You are on page 1of 15

‫العدد الثاني‬

‫‪2015‬‬ ‫مجلة الحقوق والحريات‬

‫اآلليات القانونية لمكافحة الجريمة المعلوماتية‬


‫د‪ .‬فاروق خلف‬
‫أستاذ محاضر " أ "‬
‫كلية الحقوق جامعة حمة لخضر – الوادي‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ملخص‬
‫لقد أدت التغيرات التي أحدثها التحول إلى الرقمية وربط شبكات الكمبيوتر ببعضها‬
‫واستمرار عولمتها‪ ،‬وكذا التطور الكبير والمتسارع لدور الكمبيوتر وتزايد الوعي لدى‬
‫الشعوب ألهمية المعلومة باعتبارها مصدرا للقوة والثروة‪ ،‬ومما يدعم هاته الفكرة هو تعميم‬
‫استخدام ا لكمبيوتر واإلنترنت على سكان الكرة األرضية‪ ،‬وانشغاال بمخاطر احتمال استخدام‬
‫الحاسوب وشبكة المعلومات في ارتكاب جرائم جنائية‪ ،‬وهي جرائم حديثة‪ ،‬تقف حاجزا أمام‬
‫تطور المجتمع على كامل األصعدة‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تحرك العديد من المنظمات الدولية‬
‫واإلقليمية إلبرام اتفاقيات في خطورة تهدف إلى مكافحة الجريمة المعلوماتية‪ ،‬ولعل أهمها‬
‫اتفاقية بودابست المنعقدة في ‪ 2001/11/23‬تحت إشراف المجلس األوروبي‪.‬‬
‫إن موضوع اآلليات القانونية لمكافحة الجريمة المعلوماتية أصبح هاجسا يؤرق رجال‬
‫القانون بصفة خاصة‪ ،‬لذلك بات من المستعجل أن تتسع دائرة التعاون مع رجال العلم‬
‫المتخصصين في التقينات الرقمية ورجال القانون والمؤسسات الرسمية في الدولة‪ ،‬وعلى‬
‫المستوى الدولي أيضا بغية سن قوانين تكافح مرتكبي تلك الجرائم‪ .‬كما تبرز أهمية هاته‬
‫الدراسة من الناحية النظرية في معرفة مدى كفاية النصوص القانونية الحالية لمنع الجريمة‬
‫المعلوماتية وردع مرتكبيها ومدى الحاجة إلى خلق نصوص قانونية جديدة للحد من هذه‬
‫الظاهرة‪.‬‬

‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬


‫‪7‬‬ ‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫اآلليات القانونية لمكافحة الجريمة المعلوماتية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد أدت التغيرات التي أحدثها التحول إلى الرقمية وربط شبكات الكمبيوتر ببعضها‬
‫واستمرار عولمتها‪ ،‬وكذا التطور الكبير والمتسارع لدور الكمبيوتر وتزايد الوعي لدى‬
‫الشعوب ألهمية المعلومة باعتبارها مصدرا للقوة والثروة‪ ،‬ومما يدعم هاته الفكرة هو تعميم‬
‫استخدام الكمبيوتر واإلنترنت على سكان الكرة األرضية‪ ،‬وانشغاال بمخاطر احتمال استخدام‬
‫الحاسوب وشبكة المعلومات في ارتكاب جرائم جنائية‪ ،‬وهي جرائم حديثة‪ ،‬تقف حاجزا أمام‬
‫تطور المجتمع على كامل األصعدة‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تحرك العديد من المنظمات الدولية‬
‫واإلقليمية إلبرام اتفاقيات في خطورة تهدف إلى مكافحة الجريمة المعلوماتية‪ ،‬ولعل أهمها‬
‫اتفاقية بودابست المنعقدة في ‪ 2001/11/23‬تحت إشراف المجلس األوروبي‪.‬‬
‫إن موضوع اآلليات القانونية لمكافحة الجريمة المعلوماتية أصبح هاجسا يؤرق رجال‬
‫القانون بصفة خاصة‪ ،‬لذلك بات من المستعجل أن تتسع دائرة التعاون مع رجال العلم‬
‫المتخصصين في التقينات الرقمية ورجال القانون والمؤسسات الرسمية في الدولة‪ ،‬وعلى‬
‫المستوى الدولي أيضا بغية سن قوانين تكافح مرتكبي تلك الجرائم‪ .‬كما تبرز أهمية هاته‬
‫الدراسة من الناحية النظرية في معرفة مدى كفاية النصوص القانونية الحالية لمنع الجريمة‬
‫المعلوماتية وردع مرتكبيها ومدى الحاجة إلى خلق نصوص قانونية جديدة للحد من هذه‬
‫الظاهرة‪.‬‬
‫فما هي اآلليات القانونية لمكافحة الجرائم المعلوماتية أو الحد منها؟ وما مدى كفايتها‬
‫وفعاليتها؟‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫إجراءات التحقيق في الجريمة المعلوماتية‬
‫إن التحقيق هو إجراء من أهم اإلجراءات التي تتخذ بعد وقوع الجريمة‪ ،‬لما له من‬
‫أهمية في التثبت من حقيقة وقوعها وإقامة اإلسناد المادي على مرتكبها بأدلة اإلثبات على‬
‫اختالف أنواعها من أجل استجالء الحقيقة لغرض الوصول إلى إدانة المتهم من عدمه)‪،(1‬‬
‫وهناك تشابه بين التحقيق في الجرائم المعلوماتية وبين التحقيق في الجرائم التقليدية‪ ،‬فهي‬
‫جميعا تحتاج إلى إجراءات تشابه في عمومها مثل المعاينة والتفتيش والخبرة واالستجواب‬
‫والشهود وجمع وتحليل األدلة‪ ،‬إال أن التحقيق في الجرائم المعلوماتية له خصوصية خاصة؛‬
‫ألنه يتم في بيئة رقمية‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬‬
‫جمع األدلة‪( :‬المعاينة والتفتيش وضبط األدلة)‬
‫جمع األدلة في الجرائم المعلوماتية يستخلص من البيئة الرقمية‪ ،‬والتي تعتبر مسرحا‬
‫للجريمة‪ ،‬وبما أن الدليل يقوي على إثبات الجريمة‪ ،‬يستلزم أن يكون من ذات طبيعتها التقنية‪،‬‬
‫وتحيط بعملية جمع األدلة العديد من الصعاب‪ ،‬إال أنه ال مناص من مواصلة جمع األدلة مع‬
‫التطوير المستمر لوسائل البحث‪ ،‬وتكييف جمع األدلة مع طبيعة الجرائم المعلوماتية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المعانية‬
‫وهي مالحظة وفحص حسي مباشر ألي شيء له عالقة بالجريمة إلثبات حالته‪،‬‬
‫والكشف والتحفظ على كل ما قد يفيد من األشياء في كشف الحقيقة‪ .‬وتكمن أهمية المعاينة في‬
‫دورها لتصور كيفية وقوع الجريمة وظروف مالبساتها‪ ،‬وتوفير األدلة والمعاينة في مسرح‬
‫الجريمة تتيح أمام المحقق الكشف عن طريق معاينة اآلثار المادية التي خلفها ارتكاب‬
‫‪8‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬
‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫د‪.‬خلف فاروق ‪ -‬جامعة الوادي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الجريمة‪ ،‬والتحفظ على األشياء التي تفيد التحقيق‪ ،‬لكن بالنسبة للجرائم المعلوماتية قلما تخلف‬
‫آثار مادية‪ ،‬لذلك وجب مراعاة قواعد وإرشادات فنية خاصة مثل‪ :‬تصوير الحاسوب‬
‫وملحقاته‪ ،‬إثبات التوصيالت‪ ،‬عدم نقل مادة المعلوماتية من مسرح الجريمة‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التفتيش‬
‫هو إجراء من إجراءات التحقيق يباشره موظف مختص بهدف البحث عن أدلة مادية‬
‫لجناية أو جنحة‪ ،‬تحقق وقوعها في محل يتمتع بحرمة‪ ،‬وذلك وفقا للضمانات والقيود المقررة‬
‫قانونا‪ ،‬ويعد تفتيش نظم المعالجة اآللية من أخطر المراحل؛ ألنه يكون على طابع غير مادي‪،‬‬
‫وال يعدو إال أن يكون معلومات إلكترونية ليس لها مظهر محسوس خارجيا‪ ،‬والتفتيش ينصب‬
‫على الجانب المادي والمنطقي للحاسوب معا‪.‬‬
‫‪ – 1‬تفتش المكونات المادية للحاسوب‪ :‬إن التفتيش الواقع على المكونات المادية‬
‫للحاسوب ال توجد فيه مشكلة في التنفيذ؛ ألنه يرد على أشياء مادية‪ ،‬ال خالف فيها لقواعد‬
‫القانون؛ ألنه تطبق عليه القواعد التقليدية‪ ،‬لكن مع األخذ بعين االعتبار اإلجراءات الخاصة‬
‫بضبط هذه األجهزة لحساسيتها وإمكانية إتالفها‪ ،‬ونظام التفتيش تنطبق عليه الضمانات‬
‫المقررة قانونا‪.‬‬
‫‪ – 2‬تفتيش المكونات المنطقية للحاسوب‪ :‬لقد اختلف الفقه الجنائي في مسألة مدى‬
‫قابلية البيانات المعلوماتية؛ ألن تكون موضوعا للتفتيش من عدمه طبقا للنصوص التقليدية‪،‬‬
‫وهو ما حذا بالمشرعين سن قوانين إجرائية جديدة تنص على إمكانية تفتيش المكونات‬
‫المنطقية للحاسوب‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه المشرع الفرنسي في تعديله للنصوص التي تحكم‬
‫التفتيش‪ ،‬وكما نص المشرع اإلنجليزي على جواز تفتيش نظم الحاسوب المادية والمعنوية‪،‬‬
‫مجلة الحقوق والحريات‬

‫وقد صرحت االتفاقية األوروبية المتعلقة بجرائم تقنية المعلومات أنه يحق للدول األعضاء‬
‫تفتيش نظام الحاسوب أو جزء منه أو المعلومات المخزنة فيه ووسائط التخزين‪ ،‬والتفتيش في‬
‫البيئة الرقمية يخضع لشروط شكلية وأخرى موضوعية تختلف عن شروط التفتيش في البيئة‬
‫)‪(3‬‬
‫التقليدية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ضبط األدلة‬


‫وهو وضع اليد على الشيء يتصل بالجريمة ويفيد في كشف الحقيقة وعن مركبيها‪،‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ويفيد في ضبط األدلة في التحقيق الجاري بشأن الجريمة‪.‬‬
‫وضبط األدلة في الجرائم المعلوماتية يتصل بضبط المكونات المادية ألنظمة‬
‫الحاسوب‪ ،‬وضبط المكونات المنطقية والبرمجيات‪ ،‬وكذا ضبط المعطيات التي تتناقل أو‬
‫يجري تبادلها في نطاق شبكة المعلومات التي تربط الحواسيب وما يتصل بها)‪ ،(5‬وعلى هذا‬
‫األساس فإن من األشياء التي يتم ضبطها والتحفظ عليها في الجرائم المعلوماتية والتي لها‬
‫قيمة في إثبات تلك الجرائم ونسبتها إلى المتهم هي جهاز الحاسوب وملحقاته‪ ،‬ضبط المعدات‬
‫المستعملة في الشبكة كجهاز المودم‪ ،‬ووسائط تخزين البيانات والمعطيات‪ ،‬وضبط‬
‫البرمجيات‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬


‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫اآلليات القانونية لمكافحة الجريمة المعلوماتية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫وسائل اإلثبات (الخبرة‪ ،‬الشهود‪ ،‬االستجواب)‬
‫وسائل اإلثبات في الجرائم المعلوماتية لها طبيعتها الخاصة بالمقارنة بوسائل اإلثبات‬
‫التقليدية‪ ،‬فوسائل اإلثبات تدخل في إطار اختصاص القضاء‪ ،‬والذي يثبت ويدعم من خاللها‬
‫القضاء الجريمة المعلوماتية المرتكبة من طرف المجرمين‪ ،‬والتي هي محل التحقيق‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الخبرة‬
‫وهي إجراء بمقتضاه يكلف القاضي شخصا من ذوي االختصاص يسمى خبيرا بمهمة‬
‫معينة تتطلب تحقيقا واستقصاءات قد تكون على جانب من التعقيدات توصال إلعطاء القاضي‬
‫معلومات ورأي فني بشأن أمور واقعية ال يمكن الحصول عليها بنفسه‪ ،‬ويثبت الخبير تحقيقه‬
‫مع الرأي الذي توصل إليه في تقرير خطي إلى القاضي‪ .‬فالخبرة هي أحد أهم وسائل جمع‬
‫األدلة‪ ،‬وتأخذ حكم الشاهد من حيث الحجية أو القوة في اإلثبات‪ ،‬وبالنظر إلى الطبيعة‬
‫الخاصة للجرائم المعلوماتية فإن إماطة اللثام عنها تحتاج إلى خبرة فنية منذ بدء مرحلة‬
‫ا لتحري عن هذه الجرائم‪ ،‬وتستمر إليها في مرحلتي التحقيق والمحاكمة‪ ،‬وتخضع لشروط‬
‫شكلية وشروط موضوعية البد من االلتزام بها لتعتمد لدى القضاء‪.‬‬
‫)‪(7‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االستجواب‬
‫ويعرف بأنه مساءلة المتهم ومناقشته عن وقائع القضية المنسوبة إليه ارتكابها‬
‫ومجابهته باألدلة وسماع ما لديه من دفوع للتهمة المنسوبة إليه‪ .‬والهدف من االستجواب هو‬
‫كشف الحقيقة واستظهارها بالطرق القانونية‪ ،‬واستجواب المتهم في الجرائم المعلوماتية‬
‫تحكمه ذات القواعد العامة الستجواب متهم في أي جريمة تقليدية‪ ،‬إال أنه البد أن تكون‬
‫السلطة المختصة التي تتولى االستجواب مؤهلة للتحقيق في الجرائم المعلوماتية حتى يمكن‬
‫االستيعاب والتعامل مع مفردات الجريمة المعلوماتية‪ ،‬وقد أحاط المشرع االستجواب بعدة‬
‫ضمانات البد من االلتزام بها لضمان حقوق المتهم‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬سماع الشهود‬
‫سماع الشهود كسائر إجراءات التحقيق في الطريقة التقليدية‪ ،‬فالقاضي له أن يسمع‬
‫الشهود أو يستغني عنهم‪ ،‬فإذا قرر سماعهم فهو الذي يحدد من يجب االستماع إليه ومن يمكن‬
‫االستغناء عنه‪ ،‬واألمر متروك للسلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬والشاهد في الجرائم المعلوماتية‬
‫يطلق عليه اسم الشاهد المعلوماتي تميزا له عن الشاهد التقليدي‪ ،‬والمقصود بالشاهد في‬
‫الجريمة المعلوماتية هو الفني صاحب الخبرة والتخصص في تقنية وعلوم الحاسوب‪ ،‬والذي‬
‫تكون لديه معلومات جوهرية أو هامة الزمة للولوج في نظام المعاجلة اآللية للبيانات إذا‬
‫كانت مصلحة التحقيق تقتضي التنقيب عن أدلة الجريمة)‪ ،(8‬وتضم طائفة الشهود‪ :‬مشغلو‬
‫الحاسوب‪ ،‬خبراء البرمجة‪ ،‬محللو البيانات‪ ،‬مهندسو الصيانة‪ ،‬مديرو النظم‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫مواجهة الجرائم المعلوماتية في التشريع الدولي‬
‫مع تزايد صور وحجم الخسائر واألضرار الناجمة عن الجرائم المعلوماتية‪ ،‬والتي‬
‫تتخطى في أغلب أحيانها حدود لتطال اعتداءها دول ومؤسسات أخرى‪ ،‬ومع تميزها‬
‫بالعالمية‪ ،‬وبكونها عابرة للحدود‪ ،‬وأثبت الواقع العملي أن أي دولة ال تستطيع بجهودها‬
‫المنفردة مواجهة الجريمة المعلوماتية‪ ،‬لذلك عملت الدول على توحيد جهودها لمكافحتها‪،‬‬
‫وهو ما سنعالجه في هذين المطلبين‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬
‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫د‪.‬خلف فاروق ‪ -‬جامعة الوادي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المطلب األول‪:‬‬
‫على المستوى الدولي‬
‫إن مكافحة الجرائم المعلوماتية ال تتحقق إال بوجود تعاون دولي على المستوى‬
‫اإلجرائي والجنائي‪ ،‬وفي إطار الجهد الدولي المبذول‪ ،‬فإن هناك العديد من الهيئات‬
‫والمنظمات الدولية التي تلعب دورا ملحوظا في إطار إبرام االتفاقيات في محاولة منها‬
‫لترسيخ وجوب التعاون الدولي لمواجهة الجرائم المعلوماتية‪.‬‬
‫‪ – 1‬جهود األمم المتحدة)‪ :(9‬تبذل األمم المتحدة جهودا ال يستهان بها في مجال‬
‫محاولة التصدي للجرائم المعلوماتية وتؤكد على وجوب تعزيز العمل المشترك بين أعضاء‬
‫المنظمة من أجل التعاون للحد من انتشارها وتعاظم آثارها‪ ،‬وقد حظيت الجرائم المعلوماتية‬
‫باهتمام مؤتمرات األمم المتحدة‪ ،‬وأبرزها ما جاء في هذا المجال مايلي‪:‬‬
‫عقد منظمة األمم المتحدة المؤتمر الثالث عشر)‪ (10‬لمنع الجريمة والعدالة الجنائية من‬
‫‪ 12‬إلى ‪ 19‬أفريل ‪ 2015‬بدولة قطر‪ ،‬وكان الموضوع الرئيسي للمؤتمر "إدماج منع‬
‫الجريمة والعدالة الجنائية في جدول أعمال األمم المتحدة األوسع للتصدي للتحديات‬
‫االجتماعية واالقتصادية وتعزيز سيادة القانون على الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬ومشاركة‬
‫الجمهور" وقررت الجمعية العامة قرارها (‪ )184/67‬النظر في ما يلي‪ :‬إنشاء حلقات عمل‬
‫من بينها تعزيز تدابير منع الجريمة والعدالة الجنائية للتصدي لألشكال المتطورة للجريمة‪،‬‬
‫منها الجرائم المعلوماتية‪.‬‬
‫عقد منظمة األمم المتحدة المؤتمر الثاني عشر)‪ (11‬من ‪ 12‬إلى ‪ 19‬أفريل ‪2010‬‬
‫بالبرازيل تحت عنوان "استراتيجيات شاملة لتحديات عالمية" نظم منع الجريمة والعدالة‬
‫مجلة الحقوق والحريات‬

‫الجنائية وتطورها في عالم متغير‪ ،‬وتضمن جدول أعمال المؤتمر ثمانية بنود‪ :‬من بينها‬
‫جرائم اإلنترنت‪ ،‬حيث دعت لجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية إلى عقد اجتماع لفريق من‬
‫خبراء حكومي دولي مفتوح العضوية لدراسة شاملة لمشكلة الجريمة المعلوماتية وتدابير‬
‫التصدي لها‪.‬‬
‫)‪(12‬‬
‫قرارات وتوصيات الجمعية العام لألمم المتحدة ‪:‬‬
‫‪ -‬القرار (‪ )121/45‬العام ‪ ،1990‬وكذلك نشر دليل منع الجرائم المتصلة بأجهزة‬
‫الكمبيوتر ومكافحتها في العام ‪.1994‬‬
‫‪ -‬القرار رقم (‪ )63/55‬المؤرخ في ‪ ،2000/12/04‬والقرار رقم (‪ )121/56‬المؤرخ‬
‫في ‪ 2001/12/19‬بشأن «مكافحة استخدام نظم المعلومات اإلدارية الجنائية لتقنية‬
‫المعلومات»‪ .‬يدعو هذا القرار الدول األعضاء‪ ،‬عقد وضع التشريعات الوطنية لمكافحة إساءة‬
‫استعمال تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬على أن تأخذ باالعتبار عمل لجنة منع الجريمة والعدالة‬
‫الجنائية‪.‬‬
‫‪ -‬القرار رقم (‪ )239/57‬في ‪ 2003/01/31‬والقرار رقم (‪ )199/58‬المؤرخ في‬
‫‪ 2004/01/30‬بشأن «إنشاء ثقافة عالمية لألمن السيبراني» ودعوة الدول األعضاء إلى‬
‫التعاون وتعزيز ثقافة األمن السيبراني‪.‬‬
‫‪ -‬قرار لجنة مكافحة المخدرات (‪ )5/48‬حول "تعزيز التعاون الدولي من أجل منع‬
‫استخدام شبكة اإلنترنت الرتكاب الجرائم المتصلة بالمخدرات"‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬


‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫اآلليات القانونية لمكافحة الجريمة المعلوماتية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬التوصيات والمبادئ التوجيهية للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات (‪ )INCB‬التي‬


‫نشرت العام ‪ 2005‬توصيات للحد من انتشار المبيعات غير المشرعة من المواد الخاضعة‬
‫للرقابة والسيما المستحضرات الصيدالنية‪ ،‬عبر اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -2‬جهود االتحاد الدولي لالتصاالت‪ (13):‬يوفر االتحاد الدولي لالتصاالت الذي يضم‬
‫‪ 192‬دولة و‪ 700‬شركة من القطاع الخاص والمؤسسات األكاديمية منبرا استراتيجيا للتعاون‬
‫بين أعضائه باعتباره وكالة متخصصة داخل األمم المتحدة‪ ،‬وقد وضع االتحاد الدولي‬
‫لالتصاالت مخططا لتعزيز األمن اإللكتروني العالمي‪ ،‬ومن أهم أهدافه الرئيسية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وضع استراتيجيات لتطوير نموذج التشريعات السيبرانية يكون قابال للتطبيق محليا‬
‫وعالميا بالتوازي مع التدابير القانونية الوطنية والدولية المعتمدة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع استراتيجيات لتهيئة األرضية الوطنية واإلقليمية المناسبة لوضع الهياكل‬
‫التنظيمية والسياسات المتعلقة بجرائم اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -3‬جهود المنظمة الدولية للشرطة الجنائية اإلنتربول‪ (14):‬وتهدف المنظمة إلى‬
‫تأكيد وتشجيع التعاون بين أجهزة الشرطة في الدول األعضاء وعلى نحو فعال في مكافحة‬
‫الجريمة‪ ،‬من تجميع البيانات والمعلومات المتعلقة بالمجرم والجريمة‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫المكاتب المركزية الوطنية للشرطة الدولية الموجودة في أقاليم الدول األعضاء‪ .‬وتتبادلها فيما‬
‫بينها‪ ،‬باإلضافة إلى التعاون في ضبط المجرمين بمساعدة أجهزة الشرطة في الدول‬
‫األعضاء‪ ،‬ومدها بالمعلومات المتوفرة لديها على إقليمها وخاصة بالنسبة للجرائم المتشعبة‬
‫في عدة دول ومنها جرائم اإلنترنت‪.‬‬
‫)‪(15‬‬
‫‪ -4‬جهود المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪ :‬تهدف إلى تشجيع النشاط اإلبتكاري‪،‬‬
‫وتطوير إدارة االتحادات في مجال حماية الملكية الصناعية وحماية المصنفات األدبية‬
‫والفنية‪ ،‬واهتمت بتوفير الحماية القانونية للبرامج المعلوماتية وقواعد البيانات‪ ،‬وتم االتفاق‬
‫على توفيرها بواسطة االتفاقيات العالمية وخاصة "اتفاقية التريبس" و"اتفاقية بيرن" اللتان‬
‫حثتا فيهما الدول األعضاء على ضرورة تطوير تشريعاتها‪ ،‬وخاصة تشريعات حقوق‬
‫المؤلف‪ ،‬كما يلزم االتفاق الدولي األعضاء في المنظمة بوجوب فرض إجراءات تنفيذية‪،‬‬
‫وتدابير مدنية وإدارية‪ ،‬وعقوبات جنائية لمواجهة أي اعتداء على حقوق المؤلف وخاصة‬
‫القرصنة‪ ،‬وتنص المادة (‪ )04‬من منظمة العالمية للملكية الفكرية)‪ (16‬المعتمدة سنة ‪1996‬‬
‫على أنه "تتمتع برامج الحاسوب بالحماية باعتباره مصنفات أدبية وتطبق تلك الحماية على‬
‫برامج الحاسوب أيا كانت التعبير عنها"‪.‬‬
‫‪ -5‬جهود منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ (17):‬تضم هذه المنظمة في عضويتها‬
‫‪ 34‬دولة وضعت المنظمة توصيات إرشادية بخصوص أمن نظم المعلومات‪ ،‬ومن مجمل‬
‫أعمال منظمة التعاون االقتصادي والتنمية حول الجرائم اإللكترونية حصل اتفاق على‬
‫ضرورة أن يغطي قانون العقوبات في كل دولة األفعال التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬التالعب في البيانات المعالجة آليا بما في ذلك محوها‪ .‬ب‪ -‬التجسس المعلوماتي‪.‬‬
‫ج‪-‬التخريب المعلوماتي‪ .‬د‪-‬قرصنة البرامج‪ .‬هـ‪-‬الدخول غير المشروع على البيانات أو نقلها‪،‬‬
‫واعتراض استخدام المعطيات أو نقلها‪.‬‬
‫‪ -6‬جهود االتحاد األوروبي‪ :‬أعلنت "يوروبول")‪ (18‬في ‪ ،2014/09/01‬وكالة‬
‫تطبيق القانون األوروبية‪ ،‬المتخصصة في مكافحة الجرائم واإلرهاب في دول االتحاد‬

‫‪12‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬


‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫د‪.‬خلف فاروق ‪ -‬جامعة الوادي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫األوروبي‪ ،‬عن إنشائها قوة خاصة لمحاربة الجرائم المعلوماتية في دول االتحاد‪ ،‬كما أن‬
‫عملها يمتد إلى دول أخرى‪.‬‬
‫وستكون مهمة القوة الجديدة التنسيق مع التحقيقات الدولية التخاذ التدابير الالزمة في‬
‫مواجهة التهديدات الرئيسية على اإلنترنت‪ ،‬مثل البرمجيات الخبيثة وخاصة ما يستهدف منها‬
‫القطاعات المالية ومكافحة عمليات االحتيال المعلوماتية والمواقع التي تبيع الممنوعات وغير‬
‫ذلك‪ ،‬وستبدأ القوة التي أطلق عليها اسم "‪ "J-CAT‬وسيكون مقرها ضمن المركز األوروبي‬
‫للجرائم المعلوماتية "‪ "EC3‬التابع لليوروبول‪.‬‬
‫ويتضمن فريق العمل المشترك ضد الجرائم المعلوماتية األعضاء في االتحاد‬
‫األوروبي باإلضافة إلى شركاء آخرين ال ينتمون إلى االتحاد األوروبي من وكاالت تطبيق‬
‫القانون‪.‬‬
‫وانضمت للتعاون مع هذه القوة الجديدة مجموعة من الدول منها كندا واستراليا‬
‫وألمانيا وفرنسا وهولندة وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ -7‬جهود اتفاقية المجلس األوروبي‪ :‬اعتمد المجلس األوروبي الطابع الدولي لجرائم‬
‫الكمبيوتر منذ العام ‪ ،1976‬وفي العام ‪ 1996‬أنشأت اللجنة األوروبية لمشاكل الجريمة‬
‫(‪ ) CDPC‬لجنة خبراء للتعامل مع مشكلة الجريمة السيبرانية‪ ،‬عملت اللجنة بين سنة ‪1997‬‬
‫و‪ 2000‬على االتفاقية التي اعتمدها البرلمان األوروبي في الجزء الثاني من جلسته العامة في‬
‫شهر أفريل ‪ ،2001‬وتم التصديق على االتفاقية من قبل ‪ 30‬دولة بحلول العام ‪،2010‬‬
‫واتفاقي ة جرائم اإلنترنت هي المعاهدة الدولية األولى التي تسعى لمعالجة الجرائم اإللكترونية‬
‫عبر التنسيق بين القوانين الوطنية وقوانين الدول األخرى ومن أهم أهداف االتفاقية)‪:(19‬‬
‫مجلة الحقوق والحريات‬

‫أ‪ -‬توحيد عناصر القانون الجزائي المحلي مع األحكام المتعلقة بالجرائم اإللكترونية‪.‬‬
‫ب‪ -‬توفير اإلجراءات القانونية الالزمة للتحري ومالحقة الجرائم المرتكبة الكترونيا‪.‬‬
‫ج‪ -‬جمع معلومات عن حركة البيانات وعن إمكان وجود تدخل في محتواها‪.‬‬
‫د‪ -‬تتضمن االتفاقية المبادئ العامة المتعلقة بالتعاون الدولي في‪ :‬تسليم المجرمين‪،‬‬
‫المساعدة الدولية المتبادلة‪ ،‬إعطاء المعلومات بصورة آلية‪ ،‬وإنشاء الوالية القضائية على أي‬
‫جريمة‪.‬‬
‫)‪(20‬‬
‫‪ -8‬جهود مجموعة الدول الثماني "‪ :"G8‬اعتمد وزارة العدل والداخلية لبلدان‬
‫الثمانية في اجتماعاتهم المختلفة سياسات لمكافحة العديد من جرائم اإلنترنت تستند إلى‬
‫المبادئ التالية‪:‬‬
‫عدم إتاحة مالذات آمنة للمعتدين على تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬التنسيق بين جميع الدول‬
‫المعنية في مالحقة مرتكبي جرائم اإلنترنت ومحاكمتهم تدريب الموظفين المكلفين تنفيذ‬
‫القوانين‪ ،‬وتجهيزهم بالمعدات الضرورية للتعامل مع الجرائم ذات التقنية العالية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك دعت دول الثمانية إلى مواصلة العمل حتى التوصل إلى حلول دولية ناجحة‪ ،‬من‬
‫خالل عقد اتفاقات دولية‪ ،‬لمعالجة الجريمة ذات التقنية العالية واالستفادة من عمل المنظمات‬
‫الدولية المختلفة ومن توصيات الـ "‪ "G8‬بالنسبة للجرائم اإللكترونية موجودة في إطار الباب‬
‫"‪ "D‬من المعاهدة وتتلخص بما يلي)‪:(21‬‬
‫‪ -‬يتعين على الدول أن تجرم االنتهاكات على حقوق الغير على الشبكة العنكبوتية التي‬
‫تستوجب العقوبات الجزائية وأن تعالج المشاكل المتعلقة بالتحقيقات القضائية بالتدريب الفعال‬

‫‪13‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬


‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫اآلليات القانونية لمكافحة الجريمة المعلوماتية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لمنع الجريمة‪ ،‬وإقامة تعاون دولي في ما يتعلق بمكافحة هذه االنتهاكات وينبغي للدول أن‬
‫تتخذ خطوات لمنع الجريمة ذات التقنية العالية‪.‬‬
‫‪ -9‬جهود االتحاد اإلفريقي)‪ :(22‬طلب المؤتمر االستثنائي لوزارة االتحاد اإلفريقي‬
‫المسؤولين عن تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت المنعقد في جنوب إفريقيا من ‪ 02‬إلى ‪05‬‬
‫نوفمبر ‪ 2009‬من مفوضية االتحاد اإلفريقي القيام باالشتراك مع لجنة األمم المتحدة‬
‫االقتصادية إلفريقيا بإعداد اتفاقية حول التشريع القضائي على أساس احتياجات القارة‬
‫وااللتزام بالمتطلبات القانونية والتنظيمية للمعامالت اإللكترونية واألمن اإللكتروني وحماية‬
‫البيانات الشخصية‪ .‬كما أوصت بضرورة توفير الحماية القانونية ألنظمة المعلوماتية التي‬
‫تعتبر قيمة بالنسبة للمجتمع مما يجعل من الضروري سن التشريعات ضد الجريمة‬
‫اإللكترونية‪ .‬وفي يونيو ‪ ، 2014‬اجتمع مجموعة من قادة االتحاد اإلفريقي مكون من ‪54‬‬
‫حكومة أفريقية في القمة ‪ 23‬لالتحاد اإلفريقي‪ ،‬ووافقوا على اتفاقية االتحاد األفريقي فيما‬
‫يتعلق بمجال األمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫على المستوى العربي‬
‫من أبرز ما يمكن أنت يقال عن الجهود العربية المبذولة على مستوى الدول العربية‬
‫من أجل الحماية من الجرائم اإللكترونية التي تضررت منها تلك الدول وألحقت بها خسائر‬
‫نجد‪:‬‬
‫‪ -1‬االتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلوماتي)‪ :(23‬وافق عليها مجلس وزراء‬
‫الداخلية والعدل العرب في اجتماعهم المشترك المنعقد بمقر األمانة العامة لجامعة الدول‬
‫العربية بالقاهرة بتاريخ ‪ 2010/12/21‬وتحتوي على (‪ )43‬مادة وجاء في مضمون المادة‬
‫األولى منها "تهدف هذه االتفاقية إلى تعزيز التعاون وتدعيمه بين الدول العربية في مجال‬
‫مكافحة جرائم تقنية المعلومات لدرء أخطار هذه الجرائم حفاظا على أمن الدول العربية‬
‫ومصالحها وسالمة مجتمعاتها وأفرادها" ونجد في الفصل الثاني تفصيال لألفعال التي تعد‬
‫مجرمة‪ ،‬وفي الفصل الثالث تتعرض لنطاق تطبيق األحكام اإلجرائية‪ ،‬وفي الفصل الرابع‬
‫تعرضت للتعاون القانوني والقضائي وفي الفصل الخامس تعرضت إلى أحكام ختامية‪.‬‬
‫‪ -2‬المكتب اإلقليمي العربي لالتحاد لالتصاالت)‪ :(24‬عقد محضر االجتماع األول في‬
‫الجزائر يومي ‪ 25‬و‪ 26‬فيفري ‪ 213‬تم تشكيل فريق العمل حول حماية األطفال على‬
‫اإلنترنت في المنطقة العربية ويهدف إلى تنسيق الجهود وتوحيد الرؤية في المنطقة العربية‬
‫من أجل التوصل إلى وضع مبادئ توجيهية إلطار قانوني لحماية الطفل على اإلنترنت في‬
‫المنطقة العربية وتم االتفاق على ان تكون مهمة الفريق كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد األفعال التي تشكيل خطرا على األطفال في الفضاء السيبراني‬
‫ب‪ -‬وضع المبادئ التوجيهية لإلطار القانوني اإلقليمي لحماية األطفال في الفضاء‬
‫السيبراني في إطار التعاون والتنسيق اإلقليمي في المنطقة العربية‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقديم توصيات عامة حول االسترشاد بالمبادئ التوجيهية على المستوى الوطني‬
‫لكل دولة عند صياغة قوانينها الخاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬القوانين النموذجية)‪ :(25‬اعتمدت جامعة الدول العربية عبر األمانة العامة لمجلس‬
‫وزراء العدل العرب ما سمي بالقوانين العربية االسترشادية الخاصة بمكافحة الجرائم‬
‫اإللكترونية ومنها‪:‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬
‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫د‪.‬خلف فاروق ‪ -‬جامعة الوادي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أ‪ -‬القانون العربي االسترشادي لإلثبات بالتقنيات الحديثة‪ :‬اعتمده مجلس وزراء‬
‫العدل العرب بالقرار رقم (‪/771‬د‪ )24‬بتاريخ ‪ 2008/11/27‬يحتوي على سبعة فصول‪،‬‬
‫و(‪ )24‬مادة ونجد الفصل الخامس من المادة (‪ )23‬إلى (‪ )32‬وما يليه يحتوي على الجرائم‬
‫والعقوبات الخاصة بالجرائم اإللكترونية‪.‬‬
‫ب‪ -‬قانون اإلمارات العربي االسترشادي لمكافحة جرائم تقنية المعلومات وما في‬
‫حكمها‪ :‬اعتمده مجلس وزراء العدل العرب في دورته (‪ )19‬بالقرار رقم (‪/495‬د‪ )19‬بتاريخ‬
‫‪ 2003/10/08‬واعتمده مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته (‪ )21‬بالقرار رقم (‪-417‬‬
‫د‪ )2004/21‬ويحتوي على (‪ )27‬مادة تخص العقوبات للجرائم اإللكترونية‪.‬‬
‫ج‪ -‬القانون العربي االسترشادي لحماية حق الملكية الفكرية‪ :‬اعتمده مجلس وزراء‬
‫العدل العرب بقرار رقم (‪/940‬د‪ )28‬سنة ‪ 2012‬والذي يحوي في الجزء األول على حماية‬
‫حق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬ويتكون من (‪ )10‬فصول ونجد الفصل الرابع في المادة‬
‫(‪ )19‬الذي يوضح المصنفات المشمولة بالحماية منها "برامج الحاسوب مهما كانت لغتها بما‬
‫فيها األعمال التحضيرية" أما المادة (‪ )20‬تتمتع بالحماية المقررة في هذا القانون المصنفات‬
‫المشتقة التالية‪:‬‬
‫قواعد البيانات‪ ،‬سواء أكانت مقروءة أم غير مقروءة من الحاسب وفي الفصل التاسع‬
‫نجد اإلجراءات التحفظية والجزاءات في المادة (‪ )74‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -4‬مجلس وزار العدل العرب)‪ :(26‬بموجب القرار رقم (‪ )229‬سنة ‪1996‬‬
‫وباستعراض الباب التاسع الخاص ضد األشخاص نجد القانون قد احتوى على فصل خاص‬
‫باالعتداء على حقوق األشخاص الناتج عن المعالجات المعلوماتية وذلك في المواد (‪-461‬‬
‫مجلة الحقوق والحريات‬

‫‪ )464‬حيث أشارت المواد (‪ )463-461‬على وجوب حماية الحياة الخاصة وأسرار األفراد‬
‫من خطر المعالجة اآللية وكيفية جمع المعلومات االسمية وكيفية اإلطالع عليها والمادة‬
‫(‪ ) 464‬نصت على عقاب من يقوم بفعل الدخول الغش إلى كامل أو جزء من نظام المعالجة‬
‫اآللية للمعلومات‪ ،‬وعرق لة أو إفساد نظام التشغيل عن أداء وظيفته المعتادة وتغيير المعلومات‬
‫داخل النظام‪ ،‬وتزوير وثائق المعالجة اآللية وسرقة المعلومات‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫مواجهة الجرائم المعلوماتية في التشريع الجزائري‬
‫سارع المشرع الجزائري كغيره من الدول إلى احتواء الجريمة المعلوماتية من خالل‬
‫التعديالت التي أدخلها على قانون العقوبات وسن نصوص قانونية أخرى جديدة نسترضها‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫المطلب األول‪:‬‬
‫الحماية من خالل قانون العقوبات‬
‫يعتبر قانون العقوبات وسيلة ردعية للكف عن ارتكاب الجرائم بصفة عامة‪ ،‬وبما أن‬
‫الجرائم المعلوماتية تلحق أضرار بالغير فقد أقر المشرع عقوبات ردعية لتلك الجرائم وهي‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المساس بأنظمة المعالجة اآللية للمعطيات وهي من أبرز الجرائم التي عالجتها‬
‫المحاكم الجزائرية (الملحق ‪ ،)05‬وهذا بموجب القانون رقم (‪ (27))15/04‬المتعلق بقانون‬
‫العقوبات وذلك من خالل المواد (‪ 394‬مكرر) إلى (‪ 394‬مكرر‪ ،)7‬فمن خالل استقراء‬

‫‪15‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬


‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫اآلليات القانونية لمكافحة الجريمة المعلوماتية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نصوص المواد حاول المشرع الجزائري حصر هذه الجرائم والعقوبات المقرر لها فيما‬
‫يلي)‪:(28‬‬
‫‪ -1‬جريمة دخول معالجة آلية للمعطيات عن طريق الغش‪ :‬نصت عليها المادة (‪394‬‬
‫مكرر))‪ (29‬من قانون العقوبات‪ ،‬حيث تعاقب بالحبس والغرامة عند الدخول أو البقاء بالغش‬
‫في المنظومة المعلومة وفرق المشرع في هذه الحالة بين ما إذا كانت الجريمة بسيطة‬
‫ومضاعفة العقوبة إذا ترتب عنها حذف أو تغيير المنظومة‪ ،‬وبين ما إذا ترتب على ذلك‬
‫تخريب لنظام اشتغال المنظومة‪.‬‬
‫‪ -2‬جريمة إزالة أو تعديل معطيات في نظام المعالجة آلية بطرق تدليسية‪ :‬نصت‬
‫عليها المادة (‪ 394‬مكرر‪ (30))1‬من قانون العقوبات‪ ،‬حيث اعتبر المشرع الجزائري أن إزالة‬
‫أو تعديل المعطيات التي يتضمنها النظام بطريق الغش عمال إجراميان ويقصد بإزالة‬
‫المعطيات سواء جزئيا أو كليا أما محوها أو إتالفها أو تخريبها من أجل منع النظام القيام‬
‫بمهامه أو تعطيل النظام المعلوماتي‪ ،‬والطرق متعدد شرحناها في مبحث سابق مثل نشر‬
‫الفيروسات‪ ،‬أما تعديل المعطيات ويقصد به إما إدخال معلومات وهمية أو تزويرها في النظام‬
‫المعلوماتي‪.‬‬
‫‪ -4‬جرائم نشر حيازة أو االتجار بالمعطيات المخزنة أو المعالجة‪ :‬نصت عليها المادة‬
‫(‪ 394‬مكرر‪ (31))2‬من قانون العقوبات‪ ،‬حيث تعد هذه الجريمة من أكثر الجرائم وقوعا في‬
‫العالم االفتراضي ولقد اعتبر المشرع الجزائري عملية اصطناع برنامج مخصص الرتكاب‬
‫فعل الغش المعلوماتي أو إعداد برنامج ناقص من الناحية الفنية وخاصة المبرمج من أجل‬
‫خلق فجوات وثغرات فيه لممارسة فعل الغش أو تجميع أو التقاط البيانات بغرض استغاللها‬
‫أو نشرها خاصة عن طريق اإلنترنت أو االتجار فيها من الجرائم المعاقب عليها‪ ،‬بحكم أن‬
‫جريمة اإلفشاء والنشر تتسم بخطورة على الحياة الخاصة‪.‬‬
‫‪-5‬جرائم المعالجة اآللية الماسة بالدفاع الوطني أو الهيئات أو المؤسسات الخاضعة‬
‫للقانون العام طبقا للمادة (‪ 394‬مكرر))‪ (32‬من قانون العقوبات‪ :‬حيث اعتبر المشرع‬
‫الجرائم المعلوماتية التي تستهدف الدفاع الوطني أو أي مؤسسة رسمية بمثابة ظرف تشديد‬
‫ويستخلص من نص المادة (‪ 394‬مكرر‪ )3‬من قانون العقوبات أن العقوبة المشددة على جميع‬
‫الجرائم المنصوص عليها في المادة (‪ 394‬مكرر) والمادة (‪ 394‬مكرر‪ )1‬و (مكرر‪ )2‬من‬
‫قانون العقوبات وحرص المشرع الجزائري على ضمان حماية مطلقة لهيئات الدفاع الوطني‬
‫)‪(33‬‬
‫ولمؤسسات الدولة الجزائرية وتوسع في هذه الحماية وذلك بإدراج جميع الجرائم‬
‫المنصوص عليها في المادة (‪ 394‬مكرر) من قانون العقوبات كلها‪.‬‬
‫)‪(34‬‬
‫‪ -6‬الجرائم المعلوماتية للشخص المعنوي‪ :‬نصت عليها المادة (‪ 394‬مكرر‪)4‬‬
‫من قانون العقوبات حيث أقر المشرع الجزائري المسؤولية الجزائرية لألشخاص المعنوية‪،‬‬
‫وشدد عقوبة الغرامة في جرائم االعتداء على نظم المعالجة اآللية‪ ،‬حيث أن الغرامة المطبقة‬
‫على الشخص المعنوي تتراوح بين واحد إلى خمس أضعاف الغرامة المقررة على الشخص‬
‫الطبيعي‪.‬‬
‫‪ -7‬جريمة تكوين جمعية أشرار المعلوماتيين لغرض التحضير للجرائم الماسة‬
‫بأنظمة المعالجة اآللية طبقا للمادة (‪ 394‬مكرر‪ (35))5‬من قانون العقوبات‪ :‬ويتضح من‬
‫خالل نص المادة أن العقوبات يطال من يشارك أي مجموعة أو في اتفاق الغرض منه‬
‫التحضير أو اإلعداد الرتكاب الجرائم المعلوماتية مع توفر القصد الجنائي‪ ،‬كما يستخلص أن‬
‫‪16‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬
‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫د‪.‬خلف فاروق ‪ -‬جامعة الوادي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مجرد المشاركة أو االتفاق المجسد بفعل مادي يوحي بالتحضير للجريمة خاصة أن ذلك‬
‫يمكن أن يتم عبر الشبكات المعلوماتية‪.‬‬
‫‪ -8‬العقوبات التكميلية وفقا للمادة (‪ 394‬مكرر‪ (36))6‬من قانون العقوبات‪ :‬نص‬
‫المشرع في هذه المادة على العقوبات التكميلية للجرائم السالفة الذكر وتمثل في المصادرة‬
‫لألجهزة المستعملة والبرامج والوسائل المستعملة مع إلحاق ذلك بغلق المواقع وأماكن‬
‫االستغالل شريطة أن تكون بعلم صاحبها‪.‬‬
‫‪ -9‬العقاب على الشروع في الجريمة المعلوماتية طبقا لنص المادة (‪ 394‬مكرر‪)7‬‬
‫)‪(37‬من قانون العقوبات‪ :‬أن فعل الشروع أو البدء في ارتكاب الجريمة يعاقب عليه بنفس‬
‫العقوبة المقررة للجنحة ذاتها‪ ،‬ونظرا لكون جرائم االعتداء على نظام المعالجة اآللية ذات‬
‫وصف جنحوي أقر المشرع العقاب لها بمثل الجريمة نفسها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حماية حرمة الحياة الخاصة‪ :‬من خالل التعديل الذي جاء في القانون رقم‬
‫(‪ (38))23-06‬المتعلق بقانون العقوبات فالمادة (‪ 303‬مكرر))‪ (39‬من قانون العقوبات تعاقب‬
‫بالحبس والغرامة كل من تعمد المساس بحرمة الحياة الخاصة لألشخاص بأي تقنية كانت‬
‫سواء بالتقاط أو تسجل أو نقل صور أو مكالمات خاصة أو سرية دون إذن رضا صاحبها أما‬
‫المادة (‪ 303‬مكرر‪ (40))1‬من قانون العقوبات‪ ،‬تعاقب بالعقوبة ذاتها على من يحتفظ أو يضع‬
‫في متناول الجمهور الصور أو الوثائق بأية وسيلة كانت‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حماية حرمة رموز الدولة‪ :‬من خالل التعديل الذي جاء في القانون رقم‬
‫(‪ (41))14/11‬المتعلق بقانون العقوبات‪ ،‬حيث نصت المادة (‪ 144‬مكرر))‪ (42‬منه‪ ،‬على‬
‫عقوبة الغرامة المالية فقط كل من أساء لرئيس الجمهورية بأية وسيلة كانت أو بوسيلة‬
‫مجلة الحقوق والحريات‬

‫إلكترونية وفي حالة العود تضاعف الغرامة‪.‬‬


‫رابعا‪ :‬الحماية من خالل قانون اإلجراءات الجزائية‪ :‬حيث أن المادة (‪ )16‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجزائرية)‪ (43‬وسعت من االختصاص المحلي لضباط الشرطة القضائية فيما‬
‫يتعلق بالبحث ومعاينة الجرائم الماسة بأنظمة المعالجة اآللية للمعطيات ويمتد االختصاص‬
‫إلى كامل اإلقليم الوطني‪ ،‬كما جاءت المادة (‪ )37‬من قانون اإلجراءات الجزائية)‪ (44‬والمادة‬
‫(‪ ) 40‬منه لتمكن كل من وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق على تمديد االختصاص المحلي‬
‫إلى دائرة اختصاص محاكم أخرى في الجرائم الماسة بأنظمة المعالجة اآللية للمعطيات‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫)‪(45‬‬
‫الحماية من خالل قوانين خاصة‬
‫وهذه القوانين الخاصة شملت الحماية في قانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬وكذلك الحماية‬
‫من خالل نصوص الملكية الفكرية‪ ،‬وأيضا الحماية في نصوص التوقيع اإللكتروني باإلضافة‬
‫إلى الحماية المتعلقة بالمواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الحماية في قانون التأمينات االجتماعية‪ :‬بمقتضى أحكام قانون التأمينات‬
‫االجتماعية رقم (‪ (46))01/08‬المؤرخ في ‪ 2008/01/23‬شدد العقوبة فيما يتعلق بالمساس‬
‫غير المشروع للبطاقة اإللكترونية للمؤمن له اجتماعيا‪ ،‬وعاقب المشرع الجزائري كل من‬
‫يسلك أو يستسلم بهدف االستعمال غير المشروع للبطاقة اإللكترونية للمؤمن له اجتماعيا‬
‫المفتاح اإللكتروني لهيكل العالج أو المفتاح لمهني الصحة طبقا للمادة (‪ 93‬مكرر‪ (47))2‬من‬
‫نفس القانون‪ ،‬كما يشمل العقاب التعديل أو الحذف الكلي أو الجزئي للمعطيات التقنية أو‬
‫اإلدارية المدرجة في البطاقة اإللكترونية أو نسخ البرمجيات المتعلقة باستعمال البطاقة‬

‫‪17‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬


‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫اآلليات القانونية لمكافحة الجريمة المعلوماتية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اإللكترونية‪ ،‬أو المحاولة على ارتكاب الفعل طبقا لنص المادة (‪ 93‬مكرر‪ )3‬منه)‪ ،(48‬كما أقر‬
‫المشرع أيضا عقوبة للشخص المعنوي تتمثل في الغرامة ضعف المقررة للشخص الطبيعي‬
‫طبقا لنص المادة (‪ 93‬مكرر ‪ (49))5‬من ذات القانون‪ ،‬ومصادرة األجهزة والوسائل‬
‫المستعملة وكذا غلق المحالت وأماكن االستغالل التي تكون محل الجنح‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحماية من خالل قانون الملكية األدبية والفنية‪ :‬حاول المشرع الجزائري‬
‫مواجهة الجريمة اإللكترونية من خالل قانون الملكية األدبية والفنية المتعلق بحق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة الصادر بموجب األمر رقم (‪ (50))05/03‬المؤرخ في ‪2003/07/23‬‬
‫المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬حيث وسع قائمة المؤلفات المحمية‪ ،‬وذلك بإدماج‬
‫برامج المعلوماتية‪ ،‬ضمن المصنفات األصلية والتي عبر عنها بمصنفات قواعد البيانات‬
‫وبرامج المعلوماتية‪ ،‬كما شدد العقوبات على المساس بحقوق المؤلفين خاصة المصنفات‬
‫الرقمية التي تشملها الحماية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحماية في نصوص التوقيع اإللكتروني‪ :‬أصدر المشرع الجزائري قانون رقم‬
‫(‪ (51))03/15‬المتعلق بعصرنة العدالة‪ ،‬حيث تطرق في الفصل الثاني إلى المنظومة‬
‫المعلوماتية المركزية لوزارة العدل واإلشهاد على صحة الوثائق اإللكترونية وضمان‬
‫حمايتها‪ ،‬أما الفصل الثالث تعرض إلى إرسال الوثائق واإلجراءات القضائية بالطريق‬
‫اإللكترونية‪ ،‬والفصل الخامس تعرض إلى األحكام الجزائية لحماية التوقيع والتصديق‬
‫اإللكترونيين‪ ،‬حيث أن المادة (‪ (52))17‬منه تعاقب على كل من يستعمل بطريقة غير قانونية‬
‫العناصر الشخصية المتصلة بإنشاء توقيع إلكتروني يتعلق بتوقيع شخص آخر‪ .‬أما المادة‬
‫(‪ (53))18‬تعاقب كل شخص حائز على شهادة إلكترونية يستعملها بعد انتهاء صالحيتها أو‬
‫إلغائها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الحماية المتعلقة بالموصالت السلكية والالسلكية‪ :‬تضمن الفصل الثاني من‬
‫الباب الرابع من القانون رقم (‪ (54))03/2000‬المتعلق بالبريد والمواصالت السلكية‬
‫والالسلكية األحكام الجزئية المترتبة على مخالفة النظام القانوني‪ ،‬فاألشخاص المرخص لهم‬
‫تقديم خدمة المواصالت السلكية والالسلكية والعمال متعاملي الشبكات العمومية الذين‬
‫ينتهكون سرية المراسالت السلكية والالسلكية أو المساعدة على ذلك يعاقبون طبقا لنص‬
‫المادة (‪ )137‬من قانون العقوبات أم غيرهم ممن يرتكب هذه األفعال يعاقب بالحبس‬
‫والغرامة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الحماية من خالل قانون الوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال ومكافحتها رقم (‪ : (55))04/09‬وتكمن أهمية هذا القانون في كونه يجمع بين‬
‫القواعد اإلجرائية المكملة لقانون اإلجراءات الجزائية ويبين القواعد الوقائية التي تسمح‬
‫بالرصد المبكر لالعتداءات المحتملة والتدخل السريع لتحديد مصدرها والتعرف على‬
‫مرتكبيها‪ ،‬وقد جرم األفعال المخالفة للقانون والتي ترتكب عبر وسائل االتصال عامة‪،‬‬
‫وبالتالي فهو يطبق على كل التكنولوجيات الجديدة والقديمة بما فيها شبكة اإلنترنت وعلى كل‬
‫تقنية تظهر مستقبال‪ .‬وقد حدد القانون الحاالت التي يسمح فيها اللجوء إلى المراقبة‬
‫اإللكترونية كاألفعال الموصوفة بجرائم اإلرهاب أو التخريب أو الجرائم الماسة بأمن الدولة‬
‫أو في حالة توفر معلومات عن احتمال اعتداء منظومة معلوماتية‪ .‬وقد تعرض الفصل األول‬
‫من القانون إلى أهدافه وتحديد مفهوم التقنية‪ ،‬أما الفصل الثاني فقد تعرض إلى أحكام خاصة‬
‫بمراقبة االتصاالت اإللكترونية‪ ،‬والفصل الرابع تعرض إلى القواعد اإلجرائية الخاصة‬
‫‪18‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬
‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫د‪.‬خلف فاروق ‪ -‬جامعة الوادي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بالتفتيش والحجز في مجال الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬والفصل الرابع‬
‫تعرض إلى تحديد االلتزامات التي تقع على المتعاملين في االتصاالت اإللكترونية‪ ،‬ثم الفصل‬
‫الخامس نص على إنشاء هيئة وطنية للوقاية من اإلجرام المتصل بتكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال ومكافحتها والفصل السابع فقد نص على التعاون والمساعدة القضائية الدولية‬
‫بخصوص مكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال خاصة منها بالمساعدة‬
‫)‪(56‬‬
‫وتبادل المعلومات‪.‬‬

‫التهميش‬
‫)‪ – (1‬سعيداني نعيم‪ ،‬آليات البحث والتحري عن الجريمة المعلوماتية في القانون‬
‫الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير علوم جنائية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2013 ،‬ص‪ 110‬إلى‬
‫‪.120‬‬
‫)‪ – (2‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬مبادئ في جرائم الكمبيوتر واإلنترنت‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.192‬‬
‫)‪ – (3‬محمد بن نصير محمد السرحاني‪ ،‬مهارات التحقيق الجنائي الفني في جرائم‬
‫الحاسوب واإلنترنت‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬قسم علوم الشرطة‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم‬
‫األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2004 ،‬ص‪.80-76‬‬
‫)‪ – (4‬خالد عياد الحلبي‪ ،‬إجراءات التحري والتحقيق في جرائم الحاسوب واإلنترنت‪،‬‬
‫دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2001 ،‬ص‪.171-170‬‬
‫)‪ – (5‬خالد عياد الحلبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.282-281‬‬
‫مجلة الحقوق والحريات‬

‫)‪ – (6‬محمود الشنكيات‪ ،‬اإلثبات بالمعاينة والخبرة في القانون المدني‪ ،‬دراسة الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص‪.98‬‬
‫)‪ – (7‬عبد األمير العكيلي وسليم حربة‪ ،‬أصول المحاكمات‪ ،‬ج‪ 1‬و‪ ،2‬دار الكتب‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1980 ،‬ص‪.44‬‬
‫)‪ – (8‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.339‬‬
‫)‪ – (9‬محمود أحمد عبابنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫)‪ – (10‬حكومة قطر اإللكترونية‪ ،‬صفحة المؤتمر‪،‬‬
‫‪http://www.moi.gov.qa/UNCCPCJDoha/Arabic/Previous_Congr‬‬
‫‪esses.html‬‬
‫)‪ – (11‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (12‬موقع خاص بقرارات األمم المتحدة‬
‫‪http://www.un.org/arabic/documents/instruments/subj_ar.asp‬‬
‫)‪ – (13‬موقع االتحاد الدولي لالتصاالت‬
‫‪http://www.itu.int/osg/csd/cybersecurity/gca/global-strategic-‬‬
‫‪report/index.htm‬‬
‫)‪ – (14‬أمير فرج يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.463 - 462‬‬
‫)‪ – (15‬محمود أحمد عبابنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.160-159‬‬
‫)‪ – (16‬المنظمة العالمية للملكية الفكرية ‪www.wipo.int‬‬
‫)‪ – (17‬علي حسن الطوالبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.104-102‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬


‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫اآلليات القانونية لمكافحة الجريمة المعلوماتية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ – (18‬الموقع اإللكتروني لليروبول ‪www.eurpol.europa.eu‬‬


‫)‪ – (19‬علي حسن الطوالبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫)‪ – (20‬موقع مجموعة الثمانية‬
‫‪G8recommandations on transnational crimes, 2011,‬‬
‫‪www.Canadainternationalgc.ca/G8‬‬
‫)‪ – (21‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (22‬موقع القانون اإلفريقي ‪www.africa-union.org‬‬
‫)‪ – (23‬الشبكة القانونية العربية ‪www.arabegalnet.org‬‬
‫)‪ – (24‬االتحاد الدولي لالتصاالت‬
‫‪https://www.itu.int/ITU.../Minutes-of-1st-meeting.doc‬‬
‫)‪ – (25‬القوانين العربية النموذجية ‪https://www.protectionproject.org‬‬
‫)‪ – (26‬محمود أحمد عبابنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.181-180‬‬
‫)‪ – (27‬القانون (‪ )15/04‬المؤرخ في ‪ 2004/11/10‬المتعلق بقانون العقوبات‬
‫الرسمية عدد ‪ 71‬صادر في ‪.2004/11/10‬‬
‫)‪ – (28‬مولود ديدان‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ط‪ ،2012‬مصححة ومحيثة‪ ،‬ص‪137-135‬‬
‫)‪ – (29‬المادة (‪ 364‬مكرر) من القانون (‪، )15/04‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ – (30‬المادة (‪ 394‬مكرر‪ ،)1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (31‬المادة (‪ 394‬مكرر‪ ،)2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (32‬المادة (‪ 394‬مكرر‪ ،)3‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (33‬زيبحة زيدان‪ ،‬المعلوماتية في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪،‬‬
‫عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.100‬‬
‫)‪ – (34‬المادة (‪ 394‬مكرر‪ )4‬من القانون رقم (‪ ،)15/04‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ – (35‬المادة (‪ 394‬مكرر‪ ،)5‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (36‬المادة (‪ 394‬مكرر‪ ،)6‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (37‬المادة (‪ 394‬مكرر‪ ،)7‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (38‬القانون (‪ )23/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/12/20‬المتضمن قانون العقوبات‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪ ،48‬الصادرة في ‪.2006/12/24‬‬
‫)‪ – (39‬المادة (‪ 303‬مكرر)‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (40‬المادة (‪ 303‬مكرر‪ )1‬من القانون (‪ ،)23/06‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ – (41‬القانون (‪ )14/11‬مؤرخ في ‪ 2011/08/02‬المتضمن قانون العقوبات‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،44‬صادرة في ‪.2011/08/10‬‬
‫)‪ – (42‬المادة (‪ 144‬مكرر)‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (43‬القانون (‪ )22/06‬المؤرخ في ‪ 2006/12/20‬المتضمن قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 84‬صادرة في ‪.2006/12/24‬‬
‫)‪ – (44‬المادة (‪ )37‬والمادة (‪ )40‬من القانون رقم (‪ )14/04‬مؤرخ في‬
‫‪ 2004/11/10‬يعدل ويتمم األمر (‪ )155/66‬المؤرخ في ‪ 1966/06/08‬المتضمن قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪ 71 ،‬صادرة في ‪.2004/11/10‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬
‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫د‪.‬خلف فاروق ‪ -‬جامعة الوادي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ – (45‬بوعناد فاطمة زهرة‪ ،‬مكافحة الجريمة اإللكترونية في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مجلة الندوة للدراسات القانونية‪ ،‬عدد‪ ،2013 ،1‬جامعة جياللي اليابس سيدي بلعباس‪ ،‬ص‪63‬‬
‫– ‪.74‬‬
‫)‪(46‬‬
‫– القانون (‪ )01/08‬المؤرخ في ‪ 2008/01/23‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،04‬صادرة في ‪.2008/01/27‬‬
‫)‪ – (47‬المادة (‪ 93‬مكرر‪ )2‬من القانون رقم (‪ ،)01/08‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ – (48‬المادة (‪ 93‬مكرر ‪ ،)3‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (49‬المادة (‪ 93‬مكرر ‪ ،)5‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (50‬األمر (‪ )05/03‬المؤرخ في ‪ 2003/07/19‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،44‬صادرة بتاريخ ‪.2003/07/23‬‬
‫)‪ – (51‬القانون (‪ )03/15‬المؤرخ في ‪ 2015/02/01‬المتعلق بعصرنة العدالة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪ ،2‬صادرة في ‪.2015/02/10‬‬
‫)‪ – (52‬المادة (‪ ،)17‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (53‬المادة (‪ ،)18‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ – (54‬القانون (‪ )03/2000‬المؤرخ في ‪ 2000/08/05‬الذي يحدد القواعد العامة‬
‫المتعلقة بالبريد السلكية والالسلكية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪ ،‬المؤرخة في ‪.2000/08/06‬‬
‫)‪ – (55‬القانون (‪ )04/09‬المؤرخ في ‪ 2009/08/05‬يتضمن القواعد الخاصة للوقاية‬
‫من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ومكافحتها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪،47‬‬
‫الصادرة في ‪.2009/08/16‬‬
‫مجلة الحقوق والحريات‬

‫)‪ – (56‬صغير يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪ ‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة ‪‬‬


‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة‬

You might also like