن فإنه يضع حدا لمتابعة الزوج المشتكى به في جريمة الخيانة الزوجية فقط‪ ،‬المالحظة أن الشريك ال يستفيد‬
‫مطلقا من التنازل وفقا للفصل ‪ 492‬من القانون الجنائي المغربي وهذا الحكم يتفق مع القواعد العامة‪ ،‬التي تحكم‬
‫الدعوى العمومية‪،‬‬

‫وقبل تعديل نص المادة ‪ 339‬بموجب القانون رقم ‪ 04-82‬المؤرخ في ‪ 13/02/19826‬كان القانون الجزائري‬
‫يتماشى مع القانون المغربي بحيث كان لصفح الزوج المتضرر‪ ،‬أثر نسبي ينحصر في زوجه وال يتعدى أثره إلى‬
‫الشريك‪.‬‬

‫وبالتالي فان التنازل عن الشكاية من طرف الزوج المضرور في التشريع الجزائري والتونسي والمصري كذلك‬
‫يضع حدا للمتابعة ضد الزوج المشتكى به والشريك ايضا خالفا للتشريع المغربي الذي يمنع على الشريك االستفادة‬
‫من تنازل الزوج المضرور‪.‬‬

‫اال ان التشريع التونسي والجزائري يتفق مع التشريع المغربي في حالة وفاة الزوج الجاني قبل تقديم الشكوى‪،‬‬
‫فانه فال يجوز متابعة الشريك وتتوقف إجراءات المتابعة‪ ،‬إذا حدثت الوفاة بعد تقديم الشكوى‪ ،‬كذلك في حالة وفاة‬
‫الزوج المتضرر بعد تقديم الشكاية فانه ال تؤثر في المتابعة التي تبقى قائمة إلى غاية صدور الحكم‪ ،‬اما اذا توفي‬
‫الزوج المضرور قبل تقديم الشكاية فال يمكن متابعة المشتكى به واعتبر ذلك بمثابة تنازل عن الشكاية والينتقل‬
‫االمر الى ورثته ومراد ذلك الى كون الشكوى حق شخصي خص به القانون الزوج المضرور دون سواه‪.‬‬

‫فالزوجة‬

‫اما التشريع المصري فقد نظم أحكام ال ّ‬


‫شكوى في المادة ‪ 3‬من قانون اإلجراءات حيث نصت على عدم السماح‬
‫برفع الدعوى اال بناء على شكوى شفهية او مكتوبة من طرف المجني عليه بحيث انه ال يجوز اتخاد أي اجراءات‬
‫تتحرك الدعوى فيها او حتى اجراءات جمع االستدالالت اال بناء على شكوى الزوج المجني عليه‪.‬‬

‫ويترتب عن صدور التنازل من طرف الزوج المتضرر سقوط الدعوى العمومية بصفة قطعية فال يجوز التراجع‬
‫عنه‪ ،‬وال يجوز لها التنازل عن الشكوى اال قبل ان يصبح الحكم نهائيا او باتا وذلك بالنسبة للمتزوجة بينما للزوج‬
‫ان يعفو عن الزوجة حتى بعد الحكم عليها‪ ،‬اما اذا كان الزوج قد قام بتطليق زوجته فال يملك الحق في ايقاف تنفيد‬
‫‪36‬‬
‫الحكم الصادر عليها‪ ،‬ولكن اذا عاد اليها بان تزوجها بعقد جديد فهنا يمكن له وقف تنفيد الحكم الصادر عليها‪.‬‬

‫‪ 36‬أحمد محمود خليل‪ ،‬جريمة الزنا في الشريعة اإلسالمية والمسيحية والقوانين الوضعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2002 ،‬ص‪5‬‬

‫‪22‬‬
‫وبالتالي فان القانون المصري قد ميز في حق التنازل بين الزوج والزوجة بحيث سمح للزوج فقط بالتنازل بعد‬
‫صدور الحكم نهائيا خالفا للقوانين المغاربية التي لم تميز بين الزوج والزوجة في المتابعة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والمقارن‬

‫تعتبر جريمة الخيانة الزوجية من أخطر الجرائم األخالقية على اإلطالق التي تقع على نظام األسرة؛ كونها تؤدي‬
‫إلى تفكيك األسرة المغاربية‪ ،‬ألن المتضرر منها حتما سيطالب بالطالق أو التطليق‪ .‬والهدف من هذه الدراسة‬
‫معرفة مدى اختالف وتطابق القوانين الجزائية في دول المغرب العربي الكبير والتشريع المقارن في هذا المجال‪،‬‬
‫خاصة إذا علمنا أن دساتير هذه الدول تسعى إلى وحدتها‪.‬‬

‫من خالل هذه النبذة البسيطة يتضح أن موضوع العقوبة في الخيانة الزوجية سواء في التشريع المغربي أو التشريع‬
‫المقارن له أهمية بالغة وهو ما سنحاول التعمق فيه من خالل التقسيم التالي‪:‬‬

‫المبحث االول‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي ودول المغرب العربي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في أروبا‬

‫‪23‬‬
‫المبحث االول‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي ودول المغرب العربي‬

‫المطلب االول‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي‬

‫تعد جريمة الخيانة الزوجية من الجرائم الشائعة في المجتمع المغربي‪ ،‬إذ خصصت لها عقوبات بموجب التشريع‬
‫المغربي‪ ،‬فعند الوقوف مثال على نص المادة ‪ 491‬من قانون العقوبات المغربي على اعتبار الخيانة الزوجية‬
‫جريمة يُعاقب عليها بالحبس من شهر إلى سنة‪ ،‬وبغرامة من ‪ 1،000‬إلى ‪ 10،000‬درهم‪ ،‬أو بإحدى العقوبتين‪،‬‬
‫باعتبار هذه العقوبة ضعيفة بالمقارنة مع الحد األدنى للعقوبة المفروضة في بعض الدول األخرى‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬يبدو أن تطبيق العقوبة في الواقع ال يتم بصرامة‪ ،‬حيث تظهر تقارير من المنظمات الحقوقية أن العديد‬
‫من النساء المتعرضات للخيانة الزوجية ال يجدن دعما كافيا من المحاكم والقضاء‪ .‬ويتسبب ذلك في أن يدفع‬
‫الضحايا النساء إلى التصالح مع أزواجهن‪ ،‬أو حتى االستقالة من مالحقتهم‪ ،‬بسبب عدم الثقة في النظام القضائي‪.‬‬

‫بغض النظر عن األسباب المحتملة لتحويل الخيانة الزوجية إلى جريمة يعاقب عليها القانون‪ ،‬يجب أن يتم التأكد‬
‫من تطبيق العقوبات المنصوص عليها في التشريع المغربي‪ ،‬ويجب أن يشعر الضحايا بالدعم والحماية من خالل‬
‫النظام القضائي‪ .‬فان قانون المغربي المدني ينص على أن الخيانة الزوجية هي تصرف زوج يغير من وضعه‬
‫وأمانته وينتحل صفات غيره ليست خاصة به‪ ،‬وهو تصرف يصرفه عن أدائه الصحيح لحقوق الزوج أو الممتلكات‬
‫واألشياء المشتركة بينهما وفقًا للمادة ‪ 490‬من قانون العقوبات المغربي‪ ،‬يعاقب كل من يرتكب جريمة الخيانة‬
‫الزوجية بالسجن لمدة تتراوح بين شهر وسنة واحدة‪ ،‬باإلضافة إلى الغرامة التي تصل إلى ‪ 5000‬درهم مغربي‪.‬‬
‫ويتم تحديد العقوبة النهائية بنا ًء على عدة عوامل‪ ،‬مثل عدد المرات التي تمت فيها الخيانة‪ ،‬والظروف التي حدثت‬
‫فيها الجريمة‪ ،‬ومدى تأثيرها على العالقة الزوجية‪ .‬ويعتبر الزوجان في التشريع المغربي متساويين في الحقوق‬
‫والواجبات‪ ،‬ولهذا السبب فإنه يتم معاقبة الزوجين على حد سواء إذا كان أحدهما يرتكب جريمة الخيانة الزوجية‪.‬‬
‫ويجب التأكيد على أن الخيانة الزوجية ال تعتبر جريمة في حد ذاتها‪ ،‬ولكنها تعتبر ضربًا من الضرب الذي يمكن‬
‫أن يؤدي إلى الطالق أو الفسخ القضائي للزواج‪ .‬ويتم تحديد العقوبات النهائية بنا ًء على قرار القاضي وتقديره‬
‫للظروف الخاصة بكل حالة‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬فإن الخيانة الزوجية تعتبر جريمة خطيرة في التشريع المغربي‪ ،‬ويتم‬
‫‪37‬‬
‫معاقبة المتسبب فيها بشدة‪ ،‬وذلك لحماية األسرة والحفاظ على العالقات الزوجية السليمة‬

‫يعد هذا الفعل مخالفًا لقيم المجتمع ومخالفًا لمواثيق الزواج‪ ،‬وبالتالي فإنه يعتبر جريمةً فاضحةً‪ .‬و يوجد عدة‬
‫مراجع تجريم الخيانة الزوجية في المغرب‪ ،‬منها المادة ‪ 491‬من المدونة المغربية لألسرة التي تنص على أنه في‬
‫حالة خيانة الزوج الطرف اآلخر يحق له طلب الطالق‪ ،‬إضافة إلى العقوبات المنصوص عليها في المادة ‪492‬‬
‫المادة ‪ 49‬اذا تنازل أحد الزوجين عن شكايته يضع حدا لمتابعة الزوج أو الزوجة المشتكى بها عن جريمة الخيانة‬

‫‪ - 37‬قانون العقوبات المغربي رقم ‪68-10‬‬


‫‪ -‬مدونة األسرة المغربية‬
‫‪24‬‬
‫الزوجية فإذا وقع التنازل بعد صدور حكم غير قابل للطعن‪ ،‬فإنه يضع حدا ألثار الحكم بالمؤاخذة الصادر ضد‬
‫الزوج أو الزوجة المحكوم عليها‪ ،‬وال يستفيد مشارك الزوج وال مشاركة الزوج مطلقا من هذا التنازل‪.‬‬

‫إن النصوص القانونية المتعلقة بجريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي لم تتعرض لهذه الحالة‪ ،‬عندما‬
‫يكون أحد الطرفين في العالقة الجنسية غير المشروعة متزوجا وشريكه غير متزوج‪ ،‬مما يحتم علينا الرجوع‬
‫إلى القواعد العامة في القانون الجنائي‪ ،‬إليجاد الحل المناسب‪ ،‬ذلك ألن صفة الزوجية تشكل ظرفا ً ماديا ً في‬
‫الجريمة؛ ألنها تغير من وصفها‪ ،‬من جنحة فساد إلى جنحة الخيانة الزوجية من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تشكل‬
‫ظرفا ً شخصيا ً مشددا ً للعقوبة يرتبط بشخص الفاعل أما الظروف العينية المرتبطة بجريمة الزنا ‪ -‬التي تشدد‬
‫العقوبة أو تخففها ‪ -‬فإن مفعولها ينتج بالنسبة لجميع المشاركين و المساهمين في الجريمة حتى و لو كانوا يجهلونها‬
‫غير أن القضاء المغربي في هذا الصدد‪ ،‬يشترط علم المشارك غير المتزوج بكون الطرف اآلخر متزوجاً‪ ،‬حتى‬
‫يعاقب بعقوبة المشاركة في جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬وهذا ما يستفاد من حيثيات قرار المجلس األعلى المغربي‬
‫الذي جاء فيه حيث أن الثابت من تنصيصات الحكم المطعون فيه أن الطاعن ضبط في حالة تلبس باالتصال‬
‫الجنسي مع المرأة مع علمه بأنها متزوجة‪ ،‬وأن هذا الفعل يكون جنحة الخيانة الزوجية بالنسبة للمرأة المذكورة‪،38‬‬
‫و يكون مشاركة في الجنحة المشار إليها بالنسبة للطاعن‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي قد استعمل مصطلح " المشارك " في المادة ‪ 492‬وهو يقصد المساهم‬
‫في الجريمة؛ بمعنى الطرف اآلخر في العالقة الجنسية غير المشروعة‪ ،‬حينما قرر أنه" ال مشاركة الزوج وال‬
‫مشارك الزوجة يستفيد مطلقا من تنازل المشتكي‪ ،‬وليس المقصود بالمشارك بالمفهوم الوارد في الفصل ‪ 129‬من‬
‫القانون الجنائي المغربي‪.‬‬

‫وبالرجوع لقرار محكمة النقض رقم ‪ 60‬وتاريخ ‪ 10‬يناير ‪ ،2022‬في الملف الجنائي رقم ‪،2019/3/6/20322‬‬
‫والذي جاء فيه "إن جنحة الخيانة الزوجية ال يمكن أن توصف إال بوصف واحد‪ ،‬وأن تنازل الزوجة عن المتابعة‬
‫ال يمكن بأي حال من األحوال تغيير التكييف بخصوصه إلى جنحة المشاركة في الخيانة الزوجية"‪.‬‬

‫ومن خالل القرار أعاله يتضح أن محكمة النقض خرقت مقتضيات الفصل ‪ 492‬من القانون الجنائي‪ ،‬وذلك‬
‫بتعليلها في القضية أنه رغم تنازل الزوجة لزوجها عن الدعوى إال وأنه ال يمكن وصف جنحة الخيانة الزوجة إال‬
‫بوصف واحد وبالتالي يتابع هذا األخير بالمشاركة في الخيانة الزوجية‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫‪-‬القانون المدني المغربي الموقع الرسمي لوزارة العدل والحريات ‪.2021‬‬

‫‪2015. ،Your Middle East ،- Moroccan law: Adultery and its consequences‬‬

‫‪25‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في تشريع دول المغرب العربي‬

‫تختلف عقوبة الخيانة الزوجية في التشريعات الدولية العربية‪ ،‬ففي بعض الدول اإلسالمية تعتبر الخيانة الزوجية‬
‫جريمة شرعية ويتم معاقبتها بالجلد أو السجن أو كالهما‪ ،‬أو بغرامة مالية‪ ،‬بحسب التشريع في الدولة المعينة‪.‬‬
‫وفي بعض الدول العربية ذات النظام العلماني‪ ،‬ت ُ َعدُّ الخيانة الزوجية جريمة مدنية‪ ،‬ويتم معاقبتها بالغرامة المالية‬
‫أو بالسجن لفترة محددة‪ .‬وغالبًا ما يكون هناك اختالف في عقوبة الخيانة الزوجية بين الرجل والمرأة‪ ،‬حيث تكون‬
‫العقوبات أشد تشددًا في بعض الدول للمرأة التي تقوم بالخيانة الزوجية‪.‬‬

‫فبالرجوع للمادة ‪ 17‬من قانون العقوبات المصري نجدها تنص على أنه يُعاقَب بالسجن لمدة تتراوح بين‬
‫‪ 6‬أشهر وسنتين‪ ،‬كل من الرجل والمرأة الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬وذلك في حالة قيامه بإقامة عالقة‬
‫جنسية خارج إطار الزواج دون علم الشريك الزوجي‪ ،‬ويجب أن يتم تقديم الشكوى من قبل الزوج المتضرر في‬
‫مدة ال تتجاوز السنة من تاريخ اكتشاف الجريمة‪ .‬كما يمكن للزوج المتضرر أن يسحب الشكوى في أي وقت قبل‬
‫صدور الحكم النهائي في القضية ويعتبر الطرف الثالث الذي يشارك في العالقة الزوجية الخارجة عن الزواج‪،‬‬
‫‪39‬‬
‫مساه ًما في جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬ويتم معاقبته بالسجن لمدة تتراوح بين ‪ 3‬أشهر وسنة‬

‫أما القانون الجزائري فيعاقب على هذه الجريمة بعقوبة الحبس من سنة إلى سنتين‪ ،‬دون تمييز بين الزوج‬
‫والزوجة‪ ،‬وتنطبق نفس العقوبة على الشريك طبقا لنص المادة ‪ 312‬من قانون العقوبات الجزائري على أنه يُعاقَب‬
‫بالسجن لمدة تتراوح بين ‪ 3‬أشهر وسنتين كل من الرجل والمرأة الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬وذلك في‬
‫حالة قيامه بإقامة عالقة جنسية خارج إطار الزواج دون علم الشريك الزوجي‪ .‬غير أنه يتوجب أن يتم تقديم‬
‫الشكوى من قبل الزوج المتضرر في مدة ال تتجاوز السنة من تاريخ اكتشاف الجريمة‪ .‬كما يمكن للزوج المتضرر‬
‫أن يسحب الشكوى في أي وقت قبل صدور الحكم النهائي في القضية‪.‬‬

‫ويعتبر الطرف الثالث الذي يشارك في العالقة الزوجية الخارجة عن الزواج‪ ،‬مساه ًما في جريمة الخيانة الزوجية‪،‬‬
‫ويتم معاقبته بالسجن لمدة تتراوح بين ‪ 3‬أشهر وسنة واحدة‪.‬‬

‫يجب اإلشارة إلى أن هذه العقوبات تخضع للتغيير والتعديل وفقًا للتشريعات الجديدة التي تصدرها الحكومة‬
‫‪40‬‬
‫الجزائرية‪.‬‬

‫‪ - 39‬قانون مصر في الموضوع‪ :‬قانون رقابة األحوال الشخصية‪.‬‬

‫‪ 40‬أنظر أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ 2009،‬الطبعة ص‬
‫العاشرة ‪11‬‬
‫‪26‬‬
‫بخصوص التشريع التونسي‪ ،‬فقد جرم الخيانة الزوجية من خالل المادة ‪ 236‬من قانون العقوبات التونسي‪،‬‬
‫وتعتبر جريمة مدنية تحمل عقوبات قانونية‪ ،‬حيث ت ُ َع َّر ُ‬
‫ف الخيانة الزوجية في التشريع التونسي على أنها العالقة‬
‫الزوجية الجديدة التي يرتبط بها الزوج أو الزوجة آخرين بعد الزواج‪ ،‬وتتمتع بصفة الخيانة الزوجية بشرط وحيد‬
‫وهو الزواج‪ ،‬وال تصدر قراراتها إال بطلب من الزوج المتضرر من إقدام اآلخر على الخيانة‪ ،‬والعقوبات قد‬
‫تشمل غرامة مالية أو سجنا ً لمدة ال تتجاوز الثالث سنوات أو كليهما معاً‪ ،‬حسب ما يقرره القضاء‪ .‬وتعتبر قضايا‬
‫‪41‬‬
‫الخيانة الزوجية أمورا ً شخصية وخاصة‪ ،‬وال يتم اإلفصاح عنها في اإلعالم وال في األماكن العامة‪.‬‬

‫أما في باقي البلدان العربية األخرى‪ ،‬هناك أوجه تمييز في قوانين العقوبات بين الرجل والمرأة‪ ،‬منها مدة العقوبة‬
‫أو شروط تحقق الخيانة الزوجية في لبنان مثال ال تختلف القوانين كثيرا ً عن مصر من حيث التمييز بين الرجل‬
‫والمرأة في شروط تحقق الخيانة‪ ،‬أما فيما يخص العقوبة تميز المواد ‪ 487‬و‪ 488‬و‪ 489‬من قانون العقوبات‬
‫اللبناني بين الرجل المرأة‪ ،‬إذ تعاقب الزوجة على ثبوت فعل الخيانة عليها من المرة األولى‪ ،‬بينما ال يُعاقب‬
‫الرجل إال في حال توفر صفة العادة في ارتكاب نفس الجرم ووجود شهود عليها‪ .‬وال تختلف القوانين كثيرا ً في‬
‫باقي البلدان العربية األخرى و ينص في المادة ‪ 531‬وجاء فيها‪:‬‬

‫"كل شخص يستخف بواجبه الزوجي عندما يحرض زوجه أو زوجته على الخيانة‪ ،‬أو يمهد الطريق للخيانة‪،‬‬
‫أو يساعد زوجه أو زوجته على الممارسة الجنسية خارج الزواج‪ ،‬يعاقب بالحبس لمدة ال تقل عن شهر وال‬
‫تزيد على سنة وبغرامة ال تقل عن خمسة ماليين ليرة"‬

‫وفي حالة إدانة شخص ما بالخيانة الزوجية‪ ،‬يمكن للزوج المتضرر أو المتضررة من ذلك االفتراضي أن يطلب‬
‫‪42‬‬
‫الطالق بموجب المادة ‪ 532‬من التشريع الزوجية اللبناني‪.‬‬

‫في العديد من الدول العربية‪ ،‬الخيانة الزوجية تعتبر جريمة وتحمل عقوبات قانونية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في دولة‬
‫المملكة العربية السعودية ينظر إلى الخيانة الزوجية باعتبارها جريمة قد تؤدي إلى الطالق وتلغي الزواج‪ ،‬يتبع‬
‫السعوديون عادة ً الشريعة اإلسالمية في كل المسائل الزوجية‪ ،‬وفي اإلسالم‪ ،‬يعتبر الخيانة الزوجية جريمة تتبعها‬
‫‪43‬‬
‫عقوبات شديدة‪.‬‬

‫بالنسبة لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬الخيانة الزوجية تعتبر جريمة من الدرجة المتوسطة وتحمل عقوبة السجن‬
‫‪44‬‬
‫لمدة تصل إلى ‪ 3‬سنوات وغرامة تصل إلى ‪ 100000‬درهم‪.‬‬

‫‪- 41‬في القانون التونسي ‪ ،‬سنة ‪ 2005،‬ص ‪ 131.‬إضافة إلى ذلك أنظر‬
‫رضا خماخم‪ ،‬القانون الجنائي التونسي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬تونس‪ ،‬سنة ‪ 2003،‬ص‪. 206‬‬
‫‪ - 42‬التشريع الزوجية اللبناني الصادر بالمرسوم االشتراعي رقم ‪ 5501‬بتاريخ ‪ 16‬أيار ‪ 1932‬وتعديالته‪.‬‬
‫‪ - 43‬قانون السعودية في الموضوع‪ :‬الشريعة اإلسالمية‬
‫‪ - 44‬قانون اإلمارات في الموضوع‪ :‬قانون العقوبات االتحادي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وفي الكويت‪ ،‬يعاقب أي شخص يتم إدانته بالخيانة الزوجية بالسجن لمدة تصل إلى ‪ 3‬سنوات وغرامة تصل إلى‬
‫‪45‬‬
‫‪ 900‬دينار كويتي‪ ،‬وفقًا للقانون الكويتي لألحوال الشخصية‪.‬‬

‫في التشريع المغربي‪ ،‬يتم تنظيم الخيانة الزوجية في الفصل ‪ 490‬من المجلة الجنائية‪ ،‬ويتم توجيه عقوبة السجن‬
‫لمدة تصل إلى سنتين وغرامة تتراوح بين ‪ 2000‬و‪ 5000‬درهم‪ .‬ويتم تعديل هذه العقوبة إذا كان الشخص المخالف‬
‫معروفًا باعتباره رجل دين أو موظف عام أو شخصية هامة‪ ،‬وفي هذه الحالة يتم توجيه عقوبة الحبس لمدة تصل‬
‫‪46‬‬
‫إلى خمس سنوات وغرامة تصل إلى ‪ 10،000‬درهم‬

‫في التشريعات األخرى في دول المغرب العربي‪ ،‬تختلف العقوبات المفروضة بشكل كبير‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في‬
‫الجزائر‪ ،‬يتم توجيه عقوبة السجن لمدة تصل إلى ستة أشهر وغرامة تصل إلى ‪ 50،000‬دينار‪ ،47‬في حين أنه‬
‫‪48‬‬
‫في مصر‪ ،‬تعد الخيانة الزوجية جريمة وفقًا للقانون المدني فقط وال توجد عقوبات جنائية محددة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في أروبا‬

‫سنتعرف من خالل المطالب القادمة عن عقوبة الخيانة الزوجية من في القانون األروبي علما أن هذا‬
‫األخير يمنح للمرأة حقوق قوية واهتمام كبير يختلف عن البلدان العربية‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في أروبا بصفة عامة‬

‫تختلف عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا من بلد إلى آخر‪ ،‬ولكن بشكل عام فإنه ال يوجد عقوبة قانونية للخيانة‬
‫الزوجية في كثير من البلدان األوروبية‪ .‬ففي بعض الدول مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا‪ ،‬يمكن للشريك المتضرر‬
‫الحصول على تعويض مالي في حالة الخيانة الزوجية‪ ،‬ولكن ال يتم معاقبة الشريك الخائن بشكل قانوني‪ .‬وفي‬
‫هذه الحالة‪ ،‬يتم تحديد قيمة التعويض بنا ًء على األضرار التي تسببها الخيانة الزوجية‪ ،‬مثل األضرار النفسية‬
‫والمادية‪ ،‬بينما في بعض البلدان األخرى مثل ألمانيا وسويسرا فالخيانة الزوجية ال تعتبر جريمة قانونية وال يمكن‬
‫للشريك المتضرر الحصول على تعويض مالي‪ .‬أما في المملكة المتحدة‪ ،‬تعتبر الخيانة الزوجية جريمة قانونية‪،‬‬
‫ويمكن للشريك المتضرر اللجوء إلى المحاكم للحصول على تعويض مالي أو لتقديم شكوى جنائية ضد الشريك‬
‫الخائن‪.‬‬

‫‪ - 45‬قانون الكويت في الموضوع‪ :‬المرسوم بقانون األحوال الشخصية‪.‬‬

‫‪ - 46‬المغرب‪ .)2013( .‬المجلة الجنائية‪ .‬تم استرجاعها من ‪http://adala.justice.gov.ma/‬‬


‫‪ - 47‬الجزائر‪ .)2015( .‬قانون العقوبات‪ .‬تم استرجاعها من‬
‫‪https://www.ilo.org/dyn/natlex/docs/ELECTRONIC/93046/112674/F1037464182/DZA93046%20‬‬
‫‪Arabic.pdf‬‬
‫‪ - 48‬مصر‪ .)1949( .‬قانون األحوال الشخصية‪ .‬تم استرجاعها من‬
‫‪https://www.egypt.gov.eg/arabic/laws/LawOfPersonalStatus.pdf‬‬
‫‪28‬‬
‫ضا بنا ًء على السياق الثقافي والديني في البلد‪ ،‬إذ‬
‫والجدير بالذكر أن العقوبة القانونية للخيانة الزوجية تختلف أي ً‬
‫يمكن القول أنه ال يوجد اتفاق موحد حول عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا باختالف العقوبات من بلد آلخر‪.‬‬
‫وعليه يتوجب على األفراد الحرص على معرفة القوانين والعادات المحلية في البلد الذي يعيشون فيه لتجنب‬
‫المشاكل واألضرار المحتملة ‪.49‬‬

‫في دولة إيطاليا مثال‪ ،‬يتم تطبيق عقوبة السجن لمدة تصل إلى سنتين وغرامة تصل إلى ‪ 15،000‬يورو على‬
‫الشخص في ألمانيا‪ ،‬ال تعد الخيانة الزوجية جريمة وال يتم تطبيق عقوبات عليها وفقًا للمادة ‪ 172‬من القانون‬
‫‪50‬‬
‫المدني األلماني‪.‬‬

‫قد يتساءل البعض أيهما أكثر خيانة الرجال أم النساء في أوروبا‪ ،‬وما هي عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا‪ ،‬قبل‬
‫التعرف على إجابة السؤالين‪ ،‬علينا أن نوضح لكم أن هناك دراسة تم إجراؤها في معهد فرنسي تمت على أكثر‬
‫من ‪ 5000‬إمرأة أوروبية من بينهم ‪ 1000‬سيدة فرنسية‪ ،‬تلك الدراسة أوضحت أن معدل الخيانة الزوجية التي‬
‫ترتكبها السيدات في تزايد‪ ،‬ولكنها ال تصل بنفس نسبة الخيانة الرجل للمرأة‪ .‬هذا وأنه معروف أن الدول األوروبية‬
‫ال تحكمها العادات والتقاليد مثل التي توجد في المجتمعات العربية‪ ،‬ولكن هناك قانون قوي وضعته دول أوروبا‬
‫للحد من ذلك‪ ،‬قبل التعرف على عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا علينا أن نوضح األسباب المؤدية للخيانة ومنها‬

‫أظهرت الدراسات التي تم إجراؤها أن ‪ %52‬من السيدات ينجذبن للعشيق وليس بسبب وجود مشاكل زوجية‪،‬‬
‫بينما هناك ‪ %47‬من السيدات لجأوا إلى هذا بسبب عدم الحصول على القدر الكافي من االهتمام‬

‫بينما هناك ‪ %18‬من السيدات خانوا أزواجهم ردا ً على خيانة أزواجهم لهن‪.51‬‬

‫تختلف عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا حيث نجد مثالً أن عقوبة الخيانة الزوجية في إسبانيا تصل إلى ‪6‬‬
‫سنوات‪ ،‬بينما في ايطاليا تصل العقوبة إلى ‪ 3‬سنوات مع دفع غرامة تصل إلى ‪ 70.000‬يورو‬

‫كما سمح القانون المدني مادة ‪ 229‬أن للزوجة الحق في رفع قضية الطالق واالنفصال عن الزوج في حالة‬
‫تعرضها للخيانة الزوجية أو عند حدوث أي أفعال أخرى مشينة في حقها‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪Adultery in Europe: How different countries deal with infidelity" ،Euronews ،2020.‬‬
‫‪- Codice Penale – Art. 587. (s.d.). Altalex. Récupéré 11 mai 2021, sur 50‬‬
‫‪https://www.altalex.com/documents/codice-penale-art-587‬‬
‫‪- Bürgerliches Gesetzbuch (BGB) § 172. (s.d.). dejure.org. Récupéré 11 mai 2021, sur‬‬
‫‪https://dejure.org/gesetze/BGB/172.html‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪- "Adultery and Divorce: The Legal Consequences of Infidelity in Different Countries" ،‬‬
‫‪International Law Office ،2020.‬‬

‫‪29‬‬
‫وتختلف عقوبة الخيانة الزوجية في امريكا عن عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا بمختلف الدول‪ ،‬حيث تختلف‬
‫عقوبة الخيانة تبعا ً لكل والية‪ ،‬وهو ما سنتعرف عليه من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫العقوبة المقررة‬ ‫الوالية‬

‫في حالة حدوث خيانة زوجية سواء من الرجل أو المرأة يتم دفع غرامة‬
‫تصل إلى ‪ 100‬دوالر‪ ،‬مع إصدار حكم بالسجن لمدة ‪ 6‬شهور‬

‫ولكن في حالة تكرار الخيانة للمرة الثانية يتم دفع مبلغ يصل إلى ‪300‬‬
‫والية أالباما‬
‫دوالر‪ ،‬مع حبس سنة كاملة في السجن‪.‬‬

‫في حالة خيانة أحد الزوجين الطرف اآلخر ينص القانون في والية‬
‫اريزونا بمعاقبة الطرف األخر بالسجن لمدة ال تقل عن ‪ 30‬شهر‬
‫والية أريزونا‬

‫ال يوجد عقوبة بالسجن ولكن يتم دفع غرامة فإن الخيانة أمرا ً غير‬
‫مقبول على اإلطالق‬
‫والية كولورادو والية كاليفورنيا‬

‫في تلك الوالية يقضي الطرف الخائن سجن يصل إلى شهرين مع‬
‫غرامة تصل إلى ‪ 500‬دوالر‬
‫والية فلوريدا‬

‫تكون العقوبة مشددة مقارنة بـ عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا بشكل‬


‫عام وفي أمريكا بشكل خاص‪ ،‬حيث تصل العقوبة إلى سنة سجن‪،‬‬
‫والية جورجيا‬
‫وغرامة تصل إلى ‪ 1000‬دوالر‬

‫‪30‬‬
‫خالصة‪:‬‬

‫يالحظ أنه ال يعاقب القانون على الخيانة الزوجية في كثير من البلدان األوروبية‪ ،‬حيث ال يعاقب القانون على‬
‫الخيانة الزوجية ويُنظر لها على أنها « انتهاك » لاللتزام بالمعاشرة الزوجية بين الزوجين بعد الزواج وسببا ً كافيا ً‬
‫‪52‬‬
‫في إنهاء عقد الزواج‪ ،‬حسب قانون المعاشرة الزوجية األوروبي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع الفرنسي بصفة خاصة‬
‫أظهرت الدراسات التي أجريت في مركز إيفوب أن معدل خيانة الرجال للسيدات في فرنسا تصل إلى ‪ 50‬في‬
‫المائة ‪ ،‬بينما تصل نسبة خيانة المرأة الفرنسية لزوجها إلى ‪ 32‬في المائة‪ ،‬كما أشارت تلك الدراسة أن معدل‬
‫الخيانة الزوجية في فرنسا يزداد‪ ،‬حيث أنه ارتفع بنسبة تصل إلى ‪ 19‬في المائة ‪.‬‬

‫من خالل موضوع عقوبة الخيانة الزوجية في أوروبا سوف نوضح لكم عقوبة الخيانة الزوجية في فرنسا بالتحديد‪،‬‬
‫فهي من أكثر الدول التي تزداد فيها‪ ،‬خاصة بعد أن شجع القضاء الفرنسي عام ‪ 1975‬على الخيانة الزوجية بعد‬
‫أن تم اإلعالن أن الخيانة والزنا ال يعتبران جريمة وكان هذا بمثابة تحريض واضح في فرنسا‪ ،‬رغم أن العقوبة‬
‫المخصصة لها تصل إلى ثالث سنوات وغرامة تصل إلى ‪ 45،000‬يورو على الشخص الذي يرتكب جريمة‬
‫‪53‬‬
‫الخيانة الزوجية وذلك وفقًا للفصل ‪ 23-212‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫غير أنه اختلف األمر مؤخرا ً بعد تزايد نسبة الخيانة‪ ،‬حيث أصبح من ضمن الشروط حصول الفرد على الجنسية‬
‫الفرنسية أن يثبت بأنه بالفعل مخلص لزوجته‪ ،‬فال يقتصر أمر الجنسية فقط على تحدث الفرنسية بطالقة أو معرفة‬
‫مبادئ الجمهورية العلمانية بطالقة‪.‬‬

‫مخلفات الخيانة الزوجية ‪:‬‬

‫لطالما كانت فرنسا رمزا ً لالنحالل والحريات المنفلتة في العالم‪ ،‬ومن النتائج الحتمية لهذا االنحالل أن أكثر من‬
‫‪ 60‬في المائة من المواليد في فرنسا كل سنة يولدون خارج إطار الزواج (أوالد زنى) وهذا يعتبر من أعلى األرقام‬
‫في العالم إذا لم يكن األعلى على اإلطالق‪ .‬لكن هنا ما سنتناوله في هذا المقال هو مستوى آخر من اإلنحالل و‬

‫‪52‬‬
‫‪- North Carolina General Statutes § 52-13. (s.d.). North Carolina General Assembly. Récupéré 11‬‬
‫‪mai 2021, sur‬‬
‫‪https://www.ncleg.net/EnactedLegislation/Statutes/HTML/BySection/Chapter_52/GS_52-‬‬
‫‪13.html‬‬
‫‪- Arkansas Code Annotated § 9-12-312. (s.d.). Justia. Récupéré 11 mai 2021, sur‬‬
‫‪https://law.justia.com/codes/arkansas/2017/title-9/subtitle-2/chapter-12/subchapter-3/section-‬‬
‫‪9-12-312/‬‬
‫‪53‬‬‫‪- Code Penal – Article 212-23. (s.d.). Legifrance. Récupéré 11 mai 2021, sur‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/codes/article_lc/LEGIARTI000035649028/‬‬

‫‪31‬‬
‫العهر الموجود عندهم وهم أبناء الزنى (داخل إطار الزواج) ‪ ,‬بمعنى من يولد من عالقة غير شرعية إلمرأة‬
‫متزوجة و ينسب لألب و هو ال يدري كأنه ابنه الشرعي حتى لو كان من لون و عرق مختلف تماما عن األب‪.‬‬

‫إذا ما هي الوسيلة األنجح واألكثر فعالية للرجل إذا شك بأن المولود لزوجته هو إبن زنى وهي احتمالية عالية في‬
‫فرنسا مقارنة بباقي دول العالم؟ الطريقة األقوى واألكثر قطعية هي تحليل البصمة الوراثية للطفل ولألب الكتشاف‬
‫الرابط الجيني بينهم ولمعرفة هل هو الوالد البيولوجي للطفل أم ال بطريقة قاطعة‪.‬‬

‫هنا يأتي دور القوانين النسوية المناصرة للمرأة في كل ما تفعله حتى لو كان الزنى وتقول لك ال يحق لك كرجل‬
‫التشكيك في نسب هذا الطفل وال يمكنك التأكد حتى من الرابط البيولوجي بينك وبينه‪ ،‬فيجب أن ندعم الزوجة‬
‫العاهرة حتى تفلت بفعلتها كل الدعم المطلوب ويجب أن نمنع أي طريقة يمكن أن تكشف عهرها وخيانتها لزوجها‬
‫التي ال يعاقب عليها القانون الفرنسي أساسا ولكن ال نريد للرجل حتى أن يتأكد من هذا في نفسه‪.‬‬

‫ففي القانون الفرنسي ومنذ أكثر من ‪ 15‬عاما‪ ،‬تم منع إجراء تحليل ال للتحقق من الرابط البيولوجي بين الرجل‬
‫وأبناءه إال بموافقة الزوجة والقاضي معا ويمنع القانون المخابر الطبية من عمل التحليل ألي أب اال بأمر من‬
‫القاضي وبعد موافقة األم (الزانية)‪ ،‬حتى لو طلب رجل التحليل من مختبر خارج الدولة و تم ضبط العينات من‬
‫قبل الجمارك فهو يعرض نفسه لعقوبة الحبس لمدة عام كامل و غرامة ‪ 15.000‬يورو‪ ,‬هذا ألنه أراد التأكد من‬
‫أن زوجته ال تخونه حتى لو كان مثال األبوين سود البشرة و الطفل قوقازي ابيض فال يحق لألب أن يتحقق من‬
‫شيء بدون موافقة األم الخائنة‪.‬‬

‫والمفارقة حتى لو وافقت الزوجة و ظهر بأن الطفل لغير زوجها‪ ،‬ال تعاقب وال يغير شيء أبدا و يبقى الزوج هو‬
‫األب القانوني و مطالب باإلنفاق على الطفل حتى سن ‪ 18‬سنة‪.54‬‬

‫ونستنتج مما سبق ان القوانين المتبناة في مختلف البلدان التي تتعامل مع قضية الجنس خارج نطاق الزواج من‬
‫الناحية التاريخية‪ ،‬إذ اعتبرت العديد من الثقافات أن الخيانة الزوجية جريمة خطيرة للغاية‪ ،‬بعضها يخضع لعقوبة‬
‫شديدة ال سيما في حالة ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج بين امرأة متزوجة ورجل غير زوجها‪ ،‬خاصة في‬
‫البلدان الغربية منذ القرن التاسع عشر‪ ،‬غير أنه نستخلص ونقول أن معظم البلدان التي تجرم الخيانة الزوجية هي‬
‫تلك التي يكون الدين السائد فيها هو اإلسالم‪ ،‬أي بلدان العالم اإلسالمي‪ ،‬إلى جانب العديد من البلدان األفريقية‬
‫جنوب الصحراء ذات األغلبية المسيحية‪.‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪- Encyclopédie, BORDAS tome 1 , SGED , Paris, 1984 4- P.Couvrat, Le droit pénal et la famille,‬‬
‫‪In, Rev. Sc. Crime. 1969, p. 817 ; etv P. Monzein, Le mariage dans ses rapports avec le droit pénal,‬‬
‫‪Thése, Caen. 1941, p.14. 5 - j . Chevrat ; et L.B. Ache , Droit civil, t. 16 éd, Paris, 1974, p.144. 6 - A.‬‬
‫‪Rput; De la notion de faute en droit privé, Thése, Paris 1946, Sirey,1948, p.165.‬‬
‫‪32‬‬
‫لقد حاولنا من خالل دراسة موضوع جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن التطرق‬
‫لمختلف جوانبه وذلك بالوقوف على العديد من المحاور بحيث تناولناه في فصلين‪ ،‬تناولنا في الفصل األول مفهوم‬
‫جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن‪ ،‬أما الفصل الثاني فقد تناول عقوبة جريمة الخيانة‬
‫الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن‪.‬‬

‫األول الفصل من خالل استنتجنا فان جريمة الخيانة الزوجية تقوم على ثالثة اركان في معظم التشريعات التي‬
‫تجرم الخيانة الزوجية تتمثل في وقوع الوطء غير المشروع حال قيام الرابطة الزوجية مع توفر القصد الجنائي‪.‬‬
‫باإلضافة لركن رابع بالنسبة للزوج الزاني في بعض التشريعات متل مصر ولبنان وهو ان تكون الخيانة الزوجية‬
‫قد تمت بمنزل الزوجية‪ ،‬وفيما يخص وسائل اثباتها فهي منحصرة في تالته وسائل في بعض التشريعات مثل‬
‫المغرب والجزائر في حين بعض التشريعات مثل التشريع التونسي وسع من وسائل االثبات‪ ،‬وبالنسبة للمتبعة‬
‫فالمالحظ ان الزوج المضرور وحده الحق في المتابعة‪ .‬و القانون المغربي هو القانون األقرب إلى الفقه اإلسالمي‪،‬‬
‫على اعتبار أنه جرم فعل الزنا على إطالقه‪ ،‬و لم يحصره في نطاق الزوجية كما فعل القانونين الجزائري و‬
‫التونسي‪ ،‬كما نالحظ أن القانون التونسي قد وسع من وسائل وطرق إثبات هذه الجريمة‪ ،‬خالفا ً للقانونين الجزائري‬
‫والمغربي اللذين حصرا أدلة إثبات جريمة الخيانة الزوجية في محضر قضائي يحرره أحد رجال الضبطية‬
‫القضائي ة عن حالة التلبس وإقرار وارد في رسائل أو مستندات صادر ة من المتهم كما نالحظ أيضا إن المشرع‬
‫المغربي عاقب الشريك في حالة تنازل المشتكي عن شكواه‪ ،‬خلفا عن المشرع الجزائري و التونسي لذا يجب‬
‫على المشرع المغاربي أن يتعدى هذه الفوارق ليصل إلى قانون شبه موحد على األقل ‪،‬وهذا ال يكون إال بتجريم‬
‫هذا الفعل على إطالقه خصوصا في القانون ين التونسي والجزائري‪ ،‬إضافة إلى حمل المشرع التونسي على‬
‫حصر طرق ووسائل إثبات هذه الجريمة‪ ،‬باألدلة الثالث السابقة الذكر‪،‬‬

‫وقد استنتجنا من خالل الفصل التأني ان هناك بعض التشريعات ت ُجرم الخيانة الزوجية مثل الدول المغاربية‬
‫والدول العربية وهناك بعض الدول التي ال تجرم الخيانة الزوجية مثل معظم الدول األوربية‪.‬‬

‫وفي االخير بعد دراستنا لهذا الموضوع توصلنا لبعض النتائج من بينها‪:‬‬

‫✓ ان جريمة الخيانة الزوجية في القوانين الوضعية ال تقوم اال بتوفر اركانها وبالتالي ال يمكن اعتبار‬
‫مقدمات العالقة الجنسية من قبل ولمس وغيرها خيانة زوجية مما نتج عنها انفالت الجناة من العقاب‬
‫بحجة ال جريمة وال عقوبة إال بنص‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫✓ هناك بعض التشريعات تميز بين الزوج الزاني والزوجة الزانية من حيت االركان والعقوبة بحيث‬
‫تفرض على الزوجة عقوبة اشد من عقوبة الزوج‪ ،‬خالفا للتشريع المغربي الذي لم يميز بين زنا‬
‫الزوج وزنا الزوجة‪.‬‬
‫✓ وفيما يخص وسائل االثبات فان هناك بعض التشريعات قيدت حرية القاضي بحصر وسائل االثبات‬
‫في ثالثة طرق في حين سمحت التشريعات االخرى في استعمال القاضي للسلطة التقديرية وذلك‬
‫بإعطاء الحرية في استعمال وسائل االثبات‪.‬‬
‫✓ اما فيما يخص المتابعة فالمالحظ على انه في اغلب التشريعات رغم خطورة الخيانة الزوجية اال ان‬
‫المتابعة حكر على الزوج المتضرر دون سواه ولو تعلق االمر بأقرب المقربين‪ ،‬وعليه لو تغيب الزوج‬
‫ألي سبب كان مثل الهجرة او السجن او كان مفقودا فال يحق االي شخص ان يقوم بمتابعة الزوج‬
‫الجاني ولو كان من المقربين حتى النيابة العامة ال يمكنها المتابعة‪ ،‬خالفا للتشريع المغربي الذي يسمح‬
‫للنيابة العامة بالمتابعة إذا كان يمارس الزوج الزاني الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة وكان الزوج‬
‫المتضرر بالخارج لمدة طويلة‪.‬‬
‫✓ التشريع المغربي يعاقب الشريك في الخيانة الزوجية في حالة تنازل الزوج المتضرر عن شكواه خالفا‬
‫ألغلب التشريعات التي ال تعقب الشريك في حالة تنازل المشتكي‪.‬‬
‫✓ ومن حيث العقوبة فان معظم الدول الغربية اصبحت تبيح الخيانة الزوجية وال تعاقب عليها بحجة ان‬
‫واقعة الزنا مجرد خطيئة أخالقية مدنية وبالتالي اصبحت جريمة الخيانة الزوجية تتجه نحو االنقراض‬
‫بهذه الدول‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الكتب باللغة العربية‪:‬‬
‫عبد الحكيم فودة‪ ،‬الجرائم الماسة باآلداب العامة والعرض‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪2004 ،‬‬
‫عبد الواحد العلمي‪« :‬شرح القانون الجنائي المغربي‪ ،‬القسم الخاص»‪ ،‬الطبعة الثامنة‪2016 ،‬‬
‫امحمد اقبلي‪ ،‬القانون الجنائي الخاص المعمق في شروح‪ ،‬الطبعة االولى ‪،2020‬‬
‫أحمد الخمليشي‪ ،‬القانون الجنائي الخاص‪ ،‬مكتبة المعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،1986‬الطبعة ‪ ،2‬الجزء ‪.2‬‬
‫غالي إدوارد الذهبي‪ ،‬الجرائم الجنسية‪ ،‬الطبعة ‪ ،3‬القاهرة‪ ،‬دار غريب‪1988 ،‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬الطبعة العاشرة‬
‫نبيل صقر‪ ،‬الوسيط في جرائم األشخاص‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪2009‬‬
‫محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪1986‬‬
‫أحمد قيلش‪ ،‬وآخرون «الوجيز في القانون الجنائي الخاص"‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‬
‫لطيفة الداودي‪ :‬دراسة في قانون المسطرة الجنائية وفق آخر التعديالت»‪ ،‬الطبعة الخامسة‬
‫أحمد محمود خليل‪ ،‬جريمة الزنا في الشريعة اإلسالمية والمسيحية والقوانين الوضعية‪ ،‬اإلسكندرية‪2002 ،‬‬
‫محمد اللجمي‪ ،‬الحصانة العائلية في القانون التونسي والمقارن‪ ،‬تونس‪ ،‬سنة ‪2005،‬‬
‫رضا خماخم‪ ،‬القانون الجنائي التونسي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬تونس‪ ،‬سنة ‪2003،‬‬
‫عبد الرحيم صديقي‪ ،‬جرائم األسرة في الشريعة والقانون المصري و اللبناني ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪1987.‬‬
‫نبيل صقر‪ ،‬الوسيط في جرائم األشخاص‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪2009،‬‬

‫كتب باللغة الفرنسية‪:‬‬


‫‪Encyclopédie, BORDAS tome 1 , SGED , Paris, 1984 1‬‬
‫‪P.Couvrat, Le droit pénal et la famille, In, Rev. Sc. Crime. 1969; P. Monzein, Le mariage dans ses‬‬
‫‪rapports avec le droit pénal, Thése, Caen. 1941.‬‬
‫‪j . Chevrat ; et L.B. Ache , Droit civil, t. 16 éd, Paris, 1974,‬‬
‫‪A. Rput; De la notion de faute en droit privé, Thése, Paris 1946, Sirey,1948,‬‬

‫القرارات القضائية‪:‬‬
‫قرار محكمة النقض رقم ‪ 60‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪2022‬‬
‫قرار عدد ‪ 1573‬بتاريخ ‪ 28/12/1980‬مجلة قضاء المجلس األعلى ‪86-65‬‬
‫قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 12/11/1967‬قرار رقم ‪ 61‬منشور بمجلة القضاء والقانون‬
‫قرار المجلس األعلى عدد ‪ 7471‬بتاريخ ‪ 02‬أكتوبر ‪ 1984،‬مجلة القضاء والقانون عدد ‪135‬‬

‫‪35‬‬
‫ منشور بمجلة الملف‬16035/91 ‫ في الملف عدد‬443/4 ‫ تحت عدد‬29/03/2003 ‫قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ‬
‫ منشور بنشرة قرارات المجلس‬12646/07 ‫ في الملف عدد‬585/9 ‫ تحت عدد‬8/4/2009 ‫قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ‬
.‫األعلى الغرفة الجنائية‬

:‫النصوص القانونية‬
‫ بمثابة مدونة‬70-03 ‫ )بتنفيذ القانون رقم‬2004 ‫فبراير‬3 ،1424 ‫ من ذي الحجة‬12 ‫ صادر في‬1-04-22 ‫الظهير الشريف رقم‬
‫ ا‬5184 ‫ الجريدة الرسمية رقم‬،‫األسرة‬
،)2021 ‫ يونيو‬8( 1442 ‫ شوال‬27 ‫ بتاريخ‬1.21.56 ‫ الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬12.18 ‫القانون الجنائي المغربي رقم‬
‫؛‬4162 ‫ ص‬،)2021 ‫ يونيو‬14( 1442 ‫ ذو القعدة‬3 ‫ بتاريخ‬6995 ‫الجريدة الرسمية‬

‫قانون العقوبات المصري‬


‫قانون العقوبات الجزائري‬
‫المجلة الجنائية التونسية‬
‫قانون العقوبات اللبناني‬

:‫أبحاث ودراسات‬
:‫أبحاث‬
‫ تنفيذ السياسة الجنائية "إحصائيات الجنايات والجنح‬:‫الباب الثاني‬- ‫إحصائيات صادرة عن رئاسة النيابة العامة الطبعة الخامسة‬
.2021‫ و‬2020 ‫الماسة بنظام األسرة واألخالق العامة خالل سنتي‬

:‫المواقع االلكترونية‬
Euronews ، Adultery in Europe: How different countries deal with infidelity"1
- Codice Penale – Art. 587. (s.d.). Altalex. Récupéré 11 mai 2021, sur 1
https://www.altalex.com/documents/codice-penale-art-587
- Bürgerliches Gesetzbuch (BGB) § 172. (s.d.). dejure.org. Récupéré 11 mai 2021, sur
https://dejure.org/gesetze/BGB/172.html
، - "Adultery and Divorce: The Legal Consequences of Infidelity in Different Countries"1
2020. ،International Law Office
- North Carolina General Statutes § 52-13. (s.d.). North Carolina General Assembly. Récupéré 1
11 mai 2021, sur
https://www.ncleg.net/EnactedLegislation/Statutes/HTML/BySection/Chapter_52/GS_52-13.html
- Arkansas Code Annotated § 9-12-312. (s.d.). Justia. Récupéré 11 mai 2021, sur
https://law.justia.com/codes/arkansas/2017/title-9/subtitle-2/chapter-12/subchapter-3/section-9-12-
312/
- Code Penal – Article 212-23. (s.d.). Legifrance. Récupéré 11 mai 2021, sur 1
https://www.legifrance.gouv.fr/codes/article_lc/LEGIARTI000035649028/

36
‫بحت حول الخيانة في القانون الجزائي المغاربي دراسة مقارنة‪ ،‬من اعداد األستاذ منصور المبروك‪ ،‬أستاذ مساعد‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫بتامنغست‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬البحث متوفر في الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪https://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/bitstream‬‬
‫بحت حول جرائم الخيانة الزوجية بي ن القانون والواقع‪ ،‬دراسة مقارنة تحليلية‪ ،‬من اعداد القاضية نيكار احمد محمد اغا‪ ،‬مجلس‬
‫القضاء‪ ،‬العراق‪ ،‬البحث متوفر في الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪https://www.krjc.org/uploads/‬‬

‫‪37‬‬
38
39
40
‫احصائيات عن التقريرالخامس لرئاسة النيابة العامة لسنة ‪2021‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬تنفيذ السياسة الجنائية‬
‫الجنايات والجنح املاسة بنظام األسرة واألخالق العامة خالل سنتي ‪ 20220‬و ‪2021‬‬

‫‪41‬‬
‫الفهرس‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬


‫كلمة شكر‬
‫إهداء‬
‫الملخص‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬ماهية الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع المقارن‬
‫‪4‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أركان جريمة الخيانة الزوجية في كل من التشريع المغربي‬
‫والتشريع المقارن‬
‫‪4‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أركان جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي‬
‫‪4‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬الركن المادي‬
‫‪6‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬الركن المعنوي‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أركان جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المقارن‬
‫‪7‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬أركان جريمة الخيانة الزوجية في التشريع الجزائري‬

‫‪10‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬أركان جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المصري‬


‫‪12‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬طرق اثبات الخيانة الزوجية وقيود المتابعة في كل من التشريع‬
‫المغربي والتشريع المقارن‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬طرق اثبات الخيانة الزوجية في كل من التشريع المغربي‬
‫والتشريع المقارن‬
‫‪12‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬طرق اثبات الخيانة الزوجية في التشريع المغربي‬
‫‪15‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬طرق اثبات الخيانة الزوجية في التشريع المقارن‬
‫‪16‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬قيود المتابعة في جريمة الخيانة الزوجية في كل من التشريع‬
‫المغربي والتشريع المقارن‬

‫‪16‬‬ ‫الفقرة االولى‪ :‬قيود المتابعة في جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي والتشريع‬
‫‪23‬‬ ‫المقارن‬

‫‪24‬‬ ‫المبحث االول‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي ودول‬
‫المغرب العربي‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع المغربي‬
‫‪26‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في تشريع دول المغرب العربي‬
‫وبعض الدول العربية‬
‫‪28‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في اروبا‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في اروبا بصفة عامة‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عقوبة جريمة الخيانة الزوجية في التشريع الفرنسي بصفة‬
‫خاصة‬
‫‪33‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪35‬‬ ‫مراجع‬
‫‪38‬‬ ‫مالحق‬
‫‪42‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪43‬‬

You might also like