You are on page 1of 187

‫اٌحّب‪٠‬خ اٌغٕبئ‪١‬خ ِٓ‬

‫عشائـُ اإلٔـزشٔذ‬
‫دراسة مقارنة‬

‫نادر عبد الكريم الغزوانى‬

‫‪1‬‬
‫اف َما لَ ْـ َي ْعمَ ْـ‬ ‫نس‬
‫ْ َ َ‬ ‫ِ‬
‫اإل‬ ‫َعمَّ َـ‬

‫سورة العمؽ‪ /‬اآليو ‪5‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلىداء‬

‫الى روح والدى الطاىرة‬

‫‪3‬‬
‫اٌّمذِـــخ ‪:‬‬
‫الحمد ﵀ الذى نحمده ونستعينو ونستغفره ونتوب إليو مف كؿ الذنوب ونعوذ با﵀ مف‬
‫شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪ ،‬مف ييد ا﵀ فبل مضؿ لو ومف يضمؿ فبل ىادى لو ونشيد أف ال‬
‫إلو إال ا﵀ وحده ال شريؾ لو ونشيد أف محمد عبده ورسولو‪.‬‬

‫أِب ثؼذ ‪.....‬‬


‫ال شؾ أف التطور الذى يشيده العالـ منذ فترة ليست بالقصيرة وانتشار شبكة المعمومات‬
‫الدولية (‪ )Internet‬فتح مجاالت عدة إلستفادة الكثيريف ‪ ،‬ولكف وبالرغـ مف ذلؾ فإف ليذا‬
‫التطور مضار كثيرة ال سيما فى مجتمعنا اإلسبلمى والعربى حيث أفرزت ىذه التقنيات نوعاً‬
‫جديداً مف الجرائـ لـ نألفيا مف قبؿ أال وىى جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬وىى جرائـ تختمؼ كمياً عف باقى‬
‫الجرائـ مع مبلحظة أف الضرر الناجـ عنيا ال يمكف فصمو عف األضرار الناتجة عف الجرائـ‬
‫األخرى‪.‬‬

‫وجرائـ اإلنترنت ترتبط لزوماً بوجود حاسب آلى متصؿ بشبكة المعمومات الدولية ولذلؾ‬
‫قد تسمى ىذه الجريمة أيضاً بإسـ الجريمة المعموماتية ‪ ،‬وبالعودة لمحديث عف الشبكة الدولية‬
‫لممعمومات (اإلنترنت) فقد فاقت ىذه الشبكة جميع وسائؿ اإلعبلـ األخرى مف حيث السرعة فى‬
‫تقديـ المعمومات وتحصيميا ‪ ،‬وكذلؾ مف حيث التنصؿ مف الرقابة المفروضة مف قبؿ السمطات‬
‫فالدولة واف كانت تستطيع فرض رقابتيا بؿ ووصايتيا أحياناً عمى صحافتيا واعبلميا ووضع‬
‫الخطوط الحمراء الممنوع تجاوزىا‪ ،‬فإف اإلنترنت لو رأى آخر فى ىذا الصدد حيث أف المعمومات‬
‫تنتقؿ مف خبلؿ ىذه الشبكة مف مكاف آلخر ومف دولة ألخرى أو لدوؿ أخرى كثيرة فى لحظات‬
‫دوف حراس أو قيود أو (رقابة)‪.‬‬

‫فاإلنترنت ينقؿ لؾ المعمومات ويوصميا إليؾ فى عقر دارؾ دوف أف تكمؼ نفسؾ عناء‬
‫واف كانت ىذه ميزة فيى قد تحمؿ فى طياتيا الخطر‪ ،‬فالجانب اآلخر مف اإلنترنت يحوى عديد‬
‫األضرار مع اإلشارة إلى أف إستخدامنا لو ىو الذى يحدد ما إذا كاف مفيداً أو ضا اًر‪.‬‬

‫وبشكؿ أكثر تبسيطاً فإف جرائـ اإلنترنت ىى نتاج إستخداـ سمبى ليذه التقنية ‪ ،‬فالجرـ‬
‫ليس فى التقنية بحد ذاتيا ولكف الجرـ والخمؿ فيمف يقوـ بتوظيفيا ليذا الغرض‪.‬‬

‫أّ٘‪١‬خ اٌّ‪ٛ‬ض‪ٛ‬ع ‪:‬‬


‫تبرز أىمية دراسة ىذا الموضوع فى ظؿ عدـ وجود نصوص قانونية خاصة بجرائـ‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬وبإعتبار أف ال عقوبة إال بنص فإف ىذا األمر يستوجب إعادة النظر بالتشريعات‬

‫‪4‬‬
‫القائمة لتعديؿ بعض نصوصيا‪ ،‬إضافةً لضرورة صياغة نصوص عقابية خاصة بيذه الجريمة‬
‫التى تعد نوعية جديدة عمى بساط القانوف ولـ يتناوليا القانوف الجنائى التقميدى ‪ ،‬فمثبلً يفتقر‬
‫قانوف العقوبات لنص يجرـ القذؼ والسب عف طريؽ اإلنترنت أو يجرـ سرقة المعمومات المخزنة‬
‫إليكترونياً‪.‬‬

‫وكذلؾ تتحدى جرائـ اإلنترنت األجيزة األمنية والقضائية بثغرات ليست باليينة ‪ ،‬فيمكف‬
‫مثبلً القياـ بعممية إحتياؿ تتـ بيف دولتيف (ألمانيا ػ أسبانيا) بينما المرتكب أو المنفذ ليذه العممية‬
‫يوجد فى دولو ثالثة (إيطاليا مثبلً) وىذا األمر يثير مشاكؿ قانونية فيما يتعمؽ باإلختصاص‬
‫القضائى واإلثبات ‪ ،‬ومازالت األجيزة القضائية وأساتذة القانوف فى العالـ دوف إستثناء عاجزيف‬
‫عف الخروج بتصور واضح عف الجريمة وتفرعاتيا الكثيرة المختمفة واف كانت األنظمة القانونية‬
‫المختمفة تحاوؿ إيجاد وتأسيس أرضية قانونية واضحة حوؿ ىذه الجرائـ‪.‬‬

‫طؼ‪ٛ‬ثخ اٌجحش‪:‬‬
‫تكمف صعوبة ىذا البحث فى ضرورة اإللماـ بكؿ ما يتعمؽ بشبكة اإلنترنت ‪ ،‬وكيفية‬
‫عمميا ومعرفة المقصود بمواقع اإلنترنت وفيـ المصطمحات المغوية واليندسية المحيطة بيا‬
‫وكيفية تصور إرتكاب جرائـ مف خبلليا وقياس ىذه الجرائـ عمى الجرائـ العادية إلمكانية التعامؿ‬
‫معيا قانوناً‪.‬‬

‫خطخ اٌجحش‪:‬‬
‫تأتى دراستنا لمموضوع فى فصميف يسبقيما مبحث تمييدى نتعرؼ فيو عمى ماىية شبكة‬
‫اإلنترنت وماىى خصائصيا ومميزاتيا ‪ ،‬وكذلؾ التعريؼ بماىية وكيفية إرتكاب جرائـ اإلنترنت‬
‫وبياف خصائصيا وسمات مرتكبييا‪.‬‬

‫أما الفصؿ األوؿ فسوؼ نخصصو لتفصيؿ وبياف بعضاً مف جرائـ اإلنترنت وقسمنا‬
‫الدراسة فيو إلى مبحثيف سنتناوؿ فى أحدىما الجرائـ التقميدية التى ترتكب عمى الشبكة ‪ ،‬وفى‬
‫المبحث الثانى سنتناوؿ الجرائـ المستحدثة التى أفرزىا اإللماـ العالى مف قبؿ مرتكبييا بيذه‬
‫التقنية‪.‬‬

‫أما الفصؿ الثانى فسنتناوؿ فيو الجيود المبذولة لمكافحة جرائـ اإلنترنت سواء كانت ىذه‬
‫الجيود جيوداً وطنية عمى المستوى الداخمى لكؿ دولة ‪ ،‬أو جيوداً عمى المستوى الدولى تتطمب‬
‫تكاتؼ أكثر مف دولة لمقضاء عمى مثؿ ىذا النوع مف الجرائـ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وسيكون مخطط الدراسة عمى النحو التالى‪:‬‬

‫اٌّجحـــش اٌزّ‪١ٙ‬ــذ‪ٜ‬‬
‫اٌّذٌ‪ٛ‬ي اٌؼبَ ٌشجىخ اإلٔزشٔذ ‪ٚ‬اٌغشائُ اٌّزشرجخ ػٍ‪ٙ١‬ب‬
‫المطمب األول ‪ :‬التعريؼ بشبكة اإلنترنت وبياف خصائصيا‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التعريؼ بشبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬خصائص شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬إستخدامات شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫المطمب الثانى ‪ :‬التعريؼ بجرائـ اإلنترنت وبياف خصائصيا وسمات مرتكبييا‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريؼ جرائـ اإلنترنت‪.‬‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬خصائص جرائـ اإلنترنت‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬مجرـ اإلنترنت‪.‬‬

‫اٌفظــً األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌغشائـــُ اٌّشرىجــخ ث‪ٛ‬اسطـــخ اإلٔـزشٔذ‬
‫المبحث األول ‪ :‬الجرائـ التقميدية المرتكبة بواسطة اإلنترنت‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬جرائـ القذؼ والسب‪.‬‬

‫المطمب الثانى ‪ :‬جريمة اإلعتداء عمى حرمة الحياه الخاصة‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬الجرائـ المخمة باآلداب العامة‪.‬‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬الجرائـ المستحدثة المرتكبة بواسطة اإلنترنت‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية‪.‬‬

‫المطمب الثانى ‪ :‬جرائـ اإلتبلؼ المعموماتى‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬جرائـ غسيؿ األمواؿ‪.‬‬

‫اٌفظً اٌضبٔ‪ٝ‬‬
‫ِىبفحـــخ عشائــــُ اإلٔــزشٔذ‬
‫المبحث األول ‪ :‬مكافحة جرائـ اإلنترنت عمى المستوى الوطنى‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬سبؿ الحماية الفنية فى مواجية جرائـ اإلنترنت‪.‬‬

‫المطمب الثانى ‪ :‬التصدى الشرطى لجرائـ اإلنترنت‪.‬‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬مكافحة جرائـ اإلنترنت عمى المستوى الدولى‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬التعاوف الشرطى والقضائى عمى المستوى الدولى‪.‬‬

‫المطمب الثانى ‪ :‬اإلتفاقيات والمؤتمرات الدولية‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬معوقات التعاوف الدولى‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫اٌّجحش اٌزّ‪١ٙ‬ذ‪ٜ‬‬
‫اٌّذٌ‪ٛ‬ي اٌؼبَ ٌشجىخ اإلٔزشٔذ ‪ٚ‬اٌغشائُ اٌّزشرجخ ػٍ‪ٙ١‬ب‬
‫رّ‪١ٙ‬ـــــذ ‪:‬‬
‫تعتبر شبكة اإلنترنت أضخـ شبكة كمبيوتر عمى مستوى العالـ‪ ،‬تندمج فييا كبلً مف‬
‫تكنولوجيا الحاسب اآللى مع تكنولوجيا اإلتصاالت ‪ ،‬األمر الذى جعميا مف األىمية بحيث ال‬
‫يمكف اإلستغناء عنيا فى كثير مف المجاالت سواء كانت تجارية أو عممية بحثية أو خدمية أو‬
‫مصرفية‪.‬‬

‫ولكف ىذا التطور التكنولوجى اليائؿ ال يمكف أف ننظر اليو مف جانب إيجابى فقط حيث‬
‫أف إزدياد العمؿ بو أدى إلى إفراز جانب سمبى ال يمكف إغفالو أو غض الطرؼ عنو‪.‬‬

‫ولذلؾ فإننا فى ىذا المبحث سوؼ نقوـ بتعريؼ شبكة اإلنترنت وابراز خصائصيا‬
‫واستخداماتيا فى مطمب أوؿ‪.‬‬

‫ثـ فى المطمب الثانى سوؼ نعرؼ جرائـ اإلنترنت ونبيف خصائصيا باإلضافة لبياف‬
‫سمات مرتكبى ىذا النوع مف الجرائـ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اٌّطٍـــت األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌزؼش‪٠‬ف ثشجىخ اإلٔزشٔذ ‪ٚ‬ث‪١‬بْ خظبئظ‪ٙ‬ب ‪ٚ‬إسزخذاِبر‪ٙ‬ب‬
‫فى ىذا المطمب سوؼ نقوـ بتعريؼ شبكة اإلنترنت باإلضافة إلى تبياف أىـ خصائصيا‬
‫واستخداماتيا وذلؾ عمى النحو التالى‪:‬‬

‫اٌفـــشع األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌزؼش‪٠‬ـــف ثشجىـــخ اإلٔـــزشٔذ‬
‫يمكف تعريؼ شبكة اإلنترنت ػ وفقاً لما نعتقده صحيحاً ػ بأنيا الشبكة الدولية العمبلقة‬
‫التى يندرج تحت لوائيا عدد ال محدود مف الشبكات وأجيزة الحاسب اآللى‪ ،‬بما تحويو مف‬
‫معمومات والمرتبطة ببعضيا البعض بعدة وسائؿ قد تكوف سمكية كالخطوط الياتفية‪ ،‬أو السمكية‬
‫كاألقمار اإلصطناعية لذلؾ يطمؽ عمييا أيضاً إسـ (شبكة الشبكات) عمى إعتبار أنيا الشبكة‬
‫األـ التى تحوى باقى الشبكات‪.‬ومصطمح اإلنترنت ىو إختصار لممسمى اإلنجميزى‬
‫‪)International Communication Network):‬‬

‫وكذلؾ تعرؼ بأنيا شبكة فضائية تنتقؿ مف خبلليا المعمومات بطريقة رقمية بيف‬
‫مجموعة مف الحاسبات اآللية)‪.(1‬‬

‫ومف تعريفاتيا أيضاً أنيا شبكة عالمية دولية ووسيمة مف وسائؿ اإلتصاؿ والتواصؿ بيف‬
‫الشبكات تجمع بيف مجموعة مف أجيزة الحاسب اآللى المرتبطة ببعضيا البعض‪ ،‬إما عف طريؽ‬
‫خطوط التميفوف‪ ،‬أو عف طريؽ األقمار الصناعية وتعمؿ وفقا لبروتوكوؿ وحيد (‪ )Tcp/ip‬حيث‬
‫تقدـ لئلنسانية جممة مف الخدمات كالبريد اإلليكترونى وتبادؿ المعمومات(‪.)2‬‬

‫وكذلؾ يمكف أف تعرؼ شبكة اإلنترنت بإعتبار جانب المعموماتية فييا بأنيا (دائرة‬
‫معارؼ عمبلقة يمكف لمناس مف خبلليا الحصوؿ عمى المعمومات حوؿ أى موضوع فى شكؿ‬
‫نص مكتوب أو رسوـ أو صور أو خرائط أو التراسؿ عف طريؽ البريد اإلليكترونى)(‪.)3‬‬

‫ولشبكة اإلنترنت عدة مسميات أو مرادفات فقد تسمى الشبكة العنكبوتية أو الشبكة‬
‫العالمية أو شبكة الويب وكميا مسميات تصب فى نفس المعنى او المقصود‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪.‬ماجد راغب الحمو‪ ،‬العقود االدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،2007،‬ص‪.107‬‬
‫(‪ ) 2‬نبيمة ىبة ىرواؿ‪ ،‬الجوانب اإلجرائية لجرائـ اإلنترنت فى مرحمة جمع اإلستدالالت ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعى‪ ، 2007،‬ص‪.7-6‬‬
‫(‪ ) 3‬د‪ .‬محمد خميفة العمرى‪ ،‬واقع إستخداـ اإلنترنت لدى أعضاء ىيئة التدريس وطمبة جامعة العموـ‬
‫والتكنولوجيا األردنية‪ ،‬مجمة إتحاد الجامعات العربية‪ ،‬العدد ‪ ، 40‬ربيع الثانى ‪1423‬ى ‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪9‬‬
‫وقد ظير أوؿ تصور نظرى مكتوب لفكرة إتصاؿ الحاسبات عف طريؽ شبكة‬
‫إتصاؿ فى أغسطس مف العاـ ‪ 1962‬فى مذكرات كتبيا )‪ )Licklider‬الذى كاف أوؿ رئيس‬
‫لمركز أبحاث الكمبيوتر )‪ (Darpa‬وبالفعؿ تـ إجراء أوؿ إتصاؿ بيف حاسبيف فى مدينتيف‬
‫مختمفتيف عاـ ‪ 1965‬عف طريؽ خط الياتؼ وكاف أحد الحاسبيف مف نوع ‪ TX_2‬واآلخر مف‬
‫نوع ‪.)1( Q _ 32‬‬

‫وتعتبر الواليات المتحدة ىى صاحبة السبؽ فى إنشاء شبكة اإلنترنت‪ ،‬ففى عاـ ‪1969‬‬
‫تحديداً بدأت و ازرة الدفاع االمريكية بإنشاء مشروع دفاعى يقوـ عمى ربط الحواسيب اآللية‬
‫الخاصة بو ازرة الدفاع بالجيات المختصة بإجراء البحوث العسكرية‪ ،‬والتى تضـ أيضاً عدد مف‬
‫الجامعات التى تقوـ بأبحاث خاصة لصالح الجيش األمريكى وسميت ىذه الشبكة باسـ األربانت‬
‫(‪ )ARPA NET‬وكممة)‪ )ARPA‬ىى إختصار لئلسـ‬

‫(‪)Advanced Research Project Agency net‬‬

‫أى إدارة مشروعات األبحاث المتقدمة وقد بدأت ىذه الشبكة تعمؿ عمى نطاؽ عدد‬
‫محدود مف الواليات ثـ سرعاف ما امتدت لتشمؿ كافة الواليات المتحدة االمريكية‪.‬‬

‫وكاف اليدؼ مف ذلؾ النظاـ ىو وضع القوات األميركية فى حالة تأىب قصوى داخؿ‬
‫مراكز إدارة الصواريخ ‪ ،‬خاصة فى حالة نشوب حرب نووية أو أى إعتداء عسكرى عمييا(‪،)2‬‬
‫السيما مع وجود الخطر السوفيتى وما يمثمو مف تيديد نووى فى مواجية الواليات المتحدة‪ ،‬وبعد‬
‫إنييار اإلتحاد السوفيتى وما أعقبو مف إنتياء لمحرب الباردة إنتفت الحاجة ليذه الشبكة عمى‬
‫األقؿ مف الناحية العسكرية وتحولت لما ىى عميو اآلف مف خدمة لؤلغراض المدنية‪.‬‬

‫ففى بداية حقبة السبعينات وبإنضماـ وكالة الفضاء االمريكية )‪ (NASA‬والمؤسسة‬


‫القومية لمعموـ )‪ )NSF‬ومراكز البحث العممى أخذت الشبكة الطابع المدنى‪ ،‬وأصبح التمويؿ‬
‫الخاص بيا يتـ عف طريؽ جيات حكومية وبإنضماـ أعداد ىائمة مف الشبكات الخاصة‬
‫بالشركات والمؤسسات‪ ،‬أخذت الشبكة الطابع التجارى بعد أف كانت مقتصرة عمى الجوانب‬
‫األكاديمية والعسكرية فقط(‪.)3‬‬

‫‪(1) An article entitled Abrief‬‬ ‫‪history of the internet - available at:‬‬


‫‪http://www.walthowe.com/navnet/history.html‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬عبد الفتاح بيومى حجازى‪ ،‬الجرائـ المستحدثة فى نطاؽ التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬منشأة‬
‫المعارؼ ‪، 2009 ،‬ص‪.24-23‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬يحيى مصطفى حممى وآخروف ‪ ،‬أساسيات الحاسبات االليكترونية‪ ،‬مكتبة عيف شمس ‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪،1995‬ص‪.5‬‬

‫‪10‬‬
‫وبالتالى إنقسمت األربانت الى جزئيف أو شبكتيف ‪ ،‬إحداىما وىى األساس الذى أنشئت‬
‫مف أجمو الشبكة واحتفظت باإلسـ األصمى األربانت وىى الخاصة بخدمة الشؽ العسكرى ‪ ،‬أما‬
‫الثانية فيى الخاصة باإلستخدامات العادية والسممية ليذه الشبكة ‪.‬‬

‫وفى فترة الثمانينات إنضمت عدة شبكات أخرى مف عدد مف الدوؿ كفرنسا والياباف‬
‫والمممكة المتحدة‪ ،‬وفى بداية التسعينات أصبحت شبكة اإلنترنت تغطى معظـ دوؿ العالـ تقريبا‬
‫وانضمت إلييا آالؼ الشبكات فعاـ ‪ 1990‬شيد دخوؿ شبكة ويب (‪ (Web‬التى تتميز بإمكانية‬
‫إستخداـ تقنية الصوت والصورة وأدوات اإلعبلـ المتعددة (‪.) 1‬‬

‫أما عف وقت دخوؿ شبكة اإلنترنت إلى البمداف العربية فقد دخمت في أواخر الثمانينات‬
‫بشكؿ محدود جداً‪ ،‬ولـ يتوسع إستعماؿ شبكة اإلنترنت في الببلد العربية إال منذ أوائؿ التسعينات‬
‫مف القرف الماضي‪.‬‬

‫اٌفشع اٌضبٔــ‪ٝ‬‬
‫خظبئـــض شجىــــخ اإلٔـزشٔذ‬
‫تتميز شبكة اإلنترنت بعدد من الخصائص والمميزات نجمميا فى االتى‪:‬‬
‫‪ -1‬س‪ٌٛٙ‬ـــــخ اإلسزخذاَ‪:‬‬
‫يتميز اإلنترنت بسيولة إستخدامو حيث يكفى أف يكوف الشخص ممماً بأساسيات الحاسب‬
‫اآللى وكيفية إستخدامو وتشغيمو ‪ ،‬ثـ بعد ذلؾ الدخوؿ لمبرنامج المعد لمتصفح عبر شبكة‬
‫اإلنترنت عف طريؽ النقرعمى األيقونة الخاصة بشبكة اإلنترنت والموجودة عمى شاشة الكمبيوتر‪،‬‬
‫مع القميؿ مف اإلرشادات والتوجييات ممف ليـ سابقة التعامؿ فى ىذا المجاؿ يستطيع الشخص‬
‫بعدىا تصفح ما يشاء مف مواقع اإلنترنت وذلؾ بكتابة اسـ الموقع الذى يريد التصفح داخمو‪.‬‬

‫‪ -2‬لٍخ اٌزىبٌ‪١‬ف‪:‬‬
‫يتاح لممستخدـ اإلتصاؿ بشبكة اإلنترنت مقابؿ مبمغ مالى معيف يقوـ بدفعو لمشركة‬
‫المسئولة عف تقديـ الخدمة‪ ،‬وىو عبارة عف إشتراؾ شيرى يتحدد حسب إستيبلؾ المستخدـ وىو‬
‫مبمغ زىيد مقارنة بكـ المعرفة المخزنة داخؿ تمؾ الشبكة‪.‬‬

‫إضافة لذلؾ تمثؿ اإلنترنت أداة فعالة إلنجاز الكثير مف المياـ بكمفة منخفضة ‪ ،‬فكمفة‬

‫(‪ )1‬محمد عبد ا﵀ أبو بكر سبلمة ‪ ،‬موسوعة جرائـ المعموماتية (جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت) منشأة المعارؼ ‪،‬‬
‫‪ ، 2006‬ص‪.34‬‬

‫‪11‬‬
‫رسالة البريد اإلليكترونى ال تذكر قياسا بكمفة البريد العادى ‪ ،‬وكمفة الكتاب اإلليكترونى والبرنامج‬
‫اإلليكترونى عادة أقؿ كمفة مف مثيمو العادى‪ ،‬وكمفة ىاتؼ اإلنترنت فى المكالمات الدولية ال‬
‫تقارف بكمفة الياتؼ العادى(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬اٌف‪ٛ‬س‪٠‬ـــخ‪:‬‬
‫ألغت اإلنترنت حاجزى الزماف والمكاف ‪ ،‬فاإلتصاؿ يتـ بشكؿ مباشر بغض النظر عف‬
‫مكاف الشخص المرسؿ أوالشخص المستقبؿ ‪ ،‬فميس ىناؾ حاجة إلنتظار وصوؿ الرسائؿ البريدية‬
‫لئلطبلع عمى أخبار األىؿ أو األصدقاء ‪،‬أو إنتظار صدور الجريدة لئلطبلع عمى األخبار‬
‫المحمية أو العالمية فاإلنترنت يقوـ بذلؾ ‪ ،‬حيث أف ىذه التقنية تعمؿ طواؿ ‪ 24‬ساعة يومياً عمى‬
‫مدار األسبوع وطيمة أياـ السنة(‪.)2‬‬
‫‪ -4‬اٌز‪ٛ‬اطً اٌّسزّش‪:‬‬
‫خاصية أخرى يتفرد بيا اإلنترنت وىى التواصؿ بيف مستخدميو ‪ ،‬فأنا كمستخدـ لو‬
‫أستطيع التواصؿ مع شخص آخر فى دولة أخرى تقع فى قارة أخرى مف قارات العالـ فأرسؿ لو‬
‫بريد إليكترونى يستطيع أف يجيبنى عميو فى نفس الوقت دوف إنتظار‪ ،‬ويستطيع أى مستخدـ مثبل‬
‫أف يحصؿ عمى فتوى دينية مثبل فى نفس الوقت مف أحد المواقع المتخصصة فى ذلؾ ىذا كمو‬
‫بخبلؼ ما قد يستطيع المتصفح الحصوؿ عميو مف معمومات مستجدة عمى مدار الساعة بعكس‬
‫وسائؿ االعبلـ االخرى‪.‬‬
‫‪-5‬اإلٔزشبس ‪ٚ‬اٌزط‪ٛ‬س‪:‬‬
‫شبكة اإلنترنت وجدت ليس لتقؼ عند حد معيف‪ ،‬ولكنيا شبكة متطورة دائمة التغير‬
‫والتجديد ‪ ،‬فكؿ يوـ يشيد إنضماـ العديد مف المستخدميف ليذه الشبكة وكذلؾ تزايد عدد المواقع‬
‫اإلليكترونية والتحديث المستمر لممواقع الموجودة فعبل ‪،‬حيث أف المستخدـ ال يكاد يكمؿ التصفح‬
‫فى موقع إال ووجد نفسو قد ولج االخر‪.‬‬
‫‪ -6‬اٌؼبٌّ‪١‬خ‪:‬‬
‫ال تعترؼ اإلنترنت بالحواجز المكانية أو الجغرافية فالعالـ بيف يديؾ وداخؿ شاشتؾ‬
‫الصغيرة وبضغطة زر واحدة دوف أى مشكؿ تستطيع التجوؿ بيف دوؿ العالـ ومشاىدة أبرز‬
‫معالميا‪ ،‬و كذلؾ تستطيع التسوؽ مف خبلؿ اإلنترنت ومشاىدة ما تشاء مف السمع وأنت فى‬

‫(‪ )1‬أنظر د ‪.‬عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ‪،‬اآلثار األمنية إلستخداـ الشباب لئلنترنت ‪ ،‬جامعة نايؼ العربية لمعموـ‬
‫األمنية‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1425،‬ى ‪،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )2‬د ‪.‬عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪12‬‬
‫منزلؾ(‪.)1‬‬
‫‪ -7‬ػذَ إِىبٔ‪١‬خ اٌزحىُ ث‪ٙ‬ب‪:‬‬
‫بخبلؼ وسائؿ اإلعبلـ األخرى التى ليا إدارة ومرجعية يمكف الرجوع الييا والزاميا‬
‫بضوابط وقوانيف معينة ‪ ،‬ليس لئلنترنت مرجعية معينة يمكف فرض القوانيف عمييا والمواد التى‬
‫توضع عمى اإلنترنت تصدر عف مصادر الحصر ليا لذلؾ شكمت اإلنترنت تحديا أمنياً وقوياً‬
‫يصعب التعامؿ معو(‪.)2‬‬

‫اٌفـــشع اٌضبٌــش‬
‫إسزخذاِـــبد شجىــخ اإلٔزشٔذ‬
‫‪ .1‬اإلسزخذاِبد اإلرظبٌ‪١‬خ‪:‬‬
‫تعتبر اإلنترنت فى األساس وكما ذكرنا فى تعريفنا ليا وأسباب نشأتيا وسيمة إتصاؿ‪،‬‬
‫ولعؿ ىذا ىو السبب الرئيسى فى وجوده حيث حمت اإلنترنت محؿ وسائؿ اإلتصاؿ العادية‬
‫فالبريد اإلليكترونى أصبح بديبل لمبريد العادى ‪ ،‬والمكالمات الياتفية عبر اإلنترنت والتى تعتبر‬
‫أقؿ كمفة حمت محؿ اإلتصاالت التميفونية وىو مازاد مف إعتماد الناس عميو كوسيمة إتصاؿ أوفر‬
‫وأسرع‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلسزخذاِبد اٌزؼٍ‪١ّ١‬خ‪:‬‬
‫يستخدم اإلنترنت فى مجال التعميم فى عدة نواحى كما يمى‪:‬‬

‫أ‪ -‬التعميـ عف بعد‪:‬‬

‫تحقؽ اإلنترنت إمكانية إيجاد فصوؿ ببل جدراف مما يمكف الطبلب مف متابعة دروسيـ‬
‫عمى بعد آالؼ األمياؿ مف جامعاتيـ ‪ ،‬وىذا مف شانو أف يعالج مشكمة تكدس الطبلب فى‬
‫الجامعات وقد بدأ بالفعؿ تطبيؽ ىذا المفيوـ فى التعميـ ومف أمثمة ذلؾ ‪ :‬معيد ماساتشوستش‬
‫لمتكنولوجيا (‪ )MIT‬الذى يقدـ برنامجا لمماجستير فى إدارة األنظمة دوف الحاجة لحضور‬
‫الطبلب الى المعيد ‪ ،‬كما تقدـ أكاديمية جورجيا الطبية ‪ 200‬فصؿ دراسى مرتبطة بيا فى‬

‫(‪ )1‬راجع فى ذلؾ ‪ ،‬د‪ .‬عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ ) 2‬د‪.‬عبد الرحمف عبد العزيز السبيعى ‪ ،‬حرب المعمومات ‪ ،‬مرامر لمطباعة االليكترونية ‪ ،‬بدوف تاريخ‪،‬‬
‫ص‪.285‬‬

‫‪13‬‬
‫مختمؼ انحاء العالـ يستطيع الطبلب مف خبلليا دراسة عدد مف المواد واإلختبار فييا(‪.)1‬‬

‫كػػذلؾ توجػػد عػػدة جامعػػات عربيػػة عمػػى اإلنترنػػت مػػف بينيػػا جامعػػة العػػرب االليكترونيػػة‬
‫)‪(www.arabuniversty.com‬‬
‫ب‪ -‬التعميـ المستمر‪:‬‬

‫تتزايد الحاجة إلى التعميـ المستمر مع تسارع التطورات فى عصرنا الحاضر مما يتحتـ‬
‫تدريب العامميف لمواجية التطورات والمستجدات وتدريب الموظفيف ‪ ،‬و يوجد كثي ار مف التعقيدات‬
‫لصعوبة االستغناء عف جيود العامميف فى جيات عمميـ لذلؾ فإف التعميـ عف طريؽ اإلنترنت‬
‫يشكؿ بديبل مناسبا وفاعبلً فى ىذه الفرضية إذ يستطيع العامموف فى مختمؼ القطاعات حضور‬
‫الدورات التدريبية دوف أف يضطروا لمغادرة أماكف عمميـ(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬اإلسزخذاِبد اٌؼٍّ‪١‬خ(‪: )3‬‬
‫يزخر اإلنترنت بمبلييف المواقع التى تحتوى عمى كـ ىائؿ مف المعمومات فى شتى‬
‫مجاالت المعرفة وعمى عدة أشكاؿ منيا‪:‬‬

‫أ ‪ -‬المكتبات اإلليكترونية‪:‬‬

‫توجد مكتبات إليكترونية عمى اإلنترنت تحوى كتبا كاممة فى شتى التخصصات كمكتبات‬
‫المواقع الطبية والتجارية والحكومية‪ ،‬وكذلؾ المكتبات اإلسبلمية بحيث تستطيع مف مكانؾ‬
‫اإلطبلع عمى أحدث إصدارات الكتب بؿ وتحميميا عمى حاسبؾ اآللى ‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أف تمؾ الخدمة قد تكوف مجانية وقد تكوف بمقابؿ كما ىو الحاؿ فى‬
‫أغمب المواقع‪.‬‬

‫ب‪ -‬قواعد البيانات‪:‬‬

‫وىى عبارة عف معمومات مجمعة ومصنفة بطريقة معينة بحيث تقدـ لمباحثيف أكبر قدر‬
‫مف اإلستفادة مثاؿ ذلؾ دوائرة المعارؼ العامة والمتخصصة‪ ،‬ويستفيد الباحثوف مف قواعد‬
‫البيانات ألنيا تشكؿ دائرة معارؼ عمبلقة وتتيح المعمومات البلزمة لكافة الباحثيف‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬د‪.‬عبد ا﵀ بف عبد العزيز الموسى ‪ ،‬إستخداـ خدمات اإلنترنت بفاعمية فى التعميـ‪ ،‬مقاؿ منشور باالنترنت‪،‬‬
‫راجع الموقع ‪www.riyadhedu.gov.sa/alan/fntok/12.htm ،‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫(‪ )3‬أنظر فى ذلؾ د‪.‬عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪ 31‬ػ ‪.34‬‬

‫‪14‬‬
‫ج‪ -‬البحث المباشر عف المعمومة‪:‬‬

‫يستطيع الباحث عف طريؽ محركات البحث والفيارس الموضوعية الموجودة داخؿ شبكة‬
‫اإلنترنت البحث عف أى معمومة تيمو ‪.‬‬

‫د‪ -‬النشر‪:‬‬

‫ألف اإلنترنت وسيمة مف وسائؿ العمـ والتعميـ‪ ،‬فقد إتجو العديد مف الكتاب إلى نشر كتبيـ‬
‫عمى شبكة اإلنترنت األمر الذى يضمف نسبة إطبلع أكبر عمى الكتب وكذلؾ زيادة نسبة الربح‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلسزخذاِبد اٌحى‪١ِٛ‬خ‪:‬‬
‫يمكف لمجيات الحكومية أف تتواصؿ مع جميورىا مف خبلؿ اإلنترنت بحيث توصؿ إلييـ‬
‫األنظمة والتعميمات وتتمقى منيـ المقترحات والشكاوى والمراجعات‪ ،‬مما يوفر عمى المراجعيف‬
‫عناء اإلنتقاؿ واإلنتظار ويوفر عمى الجيات الحكومية الجيد والنفقات(‪.)1‬‬
‫‪ .5‬اإلسزخذاِبد األِٕ‪١‬خ‪:‬‬
‫فى وقتنا ىذا ال تكاد تخمو أى و ازرة لمداخمية فى أى دولة مف وجود موقع إليكترونى ليا‬
‫عمى شبكة اإلنترنت لتتواصؿ مع الجميور‪ ،‬األمر الذى يوفر الكثير مف الوقت فى حاالت‬
‫الببلغات واإلنذارات عف الكوارث ونشر صور المطموبيف وكذلؾ اإلسياـ فى تحسيف العبلقة‬
‫المتوترة نوعاً ما بيف المواطف وأجيزة الشرطة السيما فى بمداننا العربية وكذلؾ اإلستفادة مف‬
‫اإلنترنت فى نشر حمبلت التوعية المختمفة‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلسزخذاِبد اٌطج‪١‬خ‪:‬‬
‫لئلنترنت أيضاً إستخدامات عديدة فى المجاؿ الطبى‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ توجد آالؼ المواقع‬
‫الطبية المنتشرة عمى الشبكة والتى يستطيع أى شخص أف يطمع عمييا لمحصوؿ عمى كافة‬
‫المعمومات الخاصة بالوقاية مف أى مرض ‪.‬‬

‫ليس ىذا فقط بؿ يستطيع أيضاً األطباء اإلستفادة مف اإلنترنت فى عقد المؤتمرات الطبية عف‬
‫بعد دوف الحاجة لمسفر‪ ،‬وكذلؾ يتاح لؤلطباء تجديد معموماتيـ واضافة الكثير الى خبراتيـ مف‬
‫خبلؿ المعمومات الطبية المتاحة عمى شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ .7‬اإلسزخذاِبد اٌزغبس‪٠‬خ‪:‬‬
‫يستفاد من اإلنترنت فى المجال التجارى عمى النحو التالى‪:‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬عمى عبد ا﵀ عسيرى‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪.37‬‬

‫‪15‬‬
‫أ ‪ -‬التسوؽ عبر اإلنترنت‪:‬‬

‫يمكف التسوؽ عبر اإلنترنت وذلؾ عف طريؽ مواقع إليكترونية خاصة بعرض بعض‬
‫السمع كالمبلبس والبضائع والسيارات وفى ىذه الحالة يمكف الشراء عف طريؽ بطاقات اإلئتماف ‪.‬‬

‫واف كاف التسوؽ عبر اإلنترنت خدمة إيجابية يقدميا اإلنترنت فيى خدمة محفوفة‬
‫بالمخاطر كما سنرى بعد ذلؾ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدعاية واالعبلف‪:‬‬

‫اإلنترنت وسيمة سيمة وميسرة لئلعبلف مف خبلليا عف أى سمعة ‪.‬‬

‫ج‪ -‬سوؽ األوراؽ المالية‪:‬‬

‫يمكف شراء وبيع األسيـ واألوراؽ المالية ومعرفة أسعار نزوؿ وصعود المؤشرات عف‬
‫طريؽ المواقع اإلليكترونية التابعة لمبورصات العالمية‪.‬‬
‫‪ .8‬اإلسزخذاِبد اإلخجبس‪٠‬خ‪:‬‬
‫إستخداـ اخر ىاـ لئلنترنت وىو إعتماد وكاالت األنباء العالمية عمى شبكة اإلنترنت‬
‫لنقؿ الخبر عف طريؽ إنشاء مواقع اليكترونية خاصة بيا عمى الشبكة‪ ،‬مثاؿ ذلؾ موقع قناة‬
‫العربية ‪ ،‬وغيرىا مف القنوات والشبكات اإلخبارية‪.‬‬

‫باإلضافة لئلستخدامات سالفة الذكر توجد كذلؾ عدة خدمات أخرى تقدميا اإلنترنت‬
‫يمكف تمخيصيا فى اآلتى(‪:)1‬‬

‫‪ -‬خدمة البريد اإللكتروني ‪ :‬إلرساؿ واستقباؿ الرسائؿ ونقؿ الممفات مع أي شخص لو عنواف‬
‫بريدي بصورة سريعة جدا ال تتعدى دقائؽ وىى كذلؾ خدمة تتيح لممستخدـ إرساؿ واستقباؿ‬
‫اء كانت فى شكؿ نصوص أو صور ثابتة ومتحركة أو رسائؿ صوتية‪.‬‬
‫الرسائؿ سو ً‬
‫‪ -‬قوائم العناوين البريدية ‪ :‬تشمؿ إنشاء وتحديث قوائـ العناويف البريدية لمجموعات مف‬
‫األشخاص ليـ اىتمامات مشتركة ‪.‬‬

‫‪ -‬خدمة المحادثات الشخصية ‪ :‬يمكف التحدث مع طرؼ آخر صوتا وصورة وكتابة‪.‬‬

‫‪ -‬خدمة الدردشة الجماعية ‪ :‬تشبو الخدمة السابقة إال انو يمكف التحدث مع أكثر مف شخص‬
‫في نفس الوقت حيث يمكف تنظيـ مؤتمر لعدد مف األفراد‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد عبد ا﵀ المنشاوى بحث بعنواف جرائـ االنترنت مف منظور شرعى وقانونى ‪ ،‬متوفر بالموقع‬
‫اإلليكترونى ‪http://www.minshawi.com/old/internetcrim-in%20the%20law.htm ،‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬خدمة االستعالم الشخصي ‪ :‬يمكف اإلستعبلـ عف العنواف البريدي ألي شخص أو ىيئة‬
‫تستخدـ اإلنترنت والمسجميف لدييا‪.‬‬

‫‪ -‬خدمة تحويل أو نقل الممفات ‪ :‬لنقؿ الممفات مف حاسب إلى آخر‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫اٌّطٍـــت اٌضبٔـــ‪ٝ‬‬
‫اٌزؼش‪٠‬ف ثغشائُ اإلٔزشٔذ ‪ٚ‬ث‪١‬بْ خظبئظ‪ٙ‬ب ‪ٚ‬سّبد ِشرىج‪ٙ١‬ب‪.‬‬
‫فى ىذا المطمب سوؼ نقوـ بتعريؼ جريمة اإلنترنت ونبيف خصائصيا وكذلؾ خصائص‬
‫وسمات مرتكبى ىذه الجرائـ وذلؾ كما يمى ‪:‬‬

‫اٌفــشع األ‪ٚ‬ي‬
‫رؼش‪٠‬ــف عشائــُ اإلٔــزشٔذ‬
‫ال يوجد تعريؼ موحد ومتفؽ عميو مف قبؿ الفقياء والميتميف بمثؿ ىذا النوع مف الجرائـ‬
‫حتى فى شأف تسميتيا‪.‬‬

‫فيناؾ مف يطمؽ عمييا إسـ‪ -‬جرائـ الحاسب اآللى واإلنترنت‪ -‬وىناؾ مف يطمؽ عمييا‬
‫إسـ ‪-‬الجرائـ االليكترونية‪ -‬وىناؾ مف يطمؽ عمييا اسـ ‪-‬الجريمة المعموماتية ‪ -‬وىناؾ كذلؾ مف‬
‫يطمؽ عمييا إسـ ‪-‬جرائـ إساءة استخداـ تكنولوجيا المعمومات واإلتصاالت‪ -‬وىو ذات المسمى‬
‫الذى ورد فى مشروع القانوف العربى النموذجى الموحد فى شأف مكافحة ىذه الجرائـ(‪.)1‬‬

‫وبالعودة لمحديث عف تعريؼ جرائـ اإلنترنت فاف ىناؾ عدة تعريفات تناولت ىذه الظاىرة‬
‫وىى فى حقيقة األمر تعريفات متفاوتة فيما بينيا ضيقا واتساعا حيث انو مف الصعوبة وضع‬
‫تعريؼ جامع مانع ليا إذ أنيا كما قيؿ تقاوـ التعريؼ واليوجد ليا تعريؼ متفؽ عميو لمداللة‬
‫عمييا(‪.)2‬‬

‫ويمكف تصنيؼ التعريفات التى تناولت جرائـ اإلنترنت الى عدة تصنيفات كاآلتى‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اٌزؼش‪٠‬فبد اٌز‪ ٟ‬رسزٕذ إٌ‪ِٛ ٝ‬ض‪ٛ‬ع اٌغش‪ّ٠‬خ‪:‬‬
‫يمكف تعريؼ جرائـ اإلنترنت إستنادا إلى موضوع الجريمة‪ ،‬بأنيا" كؿ سموؾ غير مشروع‬
‫أو غير مسموح بو فيما يتعمؽ بالمعالجة اآللية لمبيانات أو نقؿ ىذه البيانات(‪ ،)3‬أوىى"الجريمة‬
‫الناجمة عف إدخاؿ بيانات مزورة في األنظمة واساءة إستخداـ المخرجات إضافةً إلى أفعاؿ أخرى‬

‫(‪ ) 1‬د‪.‬عبد الفتاح بيومى حجازى ‪ ،‬نحو صياغة نظرية عامة فى عمـ الجريمة والمجرـ المعموماتى‪ ،‬بدوف دار‬
‫نشر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2009 ،‬ص‪.32‬‬
‫(‪ ) 2‬محمد عبيد الكعبى ‪ ،‬الجرائـ الناشئة عف اإلستخداـ غير المشروع لشبكة اإلنترنت ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية ‪ ،‬بدوف تاريخ ‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬ىدى قشقوش ‪ ،‬جرائـ الحاسب االلكتروني في التشريع المقارف‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫‪ ، 1992‬ص‪20‬‬

‫‪18‬‬
‫تشكؿ جرائـ أكثر تعقيدا مف الناحية التقنية مثؿ تعديؿ الكمبيوتر(‪.)1‬‬

‫وقد عرؼ جريمة الكمبيوتر خبراء متخصصوف مف بمجيكا في معرض ردىـ عمى‬
‫إستبياف منظمة التعاوف االقتصادي والتنمية ( ‪، (OCDE‬حوؿ الغش المعموماتى عاـ ‪1982‬‬
‫تعريؼ مقتضاه ‪،‬أنيا كؿ فعؿ أو إمتناع مف شأنو اإلعتداء عمى األمواؿ المادية أو المعنوية‬
‫يكوف ناتجا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عف تدخؿ التقنية المعموماتية(‪.)2‬‬
‫‪ 2‬ـ اٌزؼش‪٠‬فبد اٌز‪ ٝ‬رسزٕذ إٌ‪ٚ ٝ‬س‪ٍ١‬خ إسرىبة اٌغش‪ّ٠‬خ‪:‬‬
‫بالنسبة لمتعريفات التي إنطمقت مف وسيمة إرتكاب الجريمة ‪ ،‬فإف أصحابيا ينطمقوف‬
‫مف أف جريمة الكمبيوتر تتحقؽ باستخداـ الكمبيوتر وسيمة إلرتكاب الجريمة‪.‬‬

‫وبناء عمى ذلؾ عرفيا مكتب تقييـ التقنية بالواليات المتحدة األمريكية بأنيا‪" ،‬الجريمة‬ ‫ً‬
‫(‪)3‬‬
‫التي تمعب فييا البيانات الكمبيوترية والبرامج المعموماتية دو ار رئيساً ‪.‬‬

‫وكذلؾ عرفتيا الشرطة البريطانية بأنيا"إستعماؿ شبكة الحاسوب لعمؿ إجرامى"(‪.)4‬‬


‫‪ 3‬ـ اٌزؼش‪٠‬فبد اٌز‪ ٝ‬رسزٕذ ػٍ‪ ٝ‬ر‪ٛ‬افش اٌّؼشفخ ثزمٕ‪١‬خ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد‪:‬‬
‫مف ىذه التعريفات تعريؼ و ازرة العدؿ فى الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬التى عرفتيا بأنيا"‬
‫أى جريمة لفاعميا معرفة فنيو بتقنية الحاسبات يمكنو مف إرتكابيا(‪.)5‬‬

‫ومف ىذه التعريفات أيضاً تعريفيا بأنيا " أي فعؿ غير مشروع تكوف المعرفة بتقنية‬
‫الكمبيوتر أساسية إلرتكابو والتحقيؽ فيو ومبلحقتو قضائيا(‪.)6‬‬

‫وبنظرة تقييمية سريعة لما سبؽ‪ ،‬نجد أف كؿ إتجاه حاوؿ تعريؼ جريمة اإلنترنت مف‬
‫منظور معيف أو زاوية واحدة ‪ ،‬وىذا تاكيداً لما بيناه فى البداية مف صعوبة إيجاد تعريؼ شامؿ‬
‫وجامع يعرؼ تمؾ الظاىرة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬تعربؼ مذكور بالموقع ‪.www.goa.gov :‬‬


‫(‪ )2‬أنظر موقع المنظمة عمى اإلنترنت ‪.www.oecd.org :‬‬
‫(‪ )3‬المحامى يونس عرب ‪ ،‬بحث بعنواف ‪ ،‬جرائـ الكمبيوتر واإلنترنػت المعنػى والخصػائص والصػور واسػتراتيجية‬
‫المواجي ػ ػ ػ ػ ػ ػػة القانوني ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‪ ،‬ص ‪ ، 7‬البح ػ ػ ػ ػ ػ ػػث منش ػ ػ ػ ػ ػ ػػور عم ػ ػ ػ ػ ػ ػػى اإلنترن ػ ػ ػ ػ ػ ػػت‪ ،‬ارج ػ ػ ػ ػ ػ ػػع الموق ػ ػ ػ ػ ػ ػػع‬
‫‪http://doc.abhatoo.net.ma/spip.php?article1200‬‬
‫(‪ )4‬تعريؼ مذكور بموقع و ازرة العدؿ بسمطنة عماف عمى اإلنترنت ‪/http://www.moj.gov.om :‬‬
‫(‪ )5‬مشار لو لدى ‪ ،‬محمد عبيد الكعبى ‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )6‬المحامى يونس عرب‪ ،‬بحث بعنواف‪ ،‬جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت المعنى والخصائص والصور واستراتيجية‬
‫المواجية القانونية‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪19‬‬
‫وبالتالى ال يمكف اإلعتماد فى تعريؼ تمؾ الجريمة عمى إتجاه واحد‪ ،‬بؿ يجب المزج‬
‫بينيا جميعا لموصوؿ – حسب ما نظنو صحيحا‪ -‬لمدلوؿ واؼ لجريمة اإلنترنت‪.‬‬

‫ولبياف ذلؾ فمعمو مف الصحيح القوؿ بأف جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬ىى كؿ فعؿ غير مشروع‬
‫بغض النظر عما إذا كاف مجرـ أو غير مجرـ حسب قانوف العقوبات (موضوع الجريمة)‪ ،‬يرتكب‬
‫بإستخداـ جياز الحاسب اآللى (وسيمة الجريمة)‪ ،‬مف قبؿ شخص لو دراية وخبرة كبيرة بتقنية‬
‫الحواسب اآللية (تقنية المعمومات)‪.‬‬

‫اٌفـــشع اٌضبٔـــ‪ٝ‬‬
‫خظبئــــض عشائُ اإلٔزشٔذ‬
‫تتميز جرائـ اإلنترنت بعدة خصائص ومميزات تختمؼ عف باقى الجرائـ التقميدية ومف‬
‫أىميا ما يمى‪:‬‬
‫أ‪ٚ‬لا ‪ :‬اٌحبست ا‪ ٛ٘ ٌٝ٢‬أداح إسرىبة اٌغش‪ّ٠‬خ‪:‬‬
‫جريمة اإلنترنت البد وأف ترتكب عف طريؽ الحاسب اآللى‪ ،‬وىو أوؿ أمر يميزىا عف‬
‫الجريمة التقميدية إضافةً إلى أف مرتكبيا ىو شخص يتمتع بخبرة فائقة فى مجاؿ الحاسب اآللى‬
‫والمعموماتية‪.‬‬
‫صبٔ‪١‬ب ا ‪ :‬عش‪ّ٠‬خ دائّخ اٌزط‪ٛ‬س‪:‬‬
‫برغـ حداثة جرائـ اإلنترنت‪ ،‬إال إنيا وبعكس باقى الجرائـ األخرى فى تطور مستمر‬
‫ذلؾ أف أساليب إرتكاب ىذه الجرائـ مف السيولة بحيث تنتقؿ مف مكاف آلخر فى ذات الوقت‪،‬‬
‫فالمجرـ اإلليكترونى يستطيع التعرؼ عمى أجدى الطرؽ إلرتكاب الجريمة عف طريؽ اإلتصاؿ‬
‫بأقرانو مف مختمؼ دوؿ العالـ ‪،‬حيث أف جرائـ اإلنترنت تتميز بإمكانية تكويف تشكيبلت إجرامية‬
‫تضـ العديد مف األفراد عمى المستوى الدولى‪ ،‬ويكوف الربط بينيـ عف طريؽ شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫صبٌضب ا ‪ :‬عش‪ّ٠‬خ ػبثشح ٌٍحذ‪ٚ‬د‪:‬‬
‫فإرتكاب الجريمة قد يتـ بالدخوؿ إلى نظاـ حاسوب فى دولة ما عف طريؽ شخص‬
‫يعيش فى دولة أخرى‪ ،‬األمر الذى يثير تساؤالت عدة حوؿ وقت إرتكاب الجريمة نظ اًر إلختبلؼ‬
‫المواقيت الدولية عف بعضيا البعض‪ ،‬وكذلؾ عف القانوف واجب التطبيؽ عمى ىذه الجريمة‪ ،‬ىؿ‬
‫ىو قانوف دولة إرتكاب الفعؿ الضار أـ الدولة الحادث فييا الضرر‪.‬‬

‫ساثؼبا‪ :‬ػذَ اإلثالؽ ػٕ‪ٙ‬ب‪:‬‬


‫ال يتـ – في الغالب األعـ ‪ -‬اإلببلغ عف جرائـ اإلنترنت إما لعدـ إكتشاؼ الضحية ليا‬

‫‪20‬‬
‫واما خشيتو مف التشيير‪ ،‬لذا نجد أف معظـ جرائـ اإلنترنت تـ إكتشافيا بالمصادفة‪ ،‬بؿ وبعد‬
‫وقت طويؿ مف إرتكابيا‪ ،‬زد عمى ذلؾ أف الجرائـ التي لـ تكتشؼ ىي أكثر بكثير مف تمؾ التي‬
‫كشؼ الستار عنيا ‪ .‬فالرقـ المظمـ بيف حقيقة عدد ىذه الجرائـ المرتكبة ‪ ،‬والعدد الذي تـ‬
‫إكتشافو ‪ ،‬ىو رقـ خطير‪.‬‬
‫خبِسبا‪ :‬س‪ٌٛٙ‬خ إخفبء ِؼبٌّ‪ٙ‬ب‪:‬‬
‫مف السيؿ إخفاء معالـ جريمة اإلنترنت وصعوبة تتبع مرتكبييا‪ ،‬لذا فيذه الجرائـ ال تترؾ‬
‫أى أثرليا بعد إرتكابيا ‪ ،‬عبلوة عمى صعوبة اإلحتفاظ الفني بآثارىا إف وجدت ‪ ،‬فيذه الجرائـ ال‬
‫تترؾ أثرا‪ ،‬فميست ىناؾ أمواؿ أو مجوىرات مفقودة‪ ،‬وانما ىي أرقاـ تتغير في السجبلت‪ ،‬ولذا‬
‫فإف معظـ جرائـ اإلنترنت تـ إكتشافيا بالمصادفة وبعد وقت طويؿ مف إرتكابيا‪.‬‬
‫سبدسبا‪ :‬طؼ‪ٛ‬ثخ وشف ‪ِٚ‬الحمخ ِشرىج‪ٙ‬ب‪:‬‬
‫سبب ذلؾ أف الجانى غالبا ما يتمؼ أى أثر مف الممكف أف يخمفو وراءه ‪ ،‬أضؼ لذلؾ‬
‫أف إرتكاب الجريمة مف خارج حدود الدولة وبوسائؿ تقنية متطورة قد يضيع الفرصة فى إكتشاؼ‬
‫مرتكبيا‪.‬‬
‫سبثؼبا‪ :‬عش‪ّ٠‬خ طؼجخ اإلصجبد ‪:‬‬
‫تتميز ىذه الجريمة بصعوبة إثباتيا‪ ،‬ومرجع ذلؾ ىو قمة عدد المتخصصيف فى تعقب‬
‫مثؿ ىذا النوع مف الجرائـ حيث تنعدـ اآلثار التقميدية لمجرائـ كالبصمات مثبل‪ ،‬إضافة لسيولة‬
‫محو وتدمير الدليؿ المادى فى زمف قصير جدا‪.‬‬
‫صبِٕبا‪:‬عش‪ّ٠‬خ ٘بدئخ ل ػٕف ف‪ٙ١‬ب‪:‬‬
‫ال تحتاج جرائـ اإلنترنت إلى عنؼ أو مجيود كبير كما ىو الحاؿ فى الجرائـ اإلعتيادية‬
‫التقميدية‪ ،‬وانما تنفذ دوف جيد يذكر ذلؾ أنيا تعتمد عمى الخبرة المعموماتية لدى مرتكبيا‪.‬‬
‫ربسؼبا‪ٔ :‬مض اٌخجشح اٌفٕ‪١‬خ ٌذ‪ ٜ‬اٌغ‪ٙ‬بد اٌّخزظخ ثبٌزحم‪١‬ك‪:‬‬
‫إكتشاؼ جرائـ اإلنترنت يتطمب إلماماً باألمور الفنية والتقنية لدى أجيزة الشرطة والنيابة‬
‫العامة والقضاء‪ ،‬وذلؾ لمتوصؿ إلى مرتكبى مثؿ ىذا النوع مف الجرائـ ذات التقنية المتطورة‬
‫واألساليب المعقدة‪ ،‬األمر الذى وجدت معو ىذه الجيات نفسيا أنيا غير قادرة عمى التعامؿ مع‬
‫ىذا النوع مف الجرائـ(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬محمد عبيد الكعبى ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪21‬‬
‫ػبششاا‪ :‬اٌفشاؽ اٌزشش‪٠‬ؼ‪:ٝ‬‬
‫عند محاولة تطبيؽ القوانيف التقميدية عمى جرائـ اإلنترنت‪ ،‬فبلبد وأف نمحظ صعوبة‬
‫إمكانية تطبيؽ تمؾ القوانيف وذلؾ لخموىا مف نصوص تشير لتمؾ الجرائـ أو تحوييا‪ ،‬فجريمة‬
‫اإلنترنت تستيدؼ رمو اًز إليكترونية‪ ،‬وىو ما يفتقده قانوف العقوبات مما يقمؿ مف فرص إمكانية‬
‫تطبيقو‪.‬‬

‫ومما زاد الطيف بمة أنو لو فرضنا وجود قوانيف متكاممة لموقاية مف أخطار اإلنترنت فى‬
‫بمد مف البمداف‪ ،‬فإف المعتدى يستطيع اإلنطبلؽ مف بمد ال توجد فيو قوانيف صارمة لشف‬
‫إعتداءاتو فى بمداف أخرى توجد فييا تمؾ القوانيف الصارمة‪ ،‬فتعجز البمد التى وقع عمييا االعتداء‬
‫عف تطبيؽ قوانينيا‪ ،‬ومف األمثمو عمى ذلؾ (فيروس الحب) الذى انتشر أواخر العاـ ‪2000‬‬
‫وكمؼ آالؼ الشركات حوؿ العالـ خسائر تجاوزت المميارات‪ ،‬وعندما تـ تحديد ىوية الفاعؿ وجد‬
‫أنو طالب فى الفمبيف‪ ،‬وأنو ال يوجد فى الفمبيف قانوف يمكف محاكمتو عمى أساسو)‪.(1‬‬

‫‪(2) Dr. Phil Williams, An article entitled, Organized crime And crimes of the Internet,‬‬
‫‪available at: http://usinfo.state.gov/journals/itgic/0801/ijga/comntry3.htm.‬‬
‫‪22‬‬
‫اٌفــشع اٌضبٌــش‬
‫ِغــــــشَ اإلٔـــــزشٔذ‬
‫يتميز مجرم اإلنترنت عن المجرم التقميدى من عدة نواحى يمكن تمخيصيا فى اآلتى‪:‬‬
‫أ‪ٚ‬ل ‪ :‬سّبد ِغشَ اإلٔزشٔذ‪:‬‬
‫‪ - 1‬مجرم متخصص‪:‬‬

‫لو قدرة فائقة في الميارة التقنية‪ ،‬ويستغؿ مداركو ومياراتو في اختراؽ الشبكات وكسر‬
‫كممات المرور أو الشفرات‪ ،‬ويسبح في عالـ الشبكات ليحصؿ عمي كؿ غالي وثميف مف البيانات‬
‫والمعمومات الموجودة عمي أجيزة الحواسب ومف خبلؿ الشبكات(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬مجرم عائد لإلجرام‪:‬‬

‫يتميز المجرـ المعموماتي بأنو عائد لمجريمة دائما‪ ،‬فيو يوظؼ مياراتو في كيفية عمؿ‬
‫الحواسيب وكيفية تخزيف البيانات والمعمومات والتحكـ في أنظمة الشبكات في الدخوؿ غير‬
‫المصرح بو مرات ومرات‪ .‬فيو قد ال يحقؽ جريمة االختراؽ بيدؼ اإليذاء وانما نتيجة شعوره‬
‫بقدرتو وميارتو في االختراؽ(‪.)2‬‬

‫‪ -3‬مجرم محترف‪:‬‬

‫لو مف القدرات والميارات التقنية ما يؤىمو ألف يوظؼ مياراتو في االختراؽ والسرقة‬
‫والنصب واالعتداء عمي حقوؽ الممكية الفكرية وغيرىا مف الجرائـ مقابؿ الماؿ(‪.) 3‬‬

‫‪ -4‬مجرم ذكى‪:‬‬

‫حيث يمتمؾ ىذا المجرـ مف الميارات ما يؤىمو أف يقوـ بتعديؿ وتطوير في األنظمة‬
‫األمنية‪ ،‬حتى ال تستطيع أف تبلحقو وتتبع أعمالو اإلجرامية مف خبلؿ الشبكات أو داخؿ أجيزة‬
‫الحواسيب(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ف ػ ػ ػ ػؤاد جمػ ػ ػ ػػاؿ ‪ ،‬ج ػ ػ ػ ػرائـ الحاسػ ػ ػ ػػبات و اإلنترنػ ػ ػ ػػت ‪ ،‬بحػ ػ ػ ػػث منشػ ػ ػ ػػور عمػ ػ ػ ػػى اإلنترنػ ػ ػ ػػت ارجػ ػ ػ ػػع الموقػ ػ ػ ػػع‪:‬‬
‫‪http://www.tashreaat.com/view_studies2.asp?id=592&std_id=90‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬فؤاد جماؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬فؤاد جماؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬فؤاد جماؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -5‬مجرم غير عنيف‪:‬‬

‫ينتمى اإلجراـ المعموماتى إلى إجراـ الحيمة فبل يمجأ المجرـ المعموماتى إلى العنؼ فى‬
‫إرتكاب جرائمو فيذا النوع مف الجرائـ ال يستمزـ مقدا اًر مف العنؼ لمقياـ بو(‪.)1‬‬

‫‪ -6‬مجرم إجتماعى الشخصية‪:‬‬

‫مجرـ اإلنترنت مجرـ متكيؼ إجتماعيا‪ ،‬بحيث ال يضع نفسو فى حالة عداء سافر مع‬
‫المجتمع المحيط بو‪ ،‬بؿ إنو إنساف متكيؼ معو ذلؾ أنو أصبل إنساف مرتفع الذكاء ويساعده ذلؾ‬
‫عمى عممية التكيؼ‪ ،‬وما الذكاء فى رأى الكثيريف سوى القدرة عمى التكيؼ وال يعنى ذلؾ التقميؿ‬
‫مف شاف ىذا المجرـ بؿ إف خطورتو اإلجرامية قد تزيد إذا زاد تكيفو اإلجتماعى مع توافر‬
‫الشخصية اإلجرامية لديو(‪.)2‬‬
‫صبٔ‪١‬ب ‪ :‬رظٕ‪١‬فبد ِغشِ‪ ٝ‬اإلٔزشٔذ ‪:‬‬
‫فى واقع األمر يصعب وضع معيار محدد وتصنيؼ دقيؽ لمجرمى اإلنترنت ولسماتيـ‬
‫وما يميزىـ عف غيرىـ مف الجناة ‪ ،‬وذلؾ مرجعو قمة الدراسات الخاصة بالظاىرة وكذلؾ الحجـ‬
‫الكبير مف جرائميا غير المكتشفة‪ ،‬أو غير المبمغ عف وقوعيا‪ ،‬وكذلؾ بسبب النقص التشريعى‬
‫الذى يحد مف توفير الحماية الجنائية فى مواجيتيا‪.‬‬

‫والغالب أف مرتكبى ىذه الجرائـ مف األفراد ذوو الميارات الفنية والتقنية العالية‪ ،‬فاإلنترنت‬
‫جريمة األذكياء وأحد مشاكؿ اإلنترنت أف المستعمؿ يكوف مجيوال وغالباً ما يستخدـ أسماء‬
‫مستعارة بدال مف إسمو الحقيقى‪ ،‬فعدـ تحديد الشخصية يشجع ويغرى الشخص عمى إرتكاب‬
‫جرائـ ما كاف يفكر فييا(‪.)3‬‬

‫ويتجو الباحثوف إلى اإلقرار بأف أفضؿ تصنيؼ لمجرمي التقنية ىو التصنيؼ القائـ عمى‬
‫أساس أغراض اإلعتداء حيث تـ تصنيؼ مجرمي المعمومات إلى أربعة طوائؼ‪ :‬المخترقوف‪،‬‬
‫المحترفوف والحاقدوف و أخي اًر صغار السف(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬المخترقون‪:‬‬

‫يتحد في إطار ىذه الطائفة نوعيف مف المخترقيف أو المتطفميف‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬سميماف أحمد فضؿ‪ ،‬المواجية التشريعية واألمنية لمجرائـ الناشئة عف إستخداـ شبكة المعمومات الدولية ‪،‬‬
‫دار النيضة العربية ‪ ،2007 ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬سميماف أحمد فضؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.22‬‬
‫‪(3) http://reda79.jeeran.com/laweg/archive/2008/5/571259.html‬‬
‫‪(4) http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=204052‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ ‬الياك ػرز ‪)hackers) :‬‬

‫الياكر (‪ )hacker‬أو المتسمؿ ىو شخص بارع في إستخداـ الحاسب اآللي وبرامجو‬


‫ولديو فضوؿ في إستكشاؼ حسابات اآلخريف وبطرؽ غير مشروعة فالياكرز‪ ،‬وكما يدؿ عمى‬
‫ذلؾ إسميـ‪ ،‬ىـ متطفموف يتحدوف إجراءات أمف نظـ الشبكات‪ ،‬لكف ال تتوفر لدييـ في الغالب‬
‫دوافع حاقدة أو تخريبية وانما ينطمقوف مف دوافع التحدي واثبات الذات(‪.)1‬‬

‫وكممة (الياكرز) ىي كممة تحمؿ المعنى (متخصص في نظـ المعمومات والبرمجيات)‬


‫وىي عبارة عف إسـ إختاره ألنفسيـ مجوعة مف المبرمجيف األكفاء الميرة القادريف عمى إبتكار‬
‫البرامج و القادريف أيضاً عمى حؿ مشكبلت البرامج في الحاسب اآللي في جميع أنظمتو(‪.)2‬‬

‫‪ ‬الكراكرز‪)Crackers( :‬‬

‫الكراكر أو المقتحـ ىو شخص يقوـ بالتسمؿ إلى نظـ الحاسوب لئلطبلع عمى‬
‫المعمومات المخزنة فييا أو إللحاؽ الضرر أو العبث بيا أو سرقتيا‪ ،‬وكممة كراكر ىي كممة‬
‫تحمؿ في اإلنجميزية معنى الكسر أو العبث والتحطيـ ‪ ،‬وبالنسبة لموضوعنا فإف (الكراكرز)‬
‫كممة تعني التخريب‪،‬‬

‫وتيدؼ إعتداءات ىذه الفئة باألساس إلى تحقيؽ الكسب المادي ليـ‪ ،‬أو لمجيات التي‬
‫كمفتيـ وسخرتيـ إلرتكاب جرائـ الحاسوب (‪.)3‬‬

‫‪ -2‬مجرمو الحاسوب المحترفون‪:‬‬

‫وىـ أكثر خطورة مف الصنؼ األوؿ وقد يحدثوف أض ار اًر كبيرة وقد يؤلفوف أندية لتبادؿ‬
‫المعمومات فيما بينيـ(‪.)4‬‬

‫ويتـ تصنيؼ أفراد ىذه الطائفة إلى مجموعات متعددة إما تبعا لتخصصيـ بنوع معيف‬
‫مف الجرائـ‪ ،‬أو تبعا لموسيمة المتبعة مف قبميـ في إرتكاب الجرائـ‪.‬‬

‫‪(1) http://arabhardware.net/forum/archive/index.php/t-42072.html.‬‬
‫‪(2) http://arabhardware.net/forum/archive/index.php/t-42072.html.‬‬
‫‪(3) http://arabhardware.net/forum/archive/index.php/t-42072.html‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬سميماف أحمد فضؿ ‪،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.231‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -3‬الحاقدون‪:‬‬

‫ىذه الطائفة يغمب عمييا الرغبة باإلنتقاـ والثأر كأثر لتصرؼ صاحب العمؿ معيـ أو‬
‫لتصرؼ المنشأة المعنية معيـ عندما ال يكونوا موظفيف فييا‪ ،‬وليذا فإنيـ ينقسموف إما إلى‬
‫مستخدمي لمنظاـ بوضعيـ موظفيف أو مشتركيف أو عمى عبلقة ما بالنظاـ محؿ الجريمة‪ ،‬والى‬
‫غرباء عف النظاـ تتوفر لدييـ أسباب االنتقاـ مف المنشأة المستيدفة في نشاطيـ(‪.)1‬‬

‫‪ -4‬صغار السن‪:‬‬

‫أو كما يسمييـ البعض صغار نوابغ المعموماتية‪ ،‬و يوصفوف بالصغار المتحمسيف‬
‫لمحاسوب دافعيـ التحدي لكسر الرموز السرية لتركيبات الحاسوب‪ ،‬و مف األمثمة الشييرة لجرائـ‬
‫المعموماتية ليذه الطائفة العصابة الشييرة التي أطمؽ عمييا إسـ عصابة (‪ )414‬و التي نسب إلييا‬
‫إرتكاب ستوف فعؿ تعد في الواليات المتحدة األمريكية عمى ذاكرات الحواسيب ‪ ،‬و أيضا عندما نجح‬
‫بعض أفراد ىذه الطائفة مف الفرنسييف في إيجاد مدخؿ إلى الممفات السرية لبرنامج ذري فرنسي(‪.)2‬‬

‫ويمكف رد اإلتجاىات التقديرية لطبيعة ىذه الفئة‪ ،‬وسمات أفرادىا‪ ،‬ومدى خطورتيـ في‬
‫نطاؽ ظاىرة جرائـ الحاسوب إلى إتجاىيف رئيسييف ‪:‬‬

‫‪ ‬األول ‪ :‬إتجاه ال يرى إسباغ أية صفة جرمية عمى ىذه الفئة‪ ،‬أوعمى األفعاؿ التي تقوـ بيا‪،‬‬
‫وال يرى وجوب تصنيفيـ ضمف الطوائؼ اإلجرامية لمجرمي الحواسيب‪ ،‬إستنادا إلى أف‬
‫صغار السف لدييـ ببساطة ميؿ لممغامرة والتحدي والرغبة في اإلكتشاؼ‪ ،‬وناد اًر ما تكوف‬
‫أىداؼ أفعاليـ المحظورة غير شرعية‪ ،‬واستنادا الى أنيـ ال يدركوف وال يقدروف مطمقا النتائج‬
‫المحتممة التي يمكف أف تؤدي الييا أفعاليـ غير المشروعة بالنسبة لنشاط منشأة أو شركة‬
‫تجارية(‪.)3‬‬

‫‪ ‬الثانى ‪ :‬إتجاه يرى أف مرتكبي جرائـ الحاسوب مف ىذه الطائفة يصنفوف ضمف مجرمي‬
‫الحاسوب كغيرىـ دوف تمييز إستنادا إلى أف تحديد الحد الفاصؿ بيف العبث في الحواسيب‬
‫وبيف الجريمة أمر عسير مف جية‪ ،‬ودونما أثر عمى وصؼ الفعؿ ‪ -‬قانونا ‪ -‬مف جية‬

‫بحث بعنواف ‪ ،‬جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت المعنى والخصائص والصور‬ ‫(‪ )1‬المحامى يونس عرب‪،‬‬
‫واستراتيجية المواجية القانونية‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Tom forester, Essential proplems to Hi-Tech Society, First MIT Pres‬‬
‫‪edition,Cambridge, Massachusetts , 1989, P. 405.‬‬
‫(‪ )3‬األستاذ (أولريش سيبر) ‪ -‬جرائـ الحاسب اآللي والجرائـ األخرى المرتبطة بالتقنيات الحديثة لوسائؿ‬
‫اإلتصاؿ‪ ،‬ترجمة الدكتور سامي الشوا‪ ،‬ورقة عمؿ مقدمة لممؤتمر السادس لمجمعية المصرية لمقانوف‬
‫الجنائي‪ ،28-25 ،‬أكتوبر ‪ ، 1993‬ص‪.8‬‬

‫‪26‬‬
‫أخرى‪ ،‬واستناداً الى أف خطورة أفعاليـ التي تتميز بإنتياؾ األنظمة واختراؽ الحواسيب‬
‫وتجاوز إجراءات األمف‪ ،‬والتي تعد بحؽ مف أكثرجرائـ الحاسوب تعقيداً مف الوجية التقنية‪،‬‬
‫ويدعـ صحة ىذا اإلتجاه التخوفات التي يثيرىا أصحاب االتجاه األوؿ ذاتيـ‪ ،‬إذ يخشووف‬
‫مف الخطر الذي يواجو ىذه الطائفة‪ ،‬والمتمثؿ بإحتماؿ اإلنزالؽ مف مجرد ىاو صغير‬
‫إلقتراؼ األفعاؿ غير المشروعة‪ ،‬إلى محترؼ ألعماؿ السمب‪ ،‬ىذا إلى جانب خطر آخر‬
‫أعظـ‪ ،‬يتمثؿ في إحتضاف منظمات اإلجراـ ومجرميف غارقيف في اإلجراـ ليؤالء الشباب(‪.)1‬‬
‫صبٌضب ا ‪ :‬د‪ٚ‬افغ إسرىبة عشائُ اإلٔزشٔذ‪:‬‬
‫‪ -1‬الفضول‪:‬‬

‫يعتبر الفضوؿ غريزة إنسانية حبى بيا ا﵀ بنى البشر فاإلنساف دائماً ما يسعى لمعرفة‬
‫وبناء عمى ىذا فإف مجرـ اإلنترنت قد ال يقصد إرتكاب أى فعؿ غير مشروع فى‬
‫ً‬ ‫خبايا األمور ‪،‬‬
‫بداية األمر‪،‬ولكف حب اإلستطبلع والفضوؿ المتزايد قد يجره إلى مثؿ ىذه األفعاؿ‪.‬‬

‫‪ -2‬إثبات الذات‪:‬‬

‫فى ىذه الحالة يسعى مجرـ اإلنترنت إلى تأكيد ذاتو‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ إختراؽ مواقع‬
‫حكومية أو تابعة لمدولة‪ ،‬حيث أنو مف المعروؼ صعوبة إختراؽ مثؿ ىذا النوع مف المواقع‬
‫وبالتالى يسعى المجرـ فى ىذه الفرضية لجذب اإلنتباه إليو وارضاء ذاتو ‪.‬‬

‫والصورة الذىنية لمرتكبي جرائـ الحاسوب واإلنترنت غالبا ىي صورة البطؿ والذكي‪ ،‬الذي‬
‫يستحؽ اإلعجاب ال صورة المجرـ الذي يستوجب محاكمتو‪ ،‬فمرتكبو ىذه الجرائـ يسعوف إلى‬
‫إظيار تفوقيـ ومستوى إرتقاء براعتيـ‪ ،‬لدرجة أنو إزاء ظيور أية تقنية مستحدثة فإف مرتكبي ىذه‬
‫الجرائـ لدييـ شغؼ اآللة‪ ،‬فيحاولوف إيجاد الوسيمة إلى تحطيميا‪ ،‬أو التفوؽ عمييا(‪.)2‬‬

‫‪ -3‬الرغبة فى الثراء‪:‬‬

‫المعروؼ أف جؿ الجرائـ التى ترتكب يكوف الغاية مف ورائيا جمع الماؿ ‪ ،‬وكذلؾ الحاؿ‬
‫فى جرائـ اإلنترنت فحاجة المرء لمماؿ قد تدفعو إلرتكاب مثؿ ىذا النوع مف الجرائـ‪.‬‬

‫‪ -4‬الرغبة فى اإلنتقام‪:‬‬

‫اإلنتقاـ موجود داخؿ النفس البشرية‪ ،‬فكثير مف األفراد يفصموف تعسفيا أو بغير وجو حؽ‬

‫(‪ )1‬المحامى يونس عرب ‪ ،‬بحث بعنواف ‪ ،‬جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت المعنى والخصائص والصور‬
‫واستراتيجية المواجية القانونية‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ )2‬المحامى يونس عرب‪ ،‬المشار إليو أعبله ‪ ،‬ص‪.67‬‬

‫‪27‬‬
‫مف شركة أو منظمة حكومية‪ ،‬والبعض منيـ قد يممكوف المعمومات الكافية بخفايا ىذه الجية‪،‬‬
‫لذلؾ يرتكب الجاني الجريمة رغبة منو في اإلنتقاـ ليجعؿ الشركة أو المؤسسة تتكبد الخسائر‬
‫المالية الكبيرة مف جراء ما يسببو ليا مف ضرر يحتاج إصبلحو إلى وقت‪.‬‬

‫مثاؿ ذلؾ ما قاـ بو أحد المبرمجيف فى إحدى الشركات العربية حيث وضع برنامجاً فى‬
‫حاسب الشركة أدى إلى تدمير جميع ممفات الشركة المخزنة فى الحاسب اآللى بمجرد محو إسمو‬
‫مف كشؼ رواتب الشركة بعد فصمو(‪.)1‬‬

‫‪ -5‬التسمية‪:‬‬

‫كما ذكرنا سابقاً أف مف تصنيفات مجرمى اإلنترنت (المخترقوف) (الياكرز والكراكرز)‬


‫وىى فئو شغميا الشاغؿ ىو العبث والتسمية ليس إال‪ ،‬وال يستيدفوف أىدافاً أو أشخاصاً بعينيا‬
‫ولكف ما ييميـ ىو الدخوؿ ألجيزة اآلخريف والعبث بيا دوف سابؽ معرفة بشخصية المجنى‬
‫عميو‪.‬‬

‫‪ -6‬دوافع عسكرية وسياسية‪:‬‬

‫شبكة اإلنترنت ‪-‬كما أوضحنا فى البداية‪ -‬نشأت وتطورت مف أجؿ أىداؼ عسكرية‬
‫بحتو‪ ،‬وحتى وقتنا الراىف مف الممكف إستخداـ ىذه الشبكة كسبلح عسكرى فعاؿ‪.‬‬

‫كما أف اإلنترنت أصبحت وسيمة لمدعاية العسكرية أستعممت فى مختمؼ الصراعات‬


‫الماضية ‪ ،‬كما فعؿ الصرب فى أزمة كوسوفو حيث بثوا دعاياتيـ بواسطة البريد اإلليكترونى‬
‫وكما تفعؿ إسرائيؿ فى محاولة تحسيف صورتيا أماـ العالـ فى مواجية اإلنتفاضة(‪.)2‬‬
‫ساثؼب ا ‪ :‬أ٘ذاف ِغشَ اإلٔزشٔذ‪:‬‬
‫‪ .1‬المعمومات‪:‬‬

‫ويشمؿ ذلؾ سرقة أو تغيير أو حذؼ المعمومات ‪ ،‬ومعظـ تمؾ الجرائـ التى يكوف اليدؼ‬
‫منيا ىو المعمومات ىى فى األغمب األعـ مف الحاالت تكوف جرائـ إقتصادية لمحصوؿ عمى‬
‫مزايا أو مكاسب مادية ‪ ،‬فالحرب اإلقتصادية ال تقؿ فى ضراوتيا وشدتيا حالياً عف الحرب‬
‫العسكرية‪ ،‬إال أنيا تتـ عبر شبكة اإلنترنت(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬حسف طاىر داوود‪ ،‬جرائـ نظـ المعمومات‪ ،‬جامعة نايؼ العربية لمعموـ األمنية‪ ،‬الطبعة الولى ‪،‬الرياض‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.135‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬سميماف أحمد فضؿ ‪،‬المرجع السابؽ ص‪.21‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ .2‬أجيزة الكمبيوتر‪:‬‬

‫ويشمؿ ذلؾ تعطيميا أو تخريبيا ويتـ ذلؾ غالباً عف طريؽ برامج الفيروسات‪.‬‬

‫‪ .3‬األشخاص والجيات‪:‬‬

‫ىدؼ فئة كبيرة مف الجرائـ عمى شبكة اإلنترنت أشخاص أو جيات بشكؿ مباشر كالتيديد أو‬
‫االبتزاز‪ .‬عمماً بأف الجرائـ التي تكوف أىدافيا المباشرة ىي المعمومات أو األجيزة تيدؼ بشكؿ‬
‫غير مباشر إلى األشخاص المعنييف أو الجيات المعنية بتمؾ المعمومات أو األجيزة(‪.)1‬‬

‫‪(1) http://shkoon.coolfreepage.com/amn/pages/amn-jra.htm‬‬
‫‪29‬‬
‫اٌفظـــً األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌغشائُ اٌّشرىجخ ث‪ٛ‬اسطخ اإلٔزشٔذ‬
‫رّ‪١ٙ‬ذ ‪ٚ‬رمس‪:ُ١‬‬
‫بالرغـ مف حداثة جرائـ الحاسب اآللي واإلنترنت نسبياً‪ ،‬إال إنيا القت إىتماما مف قبؿ‬
‫بعض الباحثيف‪ ،‬حيث أجريت العديد مف الدراسات المختمفة لمحاولة فيـ ىذه الظاىرة ومف ثـ‬
‫التحكـ فييا‪ ،‬ومنيا دراسة أجرتيا منظمة )‪ (Software Alliance Busieness‬في الشرؽ‬
‫األوسط حيث أظيرت أف ىناؾ تبايف بيف دوؿ منطقة الشرؽ األوسط في حجـ خسائر جرائـ‬
‫الحاسب اآللي حيث تراوحت ما بيف (‪ )30‬مميوف دوالر أمريكي في المممكة العربية السعودية‬
‫واإلمارات العربية المتحدة و (‪ )1.4‬مميوف دوالر أمريكي في لبناف(‪.)1‬‬

‫وقد أطمؽ مصطمح جرائـ اإلنترنت أو(‪ )Internet Crimes‬في مؤتمر جرائـ‬
‫اإلنترنت المنعقد في أستراليا بالفترة مف ‪1998/2/17 – 16‬ـ(‪.)2‬‬

‫وجرائـ اإلنترنت كثيرة ومتنوعة ويصعب حصرىا‪ ،‬ولكف يجب األخذ فى اإلعتبار أف ثمة‬
‫جرائـ لئلنترنت تتميز بأنيا الترتكب إال عف طريؽ اإلنترنت فقط وعف طريؽ جياز الكمبيوتر‪،‬‬
‫كجرائـ نشر الفيروسات عمى الشبكة واختراؽ واقتحاـ المواقع ‪ ،‬والبعض اآلخر مف جرائـ‬
‫اإلنترنت لو شبيو عمى أرض الواقع كجرائـ القذؼ والسب مثبلً‪ ،‬فيذه الجرائـ قد ترتكب فى حؽ‬
‫األشخاص عف طريؽ اإلنترنت ‪ ،‬أوعف طريؽ آخر‪.‬‬

‫وعمى ىذا األساس فإف دراستنا لجرائـ اإلنترنت فى ىذا الفصؿ ستكوف فى مبحثيف عمى‬
‫النحو التالى ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الجرائـ التقميدية المرتكبة بواسطة اإلنترنت‪.‬‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬الجرائـ المستجدة المرتكبة بواسطة اإلنترنت‪.‬‬

‫(‪ )1‬ذياب البداينة ‪ ،‬جرائـ الحاسب واإلنترنت ‪ ،‬أبحاث الندوة العممية لدراسة الظواىر اإلجرامية المستحدثة وسبؿ‬
‫مواجيتيا‪ ،‬أكاديمية نايؼ العربية لمعموـ األمنية ‪ ،‬الرياض ‪ 1420،‬ىػ ‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫(‪ ) 2‬عبد الرحمف محمد بحر‪ ،‬معوقات التحقيؽ فى جرائـ اإلنترنت‪ ،‬دراسة مسحية عمى ضباط الشرطة فى دولة‬
‫البحريف‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬أكاديمية نايؼ العربية لمعموـ األمنية‪ ،‬الرياض‪1420،‬ى ‪ ،‬ص‪.2‬‬

‫‪30‬‬
‫اٌّجحــش األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌغشائُ اٌزمٍ‪١‬ذ‪٠‬خ اٌّشرىجخ ث‪ٛ‬اسطخ اإلٔزشٔذ‬
‫رّ‪١ٙ‬ذ ‪ٚ‬رمس‪:ُ١‬‬
‫نقصد ىنا بالجرائـ التقميدية ‪ ،‬الجرائـ التى ترتكب بشكؿ إعتيادى عمى شبكة اإلنترنت‬
‫مف قبؿ مستخدمييا ‪ ،‬أوىى الجرائـ األكثر شيوعاً بيف مطالعى الشبكة بإعتبارىـ جناة أو مجنى‬
‫عمييـ‪ .‬وارتأينا أف يكوف محور دراستنا فى ىذا المبحث عمى النحو التالى‪:‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬جرائـ القذؼ والسب‪.‬‬

‫المطمب الثانى ‪ :‬جرائـ اإلعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬الجرائـ المخمة باآلداب العامة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اٌّطٍــت األ‪ٚ‬ي‬
‫عشائـــُ اٌمـــزف ‪ٚ‬اٌســـت‬
‫تعتبر جرائـ القذؼ والسب مف الجرائـ الماسة بالشرؼ وباإلعتبار‪ ،‬ويقصد بالشرؼ‬
‫واإلعتبار المكانو التى يحتميا الشخص فى الوسط االجتماعى المحيط بو‪ ،‬سواء كاف ىذا الوسط‬
‫ىو مجتمع القرية أو الحى أو مجتمع الزمبلء فى المينة(‪.)1‬‬

‫وبالتالى فإف المكانة اإلجتماعية لمفرد فى مجتمعو جديرة بتدخؿ المشرع لحمايتيا مف أى‬
‫اء عف طريؽ القوؿ أو الكتابة‪.‬‬
‫مساس بيا سو ً‬
‫وسنتناوؿ فيما يمى كبلً مف جريمتى القذؼ والسب وكيفية إرتكاب كبلً منيما عبر شبكة‬
‫اإلنترنت عمى التوالى‪.‬‬

‫اٌفـشع األ‪ٚ‬ي‬
‫عش‪ّ٠‬ـــــخ اٌمــــزف‬
‫رؼش‪٠‬ف اٌمزف‪:‬‬
‫يعرؼ القذؼ بأنو‪:‬إسناد عمنى عمدى لواقعة محددة تستوجب عقاب أو إحتقار مف‬
‫أسندت إليو(‪.)2‬‬

‫وقد عرؼ القانوف رقـ ‪ 52‬لسنة ‪1974‬ـ فى ليبيا القذؼ بأنو " الرمى بالزنا أو نفى‬
‫النسب بأية وسيمة كانت وفى حضور المقذوؼ أو غيبتو وفى عبلنية أو بدونيا"‪.‬‬

‫ص َنا ِ‬
‫ت‬ ‫ُون ْالمُحْ َ‬ ‫وقد سمى ا﵀ تعالى القذؼ رمياً‪ ،‬حيث قاؿ فى كتابو الكريـ‪َ ﴿:‬والَّذ َ‬
‫ِين َيرْ م َ‬
‫ون ﴾‪.‬‬ ‫ِين َج ْلدَ ًة َوال َت ْق َبلُوا لَ ُه ْم َش َهادَ ًة أَ َب ًدا َوأ ُ ْولَئ َ‬
‫ِك ُه ُم ْال َفاسِ قُ َ‬ ‫ُث َّم لَ ْم َيأْ ُتوا ِبأَرْ َب َع ِة ُ‬
‫ش َهدَ ا َء َفاجْ لِ ُدو ُه ْم َث َمان َ‬
‫(سورة النور اآلية رقـ ‪.)4‬‬

‫يتضح مف التعريفات سالفة الذكر ‪ ،‬أف أساس القذؼ ىو إسناد واقعة أو فعؿ معيف‬
‫لشخص معيف‪،‬‬

‫ويشترط كذلؾ فى اإلسناد أف يكوف عمنياً‪ ،‬وأف يحط ويقمؿ ويحقر مف شأف المجنى عميو‬
‫‪ ،‬أما إذا لـ يصؿ اإلسناد إلحداث ىذا األثر فميس ثمة قذؼ فى حؽ المجنى عميو حتى ولو‬
‫إعتبره كذلؾ‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد عبد المطيؼ عبد العاؿ‪ :‬حوؿ مفيوـ الشرؼ واالعتبار فى جرائـ القذؼ والسب‪ ،‬مجمة األمف والقانوف‪،‬‬
‫العدد الثانى‪ ،‬يوليو ‪2003‬ـ‪ ،‬أكاديمية شرطة دبى باإلمارات العربية المتحدة ص ‪.290‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ‪ ،‬جرائـ اإلعتداء عمى األشخاص ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،1983 ،‬ص‪.199‬‬

‫‪32‬‬
‫ونخمص مما سمؼ أف القذؼ المعاقب عميو قانوناً البد وأف تتكامؿ شروطو وأركانو والتى‬
‫تتمثؿ فى‪:‬‬

‫‪ -1‬الركف المادى‪ :‬الذى يتحقؽ‬

‫أ‪ -‬بإسناد واقعة معينة إلى المجنى عميو لو صحت ألوجبت عقابو أو تحقيره‪.‬‬

‫ب‪ -‬موضوع ينصب عميو اإلسناد‪.‬‬

‫ج‪ -‬عبلنية اإلسناد‪.‬‬

‫‪ -2‬القصد الجنائى‪(.‬الركف المعنوى)‬

‫ونتناوؿ كؿ ركف مف ىذه األركاف بشىء مف التفصيؿ‪:‬‬


‫أ‪ٚ‬لا ‪ :‬اٌشوٓ اٌّبد‪ٌ ٜ‬غش‪ّ٠‬خ اٌمزف‪:‬‬
‫‪ -1‬فعل اإلسناد‪:‬‬

‫يقصد باإلسناد نسبة أمر أو واقعة ما إلى شخص معيف بأية وسيمة مف وسائؿ التعبير‬
‫عف المعنى‪ ،‬كالقوؿ أو الكتابة أو الفعؿ وما يمحؽ بيا‪ ،‬فكافة الوسائؿ التى تصمح لمتعبير عف‬
‫المعانى وتصويرىا عمى نحو يمكف الغير مف فيميا وادراكيا يصح أف يتحقؽ بيا عنصر السموؾ‬
‫فى جريمة القذؼ(‪.)1‬‬

‫أما بالنسبة لؤلسموب الذى يتحقؽ بو اإلسناد فإف القاعدة أنو ال عبرة باألسموب الذى‬
‫صاغ بو الجانى عباراتو ‪،‬أكاف صريحاً بحيث ال يحتاج السامع أو القارىء إلى مجيود ذىنى‬
‫إلستخبلص المعنى المقصود بو‪ ،‬أـ كاف ضمنياً بحيث يتطمب فيمو مجيوداً يتكشؼ بو المعنى‬
‫الحقيقى الذى يستتر خمؼ معناه الظاىر وسواء األسموب الذى أفرغ فيو اإلسناد الضمنى(‪.)2‬‬

‫‪-2‬موضوع اإلسناد‪:‬‬

‫ينبغى أف يكوف موضوع اإلسناد واقعة محددة‪ ،‬وأف يكوف مف شأف ىذه الواقعة إف‬
‫صحت عقاب مف أسندت إليو أو إحتقاره عند أىؿ وطنو(‪.)3‬‬

‫واستمزاـ أف يكوف موضوع اإلسناد واقعة محددة ىو العنصر الذى يتميز بو القذؼ عف‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬عمر السعيد رمضاف ‪ ،‬شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ،‬القاىرة‬
‫‪،1986،‬ص‪.369‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬محمود نجيب حسنى‪ ، ،‬شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص‪ ،‬دار النيضة العربية ‪، 1978 ،‬ص ‪.511‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬عمر السعيد رمضاف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.372-371‬‬

‫‪33‬‬
‫السب‪ ،‬فبينما القذؼ ال يقوـ إال بإسناد واقعة معينة ومحددة إلى المجنى عميو فإف السب ال يمزـ‬
‫فيو إسناد واقعة معينة بؿ يكفى أف يكوف موضوعو متضمناً بأى وجو مف الوجوه خدشاً لمشرؼ‬
‫واإلعتبار(‪.)1‬‬

‫‪ ‬تعيين الواقعة ‪:‬‬

‫ال يكفى أف يسند القاذؼ إلى الغير أم اًر شائناً وانما يشترط أف يكوف األمر معيناً‬
‫ومحدداً‪ ،‬فإذا كانت العبارة الشائنة المسندة إلى المجنى عميو ال تتضمف إسناد واقعة معينة‬
‫فالجريمة تعتبر سباً ال قذفاً ‪ ،‬إذ أف تحديد وتعييف الواقعة يجعميا أقرب إلى التصديؽ‪.‬‬

‫ويشترط القانوف فى الواقعة المسندة أف يكوف مف شأنيا عقاب مف تنسب إليو بإعتبارىا‬
‫جريمة ‪ ،‬أو إحتقاره عند أىؿ وطنو‪.‬‬

‫والواقعة التى تكوف جريمة ال يثير أمرىا صعوبة‪ ،‬إذ أف كؿ واقعة تعتبر جريمة فى حكـ القانوف‬
‫سواء كانت جناية أو جنحة أو مخالفة يصح أف تقوـ بإسنادىا جريمة القذؼ(‪.)2‬‬

‫أما األمر الموجب لئلحتقار فمـ يضع لو القانوف تعريفاً ولـ يسرد لو بياناً جامعاً مانعاً ‪،‬‬
‫وما كاف فى وسعو أف يفعؿ ذلؾ ‪ .‬ذلؾ أف األمور الموجبة لئلحتقار ال يمكف حصرىا(‪.)3‬‬

‫‪ ‬تعيين المقذوف‪:‬‬

‫يمزـ بطبيعة الحاؿ تعييف الشخص أو األشخاص الذيف تسند إلييـ الواقعة الشائنة ‪ ،‬وليس ببلزـ‬
‫أف يكوف ىذا التعييف بذكر إسـ الشخص المقذوؼ بؿ يكفى تحديد شخصيتو بغير ذلؾ مف‬
‫األمارات كالزماف والمكاف والمينة وغير ذلؾ مف معالـ الشخصية(‪ ،)4‬أما إذا لـ يمكف أو تعذر‬
‫واستحاؿ تحديد المقذوؼ بحقو فبل وجود لجريمة القذؼ ‪ ،‬ويستوى أف يكوف المقذوؼ شخصاً‬
‫طبيعياً أو شخصاً معنوياً(‪.)5‬‬

‫‪3‬ـ عالنية اإلسناد‪:‬‬

‫يشترط لمعاقبة القاذؼ أف يقع منو القذؼ عمناً‪ ،‬والعمة فى ذلؾ أف العمنية وسيمة عمـ‬

‫(‪ )1‬د‪.‬منصور السعيد ساطور‪ ،.‬جريمتى القذؼ والسب‪ ،‬بحث مقارف فى القانوف الجنائى الوضعى والفقو الجنائى‬
‫اإلسبلمى‪ ،‬بدوف دار نشر‪،1980 ،‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬عمر السعيد رمضاف ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.372‬‬
‫د‪ .‬رمسيس بيناـ‪ ،‬القسـ الخاص فى قانوف العقوبات ‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬الطبعة األولى‪،1958 ،‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫ص‪ 347‬ػ ‪.348‬‬
‫(‪ )4‬د‪.‬منصور السعيد ساطور‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )5‬راجع فى ذلؾ د‪.‬حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.203‬‬

‫‪34‬‬
‫أفراد المجتمع بعبارات القذؼ وشرط لتصور إخبلليا بالمكانة اإلجتماعية لممجنى عميو(‪.)1‬‬

‫وينص قانوف العقوبات المصرى فى فى مادتو ‪ 302‬والتى بدورىا أحالت عمى المادة‬
‫‪ 171‬عقوبات فى تبياف صور العبلنية حيث نصت المادة ‪ 171‬فى فقرتيا األخيرة عمى ‪:‬‬

‫ويعتبر القوؿ أو الصياح عمنيا إذا حصؿ الجير بو أو ترديده بإحدى الوسائؿ الميكانيكية‬
‫في محفؿ عاـ أو طريؽ عاـ أو أي مكاف آخر مطروؽ أو إذا حصؿ الجيربو أو ترديده بحيث‬
‫يستطيع سماعو مف كاف في مثؿ ذلؾ الطريؽ أو المكاف أو إذا أذيع بطريؽ البلسمكي أو بأية طريقة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ويكوف الفعؿ أ واإليماء عمنيا إذا وقع في محفؿ عاـ أو طريؽ عاـ أو في أي مكاف أخر‬
‫مطروؽ أو إذا وقع بحيث يستطيع رؤيتو مف كاف في مثؿ ذلؾ الطريؽ أو المكاف‪.‬‬

‫وتعتبر الكتابة والرسوـ والصور الشمسية والرموز وغيرىا مف طرؽ التمثيؿ عمنية إذا وزعت‬
‫بغير تمييز عمى عدد مف الناس أو إذا عرضت بحيث يستطيع أف يراىا مف يكوف في الطريؽ العاـ‬
‫أو أي مكاف مطرؽ أو إذا بيعت أو عرضت لمبيع في أي مكاف)‬

‫ويبلحظ فى النص أف صور العبلنية قد وردت عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر األمر الذى‬
‫يفيد إمكانية إضافة طرؽ أخرى لمعبلنية كاإلنترنت‪.‬‬

‫وقد إعتبر المشرع المصرى كذلؾ القذؼ الحاصؿ عف طريؽ التميفوف قذفاً ‪ ،‬وتسرى‬
‫عميو األحكاـ الخاصة بالقذؼ بالرغـ مف عدـ توافر ركف العبلنية فيو‪.‬‬

‫وكذلؾ الحاؿ فى قانوف العقوبات الميبى حيث اعتبر المشرع الميبى العبلنية متوفرة كما‬
‫ورد فى المادة ‪ 16‬عقوبات فقرة أولى إذا ما ارتكبت الجريمة ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬بطريؽ الصحافة أو غيرىا مف وسائؿ الدعاية أو النشر ‪.‬‬

‫ب‪ -‬في محؿ عاـ أو مفتوح أو معروض لمجميور وبحضور عدة أشخاص ‪.‬‬

‫ج‪ -‬في اجتماع ال يعد خاصاً نظ اًر لممكػاف الذي انعقد فيو أو لعدد الحاضريف أو لمغرض الذي‬
‫عقد مف أجمو ‪.‬‬

‫وبناء عمى ما تقدـ فإف صور العبلنية قد تتمثؿ فى القوؿ والصياح ػ الفعؿ و اإليماء ػ‬
‫ً‬
‫الكتابة‪.‬‬

‫‪ -1‬عالنية القول أو الصياح ‪ :‬القوؿ ىو ذلؾ الصوت المنبعث مف الفـ منطوياً عمى كممات‬

‫(‪ )1‬د‪.‬محمود نجيب حسنى‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.538‬‬

‫‪35‬‬
‫مفيومة أياً كانت المغة التى نطؽ بيا‪ ،‬ويشترؾ الصياح معو فى ىذا المدلوؿ ويتميز عنو فى‬
‫كونو ػ غالبا ػ غير مفيوـ ػ كالعويؿ والدمدمة ػ أو ذا داللة عرفية معينة(‪.)1‬‬
‫وتتمثؿ عبلنية القوؿ أو الصياح فى ثبلث صور ىى‪:‬‬

‫‪ -‬الجير بالقول أو الصياح أو ترديده بإحدى الوسائل الميكانيكية فى محفل عام أو‬
‫طريق عام أو أى مكان آخر مطروق ‪ :‬يعنى الجير بالقوؿ النطؽ بعبارات القذؼ‬
‫بصوت مرتفع بحيث يستطيع أف يسمعيا عدد مف الناس بغير تمييز ممف يوجدوف فى‬
‫المكاف العاـ الذى صدرت فيو عف المتيـ عباراتو ‪ .‬أما ترديد القوؿ بوسيمة ميكانيكية‬
‫فيعنى اإلستعانة بيذه الوسيمة لجعؿ الصوت مسموعاً فى أرجاء المكاف العاـ(‪.)2‬‬

‫ويقصد بالمحفؿ العاـ ‪ ،‬اإلجتماع الذى يضـ عدداً كبي اًر مف األفراد ويجوز لكؿ شخص‬
‫اإلنضماـ إليو‪ ،‬ويقصد بالطريؽ العاـ كؿ سبيؿ يباح لمجميور المرور بو ‪ ،‬أما المكاف‬
‫المطروؽ فيو كؿ مكاف مفتوح لمجميور كدور العبادة والمتاحؼ العامة والمحبلت‬
‫التجارية(‪.)3‬‬

‫‪ -‬الجير بالقول أو الصياح فى محل خاص بحيث يستطاع سماعو من مكان عام‪ :‬والعمة‬
‫مف إعتبار العمنية قائمة فى ىذه الصورة ‪ ،‬ىى سماع الجميور لعبارات القذؼ وحصوؿ‬
‫التشيير بالمجنى عميو ووصوؿ ذلؾ إلى عمـ الجميور‪ ،‬عمى الرغـ مف أف الوقائع‬
‫المسندة إليو قد حصمت فى مكاف خاص(‪.)4‬‬

‫‪ -‬اإلذاعة بطريق الالسمكى أو أى طريقة أخرى‪ :‬فى ىذه الفرضية تتحقؽ العبلنية بإذاعة‬
‫القوؿ أو الصياح عف طريؽ جياز البلسمكى أو أى طريقة أخرى (كاإلنترنت مثبلً) مف‬
‫شأنيا إيصاؿ الواقعة محؿ اإلسناد إلى مسامع وأنظار الجميور ‪.‬‬

‫‪ -2‬عالنية الفعل أو اإليماء ‪ :‬نصت المادة ‪ 171‬عقوبات عمى أف "الفعؿ أو اإليماء يكوف‬
‫عمنياً إذا وقع فى محفؿ عاـ أو طريؽ عاـ أو فى أى مكاف آخر مطروؽ أو إذا وقع بحيث‬
‫يستطيع رؤيتو مف كاف فى مثؿ ذلؾ الطريؽ أو المكاف"‬

‫والعبرة فى تحقؽ عبلنية الفعؿ أو اإليماء ليست فى مجرد وقوعو فى مكاف عاـ ‪ ،‬بؿ ىى‬
‫فى رؤيتو أو إمكانية رؤيتو لمف يكوف حاض اًر فى مثؿ ذلؾ المكاف‪ .‬فإذا صدر الفعؿ أو‬

‫(‪ )1‬د‪.‬حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.208‬‬


‫(‪ )2‬د‪.‬محمود نجيب حسنى ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.542‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬منصور السعيد ساطور‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )4‬د‪.‬حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.210‬‬

‫‪36‬‬
‫اإليماء خفية بحيث ال يراه أو اليمكف أف يراه إال مف ىو مقصود فبل تتحقؽ بو العبلنية ولو‬
‫وقع فى محفؿ عاـ‪ ،‬وعمى العكس تتحقؽ العبلنية بالفعؿ أو اإليماء ولو وقع فى مكاف غير‬
‫عاـ ماداـ يستطيع أف يراه مف يكوف فى الطريؽ العاـ أو أى مكاف آخر مطروؽ(‪.)1‬‬

‫‪ -3‬الكتابة ‪ :‬يراد بالكتابة كؿ ما ىو مدوف بمغة مفيومة أو مستطاع فيميا‪ ،‬أياً كانت المغة وأياً‬
‫كانت كيفية تدوينيا‪ ،‬فيستوى أف تكوف الكتابة قد حررت باليد أو كتبت باآللة الكاتبة أو‬
‫طبعت بأية وسيمة مف وسائؿ الطباعة(‪.)2‬‬

‫وتتوافر وسائل العالنية بالكتابة إذا ما توافرت شروط ثالثة ىي‪:‬‬

‫‪ ‬الشرط األول ‪ :‬التوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬الشرط الثاني ‪ :‬العرض‪.‬‬

‫‪ ‬الشرط الثالث ‪ :‬البيع او العرض لمبيع‪.‬‬

‫‪ ‬الشرط األول ‪ :‬التوزيع ‪:‬‬

‫ىو تسميـ ما ىو مكتوب وتوزيعو عمى عدد مف األشخاص دوف تمييز‪ ،‬بشكؿ مادى‬
‫يتمثؿ فى التسميـ الفعمى ال الشفوى حيث أف الشفيية ال تتحقؽ بيا العبلنية‪.‬‬

‫وال يشترط أف يطمع عمى المكتوب كثيروف حيث لـ يضع القانوف حداً أدنى ليـ ولذلؾ‬
‫يكفى أف يطمع عميو شخصاف‪ ،‬كما ال يشترط أف يطرح الجانى فى التداوؿ نسخاً عديدة(‪.)3‬‬

‫‪ ‬الشرط الثانى ‪ :‬العرض‪:‬‬

‫طريقة أخرى تتحقؽ بيا العبلنية وىى عرض المادة التى تحتوى القذؼ بطريقة تمكف‬
‫اء تـ ذلؾ العرض فى مكاف عاـ أو مطروؽ ‪ ،‬أو فى مكاف‬
‫اآلخريف مف اإلطبلع عمييا‪ ،‬سو ً‬
‫خاص يتيح لمموجود فى مكاف عاـ مف مشاىدتيا‪.‬‬

‫‪ ‬الشرط الثالث ‪ :‬البيع أو العرض لمبيع ‪:‬‬

‫يقصد بالبيع نقؿ الممكية نظير ثمف معيف‪ ،‬ويتحقؽ فى ىذه الحالة ببيع المكتوب‬
‫المتضمف عبارات القذؼ إلى الجميور ػ بغير تمييز طبعاً ػ أما العرض لمبيع فيو إيجاب صادر‬
‫عف الجا نى ببيع المكتوب وذلؾ بشتى وسائؿ الدعاية أو اإلعبلف ‪ ،‬وتعد العبلنية قائمة ولو كاف‬

‫(‪ )1‬د‪.‬أحمد أميف بؾ ‪ ،‬شرح قانوف العقوبات المصرى ‪ ،‬القسـ الخاص‪ ،‬بدوف ناشر‪ ،1949 ،‬ص‪.117‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬أحمد أميف بؾ ‪ ،‬شرح قانوف العقوبات المصرى‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.212‬‬

‫‪37‬‬
‫البيع أو العرض لمبيع قد حصبل فى مكاف خاص إذ أف مصدر العبلنية ليس ىو المكاف الذى‬
‫يحصؿ فيو البيع أو العرض ولكنو الوسيمة التى تتـ بيا إستفاضة مضموف الكتاب وذيوعو(‪.)1‬‬

‫العالنية بأى وسيمة أخرى‪:‬‬

‫أضاؼ المشرع المصرى فى نص المادة ‪ 171‬عبارة " أو بأى وسيمة أخرى مف وسائؿ‬
‫العمنية"‬

‫وكذلؾ المادة ‪ 16‬ؽ‪/‬ع‪/‬ؿ نصت أف العبلنية تتحقؽ بأى وسيمة مف وسائؿ الدعاية‬
‫والنشر األمر الذى يمكف معو القوؿ تحقؽ العبلنية بغير الطرؽ المتقدمة و لمقاضي أف يستخمص‬
‫العبلنية مف أى طريقة تمت بيا تفيد وفقاً لقناعاتو تحققيا‪.‬‬
‫صبٔ‪١‬ب ا ‪ :‬اٌشوٓ اٌّؼٕ‪ٌ ٜٛ‬غش‪ّ٠‬خ اٌمزف‪( :‬اٌمظذ اٌغٕبئ‪)ٝ‬‬
‫القذؼ جريمة عمدية ‪ ،‬ومعنى عمدية أف الجانى يتعمد فييا إرتكاب الفعؿ الموجب‬
‫لمعقاب أو لئلحتقار ‪ ،‬وبالتالى فيو يعمـ حقيقة الفعؿ المرتكب ‪ ،‬إضافةً إلتجاه إرادتو إلرتكاب‬
‫ىذا الفعؿ ‪ .‬وبتوافر عنصرى العمـ واإلرادة يكتمؿ القصد الجنائى لجريمة القذؼ‪.‬‬

‫العمم ‪ :‬فبلبد أف ينصرؼ إلى أركاف الجريمة‪ ،‬ومعنى ذلؾ أنو يتعيف عمـ الجانى بداللة‬ ‫‪‬‬
‫التعبير الذى استعممو بأف مف شأنو المساس بشرؼ المجنى عميو والحط مف قدره‪.‬فإذا جيؿ‬
‫ذلؾ فإف القصد الجنائى ال يعد قائماً لديو(‪.)2‬‬

‫‪ ‬اإلرادة ‪ :‬فتعنى إرادة الفعؿ وارادة النتيجة‪ .‬وارادة الفعؿ تتحقؽ حيث يكوف القوؿ أو اإليماء أو‬
‫الكتابة وليد إرادة حرة وليس إكراه أو سكر اضطرارى‪ .‬أما إرادة النتيجة فتعنى إرادة النيؿ مف‬
‫سمعة المجنى عميو والحط مف شرفو فى المجموعة التى يحيا فييا ‪ .‬والنتيجة فى القذؼ إذف‬
‫نتيجة معنوية ال تتمثؿ فى أثر مادى (كالوفاة مثبلً) ولكنيا تتمثؿ فى أثر معنوى ىو التغيير‬
‫الذى يمحؽ بالفكرة السابقة عف شخص معيف فى أذىاف الناس(‪.)3‬‬

‫وفى ذلؾ قضت المحكمة العميا المميبية " أف القصد الجنائى العاـ يكفى إلثبات جريمة‬
‫القذؼ وال يؤثر فيو أف يكوف القاذؼ حسف النية حتى يثبت القذؼ الموجب لمعقاب"(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.213‬‬


‫(‪ )2‬د‪.‬جبلؿ ثروت‪ ،‬نظـ القسـ الخاص فى قانوف العقوبات‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،2000 ،‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬جبلؿ ثروت‪،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫(‪ )4‬طعف جنائى رقـ ‪ 6 / 21‬ؽ ‪ ،‬بتاريخ ‪. 1961/4/22‬‬

‫‪38‬‬
‫ػم‪ٛ‬ثخ اٌمزف‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 1/303‬مف قانوف العقوبات المصرى عمى أنو "يعاقب عمى القذؼ بغرامة‬
‫ال تقؿ عف خمسة آالؼ جنيو وال تزيد عف خمسة عشرة ألؼ جنيو أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف" ‪،‬‬
‫ىذا فى حالة القذؼ البسيط أما القذؼ المشدد فإنو يتحقؽ بإحدى ىذه الصور‪:‬‬

‫‪ -‬القذؼ ضد شخص عاـ المادة (‪.)2/303‬‬

‫‪ -‬القذؼ عف طريؽ النشر فى الجرائد والمطبوعات المادة(‪.)307‬‬

‫‪ -‬القذؼ المتضمف طعناً فى األعراض أو خدشاً لسمعة العائبلت المادة(‪.)308‬‬

‫أما فى ليبيا فقد نصت المادة ‪ 4‬مف القانوف رقـ (‪ )52‬لسنة ‪1974‬ـ بشأف إقامة حد‬
‫القذؼ عمى أنو (مع عدـ اإلخبلؿ بحكـ المادة السابعة مف ىذا القانوف يعاقب بالجمد حداً ثمانيف‬
‫جمدة ‪ ،‬وال تقبؿ لو شيادة كؿ مف ثبت عميو إرتكاب الجريمة المنصوص عمييا في المادة األولى‬
‫مف ىذا القانوف)‪.‬‬

‫ويبلحظ عمى ىذا النص أف المشرع قد قرر لمقذؼ عقوبتيف‪ :‬أحداىما أصمية وىي‬
‫(الجمد)‪ ،‬واألخرى تبعية وىي (عدـ قبوؿ الشيادة)‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اٌفـــشع اٌضبٔـــ‪ٝ‬‬
‫عش‪ّ٠‬ــــــخ اٌســـــت‬
‫رؼش‪٠‬ف اٌست‪:‬‬
‫يقصد بالسب كؿ خدش لمشرؼ واإلعتبار‪ ،‬فيو ذو مدلوؿ أوسع مف القذؼ الذي ال‬
‫يتحقؽ إال بإسناد واقعة تفضي إلى خدش شرؼ المسند إليو بما تستتبعو مف عقابو أو احتقاره عند‬
‫أىؿ وطنو(‪.)1‬‬
‫أسوبْ اٌست‪:‬‬
‫‪ -‬ركف مادى‪.‬‬

‫‪ -‬ركف معنوى‪.‬‬

‫‪ ‬اٌشوٓ اٌّبد‪:ٜ‬‬
‫يتمثؿ الركف المادى فى جريمة السب‪ ،‬فى كؿ سموؾ يصدر عف الجانى ويكوف منطوياً‬
‫بأى وجو مف الوجوه عمى خدش لشرؼ المجنى عميو أو إعتباره‪،‬وبيذا يفترؽ السب عف القذؼ‬
‫حيث ال يستمزـ أف يكوف موضوعو واقعة معينة‪ ،‬بؿ يتحقؽ بإسناد أى أمر يكوف لو ىذا الشأف ‪.‬‬
‫وىو يتحقؽ بإسناد عيب معيف إلى المجنى عميو ‪ :‬كنعتو بأنو كاذب أو مقامر أو عربيد(‪.)2‬‬

‫وتطبيقاً لذلؾ قضت المحكمة العميا " أف الفارؽ بيف جريمة السب وجريمة التشيير ىو‬
‫أف التشيير يتحقؽ إذا حصؿ اإلعتداء عمى سمعة الغير فى غيابو وكاف بحضور أكثر مف‬
‫شخص أما إذا وقع اإلعتداء فى حضور المجنى عميو فإنو يكوف جريمة السب وفقاً لممادة ‪438‬‬
‫عقوبات(‪.)3‬‬

‫‪ ‬اٌشوٓ اٌّؼٕ‪(:ٜٛ‬اٌمظذ اٌغٕبئ‪)ٝ‬‬


‫وىو إنصراؼ إرادة الفاعؿ إلى الفعؿ المادى المكوف لمجريمة كما وصفو القانوف ‪ .‬والركف‬
‫المعنوى ينيض عمى أساس العمـ بسوء داللة التعبير واتجاه إرادة الجانى إلتياف ىذا الفعؿ‬
‫والنتيجة المترتبة عمى ىذا الفعؿ عمى النحو السابؽ بيانو فى جريمة القذؼ‪.‬‬

‫والسب نوعان ‪ :‬سب عمنى وسب غير عمنى‪.‬‬

‫‪ ‬اٌست اٌؼٍٕ‪:ٝ‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬حسنيف ابراىيـ صالح عبيد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.232‬‬


‫(‪ )2‬د‪.‬حسنيف ابراىيـ صالح عبيد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.232‬‬
‫(‪ )3‬طعف جنائى رقـ ‪ 19 / 12‬ؽ ‪ ،‬بتاريخ ‪.1973/12/18‬‬

‫‪40‬‬
‫يقوم السب العمنى عمى ثالثة أركان‬

‫‪ -‬ركف مادى‪.‬‬

‫‪ -‬ركف معنوى‪.‬‬

‫‪ -‬ركف العبلنية‪.‬‬

‫وقد سبؽ لنا بياف وشرح تمؾ األركاف لذلؾ نحيؿ عمييا منعاً لمتكرار‪.‬‬

‫‪ ‬اٌست غ‪١‬ش اٌؼٍٕ‪:ٝ‬‬


‫يتفؽ السب غير العمنى مع السب العمنى فى ضرورة توافر الركنيف المادى والمعنوى وال‬
‫يختمؼ عنو إال فى ركف العبلنية‪.‬‬
‫ػمىتح انسة‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 306‬مف قانوف العقوبات المصرى عمى أف" كؿ سب ال يشتمؿ عمى إسناد‬
‫واقعة معينة بؿ يتضمف بأى وجو مف الوجوه خدشاً لمشرؼ واإلعتبار يعقب عميو فى األحوؿ‬
‫المبينة بالمادة ‪ 171‬بالحبس مدة ال تتجاوزسنة وبغرامة ال تزيد عمى خمسة آالؼ جنيو أو بإحدى‬
‫ىاتيف العقوبتيف"‪ .‬ويكوف السب مشدداً فى حالة إذا ما‬

‫‪ -‬ارتكب بطريؽ النشر فى الجرائد أو المطبوعات‪.‬‬

‫‪ -‬أو إذا تضمف طعناً فى عرض األفراد وخدشاً لسمعة العائبلت‪.‬‬

‫أما قانوف العقوبات الميبى فقد تناوؿ جريمة السب فى المادة ‪ 438‬بنصو‪:‬‬

‫" كؿ مف خدش شرؼ شخص أو اعتباره في حضوره يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز ستة أشير أو‬
‫بغرامة ال تجاوز خمسة وعشريف جنيياً ‪ .‬تطبؽ العقوبة ذاتيا عمى مف ارتكب الفعؿ بالبرؽ أو‬
‫التميفوف أو المحررات أو الرسوـ الموجية لمشخص المعتدى عميو ‪ .‬وتكوف العقوبة الحبس لمدة ال‬
‫تجاوز السنة أو الغرامة التي ال تجاوز أربعيف جنيياً إذا وقع اإلعتداء بإسناد واقعة معينة"‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اٌفـــشع اٌضـــبٌش‬
‫عشائــُ اٌمـــزف ‪ٚ‬اٌســت ػـجش اإلٔزشٔذ‬
‫حددت المادة ‪ 171‬و‪ 16‬مف قانونى العقوبات المصرى والميبى عمى التوالى صور‬
‫العبلنية والتى عرضناىا بالشرح سابقاً ‪ ،‬ولكف نفس المادتيف أضافتا أف العبلنية يمكف أف تتـ‬
‫بأى وسيمة أخرى ‪ ،‬ولعمو مف المنطقى أف يعتبر اإلنترنت وسيمة مف ضمف وسائؿ العبلنية نظ اًر‬
‫ألف المادة المنشورة أياً كانت صورة أو مقاؿ تكوف تحت متناوؿ أى شخص يتصفح اإلنترنت‬
‫دوف تحديد أو تمييز أو إنتقاء لمتمقى ىذه المادة‪ .‬ومف الممكف إرتكاب جرائـ القذؼ والسب عبر‬
‫اإلنترنت بأحد الصور التالية‪:‬‬
‫‪1‬ـ إٔشبء ِ‪ٛ‬الغ ػٍ‪ ٝ‬اإلٔزشٔذ ِزخظظخ ف‪ ٝ‬اٌمزف ‪ٚ‬اٌست‪:‬‬
‫تعمؿ ىذه المواقع عمى إبراز سمبيات الشخص المستيدؼ ونشر أس ارره‪ ،‬والتي قد يتـ‬
‫الحصوؿ عمييا بطريقة غير مشروعة بعد الدخوؿ عمى جيازه‪ ،‬أو بتمفيؽ األخبار عنو‪ .‬ومف‬
‫ذلؾ قياـ شخص في دولة خميجية بإنشاء موقع ونشر صور إحدى الفتيات وىي عارية وفي‬
‫أوضاع مخمة مع صديقيا(‪.)1‬‬

‫وفي جميورية مصر العربية تمكنت المباحث المصرية مف ضبط ميندس مصري يقوـ‬
‫بنشر معمومات كاذبة عمى إحدى مواقع الويب بيدؼ التشيير بعائمة مسئوؿ مصري وابنتو‪ .‬وفي‬
‫واقعة مماثمة أصدرت محكمة جنح مستنأؼ النزىة حكماً بالحبس ‪ 6‬أشير عمى أحد األشخاص‬
‫قاـ بإنشاء موقع خاص لو عمى شبكة اإلنترنت ووضع عميو صو ار إباحية مركبة عف إحدى‬
‫الفتيات ومعمومات تمس شرفيا وسمعتيا‪ .‬وفي دولة اإلمارات العربية المتحدة أدانت محكمة جنح‬
‫دبي أحد مشجعي كرة القدـ بتيمة القذؼ والسب لشرطة دبي عمى شبكة اإلنترنت ‪ ،‬حيث أنو‬
‫أنشاء موقعا خاصا بو عمى الشبكة تعرض فيو بالقذؼ والسب لشرطة دبي بزعـ أنيا ضربتو بعد‬
‫إحدى المباريات‪ .‬وقضت بتغريمو ثبلثة آالؼ درىـ إماراتي(‪.)2‬‬

‫وفى السعودية كذلؾ ووفقاً لنظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية تـ محاكمة إثنيف مف‬
‫المواطنيف قاما بكتابة مقاالت تتضمف السب والشتـ واإلتيامات الكاذبة فى حؽ شخص ثالث عف‬
‫طريؽ أحد المنتديات اإلليكترونية(‪.)3‬‬

‫وتتحقؽ العبلنية عف طريؽ مواقع اإلنترنت كذلؾ ‪ ،‬عف طريؽ الصحؼ التى تممؾ مواقع‬

‫(‪ )1‬محمد عبدا﵀ منشاوي‪ ،‬جرائـ اإلنترنت مف منظور شرعي وقانوني‪ ،‬بحث منشور عمى اإلنترنت‪،‬‬
‫‪ ،‬راجع الموقع ‪http://www.minshawi.com/old/internetcrim-in%20the%20law.htm :‬‬
‫‪(2) http://www.prameg.com/vb/t66778.html‬‬
‫‪(3) http://www.m3rof.com/vb/t29170.html‬‬
‫‪42‬‬
‫إليكترونية خاصة بيا ‪ ،‬حيث أف عبارات السب والقذؼ تكوف فى متناوؿ كؿ مف يتصفح موقع‬
‫الصحيفة ‪ ،‬حيث يتوفر فييا شرط العرض لمغير‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أف بعض المواقع اإلليكترونية تتيح خدمة إرساؿ رسائؿ قصيرة مجانية‬
‫إلى التميفونات النقالة ‪ ،‬األمرالذى أدى بالبعض إلستغبلؿ تمؾ الميزة فى إرساؿ رسائؿ تحوى‬
‫ألفاظاً خادشة لمحياء وماسة باعتبار الشخص المستقبؿ ليذه الرسائؿ ‪ ،‬حيث أف ىذه الخدمة ال‬
‫تظيرىوية الشخص المرسؿ‪.‬‬
‫‪2‬ـ اٌجش‪٠‬ذ اإلٌ‪١‬ىزش‪:ٝٔٚ‬‬
‫يعرؼ ب (‪ )E-Mail‬وىوطريقة تسمح بتبادؿ الرسائؿ المكتوبة بيف األجيزة المتصمة‬
‫بشبكة المعمومات(‪.)1‬‬

‫وىذا البريد اإلليكترونى يستخدـ كمستودع لحفظ األوراؽ والمستندات الخاصة فى‬
‫صندوؽ البريد الخاص بالمستخدـ‪ ،‬شرط أف يتـ تأميف ىذا الصندوؽ بعدـ الدخوؿ إليو‪ ،‬وذلؾ‬
‫بطرؽ التأميف المعروفة ومنيا التشفير‪ ،‬وكممات المرور ‪ ، password‬وغيرىا مف تقنيات‬
‫الحماية الفنية(‪.)2‬‬

‫وتعد رسائؿ البريد اإلليكترونى المرسمة مف شخص آلخر سواء كانت رسائؿ إليكترونية‬
‫(‪)3‬‬
‫فيما بينيـ رسائؿ خاصة ‪ ،‬أى ال تتوفر فييا العبلنية ‪ ،‬وبالتالى إذا حوت‬ ‫أو عف طريؽ الشات‬
‫تمؾ الرسائؿ إىانة أو سباً فإننا نكوف بصدد سب غير عمنى‪.‬‬

‫وكذلؾ يمكف إعتبار جريمة القذؼ قد وقعت فى المثاؿ السابؽ حتى فى حالة عدـ تحقؽ‬
‫العبلنية‪ ،‬عمى إعتبار أف المشرع المصرى قد أقر بوقوع جريمة القذؼ عف طريؽ التميفوف ‪ ،‬وبما‬
‫أف شبكة اإلنترنت قد تعتمد عمى شبكة األسبلؾ الياتفية فى إنشائيا ‪ ،‬فإف القذؼ فى ىذه‬
‫الفرضية الواقع عف طريؽ البريد اإلليكترونى يعد قذفاً عف طريؽ التميفوف بالتبعية‪ ،‬وتتحقؽ‬
‫العبلنية كذلؾ إذا ما قاـ أحد الياكرز بإقتحاـ البريد اإلليكترونى ألحد األشخاص ‪ ،‬واطمع عمى‬
‫مايحويو وقاـ بنشر الرسالة التى تحوى سباً وقذفاً عمى شبكة اإلنترنت بحيث يتاح لكافة‬
‫مستخدمى الشبكة اإلطبلع عمي مضمونيا‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬خالد ممدوح إبراىيـ‪ ،‬حجية البريد اإللكتروني في اإلثبات‪،‬بحث منشور بالموقع التالى ‪:‬‬
‫‪http://www.tashreaat.com/view_studies2.asp?id=658&std_id=99‬‬
‫(‪ ) 2‬د‪.‬عبد الفتاح بيومى حجازى‪ ،‬الحكومة اإلليكترونية ونظاميا القانونى ‪ ،‬المجمد األوؿ‪ ،‬النظاـ القانونى‬
‫لمحكومة االليكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعى ‪، 2004،‬ص‪.172‬‬
‫(‪ )3‬كممة شات جذورىا غربيو وىى كممو تتماشى مع البرامج الكثيره التي حصرت تحت قالب التعارؼ عبر النت‬
‫أو الصداقو‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫وبشكؿ عاـ فإف العبلنية تتحقؽ إذا ما تـ إرساؿ الرسائؿ اإلليكترونية لعدد غير محدود‬
‫مف األشخاص ودوف تمييز بينيـ‪.‬‬

‫وكذلؾ فإف البريد اإلليكترونى يمكف إستخدامو لمدخوؿ إلى ما يعرؼ بغرؼ الشات‬
‫والدردشة‪ ،‬وىى عبارة عف ممتقيات جماعية لعدد مف األشخاص يمتقوف فييا لمتحاور والتعارؼ ‪،‬‬
‫ويتاح فييا التحدث بالصوت والكتابة بؿ وبالكاميرات التى مف خبلليا يمكنيـ رؤية بعضيـ‬
‫البعض ‪ ،‬ولكف فى أغمب األحياف ينتيى بيـ األمر إلى تبادؿ السباب والشتائـ ‪ ،‬وىو أمر تتحقؽ‬
‫بو العبلنية أيضاً ألف مايحدث يشيده عدد كبير مف المتواجديف بغرفة الدردشة فغرؼ الدردشة‬
‫فى ىذا المقاـ توازى المكاف المطروؽ‪.‬‬

‫ومف أبرز األمثمة عمى جرائـ القذؼ والسب الواقعة عبر البريد اإلليكترونى‪ ،‬قياـ شاب‬
‫فى مصر بإرساؿ رسائؿ سب وقذؼ فى حؽ مديرة إحدى الشركات السياحية وقد قاـ بإرساؿ ىذه‬
‫الرسالة لكافة العامميف بالشركة ومديريف كافة الفروع بقصد التشيير بيا ‪ ،‬إنتقاماً منيا بسبب‬
‫رفضيا تعيينو بالشركة(‪.)1‬‬

‫وكذلؾ قياـ محامى مصرى بإرساؿ رسائؿ إلكترونية تحمؿ عبارات سب وقذؼ فى حؽ‬
‫شخص آخر وأقاربو ‪ ،‬األمر الذى دعا المجنى عميو إلى التوجو إلى إدارة مكافحة جرائـ‬
‫الحاسبات وشبكات المعمومات بو ازرة الداخمية‪ ،‬حيث توصمت عمميات الفحص الفني والتقني التى‬
‫إلي أف الرسائؿ أرسمت مف جياز كمبيوتر تبيف أنو خاص‬ ‫قامت بيا اإلدارة المذكورة‪،‬‬
‫بالمتيـ(‪.)2‬‬

‫وفى ليبيا قاـ أحد األشخاص بإلتقاط صور إلحدى الفتيات مستخدماً ىاتفو النقاؿ ‪ ،‬وقاـ‬
‫بإنشاء بريد إليكترونى بإسـ ذات الفتاه ‪ ،‬ووضع صورتيا عمى ىذا البريد إضافةً إلى بعض‬
‫العبارات المشينة بحقيا(‪.)3‬‬

‫واآلف وبعد أف استعرضنا بعض جرائـ القذؼ والسب الواقعة عف طريؽ اإلنترنت ‪ ،‬فإف‬
‫ثمة تساؤؿ يطرح نفسو فى ظؿ غياب نصوص تشريعية خاصة بجرائـ اإلنترنت ‪ ،‬حوؿ إمكانية‬
‫تطبيؽ النصوص العقابية التقميدية عمى مثؿ ىذه النوعية مف الجرائـ‪.‬‬

‫وبخصوص الرد عمى ىذا السؤاؿ فإننا ػ وحسب ما نظنو وفقاً لممنطؽ صحيحاً ػ فإف‬

‫‪(1)http://www.nasbcom.net/vb/showthread.php?t=7208.‬‬
‫(‪ )2‬جريدة األىراـ‪،‬العدد‪ ،44692‬بتاريخ ‪ ، 2009-4-17‬ص‪.12‬‬
‫(‪ ) 3‬عثماف سعيد المحيشي‪ ،‬ورقة عمؿ مقدمو إلى المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية ‪ ،‬المؤتمر الدولي األوؿ‬
‫لقانوف اإلنترنت‪ 25-21‬اغسطس‪ ، 2005‬منشور عمى الموقع‪.‬‬
‫‪http://www.minshawi.com/other/muhashy.htm‬‬
‫‪44‬‬
‫إعماؿ نصوص قانوف العقوبات التقميدى واجب فى ىذه الحالة ‪ ،‬فالقوؿ بغير ذلؾ يؤدى إلى‬
‫تحوؿ اإلنترنت إلى عالـ غير مأموف تسوده الفوضى والبلأخبلقيات ‪ ،‬ويسند ىذا الرأى أدلة‬
‫تتمثؿ فى ‪:‬‬

‫أف المادة ‪ 171‬مف قانوف العقوبات المصرى قد نصت عمى بعض طرؽ العبلنية عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪ ،‬وأنيا أضافت أف العبلنية مف الممكف تحققيا بأى وسيمة أو طريقة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫واإلنترنت ػ دوف شؾ ػ يعتبر وسيمة فعالة تتحقؽ بيا العبلنية ‪ ،‬فأفعاؿ القوؿ أو الصياح‬
‫أو الكتابة أو الصور والتوزيع والعرض المنصوص عمييا فى المادة ‪ 171‬مف الممكف إرتكابيا‬
‫عبر اإلنترنت وبنفس الوقع والتأثير كما ولو أنيا ارتكبت بغير طريؽ اإلنترنت ‪.‬‬

‫وكذلؾ فيما يتعمؽ بالمكاف المطروؽ المنصوص عميو ‪ ،‬فإف اإلنترنت يعتبر مكاناً‬
‫مطروقاً ‪ ،‬ذلؾ أنو مف الممكف دخولو مف قبؿ الكافة دوف تمييز وتحديد‪.‬‬

‫وبشكؿ عاـ فإف طرؽ العبلنية الواردة فى نص المادة ‪ 171‬مف الممكف تحققيا عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫ونفس األمر ينطبؽ عمى ما نصت عميو المادة ‪ 16‬مف قانوف العقوبات الميبى ‪ ،‬حيث‬
‫حددت طرؽ العبلنية ‪ ،‬ونصت أف العبلنية كذلؾ قد تتحقؽ بأية وسيمة أخرى ‪ ،‬وىو ما ينطبؽ‬
‫عمى اإلنترنت بنفس المعنى الذى أوردناه سابقاً‪.‬‬

‫ورغـ تسميمنا بمدى أىمية تطبيؽ قانوف العقوبات التقميدى فى مواجية ىذه الجرائـ ‪ ،‬إال‬
‫أف ذلؾ ليس معناه غض الطرؼ واإلكتفاء بقانوف العقوبات كحؿ أوحد فى مواجية ىذه الجرائـ ‪،‬‬
‫فيذه الجرائـ تتميز بخصائص تكنولوجية وتقنية فريدة تميزىا عف غيرىا مف الجرائـ التقميدية‬
‫وتجعميا فى قالب أكبر مف تمؾ األخيرة ‪ ،‬بحيث تصبح الموازنة بيف ىذيف النوعيف ػ جرائـ تقميدية‬
‫وجرائـ اإلنترنت ػ فى الخضوع لقانوف واحد ضرباً مف ضروب الفراغ والقصور مف الناحية‬
‫التشريعية ‪ ،‬األمر الذى يتطمب نصوصاً تشريعية خاصة بيا‪.‬‬

‫ومف الدوؿ العربية السباقة فى ىذا المجاؿ المممكة العربية السعودية ‪ ،‬بإصدارىا نظاـ‬
‫مكافحة الجرائـ المعموماتية ‪ ،‬حيث نصت فى مادتو الثالثة الفقرة ‪ 5‬المتعمقة بالتشيير باآلخريف‬
‫بعقوبة السجف مدة ال تزيد عمى سنة أو الغرامة التى ال تزيد عمى خمسمائة ألؼ لاير‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اٌّطٍــــت اٌضبٔـــ‪ٝ‬‬
‫عشائُ اإلػزذاء ػٍ‪ ٝ‬حشِخ اٌح‪١‬بح اٌخبطخ‬
‫بادىء ذى بدء وقبؿ الخوض فى جرائـ االعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة‪ ،‬ينبغى أوالً‬
‫تحديد مفيوـ الحياة الخاصة ‪ ،‬والجدير بالذكر فى ىذا المقاـ أنو ليس ثمة إتفاؽ حوؿ مفيوـ‬
‫الحياة الخاصة‪.‬‬

‫فقد عرفيا البعض بأنيا " أحد الحقوؽ المصيقة بالشخصية والتى تثبت لئلنساف لمجرد‬
‫كونو إنساناً(‪.)1‬‬

‫وقد عرؼ مؤتمر (الحؽ فى حرمة الحياة الخاصة) الذى عقد بمدينة اإلسكندرية فى عاـ‬
‫‪ 1987‬الحؽ فى الحياة الخاصة بأنو " حؽ الشخص فى أف يحترـ الغير كؿ ما يعد مف‬
‫خصوصياتو مادية كانت أو معنوية أـ تعمقت بحرياتو عمى أف يتحدد ذلؾ بمعيار الشخص‬
‫العادى وفقاً لمعادات والتقاليد والنظاـ القانونى القائـ فى المجتمع ومبادىء الشريعة اإلسبلمية"(‪.)2‬‬

‫ولعمو مف المبلئـ أف ينحصر مفيوـ الحياة الخاصة فى كؿ مايخص اإلنساف وحده دوف‬
‫غيره مف الناس ‪ ،‬األمر الذى يوجب عمى اآلخريف إحتراـ خصوصياتو وعدـ التطفؿ عمييا‪ ،‬وعدـ‬
‫التدخؿ فييا إال برضاه المباشر‪.‬‬

‫يف‬ ‫َِّ‬
‫والحجة فى ذلؾ الشريعة اإلسبلمية الغراء خير مرجع حيث يقوؿ تعالى ( َيا أَيُّيَا الذ َ‬
‫َّ‬ ‫آمُنوا ال تَ ْد ُخمُوا بيوتاً َغ ْير بيوتِ ُكـ حتَّى تَستَأْنِسوا وتُسمِّموا عمَى أ ْ ِ ِ‬
‫َىميَا َذل ُك ْـ َخ ْيٌر لَ ُك ْـ َل َعم ُك ْـ تَ َذ َّك ُر َ‬
‫وف‬ ‫ْ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُُ ْ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫يؿ لَ ُك ْـ ْارِج ُعوا فَ ْارِج ُعوا ُى َو أ َْزَكى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وىا َحتَّى ُي ْؤَذ َف لَ ُك ْـ َوِا ْف ق َ‬ ‫{‪ }27‬فَِإ ْف لَ ْـ تَ ِج ُدوا فييَا أ َ‬
‫َحداً فَبل تَ ْد ُخمُ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫يـ {‪( )}28‬اآليتيف ‪ 28 - 27‬مف سورة النور)‪.‬‬ ‫وف َعم ٌ‬‫لَ ُك ْـ َوالموُ بِ َما تَ ْع َممُ َ‬
‫وقوؿ رسولنا الكريـ (التؤذوا المسمميف وال تعيروىـ وال تتبعوا عوراتيـ ‪ ،‬فإنو مف تتبع‬
‫عورات أخيو تتبع ا﵀ عورتو ‪ ،‬ومف تتبع ا﵀ عورتو فضحو ولو فى جوؼ رحمو)‪ .‬رواه الترمذى‬
‫فى البر والصمة ‪ ،‬باب ما جاء فى تعظيـ المؤمف‪.‬‬

‫(‪ )1‬عمر فاروؽ الحسينى‪ ،‬المشكبلت اليامة المتصمة بالحاسب اآللى وأبعادىا الدولية ‪ ،‬دراسة تحميمية ونقدية‬
‫لنصوص التشريع المصرى مقارناً بالتشريع الفرنسى‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،1995 ،‬ص‪.48‬‬
‫(‪ )2‬أنظر د‪.‬مصطفى أحمد عبد الجواد حجازى ‪ ،‬الحياة الخاصة ومسئولية الصحفى ‪ ،‬دار الفكر العربى ‪،‬‬
‫‪ ، 2001/2000‬ص‪. 52‬‬

‫‪46‬‬
‫اٌفــــشع األ‪ٚ‬ي‬
‫عشائُ اإلػزذاء ػٍ‪ ٝ‬حشِخ اٌح‪١‬بح اٌخبطخ ف‪ ٝ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد‬
‫تنص المادة ‪ 309‬مكر اًر مف قانوف العقوبات المصرى عمى أنو‪ :‬يعاقب بالحبس مدة ال‬
‫تزيد عمى سنة كؿ مف إعتدى عمى حرمة الحياة الخاصة لممواطف ‪ ،‬وذلؾ بأف إرتكب أحد‬
‫األفعاؿ اآلتية فى غير األحواؿ المصرح بيا قانونا أو بغير رضاء المجنى عميو ‪:‬‬

‫( أ ) إسترؽ السمع أو سجؿ أو نقؿ عف طريؽ جياز مف األجيزة أيا كاف نوعو محادثات جرت‬
‫فى مكاف خاص أو عف طريؽ التميفوف‪.‬‬

‫(ب) التقط أو نقؿ بجياز مف األجيزة أياً كاف نوعو صورة شخص فى مكاف خاص‪.‬‬

‫فإذا صدرت األفعاؿ المشار إلييا في الفقرتيف السابقتيف أثناء إجتماع عمى مسمع أو‬
‫مرأى مف الحاضريف في ذلؾ االجتماع ‪ ،‬فإف رضاء ىؤالء يكوف مفترضا‪.‬‬

‫ويعاقب بالحبس الموظؼ العاـ الذى يرتكب أحد األفعاؿ المبينة بيذه المادة إعتماداً عمى‬
‫سمطة وظيفتو‪.‬‬

‫وكذلؾ نصت مادة ‪ 309‬مكرر ( أ ) عمى أنو ‪ :‬يعاقب بالحبس كؿ مف أذاع أو سيؿ‬
‫إذاعة أو استعمؿ ولو في غير عبلنية تسجيبلً أو مستنداً متحصبل عميو بإحدى الطرؽ المبينة‬
‫بالمادة السابقة أو كاف ذلؾ بغير رضاء صاحب الشأف ‪.‬‬

‫ويعاقب بالسجف مدة التزيد عمى خمس سنوات كؿ مف ىدد بإفشاء أمر مف األمور التى‬
‫تـ التحصؿ عمييا بإحدى الطرؽ المشار إلييا لحمؿ شخص عمى القياـ بعمؿ أو اإلمتناع عنو‪.‬‬

‫ويعاقب بالحبس الموظؼ العاـ الذى يرتكب أحد األفعاؿ المبينة بيذه المادة إعتماداً عمى‬
‫سمطة وظيفتو‪ .‬ويحكـ في جميع األحواؿ بمصادرة األجيزة وغيرىا مما يكوف قد استخدـ في‬
‫الجريمة او تحصؿ عنيا ‪ ،‬كما يحكـ بمحو التسجيبلت المتحصمة عف الجريمة أو إعداميا‪.‬‬

‫وقد نصت المادة ( ‪ )45‬مف الدستور كذلؾ عمى اآلتي ‪ ":‬لحياه المواطنيف الخاصة‬
‫حرمة يحمييا القانوف ‪ ،‬ولوسائؿ اإلتصاؿ حرمة وسريتيا مكفولة و ال تجوز مصادرتيا أو‬
‫اإلطبلع عمييا أورقابتيا إال بأمر قضائي مسبب ولمدة محدودة وفقاً ألحكاـ القانوف"‪.‬‬

‫وكذلؾ نص المادة ‪ 57‬بأف " كؿ إعتداء عمى الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة‬
‫لممواطنيف وغيرىا مف الحقوؽ والحريات العامة التي يكفميا الدستور والقانوف جريمة ال تسقط‬
‫الدعوى الجنائية وال المدنية الناشئة عنيا بالتقادـ‪ ،‬وتكفؿ الدولة تعويضا عادال لمف وقع عميو‬
‫االعتداء"‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وكذلؾ نص قانوف الصحافة رقـ ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬فى مادتيو ‪ 22 ، 21‬فالمادة ‪21‬‬
‫تنص عمى أف " ال يجوز لمصحفي أو غيره أف يتعرض لمحياة الخاصة لممواطنيف‪ ،‬كما ال يجوز‬
‫لو أف يتناوؿ مسمؾ المشتغؿ بالعمؿ العاـ أو الشخص ذي الصفة النيابية العامة أو المكمؼ‬
‫بخدمة عامة إال إذا كاف التناوؿ وثيؽ الصمة بأعماليـ و مستيدفا المصمحة العامة"‪.‬‬

‫وقد بينت المادة ‪ 22‬العقوبة المترتبة عمى مخالفة نص المادة ‪ 21‬وىى الحبس مدة ال‬
‫تزيد عمي سنة و بغرامة ال تقؿ عف خمسة آالؼ جنيو و ال تزيد عمي عشرة آالؼ جنيو أو‬
‫بإحدى ىاتيف العقوبتيف‪.‬‬

‫وقد نص مشروع قانوف العقوبات الميبي الجديد فى المادة ‪ 334‬تحت عنواف اإلعتداء‬
‫عمى حرمة الحياة الخاصة عمى أنو‪:‬‬

‫يعاقب بالحبس أو بالغرامة التي ال تزيد عمى ثبلثة آالؼ دينار كؿ مف إعتدى عمى‬
‫حرمة الحياة الخاصة ألي شخص‪ ،‬وذلؾ بأف إرتكب أحد األفعاؿ اآلتية في غير األحواؿ‬
‫المصرح بيا قانوناً أو بغير رضا المجني عميو‪.‬‬

‫أ ‪ -‬إسترؽ السمع أو سجؿ أو نقؿ عف طريؽ جياز مف األجيزة أياً كاف نوعو محادثات جرت‬
‫في مكاف خاص أو عف طريؽ الياتؼ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬إلتقط أو نقؿ بجياز مف األجيزة أياً كاف نوعو صورة شخص في مكاف عاـ أو خاص‪.‬‬

‫ويعاقب بالحبس الموظؼ العاـ الذي يرتكب أحد األفعاؿ المبينة بيذه المادة إعتماداً عمى‬
‫وظيفتو‪.‬‬

‫ويحكـ في جميع األحواؿ بمصادرة األجيزة وغيرىا مما يكوف قد استخدـ في الجريمة‪،‬‬
‫كما يحكـ بمحو التسجيبلت المتحصمة عنيا أو إعداميا‪.‬‬

‫وقد تناوؿ القانوف رقـ "‪ 20‬لسنة‪1991‬ـ" بشأف تعزيز الحرية فى ليبيا حرمة الحياة‬
‫الخاصة فى المادتيف ‪ 15‬و‪ 16‬حيث نصت المادة الخامسة عشرة عمى أف ‪" :‬سرية المراسبلت‬
‫مكفولة فبل يجوز مراقبتيا إال في أحواؿ ضيقة تقتضييا ضرورات أمف المجتمع وبعد الحصوؿ‬
‫عمى إذف بذلؾ مف جية قضائية"‪.‬‬

‫وكذلؾ نصت المادة السادسة عشرة عمى أف‪ " :‬لمحياة الخاصة حرمة ويحظر التدخؿ‬
‫فييا إال إذا شكمت مساساً بالنظاـ واآلداب العامة أوضر ار باآلخريف أو إذا اشتكى احد أطرافيا"‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫اٌفــــشع اٌضبٔــــ‪ٝ‬‬
‫ط‪ٛ‬س اإلػزذاء ػٍ‪ ٝ‬حشِخ اٌح‪١‬بح اٌخبطخ ف‪ ٝ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد‬
‫عدد قانوف العقوبات المصرى ومشروع قانوف العقوبات الميبى بعضأ مف األفعاؿ التى‬
‫تعتبر انتياكاً لحرمة الحياة الخاصة ‪ ،‬حقيقةً أنو ليس مف الواضح ما إذا كانت األفعاؿ المذكورة‬
‫عمى سبيؿ الحصر أـ المثاؿ ‪ ،‬عموماً فإف األفعاؿ التى تعد إنتياكاً لحرمة الحياة الخاصة‬
‫ينحصر أغمبيا فى ‪:‬‬

‫‪ -1‬انتياؾ حرمة المحادثات الشخصية‪.‬‬

‫‪ -2‬إلتقاط أو نقؿ الصورة‪.‬‬

‫‪ -3‬إذاعة أو إستعماؿ التسجيؿ أو المستند‪.‬‬


‫أ‪ٚ‬لا ‪ :‬أز‪ٙ‬بن حشِخ اٌّحبدصبد اٌشخظ‪١‬خ‪:‬‬
‫‪ ‬ماىية المحادثات الشخصية‪:‬‬

‫تعتبر المحادثات الشخصية وعاء تنصب فيو أسرار الحياة الخاصة لمناس ‪ ،‬ومف ىنا‬
‫كاف لممحادثات الشخصية حرمة ال يجوز انتياكيا باعتبارىا امتداد لمحياة الخاصة لمناس(‪.)1‬‬

‫والمحادثات الشخصية لؤلفراد قد تكوف فى مكاف خاص وكذلؾ مف الممكف كذلؾ حدوثيا‬
‫عف طريؽ الياتؼ‪.‬‬

‫والمكاف الخاص ىو المكاف الذى ال يمكف دخولو إال ألشخاص يرتبطوف مع بعضيـ‬
‫بصمة خاصة وال يمكف لمخارج عنو أف يشاىد ما يجرى بداخمو أو أف يسمعو(‪.)2‬‬

‫والحصوؿ عمى المحادثة الخاصة ‪ ،‬يتـ إما باستراؽ السمع ‪ ،‬أو تسجيؿ الحديث ‪ ،‬أو‬
‫نقمو بدوف رضاء المجنى عميو‪ ،‬ذلؾ أف الرضا الصادر مف ىذا األخير يزيؿ الخصوصية عف‬
‫حديثو‪.‬‬

‫وكذلؾ ينبغى توافر القصد الجنائى لدى الجانى ‪ ،‬بأف تتجو إرادة الفاعؿ إلرتكاب الفعؿ‬
‫مع عممو بخصوصية المحادثات الشخصية وكذلؾ عممو بعدـ رضا المجنى عميو‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬أحمد فتحى سرور‪ ،‬الوسيط فى قانوف العقوبات ‪ ،‬القسـ الخاص ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬دار الطباعة الحديثة‬
‫‪ ،1991 ،‬ص‪.773‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد زكى أبو عامر ‪ ،‬قانوف العقوبات ‪ ،‬القسـ الخاص ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،2007 ،‬ص ‪.634‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ ‬العقوبة المقررة ليذه الجريمة ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 309‬مكرر عمى أف العقوبة ىى الحبس مدة ال تزيد عمى سنة‪.‬‬

‫أما إذا ارتكب الموظؼ العاـ ىذه الجريمة اعتماداً عمى سمطة وظيفتو كانت عقوبتو الحبس‪.‬‬

‫وكذلؾ مصادرة األجيزة التى أستخدمت فى الجريمة ومحو التسجيبلت المتحصمة عنيا‬
‫أو إعداميا‪.‬‬

‫أما مشروع القانوف الميبى فقد نص عمى أف العقوبة ىى الحبس أو الغرامة التي ال تزيد‬
‫عمى ثبلثة آالؼ دينار‪ ،‬إضافة إلى مصادرة األجيزة وغيرىا مما يكوف قد استخدـ في الجريمة ‪،‬‬
‫وكذلؾ محو التسجيبلت المتحصمة عنيا أو إعداميا‪.‬‬
‫صبٔ‪١‬ب ا ‪ :‬إٌزمبط أ‪ٔ ٚ‬مً اٌظ‪ٛ‬سح‪:‬‬
‫محؿ ىذه الجريمة ىو صورة شخص فى مكاف خاص ‪ ،‬وعميو فبل تقع الجريمة إال‬
‫بتوافر شرطيف أوليما أف تكوف الصورة لشخص ‪ ،‬فبل تقع الجريمة إذا كاف محميا صورة لشىء‬
‫أو لمستند أو لمكاف ‪ ،‬وثانييما أف تكوف الصورة لشخص فى مكاف خاص ‪ ،‬فإذا كانت الصورة‬
‫فى مكاف عاـ ال تقع بالفعؿ الجريمة(‪.)1‬‬

‫يشترط كذلؾ إللتقاط أو نقؿ الصورة توافر عنصر القصد الجنائى بعنصريو العمـ‬
‫واإلرادة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لعقوبة الجريمة فيى ذات العقوبة المقررة لجريمة إنتياؾ حرمة المحادثات‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫صبٌضب ا ‪ :‬إراػخ أ‪ ٚ‬إسزؼّبي اٌزسغ‪ ً١‬أ‪ ٚ‬اٌّسزٕذ‪:‬‬
‫يراد بإذاعة التسجيؿ أو المستند (ويسرى عمى الصورة) تمكيف عدد غير محدود مف‬
‫الناس مف العمـ بو واإلطبلع عمى فحواه ‪ ،‬أما تسييؿ اإلذاعة فيراد بو تقديـ المساعدة لمف يقوـ‬
‫باإلذاعة‪ ،‬ويراد باإلستعماؿ اإلنتفاع بالتسجيؿ أو المستند ولو فى غير عبلنية كمف يطمع آخر‬
‫عمى صورة ألتقطت لفتاه فى مكاف خاص ‪ ،‬وغالباً ما ينطوى اإلستعماؿ عمى اإلذاعة(‪.)2‬‬

‫ويجب أف يكوف التسجيؿ أوالمستند قد تـ الحصوؿ عميو بأحد الطرؽ المبينة فى المادة‬
‫‪ 309‬مكرر ‪ ،‬وبشكؿ عاـ أف يتـ ذلؾ دوف رضا المجنى عميو‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬فوزية عبد الستار‪ ،‬شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪،1988 ،‬‬
‫ص‪.647‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬أحمد فتحى سرور ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.779‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ ‬العقوبة المقررة ليذه الجريمة‪:‬‬

‫بالنسبة لقانوف العقوبات المصرى فإنو يجب فى ىذا الخصوص أف نفرؽ بيف أف يقوـ‬
‫الجانى بإذاعة أو إستعماؿ التسجيؿ أو المستند فعبلً ‪ ،‬وأف يقوـ بالتيديد بإفشاء ما تحصؿ عميو‬
‫مف محادثات أو صور‪.‬‬

‫ففى الحالة األولى تكوف العقوبة ىى الحبس‪ .‬أما فى حالة التيديد باإلفشاء فتكوف‬
‫العقوبة ىى السجف مدة ال تزيد عف خمس سنوات‪ ،‬وذلؾ إذا كاف التيديد باإلفشاء بغرض حمؿ‬
‫شخص عمى القياـ بعمؿ أو اإلمتناع عنو‪.‬‬

‫واذا ارتكبت الجريمة مف قبؿ موظؼ عاـ اعتماداً عمى سمطة وظيفتو كانت العقوبة‬
‫السجف‪.‬‬

‫إضافة إلى مصادرة األجيزة وغيرىا مما يكوف قد استخدـ فى الجريمة أو تحصؿ عنيا ‪،‬‬
‫وكذلؾ محو التسجيبلت المتحصمة عف الجريمة أو إعداميا‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمشروع قانوف العقوبات الميبى فإف العقوبة ىى نفسيا العقوبة المقررة إلنتياؾ‬
‫حرمة المحادثات الشخصية أو إلتقاط ونقؿ الصورة‪.‬‬

‫اٌفشع اٌضبٌش‬
‫اإلػزذاء ػٍ‪ ٝ‬حشِخ اٌح‪١‬بح اٌخبطخ ػجش اإلٔزشٔذ‬
‫يبرز اإلعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة عبر الحاسب اآللى وشبكات اإلنترنت فى عدة‬
‫صور أىميا ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عش‪ّ٠‬خ اإلطالع غ‪١‬ش اٌّشش‪ٚ‬ع ػٍ‪ ٝ‬اٌج‪١‬بٔبد اٌشخظ‪١‬خ‪:‬‬
‫تتحقؽ ىذه الجريمة باإلطبلع غير المشروع عمى أسرار األشخاص المخزنة فى الحاسب‬
‫إعتداء عمى حياتيـ الخاصة وانتياؾ لحرمة أسرارىـ ومحؿ اإلطبلع ىنا ىو‬
‫ً‬ ‫اآللى ‪ ،‬مما يمثؿ‬
‫بيانات ومعمومات شخصية وخاصة يريد صاحبيا إبقائيا سرية ‪ ،‬وبالتالى ال تتحقؽ ىذه الجريمة‬
‫عندما يكوف اإلطبلع فييا مباحاً لمكافة(‪.)1‬‬

‫ويشترط لوقوع ىذه الجريمة أف يتـ اإلطبلع مف شخص غير مرخص لو قانوناً باإلطبلع‬
‫عمى تمؾ البيانات أو المعمومات الشخصية‪ ،‬وعميو فبل يتصور أف يتـ إرتكاب ىذه الجريمة مف‬

‫(‪ ) 1‬أسامة أحمد المناعسة ‪ ،‬جبلؿ محمد الزعبي ‪ ،‬صايؿ فاضؿ اليواوشة ‪ ،‬جرائـ الحاسب اآللى واإلنترنت ‪،‬‬
‫دراسة تحميمية مقارنة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬داروائؿ لمنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،2001 ،‬ص‪.218‬‬

‫‪51‬‬
‫قبؿ شخص مصرح لو بتخزيف وحفظ أو تصنيؼ تمؾ البيانات والمعمومات الخاصة‪.‬‬

‫ويتحقؽ الركف المادى ليذه الجريمة بمجرد إطبلع الجانى عمى البيانات الخاصة بغيره‬
‫عبر شبكة اإلنترنت ‪ ،‬أما الركف المعنوى فيتحقؽ بعممو بأنو يطمع عمى أسرار الغير دوف رضاىـ‬
‫‪ ،‬واتجاه إرادتو لذلؾ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عش‪ّ٠‬خ عّغ ث‪١‬بٔبد شخظ‪١‬خ ثذ‪ ْٚ‬رشخ‪١‬ض‪:‬‬
‫تتحقؽ ىذه الجريمة بالجمع والتخزيف لبيانات شخصية تخص أشخاصاً بعينيـ ويتـ ىذا‬
‫الجمع أو التخزيف بصورة غير قانونية مف أشخاص أو جيات ليس ليـ الحؽ فى القياـ بيذا‬
‫الجمع أو التخزيف ليذه البيانات(‪.)1‬‬

‫إعتداء وتيديداً‬
‫ً‬ ‫وىذا الجمع أو التخزيف لمبيانات الشخصية بأساليب غير مشروعة يشكؿ‬
‫لمحياة الشخصية ‪ .‬ويعد مف قبيؿ ىذه االساليب غير المشروعة مراقبة واعتراض وتفريغ وقراءة‬
‫الرسائؿ المتبادلة عف طريؽ البريد اإلليكترونى والتوصؿ بشكؿ غير مشروع إلى ممفات تعود‬
‫آلخريف‪ ،‬وغير ذلؾ مف األساليب التى يتمكف الجانى بواسطتيا مف جمع بيانات بشكؿ غير‬
‫مشروع(‪.)2‬‬

‫وكذلؾ مف الطرؽ التى يتـ مف خبلليا اإلطبلع عمى البيانات الشخصية وكذلؾ جمعيا‬
‫دوف ترخيص اإلعتماد عمى تقنية ممفات الكوكيز (‪ )Cookies‬وىى عبارة عف ممفات نصية‬
‫تيدؼ إلى جمع بعض المعمومات الشخصية بالتسمؿ إلى جياز الشخص متصفح موقع اإلنترنت‬
‫وتقوـ بنقؿ كافة البيانات الموجودة داخؿ جيازه إلى السيرفر الخاص بالموقع مما يتيح العامميف‬
‫عمى ىذه السيرفر اإلطبلع عمى تمؾ المعمومات‪.‬‬

‫ومف أبرز األمثمة المتعمقة بجمع بيانات شخصية دوف ترخيص قياـ مراىؽ مف ألمانيا‬
‫اإلتحادية (سابقاً) ‪ ،‬ال يتجاوز السادسة عشر عاماً بنصب (مصائد بيانات) إللتقاط وجمع بيانات‬
‫ذات طبيعة شخصية خاصة بمستخدمى اإلنترنت ‪ ،‬وقيامو بعمميات تبلعب واتبلؼ لبعض ىذه‬
‫البيانات وتغيير كممات السر التى يستخدمونيا(‪.)3‬‬

‫وتمثؿ األفعاؿ السابؽ ذكرىا الركف المادى ليذه الجريمة ‪ ،‬أما الركف المعنوى فيتمثؿ فى‬
‫عمـ الجانى بعدـ مشروعية تمؾ األفعاؿ ‪ ،‬واتجاه إرادتو رغـ ذلؾ إلرتكابيا‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف صعوبة التمييز بيف ما يعد مف البيانات الشخصية وبيف ما ال يعد كذلؾ‬

‫(‪ )1‬د‪.‬عفيفي كامؿ عفيفى ‪ ،‬جرائـ الكمبيوتر وحقوؽ المؤلؼ والمصنفات الفنية ‪ ،‬بدوف ناشرأو تاريخ ‪ ،‬ص‪.257‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬عفيفي كامؿ عفيفى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫(‪ )3‬راجع بيذا الخصوص ‪ ،‬محمد عبد ا﵀ أبو بكر سبلمة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.189‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ ،‬إال أف البعض يرى أف مف شأف استخداـ الحاسبات اآللية كبنوؾ لممعمومات أف يمكف الجانى‬
‫مف التعرؼ إلى السمات الشخصية التى تميز الفرد الذى تعود إليو ىذه البيانات مما يمثؿ انتياكاً‬
‫لمحياة الخاصة لمشخص(‪.)1‬‬

‫وتكمف الخطورة فى ىذا الفعؿ فى إمكانية استخداـ تمؾ المعمومات السرية ذات العبلقة‬
‫بالحياة الخاصة مف قبؿ الجانى لتحقيؽ أىداؼ غير مشروعة تتمثؿ فى ابت اززه لممجنى عميو‬
‫وتيديده بمثؿ تمؾ المعمومات بغرض حممو عمى القياـ بعمؿ أو اإلمتناع عنو ‪ ،‬أو لغرض‬
‫الحصوؿ عمى أى منفعة منو‪.‬‬
‫‪ -3‬عش‪ّ٠‬خ اٌز‪ٙ‬ذ‪٠‬ذ ثبإلسزغالي غ‪١‬ش اٌّشش‪ٚ‬ع ٌألسشاس اٌشخظ‪١‬خ‪:‬‬
‫تتحقؽ ىذه الجريمة بالتيديد باإلستغبلؿ غير المشروع لؤلسرار الشخصية ‪ ،‬حيث يستغؿ‬
‫مرتكب ىذه الجريمة ما يحصؿ عميو مف أسرار ذات عبلقة بالحياة الشخصية لؤلشخاص ‪ ،‬ويقوـ‬
‫بتوظيفيا لغرض تيديد أصحابيا بغية الحصوؿ عمى منفعة مادية كانت أـ معنوية عمى النحو‬
‫السابؽ ذكره‪.‬‬

‫وحتى تتحقؽ ىذه الجريمة البد أف تكوف لمجانى القدرة عمى تنفيذ ما ىدد بو والذى يتمثؿ‬
‫فى إفشاء سر لمميدد يحرص عمى أال يطمع عميو أحد ‪ .‬وأف يكوف الجانى قاد اًر عمى ذلؾ‬
‫بإطبلعو التاـ عمى البيانات و المعمومات التى تتميز بطابع السرية ‪ .‬باإلضافة لمقدرتو عمى‬
‫إفشاء تمؾ األسرار متى شاء‪.‬‬

‫وجْمده وتغريمو بعد اتيامو بارتكاب‬


‫شاب سعودي َ‬
‫وفى ذلؾ قضت محكمة سعودية بسجف ّ‬
‫جريمة إلكترونية عبر اإلنترنت‪ ،‬في حادثة ىي األولى مف نوعيا في الببلد بعدما ثبت أنو قاـ‬
‫باختراؽ البريد اإللكتروني الخاص بفتاة سعودية‪ ،‬وسحب صورىا الشخصية منو ‪ ،‬وقيامو‬
‫بتيديدىا بنشر تمؾ الصور محاولةً منو إلبتزازىا(‪.)2‬‬

‫وكذلؾ الحكـ الذى أصدرتو محكمة التمييز بالرياض عمى مواطف سعودى بالسجف ‪13‬‬
‫عاماً والجمد ‪ 1200‬جمدة إلتيامو بإبتزاز نساء وتيديدىف ببث صورىف عبر اإلنترنت مستغبلً‬
‫عممو في أحد المراكز النسائية بإحدى المحافظات السعودية(‪.)3‬‬

‫أما إذا كانت المعمومات التى بحوزة الجانى مباحة لمكافة بحيث ال تتوافر فييا صفة‬

‫(‪ )1‬د‪.‬عفيفي كامؿ عفيفى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.258‬‬


‫‪(2)http://islamtoday.net/bohooth/artshow-50-105674.htm‬‬
‫تحت عنواف السعودية تطبؽ أوؿ حكـ قضائي فى جرائـ اإلنترنت‬
‫‪(3)http://download.paramegsoft.com/news-52‬‬
‫‪53‬‬
‫الخصوصية المشمولة بالحماية الجنائية فبل يحقؽ التيديد أثره ‪ ،‬كذلؾ ال يتحقؽ التيديد إذا لـ‬
‫يحدث أثره فى نفسية الشخص الميدد ‪ ،‬بمعنى أف تكوف المعمومات والبيانات الميدد بيا ليست‬
‫ذات قيمة لديو ‪ ،‬أو أف إفشاؤىا لف يمحؽ بو الضرر الذى يتوقعو الجانى مف جراء فعمتو‪.‬‬

‫ويتحقؽ الركف المادى ليذه الجريمة بمجرد قياـ الجانى بتيديد المجنى عميو بإفشاء‬
‫بياناتو الخاصة ‪ ،‬أما الركف المعنوى فيتمثؿ فى عممو بذلؾ الجرـ واتجاه إرادتو إلرتكابو‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عش‪ّ٠‬خ اإلفشبء غ‪١‬ش اٌّشش‪ٚ‬ع ٌٍج‪١‬بٔبد‪:‬‬
‫تعد ىذه الجريمة تتمة لما قاـ بو الجانى مف إطبلع وجمع غير مشروع لمبيانات‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫ويمكف أف يكوف فعؿ اإلفشاء موجياً لشخص معيف بذاتو ‪ ،‬أو أشخاص معينيف ‪ ،‬يرغب‬
‫مرتكب الجريمة فى إخبارىـ ‪ ،‬كما يمكف أف يكوف ىذا اإلفشاء لمسر بشكؿ عاـ ‪ ،‬بحيث يستطيع‬
‫الجميع معرفتو والعمـ بو ‪ ،‬كنشر األسرار فى شبكة اإلنترنت بحيث يستطيع أى شخص أف يطمع‬
‫عمى ىذا السر(‪.)1‬‬

‫ومف ذلؾ ماحدث حيف ألقت أجيزة األمف المصرية القبض عمى عامؿ ديكورات قاـ‬
‫بنشر أرقاـ تميفونات مديرتو وبياناتيا الشخصية عمى شبكة اإلنترنت بعد قياميا بخصـ نصؼ‬
‫شير مف مرتبو(‪.)2‬‬

‫ويتحقؽ الركف المادى ليذه الجريمة بحيازة الجانى لممعمومات الشخصية الخاصة بغيره ‪،‬‬
‫وقيامو بإفشاء تمؾ البيانات ألشخاص ال يحؽ ليـ اإلطبلع عمى ىذه البيانات ‪ ،‬أما إذا عرضت‬
‫تمؾ البيانات ألشخاص ليـ الحؽ فى اإلطبلع عمييا انتفى الركف المادى لمجريمة‪.‬‬

‫أما الركف المعنوى فيتحقؽ بوجود عنصرى العمـ واإلرادة عمى النحو السابؽ ذكره‪ .‬واذا‬
‫أمعنا النظر فيما تقدـ نجد أنو مف الصعب محاولة تطبيؽ النص الخاص بحماية حرمة الحياة‬
‫الخاصة عمى األربع حاالت سالفة الذكر ‪ ،‬فقانوف العقوبات سواء الميبى أو المصرى حصر‬
‫حرمة اإلنساف الخاصة فى محادثاتو الخاصة وصورتو فقط ‪ ،‬ولـ يشمؿ بالحماية بياناتو أو‬
‫أس ارره األخرى ‪ ،‬ػ واف كاف المشرع المصرى قد كفميا بالحماية فى القانوف المدنى وبعض‬
‫التشريعات الضريبية وفى المسائؿ المتعمقة باإلحصاء السكانى ػ ولكف وفى ظؿ ثورة المعمومات‬
‫كذلؾ فإف مفيوـ الحياة الخاصة ػ وفقاً لما نظنو صحيحاً ػ سيتسع لكافة المحررات والمراسبلت‬

‫(‪ ) 1‬محمود أحمد عبابنة ‪ ،‬جرائـ الحاسوب وأبعادىا الدولية ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف ‪، 2005 ،‬‬
‫ص ‪ 221‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪(2) http://forums.mixolgy.net/t126490.html‬‬
‫‪54‬‬
‫اإلليكترونية وكافة البيانات الشخصية الخاصة باألفراد والموجوده عمى شبكة اإلنترنت أو التى‬
‫مف الممكف تواجدىا بالشبكة األمر الذى يوجب ضرورة شموؿ باقى أسرار اإلنساف بالحماية‪.‬‬

‫وفى المممكة العربية السعودية ‪ ،‬ووفقاً لنظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية فقد نص النظاـ‬
‫المذكور فى مادتو الثالثة عمى عقوبة السجف مدة ال تزيد عمى سنة وبغرامة ال تزيد عمى‬
‫خمسمائة ألؼ لاير ‪ ،‬أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف عمى كؿ شخص يرتكب أياً مف الجرائـ‬
‫المعموماتية اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬التنصت عمى ما ىو مرسؿ عف طريؽ الشبكة المعموماتية أو أحد أجيزة الحاسب اآللى‪.‬‬

‫‪ -2‬الدخوؿ غير المشروع لتيديد شخص أو ابت اززه ‪ ،‬لحممو عمى القياـ بفعؿ أو اإلمتناع عنو‪.‬‬

‫‪ -3‬الدخوؿ غير المشروع إلى موقع إليكترونى ‪ ،‬أو الدخوؿ إلى موقع إليكترونى لتغيير تصاميـ‬
‫ىذا الموقع‪.‬‬

‫‪ -4‬المساس بالحياة الخاصة عف طريؽ إساءة استخداـ اليواتؼ النقالة المزودة بالكاميرا‪.‬‬

‫‪ -5‬التشيير باآلخريف ‪ ،‬والحاؽ الضرر بيـ ‪ ،‬عبر وسائؿ تقنيات المعمومات المختمفة‪.‬‬

‫كما نص نظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية عمى أنو يعاقب بالسجف مدة ال تزيد عمى‬
‫خمس سنوات وبغرامة ال تزيد عمى ثبلثة مبلييف لاير ‪ ،‬أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف كؿ شخص‬
‫يقوـ بإنتاج ما مف شأنو المساس بالنظاـ العاـ ‪ ،‬أو القيـ الدينية ‪ ،‬أو اآلداب العامة‪ ،‬أو حرمة‬
‫الحياة الخاصة ‪ ،‬أو إعداده ‪ ،‬أو إرسالو ‪ ،‬أو تخزينو ‪ ،‬عف طريؽ الشبكة المعموماتية ‪ ،‬أو أحد‬
‫أجيزة الحاسب اآللى‪.‬‬

‫كما ينص نظاـ مكافحة جرائـ المعموماتية فى مادتو السادسة عمى جواز الحكـ بمصادرة‬
‫األجيزة ‪ ،‬أو البرامج ‪ ،‬أو الوسائؿ المستخدمة فى إرتكاب أى مف الجرائـ المنصوص عمييا فى‬
‫ىذا النظاـ أو األمواؿ المتحصمة منيا ‪ ،‬كما يجوز الحكـ بإغبلؽ الموقع اإلليكترونى ‪ ،‬أو مكاف‬
‫تقديـ الخدمة إغبلقاً نيائياً أو مؤقتاً متى كاف مصد اًر إلرتكاب أى مف ىذه الجرائـ ‪ ،‬وكانت‬
‫الجريمة قد ارتكبت بعمـ مالكو‪.‬‬

‫أما إتفاقية بودابست والموقعة فى ‪ ،3001/11/23‬والخاصة بالجريمة اإلليكترونية ‪ ،‬فقد‬


‫نصت فى المادة ‪ 2‬عمى ضرورة أف تعتمد كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية ما قد يمزـ مف تدابير‬
‫تشريعية فى مواجية الجرائـ التى ترتكب عف طريؽ الكمبيوتر‪ ،‬والتى يقصد بيا الحصوؿ عمى‬
‫بيانات مف كمبيوتر يخص آخريف أو بأى قصد آخر غير أميف‬

‫‪55‬‬
‫اٌّطٍــت اٌضبٌـش‬
‫اٌغشائـــُ اٌّخٍــخ ثب‪٢‬داة اٌؼبِــخ‬
‫يقصد باآلداب العامة مشاعر الشرؼ ومبادئ اإلحتشاـ والذوؽ العاـ الداخؿ بوجداف‬
‫المجتمع‪ ،‬أوىي مجموعة القواعد واألحكاـ المتعمقة باألخبلؽ(‪.)1‬‬

‫واآلداب العامة جزء ال يتج أز مف أخبلؽ المجتمع ومف ىنا كاف اإلعتداء عمييا ىو فى‬
‫حد ذاتو إعتداء عمى األخبلؽ اإلجتماعية ‪ ،‬وبالتالى كاف لزاماً عمى المشرع أف يتدخؿ لتحديد‬
‫اآلداب العامة ومتى يكوف اإلعتداء عمييا يعتبر جريمة تخرؽ الناموس األخبلقى لممجتمع(‪.)2‬‬

‫اٌفـــشع األ‪ٚ‬ي‬
‫عشائُ اإلخالي ثب‪٢‬داة اٌؼبِخ ف‪ ٝ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد‬
‫تناوؿ المشرع المصرى الجرائـ التى تمس اآلداب العامة والحياء فى عدة نصوص‬
‫قانونية ‪ ،‬حيث تناوؿ جرائـ اإلخبلؿ باآلداب العامة فى المادة ‪ 178‬عقوبات‪ .‬التى نصت عمى‬
‫أف ‪ " :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى سنتيف وبغرامة ال تقؿ عف خمسة االؼ جنيو وال تزيد‬
‫عمى عشرة آالؼ جنيو أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف كؿ مف صنع أو حاز بقصد اإلتجار أو‬
‫التوزيع أو اإليجار أو المصؽ أو العرض مطبوعات أو محفوظات أو رسومات أو إعبلنات أو‬
‫صو اًر محفورة أو منقوشة أو رسومات يدوية أو فوتوغرافية أو إشارات رمزية أو غير ذلؾ مف‬
‫األشياء أو الصور عامةً إذا كانت منافية لآلداب العامة "‪.‬‬

‫وجريمة تحريض المارة عمى الفسؽ فى المادة ‪ 269‬مكرر عقوبات والتى نصت عمى أف‬
‫‪ " :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى شير كؿ مف وجد فى طريؽ عاـ أو مكاف مطروؽ يحرض‬
‫المارة عمى الفسؽ بإشارات أو أقواؿ‪.".......‬‬

‫وكذلؾ جريمتى الفعؿ الفاضح العمنى وغير العمنى فى المادتيف ‪ 279 ، 278‬عقوبات‬
‫حيث نصت المادة ‪ 278‬عمى أف " كؿ مف فعؿ عبلنية فعبلً فاضحاً مخبلً بالحياء يعاقب‬
‫بالحبس مدة ال تزيد عمى سنة أوبغرامة ال تتجاوز ثبلثمائة جنيو "‪.‬‬

‫والمادة ‪ 279‬التى نصت عمى أف " يعاقب بالعقوبة السابقة كؿ مف ارتكب مع امرأة أم ًار‬
‫مخبلً بالحياء ولو فى غير عبلنية"‪.‬‬

‫وجريمة التعرض ألنثى عمى نحو خادش بالحياء الواردة فى المادة ‪ 306‬مكرر(أ) عقوبات‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد المنعـ حبلؽ ‪ ،‬جريدة الفداء السورية ‪ ،‬مقاؿ بعنواف النظاـ العاـ واالداب العامة ‪ ،‬راجع الموقع‬
‫‪http://fedaa.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=48950928920091206182233‬‬
‫(‪ )2‬حسف حسف منصور ‪ ،‬جرائـ اإلعتداء عمى األخبلؽ ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪ ، 1985 ،‬ص‪.105‬‬

‫‪56‬‬
‫ونظ اًر ألف بعضاً مف جرائـ اإلنترنت المخمة باآلداب العامة تستيدؼ األطفاؿ بالذات‪ ،‬فقد رأينا‬
‫اإلستعانة بنصوص قانوف الطفؿ والمعدؿ بالقانوف رقـ ‪ 126‬لسنة ‪ 2008‬وقد نص القانوف‬
‫المذكور عمى حماية الطفؿ مف اإلنحراؼ وممارستو األفعاؿ المنافية لآلداب‪.‬‬

‫وفى سبيؿ ذلؾ نصت المادة ‪ 96‬الفقرة ‪ 6‬عمى أف الطفؿ يعد معرضاً لمخطر فى حاؿ‪" :‬‬
‫تعرض داخؿ األسرة أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية أو غيرىا لمتحريض عمى العنؼ أو‬
‫األعماؿ المنافية لآلداب أو األعماؿ اإلباحية أو اإلستغبلؿ التجارى أوالتحرش أو اإلستغبلؿ‬
‫الجنسى ‪"......‬‬

‫وكذلؾ نصت المادة ‪ 116‬مكرر (أ) مف ذات القانوف عمى أف‪ " :‬يعاقب بالحبس مدة ال‬
‫تقؿ عف سنتيف وبغرامة ال تقؿ عف عشرة آالؼ جنيو وال تجاوز خمسيف ألؼ جنيو كؿ مف‬
‫استورد أو صدر أو أنتج أو أعد أو عرض أو طبع أو روج أو حاز أوبث أى أعماؿ إباحية‬
‫يشارؾ فييا أطفاؿ أو تتعمؽ باإلستغبلؿ الجنسى لمطفؿ ‪ ،‬ويحكـ بمصادرة األدوات واآلالت‬
‫المستخدمة فى إرتكاب الجريمة واألمواؿ المتحصمة منيا ‪ ،‬وغمؽ األماكف محؿ إرتكابيا مدة ال‬
‫تقؿ عف ستة أشير ‪ ،‬وذلؾ كمو مع عدـ اإلخبلؿ بحقوؽ الغير حسف النية ‪.‬‬

‫ومع عدـ اإلخبلؿ بأى عقوبة أشد ينص عمييا فى قانوف آخر ‪ ،‬يعاقب بذات العقوبة كؿ‬
‫مف ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬استخدـ الحاسب اآللى أو اإلنترنت أو شبكات المعمومات أو الرسوـ المتحركة إلعداد أو‬
‫لحفظ أو لمعالجة أو لعرض أو لطباعة أو لنشر أو لترويج أنشطة أو أعماؿ إباحية تتعمؽ‬
‫بتحريض األطفاؿ أو إستغبلليـ فى الدعارة و األعماؿ اإلباحية أو التشيير بيـ أو بيعيـ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬إستخدا ـ الحاسب اآللى أو اإلنترنت أو شبكات المعمومات أو الرسوـ المتحركة لتحريض‬


‫األطفاؿ عمى اإلنحراؼ أو لتسخيرىـ فى إرتكاب جريمة أو عمى القياـ بأنشطة أو أعماؿ‬
‫غير مشروعة أو منافية لآلداب ولو لـ تقع الجريمة فعبلً‪.‬‬

‫أما قانوف العقوبات الميبى فقد تناوؿ الجرائـ الماسة باآلداب العامة فى نص المادة ‪421‬‬
‫والتى نصت عمى أف ‪ " :‬كؿ مف إرتكب فعبلً فاضحاً في محؿ عاـ مفتوح أو معروض لمجميور‬
‫جنييا‪.‬‬ ‫خمسيف‬ ‫تجاوز‬ ‫ال‬ ‫وبغرامة‬ ‫سنة‬ ‫عمى‬ ‫تزيد‬ ‫ال‬ ‫مدة‬ ‫بالحبس‬ ‫يعاقب‬
‫وتطبؽ العقوبة ذاتيا عمى مف أخؿ بالحياء بتوزيع رسائؿ أو صور أو أشياء أخرى فاضحة أو‬
‫بعرضيا عمى الجميور أو طرحيا لمبيع‪ ،‬وال يعد شيئاً فاضحا النتاج العممي أو الفني إال إذا قدـ‬
‫لغرض غير عممي لشخص تقؿ سنو عف الثامنة عشرة ببيعو لو أو عرضو عميو لمبيع أو تيسير‬
‫حصولو عميو بأية طريقة‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫وكذلؾ نصت المادة ‪ 501‬عمى أف‪ :‬كؿ مف قاـ في محؿ عاـ أو مفتوح أو معروض‬
‫لمجميور بأفعاؿ منافية لمحياء يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز شي اًر أو بغرامة ال تزيد عمى عشرة‬
‫جنييات‪ .‬وتكوف العقوبة غرامة ال تجاوز خمسة جنييات عمى كؿ مف فاه بكبلـ مناؼ لمحياء في‬
‫محؿ عاـ أو مفتوح ‪.‬‬

‫وفى سبيؿ حماية القصر واألحداث مف التعرض لمجرائـ الماسة باآلداب العامة فقد وضع‬
‫المشرع الميبى نص المادة ‪ 409‬التى نصت عمى أف ‪ " :‬يعاقب بالحبس كؿ مف حرض صغي اًر‬
‫دوف الثامنة عشرة ذك اًر كاف أو أنثى عمى الفسؽ والفجورأو ساعده عمى ذلؾ أو ميد لو ذلؾ أو‬
‫أثاره بأية طريقة الرتكاب فعؿ شيواني أو ارتكبو أمامو سواء عمى شخص مف نفس الجنس أو‬
‫الجنس اآلخر‪.‬‬

‫ولكف ما ييمنا فى ىذا السياؽ ىو الجرائـ المنافية لآلداب والمرتكبة عف طريؽ نشرىا‬
‫عمى شبكة اإلنترنت ‪ ،‬وبالقياس عمى ما ذكرناه سابقاً فإف ما نصت عميو الماده ‪ 178‬مف قانوف‬
‫العقوبات المصرى ‪ ،‬والمادة ‪ 421‬مف قانوف العقوبات الميبى ‪ ،‬يمكف معو تصور إنطباؽ كبلً مف‬
‫النصيف عمى تمؾ الجرائـ‪.‬‬

‫وتطمب القانوف فى موضوع الجريمة أف ينصب عمى رسائؿ أو صور أو أشياء أخرى‬
‫فاضحة ‪ ،‬وعبارة أشياء أخرى تفيد أف ماورد بالنص القانونى قد ورد عمى سبيؿ المثاؿ ال‬
‫الحصر‪ ،‬ومف األشياء التى مف الممكف إعتبارىا (أشياء أخرى) الكتب واألشرطة وأفبلـ الفيديو‬
‫والديسؾ واإلسطوانات المضغوطة وغيره(‪.)1‬‬

‫وعمى الرغـ مف أف المشرع قد عبر عف الرسائؿ والصور واألشياء بصيغة الجمع ‪ ،‬فإنو‬
‫مف الممكف تحقؽ الجريمة بتداوؿ نسخة واحدة بالتتابع أو التعاقب بيف عدد مف الناس ‪ ،‬مثاؿ‬
‫ذلؾ تسميـ صورة فاضحة إلى شخص لئلطبلع عمييا ثـ تسميميا بذاتيا إلى ثاف وثالث ورابع‬
‫وىكذا بالتتابع ‪ ،‬فيذه االفعاؿ يتحقؽ بيا التوزيع المعاقب عميو(‪.)2‬‬

‫ويتحقق الركن المادى ليذه الجريمة بثالث صور‪:‬‬

‫‪ -1‬توزيع االشياء الفاضحة‪ :‬ويتحقؽ فعؿ التوزيع بتسميـ الشىء المخؿ بالحياء لعدد مف الناس‬
‫معروفيف لمموزع أو غير معروفيف لو ‪ ،‬ألف عمة التجريـ تكمف فى اإلخبلؿ بالحياء والمساس‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬فائزة يونس الباشا ‪ ،‬القانوف الجنائى الخاص الميبى القسـ األوؿ جرائـ اإلعتداء عمى األشخاص ‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية ‪ ،‬بدوف تاريخ ‪.267 ،‬‬
‫(‪ ) 2‬د‪ .‬إدوارد غالى الدىبى ‪ ،‬شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص دراسة مقارنة لمقانوف الميبى والقوانيف العربية‬
‫واألجنبية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬مكتبة غريب ‪ ،1976 ،‬ص‪.295‬‬

‫‪58‬‬
‫بالنقاء األخبلقى(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬عرض األشياء الفاضحة‪ :‬يتحقؽ العرض بإتاحة الفرصة لمجميور لئلطبلع عمى الشىء‬
‫المعروض كما لو تـ تعميؽ الصور فى ممصؽ بشارع عاـ أو أحد الحدائؽ أو جية عامة‬
‫يرتادىا الجميور ‪ ،‬أو مكف عدد مف األفراد مف مشاىدة شريط فيديو أو ديسؾ عمى جياز‬
‫الحاسوب(‪.)2‬‬

‫‪ -3‬بيع األشياء الفاضحة‪ :‬بخبلؼ العرض والتوزيع الذى قد يتـ بالمقابؿ أـ بدونو ‪ ،‬فإف البيع‬
‫الذى ىو عبلقة بيف طرفيف يستمزـ بطبيعتو أف يحدد مف طرح سمعتو لمبيع ثمناً ليا ‪ ،‬ويمزـ‬
‫المشترى بدفعو حاالً أـ مؤجبلً ‪ ،‬وتقوـ الجريمة بمجرد عرض السمعة لمبيع أى ال يشترط‬
‫لتحققيا أف يتـ الشراء فعبلً‪.‬‬

‫وفى ىذا الخصوص قضت محكمة النقض "يتوافر القصد الجنائى فى جريمة اإلخبلؿ‬
‫باآلداب العامة إذا عرض الجانى لمبيع كتباً تتضمف قصصاً وعبارات فاحشة ولو كاف ال يعرؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫القراءة والكتابة ‪.....‬‬

‫أما الركف الثانى ليذه الجريمة فيو العبلنية ‪ ،‬والمقصود بيا أف يأتى الجانى السموؾ‬
‫المادى فى مكاف عاـ مفتوح أو معروض لمجميور‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمقصد الجنائى الخاص بيذه الجريمة ‪ ،‬فإف الجريمة تعد مف الجرائـ العمدية‬
‫‪ ،‬بمعنى وجوب توافر عنصرى العمـ واإلرادة لدى مرتكبيا‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬فائزة يونس الباشا ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.269‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬فائزة يونس الباشا ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.269‬‬
‫(‪ )3‬نقض الطعف رقـ ‪ 4‬لسنة ‪ 20‬ؽ ‪ ،‬بتاريخ ‪ ، 1950/1/30‬مجموعة الربع قرف ‪ ،‬ص ‪.292‬‬

‫‪59‬‬
‫اٌفــــشع اٌضبٔــــ‪ٝ‬‬
‫اٌغشائُ اٌّخٍخ ثب‪٢‬داة اٌؼبِخ ػجش اإلٔزشٔذ‬
‫الجرائـ المخمة باآلداب منتشرة عمى شبكة اإلنترنت كانتشار النار فى اليشيـ وبالتالى‬
‫تكوف شبكة اإلنترنت جزء مف ىذه الجريمة سواء بإعتبارىا وسيمة إلرتكابيا أو محبلً ليذه‬
‫الجريمة(‪.)1‬‬

‫وليذه الجريمة عدة صور حال إرتكابيا عمى شبكة اإلنترنت تتمثل فى‪:‬‬
‫‪ - 1‬إٔشبء اٌّ‪ٛ‬الغ اٌّزخظظخ ف‪ٔ ٝ‬ششاإلثبح‪١‬خ ‪ٚ‬اٌشر‪ٍ٠‬خ‪:‬‬
‫وفرت شبكة اإلنترنت أكثر الوسائؿ فعالية وجاذبية لصناعة ونشر المواد اإلباحية‬
‫الجنسية ‪ ،‬فيندرج تحت ىذا البند جرائـ إرتياد المواقع اإلباحية والشراء منيا ‪ ،‬واإلشتراؾ فييا أو‬
‫إنشاؤىا ‪ ،‬وقد أصبح اإلنتشار الواسع لمصور واألفبلـ اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت يشكؿ قضية‬
‫ذات إىتماـ عالمى فى الوقت الراىف بسبب الزيادة اليائمة فى أعداد مستخدمى اإلنترنت حوؿ‬
‫العالـ(‪.)2‬‬

‫وقد أدى إنتشار المواقع اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت إلى خمؽ مشكمة حقيقية ال يقتصر‬
‫تأثيرىا عمى مجتمع دوف آخر ‪ ،‬وىذا ما أكده الباحث األمريكي )‪ (Adsit‬في إحدى دراساتو حيث‬
‫أشار إلى أف ىذا اإلنتشار الرىيب ليذه المواقع اإلباحية صاحبو إرتفاع في جرائـ اإلغتصاب‬
‫خاصة اغتصاب األطفاؿ‪ ،‬ناىيؾ عف العنؼ الجنسي ‪ ،‬وفقداف األسرة لقيميا ومبادئيا ‪ ،‬وتغير‬
‫الشعور نحو النساء إلى اإلبتذاؿ بدالً مف اإلحتراـ(‪.)3‬‬

‫وال شؾ في أف إلنتشار الجنس واإلباحية الجنسية عمى شبكة اإلنترنت إنعكاساتو السمبية‬
‫‪ ،‬خاصة عمى المجتمع العربي المسمـ المحافظ ‪ ،‬ففي إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت عمى‬
‫أفراد مف مختمؼ أنحاء الوطف العربي أكدت النتائج أف ‪ % 3.7‬مف مرتكبي جرائـ الجنس ليـ‬
‫إىتماـ بمشاىدة األفبلـ اإلباحية سواء عمى اإلنترنت أو خارجيا‪ ،‬وأثبتت الدراسة قوة تأثير ىذه‬
‫اإلباحيات في إرتكاب جرائـ االعتداء الجنسي مف قبؿ مجرمي إغتصاب اإلناث وىاتكي أعراض‬
‫الذكور‪ .‬وىذا ما أكده عالـ النفس األمريكي ‪ Edward Donnerstein‬مف جامعة وسكوسوف‬

‫(‪ )1‬محمد عبيد الكعبى ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.131‬‬


‫(‪ )2‬محمد محمد صالح األلفى ‪ ،‬بحث بعنواف بعض أنماط الجرائـ األخبلقية عبر اإلنترنت فى المجتمع العربى‬
‫‪ ،‬ص‪ .1‬راجع الموقع ‪:‬‬
‫‪http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=119‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافري ‪ ،‬مقاؿ بعنواف اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت ‪ ،‬راجع الموقع االليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.omanlegal.net/vb/showthread.php?t=441‬‬
‫‪60‬‬
‫بأمريكا حيث بيف بأف الذيف يخوضوف في الدعارة واإلباحية غالبا ما يؤثر ذلؾ في سموكيـ مف‬
‫حيث زيادة العنؼ وعدـ اإلكتراث لمصائب اآلخريف وتقبميـ لجرائـ اإلغتصاب(‪.)1‬‬

‫وتشير اإلحصائيات إلى تصدر الواليات المتحدة لعدد الزيارات مف قبؿ مواطنييا إلى‬
‫ىذه المواقع‪ ،‬تمييا إيراف ثـ اإلمارات العربية ومصر‪ ،‬ثـ الكويت بالمرتبة السابعة تمييا السعودية‬
‫بالمركز الحادي عشر‪ ،‬عمماً بأف ىناؾ رقابة صارمة وحجب لممواقع اإلباحية فى بعض البمداف‬
‫العربية (‪.)2‬‬

‫وتشير اإلحصائيات كذلؾ أف أكثر مف ‪ 28‬ألؼ مستخدـ إنترنت يتصفح مواقع إباحية‬
‫في كؿ ثانية ‪ ،‬وأف ‪ 372‬مستخدماً يكتبوف كممة بحث عف المواقع اإلباحية في كؿ ثانية ‪ ،‬وأف‬
‫الواليات المتحدة تنتج شريط فيديو إباحيا جديدا كؿ ‪ 39‬دقيقة وأف أكثر مف ‪ 3‬آالؼ دوالر تنفؽ‬
‫في الثانية الواحدة عمى المواقع واألفبلـ اإلباحية كما يبمغ إجمالي عدد النساء مف زوار المواقع‬
‫اإلباحية نحو ‪ 9.4‬مبلييف إمرأة شيريا ‪ ،‬و‪ %23‬مف زوار المواقع اإلباحية ىف مف النساء‬
‫و‪ %13‬منيف اعترفف بذلؾ وأف ‪ %70‬مف النساء رفضف اإلعبلف عف أنشطتيف الجنسية عبر‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬وأف‪ %17‬مف النساء الزائرات يكافحف إدمانيف لتصفح المواقع اإلباحية(‪.)3‬‬

‫وما يؤكد ىذا األمر إعتراؼ الشركات التى تممؾ تمؾ المواقع اإلباحية بصحة تمؾ‬
‫اإلحصائيات ‪ ،‬فشركة (‪ )playboy‬سيئة السمعة تتبجح بؿ وتفخر بأف ‪ 7،4‬مميوف زائر أسبوعياً‬
‫يزور صفحات موقعيا اإلليكترونى الماجف ‪ ،‬وفى دراسة قامت بيا شركة (‪)website story‬‬
‫عف مواقع الدعارة عمى اإلنترنت فوجدت أف بعض الصفحات الخميعة يزورىا ‪ 034،280‬زائر‬
‫فى اليوـ الواحد وأف صفحة واحدة فقط مف ىذه الصفحات إستقبمت خبلؿ سنتيف ثبلثة وأربعيف‬
‫مميوناً وستمائة وثبلثة عشر وخمسمائة وثمانية زوار ‪ ،‬وقد قاـ باحثوف فى جامعة كارنيجى‬
‫ميموف بإجراء دراسة عمى صور طمبت مف اإلنترنت فى ‪ 2000‬مدينة فى ‪ 40‬دولة وتبيف مف‬
‫الدراسة أف نصؼ الصور المستعادة مف اإلنترنت ىى صور خميعة وأف ‪ %5،83‬مف الصور‬
‫المتداولة فى المجموعات اإلخبارية ىى صور خميعة(‪.)4‬‬

‫وتأتى الواليات المتحدة في مقدمة قائمة أكثر البمداف امتبلكاً لصفحات جنسية عمى‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافري ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪ )2‬عماد ميدى ‪ ،‬بحث اجتماعى بعنواف توظيؼ التقنية الحديثة لمعالجة ومكافحة الجرائـ األخبلقية ‪ ،‬راجع‬
‫الموقع‪http://emad-7272.maktoobblog.com ،‬‬
‫(‪ )3‬عماد ميدى ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪ )4‬د‪.‬مشعؿ بف عبد ا﵀ القدىى ‪ ،‬المواقع اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت ‪ ،‬راجع الموقع ‪:‬‬
‫‪http:// www.minshawi.com/gadhi.htm‬‬
‫‪61‬‬
‫الشبكة بنصيب يتعدى ‪ 244.6‬مميوف صفحة ‪ ،‬تمييا ألمانيا بنصيب يبمغ أكثر مف ‪ 10‬مبلييف‬
‫صفحة ثـ المممكة المتحدة بنصيب ‪ 8.5‬مبلييف صفحة ثـ أوستراليا والياباف وىولندا ثـ روسيا‬
‫وبولندا وأسبانيا(‪.)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪:‬‬ ‫إحصائيات عامة عن المواقع االباحية‬

‫ػ يبمغ عدد المواقع اإلباحية عمى شبكة االنترنت ‪ 4.2‬مبلييف موقع (‪ %12‬مف اإلجمالي الكمي‬
‫لممواقع)‪.‬‬

‫ػ إجمالي عدد الصفحات اإلباحية عمى اإلنترنت يبمغ ‪ 420‬مميوف صفحة‪.‬‬

‫ػ ‪ %66‬مف المواقع اإلباحية ال تحتوي عمى إنذار بكونيا لمكبار فقط‪.‬‬

‫ػ ‪ %25‬مف المواقع تحاصر زوارىا عند الخروج منيا (إعادة التوجيو لوصبلت إباحية)‬

‫ػ عدد مرات البحث عف المواقع اإلباحية بمحركات البحث ‪ 68‬مميوف طمب يوميا‪.‬‬

‫ػ عدد الرسائؿ اإللكترونية اإلباحية ‪ 2.5‬مميار رسالة يوميا‪.‬‬

‫ػ نسبة زوار المواقع اإلباحية مف مستخدمي االنترنت ‪ %42.7‬مف إجمالي زوار الشبكة‪.‬‬

‫ػ تبمغ نسبة تحميؿ المواد اإلباحية عبر االنترنت ‪ %35‬مف إجمالي المواد المحممة‪.‬‬

‫ػ يبمغ عدد المواقع اإلباحية التي تحتوي عمى مواد إباحية ألطفاؿ أكثر مف ‪ 100.000‬موقع‪.‬‬

‫ػ يبمغ إجمالي عدد الزوار الشيري لممواقع اإلباحية عمى الشبكة أكثر ‪ 72‬مميوف زائر‪.‬‬

‫ػ ‪ %89‬مف زوار غرؼ الدردشة يخوضوف في موضوعات جنسية كنوع مف أنواع التحرش‪.‬‬

‫ػ يفوؽ الدخؿ السنوي لصناعة اإلباحية عبر االنترنت ‪ 12‬مميار دوالر أميركي‪.‬‬

‫ػ ‪ %20‬مف الزوا ارعترفوا بدخوليـ إلى المواقع اإلباحية أثناء تواجدىـ في العمؿ‪.‬‬

‫ولعمو مف المبلئـ القوؿ بصحة إنطباؽ نصى المادتيف ‪ ، 178‬و‪ 421‬مف قانونى‬
‫العقوبات المصرى ثـ الميبى عمى التوالى عمى مثؿ ىذه الجرائـ ‪ ،‬والعمة فى ذلؾ أف المواد التى‬
‫اء كانت صو اًر أو أفبلـ أو دعاية) تنتشر عف طريؽ العرض عمى‬ ‫تحوييا المواقع اإلباحية (سو ً‬
‫مستخدمى اإلنترنت ‪ ،‬أوالتوزيع وذلؾ بإرساؿ رسائؿ تحوى عناويف ىذه المواقع لمبريد اإلليكترونى‬

‫(‪ )1‬عماد ميدى ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪ )2‬راجع بخصوص ىذه اإلحصائية ‪ ،‬عماد ميدى ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الخاص بالمستخدـ لجذبو ومحاولة إقناعو بالولوج ليذه المواقع وىو ما يعد تحريضاً عمى الفسؽ‬
‫كذلؾ ‪ ،‬والصورة األخيرة ىى البيع ‪ ،‬حيث تقوـ ىذه المواقع اإلباحية بتقديـ بعض خدماتيا مقابؿ‬
‫بعض المبالغ المالية ‪ ،‬واألفعاؿ سالفة الذكرتشكؿ الركف المادى فى الجرائـ المنافية لآلداب‬
‫العامة‪ ،‬وذلؾ مع األخذ فى اإلعتبار رغبة مستخدـ اإلنترنت الذى يحدد ما إذا كاف ينتوى مطالعة‬
‫مثؿ ىذه المواقع أـ ال‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اإلسزغالي اٌغٕس‪ٌ ٝ‬ألطفبي‪:‬‬
‫يقصد باالستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ‪ ،‬تصوير أي طفؿ بأية وسيمة كانت‪ ،‬يمارس ممارسة‬
‫حقيقية أو بالمحاكاة أنشطة جنسية صريحة‪ ،‬أو أي تصوير لؤلعضاء الجنسية إلشباع الرغبة‬
‫الجنسية أساساً‪ ،‬ويعتبر معتدياً ولو بشكؿ غير مباشر‪ ،‬أي شخص يطالع صو اًر إباحية لؤلطفاؿ‬
‫تصح تسميتيا "بورنو األطفاؿ(‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫أو يحتفظ بيا‪ .‬وعندما تنشر تمؾ الصور عمى اإلنترنت‪،‬‬

‫وانتشار اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت لو مخاطره عمى األطفاؿ والتي تبرز مف خبلؿ‬
‫ثبلثة مخاوؼ رئيسة ‪ :‬تتمثؿ األولي في قدرة األطفاؿ عمى الوصوؿ وبسيولة إلى المواقع‬
‫اإلباحية ‪ ،‬والثانية تتمثؿ في كوف العامميف في مجاؿ دعارة األطفاؿ وجدوا شبكة اإلنترنت مكاناً‬
‫مناسباً لعرض منتجاتيـ مف المواد واألفبلـ الخاصة بيذه الدعارة ‪ ،‬والثالثة تتمثؿ في أف‬
‫األشخاص الشاذيف المنجذبيف لؤلطفاؿ وجدوا في خدمة الرسائؿ اإللكترونية والتخاطب عبر‬
‫غرؼ الدردشة ضالتيـ في إستدراج ضحاييـ مف األطفاؿ(‪.)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ويتحقق اإلستغالل الجنسى لألطفال عبر اإلنترنت بعدة صور تتمثل فى‪:‬‬

‫ػ حض وتحريض القاصريف عمى أنشطة جنسية غير مشروعة عبر الوسائؿ االلكترونية‪.‬‬

‫ػ التحرش الجنسي بالقاصريف عبر الكمبيوتر والوسائؿ التقنية ونشر وتسييؿ نشر واستضافة‬
‫المواد الفاحشة عبر اإلنترنت بوجو عاـ ولمقاصريف تحديداً‪.‬‬

‫ػ نشرالفحش والمساس بالحياء(ىتؾ العرض بالنظر)عبراإلنترنت وتصوي أرواظيارالقاصريف ضمف‬


‫أنشطة جنسية‪.‬‬

‫لياؿ كيواف‪ ،‬تحقيؽ بعنواف االستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ عبر االنترنت أو "بورنو األطفاؿ" ‪ ،‬جريدة النيار‬ ‫(‪) 1‬‬
‫المبنانية ‪ ،‬راجع الموقع ‪ http://www.annahar.com :‬بتاريخ ‪.2009/ 5/ 17‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافري ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬المحامى يونس عرب ‪ ،‬جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت المعنى والخصائص والصور واستراتيجية المواجية‬
‫القانونية ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪63‬‬
‫وأظيرت دراسة لو ازرة العدؿ األمريكية تعرض طفؿ مف كؿ سبعة أطفاؿ مف مستخدمي‬
‫اإلنترنت إلغواء جنسي‪ ،‬واضطرار واحد مف كؿ ثبلثة إلى مشاىدة مواد ذات طابع فاضح‪ ،‬كما‬
‫تـ التحرش جنسياً بطفؿ مف بيف كؿ ‪ 11‬طفؿ(‪.)1‬‬

‫وحسب تقارير دولية ‪ ،‬مف بينيا تقرير صادر عف " المركز القومي األمريكي لؤلطفاؿ‬
‫المختطفيف والمفقوديف" ‪ ،‬إرتفعت حاالت إستغبلؿ األطفاؿ جنسياً عبر شبكة اإلنترنت حوؿ العالـ‬
‫بشكؿ كبير‪ .‬بحيث تزايد عدد المواقع اإلباحية إلستغبلؿ األطفاؿ بنسبة ‪ % 400‬بيف سنة ‪2004‬‬
‫وسنة ‪ ،2005‬كما أف أكبر شريحة لمشاىدي البورنوغرافيا في اإلنترنت ىـ فئة القاصريف الذيف‬
‫تتراوح أعمارىـ ما بيف ‪ 12‬و‪ 17‬سنة (‪.)2‬‬

‫وقدرت مجمة" إنترنيت فيمتر" دخؿ التجارة الخاصة باالستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ بػ ‪3‬‬
‫مميار دوالر سنة‪ ، 2005‬وأظيرت العديد مف الدراسات‪ ،‬أف المنتديات اإللكترونية وخطوط‬
‫اليواتؼ المفتوحة ونوادي المناقشات تمثؿ ثبلث وسائؿ سيمة لدخوؿ مواقع اإلنترنت المتخصصة‬
‫في الصور الخبلعية التي تستخدـ األطفاؿ جنسياً(‪.)3‬‬

‫ببث صور أطفاؿ‬


‫ويحصؿ "بورنو األطفاؿ" عندما تقوـ مواقع إباحية عمى االنترنت ّ‬
‫تعرضيـ إلعتداء جنسي مف‬
‫ضحايا اإلعتداء الجنسي‪ ،‬أو بعرض صور فيديو لقاصريف أثناء ّ‬
‫بالغيف‪ ،‬والمعتدوف يشكموف شبكة‪ ،‬ويتعرفوف إلى بعضيـ البعض ويتواصموف بغية تبادؿ الصور‬
‫واألفبلـ اإلباحية‪ ،‬وأسباب ممارسة تمؾ األعماؿ متعددة‪ ،‬منيا اإلقتصادي واإلجتماعي واإلنساني‪.‬‬
‫ومف بيف أسباب إرتكاب تمؾ الجرائـ كذلؾ ‪ ،‬ىواستخداـ ىذه المواد ونشرىا ‪،‬أو بدافع اليواية أو‬
‫الرغبة في تجميع الصور االباحية‪ .‬وميما تكف األسباب‪ُ ،‬يبلحؽ عناصر الشرطة المجرميف عبر‬
‫اإلنترنت مف خبلؿ كشؼ الػ ‪ IP address‬الخاص بكؿ مستخدـ‪ ،‬وفي حاؿ كاف المشتبو بو‬
‫مقيماً في بمد آخر يتـ التبميغ عنو لشرطة بمده ‪ ،‬ولتفعيؿ عممية المكافحة توحدت الجيود الدولية‬
‫بيف المؤسسات العامة والخاصة المعنية‪ ،‬وقامت منظمة ‪International Center of Missing‬‬
‫‪ Exploitation Children‬الممولة مف شركة "مايكروسوفت"‪ ،‬بوضع برامج خاصة في تصرؼ‬
‫أجيزة الشرطة عمى إمتداد دوؿ العالـ‪ ،‬مف شأنيا الكشؼ عف المجرميف باإلستناد إلى قاعدة‬
‫بيانات تحتوي عمى الكثير مف الصور وأفبلـ الفيديو والرسومات والكتابات تعرؼ ب "بورنو‬

‫(‪ )1‬راجع الموقع ‪:‬‬


‫‪http://lattakia.org/ShowArticle.aspx?ID=212&AspxAutoDetectCookieSupport=1‬‬
‫(‪ )2‬مقاؿ بعنواف جرائـ اإلنترنيت التي تستيدؼ القاصريف ‪ ،‬راجع الموقع ‪،‬‬
‫‪http://www.jeunessearabe.info/article.php3?id_article=580‬‬
‫(‪ )3‬مقاؿ بعنواف جرائـ اإلنترنيت التي تستيدؼ القاصريف ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫األطفاؿ"‪ ،‬توزع عبر الشبكة العنكبوتية ويستخدميا مرتكبو جرائـ اإلعتداء عمى األطفاؿ في‬
‫الفضاء السيبراني(‪.)1‬‬

‫وفى ىذا السياؽ واجو القضاء المبناني في العاـ ‪ 2000‬قضية مف ىذا النوع حيث‬
‫يبث‬
‫تمكنت السمطات األمنية المبنانية بالتعاوف مع اإلنتربوؿ مف توقيؼ شخص لبناني كاف ّ‬
‫وينشر صو اًر إباحية ألطفاؿ عبر اإلنترنت(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪:‬‬ ‫إحصائيات خاصة بجرائم اإلستغالل الجنسى لألطفال عبر اإلنترنت‬

‫ػ يبمغ متوسط عمر األطفاؿ الذيف يتعرضوف لممواد اإلباحية ألوؿ مرة ‪ 11‬عاما‪.‬‬

‫ػ متوسط عمر األطفاؿ األكثر إعتيادا عمى الدخوؿ إلى تمؾ المواقع مف سف ‪ 15‬إلى‬
‫سف ‪.17‬‬

‫ػ ‪ % 40‬مف األطفاؿ ال يترددوف في ذكر بياناتيـ الشخصية والعائمية أثناء إستخداميـ لئلنترنت‬
‫سواء عف طريؽ البريد اإلليكتروني أو غرؼ الدردشة‪.‬‬

‫ػ ما يقرب مف ‪ 26‬شخصية كارتونية محببة إلى األطفاؿ تستغؿ إلصطيادىـ إلى المواقع‬
‫الجنسية‪.‬‬

‫ػ ‪ 1‬مف ‪ 4‬نساء يشتكيف مف تعرض أطفاليف لئلستغبلؿ الجنسي عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫ػ أكثر مف ‪ 20000‬صورة مخمة ألطفاؿ تبث أسبوعيا عمى اإلنترنت‪.‬‬

‫ػ ‪ 1‬مف ‪ 5‬أطفاؿ تعرض لمتحرش الجنسي مف قبؿ شواذ أثناء تواجده بغرؼ المحادثة ‪ %25‬ممف‬
‫تعرضوا لذلؾ قاموا بإببلغ أولياء أمورىـ‪.‬‬

‫ومما سبؽ عرضو نجد أف جرائـ اإلستغبلؿ الجنسى لؤلطفاؿ تحوى خميطاً مف الجرائـ‬
‫المنصوص عمييا فى نص المادة ‪ ، 178‬وكذلؾ جرائـ التحريض عمى الفسؽ فى المادة ‪269‬‬
‫مكرر وجريمة االفعؿ الفاضح العمنى فى المادة ‪ ، 278‬فالمادة ‪ 178‬تعاقب عمى صناعة أو‬
‫حيازة أو تجارة الصور أو الرسومات المنافية لآلداب العامة وىو ما يمكف إنطباقو حاؿ تداوؿ‬
‫الصور الفاضحة الخاصة بالقصر والسعى إلى ترويجيا وتوزيعيا سواء بقصد اإلتجار بيا أـ‬
‫مجرد توزيعيا دوف مقابؿ عمى شبكة اإلنترنت ‪ ،‬أما بالنسبة لمنص العقابى الخاص بالتحريض‬

‫(‪ )1‬ليالى كيواف ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪ ) 2‬د‪.‬نضاؿ الشاعر‪ ،‬حماية األطفاؿ مف سوء إستخداـ اإلنترنت وجرائـ المعموماتية ‪ ،‬مداخمة ضمف مؤتمر‬
‫تشريعات الطفولة والعائمة في لبناف في إطار القواعد الدستورية والحقوقية ‪ ،2006/6/25 ،‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )3‬راجع بخصوص ىذه اإلحصائية ‪ ،‬عماد ميدى ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫عمى الفسؽ فيمكف تطبيقو عمى ىذه الجرائـ ‪ ،‬ألف اإلستغبلؿ الجنسى لؤلطفاؿ يبدأ بفكرة الترويج‬
‫وتييئة ىذا األمر لمقصر واغرائيـ لئلقباؿ عميو وىو ما يوازى التحريض ‪ ،‬أما بالنسبة لنص‬
‫المادة ‪ 278‬وىو الخاص بالفعؿ الفاضح فإنطباقو أمر ال يختمؼ عميو إثناف‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أف المادتيف ‪ ، 269‬و‪ 278‬إشترطتا العبلنية وىو ما يعزز إمكانية‬


‫تطبيؽ كبلً مف المادتيف فأبرز ما يتميز بو اإلنترنت ىو العبلنية‪.‬‬

‫أما قانوف الطفؿ وفى نص المادة ‪ 116‬مكرر(أ) منو ػ ووفقاً لما نظنو صحيحاً ػ فيى‬
‫المادة األصؿ مف حيث التطبيؽ عمى ىذه الجرائـ ‪ ،‬ألنيا نصت صراحة عمى إستغبلؿ الطفؿ‬
‫جنسياً مف خبلؿ الحاسب اآللى أو شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫أما قانوف العقوبات الميبى فإف نص المادة ‪ 409‬ػ وفقاً لممنطؽ ػ يكوف جدير بالتطبيؽ‬
‫فى ىذه الحالة ألنو نص صراحة عمى حماية القصر مف إرتكاب أى فعؿ شيوانى أو التمييد لو‪.‬‬
‫أما المادتيف ‪ 421‬و‪ 501‬فيمكف بالقياس عمى ما ذكرناه بالنسبة لمواد القانوف المصرى‬
‫تطبيقيما باعتبار الفعؿ فعبلً فاضحاً و مخبلً باآلداب العامة‪.‬‬
‫ووفقاً لممادة السادسة مف نظاـ مكافحة جرائـ المعموماتية بالمممكة العربية السعودية ‪،‬‬
‫فإف العقوبة ىى السجف لمدة التزيد عمى خمس سنوات والغرامة التى ال تزيد عمى ثبلثة مبلييف‬
‫لاير ‪ ،‬أو إحدى ىاتيف العقوبتيف‪ ،‬فى حاؿ إرتكاب الجرائـ اآلتى ذكرىا‪:‬‬
‫‪ 1‬ػ إنتاج ما مف شأنو المساس بالنظاـ العاـ ‪ ،‬أو القيـ الدينية ‪ ،‬أو اآلداب العامة ‪ ،‬أو حرمة‬
‫الحياة الخاصة ‪ ،‬أو إعداده ‪ ،‬أو إرسالو ‪ ،‬أو تخزينو عف طريؽ الشبكة المعموماتية ‪ ،‬أو‬
‫أحد أجيزة الحاسب اآللى‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ إنشاء المواد والبيانات المتعمقة بالشبكات اإلباحية ‪ ،‬أو أنشطة الميسر المخمة باآلداب العامة‬
‫أو نشرىا أو ترويجيا‪.‬‬

‫وقد سعى المجتمع الدولي لمتدخؿ لوقؼ ىذا التدفؽ لئلباحية‪ ،‬الذي يزداد بإزدياد أعداد‬
‫مستخدمي الشبكة وقد تمثمت ىذه المساعي بعقد المؤتمر الدولي لمكافحة االستغبلؿ الجنسي‬
‫لؤلطفاؿ عاـ ‪ 1999‬بفيينا ‪ ،‬وكاف ييدؼ إلى توعية المستخدميف لمواجية اإلستغبلؿ الجنسي‬
‫لؤلطفاؿ عبر اإلنترنت‪ ،‬حيث أكد المؤتمر عمى مبدأ أساسي يتمثؿ في تدعيـ التعاوف الدولي في‬
‫مكافحة اإلستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ عبر اإلنترنت‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ تكثيفو لمجيود الدولية في‬
‫األخذ بالمبادئ التي تؤكد وتؤطر ىذا المبدأ مف خبلؿ عدة توصيات‪ ،‬تتمثؿ في‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬تشجيع وضع قواعد لمسموؾ مف قبؿ مزودي خدمة االنترنت‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تشجيع إنشاء خطوط ساخنة لممواطنيف لئلببلغ عف المواقع اإلباحية لؤلطفاؿ عبر‬

‫‪66‬‬
‫االنترنت‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬ضرورة محاربة اإلستغبلؿ التجاري لؤلطفاؿ عمى االنترنت‪ ،‬مما يتطمب تدخؿ المشرع‬
‫الوطني لتجريـ الجنسية عمى اإلنترنت‪ ،‬وذلؾ تحت إطار االتفاقية الدولية المتعمقة بحماية‬
‫الطفؿ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬تدعيـ التعاوف الدولي في مجاؿ مكافحة جرائـ االستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ مف خبلؿ إنشاء‬
‫وحدات خاصة لمكافحة ىذه الجرائـ واعداد برنامج تدريب خاص لمتأىيؿ في ىذا المجاؿ‬

‫خامساً ‪ :‬يتعيف عمى الدوؿ المختمفة أف تضع قواعد دنيا تتناوؿ تعريفاً وتحدياً مقارباً ليذه‬
‫الجريمة‪ ،‬بحيث يؤخذ في عيف اإلعتبار الحيازة العمدية لصور األطفاؿ‪ ،‬وانتاج وتوزيع‪،‬‬
‫واستيراد وتصدير ونقؿ صور األطفاؿ اإلباحية واالعبلف عنيا بطريؽ الكمبيوتر أو‬
‫وسائؿ التخزيف االلكتروني واعتبارىا مف الجرائـ المعاقب عمييا‪.‬‬

‫سادساً ‪ :‬مف الناحية اإلجرائية ‪ ،‬يتعيف إتخاذ كافة اإلجراءات الكفيمة لممحافظة عمى البيانات‬
‫المتحفظ عمييا ‪ ،‬بما فييا البيانات الموجودة تحت يد مزود الخدمة ‪ -‬ولو كاف في بمد‬
‫آخر‪ -‬مع األخذ بعيف اإلعتبار المشكبلت الخاصة بالتخزيف وحجمو واألوامر القضائية‬
‫ومقتضيات حماية البيانات ‪ ،‬التي قد تكوف محبلً لممطالبة بتعاوف متبادؿ بشأف كؿ تفتيش‬
‫أو قبض أو إفشاء لمحتوى ىذه البيانات كما أنو يتعيف اتخاذ إجراءات مشتركة تسمح‬
‫بتجاوز الحدود لتفتيش وضبط أجيزة الكمبيوتر ‪ ،‬باإلضافة الى إقامة وسائؿ اإلتصاؿ‬
‫لتحقيؽ التعاوف الدولي في ىذا المجاؿ(‪.)1‬‬

‫وعمى المستوى األوروبي ‪ ،‬أطمؽ اإلتحاد األوروبي ورقة إتصاالت في المحتوى غير‬
‫الشرعي والضار‪ ،‬مع ورقة سميت (بالورقة الخضراء) لحماية القاصريف وشرؼ اإلنساف واعتباره‬
‫في المواد السمع بصرية وخدمات المعمومات‪ ،‬وذلؾ في عاـ ‪ ، 1996‬حيث تضمنت حموالً‬
‫أعتمدت مف قبؿ مجمس وزراء اإلتصاالت ‪ ،‬وتتعمؽ بنشر المحتوى غير الشرعي عمى اإلنترنت‬
‫خصوصاً ما يتعمؽ بدعارة األطفاؿ‪ .‬وقد إعتمد البرلماف األوروبي الحموؿ التي أقرىا التقرير حوؿ‬
‫التفويض األوروبي في اإلتصاؿ في عاـ ‪ ، 1997‬ومنيا ما ذىبت إليو الورقة الخضراء إلى‬
‫ضرورة إختيار التحديات التي تواجو المجتمع ‪ ،‬والخارجة عف السيطرة نتيجة التطورات السريعة‬
‫في المواد السمع بصرية وخدمات المعمومات في شتى أنحاء العالـ‪ ،‬وقد أعطت لمشرطة الحؽ في‬

‫(‪ ) 1‬راجع بخصوص ىذا المؤتمر د‪ .‬معتز محيي عبد الحميد ‪ ،‬مقاؿ بعنواف اإلستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ ‪،‬‬
‫راجع الموقع الخاص بجريدة الصباح العراقية ‪،‬‬
‫‪http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=17059‬‬
‫‪67‬‬
‫إتخاذ أثر فوري لمتعامؿ مع المحتوى غير الشرعي عمى اإلنترنت(‪.)1‬‬

‫وقد نصت كذلؾ إتفاقية بودابست عمى الجرائـ المتعمقة بالصور الفاضحة لؤلطفاؿ فى‬
‫المادة ‪ 9‬فقرة ‪ ،1‬حيث أوصت بضرورة قياـ كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية بإتخاذ التدابير التى مف‬
‫شأنيا تجريـ األفعاؿ والسموكيات اآلتى ذكرىا‪:‬‬

‫أ ػ إنتاج صور فاضحة لؤلطفاؿ بغرض توزيعيا عبر منظومة كمبيوتر‪.‬‬

‫ب ػ عرض أو توفير صور فاضحة لؤلطفاؿ عبر منظومة كمبيوتر‪.‬‬

‫ج ػ توزيع أو بث صور فاضحة لؤلطفاؿ عبر منظومة الكمبيوتر‪.‬‬

‫د ػ الحصوؿ عمى صور فاضحة لبلطفاؿ عبر منظومة كمبيوتر لصالح الشخص ذاتو أو لصالح‬
‫الغير‪.‬‬

‫ى ػ حيازة صور األطفاؿ الفاضحة داخؿ منظومة كمبيوتر أو بوسيط تخزيف بيانات كمبيوتر‪.‬‬

‫وقد بينت المادة ‪ 9‬فى فقرتيا الثانية أف المقصود بصور األطفاؿ الفاضحة ىى الصور‬
‫ا لتى تبيف القاصر الذى ينشغؿ بارتكاب سموؾ جنسى صريح أو يبدو أنو كذلؾ ‪ ،‬وعرفت فى‬
‫فقرتيا الثالثة القاصر بأنو مف يقؿ سنو عف ‪ 18‬عاماً‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬معتز محيي عبد الحميد ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫اٌّجحـــش اٌضبٔـــ‪ٝ‬‬
‫اٌغشائُ اٌّسزحذصخ اٌّشرىجخ ث‪ٛ‬اسطخ اإلٔزشٔذ‬
‫المقصود ىنا بالجرائـ المستحدثة أف بعضاً مف الجرائـ التقميدية أصبحت ترتكب بأساليب‬
‫حديثة أو أكثر إبتكا اًر مف ذى قبؿ ‪ ،‬وكذلؾ قد يقصد بالجرائـ المستحدثة ظيور نوعية جديدة مف‬
‫الجرائـ مرتبطة كمياً بتقنية اإلنترنت ‪ ،‬وقد أصبحت ىذه الظواىر اإلجرامية المستحدثة تتطور‬
‫وتتبدؿ ويتزايد عددىا بمرور الوقت ‪ ،‬وسنتناوؿ بالبحث بعضاً مف ىذه الجرائـ فى المطالب‬
‫التالية‪:‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية‪.‬‬

‫المطمب الثانى ‪ :‬جرائـ اإلتبلؼ المعموماتى‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬جرائـ غسيؿ األمواؿ عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫اٌّطٍـــت األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌغشائُ اٌ‪ٛ‬الؼخ ػٍ‪ ٝ‬اٌزغبسح اإلٌ‪١‬ىزش‪١ٔٚ‬خ‬
‫مف إنعكاسات إستخداـ الحاسب اآللى وانتشاره عمى نحو واسع فى حياتنا ظيور فكرة‬
‫التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬وىذه التجارة تعتمد عمى وسائؿ إليكترونية بما فييا الحاسب اآللى وشبكة‬
‫اإلنترنت إلتماميا‪ .‬ولعؿ الصورة الشائعة ليذه التجارة صورة إبراـ العقد عف طريؽ اإلنترنت أو‬
‫كما يطمؽ عميو التعاقد عف بعد(‪.)1‬‬

‫ويمكف فى أغمب االحواؿ إبراـ عقد البيع أو الشراء عف طريؽ اإلتصاؿ المباشر بيف‬
‫المتعاقديف بطريؽ اإلنترنت وسداد قيمة السمعة أو الخدمة بطريؽ التحويبلت البنكية أو بطريؽ‬
‫بطاقات اإلئتماف أو بأى طريؽ آخر يتـ تحديده بيف أطراؼ العقد(‪.)2‬‬

‫اٌفشع األ‪ٚ‬ي‬
‫رؼش‪٠‬ف اٌزغبسح اإلٌ‪١‬ىزش‪١ٔٚ‬خ‬
‫عرؼ توجيو البرلماف والمجمس األوروبى رقـ‪ 31‬لسنة ‪ 2000‬الصادر فى ‪ 8‬يونيو‬
‫‪ ، 2000‬اإلتصاؿ التجارى فى مادتو الثانية بأنو كؿ شكؿ مف أشكاؿ اإلتصاؿ يستيدؼ تسويؽ‬
‫بصورة مباشرة أو غير مباشرة بضائع أو خدمات أو صورة مشروع أو منظمة أو شخص يباشر‬
‫نشاط تجارى أو صناعى أو حرفى أو يقوـ بمينة منظمة(‪.)3‬‬

‫‪ ‬سّبد اٌزغبسح اإلٌىزش‪١ٔٚ‬خ(‪: )4‬‬


‫‪ 1‬ػ عدـ وجود عبلقة مباشرة بيف طرفي العممية التجارية حيث يتـ التبلقي بينيما مف خبلؿ شبكة‬
‫االتصاالت (أي التعامؿ بيف العمبلء يكوف عف بعد)‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ ىذا النوع مف التجارة يؤمف إمكانية التفاعؿ مع مصادر متعددة في وقت واحد ‪ ،‬حيث‬
‫يستطيع التعامؿ مع عدد ال نيائي مف الزبائف فى نفس الوقت‪.‬‬

‫‪-3‬إمكانية تنفيذ وانجاز كؿ المعامبلت التي تخص نشاط العممية التجارية بما فييا تسميـ السمع‬

‫(‪ ) 1‬د‪.‬عبد الفتاح بيومى حجازى ‪ ،‬النظاـ القانونى لحماية التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬المجمد األوؿ‪ :‬نظاـ التجارة‬
‫اإلليكترونية وحمايتيا مدنياً ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعى ‪ ،2002 ،‬ص‪.9‬‬
‫(‪ ) 2‬د‪ .‬مدحت عبد الحميـ رمضاف ‪ ،‬الحماية الجنائية لمتجارة اإلليكترونية دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪،‬‬
‫بدوف تاريخ ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬مدحت عبد الحميـ رمضاف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬قاسـ النعيمى ‪ ،‬بحث بعنواف التجارة اإلليكترونية بيف الواقع والحقيقة ‪ ،‬ص‪ ، 7‬منشور بالموقع‬
‫‪jps-dir.com/Forum/uploads/1364/qaseem.doc‬‬
‫‪70‬‬
‫الغير مادية عمى الشبكة (مثؿ البرامج والتصاميـ وغيرىا‪.)...‬‬

‫‪ ‬و‪١‬ف‪١‬خ اٌزؼبلذ ػجش شجىخ اإلٔزشٔذ‪:‬‬


‫لمتعاقد بطريق اإلنترنت عدة طرق من أىميا وأكثرىا انتشا ارً‪:‬‬

‫‪1‬ػ التعاقد عبر شبكة المواقع (‪ :)web‬وذلؾ بأف يمج المستخدـ الموقع اإلليكترونى الذى يحتوى‬
‫عمى عرض لمسمع التجارية المعروضة لمبيع ويختار مايشاء منيا‪ ،‬ثـ بعد ذلؾ تتـ عممية‬
‫البيع والشراء وفؽ الشروط التى يحددىا الموقع ‪ ،‬والتى مف ضمنيا تحديد طرؽ الدفع‬
‫والتسميـ ومدة ضماف المنتج وما إلى ذلؾ‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ التعاقد عبر البريد اإللكتروني (‪ :)Email‬يتـ التعاقد عبر البريد اإلليكترونى بقياـ الشركات‬
‫التجارية والتى تممؾ مواقع إليكترونية بإرساؿ رسائؿ بريدية إلى عدد كبير مف مستخدمى‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬تعرض فييا بضائعيا وسمعيا بغية إقناعيـ شراء أحد منتجاتيا وىو ما يعتبر‬
‫إيجاب منيا أو دعوة لمتعاقد ‪ ،‬وتحوى كذلؾ تمؾ الرسائؿ تبياف طريقة التعاقد والدفع‬
‫ومميزات المنتج‪.‬‬

‫‪ ‬طشق اٌذفغ ‪ٚ‬اٌسذاد اإلٌ‪١‬ىزش‪:ٝٔٚ‬‬


‫بالنسبة لمدفع اإلليكترونى فإنو يتـ إستخداـ ما يعرؼ بالنقود اإلليكترونية كوسيمة لموفاء‬
‫أو لمدفع‬

‫وقد عرؼ البنؾ المركزي األوروبي النقود اإلليكترونية بأنيا مخزوف إليكتروني لقيمة‬
‫نقدية عمى وسيمة تقنية يستخدـ بصورة شائعة لمقياـ بمدفوعات لمتعيديف غير مف أصدرىا‪ ،‬دوف‬
‫الحاجة إلى وجود حساب بنكي عند إجراء الصفقة وتستخدـ كأداة محمولة مدفوعة مقدماً(‪.)1‬‬

‫‪ ‬أشىبي إٌم‪ٛ‬د اإلٌىزش‪١ٔٚ‬خ(‪:)2‬‬


‫‪ - 1‬البطاقات سابقة الدفع ‪ :Prepaid Cards‬ويتـ بموجب ىذه الوسيمة تخزيف القيمة النقدية‬
‫عمى شريحة إليكترونية مثبتة عمى بطاقة ببلستيكية‪ .‬وتأخذ ىذه البطاقات صو اًر متعددة‪.‬‬
‫وأبسط ىذه األشكاؿ ىي البطاقات التي يسجؿ عمييا القيمة النقدية األصمية والمبمغ الذي تـ‬
‫إنفاقو‪ ،‬ومف أمثمتيا البطاقات الذكية ‪ Smart Cards‬المنتشرة في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬محمد إبراىيـ محمود الشافعى ‪ ،‬مقاؿ بعنواف النقود اإللكترونية (ماىيتيا‪ ،‬مخاطرىا وتنظيميا القانوني)‬
‫‪ ،‬متوافر بالموقع ‪http://www.manqol.com/topic/?t=7651 :‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد إبراىيـ محمود الشافعى ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ - 2‬القرص الصمب‪ :‬ويتـ تخزيف النقود ىنا عمى القرص الصمب لمكمبيوتر الشخصي ليقوـ‬
‫الشخص بإستخداميا في شراء ما يرغب فيو مف السمع والخدمات مف خبلؿ شبكة‬
‫اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ 3‬ػ البطاقات اإلئتمانية ‪ :Credit Cards‬وتستخدم ىذه البطاقات كأداة ضماف ‪ ،‬حيث‬
‫تصدرىا البنوؾ فى حدود مبالغ معينة ‪ ،‬ويقوـ البنؾ بإستيفاء نسبة عمولة محددة عند كؿ‬
‫إستخداـ لمبطاقة ‪ ،‬ومف أمثمتيا بطاقة الفي از والماستر كارد وأميركاف إكسبريس(‪.)1‬‬

‫اٌفــــشع اٌضبٔـــ‪ٝ‬‬
‫طـ‪ٛ‬س اإلػزــذاء ػٍـ‪ ٝ‬اٌزغـبسح اإلٌ‪١‬ىزش‪١ٔٚ‬ـخ‬
‫تتعدد وتتنوع الجرائم الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬و ينحصر أغمبيا فى‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعتداء عمى التوقيع اإلليكتروني‪.‬‬

‫‪ -‬السطو عمى أرقاـ البطاقات اإلئتمانية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعتداء عمى حقوؿ اإلنترنت وأسماء الدوميف‪.‬‬


‫أ‪ٚ‬لا ‪ :‬اإلػزذاء ػٍ‪ ٝ‬اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ اإلٌ‪١‬ىزش‪:ٟٔٚ‬‬
‫التوقيع بوجو عاـ ما ىو إال وسيمة يعبر بيا شخص ما عف إرادتو في اإللتزاـ بتصرؼ‬
‫قانوني معيف ويستعمؿ مصطمح التوقيع بمعنييف ‪ :‬األوؿ ينصرؼ إلى فعؿ أو عممية التوقيع‬
‫ذاتيا أي واقعة وضع التوقيع عمى مستند يحتوى عمى معمومات معينة‪ ،‬والثاني ينصرؼ إلى‬
‫العبلمة أو اإلشارة التي تسمح بتمييز شخص الموقع(‪.)2‬‬

‫وبالتالي فإف لمتوقيع دو ار ىاماً مف ثبلثة جوانب فيو مف جية يحدد شخصية الموقع ومف‬
‫جية أخرى يعبر عف إرادتو في إلتزامو بمضموف الوثيقة ‪ ،‬واق ارره ليا ‪ ،‬ومف جية ثالثة يعد دليؿ‬
‫عمى حضور أطراؼ التصرؼ وقت التوقيع أو حضور مف يمثميـ قانوناً أو إتفاقاً(‪.)3‬‬

‫ومع التقدـ التكنولوجي المعاصر في وسائؿ اإلتصاؿ ونقؿ المعمومات ‪ ،‬ظيرت طرؽ‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬سميماف أحمد فضؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد المرسى زىرة ‪ ،‬الدليؿ الكتابى وحجية مخرجات الكمبيوتر فى اإلثبات فى المواد المدنية والتجارية ‪،‬‬
‫بحث مقدـ لمؤتمر القانوف والكمبيوتر واإلنترنت ‪ ،‬كمية الشريعة والقانوف ‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫‪ ،‬الفترة مف ‪ 1‬ػ ‪ ، 2000/ 5/ 3‬ص‪.114‬‬
‫(‪ ) 3‬د‪ .‬سعيد عبد المطيؼ حسف ‪ ،‬إثبات جرائـ الكمبيوتر والمرتكبة عبر اإلنترنت ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪1999 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.244‬‬

‫‪72‬‬
‫ووسائؿ حديثة في التعامؿ ال تتفؽ تماما مع فكرة التوقيع بالمفيوـ التقميدي ‪ ،‬فمعظـ المعامبلت‬
‫المالية والتجارية أصبحت تتـ إليكترونيا ‪ ،‬وبالتالي لـ تعد الوسيمة التقميدية في إثبات التصرفات‬
‫القانونية مبلئمة لمتعاقدات الحديثة التي تتـ في الشكؿ اإلليكتروني ‪ ،‬مف ىنا كاف ظيور التوقيع‬
‫اإلليكتروني ليكوف بديبل عف التوقيع التقميدي ليتوافؽ وطبيعة التعاقدات القانونية والعقود التي تتـ‬
‫بإستخداـ الوسائؿ واألجيزة اإلليكترونية الحديثة (‪.)1‬‬

‫‪ ‬رؼش‪٠‬ف اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ اإلٌ‪١‬ىزش‪:ٝٔٚ‬‬


‫عرؼ القانوف النموذجي بشأف التوقيعات االلكترونية الذي وضعتو لجنة األمـ المتحدة‬
‫لمقانوف التجاري الدولي (األونسيتراؿ) فى العاـ ‪ 2001‬التوقيع اإلليكتروني بأنو بيانات في شكؿ‬
‫إليكتروني مدرجة في رسالة بيانات‪ ،‬أو مضافة إلييا أو مرتبطة بيا منطقيا‪ ،‬يجوز أف تُستخدـ‬
‫الموقع عمى المعمومات الواردة في‬
‫الموقع بالنسبة إلى رسالة البيانات‪ ،‬ولبياف موافقة ّ‬
‫لتعييف ىوية ّ‬
‫رسالة البيانات‪.‬‬

‫‪ ‬أشىبي اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ اإلٌ‪١‬ىزش‪:ٝٔٚ‬‬


‫‪ 1‬ـ التوقيع الرقمى أو الكودى‪:‬‬

‫ىو عدة أرقاـ يتـ تركيبيا لتكوف فى النياية كودا يتـ التوقيع بو ‪ ،‬ويستخدـ ىذا فى‬
‫التعامبلت البنكية والمراسبلت اإلليكترونية التى تتـ بيف التجار أو بيف الشركات وبعضيا‪ ،‬ومثاؿ‬
‫لذلؾ بطاقة اإلئتماف التى تحتوى عمى رقـ سرى ال يعرفو سوى العميؿ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ التوقيع بالقمم اإلليكتروني‪:‬‬

‫ىنا يقوـ مرسؿ الرسالة بكتابة توقيعو الشخصى باستخداـ قمـ إليكتروني خاص عمى‬
‫شاشة الحاسب اآللى عف طريؽ برنامج معيف ويقوـ ىذا البرنامج بإلتقاط التوقيع والتحقؽ مف‬
‫صحتو‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ التوقيع الشخصى‪:‬‬

‫يقوـ عمى أساس التحقؽ مف شخصية المتعامؿ باالعتماد عمى الصفات الجسمانية‬
‫لؤلفراد مثؿ البصمة الشخصية‪ ،‬مسح العيف البشرية‪ ،‬التعرؼ عمى الوجو البشرى‪ ،‬خواص اليد‬
‫البشرية‪ ،‬التحقؽ مف نبرة الصوت‪.‬‬

‫وتعد مف أكثر التوقيعات شيوعاً ىذه التوقيعات الرقمية القائمة عمى ترميز المفاتيح ‪،‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬بحث بعنواف الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬ص‪ ،3‬راجع الموقع ‪:‬‬
‫‪http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=4‬‬
‫‪73‬‬
‫مابيف عاـ وخاص فاألولى تسمح بقراءة الرسالة دوف إستطاعة إدخاؿ أى تعديؿ عمييا ‪ ،‬فإذا‬
‫وافؽ المعنى بيا عمى مضمونيا وأراد إبداء قبولو بشأنيا وضع توقيعو مف خبلؿ مفتاحو الخاص‬
‫عمييا ‪ ،‬واعادتيا إلى مرسميا مذيمة بتوقيعو اإلليكترونى وتعتمد ىذه المفاتيح فى األساس عمى‬
‫تحويؿ المحرر المكتوب مف نمط الكتابة الرياضية إلى معادلة رياضية ‪ ،‬وتحويؿ التوقيع إلى‬
‫أرقاـ ‪ ،‬فبإضافة التوقيع إلى المحرر عف طريؽ األرقاـ يستطيع الشخص قراءة المحرر والتصرؼ‬
‫فيو ‪ ،‬وال يستطيع الغير التصرؼ فيو إال عف طريؽ ىذه األرقاـ(‪.)1‬‬

‫وبإستطاعة أى شخص الحصوؿ عمى التوقيع اإلليكترونى بأشكالو المتعددة ‪ ،‬وذلؾ عف‬
‫طريؽ التقدـ إلى إحدى الييئات المتخصصة فى إصدار ىذه الشيادات والمنتشرة عمى شبكة‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬وذلؾ مقابؿ مبمغ معيف مف الماؿ سنوياً ‪ ،‬وتتـ مراجعة األوراؽ والمستندات ومطابقة‬
‫اليوية بواسطة جواز السفر ‪ ،‬أو رخصة القيادة وتصعب اإلجراءات أو تسيؿ تبعاً لمغرض مف‬
‫إستخداميا(‪.)2‬‬

‫‪ ‬ط‪ٛ‬س اإلػزذاء ػٍ‪ ٝ‬اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ اإلٌ‪١‬ىزش‪ٚ ٝٔٚ‬فمب ا ٌٕظ‪ٛ‬ص اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ٌ 15‬سٕخ‬
‫‪ 2004‬ف‪ِ ٝ‬ظش ‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 21‬مف ىذا القانوف بأف (بيانات التوقيع اإلليكتروني والوسائط اإلليكترونية‬
‫والمعمومات التي تقدـ إلى الجية المرخص ليا بإصدار شيادات التصديؽ اإلليكتروني سرية ‪ ،‬وال‬
‫يجوز لمف قدمت إليو أو اتصؿ بيا بحكـ عممو إفشاؤىا لمغير أو إستخداميا في غير الغرض‬
‫الذي قدمت مف أجمو)‪.‬‬

‫وكذلؾ نصت مادة ‪ 23‬بأنو مع عدـ اإلخبلؿ بأية عقوبة أشد منصوص عمييا في قانوف‬
‫العقوبات أو في أي قانوف آخر ‪ ،‬يعاقب بالحبس وبغرامة التقؿ عف عشرة آالؼ جنيو وال تجاوز‬
‫مائة ألؼ جنيو أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف كؿ مف ‪:‬‬

‫( أ ) أصدر شيادة تصديؽ إليكتروني دوف الحصوؿ عمى ترخيص بمزاولة النشاط مف الييئة‪.‬‬

‫زور شيئا مف ذلؾ بطريؽ‬


‫عيب توقيعا أو وسيطا أو محر اًر إليكترونيا ‪ ،‬أو ّ‬
‫(ب) أتمؼ أو ّ‬
‫اإلصطناع أو التعديؿ أو التحوير أو بأي طريؽ آخر ‪.‬‬

‫(ج) إستعمؿ توقيعا أو وسيطا أو محر اًر إليكترونيا معيباً أو مزو اًر مع عممو بذلؾ‪.‬‬

‫(د ) خالؼ ّأيا مف أحكاـ المادتيف (‪ )21( ، )19‬مف ىذا القانوف ‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد عبيد الكعبى ‪ ،‬ص ‪ 240‬ػ ‪.241‬‬


‫(‪ )2‬محمد عبيد الكعبى ‪ ،‬ص ‪.242‬‬

‫‪74‬‬
‫توصؿ بأية وسيمة إلى الحصوؿ بغير حؽ عمى توقيع أو وسيط أو محرر إليكتروني أو‬‫ّ‬ ‫( ىػ)‬
‫إخترؽ ىذا الوسيط أو إعترضو أو عطمو عف أداء وظيفتو‪.‬‬

‫وفي حالة العود تزاد بمقدار المثؿ المقررة ‪ ،‬العقوبة المقررة ليذه الجرائـ في حدييا األدنى‬
‫واألقصى ‪ .‬وفي جميع األحواؿ يحكـ بنشر حكـ اإلدانة في جريدتيف يوميتيف واسعتي اإلنتشار ‪،‬‬
‫وعمى شبكات المعمومات االلكترونية المفتوحة عمى نفقة المحكوـ عميو‪.‬‬

‫وبناء عمى ما أجممنا فإن أبرز صور اإلعتداء عمى التوقيع اإلليكترونى ىى‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عش‪ّ٠‬خ إفشبء ث‪١‬بٔبد اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ اإلٌ‪١‬ىزش‪ ٝٔٚ‬أ‪ ٚ‬إسزخذاِ‪ٙ‬ب ف‪ ٝ‬غ‪١‬ش اٌغشع‬
‫اٌّخظظخ ألعٍٗ‪:‬‬
‫صورة الركف المادى فى ىذه الجريمة ىى إفشاء بيانات التوقيع اإلليكترونى والوسائط‬
‫اإلليكترونية والمعمومات التى تقدـ إلى الجية المرخص ليا بإصدار شيادات التصديؽ‬
‫اإلليكترونى أو إستخداميا فى غرض آخر غير ما قدمت لو(‪.)1‬‬

‫والمقصود ىنا بإفشاء البيانات ‪ ،‬ىو تمكيف الغير مف اإلطبلع عمييا بشكؿ عمنى ‪ ،‬أما‬
‫الشؽ الثانى المنصوص عميو فى ىذه الجريمة فيو إستخداـ بيانات التوقيع اإلليكترونى مف قبؿ‬
‫الجية المرخص ليا بإصداره فى غير الغرض المقدمة مف أجمو‪.‬‬

‫إضافة إلى الركف المادى يمزـ توافر الركف المعنوى بعنصريو العمـ واإلرادة ‪ ،‬وذلؾ بأف‬
‫يكوف الجانى عالماً بعدـ مشروعية فعمو ‪ ،‬واتجاه إرادتو رغـ ذلؾ إلرتكابو‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إطذاسش‪ٙ‬بدح رظذ‪٠‬ك إٌ‪١‬ىزش‪ ٟٔٚ‬د‪ ْٚ‬اٌحظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬رشخ‪١‬ض ثّزا‪ٌٚ‬خ إٌشبط‬
‫ِٓ اٌ‪١ٙ‬ئخ‪:‬‬
‫عرؼ القانوف ‪ 15‬لسنة ‪ 2004‬فى المادة األولى فقرة (و) شيادة التصديؽ اإلليكترونى‬
‫بأنيا الشيادة التى تصدر مف الجية المرخص ليا بالتصديؽ وتثبت اإلرتباط بيف الموقع وبيانات‬
‫إنشاء التوقيع‪.‬‬

‫وبناء عمى ذلؾ توجد جيات يرخص ليا سواء كانت شخصية أو إعتبارية بإعتماد‬
‫التوقيعات اإلليكترونية بشيادات مصدؽ عمييا منيـ ‪ ،‬وىذه الشيادات يترتب عمييا آثا اًر قانونية‬
‫تتمثؿ فى إنشاء إلتزامات واثبات حقوؽ بالنسبة لطرفى العقد فى التجارة اإلليكترونية فى حالة‬
‫إعتماد التوقيع اإلليكترونى بينيما(‪ ،)2‬وبالتالى فإف قياـ أى جية بإصدار شيادات التصديؽ ىذه‬
‫دوف الحصوؿ عمى الترخيص البلزـ لصحة إجراءىا ‪ ،‬يعد ركناً مادياً ليذه الجريمة إضافة لمركف‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬سميماف أحمد فضؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.161‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬المرجع السابؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪75‬‬
‫المعنوى بعنصريو‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إرالف أ‪ ٚ‬رؼ‪١١‬ت ر‪ٛ‬ل‪١‬ؼب أ‪ٚ ٚ‬س‪١‬طب أ‪ِ ٚ‬حشساا إٌ‪١‬ىزش‪١ٔٚ‬ب ا ‪ ،‬أ‪ ٚ‬رز‪٠ٚ‬ش ش‪١‬ئب ا ِٓ رٌه‬
‫ثطش‪٠‬ك اإلططٕبع أ‪ ٚ‬اٌزؼذ‪ ً٠‬أ‪ ٚ‬اٌزح‪٠ٛ‬ش أ‪ ٚ‬ثأ‪ ٞ‬طش‪٠‬ك آخش‪.‬‬
‫تنقسـ ىذه الجريمة إلى قسميف القسـ األوؿ متعمؽ بجريمة اإلتبلؼ أو التعييب لممحرر‬
‫اإلليكترونى ‪ ،‬والثانى متعمؽ بتزويره‪.‬‬

‫أـ إتالف أو تعييب توقيع أو وسيط أو محر ارليكترونى‪.‬‬

‫صورة الركف المادى ليذه الجريمة ىى إتبلؼ أو تعييب لمتوقيع أو المحرر أو الوسيط‬
‫اإلليكترونى ‪ ،‬وجريمة اإلتبلؼ تقع طالما وقع ثمة إتبلؼ أو تخريب عمى الماؿ عمى نحو يذىب‬
‫بقيمتو كميا أو بعضيا ‪ ،‬وال يتحتـ أف يكوف التخريب أو اإلتبلؼ تاماً بؿ يصح أف يكوف جزئياً ‪،‬‬
‫وال ييـ الوسيمة المستخدمة فى تمؾ الجريمة‪ ،‬والعنصر الثانى فى الركف المادى ىو المحؿ الذى‬
‫يرد عميو ىذا الفعؿ والمحؿ فى ىذه الجريمة ىو التوقيع اإلليكترونى أو الوسيط أو المحرر‬
‫اإلليكترونى(‪ .)1‬إضافة إلى الركف المادى فى ىذه الجريمة يمزـ توافر الركف المعنوى بعنصريو‬
‫العمـ واإلرادة‪.‬‬

‫ب ـ تزوير التوقيع اإلليكترونى أو الوسيط أو المحرر اإلليكترونى‪.‬‬

‫الركف المادى ليذه الجريمة يدور حوؿ فعؿ التزوير أو التقميد اإلليكترونى ‪ ،‬والذى يقصد‬
‫بو أى تغيير لمحقيقة يرد عمى مخرجات الحاسب اآللى سواء تمثمت فى مخرجات ورقية مكتوبة‬
‫كتمؾ التى تتـ عف طريؽ الطابعة أو كانت مرسومة عف طريؽ الراسـ ‪ ،‬ويستوى فى المحرر‬
‫اإلليكترونى أف يكوف مدوناً بالمغة العربية أو لغة أخرى ليا داللتيا ‪ ،‬كذلؾ قد يتـ فى مخرجات‬
‫غير ورقية شرط أف تكوف محفوظة عمى دعامة ػ كبرنامج منسوخ عمى إسطوانةػ وشرط أف يكوف‬
‫المحرر اإلليكترونى ذا أثر فى إثبات حؽ أو أثر قانونى معيف(‪.)2‬‬

‫ومف أشير الوسائؿ التى يمكف اإلعتماد عمييا فى تقميد أو تزوير التوقيع اإلليكترونى‬
‫إستخداـ برامج حاسوبية وأنظمة معموماتية خاصة بذلؾ ‪ ،‬يتـ تصميميا عمى غرار البرامج‬
‫واألنظمة المشروعة أو محاولة البعض كسر الشفرة والوصوؿ إلى األرقاـ الخاصة بالتوقيع‬
‫اإلليكترونى ‪ ،‬والقياـ بنسخيا واعادة إستخداميا بعد ذلؾ ‪ ،‬وتعد ىذه الجريمة مف الجرائـ العمدية‬
‫‪ ،‬التى تنطوى عمى قصد جنائى عاـ ‪ ،‬حيث يعمـ الجانى بوقائع الجريمة وكونيا مف المحظورات‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬سميماف أحمد فضؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.164‬‬


‫(‪ ) 2‬د‪.‬عبد الفتاح بيومى حجازى ‪ ،‬الدليؿ الجنائى والتزوير فى جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪،‬‬
‫‪ ، 2002‬ص‪.170‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ ،‬ومع ذلؾ تتجو إرادتو إلى الفعؿ المجرـ ويقبؿ النتيجة المترتبة عمييا(‪.)1‬‬
‫‪ 4‬ـ إسزؼّبي ر‪ٛ‬ل‪١‬ؼب أ‪ٚ ٚ‬س‪١‬طب أ‪ِ ٚ‬حشساا إٌ‪١‬ىزش‪١ٔٚ‬ب ِؼ‪١‬جب ا أ‪ِ ٚ‬ز‪ٚ‬ساا ِغ اٌؼٍُ ثزٌه‪.‬‬
‫يقصد بإستعماؿ التوقيع اإلليكترونى المزور أو المعيب إب ارزه واإلحتجاج بو فيما زور مف‬
‫أجمو وذلؾ عمى إعتبار أنو صحيح(‪.)2‬‬

‫وىذه الجريمة جريمة عمدية ‪ ،‬يمزـ لقياميا أف يكوف الجانى عالماً بعدـ مشروعية فعمو ‪،‬‬
‫أى ع ممو بإستخداـ توقيع أو محرر أو وسيط إليكترونى معيب أو مزور ‪ ،‬بغض النظر إف كاف‬
‫ىو مف زور أو عيب التوقيع أو ال‪.‬‬
‫طً ثأ‪٠‬خ ‪ٚ‬س‪ٍ١‬خ إٌ‪ ٝ‬اٌحظ‪ٛ‬ي ثغ‪١‬ش حك ػٍ‪ ٝ‬ر‪ٛ‬ل‪١‬غ أ‪ٚ ٚ‬س‪١‬ظ أ‪ِ ٚ‬حشس‬ ‫‪ 5‬ـ اٌز‪ّ ٛ‬‬
‫إٌ‪١‬ىزش‪ ٟٔٚ‬أ‪ ٚ‬إخزشاق ٘زا اٌ‪ٛ‬س‪١‬ظ أ‪ ٚ‬إػزشاضٗ أ‪ ٚ‬رؼط‪ ٍٗ١‬ػٓ أداء ‪ٚ‬ظ‪١‬فزٗ‪.‬‬
‫يتمثؿ الرك ف المادى ليذه الجريمة فى حصوؿ الجانى عمى توقيع إليكترونى بأى وسيمة غير‬
‫مشروعة دوف حؽ لو فى ذلؾ‪ ،‬أو قياـ الجانى بإختراؽ الوسيط اإلليكترونى أو إعتراضو‬
‫وتعطيمو‪.‬‬

‫ومف المبلحظ فى ىذه الجزئية عدـ تحديد نص القانوف لطرؽ أو وسائؿ معينة لمحصوؿ‬
‫عمى التوقيع اإلليكترونى أو إختراقو وتعطيمو ‪ ،‬وىو مايوسع مف مجاؿ حماية التوقيع اإلليكترونى‬
‫ضد أى محاولة لئلعتداء عميو‪.‬‬

‫أما الركف المعنوى فيتمثؿ فى إتجاه الجانى إلرتكاب الجريمة مقترناً بعممو بعدـ مشروعية‬
‫فعمو‪.‬‬
‫صبٔ‪١‬ب ا ‪ :‬اٌسط‪ ٛ‬ػٍ‪ ٝ‬أسلبَ اٌجطبلبد اإلئزّبٔ‪١‬خ‪.‬‬
‫تعد بطاقات اإلئتماف إحدى الخدمات المصرفية التى إستحدثيا الفف المصرفى فى‬
‫الواليات المتحدة األمريكية منذ ما يقرب عمى ‪ 60‬عاـ ‪ ،‬فأوؿ بداية حقيقية لبطاقات اإلئتماف‬
‫بالمفيوـ الحديث ترجع لؤلمريكييف (فرانؾ بيكف ما ار ورالؼ سيندر) فى عاـ ‪1950‬ـ ‪ ،‬وتقوـ ىذه‬
‫البطاقات أساساً عمى فكرة اإلئتماف إلفتراضيا وجود فاصؿ زمنى بيف تقديـ مانح اإلئتماف لوسائؿ‬
‫الوفاء لعممية الشراء وبيف إسترداد تمؾ الوسائؿ ‪ ،‬وبعد التطور الكبير التكنولوجى فى مجاؿ‬
‫اإلتصاالت وظيور التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬إمتد نشاط ىذه البطاقات إلى شبكة اإلنترنت الذى‬
‫شكؿ عممية متسارعة لكونو يعد إحدى الطرؽ السيمة لشراء كؿ شىء تقريباً ‪ ،‬فكؿ ما يحتاجو‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬المرجع السابؽ ذكره ‪ ،‬ص‪ 10‬ػ‬
‫‪.11‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬سميماف أحمد فضؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.165‬‬

‫‪77‬‬
‫التسوؽ عبر اإلنترنت ىو إتصاؿ باإلنترنت وبطاقة إئتماف سارية المفعوؿ(‪.)1‬‬

‫وتعتمد آلية الشراء عبر شبكة اإلنترنت بإستخداـ البطاقات اإلئتمانية عمى تزويد التاجر‬
‫برقـ البطاقة الخاصة بالعميؿ والعنواف الذى يرغب بإستبلـ السمعة مف خبللو ومعمومات أخرى ‪،‬‬
‫ليصمو طمبو خبلؿ الفترة الزمنية التى تـ اإلتفاؽ عمييا ‪ ،‬فى الوقت الذى تتولى فييا شبكات‬
‫البنوؾ العالمية والشركات إجراء عممية التقاص بيف الحسابات وقيد الفوائد والعموالت وفقاً‬
‫لئلتفاقيات والبوتوكوالت بيذه الشأف(‪.)2‬‬

‫إال أف ىذه الميزة اإليجابية لعممية الشراء بإستخداـ شبكة اإلنترنت قابميا إستغبلؿ غير‬
‫مشروع لمواطف الضعؼ التى كشؼ عنيا التطبيؽ الفعمى ليذه النظاـ ‪ ،‬حيث أصبحت األرقاـ‬
‫والبيانات الخاصة بتمؾ البطاقات المنقولة عبر شبكة اإلنترنت عرضة لئللتقاط غير المشروع مف‬
‫قبؿ الغير وبالتالى اإلعتداء عمى الذمة المالية لصاحب البطاقة أو البنؾ المصدر ليذه البطاقة‪.‬‬

‫ففى الياباف ألقت الشرطة القبض عمى رجميف قاما بسرقة ‪ 16‬مميوف يف مف حساب‬
‫عميؿ أحد البنوؾ ‪ ،‬بعد تمكنيما مف سرقة بيانات بطاقتو اإلئتمانية مف خبلؿ ترددىما عمى‬
‫مقاىى اإلنترنت(‪ ،)3‬وفي مصر تكمؼ جرائـ التجارة اإلليكترونية الدولة حوالي‪ 3‬مبلييف جنيو‬
‫سنويا تتحمميا البنوؾ المصرية(‪.)4‬‬

‫‪ ‬طشق اٌسط‪ ٛ‬ػٍ‪ ٝ‬أسلبَ اٌجطبلبد اإلئزّبٔ‪١‬خ‪:‬‬


‫‪1‬ـ اإلستدراج أو الصيد ‪:phishing‬‬

‫أخذت ىذه التسمية مف كممة ‪ Fishing‬والتى تعنى صيد السمؾ‪ ،‬ويعتبر مف أحدث‬
‫األساليب المستخدمة فى جرائـ الياكرز عالمياً ونسبة نجاحو ‪.)5(%5‬‬

‫ويعد مف قبيؿ اإلستدراج إنشاء مواقع وىمية عمى شبكة اإلنترنت عمى غرار مواقع‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬المرجع السابؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪ ) 2‬عماد عمى الخميؿ ‪ ،‬التكييؼ القانونى إلساءة إستخداـ أرقاـ البطاقات اإلئتمانية عبر اإلنترنت ‪ ،‬بحث مقدـ‬
‫إلى مؤتمر القانوف والكمبيوتر واإلنترنت المنعقد بكمية الشريعة والقانوف بجامعة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫فى الفترة مف ‪ ، 2000/5/3 :1‬المجمد الثانى ص‪ ، 909‬مشار إليو لدى د ‪.‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪،‬‬
‫المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪(3) www.albayan.co.ae/albayan/mnw/15.htm‬‬
‫(‪ ) 4‬تحقيؽ بعنواف مواجية حاسمة مف الشرطة لجرائـ بطاقات االئتماف اإللكترونية ‪ ،‬جريدة األىراـ ‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ ،2002/5/18‬السنة ‪ ، 126‬العدد ‪ ، 42166‬راجع الموقع اإلليكترونى‬
‫‪http://www.ahram.org.eg/Archive/2002/5/18/ECON5.HTM‬‬
‫(‪ ) 5‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬المرجع السابؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪78‬‬
‫الشركات والمؤسسات التجارية األصمية التى توجد عمى الشبكة ‪ ،‬ويظير وكأنو ىو الموقع‬
‫األصمى الذى يقدـ الخدمة ‪ ،‬وإلنشاء ىذا الموقع يقوـ القراصنة بالحصوؿ عمى كافة بيانات‬
‫الموقع األصمى مف خبلؿ شبكة اإلنترنت ‪ ،‬ومف ثـ إنشاء الموقع الوىمى ومع تعديؿ البيانات‬
‫السابقة التى تـ الحصوؿ عمييا بطريؽ غير مشروع ػ وذلؾ فى الموقع األصمى ػ حتى ال يظير‬
‫وجود إزدواج فى الموقع ويبدو الموقع االصمى وكأنو الموقع الوحيد(‪.)1‬‬

‫ويتحقؽ الضرر بإستقباؿ الموقع الوىمى الخاص بالقراصنة عمى شبكة اإلنترنت لكافة‬
‫المعامبلت المالية والتجارية الخاصة بالتجارة اإلليكترونية ‪ ،‬والتى يقدميا الموقع األصمى عبر‬
‫الشبكة ألغراض ىذه التجارة ‪ ،‬ومنيا بالطبع بيانات بطاقة الدفع اإلليكترونى ‪ ،‬وكذلؾ الرسائؿ‬
‫اإلليكترونية الخاصة بالموقع األصمى ومف ثـ يتسنى اإلطبلع عمييا واإلستفادة غير المشروعة‬
‫مف المعمومات المتضمنة فييا ‪ ،‬وذلؾ عمى نحو يضر بالمؤسسات والشركات صاحبة الموقع‬
‫االصمى ‪ ،‬وفى ذات الوقت يدمر ثقة االفراد والشركات فى التجارة اإلليكترونية عبر شبكة‬
‫إنترنت(‪.)2‬‬

‫ومف أشير األمثمة عمى إستخداـ ىذه األسموب فى الحصوؿ عمى أرقاـ وبيانات‬
‫البطاقات اإلئتمانية المنقولة عمى شبكة اإلنترنت ‪ ،‬ما حصؿ عاـ ‪ 1994‬عندما قاـ شخصاف‬
‫بإنشاء موقع عمى شبكة اإلنترنت مخصص لشراء حاجات معينة يتـ إرساليا فور تسديد قيمتيا‬
‫إليكترونيا ‪ ،‬إال أف الطمبات فى حقيقة الواقع كانت ال تصؿ إلى الزبائف ألف الموقع ببساطة ما‬
‫ىو إال موقع وىمى ىدفو النصب واإلحتياؿ‪.‬‬

‫وفى مصر كذلؾ ألقت السمطات المصرية القبض عمى ‪ 43‬شخصاً قاموا بتزوير‬
‫الصفحات الرئيسية لممواقع اإلليكترونية لبنكى أوؼ أمريكا وويمز فاركو بأمريكا‪ ،‬وقاموا بإرساؿ‬
‫عدة رسائؿ إليكترونية لبعض عمبلء ىذيف البنكيف ػ وكأنيا عبر المواقع اإللكترونية الصحيحة‬
‫لمبنكيف ػ وقاموا بطمب تحديث بياناتيـ البنكية‪ ،‬واستخدموا البيانات وأجروا عدة حجوزات فندقية‪،‬‬
‫وشراء تذاكر طيراف‪ ،‬وتحويبلت مالية بقيمة مميوف و‪ 117‬ألؼ دوالر أمريكى لحسابات أخرى‬
‫بذات البنكيف(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬راجع فى ذلؾ د‪ .‬جميؿ عبد الباقى الصغير ‪ ،‬الحماية الجنائية والمدنية لبطاقات اإلئتماف الممغنطة ‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية ‪ ، 1999 ،‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ ) 2‬الرائد‪.‬عمى حسنى عباس‪ ،‬مخاطر بطاقات الدفع اإلليكترونى عبر شبكة اإلنترنت (المشاكؿ والحموؿ) ‪،‬‬
‫ورقة عمؿ مقدمة إلى ندوة (الصور المستحدثة لجرائـ بطاقات الدفع اإلليكترونى) مركز بحوث الشرطة‬
‫بأكاديمية الشرطة ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬بتاريخ ‪ .1998/12/14‬ص‪.17‬‬
‫(‪ )3‬راجع الموقع ‪http://www.egypty.com/accidents-details.aspx?accidents=3030 :‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ 2‬ـ اإلختراق غير المشروع لمنظومة خطوط اإلتصاالت العالمية ‪: Illegal access‬‬

‫خطوط اإلتصاالت العالمية ىى تمؾ الخطوط التى تربط الحاسب اآللى لممشترى بذلؾ‬
‫الخاص بالتاجر‪ ،‬ويعد اإلختراؽ غيرالمشروع لمنظومة خطوط اإلتصاالت العالمية مف أخطر‬
‫األساليب التى تيدد عممية التسوؽ عبر شبكة اإلنترنت ‪ ،‬حيث يقوـ المقتحـ بتسخير كؿ خبراتو‬
‫وبرامجو لمحاولة إقتحاـ وفؾ رموز الشفرات وتجاوز جدر الحماية لمممفات المتضمنة لممعمومات‬
‫الشخصية لمعمبلء والمخزنة فى الكمبيوتر الرئيسى عبر الشبكة العنكبوتية ‪ ،‬والدافع األساسى مف‬
‫المجوء إليو يتمثؿ فى الرغبة الكامنة فى نفوس محترفى اإلجراـ التقنى فى قير نظـ التقنية‬
‫والتفوؽ عمى الحماية وتعقيدىا(‪.)1‬‬

‫‪ 3‬ـ تقنية تفجير الموقع المستيدف‪:‬‬

‫تمتمؾ كبرى الشركات والمؤسسات فى مختمؼ دوؿ العالـ مواقع إليكترونية عمى شبكة‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬ىذه المواقع يتـ إدارتيا مف قبؿ أجيزة كمبيوتر خاصة بالشركة أو المؤسسة ‪ ،‬ولكف‬
‫يوجد دائماً جياز رئيسى أومايعتبر الجيازاألـ ليذه األجيزة الفرعية ‪ ،‬وىو الذى يتـ مف خبللو‬
‫تعديؿ الموقع واضافة البيانات المستحدثة ‪ ،‬وكذلؾ يحتوى كافة البيانات المتعمقة بطبيعة العمؿ‬
‫المقدـ مف الشركة أو المؤسسة والتى قد يكوف مف بينيا أرقاـ بطاقات إئتماف خاصة بالعمبلء‪،‬‬
‫ويتـ الحصوؿ عمى أرقاـ بطاقات اإلئتماف مف خبلؿ ىذا الجياز عف طريؽ قياـ المحتاؿ بإرساؿ‬
‫اآلالؼ مف الرسائؿ اإلليكترونية ليذا الجياز بيدؼ الضغط عمى قدرتو اإلستيعابية وبالتالى‬
‫تفجير الموقع الذى يقوـ الجياز بخدمتو ‪ ،‬األمر الذى يترتب عميو إنتقاؿ كؿ البيانات التى‬
‫يحتوييا ىذا الجياز إلى شخص المجرـ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ تخميق أرقام البطاقات اإلئتمانية‪:‬‬

‫يعرؼ ىذا األسموب لدى مجرمى البطاقات ت (‪ )Card Math‬وىو يعتمد بالدرجة األولى‬
‫عمى إجراء معادالت رياضية واحصائية بيدؼ تحصيؿ أو تخميؽ أرقاـ بطاقات إئتمانية ممموكة‬
‫لمغير ‪ ،‬وىى ما يمزـ لمشراء عبر شبكة اإلنترنت(‪ ،)2‬ومف األمثمة عمى إستخداـ ىذا األسموب ما‬
‫حصؿ بجميورية مصر العربية حيث تمكنت اإلدارة العامة لمباحث األمواؿ العامة مف ضبط‬
‫طالب جامعى بمدينة اإلسكندرية بتيمة اإلستيبلء عمى مبالغ طائمة مف حسابات بعض البطاقات‬
‫اإلئتمانية الخاصة بعمبلء أحد البنوؾ بالجيزة عبر شبكة اإلنترنت واستخداميا فى عمميات الشراء‬
‫والتسوؽ ‪ ،‬بعدما تمكف مف الحصوؿ عمى أرقاـ تمؾ البطاقات بإستخداـ بعض المعادالت‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫(‪ )2‬عماد عمى الخميؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫‪80‬‬
‫الحسابية الدقيقة‪.‬‬

‫ولمحد مف ىذه الجرائـ قاـ البعض مف العمماء بإختراع بطاقات إئتماف جديدة مختمفة عف‬
‫سابقاتيا ‪ ،‬تعمؿ ببصمة صوت صاحبيا فقط ليس ذلؾ وحسب بؿ أف ىذه البصمة الصوتية‬
‫تتغيربعد كؿ مرة يتـ فييا إستخداـ البطاقة‪.‬‬

‫ومف وسائؿ الحد مف ىذه الجرائـ أيضاً ما قاـ بو بنؾ (سيتى بنؾ) وىى الطريقة أو‬
‫الوسيمة المعروفة بإسـ الحساب المؤقت ‪ ،‬حيث يسمح لعمبلئو بفتح حساب مؤقت لمشراء عبر‬
‫شبكة اإلنترنت يمكف الحصوؿ عميو بالتميفوف أو البريد ‪ ،‬ويستخدـ لمرة واحدة فقط ثـ يمغى بعد‬
‫ذلؾ ‪ ،‬أو ألكثر مف مرة بحيث يصؿ إلى سقؼ إئتمانى محدد ‪ ،‬وىو مرتبط بالحساب األساسى‬
‫لمعميؿ(‪ ،)1‬وفوؽ كؿ ذلؾ البد مف تثقيؼ الجميور عف طبيعة المخاطر األمنية التي تواجييا‬
‫وكيؼ يمكف حماية أنفسيـ مف خبلؿ إتخاذ اإلحتياطات األمنية األساسية(‪.)2‬‬

‫ويتحقؽ الركف المادى فى جريمة السطو عمى أرقاـ بطاقات اإلئتماف بإتياف األفعاؿ‬
‫اإلجرامية السابؽ ذكرىا (اإلستدراج ‪ ،‬اإلختراؽ غير المشروع ‪ ،‬تفجير الموقع ‪ ،‬تخميؽ أرقاـ‬
‫البطاقات) إضافة لمنتيجة المترتبة عمى ىذا الفعؿ مع وجود عبلقة سببية بيف الفعؿ والنتيجة‪.‬‬

‫أما الركف المعنوى فيجب توافر عنصريو (العمـ واإلرادة) وذلؾ بأف يكوف الجانى عالماً بأنو‬
‫يستولى عمى أرقاـ بطاقة إئتمانية تخص المجنى عميو ورغـ ذلؾ يقدـ عمى ىذا الفعؿ‪.‬‬

‫صبٌضب ا ‪ :‬اإلػزذاء ػٍ‪ ٝ‬حم‪ٛ‬ي اإلٔزشٔذ‪:‬‬


‫يشير مصطمح حقؿ اإلنترنت أو كما يعرؼ باإلنجميزية (‪ )Domain‬إلى موقع‬
‫إليكترونى معيف‪ ،‬فكؿ موقع عمى شبكة اإلنترنت البد وأف يحمؿ إسماً أو عنواناً معيناً يميزه عف‬
‫غيره مف المواقع اإلليكترونية‪ ،‬وىو ما يعرؼ بالحقؿ فحقؿ اإلنترنت ىو عنواف موقع إليكترونى‬
‫ما‪.‬‬

‫فمثبلً موقع جوجؿ يشار إلى حقمو بإسـ ‪ ، www.google.com‬ولكؿ متصفح يريد‬
‫الولوج ليذا الموقع أف يكتب ىذا اإلسـ‪.‬‬

‫ويمكف تعريؼ حقوؿ اإلنترنت أو مواقع اإلنترنت بأنيا مجموعة مف الوثائؽ الموضوعة‬

‫‪(1) http://www.al-jazirah.com.sa/digimag/20062004/wr25.htm‬‬
‫‪(2) Russell G. Smith , paying the price on the internet, funds transfer crime in‬‬
‫‪cyberspace, paper presented at the conference: internet crime, held in melbourne,‬‬
‫‪16-17 february 1998, by the australian Institute of Criminology, p8.‬‬
‫‪81‬‬
‫إليكترونياً فى حاسبات مختمفة متصمة باإلنترنت(‪.)1‬‬

‫عرؼ موقع واحد عمى شبكة اإلنترنت‪،‬‬ ‫ويمكف تعريؼ حقؿ اإلنترنت كذلؾ بأنو إسـ فريد ُي ِّ‬
‫و ىو مؤلؼ مف قسميف أو أكثر و يفصؿ بيف أقسامو بالنقطة{‪.)2(}.‬‬

‫مع األخذ بالعمـ أف الدوميف أو الحقؿ ال يمكف أف يكوف مكتوب بالمغة العربية بؿ يجب‬
‫حجزه بالمغة االنجميزية‪.‬‬

‫واألصؿ فى مواقع اإلنترنت أنو ينبغى لموصوؿ إلييا معرفة عناوينيا التى ىى عبارة عف‬
‫أرقاـ معينة ‪ ،‬ونظ اًر لكثرة المواقع وبالتالى تعذر حفظ أرقاـ كؿ موقع بالنسبة لمستخدمى الشبكة ‪،‬‬
‫تـ إبتكار ما يعرؼ بالدوميف نيـ ‪ ، Domain Name‬وىو ما سيؿ اإلشارة ألسماء المواقع‬
‫وسيولة التمييز فيما بينيا‪.‬‬

‫فالدوميف نيـ ىو نقؿ إسـ الموقع مف صيغة إلى أخرى أو بمعنى أصح نقمو مف صيغتو‬
‫الرقمية إلى الصيغة أو الصورة الحرفية‪.‬‬

‫ويشكؿ إسـ حقؿ اإلنترنت مف الناحية اإلقتصادية وسيمة فعالة لئلعبلف عف المشروعات‬
‫والشركات والتعريؼ بيا وعرض منتجاتيا وخدماتيا(‪ ،)3‬فالشركات التجارية تستخدـ مواقعيا‬
‫اإلليكترونية فى عرض البيانات الخاصة بالشركة كطبيعة نشاطيا وأرقاـ ىواتفيا وعنواف بريدىا‬
‫العادى واإلليكترونى‪.‬‬

‫‪ ‬أشىبي أسّبء حم‪ٛ‬ي اإلٔزشٔذ‪:‬‬


‫يتكوف إسـ الحقؿ مف عدة أجزاء ‪ ،‬عادة ما يكوف الجزء األوؿ مف اليسار وىو المعروؼ‬
‫تــ ‪ www‬وىو إختصار لمصطمح ‪ World Wide Web‬أو الشبكة العالمية الواسعة ‪ ،‬أما‬
‫الجزء الثانى مف إسـ الحقؿ فيو إسـ أو رمز أو إختصار المؤسسة أو الشخص أو الجية مالكة‬
‫الموقع مثؿ ‪ Aljazeera‬أو ‪ Alarabiya‬أما الجزء األخير مف العنواف فقد يكوف عمى عدة‬
‫أشكاؿ مثؿ‪:‬‬

‫‪ )com( -‬تدؿ عمى الشركات التجارية‪.‬‬

‫‪ )edu( -‬تدؿ عمى مؤسسات التعميـ‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسيف سعيد الغافرى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫(‪ )2‬البوابة العربية لمكمبيوترعمى اإلنترنت راجع الموقع‪،‬‬
‫‪http://www.fursansouria.org/acg/domain_name_definition.html‬‬
‫(‪ )3‬ميندس‪/‬رأفت رضواف ‪ ،‬إتجاىات مجتمع األعماؿ العربى نحو التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬بدوف دار نشر ‪،‬‬
‫‪ ، 1999‬ص‪.245‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ )gov( -‬تدؿ عمى المواقع الحكومية‪.‬‬

‫‪ )mil( -‬لمجيش والييئات العسكرية‪.‬‬

‫‪ )org( -‬لممنظمات‪.‬‬

‫‪ )Info( -‬تدؿ عمى مواقع المعمومات‪.‬‬

‫‪ ‬أشىبي اإلػزذاء ػٍ‪ ٝ‬حم‪ٛ‬ي اإلٔزشٔذ‪:‬‬


‫تتعدد أشكاؿ اإلعتداء عمى المواقع اإلليكترونية وغالباً ما ييدؼ الجانى فى جرائـ اإلعتداء‬
‫عمى حقوؿ وأسماء اإلنترنت إلى الحصوؿ عمى منفعة معينة مف وراء ذلؾ ‪ ،‬واذا لـ يتسنى لو‬
‫ذلؾ فإنو عمى أقؿ تقدير يمحؽ الضرر بالموقع اإلليكترونى المستيدؼ ‪ ،‬مع مبلحظة أف ثمة‬
‫جرائ ـ تقع ضد الموقع اإلليكترونى ذاتو تؤدى إلى إلحاؽ أضرار مادية بو أو تفويت ربح متوقع‬
‫بأى شكؿ كاف‪ ،‬أو جرائـ أخرى تقتصر عمى اإلستيبلء عمى إسـ موقع تجارى أو محاكاتو بيدؼ‬
‫التغرير بزبائف ىذا الموقع وتحصيؿ مكاسب مالية‪.‬‬
‫وفيما يهً إجمال ألترز انطرق انرً يرم فيها اإلػرداء ػهً مىالغ اإلنررند‪:‬‬
‫أ ػ تدمير المواقع ‪ :‬يستطيع بعض محترفى جرائـ اإلنترنت تدمير أيا مف مواقع اإلنترنت ‪ ،‬وذلؾ‬
‫بعدة وسائؿ كبرامج معدة لذلؾ ‪ ،‬أو بطرؽ أخرى تقوـ عمى إستغبلؿ الثغرات الموجودة فى‬
‫ىذه المواقع تتمثؿ فى عدـ وجود تأميف كافى فى مواجية اإلختراقات والقياـ بتدمير قواعد‬
‫البيانات فييا ‪ ،‬األمر الذى يؤدى إلى شؿ كامؿ أو جزئي في عمؿ الموقع مما قد يكبد‬
‫الشركات والمؤسسات واألفراد خسائر مادية ومعنوية‪.‬‬

‫ومف أبرز االمثمة عمى تدمير المواقع تعرض موقع ‪ Hotmail‬فى العاـ ‪ 2000‬لبعض‬
‫اليجمات أدت لخسائر مالية تعدت مبلييف الدوالرات(‪.)1‬‬

‫بػ تشويو صورة المواقع التجارية‪ :‬صورة أخرى مف صور اإلضرار بمواقع التجارة اإلليكترونية ‪،‬‬
‫ال لشىء إال إلثبات الذات وابراز ضعؼ الموقع المستيدؼ وفى نفس الوقت اإلضرار‬
‫والتشويو بسمعة الموقع فى مواجية زائريو ورواده‪.‬‬

‫ويتـ تشويو صورة المواقع عمى شبكة اإلنترنت عف طريؽ دخوليا بيوية‬
‫مخفية(‪ )anonymous‬حيث تمكف ىذه الطريقة‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬المخترؽ مف‬
‫الحصوؿ عمى ممؼ كممة الدخوؿ المشفرة‪ ،‬الخاصة بأحد المشرفيف عمى الموقع‬
‫المستيدؼ‪ ،‬أو مف يممكوف حؽ تعديؿ محتويات الموقع‪ ،‬والعمؿ عمى فؾ تشفيرىا‪،‬‬

‫‪)1( www.khayma.com/tanweer/textes/hacar.htm‬‬

‫‪83‬‬
‫ويستعيف المخترقوف فى ذلؾ ببرامج خاصة لتخميف كممات السر(‪.)1‬‬

‫ممكف"‬ ‫غير‬ ‫الموقع‬ ‫ىذا‬ ‫إلى‬ ‫"الوصوؿ‬ ‫اإلنترنت‪:‬‬ ‫خدمة‬ ‫حجب‬ ‫ج ػ ىجمات‬
‫قد تعني الرسالة السابقة أف الموقع الذي تحاوؿ أف تزوره‪ ،‬تعرض ليجمات حجب الخدمة‬
‫خاصة إذا كاف واحداً مف المواقع الكبرى التي يعني ظيور مثؿ ىذه الرسالة في موقعيا‬
‫خسارة عشرات اآلالؼ مف الدوالرات (‪.)2‬‬

‫د ػ إختالس مضمون مواقع اإلنترنت‪ :‬يعمد البعض إلى نسخ محتويات بعض المواقع‬
‫اإلليكترونية واعادة نشرىا فى أى موقع آخر دوف اإلشارة لمصدرىا ‪ ،‬بغض النظر عف‬
‫مضموف ىذه المحتويات فقد تكوف صور أو نصوص أو رسومات أو مقاطع فيديو ‪ ،‬األمر‬
‫الذى يثير الكثير مف اإلشكاالت والقضايا بيف المواقع نظ اًر لمخسائر المادية واألدبية التى‬
‫تمحؽ بالطرؼ المعتدى عمى حقو(‪.)3‬‬

‫ھ ػ إنتحال شخصية الموقع‪ :‬المقصود بإنتحاؿ شخصية الموقع ىو إنتحاؿ صفة مؤسسة أو‬
‫جية تممؾ موقعأ عمى شبكة اإلنترنت ‪ ،‬و لعؿ الطابع الشائع منيا ىو إنتحاؿ صفة مواقع‬
‫تتعامؿ عف طريؽ الدفع اإلليكتروني لؤلمواؿ والغرض ىنا ىو الوصوؿ إلي بيانات بطاقات‬
‫الدفع التي يتعامؿ بيا األشخاص الذيف يدخموف لممواقع أو كشؼ بيانات الحسابات البنكية‬
‫ثـ الدخوؿ ليا واجراء عمميات غير شرعية بيا أو إجراء تحويبلت مف ىذه الحسابات إلى‬
‫حسابات أخرى‪.‬‬

‫اٌفشع اٌضبٌش‬
‫عشائُ اٌزغبسح اإلٌ‪١‬ىزش‪١ٔٚ‬خ ف‪ ٝ‬إٌّظ‪ٛ‬س اٌزشش‪٠‬ؼ‪ٝ‬‬
‫التجارة اإلليكترونية وبما أنيا نوع مستحدث مف التجارة خصوصاً فى مجتمعاتنا العربية ‪،‬‬
‫فإنيا ال تزاؿ تحتاج الكثير مف التنظيـ التشريعى الذى يغطى كافة المسائؿ المتعمقة بيا‪.‬‬

‫ففى مصر نجد أف المشرع قد أقر قانوف تنظيـ التوقيع اإلليكترونى رقـ ‪ 15‬لسنة ‪2004‬‬
‫والذى كفؿ التوقيع اإلليكترونى بحماية فى مواجية بعض صور اإلنتياكات الواقعة عميو وذلؾ‬

‫(‪ ) 1‬فادي سالـ ‪ ،‬مقاؿ بعنواف موقعؾ في ويب‪ ..‬في ميب اإلختراؽ ‪ ،‬صحيفة الحوار المتمدف اإلليكترونية ‪،‬‬
‫العدد رقـ‪ 15 :‬بتاريخ ‪ . 2001 / 12 /23‬راجع الموقع‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=550‬‬
‫(‪ )2‬فادي سالـ ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬راجع فى نفس المعنى ‪ ،‬د‪ .‬محمد حسيف منصور ‪ ،‬المسئولية اإلليكترونية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪، 2003 ،‬‬
‫ص ‪.259‬‬

‫‪84‬‬
‫فى المادتيف ‪ 23 ، 21‬سابقتى الذكر‪.‬‬

‫إضافة لذلؾ فإف مشروع قانوف التجارة اإلليكترونية قد نص فى المادة ‪ 27‬منو عمى أنو‬
‫"مع عدـ اإلخبلؿ بأية عقوبة أشد وردت فى قانوف آخر ‪ ،‬يعاقب كؿ مف إستخدـ توقيعا‬
‫إلكترونيا أو محا أو عدؿ فى ىذا التوقيع أو فى مادة المحرر دوف موافقة كتابية مسبقة مف‬
‫صاحب الحؽ بالغرامة التى ال تقؿ عف ألؼ جنيو وال تزيد عمى ألفى جنيو ‪ ،‬وبالحبس الذي ال‬
‫يقؿ عف ثبلثة أشير أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف‪.‬‬

‫وفى حالة العود تكوف العقوبة الغرامة التى ال تقؿ عف ألفى جنيو وال تزيد عمى خمسة‬
‫آالؼ جنيو ‪ ،‬والحبس لمدة ال تقؿ عف ثبلثة أشير‪ .‬وفى كؿ األحواؿ تحكـ المحكمة بعدـ‬
‫اإلعتداد بالمعاممة‪" .‬‬

‫وكذلؾ نص فى المادة ‪ 16‬عمى أنو " ال يجوز ألية جية تحصؿ عمى بيانات شخصية‬
‫أو مصرفية خاصة بأحد العمبلء أف تحتفظ بيا إال لممدة التى تقتضييا طبيعة المعاممة ‪ ،‬وليس‬
‫ليا أف تتعامؿ فى ىذه البيانات بمقابؿ أو بدوف مقابؿ مع أية جية أخرى بغير موافقة كتابية‬
‫مسبقة مف صاحبيا"‬

‫ىذا النص يتعمؽ بالحفاظ عمى سرية البيانات وتجريـ اإلعتداء عمى الحؽ فى‬
‫الخصوصية فى شأف البيانات الشخصية أو المصرفية التى يتمكف أحد المتعاقديف مف الحصوؿ‬
‫عمييا بصدد المعامبلت التجارية اإللكترونية والتى قد يكوف مف بينيا توقيعاً إليكترونياً‪.‬‬

‫أما بالنسبة لجرائـ السطو عمى أرقاـ بطاقات اإلئتماف فمـ تسف نصوصاً خاصة بيا ‪،‬‬
‫األمر الذى نظف معو بصحة إنطباؽ نصوص قانوف العقوبات التقميدية المتعمقة بالسرقة أو‬
‫النصب واإلحتياؿ‪.‬‬

‫واذا تطرقنا لجرائـ اإلعتداء عمى حقوؿ وأسماء اإلنترنت فمـ تكف ىى األخرى أوفر حظاً‬
‫مف جرائـ السطو عمى أرقاـ بطاقات اإلئتماف وبقيت دوف نظاـ تشريعى يفرد أركانيا ويبيف‬
‫أصنافيا وعقوباتيا مما يجعؿ ػ ووفقاً لما نظنو صحيحاً ػ نصوص قانوف العقوبات ىى األولى‬
‫بالتطبيؽ وبشكؿ أدؽ النصوص المتعمقة بجرائـ اإلتبلؼ ‪ ،‬إضافةً إلى الحماية المقررة فى قوانيف‬
‫الممكية الفكرية‪.‬‬

‫أما فى تونس فقد نص قانوف التجارة والمبادالت اإلليكترونية فى إطار حمايتو لمتوقيع‬
‫اإلليكترونى عمى أنو يعاقب كؿ مف إستعمؿ بصفة غير مشروعة عناصر تشفير شخصية‬
‫متعمقة بإمضاء غيره بالسجف لمدة تتراوح بيف ‪ 6‬أشير وعاميف وبخطية(غرامة) تتراوح بيف‬
‫‪ 1.000‬و ‪ 10.000‬دينار أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫أما نظاـ الجرائـ المعموماتية في السعودية فقد نص فيما يخص اإلعتداء عمى حقوؿ‬
‫اإلنترنت فى المادة الثالثة منو عمى أنو‪" :‬يعاقب بالسجف مدة ال تزيد عمى سنة وبغرامة ال تزيد‬
‫عمى خمسمائة ألؼ لاير‪ ،‬أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف‪ ،‬كؿ شخص يرتكب أيا مف الجرائـ‬
‫المعموماتية اآلتية‪:‬‬

‫‪ 1‬ػ ‪.......‬‬

‫‪ 2‬ػ ‪.......‬‬

‫‪3‬ػ الدخوؿ غير المشروع إلى موقع إليكتروني‪ ،‬أو الدخوؿ إلى موقع إليكتروني لتغيير تصاميـ‬
‫ىذا الموقع‪ ،‬أو إتبلفو‪ ،‬أو تعديمو‪ ،‬أو شغؿ عنوانو‪.‬‬

‫وفى سبيؿ حماية التوقيع اإلليكترونى وبطاقات اإلئتماف نصت المادة الرابعة مف النظاـ‬
‫عمى ‪ :‬يعاقب بالسجف مدة ال تزيد عمى ثبلث سنوات وبغرامة ال تزيد عمى مميوني لاير‪ ،‬أو بإحدى‬
‫ىاتيف العقوبتيف ‪ ،‬كؿ شخص يرتكب أيا مف الجرائـ المعموماتية اآلتية‪:‬‬

‫‪ 1‬ػ اإلستيبلء لنفسو أو لغيره عمى ماؿ منقوؿ أو عمى سند‪ ،‬أو توقيع ىذا السند‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ‬
‫اإلحتياؿ‪ ،‬أو إتخاذ إسـ كاذب‪ ،‬أو إنتحاؿ صفة غير صحيحة ‪.‬‬

‫‪2‬ػ الوصوؿ ‪ -‬دوف مسوغ نظاـ صحيح ‪ -‬إلى بيانات بنكية أو إئتمانية‪ ،‬أو بيانات متعمقة بممكية‬
‫أوراؽ مالية لمحصوؿ عمى بيانات‪ ،‬أو معمومات‪ ،‬أو أمواؿ‪ ،‬أو ما تتيحو مف خدمات‪.‬‬

‫أما عمى المستوى الدولى فيناؾ قانوف األونسيتراؿ النموذجى بشأف التوقيعات‬
‫اإلليكترونية ‪ ،‬وكذلؾ قانوف األونيستراؿ لمتجارة اإلليكترونية المذاف يطبقاف عمى أى نشاط تجارى‬
‫يتـ عف طريؽ الوسائط اإلليكترونية‪.‬‬

‫وكذلؾ التوصيات التى قدمتيا المنظمة العالمية لمممكية الفكرية المعروفة إختصا اًر بإسـ‬
‫(ويبو) فيما يخص اإلعتداء عمى أسماء حقوؿ اإلنترنت بوضع إجراء موحد لتسوية النزاعات‬
‫المتعمقة بيذا الخصوص‪.‬‬

‫أما إتفاقية بودابست فقد جرمت الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬فى المادة ‪، 8‬‬
‫حيث نصت عمى ضرورة إتخاذ كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية التدابير البلزمة فى مواجية أى‬
‫تدخؿ فى وظيفة منظومة كمبيوتر بقصد إحتيالى أو غير أميف لمحصوؿ عمى منفعة إقتصادية‬
‫دوف وجو حؽ لصالح المعتدى ذاتو أو لصالح الغير وقد نصت االتفاقية فى المادة ‪ 10‬عمى‬
‫ضرورة إتخاذ كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية التدابير البلزمة لحماية النواحى التجارية لحقوؽ‬
‫الممكية الفكرية وكذلؾ الجرائـ التى ترتكب عف طريؽ الكمبيوتر والتى تستيدؼ النطاؽ التجارى‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫اٌّطٍــت اٌضبٔــ‪ٝ‬‬
‫عشائـــُ اإلرـــالف اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪ٝ‬‬
‫اإلتبلؼ ىو تخريب الشىء موضوع الجريمة ‪ ،‬وذلؾ بجعمو غير صالح لئلستعماؿ أو‬
‫اإلنتفاع بو ‪ ،‬أو كذلؾ التقميؿ مف منفعتو‪.‬‬

‫وبمعنى آخر فإف اإلتبلؼ ال يخرج عف كونو فناء لمشىء أو جعمو بحالة غير الحالة التى ىو‬
‫عمييا بحيث ال يمكف اإلستفادة منو وفقاً لمغرض الذى وجد مف أجمو ‪ ،‬مما يعنى أف جوىر‬
‫اإلتبلؼ ىو إفقار الماؿ المتمؼ منفعتو أو صبلحيتو لئلستعماؿ فى الغرض الذى وجد مف أجمو‪.‬‬
‫أو ىو التأثير عمى مادة الشىء عمى نحو يذىب أو يقمؿ مف قيمتو اإلقتصادية عف طريؽ‬
‫اإلنتقاص مف كفائتو ألوجو اإلستعماؿ المعد ليا(‪.)1‬‬

‫أما المعموماتية التى ىى محؿ اإلعتداء فى جريمة اإلتبلؼ ‪ ،‬فتعرؼ بأنيا ذلؾ اإلطار‬
‫الذي يحوي تكنولوجيا المعمومات ‪ ،‬وعموـ الكمبيوتر ‪ ،‬ونظـ المعمومات وشبكات اإلتصاؿ‬
‫وتطبيقاتيا في مختمؼ مجاالت العمؿ اإلنساني المنظـ(‪.) 2‬‬

‫والمقصود ببرامج الحاسب اآللى التعميمات المثبتة عمى دعامة والتى يمكف قراءتيا ألداء‬
‫واجب معيف عف طريؽ نظاـ معالجة ىذه المعمومات وقراءتيا بواسطة الحاسب اآللي‪ ،‬فالحاسب‬
‫لوحده ال يمكف أف يؤدي الغرض المرجو منو‪ ،‬وال بد مف وجود برامج تحركو(‪.)3‬‬

‫واإلتبلؼ في المجاؿ المعموماتي قد يكوف إتبلؼ مادي يقع عمى المكونات المادية‬
‫المتصمة بالحاسب اآللي وممحقاتو كالشاشة أو لوحة المفاتيح ‪ ،‬وقد يقع اإلتبلؼ عمى المكونات‬
‫المعنوية كالمعمومات والبيانات والبرامج عمى اختبلؼ أنواعيا ووظائفيا وىو ما سنتناولو بالبحث‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬محمود مصطفى ‪ ،‬شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ‪ ،‬الطبعة الثامنة ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪1984 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.645‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬صبرى الحاج المبارؾ ‪ ،‬مقاؿ بعنواف المعمومات ودورىا فى التنمية ‪ ،‬راجع الموقع‬
‫‪http://informatics.gov.sa/details.php?id=295‬‬
‫(‪ )3‬وجدي عبد الفتاح سواحؿ ‪ ،‬مقاؿ بعنواف فيروسات الكمبيوتر الكابوس الدائـ ‪،‬منشور عمى الموقع‬
‫اإلليكتروني ‪www.islamonline.net/serviet/satellite?c=articleA‬‬

‫‪87‬‬
‫اٌفشع األ‪ٚ‬ي‬
‫عش‪ّ٠‬خ اإلرالف ف‪ ٝ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد‬
‫نص قانوف العقوبات المصرى عمى جريمة اإلتبلؼ فى المادة ‪ 361‬بنصو كؿ مف خرب‬
‫أو أتمؼ عمداً أمواالً ثابتة أو منقولة ال يمتمكيا أو جعميا غير صالحة لئلستعماؿ أو عطميا بأية‬
‫طريقة يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى ستة أشير وبغرامة ال تجاوز ثبلثمائة جنيو أو بإحدى‬
‫ىاتيف العقوبتيف‪.‬‬

‫فإذا ترتب عمى الفعؿ ضرر مالى قيمتو خمسوف جنيياً أو أكثر كانت العقوبة الحبس‬
‫مدة ال تجاوز سنتيف وغرامة ال تجاوز خمسمائة جنيو أو إحدى ىاتيف العقوبتيف‪.‬‬

‫وتكوف العقوبة السجف مدة ال تزيد عمى خمس سنيف وغرامة ال تقؿ عف مائة جنيو وال تجاوز‬
‫ألؼ جنيو إذا نشأ عف الفعؿ تعطيؿ أو توقيؼ أعماؿ مصمحة ذات منفعة عامة أو ترتب عميو‬
‫جعؿ حياة الناس أو صحتيـ أو أمنيـ فى خطر‪.‬‬

‫وكذلؾ نصت المادة ‪ 457‬مف قانوف العقوبات الميبى كؿ مف أتمؼ أو بعثر أو أفسد ماالً‬
‫منقوالً أو غير منقوؿ أو صيره غير نافع كمياً أو جزئياً يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز سنة أو‬
‫بغرامة ال تزيد عمى مائة جنيو وتقاـ الدعوى بناء عمى شكوى الطرؼ المتضرر‪.‬‬

‫‪ ‬اٌشوٓ اٌّبد‪ٌ ٜ‬غش‪ّ٠‬خ اإلرالف‪:‬‬


‫يقوـ الركف المادى لجريمة اإلتبلؼ عمى إرتكاب فعؿ اإلتبلؼ أو التخريب الذى بدوره‬
‫يؤدى إلى ىبلؾ الشىء أو إفناؤه أو التقميؿ مف قيمتو اإلقتصادية ‪ ،‬أما الشؽ الثانى لمركف‬
‫المادى ىو أف يكوف محؿ الجريمة ماؿ ثابت أو منقوؿ ويشترط فى ىذا الماؿ أف يكوف ممموكاً‬
‫لمغير‪ ،‬فإذا كاف ممموكاً لمجانى نفسو أو غير ممموؾ ألحد إنعدمت الجريمة‪.‬‬

‫‪ ‬اٌشوٓ اٌّؼٕ‪:ٜٛ‬‬
‫كأى جريمة عمدية يشترط فى جريمة اإلتبلؼ توافر القصد الجنائى العاـ بعنصريو العمـ‬
‫واإلرادة ‪ ،‬فيشترط سبؽ عمـ الجانى بإتبلفو ماؿ الغير واتجاه إرادتو لذلؾ‪ ،‬أما إذا لـ يعمـ بذلؾ‬
‫سواء إعتقد بممكيتو الشخصية ليذا الماؿ أو إنعداـ ممكيتو لمغير إنعدـ القصد الجنائى‪.‬‬

‫وف ى ذلؾ قضت محكمة النقض " مف المقرر أف جريمة اإلتبلؼ المؤثمة قانونا بنص‬
‫المادة ‪ 361‬مف قانوف العقوبات إنما ىي جريمة عمدية يتحقؽ القصد الجنائي فييا متى تعمد‬
‫الجاني ارتكاب الفعؿ المنيي عنو بالصورة التي حددىا القانوف واتجاه إرادتو إلى إحداث اإلتبلؼ‬

‫‪88‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أو التخريب وعممو بأنو يحدثو بغير حؽ ‪".....‬‬

‫اٌفشع اٌضبٔ‪ٝ‬‬
‫اٌّمظ‪ٛ‬د ثئرالف ِؼٍ‪ِٛ‬بد ‪ٚ‬ثشاِظ اٌحبست ا‪ٌٝ٢‬‬
‫يقصد بإتبلؼ برامج الحاسب اآللى ومعموماتو إتبلؼ أو محو تعميمات البرامج أو‬
‫البيانات ذاتيا ويطمؽ عميو مصطمح تدمير نظـ المعمومات ‪ ،‬وعادة ال يستيدؼ مرتكب ىذه‬
‫اإلعتداء فائدة مالية لنفسو ‪ ،‬بؿ يسعى لئلعاقة وتعطيؿ نظـ المعمومات عف أداء وظائفيا‬
‫واحداث أضرار بيا(‪.)2‬‬

‫وبيذا يتحقؽ اإلتبلؼ المنصوص عميو فى المادة ‪ 361‬مف قانوف العقوبات المصرى‬
‫وكذلؾ المادة ‪ 457‬عقوبات الميبى ‪ ،‬حيث أف جوىر الفعؿ المرتكب ىو اإلفساد أو التخريب وىو‬
‫ما نصت عميو المادتيف سالفتى الذكر‪.‬‬

‫وقد إستخدـ المشرع فى والية كاليفورنيا بالواليات المتحدة األميركية عدة تعبيرات لئلشارة‬
‫عمى مدلوؿ اإلتبلؼ ‪ ،‬مثؿ (عدؿ ‪ ،‬أفسد ‪ ،‬محى ‪ ،‬دمر) وىى تعبيرات تصب كميا فى نفس‬
‫المعنى(‪.)3‬‬

‫ويتمثؿ الركف المادى فى جريمة اإلتبلؼ المعموماتى بإحداث ضرر فى ماؿ الغير وفى‬
‫الحاسب اآللى تحديداً ‪ ،‬ويجب أف نفرؽ بيف إتبلؼ جياز الحاسب اآللى بحد ذاتو كتكسير‬
‫شاشتو أو أحد ممحقاتو الخارجية وىو ما ينبغى معو ػ وفقاً لممنطؽ ػ تطبيؽ نصوص قانوف‬
‫العقوبات المتعمقة باإلتبلؼ دوف شؾ ‪ ،‬وبيف الحالة التى يمتد فييا اإلتبلؼ إلى برامج ونظـ‬
‫الحاسب اآللى نفسو أى ما يحويو مف معمومات ومعطيات ‪ ،‬وىو األمر الذى لـ تشممو نصوص‬
‫قانوف العقوبات المتعمقة باإلتبلؼ‪.‬‬

‫ويتحقؽ الركف المادى لجريمة اإلتبلؼ المعموماتى بإرتكاب إما فعؿ اإلتبلؼ أو التخريب‬
‫أو التعطيؿ أو بجعمو غير صالح لئلستعماؿ ‪ ،‬ويقصد باإلتبلؼ إفناء الشىء أو ىبلكو كمياً ‪،‬‬
‫ويقصد بالتخريب توقؼ الشىء تماماً عف أداء منفعتو حتى مع عدـ فناء مادتو سواء كاف ىذا‬

‫(‪ )1‬الطعف رقـ ‪ 19622‬لسنة ‪ 62‬ؽ جمسة ‪ 6/7/1997‬س ‪ 48‬ص ‪.740‬‬


‫‪)2( Walter Gary Sharp, Redefining National Security in Today’s World of information‬‬
‫‪technology and Emergent Threats, 9 Doke J Comp and Int’l p 383-384 (1999).‬‬
‫‪(3) Eric J. Sinrod, and William P Reilly, “Cyber-Crimes: A practical approach to the‬‬
‫‪Application of Federal Computer Crimes Laws, 16 Santa Clara computer and‬‬
‫‪High Tech L.J 177, p 90, (2000).‬‬

‫‪89‬‬
‫التوقؼ كمياً أو جزئياً ‪ ،‬ويكوف الشىء غير صالح لئلستعماؿ بجعمو ال يؤدى وظيفتو عمى النحو‬
‫المطموب أما التعطيؿ فيكوف بتوقؼ الشىء عف القياـ بوظيفتو لفترة مؤقتو ‪ ،‬وتتحقؽ جريمة‬
‫اإلتبلؼ بتحقؽ إحدى ىذه النتائج(‪.)1‬‬

‫والعبرة فى إتبلؼ الشىء ىو إنقاص قيمتو ولذلؾ فإف محؿ الحماية الحقيقى ىو قيمة‬
‫الشىء وليس حماية مادتو إال وسيمة لحماية قيمتو ‪ ،‬فإذا كاف الفعؿ قد افقد الشىء قيمتو إذا‬
‫نقص منيا فقد حقؽ اإلعتداء الذى يعاقب عميو القانوف بإعتباره قد ذىب بأىمية الشىء بالنسبة‬
‫إلى مالكو(‪.)2‬‬

‫‪ِ ‬حً عش‪ّ٠‬خ اإلرالف اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪:ٝ‬‬


‫اإلتبلؼ المعموماتى ال يكوف محمو إال برامج وبيانات الحاسب اآللى ‪ ،‬وذلؾ بغرض‬
‫تدميرىا أو محوىا كميا أو بعضيا لغرض اإلنتقاـ أو المنافسة أوماشابو ذلؾ ‪ ،‬وعمى العكس مف‬
‫اإلتبلؼ الواقع عمى جياز الكمبيوتر ذاتو أو عمى أحد ممحقاتو الذى يستوجب منطقياً تطبيؽ‬
‫نصوص قانوف العقوبات ‪ ،‬فإف األمر يختمؼ بالنسبة لمبرامج والبيانات والمعطيات نظ ار لمقيمة‬
‫المعنوية غير المادية ليذه البرامج ‪ ،‬وىو ما أثار تساؤالً فقيياً عف مدى إمكانية تطبيؽ قانوف‬
‫العقوبات التقميدى مف عدمو ‪ ،‬وانقسـ الفقو فى ذلؾ إلى إتجاىيف أحدىما مؤيد لفكرة تطبيؽ قانوف‬
‫العقوبات عمى جرائـ اإلتبلؼ المعموماتى ‪ ،‬واآلخر رافض ليذه الفكرة ‪ ،‬وفيما يمى عرض لكؿ‬
‫إتجاه‪.‬‬
‫اإلذجاه األول‪:‬‬
‫يرى أنصار ىذا الرأى عدـ إمكانية تطبيؽ قانوف العقوبات عمى ىذه الجريمة وحججيـ‬
‫فى ذلؾ ىى‪:‬‬

‫‪ 1‬ػ أف القانوف أو النظاـ ال يحمى فى األصؿ إال مادة الشىء وذلؾ توصبلً إلى توفير الحماية‬
‫القانونية لقيمتو اإلقتصادية التى تعتمد عمى بقاء مادتو صالحة وفقاً لمغرض منيا(‪.)3‬‬

‫‪ 2‬ػ ال تعد البيانات والبرامج ماالً فى حد ذاتيا وبالتالى ال يمكف أف يتـ تممكيا ‪ ،‬حيث أف حؽ‬
‫الممكية ال ينصب إال عمى األشياء المادية التى ليا قيمة إقتصادية وقيمة مادية وىو ما ال‬
‫ينطبؽ عمى جرائـ الحاسب اآللى‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عفيفى كامؿ عفيفى ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.183‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬جميؿ عبد الباقى الصغير ‪ ،‬القانوف الجنائى والتكنولوجيا الحديثة ‪ ،‬الكتاب األوؿ ‪ ،‬الجرائـ الناشئة عف‬
‫إستخداـ الحاسب اآللى ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ، 1992 ،‬ص‪.127‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬جميؿ عبد الباقى الصغير ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.159‬‬

‫‪90‬‬
‫اإلذجاه انثانً‪:‬‬
‫يرى أنصار ىذا اإلتجاه ضرورة تطبيؽ نصوص قانوف العقوبات عمى الجريمة ويستندوف‬
‫لمحجج اآلتية‪:‬‬

‫‪1‬ػ أف المادتيف ‪ 361‬مف قانوف العقوبات المصرى و ‪ 457‬عقوبات ليبى ‪ ،‬قد نصتا عمى أف‬
‫اإلتبلؼ يقع عمى األمواؿ المنقولة ولـ تشترطا أف يكوف الماؿ محؿ اإلعتداء ماالً مادياً‬
‫ممموس بؿ جاء المفظ عاماً دوف تقييد ‪ ،‬مما يعنى جواز تطبيؽ نصوص قانوف العقوبات‬
‫عمى الجريمة‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ أف برامج الحاسب اآللى تنتج مف قبؿ شركات متخصصة فى ىذا المجاؿ وتقدميا بمقابؿ ‪،‬‬
‫ونعنى بذلؾ أف برامج الحاسب اآللى ذات قيمة إقتصادية ومالية تستوجب الحماية القانونية‬
‫لممكية أصحاب ىذه البرامج‪.‬‬

‫‪ 3‬ػ عدـ وجود نصوص خاصة بيذه الجريمة فى قانوف العقوبات أو غيره مف القوانيف ‪ ،‬وبالتالى‬
‫أولوية تطبيؽ قانوف العقوبات ولوقياساً‪.‬‬

‫وبعد العرض لكؿ مف اإلتجاىيف ‪ ،‬فإنو ووفقاً لممنطؽ فإف اإلتجاه الثانى القاضى بتطبيؽ‬
‫نصوص قانوف العقوبات ىو األولى واألجدر بالتأييد ‪ ،‬واعتبار برامج الحاسب اآللى وبياناتو‬
‫محبلً لجرائـ اإلتبلؼ المنصوص عمييا قانوناً ‪ ،‬واحاطتيا بالحماية المقررة فى قانوف العقوبات ‪،‬‬
‫أضؼ إلى ذلؾ ضرورة ووجوب سف تشريع متعمؽ بمثؿ ىذا النوع مف الجرائـ ذات التقنية العالية‬
‫واضافة نصوص جنائية تتناسب مع وقع ىذه الجريمة‪.‬‬

‫ويتمثؿ الركف المعنوى ليذه الجريمة فى توافر القصد الجنائى العاـ بعنصريو العمـ واإلرادة‬
‫‪ ،‬أى يجب أف يعمـ الجانى بأنو يتمؼ برامج حاسب آلى خاصة بشخص آخر وذلؾ بإفسادىا أو‬
‫تخريبيا أو تعطيميا ‪ ،‬وفى نفس الوقت تتجو إرادتو إلرتكاب ىذا الفعؿ‪.‬‬

‫أما إذا كاف اإلتبلؼ غير مقصود كما لو حدث أمر عارض أدى إلفساد برامج الحاسب‬
‫اآللى ‪ ،‬فإف الفاعؿ يسأؿ عف خطئو أو إىمالو أو تقصيره فقط‪.‬‬

‫‪ٚ ‬سبئً إرالف ثشاِظ ‪ٚ‬ث‪١‬بٔبد اٌحبست ا‪:ٌٝ٢‬‬


‫تعد فيروسات الحاسب اآللى ىى الوسيمة الفعالة إلتبلؼ برامج الحاسب اآللى‪ ،‬وتعرؼ‬
‫الفيروسات بأنيا برمجيات مشفرة لمحاسب اآللي مثؿ أي برمجيات أخرى يتـ تصميميا بيدؼ‬
‫محدد وىو إحداث أكبر ضرر ممكف بأنظمة الحاسب اآللي‪ ،‬وتتميز بقدرتيا عمى ربط نفسيا‬

‫‪91‬‬
‫بالبرامج األخرى واعادة إنشاء نفسيا حتى تبدوا وكأنيا تتكاثر وتتوالدذاتيا‪ ،‬باإلضافة إلى قدرتيا‬
‫عمى االنتشار مف نظاـ إلى أخر عبر شبكات االتصاؿ العالمية أو بواسطة قرص ممغنط(‪.)1‬‬

‫والفيروسات كما ىو معموـ ليست وليدة اإلنترنت فقد أشار إلى مفيوـ فيروس الحاسب‬
‫اآللى العالـ الرياضي المعروؼ فوف نيوتف في منتصؼ األربعينات الميبلدية ‪ ،‬إال أف اإلنترنت‬
‫أصبحت الوسيمة األكثر إستخداما في نشر وتوزيع الفيروسات في السنوات األخيرة ‪ ،‬فاليدؼ‬
‫المباشر لمفيروسات ىو المعمومات المخزنة عمى األجيزة المقتحمة عبر شبكة اإلنترنت حيث تقوـ‬
‫بتغييرىا أو حذفيا أو سرقتيا ونقميا إلى أجيزة أخرى(‪.)2‬‬

‫وال بد مف مبلحظة أف استعماؿ لفظ الفيروس ىو مجا اًز‪ ،‬فيو في الحقيقة برنامج‬
‫لمحاسب اآللي‪ ،‬وىو ليس فيروسا بالمعنى العضوي أو البيولوجي‪ ،‬بالرغـ مف أنيما يشتركاف في‬
‫بعض الخصائص(‪.)3‬‬

‫‪ ‬سّبد ‪ٚ‬خظبئض اٌف‪١‬ش‪ٚ‬سبد‪:‬‬


‫‪1‬ػ القدرة عمى التخفي‪ :‬المقصود بالتخفى ىنا ىو أنو ػ أى الفيروس ػ غالباً ما قد يتخفى داخؿ‬
‫أحد البرامج العادية التى يقوـ المستخدـ بتحميميا مف اإلنترنت معتقداً سبلمة ىذه البرامج‬
‫وخموىا مف أى أضرار‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ اإلنتشار‪ :‬يأتى اإلنتشار مكمبلً لمتخفى ‪ ،‬فبعد قياـ المستخدـ بتحميؿ البرنامج الذى يحوى‬
‫فيروساً ويثبتو فى جيازه ‪ ،‬يبدأ الفيروس باإلنتشار والتوسع داخؿ الجياز تمييداً لقيامو‬
‫بالغرض المعد ألجمو سواء كاف إتبلؼ البرامج الموجودة داخؿ الجياز جزئياً أو كمياً‪.‬‬

‫‪ 3‬ػ القدرة عمى العدوى‪ :‬فالفيروس ال يصيب جياز الشخص المجنى عميو فحسب بؿ قد ينتقؿ‬
‫عبر شبكة اإلنترنت إلى غيره مف األجيزة‪.‬‬

‫‪ 4‬ػ اإلختراق‪ :‬لمفيروس القدرة كذلؾ عمى إختراؽ البرامج المثبتة عمى الحاسب اآللى واتبلفيا‬
‫والتى قد يكوف مف ضمنيا البرامج المضادة لمفيروسات ‪ ،‬وىى الوظيفة التى أعد مف أجميا‬
‫الفيروس‪.‬‬

‫‪ ‬أٔ‪ٛ‬اع اٌف‪١‬ش‪ٚ‬سبد‪:‬‬
‫‪ 1‬ػ برامج الدودة ‪ :‬وىي عبارة عف برامج تقوـ بإستغبلؿ أية فجوة في أنظمة التشغيؿ لكي‬

‫(‪ )1‬أنظر فى ذلؾ ‪ ،‬مقاؿ بعنواف ‪ ،‬جريمة إتبلؼ وتدمير المعطيات والبيانات بواسطة اإلنترنت ‪ ،‬منشور عمى‬
‫الموقع اإلليكتروني ‪www.arblaws.com،‬‬
‫‪(2)http://shkoon.coolfreepage.com/amn/pages/amn-jra.htm‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬محمد حسيف منصور‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.292‬‬

‫‪92‬‬
‫تنتقؿ مف حاسب آلخر‪ ،‬وىذه البرامج تقوـ بالقضاء عمى موارد الجياز(‪.)1‬‬

‫‪ROBER‬‬ ‫ومف األمثمة عمى ذلؾ تمكف طالب يبمغ مف العمر ‪ 23‬عاما ويدعى‬
‫‪ MORRIS‬فى العاـ ‪1988‬مف إطبلؽ فيروس عرؼ بإسـ (دودة مورس) عبر اإلنترنت‬
‫‪ ،‬أدى الى إصابة ‪ 6‬آالؼ جياز يرتبط معيا حوالي ‪ 60000‬نظاـ عبر اإلنترنت مف‬
‫ضمنيا أجيزة العديد مف المؤسسات والدوائر الحكومية ‪ ،‬وقد قدرت الخسائر إلعادة تصميح‬
‫األنظمة وتشغيؿ المواقع المصابة بحوالي مائة مميوف دوالر إضافة إلى مبالغ أكثر مف ذلؾ‬
‫تمثؿ الخسائر غير المباشرة الناجمة عف تعطؿ ىذه األنظمة ‪ ،‬وقد حكـ عمى مورس‬
‫بالسجف لمدة ‪ 3‬أعواـ وعشرة آالؼ دوالر غرامة(‪.)2‬‬

‫ػ حصان طروادة ‪ :‬وىو عبارة عف برنامج فيروسي لديو القدرة عمى اإلختفاء داخؿ برامج‬ ‫‪2‬‬
‫أخرى أصمية لممستخدـ‪ ،‬وتعتبر مف برامج اإلختراؽ مف أجؿ جمع البيانات والمعمومات‪،‬‬
‫وىو ال يتكاثر وال يمتصؽ بالممفات وانما ىو برنامج مستقؿ بذاتو يحمؿ في طياتو توقيت‬
‫وأسموب استيقاظو‪ ،‬وال بد مف تدخؿ اإلنساف لتنشيطو‪.‬‬

‫‪3‬ػ القنبمة المعموماتية‪ :‬وىي نوع مف البرامج الخبيثة صغيرة الحجـ يتـ إدخاليا بطرؽ غير‬
‫مشروعة وخفية مع برامج أخرى‪ ،‬ويؤدي إجتماعيا ىذا إلى إنعداـ القدرة عمى تشغيؿ برامج‬
‫الحاسب اآللي ومف األمثمة عمى ىذا الفيروس زرع القنبمة المنطقية لتعمؿ لدى إضافة‬
‫سجؿ موظؼ بحيث تنفجر لتمحو سجبلت الموظفيف الموجودة أصبل في المنشأة مثمما‬
‫حصؿ في والية لوس أنجمس األمريكية عندما تمكف أحد األشخاص مف وضع قنبمة‬
‫منطقية‪ ،‬مما أدى إلى تخريب النظاـ عدة مرات(‪.)3‬‬

‫‪ 4‬ػ القنبمة المنطقية‪ :‬ىذا النوع ينشط بمجرد حدوث واقعة معينة مثؿ بدأ تشغيؿ الجياز أو عند‬
‫إنجاز أمر معيف في الحاسب اآللي أو عند بدأ تشغيؿ برنامج معيف(‪.)4‬‬

‫‪ 5‬ػ القنبمة الزمنية‪ :‬حيث ينشط الفيروس في تاريخ معيف محدد بالذات فيو يثير حدثا في لحظة‬
‫زمنية محددة بالساعة واليوـ والسنة والوقت البلزـ ومثاؿ ىذا الفيروس ما قاـ بو شخص‬
‫يعمؿ بوظيفة محاسب حيث وضع قنبمة زمنية في شبكة المعمومات الخاصة بالمنشأة بدافع‬
‫االنتقاـ‪ ،‬وانفجرت القنبمة بعد مضي ستة أشير مف رحيمو عف المنشأة وترتب عمى ذلؾ‬

‫(‪ )1‬مقاؿ جريمة إتبلؼ وتدمير المعطيات والبيانات بواسطة اإلنترنت ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪(2)www.moheet.com/ show_files.aspx?fid=44439‬‬
‫(‪ )3‬مقاؿ جريمة إتبلؼ وتدمير المعطيات والبيانات بواسطة اإلنترنت ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫(‪ )4‬محمد أميف الشوابكة ‪ ،‬جرائـ الحاسوب واإلنترنت (الجريمة المعموماتية)‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع عماف ‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.240‬‬

‫‪93‬‬
‫إتبلؼ كؿ البيانات المتعمقة بيا(‪. )1‬‬

‫‪ ‬ط‪ٛ‬س اإلرالف اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪:ٝ‬‬


‫يتحقؽ اإلتبلؼ المعموماتى بصورتيف الصورة األولى تتمثؿ فى إدخاؿ بيانات أو‬
‫معمومات فى نظاـ الحاسب اآللى والمراد بذلؾ ىو إدخاؿ بيانات عف طريؽ شبكة اإلنترنت فى‬
‫جياز الشخص المجنى عميو لـ تكف موجودة مف قبؿ وذلؾ بغرض اإلضرار بجيازه واتبلفو‪.‬‬

‫أما الثانية فتتمثؿ فى محو أو تعديؿ بعض البيانات المخزنة بالحاسب اآللى‪ ،‬ومحو‬
‫البيانات يعنى تدميرىا ‪ ،‬أى إتبلفيا بصورة جزئية أو كمية والتعديؿ يعنى التبلعب فى ىذه‬
‫البيانات بشكؿ يؤثر فى قيمتيا بحيث يتحقؽ معنى اإلتبلؼ(‪.)2‬‬

‫‪ ‬اٌّ‪ٛ‬لف اٌزشش‪٠‬ؼ‪ ِٓ ٝ‬عش‪ّ٠‬خ اإلرالف اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪:ٝ‬‬


‫رأينا عند إستعراضنا لنصوص قانونى العقوبات المصرى والميبى أنيما قد نصا عمى‬
‫جريمة اإلتبلؼ ‪ ،‬بالطبع لـ يقصدا اإلتبلؼ المعموماتى ولـ يفردا ليذا األخير أى نص يختص‬
‫بو ‪ ،‬ولكف ػ ووفقاً لما نعتقده صحيحاً ػ أف نصوص اإلتبلؼ الواردة بقانوف العقوبات واجبة‬
‫اإلعماؿ كما أسمفنا ‪ ،‬عمى الرغـ مف إعتراض جانب مف الفقو عمى ذلؾ بزعـ أف معطيات‬
‫الحاسب اآللى ىى معطيات معنوية ليست مادية ‪ ،‬وبالتالى تخرج مف طائؿ القانوف ‪ ،‬لكف حجج‬
‫الفريؽ المؤيد لتطبيؽ قانوف العقوبات حجج فعالة أثبتت أولوية النصوص العقابية فى مواجية‬
‫ىذه الجريمة ‪ ،‬واضافة لذلؾ ػ ووفقاً لممنطؽ ػ فإف ىنالؾ حجة أخرى نضيفيا لحجج الفريؽ المؤيد‬
‫لتطبيؽ قانوف العقوبات ‪ ،‬وىى أف المعطيات والبرامج الخاصة بالحاسب اآللى حتى واف كانت‬
‫معنوية ليست مادية فيى كذلؾ تستوجب الحماية الجنائية عمى أساس أنيا ػ أى البرامج ػ ممموكة‬
‫لمغير وبالتالى وجبت حماية ىذا الغير وحماية ممكيتو سواء ما كاف يممكو ذو قيمة مادية أو‬
‫معنوية وىذا ما أكده القانوف رقـ ‪ 82‬لسنة ‪ 2002‬بشأف إصدار قانوف حقوؽ الممكية الفكرية فى‬
‫" تتمتع بحماية ىذا‬ ‫مصر والذى نص فى مادتو رقـ ‪ 140‬فى الفقرتيف ‪ 3،2‬عمى أنو‪:‬‬
‫القانوف حقوؽ المؤلفيف عمى مصنفاتيـ األدبية والفنية وبوجو خاص المصنفات االتية‪:‬‬

‫‪ .2‬برامج الحاسب اآللى‪.‬‬

‫‪ .3‬قواعد البيانات سواء كانت مقروءة مف الحاسب اآللى أوغيره "‪.‬‬

‫وىو ذات النيج الذى إنتيجو المشرع الميبى فى مشروع قانوف حماية حقوؽ المؤلؼ‬
‫والحقوؽ المجاورة‪.‬‬

‫(‪ )1‬وجدي عبد الفتاح سواحؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬ىدى حامد قشقوش ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.569‬‬

‫‪94‬‬
‫ىذا باإلضافة لضرورة إضافة نصوص عقابية أو سف تشريعات خاصة بالمعالجة غير‬
‫المشروعة لبيانات الحاسب اآللى أو سف تشريع خاص بيذه الجريمة وجرائـ اإلنترنت بشكؿ عاـ‪.‬‬

‫أما نظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية فقد نص فى مادتو الخامسة فقرة ‪ 1‬عمى أنو "يعاقب‬
‫بالسجف مدة ال تزيد عمى أربع سنوات وبغرامة ال تزيد عمى ثبلثة مبلييف لاير ‪ ،‬أو بإحدى ىاتيف‬
‫العقوبتيف كؿ شخص يرتكب أياً مف الجرائـ المعموماتية اآلتية‪:‬‬

‫الدخوؿ غير المشروع إللغاء بيانات خاصة ‪ ،‬أو حذفيا‪ ،‬أو تدميرىا‪ ،‬أو تسريبيا‪ ،‬أو‬
‫إتبلفيا‪ ،‬أو تغييرىا‪ ،‬أو إعادة نشرىا"‪.‬‬

‫جرمت اتفاقية بودابست اإلتبلؼ الذي تتعرض لو برامج الحاسب اآللي ونصت عمى‬ ‫وقد ّ‬
‫عدة صور يتـ بيا اإلتبلؼ المعموماتي كاإلتبلؼ واإلفساد والتدمير والتعديؿ أو محو البيانات فى‬
‫المادتيف ‪ .5 ، 4‬حيث نصت فييما عمى ضرورة قياـ كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية عمى إتخاذ‬
‫تدابير تشريعية لتجريـ تمؾ األفعاؿ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫اٌّطٍت اٌضبٌش‬
‫عشائُ غس‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي ػجش اإلٔزشٔذ‬
‫تعتبر جرائـ غسيؿ األمواؿ (‪ )Money Laundering‬أخطر جرائـ التكنولوجيا الرقمية‬
‫‪ ،‬وتعود الجذور األولى لجريمة غسيؿ األمواؿ إلى عصابات المافيا التى كانت تمارس أنشطة‬
‫عديدة غير مشروعة كتجارة األسمحة والمخدرات والدعارة واإلبتزاز والقمار ‪ ،‬األمر الذى أدى بيا‬
‫إلى محاولة تبييض أو غسيؿ األمواؿ المتحصمة عف تمؾ األنشطة وذلؾ بإضفاء صفة الشرعية‬
‫عمييا ‪.‬‬

‫وكاف أحد أبرز الطرؽ لتحقيؽ ىذا اليدؼ شراء الموجودات وانشاء المشاريع ‪ ،‬وىو ما‬
‫قاـ بو أحد اشير قادة المافيا ( آؿ كابوف )(‪.)1‬‬

‫اٌفشع األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌزؼش‪٠‬ف ثغش‪ّ٠‬خ غس‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي‬
‫برز مصطمح غسيؿ األمواؿ عمى الساحة اإلقتصادية في المجاؿ القانوني ألوؿ مرة في‬
‫إحدى القضايا بالواليات المتحدة األمريكية عاـ ‪ 1982‬وكانت ىذه القضية قد اشتممت عمى‬
‫مصادرة أمبلؾ تـ غسيميا في عمميات الكوكاييف الكولومبية ‪ ،‬وقد بدأ اإلىتماـ الدولي بموضوع‬
‫غسيؿ األمواؿ منذ إبراـ اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة اإلتجار غير المشروع في المخدرات‬
‫والمؤث ارت العقمية فيينا ‪ 1988‬خاصة في المادة الخامسة مف اإلتفاقية التي نصت عمى مصادرة‬
‫أرباح وثروات المشتغميف باإلتجار غير المشروع في تمؾ األنشطة والتي تمكف المنظمات‬
‫اإلجرامية غير الوطنية مف إختراؽ وتمويث وافساد ىياكؿ الحكومات والمؤسسات التجارية والمالية‬
‫المشروعة عمى كافة المستويات(‪.)2‬‬

‫وقد نص في المادة الثالثة مف اإلتفاقية المذكورة عمى أف غسيؿ األمواؿ يتمثؿ إما في‬
‫تحويؿ األمواؿ أو نقميا مع العمـ بأنيا مف نتاج جرائـ المخدرات ‪ ،‬أو في إخفاء أو تمويو حقيقة‬
‫األمواؿ أو مصدرىا أو في إكتساب أو حيازة أو إستخداـ األمواؿ مع العمـ وقت تسميميا أنيا مف‬

‫(‪ )1‬المحامى يونس عرب ‪ ،‬مقاؿ بعنواف ‪ ،‬جرائـ غسيؿ األمواؿ‪ ،‬دراسة في ماىية ومخاطر جرائـ غسيؿ‬
‫االمواؿ واالتجاىات الدولية لمكافحتيا ‪ ،‬راجع الموقع‬
‫‪www.foca.net/AR/Money_Laundry_Crimes.doc‬‬
‫(‪ )2‬إنعاـ محسف غدير ‪ /‬سارة مشير عبد اليادي ‪ ،‬مقاؿ بعنواف ‪ ،‬غسيؿ األمواؿ ‪ ..‬مراحمو ‪ .‬طرقو واآلثار‬
‫الناجمة عنو ‪ ،‬راجع الموقع‬
‫‪http://www.free-pens.org/index.php?show=news&action=article&id=141‬‬
‫‪96‬‬
‫حصيمة جريمة مف الجرائـ المنصوص عمييا فى ىذه اإلتفاقية‪.‬‬

‫وكذلؾ بينت الفقرة األولى مف المادة السادسة مف إتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الجريمة‬
‫عمدا‪ ،‬لتحويؿ‬
‫المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬مفيوـ جريمة غسيؿ األمواؿ‪ ،‬بأنو "أية أفعاؿ ترتكب ً‬
‫الممتمكات أو نقميا‪ ،‬مع العمـ بأنيا عائدات جرائـ بغرض إخفاء أو تمويو المصدر غير المشروع‬
‫لتمؾ الممتمكات‪ ،‬أو إخفاء وتمويو الطبيعة الحقيقية لمممتمكات أو مصدرىا أو مكانيا أو كيفية‬
‫التصرؼ فييا أو حركتيا أو ممكيتيا أو الحقوؽ المتعمقة بيا‪ ،‬مع العمـ بأنيا عائدات جرائـ‪".‬‬
‫رؼش‪٠‬ف عش‪ّ٠‬خ غس‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي ف‪ ٝ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ٌ 80‬سٕخ ‪ٚ 2002‬اٌّؼذي ثبٌمبٔ‪ْٛ‬‬
‫سلُ ‪ٌ 78‬سٕخ ‪:2003‬‬
‫عرؼ القانوف رقـ ‪ 80‬لسنة ‪ 2002‬والمعدؿ بالقانوف رقـ ‪ 78‬لسنة ‪ 2003‬فى مصر‪،‬‬
‫فى المادة األولى فقرة (ب) جريمة غسيؿ األمواؿ بأنيا كؿ سموؾ ينطوى عمى إكتساب أمواؿ أو‬
‫حيازتيا أو التصرؼ فييا أو إدارتيا أو حفظيا أو إستبداليا أو إيداعيا أو ضمانيا أو إستثمارىا‬
‫أو نقميا أو تحويميا أو التبلعب فى قيمتيا إذا كانت متحصمة مف جريمة مف الجرائـ المنصوص‬
‫عمييا فى المادة (‪ )2‬مف ىذا القانوف مع العمـ بذلؾ ‪ ،‬متى كاف القصد مف ىذا السموؾ إخفاء‬
‫الماؿ أو تمويو طبيعتو أو مصدره أو مكانو أو صاحبو أو صاحب الحؽ فيو أو تغيير حقيقتو أو‬
‫الحيمولة دوف اكتشاؼ ذلؾ أو عرقمة التوصؿ الى شخص مف إرتكب الجريمة المتحصؿ منيا‬
‫الماؿ‪.‬‬
‫رؼش‪٠‬ف عش‪ّ٠‬خ غس‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي ف‪ ٝ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ (‪ٌ )2‬سٕخ‪.ٚ1373‬س‪ َ2005‬ثشأْ‬
‫ِىبفحخ غس‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي‪:‬‬
‫عرفت جريمة غسيؿ األمواؿ فى ليبيا وفقاً لمقانوف رقـ (‪ )2‬لسنة‪1373‬و‪.‬ر‪2005‬ـ فى‬
‫المادة الثانية منو ‪ ،‬وذلؾ عمى النحو التالى‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬يعد مرتكباً جريمة غسيؿ األمواؿ كؿ مف أتى سموكاً مف أنماط السموؾ التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تممؾ األمواؿ غيرالمشروعة ‪ ،‬أو حيازتيا أو إستعماليا أو إستغبلليا‪ ،‬أو التصرؼ فييا عمى‬
‫أي وجػو‪ ،‬أو تحويميا أو نقميا أو إيداعيا أو إخفاؤىا‪ ،‬بقصد تمويو مصدرىا غير المشروع ‪.‬‬

‫التصرؼ فييا أو حركتيا‪،‬‬


‫ُّ‬ ‫ب‪ -‬تمويو حقيقة األمواؿ غير المشروعة ‪ ،‬أو إخفاء مكانيا أو طريقة‬
‫المتعمِّقة بيا أو ممكيتيا أو حيازتيا ‪.‬‬
‫أو الحقوؽ ُ‬
‫ج ‪ -‬اإلشتراؾ فيما سبؽ بأي صورة مف صور اإلشتراؾ ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تكوف األمواؿ غير مشروعة إذا كانت ُمتَ َحصمة مف جريمة‬

‫‪97‬‬
‫بما في ذلؾ الجرائـ المنصوص عمييا في اإلفاقية الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة ‪،‬‬
‫والبروتوكوالت الممحقة بيا ‪ ،‬واإلتفاقية الدولية لمكافحة الفساد‪ ،‬وغيرىما مف اإلتفاقيات الدولية ‪،‬‬
‫ذات الصمة ‪ ،‬التي تكوف الدولة طرفاً فييا ‪.‬‬

‫‪ِ ‬شاحً ػٍّ‪١‬خ غس‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي(‪:)1‬‬


‫اٌّشحٍخ األ‪:ٌٝٚ‬‬
‫عممية إدخاؿ الماؿ في النظاـ المالي القانوني (‪ ، )PLACEMENT‬وىدؼ ىذه‬
‫المرحمة التخمص مف كمية النقد الكبيرة بيف يدي مالكيا وتحويميا إلى أشكاؿ نقدية أو مالية‬
‫مختمفة كالشيكات السياحية والحواالت البريدية وغيرىا‪.‬‬
‫اٌّشحٍخ اٌضبٔ‪١‬خ‪:‬‬
‫وىي عممية نقؿ وتبادؿ الماؿ القذر ضمف النظاـ المالي الذي تـ إدخاليا فيو‬
‫(‪ )LAYERING‬وىى المرحمة التى يبدأ فييا الجناة بخمؽ عمميات معقدة بيدؼ التمويو عف‬
‫مصدر تمؾ األمواؿ‪.‬‬
‫انمرحهح انثانثح‪:‬‬
‫تتمثؿ بعممية دمج الماؿ نيائيا باألمواؿ المشروعة لضماف إخفاء المصدر القذر ليا‬
‫(‪.)INTEGRATION‬‬

‫‪ ‬خظبئض عش‪ّ٠‬خ غس‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي (‪:)2‬‬


‫‪ 1‬ػ جريمة غسيؿ األمواؿ جريمة الحقة وضرورية لجريمة أصمية ‪ :‬أي أنو لقياـ جريمة غسيؿ‬
‫األمواؿ البد مف وجود جريمة سابقة عمييا أدت إلى الحصوؿ عمى كمية مف األمواؿ غير‬
‫المشروعة و بالتالي لمحاربو جريمة غسيؿ األمواؿ البد مف التركيز عمى مكافحة الجرائـ‬
‫األصمية التي تنتج عنيا األمواؿ الغير مشروعة‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ جريمة غسيؿ األمواؿ جريمة ذات طابع دولي‪ :‬أي أنو يمكف أف ترتكب الجريمة األصمية التي‬
‫ينتج عنيا أمواؿ غير مشروعة في بمد معيف ويتـ نشاط غسيؿ األمواؿ في بمد آخر‪.‬‬

‫‪ 3‬ػ جريمة غسيؿ األمواؿ جريمة ذات طابع إقتصادي ‪ :‬جريمة غسيؿ األمواؿ يترتب عمييا‬
‫إضفاء طابع المشروعية عمى األمواؿ غير المشروعة المتحصمة مف جرائـ معينة‪ ،‬وما‬

‫(‪ )1‬راجع بيذا الخصوص المحامى يونس عرب ‪ ،‬المقاؿ السابؽ‪.‬‬


‫(‪ )2‬راجع فى خصوص ذلؾ ‪ ،‬مقاؿ بعنواف غسيؿ األمواؿ تعريفيا وخصائصيا ‪ ،‬الموقع االليكترونى‬
‫‪http://www.titanic-arwad.com/vb/showthread.php?t=13866‬‬

‫‪98‬‬
‫يستتبعو مف آثار سمبية عمى الدخؿ القومي والناتج القومي وعمى أنماط اإلستيبلؾ‪،‬‬
‫واإلدخار‪ ،‬واإلستثمار‪ ،‬وقيمة العممة الوطنية‪ ،‬وذلؾ نتيجة إندماج األمواؿ غير المشروعة‬
‫في اإلقتصاد الرسمي لمدولة ‪ ،‬فإف جريمة غسيؿ األمواؿ تعتبر مف الجرائـ اإلقتصادية‬
‫الخطيرة‪.‬‬

‫وتقنيا‪ :‬حيث أدت التطورات التكنولوجية مثؿ ظيور النقد‬‫ً‬ ‫فنيا‬


‫‪ 4‬ػ جريمة غسيؿ األمواؿ متطورة ً‬
‫إليكترونيا‪ ،‬وانتشار التجارة اإللكترونية‪ ،‬ونمو‬
‫ً‬ ‫الرقمي وتطور أنظمة التحويبلت المالية‬
‫العبلقات بيف البنوؾ و تزايد إستخداـ شبكة اإلنترنت ‪ ،‬إلى السرعة فى تنفيذ الجريمة في‬
‫أقؿ وقت ممكف ‪.‬‬

‫‪ 5‬ػ جريمة غسيؿ األمواؿ جريمة منظمة أي ال يقتصر إرتكاب جريمة غسيؿ األمواؿ عمى صغار‬
‫المجرميف‪ ،‬بؿ إنو يتـ إرتكابيا مف قبؿ جماعات وعصابات منظمة قوية يتخطى نشاطيا‬
‫الحدود الوطنية‪.‬‬

‫‪ ‬أسوبْ عش‪ّ٠‬خ غس‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي‪:‬‬


‫أ‪ٚ‬ل‪ :‬اٌشوٓ اٌّبد‪:ٞ‬‬
‫مف خبلؿ مراجعة موقؼ كبلً مف المشرعيف المصرى والميبى ‪ ،‬فإف الركف المادى لجريمة‬
‫غسيؿ األمواؿ يتمثؿ فى‪:‬‬

‫أ ػ جريمة أولية تعد ىى المصدر األصمى ليذه األمواؿ محؿ الجريمة‪.‬‬

‫ب ػ أف يكوف الماؿ المتحصؿ مف الجريمة غير مشروع ويخشى الجانى اإلفصاح عف مصدره‪.‬‬

‫ج ػ قياـ الجانى بإدخاؿ تمؾ األمواؿ فى النظاـ القانونى لؤلمواؿ محاوالً إضفاء صفة الشرعية‬
‫عميو‪.‬‬
‫صبٔ‪١‬با‪ :‬اٌشوٓ اٌّؼٕ‪:ٜٛ‬‬
‫تعد جريمة غسيؿ األمواؿ مف الجرائـ العمدية التي تقوـ عمى القصد الجنائي العاـ‬
‫بعنصريو العمـ واإلرادة ‪ ،‬والقصد الجنائي العاـ في ىذه الجريمة ينصرؼ إلى عمـ الجاني بأنو‬
‫يمارس نشاطاً غير مشروع – غسيؿ األمواؿ – بأمواؿ أو عائدات مف نشاط غير قانوني‪ ،‬ومع‬
‫ذلؾ تنصرؼ إرادتو إلى إرتكاب ىذا السموؾ اإلجرامي وكذلؾ قبوؿ النتائج المترتبة عميو‪ ،‬وىو ما‬
‫يعبر عنو في القواعد العامة لقانوف العقوبات بنظرية العمـ ونظرية اإلرادة‪ ،‬أي العمـ بحقيقة‬
‫السموؾ اإلجرامي وحظر المشرع لو‪ ،‬ومع ذلؾ تنصرؼ اإلرادة إلى إتياف السموؾ اإلجرامي وقبوؿ‬
‫النتائج المترتبة عميو‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫اٌفــــشع اٌضبٔـــ‪ٝ‬‬
‫أسبٌ‪١‬ت غس‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي ػجش شجىخ اإلٔزشٔذ‬
‫أخذت جريمة غسيؿ األمواؿ بعداً جديداً مع إنتشار وازدياد التقدـ التكنولوجى عمى‬
‫مستوى العالـ ‪ ،‬وىو األمرالذى يعتبر قد ساىـ فى إرتكاب ىذه الجريمة بشكؿ أسرع وأئمف مف‬
‫خبلؿ تكنولوجيا شبكة اإلنترنت ‪ ،‬وتعدد األساليب المتبعة لغسيؿ األمواؿ عبر شبكة اإلنترنت‬
‫كما يمى‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اٌؼٍّ‪١‬بد اٌّظشف‪١‬خ ػجش اإلٔزشٔذ‪:‬‬

‫تزخر شبكة اإلنترنت بالعديد مف البنوؾ والمصارؼ التى تقدـ خدماتيا عبر الشبكة ‪ ،‬واضافةً‬
‫لذلؾ توجد بعض المؤسسات المالية التى تقدـ بعض الخدمات التى قد تعتبر بنكية ‪ ،‬وىو ما قد‬
‫يستغمو بعض الجناة كوسيمة سيمة وميسرة لغسيؿ أمواليـ القذرة‪ .‬ويتـ غسيؿ األمواؿ مف خبلؿ‬
‫بنوؾ اإلنترنت عمى النحو التالى‪:‬‬

‫أ ػ فتح حساب فى إحدى بنوؾ اإلنترنت‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ إستمارة تممى عف طريؽ اإلنترنت‪،‬‬
‫وفييا يضع العميؿ إسمو والذى غالباً ما يكوف إسـ وىمى‪ ،‬وقد بفتح الجانى حساباً واحداً‬
‫أو عدة حسابات فى نفس البنؾ أو فى عدة بنوؾ منتشرة حوؿ العالـ‪.‬‬

‫ب ػ اإليداع ‪ :‬وذلؾ عف طريؽ اإليداع النقدى أو اإلليكترونى أو بكمتا الطريقتيف‪.‬‬

‫ج ػ بعد إيداع األمواؿ فى البنؾ تأتى المرحمة األىـ وىى مرحمة إختبلط أمواؿ الجانى باألمواؿ‬
‫الموجودة بالبنؾ والخاصة بعمبلء ىذا األخير وقيامو بإستثمارىا فى عديد المشروعات‬
‫المختمفة ‪ ،‬ويتـ إستغبلؿ الماؿ كوحدة واحدة في اإلستثمار‪.‬‬

‫إضافةً لذلؾ فإف الجانى قد يستطيع الحصوؿ عمى قروض بضماف ىذه المبالغ المودعة‬
‫وىو أمر يدر عمى البنؾ ربحاً متحصؿ مف الفوائد المحتسبة عمى قيمة القرض‪ ،‬بؿ‬
‫ويمكف أف يتـ اإلقتراض مف بنؾ آخر بضماف الوديعو‪ ،‬وقد يكوف ىذا البنؾ في دولة‬
‫أخرى غير دولة البنؾ المودع لديو‪ ،‬واألمواؿ المقترضو ىي بطبيعة الحاؿ أمواؿ نظيفة‬
‫يمكف مف خبلليا اإلشتراؾ في مشروعات أو شراء ممتمكات تبدو في صورة مشروعة‬
‫تماما‪.‬‬

‫د ػ السحب اإللكتروني‪ :‬يمكف لصاحب الحساب أف يحصؿ مف البنؾ المودع لديو عمى كارت‬
‫ممغنط (‪ )atm‬يستطيع بموجبو أف يسحب األمواؿ إلكترونيا مف أي مكاف في العالـ‪.‬‬

‫ى ػ التحويؿ اإلليكترونى‪ :‬كذلؾ قد يستطيع غاسؿ األمواؿ تحويؿ األمواؿ مف بنوؾ اإلنترنت‬

‫‪100‬‬
‫إليكترونياً إلى أى حساب آخر فى الداخؿ أو الخارج‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اٌزغبسح اإلٌىزش‪١ٔٚ‬خ‪:‬‬
‫قد يستطيع الشخص غاسؿ األمواؿ كذلؾ غسيؿ أموالو القذرة عف طريؽ المتاجرة‬
‫اإلليكترونية ‪ ،‬وذلؾ بعقد صفقات ضخمة عبر شبكة اإلنترنت يقوـ مف خبلليا بشراء بضائع‬
‫ومنتجات ثمينة ثـ يقوـ بإعادة طرحيا لمبيع واظيار الماؿ القذر بمظير الماؿ النظيؼ المتأتى‬
‫مف تجارة مشروعة‪.‬‬
‫‪3‬ـ اٌّمبِشح ػجش اإلٔزشٔذ‪:‬‬
‫مع إنتشار شبكة االنترنت عمى مستوى العالـ فقد أصبح لعب القمار أسيؿ نظ ارً ألف‬
‫البلعبيف بات بإمكانيـ المعب وكؿ في مسكنو وكثي اًر ما تتداخؿ عممية غسيؿ األمواؿ مع أندية‬
‫القمار المنتشرة عمى شبكة اإلنترنت ‪ ،‬األمر الذي جعؿ مواقع الكازينوىات اإلفتراضية تنمو بشكؿ‬
‫كبير عمى شبكة اإلنترنت ‪ ،‬و المشكمة القانونية فى ىذه المواقع أنيا إفتراضية وليس ليا مكاف‬
‫معموـ‪ ،‬عمى عكس نوادي القمار الحقيقية(‪.)1‬‬

‫ولقد قامت مجموعة العمؿ المالية (‪ )FATF‬وىى مجموعة عمؿ مالى دولى مختصة‬
‫بدراسة أسباب ووسائؿ وطرؽ مكافحة غسيؿ األمواؿ ‪ ،‬ولقد انبثقت ىذه المجموعة عف قمة‬
‫(‪ )L`arche‬التى عقدت فى باريس فى يوليو مف العاـ ‪.)2(1989‬‬

‫قامت ىذه المجموعة بإعداد تقرير تـ نشره في فبراير ‪ ، 2001‬أشارت فيو إلى أف‬
‫"المقامرة عمى شبكة اإلنترنت‪ ،‬ربما تكوف خدمة نموذجية لكي تكوف غطاء لمخطط غسيؿ أمواؿ‬
‫عف طريؽ شبكة اإلنترنت‪ ،‬وأف المجرميف يستخدموف صناعة القمارعمى شبكة اإلنترنت إلرتكاب‬
‫الجرائـ ولغسيؿ عوائد الجريمة‪ .‬وفي يونيو ‪ ،2003‬فإف فريؽ العمؿ المكمؼ باتخاذ إجراءات‬
‫مالية حوؿ غسيؿ األمواؿ والمنظمة الدولية المتعددة األطراؼ لمكافحة غسيؿ األمواؿ‪ ،‬قد اعترفا‬
‫بالمشكمة التي تزداد تفاقما والتي يمثميا القمار عمى شبكة اإلنترنت وقامت بمراجعة توصياتيا‬
‫األربعيف بخصوص مكافحة غسيؿ األمواؿ‪ ،‬لكي تتضمف‪ ،‬مف بيف أشياء أخرى‪ ،‬التوصيات التي‬
‫اإلنترنت‬ ‫شبكة‬ ‫تتضمنيا‬ ‫التي‬ ‫والكازينوىات‬ ‫الكازينوىات‪،‬‬ ‫عمى‬ ‫تؤثر‬
‫تحديدا(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد ياسر أبو الفتوح ‪ ،‬مقاؿ بعنواف خصائص وتصنيفات الجريمة المعموماتية ‪ ،‬راجع الموقع‬
‫‪http://www.shaimaaatalla.com/vb/showthread.php?t=3951‬‬
‫(‪ )2‬راجع فى نفس المعنى ‪ ،‬محمد عبد ا﵀ ابو بكر سبلمة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.205‬‬
‫‪(3)http://www.bcblebanon.com/arabic/court_cases/internet_banks_fraud.htm#_Toc10‬‬
‫‪0725665‬‬
‫‪101‬‬
‫‪ 4‬ـ اٌّضبسثخ ف‪ ٝ‬س‪ٛ‬ق األ‪ٚ‬ساق اٌّبٌ‪١‬خ‪:‬‬
‫وسيمة أخرى لغاسؿ األمواؿ يستطيع مف خبلليا تبييض أموالو ‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ‬
‫الدخوؿ فى سوؽ األوراؽ المالية والبورصة عبر اإلنترنت حيث يقوـ بشراء عديد كبير مف األسيـ‬
‫وبمبالغ ىائمة ثـ يعود بعد ذلؾ ويقوـ ببيعيا‪.‬‬

‫ولو أمعنا النظرفى جميع طرؽ غسيؿ األمواؿ عف طريؽ اإلنترنت ‪ ،‬لوجدنا أنيا ترتكز‬
‫جميعاً عمى وجود رصيد إليكترونى مودع لمصمحة الجانى فى إحدى البنوؾ التى تتعامؿ عف‬
‫طريؽ اإلنترنت ػ بغض النظر كاف ىذا الرصيد بإسمو أوال ػ ويستطيع مف خبللو تحويؿ أموالو أو‬
‫التجارة عف بعد أو شراء االسيـ فى البورصة وكذلؾ المقامرة‪.‬‬

‫ومف المبلحظ كذلؾ ػ وفقاً لما نعتقد بصحتو ػ أف ىناؾ فارؽ يستحؽ الذكربيف جريمة‬
‫غسيؿ األمواؿ و الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬فجرائـ التجارة اإلليكترونية يتميز‬
‫الجانى فييا بأنو يسعى إلى الوصوؿ إلى منفعة مادية مف خبلؿ سموكو اإلجرامى المتمثؿ فى‬
‫النصب أو السرقة أو اإلعتداء عمى حقوؽ الغير لمحصوؿ عمى منفعتو ‪ ،‬أى إنو يسعى إلنتزاع‬
‫ضالتو مف خبلؿ شبكة اإلنترنت ‪ ،‬فالماؿ محؿ السرقة أو النصب أو اإلعتداء كائف داخؿ شبكة‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬أما فى جرائـ غسيؿ األمواؿ عبر اإلنترنت فإف األمر يختمؼ فالجانى ىنا قد تحصؿ‬
‫عمى المنفعة المادية المتمثمة فى مبمغ مالى مف نشاط غير قانونى أو غير مشروع ولكنو يسعى‬
‫جاىداً إلدخاؿ ىذا الماؿ فى المنظومة اإلقتصادية أو التجارية لمشبكة مف أجؿ دورانو فييا‬
‫وغسيمو ومف ثـ إستعادتو ماالً مشروعاً‪ ،‬ومف الممكف كذلؾ أف يكوف الماؿ المتحصؿ مف جرائـ‬
‫التجارة اإلليكترونية محبلً لغسيمو عف طريؽ اإلنترنت ‪ ،‬وذلؾ بقياـ المجرـ الذى تحصؿ عمى‬
‫الماؿ مف خبلؿ الشبكة بإدخالو مف جديد فى الشبكة بإحدى الطرؽ إلضفاء عميو وصؼ‬
‫المشروعية‪.‬‬

‫ومف أبرز األمثمة لغسيؿ األمواؿ عف طريؽ اإلنترنت ‪ ،‬قياـ السمطات المصرية بالقبض‬
‫عمى ‪ 43‬شخص إلرتكابيـ خارج مصر وداخميا جريمة غسيؿ أمواؿ تبمغ قيمتيا مميونا و‪117‬‬
‫ألؼ دوالر أمريكى متحصمة مف جرائـ نصب حيث تمقى ‪ 11‬متيماً جزءاً مف األمواؿ عف طريؽ‬
‫عدة تحويبلت مف الخارج‪ ،‬وصرفوىا مف إحدى شركات تحويؿ األمواؿ داخؿ مصر‪ ،‬وأودعوىا‬
‫حسابات أحد المتيميف بعدة بنوؾ وصندوؽ توفير البريد بيدؼ إخفاء مصدر األمواؿ وعرقمة‬
‫التوصؿ إلى مرتكبى الجريمة وقد أوضحت نيابة أمف الدولة العميا أف المتيميف إشتركوا فيما‬
‫بينيـ بطريقى اإلتفاؽ والمساعدة فى إرتكاب جريمة غسيؿ األمواؿ‪ ،‬بأف إتفؽ عدد منيـ عمى‬
‫تمقى التحويبلت المالية الواردة مف الخارج بأسمائيـ‪ ،‬والمتحصمة مف جريمة نصب‪ ،‬وصرفوىا‬

‫‪102‬‬
‫عبر فروع إحدى شركات تحويؿ األمواؿ‪ ،‬حيث أمدوا بعضيـ بعضاً بمعمومات وتواريخ ورود ىذه‬
‫التحويبلت مف الفروع الواردة عمييا لصرفيا وتوزيعيا فيما بينيـ(‪.)1‬‬

‫اٌفشع اٌضبٌش‬
‫اٌّ‪ٛ‬لف اٌزشش‪٠‬ؼ‪ ِٓ ٝ‬عشائُ غس‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي ػجش اإلٔزشٔذ‪:‬‬
‫فى مصر نص القانوف رقـ ‪ 80‬لسنة ‪ 2002‬والمعدؿ بالقانوف رقـ ‪ 78‬لسنة ‪ ،2003‬فى‬
‫المادة ‪ 14‬عمى أنو‪ :‬يعاقب بالسجف مدة ال تجاوز سبع سنوات وبغرامة تعادؿ مثمى األمواؿ محؿ‬
‫الجريمة ‪ ،‬كؿ مف إرتكب أو شرع فى إرتكاب جريمة غسيؿ األمواؿ المنصوص عمييا فى المادة‬
‫(‪ ) 2‬مف ىذا القانوف ‪ .‬ويحكـ فى جميع األحواؿ بمصادرة األمواؿ المضبوطة ‪ ،‬أو بغرامة‬
‫إضافية تعادؿ قيمتيا فى حالة تعذر ضبطيا أو فى حالة التصرؼ فييا إلى الغير حسف النية‪.‬‬

‫وقد تضمف القانوف سالؼ الذكر بعض الضوابط الرقابية التى يتعيف أف تمتزـ بيا البنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية بشأف مكافحة غسيؿ األمواؿ فيما يتعمؽ بفتح حسابات الزبائف مف حيث‬
‫التعرؼ عمى ىوياتيـ والتأكد مف بياناتيـ وضرورة اإلخطار عف العمميات التى يشتبو فى إنيا‬
‫تتضمف غسيؿ أمواؿ ‪ ،‬وكذلؾ التحكـ فى النقد األجنبى الوارد إلى مصر مف حيث معرفة مقداره‬
‫حاؿ مجاوزتو العشريف ألؼ دوالرأو مايعادؿ ذلؾ‪ .‬وقد إنضمت مصر لئلتفاقية العربية لمكافحة‬
‫اإلتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقمية تونس‪ ،1994‬وانضماميا كذلؾ لمجموعة‬
‫اإليجمونت فى عاـ ‪ ، 2004‬وىى تجمع دولى تشارؾ فيو وحدات غسيؿ األمواؿ بدوؿ العالـ‬
‫حتى يمكف تبادؿ المعمومات البلزمة وتنسيؽ الجيود لمكافحة جريمة غسيؿ األمواؿ فى كافة‬
‫الدوؿ األعضاء بتمؾ المنظمة ‪.‬‬

‫أما فى ليبيا فقد نص القانوف رقـ (‪ )2‬لسنة‪1373‬و‪.‬ر‪2005‬ـ بشأف مكافحة غسيؿ‬


‫األمواؿ فى مادتو الرابعة عمى عقوبة غسيؿ األمواؿ باآلتى‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬مع عدـ اإلخبلؿ بالعقوبات المنصوص عمييا في قانوف العقوبات أو أى قانوف آخر ‪،‬‬
‫المقَررة لمجرائـ التي تكوف مصد اًر لؤلمواؿ غير المشروعة ‪،‬يعاقب عمى جريمة غسيؿ‬ ‫وُ‬
‫األمواؿ ‪ ،‬المنصوص عمييا في الفقرة (أوالً) مف المادة الثانية ‪ ،‬بالسجف وبغرامة تعادؿ‬
‫قيمة الماؿ محؿ الجريمة ‪ ،‬مع مصادرة الماؿ‪.‬‬

‫‪(1) http://www.egypty.com/accidents-details.aspx?accidents=3030‬‬

‫‪103‬‬
‫صفو فاعبلً أو‬
‫بو ْ‬
‫المتحصمة منيا األمواؿ ‪ ،‬سواء َ‬
‫واذا كاف الجاني مساىماً في الجريمة ُ‬
‫حدييا إلى الثمث ‪.‬‬
‫عوقبب بعقوبة الجريمة ذات الوصؼ األشد ‪ ،‬مع زيادة ْ‬
‫َ‬ ‫شريكاً ‪،‬‬

‫أما إذا كاف الجاني يعمـ أف األمواؿ ُمتحصمة مف جريمة عقوبتيا أشد ‪ ،‬دوف أف يكوف‬
‫المقررة لتمؾ الجريمة‪.‬‬
‫مساىماً فييا ‪ ،‬فتوقع عميو العقوبة ُ‬
‫ثانياً ‪ :‬تعاقب المنشأة التي ترتكب الجريمة بإسميا أو لحسابيا بغرامة تعادؿ ضعؼ الماؿ محؿ‬
‫العود يح َكـ ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلؾ ‪ ،‬بسحب‬
‫الجريمة ‪ ،‬مع مصادرة الماؿ ‪ .‬وفي حالة ْ‬
‫الترخيص وغمؽ المنشأة‪.‬‬

‫وكذلؾ نص القانوف عمى إنشاء وحدة بالمصرؼ المركزي تسمى " وحدة المعمومات‬
‫المالية " لمواجية عمميات غسيؿ األمواؿ‪ ،‬وكذلؾ إلزاـ كؿ مصرؼ مف المصارؼ العاممة في‬
‫المتعمقة بمكافحة غسيؿ األمواؿ" ‪،‬‬
‫الدولة بإنشاء وحدة فرعية تسمى "الوحدة الفرعية لممعمومات ُ‬
‫المؤسَّسة المالية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ومتابعة كافة العمميات والصفقات التي ُيجرييا المصرؼ أو ُ‬
‫تتولى رصد ُ‬
‫بموجب ىذا القانوف لجنة تسمى المَّجنة الوطنية لمكافحة غسيؿ األمواؿ‬
‫وكذلؾ نشأت ُ‬
‫تقوـ بإقتراح األنظمة واإلجراءات البلزمة لمكافحة غسيؿ األمواؿ‪.‬‬

‫وبعد أف عرضنا لكؿ مف موقؼ المشرع المصرى ثـ الميبى فى التصدى لجريمة غسيؿ‬
‫األمواؿ ‪ ،‬فإنو مف المبلحظ عدـ إشارة أياً منيما لجرائـ غسيؿ األمواؿ التى تتـ عبر اإلنترنت ‪،‬‬
‫حيث عب ار عف جريمة غسيؿ األمواؿ بشكؿ عاـ وىو مايمكف معو القوؿ بصحة إنطباؽ النصيف‬
‫سالفى الذكر أيا كانت طريقة إرتكاب الجريمة مع ضرورة إضافة نصوص خاصة بيا تعرؼ‬
‫الجريمة وكيؼ ترتكب عبر شبكة اإلنترنت ووضع العقوبات التى تتبلئـ مع خطورتيا وخطورة‬
‫مرتكبييا‪ ،‬وذلؾ نظ اًر لتعاظـ دور شبكة اإلنترنت فى تسييؿ إرتكاب ىذه الجريمة التى سبؽ وأف‬
‫رأينا تميزىا بالطابع المنظـ والدولى فى نفس اآلف مما يزيد مف صعوبتيا عمى المشرع الوطنى‬
‫خاصةً فيما يتعمؽ بمكاف إرتكابيا وموقع الجانى ‪ ،‬لذا وجب تشديد الرقابة عمى العمميات‬
‫المصرفية التى تتـ عبر اإلنترنت مف قبؿ البنوؾ التى تتعامؿ فى ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫أما عف المجيودات الدولية المبذولة لمكافحة جريمة غسيؿ األمواؿ فقد تعددت ويأتى‬
‫عمى رأسيا‪ :‬بياف بازؿ عاـ ‪ ، 1988‬إتفاقية باليػرمو فى العاـ ‪ ، 2000‬ميثاؽ السيطرة عمى‬
‫لجنة العمؿ المالى الدولى‬ ‫عمميات غسؿ االمواؿ بيف البنوؾ العالمية فى العاـ ‪، 2000‬‬
‫لمكافحة غسيؿ األمواؿ لجنة فاتؼ (‪ ، )F.A.T.F‬إتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد فى العاـ‬
‫‪.2003‬‬

‫‪104‬‬
‫اٌفظـً اٌضبٔـ‪ٝ‬‬
‫ِىبفحــخ عشائــُ اإلٔـزشٔذ‬
‫رّ‪١ٙ‬ذ ‪ٚ‬رمس‪:ُ١‬‬
‫لما كانت شبكة اإلنترنت مف الخدمات التى تعتبر حديثة نوعاً ما فى ػ دوؿ العالـ العربى‬
‫تحديداً ػ فإف أغمب الجرائـ المرتكبو عبرىا لـ تحظى بتشريع خاص يجرميا ‪ ،‬ومرجع ذلؾ ىو‬
‫حداثة ىذه الخدمة كما ذكرنا ‪ ،‬وكذلؾ التطور السريع والمتنامى فى أساليب إرتكابيا‪ ،‬ونظ اًر ألف‬
‫جريمة اإلنترنت ىى جريمة تتعدى الحدود الوطنية أى أف أثرىا يتعدى حدود الدولة المرتكب فييا‬
‫الفعؿ اإلجرامى فإف مكافحتيا كذلؾ ال يمكف أف تكوف إال بتكاتؼ الجيود الوطنية ووقوفيا جنباً‬
‫إلى جنب مع تمؾ الجيود الدولية لتدارؾ الموقؼ والحيمولة دوف استشراء ىذه الظاىرة وىذه‬
‫الجيود أو وسائؿ التصدى والمكافحة ىى محور بحثنا فى الفصؿ الثانى مف ىذه الدراسة وذلؾ‬
‫عمى النحو التالى‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مكافحة جرائـ اإلنترنت عمى الصعيد الوطنى‪.‬‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬مكافحة جرائـ اإلنترنت عمى الصعيد الدولى‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫اٌّجحـــش األ‪ٚ‬ي‬
‫ِىبفحخ عشائُ اإلٔزشٔذ ػٍ‪ ٝ‬اٌظؼ‪١‬ذ اٌ‪ٛ‬طٕ‪ٝ‬‬
‫رّ‪١ٙ‬ذ ‪ٚ‬رمس‪:ُ١‬‬
‫تسعى كؿ دولة لمحاربة جرائـ اإلنترنت داخؿ إقميميا ارصدة لذلؾ عتادىا الفنى والتقنى‬
‫والبشرى ‪ ،‬فعمى المستوى التقنى والفنى يتـ اإلستعانة بأفضؿ وأحدث طرؽ التكنولوجيا لحماية‬
‫شبكة اإلنترنت مف اإلنتياكات التى تحدث نتيجة إستغبلؿ الشبكة لمنفاذ داخميا واستعماليا فيما‬
‫يحظره القانوف ‪ ،‬أما عمى المستوى البشرى فيتـ ذلؾ باإلستفادة مف المتخصصيف فى مجاؿ‬
‫الحواسيب وشبكات اإلنترنت ‪ ،‬إضافةً إلى المجيودات الشرطية المكثفة لقمع أو محاولة وأد ىذه‬
‫وبناء عمى ماسبؽ فإف دراستنا ىذا المبحث ستكوف عمى النحو التالى‪:‬‬
‫ً‬ ‫األفعاؿ‬

‫المطمب األول ‪ :‬سبؿ الحماية الفنية فى مواجية جرائـ اإلنترنت‪.‬‬

‫المطمب الثانى‪ :‬التصدى الشرطى لجرائـ اإلنترنت‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫اٌّطٍـــت األ‪ٚ‬ي‬
‫سجً اٌحّب‪٠‬خ اٌفٕ‪١‬خ ف‪ِٛ ٝ‬اع‪ٙ‬خ عشائُ اإلٔزشٔذ‬
‫تتعد سبؿ الوقاية أو الحماية بالطرؽ الفنية فى مواجية جرائـ اإلنترنت وتنحصر ىذه‬
‫الطرؽ فى ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬إستخداـ كممة السر‪.‬‬

‫ثانيـاً ‪ :‬تشفير البيانات‪.‬‬

‫ثالثـاً ‪ :‬إستخداـ التوقيع اإلليكترونى‪.‬‬

‫رابعـاً ‪ :‬تنقية البيانات‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬برامج الحماية‪.‬‬


‫أ‪ٚ‬لا‪ :‬إسزخذاَ وٍّخ اٌسش(وٍّخ اٌّش‪ٚ‬س)‪:‬‬
‫كممة السر ىي سمسمة مف األحرؼ واألرقاـ تتيح الدخوؿ إلى أحد أجيزة الكمبيوتر والوصوؿ إلى‬
‫محتوياتو أو ىى التى تستخدـ فى الدخوؿ إلى البريد اإلليكترونى ‪ ،‬وتقدـ كممة السر المساعدة‬
‫لضماف عدـ وصوؿ األشخاص إلي محتويات الكمبيوتر إال إذا تـ تخويميـ ذلؾ‪ ،‬ويجب دائماً‬
‫إنشاء كممات سر قوية لمحفاظ عمى الكمبيوتر آمناً‪ ،‬ويجب كذلؾ عدـ إظيار كممة المرور أو‬
‫كتابتيا في مكاف ما حيث يمكف أف يراىا اآلخريف‪.‬‬

‫ويشترط فى كممة السر لكى تكوف فعالة‬

‫‪ -‬أف تكوف طويمة‬

‫‪ -‬أف تكوف منوعة فيما بيف األحرؼ األبجدية واألرقاـ والرموز‬

‫ػ إستخداـ لوحة المفاتيح كاممة فى كتابة كممة السر‪.‬‬

‫‪ -‬إستخداـ كممات وعبارات يسيؿ تذكرىا‪ ،‬ولكف يصعب عمى اآلخريف كشفيا‪.‬‬

‫‪ -‬عدـ إستعماؿ إسـ الشخص الحقيقى أو عنوانو ‪ ،‬أو رقـ الياتؼ ‪ ،‬أو معمومات شخصية‬
‫أخرى ككممة سر‪.‬‬

‫‪ -‬تغيير كممة السر بشكؿ دورى لضماف عدـ إنكشافيا أو سرقتيا‪.‬‬

‫والجدير بالذكر كذلؾ أف إستخداـ كممة السر قد يكتنفو بعض المخاطر والتى تتمثؿ فى‬
‫اإلستيبلء عميو مف مالكو وذلؾ عف طريؽ تخميف كممة السر التى قد تتكوف مف معمومات‬
‫شخصية كاإلسـ أو تاريخ الميبلد أو رقـ التميفوف الشخصى‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ومف طرؽ الحصوؿ عمى كممة السر الخاصة بالغير كذلؾ ىو الوقوؼ مثبلً وراء‬
‫الضحية أثناء كتابتو كممة السر‪ ،‬وكذلؾ القياـ بتركيب برنامج صغير فى جياز الحاسب األلى‬
‫يسجؿ جميع الحروؼ واألرقاـ التى تـ إستخداميا فى لوحة المفاتيح‪ ،‬أو إستخداـ البرامج التى‬
‫تقوـ بتخميف كممات المرور‪.‬‬
‫صبٔ‪١‬با‪ :‬رشف‪١‬ش اٌج‪١‬بٔبد‪:‬‬
‫عرؼ التشفير بأنو عممية تحويؿ المعمومات إلى شيفرات غير مفيومة (تبدو غير ذات‬
‫ُي َّ‬
‫الم َّ‬
‫رخص ليـ مف اإلطبلع عمى المعمومات أو فيميا‪ ،‬وليذا تنطوي‬ ‫معنى) لمنع األشخاص غير ُ‬
‫عممية التشفير عمى تحويؿ النصوص العادية إلى نصوص ُمشفََّرة(‪.)1‬‬

‫وتتألف عممية التشفير من ثالثة عناصر‪،‬ىي(‪:)2‬‬

‫‪ 1‬ػ المعمومات التي ستجرى ليا عممية تشفير وقد تكوف رسالة نصية‪ ،‬أو ممفات ميمة‪ ،‬أو‬
‫إشارات كيربائية مشفرة كإشارة البث التمفزيوني الرقمي‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بيانات مبيمة‪ ،‬وخوارزمية فؾ‬ ‫ستطبؽ عمى المعمومات لتحويميا إلى‬ ‫‪ 2‬ػ خوارزمية التشفير التي‬
‫ّ‬
‫التشفير التي تعيد ىذه البيانات إلى حالتيا المفيومة األصمية‪ .‬وىذه الخوارزميات عبارة عف‬
‫دواؿ رياضية محددة‪ ،‬يزداد عامؿ األماف الذي توفره‪ ،‬بإزدياد تعقيدىا‪ ،‬حيث يكوف فكيا أو‬
‫استنتاجيا‪ ،‬صعباً لمغاية ‪.‬وتوجد العديد مف الخوارزميات المتبعة في عمميات التشفير عبر‬
‫إنترنت‪ ،‬منيا ‪ DES‬و ‪ RSA‬و‪.PGP‬‬

‫‪ 3‬ػ المفتاح‪ ،‬وىو سمسمة أو أكثر مف الرموز تتسمميا الخوارزميات المتبعة‪ ،‬وتطبقيا عمى البيانات‬
‫لتشفيرىا أو فؾ التشفير عنيا‪ .‬وتتبع أنظمة التشفير أسموبيف مختمفيف‪ ،‬تبعاً لممفاتيح‬
‫المستخدمة‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬تشفير المفتاح السري )‪ ، SKE (secret-key encryption‬ويستخدـ ىذا النظاـ‬


‫المفتاح ذاتو في عمميتي التشفير وفؾ التشفير ‪.‬ويعتمد مبدأ ىذا النوع عمى إتفاؽ الطرفيف‬
‫المرسؿ والمستقبؿ لممعمومات المشفرة‪ ،‬عمى مفتاح سري واحد‪ .‬ويعتبر عامؿ أماف ىذا‬
‫النوع أضعؼ مف عامؿ أماف تشفير المفتاح العاـ‪ ،‬حيث يمكف أف يتطفؿ شخص معيف‬
‫عمى عممية تبادؿ المعمومات‪ ،‬التي يتـ خبلليا االتفاؽ عمى المفتاح السري‪ ،‬ويتعرؼ عمى‬
‫ىذا المفتاح ‪.‬ويعتبر مثاؿ تشفير يوليوس قيصر ضمف ىذا النوع مف التشفير‪ ،‬فيو يعتمد‬

‫‪(1) http://www.itep.ae/arabic/EducationalCenter/Articles/Encryption_01.asp‬‬
‫(‪ )2‬مقاؿ بعنواف ‪ ،‬تشفير البيانات فى إنترنت ‪ ،‬راجع الموقع‬
‫‪http://www.arabteam2000-forum.com/index.php?showtopic=5441‬‬
‫‪108‬‬
‫عمى مفتاح واحد في عمميتي التشفير‪ ،‬وفؾ التشفير‪ .‬ويعرؼ ىذا النوع كذلؾ‪ ،‬بالتشفير‬
‫المتناظر ويعتبر نظاـ )‪ DES (Data Encryption Standard‬أشير األنظمة التي‬
‫تعتمد عمى ىذا النوع مف التشفير‪ ،‬وقد طورتو شركة‪. IBM‬‬

‫ثانياً ‪ :‬نظام المفتاح العام )‪ ، PKE (public-key encryption‬ويستخدـ زوجاً مف‬


‫المفاتيح‪ :‬أحدىما يدعى المفتاح العاـ‪ ،‬ويتـ اإلعبلف عنو لجميع الجيات التي تتبادؿ‬
‫المعمومات‪ ،‬وىو المفتاح المستخدـ لتشفير البيانات‪ ،‬واآلخر يدعى المفتاح الخاص‪ ،‬وىو‬
‫المستخدـ لفؾ التشفير‪ ،‬ويبقى ىذا المفتاح س اًر عند الجية المستقبمة‪ ،‬فتزوؿ بذلؾ‪ ،‬ضرورة‬
‫تبادؿ المرسؿ والمستقبؿ المفتاح‪ ،‬الذي قد يتعرض لمكشؼ خبلؿ عممية التبادؿ‪.‬‬

‫وتعتمد بعض الشركات التى تقدـ خدمات تجارية بواسطة بطاقات اإلئتماف عمى شبكة‬
‫اإلنترنت أسموب التشفير لحماية عممياتيا التجارية ‪ ،‬كشركتى ماستر كارد وفي از كارد ‪ ،‬ومع ذلؾ‬
‫فإف لمتشفير خطورتو حيث أنو يجعؿ ميمة البوليس مستحيمة ألنو يمنعو مف إكتشاؼ الجرائـ‬
‫التى تتضمنيا الحاسبات اآللية ‪ ،‬وخاصة بالنسبة لئلرىابييف ومروجى الصور ذات الطابع‬
‫اإلباحى(‪.)1‬‬
‫صبٌضبا‪ :‬إسزخذاَ اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ اإلٌ‪١‬ىزش‪:ٝٔٚ‬‬
‫يعتبر التوقيع اإلليكترونى طريقة مف طرؽ اإلتصاؿ المشفرة التى تعمؿ عمى توثيؽ‬
‫المعامبلت التى تبرـ عبر اإلنترنت ولمتوقيع اإلليكترونى عدة مميزات وفوائد تمخص فى اآلتى‪:‬‬

‫ػ يشير التوقيع اإلليكترونى إلى شخص محدد بالذات وينسب التصرؼ القانونى الصادر إليو‬
‫وحده دوف غيره وذلؾ عف طريؽ كممات سر معينة أو بطاقات ذكيو وكذلؾ عف طريؽ‬
‫شيادات التصديؽ اإلليكترونية التى تشير إلى الشخص صاحب التوقيع دوف غيره‪.‬‬

‫ػ وكذلؾ يحمى التوقيع اإلليكترونى سرية البيانات والمعمومات وسبلمتيا بحيث يمنع الغير مف‬
‫اإلطبلع عمييا أو محاولة إستخداميا أو محاولة تغيير محتواىا‪ ،‬وكذلؾ حماية المؤسسات‬
‫مف عمميات التزييؼ وتزوير التوقيعات‪.‬‬

‫ػ يحقؽ التوقيع اإلليكترونى ضمانة أخرى ىامة أال وىى عدـ مقدرة الشخص صاحب التوقيع‬
‫اإلليكترونى ‪ ،‬عمى إنكار قيامو بالمعاممة التجارية اإلليكترونية وذلؾ لوجود جية التصديؽ‬
‫سالفة الذكر التى توثؽ كافة المعامبلت وكذلؾ عدـ قدرة الشخص المستفيد مف التوقيع عمى‬
‫إنكار المعاممة‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬طارؽ إبراىيـ الدسوقى عطية ‪ ،‬األمف المعموماتى (النظاـ القانونى لمحماية المعموماتية) ‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة ‪ ، 2009 ،‬ص ‪ 586‬ػ ‪.587‬‬

‫‪109‬‬
‫ساثؼبا‪ :‬رٕم‪١‬خ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد‪:‬‬
‫تنقية المعمومات ىى وسيمة تمكف المؤسسات أو األفراد مف حجب الوصوؿ إلى بعض محتويات‬
‫الشبكة العنكبويتو والتي يروف أنيا غير مناسبة لممستخدـ ‪ ،‬أوىى آلية تستخدـ لحصر الوصوؿ‬
‫بناء عمى مصدر ىذه البيانات‪.‬‬
‫إلى محتويات شبكة اإلنترنت ً‬
‫وتتم طريقة عمل ىذا النظام بعدة طرق من أبرزىا‪:‬‬
‫‪1‬ـ فهررج انمؼهىماخ تناء ػهً مصدرھا‪:‬‬
‫وىذه الطريقة تستدعي حجب المعمومات المستقبمة أو المرسمة مف مصادر معينة تـ‬
‫بناء عمى مصدرىا يتـ بصورتيف‪:‬‬
‫تصنيفيا مسبقا عمى أنيا غير مقبولة‪.‬وفمترة المعمومات ً‬
‫‪ ‬الصورة األولى‪ :‬طريقة القوائـ البيضاء‪.‬‬
‫وىي قوائـ تسير عمى عكس الحكمة التي تقوؿ " المتيـ برئ حتى تثبت إدانتو " وبعبارة‬
‫أخرى فكؿ موقع جديد في شبكة اإلنترنت ىو موقع محظور وال يمكف الوصوؿ إليو إال بعد التأكد‬
‫تماما مف خموه مف الجوانب السمبية ‪ ،‬حينيا يمكف إضافتو إلى قائمة السماح بالوصوؿ أو القائمة‬
‫البيضاء‪ .‬فاألصؿ ىنا ىو منع الوصوؿ إلى المواقع‪.‬‬

‫‪ ‬الصورة الثانية‪ :‬طريقة القوائـ السوداء‪.‬‬


‫األصؿ في ىذا النظاـ السماح لممستخدميف لموصوؿ لجميع المواقع أي أف " المتيـ برئ‬
‫حتى تثبت إدانتو " ويتـ المنع فقط عند ثبوت مخالفة الموقع لممعايير المحددة مسبقا‪.‬‬
‫‪2‬ـ فهررج انمؼهىماخ تناء ػهً محرىاھا‪:‬‬
‫يتـ في ىذا النوع اختيار محتوى صفحات اإلنترنت لتحديد مدى حفاظيا لممعاير المحددة‬
‫وىناؾ عدد مف الطرؽ لذلؾ‪:‬‬

‫أ‪ .‬فمترة الكممات‪.‬‬


‫يتـ ىنا فحص الكممات الموجودة في الصفحات لتحديد ماإذا كانت تحتوي عمى كممة‬
‫تنتمي إلى مجموعة الكممات الغير الئقة‪.‬‬

‫وتتميز ىذه الطريقة بعدـ الحاجة إلى تحديث ومتابعة مستمرة ‪ ،‬ومف عيوبيا أنيا قد‬
‫تحجب العديد مف المواقع المناسبة ‪ ،‬فمثبل لو حددنا كممة ( تعري) كأحد الكممات المحظورة فإف‬
‫المواقع الخاصة بمكافحة والتحذير مف العري سوؼ تحجب أيضا فقط ألنيا تحتوي عبارة مثؿ (‬
‫مكافحة العري)‬

‫‪110‬‬
‫ب‪ .‬تحميؿ الصور‪.‬‬
‫يتـ في ىذا األسموب إستخبلص الخصائص العامة لمصورة مثؿ األلواف والنصوص‬
‫واألشكاؿ ومحاولة تحديد ماإذا كانت تحتوي عمى صور غير الئقة وىذا النوع يحتاج إلى أجيزة‬
‫ذات إمكانية عالية لمقياـ بالعمميات المعقدة الخاصة بتحميؿ الصور‪.‬‬
‫خبِسبا‪ :‬ثشاِظ اٌحّب‪٠‬خ‪:‬‬
‫تقوـ برامج الحماية بحماية األجيزة مف تعرضيا لمفيروسات أو اإلختراقات أو التجسس‬
‫أثناء العمؿ عمى شبكة اإلنترنت بالفحص الدورى لكؿ العمميات التى تتـ وىذا بفحص البصمات‬
‫المختمفة التى يتركيا الفيروس عمى البرمجيات أو الممفات مع ضرورة تحديث برامج مكافحة‬
‫الفيروسات ومتصفح الشبكة أوالً بأوؿ مع ضرورة فصؿ جياز الحاسب اآللى عف الشبكة في‬
‫حالة عدـ اإلستخداـ‪.‬‬

‫إضافةً لبرامج الحماية يوجد أيضاً الجدار الناري (‪ )Firewall‬وىو تطبيؽ برمجي يقوـ‬
‫بمراقبة جميع البيانات والمعطيات‪ ،‬و اليدؼ الرئيسي مف الجدار الناري ىو حماية المعطيات‬
‫المخزنة مف أي ىجوـ يقوـ بو العابثيف والمخترقيف‪ ،‬ويمكف إعداد الجدراف النارية بحيث تتمكف‬
‫مف مراقبة أنماط معينة مف البيانات‪ ،‬كاألوامر والتعميمات ومف الممكف القياـ بحجب بيانات مف‬
‫مصادر معينة‪ ،‬كالمعمومات اآلتية مف دولة معينة‪ ،‬أو مف مستخدـ معيف‪ ،‬إضافةً لحماية البريد‬
‫اإللكتروني الوارد والصادر‪.‬‬

‫وھنان ػدج أنىاع نهجدار انناري ػهً اننحى انرانً(‪:)1‬‬

‫( أ ) جدران نارية لحماية المنشآت الكبيرة )‪ :(Enterprise‬وىذا النوع توفػ ػره شركات كبرى‬
‫متخصص ػػة مثػؿ )‪ (CISCO‬و)‪ (Nortel‬و)‪ .(Symantec‬وغالباً ما توفر الشركة‬
‫المصنعة أنواعاً متعددة مف جدراف الحماية تتفاوت مف حيث سرعتيا والخدمات التي‬
‫تقدميا‪ ،‬وىذا النوع مف جدراف الحماية يتميز بما يمي‪:‬‬

‫(‪ )1‬أف جدار الحماية يكوف ػ غالباً ػ في جياز قائـ بذاتو مصمـ لغرض معالجة البيانات‬
‫بسرعة فائقة‪ ،‬أي أنو ليس مجرد برنامج يعمؿ في جياز حاسوب عادي‪.‬‬

‫(‪ )2‬تعدد الخدمات التي يقدميا جدار الحماية‪ ،‬مثؿ‪ :‬غربمة المظاريؼ‪ ،‬والحماية ضد‬
‫الفيروسات‪ ،‬وحماية البريد اإلليكتروني‪ ،‬والتشفير‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬خالد بف سميماف الغثير ‪ ،‬د‪ .‬محمد بف عبد ا﵀ القحطانى ‪ ،‬أمف المعمومات بمغة ميسرة ‪ ،‬مركز التميز‬
‫ألمف المعمومات ‪ ،‬جامعة الممؾ سعود ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2009 ،‬ص ‪ 89‬ػ ‪. 92‬‬

‫‪111‬‬
‫(‪ )3‬تشغيؿ جدار الحماية يحتاج إلى ميارات فنية متقدمة‪.‬‬

‫(‪ )4‬إرتفاع كمفة الشراء والتشغيؿ‪.‬‬

‫(ب) جدراف نارية لحماية المنشآت الصغيرة‪ :‬و ىذا النوع يشبو سابقو في كونو جيا از مخصصاً‬
‫قائماً بذاتو‪ ،‬إال أنو ال يجاريو مف حيث سرعة معالجة البيانات أو تعدد الخدمات المقدمة‪،‬‬
‫وليذا فإنو أقؿ سع اًر‪.‬‬

‫( ج ) جدراف نارية لحماية األجيزة الشخصية‪ :‬جدراف الحماية ىذه في أغمبيا ما ىي إال برامج‬
‫تحمؿ في الحاسوب الشخصي‪ ،‬بحيث تمر مف خبلليا جميع المعمومات الخارجة مف‬
‫الحاسوب أو الداخمة إليو‪ ،‬وفي ىذا المجاؿ أيضا يتنافس عدد مف الشركات عمى السوؽ‬
‫الكبير لجدراف الحماية الشخصية‪ ،‬ومف أمثمة المنتجات في ىذا المجاؿ ما يمي‪:‬‬

‫(‪Norton Personal Firewall )1‬‬

‫(‪.ZoneAlarm )2‬‬

‫(‪Sygate )3‬‬

‫(‪McAfee )4‬‬

‫ويقدـ ىذا النوع مف جدراف الحماية عدة خدمات مثؿ غربمة المظاريؼ‪ ،‬والحماية ضد‬
‫الفيروسات‪ ،‬وحماية البريد اإلليكتروني‪ ،‬والتشفير‪ ،‬والوقاية مف برامج التجسس )‪،(Spyware‬‬
‫ويمكف تنزيؿ ىذه البرامج مف شبكة اإلنترنت‪ ،‬إما مجاناً مثؿ‪ ،(ZoneAlarm) :‬أو بثمف مثؿ‬
‫)‪.(ZoneAlarm Pro‬‬

‫وعندما يحاوؿ برنامج موجود داخؿ الحاسوب االتصاؿ بالخارج‪ ،‬كاإلتصاؿ بموقع موجود‬
‫عمى شبكة اإلنترنت‪ ،‬يقوـ جدار الحماية )‪ (ZoneAlarm‬بعرض رسالة كتمؾ ويطمب مف‬
‫المستخدـ إتخاذ القرار بشأف السماح لمبرنامج باإلتصاؿ بالخارج أو منعو مف ذلؾ‪ .‬وبيذه اآللية‬
‫يمنع جدار الحماية البرامج الخبيثة التي قد توجد في جياز المستخدـ مف تسريب المعمومات‬
‫المخزنة في الجياز إلى الخارج دوف عمـ المستخدـ‪ ،‬كما أف جدار الحماية يمكف تييئتو بحيث‬
‫يعرض رسالة تحذيرية في كؿ مرة يحاوؿ برنامج موجود بالخارج اإلتصاؿ بالحاسوب الذي يوجد‬
‫بو جدار الحماية‪ ،‬والغرض مف ىذا واضح‪ ،‬فإنو توجد في شبكة اإلنترنت برامج خبيثة كثيرة‬
‫تحاوؿ الوصوؿ إلى الحواسيب إلتبلفيا أو إتبلؼ البيانات التي فييا‪.‬‬

‫إضافةً لكؿ ما سبؽ فإف عمى مستخدـ شبكة اإلنترنت أف يحتاط دائماً أثناء وجوده عمى‬

‫‪112‬‬
‫شبكة اإلنترنت وأف يضع فى حسبانو ما يمى(‪:)1‬‬

‫ػ ضرورة تحديث نظاـ التشغيؿ المستخدـ فى الحاسب اآللى بصفة مستمرة‪.‬‬

‫ػ عدـ وضع أى بيانات حقيقية أو شخصية أو صور عائمية وحفظيا عمى البريد اإلليكترونى‪.‬‬

‫ػ عدـ إستقباؿ أى برامج أو ممفات عبر البريد اإلليكترونى مف أشخاص غير معروفيف ألنيا‬
‫يمكف أف تنطوى عمى ما قد يدمر جياز الحاسب اآللى أو كشؼ كؿ المعمومات التى‬
‫يحتوييا ‪.‬‬

‫ػ عدـ التحدث مع شخص بدوف سابؽ معرفة بو إلحتماؿ قيامو بسرقة البريد اإلليكترونى‬
‫الشخصى‪.‬‬

‫ػ عدـ الدخوؿ إلى الغرؼ المشبوىة أو المواقع اإلباحية عمى شبكة االنترنت‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع موقع و ازرة الداخمية المصرية عمى اإلنترنت‬


‫‪http://citizen-service.moiegypt.gov.eg/crimes_web/main.htm‬‬
‫‪113‬‬
‫اٌّطٍـت اٌضبٔـ‪ٝ‬‬
‫اٌزظـذ‪ ٜ‬اٌششطـ‪ٌ ٝ‬غشائـُ اإلٔـزشٔذ‬
‫تمعب الشرطة دو اًر ميماً ًً كذلؾ فى مكافحة جريمة اإلنترنت ‪ ،‬ونقصد بالشرطة ىنا ىـ‬
‫أفراد الشرطة المتخصصيف فى مثؿ ىذا النوع مف الجرائـ والمؤىميف الذيف تمقوا تدريباً عمى‬
‫إستخداـ تقنيات شبكة اإلنترنت والقادريف عمى إستخداـ األجيزة الفنية الحديثة التي تساعد عمى‬
‫إثبات الجريمة‪ ،‬ويمكف تسمية الشرطة المتخصصة بجرائـ اإلنترنت شرطة اإلنترنت‪.‬‬

‫ويقصد بشرطة اإلنترنت نوع مف اإلجراءات والضمانات تقوـ بيا ضبطية قضائية مختمفة‬
‫تماماً عف تمؾ التى تقوـ بالكشؼ عف الجرائـ التقميدية ‪ ،‬لكونيا ال تعتمد عمى التدريبات المادية‬
‫أو الفيزيولوجية التى يتمقاىا رجاؿ الشرطة لموصوؿ إلى ىذه المرتبة‪ ،‬وانما تعتمد عمى قوة تكويف‬
‫البناء العممى والتكنولوجى ألفرادىا ‪ ،‬وىى تتولى فى ذلؾ ميمة مباشرة جمع اإلستدالالت‬
‫والتحرى فى العالـ اإلفتراضى ‪ ،‬مف أجؿ كشؼ النقاب عف ىذا النوع المتميز مف اإلجراـ ‪ ،‬كما‬
‫يمكنيا أف تطارد اليكرة ومخترقى األنظمة عمى كافة المستويات(‪.)1‬‬

‫وقد تنبو المجتمع الدولى لخطورة جرائـ اإلنترنت وما قد يواجو رجاؿ الشرطة مف‬
‫مصاعب تقنية فى إستخبلص وكشؼ خبايا ىذه الجرائـ ‪ ،‬وكاف ذلؾ في المؤتمر الثاني لمرابطة‬
‫الدولية لمقانوف الجنائي الذي عقد في أمسترداـ بيولندا عاـ ‪ 2000‬ونبو المؤتمروف آنذاؾ إلى‬
‫ضرورة إعداد رجاؿ قانوف لدييـ الميارة المعموماتية التي تمكنيـ مف التعامؿ مع الجريمة الرقمية‬
‫بميارات رقمية ‪ ،‬وىو ما أكدتو ندوة إستكيولـ لعمـ اإلجراـ التي ضمت أكثر مف ٓٓ‪ ٠‬عالماً‬
‫وخبي اًر ومينياً في مجاؿ عمـ اإلجراـ والعدالة الجنائية والتى نظمتيا جامعة إستكيولـ السويدية‬
‫بالتعاوف مع جامعة بنسمفانيا األمريكية‪ ،‬ليطرحوا بحوثًا تكشؼ حقائؽ مفادىا أف المعامبلت الرقمية‬
‫التي دخمت حياة المجتمعات المعاصرة تفرز كؿ يوـ أنماطًا معقدة مف الجرائـ الرقمية والقائمة عمى‬
‫تقنيات عالية مسرحيا الفضاء المفتوح‪ ،‬مما يتطمب معاممة رقمية مف حيث منعيا واكتشافيا‬
‫والتحقيؽ فييا والفصؿ فييا أماـ المحاكـ والتعامؿ مع المدانيف فييا(‪.)2‬‬

‫وكما أسمفنا فإف أفراد الشرطة المختصيف بجرائـ اإلنترنت البد مف تمقييـ التدريب الكافى‬
‫عمى تقنيات الكمبيوتر واإلنترنت ‪ ،‬ويشتمؿ ىذا التدريب عمى أساسيات ىامة ينبغى لرجؿ‬

‫(‪ )1‬نبيمة ىبة ىرواؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.100‬‬


‫(‪ ) 2‬المواء دكتور‪ .‬محمد األميف البشرى ‪ ،‬بحث بعنواف تأىيؿ المحققيف فى جرائـ الحاسب اآللى وشبكات‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬بحث مقدـ فى إطار حمقة عممية عقدت بالقاىرة تحت عنواف (اإلنترنت واإلرىاب) فى الفترة‬
‫مف ‪ 15‬ػ ‪ ، 2008/11/19‬جامعة نايؼ العربية بالتعاوف مع جامعة عيف شمس ‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪114‬‬
‫الشرطة أف اإللماـ بيا وىى تتمخص فى اآلتى‪:‬‬

‫ػ اإللماـ بأصوؿ التعامؿ مع الحاسوب بالشكؿ الذى يضمف إمكانية إجراء عمميات المعاينة‬
‫والتقتيش والضبط لؤلجيزة واألنظمة المعموماتية‪ ،‬وامتبلؾ ميارات التعرؼ عمى المعمومات‬
‫ذات القيمة أو التى مف الممكف اإلستفادة منيا فى سير التحقيقات والوصوؿ إلى الجناة‪.‬‬

‫ػ أنواع الجرائـ والمخاطر والتيديدات ونقاط الضعؼ الناشئة عف إساءة استخداـ الحاسب اآللي أو‬
‫شبكات المعمومات وخصائصيا ‪ ،‬وىو أمر منطقى حيث ال يستطيع رجؿ الشرطة التعامؿ‬
‫مع جريمة يجيؿ ماىيتيا‪.‬‬

‫وتبرز أىمية اإللماـ بطبيعة عمؿ الشبكات فى كونيا ضرورة لتصور كيفية إرتكاب الفعؿ‬
‫اإلجرامى وكيفية إختراؽ الشبكات والحواسيب ‪ ،‬وكذلؾ مدى إمكانية متابعة مصدر اإلعتداء عمى‬
‫الشبكة والمعوقات الفنية التى تحوؿ دوف ذلؾ(‪.)1‬‬

‫ػ معرفة األدوات واألساليب المستخدمة فى إرتكاب جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬وىو أمر غاية فى األىمية‬
‫خاصةً لمف يتولوف مناقشة الشيود واستجواب المتيميف فبدونو لف يستطيعوا طرح األسئمة‬
‫التى تتصؿ مباشرة بالفعؿ اإلجرامى وأسموب إرتكابو كما أنيا تساعد المحقؽ عمى التواصؿ‬
‫مع خبير الحاسوب الجنائى عند شرح األخير ما توصؿ إليو مف أدلة أو قرائف عف األساليب‬
‫المستخدمة فى إرتكاب الجريمة واألدوات التى تساعده عمى القياـ بذلؾ(‪.)2‬‬

‫ػ معرفة أىـ تقنيات أمف الحاسوب واإلنترنت وأدواتيا وطريقة عمميا‪ ،‬حيث أف إكتساب ىذه‬
‫الميارة واف كاف يبدو فى الظاىر أم اًر معقداً بعض الشىء إال أف األمر فى حقيقتو ليس‬
‫كذلؾ حيث أف المطموب أف يساعد معرفة ىذه التقنيات المحقؽ إستيعابيا وربطيا بمجريات‬
‫التحقيؽ بشكؿ عاـ وليس أف يجعمو خبي اًر فييا(‪.)3‬‬

‫وقد قامت العديد مف الدوؿ بتييئة وتأىيؿ رجاؿ الشرطة لدييا فى ىذا المجاؿ ‪ ،‬ومف‬
‫ىذه الدوؿ الواليات المتحدة األمريكية التى قامت بإنشاء دائرة متخصصة فى ىذه الجرائـ داخؿ‬
‫وحدة التحقيقات الفيدرالية (‪ ، )FBI‬وكذلؾ بريطانيا التى سارت عمى نفس المنواؿ بتأىيؿ ضباط‬
‫اإلسكوتبلنديارد ‪ ،‬أما فى مصر فقد تـ إنشاء ما يسمى بإدارة مكافحة جرائـ الحاسبات وشبكات‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬بحث بعنواف التحقيؽ وجمع األدلة فى الجرائـ المتعمقة بشبكة اإلنترنت ‪ ،‬ص‬
‫‪ ، 2‬البحث منشور بالموقع اإلليكترونى‬
‫‪http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=33‬‬
‫(‪ ) 2‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬بحث بعنواف التحقيؽ وجمع األدلة فى الجرائـ المتعمقة بشبكة اإلنترنت ‪ ،‬مرجع‬
‫سابؽ ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.3‬‬

‫‪115‬‬
‫المعمومات بو ازرة الداخمية ‪ ،‬وكذلؾ قياـ شرطة سمطنة عماف بإنشاء قسـ خاص بالجرائـ‬
‫اإلليكترونية‪ ،‬وفى السعودية ووفقاً لنظاـ مكافحة جرائـ المعموماتية فقد تـ إنشاء ما يسمى بشرطة‬
‫اإلنترنت كذلؾ‪.‬‬

‫ويثدأ انرحميك انشرطً فً جرائم اإلنررند تإحدي انطرق انرانيح(‪:)1‬‬

‫أوالً ‪ :‬تمقى جية التحقيؽ معمومات أمنية تشير إلى ممارسة شخص معروؼ أو غير معروؼ‬
‫أنشطة تندرج تحت تعريؼ جريمة الحاسب اآللى وذلؾ فى مكاف معروؼ وعمى أجيزة‬
‫محددة ‪ ،‬ووفؽ لغات برمجية معمومة‪.‬‬

‫ثانيـاً ‪ :‬ضبط شخص وبحيازتو أمواؿ مشبوىة أو بطاقات إئتماف مزورة أو بطاقات تعريؼ‬
‫مشبوىة‪.‬‬

‫بناء عمى ببلغ يصؿ إلى عمـ جية التحقيؽ مف متضرر يفيد وقوع تبلعب أو ممارسات‬
‫ثالثـاً ‪ً :‬‬
‫خاطئة فى حقو أو حؽ آخريف ‪ ،‬سواء كاف ذلؾ فى شكؿ مف أشكاؿ عجز مالى فى‬
‫حسابات مؤسسة مالية أو ضياع حقوؽ أو تغيرات فى الودائع (دوف أف يدرؾ ما إذا كاف‬
‫ذلؾ مف جرائـ الحاسب اآللى أـ ال)‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬توفر معمومات عف نشر فيروسات تخريبية أو رسائؿ غير مشروعة عبر شبكات‬
‫اإلنترنت‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬توفر معمومات عف وقوع عمميات إعتراض أو قرصنة فضائية لممعمومات أو تسبيب‬
‫ضرر بأجيزة ومعدات تعمؿ بتقنية الحاسب اآللى‪.‬‬

‫بعد ذلؾ تبدأ عمميات البحث والتحرى مف قبؿ الشرطة لمتأكد مف صحة الببلغات أو‬
‫المعمومات والتقارير التى وردتيا‪.‬‬

‫وتقوـ شرطة اإلنترنت مثميا مثؿ الشرطة التقميدية حاؿ وقوع جريمة بعمميات البحث‬
‫والمعاينة والتفتيش والضبط واإلستعانة بشيادة الشيود مع وجود بعض اإلختبلفات الراجعة إلى‬
‫األسموب التقنى لمجريمة وفيما يمى بياف ذلؾ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ اٌجحش اٌغٕبئ‪:ٝ‬‬
‫مف الجدير بالذكر أنو فى ىذا إطار البحث الجنائى يكتنؼ عمؿ شرطة اإلنترنت بعض‬
‫المصاعب التى تتمثؿ فى ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬أنظر فى ذلؾ ‪ ،‬المواء دكتور‪ .‬محمد األميف البشرى ‪ ،‬التحقيؽ فى الجرائـ المستحدثة ‪ ،‬جامعة نايؼ العربية‬
‫لمعموـ األمنية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1425 ،‬ى ‪ ،‬ص ‪ 108‬ػ ‪.109‬‬

‫‪116‬‬
‫ػ أف بعض الجرائـ التى ترتكب قد تتـ خارج الحدود الوطنية لمدولة برغـ أف نتيجتيا قد تحققت‬
‫عمى التراب الوطنى ‪ ،‬وىو ما يعكس صعوبة مبلحقة مرتكبى ىذه الجرائـ األمر الذى يحتـ‬
‫ضرورة اإللتجاء إلى التعاوف الدولى فى ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫ػ أف جريمة اإلنترنت ال تخمؼ أى آثار مادية ممموسة نظ اًر إلستيدافيا البيانات والمعمومات‪.‬‬
‫أضؼ إلى ذلؾ غياب الدليؿ المرئى الممكف بالقراءة فيمو وافتقاد أكثر اآلثار التقميدية ‪،‬‬
‫وسيولة محو الدليؿ أو تدميره فى زمف قصير جداً ‪ ،‬والضخامة البالغة لكـ المعمومات‬
‫والبيانات المتعيف فحصيا(‪ ،)1‬فالجرائـ التي ترتكب عمى العمميات اإلليكترونية التي تعتمد‬
‫في موضوعيا عمى التشفير واألكواد السرية والنبضات واألرقاـ والتخزيف اإلليكتروني‬
‫يصعب أف تخمؼ وراءىا آثا اًر مرئية قد تكشؼ عنيا أو يستدؿ مف خبلليا عمى الجناة(‪.)2‬‬

‫ػ واليدؼ مف قياـ الجانى بمحو الدليؿ ‪ ،‬ىو عدـ تمكيف السمطات مف كشؼ جرائمو إذا ما‬
‫عممت بيا‪ ،‬وفي الحالة التي قد تعمـ بيا فإنو يستيدؼ بالمحو السريع عدـ إستطاعة ىذه‬
‫السمطات إقامة الدليؿ ضده‪.‬‬

‫ػ وفى بعض الحاالت وبدالً مف أف يقوـ الجانى بمحو الدليؿ المتحصؿ مف الجريمة ‪ ،‬فإف‬
‫بعض المجرميف المحترفيف قد يقوموف بوضع تدابير أمنية واقية تزيد مف صعوبة كشؼ‬
‫سترىـ ‪ ،‬وكمثاؿ لذلؾ نجد أنيـ قد يستخدموف تقنيات تمكنيـ مف إخفاء األدلة التي قد‬
‫تكوف قائمة ضدىـ‪ ،‬وقد يدسوف تعميمات خفية بيف األدلة لتصبح كالرمز فبل يمكف لغيرىـ‬
‫أف يفيـ مقصودىا‪ ،‬وقد يقوـ ىؤالء أيضا بتشفير التعميمات بإستخداـ طرؽ وبرامج تشفير‬
‫البيانات المتطورة مما يجعؿ الوصوؿ إلييا في منتيى الصعوبة(‪.)3‬‬

‫اء بقصد‬
‫ػ ومما يصعب األمور كذلؾ إمتناع المجني عمييـ عف اإلخطار بوقوع ىذه الجرائـ سو ً‬
‫حاؿ عمميـ بوقوعيـ ضحية لفعؿ إجرامى ما عمى الشبكة ‪ ،‬كالمؤسسات المالية والبنوؾ‬
‫والمؤسسات اإلدخارية وشركات اإلقراض والسمسرة‪ ،‬حيث يخشى القائموف عمى إدارتيا مف‬
‫شيوع أمر الجرائـ التي تقع داخميا عمى الثقة فييا مف العمبلء المتعامميف معيا‪ ،‬مما قد‬

‫(‪ )1‬عبد الرحمف محمد بحر‪ ،‬معوقات التحقيؽ فى جرائـ اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬جميؿ عبد الباقى الصغير ‪ ،‬الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المتعمقة باإلنترنت ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬محمد عبد الرحمف سمطاف العمماء‪ ،‬جرائـ اإلنترنت واإلحتساب عمييا‪ ،‬بحث مقدـ إلى مؤتمر القانوف‬
‫والكمبيوتر واإلنترنت ‪ ،‬كمية الشريعة والقانوف ‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة ‪1 ،‬ػ‪، 2000/ 5/3‬‬
‫ص‪.7‬‬

‫‪117‬‬
‫يؤدي إلى إنصرافيـ عنيا(‪ ،)1‬أو بدوف قصد فى حالة عدـ تفطنيـ لمجريمة المرتكبة‪.‬‬

‫وقد أشار تقرير صادر عف األمـ المتحدة عاـ ‪ 4991‬إلى أف عدد الحوادث المبمغ‬
‫عنيا قد ال تمثؿ سوى ‪ ٪ 5‬مف مجموع الجرائـ التي ارتكبت(‪.)2‬‬

‫ومما ال شؾ فيو أف اإلحجاـ عف اإلببلغ عف ىذه الجرائـ يؤدى فى نياية األمر إلى‬
‫زيادة العدد المرتكب منيا‪.‬‬

‫ولذلؾ فقد إقترح البعض خاصة في الواليات المتحدة األمريكية بأف تفرض النصوص المتعمقة‬
‫بجرائـ الحاسبات إلتزاما عمى عاتؽ موظفي الجية المجني عمييا باإلببلغ عف الجرائـ التي‬
‫تحدث داخؿ ىذه الجية ويتحقؽ عمميـ بيا(‪.)3‬‬

‫ويواجو مأمور الضبط مشكمة أخرى فى مجاؿ البحث الجنائى تتمثؿ فى إنتشار مقاىى‬
‫اإلنترنت التى يستطيع أى فرد مف خبلليا أف يتعامؿ مع شبكة اإلنترنت بما في ذلؾ المجرـ‬
‫الذى يستخدميا إلرتكاب جرائمو ‪ ،‬ومرجع تمؾ الصعوبة ىو عدـ إلتزاـ بعض مف تمؾ المقاىى‬
‫بشروط التراخيص ‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية تنقؿ ذلؾ المجرـ بيف أكثر مف مقيى خبلؿ اليوـ‬
‫الواحد ‪ ،‬مما يؤدى إلى صعوبة التوصؿ بصورة دورية ألدلة اإلثبات ‪ ،‬لقياـ تمؾ المقاىى بإعادة‬
‫تشكيؿ وتنظيـ األجيزة ‪ ،‬والسيما وأف تمؾ األدلة توصؼ بغير المرئية وبأنيا سيمة المحو‬
‫التدميرفى زمف قصير جداً(‪.)4‬‬

‫ولتسييؿ عممية البحث فإنو مف الضروري تحديد ىوية المشتركيف بشبكات اإلنترنت‬
‫لتسييؿ عمؿ الشرطة في حاؿ وقوع أي مخالفة‪ ،‬حيث يجب عمى مقدـ الخدمة أف يكوف قاد اًر‬
‫عمى تقديـ بيانات شخصية عف زبائنو‪ ،‬األمرالذى يقتضي مف ىذا األخير أف يطمب البيانات‬
‫الشخصية لكؿ عميؿ يطمب اإلشتراؾ عبر شبكتو‪.‬‬

‫وكذلؾ تقع عمى مقدـ الخدمة تجاه الشرطة مسئولية أخرى أال وىى البيانات التي تتعمؽ‬
‫لكؿ مستخدـ‪ ،‬والتى تتمثؿ فى المواقع التي ولجيا‪ ،‬والمعمومات التي طمبيا‬ ‫باإلتصاالت‬
‫والبيانات التي حصؿ عمييا فيذه المعمومات وغيرىا ذات أىمية كبرى فى عممية البحث‬

‫(‪ )1‬د‪.‬ىشاـ محمد فريد رستـ ‪ ،‬الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المعموماتية (دراسة مقارنة) ‪ ،‬مكتبة اآلالت الحديثة ‪،‬‬
‫أسيوط ‪ ، 1994 ،‬ص‪.25‬‬
‫‪(2) Glenn Wahlert, CRIME IN CYBERSPACE: TRENDS IN COMPUTER CRIME‬‬
‫‪IN AUSTRALIA, Paper presented at the conference: Internet Crime, held in‬‬
‫‪Melbourne, 16-17 February 1998, by the Australian Institute of Criminology,p4.‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬ىشاـ محمد فريد رستـ ‪ ،‬الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المعموماتية (دراسة مقارنة) ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )4‬نبيمة ىبة ىرواؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪169‬ػ‪.170‬‬

‫‪118‬‬
‫والتحقيؽ‪.‬‬

‫وقد نص نظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية فى السعودية فى مادتو الرابعة عشرعمى ذلؾ‬
‫حيث نصت المادة المذكورة عمى أنو (تتولى ىيئة اإلتصاالت وتقنية المعمومات وفقاً‬
‫إلختصاصيا تقديـ الدعـ والمساندة الفنية لمجيات األمنية المختصة خبلؿ مراحؿ ضبط ىذه‬
‫الجرائـ والتحقيؽ فييا وأثناء المحاكمة)‪.‬‬

‫وفى سبيؿ ذلؾ ينبغي عمى المحققيف البقاء فى حالة إتصاؿ مع مزودى خدمة الشبكة‬
‫والزاميـ باإلحتفاظ وتجميد السجبلت واإلتصاالت التي قد تكوف ذات صمة بالتحقيؽ‪ ،‬وغيرىا مف‬
‫األدلة التى تساعد فى عممية كشؼ الحقائؽ(‪.)1‬‬

‫ومع ذلؾ فإف اإلمكانيات الفنية المتعددة التي تسمح باستخداـ الشبكة بطريقة مجيولة أو‬
‫إمكانية مسح البيانات يثير مصاعب حقيقة بشأف إقامة األدلة‪ ،‬فاإلحتفاظ بالبيانات ىو موضوع‬
‫ىاـ لفعالية التحقيقات‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اٌّؼب‪ٕ٠‬ــــخ‪:‬‬
‫أما بالنسبة لممعاينة التى تعرؼ بأنيا إجراء بمقتضاه ينتقؿ المحقؽ إلى مكاف وقوع‬
‫الجريمة ليشاىد بنفسو ويجمع اآلثار المتعمقة بالجريمة وكيفية وقوعيا وكذلؾ جمع األشياء‬
‫األخرى التى تفيد فى كشؼ الحقيقة(‪.)2‬‬

‫ولممعاينة أىمية كبرى فى الجرائـ التقميدية ‪ ،‬حيث يوجد مسرح فعمى لمجريمة يحتوى عمى‬
‫آثار مادية فعمية ‪ ،‬ييدؼ القائـ بالمعاينة إلى التحفظ عمييا تمييداً لفحصيا لبياف مدى صحتيا‬
‫فى اإلثبات ‪ ،‬فميس الحاؿ كذلؾ بالنسبة لمجرائـ اإلليكترونية ‪ ،‬حيث يندر أف يتخمؼ عف إرتكابيا‬
‫آثار مادية ‪ ،‬وقد تطوؿ الفترة الزمنية بيف وقوع الجريمة واكتشافيا ‪ ،‬مما يعرض اآلثار الناجمو‬
‫عنيا إلى المحو أو التمؼ أو العبث بيا(‪.)3‬‬

‫والمعاينة قد تكوف شخصية إذا تعمقت بشخص المجني عميو ‪ ،‬أو مكانية إذا تعمقت‬
‫بالمكاف الذي تمت فيو الجريمة ‪ ،‬ووضع الشيود والمتيـ والمجني عميو ‪ ،‬وقد تكوف عينية وىى‬
‫التي تتعمؽ باألشياء أو األدوات المستخدمة في إرتكاب الجريمة‪ ،‬وفى إطار جرائـ الكمبيوتر‬

‫‪(1) Daniel A. Morris ,an article entitled, racking a Computer Hacker ،USA Bulletin ،‬‬
‫‪available at http://www.justice.gov/criminal/cybercrime/usamay2001_2.htm‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬مأموف محمد سبلمة ‪ ،‬قانوف اإلجراءات الجنائية معمقاً عميو بالفقو وأحكاـ النقض ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،‬‬
‫‪ ، 2005‬بدوف دار نشر ‪ ،‬ص‪.383‬‬
‫(‪ ) 3‬د‪.‬ىشاـ محمد فريد رستـ ‪ ،‬الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المعموماتية (دراسة مقارنة) ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.59‬‬

‫‪119‬‬
‫واإلنترنت فإنو التوجد أى صعوبة تذكر إذا كانت الجريمة واقعة عمى المكونات المادية‬
‫لمكمبيوتر‪ ،‬إذ أف األدلة المادية التى تسمح بتحميؿ األمر ونسبة الجريمة إلى شخص معيف‬
‫بالذات متوافرة أما الصعوبات الحقيقية التي تواجو رجاؿ الشرطة فى ىذا المجاؿ عندما يكوف‬
‫الفعؿ اإلجرامى قد وقع عمى برامج الكمبيوتر أو بياناتو وبرامجو أو بواسطتيا ومرجع ذلؾ قمة‬
‫اآلثار المادية التي قد تنتج عف ىذا النوع مف الجرائـ وكثرة عدد األشخاص الذيف قد يترددوف عمى‬
‫مسرح الجريمة خبلؿ المدة الفاصمة بيف وقوع الجريمة والكشؼ عنيا‪.‬‬

‫ويجب عمى المحقؽ الذي يقوـ بمعاينة الجريمة المعموماتية يجب أف يكوف ممماً بميارات‬
‫ىذه التقنية ‪ ،‬مثؿ القدرة عمى إستخداـ برامج ‪ Time stamp‬وىي البرامج التي يمكف عف طريقيا‬
‫تحديد الزمف الذي تـ فيو السموؾ االجرامي‪ ،‬ألف ذلؾ ال يكوف متاحاً في جميع األنظمة‬
‫المعموماتية(‪.)1‬‬

‫ولمحفاظ عمى مسرح الجريمة يجب األخذ فى اإلعتبار مايمى(‪:)2‬‬

‫ػ تصوير الكمبيوتر وما قد يتصؿ بو مف أجيزة بدقة تامة وأخذ صورة ألجزائو الخمفية وسائر‬
‫ممحقاتو‪.‬‬

‫ػ مبلحظة طريقة إعداد نظاـ الكمبيوتر بعناية بالغة‪.‬‬

‫ػ إثبات الحالة التي تكوف عمييا توصيبلت وكاببلت الكمبيوتر والمتصمة بمكونات النظاـ‪.‬‬

‫ػ عدـ التسرع في نقؿ أي مادة معموماتية مف مكاف وقوع الجريمة خشية إتبلؼ البيانات المخزنة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اٌزفز‪١‬ش‪:‬‬
‫أما التفتيش والذى يعرؼ بأنو البحث عف شيء يتصؿ بجريمة وقعت ويفيد في كشؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬فإنو فى مجاؿ جريمة اإلنترنت ينصب عمى إستخراج المعمومات‬ ‫الحقيقة عنيا وعف مرتكبيا‬
‫التي مف شأنيا أف تساعد التحقيؽ كتفتيش بنوؾ المعمومات وفحص كؿ الوثائؽ المحفوظة‬
‫ومراسبلت مرتكب الجريمة مثؿ الرسائؿ اإللكترونية وفؾ شفرات الرسائؿ المشفرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أ‪.‬رحاب عميش ‪ ،‬الجريمة المعموماتية ‪ ،‬بحث مقدـ إلى المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ (المعموماتية‬
‫والقانوف) ‪ ،‬المنعقد في الفترة مف ‪ 28‬ػ ‪ 29‬أكتوبر ‪ ، 2009‬أكاديمية الدراسات العميا ‪ ،‬طرابمس ‪ ،‬ليبيا ‪،‬‬
‫ص‪.31‬‬
‫(‪ ) 2‬القاضى ‪ .‬وليد عالكوـ ‪ ،‬بحث بعنواف التحقيؽ فى جرائـ الحاسوب ‪ ،‬ص‪ ، 6‬البحث منشور بالموقع‬
‫اإلليكترونى ‪http://www.4shared.com/file/WLlIhQTH/_.html :‬‬
‫(‪ ) 3‬د‪.‬عوض محمد عوض ‪ ،‬المبادئ العامة في قانوف اإلجراءات الجنائية ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪1999 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.377‬‬

‫‪120‬‬
‫ويشترط فى التفتيش الحاصل بسبب جرائم اإلنترنت‪:‬‬

‫‪1‬ػ أف تكوف ىناؾ جريمة وقعت عمى البيانات والمعمومات المخزنة بالكمبيوتر أو بإساءة إستخداـ‬
‫الكمبيوتر كأداة في إرتكاب جرائـ عبر اإلنترنت وشبكات المعمومات‪.‬‬

‫بناء عمى‬
‫ً‬ ‫‪ 2‬ػ ويشترط كذلؾ فى ىذا التفتيش وجود إتياـ موجو إلى شخص بإرتكاب الجريمة‬
‫دالئؿ قوية تدعو لئلعتقاد بإرتكابو لمجريمة التي وقعت ‪ ،‬واف كاف األمر ال يعد مشكؿ‬
‫بالنسبة لمضابط فى الجرائـ التقميدية فإف األمر ليس بيذه السيولة في نطاؽ جرائـ‬
‫الكمبيوتر واإلنترنت‪ ،‬فالعثور عمى ىذه األدلة أو القرائف يحتاج إلى إستخداـ تقنيات‬
‫التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

‫‪ 3‬ػ أف تكوف ىناؾ دالئؿ أو قرائف عمى وجود ما يفيد في كشؼ الحقيقة فالتفتيش ييدؼ إلى‬
‫غاية معينة وىي الحصوؿ عمى أشياء تتصؿ بالجريمة المرتكبة وتفيد في كشفيا‪ ،‬وبالتالى‬
‫فإف التفتيش ال يقع إال عمى األجيزة والمعدات التى تكوف ىناؾ دالالت وأمارات عمى‬
‫فائدتيا فى كشؼ حقيقة األمور‪.‬‬

‫‪ 4‬ػ يخضع التفتيش لمخصائص العامة التي تخضع ليا كافة إجراءات التحقيؽ االبتدائي‪ ،‬وىي‬
‫وجوب التدوييف بمعرفة كاتب والسرية عف الجميور وحضور الخصوـ ووكبلئيـ كمما أمكف‬
‫ذلؾ‪ ،‬كذلؾ البد أف يكوف أمر التفتيش مسبباً‪.‬‬

‫‪ 5‬ػ ومحؿ التفتيش فى جريمة اإلنترنت ىو مكونات جياز الكمبيوتر سواء كانت مادية أو معنوية‬
‫أو شبكات اإلتصاؿ الخاصة بو باإلضافة إلى األشخاص الذيف يستخدموف الحاسب اآللي‬
‫محؿ التفتيش‪.‬‬

‫واف كاف ليس ثمة خبلؼ عمى تفتيش المكونات المادية لمحاسب اآللى ‪ ،‬إال أف التفتيش‬
‫الحاصؿ عمى المعمومات والبيانات المعالجة إليكترونياً ‪ ،‬يثير جدالً واسعاً يتمثؿ فى صبلحيتيا‬
‫ألف تكوف موضوعاً لمتفتيش والضبط مف عدميا(‪.)1‬‬

‫المكونات المنطقية ال تصمح بطبيعتيا ألف تكوف محبلً لمتفتيش‪،‬‬


‫ّ‬ ‫فثمة إتجاه يرى أف ىذه‬
‫عمى إعتبار أف التفتيش ييدؼ في المقاـ األوؿ إلى ضبط أدلة مادية ‪ ،‬وىذا يستمزـ وجود أحكاـ‬

‫(‪ )1‬راجع فى ذلؾ أسامة المناعسة ‪ ،‬أ‪ .‬جبلؿ محمد الزعبي ‪ ،‬أ‪ .‬صايؿ فاضؿ اليواوشة ‪ ،‬جرائـ الحاسب اآللي‬
‫واإلنترنت ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪ 278‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫خاصة تكوف أكثر مبلءمة ليذه البيانات البلمحسوسة(‪.)1‬‬

‫مؤداه أف المكونات المعنوية ال تختمؼ عف الكياف‬‫وفي المقابؿ ‪ ،‬إنبرى إتجاه آخر ّ‬


‫المادي لمحاسب اآللي مف حيث خضوعيا ألحكاـ التفتيش وما في حكمو ‪ ،‬بدعوى أف البيانات ‪،‬‬
‫التي ىي عبارة عف نبضات إلكترونية ‪ ،‬قابمة لمتخزيف عمى أوعية أو وسائط مادية كاألشرطة‬
‫الممغنطة واألقراص واألسطوانات ‪ ،‬كذلؾ يمكف تقديرىا وقياسيا بوحدات قياس خاصة معروفة ‪،‬‬
‫وعمى ىذا األساس تكوف صالحة كموضوع لمضبط والتفتيش شأنيا شأف الوسائط المادية ذاتيا(‪.)2‬‬

‫ووفقاً لما نظنو صحيحاً ‪ ،‬فإف االتجاه الثانى أكثرقبوالً ومنطقية ‪ ،‬فالقوؿ بغير ذلؾ معناه‬
‫إطبلؽ يد الجناة لمعبث بأنظمة الحاسب اآللى وشبكات الكمبيوتر بحجة أف ما سيحدث صعب‬
‫ضبطو وتفتيشو ‪ ،‬فبالرغـ مف أف البيانات المعالجة تتطمب قواعد خاصة تحكميا بدالً مف‬
‫محاولة تطويع القواعد التقميدية وتوسيع نطاقيا ‪ ،‬إال أنو يجب العمؿ بالقواعد التقميدية ولومؤقتاً‬
‫إلى حيف وضع تصور شامؿ لمجريمة وكيفية إرتكابيا ومدى إمكانية تطبيؽ اإلجراءات بشأنيا‬
‫فيذه كميا صعوبات مرجعيا حداثة ىذا النمط مف الجرائـ وعدـ تمرس جيات التحقيؽ عمى‬
‫التعامؿ معيا‪.‬‬

‫ولعمو مف الصحيح وفى سبيؿ مواجية ىذا القصور إمكانية إضافة نصوص إلى قانوف‬
‫اإلجراءات الجنائية فيما يتعمؽ بالتفتيش الواقع عمى نظـ المعمومات ليشمؿ التفتيش إضافة لؤلدلة‬
‫المادية األدلة المعنوية التى تتعمؽ ببيانات الحاسب اآللى‪.‬‬

‫وبإستقراء موقؼ التشريعات الحديثة نجدىا قد ذىبت إلى تأكيد ىذا اإلتجاه ‪ ،‬بحيث‬
‫أضحت المكونات المعنوية لمحاسب اآللي ضمف األشياء التي تصمح أف تكوف محبلً لمتفتيش‬
‫والضبط ‪ .‬ففي التشريع األمريكي عمى سبيؿ المثاؿ تقضي المادة (‪ )34‬مف القواعد الفيدرالية‬
‫الخاصة باإلجراءات الجنائية الصادرة سنة ‪ 1970‬بعد تعديميا بمد نطاؽ التفتيش ليشمؿ ضمف‬
‫ما يشمؿ أجيزة الحاسب اآللي وأوعية التخزيف والبريد اإللكتروني والصوتي والمنقوؿ عف طريؽ‬
‫الفاكس(‪.)3‬‬

‫وكذلؾ المادة ‪ 251‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية اليونانى التى تعطي سمطات التحقيؽ‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬موسى مسعود أرحومة ‪ ،‬اإلشكاليات اإلجرائية التي تثيرىا الجريمة المعموماتية عبر الوطنية ‪ ،‬بحث مقدـ‬
‫إلى المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ (المعموماتية والقانوف) ‪ ،‬المنعقد في الفترة مف ‪28‬ػ‪ 29‬أكتوبر ‪، 2009‬‬
‫أكاديمية الدراسات العميا ‪ ،‬طرابمس ‪ ،‬ليبيا ‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬موسى مسعود أرحومة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬موسى مسعود أرحومة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪122‬‬
‫إمكانية القياـ بأي شيء يكوف ضروريا لجمع وحماية الدليؿ‪.‬‬

‫وكذلؾ المادة ‪ 487‬مف قانوف العقوبات الكندى التى تقضى بإمكانية إصدار أمر قضائى‬
‫لتفتيش وضبط أى شىء ‪ ...‬تتوافر بشأنو أسس ومبررات معقولة تدعو لئلعتقاد بأف جريمة قد‬
‫وقعت أو يشتبو فى وقوعيا ‪ ،‬أو أف ىناؾ نية إلستخدامو فى إرتكاب جريمة ‪ ،‬أو أنو سينتج‬
‫دليبلً عمى وقوع جريمة(‪.)1‬‬

‫‪ِ ‬ذ‪ ٜ‬خض‪ٛ‬ع شجىبد اٌحبست ٌٍزفز‪١‬ش‪:‬‬


‫قد يكوف حاسب المتيـ متصبلً بغيره مف الحواسيب عبر شبكة ‪ ،‬وىنا ينبغي التمييز بيف‬
‫ما إذا كاف حاسوب المتيـ متصبلً بآخر داخؿ إقميـ الدولة أو كاف متصبلً بحاسوب يقع في‬
‫نطاؽ إقميـ دولة أخرى ‪.‬‬
‫أ ـ في حانح ما يكىن حاسىب انمرهم مرصالً تجهاز آخر داخم إلهيم اندونح ‪:‬‬
‫بالرجوع إلى القواعد العامة لمتفتيش في قانوف اإلجراءات الجنائية فإف جياز الحاسوب‬
‫إذا كاف موجوداً بمنزؿ غير المتيـ فبل يجوز تفتيشو مف ِقبؿ جية التحقيؽ إالّ بعد استصدار إذف‬
‫مف القاضي الجزئي قبؿ تفتيشو ‪ ،‬واالّ كاف اإلجراء باطبلً غير أف صدور اإلذف قد يستغرؽ‬
‫بعض الوقت ‪ ،‬ما قد يؤدي إلى تبلشي الدليؿ واندثاره ‪ ،‬وىذا ربما يعيؽ الوصوؿ إلى دليؿ‬
‫يساعد فى فؾ طبلسـ الجريمة‪.‬‬

‫ويبرز ىنا تساؤؿ ىاـ حوؿ إمكانية قياـ المحقؽ بالتفتيش فى ىذه الحالة مف عدمو ‪،‬‬
‫فمثبلً قانوف تحقيؽ الجنايات البمجيكي الصادر في ‪ 23‬نوفمبر ‪ ، 2000‬يجيز إمتداد التفتيش إلى‬
‫نظاـ معموماتي آخر غير مكاف البحث األصمي ‪ ،‬ولكف ليس بصورة مطمقة وانما بقيود معينة ‪،‬‬
‫يمكف إجماليا في أف تكوف ثمة ضرورة لكشؼ الحقيقة فيما يخص الجريمة موضوع البحث أو أف‬
‫تكوف األدلة معرضة لمخاطر معينة كاإلتبلؼ أو التدمير وما شابو(‪.)2‬‬

‫وكذلؾ نص مشروع قانوف جريمة الحاسب فى ىولندا عمى إمكانية أف يمتد التفتيش إلى‬
‫األجيزة المعموماتية الموجودة فى موقع آخر شريطة أف تكوف البيانات الخاصة بو ضرورية‬
‫إلظيار الحقيقة وذلؾ شريطة الضرورة وأف يكوف التدخؿ مؤقتاً(‪ .)3‬وىو ما نصت عميو كذلؾ‬
‫المادة ‪ 19‬مف إتفاقية بودابست لجرائـ اإلنترنت‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬ىبللى عبد البله أحمد ‪ ،‬تفتيش نظـ الحاسب اآللى وضمانات المتيـ المعموماتى ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية ‪ ، 2006 ،‬ص‪.201‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬موسى مسعود أرحومة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬طارؽ إبراىيـ الدسوقى عطية ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.387‬‬

‫‪123‬‬
‫ب ـ في حانح اذصال حاسىب انمرهم تآخر مىجىد تإلهيم دونح أخري ‪:‬‬
‫بغية إعاقة الوصوؿ إلى الدليؿ قد يعمد الجناة إلى تخزيف البيانات غير المشروعة في‬
‫حاسوب خارج إقميـ الدولة‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف إمكانية القياـ بالبحث واقامة األدلة وضبط األدوات التي تقع خارج‬
‫النطاؽ المحمي إال أف ذلؾ يصطدـ بمبدأ إحتراـ سيادة الدوؿ‪ ،‬فعندما تكوف البيانات مخزنة لدى‬
‫مؤدي خدمة أجنبي فإنو بالرغـ مف إمكانية تفتيشيا مف الناحية الفنية داخؿ النطاؽ اإلقميمي‪ ،‬إال‬
‫أنو ال بد مف موافقة سمطات البمد المعني ووفقاً لئلجراءات المعقدة لمتعاوف القضائي‪ ،‬وفي كؿ‬
‫األحواؿ يبدو أف الدوؿ غير مستعدة اليوـ لقبوؿ طمبات إجراء التفتيش اإللكتروني العابر لمحدود‬
‫التي تعتبرىا بمثابة مساس بسيادتيا(‪.)1‬‬

‫وفى ىذه الحالة فإف إمتداد اإلذف بالتفتيش إلى خارج اإلقميـ الجغرافى لمدولة التى صدر‬
‫مف جياتيا المختصة اإلذف ودخولو فى المجاؿ الجغرافى لمدولة األخرى وىو ما يسمى بالولوج‬
‫عبر الحدود قد يتعذر القياـ بو بسبب تمسؾ كؿ دولة بسيادتيا ‪ ،‬لذا فإف جانب مف الفقو يرى‬
‫بأف التفتيش اإلليكترونى العابر لمحدود البد وأف يتـ فى إطار إتفاقيات خاصة ثنائية أو دولية‬
‫تجيز ىذا اإلمتداد تعقد بيف الدوؿ المعنية ‪ ،‬وبالتالى فإنو ال يجوز القياـ بذلؾ التفتيش العابر‬
‫لمحدود فى غياب تمؾ اإلتفاقيات أو عمى األقؿ الحصوؿ عمى إذف الدولة األخرى ‪ ،‬وىو ما يؤكد‬
‫عمى ضرورة التعاوف الدولى فى مجاؿ مكافحة الجرائـ التى تقع فى المجاؿ اإلليكترونى(‪.)2‬‬

‫وألجؿ مواجية ىذه المشكمة في نظر الفقو المقارف (اليولندي عمى سبيؿ المثاؿ) ينبغي‬
‫إلتماس طمب مف سمطات الدولة األخرى بنسخ البيانات المخزنة في الحواسيب الموجودة عمى‬
‫أراضييا وارساليا إلى الدولة الطالبة ‪ .‬غير أف ىذا األسموب ػ المعروؼ بأسموب التفويض‬
‫وااللتماس ػ ُيعاب عميو أنو يفتقر إلى الفعالية نتيجة اإلجراءات الروتينية التي تفضي إلى تأخير‬
‫الوصوؿ إلى الدليؿ وربما ضياعو أو إتبلفو(‪.)3‬‬

‫واإلتجاه الرافض إلمتداد التفتيش إلى الحواسيب األخرى ال يقر ىذا اإلجراء إالّ بموجب‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬صالح أحمد البربري ‪ ،‬بحث بعنواف ‪ ،‬دور الشرطة في مكافحة جرائـ اإلنترنت في إطار اإلتفاقية‬
‫األوروبية ‪ ،‬ص‪ ،9‬منشور بالموقع اإلليكترونى ‪:‬‬
‫‪http://lawjo.net/vb/showthread.php?p=6024‬‬
‫(‪ )2‬راجع فى ذلؾ د‪ .‬محمد أبو العبل عقيدة ‪ ،‬التحقيؽ وجمع األدلة في مجاؿ الجرائـ اإللكترونية ‪ ،‬بحث مقدـ‬
‫إلى المؤتمر العممي األوؿ حوؿ الجوانب القانونية واألمنية لمعمميات اإللكترونية ‪ ،‬أكاديمية شرطة دبي ‪،‬‬
‫مركز البحوث والدراسات ‪26 ،‬ػ‪ ، 2003 /4/28‬دبي ‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬موسى مسعود أرحومة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪124‬‬
‫اتفاقية دولية ‪ ،‬وىو يعبر عف الرأي السائد في الفقو األلماني ‪.‬‬

‫وسي اًر في ىذا اإلتجاه ‪ ،‬عرضت عمى القضاء األلماني واقعة تتعمؽ بالغش المعموماتي ‪،‬‬
‫حيث كانت طرفية الحاسب الموجودة بألمانيا متصمة بأخرى بسويس ار ‪ .‬وبالرغـ مف أف السمطات‬
‫األلمانية (سمطات التحقيؽ) قد حاولت إسترجاع البيانات المخزنة بالخارج ‪ ،‬إالّ أنيا لـ تتمكف مف‬
‫ذلؾ إالّ مف خبلؿ التماس المساعدة المتبادلة(‪.)1‬‬

‫وقد ساور اإلعتقاد الشرطة اليابانية بأف مجموعة مف المخربيف قد إستخدمت أجيزة‬
‫كمبيوتر في الصيف والواليات المتحدة في مياجمة العديد مف المواقع الخاصة لمحكومة اليابانية عمى‬
‫الشبكة وقد طالبت الشرطة اليابانية كؿ مف بكيف وواشنطف بتسميـ بيانات الدخوؿ المسجمة عمى‬
‫أجيزة الكمبيوتر في كؿ مف ىاتيف الدولتيف حتى تتمكف مف الوصوؿ إلى جذور ىذه العممية(‪.)2‬‬

‫وفي المقابؿ ‪ ،‬يؤيد جانب آخر مف الفقو أمر إمتداد التفتيش إلى الحواسيب الموجودة‬
‫خارج إقميـ الدولة ‪ ،‬وىذا الرأي يقوـ عمى أساس واقعي ‪ ،‬إذ إف معتنقيو والمدافعيف عنو يحاولوف‬
‫التعامؿ بواقعية مع ما يعترض سمطات التحقيؽ مف مشكبلت ‪ .‬وىذا ما يسمح بو قانوف التحقيؽ‬
‫البمجيكي (مادة ‪ )88‬التى تجيز لقاضي التحقيؽ الحصوؿ عمى نسخة مف البيانات التي ىو في‬
‫حاجة إلييا دونما إنتظار إذف مف سمطات الدولة األخرى(‪.)3‬‬

‫أما إتفاقية بودابست فقد أجازت التفتيش الذى يقتضى الدخوؿ عمى شبكة معمومات تابعة‬
‫لدولة أخرى وذلؾ فى المادة (‪ )32‬التى نصت عمى إمكانية الدخوؿ بغرض التفتيش والضبط فى‬
‫أجيزة أو شبكات تابعة لدولة أخرى بدوف إذنيا ‪ ،‬وذلؾ فى حالتيف‪:‬‬

‫أ ػ إذا كاف ىذا اإلجراء يتعمؽ بمعمومات أو بيانات مباحة لمجميور‪.‬‬

‫ب ػ في حالة الحصوؿ عمى رضا صاحب أو حائز البيانات بالتفتيش‪.‬‬


‫‪ 4‬ـ اٌضجــــظ‪:‬‬
‫أما الضبط فيو أف يضع مأمور الضبط القضائى يده عمى شىء يتصؿ بالجريمة ويفيد‬
‫فى كشؼ حقيقتيا‪ ،‬ويجب أف تكوف األدلة المأخوذة مف الكمبيوتر ليا نفس سمات األدلة التقميدية‪،‬‬
‫وبمعنى أخر يجب أف تكوف مقبولة وسميمة ودقيقة‪ ،‬وكاممة ولكف تمؾ األدلة ليا أيضا سمات محددة‬

‫(‪ )1‬راجع فى ذلؾ ‪ ،‬د‪ .‬طارؽ إبراىيـ الدسوقى عطية ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.389‬‬
‫(‪ )2‬الرائد الدكتور‪ .‬عبد ا﵀ حسيف عمي محمود ‪ ،‬إجراءات جمع األدلة في مجاؿ جريمة سرقة المعمومات ‪ ،‬بحث‬
‫مقدـ إلى المؤتمر العممي األوؿ حوؿ الجوانب القانونية واألمنية لمعمميات اإللكترونية ‪ ،‬أكاديمية شرطة دبي‬
‫‪ ،‬مركز البحوث والدراسات ‪26 ،‬ػ‪ ، 2003/4/28‬دبي‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬موسى مسعود أرحومة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪13‬ػ ‪.14‬‬

‫‪125‬‬
‫تخمؽ مصاعب تواجو مف يرغبوف في اإلعتماد عمييا فيي غير مستقرة ويسيؿ تغييرىا دوف أف يترؾ‬
‫ذلؾ أثر واضح كما أنيا مبتكرة لمغاية مما يشكؿ عائؽ أماـ جيات التحقيؽ‪.‬‬

‫والضبط فى جرائـ اإلنترنت قد يقع عمى أدلة مادية ممموسة وقد يقع عمى أدلة معنوية أو‬
‫رقمية داخؿ الحاسب اآللى وذلؾ عمى النحو التالى ‪:‬‬

‫فاألدلة المادية التي يجوز ضبطيا في الجريمة المعمومايتة والتي ليا قيمة خاصة في‬
‫إثبات جرائـ الحاسب اآللي ونسبتيا إلى المتيـ ىي(‪:)1‬‬

‫‪1‬ػ الـــورق ‪ :‬كثير مف الجرائـ الواقعة عمى الماؿ أو عمى جسـ اإلنساف تترؾ خمفيا قد ار كبي اًر مف‬
‫األوراؽ والمستندات الرسمية منيا والخاصة‪ ،‬إال أف وجود أجيزة الحاسب يجعؿ كثي ار مف‬
‫المعمومات يتـ حفظيا في الحاسب اآللي‪ ،‬مما قمؿ حجـ األوراؽ والممفات ومع ذلؾ نجد أف‬
‫الكثيريف يقوموف بطباعة المعمومات ألغراض المراجعة أو التأكد مف الشكؿ العاـ لممستند‬
‫أو الرسالة أو الرسومات موضوع الجريمة وأجيزة الحاسب اآللي والطابعات المتطورة ذات‬
‫السرعة الفائقة تطبؽ قد ار كبي ار مف األوراؽ في وقت قصير عميو يعتبر الورؽ مف األدلة‬
‫التي ينبغي اإلىتماـ بيا في البحث وتفتيش مسرح الجريمة والورؽ أربعة أنواع‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أوراؽ تحضيرية يتـ إعدادىا بخط اليد كمسودة أو تصور لمعممية التي يتـ برمجتيا‪.‬‬

‫ب‪ -‬أوراؽ تالفة تتـ طباعتيا لمتأكد ومف ثـ إلقاؤىا في سمة الميمبلت‪.‬‬

‫ج‪ -‬أوراؽ أصمية تتـ طباعتيا واإلحتفاظ بيا كمرجع أو ألغراض تنفيذ الجريمة‪.‬‬

‫د‪ -‬أوراؽ أساسية وقانونية محفوظة في الممفات العادية أو دفاتر الحسابات وتكوف ليا‬
‫عبلقة بالجريمة خاصة عند تمقييا أو تزوير بياناتيا لتنفيذ جريمة الحاسب اآللي‪.‬‬

‫‪2‬ػ جياز الحاسب اآللي وممحقاتو‪ :‬وجود جياز حاسب آلي ميـ لمقوؿ بأف ىناؾ جريمة وألجيزة‬
‫الحاسب اآللي أشكاؿ وأحجاـ وألواف مختمفة وخبير الحاسب اآللي يستطيع أف يتعرؼ عمى‬
‫الحاسب اآللي ومواصفاتو بسرعة فائقة‪ ،‬كما يستطيع تمييزه عف األجيزة اإللكترونية‬
‫األخرى وتحديد أسموب التعامؿ معو في حالة الضبط والتحريز‪.‬‬

‫‪3‬ػ أقــراص الميزر ‪ :‬مع جياز الحاسب اآللي الشخصي قد تجد قد اًر كبي اًر مف أق ارص الميزر‬
‫عبلوة عمى أف مراكز الحاسب اآللي في الشركات والبنوؾ قد تجد فييا اآلالؼ مف‬
‫األقراص قد تكوف عمى غبلؼ القرص بيانات توضح محتويات كؿ قرص وبمعرفة خبير‬
‫يقدـ الدليؿ أماـ المحكمة وقد تجد في مكاف ما أقراص الميزر وال تجد معيا أجيزة حاسب‬

‫(‪ )1‬ارجع فى ذلؾ ‪ ،‬المواء دكتور‪ .‬محمد األميف البشرى ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 117‬ػ ‪.119‬‬

‫‪126‬‬
‫آلي ومع ذلؾ يعد جزءاً مف جريمة حاسب آلي متى كانت محتوياتيا عنص ار مف عناصر‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫‪ 4‬ػ المـــودم ‪ :‬والمودـ ىي الوسيمة التي تمكف أجيزة الحاسب اآللي مف اإلتصاؿ مع بعضيا‬
‫البعض عبر شبكة اإلنترنت بإستخداـ خطوط الياتؼ لتبادؿ البيانات والمعمومات‪.‬‬

‫‪ 5‬ػ الشرائط الممغنطة ‪ :‬وتستعمؿ الشرائط الممغنطة عادة لحفظ نسخ إحتياطية مف مكونات‬
‫جياز الحاسب اآللى وقد تكوف في مكاف بعيد آمف‪.‬‬

‫‪ 6‬ػ الطابعات ‪ :‬ولمطابعات أنواع منيا العادية ومنيا طابعات ليزرية منيا الممونة ومنيا غير‬
‫الممونة‪.‬‬

‫‪ 7‬ػ البطاقات الممغنطة وبطاقات اإلئتمان القديمة والمواد البالستيكية ‪ :‬المستعممة في إعداد‬
‫تمؾ البطاقات تعتبر قرائف لئلثبات في جرائـ الحاسب اآللي‪.‬‬

‫أما األدلة الرقمية فتعرؼ بأنيا معمومات يقبميا المنطؽ والعقؿ ويعتمدىا العمـ ‪ ،‬يتـ‬
‫الحصوؿ عمييا بإجراءات قانونية وعممية بترجمة البيانات الحسابية المخزنة في أجيزة الحاسوب‬
‫وممحقاتيا وشبكات اإلتصاؿ ‪ ،‬ويمكف إستخداميا في أي مرحمة مف مراحؿ التحقيؽ أو المحاكمة‬
‫إلثبات حقيقة فعؿ أو شيء أو شخص لو عبلقة بجريمة أو جاني أو مجني عميو(‪.)1‬‬

‫وتمر عممية تجميع األدلة الرقمية التي تتم عبر الشبكو بثالث مراحل ىى(‪:)2‬‬

‫‪ ‬المرحمة األولى ‪ :‬تجميع المعمومات المخزنة لدى الطرؼ مقدـ الخدمة حيث يتـ تقفى أثر‬
‫الحاسبات التي دخؿ المجرـ منيا ومحاولة إيجاد أي أثر لو‪.‬‬

‫‪ ‬المرحمة الثانية ‪ :‬مرحمة المراقبة‪ .‬وتتـ المراقبة بعدة طرؽ أبرزىا‪:‬‬

‫ػ إستخداـ برامج مراقبة لمبحث عف المعمومات المشتبو فييا حصر و تسجيؿ بيانات كؿ دخوؿ‬
‫وخروج بالموقع‪.‬‬

‫ػ إستخداـ ما يعرؼ بالحشرات أو ‪ Bugs‬وىي أجزاء توضع في الحاسب اآللي لمراقبتو‪.‬‬

‫ػ إستخداـ كاميرات مراقبة لشاشة الحاسب اآللي معدة لئلستخداـ التجاري‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬المواء دكتور‪ .‬محمد األميف البشرى ‪ ،‬بحث بعنواف تأىيؿ المحققيف فى جرائـ الحاسب اآللى وشبكات‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Orin S. Kerr , Digital evidence and the new criminal procedure, 2005, P285,‬‬
‫‪available at, http://www.jstor.org/pss/4099310‬‬
‫‪127‬‬
‫‪ ‬المرحمة الثالثة ‪ :‬ضبط األجيزة المشتبو فييا وفحصيا‪.‬‬

‫وبعد إتماـ عممية الضبط فإنو مف الضروري توثيؽ األدلة الرقمية بعدة طرؽ كالتصوير‬
‫الفوتوغرافي ‪ ،‬التصوير بالفيديو ‪ ،‬وطباعة نسخ مف الممفات المخزنة في جياز الحاسوب أو‬
‫المحفوظة في األقراص ‪ ،‬وعند حفظ األدلة الرقمية عمى األقراص والشرائط يجب تدويف التاريخ‬
‫والوقت الذى تـ فيو اإلجراء ‪ ،‬وتوقيع الشخص الذي قاـ بإعداد النسخة ‪ ،‬و المعمومات المضمنة‬
‫في الممؼ المحفوظ(‪.)1‬‬

‫ويواجو عممية الضبط لمبيانات المعالجة إلكترونيا صعوبات منيا عمى سبيل المثال(‪:)2‬‬

‫ػ الحجـ الكبير لمشبكة التي تحتوي عمى المعمومات المعالجة إلكترونيا والمطموب ضبطيا‪.‬‬

‫ػ وجود ىذه البيانات فى شبكات أو أجيزة تابعة لدولة أجنبية مما يستدعى تعاونيا مع جيات‬
‫الشرطة والتحقيؽ في عممية التفتيش والضبط والتحفظ‪.‬‬

‫إعتداء عمى حقوؽ الغير ‪ ،‬أو عمى حرمة حياتو الخاصة فيجب‬
‫ً‬ ‫ػ يمثؿ التفتيش والضبط أحياناً‬
‫إتخاذ الضمانات البلزمة لحماية ىذه الحقوؽ والحريات‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ اٌخــــجشح‪.‬‬
‫المحقؽ الذي يقوـ بمعاينة الجريمة المعموماتية يجب أف يكوف ممماً بميارات ىذه التقنية‬
‫‪ ،‬مثؿ القدرة عمى إستخداـ البرامج التي يمكف عف طريقيا تحديد الزمف الذي تـ فيو السموؾ‬
‫االجرامي‪ ،‬كذلؾ يجب أف يكوف ممماً بميارات تحميؿ البيانات و ميارات التشفير التي تتيح لو فؾ‬
‫الرموز واستعادة البيانات الممغية ‪.‬‬

‫إضافة لما سبؽ فإنو مف الممكف لمأمور الضبط أف يستفيد كذلؾ مف أعماؿ الخبرة فى‬
‫مجاؿ التحقيؽ فى جرائـ المعموماتية ‪ ،‬وذلؾ بأف يستعيف بالمتخصصيف فى عموـ الحاسب اآللى‬
‫والتكنولوجيا لتسييؿ ما قد يصعب عميو فى عمميات البحث والتفتيش والضبط والمعاينة ‪ ،‬وجدير‬
‫بالذكر أف أعماؿ الخبرة المأموؿ الحصوؿ عمييا قد تقدميا بعض المؤسسات المتخصصة(‪.)3‬‬

‫إضافةً لذلؾ فقد شرعت بعض الدوؿ في إعداد أجيزة متخصصة لمخبرة في اإلجراـ عبر‬
‫لممباحث‬ ‫اإلنترنت‪ .‬وعمى رأس تمؾ الدوؿ الواليات المتحدة التي قامت بإنشاء وحدة تابعة‬

‫(‪ ) 1‬المواء دكتور‪ .‬محمد األميف البشرى ‪ ،‬بحث بعنواف تأىيؿ المحققيف فى جرائـ الحاسب اآللى وشبكات‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪29‬ػ ‪.30‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد أبو العبل عقيدة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )3‬مف ذلؾ قسـ دراسات الحاسب اآللي في جامعة ستانفورد ‪ ،‬ومعيد التكنولوجيا في ماساشوستس وغير ذلؾ‬
‫مف مراكز عموـ الحاسب اآللى المتخصصة‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫الفيدرالية األمريكية ‪ FBI‬أطمؽ عمييا المعمؿ اإلقميمي الشرعي لمحاسوب ‪ ،‬ومقره ساف دييجو‬
‫‪ ،San Diego‬والذي تـ إفتتاحو في نوفمبر ‪ 2000‬كمركز خبرة عاـ متعدد النواحي القضائية‬
‫غرضو مكافحة الجريمة عبر االنترنت ‪ ،‬حيث يتـ إعداد محمميف شرعييف لمحاسب اآللي والذيف‬
‫يعمموف بدورىـ عمى تكثيؼ مواجية الجريمة عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫وبالنسبة ألبرز المسائل التى تحتاج لإلستعانة بالخبير فى جرائم اإلنترنت فيى‬
‫كاآلتى(‪:)1‬‬

‫ػ تركيب الكمبيوتر و ط ارزه و نوعو و نظاـ تشغيمو و األنظمة الفرعية التي يستخدميا‪.‬‬

‫ػ بيئة الكمبيوتر أو الشبكة مف حيث طبيعتيا‪ ،‬تركيزىا أو توزيعيا و كذلؾ نمط و وسائؿ‬
‫اإلتصاالت‪.‬‬

‫ػ المكاف المحتمؿ ألدلة اإلثبات و شكميا و ىيئتيا‪.‬‬

‫ػ اآلثار اإلقتصادية و المالية المترتبة عمى التحقيؽ في الجريمة المعموماتية‪.‬‬

‫ػ كيفية عزؿ النظاـ المعموماتي عند الحاجة دوف إتبلؼ األدلة أو األجيزة أو تدميرىا‪.‬‬

‫ػ إمكانية نقؿ أدلة اإلثبات إلى أوعية أخرى دوف إتبلفيا‪.‬‬

‫ػ إمكانية نقؿ أدلة اإلثبات إلى أوعية مادية كاألوراؽ عمى أف تكوف مطابقة لما ىو مسجؿ في‬
‫الحاسب اآللي أو النظاـ أو الشبكة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ اٌش‪ٙ‬بدٖ‪:‬‬
‫الشيادة ىى األقواؿ التى يدلى بيا غير الخصوـ أماـ سمطة التحقيؽ أو القضاء بشأف‬
‫جريمة وقعت سواء كانت تتعمؽ بثبوت الجريمة وظروؼ إرتكابيا واسنادىا إلى المتيـ أو برائتو‬
‫منيا(‪.)2‬‬

‫وفى مجاؿ جرائـ اإلنترنت والحاسب اآللى فإف الشاىد ىو الفني صاحب الخبرة‬
‫والتخصص في تقنية وعموـ الحاسب اآللي والذي تكوف لديو معمومات جوىرية أو ىامة الزمة لمولوج‬
‫في نظاـ المعالجة اآللية لمبيانات إذا كانت مصمحة التحقيؽ تقتضي التنقيب عف أدلة الجريمة‬

‫(‪ ) 1‬راجع فى نفس المعنى ‪ ،‬د‪.‬ىشاـ محمد فريد رستـ ‪ ،‬الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المعموماتية (دراسة مقارنة) ‪،‬‬
‫المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.142‬‬
‫(‪ ) 2‬د‪ .‬إبراىيـ الغماز ‪ ،‬الشيادة كدليؿ إثبات فى المواد الجنائية ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ ،‬جامعة القاىرة‬
‫‪ ، 1980 ،‬ص‪.30‬‬

‫‪129‬‬
‫داخمو(‪.)1‬‬

‫والشاىد فى مجال جرائم المعموماتية ينقسم إلى عدة نماذج كالتالى‪:‬‬


‫أ ـ انمائم ػهً ذشغيم انحاسة اآلني‪.‬‬
‫وىو المسؤوؿ عف تشغيؿ جياز الحاسب اآللي والمعدات المتصمة بو ويجب أف تكوف لديو‬
‫خبرة كبيرة في تشغيؿ الجياز واستخداـ لوحة المفاتيح في إدخاؿ البيانات كما يجب أف تكوف لديو‬
‫معمومات عف قواعد كتابة البرامج(‪.)2‬‬
‫ب ـ انمثرمجىن‪.‬‬
‫المبرمج ىو الشخص الذي يقوـ ببرمجة الحاسوب ويطور برمجيات لو‪ .‬ويمكف إعتباره‬
‫ميندس برمجيات أومطور برمجيات‪.‬‬

‫والمبرمجون يمكن تقسيميم إلى فئتين‪:‬‬

‫ػ الفئة األولى ‪ :‬ىـ مخططو برامج التطبيقات‪.‬‬

‫ػ الفئة الثانية ‪ :‬ىـ مخططو برامج النظـ‪.‬‬

‫حيث يقوـ مخططوا برامج التطبيقات بالحصوؿ عمى خصائص ومواصفات النظاـ‬
‫المطموب مف محمؿ النظـ ثـ يقوـ بتحويميا إلى برامج دقيقة وموثقة لتحقيؽ ىذه المواصفات‪ ،‬أما‬
‫مخططو برامج النظـ فيقوموف بإختبار وتعديؿ وتصحيح برامج نظاـ الحاسب الداخمية أي أنو يقوـ‬
‫بالوظائؼ الخاصة بتجييز الحاسب بالبرامج واألجزاء الداخمية التي تتحكـ في وحدات اإلدخاؿ‬
‫واإلخراج ووسائط التخزيف باإلضافة إلى إدخاؿ أي تعديبلت أو إضافات ليذه البرامج(‪.)3‬‬
‫ج ـ انمحههىن‪.‬‬
‫المحمؿ وىو الشخص الذي يحمؿ الخطوات ويقوـ بتجميع بيانات نظاـ معيف‪ ،‬ودراسة ىذه‬
‫البيانات ثـ تحميؿ النظاـ أي تقسيمو إلى وحدات منفصمة وأستنتاج العبلقات الوظيفية مف ىذه‬
‫الوحدات‪ ،‬كما يقوـ بتتبع البيانات داخؿ النظاـ عف طريؽ ما سمى بمخطط تدفؽ البيانات واستنتاج‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬ىبللى عبد البله أحمد ‪ ،‬إلتزاـ الشاىد باإلعبلـ فى الجريمة المعموماتية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية ‪ ، 2006 ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد فيمي ‪ ،‬الموسوعة الشاممة لمصطمحات الحاسب اإلليكتروني ‪ ،‬مطابع المكتب المصري الحديث ‪،‬‬
‫‪ ، 1991‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )3‬الرائد الدكتور عبد ا﵀ حسيف عمي محمود ‪ ،‬إجراءات جمع األدلة في مجاؿ جريمة سرقة المعمومات ‪،‬‬
‫المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪ 15‬ػ ‪.16‬‬

‫‪130‬‬
‫األماكف التي يمكف ميكنتيا بواسطة الحاسب(‪.)1‬‬
‫د ـ مهندسى انصيانح‪.‬‬
‫وىـ المسؤولوف عف أعماؿ الصيانة الخاصة بالحاسب اآللى‪.‬‬
‫ھ ـ مديرو اننظم‪.‬‬
‫وىـ الذيف يقوموف بأعماؿ إدارية في النظـ المعموماتية‪.‬‬

‫واضافةً إلى الفئات السابقة يحصر قانوف الدليؿ الخاص بوالية كاليفورنيا شيود الجريمة‬
‫المعموماتية في(‪:)2‬‬

‫ػ أمناء مكتبة األشرطة الذيف يتحمموف مسؤولية توفير األشرطة أو األسطوانات التي تشتمؿ عمى‬
‫البيانات المصدرية الصحيحة‪.‬‬

‫ػ موظفو المدخبلت والمخرجات والمسؤولوف عف معالجة المدخبلت المستخدـ في تنفيذ برامجو‪.‬‬

‫ػ المستخدـ النيائي الذي يمد بالمعمومات المدخمة ويصرح بتنفيذ برامج الكمبيوتر ويستخدـ نواتجيا‪.‬‬

‫‪ ‬إٌززاِبد اٌشب٘ذ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪.ٟ‬‬


‫يتعيف عمى الشاىد المعموماتي أف يقدـ إلى سمطات التحقيؽ ما يحوزه مف معمومات جوىرية‬
‫الزمة لمولوج في نظاـ المعالجة اآللية لمبيانات بحثاً عف أدلة الجريمة ‪ ،‬وثمة تساؤؿ يطرح نفسو‬
‫ىؿ مف المفترض قياـ الشاىد بطبع الممفات واإلفصاح عف كممات المرور والشفرات؟‬

‫وفى سبيؿ اإلجابة عمى ىذا التساؤؿ ثمة إتجاىاف‪:‬‬

‫‪ ‬اإلرغـــبٖ األ‪ٚ‬ي ‪:‬‬


‫يرى ىذا اإلتجاه أنو ليس مف واجب الشاىد وفقا لئللتزامات التقميدية لمشيادة أف يقوـ‬
‫بطباعة البيانات المخزنة فى ذاكرة الحاسوب أو تحميؿ ذاكرة النظاـ المعموماتى ليكشؼ لو عف‬
‫آثار بعض البيانات(‪.)3‬‬

‫ويميؿ إلى ىذا اإلتجاه الفقو األلماني حيث يرى عدـ إلتزاـ الشاىد بطبع البيانات المخزنة‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ىبللى عبد البله أحمد ‪ ،‬إلتزاـ الشاىد باإلعبلـ فى الجريمة المعموماتية ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫(‪ ) 2‬الرائد الدكتور عبد ا﵀ حسيف عمي محمود ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ ) 3‬د‪.‬جميؿ عبد الباقى الصغير ‪ ،‬أدلة اإلثبات الجنائى والتكنولوجيا الحديثة ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية ‪ ، 2002 ،‬ص‪.106‬‬

‫‪131‬‬
‫في ذاكرة الحاسب عمى أساس أف اإللتزاـ بأداء الشيادة ال يتضمف ىذا الواجب(‪.)1‬‬

‫‪ ‬اإلرغـــبٖ اٌضبٔ‪: ٝ‬‬


‫ويرى أنصار ىذا اإلتجاه أف مف واجب الشاىد القياـ بطبع ممفات البيانات أو اإلفصاح عف‬
‫كممات المرور أو الشفرات الخاصة بالبرامج المختمفة‪.‬‬

‫ولعمو مف المنطؽ القوؿ أنو ماداـ مف واجب الشاىد تقديـ كؿ مايحوزه مف معمومات‬
‫لجية التحقيؽ بحثاً عف أدلة ‪ ،‬فبالتالى يجب عميو اإللتزاـ بكؿ مايمزـ لخدمة التحقيؽ حتى ولو‬
‫إنطوى األمر عمى طبع ممفات البيانات أو اإلفصاح عف كممات المرور‪.‬‬
‫ذنظيم إذفاليح تىداتسد نهؼمم انشرطً فً مىاجهح جرائم اإلنررند‪:‬‬
‫نظمت اإلتفاقية األوروبية لمكافحة جرائـ اإلنترنت الموقعة فى بودابست العاصمة‬
‫المجرية العمؿ الشرطى فى مواجية جرائـ اإلنترنت وذلؾ فى عدة مواد ‪ ،‬فنصت المادة ‪14‬‬
‫عمى‪:‬‬

‫أ ػ ضرورة إعتماد كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية ما يمزـ مف تدابير تشريعية وتدابير أخرى إلقرار‬
‫الصبلحيات واإلجراءات ألغراض التحقيؽ الجنائى‪.‬‬

‫ة ػ وفيما عدا ما ورد في المادة ‪ ،21‬يقوـ كؿ طرؼ بتطبيؽ السمطات واإلجراءات الواردة في‬
‫الفقرة األولى عمى ‪:‬‬

‫ػ الجرائـ التي تقع وفقاً لما ىو وارد في المواد مف ‪ 11-2‬مف ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫ػ عمى كافة الجرائـ األخرى التي ترتكب بإستخداـ شبكة المعمومات‪ ،‬وجمع األدلة‬
‫اإللكترونية عف كؿ الجرائـ الجنائية‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 16‬عمى أف لكؿ دولة طرؼ أف تتخذ اإلجراءات القانونية البلزمة وغيرىا‬
‫لكي تسمح لمسمطات المختصة أف تأمر وأف تقتضي بأي طريؽ سرعة حفظ المعمومات‬
‫اإللكترونية الخاصة والمخزنة بواسطة شبكة المعمومات وعمى األخص عندما يوجد سبب يدعو‬
‫لئلعتقاد أف تمؾ المعمومات عرضة لمفقد أو التعديؿ‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 18‬عمى أنو عمى كؿ دولة طرؼ إتخاذ اإلجراءات التشريعية البلزمة‬
‫لمنح السمطات المختصة بإصدار األمر إلى ‪:‬‬

‫ػ أي شخص يتواجد داخؿ حدود الدولة أف يعطي البيانات المعموماتية الخاصة‪ ،‬التي يممكيا أو‬

‫‪(1) Mohrenschloager (Manfred): Computer crimes and other crimes against‬‬


‫‪information technology in Germany "R.I.D.P 1993 P. 351.‬‬
‫‪132‬‬
‫التي تقع تحت سمطتو‪ ،‬والمخزنة في إحدى شبكات المعمومات أو أي مستودع لتخزيف‬
‫المعمومات‪.‬‬

‫ػ أي مؤدي خدمة يقوـ بتقديـ مثؿ ىذه الخدمات داخؿ الدولة أف يبمغ عف البيانات التي في‬
‫حوزتو أو تحت إشرافو المتعمقة بالمشتركيف والخاصة بمثؿ ىذه الخدمة‪.‬‬

‫ويقصد ببيانات المشتركيف فى ىذه المادة أية معمومات فى صورة بيانات كمبيوتر أو أى‬
‫صورة أخرى يتـ حفظيا مف جانب مقدـ الخدمة وىذه المعمومات يمكف التوصؿ بموجبيا إلى ‪:‬‬

‫ػ نوع خدمة اإلتصاؿ المستخدـ واألدوات الفنية المستخدمة في ىذا الصدد ومدة الخدمة‪.‬‬

‫ػ ىوية المشترؾ ‪ ،‬وعنوانو البريدي أو الجغرافي ورقـ تميفونو أو أي رقـ اتصاؿ آخر‪ ،‬والبيانات‬
‫المتعمقة بالفواتير والدفع الموجودة بموجب عقد اإلتفاؽ عمى الخدمة‪.‬‬

‫ػ أي معمومات أخرى تتعمؽ بمكاف وجود معدات اإلتصاؿ والموجودة بناء عمى إتفاؽ لتأدية‬
‫الخدمة‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 19‬عمى أف‪:‬‬

‫‪1‬ػ لكؿ طرؼ إتخاذ اإلجراءات التشريعية لكي يمنح السمطات المختصة إذناً بالتفتيش أو الدخوؿ‬
‫بطريقة مشابية عمى ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أي شبكة معمومات أو لجزء منيا‪ ،‬وكذلؾ البيانات المعموماتية المخزنة بيا‪.‬‬

‫ب‪ -‬أي جياز تخزيف معمومات يسمح بتخزيف البيانات المعموماتية في داخؿ النطاؽ‬
‫المحمي‪.‬‬

‫‪2‬ػ إذا توافرت األسباب الكافية لبلعتقاد بأف المعمومات المطموب البحث عنيا وجدت مخزنة في‬
‫شبكة معمومات أخرى أو في جزء آخر مف تمؾ الشبكة الموجودة في إطار النطاؽ المحمي‪،‬‬
‫فإنو يحؽ لتمؾ السمطات المختصة أف تمد التفتيش إلييا بسرعة‪.‬‬

‫‪ 3‬ػ أف يمنح كؿ طرؼ السمطات المختصة صبلحية ضبط أو الحصوؿ بطريقة مشابية عمى‬
‫البيانات المعموماتية والتي تـ الدخوؿ عمى الشبكة مف أجؿ الحصوؿ عمييا تطبيقاً لمفقرة ‪1‬‬
‫‪.2 ،‬‬

‫وىذه اإلجراءات تشمل الصالحيات التالية ‪:‬‬

‫ػ ضبط أو تأميف نظاـ الكمبيوتر‪.‬‬

‫ػ نقؿ وحفظ صورة مف تمؾ البيانات المعموماتية‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ػ المحافظة عمى كامؿ البيانات المعموماتية المخزونة‪.‬‬

‫ػ العمؿ عمى منع أي أحد مف الدخوؿ أو أخذ ىذه البيانات المعموماتية مف شبكة المعمومات‬
‫المعنية‪.‬‬

‫أما عف التطبيؽ العممى الشرطى لمواجية ظاىرة جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬فقد قامت بريطانيا‬
‫بتشكيؿ وحدة داخؿ جياز الشرطة تسمى وحدة جرائـ التكنولوجيا لمواجية الخطر المتزايد‬
‫لمكمبيوتر وجرائـ اإلنترنت وتتخذ ىذه الوحدة مف لندف مق اًر ليا‪ ،‬وتضـ بيف أفرادىا خبراء مف‬
‫الجامعات وبعض صناع األجيزة اإلليكترونية وعدد مف أفراد أجيزة األمف والمخابرات البريطانية‬
‫‪ ،‬فضبل عف ضباط الشرطة المتخصصيف ويكوف ىدؼ ىذه الوحدة ىو التعامؿ مع أنواع مختمفة‬
‫مف الجرائـ الحاسوبية التي تشمؿ اإلحتياؿ والمواد اإلباحية ‪ ،‬ونشاط اإلستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ‬
‫‪ ،‬ونشر الكراىية بسبب العرؽ أو التزوير ‪ ،‬والقمار ‪ ،‬والقرصنة وسرقة المعمومات ‪ ،‬وقرصنة‬
‫البرمجيات وغسؿ األمواؿ ‪ ،‬واإلتبلؼ بواسطة فيروسات الكمبيوتر(‪.)1‬‬

‫أما الواليات المتحدة األمريكية فقد قامت بإنشاء قسـ خاص ضمف مكتب المباحث‬
‫االتحادي األمريكي ‪ FBI‬أسمتو ‪ (Internet Crime Complaint Center) IC3‬مركز‬
‫ببلغات جرائـ اإلنترنت‪ .‬ويضـ ىذا المركز وكبلء مباحث ومحمميف‪ ،‬وعمماء حاسوب‪،‬‬
‫وأخصائييف في تكنولوجيا المعمومات‪ ،‬ويختص ىذا المركز بتمقى الشكاوى الخاصة بعمميات‬
‫اإلختراقات التى تحدث عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬والتى تصؿ إلى ‪ 20000‬شكوى شيرياً‪ ،‬ومف ثـ‬
‫يقوـ بتحميميا ومحاولة ضبط المخالفيف وتقديميـ إلى القضاء‪ ،‬والعمؿ عمى إيجاد حموؿ ناجعة‬
‫مستقببل لمحد مف أي إختراقات جديدة قد تحدث(‪.)2‬‬

‫وقد نشأ مركز الشكاوى الخاصة بجرائـ اإلنترنت كمفيوـ سنة ‪ 1998‬بإدراؾ مبلئـ بأف‬
‫الجريمة بدأت تدخؿ اإلنترنت ألف األعماؿ التجارية والمالية كانت قد بدأت تتـ عبر اإلنترنت‪،‬‬
‫وألف مكتب التحقيقات الفدرالي أراد أف يكوف قاد اًر عمى تعقب ىذه النشاطات وعمى تطوير تقنيات‬
‫تح قيؽ خاصة بجرائـ اإلنترنت ‪ ،‬ولـ يكف ىناؾ آنذاؾ أي مكاف واحد معيف يمكف لمناس التبميغ‬
‫فيو عف جرائـ اإلنترنت‪ ،‬وأراد مكتب التحقيقات الفدرالي التمييز بيف جرائـ اإلنترنت والنشاطات‬
‫اإلجرامية األخرى التي تُبمّغ عنيا عادةً الشرطة المحمية ومكتب التحقيقات الفدرالي والوكاالت‬

‫‪(1) Jason Bennetto , an article entitled Police launch a cyber squad to combat growth‬‬
‫‪of Internet crime-available at: http://www.independent.co.uk/news/business/‬‬
‫‪analysis-and-features/police-launch-a-cyber-squad-to-combat-growth-of-internet‬‬
‫‪-crime-743235.html‬‬
‫(‪ )2‬موقع مكتب التحقيقات الفيدرالى عمى اإلنترنت ‪www.fbi.gov‬‬

‫‪134‬‬
‫األخرى التي تطبؽ القوانيف الفدرالية(‪.)1‬‬

‫ويعمؿ مركز الشكاوى عف كثب أيضاً مع المنظمة الكندية المسماة "اإلببلغ عف الجرائـ‬
‫اإلقتصادية عمى خط اإلنترنت" (‪ )RECOL‬ويدير ىذه المنظمة المركز القومي لمجرائـ المكتبية‬
‫في كندا‪ ،‬وتدعميا شرطة الخيالة الممكية الكندية‪ ،‬ويعمؿ مركز الشكاوى الخاصة بجرائـ اإلنترنت‬
‫كذلؾ مع المسؤوليف عف تطبيؽ القانوف في بمداف عديدة‪ ،‬بينيا أستراليا والمممكة المتحدة‪ .‬كما‬
‫يحضر ممثمو مركز الشكاوى أيضاً اجتماعات دورية لممجموعة الفرعية حوؿ جرائـ التكنولوجيا‬
‫المتقدمة التابعة لمجموعة الثماني (كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬الياباف‪ ،‬روسيا والمممكة المتحدة‬
‫والواليات المتحدة)‪ .‬ويعمؿ قسـ مف ىذه المجموعة الفرعية عمى محاربة جرائـ اإلنترنت وتعزيز‬
‫التحقيقات بشأنيا (‪.)2‬‬

‫وييدف مكتب التحقيقات الفيدرالية فى مواجيتو لجرائم اإلنترنت إلى(‪: )3‬‬

‫ػ وقؼ التدخبلت األكثر خطورة عمى الشبكة والتى تتمثؿ فى إنتشار الشيفرات والفيروسات‬
‫الخبيثة‪.‬‬

‫ػ تحديد واحباط محاوالت األشخاص الذيف يستخدموف اإلنترنت لتمبية واستغبلؿ األطفاؿ جنسياً‬
‫وانتاج المواد اإلباحية‪.‬‬

‫ػ مواجية العمميات التي تستيدؼ اإلعتداء عمى الممكية الفكرية‪.‬‬

‫ػ القضاء عمى الجريمة المنظمة عبر الوطنية وجرائـ اإلحتياؿ عبراإلنترنت‪.‬‬

‫ومف أبرز القضايا التى تعامؿ معيا مكتب التحقيقات الفيدرالى ‪ ،‬ما تعرؼ بقضية الجحيـ‬
‫العالمي (‪ ، )GLOBAL HELL‬حيث أطمؽ مجموعة مف المخترقيف عمى نفسيـ ىذا المسمى‬
‫وتمكنت ىذه المجموعة مف إختراؽ مواقع البيت األبيض والشركة الفيدرالية األمريكية والجيش‬
‫األمريكي وو ازرة الداخمية األمريكية ‪ ،‬وقد أديف إثنيف مف ىذه المجموعة جراء تحقيقات الجيات‬
‫الداخمية في الواليات المتحدة ‪ ،‬وقد أمضى المحققوف مئات الساعات في مبلحقة ومتابعة ىذه‬
‫المجموعة عبر الشبكة وتتبع آثار أنشطتيا ‪ ،‬وقد كمؼ التحقيؽ مبالغ طائمة لما تطمبو مف وسائؿ‬
‫معقدة في المتابعة(‪.)4‬‬

‫‪(1) Daniel Larkin, an article entitled fight cybercrime - available at : http://www.‬‬


‫‪america.gov/st/democracy-arabic/2008/May/20081117124454snmassabla0.‬‬
‫‪260 1086. html‬‬
‫‪(2) Daniel Larkin , Ibid‬‬
‫‪(3) www.fbi.gov‬‬

‫‪(4) http://www.arab-elaw.com/show_similar.aspx?id=93‬‬
‫‪135‬‬
‫وكذلؾ وجو مكتب التحقيقات الفيدرالى اإلتياـ إلى ثبلثة أشخاص لحصوليـ عمى بيانات‬
‫بطاقات إئتمانية مف خبلؿ أجيزة الحاسب اآللى ‪ ،‬واستغبلليا فى سرقة ما يقارب عمى ثبلثة‬
‫مبلييف دوالر مف حسابات مصرفية ألكثر مف ثبلثيف ألؼ شخص ‪ ،‬وتعد ىذه الواقعو عمى‬
‫حسب ما جاء عمى لساف ممثؿ اإلدعاء العاـ فى والية نيويورؾ أكبر قضية سرقة بالحاسب‬
‫اآللى فى تاريخ الواليات المتحدة األمريكية(‪.)1‬‬

‫وفى واقعة أخرى قامت المباحث الفيدرالية بالقبض عمى ‪ 0011‬شخص يشتبو فييـ‬
‫بالتعامؿ فى دعارة األطفاؿ عبر شبكة اإلنترنت وبث صور إباحية لمقصر وذلؾ بعد ما قادت‬
‫عمميات البحث والتقصى حوؿ دعارة األطفاؿ عبر اإلنترنت فى ألمانيا والمممكة المتحدة‬
‫والواليات المتحدة إلى الكشؼ عف ‪ 011‬ألؼ صورة إباحية ألطفاؿ قصر(‪.)2‬‬

‫وفي فرنسا يقوـ فريؽ مكوف مف ‪ 01‬شرطي باإلشراؼ عمى تنفيذ الميمات التي يعيد بيا‬
‫إلي و وكبلء النيابة والمحققيف وجمعييـ تمقوا تدريب متخصص إلى جانب إختصاصيـ األساسي‬
‫في مجاؿ التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬وىـ يقوموف بموافقة المحققيف أثناء التفتيش حيث يقوموف بفحص‬
‫كؿ جياز وينقموف نسخة مف اإلسطوانة الصمبة وبيانات البريد اإللكتروني ثـ يقوموف بعمؿ تقرير‬
‫يرس ؿ إلى القاضي الذي يتولى التحقيؽ‪ ،‬أما عف المعدات والبرامج فيـ يستخدموف برامج تستطيع‬
‫إستعادة المعمومات مف عمى اإلسطوانة الصمبة كما يمكنيا قراءة اإلسطوانات المرنة والصمبة‬
‫التالفة‪ ،‬كما يوجد تحت تصرفيـ برامج تمكنيـ مف قراءة الحاسبات المحمولة(‪.)3‬‬

‫أما فى مصر فقد تـ إنشاء إدارة مكافحة جرائـ الحاسبات وشبكات المعمومات باإلدارة‬
‫العامة لممعمومات والتوثيؽ وذلؾ بموجب القرار رقـ ‪ 13507‬لسنة ‪ ، 2002‬والتى تيدؼ إلى‬
‫ضبط مختمؼ صور الخروج عمي الشرعية فيما يمس األمف القومي وأمف األفراد باستخداـ‬
‫الحواسب اآللية في مصر‪.‬‬

‫وتتكون اإلدارة من ثالثة أقسام عمى النحو التالى(‪:)4‬‬

‫‪1‬ػ قسم العمميات ‪ :‬ويختص باآلتى‪:‬‬

‫ػ مكافحة الجرائـ التى تقع بإستخداـ أجيزة الحاسب اآللي في مجاالت نظـ وشبكات وقواعد‬

‫‪(1) www.gulfpark.com/showarticale.php?cat=news&article-id=252‬‬
‫(‪ )2‬أنظر فى ذلؾ د‪ .‬عمر محمد أبو بكر بف يونس ‪ ،‬الجرائـ الناشئة عف إستخداـ اإلنترنت ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ ‪ ،‬جامعة عيف شمس ‪ ، 2004 ،‬ص‪.456‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬صالح أحمد البربري ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )4‬موقع و ازرة الداخمية المصرية عمى اإلنترنت‬
‫‪http://citizen-service.moiegypt.gov.eg/crimes_web/main.htm‬‬
‫‪136‬‬
‫البيانات‪.‬‬

‫ػ إخطار األجيزة النوعية المختصة بأعماؿ المكافحة بالبيانات والمعمومات المتعمقة بالجرائـ‬
‫الجنائية التى يمكف التوصؿ إلييا مف خبلؿ اإلتصاؿ بشبكات المعمومات والتنسيؽ‬
‫معيا‪.‬‬

‫ػ إعداد قاعدة بيانات بجرائـ المعمومات التى تدخؿ في نطاؽ إختصاص اإلدارة واألحكاـ‬
‫الصادرة فييا‪.‬‬

‫‪2‬ػ قسم التأمين ‪ :‬ويختص باآلتى‪:‬‬

‫ػ وضع الخطط واألساليب التى تستخدـ في مجاؿ تأميف نظـ المعمومات والشبكات الخاصة‬
‫بأجيزة الو ازرة‪.‬‬

‫ػ تقديـ العوف لكافة أجيزة الو ازرة التى تطمب تأميف نظـ معموماتيا وشبكاتيا حماية لمثروة‬
‫المعموماتية بيا ‪.‬‬

‫ػ متابعة التراخيص التي تصدر لمشركات الخاصة في مجاؿ نظـ وأجيزة وشبكات المعمومات‬
‫وذلؾ بالتنسيؽ مع الجيات المعنية ‪.‬‬

‫‪3‬ػ قسم البحوث والمساعدات الفنية ‪ :‬ويختص باآلتى‪:‬‬

‫ػ القياـ بإعداد البحوث الفنية والقانونية في مجاؿ تأميف نظـ وشبكات المعمومات بالحاسبات‬
‫اآللية‪.‬‬

‫ػ بحث مدى مبلءمة التشريعات الجنائية لمواجية جرائـ المعمومات التى تدخؿ في مجاؿ‬
‫عمؿ اإلدارة واقتراح التوصيات‪.‬‬

‫ػ تقديـ الدعـ الفني لجميع جيات الو ازرة في كافة القضايا والوقائع المرتبطة بمجاؿ نظـ‬
‫وبرامج وأجيزة و شبكات المعمومات‪.‬‬

‫ػ توفير كافة المساعدات الفنية وابداء الرأى والمشورة لمجيات سواء مف داخؿ الو ازرة أو‬
‫خارجيا لممعاونة في عمميات ضبط الجرائـ التى تتـ بإستخداـ الحاسب اآللي‪.‬‬

‫وقد تمكنت اإلدارة المذكورة مف إحباط عدد مف المحاوالت اإلجرامية التى تتـ بإستخداـ‬
‫شبكة اإلنترنت ‪ ،‬تمثؿ أغمبيا فى إختراؽ مواقع لئلنترنت ‪ ،‬سرقة أرقاـ بطاقات اإلئتماف ‪ ،‬قذؼ‬
‫وسب واساءة سمعة ‪ ،‬تيديد وابتزاز ‪ ،‬نصب واحتياؿ ‪ ،‬محاولة كسر شفرات القنوات الفضائية‬
‫عف طريؽ اإلنترنت ‪ ،‬اإلعتداء عمى حقوؽ الممكية الفكرية ‪ ،‬أعماؿ منافية لآلداب‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫إضافةً لذلؾ فإف اإلدارة العامة لمباحث األمواؿ العامة تمعب دو اًر بار اًز كذلؾ فى مجاؿ‬
‫مكافحة جرائـ اإلنترنت المالية ‪ ،‬ولقد قامت اإلدارة المذكورة بإحباط العديد مف المحاوالت‬
‫اإلجرامية ونذكر منيا عمى سبيؿ المثاؿ القبض عمى شخصيف يحمبلف الجنسية النيجيرية قاما‬
‫بإرساؿ رسالة إليكترونية ألحد المواطنيف ‪ ،‬مفادىا أنو فاز مع أحد شركات اليانصيب عمى‬
‫اإلنترنت والموجودة فى ىولندا بجائزة مالية قدرىا "‪ 750‬ألؼ دوالر أمريكى" ومطالبتة بدفع مبالغ‬
‫مالية كرسوـ إدارية إلنياء إجراءات إستبلمو الجائزة وبالفعؿ قاـ بتحويؿ مبمغ (‪ )3721‬دوالر‬
‫أمريكى عمى العنواف المرسؿ إليو بالرسائؿ الواردة إليو عمى بريده اإلليكترونى ‪ ،‬وبعد ذلؾ تمقى‬
‫رسالة أخرى تفيد حضور شخصيف لمقاىرة لتسميمة الجائزة ‪ ،‬وعند مقابمتة طمب منو مبمغ ‪2800‬‬
‫دوالر قيمة تحويؿ مبمغ الجائزة إليو بالقاىرة‪ ،‬تشكؾ المواطف فى األمر وبإببلغ اإلدارة تـ ضبط‬
‫الشخصيف‪.‬‬

‫إضافةً لذلؾ فقد نظمت و ازرة الداخمية فى مصر نػدوة بعنواف "المواجية األمنية لمجريمة‬
‫المعموماتية" والتى ركزت عمى أىمية الدور الشرطى فى مواجية جرائـ المعموماتية وقد جاء فى‬
‫توصيات الندوة ضرورة(‪:)1‬‬

‫ػ إدراج موضوعات الجريمة المعموماتية وسبؿ مكافحتيا ضمف المناىج الدراسية بكميات ومعاىد‬
‫الشرطة‪ ،‬بما يحقؽ تدعيـ الجيود األمنية المبذولة في ىذا الشأف‪.‬‬

‫ػ تحديث وتطوير البرامج التدريبية اليادفة إلى تنمية قدرات العامميف في مجاؿ مكافحة الجريمة‬
‫المعموماتية‪ ،‬واإلستم ارر في إيفاد الكوادر المتخصصة لمخارج لبلطبلع عمى التجارب‬
‫الناجحة في ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫ػ تدعيـ دور أجيزة إنفاذ القانوف فى مواجية الجريمة المعموماتية مف خبلؿ اإلستمرار فى تعزيز‬
‫اإلمكانيات المادية والبشرية المتاحة ليا‪.‬‬

‫ػ تبادؿ الخبرات والمعمومات وتكثيؼ المشاركة في المؤتمرات الدولية والندوات والحمقات العممية‬
‫ذات الصمة ومتابعة المستجدات الدولية في مجاؿ مكافحة الجرائـ المعموماتية‪.‬‬

‫ػ الدعوة إلى وضع آلية تشريعية تحدد ماىية الجريمة المعموماتية وأركانيا والعقوبات المقررة ليا‬
‫بما يكفؿ تحقيؽ التوازف بيف حؽ المجتمع فى التداوؿ الحر لممعمومات وحماية الكياف‬
‫اإلجتماعي‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع فيما يخص ىذه الندوة موقع و ازرة الداخمية المصرية عمى اإلنترنت‬
‫‪http://www.moiegypt.gov.eg/Arabic/Departments+Sites/Media+and+public+Relation/‬‬
‫‪Conferences/mo07042009.htm‬‬
‫‪138‬‬
‫ػ إعادة النظر بتشديد العقوبات في القوانيف ذات الصمة بالجريمة المعموماتية بما يكفؿ اإلستخداـ‬
‫اآلمف والمشروع لتكنولوجيا المعمومات‪.‬‬

‫ػ إرتياد آفاؽ جديدة في مجاؿ التعاوف الدولى لمكافحة الجريمة المعموماتية مف خبلؿ اإلنضماـ‬
‫أو إبراـ اإلتفاقيات الدولية ذات الصمة‪.‬‬

‫وفى سمطنة عماف أولت الشرطة ىناؾ إىتماماً بالغ األىمية لجرائـ الحاسب اآللى واإلنترنت‬
‫وذلؾ مف خبلؿ(‪:)1‬‬

‫ػ إنشاء قسـ خاص بالجرائـ اإلليكترونية يتبع إلدارة الجرائـ اإلقتصادية باإلدارة العامة لمتحريات‬
‫والتحقيقات الجنائية وذلؾ فى العاـ ‪.2004‬‬

‫ػ عقد العديد مف الندوات والدورات أو المشاركة فييا وذلؾ بالتعاوف مع بعض الجيات المختصة‬
‫مف أجؿ نشر الوعى والتنبيو بمخاطر ىذه الجرائـ‪.‬‬

‫ػ إعداد الدراسات والبحوث واإلحصائيات السنوية حوؿ الجرائـ اإلليكترونية التى تمت أو تتـ فى‬
‫السمطنة‪.‬‬

‫ػ التنسيؽ والتعاوف مع السمطات المختصة سواء فى الدوؿ األخرى أو مع الييئات والمنظمات‬


‫الدولية واإلقميمية مف أجؿ تبادؿ الخبرات فى مجاؿ مكافحة ىذا النوع المستحدث مف الجرائـ‬
‫كمجنة أمناء العرب واإلنتربوؿ‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬د‪.‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬بحث بعنواف جيود السمطنة فى مواجية جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬ص‪ ، 12‬البحث‬
‫منشور بالموقع ‪http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=24 :‬‬

‫‪139‬‬
‫اٌّجحـــش اٌضبٔـــ‪ٝ‬‬
‫ِىبفحخ عشائُ اإلٔزشٔذ ػٍ‪ ٝ‬اٌّسز‪ ٜٛ‬اٌذ‪ٌٝٚ‬‬
‫ذكرنا سمفاً أف جرائـ اإلنترنت يصعب مواجيتيا عمى الصعيد الداخمى أو الوطنى فقط‬
‫نظ اًر لتشعب خيوطيا وامكانية إرتكابيا داخؿ أكثر مف دولة فى نفس الوقت ‪ ،‬األمر الذى أوجب‬
‫ضرورة التعاوف الدولى بشتى أنواعو لمقضاء أو عمى أقؿ تقدير الحد مف ىذه الجرائـ وتحجيميا‪.‬‬

‫وقد أكدت إتفاقية بودابست عمى أىمية التعاوف الدولى فى مجاؿ مكافحة جرائـ الكمبيوتر‬
‫حيث نصت المادة ‪ 23‬مف عمى أف يتعاوف األطراؼ مع بعضيـ البعض‪ ،‬وفقاً لنصوص ىذا‬
‫الباب عمى تطبيؽ الوسائؿ الدولية المبلئمة بالنسبة لمتعاوف الدولي في المجاؿ الجنائي والترتيبات‬
‫التي تستند إلى تشريعات موحدة ومتبادلة وكذلؾ بالنسبة لمقانوف المحمي عمى أوسع نطاؽ ممكف‬
‫بيف بعضيـ البعض بغرض التحقيقات واإلجراءات المتعمقة بالجرائـ الجنائية لمشبكات والبيانات‬
‫المعموماتية وكذلؾ بشأف الحصوؿ عمى األدلة في الشكؿ اإللكتروني لمثؿ ىذه الجرائـ‪.‬‬

‫وعميو سنتناوؿ دراسة ىذا المبحث مف خبلؿ ثبلث مطالب وىى عمى التوالى‪:‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬التعاوف الشرطى والقضائى عمى المستوى الدولى‪.‬‬

‫المطمب الثانى ‪ :‬اإلتفاقيات والمؤتمرات الدولية‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬معوقات التعاوف الدولى‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫اٌّطٍـــت األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌزؼب‪ ْٚ‬اٌششط‪ٚ ٝ‬اٌمضبئـ‪ ٝ‬ػٍ‪ ٝ‬اٌّسز‪ ٜٛ‬اٌذ‪ٌٝٚ‬‬
‫اٌفـــشع األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌزؼب‪ ْٚ‬اٌششطـ‪ ٝ‬ػٍ‪ ٝ‬اٌّسز‪ ٜٛ‬اٌذ‪.ٌٝٚ‬‬
‫يحدث التعاوف الشرطى عمى المستوى الدولى عند إتفاؽ اإلدارات الشرطية المعنية بجرائـ‬
‫المعمومات واإلنترنت فى أكثر مف دولة عمى إتباع سياسة عامة وموحده فى مجاؿ التحقيقات‬
‫وجمع األدلة وتبادؿ المعمومات وذلؾ إذا ما تعدت آثار جرائـ اإلنترنت الحدود اإلقميمية ألكثر‬
‫مف دولة‪.‬‬

‫والسبب فى ذلؾ أنو مف الصعب عمى الدولة بمفردىا القضاء عمى جرائـ المعموماتية‬
‫عابرة الحدود ‪ ،‬ألف جياز الشرطة فى ىذه الدولة أو تمؾ يصعب عميو تعقب المجرميف ومتابعتيـ‬
‫إذا ما عبروا حدود الدولة ‪ ،‬ولذلؾ فإف الحاجة ممحة إلى تعاوف أجيزة الشرطة بيف الدوؿ وتنسيؽ‬
‫العمؿ فيما بينيا لضبط المجرميف ومكافحة نشاط اإلجراـ المعموماتى الذى يتجاوز حدود‬
‫الدولة(‪.)1‬‬

‫وجدير بالذكر أف البدايات األولى لمتعاوف الشرطى الدولى ػ بشكؿ عاـ ػ ترجع إلى العاـ‬
‫‪ 1904‬عندما تـ إبراـ اإلتفاقية الدولية الخاصة بمكافحة الرقيؽ األبيض ‪ ،‬وكذلؾ أخذ التعاوف‬
‫الشرطى الدولى صورة المؤتمرات الدولية وتمثؿ ذلؾ فى مؤتمر موناكو فى عاـ ‪ 1904‬كذلؾ ‪،‬‬
‫والذى ضـ بدوره رجاؿ شرطة وقضاء مف ‪ 14‬دولة ‪ ،‬لمناقشة ووضع أسس التعاوف الدولى فى‬
‫بعض المسائؿ الشرطية ‪ ،‬وبعد إنتياء الحرب العالمية األولى وتحديداً فى العاـ ‪ 1919‬حاوؿ‬
‫الكولونيؿ فاف ىوتيف أحد ضباط الشرطة اليولندية إحياء فكرة التعاوف الدولى وذلؾ بالدعوة لعقد‬
‫مؤتمر دولى لمناقشة ىذا الموضوع غير أنو لـ يوفؽ فى مسعاه(‪.)2‬‬

‫وتبمور بعد ذلك التعاون الشرطى الدولى وقد أخذ عدة صور كاآلتى‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إٌّظّخ اٌذ‪١ٌٚ‬خ ٌٍششطخ اٌغٕبئ‪١‬خ (اإلٔزشث‪ٛ‬ي)‪:‬‬
‫اإلنتربوؿ ىو منظمة عالمية أنشئت في عاـ ‪ 1923‬وتتكوف ىذه المنظمة مف قوات‬
‫الشرطة ألكثر مف ‪ 188‬دولة وىو بذلؾ يعد أكبر منظمة شرطية في العالـ ‪ ،‬وتتخذ المنظمة مف‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬طارؽ إبراىيـ الدسوقى عطية ‪ ،‬األمف المعموماتى (النظاـ القانونى لحماية المعموماتى) ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬‬
‫‪ 593‬ػ ‪.594‬‬
‫(‪ ) 2‬راجع فى ذلؾ ‪ ،‬د‪.‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة) ‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ ،‬جامعة عيف شمس ‪ ،‬ص‪ 503‬ػ ‪.504‬‬

‫‪141‬‬
‫مدينة ليوف بفرنسا مق اًر رئيسياً ليا ‪ ،‬ومف الجدير بالذكر أنو فى بداية عمؿ ىذه المنظمة كاف‬
‫المركز الرئيسى ليا ىو فيينا‪ .‬وقد توقفت المنظمة عف العمؿ بسبب إندالع الحرب العالمية الثانية‬
‫وبعد ذلؾ أعيد ْتنظيِـ المنظمة مف جديد عاـ ‪1946‬ـ وانتقمت إلى باريس‪ ،‬قبؿ أف تنتقؿ لممرة‬
‫األخيرة بعد ذلؾ فى مقرىا بمدينة ليوف‪.‬‬

‫ولإلنتربول خدمات ووظائف عدة تتمخص فى(‪:)1‬‬

‫أ ػ خدمات إتصال شرطي عالمي مأمون ‪ :‬يتدبر اإلنتربوؿ منظومة إتصاالت شرطية عالمية تتيح‬
‫لموظفي إنفاذ القانوف المرخص ليـ في جميع البمداف األعضاء طمب معمومات شرطية ىامة‬
‫واحالتيا والوصوؿ إلييا بشكؿ آني ومأموف‪.‬‬

‫يتدبر اإلنتربوؿ مجموعة مف قواعد البيانات‬


‫ة ػ خدمات بيانات ميدانية وقواعد بيانات لمشرطة ‪ّ :‬‬
‫التي تحتوي عمى معمومات أساسية كأسماء اإلرىابييف المشتبو بيـ‪ ،‬وصور اإلعتداء الجنسي‬
‫عمى األطفاؿ‪ ،‬وبصمات األصابع ‪ ،‬ووثائؽ السفر المسروقة والمفقودة‪ ،‬واألشخاص‬
‫المطموبيف‪.‬‬

‫حدد اإلنتربوؿ عدة مجاالت إجراـ ذات أولوية وىو يركز‬


‫ج ػ خدمات اإلسناد الشرطي الميداني ‪ّ :‬‬
‫موارده عمييا وىي الفساد‪ ،‬والمخدرات واإلجراـ المنظـ‪ ،‬واإلجراـ المالي والمرتبط بالتكنولوجيا‬
‫المتقدمة‪ ،‬والمجرموف الفاروف‪ ،‬واألمف العاـ واإلرىاب‪ ،‬واإلتجار في البشر‪.‬‬

‫د ػ التدريب واإلنماء الشرطي ‪ :‬يقدـ اإلنتربوؿ ألجيزة الشرطة الوطنية برامج تدريبية محددة لتعزيز‬
‫فعاؿ‪.‬‬
‫قدرة البمداف األعضاء عمى مكافحة اإلجراـ الخطر العابر لمحدود واإلرىاب بشكؿ ّ‬
‫تدخؿ أو نشاط ذي‬
‫وجدير بالذكر أف قانوف اإلنتربوؿ األساسي يحظر عمى المنظمة أي ّ‬
‫طابع سياسي أو عسكري أو ديني أو عنصري ‪ ،‬والقصد مف ذلؾ ىو تيسير التعاوف الشرطي الدولي‬
‫حتى في غياب العبلقات الدبموماسية بيف بمداف معينة ‪ ،‬وتتخذ جميع اإلجراءات ضمف حدود‬
‫القوانيف السارية في مختمؼ البمداف وبروح اإلعبلف العالمي لحقوؽ اإلنساف‪.‬‬

‫وقد أدرؾ اإلنتربوؿ خطورة الجرائـ السيبرانية منذ منتصؼ العقد األخير مف القرف‬
‫الماضى واستضاؼ فى عاـ ‪ 1995‬المؤتمر الدولى األوؿ بشأف الجرائـ الحاسوبية ‪ ،‬وأنشأ‬
‫المؤتمر داخؿ اإلنتربوؿ وحدة مركزية وأربعة فرؽ عاممة معنية بالجرائـ المتصمة بالتكنولوجيا‬
‫ال ارقية مثمت أفريقيا ‪ ،‬األمريكتيف ‪ ،‬آسيا ‪ ،‬وأوروبا ‪ ،‬وتختص ىذه الفرؽ بإتاحة التدريب والتعاوف‬
‫عمى المستوى اإلقميمى لدوؿ كؿ قارة ‪ ،‬ومف أجؿ ذلؾ أصدر اإلنتربوؿ كتيباً إرشادياً لممحققيف‬

‫(‪ )1‬أنظر موقع اإلنتربوؿ عمى اإلنترنت ‪http://www.interpol.int. :‬‬

‫‪142‬‬
‫الجدد فى الجرائـ السيبرانية ودليبلً أكثر تفصيبلً يعرض لمصعوبات التى يمكف أف تواجو أجيزة‬
‫إنفاذ القوانيف ويبيف أفضؿ الممارسات والتقنيات التى يجب عمى المحققيف القياـ بيا لتخطى ىذه‬
‫الصعوبات(‪.)1‬‬

‫وقد أكدت شرطة اإلنتربوؿ عمى ضرورة التعاوف الدولى فى مكافحة جرائـ اإلنترنت وذلؾ‬
‫فى مؤتمر جرائـ اإلنترنت المنعقد فى لندف بالعاـ ‪ ، 2000‬مف خبلؿ الكممة التى ألقاىا سكرتير‬
‫اإلنتربوؿ (ريموند كيندؿ) والتى أكد فييا عمى أنو يجب عمى المجتمع الدولى عدـ اإلنتظار إلى‬
‫حيف عقد معاىدات واتفاقيات فى ىذا اإلطار بؿ يجب الشروع وبشكؿ فورى فى مكافحة ىذه‬
‫الجرائـ(‪.)2‬‬

‫وقد أطمؽ اإلنتربوؿ في عاـ ‪ 2008‬المبادرة األمنية العالمية لمقرف الحادي والعشريف التي‬
‫تمخص منظور المنظمة اإلستراتيجي فى بعض المسائؿ والتى يأتى عمى رأسيا اإلجراـ السيبري‬
‫أو إجراـ اإلنترنت ‪ ،‬والعمؿ عمى مكافحتيا مف منظورعالمي فالمبادرة األمنية العالمية تيدؼ إلى‬
‫التصدي ليذه التحديات األمنية الدولية‪.‬‬

‫إضافةً لذلؾ فقد أنشأ اإلنتربوؿ بنؾ اإلنتربوؿ لمصور المتعمقة بإنتاج المواد اإلباحية‪،‬‬
‫ويكوف في متناوؿ كؿ قوات الشرطة‪ ،‬عمى أف يحتوي عمى صور األطفاؿ الذيف تـ التعرؼ عمييـ‬
‫عمى مواقع إباحية لؤلطفاؿ عبراإلنترنت وتقدـ قاعدة البيانات ىذه معمومات إلى الشخص المخوؿ‬
‫مف ِقبؿ البمد التي ينتمي إلييا ىذا الطفؿ وعناويف عناصر الشرطة المتخصصة‪ ،‬مع مراعاة عنصر‬
‫سرية ىوية ىذا الطفؿ ومف جية أخرى‪ ،‬يتـ اإلشارة إلى سف الطفؿ‪ ،‬وىي معمومة ثمينة تُ ِّ‬
‫مكف مف‬
‫إيجاد عنصر مف أىـ عناصر الجريمة وبيذه الطريقة يتـ التوفيؽ بيف كؿ مف فعالية المتابعة‬
‫القضائية واحتراـ كرامة الطفؿ(‪.)3‬‬

‫ولقد تعاونت شرطة اإلنتربوؿ مع الشرطة الفرنسية ومكتب التحقيقات الفيدرالى ‪ FBI‬فى‬
‫إحدى قضايا مكافحة إستغبلؿ األطفاؿ في إنتاج المواد اإلباحية عمى اإلنترنت وىى العممية‬
‫المسماة بعممية فالكوف (‪ )FALCON‬في إبريؿ ‪ ، 2005‬والتي سمحت بتفكيؾ شبكة إجرامية‬

‫(‪ )1‬المواء د‪ .‬محمد فتحى عيد ‪ ،‬اإلنترنت ودوره فى إنتشار المخدرات ‪ ،‬أكاديمية نايؼ العربية لمعموـ األمنية ‪،‬‬
‫الرياض ‪1424 ،‬ھ ‪ ،‬ص‪.185‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬عمر محمد أبوبكر بف يونس ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.814‬‬
‫(‪ ) 3‬جاف فرانسوا ىنروت ‪ ،‬أىمية التعاوف الدولى والتجربة البمجيكية فى تبادؿ المعمومات بيف عناصر الشرطة‬
‫والتعاوف القضائى ‪ ،‬بحث مقدـ إلى الندوة اإلقميمية حوؿ الجرائـ المتصمة بالكمبيوتر ضمف برنامج تعزيز‬
‫حكـ القانوف فى بعض الدوؿ العربية " مشروع تحديث النيابات العامة" ‪ ،‬المممكة المغربية ‪ ،‬فى الفترة مف‬
‫‪19‬ػ‪ 20‬يونيو ‪ ،2007‬ص‪.110‬‬

‫‪143‬‬
‫تنشط في العديد مف الدوؿ األوروبية(‪.)1‬‬
‫‪ 2‬ـ اٌششطخ األ‪ٚ‬س‪ٚ‬ث‪١‬خ اٌّشزشوخ (اٌ‪ٛ١‬س‪ٚ‬ث‪ٛ‬ي)‪:‬‬
‫اليوروبوؿ ىى وكالة متخصصة إلنفاذ القانوف األوروبي ‪ ،‬تـ اإلتفاؽ عمى إنشائيا فى‬
‫إتفاقية اإلتحاد األوروبى المسماة بإتفاقية ماسترخت المبرمة فى عاـ ‪ 1991‬قبؿ أف تدخؿ حيز‬
‫التنفيذ فى ‪ ،1992/2/7‬ومقر مكتب ىذه الوكالة ىو الىاى بيولندا ويعمؿ فيو موظفو جمارؾ‬
‫وقوات مف الشرطة‪ .‬وتنحصرميمة الوكالة األساسية فى مساعدة الدوؿ األعضاء في اإلتحاد‬
‫األوروبي فى التصدى لمجموعة كبيرة مف الجرائـ الدولية والتى يأتى مف ضمنيا اإلستغبلؿ‬
‫الجنسي لمنساء واألطفاؿ واألفبلـ والمواد اإلباحية وتبييض األمواؿ وتزوير اليورو(‪.)2‬‬

‫وقد أعطى اإلتحاد األوروبى لجياز اليوروبوؿ حؽ مشاركة السمطات الوطنية فى‬
‫سياستيا المقررة لمكافحة الجريمة المنظمة واعداد اإلجراءات فى مجاؿ التحقيقات الشرطية ‪،‬‬
‫الجمركية ‪ ،‬القضائية ‪ ،‬لمعمؿ مع سمطات تمؾ الدوؿ كوحدة متكاممة ‪ ،‬ومف بيف صبلحياتو أف‬
‫يطمب مف الدوؿ األعضاء التدخؿ فى التحقيقات التى باشرتيا وحضور جمسات التحقيؽ المتعمقة‬
‫بالجريمة المنظمة‪ ،‬كما يقوـ الجياز بتحميؿ المعمومات المتعمقة بالجريمة المنظمة فى صورىا‬
‫المختمفة(‪.)3‬‬

‫ولقد قادت اليوروبوؿ عدة عمميات فى مجاؿ جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬مف أبرزىا عممية‬
‫(‪ )Odysseus‬التي تمت في ‪ 26‬فبراير ‪ 2004‬بمبادرة مف يوروبوؿ‪ ،‬وقامت قوات‬ ‫أوديسيوس‬
‫الشرطة خبلليا بعمميات شممت ‪ 10‬دوؿ ىي) أوستراليا‪ ،‬بمجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬ىولندا‪ ،‬النرويج‪،‬‬
‫بيرو‪ ،‬أسبانيا‪ ،‬السويد ‪ ،‬بريطانيا) (‪.)4‬‬

‫وكذلؾ عممية محطـ الجميد (‪ )Icebreaker‬في ‪ 14‬يونيو ‪ ، 2005‬والتى تـ خبلليا‬


‫مداىمة وتفتيش أماكف في ثبلث عشرة دولة أوروبية ىي) النمسا‪ ،‬بمجيكا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬المجر‪،‬‬
‫أيسمندا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬ىولندا‪ ،‬بولونيا‪ ،‬البرتغاؿ‪ ،‬سموفاكيا‪ ،‬السويد‪ ،‬وبريطانيا العظمى ( كما تـ توقيؼ‬
‫أفراد في كؿ مف فرنسا‪ ،‬بمجيكا‪ ،‬المجر‪ ،‬وأيسمندا والسويد(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬جاف فرانسوا ىنروت ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.108‬‬


‫(‪ )2‬موقع الشرطة األوروبية عمى اإلنترنت ‪http://www.europol.europa.eu :‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬فائزة يونس الباشا ‪ ،‬الجريمة المنظمة في ظؿ اإلتفاقيات الدولية والقوانيف الوطنية ‪ ،‬دار النيضة العربية‬
‫‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2001 ،‬ص‪.354‬‬
‫(‪ )4‬جاف فرانسوا ىنروت ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.108،‬‬
‫(‪ )5‬جاف فرانسوا ىنروت ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.108 ،‬‬

‫‪144‬‬
‫‪3‬ـ ٔظبَ شٕغٓ‪:‬‬
‫نظاـ معمومات شنغف‪ ،‬ىو قاعدة بيانات مقرىا مدينة ستراسبورج تم ّكف قوات الشرطة‬
‫والسمطات القضائية مف تبادؿ المعمومات حوؿ األشخاص الذيف تصدر بحقيـ مذكرات توقيؼ أو‬
‫طمبات تسميـ المطموبيف‪.‬‬

‫بناء عمى إتفاقية شنغف الموقعة في ‪ ،1985 /6/ 14‬مف‬ ‫ولقد تـ إستحداث ىذا النظاـ ً‬
‫خبلؿ خمس دوؿ أوروبية (بمجيكا ‪ ،‬فرنسا ‪ ،‬ألمانيا الغربية ‪ ،‬لوكسمبورغ ‪ ،‬وىولندا)‪ ،‬ويضمف ىذا‬
‫النظاـ تعزيز التعاوف الشرطي األوروبي فى مجالى مراقبة المشتبو فييـ عبر الحدود ومبلحقة‬
‫المجرميف دولياً ويعرؼ ىذا النظاـ بإسـ ‪.)1()systeme d information schengen ( SIS‬‬

‫ويظير ذلؾ جمياً فى المادتيف ‪ 40‬و‪ 41‬مف اإلتفاقية المذكورة ‪ ،‬حيث أف المادة ‪40‬‬
‫تعطى الحؽ لرجؿ الشرطة الذى تكوف دولتو طرفاً فى اإلتفاقية الحؽ فى مراقبة أى شخص‬
‫يشتبو قى إرتكابو جريمة ما متواجد فى إقميـ دولة أخرى طرؼ فى اإلتفاؽ ‪ ،‬وذلؾ بشرط‬
‫الحصوؿ عمى إذف مسبؽ مف الدولة التى سيتـ فييا اإلجراء وأف تكوف مف الجرائـ التى يجوز‬
‫فييا تسميـ المجرميف بإستثناء حالة الضرورة والتى يجوز فييا لرجؿ الشرطة ممارسة ميامو دوف‬
‫الحصوؿ عمى ىذا اإلذف ‪ ،‬واإلجراءات التى يجوز لرجؿ الشرطة القياـ بيا خبلؿ عممية المراقبة‬
‫ىى المعاينة واقتفاء أثر المشتبو بو وسماع الشيود إختيارياً(‪.)2‬‬

‫أما المادة ‪ 41‬فيى تعطى الحؽ فى مبلحقة المجرميف خارج الحدود وذلؾ فى حالتيف‬
‫فقط ‪ ،‬األولى ىى حالة التمبس أما الحالة الثانية فيى حالة ىرب شخص محبوس ‪ ،‬وذلؾ أيضاً‬
‫مشروط بأف تكوف الدولة التى سيتـ فييا اإلجراء طرفاً فى اإلتفاقية(‪.)3‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أنو عمى المستوى األوروبى كذلؾ ‪ ،‬وفى ‪ 12‬أبريؿ ‪ 1996‬تـ عقد‬
‫إجتماع ضـ وزراء الداخمية والعدؿ والمالية لمدوؿ أعضاء اإلتحاد األوروبى كاف مف ضمف‬
‫أىدافو تحسيف التعامؿ بيف األجيزة الشرطية وفى سبيؿ ذلؾ أسند إلى منظمة اإلنتربوؿ العمؿ‬

‫‪(1) http://www.delsyr.ec.europa.eu/ab/europe_in_12_lessons/10.html‬‬
‫(‪ )2‬راجع فى ذلؾ ‪ ،‬نبيمة ىبة ىرواؿ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪ 162‬ػ ‪.163‬‬
‫(‪ )3‬راجع فى نفس المعنى ‪ ،‬نبيمة ىبة ىرواؿ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.163‬‬

‫‪145‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عمى تحقيؽ األىداؼ التي حددىا ىذا اإلجتماع ‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫ػ ضماف المساعدة المشتركة لسمطات الشرطة الجنائية وتنميتيا وتطويرىا في نطاؽ أوسع وفي‬
‫إطار قوانيف الدوؿ المختمفة لصالح حماية حقوؽ اإلنساف ‪.‬‬

‫ػ تأسيس مراكز قادرة عمى اإلسياـ بفاعمية في الوقاية وردع إنتياكات القوانيف المشتركة وتطوير‬
‫تمؾ المراكز والعمؿ عمى عمى رفع مستوى أجيزتيا لتنفيذ القوانيف في مختمؼ المجاالت ‪،‬‬
‫مف تبادؿ المعمومات إلى التحري والمبلحقة القضائية واإلفادة مف التقنية والتنظيـ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ األ‪ٚ‬سعسذ‪:‬‬
‫وىو جياز يوجد عمى المستوى األوروبي يساعد عمى التعاوف القضائي والشرطي في‬
‫مواجية ومكافحة جميع أنواع الجرائـ الخطيرة والتى مف ضمنيا جرائـ اإلنترنت تـ إنشاؤه في عاـ‬
‫‪ ، 2002‬وتتمخص نشاطاتو فى تحسيف التنسيؽ والتعاوف بيف السمطات القضائية المختصة لمدوؿ‬
‫األطراؼ ‪ ،‬وتبادؿ المعمومات فيما بيف الدوؿ األعضاء فى اإلتحاد األوروبى(‪.)2‬‬

‫اٌفــشع اٌضبٔــ‪ٝ‬‬
‫اٌزؼــب‪ ْٚ‬اٌمضبئـــ‪ ٝ‬ػٍ‪ ٝ‬اٌّسز‪ ٜٛ‬اٌـزذ‪ٌٝٚ‬‬
‫التحقيؽ فى جرائـ اإلنترنت يختمؼ عف التحقيؽ فى غيرىا مف الجرائـ نظ اًر لما يفردىا‬
‫ويميزىا مف خصائص والتى مف ضمنيا أنيا جريمة قد تجوب الحدود اإلقميمية ألكثر مف دولة ‪،‬‬
‫وبالتالى تولدت الحاجة ألف تكوف ىناؾ مساعدة رسمية مف السمطات في البمد الذي كاف منشأ‬
‫المجرـ وىو في طريقو إلى‬
‫َّ‬ ‫الجريمة‪ ،‬أو مف السمطات في البمداف التي َع َبر مف خبلليا النشاط‬
‫اليدؼ‪ ،‬أو حيث قد توجد أدلة الجريمة‪.‬‬

‫وتبرز أىمية التنسيق القضائى بين الدول وذلك لعدة أسباب(‪:)3‬‬

‫ػ عمى المستوى الدولي لـ يبدأ بعد النظربشكؿ متعمؽ في مسائؿ اإلجراءات العقابية المتعمقة‬
‫بتكنولوجيا اإلعبلـ واالتصاؿ إال في التسعينيات‪ ،‬وليذا فإنو ليس مف الغريب أف عددا كبي ار مف‬
‫الدوؿ ليس لدييا نظاـ دولي ُيعنى بوضع القوانيف في ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬أبو المعالي محمد عيسى ‪ ،‬الحاجة إلى تحديث آليات التعاوف الدولي في مجاؿ مكافحة الجريمة‬
‫المعموماتية ‪ ،‬بحث مقدـ إلى المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ (المعموماتية والقانوف) ‪ ،‬المنعقد في الفترة مف‬
‫‪28‬ػ‪ 29‬أكتوبر ‪ ، 2009‬أكاديمية الدراسات العميا ‪ ،‬طرابمس ‪ ،‬ليبيا ‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )2‬راجع فى ذلؾ ‪ ،‬نبيمة ىبة ىرواؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪ 159‬ػ ‪.160‬‬
‫(‪ )3‬جاف فرانسوا ىنروت ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.97‬‬

‫‪146‬‬
‫الفعالة أم ار أساسيا وعاجبل لتجنب نشوء ما يطمؽ عميو المبلذ الرقمي)بمعنى‬
‫ػ يعتبر تنسيؽ األنظمة ّ‬
‫إتخاذ اإلنترنت مبلذًا لممارسة الجريمة(وقد تـ إطبلؽ سراح أونيؿ دو غوزماف ‪ ،‬الذي وضع‬
‫فيروس "‪ "I love you‬وأُسقطت التيـ الموجية إليو مف طرؼ الحكومة الفمبينية وذلؾ ألف‬
‫قانوف الفمبيف في تمؾ الفترة لـ يكف ُيجرـ ىذه األفعاؿ‪.‬‬

‫ػ يشكؿ ىذا التنسيؽ في حد ذاتو القاعدة البلزمة إلقامة تعاوف دولي فعاؿ ومف شأف وجود مثؿ ىذه‬
‫القوانيف اإلجرائية الفعالة أف يجعؿ عممية التعاوف تسير بشكؿ آلي وسيؿ‪ ،‬حتى أنو مف‬
‫المفضؿ بالطبع إتخاذ إجراءات أخرى لتسييؿ عممية بناء ىذا التعاوف وتعتبر عممية تجريـ‬
‫الفعؿ مف كبل الطرفيف األساس القانوني الذي يتحدد بناء عميو قبوؿ أو رفض التعاوف بيف‬
‫الجناة ال‬
‫الطرفيف‪ ،‬فقد يحدث الخبلؼ عندما يكوف قانوف العقوبات لمدولة متمقية الطمب بتسميـ ُ‬
‫يعاقب عمى مثؿ ىذه األفعاؿ المرتكبة والتي دفعت بالدولة مقدمة الطؿ إلى التقدـ بطمب‬
‫التسميـ لذا‪ ،‬مف الضروري تنسيؽ عممية التجريـ إذا ما كنا نريد تفادي حدوث ىذا الخبلؼ‪.‬‬

‫بناء عمى ما سبؽ فإف المساعدة الرسمية المتبادلة ىي عممية أكثر تعقيداً يتـ المجوء‬
‫و ً‬
‫إلييا عادة عمبلً بإتفاقيات بيف البمداف المعنية ونصوص قانونية داخمية‪ .‬وىي تشترط في الغالب‬
‫األعـ أف تكوف الجريمة عمى درجة معينة مف الخطورة ‪ ،‬وأف تشكؿ جريمة في كؿ مف البمداف‬
‫الطالبة والموجو إلييا الطمب ‪ ،‬ويشار إلى ىذا األمر األخير باعتباره تجريماً مزدوجاً(‪.)1‬‬

‫وتعرؼ المساعدة المتبادلة والمعروفة فى ىذا الصدد بالمساعدة القضائية الدولية بأنيا‬
‫إجراء قضائى تقوـ بو دولة ما ‪ ،‬مف شأنو تسييؿ ميمة المحاكـ فى دولة أخرى ‪ ،‬بصدد جريمة‬
‫مف الجرائـ(‪.)2‬‬

‫وبشكل عام فإن المساعدة القضائية الدولية تتحقق بالخطوات التالية(‪:)3‬‬

‫‪ 1‬ػ الطمب ‪ :‬وتقدمو الدولة صاحبة اإلختصاص الجنائى بالمحكمة ‪ ،‬ويخضع ىذا الطمب لقانوف‬
‫الدولة الطالبة وفى نطاؽ اإلتفاقية التى تعقدىا مع الدولة التى ستقدـ المساعدة ‪ ،‬ويتـ تقديـ‬
‫الطمب بالطرؽ الدبموماسية بحسب االصؿ ‪ ،‬ومع ذلؾ فإف بعض اإلتفاقيات الدولية تسمح‬
‫بالئلتصاؿ المباشر بيف جيات العدؿ فى الدولتيف كسباً لموقت‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬موسى مسعود ارحومة ‪ ،‬السياسة الجنائية في مواجية جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬بحث مقدـ إلى مؤتمر التنمية‬
‫عالـ متغير‪ ،‬جامعة الطفيمة (األردف) فى الفترة مف ‪ ،2007/7/12-10‬ص‪.4‬‬‫البشرية في ٍ‬
‫(‪ ) 2‬سالـ محمد سميماف األوجمى ‪ ،‬أحكاـ المسئولية الجنائية عف الجرائـ الدولية فى التشريعات الوطنية ‪ ،‬د ارسة‬
‫مقارنة (رسالة دكتوراه) كمية الحقوؽ ‪ ،‬جامعة عيف شمس ‪ ، 1997 ،‬ص‪.425‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ‪ ،‬القضاء الجنائى الدولى ‪( ،‬تاريخو ػ تطبيقاتو ػ مشروعاتو) ‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية ‪ ، 1977 ،‬ص‪ ،140‬مشار لو لدى ‪ ،‬سميماف أحمد فضؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.421‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ 2‬ػ فحص الطمب ‪ :‬وتقوـ بو الدولة التى ستقدـ المساعدة ‪ ،‬ويتـ ذلؾ عف طريؽ التحقؽ مف‬
‫إعتبار الواقعة المطموب تحقيقيا تعد جريمة وفقاً لقانوف الدولة الطالبة ‪ ،‬وفى ضوء مدى‬
‫إختصاص الدولة المطموب منيا بإجابة ىذا الطمب وفقاً لنصوص اإلتفاقية التى تعقدىا مع‬
‫الدولة الطالبة‪.‬‬

‫‪ 3‬ػ تنفيذ المساعدة القضائية ‪ :‬ويتـ وفقاً لقواعد الدولة المطموب منيا ‪ ،‬فاإلجراء يتـ وفقاً لقانوف‬
‫الدولة التى تنفذه‪.‬‬

‫وتتخذ المساعدة القضائية أكثر من صورة عمى النحو التالى‪:‬‬

‫‪ ‬اٌظ‪ٛ‬سح األ‪ :ٌٝٚ‬رجبدي اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد‪:‬‬


‫وىو يشمؿ تبادؿ المعمومات والوثائؽ التى تطمبيا سمطة قضائية أو أمنية أجنبية بصدد‬
‫جريمة ما ‪،‬عف اإلتيامات التى وجيت إلى رعاياىا فى الخارج واإلجراءات التى أتخذت ضدىـ‬
‫كما أف ىناؾ مظير آخر لتبادؿ المعمومات يتعمؽ بالسوابؽ القضائية لمجناة ‪ ،‬مف خبلليا تتعرؼ‬
‫الجيات القضائية بدقة عمى الماضى الجنائى لمفرد المحاؿ إلييا ‪ ،‬وىى تساعد فى تقرير األحكاـ‬
‫الخاصة بالعود ‪ ،‬ووقؼ تنفيذ العقوبة ‪ ،‬وعدـ األىمية ‪ ،‬إال أف تدويؿ الصحيفة الجنائية مازاؿ فى‬
‫مراحمو األولى ‪ ،‬وتقوـ الدوؿ بإعدادىا بالنسبة لرعايا الدوؿ التى ترتبط بيا بإتفاقيات تبادؿ‬
‫معمومات(‪.)1‬‬

‫ولقد أوصى مؤتمر األمـ المتحدة السادس لمنع الجريمة ومعاممة المجرميف‪ ،‬بتطوير‬
‫التبادؿ المنيجي لممعمومات بوصفو عنص اًر رئيسياً مف عناصر خطة العمؿ الدولية لمنع الجريمة‬
‫ومكافحتيا ‪ ،‬وأوصى بأنو عمى منظمة األمـ المتحدة أف تنشئ قاعدة معموماتية لئلعبلـ الدوؿ‬
‫األطراؼ باالتجاىات العالمية في مجاؿ الجريمة(‪.)2‬‬

‫وفى ىذا الصدد يجب أال تحوؿ مركزية المعمومات دوف نشرىا وتبادليا فيما بيف الدوؿ ‪،‬‬
‫بعد ترتيبيا ودراستيا ومعالجتيا ‪ ،‬عمى النحو الذى يسمح باإلفادة منيا في مرحمة التحقيقات‬
‫والمحاكمة ‪ ،‬ولمتابعة األشخاص المشبوىيف سواء أكانوا أشخاصاً أـ ىيئات ‪ ،‬مع كفالة الحريات‬
‫الشخصية ‪ ،‬وتشمؿ كذلؾ ما يتعمؽ بتحركات المجرميف المنظميف في جماعة إجرامية عبر‬
‫الحدود وما يتعمؽ بالوثائؽ المزورة والمسروقة التي قد يمجأوف إلى استخداميا وكافة المعمومات‬
‫المتصمة بما يرتكبونو مف أنشطة إجرامية ‪ ،‬لمتنسيؽ فيما بيف أجيزة مكافحة التيريب المنظـ‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬سميماف أحمد فضؿ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.422‬‬


‫(‪ )2‬د‪.‬أبو المعالي محمد عيسى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪7‬ػ ‪.8‬‬

‫‪148‬‬
‫لؤلشخاص عبر الحدود الوطنية(‪.)1‬‬

‫وفى سبيؿ تبادؿ المعمومات نصت إتفاقية المنظمة الدولية العربية لمدفاع اإلجتماعى‬
‫ضد الجريمة فى المادة ‪ 7‬فى الفقرتيف د ‪ ،‬ھ عمى‪:‬‬

‫(د) تبادؿ المعمومات والبيانات واإلحصائيات والمطبوعات‪.‬‬

‫(ھ) اإلتصاؿ بالييئات والمؤتمرات الدولية والتعاوف معيا في كؿ ما يخدـ أغراض المنظمة‪.‬‬

‫ونصت كذلؾ إتفاقية الرياض العربية لمتعاوف القضائى عمى تبادؿ المعمومات بنصيا فى‬
‫المادة األولى مف اإلتفاقية عمى‪( :‬تتبادؿ و ازرات العدؿ لدى األطراؼ المتعاقدة بصفة منتظمة‬
‫نصوص التشريعات النافذة والمطبوعات والنشرات والبحوث القانونية والقضائية والمجبلت التي‬
‫تنشر فييا األحكاـ القضائية ‪ ،‬كما تتبادؿ المعمومات المتعمقة بالتنظيـ القضائي ‪ ،‬وتعمؿ عمى‬
‫إتخاذ اإلجراءات الرامية إلى التوفيؽ بيف النصوص التشريعية والتنسيؽ بيف األنظمة القضائية‬
‫لدى االطراؼ المتعاقدة حسبما تقتضيو الظروؼ الخاصة بكؿ منيا)‪.‬‬

‫ونصت كذلؾ اإلتفاقية المذكورة فى المادة ‪ ، 5‬عمى تبادؿ صحؼ الحالة الجنائية بنصيا‬
‫‪( :‬ترسؿ و ازرة العدؿ لدى طرؼ متعاقد إلى و ازرة العدؿ لدى أي طرؼ متعاقد آخر بيانات عف‬
‫األحكاـ القضائية النيائية الصادرة ضد مواطنيو أو األشخاص المولوديف أو المقيميف في إقميمو‬
‫والمقيدة في صحؼ الحالة الجنائية (السجؿ العدلي) طبقا لمتشريع الداخمي لدى الطرؼ المتعاقد‬
‫المرسؿ‪ .‬وفي حالة توجيو إتياـ مف الييئة القضائية أو غيرىا مف ىيئات التحقيؽ واإلدعاء لدى‬
‫أي مف األطراؼ المتعاقدة ‪ ،‬يجوز ألي مف تمؾ الييئات أف تحصؿ مباشرة مف الجيات‬
‫المختصة عمى صحيفة الحالة الجنائية (السجؿ العدلي) الخاصة بالشخص الموجو إليو اإلتياـ‪.‬‬
‫وفي غير حالة اإلتياـ يجوز لمييئات القضائية أو اإلدارية لدى أي مف األطراؼ المتعاقدة‬
‫الحصوؿ مف الجيات المختصة عمى صحيفة الحالة الجنائية (السجؿ العدلي) الموجودة لدى‬
‫الطرؼ المتعاقد اآلخر ‪ ،‬وذلؾ في األحواؿ والحدود المنصوص عمييا في تشريعو الداخمي)‪.‬‬

‫وكذلؾ نصت إتفاقية التعاوف القضائي بيف األردف وسوريا فى المادة ‪ 21‬عمى تبادؿ‬
‫المعمومات الجزائية بنصيا‪:‬‬

‫‪ .1‬تتبادؿ دائرتا السجؿ العدلي في الدولتيف المعمومات عف الجنح والجنايات المحكوـ بيا في‬
‫إحداىا ضد رعايا الدولة االخرى‪.‬‬

‫‪ .2‬تعطي كؿ مف اإلدارتيف مجانا اإلدارة الثانية ما تطمبو مف معمومات مستقاة مف السجؿ‬

‫(‪ )1‬د‪.‬أبو المعالي محمد عيسى ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪149‬‬
‫العدلي‪.‬‬

‫ومف الخطوات السباقة لتبادؿ المعمومات حوؿ جرائـ اإلنترنت قياـ الياباف بتمويؿ إقامة‬
‫شبكة لئلتصاؿ المستند إلى اإلنترنت تضـ ‪ 21‬بمداً آسيوياً مف أجؿ تبادؿ المعمومات حوؿ‬
‫الجرائـ السيبرانية(‪.)1‬‬

‫وقد نصت إتفاقية بودابست عمى المساعدة المتبادلة بيف الدوؿ األطراؼ فى اإلتفاقية‬
‫وذلؾ ألغراض التحقيقات أو األجراءات المتعمقة بالجرائـ ذات العبلقة بنظـ وبيانات الكمبيوتر ‪،‬‬
‫أو جمع أدلة الجريمة فى شكؿ إليكترونى ‪ ،‬عمى أف يتـ ذلؾ وفقاً لقانوف الدولة المطموب منيا‬
‫تقديـ المساعدة أو إتفاقيات تبادؿ المساعدة المبرمة بيف األطراؼ إف وجدت‪.‬‬

‫وقد ذكرت المادة فى فقرتيا الثالثة طرؽ تبادؿ المساعدات فى الحاالت الطارئة والتى قد‬
‫تتمثؿ فى أجيزة الفاكس أو البريد اإلليكترونى مع إستخداـ تشفير البيانات عند الضرورة‪.‬‬

‫وفى سبيؿ تبادؿ المعمومات كذلؾ نصت المادة ‪ 26‬عمى إمكانية قياـ الدوؿ األطراؼ‬
‫بتبادؿ المعمومات فيما بينيا فى إطار التحقيقات‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 27‬فقد نظمت اإلجراءات المتعمقة بالمساعدة فى حاؿ عدـ وجود إتفاقيات‬
‫تبادؿ مساعدة‪.‬‬

‫‪ ‬اٌظ‪ٛ‬سح اٌضبٔ‪١‬خ‪ٔ :‬مً اإلعشاءاد‪:‬‬


‫ويقصد بو قياـ دولة ما بناء عمى اتفاقية أو معاىدة باتخاذ إجراءات جنائية وىي بصدد‬
‫جريمة أرتكبت في إقميـ دولة أخرى ولمصمحة ىذه الدولة متى ما توافرت شروط معينة(‪ ،)2‬مف‬
‫أبرزىا التجريـ المزدوج بمعنى أف يكوف الفعؿ المنسوب إلى الشخص يشكؿ جريمة في الدولة‬
‫الطالبة والدولة المطموب إلييا نقؿ اإلجراءات‪.‬‬

‫ولقد أقرت العديد مف اإلتفاقيات الدولية منيا واإلقميمية ىذه الصورة كإحدى صور‬
‫المساعدة القضائية الدولية كمعاىدة األمـ المتحدة النموذجية بشأف نقؿ اإلجراءات في المسائؿ‬
‫الجنائية‪ ،‬واتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبرالوطنية ‪2000‬ـ في المادة ‪ 21‬منيا‬
‫‪ ،‬وذات الشيء نجده في معاىدة منظمة المؤتمر اإلسبلمي لمكافحة اإلرىاب الدولي ‪1999‬ـ في‬
‫المادة ‪ 9‬منيا ‪ ،‬وأيضا المادة ‪ 16‬مف النموذج اإلسترشادي إلتفاقية التعاوف القانوني والقضائي‬

‫(‪ )1‬المواء دكتور‪ ،‬محمد فتحى عيد ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪179‬ػ‪.180‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬سالـ محمد سميماف األوجمي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.427‬‬

‫‪150‬‬
‫الصادر عف مجمس التعاوف الخميجي ‪2003‬ـ(‪.)1‬‬

‫وكذلؾ قياـ المجمس األوروبى بإقرار إتفاقية نقؿ اإلجراءات الجنائية التى تعطى لؤلطراؼ‬
‫المنضمة إمكانية محاكمة الجانى طبقاً لقوانينيا ‪ ،‬بناء عمى طمب دولة أخرى طرؼ فى ىذه‬
‫اإلتفاقية ‪ ،‬بشرط أف يكوف معاقباً عميو فى الدولتيف(‪.)2‬‬

‫وىناؾ إتفاقيات دولية عمى الصعيد العربى موضوعيا المساعدة القضائية مثاليا اإلتفاؽ‬
‫العراقى المصرى فى العاـ ‪ ، 1966‬واإلتفاؽ المميبى المصرى فى العاـ ‪.1992‬‬

‫‪ ‬اٌظ‪ٛ‬سح اٌضبٌضخ‪ :‬اإلٔبثخ اٌمضبئ‪١‬خ اٌذ‪١ٌٚ‬خ‪:‬‬


‫تعرؼ اإلنابة القضائية الدولية بأنيا ‪ ،‬طمب مف السمطة القضائية المنيبة إلى السمطة‬
‫المنابة قضائية كانت أـ دبموماسية أساسو التبادؿ بإتخاذ إجراء مف إجراءات التحقيؽ أو جمع‬
‫األدلة فى الخارج وكذا أى إجراء قضائى آخر يمزـ إتخاذه لمفصؿ فى المسألة المثارة أو المحتمؿ‬
‫إثارتيا فى المستقبؿ أماـ القاضى المنيب ليس فى مقدوره القياـ بو فى نطاؽ دائرة إختصاصو(‪.)3‬‬

‫وتيدؼ ىذه الصورة إلى تسييؿ اإلجراءات الجنائية بيف الدوؿ بما يكفؿ إجراء التحقيقات‬
‫البلزمة لتقديـ المتيميف لممحاكمة والتغمب عمى عقبة السيادة اإلقميمية التى تمنع الدولة األجنبية‬
‫مف ممارسة بعض األعماؿ القضائية داخؿ أقاليـ الدوؿ األخرى ‪ ،‬كسماع الشيود أو إجراء‬
‫التفتيش وغيرىا(‪.)4‬‬

‫واإلنابة القضائية ناتجة عف الواجبات أو اإللتزامات التي يفرضيا القانوف الدولي العاـ‬
‫عمى األمـ المتحدة مع ضرورة مراعاة إحتراـ حقوؽ وحريات اإلنساف المعترؼ بيا عالمياً ‪،‬‬
‫ومقابؿ ذلؾ تتعيد الدولة الطالبة لممساعدة بالمعاممة بالمثؿ ‪ ،‬و إحتراـ النتائج القانونية التي‬
‫توصمت إلييا الدولة المطموب منيا المساعدة القانونية(‪.)5‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 19‬مف إتفاقية التعاوف القانونى والقضائى بيف دوؿ إتحاد المغرب‬

‫(‪ ) 1‬د‪.‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة) ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬‬
‫ص ‪ 510‬ػ ‪.511‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬سميماف أحمد فضؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.423‬‬
‫(‪ ) 3‬د‪ .‬عكاشة محمد عبد العاؿ ‪ ،‬اإلنابة القضائية فى نطاؽ العبلقات الخاصة الدولية ‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية ‪ ، 1994 ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ ) 4‬د‪.‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة) ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬‬
‫ص‪.511‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬فائزة يونس الباشا ‪ ،‬الجريمة المنظمة في ظؿ اإلتفاقيات الدولية والقوانيف الوطنية ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪،‬‬
‫ص‪.221‬‬

‫‪151‬‬
‫العربى (ليبيا ػ تونس ػ الجزائر ػ المغرب ػ موريتانيا) والموقعة برأس النوؼ بالجماىيرية العظمى‬
‫عاـ ‪ ، 1991‬عمى اإلنابة القضائية حيث نصت عمى أنو ‪( ،‬لكؿ طرؼ متعاقد أف يطمب إلى أي‬
‫طرؼ متعاقد آخر أف يقوـ في إقميمو نيابة عنو بأي إجراء قضائي متعمؽ بدعوى قائمة وبصفة‬
‫خاصة سماع شيادة الشيود وتمقي تقارير الخبراء ومناقشتيـ ‪ ،‬واجراء المعاينة وطمب تحميؼ‬
‫اليميف)‪.‬‬

‫واألمر نفسو ىو ما نصت عميو إتفاقية الرياض العربية لمتعاوف القضائى وذلؾ فى المادة‬
‫‪ 14‬مف اإلتفاقية‪.‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أف كؿ ما سبؽ ذكره عف التعاوف القضائى الدولى واإلتفاقيات التى‬
‫أبرمت بصدده لـ تتناوؿ كيفية التعامؿ القضائى عمى المستوى الدولى فى حالة إرتكاب جرائـ‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬األمر الذى يقتضى إعادة النظر فى ىذه اإلتفاقيات أو عمى األقؿ تطويع نصوصيا‬
‫لتطبيقيا عمى ىذه الجرائـ ولو قياساً‪.‬‬

‫وفى سبيؿ محاولة تجاوز ذلؾ أبرمت العديد مف اإلتفاقيات الجديدة التي ساىمت في‬
‫تقصير الوقت واختصار اإلجراءات عف طريؽ اإلتصاؿ المباشر بيف السمطات المعنية بالتحقيؽ‬
‫‪ ،‬مثاؿ ذلؾ اإلتفاقية األمريكية الكندية التي تنص عمى إمكانية تبادؿ المعمومات شفوياً في حالة‬
‫اإلستعجاؿ(‪.)1‬‬

‫‪ ‬اٌظ‪ٛ‬سح اٌشاثؼخ‪ :‬رسٍ‪ ُ١‬اٌّغشِ‪:ٓ١‬‬


‫استقر فقو القانوف الدولي عمى إعتبار تسميـ المجرميف شكبلً مف أشكاؿ التعاوف الدولي في‬
‫مكافحة الجريمة والمجرميف وىذا النوع مف التعاوف الدولي ىو نتيجة طبيعية لمتطورات التي‬
‫حدثت في كافات المجاالت ومنيا مجاؿ اإلتصاالت وتقنية المعمومات‪ ،‬حيث لـ تعد الحدود‬
‫القائمة بيف الدوؿ تشكؿ حاج اًز أماـ مرتكبي الجرائـ كما أف نشاطيـ اإلجرامي لـ يعد قاص ار عمى‬
‫إقميـ معيف بؿ إمتد إلى أكثر مف إقميـ ‪ ،‬بحيث بات المجرـ منيـ يشرع في التحضير إلرتكاب‬
‫جريمتو في بمد معيف ويقبؿ عمى التنفيذ في بمد آخر ويرتكب الفرار إلى بمد ثالث لئلبتعاد عف‬
‫أيدي أجيزة العدالة ‪ .‬فالجريمة إذاً أصبح ليا طابع دولي والمجرـ ذاتو أصبح مجرما دوليا ‪ ،‬وىذا‬
‫بالفعؿ ما ينطبؽ عمى الجرائـ المتعمقة باإلنترنت(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬جميؿ عبد الباقى الصغير ‪ ،‬الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المتعمقة باإلنترنت ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪1998 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.86‬‬
‫(‪ ) 2‬د‪.‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة) ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬‬
‫ص‪.513‬‬

‫‪152‬‬
‫ولو أمعنا النظر في نظاـ تسميـ المجرميف لوجدناه يقوـ عمى أساس أف الدولة التي‬
‫يتواجد عمى إقميميا المتيـ بارتكاب أحد الجرائـ العابرة لمحدود ومنيا الجرائـ المتعمقة باإلنترنت‬
‫عمييا أف تقوـ بمحاكمتو إذا كاف تشريعيا يسمح بذلؾ ‪ ،‬واال كاف عمييا أف تقوـ بتسميمو‬
‫لمحاكمتو بمعرفة دولة أخرى مختصة ‪ .‬فيو إذاً يحقؽ مصالح الدولتيف األطراؼ في عممية‬
‫التسميـ ‪ ،‬فيو يحقؽ مصمحة الدولة األولى في كونو يضمف معاقبة الفرد الذي أخؿ بقوانينيا‬
‫وتشريعاتيا ‪ ،‬ويحقؽ في ذات الوقت مصمحة لمدولة الثانية المطموب إلييا التسميـ كونو يساعدىا‬
‫عمى تطيير إقميميا مف فرد خارج عف القانوف ومف شأف بقائو فييا تيديد أمنيا واستقرارىا(‪.)1‬‬

‫‪ ‬رؼش‪٠‬ف ٔظبَ رسٍ‪ ُ١‬اٌّغشِ‪:ٓ١‬‬


‫التسميـ ىو قياـ دولة ما (الدولة المطموب منيا التسميـ) بتسميـ شخص موجود فى‬
‫أراضييا إلى دولة أخرى (الدولة الطالبة) تبحث عف ىذا الشخص إما لمحاكمتو لجريمة نسب إليو‬
‫إرتكابيا أو لتنفيذ حكـ صدر عف محاكميا بشأنو(‪.)2‬‬

‫ويختمؼ نظاـ تسميـ المجرميف عف الطرد الذى قد يحدث ألسباب داخمية تخص الدولة‬
‫التى تصدر أمر الطرد ‪ ،‬وكذلؾ يختمؼ عف المنع الذى يتمثؿ فى الحيمولة دوف إجتياز شخص‬
‫ما حدود الدولة ‪ ،‬ويختمؼ نظاـ التسميـ كذلؾ عف اإلعادة إلى الوطف التى تقع فى سياؽ غير‬
‫جنائى(‪.)3‬‬

‫أما فيما يتعمؽ بمصادر نظاـ تسميـ المجرميف فميذا النظاـ مصدريف إثنيف القوانيف‬
‫الوطنية التى غالباً ماتتضمف قواعد واجراءات وشروط تسميـ المجرميف وقواعد القانوف الدولى‪.‬‬

‫وتتعدد فى ىذا المجاؿ نصوص القانوف الدولى فمنيا معاىدات التسميـ الثنائية وكذلؾ‬
‫إتفاقيات التسميـ المتعددة األطراؼ مثؿ إتفاقية التسميـ األوروبية واتفاقية الكومنولث لتسميـ‬
‫المجرميف الفاريف ‪ ،‬واتفاقية التعاوف القضائى لجامعة الدوؿ العربية ‪ ،‬واتفاقية تسميـ المجرميف‬
‫المبرمة بيف الدوؿ األمريكية ‪ ،‬واتفاقية التسميـ لممجموعة اإلقتصادية لدوؿ غرب أفريقيا ‪،‬‬
‫ومعاىدة تسميـ المجرميف والمساعدات المتبادلة في المسائؿ الجنائية الخاصة ببمداف البينولكس‪،‬‬
‫أو اإلتفاقيات الدولية التى تتضمف أحكاماً متصمة بقانوف التسميـ دوف أف تكوف بحد ذاتيا‬

‫(‪ )1‬د‪.‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ ،‬السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة) ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬‬
‫ص‪.514‬‬
‫(‪ )2‬تعريؼ وارد بنشرة اإلنتربوؿ اإلعبلمية المتوافرة بالموقع اإلليكترونى‬
‫‪www.interpol.int/Public/ICPO/LegalMaterials/FactSheets/FS11ar.pdf‬‬
‫(‪ )3‬نشرة اإلنتربوؿ اإلعبلمية سالفة الذكر‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫إتفاقيات تسميـ(‪.)1‬‬

‫ولعؿ نظاـ تسميـ المجرميف يتسؽ ووقع الجرائـ المعموماتية ‪ ،‬ذلؾ أف ىذه الجريمة وكما‬
‫ذكرنا سمفاً تتسـ بالطابع الدولى الذى يسمح بإمكانية إرتكابيا فى قطر معيف وتحقؽ نتيجتيا فى‬
‫قطر آخر ‪ ،‬األمر الذى يجعؿ نظاـ التسميـ إلى جانب أنواع التعاوف القضائى األخرى أنسب حؿ‬
‫لمقضاء ولو جزئياً عمى ىذه الظاىرة‪.‬‬

‫وقد نصت إتفاقية بودابست في المادة ‪ 24‬عمى شروط تسميـ المجرميف حيث نصت‬
‫الفقرة الخامسة عمى خضوع عممية التسميـ لقانوف الدولة المطموب منيا التسميـ ‪ ،‬أو إتفاقيات‬
‫تسميـ المجرميف واجبة التطبيؽ‪.‬‬

‫اٌّطٍـت اٌضبٔـ‪ٝ‬‬
‫اإلرفبل‪١‬ــبد ‪ٚ‬اٌّؤرّـــشاد اٌذ‪١ٌٚ‬ــخ‬
‫حقيقةً لـ تبرـ إتفاقيات دولية فى مجاؿ جرائـ اإلنترنت بالقدر الذى يتبلئـ أو يتماشى مع‬
‫إستفحاليا ‪ ،‬وتبرز فى ىذا السياؽ إتفاقية بودابست الموقعة فى ‪ ، 2001/11/23‬بالعاصمة‬
‫المجرية إضافةً إلى بعض المؤتمرات والممتقيات الدولية التى ناقشت ىذه الظاىرة ‪ ،‬وىو ما‬
‫سنتناولو تباعاً‪.‬‬
‫أ‪ٚ‬لا‪ :‬إرفبل‪١‬خ ث‪ٛ‬داثسذ ٌّىبفحخ عشائُ اٌحبست ا‪:ٌٝ٢‬‬
‫لـ تكف ىذه اإلتفاقية وليدة صدفة لدى الدوؿ األعضاء فييا وانما سبقتيا خطوات تمييدية‬
‫عدة واجتماعات بيف ىذه الدوؿ لوضع خطوط عريضة يتـ عمى أساسيا الوصوؿ لصورة واضحة‬
‫فى شأف ىذه الجرائـ ومواجيتيا مف الناحيتيف الموضوعية واإلجرائية‪.‬‬

‫حيث إجتمع في موسكو في عاـ ‪ 1999‬وزراء العدؿ والداخمية لمدوؿ الثماني الكبار‬
‫وطمبوا مف ممثمييـ وضع خيارات وحموؿ عممية تسمح بكشؼ ومتابعة اإلتصاالت اإلليكترونية‬
‫الدولية في إطار التحقيقات الجنائية ‪ ،‬ثـ في عاـ ‪ 2000‬وضع الخبراء أيدييـ عمى بداية الحموؿ‬
‫والمقترحات التى القت بدورىا قبوالً لدى رؤساء الدوؿ الثماف الكبار خبلؿ إجتماعيـ في أوكيناوا‬
‫بالياباف عمى بدء األعماؿ المقترحة‪ ،‬وفي عاـ ‪ 2001‬طالب وزراء العدؿ والداخمية لمدوؿ الثماني‬
‫الكبار مف الخبراء في اإلجتماع الذي تـ في ميبلف‪ ،‬وضع توصيات عف إقتفاء أثر المجرميف‬
‫عمى شبكات المعمومات‪ ،‬مع األخذ في اإلعتبار إحتراـ الحقوؽ األساسية مثؿ حماية المعمومات‬

‫(‪ )1‬نشرة اإلنتربوؿ اإلعبلمية‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫الشخصية والحريات الفردية(‪.)1‬‬

‫ثـ جاءت أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2001‬فجعمت ىذا العمؿ أكثر إلحاحاً وسرعة‪ ،‬إذ أف‬
‫اإلرىابييف يمكنيـ إستخداـ مواقع اإلنترنت والرسائؿ اإللكترونية وبعض الوسائؿ التقنية األخرى‬
‫في اإلتصاالت المتطورة‪ ،‬وذلؾ لعمؿ مخططاتيـ ونشر ونقؿ المعمومات إلى مختمؼ القارات‪،‬‬
‫بحيث يصبح كشفيا أم اًر صعباً إف لـ يكف مستحيبلً(‪.)2‬‬

‫وتعد ىذه اإلتفاقية أوؿ إتفاقية دولية في مجاؿ الجرائـ المرتكبة عبر شبكة اإلنترنت‬
‫والشبكات الحاسوبية األخرى‪ ،‬ومف أىداؼ ىذه اإلتفاقية وضع سياسة جنائية مشتركة ضد جرائـ‬
‫الشبكات الحاسوبية‪ .‬كما ويعتبر اليدؼ األساسي لئلتفاقية إيجاد إنسجاـ بيف القوانيف الجنائية‬
‫المحمية‪ ،‬وتمتزـ الدوؿ األعضاء في اإلتفاقية بالعمؿ عمى وضع قانوف جنائي إجرائي محمي‬
‫ُي َيسر التحقيؽ والمبلحقة القضائية لممخالفات التي ترتكب بواسطة أجيزة الحاسب اآللى ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إيجاد تصور لنظاـ تعاوف دولي فعاؿ لمحاربة مثؿ ىذه الجرائـ‪.‬‬

‫وقد تـ إقتراح نصوص اإلتفاقية مف خبلؿ ىيئة شكمت خصيصاً ليذه الغاية‪ ،‬سميت بػ‬
‫"لجنة الخبراء في الجرائـ الواقعة في الشبكات الحاسوبية" ‪ ،‬وتتألؼ ىذه المجنة مف خبراء ليس‬
‫فقط مف الدوؿ األعضاء في مجمس أوروبا بؿ أيضاً مف دوؿ أخرى مثؿ الواليات المتحدة وكندا‬
‫والياباف وغيرىا‪.‬‬

‫بناء عمى ما تقدـ فإف المجاؿ مفتوح لمتوقيع عمى ىذه اإلتفاقية أماـ الدوؿ األعضاء في‬
‫و ً‬
‫مجمس أوروبا والدوؿ غير األعضاء التي شاركت في وضع مسودة اإلتفاقية‪ .‬كما يجوز لمدوؿ‬
‫غير األعضاء األخرى اإلنضماـ إف إتفقت كؿ الدوؿ األعضاء عمى دعوتيا‪.‬‬

‫وقد تم تنظيم المعاىدة كما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬الفصل األول ‪ :‬تعريفات بنظاـ الكمبيوتر‪ ،‬وبيانات الكمبيوتر‪ ،‬ومقدـ الخدمة‪ ،‬وبيانات الحركة‬
‫عبر شبكات االتصاؿ‪.‬‬

‫‪ ‬الفصل الثاني ‪ :‬التدابير التي يجب اتخاذىا عمى المستوى الوطني‪ .‬وتنقسـ إلى‪:‬‬

‫‪ -‬القسم األول ‪ :‬القانوف الجنائي الموضوعي‪ ،‬عف السموكيات التي يجب اعتبارىا جريمة‬
‫جنائية‪.‬‬

‫‪ -‬القسم الثانى ‪ :‬قانوف اإلجراءات‪ ،‬ويتناوؿ التدابير التي تتخذ إلجراء تحقيقات أكثر فعالية‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬صالح أحمد البربري ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪14‬ػ ‪.15‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬صالح أحمد البربري ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪155‬‬
‫فيما يتعمؽ بجرائـ اإلنترنت‪ ،‬ويجب التأكيد عمى أف ىذه التدابير اإلجرائية يمكف استخداميا‬
‫مع أية جرائـ جنائية يشترؾ فييا نظاـ لمكمبيوتر ‪.‬عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬يمكف إستخداميا في‬
‫حالة اإلرىاب‪ ،‬أو غسيؿ األمواؿ‪ ،‬أو االتجار بالبشر‪ ،‬أو الفساد أو غيرىا مف الجرائـ‬
‫الخطيرة التي تستخدـ فييا تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت‪.‬‬

‫‪ -‬القسم الثالث ‪ :‬االختصاص القضائي‪.‬‬

‫‪ ‬الفصل الثالث ‪ :‬التعاوف الدولي‪ .‬وينقسـ ىذا الفصؿ إلى‪:‬‬

‫‪ -‬القسم األول ‪ :‬المبادئ العامة لمتعاوف‪ ،‬وىي المبادئ العامة لمتعاوف الدولي‪ ،‬والمبادئ‬
‫المتعمقة بتسميـ المجرميف‪ ،‬والمبادئ المتعمقة بالمساعدات القانونية المتبادلة‪ ،‬والمعمومات‬
‫المقدمة طواعية‪ ،‬والمساعدة القانونية المتبادلة في حاؿ عدـ وجود وثائؽ دولية معموؿ بيا‪،‬‬
‫والسرية ووضع حد لئلستخداـ‪.‬‬

‫وقبؿ توقيع تمؾ اإلتفاقية كانت ىناؾ إجراءات لمتعاوف القضائي التقميدي الذي يتـ بسرعة‬
‫لمحصوؿ عمى المعمومات التاريخية في نفس الوقت تقريبا‪ ،‬خصوصاً عندما يتعمؽ األمر‬
‫ببمديف فقط (بمعنى بمد الضحية وبمد مرتكب الجريمة) إال أنو عندما يقوـ الجاني بتمرير‬
‫إتصاالتو عبر ثبلث أو أربع أو خمس دوؿ فإف إجراءات التعاوف القضائي تستغرؽ كثي اًر‬
‫مف الوقت قبؿ أف يحصؿ رجاؿ الشرطة عمى المعمومات الخاصة بمؤدي خدمة لكي‬
‫يصموا إلى مصدر الجريمة‪ ،‬وىو ما يزيد مف مخاطر عدـ إمكانية الوصوؿ إليو وفقداف‬
‫المعمومات‪ ،‬وعمى ذلؾ يظؿ المجرـ مجيوالً طميقاً يمارس أنشطتو اإلجرامية‪ ،‬لذلؾ أعمف‬
‫االسترالي ديز بيرويؾ المدير العاـ لمركز بحوث الشرطة االسترالي أف الجريمة‬
‫اإللكترونية تستخدـ شبكة دولية ومف الضروري أف تتـ التحقيقات بطريقة مشابية في‬
‫العالـ أجمع(‪.)1‬‬

‫‪ -‬القسم الثانى ‪ :‬أحكاـ خاصة لتحقيؽ المزيد مف التعاوف الفعاؿ‪ ،‬ويسمح ذلؾ لؤلطراؼ‬
‫المنضمة لبلتفاقية بتطبيؽ األدوات اإلجرائية عمى المستوى الدولي أيضا‪ ،‬كما ينص ىذا‬
‫القسـ أيضا عمى تكويف شبكة مف الجيات التي يمكف االتصاؿ بيا المتاحة طواؿ أياـ‬
‫األسبوع عمى مدار أربع وعشريف ساعة لتسييؿ التعاوف السريع‪.‬‬

‫‪ ‬الفصل الرابع ‪ :‬األحكاـ الختامية‪ ،‬وييتـ ىذا الفصؿ عمى وجو الخصوص بالدوؿ غير األوروبية‬
‫كما ينص عمى سبؿ إنضماـ الدوؿ غير األعضاء إلى اإلتفاقية‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬صالح أحمد البربري ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫‪156‬‬
‫ويبرز دور إتفاقية مكافحة جرائم اإلنترنت فى إطار التعاون الدولى وذلك فى عدة نقاط‪:‬‬

‫ػ تعمؿ اإلتفاقية عمى ضماف تناسؽ وتوافؽ أحكاـ القانوف الجنائي بشأف جرائـ اإلنترنت بيف‬
‫البمداف‪.‬‬

‫ػ تقدـ اإلتفاقية أدوات لجمع األدلة اإللكترونية‪ ،‬وأدوات لمتحقيؽ في غسيؿ األمواؿ عبر اإلنترنت‪،‬‬
‫واإلرىاب بواسطة اإلنترنت‪ ،‬وغيرىا مف الجرائـ الخطيرة‪ ،‬ومف خبلؿ اإلتفاقية يمكف تطبيؽ‬
‫تمؾ األدوات في إطار التعاوف الدولي‪.‬‬

‫ػ نصت اإلتفاقية عمى األسس القانونية لتطبيؽ القانوف الدولي والتعاوف القضائي مع األطراؼ‬
‫األخرى في اإلتفاقية‪.‬‬

‫ػ اإلتفاقية متاحة ألية دولة ترغب في االنضماـ إلييا‪.‬‬

‫وقد ألحؽ باإلتفاقية البروتوكوؿ اإلضافي الموقع فى ستراسبورغ ‪ 28‬يناير ‪ ، 2003‬والذي‬


‫أضاؼ بدوره إلى أحكاـ المعاىدة أحكاـ تتعمؽ بتجريـ أعماؿ العنصرية وكره األجانب المرتكبة عبر‬
‫أنظمة الحاسوب‪.‬‬
‫صبٔ‪١‬با‪ :‬إرفبل‪١‬خ األُِ اٌّزحذح ٌّىبفحخ اٌغش‪ّ٠‬خ إٌّظّخ ػجش اٌ‪ٛ‬طٕ‪١‬خ‪:‬‬
‫والتي تـ التوقيع عمييا في مدينة باليرمو عاـ ‪ ، 2000‬وتيدؼ في المقاـ األوؿ إلى تطوير‬
‫التعاوف بيف الدوؿ‪ ،‬وقد نصت عمى مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية التي ترتكب بإستخداـ‬
‫الحواسيب أو شبكات اإلتصاالت السمكية والبلسمكية أو غير ذلؾ مف أشكاؿ التكنولوجيا الحديثة‬
‫وتحتوي اإلتفاقية عمى أشكاؿ مختمفة مف التعاوف الدولي في مجاؿ المساعدة القانونية المتبادلة و‬
‫تسميـ المجرميف‪ ،‬التحقيقات المشتركة ونقؿ اإلجراءات الجنائية كما تدعو اإلتفاقية جميع الدوؿ إلى‬
‫عقد إتفاقيات أخرى بيدؼ تعزيز ىذا التعاوف‪.‬‬
‫صبٌضبا‪ :‬لشاس اٌغّؼ‪١‬خ اٌؼبِخ ٌألُِ اٌّزحذح ٌّىبفحخ إسزغالي رىٕ‪ٌٛٛ‬ع‪١‬ب اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد‬
‫أل٘ذاف إعشاِ‪١‬خ(‪:)1‬‬
‫يحث ىذا القرار الدوؿ األعضاء عمى تنسيؽ أعماؿ أجيزة الردع لدييا وتبادؿ المعمومات‬
‫بشأف المشكبلت التي تواجييـ في مكافحة إستغبلؿ تكنولوجيا المعمومات لتحقيؽ أىداؼ إجرامية‪،‬‬
‫ويؤكد القرار أف أنظمة المساعدة القانونية المتبادلة تُ ِّ‬
‫مكف مف إجراء تحقيقات بشكؿ سريع في قضايا‬

‫(‪ )1‬القرار رقـ ‪ 55/63‬لمجمعية العامة لؤلمـ المتحدة الذى تـ تبنيو بتاريخ ‪ 4‬ديسمبر ‪ ، 2000‬يمكنؾ اإلطبلع‬
‫عميو مف خبلؿ الموقع التالي‪:‬‬
‫‪http://www.cybersecuritycooperation.org/moredocuments/International%20Agreemen‬‬
‫‪ts/55-63%20French.pdf‬‬
‫‪157‬‬
‫وتحث عمى الجمع والتبادؿ السريع لعناصر‬
‫إستغبلؿ تكنولوجيا المعمومات ألىداؼ غير مشروعة ّ‬
‫األدلة المتعمقة بيذه القضايا‪.‬‬
‫ساثؼب ا ‪ِ :‬مشساد ‪ٚ‬ر‪ٛ‬ط‪١‬بد اٌّؤرّش اٌخبِس ػشش ٌٍغّؼ‪١‬خ اٌذ‪١ٌٚ‬خ ٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد‬
‫ثشأْ عشائُ اٌىّج‪ٛ١‬رش(‪:)1‬‬
‫عقد ىذا المؤتمر فى ريو دي جانيرو بالب ارزيؿ فى الفترة مف ‪ 9-4‬أكتوبر ‪ ،1994‬وقد‬
‫تناوؿ المؤتمر الجانب الموضوعى واإلجرائى ليذه الجرائـ عمى النحو التالى‪:‬‬
‫انثند األول ‪ :‬انشك انمىضىػي(انجرائم)‪.‬‬
‫إعتبر المؤتمر األفعال اآلتية من قبل جرائم الكمبيوتر واإلنترنت‪.‬‬

‫‪1‬ػ اإلحتيال أو الغش المرتبط بالكمبيوتر‪ :‬ويشمؿ اإلدخاؿ واإلتبلؼ والمحو لمعطيات الكمبيوتر‬
‫أو برامجو وذلؾ بقصد جني الفاعؿ منافع اقتصادية لو أو لمغير‪.‬‬

‫‪2‬ػ تزوير الكمبيوتر أو التزوير المعموماتي‪ :‬وذلؾ بإرتكاب أفعاؿ التزوير المنصوص عمييا فى‬
‫قانوف العقوبات الوطنى لكؿ دولة‪.‬‬

‫‪3‬ػ اإلضرار بالبيانات والبرامج ‪(:‬اإلتبلؼ)‪.‬‬

‫‪4‬ػ الدخول غير المصرح بو‪ :‬وىو الولوج دوف تصريح إلى نظاـ معموماتى عف طريؽ إنتياؾ‬
‫إجراءات األمف‪.‬‬
‫انثند انثاني‪ :‬انشك اإلجرائي‪.‬‬
‫أما القواعد اإلجرائية فقد تناوليا المؤتمر عمى النحو التالى‪:‬‬

‫‪ –1‬يتطمب التنقيب بالنسبة لجرائـ الحاسب اآللي أف نضع تحت تصرؼ سمطات التحقيؽ‬
‫والتحري إمكانات كافية تتعادؿ مع الحماية الكافية لحقوؽ اإلنساف وحرمة الحياة الخاصة ‪.‬‬

‫‪2‬ػ عمى ضوء ىذه المبادئ العامة يجب أف يحدد بوضوح ما يمي‪:‬‬

‫أػ السمطات ال تي تقوـ بإجراء التفتيش والضبط في بيئة تكنولوجيا المعمومات ‪ ،‬وخاصة ضبط‬
‫األشياء غير المحسوسة وتفتيش شبكات الحاسوب ‪.‬‬

‫ب ػ واجبات التعاوف الفعاؿ مف جانب المجني عمييـ‪ ،‬والشيود‪ ،‬وغيرىـ مف مستخدمي تكنولوجيا‬
‫المعمومات‪ ،‬فيما خبل المشتبو فيو (خاصة لكي تكوف المعمومات متاحة في صورة يمكف‬
‫إستخداميا لؤلغراض القضائية )‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع بخصوص ىذا المؤتمر الموقع التالى‪:‬‬


‫‪http://www.f-law.net/law/showthread.php?10802‬‬
‫‪158‬‬
‫ج ػ السماح لمسمطات العامة باعتراض االتصاالت داخؿ نظاـ الحاسوب ذاتو ‪ ،‬أو بينة وبيف نظـ‬
‫الحاسبات األخرى ‪ .‬مع إستخداـ األدلة التي يتـ الحصوؿ عمييا في اإلجراءات أماـ المحاكـ‬
‫‪.‬‬

‫‪3‬ػ نظ ار لتعدد وتنوع البيانات المدرجة في نظـ معالجة البيانات ‪ ،‬فاف تنفيذ المكنات القسرية‬
‫(المنوطو برجاؿ السمطة العامة) يجب أف يكوف متناسباً مع الطابع الخطير لئلنتياؾ ‪ ،‬وال‬
‫يسبب سوى الحد األدنى مف إعاقة األنشطة القانونية لمفرد ‪ .‬كما يجب عند بدء التحريات أف‬
‫يوضع في اإلعتبار كؿ القيـ المرتبطة ببيئة تكنولوجيا المعمومات ‪ ،‬مثؿ ضياع فرصة‬
‫اقتصادية ‪ ،‬إنتياؾ حرمة الحياة الخاصة ‪ ،‬مخاطر الخسارة االقتصادية ‪ ،‬كمفة إعادة بناء‬
‫تكامؿ البيانات كما كانت مف قبؿ ‪.‬‬

‫‪ –4‬القواعد القائمة في مجاؿ قبوؿ ومصداقية األدلة ‪ ،‬يمكف أف تثير مشاكؿ عند تطبيقيا ‪ ،‬نظ ار‬
‫لتقييـ تسجيبلت الحاسبات في اإلجراءات القضائية لذا ينبغي إدخاؿ بعض التغييرات‬
‫التشريعية في حالة الضرورة‪.‬‬
‫خبِسبا‪ :‬اٌمشاس اٌظبدس ػٓ ِؤرّش األُِ اٌّزحذح اٌضبِٓ ٌّٕغ اٌغش‪ّ٠‬خ ‪ِٚ‬ؼبٍِخ‬
‫اٌسغٕبء ـ ٘بفبٔب ‪ 1990‬ـ ثشأْ اٌغشائُ راد اٌظٍخ ثبٌىّج‪ٛ١‬رش(‪.)1‬‬
‫وضع المؤتمر المنعقد مف قبؿ االمـ المتحدة والمعنى بمنع الجريمة ومعاممة السجناء‬
‫عدة توصيات فيما يتعمؽ بجرائـ اإلنترنت تمثمت فى‪:‬‬

‫‪1‬ػ يييب المؤتمر بالدوؿ األعضاء ‪ ،‬في ضوء األعماؿ المطمع بيا فعبل في مجاؿ الجرائـ ذات‬
‫الصمة بالكمبيوتر أف تكثؼ جيودىا كي تكافح بمزيد مف الفعالية عمميات إساءة إستعماؿ‬
‫الكمبيوتر التي تستدعي تطبيؽ جزاءات جنائية عمى الصعيد الوطني بما في ذلؾ النظر ‪،‬‬
‫إذا دعت الضرورة إلى ذلؾ ‪ ،‬في التدابير التالية ‪-:‬‬

‫أ ػ تحديث القوانيف وأغراضيا الجنائية فيما يتعمؽ بالتجريـ والعقاب واجراءات التحقيؽ ‪،‬‬
‫وقواعد اإلثبات ‪ ،‬والمصادرة ‪ ،‬والمساعدة القانونية المتبادلة وتسميـ المجرميف مف‬
‫أجؿ‪:‬‬

‫ػ ضماف أف تطبؽ الجزاءات والقوانيف الراىنة‪ ،‬بشأف سمطات التحقيؽ وقبوؿ األدلة‬
‫في اإلجراءات القضائية عمى نحو مبلئـ وادخاؿ تغييرات مناسبة إذا دعت‬
‫الضرورة إلى ذلؾ‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع بيذا الخصوص الموقع ‪http://www.f-law.net/law/showthread.php?10801 :‬‬

‫‪159‬‬
‫ػ وضع أحكاـ واجراءات تتعمؽ بالتحقيؽ واألدلة لمتصدي إلى ىذا الشكؿ الجديد‬
‫والمعقد مف أشكاؿ النشاط اإلجرامي‪.‬‬

‫ػ مصادرة أو رد األصوؿ بصورة غير مشروعة والناجمة عف إرتكاب جرائـ ذات صمة‬
‫بالحاسوب‪.‬‬

‫ب ػ تحسيف تدابير األمف والوقاية المتعمقة بالحاسوب مع مراعاة حماية الخصوصية واحتراـ‬
‫حقوؽ االنساف وحرياتو األساسية‪.‬‬

‫ج ػ إعتماد تدابير لزيادة وعي الجماىير والعامميف في األجيزة القضائية وأجيزة انفاذ‬
‫القوانيف بالمشكمة وبأىمية مكافحة الجرائـ ذات الصمة بالحواسيب‪.‬‬

‫د ػ إ عتماد تدابير مناسبة لتدريب القضاة والمسؤوليف واألجيزة المسؤولة عف منع الجرائـ‬
‫اإلقتصادية والجرائـ ذات الصمة بأجيزة الحاسوب والتحقيؽ فييا ومحاكمة مرتكبييا‬
‫واصدار األحكاـ المتعمقة بيا‪.‬‬

‫ىػ ػ التعاوف مع المنظمات الميتمة بيذا الموضوع في وضع قواعد لآلداب المتبعة في‬
‫إستخداـ أجيزة الحاسوب وتدريس ىذه اآلداب ضمف المناىج الدراسية‪.‬‬

‫وػ إ عتماد سياسات بشاف ضحايا الجرائـ المتعمقة بالكمبيوتر تنسجـ مع إعبلف األمـ‬
‫المتحدة بشأف مباديء العدؿ المتعمقة بضحايا اإلجراـ والتعسؼ في إستعماؿ السمطة ‪،‬‬
‫وتتضمف إعادة الممتمكات التي يتـ الحصوؿ عمييا بطرؽ غير مشروعة ‪ ،‬وتدابير‬
‫لتشجيع الضحايا عمى إببلغ السمطات المختصة بيذه الجرائـ‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ اإلىتماـ بمعاممة ضحايا الجرائـ ذات الصمة بالحواسيب وتشجيعيـ عمى اإلببلغ عف ىذه‬
‫الجرائـ‪.‬‬

‫‪3‬ػ وضع صؾ دولى يتناوؿ حوسبة نظـ العدالة الجنائية مف أجؿ زيادة فعالية إدارة عمميات إدارة‬
‫العدالة الجنائية ونظـ المعمومات‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أف مؤتمر األمـ المتحدة التاسع لمنع الجريمة ومعاممة المجرميف المنعقد‬
‫فى القاىرة عاـ ‪ ، 1995‬قد ركز عمى الجرائـ ذات الصمة بالحاسب اآللى ‪ ،‬وتأكد التركيز عمى‬
‫تمؾ الجرائـ فى المؤتمر العاشر المنعقد فى فيينا عاـ ‪.2000‬‬

‫ولقد أوصى المؤتمر المنعقد فى فيينا بعدد مف التوصيات اليامة فى ىذا الصدد وذلؾ‬

‫‪160‬‬
‫عمى النحو التالى(‪:)1‬‬

‫‪1‬ػ أف تقوـ الدوؿ ػ إذلـ تكف قد فعمت ػ بتجريـ األفعاؿ ذات الصمة بالحواسيب والتى ينبغى‬
‫تأثيميا‪.‬‬

‫‪2‬ػ أف تقوـ الدوؿ بإصدار قوانيف إجرائية مبلئمة لمتحقيؽ فى جرائـ الحاسوب ومبلحقة مجرمى‬
‫اإلنترنت‪.‬‬

‫‪3‬ػ أف تعمؿ الحكومات مع المسئوليف فى صناعة الحاسوب واإلنترنت فى تعاوف وثيؽ شفاؼ‬
‫لمنع الجرائـ الحاسوبية ومكافحتيا حتى يصبح اإلنترنت مجاالً آمناً مع مراعاة الدوافع‬
‫التجارية لمقطاع الخاص واىتمامو بالناحية التقنية ال القانونية‪.‬‬

‫‪4‬ػ تحسيف التعاوف الدولى مف أجؿ إقتفاء أثر المجرميف عمى اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ 5‬ػ أف تعمؿ األمـ المتحدة عمى توفير العوف والمساعدة التقنية لمدوؿ التى تطمبيا بشأف الجرائـ‬
‫ذات الصمة بالشبكة الحاسوبية‪.‬‬
‫سبدسبا‪ :‬أعٕذح ر‪ٔٛ‬س(‪.)2‬‬
‫تـ صياغة بنود ىذه األجندة بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2005‬خبلؿ القمة العالمية لمجتمع‬
‫المعمومات تحت رعاية األمـ المتحدة والتي وضعت عدداً مف التوصيات تمثؿ فى‪:‬‬

‫ػ أىمية مبلحقة مرتكبي جرائـ اإلنترنت‪ ،‬بما في ذلؾ الجرائـ المرتكبة في إحدى الدوؿ لكف تأثيرىا‬
‫يتعدى إلى دولة أخرى‪.‬‬

‫ػ ضرورة إمتبلؾ الوسائؿ واآلليات الفعالة عمى المستوى الوطني والدولي مف أجؿ تعزيز التعاوف‬
‫الدولي‪ ،‬بما في ذلؾ قوات الشرطة وسمطات القضاء في مجاؿ مكافحة جرائـ اإلنترنت‪.‬‬

‫ػ حث الدوؿ عمى مشاركة جميع األطراؼ المعنية لصياغة التشريع الضروري والذي يسمح بإجراء‬
‫تحقيقات في جرائـ اإلنترنت والمبلحقة القضائية لمرتكبي ىذه اإلعتداءات أخذا بعيف اإلعتبار‬
‫األطر القضائية الموجودة‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع فى ذلؾ ‪ ،‬المواء دكتور ‪ ،‬محمد فتحى عيد ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.183‬‬
‫(‪ )2‬عنواف الوثيقة ‪ ، Tunis Agenda For The Information Society‬يمكنؾ اإلطبلع عمى محتوى‬
‫الوثيقة مف خبلؿ الموقع اإلليكترونى ‪http://www.itu.int/wsis/docs2/tunis/off/6rev1.html‬‬

‫‪161‬‬
‫سبثؼبا‪ :‬اٌّؤرّش اٌذ‪ ٌٟٚ‬األ‪ٚ‬ي ٌحم‪ٛ‬ق اإلٔسبْ اٌخبص ثأصش اٌزمذَ اٌزىٕ‪ٌٛٛ‬ع‪ ٟ‬ػٍ‪ٝ‬‬
‫حم‪ٛ‬ق اإلٔسبْ) ِؤرّش ط‪ٙ‬شاْ ‪.)1968‬‬
‫تبنت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة توصيات ىذا المؤتمر حيث تـ اإلعتراؼ بالحؽ فى‬
‫وبناء عمى ىذه التوصيات سنت بعض دوؿ العالـ في أوربا وآسيا وأمريكا والياباف‬
‫ً‬ ‫الخصوصية ‪،‬‬
‫تشريعاتيا في مجاؿ حماية الخصوصية مف اإلعتداء عمييا ألزمت مف خبلليا مواقع اإلنترنت‬
‫المعنية بجمع المعمومات بتسجيؿ أغراضيا واخضاع عممياتيا لرقابة الدولة‪.‬‬

‫اٌّطٍـــت اٌضبٌـــش‬
‫ِؼ‪ٛ‬لـــبد اٌزؼـــب‪ ْٚ‬اٌذ‪ٌٚ‬ــ‪ٝ‬‬
‫يواجو التعاوف الدولى فى مواجية جرائـ اإلنترنت عدة معوقات وصعوبات تتمثؿ فى‪:‬‬
‫أ‪ٚ‬لا ـ اإلخزظــبص‪:‬‬
‫ذكرنا فى أكثر مف مناسبة فى ىذا البحث أف جرائـ اإلنترنت تتميز بالطابع الدولى‬
‫العابر لمحدود ‪ ،‬وىو ما يصعب مف إمكانية تطبيؽ نصوص قانوف العقوبات الوطنية والتى تتميز‬
‫بخصيصة اإلقميمية ‪ ،‬أى سرياف القانوف العقابى ونصوصو عمى األفعاؿ المرتكبة داخؿ القطر‬
‫أو الدولة فقط ‪ ،‬وعدـ تعدييا ألى أفعاؿ إجرامية ترتكب خارجيا إال فى أحواؿ إستثنائية وفى‬
‫أضيؽ الحدود‪.‬‬

‫وفى جرائـ اإلنترنت فإف الفعؿ اإلجرامى قد يرتكب فى دولة ما ولكف النتيجة المترتبة‬
‫عميو قد تتعدى الحدود اإلقميمية لدولة أو ربما دوؿ أخرى ‪ ،‬فالطابع العالمي لتكنولوجيا‬
‫المعمومات يمكف أف يكوف النشاط اإلجرامي حقًا عبر الوطنية‪ ،‬فالشخص الذي يجمس في أسبانيا‬
‫يمكنو أف تعطيؿ جياز كمبيوتر في سنغافورة ‪ ،‬أو نشر المواد اإلباحية عف األطفاؿ في‬
‫سوازيبلند‪ ،‬وىذه المشاكؿ تصعب مف ممارسة السيادة الوطنية عمى تدفقات والمعمومات والمسائؿ‬
‫المتعمقة بالوالية القضائية(‪ ،)1‬واألىـ مف ذلؾ أف مختمؼ البمداف لدييا قوانيف مختمفة ‪ ،‬وتتفاوت‬
‫فيما بينيا فى تعريؼ الجرائـ والعقوبات إضافةً إلى حواجز المغة(‪.)2‬‬

‫‪(1) Dr. Peter Grabosky, Crime And Technology In The Global Village, Paper‬‬
‫‪Presented at: The Conference: Internet Crime, held in Melbourne, 16-17‬‬
‫‪February 1998, by the Australian Institute of Criminology,p4.‬‬
‫‪(2) Raphael F.Perl , Terrorist Use of the Internet Threat, Issues, and Options for‬‬
‫‪International Co-operation , Second International Forum on Information‬‬
‫‪Security, Garmisch-Partenkirchen, 7-10 April 2008, p3.‬‬
‫‪162‬‬
‫وىو ما يدعو إلى التساؤؿ عف المكاف المعتبر قانوناً لوقوع الجريمة في ىذه الحالة ‪،‬‬
‫فيؿ ىو مكاف وقوع الفعؿ اإلجرامي أـ المكاف الذي تحققت فيو النتيجة ؟ ومف الدولة صاحبة‬
‫اإلختصاص بنظر الدعوى المترتبة عمى جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬ىؿ ىى الدولة التى أرتكب داخميا‬
‫الفعؿ ‪ ،‬أـ الدولة التى تحققت فييا نتيجة ىذا الفعؿ؟‬

‫ولئلجابة عمى ىذا التساؤؿ إنقسـ الفقو إلى ثبلثة إتجاىات ‪ ،‬فذىب اإلتجاه األوؿ إلى أف‬
‫العبرة في تحديد مكاف وقوع الجريمة بالمكاف الذي وقع فيو الفعؿ بغض النظر عف المكاف الذي‬
‫تحققت فيو النتيجة ‪ ،‬وذىب إتجاه آخر إلى أف مكاف وقوع الجريمة يتحدد بالمكاف الذي تحققت‬
‫فيو النتيجة أو كاف مف المفترض تحققيا فيو ‪ ،‬وذىب إتجاه ثالث إلى أف العبرة في ذلؾ تكوف‬
‫بمكاف حصوؿ أي منيما (السموؾ أو النتيجة)‪ .‬وفيما يمى عرض لكؿ مذىب وما استف إليو مف‬
‫أسانيد وحجج‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ِز٘ت اٌفؼً أ‪ ٚ‬إٌشبط اإلعشاِ‪ ٟ‬ث‪ٛ‬طفٗ ِؼ‪١‬بساا ٌزحذ‪٠‬ذ ِىبْ ‪ٚ‬ل‪ٛ‬ع اٌغش‪ّ٠‬خ‪:‬‬
‫وفقاً ليذا المعيار ينعقد اإلختصاص لممحكمة التي يقع في نطاقيا النشاط اإلجرامي‬
‫وليس مكاف حصوؿ النتيجة أو اآلثار المترتبة عميو ‪ ،‬بدعوى أف إتخاذ آثار الفعؿ كمناط لتحديد‬
‫مكاف وقوع الجريمة تكتنفو بعض الصعوبات يمكف إجماليا في أنو معيار مرف وفضفاض ‪،‬‬
‫فضبلً عف أف معيار حصوؿ النشاط أدعى إلى تيسير عممية اإلثبات وجمع أدلة الجريمة ‪ ،‬وأف‬
‫المحكمة التي ليا والية نظر الدعوى تكوف قريبة مف مسرح الجريمة ناىيؾ أف الحكـ الذي يصدر‬
‫في الواقعة يكوف أكثر فعالية ويسيؿ معو مبلحقة الجناة(‪.)1‬‬

‫وقد حظي ىذا اإلتجاه بتأييد جانب كبير مف الفقو سواء في فرنسا أو مصر ‪ ،‬ليس ىذا‬
‫فحسب ‪ ،‬بؿ اتجيت بعض التشريعات المقارنة إلى تبنيو ‪ ،‬ومف ىذا القبيؿ القانوف الدولي‬
‫الخاص النمساوي الصادر سنة ‪ 1979‬والمجري الصادر في السنة ذاتيا(‪.)2‬‬

‫ويضيؼ المؤيدوف ليذا اإلتجاه حججاً أخرى ‪ ،‬منيا أف حدوث الضرر في مكاف معيف‬
‫مرده في الغالب أسباب ال إرادة لمقترؼ السموؾ فييا ‪ ،‬وأف مف شأف تطبيؽ قانوف الدولة التي‬
‫ّ‬
‫تحقؽ في نطاقيا الضرر ال يتفؽ واعتبارات العدالة نظ اًر لجيؿ الجاني بيذا القانوف الذي يتـ‬
‫إعمالو بحقو ‪ ،‬وفي الغالب ليس ممكناً العمـ بو إذ حينما أقدـ عمى ارتكاب الفعؿ الذي أتاه يعتقد‬
‫مشروعيتو وفقاً لقانوف البمد الذي وقع فيو السموؾ ‪ ،‬واذا بو غير ذلؾ مف منظور قانوف البمد الذي‬

‫(‪ )1‬راجع بيذا الخصوص د‪ .‬أحمد عبد الكريـ سبلمة ‪ ،‬قانوف حماية البيئة ‪ ،‬دراسة تأصيمية في األنظمة‬
‫الوطنية واإلتفاقية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬منشورات جامعة الممؾ سعود ‪ ،‬السعودية ‪ ، 1997 ،‬ص‪.535‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬أحمد عبد الكريـ سبلمة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.588‬‬

‫‪163‬‬
‫تحقؽ فيو الضرر(‪.)1‬‬

‫وقد تعرض ىذا اإلتجاه لمنقد وذلؾ بسبب تركيزه عمى مكاف إرتكاب الجريمة فقط واىمالو‬
‫المكاف المحققة فيو نتيجة ىذا الفعؿ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ِز٘ت ِىبْ رحمك إٌز‪١‬غخ وّؼ‪١‬بس ٌ‪ٛ‬ل‪ٛ‬ع اٌغش‪ّ٠‬خ‪:‬‬
‫يذىب ىذا اإلتجاه إلى أف المكاف الذى تتحقؽ فيو نتيجة الفعؿ اإلجرامى ىو المكاف‬
‫الذى ينعقد لمحكمتو اإلختصاص بنظر الدعوى الناشئة عف الجريمة‪ ،‬ذلؾ أف وقع الجريمة ال‬
‫يكوف إالّ في المكاف الذي ظيرت فيو آثارىا الضارة التي كاف الجانى يرغب في تحقيقيا‪ ،‬حيث‬
‫أف مكاف وقوع السموؾ ال يعدو أف يكوف مصدر الضرر ليس إالّ‪.‬‬

‫ومف المبررات التي سيقت لتعزيز ىذا اإلتجاه أف األخذ بو يحقؽ وحدة الجريمة وعدـ‬
‫الفصؿ بيف عناصرىا ‪ ،‬كذلؾ يمتاز ىذا اإلتجاه في نظر المدافعيف عنو بأنو أكثر واقعية عمى‬
‫إعتبار أف الضرر لو مظير خارجي ممموس خبلفاً لمنشاط الذي قد ال يكوف كذلؾ متى ما اتخذ‬
‫صورة اإلمتناع أو السموؾ السمبػي ‪ ،‬وقد لقي ىذا اإلتجاه ترحيباً مف بعض الفقو إلى جانب ذلؾ‬
‫تـ تبنيو مف بعض التشريعات المقارنة ‪ ،‬ومنيا القانوف األلماني الصادر في ‪ 5‬ديسمبر ‪، 1975‬‬
‫والقانوف الدولي الخاص التركي الصادر سنة ‪.)2(1982‬‬

‫وقد أخذ القضاء األمريكي بيذا اإلتجاه ‪ ،‬ومف أبرز األمثمة عمى ذلؾ الواقعة التى قدـ‬
‫فييا شخص يحمؿ الجنسية اإلنجميزية إلى المحاكمة أماـ إحدى محاكـ والية ماسوشيتس‬
‫األمريكية عف تيمة القتؿ العمدي والتي قضت بإختصاصيا بنظر الدعوى عف الواقعة المذكورة ‪،‬‬
‫عمى الرغـ مف أف النشاط حصؿ عمى متف مركب إنجميزي في عرض البحر في حيف أف وفاة‬
‫المجني عميو جراء ىذا الفعؿ تمت إثر وصولو إلى الوالية المذكورة(‪.)3‬‬

‫ومع ذلؾ فإف ىذا اإلتجاه لـ يسمـ ىو اآلخر مف النقد ‪ ،‬الذي يتركز في أف األخذ بو‬
‫يفضي في نياية المطاؼ إلى عدـ تجريـ الشروع إذا لـ تتحقؽ النتيجة اإلجرامية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اٌّز٘ت اٌّخزٍظ‪:‬‬
‫أماـ اإلنتقادات التي تعرض ليا كبل اإلتجاىيف السابقيف ‪ ،‬برز إتجاه ثالث مفاده أف‬
‫الجريمة تعد واقعة في مكاف حصوؿ النشاط (العمؿ التنفيذي) ‪ ،‬وكذلؾ المكاف الذي تحققت فيو‬
‫النتيجة أو الذي مف المتوقع أو مف المنتظر تحققيا فيو‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬موسى مسعود ارحومة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.15‬‬


‫(‪ )2‬د‪.‬موسى مسعود ارحومة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬أحمد عبدالكريـ سبلمة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.588‬‬

‫‪164‬‬
‫وقد حظي ىذا اإلتجاه بمباركة أغمب الفقو ‪ ،‬ويجد مبرره في أف الركف المادي لمجريمة‬
‫يقوـ عمى ثبلثة عناصر وىي الفعؿ (النشاط) والنتيجة وعبلقة السببية ‪ ،‬ما يعني أف الجريمة تعد‬
‫واقعة في كؿ مكاف تحقؽ فيو عنصر مف عناصر الركف المادي ‪ ،‬أي في مكاف النشاط ومكاف‬
‫النتيجة عمى حد سواء(‪.)1‬‬

‫وبناء عمى ذلؾ يتـ تغم يب قانوف المكاف الذى تحققت فيو النتيجة إذا كانت الجريمة تامة‬
‫ً‬
‫ومف قبيؿ ذلؾ جرائـ السموؾ والنتيجة (الجرائـ المادية) ‪ ،‬في حيف يطبؽ قانوف مكاف النشاط أو‬
‫السموؾ إذا كانت الجريمة قد وقفت عند حد الشروع أو كانت مف قبيؿ جرائـ السموؾ المجرد‪.‬‬

‫وبعد أف عرضنا لممذاىب الثبلثة فيما يتعمؽ بالقانوف الواجب التطبيؽ فى حالة تعدى‬
‫الجريمة الحدود الدولية ألكثر مف دولة ‪ ،‬فإنو ووفقاً لممنطؽ فإف اإلتجاه األخير (المختمط) ىو‬
‫األجدر بالتأييد سيما فى الجرائـ المتعمقة باإلنترنت ‪ ،‬فيذه الجرائـ قد ترتكب فى دولة وتتحقؽ‬
‫نتيجتيا فى دولة أخرى ‪ ،‬وبالتالى فإف اإلختصاص بمحاكمة الجانى فى ىذه الحالة مف الممكف‬
‫أف يكوف لمدولة التى صدر فييا الفعؿ اإلجرامى وكذلؾ مف الممكف أف يكوف لمدولة التى تحققت‬
‫عمى أراضييا نتيجة ىذا الفعؿ‪.‬‬

‫وعمة ذلؾ أف األخذ بمذىب السموؾ معناه إنعداـ اإلختصاص القضائى لمدولة المتحققة‬
‫فييا نتيجة الفعؿ اإلجرامى ‪ ،‬ومعناه أيضاً إمكانية عدـ قياـ الدولة التى وقع فييا السموؾ‬
‫بمحاكمة الجانى بحجة أف ال ضرر وقع فى نطاؽ إختصاصيا ‪ ،‬ونفس األمر ينطبؽ عمى‬
‫مذىب مكاف تحقؽ النتيجة ‪ ،‬أما المذىب المختمط فيتميز بالمرونة التى توسع مف نطاؽ الحماية‬
‫الجنائية لمجرائـ ذات األبعاد الدولية‪.‬‬

‫وقد تصدت إتفاقية بودابست لمشكمة اإلختصاص وذلؾ فى المادة ‪ 22‬التى نصت ‪22‬‬
‫عمى أف ‪ " :‬لكؿ طرؼ إتخاذ اإلجراءات التشريعية وغيرىا التي يراىا الزمة لكي يحدد‬
‫اختصاصو بالنسبة لكؿ جريمة تقع وفقاً لما ىو وارد في المواد مف ‪ 2‬إلى ‪ 11‬مف االتفاقية‬
‫الحالية عندما تقع الجريمة‪:‬‬

‫‪1‬ػ أ ‪ -‬داخؿ النطاؽ المحمي لمدولة ‪:‬‬

‫ب‪ -‬عمى ظير سفينة تحمؿ عمـ تمؾ الدولة‪.‬‬

‫ج‪ -‬عمى متف طائرة مسجمة في ىذه الدولة‪.‬‬

‫د‪ -‬بواسطة أحد رعاياىا‪ ،‬إذا كانت الجريمة معاقباً عمييا جنائياً في المكاف الذي ارتكبت فيو‬

‫(‪ )1‬د‪.‬موسى مسعود ارحومة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪ 20‬ػ ‪.21‬‬

‫‪165‬‬
‫أو إذا كانت الجريمة ال تدخؿ في أي اختصاص مكاني ألي دولة أخرى‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ ولكؿ طرؼ أف يحتفظ لنفسو بالحؽ في عدـ تطبيؽ‪ ،‬أو عدـ التطبيؽ إال في حاالت وفي ظؿ‬
‫شروط خاصة‪ ،‬قواعد اإلختصاص المنصوص عمييا في الفقرة األولى (ب و د) مف ىذه‬
‫المادة أو في أي جزء مف ىذه الفقرات‪.‬‬

‫‪3‬ػ يعتمد كؿ طرؼ ما قد يمزـ مف تدابير تشريعية وتدابير أخرى وذلؾ إلقرار اإلختصاص‬
‫القضائى بشأف الجرائـ المشار إلييا فى المادة ‪ 24‬فقرة ‪ 1‬مف ىذه اإلتفاقية ‪ ،‬فى الحاالت‬
‫التى يكوف فييا الجانى المزعوـ موجوداً فى إقميمو‪ ،‬وال يقوـ بتسميمو لطرؼ آخر وذلؾ بعد‬
‫طمب التسميـ‪.‬‬

‫‪4‬ػ ال تستبعد ىذه اإلتفاقية أى إختصاص جنائى يمارسو أح األطراؼ وفقاً لقانونو الوطنى‪.‬‬

‫‪5‬ػ فى حالة مطالبة أكثر مف طرؼ مف األطراؼ باإلختصاص القضائى بشأف جريمة ما تقرىا‬
‫ىذه اإلتفاقية ‪ ،‬يقوـ األطراؼ المعنيوف متى كاف ذلؾ مبلئماً ‪ ،‬بالتشاور بغرض تحديد‬
‫اإلختصاص القضائى األكثر مبلئمة لممحاكمة‪.‬‬
‫صبٔ‪١‬با‪ :‬إخزالف ط‪ٛ‬سإٌشبط اإلعشاِ‪ِ ٝ‬ب ث‪ ٓ١‬د‪ٌٚ‬خ ‪ٚ‬أخش‪:ٜ‬‬
‫ذلؾ أف األنظمة القانونية في بمداف العالـ قاطبة لـ تتفؽ عمى صور محددة يندرج في‬
‫إطارىا ما يسمى بإساءة إستخداـ نظـ المعمومات الواجب إتباعيا ‪ ،‬كذلؾ ليس ىناؾ تعريؼ‬
‫محدد لمنشاط المفروض أف يتفؽ عمى تجريمو‪ ،‬وذلؾ نتاج طبيعي لقصور التشريع ذاتو في كافة‬
‫بمداف العالـ وعدـ مسايرتو لسرعة التقدـ المعموماتي‪.‬‬
‫صبٌضبا‪ :‬ػذَ ‪ٚ‬ع‪ٛ‬د رٕس‪١‬ك ف‪ّ١‬ب ‪٠‬زؼٍك ثبإلعشاءاد اٌغٕبئ‪١‬خ اٌّزجؼخ‪:‬‬
‫خاصة ما تعمؽ منيا بأعماؿ اإلستدالؿ أو التحقيؽ‪ ،‬سيما وأف عممية الحصوؿ عمى‬
‫دليؿ في مثؿ ىذه الجرائـ خارج نطاؽ حدود الدولة‪ ،‬عف طريؽ الضبط أو التفتيش في نظاـ‬
‫معموماتي معيف ىو أمر غاية في الصعوبة‪ ،‬فضبلً عف الصعوبة الفنية في الحصوؿ عمى الدليؿ‬
‫ذاتو‪.‬‬
‫ساثؼباًا ‪ :‬ػذَ ‪ٚ‬ع‪ٛ‬د ِؼب٘ذاد صٕبئ‪١‬خ أ‪ ٚ‬عّبػ‪١‬خ ث‪ ٓ١‬اٌذ‪ٚ‬ي‪:‬‬
‫مف معوقات التعاوف الدولى كذلؾ ‪ ،‬عدـ وجود معاىدات ثنائية أو جماعية بيف الدوؿ‬
‫عمى نحو يسمح بالتعاوف المثمر في مجاؿ ىذه الجرائـ‪ ،‬وحتى في حاؿ وجودىا فإف ىذه‬
‫المعاىدات قاصرة عف تحقيؽ الحماية المطموبة في ظؿ التقدـ السريع لنظـ برامج الحاسب وشبكة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬ومف ثـ يظير األثر السمبي في التعاوف الدولي‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫اٌخبرّـــــخ‬
‫اآلف وبعد أف إنتيينا مف دراسة موضوعنا ‪ ،‬فإنو مف الضرورى إبراز أىـ ما توصؿ إليو‬
‫البحث مف نتائج إضافةً إلى التوصيات المقترحة لسد النقص أو القصور فى كيفية مواجية ىذه‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫‪ٌٕٚ ‬جذأ أ‪ٚ‬لا ثبٌٕزبئظ اٌز‪ ٝ‬ر‪ٛ‬طً إٌ‪ٙ١‬ب اٌجحش‪:‬‬


‫‪ .1‬جريمة اإلنترنت جريمة كأى جريمة أخرى عادية ‪ ،‬مف حيث وجود جانى ومجنى عميو‬
‫وركف مادى وآخر معنوى إضافةً لمقصد جنائى ‪ ،‬ولكف أىـ ما يميزىا عف الجرائـ األخرى‬
‫ىو أسموب إرتكابيا ‪ ،‬الذى يتسـ بالحداثة فالشرطة فى جريمة مف الجرائـ قد تحرز سبلحاً‬
‫أبيض استعممو الجانى أو مسدساً ‪ ،‬أما الجريمة محؿ البحث فإف أداة إرتكابيا ىى شاشة‬
‫الكمبيوتر ولوحة المفاتيح والفأرة ‪ ،‬وكذلؾ تتميز ىذه األدوات سالفة الذكر عف أى سبلح‬
‫آخر مستخدـ فى الجرائـ األخرى بأنيا متاحة لمكافة وال تحتاج لترخيص أو إذف مسبؽ‬
‫بإقتنائيا‪.‬‬

‫‪ .2‬مجرـ اإلنترنت كذلؾ يتميز عف باقى المجرميف العادييف ‪ ،‬فبينما يمتاز المجرـ العادى‬
‫بإختبلفو عف غيره مف الناس مف حيث المظير الخارجى والسموكى والعقمى أو التعميمى‬
‫ومف حيث حتى مظيره وكيؼ يبدو ‪ ،‬نجد عمى الجانب اآلخر مجرـ اإلنترنت شخص‬
‫عادى ال يشذ عف أقرانو مف الناس مف حيث الصفات التى ذكرناىا ‪ ،‬ولكف أىـ ما يميزه‬
‫عف المجرـ العادى ىو أنو فى جريمتو يعتمد عمى عقمو وذكائو وثقافتو فقط دوف المجوء‬
‫إلستخداـ القوة‪.‬‬

‫‪ .3‬تتميز جريمة اإلنترنت بالطابع العالمى ‪ ،‬فيى ال تعترؼ بحواجز الزماف وال المكاف وال‬
‫حتى بالحدود اإلقميمية لمدوؿ‪.‬‬

‫جرائـ اإلنترنت صعبة اإلثبات‪ ،‬حيث أنيا ال تترؾ أثر ليا لقياـ الجناة بمحو ما يدؿ‬ ‫‪.4‬‬
‫عمييا بعد إرتكابيا حتى واف وجدت ىذه اآلثار فمف السيؿ تدميرىا‪.‬‬

‫‪ .5‬إفتقار القوانيف العقابية فى الكثير مف البمداف لنصوص رادعة خاصة بيذه الجرائـ‪.‬‬

‫‪ .6‬ونتيجة لعدـ وجود نصوص قانونية تجرـ ىذه األفعاؿ ‪ ،‬فإف أغمب الدوؿ تمجأ لتطبيؽ‬
‫النصوص التقميدية وتطويعيا فى مواجية جرائـ اإلنترنت وكأنيا ىى الدواء الشافى مف ىذا‬
‫الداء ‪ ،‬حيث نجد أف أغمب الدوؿ العربية عمى وجو التحديد لـ تشرع فى سف أى قوانيف أو‬
‫ضوابط خاصة بيذه الجريمة بإستثناء بعض الدوؿ التى حاولت ‪ ،‬وقد ذكرنا فى بحثنا نظاـ‬

‫‪167‬‬
‫مكافحة جرائـ المعموماتية فى المممكة العربية السعودية والذى يعتبر خطوة سباقة فى ىذا‬
‫المجاؿ‪ ،‬وكذلؾ قانوف التوقيع اإلليكترونى فى مصر‪.‬‬

‫‪ .7‬الجيؿ المعموماتى لدى جيات التحقيؽ لقياميا بإتباع اإلجراءات التقميدية التى تفتقر إلى‬
‫الجدوى فى مثؿ ىذه الظروؼ ‪ ،‬فيما يتعمؽ بعمميات اإلستدالؿ والتحقيؽ وعمؿ التحريات‬
‫والمعاي نات والتفتيش‪ ،‬األمر الذى يؤدى إلفبلت الجناة لصعوبة الحصوؿ عمى دالئؿ‬
‫إدانتيـ‪.‬‬

‫‪ .8‬رأينا فى بحثنا أف الدوؿ المتقدمة وعمى رأسيا أمريكا إبتكرت نظاـ تمقى الشكاوى والببلغات‬
‫مباشرة عمى شبكة اإلنترنت دوف الحاجة لئلببلغ عف وقوع مثؿ ىذه الجرائـ بالطرؽ العادية‬
‫‪ ،‬وىو ما يوفر الكثير مف الوقت والجيد‪.‬‬

‫‪ .9‬ىناؾ وسائؿ عدة لمتأميف والحماية مف اإلعتداءات التى قد تقع عف طريؽ اإلنترنت ‪ ،‬ولكف‬
‫وبرغـ ذلؾ يبتكر الجناة أساليب جديدة وحديثة لخرؽ وسائؿ الحماية‪.‬‬

‫‪ .10‬إستحداث بعض الدوؿ إلدارات شرطية جديدة أو ما يسمى شرطة اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ .11‬جريمة اإلنترنت القت إىتماماً دولياً واسع المدى مف قبؿ دوؿ اإلتحاد األوروبى تجسد فى‬
‫إتفاقية بودابست ‪ ،‬وكذلؾ تصدرت ىذه الجريمة جدوؿ أعماؿ األمـ المتحدة فى عديد‬
‫المناسبات‪.‬‬

‫‪ ‬أِب ثخظ‪ٛ‬ص اٌز‪ٛ‬ط‪١‬بد فمذ إسرأ‪ٕ٠‬ب اٌزبٌ‪:ٝ‬‬


‫‪ .1‬ضرورة العمؿ عمى وضع تشريعات خاصو بإستخداـ شبكة اإلنترنت وبياف الجرائـ المرتكبة‬
‫مف خبلليا‪ ،‬وتحديد عقوباتيا ما بيف حديف أدنى وأقصى كما ىو الحاؿ فى باقى الجرائـ‪.‬‬

‫‪ .2‬ولحيف صدور تشريعات خاصة باإلنترنت ينبغى تعديؿ نصوص قانوف العقوبات باإلضافة‬
‫بحيث تنص صراحة عمى ىذه الجرائـ‪.‬‬

‫‪ .3‬تأىيؿ المختصيف بالتحقيؽ فى جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬وكيفية إثبات تمؾ الجرائـ وضبط األدلة‬
‫المتحصمة منيا واألىـ مف ذلؾ ضبط الجناه‪.‬‬

‫‪ .4‬إنشاء وحدات وادارات شرطية خاصة بمكافحة جرائـ اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ .5‬العمؿ عمى إبراـ مزيد مف اإلتفاقيات الدولية فى ىذا المجاؿ ‪ ،‬وتفعيؿ التعاوف الدولى فى‬
‫مجاؿ المساعدات القضائية وتبادؿ المعمومات وتسميـ المجرميف المتيميف بإرتكاب ىذه‬
‫الجرائـ وتيسير إجراءات تسميميـ بيف الدوؿ‪.‬‬

‫‪ .6‬ضرورة التوعية بالمخاطر المصاحبة إلستخداـ شبكة اإلنترنت ‪ ،‬خاصةً فى اإلستخدامات‬

‫‪168‬‬
‫التجارية وكذلؾ ضرورة توعية أولياء األمور مف إستخداـ أبنائيـ لئلنترنت خشية وقوعيـ‬
‫ضحايا لجرائـ اإلستغبلؿ الجنسى‪.‬‬

‫‪ .7‬إضافة نصوص إلى قانوف اإلجراءات الجنائية فيما يتعمؽ بالمعاينة والتفتيش وضبط األدلة‬
‫‪ ،‬بما يتماشى والطابع التكنولوجى لمجريمة بحيث ال تتـ العمميات السابقة بناء عمى‬
‫النصوص التقميدية التى تنظميا فى قانوف اإلجراءات الجنائية ‪ ،‬بؿ تصاغ نصوص جديدة‬
‫تبيف المقصود بالتفتيش المعموماتى مثبلً وعمى مف يقع وكيؼ تضبط أدلة الجريمة وىؿ‬
‫أدلة الجريمة المطموبة فى ىذه الجريمة أدلة مادية عادية أـ رقمية وىكذا‪.‬‬

‫‪ .8‬اإلىتماـ بإجراء الدراسات والبحوث العممية التى تتناوؿ ىذه الظاىرة اإلجرامية وعقد‬
‫الممتقيات والمؤتمرات التى تناقشيا وتبيف أىـ آثارىا‪.‬‬

‫‪ .9‬تشديد الرقابة عمى المكاتب التى تقدـ خدمات اإلنترنت والتى تعرؼ بإسـ (مقاىى‬
‫اإلنترنت) ووضع نظـ مراقبة تسمح بضبط أى تصرؼ خارج عف نطاؽ إستخداـ الشبكة ‪،‬‬
‫مع مراعاة خصوصيات المستخدـ‪.‬‬

‫‪ .10‬قياـ الدولة بإجبار الجيات المسئولة عف تقديـ خدمات اإلنترنت بإستخداـ نظـ منع وحجب‬
‫المواقع الضاره والمواقع ذات الطابع اإلباحى ‪ ،‬والتى أثبتت اإلحصائيات تضخـ عدد‬
‫مرتادييا‪.‬‬

‫‪ .11‬اإلستعانة بالخبرات األجنبية فى مواجية جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬السيما الدوؿ التى أحرزت تقدماً‬
‫فى السيطرة عمى المد اإلجرامى ليذه الظاىرة‪.‬‬

‫‪ .12‬وضع مقررات دراسية في مناىج كميات الحقوؽ والشرطة تتضمف الشرح الوافى عف شبكة‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬وماىيتيا وما ىى الجرائـ التى ترتكب أو مف الممكف إرتكابيا مف خبلليا ‪،‬‬
‫وابراز خصائص ودوافع مرتكبى ىذه الجرائـ‪.‬‬

‫وختاماً أرجو أف يكوف بحثى ىذا قد أصاب ولو القميؿ مف الصواب ‪ ،‬فإف كاف فيو مف‬
‫عند ا﵀ واف لـ يكف فكذلؾ الحمد ﵀‪.‬‬

‫رُ ثحّذ هللا ‪ٚ‬ر‪ٛ‬ف‪١‬مٗ‬

‫‪169‬‬
‫لبئّـــخ اٌّشاعــغ‬
‫أ‪ٚ‬لا‪ :‬اٌّشاعـــغ اٌؼشث‪١‬ــــخ‪:‬‬
‫( أ ) اٌّؤٌفـــبد اٌؼبِـخ‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪ /‬أحمد أميف بؾ ‪ :‬شرح قانوف العقوبات المصرى ‪ ،‬القسـ الخاص‪ ،‬بدوف ناشر‪.1949 ،‬‬

‫‪ .2‬د‪ /‬أحمد فتحى سرور‪ :‬الوسيط فى قانوف العقوبات ‪ ،‬القسـ الخاص ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬دار‬
‫الطباعة الحديثة ‪.1991 ،‬‬

‫‪ .3‬د‪ /‬إدوارد غالى الدىبى ‪ :‬شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ‪ ،‬دراسة مقارنة لمقانوف الميبى‬
‫والقوانيف العربية واألجنبية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬مكتبة غريب ‪.1976 ،‬‬

‫‪ .4‬د‪ /‬جبلؿ ثروت ‪ :‬نظـ القسـ الخاص فى قانوف العقوبات‪ ،‬منشأة المعارؼ‪.2000 ،‬‬

‫‪ .5‬د‪ /‬حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ‪ :‬جرائـ اإلعتداء عمى األشخاص ‪ ،‬دارالنيضة العربية ‪،‬‬
‫‪.1983‬‬

‫‪ .6‬د‪ /‬رمسيس بيناـ ‪ :‬القسـ الخاص فى قانوف العقوبات‪،‬دار المعارؼ‪ ،‬الطبعة االولى‪،‬‬
‫‪.1958‬‬

‫‪ .7‬د‪ /‬عمر السعيد رمضاف ‪ :‬شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص‪ ،‬دار النيضة العربية ‪،‬‬
‫‪.1986،‬‬

‫‪ .8‬د‪ /‬عوض محمد عوض ‪ :‬المبادئ العامة في قانوف اإلجراءات الجنائية ‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية ‪.1999 ،‬‬

‫د‪ /‬فائزة يونس الباشا ‪ :‬القانوف الجنائى الخاص الميبى القسـ األوؿ جرائـ اإلعتداء عمى‬ ‫‪.9‬‬
‫األشخاص ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬بدوف تاريخ‪.‬‬

‫‪ .10‬د‪ /‬فوزية عبد الستار ‪ :‬شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية ‪.1988 ،‬‬

‫‪ .11‬د‪ /‬ماجد راغب الحمو ‪ :‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪.2007،‬‬

‫‪ .12‬د‪ /‬مأموف محمد سبلمة ‪ :‬قانوف اإلجراءات الجنائية معمقاً عميو بالفقو وأحكاـ النقض ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ ، 2005 ،‬بدوف دار نشر‪.‬‬

‫‪ .13‬د‪ /‬محمد زكى أبو عامر ‪ :‬قانوف العقوبات ‪ ،‬القسـ الخاص ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬‬
‫‪.2007‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ .14‬د‪ /‬محمود نجيب حسنى ‪ :‬شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص‪ ، ،‬دار النيضة العربية ‪،‬‬
‫‪.1978‬‬

‫‪ .15‬د‪ /‬محمود مصطفى ‪ :‬شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ‪ ،‬الطبعة الثامنة ‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية ‪.1984 ،‬‬
‫(ة) اٌّؤٌفــــبد اٌخبطـــخ‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪/‬أحمد عبد الكريـ سبلمة‪ :‬قانوف حماية البيئة ‪ ،‬دراسة تأصيمية في األنظمة الوطنية‬
‫واإلتفاقية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬منشورات جامعة الممؾ سعود ػ السعودية ‪.1997 ،‬‬

‫‪ .2‬أسامة أحمد المناعسة ‪ ،‬جبلؿ محمد الزعبي ‪ ،‬صايؿ فاضؿ اليواوشة ‪ :‬جرائـ الحاسب‬
‫اآللى واإلنترنت ‪ ،‬دراسة تحميمية مقارنة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬داروائؿ لمنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف‬
‫‪.2001 ،‬‬

‫‪ .3‬د‪ /‬جميؿ عبد الباقى الصغير‪:‬‬

‫‪ ‬أدلة اإلثبات الجنائى والتكنولوجيا الحديثة ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪،‬‬
‫‪.2002‬‬

‫‪ ‬الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المتعمقة باإلنترنت ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪.1998 ،‬‬

‫‪ ‬الحماية الجنائية والمدنية لبطاقات اإلئتماف الممغنطة ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪1999 ،‬‬

‫‪ ‬القانوف الجنائى والتكنولوجيا الحديثة ‪ ،‬الكتاب األوؿ ‪ ،‬الجرائـ الناشئة عف إستخداـ‬


‫الحاسب اآللى ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪.1992 ،‬‬

‫‪ .4‬د‪ /‬حسنيف إبراىيـ صالح عبيد‪ :‬القضاء الجنائى الدولى ‪( ،‬تاريخو ػ تطبيقاتو ػ مشروعاتو) ‪،‬‬
‫دار النيضة العربية ‪.1977،‬‬

‫‪ .5‬حسف حسف منصور‪ :‬جرائـ اإلعتداء عمى األخبلؽ ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪.1985 ،‬‬

‫‪ .6‬ميندس ‪/‬حسف طاىر داوود‪ :‬جرائـ نظـ المعمومات‪ ،‬جامعة نايؼ العربية لمعموـ‬
‫االمنية‪،‬الطبعة االولى ‪،‬الرياض ‪1420‬ھ‪.،‬‬

‫‪ .7‬د‪ /‬خالد بف سميماف الغثير ‪ ،‬د‪ /‬محمد بف عبد ا﵀ القحطانى‪ :‬أمف المعمومات بمغة ميسرة‬
‫‪ ،‬مركز التميز ألمف المعمومات جامعة الممؾ سعود ‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 2009 ،‬‬

‫‪ .8‬د‪ /‬ذياب البداينة‪ :‬جرائـ الحاسب واإلنترنت ‪ ،‬أبحاث الندوة العممية لدراسة الظواىر‬
‫اإلجرامية المستحدثة وسبؿ مواجيتيا ‪ ،‬أكاديمية نايؼ لمعموـ األمنية ‪ ،‬الرياض ‪1420 ،‬ى‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫‪ .9‬الميندس ‪ /‬رأفت رضواف‪ :‬إتجاىات مجتمع األعماؿ العربى نحو التجارة اإلليكترونية ‪،‬‬
‫بدوف دار نشر ‪.1999 ،‬‬

‫‪ .10‬د‪ /‬سعيد عبد المطيؼ حسف‪ :‬إثبات جرائـ الكمبيوتر والمرتكبة عبر اإلنترنت ‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية ‪.1999 ،‬‬

‫‪ .11‬د‪ /‬سميماف أحمد فضؿ‪ :‬المواجية التشريعية واألمنية لمجرائـ الناشئة عف إستخداـ شبكة‬
‫المعمومات الدولية دار النيضة العربية ‪.2007،‬‬

‫‪ .12‬د‪ /‬طارؽ إبراىيـ الدسوقى عطية‪ :‬د األمف المعموماتى (النظاـ القانونى لمحماية المعموماتية)‬
‫‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪.2009 ،‬‬

‫‪ .13‬د‪ /‬عبد الفتاح بيومى حجازى ‪:‬‬

‫‪ ‬الجرائـ المستحدثة فى نطاؽ التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬منشاة المعارؼ ‪،‬الطبعة األولى‪،‬‬


‫‪.2009‬‬

‫‪ ‬الحكومة اإلليكترونية ونظاميا القانونى‪ ،‬المجمد األوؿ‪ ،‬النظاـ القانونى لمحكومة‬


‫االليكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعى ‪.2004،‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪ ‬الدليؿ الجنائى والتزوير فى جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت ‪ ،‬دار الكتب القانونية‬
‫‪.2002‬‬

‫‪ ‬نحو صياغة نظرية عامة فى عمـ الجريمة والمجرـ المعموماتى‪ ، ،‬بدوف دار نشر‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2009 ،‬‬

‫‪ ‬النظاـ القانونى لحماية التجارة اإلليكترونية ‪ ،‬المجمد األوؿ ‪:‬نظاـ التجارة اإلليكترونية‬
‫وحمايتيا مدنياً ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعى ‪.2002 ،‬‬

‫‪ .14‬د‪ /‬عبد الرحمف عبد العزيز السبيعى ‪ :‬حرب المعمومات‪ ،‬مرامر لمطباعة اإلليكترونية‪ ،‬بدوف‬
‫تاريخ‪.‬‬

‫‪ .15‬د‪ /‬عفيفي كامؿ عفيفى ‪ :‬جرائـ الكمبيوتر وحقوؽ المؤلؼ والمصنفات الفنية ‪ ،‬بدوف ناشرأو‬
‫تاريخ‪.‬‬

‫‪ .16‬د‪ /‬عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ‪ :‬اآلثار األمنية إلستخداـ الشباب لئلنترنت‪ ،‬جامعة نايؼ‬
‫العربية لمعموـ االمنية ‪ ،‬الطبعة األولى الرياض‪1425،‬ى‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ .17‬د‪ /‬عمر فاروؽ الحسينى‪ :‬المشكبلت اليامة المتصمة بالحاسب اآللى وأبعادىا الدولية ‪،‬‬
‫دراسة تحميمية ونقدية لنصوص التشريع المصرى مقارناً بالتشريع الفرنسى ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار‬
‫النيضة العربية‪.1995 ،‬‬

‫‪ .18‬د‪ /‬فائزة يونس الباشا‪ :‬الجريمة المنظمة في ظؿ اإلتفاقيات الدولية والقوانيف الوطنية ‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2001 ،‬‬

‫‪ .19‬محمد عبيد الكعبى‪ :‬الجرائـ الناشئة عف اإلستخداـ غير المشروع لشبكة اإلنترنت ‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬بدوف تاريخ‪.‬‬

‫‪ .20‬د‪ /‬محمد عبد ا﵀ أبو بكر سبلمة ‪ :‬موسوعة جرائـ المعموماتية (جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت)‬
‫‪ ،‬منشأة المعارؼ ‪.2006 ،‬‬

‫‪ .21‬د‪ /‬محمد أميف الشوابكة ‪ :‬جرائـ الحاسوب واإلنترنت ( الجريمة المعموماتية) ‪ ،‬دار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف ‪.2007 ،‬‬

‫‪ .22‬د‪ /‬محمد حسيف منصور‪ :‬المسئولية اإلليكترونية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪.2003 ،‬‬

‫‪ .23‬المواء د‪ /‬محمد األميف البشرى‪ :‬التحقيؽ فى الجرائـ المستحدثة ‪ ،‬جامعة نايؼ العربية‬
‫لمعموـ األمنية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1425 ،‬ى ‪.‬‬

‫‪ .24‬المواء د‪ /‬محمد فتحى عيد ‪ :‬اإلنترنت ودوره فى إنتشار المخدرات ‪ ،‬أكاديمية نايؼ العربية‬
‫لمعموـ األمنية ‪ ،‬الرياض ‪1424 ،‬ھ‪.‬‬

‫‪ .25‬د‪ /‬محمد فيمى ‪ :‬الموسوعة الشاممة لمصطمحات الحاسب اآللى اإلليكترونى ‪ ،‬مطابع‬
‫المكتب المصرى الحديث ‪. 1991 ،‬‬

‫‪ .26‬د‪ /‬محمود أحمد عنابة ‪ :‬جرائـ الحاسوب وأبعادىا الدولية ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫عماف ‪.2005 ،‬‬

‫‪ .27‬د‪ /‬مدحت عبد الحميـ رمضاف ‪ :‬الحماية الجنائية لمتجارة اإلليكترونية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪،‬‬
‫دارالنيضة العربية‪ ،‬بدوف تاريخ‪.‬‬

‫‪ .28‬د‪ /‬مصطفى أحمد عبد الجواد حجازى ‪ :‬الحياة الخاصة ومسئولية الصحفى ‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربى ‪.2001 / 2000 ،‬‬

‫‪ .29‬د‪ /‬منصور السعيد ساطور‪ :‬جريمتى القذؼ والسب بحث مقارف فى القانوف الجنائى‬
‫الوضعى والفقو الجنائى اإلسبلمى ‪ ،‬بدوف دار نشر ‪.1980 ،‬‬

‫‪173‬‬
‫‪ .30‬نبيمة ىبة ىرواؿ‪ :‬الجوانب اإلجرائية لجرائـ اإلنترنت فى مرحمة جمع اإلستدالالت‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعى‪ ،‬االسكندرية‪.2007،‬‬

‫‪ .31‬د‪/‬ىدى قشقوش ‪ :‬جرائـ الحاسب اإلليكتروني في التشريع المقارف‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.1992 ،‬‬

‫‪ .32‬د‪/‬ىشاـ محمد فريد رستـ ‪ :‬الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المعموماتية (دراسة مقارنة) ‪ ،‬مكتبة‬
‫اآلالت الحديثة ‪ ،‬أسيوط ‪.1994 ،‬‬

‫‪ .33‬د‪ /‬ىبللى عبد البله أحمد ‪:‬‬

‫‪ ‬إلتزاـ الشاىد باإلعبلـ فى الجريمة المعموماتية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪،‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪ ‬تفتيش نظـ الحاسب اآللى وضمانات المتيـ المعموماتى ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية ‪.2006 ،‬‬

‫‪ .34‬د‪ /‬يحيى مصطفى حممى وآخروف ‪ :‬أساسيات الحاسبات االليكترونية‪ ،‬مكتبة عيف شمس‬
‫‪،‬القاىرة‪.1995،‬‬
‫(ط) اٌشسبئً اٌؼٍّ‪١‬خ‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪ /‬إبراىيـ الغماز‪ :‬الشيادة كدليؿ إثبات فى المواد الجنائية ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كمية الحقوؽ‬
‫‪ ،‬جامعة القاىرة ‪.1980 ،‬‬

‫‪ .2‬د‪ /‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ :‬السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة)‬
‫‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ ،‬جامعة عيف شمس‪.‬‬

‫‪ .3‬سالـ محمد سميماف األوجمى‪ :‬أحكاـ المسئولية الجنائية عف الجرائـ الدولية فى التشريعات‬
‫الوطنية ‪ ،‬دراسة مقارنة (رسالة دكتوراه) كمية الحقوؽ ‪ ،‬جامعة عيف شمس ‪. 1997 ،‬‬

‫‪ .4‬عبد الرحمف محمد بحر‪ :‬معوقات التحقيؽ في جرائـ اإلنترنت ‪ :‬دراسة مسحية عمى ضباط‬
‫الشرطة في دولة البحريف ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬أكاديمية نايؼ العربية لمعموـ األمنية‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪1420( .‬ىػ)‪.‬‬

‫‪ .5‬د‪/‬عمر محمد أبوبكر بف يونس‪ :‬الجرائـ الناشئة عف إستخداـ اإلنترنت ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ ‪ ،‬جامعة عيف شمس ‪. 2004 ،‬‬

‫‪174‬‬
‫( د) اٌجح‪ٛ‬س ‪ٚ‬اٌذساسبد‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪ /‬أبو المعالي محمد عيسى‪ :‬بحث بعنواف‪ :‬الحاجة إلى تحديث آليات التعاوف الدولي في‬
‫مجاؿ مكافحة الجريمة المعموماتية ‪،‬مقدـ إلى المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ‪( :‬المعموماتية‬
‫والقانوف) ‪ ،‬المنعقد في الفترة مف ‪28‬ػ‪ 29‬أكتوبر ‪ ، 2009‬أكاديمية الدراسات العميا ‪،‬‬
‫طرابمس ‪ ،‬ليبيا‪.‬‬

‫‪ .2‬أ‪/‬أولريش سيبر‪ :‬جرائـ الحاسب اآللي والجرائـ األخرى المرتبطة بالتقنيات الحديثة لوسائؿ‬
‫اإلتصاؿ‪ ،‬ترجمة الدكتور سامي الشوا‪ ،‬ورقة عمؿ مقدمة لممؤتمر السادس لمجمعية‬
‫المصرية لمقانوف الجنائي‪ ،28-25 ،‬أكتوبر ‪.1993‬‬

‫‪ .3‬جاف فرانسوا ىنروت‪ :‬أىمية التعاوف الدولى والتجربة البمجيكية فى تبادؿ المعمومات بيف‬
‫عناصر الشرطة والتعاوف القضائى ‪ ،‬بحث مقدـ إلى الندوة اإلقميمية حوؿ الجرائـ المتصمة‬
‫بالكمبيوتر ‪ ،‬ضمف برنامج تعزيز حكـ القانوف فى بعض الدوؿ العربية " مشروع تحديث‬
‫النيابات العامة" ‪ ،‬المممكة المغربية ‪ ،‬فى الفترة مف ‪ 19‬ػ ‪ 20‬يونيو ‪.2007‬‬

‫‪ .4‬أ‪ /‬رحاب عميش‪ :‬الجريمة المعموماتية ‪ ،‬بحث مقدـ إلى المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ‬
‫والقانوف) ‪ ،‬المنعقد في الفترة مف ‪ 28‬ػ ‪ 29‬أكتوبر ‪ ، 2009‬أكاديمية‬ ‫(المعموماتية‬
‫الدراسات العميا ‪ ،‬طرابمس ‪ ،‬ليبيا‪.‬‬

‫‪ .5‬الرائد الدكتور‪/‬عبد ا﵀ حسيف عمي محمود‪ :‬إجراءات جمع األدلة في مجاؿ جريمة سرقة‬
‫المعمومات ‪ ،‬بحث مقدـ إلى المؤتمر العممي األوؿ حوؿ الجوانب القانونية واألمنية‬
‫لمعمميات اإللكترونية ‪ ،‬أكاديمية شرطة دبي ‪ ،‬مركز البحوث والدراسات ‪ 26 ،‬ػ ‪/4/ 28‬‬
‫‪ ، 2003‬دبي ‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة ‪.‬‬

‫عبر شبكة اإلنترنت‬ ‫‪ .6‬الرائد‪/‬عمى حسنى عباس‪ :‬مخاطر بطاقات الدفع اإلليكترونى‬
‫(المشاكؿ والحموؿ) ‪ ،‬ورقة عمؿ مقدمة إلى ندوة (الصور المستحدثة لجرائـ بطاقات الدفع‬
‫اإلليكترونى) مركز بحوث الشرطة بأكاديمية الشرطة ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬بتاريخ ‪.1998/12/14‬‬

‫‪ .7‬عماد عمى الخميؿ‪ :‬التكييؼ القانونى إلساءة إستخداـ أرقاـ البطاقات اإلئتمانية عبر‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬بحث مقدـ إلى مؤتمر القانوف والكمبيوتر واإلنترنت المنعقد بكمية الشريعة‬
‫والقانوف بجامعة اإلمارات العربية المتحدة فى الفترة مف ‪.2000/5/3 : 1‬‬

‫‪ .8‬د‪ /‬محمد المرسى زىرة‪ :‬الدليؿ الكتابى وحجية مخرجات الكمبيوترفى اإلثبات فى المواد‬
‫المدنية والتجارية ‪ ،‬بحث مقدـ لمؤتمر القانوف والكمبيوتر واإلنترنت ‪ ،‬كمية الشريعة والقانوف‬
‫‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬الفترة مف ‪.2000/5/ 3 : 1‬‬

‫‪175‬‬
‫‪ .9‬د‪ /‬محمد عبد الرحمف سمطاف العمماء‪ :‬جرائـ اإلنترنت واإلحتساب عمييا ‪ ،‬بحث مقدـ إلى‬
‫مؤتمر القانوف والكمبيوتر واإلنترنت ‪ ،‬كمية الشريعة والقانوف ‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية‬
‫المتحدة ‪.2000/ 5/ 3 : 1 ،‬‬

‫‪ .10‬د‪/‬محمد أبو العبل عقيدة‪ :‬التحقيؽ وجمع األدلة في مجاؿ الجرائـ اإللكترونية ‪ ،‬بحث مقدـ‬
‫إلى المؤتمر العممي األوؿ حوؿ الجوانب القانونية واألمنية لمعمميات اإللكترونية ‪ ،‬اكادمية‬
‫شرطة دبي ‪ ،‬مركز البحوث والدراسات ‪26 ،‬ػ‪ ، 2003 /4/28‬دبي ‪ ،‬اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪.‬‬

‫‪ .11‬المواء دكتور‪ /‬محمد األميف البشرى‪ :‬بحث بعنواف تأىيؿ المحققيف فى جرائـ الحاسب اآللى‬
‫وشبكات اإلنترنت ‪ ،‬بحث مقدـ فى إطار حمقة عممية عقدت بالقاىرة تحت عنواف‬
‫(اإلنترنت واإلرىاب) فى الفترة مف ‪15‬ػ‪ ، 2008/11/19‬جامعة نايؼ العربية بالتعاوف مع‬
‫جامعة عيف شمس‪.‬‬

‫‪ .12‬د‪ /‬موسى مسعود أرحومة‪:‬‬

‫‪ ‬اإلشكاليات اإلجرائية التي تثيرىا الجريمة المعموماتية عبر الوطنية ‪ ،‬بحث مقدـ إلى‬
‫المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ (المعموماتية والقانوف) ‪ ،‬المنعقد في الفترة مف ‪28‬ػ‪29‬‬
‫أكتوبر‪.2009‬‬

‫‪ ‬السياسة الجنائية في مواجية جرائـ اإلنترنت ‪ ،‬بحث مقدـ إلى مؤتمر التنمية البشرية‬
‫في عا ٍلـ متغير‪ ،‬جامعة الطفيمة (األردف) فى الفترة مف ‪.2007/7/12-10‬‬

‫‪ .13‬د‪ /‬نضاؿ الشاعر‪ :‬حماية األطفاؿ مف سوء إستخداـ اإلنترنت وجرائـ المعموماتية ‪ ،‬مداخمة‬
‫ضمف مؤتمر تشريعات الطفولة والعائمة في لبناف في إطار القواعد الدستورية والحقوقية ‪،‬‬
‫‪.2006/6/25‬‬
‫(ھ) انمجالخ وانصحف‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪ /‬محمد خميفة العمرى‪ :‬واقع إستخداـ اإلنترنت لدى أعضاء ىيئة التدريس وطمبة جامعة‬
‫العموـ والتكنولوجيا األردنية‪ ،‬مجمة إتحاد الجامعات العربية‪،‬العدد ‪،40‬ربيع الثانى ‪1423‬ى‪.‬‬

‫‪ .2‬محمد عبد المطيؼ عبد العاؿ‪ :‬حوؿ مفيوـ الشرؼ واإلعتبار فى جرائـ القذؼ والسب‪،‬‬
‫مجمة األمف والقانوف‪ ،‬العدد الثانى‪ ،‬أكاديمية شرطة دبى باإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬يوليو‬
‫‪2003‬ـ‪.‬‬

‫‪ .3‬جريدة األىراـ‪ ،‬العدد‪ ، 44692‬بتاريخ‪. 2009-4-17‬‬

‫‪176‬‬
:‫ـــخ‬١‫ اٌّشاعــغ األعٕج‬:‫با‬١ٔ‫صب‬
Second: Foreign References :
(a( Books :
1. Eric J. Sinrod، and William P Reilly، “Cyber-Crimes: A practical
approach to the Application of Federal Computer Crimes Laws،16
Santa Clara computer and High Tech L.J 177، (2000)
2. Mohrenschloager (Manfred): Computer crimes and other crimes
against information technology in Germany "R.I.D.P 1993.
3. Orin S. Kerr , Digital evidence and the new criminal procedure, 2005,
available at, http://www.jstor.org/pss/4099310
4. Tom forester, Essential proplems to Hi-Tech Society , First MIT Pres
edition, Cambridge, Massachusetts, 1989
5. Walter Gary Sharp، Redefining National Security in Today’s World
of information technology and Emergent Threats، 9 Doke J Comp and
Int’l (1999)
(b) Research and Studies :
1. Glenn Wahlert, Crime In Cyberspace: Trends In Computer Crime In
Australia, Paper Presented at the conference: Internet Crime, held in
Melbourne, 16-17 February 1998, by the Australian Institute of
Criminology,p4.
2. Dr.Peter Grabosky , Crime And Technology In The Global Village,
Paper Presented at:The Conference: Internet Crime, held in
Melbourne, 16-17 February 1998, by the Australian Institute of
Criminology.
3. Raphael F. Perl , Terrorist Use of the Internet Threat, Issues, and
Options for International Co-operation , Second International Forum
on Information Security, Garmisch-Partenkirchen, 7-10 April 2008.
4. Russell G. Smith , Paying The Price On The Internet, Funds Transfer
Crime In Cyberspace, Paper presented at the conference: Internet
Crime, held in Melbourne, 16-17 February 1998, by the Australian
Institute of Criminology.
:ٓ١ٔ‫ا‬ٛ‫ اٌم‬:‫صبٌضبا‬

177
‫‪ .1‬قانوف العقوبات المصرى رقـ ‪ 58‬لسنة ‪ 1937‬والمعدؿ بموجب القانوف رقـ ‪ 95‬لسنة‬
‫‪ 2003‬والقانوف رقـ ‪ 147‬لسنة ‪.2006‬‬

‫‪ .2‬قانوف العقوبات الميبى الصادر سنة ‪ 1953‬وفقاً ألحدث تعديبلتو‪.‬‬

‫‪ .3‬القانوف رقـ ‪ 52‬لسنة ‪1974‬ـ فى ليبيا بشأف إقامة حد القذؼ‪.‬‬

‫‪ .4‬القانوف رقـ "‪ 20‬لسنة‪1991‬ـ" بشأف تعزيز الحرية فى ليبيا‪.‬‬

‫‪ .5‬قانوف الطفؿ فى مصر المعدؿ بالقانوف رقـ ‪ 126‬لسنة ‪.2008‬‬

‫‪ .6‬قانوف التوقيع اإلليكترونى رقـ ‪ 15‬لسنة ‪ 2004‬فى مصر‬

‫‪ .7‬القانوف رقـ ‪ 82‬لسنة ‪ 2002‬بشأف حقوؽ الممكية الفكرية فى مصر‪.‬‬

‫‪ .8‬القانوف رقـ ‪ 80‬لسنة ‪ 2002‬والمعدؿ بالقانوف رقـ ‪ 78‬لسنة ‪ .2003‬بشأف غسيؿ األمواؿ‬
‫فى مصر‪.‬‬

‫‪ .9‬القانوف رقـ (‪ )2‬لسنة‪1373‬و‪.‬ر‪2005‬ـ بشأف مكافحة غسيؿ األمواؿ فى ليبيا‪.‬‬

‫‪ .10‬قانوف تنظيـ الصحافة رقـ ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬فى مصر‪.‬‬

‫‪ .11‬دستور جميورية مصر العربية ‪.1971‬‬

‫‪ .12‬نظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية السعودى الصادر بقرار مجمس الوزراء رقـ (‪ )79‬بتاريخ‬
‫‪1428/3/7‬ىػ ‪.‬‬

‫ساثؼــبا‪ :‬شجىـخ اإلٔـزشٔذ‪:‬‬


‫(‪ )1‬اٌجح‪ٛ‬س ‪ٚ‬اٌّمبلد إٌّش‪ٛ‬سح ػٍ‪ ٝ‬شجىخ اإلٔزشٔذ‪:‬‬
‫( أ ) ثبٌٍغـخ اٌؼشث‪١‬ـخ‪:‬‬
‫‪ .1‬إنعاـ محسف غدير ‪ ،‬سارة مشير عبد اليادي‪ :‬مقاؿ بعنواف ‪ ،‬غسيؿ األمواؿ ‪ ..‬مراحمو ‪،‬‬
‫طرقو واآلثار الناجمة عنو ‪ ،‬بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.free-pens.org/index.php?show=news&action=article&id‬‬
‫‪=141‬‬
‫‪ .2‬د‪ /‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ /‬بحث بعنواف جيود السمطنة فى مواجية جرائـ اإلنترنت ‪،‬‬
‫البحث منشور بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=2‬‬

‫‪178‬‬
‫‪ .3‬د‪ /‬حسيف بف سعيد الغافري ‪ :‬مقاؿ بعنواف اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت ‪ ،‬بالموقع‬
‫‪http://www.omanlegal.net/vb/showthread.php?t=441‬‬ ‫اإلليكترونى‪:‬‬

‫‪ .4‬د‪ /‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ :‬بحث بعنواف الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ‪،‬‬
‫بالموقع اإلليكترونى ‪:‬‬
‫‪http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=4‬‬
‫‪ .5‬د‪ /‬حسيف بف سعيد الغافرى ‪ :‬بحث بعنواف التحقيؽ وجمع األدلة فى الجرائـ المتعمقة بشبكة‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬البحث منشور بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=33‬‬
‫‪ .6‬د‪ /‬خالد ممدوح إبراىيـ ‪ :‬حجية البريد اإلليكتروني في اإلثبات‪،‬بحث منشور بالموقع‬
‫اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.tashreaat.com/view_studies2.asp?id=658&std_id=9‬‬
‫‪ .7‬د‪ /‬صالح أحمد البربري ‪ :‬بحث بعنواف ‪ ،‬دور الشرطة في مكافحة جرائـ اإلنترنت في إطار‬
‫اإلتفاقية األوروبية ‪ ،‬منشور بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://lawjo.net/vb/showthread.php?p=6024‬‬
‫‪ .8‬د‪ /‬صبرى الحاج المبارؾ ‪ :‬مقاؿ بعنواف المعمومات ودورىا فى التنمية ‪ ،‬بالموقع‬
‫‪http://informatics.gov.sa/details.php?id=295‬‬ ‫اإلليكترونى‪:‬‬

‫‪ .9‬د ‪/‬عبد ا﵀ بف عبد العزيز الموسى ‪ :‬مقاؿ بعنواف إستخداـ خدمات االنترنت بفاعمية فى‬
‫التعميـ‪ ،‬منشور بالموقع اإلليكتروني‪:‬‬
‫‪www.riyadhedu.gov.sa/alan/fntok/12.htm‬‬
‫‪ .10‬عبد المنعـ حبلؽ ‪ :‬جريدة الفداء السورية ‪ ،‬مقاؿ بعنواف النظاـ العاـ واآلداب العامة ‪،‬‬
‫بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://fedaa.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=4895092892009‬‬
‫‪120618223‬‬
‫‪ .11‬عثماف سعيد المحيشي ‪ :‬ورقة عمؿ مقدمو إلى المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية‪ ،‬المؤتمر‬
‫الدولي األوؿ لقانوف اإلنترنت‪ 25-21‬اغسطس‪ ، 2005‬بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.minshawi.com/other/muhashy.htm‬‬
‫‪ .12‬عماد ميدى ‪ :‬بحث إجتماعى بعنواف توظيؼ التقنية الحديثة لمعالجة ومكافحة الجرائـ‬
‫‪http://emad-7272.maktoobblog.com‬‬ ‫األخبلقية ‪ ،‬بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬

‫‪179‬‬
‫‪ .13‬فادي سالـ ‪ :‬مقاؿ بعنواف موقعؾ في ويب‪ ..‬في ميب االختراؽ ‪ ،‬صحيفة الحوار المتمدف‬
‫اإلليكترونية ‪ ،‬العدد رقـ‪ 15 :‬بتاريخ ‪ ، 2001/ 12/23‬بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=550‬‬
‫‪ .14‬د‪ /‬فؤاد جماؿ‪ :‬جرائـ الحاسبات واإلنترنت ‪،‬بحث منشور بالموقع‪:‬‬
‫‪http://www.tashreaat.com/view_studies2.asp?id=592&std_id=90‬‬
‫‪ .15‬د‪ /‬قاسـ النعيمى ‪ :‬التجارة اإلليكترونية بيف الواقع والحقيقة ‪ ،‬بحث منشور بالموقع‬
‫‪jps-dir.com/Forum/uploads/1364/qaseem.doc‬‬ ‫اإلليكترونى‪:‬‬

‫‪ .16‬لياؿ كيواف‪ :‬تحقيؽ بعنواف االستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ عبر االنترنت أو "بورنو األطفاؿ"‪،‬‬
‫جريدة النيار المبنانية ‪ ،‬بتاريخ ‪ ، 2009/ 5/ 17‬بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.annahar.com.‬‬
‫‪ .17‬د‪ /‬محمد ياسر أبو الفتوح ‪ :‬مقاؿ بعنواف خصائص وتصنيفات الجريمة المعموماتية ‪،‬‬
‫بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.shaimaaatalla.com/vb/showthread.php?t=3951‬‬
‫‪ .18‬د‪ /‬محمد عبد ا﵀ المنشاوى ‪ :‬بحث بعنواف جرائـ االنترنت مف منظور شرعي وقانوني ‪،‬‬
‫بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.minshawi.com/old/internetcrim-in%20the%20law.htm‬‬
‫‪ .19‬محمد محمد صالح األلفى ‪ :‬بحث بعنواف بعض أنماط الجرائـ األخبلقية عبر اإلنترنت فى‬
‫المجتمع العربى بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=119‬‬
‫‪ .20‬د‪ /‬محمد إبراىيـ محمود الشافعى ‪ :‬مقاؿ بعنواف النقود اإللكترونية( ماىيتيا‪ ،‬مخاطرىا‬
‫وتنظيميا القانوني) بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.manqol.com/topic/?t=7651‬‬
‫‪ .21‬د‪ /‬مشعؿ بف عبد ا﵀ القدىى ‪ :‬مقاؿ بعنواف المواقع اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت ‪،‬‬
‫‪http:// www.minshawi.com/gadhi.htm‬‬ ‫بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬

‫‪ .22‬د‪ /‬معتز محيي عبد الحميد ‪ :‬مقاؿ بعنواف اإلستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ ‪ ،‬بالموقع الخاص‬
‫بجريدة الصباح العراقية‪:‬‬
‫&‪http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage‬‬
‫‪sid=17059‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ .23‬وجدي عبد الفتاح سواحؿ ‪ :‬مقاؿ بعنواف فيروسات الكمبيوتر الكابوس الدائـ‪ ،‬منشور عمى‬
‫بالموقع اإلليكتروني‪:‬‬

‫‪www.islamonline.net/serviet/satellite?c=articleA.‬‬

‫‪ .24‬القاضى وليد عالكوـ ‪ :‬بحث بعنواف التحقيؽ فى جرائـ الحاسوب ‪ ،‬البحث منشور بالموقع‬
‫‪http://www.4shared.com/file/WLlIhQTH/__html‬‬ ‫اإلليكترونى‪:‬‬

‫‪ .25‬المحامى‪ /‬يونس عرب ‪ :‬بحث بعنواف جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت المعنى والخصائص‬
‫والصور واستراتيجية المواجية القانونية‪ ،‬بحث منشور عمى االنترنت‪ ،‬بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://doc.abhatoo.net.ma/spip.php?article1200‬‬
‫‪ .26‬المحامى‪ /‬يونس عرب ‪ :‬مقاؿ بعنواف ‪ ،‬جرائـ غسيؿ األمواؿ دراسة في ماىية ومخاطر‬
‫جرائـ غسيؿ األمواؿ‪ ،‬واإلتجاىات الدولية لمكافحتيا ‪ ،‬بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪www.foca.net/AR/Money_Laundry_Crimes.doc‬‬
‫‪ .27‬مقاؿ بعنواف السعودية تطبؽ أوؿ حكـ قضائي فى جرائـ اإلنترنت‪:‬‬
‫‪http://islamtoday.net/bohooth/artshow-50-105674.htm‬‬
‫‪ .28‬تحقيؽ بعنواف مواجية حاسمة مف الشرطة لجرائـ بطاقات االئتماف اإللكترونية ‪ ،‬جريدة‬
‫األىراـ ‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2002/5/18‬السنة ‪ ، 126‬العدد ‪ ، 42166‬بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.ahram.org.eg/Archive/2002/5/18/ECON5.HTM‬‬
‫‪ .29‬مقاؿ بعنواف جرائـ اإلنترنت التي تستيدؼ القاصريف ‪ ،‬بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.jeunessearabe.info/article.php3?id_article=580‬‬
‫‪ .30‬مقاؿ بعنواف جريمة إتبلؼ وتدمير المعطيات والبيانات بواسطة اإلنترنت ‪ ،‬بالموقع‬
‫‪.www.arblaws.com‬‬ ‫اإلليكتروني‪:‬‬

‫‪ .31‬مقاؿ بعنواف غسيؿ األمواؿ تعريفيا وخصائصيا ‪ ،‬بالموقع االليكترونى‪:‬‬


‫‪http://www.titanic-arwad.com/vb/showthread.php?t=13866‬‬
‫‪ .32‬مقاؿ بعنواف ‪ ،‬تشفير البيانات فى إنترنت ‪ ،‬بالموقع اإلليكترونى‪:‬‬
‫‪http://www.arabteam2000-forum.com/index.php?showtopic=5441‬‬
‫(ة) ثبٌٍغخ اإلٔغٍ‪١‬ز‪٠‬خ‪:‬‬
‫‪(b) Articles in English:‬‬
‫‪1.‬‬ ‫‪An article entitled : Abrief history of the internet. available at:‬‬
‫‪http://www.walthowe.com/navnet/history.html‬‬

‫‪181‬‬
2. Daniel Larkin: an article entitled, fight cybercrime. available at:
http://www.america.gov/st/democracy-
arabic/2008/May/20081117124 454 snmassabla0. 2601086.htm.
3. Daniel A Morris , an article entitled, tracking a Computer Hacker ،
USA Bulletin ، available at http://www.justice.gov/
criminal/cybercrime/ usamay2001_2.htm
4. Jason Bennetto : an article entitled, Police launch a cyber squad to
combat growth of Internet crime. available at:
http://www.independent. co .uk/news/business/analysis-and-
features/ police-launch-a-cyber-squad-to-combat-growth-of-internet-
crime-743235.html.
5. Dr. Phil Williams : An article entitled , Organized crime And
crimes of the Internet. available
at:http://usinfo.state.gov/journals/itgic/ 0801/ijga/comntry3.htm
:ٜ‫الغ اإلٔزشٔذ األخش‬ِٛ )2(
1. www.goa.gov
2. www.oecd.org
3. http://www.moj.gov.om/ ‫موقع و ازرة العدؿ بسمطنة عماف‬
4. http://reda79.jeeran.com/laweg/archive/2008/5/571259.html
5. http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=204052
6. http://www.al-jazirah.com.sa/digimag/20062004/wr25.htm
7. http://www.arab-elaw.com/show_similar.aspx?id=93
8. http://arabhardware.net/forum/archive/index.php/t-42072.html
9. http://www.prameg.com/vb/t66778.html
10. http://download.paramegsoft.com/news-52
11. http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=273160
12. ttp://www.nasbcom.net/vb/showthread.php?t=7208h
13. http://lattakia.org/ShowArticle.aspx?ID=212&AspxAutoDetectCook
ieSupport=1
14. http://forums.mixolgy.net/t126490.html
15. www.albayan.co.ae/albayan/mnw/15.htm
www.gulfpark.com/showarticale.php?cat=news&article-id=252
16. http://www.al-jazirah.com.sa/digimag/20062004/wr25.htm

182
17. www.khayma.com/tanweer/textes/hacar.htm
18. http://www.fursansouria.org/acg/domain_name_definition.html
‫البوابة العربية لمكمبيوترعمى اإلنترنت‬

19. http://www.europol.europa.eu ‫موقع الشرطة األوروبية عمى اإلنترنت‬


20. http://www.moiegypt.gov.eg/Arabic/Departments+Sites/Media+and
+public+Relation/Conferences/mo07042009.htm
21. Tunis Agenda For The Information Society available at :http://www
.itu.int/wsis/docs2/tunis/off/6rev1.html ‫أجندة تونس‬
22. http://www.f-law.net/law/showthread.php?10802
23. http://www.f-law.net/law/showthread.php?10801
24. http://www.egypty.com/accidents-details.aspx?accidents=3030
25. http://citizen-service.moiegypt.gov.eg/crimes_web/main.htm
‫موقع و ازرة الداخمية المصرية‬

26. www.fbi.gov ‫موقع مكتب التحقيقات الفيدرالى عمى اإلنترنت‬

27. http://www.interpol.int ‫موقع اإلنتربوؿ عمى اإلنترنت‬


28. http://www.delsyr.ec.europa.eu/ab/europe_in_12_lessons/10.html
29. www.interpol.int/Public/ICPO/LegalMaterials/FactSheets/FS11ar.
pdf ‫نشرج اإلنررتىل اإلػالميح‬
30. http://www.cybersecuritycooperation.org/moredocuments/Internatio
nal%20Agreements/55-63%20French.pdf
2000 ‫ ديسمبر‬4 ‫ لمجمعية العامة لؤلمـ المتحدة الذى تـ تبنيو بتاريخ‬55/63 ‫القرار رقـ‬
31. http://shkoon.coolfreepage.com/amn/pages/amn-jra.htm
32. http://www.m3rof.com/vb/t29170.html
33. www.moheet.com/ show_files.aspx?fid=44439
34. http://www.bcblebanon.com/arabic/court_cases/internet_banks_frau
d.htm#_Toc100725665
35. http://www.itep.ae/arabic/EducationalCenter/Articles/Encryption_01
.asp

183
‫انفهــرس‬
‫رلم‬
‫انمــىضـــــىع‬
‫انصفحح‬
‫‪4‬‬ ‫المقدمة‬
‫………………………………………………………………………‪..‬‬
‫‪8‬‬ ‫اٌّجحــش اٌزّ‪١ٙ‬ذ‪ٜ‬‬
‫اٌّذٌ‪ٛ‬ي اٌؼبَ ٌشجىخ اإلٔزشٔذ ‪ٚ‬اٌغشائُ اٌّزشرجخ ػٍ‪ٙ١‬ب‬
‫تمييد ……………………………………………………………………… ‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬التعريؼ بشبكة اإلنترنت وبياف خصائصيا ………………‪..‬‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬التعريؼ بشبكة اإلنترنت …………………………‪..‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثانى ‪ :‬خصائص شبكة اإلنترنت…………………………‪..‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬إستخدامات شبكة اإلنترنت…………………………‬
‫‪18‬‬ ‫المطمب الثانى ‪ :‬التعريؼ بجرائـ اإلنترنت وبياف خصائصيا وسمات مرتكبييا‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعريؼ جرائـ اإلنترنت ……………………………‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثانى ‪ :‬خصائص جرائـ اإلنترنت …………………………‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬مجرـ اإلنترنت …………………………………‪..‬‬
‫‪23‬‬ ‫أوال ‪ :‬سمات مجرـ اإلنترنت……………………………‪..‬‬
‫‪24‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تصنيفات مجرمى اإلنترنت ………………………‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬دوافع إرتكاب جرائـ اإلنترنت ……………………‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫رابعاً ‪ :‬أىداؼ مجرـ اإلنترنت …………………………‪..‬‬
‫اٌفظـً األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌغشائــُ اٌّشرىجــخ ث‪ٛ‬اسطــخ اإلٔزشٔذ‬
‫‪30‬‬ ‫تمييدوتقسيـ………………………………………………………‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الجرائـ التقميدية المرتكبة بواسطة اإلنترنت ……………………‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬جرائـ القذؼ والسب ……………………………………‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬جريمة القذؼ…………………………………‪.….‬‬
‫‪33‬‬ ‫أوالً ‪:‬الركف المادى لجريمة القذؼ ………………………‪..‬‬
‫‪38‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬الركف المعنوى لجريمة القذؼ‪( :‬القصد الجنائى) ……‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثانى ‪ :‬جريمة السب ……………………………………‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬جرائـ القذؼ والسب عبر اإلنترنت ………………‪..‬‬

‫‪184‬‬
‫رلم‬
‫انمــىضـــــىع‬
‫انصفحح‬
‫‪46‬‬ ‫المطمب الثانى ‪ :‬جريمة اإلعتداء عمى حرمة الحياه الخاصة ………………‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬جرائـ اإلعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة فى قانوف‬
‫‪47‬‬ ‫العقوبات……………‪.‬‬
‫الفرع الثانى ‪ :‬صور اإلعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة فى قانوف العقوبات‬
‫‪49‬‬ ‫…………………………‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫أوالً ‪ :‬انتياؾ حرمة المحادثات الشخصية …………………‬
‫‪50‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬إلتقاط أو نقؿ الصورة ……………………………‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫ثالثا ًً ‪ :‬إذاعة أو إستعماؿ التسجيؿ أو المستند ………………‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬اإلعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة عبر اإلنترنت …‪..‬‬
‫‪56‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬الجرائـ المخمة باآلداب العامة ……………………‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬جرائـ اإلخبلؿ باآلداب العامة فى قانوف العقوبات …‪...‬‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثانى ‪ :‬الجرائـ المخمة باآلداب العامة عبر اإلنترنت ………‪..‬‬
‫المبحث الثانى ‪ :‬الجرائـ المستحدثة المرتكبة بواسطة اإلنترنت …………………… ‪69‬‬
‫‪70‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية …………………‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعريؼ التجارة اإلليكترونية ………………………‪..‬‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثانى ‪ :‬صور اإلعتداء عمى التجارة اإلليكترونية …………‪..‬‬
‫‪84‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬جرائـ التجارة اإلليكترونية فى المنظور التشريعى …‪..‬‬
‫‪87‬‬ ‫المطمب الثانى ‪ :‬جرائـ اإلتبلؼ المعموماتى ………………………………‬
‫‪88‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬جريمة اإلتبلؼ فى قانوف العقوبات …………………‬
‫‪89‬‬ ‫الفرع الثانى‪ :‬المقصود بإتبلؼ معمومات وبرامج الحاسب اآللى ……‬
‫‪96‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬جرائـ غسيؿ األمواؿ عبر االنترنت …………………‪..‬‬
‫‪96‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬التعريؼ بجريمة غسيؿ األمواؿ ……………………‬
‫‪99‬‬ ‫أوال ‪ :‬الركف المادي ……………………………………‬
‫‪99‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬الركف المعنوى …………………………………‪..‬‬
‫‪100‬‬ ‫الفرع الثانى ‪ :‬أساليب غسيؿ األمواؿ عبر شبكة اإلنترنت ………‪...‬‬

‫‪103‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬الموقؼ التشريعى مف جرائـ غسيؿ األمواؿ عبر اإلنترنت…………‬

‫‪185‬‬
‫رلم‬
‫انمــىضـــــىع‬
‫انصفحح‬

‫اٌفظً اٌضبٔــــ‪ٝ‬‬
‫ِىبفحــــخ عشائـــُ اإلٔزشٔذ‬
‫‪105‬‬ ‫تمييد وتقسيـ ……………………………………………………‪.‬‬
‫‪106‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مكافحة جرائـ اإلنترنت عمى المستوى الوطنى ………………‬
‫‪107‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬سبؿ الحماية الفنية فى مواجية جرائـ اإلنترنت ……………‬
‫‪107‬‬ ‫أوالً ‪ :‬إستخداـ كممة السر(كممة المرور) …………………‪..‬‬
‫‪108‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬تشفير البيانات ……………………………………‬
‫‪109‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬إستخداـ التوقيع اإلليكترونى ………………………‪.‬‬
‫‪110‬‬ ‫رابعاً ‪ :‬تنقية البيانات ……………………………………‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫خامساً ‪ :‬برامج الحماية …………………………………‪.‬‬
‫‪114‬‬ ‫المطمب الثانى ‪ :‬التصدى الشرطى لجرائـ اإلنترنت ………………………‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫المبحث الثانى ‪ :‬مكافحة جرائـ اإلنترنت عمى المستوى الدولى ………………‬
‫‪141‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬التعاوف الشرطى والقضائى عمى المستوى الدولى …………‬
‫‪141‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬التعاوف الشرطى عمى المستوى الدولى ……………‪.‬‬
‫‪146‬‬ ‫الفرع الثانى ‪ :‬التعاوف القضائى عمى المستوى الدولى………………‬
‫‪154‬‬ ‫المطمب الثانى ‪ :‬اإلتفاقيات والمؤتمرات الدولية …………………………‪..‬‬
‫‪154‬‬ ‫أوالً ‪ :‬إتفاقية بودابست لمكافحة جرائـ الحاسب اآللى ………‪.‬‬
‫‪157‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬إتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية ……………‪...‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬قرار الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة لمكافحة إستغبلؿ تكنولوجيا المعمومات‬
‫‪157‬‬ ‫ألىداؼ إجرامية‪................................‬‬
‫رابعاً ‪ :‬مقررات وتوصيات المؤتمر الخامس عشر لمجمعية الدولية لقانوف العقوبات‬
‫‪158‬‬ ‫بشأف جرائـ الكمبيوتر ‪......................................‬‬

‫خامساً‪ :‬القرار الصادر عف مؤتمر األمـ المتحدة الثامف لمنع الجريمة ومعاممة‬
‫‪159‬‬ ‫السجناء ‪ -‬ىافانا ‪ - 1990‬بشأف الجرائـ ذات الصمة بالكمبيوتر ……………‪.‬‬

‫‪161‬‬ ‫سادساً ‪ :‬أجندة تونس ……………………………………‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫رلم‬
‫انمــىضـــــىع‬
‫انصفحح‬
‫سابعاً ‪ :‬المؤتمر الدولي األوؿ لحقوؽ اإلنساف الخاص بأثر التقدـ التكنولوجي عمى‬
‫‪162‬‬ ‫حقوؽ اإلنساف (مؤتمر طيراف ‪.………………… )1968‬‬

‫‪162‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬معوقات التعاوف الدولى …………………………………‬


‫‪162‬‬ ‫أوالً ‪ :‬اإلختصاص ………………………………………‬
‫‪166‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬إختبلؼ صور النشاط اإلجرامى ما بيف دولة وأخرى ‪..‬‬
‫‪166‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬عدـ وجود تنسيؽ فيما يتعمؽ باإلجراءات الجنائية المتبعة ……………‪.‬‬

‫‪166‬‬ ‫رابعاً ‪:‬عدـ وجود معاىدات ثنائية أو جماعية بيف الدوؿ ……‪.‬‬
‫‪167‬‬ ‫الخاتم ػػة ………………………………………………‪.‬‬
‫‪170‬‬ ‫قائمػة المراجع …………………………………………………‪.‬‬
‫‪184‬‬ ‫الفي ػػرس ………………………………………………………‪.‬‬

‫‪187‬‬

You might also like