Professional Documents
Culture Documents
عرض حول الاتجار في البشر
عرض حول الاتجار في البشر
االتجار بالبشر هو جريمة خطيرة تنطوي على االستغالل األشخاص ألغراض مالية او جنسية
او أي نوع اخر من االستغالل .يتضمن ذلك التجبر على العمل القسري ،واالتجار باألطفال،
واالتجار بالنساء ألغراض الدعارة ,واستغالل العمل الجنسي ,واستغالل العمالة القسرية ,
وإزالة األعضاء بصورة غير قانونية ,وغيرها من االشكال المشينة الستغالل البشري .
تعتبر الجريمة من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي وتتطلب تعاونا عالميا لمكافحتها.
تعمل العديد من الدول والمنظمات الدولية وغير الحكومية على مكافحة االتجار بالبشر من خالل
تعزيز التشريعات والقوانين المحلية ,وتعزيز التوعية والتثقيف .وتقديم الدعم والحماية للضحايا
وتعاون مشترك في التحقيق والمالحقة والمحاكمة .ان مكافحة االتجار بالبشر تتطلب جهودا
مستمرة ومتعددة األطراف ،وتوعية المجتمع وتعزيز الوعي بأغراض واثار هذه الجريمة.
باإلضافة هناك مجموعة من اإلجراءات التي تهدف الى مكافحة هذه الجريمة مثال تشديد الرقابة
وتعزيز إجراءات الحدود لمنع عمليات االتجار بالبشر ،توفير الدعم والحماية للضحايا بما في
ذلك اإلسكان والرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل ،تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات
بين الدول لمكافحة هذه الجريمة العابرة للحدود ,تدريب القوات األمنية والمسؤولين القضائيين
على كيفية التعامل مع حاالت االتجار بالبشر وضمان تطبيق القوانين بشكل صارم ,تشديد القوانين
والتشريعات المتعلقة باالتجار بالبشر ومعاقبة المتورطين فيه.
يهدف المجتمع الدولي الى تبني هذه اإلجراءات للحد من هذه الظاهرة باإلضافة الى تقديم الدعم
لضحايا االتجار بالبشر إلعادة تأهيلهم وتامين حياة امنة لهم .
إشكاليات الموضوع
لإلحاطة بموضوع االتجار بالبشر ،ارتأينا أن نقارب الموضوع من خالل التطرق في المبحث
األول ل :تجليات السياسة الجنائية المغربية في مواجهة جريمة االتجار بالبشر ،ثم أخيرا
تسليط الضوء على جهود المشرع المغربي لمكافحة جريمة اإلتجار بالبشر في المبحث الثاني
المبحث األول :تجليات السياسة الجنائية المغربية في مواجهة
جريمة االتجار بالبشر
شهد العالم في األونة األخيرة تصاعد جرائم االتجار بالبشر خاصة االتجار بالنساء واألطفال،
ومن أجل اتخاذ إجراءات فعالة لمنع ومكافحة هذا النشاط اإلجرامي فإن األمر تطلب تدخل
المشرع من أجل سن قانون لمواجهة هذه الظاهرة .ويهدف القانون الى حماية المجتمع على نحو
يضمن ممارسة المواطنين لحقوقهم وحرياتهم بطريقة سلمية ووسيلة القانون الى ذلك هو إحداث
التوازن بين المصلحة العامة والمصالح الخاصة من خالل تحديد نطاق التجريم والعقاب بوضوح
تام.
ووفقا ً لمبدأ قانونية الجريمة والعقاب فإن المشرع لوحده هو الذي يحتكر سلطتي التجريم
والعقاب في المجتمع ،لهذا عمل المشرع المغربي على غرار التشريعات األخرى بسن قانون
لمواجهة جرائم االتجار بالبشر.
ولقد جاء قانون 27.14لسد فراغ كبير في مجال السياسة الجنائية ،وذلك نظرا لكثرة وخطورة
نشاط العصابات اإلجرامية التي تتاجر بالبشر ،ولمواجهة هذا الفعل اإلجرامي بادر المغرب في
إصدار تشريع يهم التجريم والعقاب على جرائم اإلتجار بالبشر.
ومنه سنحاول من خالل هذا المبحث الوقوف على جهود السياسة الجنائية لمكافحة جريمة
االتجار بالبشر) المطلب االول( ،وكذا مكافحة هذه الجريمة الرؤية و االستراتيجية ) المطلب
الثاني(
ونظرا لحجم الخطورة التي تشكلها هذه الجريمة ،ولكونها تعرف انتشارا واسعا بالتراب
الوطني ،وكذا وجود ضحايا مغاربة لها بالخارج عمل المشرع على إيجاد مقتضيات موضوعية
ومسطرية) الفقرة االولى( ،وكذا اليات السياسة الجنائية )الفقرة الثانية (
تتنوع المقتضيات التي أقرها التشريع الجنائي المغربي لمكافحة جريمة االتجار بالبشر وحماية
ضحاياها ،ومالئمتها مع االتفاقيات الدولية ذات الصلة.
من أهم المقتضيات الموضوعية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر وحماية ضحاياها؛ تجريم
المحاولة واعتبارها كالجريمة التامة حسب ما جاء في الفصل 111-448من القانون رقم
27.14مسايرا بذلك ما نصت عليه المادة الخامسة من بروتوكول االتجار باألشخاص ،وتجريم
عدم التبليغ عن ارتكاب هذه الجريمة عند العلم بها أو الشروع فيها إلى السلطة المختصة طبقا
الفصل 448-72من نفس القانون .كما ج رم فعل تعريض الضحية للخطر عن طريق الكشف
عنه أو اعطاء معلومات تؤدي إلى الوصول اليه من قبل الجناة أو عرقلة الحماية المتخذة لفائدته.
والقانون رقم 01.22المتعلق بمكافحة اإلتجار بالبشر ،يعتبر قانونا يعزز الترسانة القانونية
الوطنية ،حيث شدد المشرع مقتضياته لخطورة الجريمة وتبعاتها سواء على الضحية أو على
المجتمع ككل ،كما اقر من خالله حماية خاصة لألطفال ضحايا هذه الجريمة ،وذلك برفع العقوبة
للجناة وعدم اشتراط القوة والتهديد أو االحتيال والخداع ،إذ أن الجريمة تتحقق بمجرد استغاللهم.
1الفصل "448-11يعاقب على محاولة ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذا الفرع بالعقوبة المقررة التامة"
2الفصل "448-7يعاقب بالحبس من سنة الى خمس سنوات وغرامة من 00555درهم الى 055555درهم ،كل من علم بارتكاب جريمة
االتجار بالبشر أو الشروع فيها ولم يبلغها إلى السلطات المختصة0
ثانيا :المقتضيات المسطرية
تضمن قانون المسطرة الجنائية وقانون مكافحة االتجار بالبشر مجموعة من االجراءات المتعلقة
بالدعوى العمومية لضمان فعالية االبحاث وسرعتها وضمان الحماية الفعلية لضحايا االتجار
بالبشر ،وكذا مجموعة من االجراءات لفائدة الشهود والمبلغين.
من المعلوم أن المشرع المغربي قد أولى حماية خاصة لضحايا االتجار بالبشر ،من أهم تجلياتها
العمل فورا على التعرف على ضحية الجريمة وهويتها وجنسها وسنها ،حيث نصت المادة82-
5-1والتي تمم بها قانون المسطرة الجنائية بمقتضى القانون 41.72إذا تعلق االمر بجريمة
االتجار بالبشر ،يجب
في جميع مراحل البحث التحقيق والمحاكمة العمل فورا التعرف على ضحية الجريمة وهويتها
وجنسها وسنها".3
فتحديد ضحية االتجار بالبشر ليس من السهولة بمكان ،إذ أن الواقع العملي أثبت صعوبة تحديد
وتمييز ضحية هذه الجريمة عن المهاجر السري ،مما يترتب عنه في بعض االحيان اعتبار
ضحية االتجار بالبشر االجنبي الموجود بالتراب الوطني بطريقة غير شرعية مجرد مهاجر
4
سري واخضاعه لقانون الهجرة عوض اخضاعه لقواعد الحماية المقررة لضحية االتجار بالبشر.
اتخذت التشريعات الوطنية العديد من الوسائل والتدابير لمكافحة جريمة اإلتجار بالبشر نظرا
لخطورتها ،مستندة إلى الصكوك والمواثيق الدولية الصادرة في إطار ذلك ،وبمساعدة العديد
من المنظمات العاملة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة.
وفي إطار الجهود األمنية لمكافحة جرائم اإلتجار بالبشر ،وكون المغرب مستهدفا من طرف
الشبكات االجرامية نظرا لموقعه الجغرافي ،عمل المشرع على تكريس مجموعة من اآلليات
3من أجل التوسع فيما يتعلق بحماية ضحايا جريمة االتجار بالبشر راجع حامد سيد محمد حامد ":االتجار في البشر كجريمة منظمة
عابرة للحدود" ،المركز القومي لإلصدارات القانونية– القاهرة،الطبعة االولى ، 2010ص 107و ما بعدها.
4زكية عومري ،مرجع سابق ،ص 38
الوطنية في هذا المجال ،وذلك عن طريق التنسيق مع مجموعة من المنظمات التي تعنى
بمواجهة هذه الجريمة.
كما أيقنت الدول في السنوات االخيرة حتمية التعاون الدولي وضرورته للحد من الجريمة
بشكل عام والجرائم العابرة للحدود بشكل خاص ،حيث لم تعد الدولة قادرة بمفردها على
مواجهتها باتخاذ تدابير وطنية نظرا للبعد الوطني الذي تعرفه الجريمة ،كما أن التعاون يوفر
إمكانية التعرف على أفضل األساليب لمكافحة الجريمة وتبادل المعلومات وطلب المساعدة
بشأنها في نطاق واسع .وعليه أدرك المجتمع الدولي أن الجريمة المنظمة عبر الوطنية ليست
5
مشكلة فردية تهم دولة واحدة فحسب ،بل تهم المجتمع الدولي برمته.
تم التنصيص في المادة السادسة من القانون رقم 01.22على إحداث لجنة وطنية لمكافحة
االتجار بالبشر والوقاية منه ،وتم إسنادها لرئاسة الحكومة نظرا لخطورة الجريمة ،وكذا تفاديا
للتشتت المؤسساتي وإعطاء هذه المؤسسة الوطنية المكلفة بالتنسيق بعدا أقوى في اتخاذ
القرارات .ويحدد تأليفها وكيفية سيرها بنص تنظيمي وفقا ألحكام المادة السابعة التي حددت
مسبقا مهامها.
يشكل انخراط المغرب في الجهود الدولية ضرورة حتمية ،نظرا لما تشهده جريمة اإلتجار
بالبشر من تطور متالحق ،وقد أصبح تطور هذه الجريمة ظاهرة دولية تحتم على الدول التنسيق
فيما بينها للبحث عن وسائل أكثر فعالية لمواجهتها.
ونظرا للتطور السريع الذي عرفه العالم في شتى المجاالت حيث أصبح العالم معها مجرد
قرية صغيرة فإنه ساهم في تسهيل االنتقال بين الدول ،األمر الذي يصعب معه مالحقة
6
المجرمين.
5محمد شاكر ،االتجار بالبشر قراءة قانونية اجتماعية ،بدون ذكر المطبعة ،الطبعة االولى ، 2102ص22
6أمحمد خيي ،قانون االتجار بالبشر...هل ينهي الرق الحديث؟ مقال منشور غلى الموقعhttps://assabah.ma
المطلب الثاني :مكافحة جريمة اإلتجار بالبشر الرؤية و االستراتيجية
لم يعد المغرب بمنأى عن ظاهرة اإلتجار بالبشر ،وقد عرف خالل السنوات األخيرة تنامي
هذه الظاهرة اإلجرامية انطالقا من العديد من التقارير الدولية ،مما حتم على المشرع المغربي
اتخاذ مجموعة من الخطوات في هذا المسار على غرار باقي الدول والمنهج المتبع من قبل
المجتمع الدولي في مكافحة اإلتجار بالبشر.
ومن هذا المنطلق فجميع اإلجراءات التي تتخذ وكل التدابير التي يتم تطبيقها لتفكيك الشبكات
اإلجرامية التي تسعى من قريب أو بعيد إلى اإلتجار بالبشر البد أن تتم وفق استراتيجية تتماشى
مع ما اعتمدته التشريعات الدولية ،وكذا استراتيجية تنبني على تدابير مستحدثة لمعالجة
7
المسببات واقتالع الجريمة من جذورها.
وهذا ما سنحاول معالجته من خالل هذا المطلب في فقرتين؛ الفقرة االولى ىمبادئ االستراتيجية
لمكافحة االتجار بالبشر ،والفقرة الثانية نجاعة السياسة الجنائية المتبعة لمكافحتها.
تتضمن هذه االستراتيجية مجموعة من التدابير المستحدثة لمواجهة جريمة االتجار بالبشر
بكافة أنماطها وصورها ،وتتجلى في معالجة العوامل المسببة لالتجار في األشخاص وكذا تبني
سياسة جنائية متكاملة على الصعيدين الوطني والدولي.
لمكافحة االتجار بالبشر كجريمة عابرة للحدود البد من محاربة أسبابه والعوامل التي تؤدي
إلى ارتفاعه ،لذا هناك حاجة للتوعية من أجل منع الضحايا الذين يقعون بسبب آمالهم في
الحصول على فرص عمل ومعيشة أفضل في بلدان المقصد في أيادي الشبكات اإلجرامية.
7أحمد محمود ،الجود الدولية والوطنية في مجال مكافحة الجريمة المنظمة)االتجار بالبشر نموذجا( ،رسالة لنيل دبلوم الماستر تخصص حقوق
االنسان والقانون الدولي االنساني،جامعة موالي اسماعيل 2102/2102 ،ص022-022:
وقد أدى تنامي الفقر وارتفاع معدل البطالة في صفوف الشباب في العديد من البلدان األصلية
إلى زيادة سهولة التعرض لإلتجار ،كما أن قوانين الهجرة وسياستها المقيدة تساعد في زيادة
عدد المهاجرين غير الشرعيين مما يساعد هذا األمر في إنشاء سوق مربحة للمتاجرين.
ومثلما جاء في بروتوكول باليرمو ،تجب معالجة العوامل التي تجعل الناس عرضة لالتجار
ومعالجة الطلب عليه في استراتيجيات ،وهو أمر تزيد تأكيده المبادئ الموصى بها فيما يتعلق
بحقوق االنسان واالتجار باألشخاص.
ويحيل جانب الطلب في عملية االتجار عموما إلى طبيعة ومدى استغالل االشخاص المتاجر
بهم بعد وصولهم إلى الوجهة المقصودة ،وإلى العوامل االجتماعية والثقافية والسياسية
واالقتصادية والقانونية التي تشكل الطلب وتيسر عملية االتجار ومن ثم فإنه ليس بالضرورة
فهمه أنه الطلب على بغاء أو عمل أو خدمات ضحية االتجار بالبشر ،بل يجب فهمه بمعناه
8
الواسع باعتباره أي شكل من أشكال االستغالل الذي يؤدي بدوره الى االتجار.
مما ال شك فيه أن مكافحة جريمة االتجار بالبشر محل نظر وتقدير المشرع المغربي ،ولذلك
نجد أنه أفرد لها نصوصا خاصة في القانون الجنائي جرم فيه هذه االفعال االجرامية.
ورغم ذلك ال تزال مثل هذه االعتداءات ترهق السلطات العامة وتشكل خطرا قائما على
المجتمع ،وأمام هذا الوضع بات من ضروري إلقاء الضوء على مدى فعالية السياسة الجنائية
في التصدي لهذه الجريمة ،من خالل تقييم فاعليها البد من التأكيد على أن مجرد توفر المغرب
على قانون متعلق بمحاربة جريمة اإلتجار بالبشر كجريمة منظمة وعابرة للحدود هو أمر مهم،
ومكسب يعزز الترسانة القانونية الوطنية ،ويزداد األمر أهمية عندما اعتمد هذا القانون في
تعريفيه لالتجار بالبشر على المرجعية الدولية لحقوق االنسان ،وأضاف هذا القانون في تعريفه
مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة "،مجموعة أدوات لمكافحة االتجار باألشخاص" ، 8552 ،ص704 8
بعض المقتضيات المتمثلة في تجريم الوساطة باعتبارها العنصر االساسي في ارتكاب هذه
الجريمة.
تعكس محاور الخطة الوطنية لمكافحة االتجار بالبشر والوقاية منه برسم 2023 - 2030خيار
المغرب المتمثل في مكافحة ظاهرة االتجار بالبشر والتصدي لها والوقاية منها ،في انسجام تام
مع المبادئ التوجيهية لخطة عمل األمم المتحدة العالمية لمكافحة االتجار باألشخاص ،وفق نهج
حداثي شمولي ومندمج ضمن مقاربة إنسانية في احترام تام لسيادة القانون وحقوق االنسان،
مرتكزة على المحاور األربعة :الوقاية ،الحماية ،الزجر والتابعة ،ثم الشراكات والتعاون.
أ -الوقاية:
تولي الخطة الوطنية أهمية خاصة لمحور الوقاية بالنظر لدورها المحوري في مكافحة الظاهرة.
وذلك من خالل رفع الوعي والتحسيس بظاهرة االتجار بالبشر بمختلف تجلياتها وإشراك جميع
الفعاليات المجتمعية في هذا المجال ،السيما المجتمع المدني والقطاع الخاص واإلعالم،
وب استعمال مختلف الوسائط المتطورة لضمان وعى أفضل بمخاطر هذه الظاهرة.
باإلضافة إلى مواصلة تقوية قدرات الفاعلين في المجاالت االستراتيجية لمنع هذه الجريمة
العابرة للحدود ،وتجنيب الفئات الهشة خاصة النساء واألطفال من الوقوع ضحايا لهذه الجريمة،
فضال عن مواصلة الجهود الحثيثة في مجال محاربة شبكات االتجار بالبشر ،عالوة على تعزيز
أدوات الرصد والتحليل والتقييم والبحث العلمي في مجال تحليل الظاهرة ،والحرص على فعالية
اآلليات القانونية والعملية في التصدي لها.
ب -الحماية:
يتمتع محور الحماية بأهمية جوهرية في إطار الخطة الوطنية ،التي تروم باألساس ضمان
حماية فعالة وشاملة لضحايا االتجار بالبشر عبر تعزيز آليات تحديد ضحايا االتجار بالبشر
وحمايتهم ومساعدتهم وإعادة إدماجهم من خالل برامج مندمجة ومستدامة.
وذلك عبر إحداث آلية وطنية إلحالة ضحايا اإلتجار بالبشر وتعزيزها بالموارد البشرية المؤهلة
والميكاميزمات التنسيقية بين مكوناتها لبلوغ أهدافها في مجاالت الرصد المبكر والتعرف على
الضحايا المفترضين للجريمة وتوجيههم توجيها سليما إلى الجهات المختصة ،من أجل التكفل
بهم وتمكينهم من الخدمات القانونية واالجتماعية واالقتصادية والصحية وخلق أماكن إيواء
خاصة بهم وتمكينهم من سبل إعادة إدماجهم وتعويضهم.
تستهدف الخطة الوطنية تعزيز آليات متابعة ومعاقبة مرتكبي جريمة االتجار بالبشر فعالة من
أجل عدم اإلفالت من العقاب .مع تطوير تقنيات البحث والتحري والتحقيق بما يتناسب وتحول
أساليب ارتكاب الجريمة السيما في ظل التطور التكنولوجي .ودعم آليات التنسيق الفعالة والمرنة
بين الفاعلين مختلف مراحل المتابعة والتقاضي.
باعتبار المملكة المغربية طرفا في بروتوكول باليرمو ،وتماشيا مع االلتزامات الدولية المترتبة
على ذلك وإيمانا منها بضرورة حماية وصيانة حقوق اإلنسان ومنها مواجهة جريمة االتجار
باألشخاص؛ وأخذا بعين االعتبار السياق الدولي الذي يتطلب بشكل مستدام المالءمة مع المعايير
الدولية ذات الصلة واالستجابة لمكامن القصور التي تعرفها المنظومة الوطنية ،والتي تشير إليها
بعض التقارير الدولية الصادر حول وضعية مكافحة االتجار بالبشر في العالم ،والسيما تقرير
الخارجية األمريكية الذي اعتبر أن “الحكومة ال تَفِي تماما بالمعايير الدنيا للقضاء على االتجار
بالبشر ولكنها تبذل جهودا كبيرة للقيام بذلك” ،مشيرا إلى أن المملكة المغربية “أظهرت جهودا
متزايدة ،إجماال ،مقارنة بالفترة المشمولة بالتقرير السابق ،بالنظر إلى تأثير جائحة كوفيد71-
على قدرتها على مكافحة اآلفة” ،وهو ما جعل المغرب يظل في المستوى الثاني حسب التصنيف
الذي تضعه الخارجية األمريكية.
إثر ذلك استهدفت الخطة الوطنية تعزيز النهج التشاركي إقليميا ودوليا لمكافحة االتجار بالبشر
والوقاية منه .وضمان شروط الريادة اإلقليمية للمملكة المغربية في التصدي ومكافحة االتجار
بالبشر ،وذلك وبدعم من خبراء مجموعة من المنظمات الدولية الشريكةONUDC, OIM, :
... Conseil de l’Europe, Union Européenne, Unicefمع االستفادة من التجارب
والممارسات الفضلى التي تم االطالع عليها ضمن اللقاءات والمنتديات واألنشطة اإلقليمية
والدولية التي شارك فيها أعضاء اللجنة الوطنية والقطاعات الممثلة فيها بدعم من شركاء التعاون
9
الدولي.
المطلب الثاني :اآللية الوطنية لإلحالة ومؤشرات الرصد والتعرف على الضحايا
تروم اآللية توضيح وتنظيم دور مختلف الجهات وآليات تعاملها مع أية حالة اتجار أو يشتبه
في إمكانية تحولها إلى حالة اتجار من أجل توفير الحماية لها وتقديم المساعدة التي يكفلها لها
القانون وصون حقوقها األساسية من خالل التشخيص الدقيق للحالة المعروضة عليها وتوجيهها
9الخطة الوطنية لمكافحة االتجار بالبشر ،اللجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة االتجار بالبشر والوقاية منه ،وزارة
العدل4242 ،
التوجيه الصحيح سواء تعلق األمر بجهة أو جهات التكفل والمساعدة أو من حيث الخدمات التي
سيتم تمكينها منها.
تضمن األلية وسائل التعرف المبكر على الضحايا وإحالتهم للجهة المختصة وذلك بعد الحصول
على موافقتهم ،مع مراعاة أن يتم ذلك منذ لحظة العلم بارتكاب الجريمة لحين إعادة إدماج
الضحية بالمجتمع أو العودة الطوعية لبلدها مرورا بالمساعدة والحماية المتوفرة وفق المعايير
الوطنية والدولية.
ما هو الرصد؟
تمكن عملية الرصد من معرفة ما إذا كان من المحتمل أن يكون الفرد قد كان ضحية لجريمة
لالتجار بالبشر أم ال .وهي بمثابة المرحلة األولية آللية اإلحالة لرصد المظاهر األولية للتعرف
على ضحية محتملة باالعتماد على المؤشرات األولية العامة للرصد والتعرف ،منها على سبيل
المثال وجود آثار عنف أو اعتداء بجميع صوره ،حالة نفسية متدهورة ،حالة رعب وخوف...
خالل هذه المرحلة يتم إعمال إجراءات الحماية و المساعدة الالزمين لضمان تعافي الضحية
جسديا و نفسيا مع توفير البيئة المالئمة لذلك إعدادها لمرحلة اندماجها العادي في المجتمع أو
في حالة المهاجرين ضمان عودتها الطوعية االمنة.
ويمكن أن تواكب هذه المرحلة مرحلة التقاضي وإنصاف الضحية في حالة اختيارها سلوك
المسطرة المسطرة القضائية وطلب التعويض.
االيواء المؤقت
مكتب المساعدة االجتماعية ( خاليا التكفل بالنساء واألطفال ضحايا العنف على مستوى محاكم
الممملكة)
المجتمع المدني
ج ـ مرحلة إعادة.......
تقتضي هذه المرحلة تأهيل الضحية مساعدتها من حيث تسهيل الولوج إلى الخدمات االجتماعية
المناسبة لتيسير اندماجها الطبيعي في المجتمع عبر وضع مشروع حياة باشراك الضحية
وإشراك مختلف الفاعليين المتدخلين وذلك بعرض صياغة خطة مساعدة فردية تحترم
خصوصية كل حالة وتأخد بعين االعتبار سنها وجنسها ومدى تعافيها لالندماج في الحياة
االجتماعية.
كما تضمن هدة المرحلة بالنسبة لألجانب تمكينهم من العودة الطوعية واالمنة إلى بلدهم األصلي
أو أي موطن اخر حسب اختيارهم.
المجتمع المدني.
المنظمات الدولية.
ترتبط المؤشرات الخاصة بمختلف أشكال اإلستغالل التي يحتمل أن يقع الشخص ضحية لها :
وهي تستخدم لتعزير عملية كشف وتحديد الحاالت المفترضة لإلتجار بالبشر .
بيد أن المؤشرات الخاصة المبينة أدناه ال تمثل قائمة شاملة مانعةّ ،لهذا من الضروري الجمع
بين عدة مؤشرات تدل على سبيل المثال ،على نقل األشخاص أو تحويلهم بوسائل احتيالية لغرض
اإلستغالل.
وعلى هذا النحو ،يمكن أن تكون المؤشرات الخاصة بكل شكل من أشكال اإلستغالل على النحو
التالي:
10دليل مؤشرات الرصد والتعرف على الضحايا المحتملين لإلتجار بالبشر ،اللجنة الوطنية للتنسيق إجراءات مكافحة
اإلتجار بالبشر والوقاية منه ،إصدار 2023