Professional Documents
Culture Documents
عشائـُ اإلٔـزشٔذ
دراسة مقارنة
1
اف َما لَ ْـ َي ْعمَ ْـ نس
ْ َ َ ِ
اإل َعمَّ َـ
2
اإلىداء
3
اٌّمذِـــخ :
الحمد ﵀ الذى نحمده ونستعينو ونستغفره ونتوب إليو مف كؿ الذنوب ونعوذ با﵀ مف
شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،مف ييد ا﵀ فبل مضؿ لو ومف يضمؿ فبل ىادى لو ونشيد أف ال
إلو إال ا﵀ وحده ال شريؾ لو ونشيد أف محمد عبده ورسولو.
وجرائـ اإلنترنت ترتبط لزوماً بوجود حاسب آلى متصؿ بشبكة المعمومات الدولية ولذلؾ
قد تسمى ىذه الجريمة أيضاً بإسـ الجريمة المعموماتية ،وبالعودة لمحديث عف الشبكة الدولية
لممعمومات (اإلنترنت) فقد فاقت ىذه الشبكة جميع وسائؿ اإلعبلـ األخرى مف حيث السرعة فى
تقديـ المعمومات وتحصيميا ،وكذلؾ مف حيث التنصؿ مف الرقابة المفروضة مف قبؿ السمطات
فالدولة واف كانت تستطيع فرض رقابتيا بؿ ووصايتيا أحياناً عمى صحافتيا واعبلميا ووضع
الخطوط الحمراء الممنوع تجاوزىا ،فإف اإلنترنت لو رأى آخر فى ىذا الصدد حيث أف المعمومات
تنتقؿ مف خبلؿ ىذه الشبكة مف مكاف آلخر ومف دولة ألخرى أو لدوؿ أخرى كثيرة فى لحظات
دوف حراس أو قيود أو (رقابة).
فاإلنترنت ينقؿ لؾ المعمومات ويوصميا إليؾ فى عقر دارؾ دوف أف تكمؼ نفسؾ عناء
واف كانت ىذه ميزة فيى قد تحمؿ فى طياتيا الخطر ،فالجانب اآلخر مف اإلنترنت يحوى عديد
األضرار مع اإلشارة إلى أف إستخدامنا لو ىو الذى يحدد ما إذا كاف مفيداً أو ضا اًر.
وبشكؿ أكثر تبسيطاً فإف جرائـ اإلنترنت ىى نتاج إستخداـ سمبى ليذه التقنية ،فالجرـ
ليس فى التقنية بحد ذاتيا ولكف الجرـ والخمؿ فيمف يقوـ بتوظيفيا ليذا الغرض.
4
القائمة لتعديؿ بعض نصوصيا ،إضافةً لضرورة صياغة نصوص عقابية خاصة بيذه الجريمة
التى تعد نوعية جديدة عمى بساط القانوف ولـ يتناوليا القانوف الجنائى التقميدى ،فمثبلً يفتقر
قانوف العقوبات لنص يجرـ القذؼ والسب عف طريؽ اإلنترنت أو يجرـ سرقة المعمومات المخزنة
إليكترونياً.
وكذلؾ تتحدى جرائـ اإلنترنت األجيزة األمنية والقضائية بثغرات ليست باليينة ،فيمكف
مثبلً القياـ بعممية إحتياؿ تتـ بيف دولتيف (ألمانيا ػ أسبانيا) بينما المرتكب أو المنفذ ليذه العممية
يوجد فى دولو ثالثة (إيطاليا مثبلً) وىذا األمر يثير مشاكؿ قانونية فيما يتعمؽ باإلختصاص
القضائى واإلثبات ،ومازالت األجيزة القضائية وأساتذة القانوف فى العالـ دوف إستثناء عاجزيف
عف الخروج بتصور واضح عف الجريمة وتفرعاتيا الكثيرة المختمفة واف كانت األنظمة القانونية
المختمفة تحاوؿ إيجاد وتأسيس أرضية قانونية واضحة حوؿ ىذه الجرائـ.
طؼٛثخ اٌجحش:
تكمف صعوبة ىذا البحث فى ضرورة اإللماـ بكؿ ما يتعمؽ بشبكة اإلنترنت ،وكيفية
عمميا ومعرفة المقصود بمواقع اإلنترنت وفيـ المصطمحات المغوية واليندسية المحيطة بيا
وكيفية تصور إرتكاب جرائـ مف خبلليا وقياس ىذه الجرائـ عمى الجرائـ العادية إلمكانية التعامؿ
معيا قانوناً.
خطخ اٌجحش:
تأتى دراستنا لمموضوع فى فصميف يسبقيما مبحث تمييدى نتعرؼ فيو عمى ماىية شبكة
اإلنترنت وماىى خصائصيا ومميزاتيا ،وكذلؾ التعريؼ بماىية وكيفية إرتكاب جرائـ اإلنترنت
وبياف خصائصيا وسمات مرتكبييا.
أما الفصؿ األوؿ فسوؼ نخصصو لتفصيؿ وبياف بعضاً مف جرائـ اإلنترنت وقسمنا
الدراسة فيو إلى مبحثيف سنتناوؿ فى أحدىما الجرائـ التقميدية التى ترتكب عمى الشبكة ،وفى
المبحث الثانى سنتناوؿ الجرائـ المستحدثة التى أفرزىا اإللماـ العالى مف قبؿ مرتكبييا بيذه
التقنية.
أما الفصؿ الثانى فسنتناوؿ فيو الجيود المبذولة لمكافحة جرائـ اإلنترنت سواء كانت ىذه
الجيود جيوداً وطنية عمى المستوى الداخمى لكؿ دولة ،أو جيوداً عمى المستوى الدولى تتطمب
تكاتؼ أكثر مف دولة لمقضاء عمى مثؿ ىذا النوع مف الجرائـ.
5
وسيكون مخطط الدراسة عمى النحو التالى:
اٌّجحـــش اٌزّ١ٙــذٜ
اٌّذٌٛي اٌؼبَ ٌشجىخ اإلٔزشٔذ ٚاٌغشائُ اٌّزشرجخ ػٍٙ١ب
المطمب األول :التعريؼ بشبكة اإلنترنت وبياف خصائصيا.
اٌفظــً األٚي
اٌغشائـــُ اٌّشرىجــخ ثٛاسطـــخ اإلٔـزشٔذ
المبحث األول :الجرائـ التقميدية المرتكبة بواسطة اإلنترنت.
اٌفظً اٌضبٔٝ
ِىبفحـــخ عشائــــُ اإلٔــزشٔذ
المبحث األول :مكافحة جرائـ اإلنترنت عمى المستوى الوطنى.
6
المطمب األول :سبؿ الحماية الفنية فى مواجية جرائـ اإلنترنت.
7
اٌّجحش اٌزّ١ٙذٜ
اٌّذٌٛي اٌؼبَ ٌشجىخ اإلٔزشٔذ ٚاٌغشائُ اٌّزشرجخ ػٍٙ١ب
رّ١ٙـــــذ :
تعتبر شبكة اإلنترنت أضخـ شبكة كمبيوتر عمى مستوى العالـ ،تندمج فييا كبلً مف
تكنولوجيا الحاسب اآللى مع تكنولوجيا اإلتصاالت ،األمر الذى جعميا مف األىمية بحيث ال
يمكف اإلستغناء عنيا فى كثير مف المجاالت سواء كانت تجارية أو عممية بحثية أو خدمية أو
مصرفية.
ولكف ىذا التطور التكنولوجى اليائؿ ال يمكف أف ننظر اليو مف جانب إيجابى فقط حيث
أف إزدياد العمؿ بو أدى إلى إفراز جانب سمبى ال يمكف إغفالو أو غض الطرؼ عنو.
ولذلؾ فإننا فى ىذا المبحث سوؼ نقوـ بتعريؼ شبكة اإلنترنت وابراز خصائصيا
واستخداماتيا فى مطمب أوؿ.
ثـ فى المطمب الثانى سوؼ نعرؼ جرائـ اإلنترنت ونبيف خصائصيا باإلضافة لبياف
سمات مرتكبى ىذا النوع مف الجرائـ.
8
اٌّطٍـــت األٚي
اٌزؼش٠ف ثشجىخ اإلٔزشٔذ ٚث١بْ خظبئظٙب ٚإسزخذاِبرٙب
فى ىذا المطمب سوؼ نقوـ بتعريؼ شبكة اإلنترنت باإلضافة إلى تبياف أىـ خصائصيا
واستخداماتيا وذلؾ عمى النحو التالى:
اٌفـــشع األٚي
اٌزؼش٠ـــف ثشجىـــخ اإلٔـــزشٔذ
يمكف تعريؼ شبكة اإلنترنت ػ وفقاً لما نعتقده صحيحاً ػ بأنيا الشبكة الدولية العمبلقة
التى يندرج تحت لوائيا عدد ال محدود مف الشبكات وأجيزة الحاسب اآللى ،بما تحويو مف
معمومات والمرتبطة ببعضيا البعض بعدة وسائؿ قد تكوف سمكية كالخطوط الياتفية ،أو السمكية
كاألقمار اإلصطناعية لذلؾ يطمؽ عمييا أيضاً إسـ (شبكة الشبكات) عمى إعتبار أنيا الشبكة
األـ التى تحوى باقى الشبكات.ومصطمح اإلنترنت ىو إختصار لممسمى اإلنجميزى
)International Communication Network):
وكذلؾ تعرؼ بأنيا شبكة فضائية تنتقؿ مف خبلليا المعمومات بطريقة رقمية بيف
مجموعة مف الحاسبات اآللية).(1
ومف تعريفاتيا أيضاً أنيا شبكة عالمية دولية ووسيمة مف وسائؿ اإلتصاؿ والتواصؿ بيف
الشبكات تجمع بيف مجموعة مف أجيزة الحاسب اآللى المرتبطة ببعضيا البعض ،إما عف طريؽ
خطوط التميفوف ،أو عف طريؽ األقمار الصناعية وتعمؿ وفقا لبروتوكوؿ وحيد ( )Tcp/ipحيث
تقدـ لئلنسانية جممة مف الخدمات كالبريد اإلليكترونى وتبادؿ المعمومات(.)2
وكذلؾ يمكف أف تعرؼ شبكة اإلنترنت بإعتبار جانب المعموماتية فييا بأنيا (دائرة
معارؼ عمبلقة يمكف لمناس مف خبلليا الحصوؿ عمى المعمومات حوؿ أى موضوع فى شكؿ
نص مكتوب أو رسوـ أو صور أو خرائط أو التراسؿ عف طريؽ البريد اإلليكترونى)(.)3
ولشبكة اإلنترنت عدة مسميات أو مرادفات فقد تسمى الشبكة العنكبوتية أو الشبكة
العالمية أو شبكة الويب وكميا مسميات تصب فى نفس المعنى او المقصود.
) (1د.ماجد راغب الحمو ،العقود االدارية ،دار الجامعة الجديدة ،2007،ص.107
( ) 2نبيمة ىبة ىرواؿ ،الجوانب اإلجرائية لجرائـ اإلنترنت فى مرحمة جمع اإلستدالالت ،دراسة مقارنة ،دار
الفكر الجامعى ، 2007،ص.7-6
( ) 3د .محمد خميفة العمرى ،واقع إستخداـ اإلنترنت لدى أعضاء ىيئة التدريس وطمبة جامعة العموـ
والتكنولوجيا األردنية ،مجمة إتحاد الجامعات العربية ،العدد ، 40ربيع الثانى 1423ى ،ص.39
9
وقد ظير أوؿ تصور نظرى مكتوب لفكرة إتصاؿ الحاسبات عف طريؽ شبكة
إتصاؿ فى أغسطس مف العاـ 1962فى مذكرات كتبيا ) )Lickliderالذى كاف أوؿ رئيس
لمركز أبحاث الكمبيوتر ) (Darpaوبالفعؿ تـ إجراء أوؿ إتصاؿ بيف حاسبيف فى مدينتيف
مختمفتيف عاـ 1965عف طريؽ خط الياتؼ وكاف أحد الحاسبيف مف نوع TX_2واآلخر مف
نوع .)1( Q _ 32
وتعتبر الواليات المتحدة ىى صاحبة السبؽ فى إنشاء شبكة اإلنترنت ،ففى عاـ 1969
تحديداً بدأت و ازرة الدفاع االمريكية بإنشاء مشروع دفاعى يقوـ عمى ربط الحواسيب اآللية
الخاصة بو ازرة الدفاع بالجيات المختصة بإجراء البحوث العسكرية ،والتى تضـ أيضاً عدد مف
الجامعات التى تقوـ بأبحاث خاصة لصالح الجيش األمريكى وسميت ىذه الشبكة باسـ األربانت
( )ARPA NETوكممة) )ARPAىى إختصار لئلسـ
أى إدارة مشروعات األبحاث المتقدمة وقد بدأت ىذه الشبكة تعمؿ عمى نطاؽ عدد
محدود مف الواليات ثـ سرعاف ما امتدت لتشمؿ كافة الواليات المتحدة االمريكية.
وكاف اليدؼ مف ذلؾ النظاـ ىو وضع القوات األميركية فى حالة تأىب قصوى داخؿ
مراكز إدارة الصواريخ ،خاصة فى حالة نشوب حرب نووية أو أى إعتداء عسكرى عمييا(،)2
السيما مع وجود الخطر السوفيتى وما يمثمو مف تيديد نووى فى مواجية الواليات المتحدة ،وبعد
إنييار اإلتحاد السوفيتى وما أعقبو مف إنتياء لمحرب الباردة إنتفت الحاجة ليذه الشبكة عمى
األقؿ مف الناحية العسكرية وتحولت لما ىى عميو اآلف مف خدمة لؤلغراض المدنية.
10
وبالتالى إنقسمت األربانت الى جزئيف أو شبكتيف ،إحداىما وىى األساس الذى أنشئت
مف أجمو الشبكة واحتفظت باإلسـ األصمى األربانت وىى الخاصة بخدمة الشؽ العسكرى ،أما
الثانية فيى الخاصة باإلستخدامات العادية والسممية ليذه الشبكة .
وفى فترة الثمانينات إنضمت عدة شبكات أخرى مف عدد مف الدوؿ كفرنسا والياباف
والمممكة المتحدة ،وفى بداية التسعينات أصبحت شبكة اإلنترنت تغطى معظـ دوؿ العالـ تقريبا
وانضمت إلييا آالؼ الشبكات فعاـ 1990شيد دخوؿ شبكة ويب ( (Webالتى تتميز بإمكانية
إستخداـ تقنية الصوت والصورة وأدوات اإلعبلـ المتعددة (.) 1
أما عف وقت دخوؿ شبكة اإلنترنت إلى البمداف العربية فقد دخمت في أواخر الثمانينات
بشكؿ محدود جداً ،ولـ يتوسع إستعماؿ شبكة اإلنترنت في الببلد العربية إال منذ أوائؿ التسعينات
مف القرف الماضي.
اٌفشع اٌضبٔــٝ
خظبئـــض شجىــــخ اإلٔـزشٔذ
تتميز شبكة اإلنترنت بعدد من الخصائص والمميزات نجمميا فى االتى:
-1سٌٛٙـــــخ اإلسزخذاَ:
يتميز اإلنترنت بسيولة إستخدامو حيث يكفى أف يكوف الشخص ممماً بأساسيات الحاسب
اآللى وكيفية إستخدامو وتشغيمو ،ثـ بعد ذلؾ الدخوؿ لمبرنامج المعد لمتصفح عبر شبكة
اإلنترنت عف طريؽ النقرعمى األيقونة الخاصة بشبكة اإلنترنت والموجودة عمى شاشة الكمبيوتر،
مع القميؿ مف اإلرشادات والتوجييات ممف ليـ سابقة التعامؿ فى ىذا المجاؿ يستطيع الشخص
بعدىا تصفح ما يشاء مف مواقع اإلنترنت وذلؾ بكتابة اسـ الموقع الذى يريد التصفح داخمو.
-2لٍخ اٌزىبٌ١ف:
يتاح لممستخدـ اإلتصاؿ بشبكة اإلنترنت مقابؿ مبمغ مالى معيف يقوـ بدفعو لمشركة
المسئولة عف تقديـ الخدمة ،وىو عبارة عف إشتراؾ شيرى يتحدد حسب إستيبلؾ المستخدـ وىو
مبمغ زىيد مقارنة بكـ المعرفة المخزنة داخؿ تمؾ الشبكة.
إضافة لذلؾ تمثؿ اإلنترنت أداة فعالة إلنجاز الكثير مف المياـ بكمفة منخفضة ،فكمفة
( )1محمد عبد ا﵀ أبو بكر سبلمة ،موسوعة جرائـ المعموماتية (جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت) منشأة المعارؼ ،
، 2006ص.34
11
رسالة البريد اإلليكترونى ال تذكر قياسا بكمفة البريد العادى ،وكمفة الكتاب اإلليكترونى والبرنامج
اإلليكترونى عادة أقؿ كمفة مف مثيمو العادى ،وكمفة ىاتؼ اإلنترنت فى المكالمات الدولية ال
تقارف بكمفة الياتؼ العادى(.)1
-3اٌفٛس٠ـــخ:
ألغت اإلنترنت حاجزى الزماف والمكاف ،فاإلتصاؿ يتـ بشكؿ مباشر بغض النظر عف
مكاف الشخص المرسؿ أوالشخص المستقبؿ ،فميس ىناؾ حاجة إلنتظار وصوؿ الرسائؿ البريدية
لئلطبلع عمى أخبار األىؿ أو األصدقاء ،أو إنتظار صدور الجريدة لئلطبلع عمى األخبار
المحمية أو العالمية فاإلنترنت يقوـ بذلؾ ،حيث أف ىذه التقنية تعمؿ طواؿ 24ساعة يومياً عمى
مدار األسبوع وطيمة أياـ السنة(.)2
-4اٌزٛاطً اٌّسزّش:
خاصية أخرى يتفرد بيا اإلنترنت وىى التواصؿ بيف مستخدميو ،فأنا كمستخدـ لو
أستطيع التواصؿ مع شخص آخر فى دولة أخرى تقع فى قارة أخرى مف قارات العالـ فأرسؿ لو
بريد إليكترونى يستطيع أف يجيبنى عميو فى نفس الوقت دوف إنتظار ،ويستطيع أى مستخدـ مثبل
أف يحصؿ عمى فتوى دينية مثبل فى نفس الوقت مف أحد المواقع المتخصصة فى ذلؾ ىذا كمو
بخبلؼ ما قد يستطيع المتصفح الحصوؿ عميو مف معمومات مستجدة عمى مدار الساعة بعكس
وسائؿ االعبلـ االخرى.
-5اإلٔزشبس ٚاٌزطٛس:
شبكة اإلنترنت وجدت ليس لتقؼ عند حد معيف ،ولكنيا شبكة متطورة دائمة التغير
والتجديد ،فكؿ يوـ يشيد إنضماـ العديد مف المستخدميف ليذه الشبكة وكذلؾ تزايد عدد المواقع
اإلليكترونية والتحديث المستمر لممواقع الموجودة فعبل ،حيث أف المستخدـ ال يكاد يكمؿ التصفح
فى موقع إال ووجد نفسو قد ولج االخر.
-6اٌؼبٌّ١خ:
ال تعترؼ اإلنترنت بالحواجز المكانية أو الجغرافية فالعالـ بيف يديؾ وداخؿ شاشتؾ
الصغيرة وبضغطة زر واحدة دوف أى مشكؿ تستطيع التجوؿ بيف دوؿ العالـ ومشاىدة أبرز
معالميا ،و كذلؾ تستطيع التسوؽ مف خبلؿ اإلنترنت ومشاىدة ما تشاء مف السمع وأنت فى
( )1أنظر د .عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ،اآلثار األمنية إلستخداـ الشباب لئلنترنت ،جامعة نايؼ العربية لمعموـ
األمنية ،الرياض ،الطبعة األولى 1425،ى ،ص.26
( )2د .عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ،المرجع السابؽ ،ص .23
12
منزلؾ(.)1
-7ػذَ إِىبٔ١خ اٌزحىُ ثٙب:
بخبلؼ وسائؿ اإلعبلـ األخرى التى ليا إدارة ومرجعية يمكف الرجوع الييا والزاميا
بضوابط وقوانيف معينة ،ليس لئلنترنت مرجعية معينة يمكف فرض القوانيف عمييا والمواد التى
توضع عمى اإلنترنت تصدر عف مصادر الحصر ليا لذلؾ شكمت اإلنترنت تحديا أمنياً وقوياً
يصعب التعامؿ معو(.)2
اٌفـــشع اٌضبٌــش
إسزخذاِـــبد شجىــخ اإلٔزشٔذ
.1اإلسزخذاِبد اإلرظبٌ١خ:
تعتبر اإلنترنت فى األساس وكما ذكرنا فى تعريفنا ليا وأسباب نشأتيا وسيمة إتصاؿ،
ولعؿ ىذا ىو السبب الرئيسى فى وجوده حيث حمت اإلنترنت محؿ وسائؿ اإلتصاؿ العادية
فالبريد اإلليكترونى أصبح بديبل لمبريد العادى ،والمكالمات الياتفية عبر اإلنترنت والتى تعتبر
أقؿ كمفة حمت محؿ اإلتصاالت التميفونية وىو مازاد مف إعتماد الناس عميو كوسيمة إتصاؿ أوفر
وأسرع.
.2اإلسزخذاِبد اٌزؼٍ١ّ١خ:
يستخدم اإلنترنت فى مجال التعميم فى عدة نواحى كما يمى:
تحقؽ اإلنترنت إمكانية إيجاد فصوؿ ببل جدراف مما يمكف الطبلب مف متابعة دروسيـ
عمى بعد آالؼ األمياؿ مف جامعاتيـ ،وىذا مف شانو أف يعالج مشكمة تكدس الطبلب فى
الجامعات وقد بدأ بالفعؿ تطبيؽ ىذا المفيوـ فى التعميـ ومف أمثمة ذلؾ :معيد ماساتشوستش
لمتكنولوجيا ( )MITالذى يقدـ برنامجا لمماجستير فى إدارة األنظمة دوف الحاجة لحضور
الطبلب الى المعيد ،كما تقدـ أكاديمية جورجيا الطبية 200فصؿ دراسى مرتبطة بيا فى
( )1راجع فى ذلؾ ،د .عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ،المرجع السابؽ ،ص.23
( ) 2د.عبد الرحمف عبد العزيز السبيعى ،حرب المعمومات ،مرامر لمطباعة االليكترونية ،بدوف تاريخ،
ص.285
13
مختمؼ انحاء العالـ يستطيع الطبلب مف خبلليا دراسة عدد مف المواد واإلختبار فييا(.)1
كػػذلؾ توجػػد عػػدة جامعػػات عربيػػة عمػػى اإلنترنػػت مػػف بينيػػا جامعػػة العػػرب االليكترونيػػة
)(www.arabuniversty.com
ب -التعميـ المستمر:
تتزايد الحاجة إلى التعميـ المستمر مع تسارع التطورات فى عصرنا الحاضر مما يتحتـ
تدريب العامميف لمواجية التطورات والمستجدات وتدريب الموظفيف ،و يوجد كثي ار مف التعقيدات
لصعوبة االستغناء عف جيود العامميف فى جيات عمميـ لذلؾ فإف التعميـ عف طريؽ اإلنترنت
يشكؿ بديبل مناسبا وفاعبلً فى ىذه الفرضية إذ يستطيع العامموف فى مختمؼ القطاعات حضور
الدورات التدريبية دوف أف يضطروا لمغادرة أماكف عمميـ(.)2
.3اإلسزخذاِبد اٌؼٍّ١خ(: )3
يزخر اإلنترنت بمبلييف المواقع التى تحتوى عمى كـ ىائؿ مف المعمومات فى شتى
مجاالت المعرفة وعمى عدة أشكاؿ منيا:
أ -المكتبات اإلليكترونية:
توجد مكتبات إليكترونية عمى اإلنترنت تحوى كتبا كاممة فى شتى التخصصات كمكتبات
المواقع الطبية والتجارية والحكومية ،وكذلؾ المكتبات اإلسبلمية بحيث تستطيع مف مكانؾ
اإلطبلع عمى أحدث إصدارات الكتب بؿ وتحميميا عمى حاسبؾ اآللى .
والجدير بالذكر أف تمؾ الخدمة قد تكوف مجانية وقد تكوف بمقابؿ كما ىو الحاؿ فى
أغمب المواقع.
وىى عبارة عف معمومات مجمعة ومصنفة بطريقة معينة بحيث تقدـ لمباحثيف أكبر قدر
مف اإلستفادة مثاؿ ذلؾ دوائرة المعارؼ العامة والمتخصصة ،ويستفيد الباحثوف مف قواعد
البيانات ألنيا تشكؿ دائرة معارؼ عمبلقة وتتيح المعمومات البلزمة لكافة الباحثيف.
( ) 1د.عبد ا﵀ بف عبد العزيز الموسى ،إستخداـ خدمات اإلنترنت بفاعمية فى التعميـ ،مقاؿ منشور باالنترنت،
راجع الموقع www.riyadhedu.gov.sa/alan/fntok/12.htm ،
( )2د .عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ،المرجع السابؽ ،ص.35
( )3أنظر فى ذلؾ د.عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ،المرجع السابؽ ،ص 31ػ .34
14
ج -البحث المباشر عف المعمومة:
يستطيع الباحث عف طريؽ محركات البحث والفيارس الموضوعية الموجودة داخؿ شبكة
اإلنترنت البحث عف أى معمومة تيمو .
د -النشر:
ألف اإلنترنت وسيمة مف وسائؿ العمـ والتعميـ ،فقد إتجو العديد مف الكتاب إلى نشر كتبيـ
عمى شبكة اإلنترنت األمر الذى يضمف نسبة إطبلع أكبر عمى الكتب وكذلؾ زيادة نسبة الربح.
.4اإلسزخذاِبد اٌحى١ِٛخ:
يمكف لمجيات الحكومية أف تتواصؿ مع جميورىا مف خبلؿ اإلنترنت بحيث توصؿ إلييـ
األنظمة والتعميمات وتتمقى منيـ المقترحات والشكاوى والمراجعات ،مما يوفر عمى المراجعيف
عناء اإلنتقاؿ واإلنتظار ويوفر عمى الجيات الحكومية الجيد والنفقات(.)1
.5اإلسزخذاِبد األِٕ١خ:
فى وقتنا ىذا ال تكاد تخمو أى و ازرة لمداخمية فى أى دولة مف وجود موقع إليكترونى ليا
عمى شبكة اإلنترنت لتتواصؿ مع الجميور ،األمر الذى يوفر الكثير مف الوقت فى حاالت
الببلغات واإلنذارات عف الكوارث ونشر صور المطموبيف وكذلؾ اإلسياـ فى تحسيف العبلقة
المتوترة نوعاً ما بيف المواطف وأجيزة الشرطة السيما فى بمداننا العربية وكذلؾ اإلستفادة مف
اإلنترنت فى نشر حمبلت التوعية المختمفة.
.6اإلسزخذاِبد اٌطج١خ:
لئلنترنت أيضاً إستخدامات عديدة فى المجاؿ الطبى ،فعمى سبيؿ المثاؿ توجد آالؼ المواقع
الطبية المنتشرة عمى الشبكة والتى يستطيع أى شخص أف يطمع عمييا لمحصوؿ عمى كافة
المعمومات الخاصة بالوقاية مف أى مرض .
ليس ىذا فقط بؿ يستطيع أيضاً األطباء اإلستفادة مف اإلنترنت فى عقد المؤتمرات الطبية عف
بعد دوف الحاجة لمسفر ،وكذلؾ يتاح لؤلطباء تجديد معموماتيـ واضافة الكثير الى خبراتيـ مف
خبلؿ المعمومات الطبية المتاحة عمى شبكة اإلنترنت.
.7اإلسزخذاِبد اٌزغبس٠خ:
يستفاد من اإلنترنت فى المجال التجارى عمى النحو التالى:
15
أ -التسوؽ عبر اإلنترنت:
يمكف التسوؽ عبر اإلنترنت وذلؾ عف طريؽ مواقع إليكترونية خاصة بعرض بعض
السمع كالمبلبس والبضائع والسيارات وفى ىذه الحالة يمكف الشراء عف طريؽ بطاقات اإلئتماف .
واف كاف التسوؽ عبر اإلنترنت خدمة إيجابية يقدميا اإلنترنت فيى خدمة محفوفة
بالمخاطر كما سنرى بعد ذلؾ.
يمكف شراء وبيع األسيـ واألوراؽ المالية ومعرفة أسعار نزوؿ وصعود المؤشرات عف
طريؽ المواقع اإلليكترونية التابعة لمبورصات العالمية.
.8اإلسزخذاِبد اإلخجبس٠خ:
إستخداـ اخر ىاـ لئلنترنت وىو إعتماد وكاالت األنباء العالمية عمى شبكة اإلنترنت
لنقؿ الخبر عف طريؽ إنشاء مواقع اليكترونية خاصة بيا عمى الشبكة ،مثاؿ ذلؾ موقع قناة
العربية ،وغيرىا مف القنوات والشبكات اإلخبارية.
باإلضافة لئلستخدامات سالفة الذكر توجد كذلؾ عدة خدمات أخرى تقدميا اإلنترنت
يمكف تمخيصيا فى اآلتى(:)1
-خدمة البريد اإللكتروني :إلرساؿ واستقباؿ الرسائؿ ونقؿ الممفات مع أي شخص لو عنواف
بريدي بصورة سريعة جدا ال تتعدى دقائؽ وىى كذلؾ خدمة تتيح لممستخدـ إرساؿ واستقباؿ
اء كانت فى شكؿ نصوص أو صور ثابتة ومتحركة أو رسائؿ صوتية.
الرسائؿ سو ً
-قوائم العناوين البريدية :تشمؿ إنشاء وتحديث قوائـ العناويف البريدية لمجموعات مف
األشخاص ليـ اىتمامات مشتركة .
-خدمة المحادثات الشخصية :يمكف التحدث مع طرؼ آخر صوتا وصورة وكتابة.
-خدمة الدردشة الجماعية :تشبو الخدمة السابقة إال انو يمكف التحدث مع أكثر مف شخص
في نفس الوقت حيث يمكف تنظيـ مؤتمر لعدد مف األفراد.
( )1د .محمد عبد ا﵀ المنشاوى بحث بعنواف جرائـ االنترنت مف منظور شرعى وقانونى ،متوفر بالموقع
اإلليكترونى http://www.minshawi.com/old/internetcrim-in%20the%20law.htm ،
16
-خدمة االستعالم الشخصي :يمكف اإلستعبلـ عف العنواف البريدي ألي شخص أو ىيئة
تستخدـ اإلنترنت والمسجميف لدييا.
17
اٌّطٍـــت اٌضبٔـــٝ
اٌزؼش٠ف ثغشائُ اإلٔزشٔذ ٚث١بْ خظبئظٙب ٚسّبد ِشرىجٙ١ب.
فى ىذا المطمب سوؼ نقوـ بتعريؼ جريمة اإلنترنت ونبيف خصائصيا وكذلؾ خصائص
وسمات مرتكبى ىذه الجرائـ وذلؾ كما يمى :
اٌفــشع األٚي
رؼش٠ــف عشائــُ اإلٔــزشٔذ
ال يوجد تعريؼ موحد ومتفؽ عميو مف قبؿ الفقياء والميتميف بمثؿ ىذا النوع مف الجرائـ
حتى فى شأف تسميتيا.
فيناؾ مف يطمؽ عمييا إسـ -جرائـ الحاسب اآللى واإلنترنت -وىناؾ مف يطمؽ عمييا
إسـ -الجرائـ االليكترونية -وىناؾ مف يطمؽ عمييا اسـ -الجريمة المعموماتية -وىناؾ كذلؾ مف
يطمؽ عمييا إسـ -جرائـ إساءة استخداـ تكنولوجيا المعمومات واإلتصاالت -وىو ذات المسمى
الذى ورد فى مشروع القانوف العربى النموذجى الموحد فى شأف مكافحة ىذه الجرائـ(.)1
وبالعودة لمحديث عف تعريؼ جرائـ اإلنترنت فاف ىناؾ عدة تعريفات تناولت ىذه الظاىرة
وىى فى حقيقة األمر تعريفات متفاوتة فيما بينيا ضيقا واتساعا حيث انو مف الصعوبة وضع
تعريؼ جامع مانع ليا إذ أنيا كما قيؿ تقاوـ التعريؼ واليوجد ليا تعريؼ متفؽ عميو لمداللة
عمييا(.)2
ويمكف تصنيؼ التعريفات التى تناولت جرائـ اإلنترنت الى عدة تصنيفات كاآلتى:
1ـ اٌزؼش٠فبد اٌز ٟرسزٕذ إٌِٛ ٝضٛع اٌغشّ٠خ:
يمكف تعريؼ جرائـ اإلنترنت إستنادا إلى موضوع الجريمة ،بأنيا" كؿ سموؾ غير مشروع
أو غير مسموح بو فيما يتعمؽ بالمعالجة اآللية لمبيانات أو نقؿ ىذه البيانات( ،)3أوىى"الجريمة
الناجمة عف إدخاؿ بيانات مزورة في األنظمة واساءة إستخداـ المخرجات إضافةً إلى أفعاؿ أخرى
( ) 1د.عبد الفتاح بيومى حجازى ،نحو صياغة نظرية عامة فى عمـ الجريمة والمجرـ المعموماتى ،بدوف دار
نشر ،الطبعة األولى ،2009 ،ص.32
( ) 2محمد عبيد الكعبى ،الجرائـ الناشئة عف اإلستخداـ غير المشروع لشبكة اإلنترنت ،دراسة مقارنة ،دار
النيضة العربية ،بدوف تاريخ ،ص.33
( )3د .ىدى قشقوش ،جرائـ الحاسب االلكتروني في التشريع المقارف ،الطبعة األولى ،دار النيضة العربية،
، 1992ص20
18
تشكؿ جرائـ أكثر تعقيدا مف الناحية التقنية مثؿ تعديؿ الكمبيوتر(.)1
وقد عرؼ جريمة الكمبيوتر خبراء متخصصوف مف بمجيكا في معرض ردىـ عمى
إستبياف منظمة التعاوف االقتصادي والتنمية ( ، (OCDEحوؿ الغش المعموماتى عاـ 1982
تعريؼ مقتضاه ،أنيا كؿ فعؿ أو إمتناع مف شأنو اإلعتداء عمى األمواؿ المادية أو المعنوية
يكوف ناتجا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عف تدخؿ التقنية المعموماتية(.)2
2ـ اٌزؼش٠فبد اٌز ٝرسزٕذ إٌٚ ٝسٍ١خ إسرىبة اٌغشّ٠خ:
بالنسبة لمتعريفات التي إنطمقت مف وسيمة إرتكاب الجريمة ،فإف أصحابيا ينطمقوف
مف أف جريمة الكمبيوتر تتحقؽ باستخداـ الكمبيوتر وسيمة إلرتكاب الجريمة.
وبناء عمى ذلؾ عرفيا مكتب تقييـ التقنية بالواليات المتحدة األمريكية بأنيا" ،الجريمة ً
()3
التي تمعب فييا البيانات الكمبيوترية والبرامج المعموماتية دو ار رئيساً .
ومف ىذه التعريفات أيضاً تعريفيا بأنيا " أي فعؿ غير مشروع تكوف المعرفة بتقنية
الكمبيوتر أساسية إلرتكابو والتحقيؽ فيو ومبلحقتو قضائيا(.)6
وبنظرة تقييمية سريعة لما سبؽ ،نجد أف كؿ إتجاه حاوؿ تعريؼ جريمة اإلنترنت مف
منظور معيف أو زاوية واحدة ،وىذا تاكيداً لما بيناه فى البداية مف صعوبة إيجاد تعريؼ شامؿ
وجامع يعرؼ تمؾ الظاىرة .
19
وبالتالى ال يمكف اإلعتماد فى تعريؼ تمؾ الجريمة عمى إتجاه واحد ،بؿ يجب المزج
بينيا جميعا لموصوؿ – حسب ما نظنو صحيحا -لمدلوؿ واؼ لجريمة اإلنترنت.
ولبياف ذلؾ فمعمو مف الصحيح القوؿ بأف جرائـ اإلنترنت ،ىى كؿ فعؿ غير مشروع
بغض النظر عما إذا كاف مجرـ أو غير مجرـ حسب قانوف العقوبات (موضوع الجريمة) ،يرتكب
بإستخداـ جياز الحاسب اآللى (وسيمة الجريمة) ،مف قبؿ شخص لو دراية وخبرة كبيرة بتقنية
الحواسب اآللية (تقنية المعمومات).
اٌفـــشع اٌضبٔـــٝ
خظبئــــض عشائُ اإلٔزشٔذ
تتميز جرائـ اإلنترنت بعدة خصائص ومميزات تختمؼ عف باقى الجرائـ التقميدية ومف
أىميا ما يمى:
أٚلا :اٌحبست ا ٛ٘ ٌٝ٢أداح إسرىبة اٌغشّ٠خ:
جريمة اإلنترنت البد وأف ترتكب عف طريؽ الحاسب اآللى ،وىو أوؿ أمر يميزىا عف
الجريمة التقميدية إضافةً إلى أف مرتكبيا ىو شخص يتمتع بخبرة فائقة فى مجاؿ الحاسب اآللى
والمعموماتية.
صبٔ١ب ا :عشّ٠خ دائّخ اٌزطٛس:
برغـ حداثة جرائـ اإلنترنت ،إال إنيا وبعكس باقى الجرائـ األخرى فى تطور مستمر
ذلؾ أف أساليب إرتكاب ىذه الجرائـ مف السيولة بحيث تنتقؿ مف مكاف آلخر فى ذات الوقت،
فالمجرـ اإلليكترونى يستطيع التعرؼ عمى أجدى الطرؽ إلرتكاب الجريمة عف طريؽ اإلتصاؿ
بأقرانو مف مختمؼ دوؿ العالـ ،حيث أف جرائـ اإلنترنت تتميز بإمكانية تكويف تشكيبلت إجرامية
تضـ العديد مف األفراد عمى المستوى الدولى ،ويكوف الربط بينيـ عف طريؽ شبكة اإلنترنت.
صبٌضب ا :عشّ٠خ ػبثشح ٌٍحذٚد:
فإرتكاب الجريمة قد يتـ بالدخوؿ إلى نظاـ حاسوب فى دولة ما عف طريؽ شخص
يعيش فى دولة أخرى ،األمر الذى يثير تساؤالت عدة حوؿ وقت إرتكاب الجريمة نظ اًر إلختبلؼ
المواقيت الدولية عف بعضيا البعض ،وكذلؾ عف القانوف واجب التطبيؽ عمى ىذه الجريمة ،ىؿ
ىو قانوف دولة إرتكاب الفعؿ الضار أـ الدولة الحادث فييا الضرر.
20
واما خشيتو مف التشيير ،لذا نجد أف معظـ جرائـ اإلنترنت تـ إكتشافيا بالمصادفة ،بؿ وبعد
وقت طويؿ مف إرتكابيا ،زد عمى ذلؾ أف الجرائـ التي لـ تكتشؼ ىي أكثر بكثير مف تمؾ التي
كشؼ الستار عنيا .فالرقـ المظمـ بيف حقيقة عدد ىذه الجرائـ المرتكبة ،والعدد الذي تـ
إكتشافو ،ىو رقـ خطير.
خبِسبا :سٌٛٙخ إخفبء ِؼبٌّٙب:
مف السيؿ إخفاء معالـ جريمة اإلنترنت وصعوبة تتبع مرتكبييا ،لذا فيذه الجرائـ ال تترؾ
أى أثرليا بعد إرتكابيا ،عبلوة عمى صعوبة اإلحتفاظ الفني بآثارىا إف وجدت ،فيذه الجرائـ ال
تترؾ أثرا ،فميست ىناؾ أمواؿ أو مجوىرات مفقودة ،وانما ىي أرقاـ تتغير في السجبلت ،ولذا
فإف معظـ جرائـ اإلنترنت تـ إكتشافيا بالمصادفة وبعد وقت طويؿ مف إرتكابيا.
سبدسبا :طؼٛثخ وشف ِٚالحمخ ِشرىجٙب:
سبب ذلؾ أف الجانى غالبا ما يتمؼ أى أثر مف الممكف أف يخمفو وراءه ،أضؼ لذلؾ
أف إرتكاب الجريمة مف خارج حدود الدولة وبوسائؿ تقنية متطورة قد يضيع الفرصة فى إكتشاؼ
مرتكبيا.
سبثؼبا :عشّ٠خ طؼجخ اإلصجبد :
تتميز ىذه الجريمة بصعوبة إثباتيا ،ومرجع ذلؾ ىو قمة عدد المتخصصيف فى تعقب
مثؿ ىذا النوع مف الجرائـ حيث تنعدـ اآلثار التقميدية لمجرائـ كالبصمات مثبل ،إضافة لسيولة
محو وتدمير الدليؿ المادى فى زمف قصير جدا.
صبِٕبا:عشّ٠خ ٘بدئخ ل ػٕف فٙ١ب:
ال تحتاج جرائـ اإلنترنت إلى عنؼ أو مجيود كبير كما ىو الحاؿ فى الجرائـ اإلعتيادية
التقميدية ،وانما تنفذ دوف جيد يذكر ذلؾ أنيا تعتمد عمى الخبرة المعموماتية لدى مرتكبيا.
ربسؼبأ :مض اٌخجشح اٌفٕ١خ ٌذ ٜاٌغٙبد اٌّخزظخ ثبٌزحم١ك:
إكتشاؼ جرائـ اإلنترنت يتطمب إلماماً باألمور الفنية والتقنية لدى أجيزة الشرطة والنيابة
العامة والقضاء ،وذلؾ لمتوصؿ إلى مرتكبى مثؿ ىذا النوع مف الجرائـ ذات التقنية المتطورة
واألساليب المعقدة ،األمر الذى وجدت معو ىذه الجيات نفسيا أنيا غير قادرة عمى التعامؿ مع
ىذا النوع مف الجرائـ(.)1
21
ػبششاا :اٌفشاؽ اٌزشش٠ؼ:ٝ
عند محاولة تطبيؽ القوانيف التقميدية عمى جرائـ اإلنترنت ،فبلبد وأف نمحظ صعوبة
إمكانية تطبيؽ تمؾ القوانيف وذلؾ لخموىا مف نصوص تشير لتمؾ الجرائـ أو تحوييا ،فجريمة
اإلنترنت تستيدؼ رمو اًز إليكترونية ،وىو ما يفتقده قانوف العقوبات مما يقمؿ مف فرص إمكانية
تطبيقو.
ومما زاد الطيف بمة أنو لو فرضنا وجود قوانيف متكاممة لموقاية مف أخطار اإلنترنت فى
بمد مف البمداف ،فإف المعتدى يستطيع اإلنطبلؽ مف بمد ال توجد فيو قوانيف صارمة لشف
إعتداءاتو فى بمداف أخرى توجد فييا تمؾ القوانيف الصارمة ،فتعجز البمد التى وقع عمييا االعتداء
عف تطبيؽ قوانينيا ،ومف األمثمو عمى ذلؾ (فيروس الحب) الذى انتشر أواخر العاـ 2000
وكمؼ آالؼ الشركات حوؿ العالـ خسائر تجاوزت المميارات ،وعندما تـ تحديد ىوية الفاعؿ وجد
أنو طالب فى الفمبيف ،وأنو ال يوجد فى الفمبيف قانوف يمكف محاكمتو عمى أساسو).(1
(2) Dr. Phil Williams, An article entitled, Organized crime And crimes of the Internet,
available at: http://usinfo.state.gov/journals/itgic/0801/ijga/comntry3.htm.
22
اٌفــشع اٌضبٌــش
ِغــــــشَ اإلٔـــــزشٔذ
يتميز مجرم اإلنترنت عن المجرم التقميدى من عدة نواحى يمكن تمخيصيا فى اآلتى:
أٚل :سّبد ِغشَ اإلٔزشٔذ:
- 1مجرم متخصص:
لو قدرة فائقة في الميارة التقنية ،ويستغؿ مداركو ومياراتو في اختراؽ الشبكات وكسر
كممات المرور أو الشفرات ،ويسبح في عالـ الشبكات ليحصؿ عمي كؿ غالي وثميف مف البيانات
والمعمومات الموجودة عمي أجيزة الحواسب ومف خبلؿ الشبكات(.)1
يتميز المجرـ المعموماتي بأنو عائد لمجريمة دائما ،فيو يوظؼ مياراتو في كيفية عمؿ
الحواسيب وكيفية تخزيف البيانات والمعمومات والتحكـ في أنظمة الشبكات في الدخوؿ غير
المصرح بو مرات ومرات .فيو قد ال يحقؽ جريمة االختراؽ بيدؼ اإليذاء وانما نتيجة شعوره
بقدرتو وميارتو في االختراؽ(.)2
-3مجرم محترف:
لو مف القدرات والميارات التقنية ما يؤىمو ألف يوظؼ مياراتو في االختراؽ والسرقة
والنصب واالعتداء عمي حقوؽ الممكية الفكرية وغيرىا مف الجرائـ مقابؿ الماؿ(.) 3
-4مجرم ذكى:
حيث يمتمؾ ىذا المجرـ مف الميارات ما يؤىمو أف يقوـ بتعديؿ وتطوير في األنظمة
األمنية ،حتى ال تستطيع أف تبلحقو وتتبع أعمالو اإلجرامية مف خبلؿ الشبكات أو داخؿ أجيزة
الحواسيب(.)4
( )1د .ف ػ ػ ػ ػؤاد جمػ ػ ػ ػػاؿ ،ج ػ ػ ػ ػرائـ الحاسػ ػ ػ ػػبات و اإلنترنػ ػ ػ ػػت ،بحػ ػ ػ ػػث منشػ ػ ػ ػػور عمػ ػ ػ ػػى اإلنترنػ ػ ػ ػػت ارجػ ػ ػ ػػع الموقػ ػ ػ ػػع:
http://www.tashreaat.com/view_studies2.asp?id=592&std_id=90
( )2د .فؤاد جماؿ ،المرجع السابؽ.
( )3د .فؤاد جماؿ ،المرجع السابؽ.
( )4د .فؤاد جماؿ ،المرجع السابؽ.
23
-5مجرم غير عنيف:
ينتمى اإلجراـ المعموماتى إلى إجراـ الحيمة فبل يمجأ المجرـ المعموماتى إلى العنؼ فى
إرتكاب جرائمو فيذا النوع مف الجرائـ ال يستمزـ مقدا اًر مف العنؼ لمقياـ بو(.)1
مجرـ اإلنترنت مجرـ متكيؼ إجتماعيا ،بحيث ال يضع نفسو فى حالة عداء سافر مع
المجتمع المحيط بو ،بؿ إنو إنساف متكيؼ معو ذلؾ أنو أصبل إنساف مرتفع الذكاء ويساعده ذلؾ
عمى عممية التكيؼ ،وما الذكاء فى رأى الكثيريف سوى القدرة عمى التكيؼ وال يعنى ذلؾ التقميؿ
مف شاف ىذا المجرـ بؿ إف خطورتو اإلجرامية قد تزيد إذا زاد تكيفو اإلجتماعى مع توافر
الشخصية اإلجرامية لديو(.)2
صبٔ١ب :رظٕ١فبد ِغشِ ٝاإلٔزشٔذ :
فى واقع األمر يصعب وضع معيار محدد وتصنيؼ دقيؽ لمجرمى اإلنترنت ولسماتيـ
وما يميزىـ عف غيرىـ مف الجناة ،وذلؾ مرجعو قمة الدراسات الخاصة بالظاىرة وكذلؾ الحجـ
الكبير مف جرائميا غير المكتشفة ،أو غير المبمغ عف وقوعيا ،وكذلؾ بسبب النقص التشريعى
الذى يحد مف توفير الحماية الجنائية فى مواجيتيا.
والغالب أف مرتكبى ىذه الجرائـ مف األفراد ذوو الميارات الفنية والتقنية العالية ،فاإلنترنت
جريمة األذكياء وأحد مشاكؿ اإلنترنت أف المستعمؿ يكوف مجيوال وغالباً ما يستخدـ أسماء
مستعارة بدال مف إسمو الحقيقى ،فعدـ تحديد الشخصية يشجع ويغرى الشخص عمى إرتكاب
جرائـ ما كاف يفكر فييا(.)3
ويتجو الباحثوف إلى اإلقرار بأف أفضؿ تصنيؼ لمجرمي التقنية ىو التصنيؼ القائـ عمى
أساس أغراض اإلعتداء حيث تـ تصنيؼ مجرمي المعمومات إلى أربعة طوائؼ :المخترقوف،
المحترفوف والحاقدوف و أخي اًر صغار السف(.)4
-1المخترقون:
( ) 1د .سميماف أحمد فضؿ ،المواجية التشريعية واألمنية لمجرائـ الناشئة عف إستخداـ شبكة المعمومات الدولية ،
دار النيضة العربية ،2007 ،ص.22
( )2د .سميماف أحمد فضؿ ،المرجع السابؽ،ص.22
(3) http://reda79.jeeran.com/laweg/archive/2008/5/571259.html
(4) http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=204052
24
الياك ػرز )hackers) :
الكراكرز)Crackers( :
الكراكر أو المقتحـ ىو شخص يقوـ بالتسمؿ إلى نظـ الحاسوب لئلطبلع عمى
المعمومات المخزنة فييا أو إللحاؽ الضرر أو العبث بيا أو سرقتيا ،وكممة كراكر ىي كممة
تحمؿ في اإلنجميزية معنى الكسر أو العبث والتحطيـ ،وبالنسبة لموضوعنا فإف (الكراكرز)
كممة تعني التخريب،
وتيدؼ إعتداءات ىذه الفئة باألساس إلى تحقيؽ الكسب المادي ليـ ،أو لمجيات التي
كمفتيـ وسخرتيـ إلرتكاب جرائـ الحاسوب (.)3
وىـ أكثر خطورة مف الصنؼ األوؿ وقد يحدثوف أض ار اًر كبيرة وقد يؤلفوف أندية لتبادؿ
المعمومات فيما بينيـ(.)4
ويتـ تصنيؼ أفراد ىذه الطائفة إلى مجموعات متعددة إما تبعا لتخصصيـ بنوع معيف
مف الجرائـ ،أو تبعا لموسيمة المتبعة مف قبميـ في إرتكاب الجرائـ.
(1) http://arabhardware.net/forum/archive/index.php/t-42072.html.
(2) http://arabhardware.net/forum/archive/index.php/t-42072.html.
(3) http://arabhardware.net/forum/archive/index.php/t-42072.html
( )4د .سميماف أحمد فضؿ ،المرجع السابؽ ،ص.231
25
-3الحاقدون:
ىذه الطائفة يغمب عمييا الرغبة باإلنتقاـ والثأر كأثر لتصرؼ صاحب العمؿ معيـ أو
لتصرؼ المنشأة المعنية معيـ عندما ال يكونوا موظفيف فييا ،وليذا فإنيـ ينقسموف إما إلى
مستخدمي لمنظاـ بوضعيـ موظفيف أو مشتركيف أو عمى عبلقة ما بالنظاـ محؿ الجريمة ،والى
غرباء عف النظاـ تتوفر لدييـ أسباب االنتقاـ مف المنشأة المستيدفة في نشاطيـ(.)1
-4صغار السن:
أو كما يسمييـ البعض صغار نوابغ المعموماتية ،و يوصفوف بالصغار المتحمسيف
لمحاسوب دافعيـ التحدي لكسر الرموز السرية لتركيبات الحاسوب ،و مف األمثمة الشييرة لجرائـ
المعموماتية ليذه الطائفة العصابة الشييرة التي أطمؽ عمييا إسـ عصابة ( )414و التي نسب إلييا
إرتكاب ستوف فعؿ تعد في الواليات المتحدة األمريكية عمى ذاكرات الحواسيب ،و أيضا عندما نجح
بعض أفراد ىذه الطائفة مف الفرنسييف في إيجاد مدخؿ إلى الممفات السرية لبرنامج ذري فرنسي(.)2
ويمكف رد اإلتجاىات التقديرية لطبيعة ىذه الفئة ،وسمات أفرادىا ،ومدى خطورتيـ في
نطاؽ ظاىرة جرائـ الحاسوب إلى إتجاىيف رئيسييف :
األول :إتجاه ال يرى إسباغ أية صفة جرمية عمى ىذه الفئة ،أوعمى األفعاؿ التي تقوـ بيا،
وال يرى وجوب تصنيفيـ ضمف الطوائؼ اإلجرامية لمجرمي الحواسيب ،إستنادا إلى أف
صغار السف لدييـ ببساطة ميؿ لممغامرة والتحدي والرغبة في اإلكتشاؼ ،وناد اًر ما تكوف
أىداؼ أفعاليـ المحظورة غير شرعية ،واستنادا الى أنيـ ال يدركوف وال يقدروف مطمقا النتائج
المحتممة التي يمكف أف تؤدي الييا أفعاليـ غير المشروعة بالنسبة لنشاط منشأة أو شركة
تجارية(.)3
الثانى :إتجاه يرى أف مرتكبي جرائـ الحاسوب مف ىذه الطائفة يصنفوف ضمف مجرمي
الحاسوب كغيرىـ دوف تمييز إستنادا إلى أف تحديد الحد الفاصؿ بيف العبث في الحواسيب
وبيف الجريمة أمر عسير مف جية ،ودونما أثر عمى وصؼ الفعؿ -قانونا -مف جية
بحث بعنواف ،جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت المعنى والخصائص والصور ( )1المحامى يونس عرب،
واستراتيجية المواجية القانونية ،المرجع السابؽ ،ص . 61
2
( ) Tom forester, Essential proplems to Hi-Tech Society, First MIT Pres
edition,Cambridge, Massachusetts , 1989, P. 405.
( )3األستاذ (أولريش سيبر) -جرائـ الحاسب اآللي والجرائـ األخرى المرتبطة بالتقنيات الحديثة لوسائؿ
اإلتصاؿ ،ترجمة الدكتور سامي الشوا ،ورقة عمؿ مقدمة لممؤتمر السادس لمجمعية المصرية لمقانوف
الجنائي ،28-25 ،أكتوبر ، 1993ص.8
26
أخرى ،واستناداً الى أف خطورة أفعاليـ التي تتميز بإنتياؾ األنظمة واختراؽ الحواسيب
وتجاوز إجراءات األمف ،والتي تعد بحؽ مف أكثرجرائـ الحاسوب تعقيداً مف الوجية التقنية،
ويدعـ صحة ىذا اإلتجاه التخوفات التي يثيرىا أصحاب االتجاه األوؿ ذاتيـ ،إذ يخشووف
مف الخطر الذي يواجو ىذه الطائفة ،والمتمثؿ بإحتماؿ اإلنزالؽ مف مجرد ىاو صغير
إلقتراؼ األفعاؿ غير المشروعة ،إلى محترؼ ألعماؿ السمب ،ىذا إلى جانب خطر آخر
أعظـ ،يتمثؿ في إحتضاف منظمات اإلجراـ ومجرميف غارقيف في اإلجراـ ليؤالء الشباب(.)1
صبٌضب ا :دٚافغ إسرىبة عشائُ اإلٔزشٔذ:
-1الفضول:
يعتبر الفضوؿ غريزة إنسانية حبى بيا ا﵀ بنى البشر فاإلنساف دائماً ما يسعى لمعرفة
وبناء عمى ىذا فإف مجرـ اإلنترنت قد ال يقصد إرتكاب أى فعؿ غير مشروع فى
ً خبايا األمور ،
بداية األمر،ولكف حب اإلستطبلع والفضوؿ المتزايد قد يجره إلى مثؿ ىذه األفعاؿ.
-2إثبات الذات:
فى ىذه الحالة يسعى مجرـ اإلنترنت إلى تأكيد ذاتو ،وذلؾ عف طريؽ إختراؽ مواقع
حكومية أو تابعة لمدولة ،حيث أنو مف المعروؼ صعوبة إختراؽ مثؿ ىذا النوع مف المواقع
وبالتالى يسعى المجرـ فى ىذه الفرضية لجذب اإلنتباه إليو وارضاء ذاتو .
والصورة الذىنية لمرتكبي جرائـ الحاسوب واإلنترنت غالبا ىي صورة البطؿ والذكي ،الذي
يستحؽ اإلعجاب ال صورة المجرـ الذي يستوجب محاكمتو ،فمرتكبو ىذه الجرائـ يسعوف إلى
إظيار تفوقيـ ومستوى إرتقاء براعتيـ ،لدرجة أنو إزاء ظيور أية تقنية مستحدثة فإف مرتكبي ىذه
الجرائـ لدييـ شغؼ اآللة ،فيحاولوف إيجاد الوسيمة إلى تحطيميا ،أو التفوؽ عمييا(.)2
-3الرغبة فى الثراء:
المعروؼ أف جؿ الجرائـ التى ترتكب يكوف الغاية مف ورائيا جمع الماؿ ،وكذلؾ الحاؿ
فى جرائـ اإلنترنت فحاجة المرء لمماؿ قد تدفعو إلرتكاب مثؿ ىذا النوع مف الجرائـ.
-4الرغبة فى اإلنتقام:
اإلنتقاـ موجود داخؿ النفس البشرية ،فكثير مف األفراد يفصموف تعسفيا أو بغير وجو حؽ
( )1المحامى يونس عرب ،بحث بعنواف ،جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت المعنى والخصائص والصور
واستراتيجية المواجية القانونية ،المرجع السابؽ ،ص .63
( )2المحامى يونس عرب ،المشار إليو أعبله ،ص.67
27
مف شركة أو منظمة حكومية ،والبعض منيـ قد يممكوف المعمومات الكافية بخفايا ىذه الجية،
لذلؾ يرتكب الجاني الجريمة رغبة منو في اإلنتقاـ ليجعؿ الشركة أو المؤسسة تتكبد الخسائر
المالية الكبيرة مف جراء ما يسببو ليا مف ضرر يحتاج إصبلحو إلى وقت.
مثاؿ ذلؾ ما قاـ بو أحد المبرمجيف فى إحدى الشركات العربية حيث وضع برنامجاً فى
حاسب الشركة أدى إلى تدمير جميع ممفات الشركة المخزنة فى الحاسب اآللى بمجرد محو إسمو
مف كشؼ رواتب الشركة بعد فصمو(.)1
-5التسمية:
شبكة اإلنترنت -كما أوضحنا فى البداية -نشأت وتطورت مف أجؿ أىداؼ عسكرية
بحتو ،وحتى وقتنا الراىف مف الممكف إستخداـ ىذه الشبكة كسبلح عسكرى فعاؿ.
ويشمؿ ذلؾ سرقة أو تغيير أو حذؼ المعمومات ،ومعظـ تمؾ الجرائـ التى يكوف اليدؼ
منيا ىو المعمومات ىى فى األغمب األعـ مف الحاالت تكوف جرائـ إقتصادية لمحصوؿ عمى
مزايا أو مكاسب مادية ،فالحرب اإلقتصادية ال تقؿ فى ضراوتيا وشدتيا حالياً عف الحرب
العسكرية ،إال أنيا تتـ عبر شبكة اإلنترنت(.)3
( )1حسف طاىر داوود ،جرائـ نظـ المعمومات ،جامعة نايؼ العربية لمعموـ األمنية ،الطبعة الولى ،الرياض،
،2000ص.135
( )2د.عمى بف عبد ا﵀ عسيرى ،المرجع السابؽ ،ص.64
( )3د.سميماف أحمد فضؿ ،المرجع السابؽ ص.21
28
.2أجيزة الكمبيوتر:
ويشمؿ ذلؾ تعطيميا أو تخريبيا ويتـ ذلؾ غالباً عف طريؽ برامج الفيروسات.
.3األشخاص والجيات:
ىدؼ فئة كبيرة مف الجرائـ عمى شبكة اإلنترنت أشخاص أو جيات بشكؿ مباشر كالتيديد أو
االبتزاز .عمماً بأف الجرائـ التي تكوف أىدافيا المباشرة ىي المعمومات أو األجيزة تيدؼ بشكؿ
غير مباشر إلى األشخاص المعنييف أو الجيات المعنية بتمؾ المعمومات أو األجيزة(.)1
(1) http://shkoon.coolfreepage.com/amn/pages/amn-jra.htm
29
اٌفظـــً األٚي
اٌغشائُ اٌّشرىجخ ثٛاسطخ اإلٔزشٔذ
رّ١ٙذ ٚرمس:ُ١
بالرغـ مف حداثة جرائـ الحاسب اآللي واإلنترنت نسبياً ،إال إنيا القت إىتماما مف قبؿ
بعض الباحثيف ،حيث أجريت العديد مف الدراسات المختمفة لمحاولة فيـ ىذه الظاىرة ومف ثـ
التحكـ فييا ،ومنيا دراسة أجرتيا منظمة ) (Software Alliance Busienessفي الشرؽ
األوسط حيث أظيرت أف ىناؾ تبايف بيف دوؿ منطقة الشرؽ األوسط في حجـ خسائر جرائـ
الحاسب اآللي حيث تراوحت ما بيف ( )30مميوف دوالر أمريكي في المممكة العربية السعودية
واإلمارات العربية المتحدة و ( )1.4مميوف دوالر أمريكي في لبناف(.)1
وقد أطمؽ مصطمح جرائـ اإلنترنت أو( )Internet Crimesفي مؤتمر جرائـ
اإلنترنت المنعقد في أستراليا بالفترة مف 1998/2/17 – 16ـ(.)2
وجرائـ اإلنترنت كثيرة ومتنوعة ويصعب حصرىا ،ولكف يجب األخذ فى اإلعتبار أف ثمة
جرائـ لئلنترنت تتميز بأنيا الترتكب إال عف طريؽ اإلنترنت فقط وعف طريؽ جياز الكمبيوتر،
كجرائـ نشر الفيروسات عمى الشبكة واختراؽ واقتحاـ المواقع ،والبعض اآلخر مف جرائـ
اإلنترنت لو شبيو عمى أرض الواقع كجرائـ القذؼ والسب مثبلً ،فيذه الجرائـ قد ترتكب فى حؽ
األشخاص عف طريؽ اإلنترنت ،أوعف طريؽ آخر.
وعمى ىذا األساس فإف دراستنا لجرائـ اإلنترنت فى ىذا الفصؿ ستكوف فى مبحثيف عمى
النحو التالى :
( )1ذياب البداينة ،جرائـ الحاسب واإلنترنت ،أبحاث الندوة العممية لدراسة الظواىر اإلجرامية المستحدثة وسبؿ
مواجيتيا ،أكاديمية نايؼ العربية لمعموـ األمنية ،الرياض 1420،ىػ ،ص.98
( ) 2عبد الرحمف محمد بحر ،معوقات التحقيؽ فى جرائـ اإلنترنت ،دراسة مسحية عمى ضباط الشرطة فى دولة
البحريف،رسالة ماجستير ،أكاديمية نايؼ العربية لمعموـ األمنية ،الرياض1420،ى ،ص.2
30
اٌّجحــش األٚي
اٌغشائُ اٌزمٍ١ذ٠خ اٌّشرىجخ ثٛاسطخ اإلٔزشٔذ
رّ١ٙذ ٚرمس:ُ١
نقصد ىنا بالجرائـ التقميدية ،الجرائـ التى ترتكب بشكؿ إعتيادى عمى شبكة اإلنترنت
مف قبؿ مستخدمييا ،أوىى الجرائـ األكثر شيوعاً بيف مطالعى الشبكة بإعتبارىـ جناة أو مجنى
عمييـ .وارتأينا أف يكوف محور دراستنا فى ىذا المبحث عمى النحو التالى:
31
اٌّطٍــت األٚي
عشائـــُ اٌمـــزف ٚاٌســـت
تعتبر جرائـ القذؼ والسب مف الجرائـ الماسة بالشرؼ وباإلعتبار ،ويقصد بالشرؼ
واإلعتبار المكانو التى يحتميا الشخص فى الوسط االجتماعى المحيط بو ،سواء كاف ىذا الوسط
ىو مجتمع القرية أو الحى أو مجتمع الزمبلء فى المينة(.)1
وبالتالى فإف المكانة اإلجتماعية لمفرد فى مجتمعو جديرة بتدخؿ المشرع لحمايتيا مف أى
اء عف طريؽ القوؿ أو الكتابة.
مساس بيا سو ً
وسنتناوؿ فيما يمى كبلً مف جريمتى القذؼ والسب وكيفية إرتكاب كبلً منيما عبر شبكة
اإلنترنت عمى التوالى.
اٌفـشع األٚي
عشّ٠ـــــخ اٌمــــزف
رؼش٠ف اٌمزف:
يعرؼ القذؼ بأنو:إسناد عمنى عمدى لواقعة محددة تستوجب عقاب أو إحتقار مف
أسندت إليو(.)2
وقد عرؼ القانوف رقـ 52لسنة 1974ـ فى ليبيا القذؼ بأنو " الرمى بالزنا أو نفى
النسب بأية وسيمة كانت وفى حضور المقذوؼ أو غيبتو وفى عبلنية أو بدونيا".
ص َنا ِ
ت ُون ْالمُحْ َ وقد سمى ا﵀ تعالى القذؼ رمياً ،حيث قاؿ فى كتابو الكريـَ ﴿:والَّذ َ
ِين َيرْ م َ
ون ﴾. ِين َج ْلدَ ًة َوال َت ْق َبلُوا لَ ُه ْم َش َهادَ ًة أَ َب ًدا َوأ ُ ْولَئ َ
ِك ُه ُم ْال َفاسِ قُ َ ُث َّم لَ ْم َيأْ ُتوا ِبأَرْ َب َع ِة ُ
ش َهدَ ا َء َفاجْ لِ ُدو ُه ْم َث َمان َ
(سورة النور اآلية رقـ .)4
يتضح مف التعريفات سالفة الذكر ،أف أساس القذؼ ىو إسناد واقعة أو فعؿ معيف
لشخص معيف،
ويشترط كذلؾ فى اإلسناد أف يكوف عمنياً ،وأف يحط ويقمؿ ويحقر مف شأف المجنى عميو
،أما إذا لـ يصؿ اإلسناد إلحداث ىذا األثر فميس ثمة قذؼ فى حؽ المجنى عميو حتى ولو
إعتبره كذلؾ.
( )1محمد عبد المطيؼ عبد العاؿ :حوؿ مفيوـ الشرؼ واالعتبار فى جرائـ القذؼ والسب ،مجمة األمف والقانوف،
العدد الثانى ،يوليو 2003ـ ،أكاديمية شرطة دبى باإلمارات العربية المتحدة ص .290
( )2د.حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ،جرائـ اإلعتداء عمى األشخاص ،دار النيضة العربية ،1983 ،ص.199
32
ونخمص مما سمؼ أف القذؼ المعاقب عميو قانوناً البد وأف تتكامؿ شروطو وأركانو والتى
تتمثؿ فى:
أ -بإسناد واقعة معينة إلى المجنى عميو لو صحت ألوجبت عقابو أو تحقيره.
يقصد باإلسناد نسبة أمر أو واقعة ما إلى شخص معيف بأية وسيمة مف وسائؿ التعبير
عف المعنى ،كالقوؿ أو الكتابة أو الفعؿ وما يمحؽ بيا ،فكافة الوسائؿ التى تصمح لمتعبير عف
المعانى وتصويرىا عمى نحو يمكف الغير مف فيميا وادراكيا يصح أف يتحقؽ بيا عنصر السموؾ
فى جريمة القذؼ(.)1
أما بالنسبة لؤلسموب الذى يتحقؽ بو اإلسناد فإف القاعدة أنو ال عبرة باألسموب الذى
صاغ بو الجانى عباراتو ،أكاف صريحاً بحيث ال يحتاج السامع أو القارىء إلى مجيود ذىنى
إلستخبلص المعنى المقصود بو ،أـ كاف ضمنياً بحيث يتطمب فيمو مجيوداً يتكشؼ بو المعنى
الحقيقى الذى يستتر خمؼ معناه الظاىر وسواء األسموب الذى أفرغ فيو اإلسناد الضمنى(.)2
-2موضوع اإلسناد:
ينبغى أف يكوف موضوع اإلسناد واقعة محددة ،وأف يكوف مف شأف ىذه الواقعة إف
صحت عقاب مف أسندت إليو أو إحتقاره عند أىؿ وطنو(.)3
واستمزاـ أف يكوف موضوع اإلسناد واقعة محددة ىو العنصر الذى يتميز بو القذؼ عف
( ) 1د .عمر السعيد رمضاف ،شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ،دار النيضة العربية ،القاىرة
،1986،ص.369
( )2د.محمود نجيب حسنى ، ،شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ،دار النيضة العربية ، 1978 ،ص .511
( )3د .عمر السعيد رمضاف ،المرجع السابؽ ،ص.372-371
33
السب ،فبينما القذؼ ال يقوـ إال بإسناد واقعة معينة ومحددة إلى المجنى عميو فإف السب ال يمزـ
فيو إسناد واقعة معينة بؿ يكفى أف يكوف موضوعو متضمناً بأى وجو مف الوجوه خدشاً لمشرؼ
واإلعتبار(.)1
ال يكفى أف يسند القاذؼ إلى الغير أم اًر شائناً وانما يشترط أف يكوف األمر معيناً
ومحدداً ،فإذا كانت العبارة الشائنة المسندة إلى المجنى عميو ال تتضمف إسناد واقعة معينة
فالجريمة تعتبر سباً ال قذفاً ،إذ أف تحديد وتعييف الواقعة يجعميا أقرب إلى التصديؽ.
ويشترط القانوف فى الواقعة المسندة أف يكوف مف شأنيا عقاب مف تنسب إليو بإعتبارىا
جريمة ،أو إحتقاره عند أىؿ وطنو.
والواقعة التى تكوف جريمة ال يثير أمرىا صعوبة ،إذ أف كؿ واقعة تعتبر جريمة فى حكـ القانوف
سواء كانت جناية أو جنحة أو مخالفة يصح أف تقوـ بإسنادىا جريمة القذؼ(.)2
أما األمر الموجب لئلحتقار فمـ يضع لو القانوف تعريفاً ولـ يسرد لو بياناً جامعاً مانعاً ،
وما كاف فى وسعو أف يفعؿ ذلؾ .ذلؾ أف األمور الموجبة لئلحتقار ال يمكف حصرىا(.)3
تعيين المقذوف:
يمزـ بطبيعة الحاؿ تعييف الشخص أو األشخاص الذيف تسند إلييـ الواقعة الشائنة ،وليس ببلزـ
أف يكوف ىذا التعييف بذكر إسـ الشخص المقذوؼ بؿ يكفى تحديد شخصيتو بغير ذلؾ مف
األمارات كالزماف والمكاف والمينة وغير ذلؾ مف معالـ الشخصية( ،)4أما إذا لـ يمكف أو تعذر
واستحاؿ تحديد المقذوؼ بحقو فبل وجود لجريمة القذؼ ،ويستوى أف يكوف المقذوؼ شخصاً
طبيعياً أو شخصاً معنوياً(.)5
يشترط لمعاقبة القاذؼ أف يقع منو القذؼ عمناً ،والعمة فى ذلؾ أف العمنية وسيمة عمـ
( )1د.منصور السعيد ساطور ،.جريمتى القذؼ والسب ،بحث مقارف فى القانوف الجنائى الوضعى والفقو الجنائى
اإلسبلمى ،بدوف دار نشر،1980 ،ص.19
( )2د .عمر السعيد رمضاف ،المرجع السابؽ ،ص .372
د .رمسيس بيناـ ،القسـ الخاص فى قانوف العقوبات ،دار المعارؼ ،الطبعة األولى،1958 ، () 3
ص 347ػ .348
( )4د.منصور السعيد ساطور ،المرجع السابؽ ،ص.15
( )5راجع فى ذلؾ د.حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ،المرجع السابؽ ،ص.203
34
أفراد المجتمع بعبارات القذؼ وشرط لتصور إخبلليا بالمكانة اإلجتماعية لممجنى عميو(.)1
وينص قانوف العقوبات المصرى فى فى مادتو 302والتى بدورىا أحالت عمى المادة
171عقوبات فى تبياف صور العبلنية حيث نصت المادة 171فى فقرتيا األخيرة عمى :
ويعتبر القوؿ أو الصياح عمنيا إذا حصؿ الجير بو أو ترديده بإحدى الوسائؿ الميكانيكية
في محفؿ عاـ أو طريؽ عاـ أو أي مكاف آخر مطروؽ أو إذا حصؿ الجيربو أو ترديده بحيث
يستطيع سماعو مف كاف في مثؿ ذلؾ الطريؽ أو المكاف أو إذا أذيع بطريؽ البلسمكي أو بأية طريقة
أخرى.
ويكوف الفعؿ أ واإليماء عمنيا إذا وقع في محفؿ عاـ أو طريؽ عاـ أو في أي مكاف أخر
مطروؽ أو إذا وقع بحيث يستطيع رؤيتو مف كاف في مثؿ ذلؾ الطريؽ أو المكاف.
وتعتبر الكتابة والرسوـ والصور الشمسية والرموز وغيرىا مف طرؽ التمثيؿ عمنية إذا وزعت
بغير تمييز عمى عدد مف الناس أو إذا عرضت بحيث يستطيع أف يراىا مف يكوف في الطريؽ العاـ
أو أي مكاف مطرؽ أو إذا بيعت أو عرضت لمبيع في أي مكاف)
ويبلحظ فى النص أف صور العبلنية قد وردت عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر األمر الذى
يفيد إمكانية إضافة طرؽ أخرى لمعبلنية كاإلنترنت.
وقد إعتبر المشرع المصرى كذلؾ القذؼ الحاصؿ عف طريؽ التميفوف قذفاً ،وتسرى
عميو األحكاـ الخاصة بالقذؼ بالرغـ مف عدـ توافر ركف العبلنية فيو.
وكذلؾ الحاؿ فى قانوف العقوبات الميبى حيث اعتبر المشرع الميبى العبلنية متوفرة كما
ورد فى المادة 16عقوبات فقرة أولى إذا ما ارتكبت الجريمة :
ب -في محؿ عاـ أو مفتوح أو معروض لمجميور وبحضور عدة أشخاص .
ج -في اجتماع ال يعد خاصاً نظ اًر لممكػاف الذي انعقد فيو أو لعدد الحاضريف أو لمغرض الذي
عقد مف أجمو .
وبناء عمى ما تقدـ فإف صور العبلنية قد تتمثؿ فى القوؿ والصياح ػ الفعؿ و اإليماء ػ
ً
الكتابة.
-1عالنية القول أو الصياح :القوؿ ىو ذلؾ الصوت المنبعث مف الفـ منطوياً عمى كممات
35
مفيومة أياً كانت المغة التى نطؽ بيا ،ويشترؾ الصياح معو فى ىذا المدلوؿ ويتميز عنو فى
كونو ػ غالبا ػ غير مفيوـ ػ كالعويؿ والدمدمة ػ أو ذا داللة عرفية معينة(.)1
وتتمثؿ عبلنية القوؿ أو الصياح فى ثبلث صور ىى:
-الجير بالقول أو الصياح أو ترديده بإحدى الوسائل الميكانيكية فى محفل عام أو
طريق عام أو أى مكان آخر مطروق :يعنى الجير بالقوؿ النطؽ بعبارات القذؼ
بصوت مرتفع بحيث يستطيع أف يسمعيا عدد مف الناس بغير تمييز ممف يوجدوف فى
المكاف العاـ الذى صدرت فيو عف المتيـ عباراتو .أما ترديد القوؿ بوسيمة ميكانيكية
فيعنى اإلستعانة بيذه الوسيمة لجعؿ الصوت مسموعاً فى أرجاء المكاف العاـ(.)2
ويقصد بالمحفؿ العاـ ،اإلجتماع الذى يضـ عدداً كبي اًر مف األفراد ويجوز لكؿ شخص
اإلنضماـ إليو ،ويقصد بالطريؽ العاـ كؿ سبيؿ يباح لمجميور المرور بو ،أما المكاف
المطروؽ فيو كؿ مكاف مفتوح لمجميور كدور العبادة والمتاحؼ العامة والمحبلت
التجارية(.)3
-الجير بالقول أو الصياح فى محل خاص بحيث يستطاع سماعو من مكان عام :والعمة
مف إعتبار العمنية قائمة فى ىذه الصورة ،ىى سماع الجميور لعبارات القذؼ وحصوؿ
التشيير بالمجنى عميو ووصوؿ ذلؾ إلى عمـ الجميور ،عمى الرغـ مف أف الوقائع
المسندة إليو قد حصمت فى مكاف خاص(.)4
-اإلذاعة بطريق الالسمكى أو أى طريقة أخرى :فى ىذه الفرضية تتحقؽ العبلنية بإذاعة
القوؿ أو الصياح عف طريؽ جياز البلسمكى أو أى طريقة أخرى (كاإلنترنت مثبلً) مف
شأنيا إيصاؿ الواقعة محؿ اإلسناد إلى مسامع وأنظار الجميور .
-2عالنية الفعل أو اإليماء :نصت المادة 171عقوبات عمى أف "الفعؿ أو اإليماء يكوف
عمنياً إذا وقع فى محفؿ عاـ أو طريؽ عاـ أو فى أى مكاف آخر مطروؽ أو إذا وقع بحيث
يستطيع رؤيتو مف كاف فى مثؿ ذلؾ الطريؽ أو المكاف"
والعبرة فى تحقؽ عبلنية الفعؿ أو اإليماء ليست فى مجرد وقوعو فى مكاف عاـ ،بؿ ىى
فى رؤيتو أو إمكانية رؤيتو لمف يكوف حاض اًر فى مثؿ ذلؾ المكاف .فإذا صدر الفعؿ أو
36
اإليماء خفية بحيث ال يراه أو اليمكف أف يراه إال مف ىو مقصود فبل تتحقؽ بو العبلنية ولو
وقع فى محفؿ عاـ ،وعمى العكس تتحقؽ العبلنية بالفعؿ أو اإليماء ولو وقع فى مكاف غير
عاـ ماداـ يستطيع أف يراه مف يكوف فى الطريؽ العاـ أو أى مكاف آخر مطروؽ(.)1
-3الكتابة :يراد بالكتابة كؿ ما ىو مدوف بمغة مفيومة أو مستطاع فيميا ،أياً كانت المغة وأياً
كانت كيفية تدوينيا ،فيستوى أف تكوف الكتابة قد حررت باليد أو كتبت باآللة الكاتبة أو
طبعت بأية وسيمة مف وسائؿ الطباعة(.)2
ىو تسميـ ما ىو مكتوب وتوزيعو عمى عدد مف األشخاص دوف تمييز ،بشكؿ مادى
يتمثؿ فى التسميـ الفعمى ال الشفوى حيث أف الشفيية ال تتحقؽ بيا العبلنية.
وال يشترط أف يطمع عمى المكتوب كثيروف حيث لـ يضع القانوف حداً أدنى ليـ ولذلؾ
يكفى أف يطمع عميو شخصاف ،كما ال يشترط أف يطرح الجانى فى التداوؿ نسخاً عديدة(.)3
طريقة أخرى تتحقؽ بيا العبلنية وىى عرض المادة التى تحتوى القذؼ بطريقة تمكف
اء تـ ذلؾ العرض فى مكاف عاـ أو مطروؽ ،أو فى مكاف
اآلخريف مف اإلطبلع عمييا ،سو ً
خاص يتيح لمموجود فى مكاف عاـ مف مشاىدتيا.
يقصد بالبيع نقؿ الممكية نظير ثمف معيف ،ويتحقؽ فى ىذه الحالة ببيع المكتوب
المتضمف عبارات القذؼ إلى الجميور ػ بغير تمييز طبعاً ػ أما العرض لمبيع فيو إيجاب صادر
عف الجا نى ببيع المكتوب وذلؾ بشتى وسائؿ الدعاية أو اإلعبلف ،وتعد العبلنية قائمة ولو كاف
( )1د.أحمد أميف بؾ ،شرح قانوف العقوبات المصرى ،القسـ الخاص ،بدوف ناشر ،1949 ،ص.117
( )2د.أحمد أميف بؾ ،شرح قانوف العقوبات المصرى ،المرجع السابؽ ،ص .117
( )3د.حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ،المرجع السابؽ ،ص.212
37
البيع أو العرض لمبيع قد حصبل فى مكاف خاص إذ أف مصدر العبلنية ليس ىو المكاف الذى
يحصؿ فيو البيع أو العرض ولكنو الوسيمة التى تتـ بيا إستفاضة مضموف الكتاب وذيوعو(.)1
أضاؼ المشرع المصرى فى نص المادة 171عبارة " أو بأى وسيمة أخرى مف وسائؿ
العمنية"
وكذلؾ المادة 16ؽ/ع/ؿ نصت أف العبلنية تتحقؽ بأى وسيمة مف وسائؿ الدعاية
والنشر األمر الذى يمكف معو القوؿ تحقؽ العبلنية بغير الطرؽ المتقدمة و لمقاضي أف يستخمص
العبلنية مف أى طريقة تمت بيا تفيد وفقاً لقناعاتو تحققيا.
صبٔ١ب ا :اٌشوٓ اٌّؼٌٕ ٜٛغشّ٠خ اٌمزف( :اٌمظذ اٌغٕبئ)ٝ
القذؼ جريمة عمدية ،ومعنى عمدية أف الجانى يتعمد فييا إرتكاب الفعؿ الموجب
لمعقاب أو لئلحتقار ،وبالتالى فيو يعمـ حقيقة الفعؿ المرتكب ،إضافةً إلتجاه إرادتو إلرتكاب
ىذا الفعؿ .وبتوافر عنصرى العمـ واإلرادة يكتمؿ القصد الجنائى لجريمة القذؼ.
العمم :فبلبد أف ينصرؼ إلى أركاف الجريمة ،ومعنى ذلؾ أنو يتعيف عمـ الجانى بداللة
التعبير الذى استعممو بأف مف شأنو المساس بشرؼ المجنى عميو والحط مف قدره.فإذا جيؿ
ذلؾ فإف القصد الجنائى ال يعد قائماً لديو(.)2
اإلرادة :فتعنى إرادة الفعؿ وارادة النتيجة .وارادة الفعؿ تتحقؽ حيث يكوف القوؿ أو اإليماء أو
الكتابة وليد إرادة حرة وليس إكراه أو سكر اضطرارى .أما إرادة النتيجة فتعنى إرادة النيؿ مف
سمعة المجنى عميو والحط مف شرفو فى المجموعة التى يحيا فييا .والنتيجة فى القذؼ إذف
نتيجة معنوية ال تتمثؿ فى أثر مادى (كالوفاة مثبلً) ولكنيا تتمثؿ فى أثر معنوى ىو التغيير
الذى يمحؽ بالفكرة السابقة عف شخص معيف فى أذىاف الناس(.)3
وفى ذلؾ قضت المحكمة العميا المميبية " أف القصد الجنائى العاـ يكفى إلثبات جريمة
القذؼ وال يؤثر فيو أف يكوف القاذؼ حسف النية حتى يثبت القذؼ الموجب لمعقاب"(.)4
38
ػمٛثخ اٌمزف:
نصت المادة 1/303مف قانوف العقوبات المصرى عمى أنو "يعاقب عمى القذؼ بغرامة
ال تقؿ عف خمسة آالؼ جنيو وال تزيد عف خمسة عشرة ألؼ جنيو أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف" ،
ىذا فى حالة القذؼ البسيط أما القذؼ المشدد فإنو يتحقؽ بإحدى ىذه الصور:
أما فى ليبيا فقد نصت المادة 4مف القانوف رقـ ( )52لسنة 1974ـ بشأف إقامة حد
القذؼ عمى أنو (مع عدـ اإلخبلؿ بحكـ المادة السابعة مف ىذا القانوف يعاقب بالجمد حداً ثمانيف
جمدة ،وال تقبؿ لو شيادة كؿ مف ثبت عميو إرتكاب الجريمة المنصوص عمييا في المادة األولى
مف ىذا القانوف).
ويبلحظ عمى ىذا النص أف المشرع قد قرر لمقذؼ عقوبتيف :أحداىما أصمية وىي
(الجمد) ،واألخرى تبعية وىي (عدـ قبوؿ الشيادة).
39
اٌفـــشع اٌضبٔـــٝ
عشّ٠ــــــخ اٌســـــت
رؼش٠ف اٌست:
يقصد بالسب كؿ خدش لمشرؼ واإلعتبار ،فيو ذو مدلوؿ أوسع مف القذؼ الذي ال
يتحقؽ إال بإسناد واقعة تفضي إلى خدش شرؼ المسند إليو بما تستتبعو مف عقابو أو احتقاره عند
أىؿ وطنو(.)1
أسوبْ اٌست:
-ركف مادى.
-ركف معنوى.
اٌشوٓ اٌّبد:ٜ
يتمثؿ الركف المادى فى جريمة السب ،فى كؿ سموؾ يصدر عف الجانى ويكوف منطوياً
بأى وجو مف الوجوه عمى خدش لشرؼ المجنى عميو أو إعتباره،وبيذا يفترؽ السب عف القذؼ
حيث ال يستمزـ أف يكوف موضوعو واقعة معينة ،بؿ يتحقؽ بإسناد أى أمر يكوف لو ىذا الشأف .
وىو يتحقؽ بإسناد عيب معيف إلى المجنى عميو :كنعتو بأنو كاذب أو مقامر أو عربيد(.)2
وتطبيقاً لذلؾ قضت المحكمة العميا " أف الفارؽ بيف جريمة السب وجريمة التشيير ىو
أف التشيير يتحقؽ إذا حصؿ اإلعتداء عمى سمعة الغير فى غيابو وكاف بحضور أكثر مف
شخص أما إذا وقع اإلعتداء فى حضور المجنى عميو فإنو يكوف جريمة السب وفقاً لممادة 438
عقوبات(.)3
اٌست اٌؼٍٕ:ٝ
40
يقوم السب العمنى عمى ثالثة أركان
-ركف مادى.
-ركف معنوى.
-ركف العبلنية.
وقد سبؽ لنا بياف وشرح تمؾ األركاف لذلؾ نحيؿ عمييا منعاً لمتكرار.
أما قانوف العقوبات الميبى فقد تناوؿ جريمة السب فى المادة 438بنصو:
" كؿ مف خدش شرؼ شخص أو اعتباره في حضوره يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز ستة أشير أو
بغرامة ال تجاوز خمسة وعشريف جنيياً .تطبؽ العقوبة ذاتيا عمى مف ارتكب الفعؿ بالبرؽ أو
التميفوف أو المحررات أو الرسوـ الموجية لمشخص المعتدى عميو .وتكوف العقوبة الحبس لمدة ال
تجاوز السنة أو الغرامة التي ال تجاوز أربعيف جنيياً إذا وقع اإلعتداء بإسناد واقعة معينة".
41
اٌفـــشع اٌضـــبٌش
عشائــُ اٌمـــزف ٚاٌســت ػـجش اإلٔزشٔذ
حددت المادة 171و 16مف قانونى العقوبات المصرى والميبى عمى التوالى صور
العبلنية والتى عرضناىا بالشرح سابقاً ،ولكف نفس المادتيف أضافتا أف العبلنية يمكف أف تتـ
بأى وسيمة أخرى ،ولعمو مف المنطقى أف يعتبر اإلنترنت وسيمة مف ضمف وسائؿ العبلنية نظ اًر
ألف المادة المنشورة أياً كانت صورة أو مقاؿ تكوف تحت متناوؿ أى شخص يتصفح اإلنترنت
دوف تحديد أو تمييز أو إنتقاء لمتمقى ىذه المادة .ومف الممكف إرتكاب جرائـ القذؼ والسب عبر
اإلنترنت بأحد الصور التالية:
1ـ إٔشبء ِٛالغ ػٍ ٝاإلٔزشٔذ ِزخظظخ ف ٝاٌمزف ٚاٌست:
تعمؿ ىذه المواقع عمى إبراز سمبيات الشخص المستيدؼ ونشر أس ارره ،والتي قد يتـ
الحصوؿ عمييا بطريقة غير مشروعة بعد الدخوؿ عمى جيازه ،أو بتمفيؽ األخبار عنو .ومف
ذلؾ قياـ شخص في دولة خميجية بإنشاء موقع ونشر صور إحدى الفتيات وىي عارية وفي
أوضاع مخمة مع صديقيا(.)1
وفي جميورية مصر العربية تمكنت المباحث المصرية مف ضبط ميندس مصري يقوـ
بنشر معمومات كاذبة عمى إحدى مواقع الويب بيدؼ التشيير بعائمة مسئوؿ مصري وابنتو .وفي
واقعة مماثمة أصدرت محكمة جنح مستنأؼ النزىة حكماً بالحبس 6أشير عمى أحد األشخاص
قاـ بإنشاء موقع خاص لو عمى شبكة اإلنترنت ووضع عميو صو ار إباحية مركبة عف إحدى
الفتيات ومعمومات تمس شرفيا وسمعتيا .وفي دولة اإلمارات العربية المتحدة أدانت محكمة جنح
دبي أحد مشجعي كرة القدـ بتيمة القذؼ والسب لشرطة دبي عمى شبكة اإلنترنت ،حيث أنو
أنشاء موقعا خاصا بو عمى الشبكة تعرض فيو بالقذؼ والسب لشرطة دبي بزعـ أنيا ضربتو بعد
إحدى المباريات .وقضت بتغريمو ثبلثة آالؼ درىـ إماراتي(.)2
وفى السعودية كذلؾ ووفقاً لنظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية تـ محاكمة إثنيف مف
المواطنيف قاما بكتابة مقاالت تتضمف السب والشتـ واإلتيامات الكاذبة فى حؽ شخص ثالث عف
طريؽ أحد المنتديات اإلليكترونية(.)3
وتتحقؽ العبلنية عف طريؽ مواقع اإلنترنت كذلؾ ،عف طريؽ الصحؼ التى تممؾ مواقع
( )1محمد عبدا﵀ منشاوي ،جرائـ اإلنترنت مف منظور شرعي وقانوني ،بحث منشور عمى اإلنترنت،
،راجع الموقع http://www.minshawi.com/old/internetcrim-in%20the%20law.htm :
(2) http://www.prameg.com/vb/t66778.html
(3) http://www.m3rof.com/vb/t29170.html
42
إليكترونية خاصة بيا ،حيث أف عبارات السب والقذؼ تكوف فى متناوؿ كؿ مف يتصفح موقع
الصحيفة ،حيث يتوفر فييا شرط العرض لمغير.
والجدير بالذكر أف بعض المواقع اإلليكترونية تتيح خدمة إرساؿ رسائؿ قصيرة مجانية
إلى التميفونات النقالة ،األمرالذى أدى بالبعض إلستغبلؿ تمؾ الميزة فى إرساؿ رسائؿ تحوى
ألفاظاً خادشة لمحياء وماسة باعتبار الشخص المستقبؿ ليذه الرسائؿ ،حيث أف ىذه الخدمة ال
تظيرىوية الشخص المرسؿ.
2ـ اٌجش٠ذ اإلٌ١ىزش:ٝٔٚ
يعرؼ ب ( )E-Mailوىوطريقة تسمح بتبادؿ الرسائؿ المكتوبة بيف األجيزة المتصمة
بشبكة المعمومات(.)1
وىذا البريد اإلليكترونى يستخدـ كمستودع لحفظ األوراؽ والمستندات الخاصة فى
صندوؽ البريد الخاص بالمستخدـ ،شرط أف يتـ تأميف ىذا الصندوؽ بعدـ الدخوؿ إليو ،وذلؾ
بطرؽ التأميف المعروفة ومنيا التشفير ،وكممات المرور ، passwordوغيرىا مف تقنيات
الحماية الفنية(.)2
وتعد رسائؿ البريد اإلليكترونى المرسمة مف شخص آلخر سواء كانت رسائؿ إليكترونية
()3
فيما بينيـ رسائؿ خاصة ،أى ال تتوفر فييا العبلنية ،وبالتالى إذا حوت أو عف طريؽ الشات
تمؾ الرسائؿ إىانة أو سباً فإننا نكوف بصدد سب غير عمنى.
وكذلؾ يمكف إعتبار جريمة القذؼ قد وقعت فى المثاؿ السابؽ حتى فى حالة عدـ تحقؽ
العبلنية ،عمى إعتبار أف المشرع المصرى قد أقر بوقوع جريمة القذؼ عف طريؽ التميفوف ،وبما
أف شبكة اإلنترنت قد تعتمد عمى شبكة األسبلؾ الياتفية فى إنشائيا ،فإف القذؼ فى ىذه
الفرضية الواقع عف طريؽ البريد اإلليكترونى يعد قذفاً عف طريؽ التميفوف بالتبعية ،وتتحقؽ
العبلنية كذلؾ إذا ما قاـ أحد الياكرز بإقتحاـ البريد اإلليكترونى ألحد األشخاص ،واطمع عمى
مايحويو وقاـ بنشر الرسالة التى تحوى سباً وقذفاً عمى شبكة اإلنترنت بحيث يتاح لكافة
مستخدمى الشبكة اإلطبلع عمي مضمونيا.
( )1د .خالد ممدوح إبراىيـ ،حجية البريد اإللكتروني في اإلثبات،بحث منشور بالموقع التالى :
http://www.tashreaat.com/view_studies2.asp?id=658&std_id=99
( ) 2د.عبد الفتاح بيومى حجازى ،الحكومة اإلليكترونية ونظاميا القانونى ،المجمد األوؿ ،النظاـ القانونى
لمحكومة االليكترونية ،دار الفكر الجامعى ، 2004،ص.172
( )3كممة شات جذورىا غربيو وىى كممو تتماشى مع البرامج الكثيره التي حصرت تحت قالب التعارؼ عبر النت
أو الصداقو.
43
وبشكؿ عاـ فإف العبلنية تتحقؽ إذا ما تـ إرساؿ الرسائؿ اإلليكترونية لعدد غير محدود
مف األشخاص ودوف تمييز بينيـ.
وكذلؾ فإف البريد اإلليكترونى يمكف إستخدامو لمدخوؿ إلى ما يعرؼ بغرؼ الشات
والدردشة ،وىى عبارة عف ممتقيات جماعية لعدد مف األشخاص يمتقوف فييا لمتحاور والتعارؼ ،
ويتاح فييا التحدث بالصوت والكتابة بؿ وبالكاميرات التى مف خبلليا يمكنيـ رؤية بعضيـ
البعض ،ولكف فى أغمب األحياف ينتيى بيـ األمر إلى تبادؿ السباب والشتائـ ،وىو أمر تتحقؽ
بو العبلنية أيضاً ألف مايحدث يشيده عدد كبير مف المتواجديف بغرفة الدردشة فغرؼ الدردشة
فى ىذا المقاـ توازى المكاف المطروؽ.
ومف أبرز األمثمة عمى جرائـ القذؼ والسب الواقعة عبر البريد اإلليكترونى ،قياـ شاب
فى مصر بإرساؿ رسائؿ سب وقذؼ فى حؽ مديرة إحدى الشركات السياحية وقد قاـ بإرساؿ ىذه
الرسالة لكافة العامميف بالشركة ومديريف كافة الفروع بقصد التشيير بيا ،إنتقاماً منيا بسبب
رفضيا تعيينو بالشركة(.)1
وكذلؾ قياـ محامى مصرى بإرساؿ رسائؿ إلكترونية تحمؿ عبارات سب وقذؼ فى حؽ
شخص آخر وأقاربو ،األمر الذى دعا المجنى عميو إلى التوجو إلى إدارة مكافحة جرائـ
الحاسبات وشبكات المعمومات بو ازرة الداخمية ،حيث توصمت عمميات الفحص الفني والتقني التى
إلي أف الرسائؿ أرسمت مف جياز كمبيوتر تبيف أنو خاص قامت بيا اإلدارة المذكورة،
بالمتيـ(.)2
وفى ليبيا قاـ أحد األشخاص بإلتقاط صور إلحدى الفتيات مستخدماً ىاتفو النقاؿ ،وقاـ
بإنشاء بريد إليكترونى بإسـ ذات الفتاه ،ووضع صورتيا عمى ىذا البريد إضافةً إلى بعض
العبارات المشينة بحقيا(.)3
واآلف وبعد أف استعرضنا بعض جرائـ القذؼ والسب الواقعة عف طريؽ اإلنترنت ،فإف
ثمة تساؤؿ يطرح نفسو فى ظؿ غياب نصوص تشريعية خاصة بجرائـ اإلنترنت ،حوؿ إمكانية
تطبيؽ النصوص العقابية التقميدية عمى مثؿ ىذه النوعية مف الجرائـ.
وبخصوص الرد عمى ىذا السؤاؿ فإننا ػ وحسب ما نظنو وفقاً لممنطؽ صحيحاً ػ فإف
(1)http://www.nasbcom.net/vb/showthread.php?t=7208.
( )2جريدة األىراـ،العدد ،44692بتاريخ ، 2009-4-17ص.12
( ) 3عثماف سعيد المحيشي ،ورقة عمؿ مقدمو إلى المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية ،المؤتمر الدولي األوؿ
لقانوف اإلنترنت 25-21اغسطس ، 2005منشور عمى الموقع.
http://www.minshawi.com/other/muhashy.htm
44
إعماؿ نصوص قانوف العقوبات التقميدى واجب فى ىذه الحالة ،فالقوؿ بغير ذلؾ يؤدى إلى
تحوؿ اإلنترنت إلى عالـ غير مأموف تسوده الفوضى والبلأخبلقيات ،ويسند ىذا الرأى أدلة
تتمثؿ فى :
أف المادة 171مف قانوف العقوبات المصرى قد نصت عمى بعض طرؽ العبلنية عمى
سبيؿ المثاؿ ال الحصر ،وأنيا أضافت أف العبلنية مف الممكف تحققيا بأى وسيمة أو طريقة
أخرى.
واإلنترنت ػ دوف شؾ ػ يعتبر وسيمة فعالة تتحقؽ بيا العبلنية ،فأفعاؿ القوؿ أو الصياح
أو الكتابة أو الصور والتوزيع والعرض المنصوص عمييا فى المادة 171مف الممكف إرتكابيا
عبر اإلنترنت وبنفس الوقع والتأثير كما ولو أنيا ارتكبت بغير طريؽ اإلنترنت .
وكذلؾ فيما يتعمؽ بالمكاف المطروؽ المنصوص عميو ،فإف اإلنترنت يعتبر مكاناً
مطروقاً ،ذلؾ أنو مف الممكف دخولو مف قبؿ الكافة دوف تمييز وتحديد.
وبشكؿ عاـ فإف طرؽ العبلنية الواردة فى نص المادة 171مف الممكف تحققيا عبر اإلنترنت.
ونفس األمر ينطبؽ عمى ما نصت عميو المادة 16مف قانوف العقوبات الميبى ،حيث
حددت طرؽ العبلنية ،ونصت أف العبلنية كذلؾ قد تتحقؽ بأية وسيمة أخرى ،وىو ما ينطبؽ
عمى اإلنترنت بنفس المعنى الذى أوردناه سابقاً.
ورغـ تسميمنا بمدى أىمية تطبيؽ قانوف العقوبات التقميدى فى مواجية ىذه الجرائـ ،إال
أف ذلؾ ليس معناه غض الطرؼ واإلكتفاء بقانوف العقوبات كحؿ أوحد فى مواجية ىذه الجرائـ ،
فيذه الجرائـ تتميز بخصائص تكنولوجية وتقنية فريدة تميزىا عف غيرىا مف الجرائـ التقميدية
وتجعميا فى قالب أكبر مف تمؾ األخيرة ،بحيث تصبح الموازنة بيف ىذيف النوعيف ػ جرائـ تقميدية
وجرائـ اإلنترنت ػ فى الخضوع لقانوف واحد ضرباً مف ضروب الفراغ والقصور مف الناحية
التشريعية ،األمر الذى يتطمب نصوصاً تشريعية خاصة بيا.
ومف الدوؿ العربية السباقة فى ىذا المجاؿ المممكة العربية السعودية ،بإصدارىا نظاـ
مكافحة الجرائـ المعموماتية ،حيث نصت فى مادتو الثالثة الفقرة 5المتعمقة بالتشيير باآلخريف
بعقوبة السجف مدة ال تزيد عمى سنة أو الغرامة التى ال تزيد عمى خمسمائة ألؼ لاير.
45
اٌّطٍــــت اٌضبٔـــٝ
عشائُ اإلػزذاء ػٍ ٝحشِخ اٌح١بح اٌخبطخ
بادىء ذى بدء وقبؿ الخوض فى جرائـ االعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة ،ينبغى أوالً
تحديد مفيوـ الحياة الخاصة ،والجدير بالذكر فى ىذا المقاـ أنو ليس ثمة إتفاؽ حوؿ مفيوـ
الحياة الخاصة.
فقد عرفيا البعض بأنيا " أحد الحقوؽ المصيقة بالشخصية والتى تثبت لئلنساف لمجرد
كونو إنساناً(.)1
وقد عرؼ مؤتمر (الحؽ فى حرمة الحياة الخاصة) الذى عقد بمدينة اإلسكندرية فى عاـ
1987الحؽ فى الحياة الخاصة بأنو " حؽ الشخص فى أف يحترـ الغير كؿ ما يعد مف
خصوصياتو مادية كانت أو معنوية أـ تعمقت بحرياتو عمى أف يتحدد ذلؾ بمعيار الشخص
العادى وفقاً لمعادات والتقاليد والنظاـ القانونى القائـ فى المجتمع ومبادىء الشريعة اإلسبلمية"(.)2
ولعمو مف المبلئـ أف ينحصر مفيوـ الحياة الخاصة فى كؿ مايخص اإلنساف وحده دوف
غيره مف الناس ،األمر الذى يوجب عمى اآلخريف إحتراـ خصوصياتو وعدـ التطفؿ عمييا ،وعدـ
التدخؿ فييا إال برضاه المباشر.
يف َِّ
والحجة فى ذلؾ الشريعة اإلسبلمية الغراء خير مرجع حيث يقوؿ تعالى ( َيا أَيُّيَا الذ َ
َّ آمُنوا ال تَ ْد ُخمُوا بيوتاً َغ ْير بيوتِ ُكـ حتَّى تَستَأْنِسوا وتُسمِّموا عمَى أ ْ ِ ِ
َىميَا َذل ُك ْـ َخ ْيٌر لَ ُك ْـ َل َعم ُك ْـ تَ َذ َّك ُر َ
وف ْ ُ َ َ ُ َ َ ُُ ْ َ ُُ َ
يؿ لَ ُك ْـ ْارِج ُعوا فَ ْارِج ُعوا ُى َو أ َْزَكى ِ ِ
وىا َحتَّى ُي ْؤَذ َف لَ ُك ْـ َوِا ْف ق َ { }27فَِإ ْف لَ ْـ تَ ِج ُدوا فييَا أ َ
َحداً فَبل تَ ْد ُخمُ َ
ِ َّ
يـ {( )}28اآليتيف 28 - 27مف سورة النور). وف َعم ٌلَ ُك ْـ َوالموُ بِ َما تَ ْع َممُ َ
وقوؿ رسولنا الكريـ (التؤذوا المسمميف وال تعيروىـ وال تتبعوا عوراتيـ ،فإنو مف تتبع
عورات أخيو تتبع ا﵀ عورتو ،ومف تتبع ا﵀ عورتو فضحو ولو فى جوؼ رحمو) .رواه الترمذى
فى البر والصمة ،باب ما جاء فى تعظيـ المؤمف.
( )1عمر فاروؽ الحسينى ،المشكبلت اليامة المتصمة بالحاسب اآللى وأبعادىا الدولية ،دراسة تحميمية ونقدية
لنصوص التشريع المصرى مقارناً بالتشريع الفرنسى ،الطبعة الثانية ،دار النيضة العربية ،1995 ،ص.48
( )2أنظر د.مصطفى أحمد عبد الجواد حجازى ،الحياة الخاصة ومسئولية الصحفى ،دار الفكر العربى ،
، 2001/2000ص. 52
46
اٌفــــشع األٚي
عشائُ اإلػزذاء ػٍ ٝحشِخ اٌح١بح اٌخبطخ ف ٝلبٔ ْٛاٌؼمٛثبد
تنص المادة 309مكر اًر مف قانوف العقوبات المصرى عمى أنو :يعاقب بالحبس مدة ال
تزيد عمى سنة كؿ مف إعتدى عمى حرمة الحياة الخاصة لممواطف ،وذلؾ بأف إرتكب أحد
األفعاؿ اآلتية فى غير األحواؿ المصرح بيا قانونا أو بغير رضاء المجنى عميو :
( أ ) إسترؽ السمع أو سجؿ أو نقؿ عف طريؽ جياز مف األجيزة أيا كاف نوعو محادثات جرت
فى مكاف خاص أو عف طريؽ التميفوف.
(ب) التقط أو نقؿ بجياز مف األجيزة أياً كاف نوعو صورة شخص فى مكاف خاص.
فإذا صدرت األفعاؿ المشار إلييا في الفقرتيف السابقتيف أثناء إجتماع عمى مسمع أو
مرأى مف الحاضريف في ذلؾ االجتماع ،فإف رضاء ىؤالء يكوف مفترضا.
ويعاقب بالحبس الموظؼ العاـ الذى يرتكب أحد األفعاؿ المبينة بيذه المادة إعتماداً عمى
سمطة وظيفتو.
وكذلؾ نصت مادة 309مكرر ( أ ) عمى أنو :يعاقب بالحبس كؿ مف أذاع أو سيؿ
إذاعة أو استعمؿ ولو في غير عبلنية تسجيبلً أو مستنداً متحصبل عميو بإحدى الطرؽ المبينة
بالمادة السابقة أو كاف ذلؾ بغير رضاء صاحب الشأف .
ويعاقب بالسجف مدة التزيد عمى خمس سنوات كؿ مف ىدد بإفشاء أمر مف األمور التى
تـ التحصؿ عمييا بإحدى الطرؽ المشار إلييا لحمؿ شخص عمى القياـ بعمؿ أو اإلمتناع عنو.
ويعاقب بالحبس الموظؼ العاـ الذى يرتكب أحد األفعاؿ المبينة بيذه المادة إعتماداً عمى
سمطة وظيفتو .ويحكـ في جميع األحواؿ بمصادرة األجيزة وغيرىا مما يكوف قد استخدـ في
الجريمة او تحصؿ عنيا ،كما يحكـ بمحو التسجيبلت المتحصمة عف الجريمة أو إعداميا.
وقد نصت المادة ( )45مف الدستور كذلؾ عمى اآلتي ":لحياه المواطنيف الخاصة
حرمة يحمييا القانوف ،ولوسائؿ اإلتصاؿ حرمة وسريتيا مكفولة و ال تجوز مصادرتيا أو
اإلطبلع عمييا أورقابتيا إال بأمر قضائي مسبب ولمدة محدودة وفقاً ألحكاـ القانوف".
وكذلؾ نص المادة 57بأف " كؿ إعتداء عمى الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة
لممواطنيف وغيرىا مف الحقوؽ والحريات العامة التي يكفميا الدستور والقانوف جريمة ال تسقط
الدعوى الجنائية وال المدنية الناشئة عنيا بالتقادـ ،وتكفؿ الدولة تعويضا عادال لمف وقع عميو
االعتداء".
47
وكذلؾ نص قانوف الصحافة رقـ 96لسنة 1996فى مادتيو 22 ، 21فالمادة 21
تنص عمى أف " ال يجوز لمصحفي أو غيره أف يتعرض لمحياة الخاصة لممواطنيف ،كما ال يجوز
لو أف يتناوؿ مسمؾ المشتغؿ بالعمؿ العاـ أو الشخص ذي الصفة النيابية العامة أو المكمؼ
بخدمة عامة إال إذا كاف التناوؿ وثيؽ الصمة بأعماليـ و مستيدفا المصمحة العامة".
وقد بينت المادة 22العقوبة المترتبة عمى مخالفة نص المادة 21وىى الحبس مدة ال
تزيد عمي سنة و بغرامة ال تقؿ عف خمسة آالؼ جنيو و ال تزيد عمي عشرة آالؼ جنيو أو
بإحدى ىاتيف العقوبتيف.
وقد نص مشروع قانوف العقوبات الميبي الجديد فى المادة 334تحت عنواف اإلعتداء
عمى حرمة الحياة الخاصة عمى أنو:
يعاقب بالحبس أو بالغرامة التي ال تزيد عمى ثبلثة آالؼ دينار كؿ مف إعتدى عمى
حرمة الحياة الخاصة ألي شخص ،وذلؾ بأف إرتكب أحد األفعاؿ اآلتية في غير األحواؿ
المصرح بيا قانوناً أو بغير رضا المجني عميو.
أ -إسترؽ السمع أو سجؿ أو نقؿ عف طريؽ جياز مف األجيزة أياً كاف نوعو محادثات جرت
في مكاف خاص أو عف طريؽ الياتؼ.
ب -إلتقط أو نقؿ بجياز مف األجيزة أياً كاف نوعو صورة شخص في مكاف عاـ أو خاص.
ويعاقب بالحبس الموظؼ العاـ الذي يرتكب أحد األفعاؿ المبينة بيذه المادة إعتماداً عمى
وظيفتو.
ويحكـ في جميع األحواؿ بمصادرة األجيزة وغيرىا مما يكوف قد استخدـ في الجريمة،
كما يحكـ بمحو التسجيبلت المتحصمة عنيا أو إعداميا.
وقد تناوؿ القانوف رقـ " 20لسنة1991ـ" بشأف تعزيز الحرية فى ليبيا حرمة الحياة
الخاصة فى المادتيف 15و 16حيث نصت المادة الخامسة عشرة عمى أف " :سرية المراسبلت
مكفولة فبل يجوز مراقبتيا إال في أحواؿ ضيقة تقتضييا ضرورات أمف المجتمع وبعد الحصوؿ
عمى إذف بذلؾ مف جية قضائية".
وكذلؾ نصت المادة السادسة عشرة عمى أف " :لمحياة الخاصة حرمة ويحظر التدخؿ
فييا إال إذا شكمت مساساً بالنظاـ واآلداب العامة أوضر ار باآلخريف أو إذا اشتكى احد أطرافيا".
48
اٌفــــشع اٌضبٔــــٝ
طٛس اإلػزذاء ػٍ ٝحشِخ اٌح١بح اٌخبطخ ف ٝلبٔ ْٛاٌؼمٛثبد
عدد قانوف العقوبات المصرى ومشروع قانوف العقوبات الميبى بعضأ مف األفعاؿ التى
تعتبر انتياكاً لحرمة الحياة الخاصة ،حقيقةً أنو ليس مف الواضح ما إذا كانت األفعاؿ المذكورة
عمى سبيؿ الحصر أـ المثاؿ ،عموماً فإف األفعاؿ التى تعد إنتياكاً لحرمة الحياة الخاصة
ينحصر أغمبيا فى :
تعتبر المحادثات الشخصية وعاء تنصب فيو أسرار الحياة الخاصة لمناس ،ومف ىنا
كاف لممحادثات الشخصية حرمة ال يجوز انتياكيا باعتبارىا امتداد لمحياة الخاصة لمناس(.)1
والمحادثات الشخصية لؤلفراد قد تكوف فى مكاف خاص وكذلؾ مف الممكف كذلؾ حدوثيا
عف طريؽ الياتؼ.
والمكاف الخاص ىو المكاف الذى ال يمكف دخولو إال ألشخاص يرتبطوف مع بعضيـ
بصمة خاصة وال يمكف لمخارج عنو أف يشاىد ما يجرى بداخمو أو أف يسمعو(.)2
والحصوؿ عمى المحادثة الخاصة ،يتـ إما باستراؽ السمع ،أو تسجيؿ الحديث ،أو
نقمو بدوف رضاء المجنى عميو ،ذلؾ أف الرضا الصادر مف ىذا األخير يزيؿ الخصوصية عف
حديثو.
وكذلؾ ينبغى توافر القصد الجنائى لدى الجانى ،بأف تتجو إرادة الفاعؿ إلرتكاب الفعؿ
مع عممو بخصوصية المحادثات الشخصية وكذلؾ عممو بعدـ رضا المجنى عميو.
( ) 1د .أحمد فتحى سرور ،الوسيط فى قانوف العقوبات ،القسـ الخاص ،الطبعة الرابعة ،دار الطباعة الحديثة
،1991 ،ص.773
( )2د .محمد زكى أبو عامر ،قانوف العقوبات ،القسـ الخاص ،دار الجامعة الجديدة ،2007 ،ص .634
49
العقوبة المقررة ليذه الجريمة :
نصت المادة 309مكرر عمى أف العقوبة ىى الحبس مدة ال تزيد عمى سنة.
أما إذا ارتكب الموظؼ العاـ ىذه الجريمة اعتماداً عمى سمطة وظيفتو كانت عقوبتو الحبس.
وكذلؾ مصادرة األجيزة التى أستخدمت فى الجريمة ومحو التسجيبلت المتحصمة عنيا
أو إعداميا.
أما مشروع القانوف الميبى فقد نص عمى أف العقوبة ىى الحبس أو الغرامة التي ال تزيد
عمى ثبلثة آالؼ دينار ،إضافة إلى مصادرة األجيزة وغيرىا مما يكوف قد استخدـ في الجريمة ،
وكذلؾ محو التسجيبلت المتحصمة عنيا أو إعداميا.
صبٔ١ب ا :إٌزمبط أٔ ٚمً اٌظٛسح:
محؿ ىذه الجريمة ىو صورة شخص فى مكاف خاص ،وعميو فبل تقع الجريمة إال
بتوافر شرطيف أوليما أف تكوف الصورة لشخص ،فبل تقع الجريمة إذا كاف محميا صورة لشىء
أو لمستند أو لمكاف ،وثانييما أف تكوف الصورة لشخص فى مكاف خاص ،فإذا كانت الصورة
فى مكاف عاـ ال تقع بالفعؿ الجريمة(.)1
يشترط كذلؾ إللتقاط أو نقؿ الصورة توافر عنصر القصد الجنائى بعنصريو العمـ
واإلرادة.
أما بالنسبة لعقوبة الجريمة فيى ذات العقوبة المقررة لجريمة إنتياؾ حرمة المحادثات
الشخصية.
صبٌضب ا :إراػخ أ ٚإسزؼّبي اٌزسغ ً١أ ٚاٌّسزٕذ:
يراد بإذاعة التسجيؿ أو المستند (ويسرى عمى الصورة) تمكيف عدد غير محدود مف
الناس مف العمـ بو واإلطبلع عمى فحواه ،أما تسييؿ اإلذاعة فيراد بو تقديـ المساعدة لمف يقوـ
باإلذاعة ،ويراد باإلستعماؿ اإلنتفاع بالتسجيؿ أو المستند ولو فى غير عبلنية كمف يطمع آخر
عمى صورة ألتقطت لفتاه فى مكاف خاص ،وغالباً ما ينطوى اإلستعماؿ عمى اإلذاعة(.)2
ويجب أف يكوف التسجيؿ أوالمستند قد تـ الحصوؿ عميو بأحد الطرؽ المبينة فى المادة
309مكرر ،وبشكؿ عاـ أف يتـ ذلؾ دوف رضا المجنى عميو.
( )1د .فوزية عبد الستار ،شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ،الطبعة الثانية ،دار النيضة العربية ،1988 ،
ص.647
( )2د .أحمد فتحى سرور ،المرجع السابؽ ،ص.779
50
العقوبة المقررة ليذه الجريمة:
بالنسبة لقانوف العقوبات المصرى فإنو يجب فى ىذا الخصوص أف نفرؽ بيف أف يقوـ
الجانى بإذاعة أو إستعماؿ التسجيؿ أو المستند فعبلً ،وأف يقوـ بالتيديد بإفشاء ما تحصؿ عميو
مف محادثات أو صور.
ففى الحالة األولى تكوف العقوبة ىى الحبس .أما فى حالة التيديد باإلفشاء فتكوف
العقوبة ىى السجف مدة ال تزيد عف خمس سنوات ،وذلؾ إذا كاف التيديد باإلفشاء بغرض حمؿ
شخص عمى القياـ بعمؿ أو اإلمتناع عنو.
واذا ارتكبت الجريمة مف قبؿ موظؼ عاـ اعتماداً عمى سمطة وظيفتو كانت العقوبة
السجف.
إضافة إلى مصادرة األجيزة وغيرىا مما يكوف قد استخدـ فى الجريمة أو تحصؿ عنيا ،
وكذلؾ محو التسجيبلت المتحصمة عف الجريمة أو إعداميا.
أما بالنسبة لمشروع قانوف العقوبات الميبى فإف العقوبة ىى نفسيا العقوبة المقررة إلنتياؾ
حرمة المحادثات الشخصية أو إلتقاط ونقؿ الصورة.
اٌفشع اٌضبٌش
اإلػزذاء ػٍ ٝحشِخ اٌح١بح اٌخبطخ ػجش اإلٔزشٔذ
يبرز اإلعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة عبر الحاسب اآللى وشبكات اإلنترنت فى عدة
صور أىميا :
- 1عشّ٠خ اإلطالع غ١ش اٌّششٚع ػٍ ٝاٌج١بٔبد اٌشخظ١خ:
تتحقؽ ىذه الجريمة باإلطبلع غير المشروع عمى أسرار األشخاص المخزنة فى الحاسب
إعتداء عمى حياتيـ الخاصة وانتياؾ لحرمة أسرارىـ ومحؿ اإلطبلع ىنا ىو
ً اآللى ،مما يمثؿ
بيانات ومعمومات شخصية وخاصة يريد صاحبيا إبقائيا سرية ،وبالتالى ال تتحقؽ ىذه الجريمة
عندما يكوف اإلطبلع فييا مباحاً لمكافة(.)1
ويشترط لوقوع ىذه الجريمة أف يتـ اإلطبلع مف شخص غير مرخص لو قانوناً باإلطبلع
عمى تمؾ البيانات أو المعمومات الشخصية ،وعميو فبل يتصور أف يتـ إرتكاب ىذه الجريمة مف
( ) 1أسامة أحمد المناعسة ،جبلؿ محمد الزعبي ،صايؿ فاضؿ اليواوشة ،جرائـ الحاسب اآللى واإلنترنت ،
دراسة تحميمية مقارنة ،الطبعة األولى ،داروائؿ لمنشر والتوزيع ،عماف ،2001 ،ص.218
51
قبؿ شخص مصرح لو بتخزيف وحفظ أو تصنيؼ تمؾ البيانات والمعمومات الخاصة.
ويتحقؽ الركف المادى ليذه الجريمة بمجرد إطبلع الجانى عمى البيانات الخاصة بغيره
عبر شبكة اإلنترنت ،أما الركف المعنوى فيتحقؽ بعممو بأنو يطمع عمى أسرار الغير دوف رضاىـ
،واتجاه إرادتو لذلؾ.
2ـ عشّ٠خ عّغ ث١بٔبد شخظ١خ ثذ ْٚرشخ١ض:
تتحقؽ ىذه الجريمة بالجمع والتخزيف لبيانات شخصية تخص أشخاصاً بعينيـ ويتـ ىذا
الجمع أو التخزيف بصورة غير قانونية مف أشخاص أو جيات ليس ليـ الحؽ فى القياـ بيذا
الجمع أو التخزيف ليذه البيانات(.)1
إعتداء وتيديداً
ً وىذا الجمع أو التخزيف لمبيانات الشخصية بأساليب غير مشروعة يشكؿ
لمحياة الشخصية .ويعد مف قبيؿ ىذه االساليب غير المشروعة مراقبة واعتراض وتفريغ وقراءة
الرسائؿ المتبادلة عف طريؽ البريد اإلليكترونى والتوصؿ بشكؿ غير مشروع إلى ممفات تعود
آلخريف ،وغير ذلؾ مف األساليب التى يتمكف الجانى بواسطتيا مف جمع بيانات بشكؿ غير
مشروع(.)2
وكذلؾ مف الطرؽ التى يتـ مف خبلليا اإلطبلع عمى البيانات الشخصية وكذلؾ جمعيا
دوف ترخيص اإلعتماد عمى تقنية ممفات الكوكيز ( )Cookiesوىى عبارة عف ممفات نصية
تيدؼ إلى جمع بعض المعمومات الشخصية بالتسمؿ إلى جياز الشخص متصفح موقع اإلنترنت
وتقوـ بنقؿ كافة البيانات الموجودة داخؿ جيازه إلى السيرفر الخاص بالموقع مما يتيح العامميف
عمى ىذه السيرفر اإلطبلع عمى تمؾ المعمومات.
ومف أبرز األمثمة المتعمقة بجمع بيانات شخصية دوف ترخيص قياـ مراىؽ مف ألمانيا
اإلتحادية (سابقاً) ،ال يتجاوز السادسة عشر عاماً بنصب (مصائد بيانات) إللتقاط وجمع بيانات
ذات طبيعة شخصية خاصة بمستخدمى اإلنترنت ،وقيامو بعمميات تبلعب واتبلؼ لبعض ىذه
البيانات وتغيير كممات السر التى يستخدمونيا(.)3
وتمثؿ األفعاؿ السابؽ ذكرىا الركف المادى ليذه الجريمة ،أما الركف المعنوى فيتمثؿ فى
عمـ الجانى بعدـ مشروعية تمؾ األفعاؿ ،واتجاه إرادتو رغـ ذلؾ إلرتكابيا.
وعمى الرغـ مف صعوبة التمييز بيف ما يعد مف البيانات الشخصية وبيف ما ال يعد كذلؾ
( )1د.عفيفي كامؿ عفيفى ،جرائـ الكمبيوتر وحقوؽ المؤلؼ والمصنفات الفنية ،بدوف ناشرأو تاريخ ،ص.257
( )2د.عفيفي كامؿ عفيفى ،المرجع السابؽ ،ص .258
( )3راجع بيذا الخصوص ،محمد عبد ا﵀ أبو بكر سبلمة ،المرجع السابؽ ،ص .189
52
،إال أف البعض يرى أف مف شأف استخداـ الحاسبات اآللية كبنوؾ لممعمومات أف يمكف الجانى
مف التعرؼ إلى السمات الشخصية التى تميز الفرد الذى تعود إليو ىذه البيانات مما يمثؿ انتياكاً
لمحياة الخاصة لمشخص(.)1
وتكمف الخطورة فى ىذا الفعؿ فى إمكانية استخداـ تمؾ المعمومات السرية ذات العبلقة
بالحياة الخاصة مف قبؿ الجانى لتحقيؽ أىداؼ غير مشروعة تتمثؿ فى ابت اززه لممجنى عميو
وتيديده بمثؿ تمؾ المعمومات بغرض حممو عمى القياـ بعمؿ أو اإلمتناع عنو ،أو لغرض
الحصوؿ عمى أى منفعة منو.
-3عشّ٠خ اٌزٙذ٠ذ ثبإلسزغالي غ١ش اٌّششٚع ٌألسشاس اٌشخظ١خ:
تتحقؽ ىذه الجريمة بالتيديد باإلستغبلؿ غير المشروع لؤلسرار الشخصية ،حيث يستغؿ
مرتكب ىذه الجريمة ما يحصؿ عميو مف أسرار ذات عبلقة بالحياة الشخصية لؤلشخاص ،ويقوـ
بتوظيفيا لغرض تيديد أصحابيا بغية الحصوؿ عمى منفعة مادية كانت أـ معنوية عمى النحو
السابؽ ذكره.
وحتى تتحقؽ ىذه الجريمة البد أف تكوف لمجانى القدرة عمى تنفيذ ما ىدد بو والذى يتمثؿ
فى إفشاء سر لمميدد يحرص عمى أال يطمع عميو أحد .وأف يكوف الجانى قاد اًر عمى ذلؾ
بإطبلعو التاـ عمى البيانات و المعمومات التى تتميز بطابع السرية .باإلضافة لمقدرتو عمى
إفشاء تمؾ األسرار متى شاء.
وكذلؾ الحكـ الذى أصدرتو محكمة التمييز بالرياض عمى مواطف سعودى بالسجف 13
عاماً والجمد 1200جمدة إلتيامو بإبتزاز نساء وتيديدىف ببث صورىف عبر اإلنترنت مستغبلً
عممو في أحد المراكز النسائية بإحدى المحافظات السعودية(.)3
أما إذا كانت المعمومات التى بحوزة الجانى مباحة لمكافة بحيث ال تتوافر فييا صفة
ويتحقؽ الركف المادى ليذه الجريمة بمجرد قياـ الجانى بتيديد المجنى عميو بإفشاء
بياناتو الخاصة ،أما الركف المعنوى فيتمثؿ فى عممو بذلؾ الجرـ واتجاه إرادتو إلرتكابو.
4ـ عشّ٠خ اإلفشبء غ١ش اٌّششٚع ٌٍج١بٔبد:
تعد ىذه الجريمة تتمة لما قاـ بو الجانى مف إطبلع وجمع غير مشروع لمبيانات
الشخصية.
ويمكف أف يكوف فعؿ اإلفشاء موجياً لشخص معيف بذاتو ،أو أشخاص معينيف ،يرغب
مرتكب الجريمة فى إخبارىـ ،كما يمكف أف يكوف ىذا اإلفشاء لمسر بشكؿ عاـ ،بحيث يستطيع
الجميع معرفتو والعمـ بو ،كنشر األسرار فى شبكة اإلنترنت بحيث يستطيع أى شخص أف يطمع
عمى ىذا السر(.)1
ومف ذلؾ ماحدث حيف ألقت أجيزة األمف المصرية القبض عمى عامؿ ديكورات قاـ
بنشر أرقاـ تميفونات مديرتو وبياناتيا الشخصية عمى شبكة اإلنترنت بعد قياميا بخصـ نصؼ
شير مف مرتبو(.)2
ويتحقؽ الركف المادى ليذه الجريمة بحيازة الجانى لممعمومات الشخصية الخاصة بغيره ،
وقيامو بإفشاء تمؾ البيانات ألشخاص ال يحؽ ليـ اإلطبلع عمى ىذه البيانات ،أما إذا عرضت
تمؾ البيانات ألشخاص ليـ الحؽ فى اإلطبلع عمييا انتفى الركف المادى لمجريمة.
أما الركف المعنوى فيتحقؽ بوجود عنصرى العمـ واإلرادة عمى النحو السابؽ ذكره .واذا
أمعنا النظر فيما تقدـ نجد أنو مف الصعب محاولة تطبيؽ النص الخاص بحماية حرمة الحياة
الخاصة عمى األربع حاالت سالفة الذكر ،فقانوف العقوبات سواء الميبى أو المصرى حصر
حرمة اإلنساف الخاصة فى محادثاتو الخاصة وصورتو فقط ،ولـ يشمؿ بالحماية بياناتو أو
أس ارره األخرى ،ػ واف كاف المشرع المصرى قد كفميا بالحماية فى القانوف المدنى وبعض
التشريعات الضريبية وفى المسائؿ المتعمقة باإلحصاء السكانى ػ ولكف وفى ظؿ ثورة المعمومات
كذلؾ فإف مفيوـ الحياة الخاصة ػ وفقاً لما نظنو صحيحاً ػ سيتسع لكافة المحررات والمراسبلت
( ) 1محمود أحمد عبابنة ،جرائـ الحاسوب وأبعادىا الدولية ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عماف ، 2005 ،
ص 221وما بعدىا.
(2) http://forums.mixolgy.net/t126490.html
54
اإلليكترونية وكافة البيانات الشخصية الخاصة باألفراد والموجوده عمى شبكة اإلنترنت أو التى
مف الممكف تواجدىا بالشبكة األمر الذى يوجب ضرورة شموؿ باقى أسرار اإلنساف بالحماية.
وفى المممكة العربية السعودية ،ووفقاً لنظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية فقد نص النظاـ
المذكور فى مادتو الثالثة عمى عقوبة السجف مدة ال تزيد عمى سنة وبغرامة ال تزيد عمى
خمسمائة ألؼ لاير ،أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف عمى كؿ شخص يرتكب أياً مف الجرائـ
المعموماتية اآلتية :
-1التنصت عمى ما ىو مرسؿ عف طريؽ الشبكة المعموماتية أو أحد أجيزة الحاسب اآللى.
-2الدخوؿ غير المشروع لتيديد شخص أو ابت اززه ،لحممو عمى القياـ بفعؿ أو اإلمتناع عنو.
-3الدخوؿ غير المشروع إلى موقع إليكترونى ،أو الدخوؿ إلى موقع إليكترونى لتغيير تصاميـ
ىذا الموقع.
-4المساس بالحياة الخاصة عف طريؽ إساءة استخداـ اليواتؼ النقالة المزودة بالكاميرا.
-5التشيير باآلخريف ،والحاؽ الضرر بيـ ،عبر وسائؿ تقنيات المعمومات المختمفة.
كما نص نظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية عمى أنو يعاقب بالسجف مدة ال تزيد عمى
خمس سنوات وبغرامة ال تزيد عمى ثبلثة مبلييف لاير ،أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف كؿ شخص
يقوـ بإنتاج ما مف شأنو المساس بالنظاـ العاـ ،أو القيـ الدينية ،أو اآلداب العامة ،أو حرمة
الحياة الخاصة ،أو إعداده ،أو إرسالو ،أو تخزينو ،عف طريؽ الشبكة المعموماتية ،أو أحد
أجيزة الحاسب اآللى.
كما ينص نظاـ مكافحة جرائـ المعموماتية فى مادتو السادسة عمى جواز الحكـ بمصادرة
األجيزة ،أو البرامج ،أو الوسائؿ المستخدمة فى إرتكاب أى مف الجرائـ المنصوص عمييا فى
ىذا النظاـ أو األمواؿ المتحصمة منيا ،كما يجوز الحكـ بإغبلؽ الموقع اإلليكترونى ،أو مكاف
تقديـ الخدمة إغبلقاً نيائياً أو مؤقتاً متى كاف مصد اًر إلرتكاب أى مف ىذه الجرائـ ،وكانت
الجريمة قد ارتكبت بعمـ مالكو.
55
اٌّطٍــت اٌضبٌـش
اٌغشائـــُ اٌّخٍــخ ثب٢داة اٌؼبِــخ
يقصد باآلداب العامة مشاعر الشرؼ ومبادئ اإلحتشاـ والذوؽ العاـ الداخؿ بوجداف
المجتمع ،أوىي مجموعة القواعد واألحكاـ المتعمقة باألخبلؽ(.)1
واآلداب العامة جزء ال يتج أز مف أخبلؽ المجتمع ومف ىنا كاف اإلعتداء عمييا ىو فى
حد ذاتو إعتداء عمى األخبلؽ اإلجتماعية ،وبالتالى كاف لزاماً عمى المشرع أف يتدخؿ لتحديد
اآلداب العامة ومتى يكوف اإلعتداء عمييا يعتبر جريمة تخرؽ الناموس األخبلقى لممجتمع(.)2
اٌفـــشع األٚي
عشائُ اإلخالي ثب٢داة اٌؼبِخ ف ٝلبٔ ْٛاٌؼمٛثبد
تناوؿ المشرع المصرى الجرائـ التى تمس اآلداب العامة والحياء فى عدة نصوص
قانونية ،حيث تناوؿ جرائـ اإلخبلؿ باآلداب العامة فى المادة 178عقوبات .التى نصت عمى
أف " :يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى سنتيف وبغرامة ال تقؿ عف خمسة االؼ جنيو وال تزيد
عمى عشرة آالؼ جنيو أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف كؿ مف صنع أو حاز بقصد اإلتجار أو
التوزيع أو اإليجار أو المصؽ أو العرض مطبوعات أو محفوظات أو رسومات أو إعبلنات أو
صو اًر محفورة أو منقوشة أو رسومات يدوية أو فوتوغرافية أو إشارات رمزية أو غير ذلؾ مف
األشياء أو الصور عامةً إذا كانت منافية لآلداب العامة ".
وجريمة تحريض المارة عمى الفسؽ فى المادة 269مكرر عقوبات والتى نصت عمى أف
" :يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى شير كؿ مف وجد فى طريؽ عاـ أو مكاف مطروؽ يحرض
المارة عمى الفسؽ بإشارات أو أقواؿ.".......
وكذلؾ جريمتى الفعؿ الفاضح العمنى وغير العمنى فى المادتيف 279 ، 278عقوبات
حيث نصت المادة 278عمى أف " كؿ مف فعؿ عبلنية فعبلً فاضحاً مخبلً بالحياء يعاقب
بالحبس مدة ال تزيد عمى سنة أوبغرامة ال تتجاوز ثبلثمائة جنيو ".
والمادة 279التى نصت عمى أف " يعاقب بالعقوبة السابقة كؿ مف ارتكب مع امرأة أم ًار
مخبلً بالحياء ولو فى غير عبلنية".
وجريمة التعرض ألنثى عمى نحو خادش بالحياء الواردة فى المادة 306مكرر(أ) عقوبات.
( )1عبد المنعـ حبلؽ ،جريدة الفداء السورية ،مقاؿ بعنواف النظاـ العاـ واالداب العامة ،راجع الموقع
http://fedaa.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=48950928920091206182233
( )2حسف حسف منصور ،جرائـ اإلعتداء عمى األخبلؽ ،دار المطبوعات الجامعية ، 1985 ،ص.105
56
ونظ اًر ألف بعضاً مف جرائـ اإلنترنت المخمة باآلداب العامة تستيدؼ األطفاؿ بالذات ،فقد رأينا
اإلستعانة بنصوص قانوف الطفؿ والمعدؿ بالقانوف رقـ 126لسنة 2008وقد نص القانوف
المذكور عمى حماية الطفؿ مف اإلنحراؼ وممارستو األفعاؿ المنافية لآلداب.
وفى سبيؿ ذلؾ نصت المادة 96الفقرة 6عمى أف الطفؿ يعد معرضاً لمخطر فى حاؿ" :
تعرض داخؿ األسرة أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية أو غيرىا لمتحريض عمى العنؼ أو
األعماؿ المنافية لآلداب أو األعماؿ اإلباحية أو اإلستغبلؿ التجارى أوالتحرش أو اإلستغبلؿ
الجنسى "......
وكذلؾ نصت المادة 116مكرر (أ) مف ذات القانوف عمى أف " :يعاقب بالحبس مدة ال
تقؿ عف سنتيف وبغرامة ال تقؿ عف عشرة آالؼ جنيو وال تجاوز خمسيف ألؼ جنيو كؿ مف
استورد أو صدر أو أنتج أو أعد أو عرض أو طبع أو روج أو حاز أوبث أى أعماؿ إباحية
يشارؾ فييا أطفاؿ أو تتعمؽ باإلستغبلؿ الجنسى لمطفؿ ،ويحكـ بمصادرة األدوات واآلالت
المستخدمة فى إرتكاب الجريمة واألمواؿ المتحصمة منيا ،وغمؽ األماكف محؿ إرتكابيا مدة ال
تقؿ عف ستة أشير ،وذلؾ كمو مع عدـ اإلخبلؿ بحقوؽ الغير حسف النية .
ومع عدـ اإلخبلؿ بأى عقوبة أشد ينص عمييا فى قانوف آخر ،يعاقب بذات العقوبة كؿ
مف :
أ -استخدـ الحاسب اآللى أو اإلنترنت أو شبكات المعمومات أو الرسوـ المتحركة إلعداد أو
لحفظ أو لمعالجة أو لعرض أو لطباعة أو لنشر أو لترويج أنشطة أو أعماؿ إباحية تتعمؽ
بتحريض األطفاؿ أو إستغبلليـ فى الدعارة و األعماؿ اإلباحية أو التشيير بيـ أو بيعيـ.
أما قانوف العقوبات الميبى فقد تناوؿ الجرائـ الماسة باآلداب العامة فى نص المادة 421
والتى نصت عمى أف " :كؿ مف إرتكب فعبلً فاضحاً في محؿ عاـ مفتوح أو معروض لمجميور
جنييا. خمسيف تجاوز ال وبغرامة سنة عمى تزيد ال مدة بالحبس يعاقب
وتطبؽ العقوبة ذاتيا عمى مف أخؿ بالحياء بتوزيع رسائؿ أو صور أو أشياء أخرى فاضحة أو
بعرضيا عمى الجميور أو طرحيا لمبيع ،وال يعد شيئاً فاضحا النتاج العممي أو الفني إال إذا قدـ
لغرض غير عممي لشخص تقؿ سنو عف الثامنة عشرة ببيعو لو أو عرضو عميو لمبيع أو تيسير
حصولو عميو بأية طريقة.
57
وكذلؾ نصت المادة 501عمى أف :كؿ مف قاـ في محؿ عاـ أو مفتوح أو معروض
لمجميور بأفعاؿ منافية لمحياء يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز شي اًر أو بغرامة ال تزيد عمى عشرة
جنييات .وتكوف العقوبة غرامة ال تجاوز خمسة جنييات عمى كؿ مف فاه بكبلـ مناؼ لمحياء في
محؿ عاـ أو مفتوح .
وفى سبيؿ حماية القصر واألحداث مف التعرض لمجرائـ الماسة باآلداب العامة فقد وضع
المشرع الميبى نص المادة 409التى نصت عمى أف " :يعاقب بالحبس كؿ مف حرض صغي اًر
دوف الثامنة عشرة ذك اًر كاف أو أنثى عمى الفسؽ والفجورأو ساعده عمى ذلؾ أو ميد لو ذلؾ أو
أثاره بأية طريقة الرتكاب فعؿ شيواني أو ارتكبو أمامو سواء عمى شخص مف نفس الجنس أو
الجنس اآلخر.
ولكف ما ييمنا فى ىذا السياؽ ىو الجرائـ المنافية لآلداب والمرتكبة عف طريؽ نشرىا
عمى شبكة اإلنترنت ،وبالقياس عمى ما ذكرناه سابقاً فإف ما نصت عميو الماده 178مف قانوف
العقوبات المصرى ،والمادة 421مف قانوف العقوبات الميبى ،يمكف معو تصور إنطباؽ كبلً مف
النصيف عمى تمؾ الجرائـ.
وتطمب القانوف فى موضوع الجريمة أف ينصب عمى رسائؿ أو صور أو أشياء أخرى
فاضحة ،وعبارة أشياء أخرى تفيد أف ماورد بالنص القانونى قد ورد عمى سبيؿ المثاؿ ال
الحصر ،ومف األشياء التى مف الممكف إعتبارىا (أشياء أخرى) الكتب واألشرطة وأفبلـ الفيديو
والديسؾ واإلسطوانات المضغوطة وغيره(.)1
وعمى الرغـ مف أف المشرع قد عبر عف الرسائؿ والصور واألشياء بصيغة الجمع ،فإنو
مف الممكف تحقؽ الجريمة بتداوؿ نسخة واحدة بالتتابع أو التعاقب بيف عدد مف الناس ،مثاؿ
ذلؾ تسميـ صورة فاضحة إلى شخص لئلطبلع عمييا ثـ تسميميا بذاتيا إلى ثاف وثالث ورابع
وىكذا بالتتابع ،فيذه االفعاؿ يتحقؽ بيا التوزيع المعاقب عميو(.)2
-1توزيع االشياء الفاضحة :ويتحقؽ فعؿ التوزيع بتسميـ الشىء المخؿ بالحياء لعدد مف الناس
معروفيف لمموزع أو غير معروفيف لو ،ألف عمة التجريـ تكمف فى اإلخبلؿ بالحياء والمساس
( )1د .فائزة يونس الباشا ،القانوف الجنائى الخاص الميبى القسـ األوؿ جرائـ اإلعتداء عمى األشخاص ،دار
النيضة العربية ،بدوف تاريخ .267 ،
( ) 2د .إدوارد غالى الدىبى ،شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص دراسة مقارنة لمقانوف الميبى والقوانيف العربية
واألجنبية ،الطبعة الثانية ،مكتبة غريب ،1976 ،ص.295
58
بالنقاء األخبلقى(.)1
-2عرض األشياء الفاضحة :يتحقؽ العرض بإتاحة الفرصة لمجميور لئلطبلع عمى الشىء
المعروض كما لو تـ تعميؽ الصور فى ممصؽ بشارع عاـ أو أحد الحدائؽ أو جية عامة
يرتادىا الجميور ،أو مكف عدد مف األفراد مف مشاىدة شريط فيديو أو ديسؾ عمى جياز
الحاسوب(.)2
-3بيع األشياء الفاضحة :بخبلؼ العرض والتوزيع الذى قد يتـ بالمقابؿ أـ بدونو ،فإف البيع
الذى ىو عبلقة بيف طرفيف يستمزـ بطبيعتو أف يحدد مف طرح سمعتو لمبيع ثمناً ليا ،ويمزـ
المشترى بدفعو حاالً أـ مؤجبلً ،وتقوـ الجريمة بمجرد عرض السمعة لمبيع أى ال يشترط
لتحققيا أف يتـ الشراء فعبلً.
وفى ىذا الخصوص قضت محكمة النقض "يتوافر القصد الجنائى فى جريمة اإلخبلؿ
باآلداب العامة إذا عرض الجانى لمبيع كتباً تتضمف قصصاً وعبارات فاحشة ولو كاف ال يعرؼ
()3
القراءة والكتابة .....
أما الركف الثانى ليذه الجريمة فيو العبلنية ،والمقصود بيا أف يأتى الجانى السموؾ
المادى فى مكاف عاـ مفتوح أو معروض لمجميور.
أما بالنسبة لمقصد الجنائى الخاص بيذه الجريمة ،فإف الجريمة تعد مف الجرائـ العمدية
،بمعنى وجوب توافر عنصرى العمـ واإلرادة لدى مرتكبيا.
59
اٌفــــشع اٌضبٔــــٝ
اٌغشائُ اٌّخٍخ ثب٢داة اٌؼبِخ ػجش اإلٔزشٔذ
الجرائـ المخمة باآلداب منتشرة عمى شبكة اإلنترنت كانتشار النار فى اليشيـ وبالتالى
تكوف شبكة اإلنترنت جزء مف ىذه الجريمة سواء بإعتبارىا وسيمة إلرتكابيا أو محبلً ليذه
الجريمة(.)1
وليذه الجريمة عدة صور حال إرتكابيا عمى شبكة اإلنترنت تتمثل فى:
- 1إٔشبء اٌّٛالغ اٌّزخظظخ فٔ ٝششاإلثبح١خ ٚاٌشرٍ٠خ:
وفرت شبكة اإلنترنت أكثر الوسائؿ فعالية وجاذبية لصناعة ونشر المواد اإلباحية
الجنسية ،فيندرج تحت ىذا البند جرائـ إرتياد المواقع اإلباحية والشراء منيا ،واإلشتراؾ فييا أو
إنشاؤىا ،وقد أصبح اإلنتشار الواسع لمصور واألفبلـ اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت يشكؿ قضية
ذات إىتماـ عالمى فى الوقت الراىف بسبب الزيادة اليائمة فى أعداد مستخدمى اإلنترنت حوؿ
العالـ(.)2
وقد أدى إنتشار المواقع اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت إلى خمؽ مشكمة حقيقية ال يقتصر
تأثيرىا عمى مجتمع دوف آخر ،وىذا ما أكده الباحث األمريكي ) (Adsitفي إحدى دراساتو حيث
أشار إلى أف ىذا اإلنتشار الرىيب ليذه المواقع اإلباحية صاحبو إرتفاع في جرائـ اإلغتصاب
خاصة اغتصاب األطفاؿ ،ناىيؾ عف العنؼ الجنسي ،وفقداف األسرة لقيميا ومبادئيا ،وتغير
الشعور نحو النساء إلى اإلبتذاؿ بدالً مف اإلحتراـ(.)3
وال شؾ في أف إلنتشار الجنس واإلباحية الجنسية عمى شبكة اإلنترنت إنعكاساتو السمبية
،خاصة عمى المجتمع العربي المسمـ المحافظ ،ففي إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت عمى
أفراد مف مختمؼ أنحاء الوطف العربي أكدت النتائج أف % 3.7مف مرتكبي جرائـ الجنس ليـ
إىتماـ بمشاىدة األفبلـ اإلباحية سواء عمى اإلنترنت أو خارجيا ،وأثبتت الدراسة قوة تأثير ىذه
اإلباحيات في إرتكاب جرائـ االعتداء الجنسي مف قبؿ مجرمي إغتصاب اإلناث وىاتكي أعراض
الذكور .وىذا ما أكده عالـ النفس األمريكي Edward Donnersteinمف جامعة وسكوسوف
وتشير اإلحصائيات إلى تصدر الواليات المتحدة لعدد الزيارات مف قبؿ مواطنييا إلى
ىذه المواقع ،تمييا إيراف ثـ اإلمارات العربية ومصر ،ثـ الكويت بالمرتبة السابعة تمييا السعودية
بالمركز الحادي عشر ،عمماً بأف ىناؾ رقابة صارمة وحجب لممواقع اإلباحية فى بعض البمداف
العربية (.)2
وتشير اإلحصائيات كذلؾ أف أكثر مف 28ألؼ مستخدـ إنترنت يتصفح مواقع إباحية
في كؿ ثانية ،وأف 372مستخدماً يكتبوف كممة بحث عف المواقع اإلباحية في كؿ ثانية ،وأف
الواليات المتحدة تنتج شريط فيديو إباحيا جديدا كؿ 39دقيقة وأف أكثر مف 3آالؼ دوالر تنفؽ
في الثانية الواحدة عمى المواقع واألفبلـ اإلباحية كما يبمغ إجمالي عدد النساء مف زوار المواقع
اإلباحية نحو 9.4مبلييف إمرأة شيريا ،و %23مف زوار المواقع اإلباحية ىف مف النساء
و %13منيف اعترفف بذلؾ وأف %70مف النساء رفضف اإلعبلف عف أنشطتيف الجنسية عبر
اإلنترنت ،وأف %17مف النساء الزائرات يكافحف إدمانيف لتصفح المواقع اإلباحية(.)3
وما يؤكد ىذا األمر إعتراؼ الشركات التى تممؾ تمؾ المواقع اإلباحية بصحة تمؾ
اإلحصائيات ،فشركة ( )playboyسيئة السمعة تتبجح بؿ وتفخر بأف 7،4مميوف زائر أسبوعياً
يزور صفحات موقعيا اإلليكترونى الماجف ،وفى دراسة قامت بيا شركة ()website story
عف مواقع الدعارة عمى اإلنترنت فوجدت أف بعض الصفحات الخميعة يزورىا 034،280زائر
فى اليوـ الواحد وأف صفحة واحدة فقط مف ىذه الصفحات إستقبمت خبلؿ سنتيف ثبلثة وأربعيف
مميوناً وستمائة وثبلثة عشر وخمسمائة وثمانية زوار ،وقد قاـ باحثوف فى جامعة كارنيجى
ميموف بإجراء دراسة عمى صور طمبت مف اإلنترنت فى 2000مدينة فى 40دولة وتبيف مف
الدراسة أف نصؼ الصور المستعادة مف اإلنترنت ىى صور خميعة وأف %5،83مف الصور
المتداولة فى المجموعات اإلخبارية ىى صور خميعة(.)4
وتأتى الواليات المتحدة في مقدمة قائمة أكثر البمداف امتبلكاً لصفحات جنسية عمى
()2
: إحصائيات عامة عن المواقع االباحية
ػ يبمغ عدد المواقع اإلباحية عمى شبكة االنترنت 4.2مبلييف موقع ( %12مف اإلجمالي الكمي
لممواقع).
ػ %25مف المواقع تحاصر زوارىا عند الخروج منيا (إعادة التوجيو لوصبلت إباحية)
ػ عدد مرات البحث عف المواقع اإلباحية بمحركات البحث 68مميوف طمب يوميا.
ػ نسبة زوار المواقع اإلباحية مف مستخدمي االنترنت %42.7مف إجمالي زوار الشبكة.
ػ تبمغ نسبة تحميؿ المواد اإلباحية عبر االنترنت %35مف إجمالي المواد المحممة.
ػ يبمغ عدد المواقع اإلباحية التي تحتوي عمى مواد إباحية ألطفاؿ أكثر مف 100.000موقع.
ػ يبمغ إجمالي عدد الزوار الشيري لممواقع اإلباحية عمى الشبكة أكثر 72مميوف زائر.
ػ %89مف زوار غرؼ الدردشة يخوضوف في موضوعات جنسية كنوع مف أنواع التحرش.
ػ يفوؽ الدخؿ السنوي لصناعة اإلباحية عبر االنترنت 12مميار دوالر أميركي.
ػ %20مف الزوا ارعترفوا بدخوليـ إلى المواقع اإلباحية أثناء تواجدىـ في العمؿ.
ولعمو مف المبلئـ القوؿ بصحة إنطباؽ نصى المادتيف ، 178و 421مف قانونى
العقوبات المصرى ثـ الميبى عمى التوالى عمى مثؿ ىذه الجرائـ ،والعمة فى ذلؾ أف المواد التى
اء كانت صو اًر أو أفبلـ أو دعاية) تنتشر عف طريؽ العرض عمى تحوييا المواقع اإلباحية (سو ً
مستخدمى اإلنترنت ،أوالتوزيع وذلؾ بإرساؿ رسائؿ تحوى عناويف ىذه المواقع لمبريد اإلليكترونى
62
الخاص بالمستخدـ لجذبو ومحاولة إقناعو بالولوج ليذه المواقع وىو ما يعد تحريضاً عمى الفسؽ
كذلؾ ،والصورة األخيرة ىى البيع ،حيث تقوـ ىذه المواقع اإلباحية بتقديـ بعض خدماتيا مقابؿ
بعض المبالغ المالية ،واألفعاؿ سالفة الذكرتشكؿ الركف المادى فى الجرائـ المنافية لآلداب
العامة ،وذلؾ مع األخذ فى اإلعتبار رغبة مستخدـ اإلنترنت الذى يحدد ما إذا كاف ينتوى مطالعة
مثؿ ىذه المواقع أـ ال.
2ـ اإلسزغالي اٌغٕسٌ ٝألطفبي:
يقصد باالستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ ،تصوير أي طفؿ بأية وسيمة كانت ،يمارس ممارسة
حقيقية أو بالمحاكاة أنشطة جنسية صريحة ،أو أي تصوير لؤلعضاء الجنسية إلشباع الرغبة
الجنسية أساساً ،ويعتبر معتدياً ولو بشكؿ غير مباشر ،أي شخص يطالع صو اًر إباحية لؤلطفاؿ
تصح تسميتيا "بورنو األطفاؿ(.)1
ّ أو يحتفظ بيا .وعندما تنشر تمؾ الصور عمى اإلنترنت،
وانتشار اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت لو مخاطره عمى األطفاؿ والتي تبرز مف خبلؿ
ثبلثة مخاوؼ رئيسة :تتمثؿ األولي في قدرة األطفاؿ عمى الوصوؿ وبسيولة إلى المواقع
اإلباحية ،والثانية تتمثؿ في كوف العامميف في مجاؿ دعارة األطفاؿ وجدوا شبكة اإلنترنت مكاناً
مناسباً لعرض منتجاتيـ مف المواد واألفبلـ الخاصة بيذه الدعارة ،والثالثة تتمثؿ في أف
األشخاص الشاذيف المنجذبيف لؤلطفاؿ وجدوا في خدمة الرسائؿ اإللكترونية والتخاطب عبر
غرؼ الدردشة ضالتيـ في إستدراج ضحاييـ مف األطفاؿ(.)2
()3
ويتحقق اإلستغالل الجنسى لألطفال عبر اإلنترنت بعدة صور تتمثل فى:
ػ حض وتحريض القاصريف عمى أنشطة جنسية غير مشروعة عبر الوسائؿ االلكترونية.
ػ التحرش الجنسي بالقاصريف عبر الكمبيوتر والوسائؿ التقنية ونشر وتسييؿ نشر واستضافة
المواد الفاحشة عبر اإلنترنت بوجو عاـ ولمقاصريف تحديداً.
لياؿ كيواف ،تحقيؽ بعنواف االستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ عبر االنترنت أو "بورنو األطفاؿ" ،جريدة النيار () 1
المبنانية ،راجع الموقع http://www.annahar.com :بتاريخ .2009/ 5/ 17
( )2د .حسيف بف سعيد الغافري ،المرجع السابؽ.
( )3المحامى يونس عرب ،جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت المعنى والخصائص والصور واستراتيجية المواجية
القانونية ،المرجع السابؽ ،ص.49
63
وأظيرت دراسة لو ازرة العدؿ األمريكية تعرض طفؿ مف كؿ سبعة أطفاؿ مف مستخدمي
اإلنترنت إلغواء جنسي ،واضطرار واحد مف كؿ ثبلثة إلى مشاىدة مواد ذات طابع فاضح ،كما
تـ التحرش جنسياً بطفؿ مف بيف كؿ 11طفؿ(.)1
وحسب تقارير دولية ،مف بينيا تقرير صادر عف " المركز القومي األمريكي لؤلطفاؿ
المختطفيف والمفقوديف" ،إرتفعت حاالت إستغبلؿ األطفاؿ جنسياً عبر شبكة اإلنترنت حوؿ العالـ
بشكؿ كبير .بحيث تزايد عدد المواقع اإلباحية إلستغبلؿ األطفاؿ بنسبة % 400بيف سنة 2004
وسنة ،2005كما أف أكبر شريحة لمشاىدي البورنوغرافيا في اإلنترنت ىـ فئة القاصريف الذيف
تتراوح أعمارىـ ما بيف 12و 17سنة (.)2
وقدرت مجمة" إنترنيت فيمتر" دخؿ التجارة الخاصة باالستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ بػ 3
مميار دوالر سنة ، 2005وأظيرت العديد مف الدراسات ،أف المنتديات اإللكترونية وخطوط
اليواتؼ المفتوحة ونوادي المناقشات تمثؿ ثبلث وسائؿ سيمة لدخوؿ مواقع اإلنترنت المتخصصة
في الصور الخبلعية التي تستخدـ األطفاؿ جنسياً(.)3
64
األطفاؿ" ،توزع عبر الشبكة العنكبوتية ويستخدميا مرتكبو جرائـ اإلعتداء عمى األطفاؿ في
الفضاء السيبراني(.)1
وفى ىذا السياؽ واجو القضاء المبناني في العاـ 2000قضية مف ىذا النوع حيث
يبث
تمكنت السمطات األمنية المبنانية بالتعاوف مع اإلنتربوؿ مف توقيؼ شخص لبناني كاف ّ
وينشر صو اًر إباحية ألطفاؿ عبر اإلنترنت(.)2
()3
: إحصائيات خاصة بجرائم اإلستغالل الجنسى لألطفال عبر اإلنترنت
ػ يبمغ متوسط عمر األطفاؿ الذيف يتعرضوف لممواد اإلباحية ألوؿ مرة 11عاما.
ػ متوسط عمر األطفاؿ األكثر إعتيادا عمى الدخوؿ إلى تمؾ المواقع مف سف 15إلى
سف .17
ػ % 40مف األطفاؿ ال يترددوف في ذكر بياناتيـ الشخصية والعائمية أثناء إستخداميـ لئلنترنت
سواء عف طريؽ البريد اإلليكتروني أو غرؼ الدردشة.
ػ ما يقرب مف 26شخصية كارتونية محببة إلى األطفاؿ تستغؿ إلصطيادىـ إلى المواقع
الجنسية.
ػ 1مف 5أطفاؿ تعرض لمتحرش الجنسي مف قبؿ شواذ أثناء تواجده بغرؼ المحادثة %25ممف
تعرضوا لذلؾ قاموا بإببلغ أولياء أمورىـ.
ومما سبؽ عرضو نجد أف جرائـ اإلستغبلؿ الجنسى لؤلطفاؿ تحوى خميطاً مف الجرائـ
المنصوص عمييا فى نص المادة ، 178وكذلؾ جرائـ التحريض عمى الفسؽ فى المادة 269
مكرر وجريمة االفعؿ الفاضح العمنى فى المادة ، 278فالمادة 178تعاقب عمى صناعة أو
حيازة أو تجارة الصور أو الرسومات المنافية لآلداب العامة وىو ما يمكف إنطباقو حاؿ تداوؿ
الصور الفاضحة الخاصة بالقصر والسعى إلى ترويجيا وتوزيعيا سواء بقصد اإلتجار بيا أـ
مجرد توزيعيا دوف مقابؿ عمى شبكة اإلنترنت ،أما بالنسبة لمنص العقابى الخاص بالتحريض
65
عمى الفسؽ فيمكف تطبيقو عمى ىذه الجرائـ ،ألف اإلستغبلؿ الجنسى لؤلطفاؿ يبدأ بفكرة الترويج
وتييئة ىذا األمر لمقصر واغرائيـ لئلقباؿ عميو وىو ما يوازى التحريض ،أما بالنسبة لنص
المادة 278وىو الخاص بالفعؿ الفاضح فإنطباقو أمر ال يختمؼ عميو إثناف.
أما قانوف الطفؿ وفى نص المادة 116مكرر(أ) منو ػ ووفقاً لما نظنو صحيحاً ػ فيى
المادة األصؿ مف حيث التطبيؽ عمى ىذه الجرائـ ،ألنيا نصت صراحة عمى إستغبلؿ الطفؿ
جنسياً مف خبلؿ الحاسب اآللى أو شبكة اإلنترنت.
أما قانوف العقوبات الميبى فإف نص المادة 409ػ وفقاً لممنطؽ ػ يكوف جدير بالتطبيؽ
فى ىذه الحالة ألنو نص صراحة عمى حماية القصر مف إرتكاب أى فعؿ شيوانى أو التمييد لو.
أما المادتيف 421و 501فيمكف بالقياس عمى ما ذكرناه بالنسبة لمواد القانوف المصرى
تطبيقيما باعتبار الفعؿ فعبلً فاضحاً و مخبلً باآلداب العامة.
ووفقاً لممادة السادسة مف نظاـ مكافحة جرائـ المعموماتية بالمممكة العربية السعودية ،
فإف العقوبة ىى السجف لمدة التزيد عمى خمس سنوات والغرامة التى ال تزيد عمى ثبلثة مبلييف
لاير ،أو إحدى ىاتيف العقوبتيف ،فى حاؿ إرتكاب الجرائـ اآلتى ذكرىا:
1ػ إنتاج ما مف شأنو المساس بالنظاـ العاـ ،أو القيـ الدينية ،أو اآلداب العامة ،أو حرمة
الحياة الخاصة ،أو إعداده ،أو إرسالو ،أو تخزينو عف طريؽ الشبكة المعموماتية ،أو
أحد أجيزة الحاسب اآللى.
2ػ إنشاء المواد والبيانات المتعمقة بالشبكات اإلباحية ،أو أنشطة الميسر المخمة باآلداب العامة
أو نشرىا أو ترويجيا.
وقد سعى المجتمع الدولي لمتدخؿ لوقؼ ىذا التدفؽ لئلباحية ،الذي يزداد بإزدياد أعداد
مستخدمي الشبكة وقد تمثمت ىذه المساعي بعقد المؤتمر الدولي لمكافحة االستغبلؿ الجنسي
لؤلطفاؿ عاـ 1999بفيينا ،وكاف ييدؼ إلى توعية المستخدميف لمواجية اإلستغبلؿ الجنسي
لؤلطفاؿ عبر اإلنترنت ،حيث أكد المؤتمر عمى مبدأ أساسي يتمثؿ في تدعيـ التعاوف الدولي في
مكافحة اإلستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ عبر اإلنترنت ،وذلؾ مف خبلؿ تكثيفو لمجيود الدولية في
األخذ بالمبادئ التي تؤكد وتؤطر ىذا المبدأ مف خبلؿ عدة توصيات ،تتمثؿ في:
ثانيا :تشجيع إنشاء خطوط ساخنة لممواطنيف لئلببلغ عف المواقع اإلباحية لؤلطفاؿ عبر
66
االنترنت.
ثالثاً :ضرورة محاربة اإلستغبلؿ التجاري لؤلطفاؿ عمى االنترنت ،مما يتطمب تدخؿ المشرع
الوطني لتجريـ الجنسية عمى اإلنترنت ،وذلؾ تحت إطار االتفاقية الدولية المتعمقة بحماية
الطفؿ.
رابعاً :تدعيـ التعاوف الدولي في مجاؿ مكافحة جرائـ االستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ مف خبلؿ إنشاء
وحدات خاصة لمكافحة ىذه الجرائـ واعداد برنامج تدريب خاص لمتأىيؿ في ىذا المجاؿ
خامساً :يتعيف عمى الدوؿ المختمفة أف تضع قواعد دنيا تتناوؿ تعريفاً وتحدياً مقارباً ليذه
الجريمة ،بحيث يؤخذ في عيف اإلعتبار الحيازة العمدية لصور األطفاؿ ،وانتاج وتوزيع،
واستيراد وتصدير ونقؿ صور األطفاؿ اإلباحية واالعبلف عنيا بطريؽ الكمبيوتر أو
وسائؿ التخزيف االلكتروني واعتبارىا مف الجرائـ المعاقب عمييا.
سادساً :مف الناحية اإلجرائية ،يتعيف إتخاذ كافة اإلجراءات الكفيمة لممحافظة عمى البيانات
المتحفظ عمييا ،بما فييا البيانات الموجودة تحت يد مزود الخدمة -ولو كاف في بمد
آخر -مع األخذ بعيف اإلعتبار المشكبلت الخاصة بالتخزيف وحجمو واألوامر القضائية
ومقتضيات حماية البيانات ،التي قد تكوف محبلً لممطالبة بتعاوف متبادؿ بشأف كؿ تفتيش
أو قبض أو إفشاء لمحتوى ىذه البيانات كما أنو يتعيف اتخاذ إجراءات مشتركة تسمح
بتجاوز الحدود لتفتيش وضبط أجيزة الكمبيوتر ،باإلضافة الى إقامة وسائؿ اإلتصاؿ
لتحقيؽ التعاوف الدولي في ىذا المجاؿ(.)1
وعمى المستوى األوروبي ،أطمؽ اإلتحاد األوروبي ورقة إتصاالت في المحتوى غير
الشرعي والضار ،مع ورقة سميت (بالورقة الخضراء) لحماية القاصريف وشرؼ اإلنساف واعتباره
في المواد السمع بصرية وخدمات المعمومات ،وذلؾ في عاـ ، 1996حيث تضمنت حموالً
أعتمدت مف قبؿ مجمس وزراء اإلتصاالت ،وتتعمؽ بنشر المحتوى غير الشرعي عمى اإلنترنت
خصوصاً ما يتعمؽ بدعارة األطفاؿ .وقد إعتمد البرلماف األوروبي الحموؿ التي أقرىا التقرير حوؿ
التفويض األوروبي في اإلتصاؿ في عاـ ، 1997ومنيا ما ذىبت إليو الورقة الخضراء إلى
ضرورة إختيار التحديات التي تواجو المجتمع ،والخارجة عف السيطرة نتيجة التطورات السريعة
في المواد السمع بصرية وخدمات المعمومات في شتى أنحاء العالـ ،وقد أعطت لمشرطة الحؽ في
( ) 1راجع بخصوص ىذا المؤتمر د .معتز محيي عبد الحميد ،مقاؿ بعنواف اإلستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ ،
راجع الموقع الخاص بجريدة الصباح العراقية ،
http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=17059
67
إتخاذ أثر فوري لمتعامؿ مع المحتوى غير الشرعي عمى اإلنترنت(.)1
وقد نصت كذلؾ إتفاقية بودابست عمى الجرائـ المتعمقة بالصور الفاضحة لؤلطفاؿ فى
المادة 9فقرة ،1حيث أوصت بضرورة قياـ كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية بإتخاذ التدابير التى مف
شأنيا تجريـ األفعاؿ والسموكيات اآلتى ذكرىا:
د ػ الحصوؿ عمى صور فاضحة لبلطفاؿ عبر منظومة كمبيوتر لصالح الشخص ذاتو أو لصالح
الغير.
ى ػ حيازة صور األطفاؿ الفاضحة داخؿ منظومة كمبيوتر أو بوسيط تخزيف بيانات كمبيوتر.
وقد بينت المادة 9فى فقرتيا الثانية أف المقصود بصور األطفاؿ الفاضحة ىى الصور
ا لتى تبيف القاصر الذى ينشغؿ بارتكاب سموؾ جنسى صريح أو يبدو أنو كذلؾ ،وعرفت فى
فقرتيا الثالثة القاصر بأنو مف يقؿ سنو عف 18عاماً.
68
اٌّجحـــش اٌضبٔـــٝ
اٌغشائُ اٌّسزحذصخ اٌّشرىجخ ثٛاسطخ اإلٔزشٔذ
المقصود ىنا بالجرائـ المستحدثة أف بعضاً مف الجرائـ التقميدية أصبحت ترتكب بأساليب
حديثة أو أكثر إبتكا اًر مف ذى قبؿ ،وكذلؾ قد يقصد بالجرائـ المستحدثة ظيور نوعية جديدة مف
الجرائـ مرتبطة كمياً بتقنية اإلنترنت ،وقد أصبحت ىذه الظواىر اإلجرامية المستحدثة تتطور
وتتبدؿ ويتزايد عددىا بمرور الوقت ،وسنتناوؿ بالبحث بعضاً مف ىذه الجرائـ فى المطالب
التالية:
69
اٌّطٍـــت األٚي
اٌغشائُ اٌٛالؼخ ػٍ ٝاٌزغبسح اإلٌ١ىزش١ٔٚخ
مف إنعكاسات إستخداـ الحاسب اآللى وانتشاره عمى نحو واسع فى حياتنا ظيور فكرة
التجارة اإلليكترونية ،وىذه التجارة تعتمد عمى وسائؿ إليكترونية بما فييا الحاسب اآللى وشبكة
اإلنترنت إلتماميا .ولعؿ الصورة الشائعة ليذه التجارة صورة إبراـ العقد عف طريؽ اإلنترنت أو
كما يطمؽ عميو التعاقد عف بعد(.)1
ويمكف فى أغمب االحواؿ إبراـ عقد البيع أو الشراء عف طريؽ اإلتصاؿ المباشر بيف
المتعاقديف بطريؽ اإلنترنت وسداد قيمة السمعة أو الخدمة بطريؽ التحويبلت البنكية أو بطريؽ
بطاقات اإلئتماف أو بأى طريؽ آخر يتـ تحديده بيف أطراؼ العقد(.)2
اٌفشع األٚي
رؼش٠ف اٌزغبسح اإلٌ١ىزش١ٔٚخ
عرؼ توجيو البرلماف والمجمس األوروبى رقـ 31لسنة 2000الصادر فى 8يونيو
، 2000اإلتصاؿ التجارى فى مادتو الثانية بأنو كؿ شكؿ مف أشكاؿ اإلتصاؿ يستيدؼ تسويؽ
بصورة مباشرة أو غير مباشرة بضائع أو خدمات أو صورة مشروع أو منظمة أو شخص يباشر
نشاط تجارى أو صناعى أو حرفى أو يقوـ بمينة منظمة(.)3
2ػ ىذا النوع مف التجارة يؤمف إمكانية التفاعؿ مع مصادر متعددة في وقت واحد ،حيث
يستطيع التعامؿ مع عدد ال نيائي مف الزبائف فى نفس الوقت.
-3إمكانية تنفيذ وانجاز كؿ المعامبلت التي تخص نشاط العممية التجارية بما فييا تسميـ السمع
( ) 1د.عبد الفتاح بيومى حجازى ،النظاـ القانونى لحماية التجارة اإلليكترونية ،المجمد األوؿ :نظاـ التجارة
اإلليكترونية وحمايتيا مدنياً ،الطبعة األولى ،دار الفكر الجامعى ،2002 ،ص.9
( ) 2د .مدحت عبد الحميـ رمضاف ،الحماية الجنائية لمتجارة اإلليكترونية دراسة مقارنة ،دار النيضة العربية ،
بدوف تاريخ ،ص.3
( )3د .مدحت عبد الحميـ رمضاف ،المرجع السابؽ ،ص.15
( )4د .قاسـ النعيمى ،بحث بعنواف التجارة اإلليكترونية بيف الواقع والحقيقة ،ص ، 7منشور بالموقع
jps-dir.com/Forum/uploads/1364/qaseem.doc
70
الغير مادية عمى الشبكة (مثؿ البرامج والتصاميـ وغيرىا.)...
1ػ التعاقد عبر شبكة المواقع ( :)webوذلؾ بأف يمج المستخدـ الموقع اإلليكترونى الذى يحتوى
عمى عرض لمسمع التجارية المعروضة لمبيع ويختار مايشاء منيا ،ثـ بعد ذلؾ تتـ عممية
البيع والشراء وفؽ الشروط التى يحددىا الموقع ،والتى مف ضمنيا تحديد طرؽ الدفع
والتسميـ ومدة ضماف المنتج وما إلى ذلؾ.
2ػ التعاقد عبر البريد اإللكتروني ( :)Emailيتـ التعاقد عبر البريد اإلليكترونى بقياـ الشركات
التجارية والتى تممؾ مواقع إليكترونية بإرساؿ رسائؿ بريدية إلى عدد كبير مف مستخدمى
اإلنترنت ،تعرض فييا بضائعيا وسمعيا بغية إقناعيـ شراء أحد منتجاتيا وىو ما يعتبر
إيجاب منيا أو دعوة لمتعاقد ،وتحوى كذلؾ تمؾ الرسائؿ تبياف طريقة التعاقد والدفع
ومميزات المنتج.
وقد عرؼ البنؾ المركزي األوروبي النقود اإلليكترونية بأنيا مخزوف إليكتروني لقيمة
نقدية عمى وسيمة تقنية يستخدـ بصورة شائعة لمقياـ بمدفوعات لمتعيديف غير مف أصدرىا ،دوف
الحاجة إلى وجود حساب بنكي عند إجراء الصفقة وتستخدـ كأداة محمولة مدفوعة مقدماً(.)1
( ) 1د .محمد إبراىيـ محمود الشافعى ،مقاؿ بعنواف النقود اإللكترونية (ماىيتيا ،مخاطرىا وتنظيميا القانوني)
،متوافر بالموقع http://www.manqol.com/topic/?t=7651 :
( )2د .محمد إبراىيـ محمود الشافعى ،المرجع السابؽ.
71
- 2القرص الصمب :ويتـ تخزيف النقود ىنا عمى القرص الصمب لمكمبيوتر الشخصي ليقوـ
الشخص بإستخداميا في شراء ما يرغب فيو مف السمع والخدمات مف خبلؿ شبكة
اإلنترنت.
3ػ البطاقات اإلئتمانية :Credit Cardsوتستخدم ىذه البطاقات كأداة ضماف ،حيث
تصدرىا البنوؾ فى حدود مبالغ معينة ،ويقوـ البنؾ بإستيفاء نسبة عمولة محددة عند كؿ
إستخداـ لمبطاقة ،ومف أمثمتيا بطاقة الفي از والماستر كارد وأميركاف إكسبريس(.)1
اٌفــــشع اٌضبٔـــٝ
طـٛس اإلػزــذاء ػٍـ ٝاٌزغـبسح اإلٌ١ىزش١ٔٚـخ
تتعدد وتتنوع الجرائم الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ،و ينحصر أغمبيا فى:
وبالتالي فإف لمتوقيع دو ار ىاماً مف ثبلثة جوانب فيو مف جية يحدد شخصية الموقع ومف
جية أخرى يعبر عف إرادتو في إلتزامو بمضموف الوثيقة ،واق ارره ليا ،ومف جية ثالثة يعد دليؿ
عمى حضور أطراؼ التصرؼ وقت التوقيع أو حضور مف يمثميـ قانوناً أو إتفاقاً(.)3
ومع التقدـ التكنولوجي المعاصر في وسائؿ اإلتصاؿ ونقؿ المعمومات ،ظيرت طرؽ
72
ووسائؿ حديثة في التعامؿ ال تتفؽ تماما مع فكرة التوقيع بالمفيوـ التقميدي ،فمعظـ المعامبلت
المالية والتجارية أصبحت تتـ إليكترونيا ،وبالتالي لـ تعد الوسيمة التقميدية في إثبات التصرفات
القانونية مبلئمة لمتعاقدات الحديثة التي تتـ في الشكؿ اإلليكتروني ،مف ىنا كاف ظيور التوقيع
اإلليكتروني ليكوف بديبل عف التوقيع التقميدي ليتوافؽ وطبيعة التعاقدات القانونية والعقود التي تتـ
بإستخداـ الوسائؿ واألجيزة اإلليكترونية الحديثة (.)1
ىو عدة أرقاـ يتـ تركيبيا لتكوف فى النياية كودا يتـ التوقيع بو ،ويستخدـ ىذا فى
التعامبلت البنكية والمراسبلت اإلليكترونية التى تتـ بيف التجار أو بيف الشركات وبعضيا ،ومثاؿ
لذلؾ بطاقة اإلئتماف التى تحتوى عمى رقـ سرى ال يعرفو سوى العميؿ.
ىنا يقوـ مرسؿ الرسالة بكتابة توقيعو الشخصى باستخداـ قمـ إليكتروني خاص عمى
شاشة الحاسب اآللى عف طريؽ برنامج معيف ويقوـ ىذا البرنامج بإلتقاط التوقيع والتحقؽ مف
صحتو.
يقوـ عمى أساس التحقؽ مف شخصية المتعامؿ باالعتماد عمى الصفات الجسمانية
لؤلفراد مثؿ البصمة الشخصية ،مسح العيف البشرية ،التعرؼ عمى الوجو البشرى ،خواص اليد
البشرية ،التحقؽ مف نبرة الصوت.
وتعد مف أكثر التوقيعات شيوعاً ىذه التوقيعات الرقمية القائمة عمى ترميز المفاتيح ،
( )1د .حسيف بف سعيد الغافرى ،بحث بعنواف الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ،ص ،3راجع الموقع :
http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=4
73
مابيف عاـ وخاص فاألولى تسمح بقراءة الرسالة دوف إستطاعة إدخاؿ أى تعديؿ عمييا ،فإذا
وافؽ المعنى بيا عمى مضمونيا وأراد إبداء قبولو بشأنيا وضع توقيعو مف خبلؿ مفتاحو الخاص
عمييا ،واعادتيا إلى مرسميا مذيمة بتوقيعو اإلليكترونى وتعتمد ىذه المفاتيح فى األساس عمى
تحويؿ المحرر المكتوب مف نمط الكتابة الرياضية إلى معادلة رياضية ،وتحويؿ التوقيع إلى
أرقاـ ،فبإضافة التوقيع إلى المحرر عف طريؽ األرقاـ يستطيع الشخص قراءة المحرر والتصرؼ
فيو ،وال يستطيع الغير التصرؼ فيو إال عف طريؽ ىذه األرقاـ(.)1
وبإستطاعة أى شخص الحصوؿ عمى التوقيع اإلليكترونى بأشكالو المتعددة ،وذلؾ عف
طريؽ التقدـ إلى إحدى الييئات المتخصصة فى إصدار ىذه الشيادات والمنتشرة عمى شبكة
اإلنترنت ،وذلؾ مقابؿ مبمغ معيف مف الماؿ سنوياً ،وتتـ مراجعة األوراؽ والمستندات ومطابقة
اليوية بواسطة جواز السفر ،أو رخصة القيادة وتصعب اإلجراءات أو تسيؿ تبعاً لمغرض مف
إستخداميا(.)2
طٛس اإلػزذاء ػٍ ٝاٌزٛل١غ اإلٌ١ىزشٚ ٝٔٚفمب ا ٌٕظٛص اٌمبٔ ْٛسلُ ٌ 15سٕخ
2004فِ ٝظش :
نصت المادة 21مف ىذا القانوف بأف (بيانات التوقيع اإلليكتروني والوسائط اإلليكترونية
والمعمومات التي تقدـ إلى الجية المرخص ليا بإصدار شيادات التصديؽ اإلليكتروني سرية ،وال
يجوز لمف قدمت إليو أو اتصؿ بيا بحكـ عممو إفشاؤىا لمغير أو إستخداميا في غير الغرض
الذي قدمت مف أجمو).
وكذلؾ نصت مادة 23بأنو مع عدـ اإلخبلؿ بأية عقوبة أشد منصوص عمييا في قانوف
العقوبات أو في أي قانوف آخر ،يعاقب بالحبس وبغرامة التقؿ عف عشرة آالؼ جنيو وال تجاوز
مائة ألؼ جنيو أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف كؿ مف :
( أ ) أصدر شيادة تصديؽ إليكتروني دوف الحصوؿ عمى ترخيص بمزاولة النشاط مف الييئة.
(ج) إستعمؿ توقيعا أو وسيطا أو محر اًر إليكترونيا معيباً أو مزو اًر مع عممو بذلؾ.
(د ) خالؼ ّأيا مف أحكاـ المادتيف ( )21( ، )19مف ىذا القانوف .
74
توصؿ بأية وسيمة إلى الحصوؿ بغير حؽ عمى توقيع أو وسيط أو محرر إليكتروني أوّ ( ىػ)
إخترؽ ىذا الوسيط أو إعترضو أو عطمو عف أداء وظيفتو.
وفي حالة العود تزاد بمقدار المثؿ المقررة ،العقوبة المقررة ليذه الجرائـ في حدييا األدنى
واألقصى .وفي جميع األحواؿ يحكـ بنشر حكـ اإلدانة في جريدتيف يوميتيف واسعتي اإلنتشار ،
وعمى شبكات المعمومات االلكترونية المفتوحة عمى نفقة المحكوـ عميو.
وبناء عمى ما أجممنا فإن أبرز صور اإلعتداء عمى التوقيع اإلليكترونى ىى:
1ـ عشّ٠خ إفشبء ث١بٔبد اٌزٛل١غ اإلٌ١ىزش ٝٔٚأ ٚإسزخذاِٙب ف ٝغ١ش اٌغشع
اٌّخظظخ ألعٍٗ:
صورة الركف المادى فى ىذه الجريمة ىى إفشاء بيانات التوقيع اإلليكترونى والوسائط
اإلليكترونية والمعمومات التى تقدـ إلى الجية المرخص ليا بإصدار شيادات التصديؽ
اإلليكترونى أو إستخداميا فى غرض آخر غير ما قدمت لو(.)1
والمقصود ىنا بإفشاء البيانات ،ىو تمكيف الغير مف اإلطبلع عمييا بشكؿ عمنى ،أما
الشؽ الثانى المنصوص عميو فى ىذه الجريمة فيو إستخداـ بيانات التوقيع اإلليكترونى مف قبؿ
الجية المرخص ليا بإصداره فى غير الغرض المقدمة مف أجمو.
إضافة إلى الركف المادى يمزـ توافر الركف المعنوى بعنصريو العمـ واإلرادة ،وذلؾ بأف
يكوف الجانى عالماً بعدـ مشروعية فعمو ،واتجاه إرادتو رغـ ذلؾ إلرتكابو.
2ـ إطذاسشٙبدح رظذ٠ك إٌ١ىزش ٟٔٚد ْٚاٌحظٛي ػٍ ٝرشخ١ض ثّزاٌٚخ إٌشبط
ِٓ اٌ١ٙئخ:
عرؼ القانوف 15لسنة 2004فى المادة األولى فقرة (و) شيادة التصديؽ اإلليكترونى
بأنيا الشيادة التى تصدر مف الجية المرخص ليا بالتصديؽ وتثبت اإلرتباط بيف الموقع وبيانات
إنشاء التوقيع.
وبناء عمى ذلؾ توجد جيات يرخص ليا سواء كانت شخصية أو إعتبارية بإعتماد
التوقيعات اإلليكترونية بشيادات مصدؽ عمييا منيـ ،وىذه الشيادات يترتب عمييا آثا اًر قانونية
تتمثؿ فى إنشاء إلتزامات واثبات حقوؽ بالنسبة لطرفى العقد فى التجارة اإلليكترونية فى حالة
إعتماد التوقيع اإلليكترونى بينيما( ،)2وبالتالى فإف قياـ أى جية بإصدار شيادات التصديؽ ىذه
دوف الحصوؿ عمى الترخيص البلزـ لصحة إجراءىا ،يعد ركناً مادياً ليذه الجريمة إضافة لمركف
75
المعنوى بعنصريو.
3ـ إرالف أ ٚرؼ١١ت رٛل١ؼب أٚ ٚس١طب أِ ٚحشساا إٌ١ىزش١ٔٚب ا ،أ ٚرز٠ٚش ش١ئب ا ِٓ رٌه
ثطش٠ك اإلططٕبع أ ٚاٌزؼذ ً٠أ ٚاٌزح٠ٛش أ ٚثأ ٞطش٠ك آخش.
تنقسـ ىذه الجريمة إلى قسميف القسـ األوؿ متعمؽ بجريمة اإلتبلؼ أو التعييب لممحرر
اإلليكترونى ،والثانى متعمؽ بتزويره.
صورة الركف المادى ليذه الجريمة ىى إتبلؼ أو تعييب لمتوقيع أو المحرر أو الوسيط
اإلليكترونى ،وجريمة اإلتبلؼ تقع طالما وقع ثمة إتبلؼ أو تخريب عمى الماؿ عمى نحو يذىب
بقيمتو كميا أو بعضيا ،وال يتحتـ أف يكوف التخريب أو اإلتبلؼ تاماً بؿ يصح أف يكوف جزئياً ،
وال ييـ الوسيمة المستخدمة فى تمؾ الجريمة ،والعنصر الثانى فى الركف المادى ىو المحؿ الذى
يرد عميو ىذا الفعؿ والمحؿ فى ىذه الجريمة ىو التوقيع اإلليكترونى أو الوسيط أو المحرر
اإلليكترونى( .)1إضافة إلى الركف المادى فى ىذه الجريمة يمزـ توافر الركف المعنوى بعنصريو
العمـ واإلرادة.
الركف المادى ليذه الجريمة يدور حوؿ فعؿ التزوير أو التقميد اإلليكترونى ،والذى يقصد
بو أى تغيير لمحقيقة يرد عمى مخرجات الحاسب اآللى سواء تمثمت فى مخرجات ورقية مكتوبة
كتمؾ التى تتـ عف طريؽ الطابعة أو كانت مرسومة عف طريؽ الراسـ ،ويستوى فى المحرر
اإلليكترونى أف يكوف مدوناً بالمغة العربية أو لغة أخرى ليا داللتيا ،كذلؾ قد يتـ فى مخرجات
غير ورقية شرط أف تكوف محفوظة عمى دعامة ػ كبرنامج منسوخ عمى إسطوانةػ وشرط أف يكوف
المحرر اإلليكترونى ذا أثر فى إثبات حؽ أو أثر قانونى معيف(.)2
ومف أشير الوسائؿ التى يمكف اإلعتماد عمييا فى تقميد أو تزوير التوقيع اإلليكترونى
إستخداـ برامج حاسوبية وأنظمة معموماتية خاصة بذلؾ ،يتـ تصميميا عمى غرار البرامج
واألنظمة المشروعة أو محاولة البعض كسر الشفرة والوصوؿ إلى األرقاـ الخاصة بالتوقيع
اإلليكترونى ،والقياـ بنسخيا واعادة إستخداميا بعد ذلؾ ،وتعد ىذه الجريمة مف الجرائـ العمدية
،التى تنطوى عمى قصد جنائى عاـ ،حيث يعمـ الجانى بوقائع الجريمة وكونيا مف المحظورات
76
،ومع ذلؾ تتجو إرادتو إلى الفعؿ المجرـ ويقبؿ النتيجة المترتبة عمييا(.)1
4ـ إسزؼّبي رٛل١ؼب أٚ ٚس١طب أِ ٚحشساا إٌ١ىزش١ٔٚب ِؼ١جب ا أِ ٚزٚساا ِغ اٌؼٍُ ثزٌه.
يقصد بإستعماؿ التوقيع اإلليكترونى المزور أو المعيب إب ارزه واإلحتجاج بو فيما زور مف
أجمو وذلؾ عمى إعتبار أنو صحيح(.)2
وىذه الجريمة جريمة عمدية ،يمزـ لقياميا أف يكوف الجانى عالماً بعدـ مشروعية فعمو ،
أى ع ممو بإستخداـ توقيع أو محرر أو وسيط إليكترونى معيب أو مزور ،بغض النظر إف كاف
ىو مف زور أو عيب التوقيع أو ال.
طً ثأ٠خ ٚسٍ١خ إٌ ٝاٌحظٛي ثغ١ش حك ػٍ ٝرٛل١غ أٚ ٚس١ظ أِ ٚحشس 5ـ اٌزّ ٛ
إٌ١ىزش ٟٔٚأ ٚإخزشاق ٘زا اٌٛس١ظ أ ٚإػزشاضٗ أ ٚرؼط ٍٗ١ػٓ أداء ٚظ١فزٗ.
يتمثؿ الرك ف المادى ليذه الجريمة فى حصوؿ الجانى عمى توقيع إليكترونى بأى وسيمة غير
مشروعة دوف حؽ لو فى ذلؾ ،أو قياـ الجانى بإختراؽ الوسيط اإلليكترونى أو إعتراضو
وتعطيمو.
ومف المبلحظ فى ىذه الجزئية عدـ تحديد نص القانوف لطرؽ أو وسائؿ معينة لمحصوؿ
عمى التوقيع اإلليكترونى أو إختراقو وتعطيمو ،وىو مايوسع مف مجاؿ حماية التوقيع اإلليكترونى
ضد أى محاولة لئلعتداء عميو.
أما الركف المعنوى فيتمثؿ فى إتجاه الجانى إلرتكاب الجريمة مقترناً بعممو بعدـ مشروعية
فعمو.
صبٔ١ب ا :اٌسط ٛػٍ ٝأسلبَ اٌجطبلبد اإلئزّبٔ١خ.
تعد بطاقات اإلئتماف إحدى الخدمات المصرفية التى إستحدثيا الفف المصرفى فى
الواليات المتحدة األمريكية منذ ما يقرب عمى 60عاـ ،فأوؿ بداية حقيقية لبطاقات اإلئتماف
بالمفيوـ الحديث ترجع لؤلمريكييف (فرانؾ بيكف ما ار ورالؼ سيندر) فى عاـ 1950ـ ،وتقوـ ىذه
البطاقات أساساً عمى فكرة اإلئتماف إلفتراضيا وجود فاصؿ زمنى بيف تقديـ مانح اإلئتماف لوسائؿ
الوفاء لعممية الشراء وبيف إسترداد تمؾ الوسائؿ ،وبعد التطور الكبير التكنولوجى فى مجاؿ
اإلتصاالت وظيور التجارة اإلليكترونية ،إمتد نشاط ىذه البطاقات إلى شبكة اإلنترنت الذى
شكؿ عممية متسارعة لكونو يعد إحدى الطرؽ السيمة لشراء كؿ شىء تقريباً ،فكؿ ما يحتاجو
( ) 1د .حسيف بف سعيد الغافرى ،الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ،المرجع السابؽ ذكره ،ص 10ػ
.11
( )2د .سميماف أحمد فضؿ ،المرجع السابؽ ،ص .165
77
التسوؽ عبر اإلنترنت ىو إتصاؿ باإلنترنت وبطاقة إئتماف سارية المفعوؿ(.)1
وتعتمد آلية الشراء عبر شبكة اإلنترنت بإستخداـ البطاقات اإلئتمانية عمى تزويد التاجر
برقـ البطاقة الخاصة بالعميؿ والعنواف الذى يرغب بإستبلـ السمعة مف خبللو ومعمومات أخرى ،
ليصمو طمبو خبلؿ الفترة الزمنية التى تـ اإلتفاؽ عمييا ،فى الوقت الذى تتولى فييا شبكات
البنوؾ العالمية والشركات إجراء عممية التقاص بيف الحسابات وقيد الفوائد والعموالت وفقاً
لئلتفاقيات والبوتوكوالت بيذه الشأف(.)2
إال أف ىذه الميزة اإليجابية لعممية الشراء بإستخداـ شبكة اإلنترنت قابميا إستغبلؿ غير
مشروع لمواطف الضعؼ التى كشؼ عنيا التطبيؽ الفعمى ليذه النظاـ ،حيث أصبحت األرقاـ
والبيانات الخاصة بتمؾ البطاقات المنقولة عبر شبكة اإلنترنت عرضة لئللتقاط غير المشروع مف
قبؿ الغير وبالتالى اإلعتداء عمى الذمة المالية لصاحب البطاقة أو البنؾ المصدر ليذه البطاقة.
ففى الياباف ألقت الشرطة القبض عمى رجميف قاما بسرقة 16مميوف يف مف حساب
عميؿ أحد البنوؾ ،بعد تمكنيما مف سرقة بيانات بطاقتو اإلئتمانية مف خبلؿ ترددىما عمى
مقاىى اإلنترنت( ،)3وفي مصر تكمؼ جرائـ التجارة اإلليكترونية الدولة حوالي 3مبلييف جنيو
سنويا تتحمميا البنوؾ المصرية(.)4
أخذت ىذه التسمية مف كممة Fishingوالتى تعنى صيد السمؾ ،ويعتبر مف أحدث
األساليب المستخدمة فى جرائـ الياكرز عالمياً ونسبة نجاحو .)5(%5
ويعد مف قبيؿ اإلستدراج إنشاء مواقع وىمية عمى شبكة اإلنترنت عمى غرار مواقع
( ) 1د .حسيف بف سعيد الغافرى ،الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ،المرجع السابؽ ذكره ،ص.22
( ) 2عماد عمى الخميؿ ،التكييؼ القانونى إلساءة إستخداـ أرقاـ البطاقات اإلئتمانية عبر اإلنترنت ،بحث مقدـ
إلى مؤتمر القانوف والكمبيوتر واإلنترنت المنعقد بكمية الشريعة والقانوف بجامعة اإلمارات العربية المتحدة
فى الفترة مف ، 2000/5/3 :1المجمد الثانى ص ، 909مشار إليو لدى د .حسيف بف سعيد الغافرى ،
المرجع السابؽ ،ص.23
(3) www.albayan.co.ae/albayan/mnw/15.htm
( ) 4تحقيؽ بعنواف مواجية حاسمة مف الشرطة لجرائـ بطاقات االئتماف اإللكترونية ،جريدة األىراـ ،بتاريخ
،2002/5/18السنة ، 126العدد ، 42166راجع الموقع اإلليكترونى
http://www.ahram.org.eg/Archive/2002/5/18/ECON5.HTM
( ) 5د .حسيف بف سعيد الغافرى ،الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ،المرجع السابؽ ذكره ،ص.23
78
الشركات والمؤسسات التجارية األصمية التى توجد عمى الشبكة ،ويظير وكأنو ىو الموقع
األصمى الذى يقدـ الخدمة ،وإلنشاء ىذا الموقع يقوـ القراصنة بالحصوؿ عمى كافة بيانات
الموقع األصمى مف خبلؿ شبكة اإلنترنت ،ومف ثـ إنشاء الموقع الوىمى ومع تعديؿ البيانات
السابقة التى تـ الحصوؿ عمييا بطريؽ غير مشروع ػ وذلؾ فى الموقع األصمى ػ حتى ال يظير
وجود إزدواج فى الموقع ويبدو الموقع االصمى وكأنو الموقع الوحيد(.)1
ويتحقؽ الضرر بإستقباؿ الموقع الوىمى الخاص بالقراصنة عمى شبكة اإلنترنت لكافة
المعامبلت المالية والتجارية الخاصة بالتجارة اإلليكترونية ،والتى يقدميا الموقع األصمى عبر
الشبكة ألغراض ىذه التجارة ،ومنيا بالطبع بيانات بطاقة الدفع اإلليكترونى ،وكذلؾ الرسائؿ
اإلليكترونية الخاصة بالموقع األصمى ومف ثـ يتسنى اإلطبلع عمييا واإلستفادة غير المشروعة
مف المعمومات المتضمنة فييا ،وذلؾ عمى نحو يضر بالمؤسسات والشركات صاحبة الموقع
االصمى ،وفى ذات الوقت يدمر ثقة االفراد والشركات فى التجارة اإلليكترونية عبر شبكة
إنترنت(.)2
ومف أشير األمثمة عمى إستخداـ ىذه األسموب فى الحصوؿ عمى أرقاـ وبيانات
البطاقات اإلئتمانية المنقولة عمى شبكة اإلنترنت ،ما حصؿ عاـ 1994عندما قاـ شخصاف
بإنشاء موقع عمى شبكة اإلنترنت مخصص لشراء حاجات معينة يتـ إرساليا فور تسديد قيمتيا
إليكترونيا ،إال أف الطمبات فى حقيقة الواقع كانت ال تصؿ إلى الزبائف ألف الموقع ببساطة ما
ىو إال موقع وىمى ىدفو النصب واإلحتياؿ.
وفى مصر كذلؾ ألقت السمطات المصرية القبض عمى 43شخصاً قاموا بتزوير
الصفحات الرئيسية لممواقع اإلليكترونية لبنكى أوؼ أمريكا وويمز فاركو بأمريكا ،وقاموا بإرساؿ
عدة رسائؿ إليكترونية لبعض عمبلء ىذيف البنكيف ػ وكأنيا عبر المواقع اإللكترونية الصحيحة
لمبنكيف ػ وقاموا بطمب تحديث بياناتيـ البنكية ،واستخدموا البيانات وأجروا عدة حجوزات فندقية،
وشراء تذاكر طيراف ،وتحويبلت مالية بقيمة مميوف و 117ألؼ دوالر أمريكى لحسابات أخرى
بذات البنكيف(.)3
( )1راجع فى ذلؾ د .جميؿ عبد الباقى الصغير ،الحماية الجنائية والمدنية لبطاقات اإلئتماف الممغنطة ،دار
النيضة العربية ، 1999 ،ص .37
( ) 2الرائد.عمى حسنى عباس ،مخاطر بطاقات الدفع اإلليكترونى عبر شبكة اإلنترنت (المشاكؿ والحموؿ) ،
ورقة عمؿ مقدمة إلى ندوة (الصور المستحدثة لجرائـ بطاقات الدفع اإلليكترونى) مركز بحوث الشرطة
بأكاديمية الشرطة ،القاىرة ،بتاريخ .1998/12/14ص.17
( )3راجع الموقع http://www.egypty.com/accidents-details.aspx?accidents=3030 :
79
2ـ اإلختراق غير المشروع لمنظومة خطوط اإلتصاالت العالمية : Illegal access
خطوط اإلتصاالت العالمية ىى تمؾ الخطوط التى تربط الحاسب اآللى لممشترى بذلؾ
الخاص بالتاجر ،ويعد اإلختراؽ غيرالمشروع لمنظومة خطوط اإلتصاالت العالمية مف أخطر
األساليب التى تيدد عممية التسوؽ عبر شبكة اإلنترنت ،حيث يقوـ المقتحـ بتسخير كؿ خبراتو
وبرامجو لمحاولة إقتحاـ وفؾ رموز الشفرات وتجاوز جدر الحماية لمممفات المتضمنة لممعمومات
الشخصية لمعمبلء والمخزنة فى الكمبيوتر الرئيسى عبر الشبكة العنكبوتية ،والدافع األساسى مف
المجوء إليو يتمثؿ فى الرغبة الكامنة فى نفوس محترفى اإلجراـ التقنى فى قير نظـ التقنية
والتفوؽ عمى الحماية وتعقيدىا(.)1
تمتمؾ كبرى الشركات والمؤسسات فى مختمؼ دوؿ العالـ مواقع إليكترونية عمى شبكة
اإلنترنت ،ىذه المواقع يتـ إدارتيا مف قبؿ أجيزة كمبيوتر خاصة بالشركة أو المؤسسة ،ولكف
يوجد دائماً جياز رئيسى أومايعتبر الجيازاألـ ليذه األجيزة الفرعية ،وىو الذى يتـ مف خبللو
تعديؿ الموقع واضافة البيانات المستحدثة ،وكذلؾ يحتوى كافة البيانات المتعمقة بطبيعة العمؿ
المقدـ مف الشركة أو المؤسسة والتى قد يكوف مف بينيا أرقاـ بطاقات إئتماف خاصة بالعمبلء،
ويتـ الحصوؿ عمى أرقاـ بطاقات اإلئتماف مف خبلؿ ىذا الجياز عف طريؽ قياـ المحتاؿ بإرساؿ
اآلالؼ مف الرسائؿ اإلليكترونية ليذا الجياز بيدؼ الضغط عمى قدرتو اإلستيعابية وبالتالى
تفجير الموقع الذى يقوـ الجياز بخدمتو ،األمر الذى يترتب عميو إنتقاؿ كؿ البيانات التى
يحتوييا ىذا الجياز إلى شخص المجرـ.
يعرؼ ىذا األسموب لدى مجرمى البطاقات ت ( )Card Mathوىو يعتمد بالدرجة األولى
عمى إجراء معادالت رياضية واحصائية بيدؼ تحصيؿ أو تخميؽ أرقاـ بطاقات إئتمانية ممموكة
لمغير ،وىى ما يمزـ لمشراء عبر شبكة اإلنترنت( ،)2ومف األمثمة عمى إستخداـ ىذا األسموب ما
حصؿ بجميورية مصر العربية حيث تمكنت اإلدارة العامة لمباحث األمواؿ العامة مف ضبط
طالب جامعى بمدينة اإلسكندرية بتيمة اإلستيبلء عمى مبالغ طائمة مف حسابات بعض البطاقات
اإلئتمانية الخاصة بعمبلء أحد البنوؾ بالجيزة عبر شبكة اإلنترنت واستخداميا فى عمميات الشراء
والتسوؽ ،بعدما تمكف مف الحصوؿ عمى أرقاـ تمؾ البطاقات بإستخداـ بعض المعادالت
80
الحسابية الدقيقة.
ولمحد مف ىذه الجرائـ قاـ البعض مف العمماء بإختراع بطاقات إئتماف جديدة مختمفة عف
سابقاتيا ،تعمؿ ببصمة صوت صاحبيا فقط ليس ذلؾ وحسب بؿ أف ىذه البصمة الصوتية
تتغيربعد كؿ مرة يتـ فييا إستخداـ البطاقة.
ومف وسائؿ الحد مف ىذه الجرائـ أيضاً ما قاـ بو بنؾ (سيتى بنؾ) وىى الطريقة أو
الوسيمة المعروفة بإسـ الحساب المؤقت ،حيث يسمح لعمبلئو بفتح حساب مؤقت لمشراء عبر
شبكة اإلنترنت يمكف الحصوؿ عميو بالتميفوف أو البريد ،ويستخدـ لمرة واحدة فقط ثـ يمغى بعد
ذلؾ ،أو ألكثر مف مرة بحيث يصؿ إلى سقؼ إئتمانى محدد ،وىو مرتبط بالحساب األساسى
لمعميؿ( ،)1وفوؽ كؿ ذلؾ البد مف تثقيؼ الجميور عف طبيعة المخاطر األمنية التي تواجييا
وكيؼ يمكف حماية أنفسيـ مف خبلؿ إتخاذ اإلحتياطات األمنية األساسية(.)2
ويتحقؽ الركف المادى فى جريمة السطو عمى أرقاـ بطاقات اإلئتماف بإتياف األفعاؿ
اإلجرامية السابؽ ذكرىا (اإلستدراج ،اإلختراؽ غير المشروع ،تفجير الموقع ،تخميؽ أرقاـ
البطاقات) إضافة لمنتيجة المترتبة عمى ىذا الفعؿ مع وجود عبلقة سببية بيف الفعؿ والنتيجة.
أما الركف المعنوى فيجب توافر عنصريو (العمـ واإلرادة) وذلؾ بأف يكوف الجانى عالماً بأنو
يستولى عمى أرقاـ بطاقة إئتمانية تخص المجنى عميو ورغـ ذلؾ يقدـ عمى ىذا الفعؿ.
فمثبلً موقع جوجؿ يشار إلى حقمو بإسـ ، www.google.comولكؿ متصفح يريد
الولوج ليذا الموقع أف يكتب ىذا اإلسـ.
ويمكف تعريؼ حقوؿ اإلنترنت أو مواقع اإلنترنت بأنيا مجموعة مف الوثائؽ الموضوعة
(1) http://www.al-jazirah.com.sa/digimag/20062004/wr25.htm
(2) Russell G. Smith , paying the price on the internet, funds transfer crime in
cyberspace, paper presented at the conference: internet crime, held in melbourne,
16-17 february 1998, by the australian Institute of Criminology, p8.
81
إليكترونياً فى حاسبات مختمفة متصمة باإلنترنت(.)1
عرؼ موقع واحد عمى شبكة اإلنترنت، ويمكف تعريؼ حقؿ اإلنترنت كذلؾ بأنو إسـ فريد ُي ِّ
و ىو مؤلؼ مف قسميف أو أكثر و يفصؿ بيف أقسامو بالنقطة{.)2(}.
مع األخذ بالعمـ أف الدوميف أو الحقؿ ال يمكف أف يكوف مكتوب بالمغة العربية بؿ يجب
حجزه بالمغة االنجميزية.
واألصؿ فى مواقع اإلنترنت أنو ينبغى لموصوؿ إلييا معرفة عناوينيا التى ىى عبارة عف
أرقاـ معينة ،ونظ اًر لكثرة المواقع وبالتالى تعذر حفظ أرقاـ كؿ موقع بالنسبة لمستخدمى الشبكة ،
تـ إبتكار ما يعرؼ بالدوميف نيـ ، Domain Nameوىو ما سيؿ اإلشارة ألسماء المواقع
وسيولة التمييز فيما بينيا.
فالدوميف نيـ ىو نقؿ إسـ الموقع مف صيغة إلى أخرى أو بمعنى أصح نقمو مف صيغتو
الرقمية إلى الصيغة أو الصورة الحرفية.
ويشكؿ إسـ حقؿ اإلنترنت مف الناحية اإلقتصادية وسيمة فعالة لئلعبلف عف المشروعات
والشركات والتعريؼ بيا وعرض منتجاتيا وخدماتيا( ،)3فالشركات التجارية تستخدـ مواقعيا
اإلليكترونية فى عرض البيانات الخاصة بالشركة كطبيعة نشاطيا وأرقاـ ىواتفيا وعنواف بريدىا
العادى واإلليكترونى.
82
)gov( -تدؿ عمى المواقع الحكومية.
)org( -لممنظمات.
ومف أبرز االمثمة عمى تدمير المواقع تعرض موقع Hotmailفى العاـ 2000لبعض
اليجمات أدت لخسائر مالية تعدت مبلييف الدوالرات(.)1
بػ تشويو صورة المواقع التجارية :صورة أخرى مف صور اإلضرار بمواقع التجارة اإلليكترونية ،
ال لشىء إال إلثبات الذات وابراز ضعؼ الموقع المستيدؼ وفى نفس الوقت اإلضرار
والتشويو بسمعة الموقع فى مواجية زائريو ورواده.
ويتـ تشويو صورة المواقع عمى شبكة اإلنترنت عف طريؽ دخوليا بيوية
مخفية( )anonymousحيث تمكف ىذه الطريقة ،في بعض الحاالت ،المخترؽ مف
الحصوؿ عمى ممؼ كممة الدخوؿ المشفرة ،الخاصة بأحد المشرفيف عمى الموقع
المستيدؼ ،أو مف يممكوف حؽ تعديؿ محتويات الموقع ،والعمؿ عمى فؾ تشفيرىا،
)1( www.khayma.com/tanweer/textes/hacar.htm
83
ويستعيف المخترقوف فى ذلؾ ببرامج خاصة لتخميف كممات السر(.)1
ممكف" غير الموقع ىذا إلى "الوصوؿ اإلنترنت: خدمة حجب ج ػ ىجمات
قد تعني الرسالة السابقة أف الموقع الذي تحاوؿ أف تزوره ،تعرض ليجمات حجب الخدمة
خاصة إذا كاف واحداً مف المواقع الكبرى التي يعني ظيور مثؿ ىذه الرسالة في موقعيا
خسارة عشرات اآلالؼ مف الدوالرات (.)2
د ػ إختالس مضمون مواقع اإلنترنت :يعمد البعض إلى نسخ محتويات بعض المواقع
اإلليكترونية واعادة نشرىا فى أى موقع آخر دوف اإلشارة لمصدرىا ،بغض النظر عف
مضموف ىذه المحتويات فقد تكوف صور أو نصوص أو رسومات أو مقاطع فيديو ،األمر
الذى يثير الكثير مف اإلشكاالت والقضايا بيف المواقع نظ اًر لمخسائر المادية واألدبية التى
تمحؽ بالطرؼ المعتدى عمى حقو(.)3
ھ ػ إنتحال شخصية الموقع :المقصود بإنتحاؿ شخصية الموقع ىو إنتحاؿ صفة مؤسسة أو
جية تممؾ موقعأ عمى شبكة اإلنترنت ،و لعؿ الطابع الشائع منيا ىو إنتحاؿ صفة مواقع
تتعامؿ عف طريؽ الدفع اإلليكتروني لؤلمواؿ والغرض ىنا ىو الوصوؿ إلي بيانات بطاقات
الدفع التي يتعامؿ بيا األشخاص الذيف يدخموف لممواقع أو كشؼ بيانات الحسابات البنكية
ثـ الدخوؿ ليا واجراء عمميات غير شرعية بيا أو إجراء تحويبلت مف ىذه الحسابات إلى
حسابات أخرى.
اٌفشع اٌضبٌش
عشائُ اٌزغبسح اإلٌ١ىزش١ٔٚخ ف ٝإٌّظٛس اٌزشش٠ؼٝ
التجارة اإلليكترونية وبما أنيا نوع مستحدث مف التجارة خصوصاً فى مجتمعاتنا العربية ،
فإنيا ال تزاؿ تحتاج الكثير مف التنظيـ التشريعى الذى يغطى كافة المسائؿ المتعمقة بيا.
ففى مصر نجد أف المشرع قد أقر قانوف تنظيـ التوقيع اإلليكترونى رقـ 15لسنة 2004
والذى كفؿ التوقيع اإلليكترونى بحماية فى مواجية بعض صور اإلنتياكات الواقعة عميو وذلؾ
( ) 1فادي سالـ ،مقاؿ بعنواف موقعؾ في ويب ..في ميب اإلختراؽ ،صحيفة الحوار المتمدف اإلليكترونية ،
العدد رقـ 15 :بتاريخ . 2001 / 12 /23راجع الموقع
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=550
( )2فادي سالـ ،المرجع السابؽ.
( )3راجع فى نفس المعنى ،د .محمد حسيف منصور ،المسئولية اإلليكترونية ،دار الجامعة الجديدة ، 2003 ،
ص .259
84
فى المادتيف 23 ، 21سابقتى الذكر.
إضافة لذلؾ فإف مشروع قانوف التجارة اإلليكترونية قد نص فى المادة 27منو عمى أنو
"مع عدـ اإلخبلؿ بأية عقوبة أشد وردت فى قانوف آخر ،يعاقب كؿ مف إستخدـ توقيعا
إلكترونيا أو محا أو عدؿ فى ىذا التوقيع أو فى مادة المحرر دوف موافقة كتابية مسبقة مف
صاحب الحؽ بالغرامة التى ال تقؿ عف ألؼ جنيو وال تزيد عمى ألفى جنيو ،وبالحبس الذي ال
يقؿ عف ثبلثة أشير أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف.
وفى حالة العود تكوف العقوبة الغرامة التى ال تقؿ عف ألفى جنيو وال تزيد عمى خمسة
آالؼ جنيو ،والحبس لمدة ال تقؿ عف ثبلثة أشير .وفى كؿ األحواؿ تحكـ المحكمة بعدـ
اإلعتداد بالمعاممة" .
وكذلؾ نص فى المادة 16عمى أنو " ال يجوز ألية جية تحصؿ عمى بيانات شخصية
أو مصرفية خاصة بأحد العمبلء أف تحتفظ بيا إال لممدة التى تقتضييا طبيعة المعاممة ،وليس
ليا أف تتعامؿ فى ىذه البيانات بمقابؿ أو بدوف مقابؿ مع أية جية أخرى بغير موافقة كتابية
مسبقة مف صاحبيا"
ىذا النص يتعمؽ بالحفاظ عمى سرية البيانات وتجريـ اإلعتداء عمى الحؽ فى
الخصوصية فى شأف البيانات الشخصية أو المصرفية التى يتمكف أحد المتعاقديف مف الحصوؿ
عمييا بصدد المعامبلت التجارية اإللكترونية والتى قد يكوف مف بينيا توقيعاً إليكترونياً.
أما بالنسبة لجرائـ السطو عمى أرقاـ بطاقات اإلئتماف فمـ تسف نصوصاً خاصة بيا ،
األمر الذى نظف معو بصحة إنطباؽ نصوص قانوف العقوبات التقميدية المتعمقة بالسرقة أو
النصب واإلحتياؿ.
واذا تطرقنا لجرائـ اإلعتداء عمى حقوؿ وأسماء اإلنترنت فمـ تكف ىى األخرى أوفر حظاً
مف جرائـ السطو عمى أرقاـ بطاقات اإلئتماف وبقيت دوف نظاـ تشريعى يفرد أركانيا ويبيف
أصنافيا وعقوباتيا مما يجعؿ ػ ووفقاً لما نظنو صحيحاً ػ نصوص قانوف العقوبات ىى األولى
بالتطبيؽ وبشكؿ أدؽ النصوص المتعمقة بجرائـ اإلتبلؼ ،إضافةً إلى الحماية المقررة فى قوانيف
الممكية الفكرية.
أما فى تونس فقد نص قانوف التجارة والمبادالت اإلليكترونية فى إطار حمايتو لمتوقيع
اإلليكترونى عمى أنو يعاقب كؿ مف إستعمؿ بصفة غير مشروعة عناصر تشفير شخصية
متعمقة بإمضاء غيره بالسجف لمدة تتراوح بيف 6أشير وعاميف وبخطية(غرامة) تتراوح بيف
1.000و 10.000دينار أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف.
85
أما نظاـ الجرائـ المعموماتية في السعودية فقد نص فيما يخص اإلعتداء عمى حقوؿ
اإلنترنت فى المادة الثالثة منو عمى أنو" :يعاقب بالسجف مدة ال تزيد عمى سنة وبغرامة ال تزيد
عمى خمسمائة ألؼ لاير ،أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف ،كؿ شخص يرتكب أيا مف الجرائـ
المعموماتية اآلتية:
1ػ .......
2ػ .......
3ػ الدخوؿ غير المشروع إلى موقع إليكتروني ،أو الدخوؿ إلى موقع إليكتروني لتغيير تصاميـ
ىذا الموقع ،أو إتبلفو ،أو تعديمو ،أو شغؿ عنوانو.
وفى سبيؿ حماية التوقيع اإلليكترونى وبطاقات اإلئتماف نصت المادة الرابعة مف النظاـ
عمى :يعاقب بالسجف مدة ال تزيد عمى ثبلث سنوات وبغرامة ال تزيد عمى مميوني لاير ،أو بإحدى
ىاتيف العقوبتيف ،كؿ شخص يرتكب أيا مف الجرائـ المعموماتية اآلتية:
1ػ اإلستيبلء لنفسو أو لغيره عمى ماؿ منقوؿ أو عمى سند ،أو توقيع ىذا السند ،وذلؾ عف طريؽ
اإلحتياؿ ،أو إتخاذ إسـ كاذب ،أو إنتحاؿ صفة غير صحيحة .
2ػ الوصوؿ -دوف مسوغ نظاـ صحيح -إلى بيانات بنكية أو إئتمانية ،أو بيانات متعمقة بممكية
أوراؽ مالية لمحصوؿ عمى بيانات ،أو معمومات ،أو أمواؿ ،أو ما تتيحو مف خدمات.
أما عمى المستوى الدولى فيناؾ قانوف األونسيتراؿ النموذجى بشأف التوقيعات
اإلليكترونية ،وكذلؾ قانوف األونيستراؿ لمتجارة اإلليكترونية المذاف يطبقاف عمى أى نشاط تجارى
يتـ عف طريؽ الوسائط اإلليكترونية.
وكذلؾ التوصيات التى قدمتيا المنظمة العالمية لمممكية الفكرية المعروفة إختصا اًر بإسـ
(ويبو) فيما يخص اإلعتداء عمى أسماء حقوؿ اإلنترنت بوضع إجراء موحد لتسوية النزاعات
المتعمقة بيذا الخصوص.
أما إتفاقية بودابست فقد جرمت الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ،فى المادة ، 8
حيث نصت عمى ضرورة إتخاذ كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية التدابير البلزمة فى مواجية أى
تدخؿ فى وظيفة منظومة كمبيوتر بقصد إحتيالى أو غير أميف لمحصوؿ عمى منفعة إقتصادية
دوف وجو حؽ لصالح المعتدى ذاتو أو لصالح الغير وقد نصت االتفاقية فى المادة 10عمى
ضرورة إتخاذ كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية التدابير البلزمة لحماية النواحى التجارية لحقوؽ
الممكية الفكرية وكذلؾ الجرائـ التى ترتكب عف طريؽ الكمبيوتر والتى تستيدؼ النطاؽ التجارى.
86
اٌّطٍــت اٌضبٔــٝ
عشائـــُ اإلرـــالف اٌّؼٍِٛبرٝ
اإلتبلؼ ىو تخريب الشىء موضوع الجريمة ،وذلؾ بجعمو غير صالح لئلستعماؿ أو
اإلنتفاع بو ،أو كذلؾ التقميؿ مف منفعتو.
وبمعنى آخر فإف اإلتبلؼ ال يخرج عف كونو فناء لمشىء أو جعمو بحالة غير الحالة التى ىو
عمييا بحيث ال يمكف اإلستفادة منو وفقاً لمغرض الذى وجد مف أجمو ،مما يعنى أف جوىر
اإلتبلؼ ىو إفقار الماؿ المتمؼ منفعتو أو صبلحيتو لئلستعماؿ فى الغرض الذى وجد مف أجمو.
أو ىو التأثير عمى مادة الشىء عمى نحو يذىب أو يقمؿ مف قيمتو اإلقتصادية عف طريؽ
اإلنتقاص مف كفائتو ألوجو اإلستعماؿ المعد ليا(.)1
أما المعموماتية التى ىى محؿ اإلعتداء فى جريمة اإلتبلؼ ،فتعرؼ بأنيا ذلؾ اإلطار
الذي يحوي تكنولوجيا المعمومات ،وعموـ الكمبيوتر ،ونظـ المعمومات وشبكات اإلتصاؿ
وتطبيقاتيا في مختمؼ مجاالت العمؿ اإلنساني المنظـ(.) 2
والمقصود ببرامج الحاسب اآللى التعميمات المثبتة عمى دعامة والتى يمكف قراءتيا ألداء
واجب معيف عف طريؽ نظاـ معالجة ىذه المعمومات وقراءتيا بواسطة الحاسب اآللي ،فالحاسب
لوحده ال يمكف أف يؤدي الغرض المرجو منو ،وال بد مف وجود برامج تحركو(.)3
واإلتبلؼ في المجاؿ المعموماتي قد يكوف إتبلؼ مادي يقع عمى المكونات المادية
المتصمة بالحاسب اآللي وممحقاتو كالشاشة أو لوحة المفاتيح ،وقد يقع اإلتبلؼ عمى المكونات
المعنوية كالمعمومات والبيانات والبرامج عمى اختبلؼ أنواعيا ووظائفيا وىو ما سنتناولو بالبحث.
( )1د .محمود مصطفى ،شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ،الطبعة الثامنة ،دار النيضة العربية 1984 ،
،ص.645
( )2د .صبرى الحاج المبارؾ ،مقاؿ بعنواف المعمومات ودورىا فى التنمية ،راجع الموقع
http://informatics.gov.sa/details.php?id=295
( )3وجدي عبد الفتاح سواحؿ ،مقاؿ بعنواف فيروسات الكمبيوتر الكابوس الدائـ ،منشور عمى الموقع
اإلليكتروني www.islamonline.net/serviet/satellite?c=articleA
87
اٌفشع األٚي
عشّ٠خ اإلرالف ف ٝلبٔ ْٛاٌؼمٛثبد
نص قانوف العقوبات المصرى عمى جريمة اإلتبلؼ فى المادة 361بنصو كؿ مف خرب
أو أتمؼ عمداً أمواالً ثابتة أو منقولة ال يمتمكيا أو جعميا غير صالحة لئلستعماؿ أو عطميا بأية
طريقة يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى ستة أشير وبغرامة ال تجاوز ثبلثمائة جنيو أو بإحدى
ىاتيف العقوبتيف.
فإذا ترتب عمى الفعؿ ضرر مالى قيمتو خمسوف جنيياً أو أكثر كانت العقوبة الحبس
مدة ال تجاوز سنتيف وغرامة ال تجاوز خمسمائة جنيو أو إحدى ىاتيف العقوبتيف.
وتكوف العقوبة السجف مدة ال تزيد عمى خمس سنيف وغرامة ال تقؿ عف مائة جنيو وال تجاوز
ألؼ جنيو إذا نشأ عف الفعؿ تعطيؿ أو توقيؼ أعماؿ مصمحة ذات منفعة عامة أو ترتب عميو
جعؿ حياة الناس أو صحتيـ أو أمنيـ فى خطر.
وكذلؾ نصت المادة 457مف قانوف العقوبات الميبى كؿ مف أتمؼ أو بعثر أو أفسد ماالً
منقوالً أو غير منقوؿ أو صيره غير نافع كمياً أو جزئياً يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز سنة أو
بغرامة ال تزيد عمى مائة جنيو وتقاـ الدعوى بناء عمى شكوى الطرؼ المتضرر.
اٌشوٓ اٌّؼٕ:ٜٛ
كأى جريمة عمدية يشترط فى جريمة اإلتبلؼ توافر القصد الجنائى العاـ بعنصريو العمـ
واإلرادة ،فيشترط سبؽ عمـ الجانى بإتبلفو ماؿ الغير واتجاه إرادتو لذلؾ ،أما إذا لـ يعمـ بذلؾ
سواء إعتقد بممكيتو الشخصية ليذا الماؿ أو إنعداـ ممكيتو لمغير إنعدـ القصد الجنائى.
وف ى ذلؾ قضت محكمة النقض " مف المقرر أف جريمة اإلتبلؼ المؤثمة قانونا بنص
المادة 361مف قانوف العقوبات إنما ىي جريمة عمدية يتحقؽ القصد الجنائي فييا متى تعمد
الجاني ارتكاب الفعؿ المنيي عنو بالصورة التي حددىا القانوف واتجاه إرادتو إلى إحداث اإلتبلؼ
88
()1
أو التخريب وعممو بأنو يحدثو بغير حؽ ".....
اٌفشع اٌضبٔٝ
اٌّمظٛد ثئرالف ِؼٍِٛبد ٚثشاِظ اٌحبست اٌٝ٢
يقصد بإتبلؼ برامج الحاسب اآللى ومعموماتو إتبلؼ أو محو تعميمات البرامج أو
البيانات ذاتيا ويطمؽ عميو مصطمح تدمير نظـ المعمومات ،وعادة ال يستيدؼ مرتكب ىذه
اإلعتداء فائدة مالية لنفسو ،بؿ يسعى لئلعاقة وتعطيؿ نظـ المعمومات عف أداء وظائفيا
واحداث أضرار بيا(.)2
وبيذا يتحقؽ اإلتبلؼ المنصوص عميو فى المادة 361مف قانوف العقوبات المصرى
وكذلؾ المادة 457عقوبات الميبى ،حيث أف جوىر الفعؿ المرتكب ىو اإلفساد أو التخريب وىو
ما نصت عميو المادتيف سالفتى الذكر.
وقد إستخدـ المشرع فى والية كاليفورنيا بالواليات المتحدة األميركية عدة تعبيرات لئلشارة
عمى مدلوؿ اإلتبلؼ ،مثؿ (عدؿ ،أفسد ،محى ،دمر) وىى تعبيرات تصب كميا فى نفس
المعنى(.)3
ويتمثؿ الركف المادى فى جريمة اإلتبلؼ المعموماتى بإحداث ضرر فى ماؿ الغير وفى
الحاسب اآللى تحديداً ،ويجب أف نفرؽ بيف إتبلؼ جياز الحاسب اآللى بحد ذاتو كتكسير
شاشتو أو أحد ممحقاتو الخارجية وىو ما ينبغى معو ػ وفقاً لممنطؽ ػ تطبيؽ نصوص قانوف
العقوبات المتعمقة باإلتبلؼ دوف شؾ ،وبيف الحالة التى يمتد فييا اإلتبلؼ إلى برامج ونظـ
الحاسب اآللى نفسو أى ما يحويو مف معمومات ومعطيات ،وىو األمر الذى لـ تشممو نصوص
قانوف العقوبات المتعمقة باإلتبلؼ.
ويتحقؽ الركف المادى لجريمة اإلتبلؼ المعموماتى بإرتكاب إما فعؿ اإلتبلؼ أو التخريب
أو التعطيؿ أو بجعمو غير صالح لئلستعماؿ ،ويقصد باإلتبلؼ إفناء الشىء أو ىبلكو كمياً ،
ويقصد بالتخريب توقؼ الشىء تماماً عف أداء منفعتو حتى مع عدـ فناء مادتو سواء كاف ىذا
89
التوقؼ كمياً أو جزئياً ،ويكوف الشىء غير صالح لئلستعماؿ بجعمو ال يؤدى وظيفتو عمى النحو
المطموب أما التعطيؿ فيكوف بتوقؼ الشىء عف القياـ بوظيفتو لفترة مؤقتو ،وتتحقؽ جريمة
اإلتبلؼ بتحقؽ إحدى ىذه النتائج(.)1
والعبرة فى إتبلؼ الشىء ىو إنقاص قيمتو ولذلؾ فإف محؿ الحماية الحقيقى ىو قيمة
الشىء وليس حماية مادتو إال وسيمة لحماية قيمتو ،فإذا كاف الفعؿ قد افقد الشىء قيمتو إذا
نقص منيا فقد حقؽ اإلعتداء الذى يعاقب عميو القانوف بإعتباره قد ذىب بأىمية الشىء بالنسبة
إلى مالكو(.)2
1ػ أف القانوف أو النظاـ ال يحمى فى األصؿ إال مادة الشىء وذلؾ توصبلً إلى توفير الحماية
القانونية لقيمتو اإلقتصادية التى تعتمد عمى بقاء مادتو صالحة وفقاً لمغرض منيا(.)3
2ػ ال تعد البيانات والبرامج ماالً فى حد ذاتيا وبالتالى ال يمكف أف يتـ تممكيا ،حيث أف حؽ
الممكية ال ينصب إال عمى األشياء المادية التى ليا قيمة إقتصادية وقيمة مادية وىو ما ال
ينطبؽ عمى جرائـ الحاسب اآللى.
90
اإلذجاه انثانً:
يرى أنصار ىذا اإلتجاه ضرورة تطبيؽ نصوص قانوف العقوبات عمى الجريمة ويستندوف
لمحجج اآلتية:
1ػ أف المادتيف 361مف قانوف العقوبات المصرى و 457عقوبات ليبى ،قد نصتا عمى أف
اإلتبلؼ يقع عمى األمواؿ المنقولة ولـ تشترطا أف يكوف الماؿ محؿ اإلعتداء ماالً مادياً
ممموس بؿ جاء المفظ عاماً دوف تقييد ،مما يعنى جواز تطبيؽ نصوص قانوف العقوبات
عمى الجريمة.
2ػ أف برامج الحاسب اآللى تنتج مف قبؿ شركات متخصصة فى ىذا المجاؿ وتقدميا بمقابؿ ،
ونعنى بذلؾ أف برامج الحاسب اآللى ذات قيمة إقتصادية ومالية تستوجب الحماية القانونية
لممكية أصحاب ىذه البرامج.
3ػ عدـ وجود نصوص خاصة بيذه الجريمة فى قانوف العقوبات أو غيره مف القوانيف ،وبالتالى
أولوية تطبيؽ قانوف العقوبات ولوقياساً.
وبعد العرض لكؿ مف اإلتجاىيف ،فإنو ووفقاً لممنطؽ فإف اإلتجاه الثانى القاضى بتطبيؽ
نصوص قانوف العقوبات ىو األولى واألجدر بالتأييد ،واعتبار برامج الحاسب اآللى وبياناتو
محبلً لجرائـ اإلتبلؼ المنصوص عمييا قانوناً ،واحاطتيا بالحماية المقررة فى قانوف العقوبات ،
أضؼ إلى ذلؾ ضرورة ووجوب سف تشريع متعمؽ بمثؿ ىذا النوع مف الجرائـ ذات التقنية العالية
واضافة نصوص جنائية تتناسب مع وقع ىذه الجريمة.
ويتمثؿ الركف المعنوى ليذه الجريمة فى توافر القصد الجنائى العاـ بعنصريو العمـ واإلرادة
،أى يجب أف يعمـ الجانى بأنو يتمؼ برامج حاسب آلى خاصة بشخص آخر وذلؾ بإفسادىا أو
تخريبيا أو تعطيميا ،وفى نفس الوقت تتجو إرادتو إلرتكاب ىذا الفعؿ.
أما إذا كاف اإلتبلؼ غير مقصود كما لو حدث أمر عارض أدى إلفساد برامج الحاسب
اآللى ،فإف الفاعؿ يسأؿ عف خطئو أو إىمالو أو تقصيره فقط.
91
بالبرامج األخرى واعادة إنشاء نفسيا حتى تبدوا وكأنيا تتكاثر وتتوالدذاتيا ،باإلضافة إلى قدرتيا
عمى االنتشار مف نظاـ إلى أخر عبر شبكات االتصاؿ العالمية أو بواسطة قرص ممغنط(.)1
والفيروسات كما ىو معموـ ليست وليدة اإلنترنت فقد أشار إلى مفيوـ فيروس الحاسب
اآللى العالـ الرياضي المعروؼ فوف نيوتف في منتصؼ األربعينات الميبلدية ،إال أف اإلنترنت
أصبحت الوسيمة األكثر إستخداما في نشر وتوزيع الفيروسات في السنوات األخيرة ،فاليدؼ
المباشر لمفيروسات ىو المعمومات المخزنة عمى األجيزة المقتحمة عبر شبكة اإلنترنت حيث تقوـ
بتغييرىا أو حذفيا أو سرقتيا ونقميا إلى أجيزة أخرى(.)2
وال بد مف مبلحظة أف استعماؿ لفظ الفيروس ىو مجا اًز ،فيو في الحقيقة برنامج
لمحاسب اآللي ،وىو ليس فيروسا بالمعنى العضوي أو البيولوجي ،بالرغـ مف أنيما يشتركاف في
بعض الخصائص(.)3
2ػ اإلنتشار :يأتى اإلنتشار مكمبلً لمتخفى ،فبعد قياـ المستخدـ بتحميؿ البرنامج الذى يحوى
فيروساً ويثبتو فى جيازه ،يبدأ الفيروس باإلنتشار والتوسع داخؿ الجياز تمييداً لقيامو
بالغرض المعد ألجمو سواء كاف إتبلؼ البرامج الموجودة داخؿ الجياز جزئياً أو كمياً.
3ػ القدرة عمى العدوى :فالفيروس ال يصيب جياز الشخص المجنى عميو فحسب بؿ قد ينتقؿ
عبر شبكة اإلنترنت إلى غيره مف األجيزة.
4ػ اإلختراق :لمفيروس القدرة كذلؾ عمى إختراؽ البرامج المثبتة عمى الحاسب اآللى واتبلفيا
والتى قد يكوف مف ضمنيا البرامج المضادة لمفيروسات ،وىى الوظيفة التى أعد مف أجميا
الفيروس.
أٔٛاع اٌف١شٚسبد:
1ػ برامج الدودة :وىي عبارة عف برامج تقوـ بإستغبلؿ أية فجوة في أنظمة التشغيؿ لكي
( )1أنظر فى ذلؾ ،مقاؿ بعنواف ،جريمة إتبلؼ وتدمير المعطيات والبيانات بواسطة اإلنترنت ،منشور عمى
الموقع اإلليكتروني www.arblaws.com،
(2)http://shkoon.coolfreepage.com/amn/pages/amn-jra.htm
( )3د .محمد حسيف منصور ،المرجع السابؽ ،ص .292
92
تنتقؿ مف حاسب آلخر ،وىذه البرامج تقوـ بالقضاء عمى موارد الجياز(.)1
ROBER ومف األمثمة عمى ذلؾ تمكف طالب يبمغ مف العمر 23عاما ويدعى
MORRISفى العاـ 1988مف إطبلؽ فيروس عرؼ بإسـ (دودة مورس) عبر اإلنترنت
،أدى الى إصابة 6آالؼ جياز يرتبط معيا حوالي 60000نظاـ عبر اإلنترنت مف
ضمنيا أجيزة العديد مف المؤسسات والدوائر الحكومية ،وقد قدرت الخسائر إلعادة تصميح
األنظمة وتشغيؿ المواقع المصابة بحوالي مائة مميوف دوالر إضافة إلى مبالغ أكثر مف ذلؾ
تمثؿ الخسائر غير المباشرة الناجمة عف تعطؿ ىذه األنظمة ،وقد حكـ عمى مورس
بالسجف لمدة 3أعواـ وعشرة آالؼ دوالر غرامة(.)2
ػ حصان طروادة :وىو عبارة عف برنامج فيروسي لديو القدرة عمى اإلختفاء داخؿ برامج 2
أخرى أصمية لممستخدـ ،وتعتبر مف برامج اإلختراؽ مف أجؿ جمع البيانات والمعمومات،
وىو ال يتكاثر وال يمتصؽ بالممفات وانما ىو برنامج مستقؿ بذاتو يحمؿ في طياتو توقيت
وأسموب استيقاظو ،وال بد مف تدخؿ اإلنساف لتنشيطو.
3ػ القنبمة المعموماتية :وىي نوع مف البرامج الخبيثة صغيرة الحجـ يتـ إدخاليا بطرؽ غير
مشروعة وخفية مع برامج أخرى ،ويؤدي إجتماعيا ىذا إلى إنعداـ القدرة عمى تشغيؿ برامج
الحاسب اآللي ومف األمثمة عمى ىذا الفيروس زرع القنبمة المنطقية لتعمؿ لدى إضافة
سجؿ موظؼ بحيث تنفجر لتمحو سجبلت الموظفيف الموجودة أصبل في المنشأة مثمما
حصؿ في والية لوس أنجمس األمريكية عندما تمكف أحد األشخاص مف وضع قنبمة
منطقية ،مما أدى إلى تخريب النظاـ عدة مرات(.)3
4ػ القنبمة المنطقية :ىذا النوع ينشط بمجرد حدوث واقعة معينة مثؿ بدأ تشغيؿ الجياز أو عند
إنجاز أمر معيف في الحاسب اآللي أو عند بدأ تشغيؿ برنامج معيف(.)4
5ػ القنبمة الزمنية :حيث ينشط الفيروس في تاريخ معيف محدد بالذات فيو يثير حدثا في لحظة
زمنية محددة بالساعة واليوـ والسنة والوقت البلزـ ومثاؿ ىذا الفيروس ما قاـ بو شخص
يعمؿ بوظيفة محاسب حيث وضع قنبمة زمنية في شبكة المعمومات الخاصة بالمنشأة بدافع
االنتقاـ ،وانفجرت القنبمة بعد مضي ستة أشير مف رحيمو عف المنشأة وترتب عمى ذلؾ
( )1مقاؿ جريمة إتبلؼ وتدمير المعطيات والبيانات بواسطة اإلنترنت ،المرجع السابؽ.
(2)www.moheet.com/ show_files.aspx?fid=44439
( )3مقاؿ جريمة إتبلؼ وتدمير المعطيات والبيانات بواسطة اإلنترنت ،المرجع السابؽ.
( )4محمد أميف الشوابكة ،جرائـ الحاسوب واإلنترنت (الجريمة المعموماتية) ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع عماف ،
،2007ص .240
93
إتبلؼ كؿ البيانات المتعمقة بيا(. )1
أما الثانية فتتمثؿ فى محو أو تعديؿ بعض البيانات المخزنة بالحاسب اآللى ،ومحو
البيانات يعنى تدميرىا ،أى إتبلفيا بصورة جزئية أو كمية والتعديؿ يعنى التبلعب فى ىذه
البيانات بشكؿ يؤثر فى قيمتيا بحيث يتحقؽ معنى اإلتبلؼ(.)2
وىو ذات النيج الذى إنتيجو المشرع الميبى فى مشروع قانوف حماية حقوؽ المؤلؼ
والحقوؽ المجاورة.
94
ىذا باإلضافة لضرورة إضافة نصوص عقابية أو سف تشريعات خاصة بالمعالجة غير
المشروعة لبيانات الحاسب اآللى أو سف تشريع خاص بيذه الجريمة وجرائـ اإلنترنت بشكؿ عاـ.
أما نظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية فقد نص فى مادتو الخامسة فقرة 1عمى أنو "يعاقب
بالسجف مدة ال تزيد عمى أربع سنوات وبغرامة ال تزيد عمى ثبلثة مبلييف لاير ،أو بإحدى ىاتيف
العقوبتيف كؿ شخص يرتكب أياً مف الجرائـ المعموماتية اآلتية:
الدخوؿ غير المشروع إللغاء بيانات خاصة ،أو حذفيا ،أو تدميرىا ،أو تسريبيا ،أو
إتبلفيا ،أو تغييرىا ،أو إعادة نشرىا".
جرمت اتفاقية بودابست اإلتبلؼ الذي تتعرض لو برامج الحاسب اآللي ونصت عمى وقد ّ
عدة صور يتـ بيا اإلتبلؼ المعموماتي كاإلتبلؼ واإلفساد والتدمير والتعديؿ أو محو البيانات فى
المادتيف .5 ، 4حيث نصت فييما عمى ضرورة قياـ كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية عمى إتخاذ
تدابير تشريعية لتجريـ تمؾ األفعاؿ.
95
اٌّطٍت اٌضبٌش
عشائُ غس ً١األِٛاي ػجش اإلٔزشٔذ
تعتبر جرائـ غسيؿ األمواؿ ( )Money Launderingأخطر جرائـ التكنولوجيا الرقمية
،وتعود الجذور األولى لجريمة غسيؿ األمواؿ إلى عصابات المافيا التى كانت تمارس أنشطة
عديدة غير مشروعة كتجارة األسمحة والمخدرات والدعارة واإلبتزاز والقمار ،األمر الذى أدى بيا
إلى محاولة تبييض أو غسيؿ األمواؿ المتحصمة عف تمؾ األنشطة وذلؾ بإضفاء صفة الشرعية
عمييا .
وكاف أحد أبرز الطرؽ لتحقيؽ ىذا اليدؼ شراء الموجودات وانشاء المشاريع ،وىو ما
قاـ بو أحد اشير قادة المافيا ( آؿ كابوف )(.)1
اٌفشع األٚي
اٌزؼش٠ف ثغشّ٠خ غس ً١األِٛاي
برز مصطمح غسيؿ األمواؿ عمى الساحة اإلقتصادية في المجاؿ القانوني ألوؿ مرة في
إحدى القضايا بالواليات المتحدة األمريكية عاـ 1982وكانت ىذه القضية قد اشتممت عمى
مصادرة أمبلؾ تـ غسيميا في عمميات الكوكاييف الكولومبية ،وقد بدأ اإلىتماـ الدولي بموضوع
غسيؿ األمواؿ منذ إبراـ اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة اإلتجار غير المشروع في المخدرات
والمؤث ارت العقمية فيينا 1988خاصة في المادة الخامسة مف اإلتفاقية التي نصت عمى مصادرة
أرباح وثروات المشتغميف باإلتجار غير المشروع في تمؾ األنشطة والتي تمكف المنظمات
اإلجرامية غير الوطنية مف إختراؽ وتمويث وافساد ىياكؿ الحكومات والمؤسسات التجارية والمالية
المشروعة عمى كافة المستويات(.)2
وقد نص في المادة الثالثة مف اإلتفاقية المذكورة عمى أف غسيؿ األمواؿ يتمثؿ إما في
تحويؿ األمواؿ أو نقميا مع العمـ بأنيا مف نتاج جرائـ المخدرات ،أو في إخفاء أو تمويو حقيقة
األمواؿ أو مصدرىا أو في إكتساب أو حيازة أو إستخداـ األمواؿ مع العمـ وقت تسميميا أنيا مف
( )1المحامى يونس عرب ،مقاؿ بعنواف ،جرائـ غسيؿ األمواؿ ،دراسة في ماىية ومخاطر جرائـ غسيؿ
االمواؿ واالتجاىات الدولية لمكافحتيا ،راجع الموقع
www.foca.net/AR/Money_Laundry_Crimes.doc
( )2إنعاـ محسف غدير /سارة مشير عبد اليادي ،مقاؿ بعنواف ،غسيؿ األمواؿ ..مراحمو .طرقو واآلثار
الناجمة عنو ،راجع الموقع
http://www.free-pens.org/index.php?show=news&action=article&id=141
96
حصيمة جريمة مف الجرائـ المنصوص عمييا فى ىذه اإلتفاقية.
وكذلؾ بينت الفقرة األولى مف المادة السادسة مف إتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الجريمة
عمدا ،لتحويؿ
المنظمة عبر الوطنية ،مفيوـ جريمة غسيؿ األمواؿ ،بأنو "أية أفعاؿ ترتكب ً
الممتمكات أو نقميا ،مع العمـ بأنيا عائدات جرائـ بغرض إخفاء أو تمويو المصدر غير المشروع
لتمؾ الممتمكات ،أو إخفاء وتمويو الطبيعة الحقيقية لمممتمكات أو مصدرىا أو مكانيا أو كيفية
التصرؼ فييا أو حركتيا أو ممكيتيا أو الحقوؽ المتعمقة بيا ،مع العمـ بأنيا عائدات جرائـ".
رؼش٠ف عشّ٠خ غس ً١األِٛاي ف ٝاٌمبٔ ْٛسلُ ٌ 80سٕخ ٚ 2002اٌّؼذي ثبٌمبْٔٛ
سلُ ٌ 78سٕخ :2003
عرؼ القانوف رقـ 80لسنة 2002والمعدؿ بالقانوف رقـ 78لسنة 2003فى مصر،
فى المادة األولى فقرة (ب) جريمة غسيؿ األمواؿ بأنيا كؿ سموؾ ينطوى عمى إكتساب أمواؿ أو
حيازتيا أو التصرؼ فييا أو إدارتيا أو حفظيا أو إستبداليا أو إيداعيا أو ضمانيا أو إستثمارىا
أو نقميا أو تحويميا أو التبلعب فى قيمتيا إذا كانت متحصمة مف جريمة مف الجرائـ المنصوص
عمييا فى المادة ( )2مف ىذا القانوف مع العمـ بذلؾ ،متى كاف القصد مف ىذا السموؾ إخفاء
الماؿ أو تمويو طبيعتو أو مصدره أو مكانو أو صاحبو أو صاحب الحؽ فيو أو تغيير حقيقتو أو
الحيمولة دوف اكتشاؼ ذلؾ أو عرقمة التوصؿ الى شخص مف إرتكب الجريمة المتحصؿ منيا
الماؿ.
رؼش٠ف عشّ٠خ غس ً١األِٛاي ف ٝاٌمبٔ ْٛسلُ (ٌ )2سٕخ.ٚ1373س َ2005ثشأْ
ِىبفحخ غس ً١األِٛاي:
عرفت جريمة غسيؿ األمواؿ فى ليبيا وفقاً لمقانوف رقـ ( )2لسنة1373و.ر2005ـ فى
المادة الثانية منو ،وذلؾ عمى النحو التالى:
أوالً :يعد مرتكباً جريمة غسيؿ األمواؿ كؿ مف أتى سموكاً مف أنماط السموؾ التالية:
أ -تممؾ األمواؿ غيرالمشروعة ،أو حيازتيا أو إستعماليا أو إستغبلليا ،أو التصرؼ فييا عمى
أي وجػو ،أو تحويميا أو نقميا أو إيداعيا أو إخفاؤىا ،بقصد تمويو مصدرىا غير المشروع .
ثانيا :تكوف األمواؿ غير مشروعة إذا كانت ُمتَ َحصمة مف جريمة
97
بما في ذلؾ الجرائـ المنصوص عمييا في اإلفاقية الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة ،
والبروتوكوالت الممحقة بيا ،واإلتفاقية الدولية لمكافحة الفساد ،وغيرىما مف اإلتفاقيات الدولية ،
ذات الصمة ،التي تكوف الدولة طرفاً فييا .
2ػ جريمة غسيؿ األمواؿ جريمة ذات طابع دولي :أي أنو يمكف أف ترتكب الجريمة األصمية التي
ينتج عنيا أمواؿ غير مشروعة في بمد معيف ويتـ نشاط غسيؿ األمواؿ في بمد آخر.
3ػ جريمة غسيؿ األمواؿ جريمة ذات طابع إقتصادي :جريمة غسيؿ األمواؿ يترتب عمييا
إضفاء طابع المشروعية عمى األمواؿ غير المشروعة المتحصمة مف جرائـ معينة ،وما
98
يستتبعو مف آثار سمبية عمى الدخؿ القومي والناتج القومي وعمى أنماط اإلستيبلؾ،
واإلدخار ،واإلستثمار ،وقيمة العممة الوطنية ،وذلؾ نتيجة إندماج األمواؿ غير المشروعة
في اإلقتصاد الرسمي لمدولة ،فإف جريمة غسيؿ األمواؿ تعتبر مف الجرائـ اإلقتصادية
الخطيرة.
5ػ جريمة غسيؿ األمواؿ جريمة منظمة أي ال يقتصر إرتكاب جريمة غسيؿ األمواؿ عمى صغار
المجرميف ،بؿ إنو يتـ إرتكابيا مف قبؿ جماعات وعصابات منظمة قوية يتخطى نشاطيا
الحدود الوطنية.
ب ػ أف يكوف الماؿ المتحصؿ مف الجريمة غير مشروع ويخشى الجانى اإلفصاح عف مصدره.
ج ػ قياـ الجانى بإدخاؿ تمؾ األمواؿ فى النظاـ القانونى لؤلمواؿ محاوالً إضفاء صفة الشرعية
عميو.
صبٔ١با :اٌشوٓ اٌّؼٕ:ٜٛ
تعد جريمة غسيؿ األمواؿ مف الجرائـ العمدية التي تقوـ عمى القصد الجنائي العاـ
بعنصريو العمـ واإلرادة ،والقصد الجنائي العاـ في ىذه الجريمة ينصرؼ إلى عمـ الجاني بأنو
يمارس نشاطاً غير مشروع – غسيؿ األمواؿ – بأمواؿ أو عائدات مف نشاط غير قانوني ،ومع
ذلؾ تنصرؼ إرادتو إلى إرتكاب ىذا السموؾ اإلجرامي وكذلؾ قبوؿ النتائج المترتبة عميو ،وىو ما
يعبر عنو في القواعد العامة لقانوف العقوبات بنظرية العمـ ونظرية اإلرادة ،أي العمـ بحقيقة
السموؾ اإلجرامي وحظر المشرع لو ،ومع ذلؾ تنصرؼ اإلرادة إلى إتياف السموؾ اإلجرامي وقبوؿ
النتائج المترتبة عميو.
99
اٌفــــشع اٌضبٔـــٝ
أسبٌ١ت غس ً١األِٛاي ػجش شجىخ اإلٔزشٔذ
أخذت جريمة غسيؿ األمواؿ بعداً جديداً مع إنتشار وازدياد التقدـ التكنولوجى عمى
مستوى العالـ ،وىو األمرالذى يعتبر قد ساىـ فى إرتكاب ىذه الجريمة بشكؿ أسرع وأئمف مف
خبلؿ تكنولوجيا شبكة اإلنترنت ،وتعدد األساليب المتبعة لغسيؿ األمواؿ عبر شبكة اإلنترنت
كما يمى:
تزخر شبكة اإلنترنت بالعديد مف البنوؾ والمصارؼ التى تقدـ خدماتيا عبر الشبكة ،واضافةً
لذلؾ توجد بعض المؤسسات المالية التى تقدـ بعض الخدمات التى قد تعتبر بنكية ،وىو ما قد
يستغمو بعض الجناة كوسيمة سيمة وميسرة لغسيؿ أمواليـ القذرة .ويتـ غسيؿ األمواؿ مف خبلؿ
بنوؾ اإلنترنت عمى النحو التالى:
أ ػ فتح حساب فى إحدى بنوؾ اإلنترنت ،وذلؾ عف طريؽ إستمارة تممى عف طريؽ اإلنترنت،
وفييا يضع العميؿ إسمو والذى غالباً ما يكوف إسـ وىمى ،وقد بفتح الجانى حساباً واحداً
أو عدة حسابات فى نفس البنؾ أو فى عدة بنوؾ منتشرة حوؿ العالـ.
ج ػ بعد إيداع األمواؿ فى البنؾ تأتى المرحمة األىـ وىى مرحمة إختبلط أمواؿ الجانى باألمواؿ
الموجودة بالبنؾ والخاصة بعمبلء ىذا األخير وقيامو بإستثمارىا فى عديد المشروعات
المختمفة ،ويتـ إستغبلؿ الماؿ كوحدة واحدة في اإلستثمار.
إضافةً لذلؾ فإف الجانى قد يستطيع الحصوؿ عمى قروض بضماف ىذه المبالغ المودعة
وىو أمر يدر عمى البنؾ ربحاً متحصؿ مف الفوائد المحتسبة عمى قيمة القرض ،بؿ
ويمكف أف يتـ اإلقتراض مف بنؾ آخر بضماف الوديعو ،وقد يكوف ىذا البنؾ في دولة
أخرى غير دولة البنؾ المودع لديو ،واألمواؿ المقترضو ىي بطبيعة الحاؿ أمواؿ نظيفة
يمكف مف خبلليا اإلشتراؾ في مشروعات أو شراء ممتمكات تبدو في صورة مشروعة
تماما.
د ػ السحب اإللكتروني :يمكف لصاحب الحساب أف يحصؿ مف البنؾ المودع لديو عمى كارت
ممغنط ( )atmيستطيع بموجبو أف يسحب األمواؿ إلكترونيا مف أي مكاف في العالـ.
ى ػ التحويؿ اإلليكترونى :كذلؾ قد يستطيع غاسؿ األمواؿ تحويؿ األمواؿ مف بنوؾ اإلنترنت
100
إليكترونياً إلى أى حساب آخر فى الداخؿ أو الخارج.
2ـ اٌزغبسح اإلٌىزش١ٔٚخ:
قد يستطيع الشخص غاسؿ األمواؿ كذلؾ غسيؿ أموالو القذرة عف طريؽ المتاجرة
اإلليكترونية ،وذلؾ بعقد صفقات ضخمة عبر شبكة اإلنترنت يقوـ مف خبلليا بشراء بضائع
ومنتجات ثمينة ثـ يقوـ بإعادة طرحيا لمبيع واظيار الماؿ القذر بمظير الماؿ النظيؼ المتأتى
مف تجارة مشروعة.
3ـ اٌّمبِشح ػجش اإلٔزشٔذ:
مع إنتشار شبكة االنترنت عمى مستوى العالـ فقد أصبح لعب القمار أسيؿ نظ ارً ألف
البلعبيف بات بإمكانيـ المعب وكؿ في مسكنو وكثي اًر ما تتداخؿ عممية غسيؿ األمواؿ مع أندية
القمار المنتشرة عمى شبكة اإلنترنت ،األمر الذي جعؿ مواقع الكازينوىات اإلفتراضية تنمو بشكؿ
كبير عمى شبكة اإلنترنت ،و المشكمة القانونية فى ىذه المواقع أنيا إفتراضية وليس ليا مكاف
معموـ ،عمى عكس نوادي القمار الحقيقية(.)1
ولقد قامت مجموعة العمؿ المالية ( )FATFوىى مجموعة عمؿ مالى دولى مختصة
بدراسة أسباب ووسائؿ وطرؽ مكافحة غسيؿ األمواؿ ،ولقد انبثقت ىذه المجموعة عف قمة
( )L`archeالتى عقدت فى باريس فى يوليو مف العاـ .)2(1989
قامت ىذه المجموعة بإعداد تقرير تـ نشره في فبراير ، 2001أشارت فيو إلى أف
"المقامرة عمى شبكة اإلنترنت ،ربما تكوف خدمة نموذجية لكي تكوف غطاء لمخطط غسيؿ أمواؿ
عف طريؽ شبكة اإلنترنت ،وأف المجرميف يستخدموف صناعة القمارعمى شبكة اإلنترنت إلرتكاب
الجرائـ ولغسيؿ عوائد الجريمة .وفي يونيو ،2003فإف فريؽ العمؿ المكمؼ باتخاذ إجراءات
مالية حوؿ غسيؿ األمواؿ والمنظمة الدولية المتعددة األطراؼ لمكافحة غسيؿ األمواؿ ،قد اعترفا
بالمشكمة التي تزداد تفاقما والتي يمثميا القمار عمى شبكة اإلنترنت وقامت بمراجعة توصياتيا
األربعيف بخصوص مكافحة غسيؿ األمواؿ ،لكي تتضمف ،مف بيف أشياء أخرى ،التوصيات التي
اإلنترنت شبكة تتضمنيا التي والكازينوىات الكازينوىات، عمى تؤثر
تحديدا(.)3
( )1د .محمد ياسر أبو الفتوح ،مقاؿ بعنواف خصائص وتصنيفات الجريمة المعموماتية ،راجع الموقع
http://www.shaimaaatalla.com/vb/showthread.php?t=3951
( )2راجع فى نفس المعنى ،محمد عبد ا﵀ ابو بكر سبلمة ،المرجع السابؽ ،ص.205
(3)http://www.bcblebanon.com/arabic/court_cases/internet_banks_fraud.htm#_Toc10
0725665
101
4ـ اٌّضبسثخ ف ٝسٛق األٚساق اٌّبٌ١خ:
وسيمة أخرى لغاسؿ األمواؿ يستطيع مف خبلليا تبييض أموالو ،وذلؾ عف طريؽ
الدخوؿ فى سوؽ األوراؽ المالية والبورصة عبر اإلنترنت حيث يقوـ بشراء عديد كبير مف األسيـ
وبمبالغ ىائمة ثـ يعود بعد ذلؾ ويقوـ ببيعيا.
ولو أمعنا النظرفى جميع طرؽ غسيؿ األمواؿ عف طريؽ اإلنترنت ،لوجدنا أنيا ترتكز
جميعاً عمى وجود رصيد إليكترونى مودع لمصمحة الجانى فى إحدى البنوؾ التى تتعامؿ عف
طريؽ اإلنترنت ػ بغض النظر كاف ىذا الرصيد بإسمو أوال ػ ويستطيع مف خبللو تحويؿ أموالو أو
التجارة عف بعد أو شراء االسيـ فى البورصة وكذلؾ المقامرة.
ومف المبلحظ كذلؾ ػ وفقاً لما نعتقد بصحتو ػ أف ىناؾ فارؽ يستحؽ الذكربيف جريمة
غسيؿ األمواؿ و الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ،فجرائـ التجارة اإلليكترونية يتميز
الجانى فييا بأنو يسعى إلى الوصوؿ إلى منفعة مادية مف خبلؿ سموكو اإلجرامى المتمثؿ فى
النصب أو السرقة أو اإلعتداء عمى حقوؽ الغير لمحصوؿ عمى منفعتو ،أى إنو يسعى إلنتزاع
ضالتو مف خبلؿ شبكة اإلنترنت ،فالماؿ محؿ السرقة أو النصب أو اإلعتداء كائف داخؿ شبكة
اإلنترنت ،أما فى جرائـ غسيؿ األمواؿ عبر اإلنترنت فإف األمر يختمؼ فالجانى ىنا قد تحصؿ
عمى المنفعة المادية المتمثمة فى مبمغ مالى مف نشاط غير قانونى أو غير مشروع ولكنو يسعى
جاىداً إلدخاؿ ىذا الماؿ فى المنظومة اإلقتصادية أو التجارية لمشبكة مف أجؿ دورانو فييا
وغسيمو ومف ثـ إستعادتو ماالً مشروعاً ،ومف الممكف كذلؾ أف يكوف الماؿ المتحصؿ مف جرائـ
التجارة اإلليكترونية محبلً لغسيمو عف طريؽ اإلنترنت ،وذلؾ بقياـ المجرـ الذى تحصؿ عمى
الماؿ مف خبلؿ الشبكة بإدخالو مف جديد فى الشبكة بإحدى الطرؽ إلضفاء عميو وصؼ
المشروعية.
ومف أبرز األمثمة لغسيؿ األمواؿ عف طريؽ اإلنترنت ،قياـ السمطات المصرية بالقبض
عمى 43شخص إلرتكابيـ خارج مصر وداخميا جريمة غسيؿ أمواؿ تبمغ قيمتيا مميونا و117
ألؼ دوالر أمريكى متحصمة مف جرائـ نصب حيث تمقى 11متيماً جزءاً مف األمواؿ عف طريؽ
عدة تحويبلت مف الخارج ،وصرفوىا مف إحدى شركات تحويؿ األمواؿ داخؿ مصر ،وأودعوىا
حسابات أحد المتيميف بعدة بنوؾ وصندوؽ توفير البريد بيدؼ إخفاء مصدر األمواؿ وعرقمة
التوصؿ إلى مرتكبى الجريمة وقد أوضحت نيابة أمف الدولة العميا أف المتيميف إشتركوا فيما
بينيـ بطريقى اإلتفاؽ والمساعدة فى إرتكاب جريمة غسيؿ األمواؿ ،بأف إتفؽ عدد منيـ عمى
تمقى التحويبلت المالية الواردة مف الخارج بأسمائيـ ،والمتحصمة مف جريمة نصب ،وصرفوىا
102
عبر فروع إحدى شركات تحويؿ األمواؿ ،حيث أمدوا بعضيـ بعضاً بمعمومات وتواريخ ورود ىذه
التحويبلت مف الفروع الواردة عمييا لصرفيا وتوزيعيا فيما بينيـ(.)1
اٌفشع اٌضبٌش
اٌّٛلف اٌزشش٠ؼ ِٓ ٝعشائُ غس ً١األِٛاي ػجش اإلٔزشٔذ:
فى مصر نص القانوف رقـ 80لسنة 2002والمعدؿ بالقانوف رقـ 78لسنة ،2003فى
المادة 14عمى أنو :يعاقب بالسجف مدة ال تجاوز سبع سنوات وبغرامة تعادؿ مثمى األمواؿ محؿ
الجريمة ،كؿ مف إرتكب أو شرع فى إرتكاب جريمة غسيؿ األمواؿ المنصوص عمييا فى المادة
( ) 2مف ىذا القانوف .ويحكـ فى جميع األحواؿ بمصادرة األمواؿ المضبوطة ،أو بغرامة
إضافية تعادؿ قيمتيا فى حالة تعذر ضبطيا أو فى حالة التصرؼ فييا إلى الغير حسف النية.
وقد تضمف القانوف سالؼ الذكر بعض الضوابط الرقابية التى يتعيف أف تمتزـ بيا البنوؾ
والمؤسسات المالية بشأف مكافحة غسيؿ األمواؿ فيما يتعمؽ بفتح حسابات الزبائف مف حيث
التعرؼ عمى ىوياتيـ والتأكد مف بياناتيـ وضرورة اإلخطار عف العمميات التى يشتبو فى إنيا
تتضمف غسيؿ أمواؿ ،وكذلؾ التحكـ فى النقد األجنبى الوارد إلى مصر مف حيث معرفة مقداره
حاؿ مجاوزتو العشريف ألؼ دوالرأو مايعادؿ ذلؾ .وقد إنضمت مصر لئلتفاقية العربية لمكافحة
اإلتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقمية تونس ،1994وانضماميا كذلؾ لمجموعة
اإليجمونت فى عاـ ، 2004وىى تجمع دولى تشارؾ فيو وحدات غسيؿ األمواؿ بدوؿ العالـ
حتى يمكف تبادؿ المعمومات البلزمة وتنسيؽ الجيود لمكافحة جريمة غسيؿ األمواؿ فى كافة
الدوؿ األعضاء بتمؾ المنظمة .
أوالً :مع عدـ اإلخبلؿ بالعقوبات المنصوص عمييا في قانوف العقوبات أو أى قانوف آخر ،
المقَررة لمجرائـ التي تكوف مصد اًر لؤلمواؿ غير المشروعة ،يعاقب عمى جريمة غسيؿ وُ
األمواؿ ،المنصوص عمييا في الفقرة (أوالً) مف المادة الثانية ،بالسجف وبغرامة تعادؿ
قيمة الماؿ محؿ الجريمة ،مع مصادرة الماؿ.
(1) http://www.egypty.com/accidents-details.aspx?accidents=3030
103
صفو فاعبلً أو
بو ْ
المتحصمة منيا األمواؿ ،سواء َ
واذا كاف الجاني مساىماً في الجريمة ُ
حدييا إلى الثمث .
عوقبب بعقوبة الجريمة ذات الوصؼ األشد ،مع زيادة ْ
َ شريكاً ،
أما إذا كاف الجاني يعمـ أف األمواؿ ُمتحصمة مف جريمة عقوبتيا أشد ،دوف أف يكوف
المقررة لتمؾ الجريمة.
مساىماً فييا ،فتوقع عميو العقوبة ُ
ثانياً :تعاقب المنشأة التي ترتكب الجريمة بإسميا أو لحسابيا بغرامة تعادؿ ضعؼ الماؿ محؿ
العود يح َكـ ،باإلضافة إلى ذلؾ ،بسحب
الجريمة ،مع مصادرة الماؿ .وفي حالة ْ
الترخيص وغمؽ المنشأة.
وكذلؾ نص القانوف عمى إنشاء وحدة بالمصرؼ المركزي تسمى " وحدة المعمومات
المالية " لمواجية عمميات غسيؿ األمواؿ ،وكذلؾ إلزاـ كؿ مصرؼ مف المصارؼ العاممة في
المتعمقة بمكافحة غسيؿ األمواؿ" ،
الدولة بإنشاء وحدة فرعية تسمى "الوحدة الفرعية لممعمومات ُ
المؤسَّسة المالية. َّ
ومتابعة كافة العمميات والصفقات التي ُيجرييا المصرؼ أو ُ
تتولى رصد ُ
بموجب ىذا القانوف لجنة تسمى المَّجنة الوطنية لمكافحة غسيؿ األمواؿ
وكذلؾ نشأت ُ
تقوـ بإقتراح األنظمة واإلجراءات البلزمة لمكافحة غسيؿ األمواؿ.
وبعد أف عرضنا لكؿ مف موقؼ المشرع المصرى ثـ الميبى فى التصدى لجريمة غسيؿ
األمواؿ ،فإنو مف المبلحظ عدـ إشارة أياً منيما لجرائـ غسيؿ األمواؿ التى تتـ عبر اإلنترنت ،
حيث عب ار عف جريمة غسيؿ األمواؿ بشكؿ عاـ وىو مايمكف معو القوؿ بصحة إنطباؽ النصيف
سالفى الذكر أيا كانت طريقة إرتكاب الجريمة مع ضرورة إضافة نصوص خاصة بيا تعرؼ
الجريمة وكيؼ ترتكب عبر شبكة اإلنترنت ووضع العقوبات التى تتبلئـ مع خطورتيا وخطورة
مرتكبييا ،وذلؾ نظ اًر لتعاظـ دور شبكة اإلنترنت فى تسييؿ إرتكاب ىذه الجريمة التى سبؽ وأف
رأينا تميزىا بالطابع المنظـ والدولى فى نفس اآلف مما يزيد مف صعوبتيا عمى المشرع الوطنى
خاصةً فيما يتعمؽ بمكاف إرتكابيا وموقع الجانى ،لذا وجب تشديد الرقابة عمى العمميات
المصرفية التى تتـ عبر اإلنترنت مف قبؿ البنوؾ التى تتعامؿ فى ىذا المجاؿ.
أما عف المجيودات الدولية المبذولة لمكافحة جريمة غسيؿ األمواؿ فقد تعددت ويأتى
عمى رأسيا :بياف بازؿ عاـ ، 1988إتفاقية باليػرمو فى العاـ ، 2000ميثاؽ السيطرة عمى
لجنة العمؿ المالى الدولى عمميات غسؿ االمواؿ بيف البنوؾ العالمية فى العاـ ، 2000
لمكافحة غسيؿ األمواؿ لجنة فاتؼ ( ، )F.A.T.Fإتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد فى العاـ
.2003
104
اٌفظـً اٌضبٔـٝ
ِىبفحــخ عشائــُ اإلٔـزشٔذ
رّ١ٙذ ٚرمس:ُ١
لما كانت شبكة اإلنترنت مف الخدمات التى تعتبر حديثة نوعاً ما فى ػ دوؿ العالـ العربى
تحديداً ػ فإف أغمب الجرائـ المرتكبو عبرىا لـ تحظى بتشريع خاص يجرميا ،ومرجع ذلؾ ىو
حداثة ىذه الخدمة كما ذكرنا ،وكذلؾ التطور السريع والمتنامى فى أساليب إرتكابيا ،ونظ اًر ألف
جريمة اإلنترنت ىى جريمة تتعدى الحدود الوطنية أى أف أثرىا يتعدى حدود الدولة المرتكب فييا
الفعؿ اإلجرامى فإف مكافحتيا كذلؾ ال يمكف أف تكوف إال بتكاتؼ الجيود الوطنية ووقوفيا جنباً
إلى جنب مع تمؾ الجيود الدولية لتدارؾ الموقؼ والحيمولة دوف استشراء ىذه الظاىرة وىذه
الجيود أو وسائؿ التصدى والمكافحة ىى محور بحثنا فى الفصؿ الثانى مف ىذه الدراسة وذلؾ
عمى النحو التالى:
105
اٌّجحـــش األٚي
ِىبفحخ عشائُ اإلٔزشٔذ ػٍ ٝاٌظؼ١ذ اٌٛطٕٝ
رّ١ٙذ ٚرمس:ُ١
تسعى كؿ دولة لمحاربة جرائـ اإلنترنت داخؿ إقميميا ارصدة لذلؾ عتادىا الفنى والتقنى
والبشرى ،فعمى المستوى التقنى والفنى يتـ اإلستعانة بأفضؿ وأحدث طرؽ التكنولوجيا لحماية
شبكة اإلنترنت مف اإلنتياكات التى تحدث نتيجة إستغبلؿ الشبكة لمنفاذ داخميا واستعماليا فيما
يحظره القانوف ،أما عمى المستوى البشرى فيتـ ذلؾ باإلستفادة مف المتخصصيف فى مجاؿ
الحواسيب وشبكات اإلنترنت ،إضافةً إلى المجيودات الشرطية المكثفة لقمع أو محاولة وأد ىذه
وبناء عمى ماسبؽ فإف دراستنا ىذا المبحث ستكوف عمى النحو التالى:
ً األفعاؿ
106
اٌّطٍـــت األٚي
سجً اٌحّب٠خ اٌفٕ١خ فِٛ ٝاعٙخ عشائُ اإلٔزشٔذ
تتعد سبؿ الوقاية أو الحماية بالطرؽ الفنية فى مواجية جرائـ اإلنترنت وتنحصر ىذه
الطرؽ فى :
-إستخداـ كممات وعبارات يسيؿ تذكرىا ،ولكف يصعب عمى اآلخريف كشفيا.
-عدـ إستعماؿ إسـ الشخص الحقيقى أو عنوانو ،أو رقـ الياتؼ ،أو معمومات شخصية
أخرى ككممة سر.
والجدير بالذكر كذلؾ أف إستخداـ كممة السر قد يكتنفو بعض المخاطر والتى تتمثؿ فى
اإلستيبلء عميو مف مالكو وذلؾ عف طريؽ تخميف كممة السر التى قد تتكوف مف معمومات
شخصية كاإلسـ أو تاريخ الميبلد أو رقـ التميفوف الشخصى.
107
ومف طرؽ الحصوؿ عمى كممة السر الخاصة بالغير كذلؾ ىو الوقوؼ مثبلً وراء
الضحية أثناء كتابتو كممة السر ،وكذلؾ القياـ بتركيب برنامج صغير فى جياز الحاسب األلى
يسجؿ جميع الحروؼ واألرقاـ التى تـ إستخداميا فى لوحة المفاتيح ،أو إستخداـ البرامج التى
تقوـ بتخميف كممات المرور.
صبٔ١با :رشف١ش اٌج١بٔبد:
عرؼ التشفير بأنو عممية تحويؿ المعمومات إلى شيفرات غير مفيومة (تبدو غير ذات
ُي َّ
الم َّ
رخص ليـ مف اإلطبلع عمى المعمومات أو فيميا ،وليذا تنطوي معنى) لمنع األشخاص غير ُ
عممية التشفير عمى تحويؿ النصوص العادية إلى نصوص ُمشفََّرة(.)1
1ػ المعمومات التي ستجرى ليا عممية تشفير وقد تكوف رسالة نصية ،أو ممفات ميمة ،أو
إشارات كيربائية مشفرة كإشارة البث التمفزيوني الرقمي.
ٍ
بيانات مبيمة ،وخوارزمية فؾ ستطبؽ عمى المعمومات لتحويميا إلى 2ػ خوارزمية التشفير التي
ّ
التشفير التي تعيد ىذه البيانات إلى حالتيا المفيومة األصمية .وىذه الخوارزميات عبارة عف
دواؿ رياضية محددة ،يزداد عامؿ األماف الذي توفره ،بإزدياد تعقيدىا ،حيث يكوف فكيا أو
استنتاجيا ،صعباً لمغاية .وتوجد العديد مف الخوارزميات المتبعة في عمميات التشفير عبر
إنترنت ،منيا DESو RSAو.PGP
3ػ المفتاح ،وىو سمسمة أو أكثر مف الرموز تتسمميا الخوارزميات المتبعة ،وتطبقيا عمى البيانات
لتشفيرىا أو فؾ التشفير عنيا .وتتبع أنظمة التشفير أسموبيف مختمفيف ،تبعاً لممفاتيح
المستخدمة:
(1) http://www.itep.ae/arabic/EducationalCenter/Articles/Encryption_01.asp
( )2مقاؿ بعنواف ،تشفير البيانات فى إنترنت ،راجع الموقع
http://www.arabteam2000-forum.com/index.php?showtopic=5441
108
عمى مفتاح واحد في عمميتي التشفير ،وفؾ التشفير .ويعرؼ ىذا النوع كذلؾ ،بالتشفير
المتناظر ويعتبر نظاـ ) DES (Data Encryption Standardأشير األنظمة التي
تعتمد عمى ىذا النوع مف التشفير ،وقد طورتو شركة. IBM
وتعتمد بعض الشركات التى تقدـ خدمات تجارية بواسطة بطاقات اإلئتماف عمى شبكة
اإلنترنت أسموب التشفير لحماية عممياتيا التجارية ،كشركتى ماستر كارد وفي از كارد ،ومع ذلؾ
فإف لمتشفير خطورتو حيث أنو يجعؿ ميمة البوليس مستحيمة ألنو يمنعو مف إكتشاؼ الجرائـ
التى تتضمنيا الحاسبات اآللية ،وخاصة بالنسبة لئلرىابييف ومروجى الصور ذات الطابع
اإلباحى(.)1
صبٌضبا :إسزخذاَ اٌزٛل١غ اإلٌ١ىزش:ٝٔٚ
يعتبر التوقيع اإلليكترونى طريقة مف طرؽ اإلتصاؿ المشفرة التى تعمؿ عمى توثيؽ
المعامبلت التى تبرـ عبر اإلنترنت ولمتوقيع اإلليكترونى عدة مميزات وفوائد تمخص فى اآلتى:
ػ يشير التوقيع اإلليكترونى إلى شخص محدد بالذات وينسب التصرؼ القانونى الصادر إليو
وحده دوف غيره وذلؾ عف طريؽ كممات سر معينة أو بطاقات ذكيو وكذلؾ عف طريؽ
شيادات التصديؽ اإلليكترونية التى تشير إلى الشخص صاحب التوقيع دوف غيره.
ػ وكذلؾ يحمى التوقيع اإلليكترونى سرية البيانات والمعمومات وسبلمتيا بحيث يمنع الغير مف
اإلطبلع عمييا أو محاولة إستخداميا أو محاولة تغيير محتواىا ،وكذلؾ حماية المؤسسات
مف عمميات التزييؼ وتزوير التوقيعات.
ػ يحقؽ التوقيع اإلليكترونى ضمانة أخرى ىامة أال وىى عدـ مقدرة الشخص صاحب التوقيع
اإلليكترونى ،عمى إنكار قيامو بالمعاممة التجارية اإلليكترونية وذلؾ لوجود جية التصديؽ
سالفة الذكر التى توثؽ كافة المعامبلت وكذلؾ عدـ قدرة الشخص المستفيد مف التوقيع عمى
إنكار المعاممة.
( )1د .طارؽ إبراىيـ الدسوقى عطية ،األمف المعموماتى (النظاـ القانونى لمحماية المعموماتية) ،دار الجامعة
الجديدة ، 2009 ،ص 586ػ .587
109
ساثؼبا :رٕم١خ اٌّؼٍِٛبد:
تنقية المعمومات ىى وسيمة تمكف المؤسسات أو األفراد مف حجب الوصوؿ إلى بعض محتويات
الشبكة العنكبويتو والتي يروف أنيا غير مناسبة لممستخدـ ،أوىى آلية تستخدـ لحصر الوصوؿ
بناء عمى مصدر ىذه البيانات.
إلى محتويات شبكة اإلنترنت ً
وتتم طريقة عمل ىذا النظام بعدة طرق من أبرزىا:
1ـ فهررج انمؼهىماخ تناء ػهً مصدرھا:
وىذه الطريقة تستدعي حجب المعمومات المستقبمة أو المرسمة مف مصادر معينة تـ
بناء عمى مصدرىا يتـ بصورتيف:
تصنيفيا مسبقا عمى أنيا غير مقبولة.وفمترة المعمومات ً
الصورة األولى :طريقة القوائـ البيضاء.
وىي قوائـ تسير عمى عكس الحكمة التي تقوؿ " المتيـ برئ حتى تثبت إدانتو " وبعبارة
أخرى فكؿ موقع جديد في شبكة اإلنترنت ىو موقع محظور وال يمكف الوصوؿ إليو إال بعد التأكد
تماما مف خموه مف الجوانب السمبية ،حينيا يمكف إضافتو إلى قائمة السماح بالوصوؿ أو القائمة
البيضاء .فاألصؿ ىنا ىو منع الوصوؿ إلى المواقع.
وتتميز ىذه الطريقة بعدـ الحاجة إلى تحديث ومتابعة مستمرة ،ومف عيوبيا أنيا قد
تحجب العديد مف المواقع المناسبة ،فمثبل لو حددنا كممة ( تعري) كأحد الكممات المحظورة فإف
المواقع الخاصة بمكافحة والتحذير مف العري سوؼ تحجب أيضا فقط ألنيا تحتوي عبارة مثؿ (
مكافحة العري)
110
ب .تحميؿ الصور.
يتـ في ىذا األسموب إستخبلص الخصائص العامة لمصورة مثؿ األلواف والنصوص
واألشكاؿ ومحاولة تحديد ماإذا كانت تحتوي عمى صور غير الئقة وىذا النوع يحتاج إلى أجيزة
ذات إمكانية عالية لمقياـ بالعمميات المعقدة الخاصة بتحميؿ الصور.
خبِسبا :ثشاِظ اٌحّب٠خ:
تقوـ برامج الحماية بحماية األجيزة مف تعرضيا لمفيروسات أو اإلختراقات أو التجسس
أثناء العمؿ عمى شبكة اإلنترنت بالفحص الدورى لكؿ العمميات التى تتـ وىذا بفحص البصمات
المختمفة التى يتركيا الفيروس عمى البرمجيات أو الممفات مع ضرورة تحديث برامج مكافحة
الفيروسات ومتصفح الشبكة أوالً بأوؿ مع ضرورة فصؿ جياز الحاسب اآللى عف الشبكة في
حالة عدـ اإلستخداـ.
إضافةً لبرامج الحماية يوجد أيضاً الجدار الناري ( )Firewallوىو تطبيؽ برمجي يقوـ
بمراقبة جميع البيانات والمعطيات ،و اليدؼ الرئيسي مف الجدار الناري ىو حماية المعطيات
المخزنة مف أي ىجوـ يقوـ بو العابثيف والمخترقيف ،ويمكف إعداد الجدراف النارية بحيث تتمكف
مف مراقبة أنماط معينة مف البيانات ،كاألوامر والتعميمات ومف الممكف القياـ بحجب بيانات مف
مصادر معينة ،كالمعمومات اآلتية مف دولة معينة ،أو مف مستخدـ معيف ،إضافةً لحماية البريد
اإللكتروني الوارد والصادر.
( أ ) جدران نارية لحماية المنشآت الكبيرة ) :(Enterpriseوىذا النوع توفػ ػره شركات كبرى
متخصص ػػة مثػؿ ) (CISCOو) (Nortelو) .(Symantecوغالباً ما توفر الشركة
المصنعة أنواعاً متعددة مف جدراف الحماية تتفاوت مف حيث سرعتيا والخدمات التي
تقدميا ،وىذا النوع مف جدراف الحماية يتميز بما يمي:
( )1أف جدار الحماية يكوف ػ غالباً ػ في جياز قائـ بذاتو مصمـ لغرض معالجة البيانات
بسرعة فائقة ،أي أنو ليس مجرد برنامج يعمؿ في جياز حاسوب عادي.
( )2تعدد الخدمات التي يقدميا جدار الحماية ،مثؿ :غربمة المظاريؼ ،والحماية ضد
الفيروسات ،وحماية البريد اإلليكتروني ،والتشفير.
( )1د .خالد بف سميماف الغثير ،د .محمد بف عبد ا﵀ القحطانى ،أمف المعمومات بمغة ميسرة ،مركز التميز
ألمف المعمومات ،جامعة الممؾ سعود ،الطبعة األولى ، 2009 ،ص 89ػ . 92
111
( )3تشغيؿ جدار الحماية يحتاج إلى ميارات فنية متقدمة.
(ب) جدراف نارية لحماية المنشآت الصغيرة :و ىذا النوع يشبو سابقو في كونو جيا از مخصصاً
قائماً بذاتو ،إال أنو ال يجاريو مف حيث سرعة معالجة البيانات أو تعدد الخدمات المقدمة،
وليذا فإنو أقؿ سع اًر.
( ج ) جدراف نارية لحماية األجيزة الشخصية :جدراف الحماية ىذه في أغمبيا ما ىي إال برامج
تحمؿ في الحاسوب الشخصي ،بحيث تمر مف خبلليا جميع المعمومات الخارجة مف
الحاسوب أو الداخمة إليو ،وفي ىذا المجاؿ أيضا يتنافس عدد مف الشركات عمى السوؽ
الكبير لجدراف الحماية الشخصية ،ومف أمثمة المنتجات في ىذا المجاؿ ما يمي:
(.ZoneAlarm )2
(Sygate )3
(McAfee )4
ويقدـ ىذا النوع مف جدراف الحماية عدة خدمات مثؿ غربمة المظاريؼ ،والحماية ضد
الفيروسات ،وحماية البريد اإلليكتروني ،والتشفير ،والوقاية مف برامج التجسس )،(Spyware
ويمكف تنزيؿ ىذه البرامج مف شبكة اإلنترنت ،إما مجاناً مثؿ ،(ZoneAlarm) :أو بثمف مثؿ
).(ZoneAlarm Pro
وعندما يحاوؿ برنامج موجود داخؿ الحاسوب االتصاؿ بالخارج ،كاإلتصاؿ بموقع موجود
عمى شبكة اإلنترنت ،يقوـ جدار الحماية ) (ZoneAlarmبعرض رسالة كتمؾ ويطمب مف
المستخدـ إتخاذ القرار بشأف السماح لمبرنامج باإلتصاؿ بالخارج أو منعو مف ذلؾ .وبيذه اآللية
يمنع جدار الحماية البرامج الخبيثة التي قد توجد في جياز المستخدـ مف تسريب المعمومات
المخزنة في الجياز إلى الخارج دوف عمـ المستخدـ ،كما أف جدار الحماية يمكف تييئتو بحيث
يعرض رسالة تحذيرية في كؿ مرة يحاوؿ برنامج موجود بالخارج اإلتصاؿ بالحاسوب الذي يوجد
بو جدار الحماية ،والغرض مف ىذا واضح ،فإنو توجد في شبكة اإلنترنت برامج خبيثة كثيرة
تحاوؿ الوصوؿ إلى الحواسيب إلتبلفيا أو إتبلؼ البيانات التي فييا.
إضافةً لكؿ ما سبؽ فإف عمى مستخدـ شبكة اإلنترنت أف يحتاط دائماً أثناء وجوده عمى
112
شبكة اإلنترنت وأف يضع فى حسبانو ما يمى(:)1
ػ عدـ وضع أى بيانات حقيقية أو شخصية أو صور عائمية وحفظيا عمى البريد اإلليكترونى.
ػ عدـ إستقباؿ أى برامج أو ممفات عبر البريد اإلليكترونى مف أشخاص غير معروفيف ألنيا
يمكف أف تنطوى عمى ما قد يدمر جياز الحاسب اآللى أو كشؼ كؿ المعمومات التى
يحتوييا .
ػ عدـ التحدث مع شخص بدوف سابؽ معرفة بو إلحتماؿ قيامو بسرقة البريد اإلليكترونى
الشخصى.
ػ عدـ الدخوؿ إلى الغرؼ المشبوىة أو المواقع اإلباحية عمى شبكة االنترنت.
ويقصد بشرطة اإلنترنت نوع مف اإلجراءات والضمانات تقوـ بيا ضبطية قضائية مختمفة
تماماً عف تمؾ التى تقوـ بالكشؼ عف الجرائـ التقميدية ،لكونيا ال تعتمد عمى التدريبات المادية
أو الفيزيولوجية التى يتمقاىا رجاؿ الشرطة لموصوؿ إلى ىذه المرتبة ،وانما تعتمد عمى قوة تكويف
البناء العممى والتكنولوجى ألفرادىا ،وىى تتولى فى ذلؾ ميمة مباشرة جمع اإلستدالالت
والتحرى فى العالـ اإلفتراضى ،مف أجؿ كشؼ النقاب عف ىذا النوع المتميز مف اإلجراـ ،كما
يمكنيا أف تطارد اليكرة ومخترقى األنظمة عمى كافة المستويات(.)1
وقد تنبو المجتمع الدولى لخطورة جرائـ اإلنترنت وما قد يواجو رجاؿ الشرطة مف
مصاعب تقنية فى إستخبلص وكشؼ خبايا ىذه الجرائـ ،وكاف ذلؾ في المؤتمر الثاني لمرابطة
الدولية لمقانوف الجنائي الذي عقد في أمسترداـ بيولندا عاـ 2000ونبو المؤتمروف آنذاؾ إلى
ضرورة إعداد رجاؿ قانوف لدييـ الميارة المعموماتية التي تمكنيـ مف التعامؿ مع الجريمة الرقمية
بميارات رقمية ،وىو ما أكدتو ندوة إستكيولـ لعمـ اإلجراـ التي ضمت أكثر مف ٓٓ ٠عالماً
وخبي اًر ومينياً في مجاؿ عمـ اإلجراـ والعدالة الجنائية والتى نظمتيا جامعة إستكيولـ السويدية
بالتعاوف مع جامعة بنسمفانيا األمريكية ،ليطرحوا بحوثًا تكشؼ حقائؽ مفادىا أف المعامبلت الرقمية
التي دخمت حياة المجتمعات المعاصرة تفرز كؿ يوـ أنماطًا معقدة مف الجرائـ الرقمية والقائمة عمى
تقنيات عالية مسرحيا الفضاء المفتوح ،مما يتطمب معاممة رقمية مف حيث منعيا واكتشافيا
والتحقيؽ فييا والفصؿ فييا أماـ المحاكـ والتعامؿ مع المدانيف فييا(.)2
وكما أسمفنا فإف أفراد الشرطة المختصيف بجرائـ اإلنترنت البد مف تمقييـ التدريب الكافى
عمى تقنيات الكمبيوتر واإلنترنت ،ويشتمؿ ىذا التدريب عمى أساسيات ىامة ينبغى لرجؿ
114
الشرطة أف اإللماـ بيا وىى تتمخص فى اآلتى:
ػ اإللماـ بأصوؿ التعامؿ مع الحاسوب بالشكؿ الذى يضمف إمكانية إجراء عمميات المعاينة
والتقتيش والضبط لؤلجيزة واألنظمة المعموماتية ،وامتبلؾ ميارات التعرؼ عمى المعمومات
ذات القيمة أو التى مف الممكف اإلستفادة منيا فى سير التحقيقات والوصوؿ إلى الجناة.
ػ أنواع الجرائـ والمخاطر والتيديدات ونقاط الضعؼ الناشئة عف إساءة استخداـ الحاسب اآللي أو
شبكات المعمومات وخصائصيا ،وىو أمر منطقى حيث ال يستطيع رجؿ الشرطة التعامؿ
مع جريمة يجيؿ ماىيتيا.
وتبرز أىمية اإللماـ بطبيعة عمؿ الشبكات فى كونيا ضرورة لتصور كيفية إرتكاب الفعؿ
اإلجرامى وكيفية إختراؽ الشبكات والحواسيب ،وكذلؾ مدى إمكانية متابعة مصدر اإلعتداء عمى
الشبكة والمعوقات الفنية التى تحوؿ دوف ذلؾ(.)1
ػ معرفة األدوات واألساليب المستخدمة فى إرتكاب جرائـ اإلنترنت ،وىو أمر غاية فى األىمية
خاصةً لمف يتولوف مناقشة الشيود واستجواب المتيميف فبدونو لف يستطيعوا طرح األسئمة
التى تتصؿ مباشرة بالفعؿ اإلجرامى وأسموب إرتكابو كما أنيا تساعد المحقؽ عمى التواصؿ
مع خبير الحاسوب الجنائى عند شرح األخير ما توصؿ إليو مف أدلة أو قرائف عف األساليب
المستخدمة فى إرتكاب الجريمة واألدوات التى تساعده عمى القياـ بذلؾ(.)2
ػ معرفة أىـ تقنيات أمف الحاسوب واإلنترنت وأدواتيا وطريقة عمميا ،حيث أف إكتساب ىذه
الميارة واف كاف يبدو فى الظاىر أم اًر معقداً بعض الشىء إال أف األمر فى حقيقتو ليس
كذلؾ حيث أف المطموب أف يساعد معرفة ىذه التقنيات المحقؽ إستيعابيا وربطيا بمجريات
التحقيؽ بشكؿ عاـ وليس أف يجعمو خبي اًر فييا(.)3
وقد قامت العديد مف الدوؿ بتييئة وتأىيؿ رجاؿ الشرطة لدييا فى ىذا المجاؿ ،ومف
ىذه الدوؿ الواليات المتحدة األمريكية التى قامت بإنشاء دائرة متخصصة فى ىذه الجرائـ داخؿ
وحدة التحقيقات الفيدرالية ( ، )FBIوكذلؾ بريطانيا التى سارت عمى نفس المنواؿ بتأىيؿ ضباط
اإلسكوتبلنديارد ،أما فى مصر فقد تـ إنشاء ما يسمى بإدارة مكافحة جرائـ الحاسبات وشبكات
( )1د .حسيف بف سعيد الغافرى ،بحث بعنواف التحقيؽ وجمع األدلة فى الجرائـ المتعمقة بشبكة اإلنترنت ،ص
، 2البحث منشور بالموقع اإلليكترونى
http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=33
( ) 2د .حسيف بف سعيد الغافرى ،بحث بعنواف التحقيؽ وجمع األدلة فى الجرائـ المتعمقة بشبكة اإلنترنت ،مرجع
سابؽ ،ص.3
( )3د .حسيف بف سعيد الغافرى ،مرجع سابؽ ،ص.3
115
المعمومات بو ازرة الداخمية ،وكذلؾ قياـ شرطة سمطنة عماف بإنشاء قسـ خاص بالجرائـ
اإلليكترونية ،وفى السعودية ووفقاً لنظاـ مكافحة جرائـ المعموماتية فقد تـ إنشاء ما يسمى بشرطة
اإلنترنت كذلؾ.
أوالً :تمقى جية التحقيؽ معمومات أمنية تشير إلى ممارسة شخص معروؼ أو غير معروؼ
أنشطة تندرج تحت تعريؼ جريمة الحاسب اآللى وذلؾ فى مكاف معروؼ وعمى أجيزة
محددة ،ووفؽ لغات برمجية معمومة.
ثانيـاً :ضبط شخص وبحيازتو أمواؿ مشبوىة أو بطاقات إئتماف مزورة أو بطاقات تعريؼ
مشبوىة.
بناء عمى ببلغ يصؿ إلى عمـ جية التحقيؽ مف متضرر يفيد وقوع تبلعب أو ممارسات
ثالثـاً ً :
خاطئة فى حقو أو حؽ آخريف ،سواء كاف ذلؾ فى شكؿ مف أشكاؿ عجز مالى فى
حسابات مؤسسة مالية أو ضياع حقوؽ أو تغيرات فى الودائع (دوف أف يدرؾ ما إذا كاف
ذلؾ مف جرائـ الحاسب اآللى أـ ال).
رابعاً :توفر معمومات عف نشر فيروسات تخريبية أو رسائؿ غير مشروعة عبر شبكات
اإلنترنت.
خامساً :توفر معمومات عف وقوع عمميات إعتراض أو قرصنة فضائية لممعمومات أو تسبيب
ضرر بأجيزة ومعدات تعمؿ بتقنية الحاسب اآللى.
بعد ذلؾ تبدأ عمميات البحث والتحرى مف قبؿ الشرطة لمتأكد مف صحة الببلغات أو
المعمومات والتقارير التى وردتيا.
وتقوـ شرطة اإلنترنت مثميا مثؿ الشرطة التقميدية حاؿ وقوع جريمة بعمميات البحث
والمعاينة والتفتيش والضبط واإلستعانة بشيادة الشيود مع وجود بعض اإلختبلفات الراجعة إلى
األسموب التقنى لمجريمة وفيما يمى بياف ذلؾ.
1ـ اٌجحش اٌغٕبئ:ٝ
مف الجدير بالذكر أنو فى ىذا إطار البحث الجنائى يكتنؼ عمؿ شرطة اإلنترنت بعض
المصاعب التى تتمثؿ فى :
( ) 1أنظر فى ذلؾ ،المواء دكتور .محمد األميف البشرى ،التحقيؽ فى الجرائـ المستحدثة ،جامعة نايؼ العربية
لمعموـ األمنية ،الرياض ،الطبعة األولى 1425 ،ى ،ص 108ػ .109
116
ػ أف بعض الجرائـ التى ترتكب قد تتـ خارج الحدود الوطنية لمدولة برغـ أف نتيجتيا قد تحققت
عمى التراب الوطنى ،وىو ما يعكس صعوبة مبلحقة مرتكبى ىذه الجرائـ األمر الذى يحتـ
ضرورة اإللتجاء إلى التعاوف الدولى فى ىذا المجاؿ.
ػ أف جريمة اإلنترنت ال تخمؼ أى آثار مادية ممموسة نظ اًر إلستيدافيا البيانات والمعمومات.
أضؼ إلى ذلؾ غياب الدليؿ المرئى الممكف بالقراءة فيمو وافتقاد أكثر اآلثار التقميدية ،
وسيولة محو الدليؿ أو تدميره فى زمف قصير جداً ،والضخامة البالغة لكـ المعمومات
والبيانات المتعيف فحصيا( ،)1فالجرائـ التي ترتكب عمى العمميات اإلليكترونية التي تعتمد
في موضوعيا عمى التشفير واألكواد السرية والنبضات واألرقاـ والتخزيف اإلليكتروني
يصعب أف تخمؼ وراءىا آثا اًر مرئية قد تكشؼ عنيا أو يستدؿ مف خبلليا عمى الجناة(.)2
ػ واليدؼ مف قياـ الجانى بمحو الدليؿ ،ىو عدـ تمكيف السمطات مف كشؼ جرائمو إذا ما
عممت بيا ،وفي الحالة التي قد تعمـ بيا فإنو يستيدؼ بالمحو السريع عدـ إستطاعة ىذه
السمطات إقامة الدليؿ ضده.
ػ وفى بعض الحاالت وبدالً مف أف يقوـ الجانى بمحو الدليؿ المتحصؿ مف الجريمة ،فإف
بعض المجرميف المحترفيف قد يقوموف بوضع تدابير أمنية واقية تزيد مف صعوبة كشؼ
سترىـ ،وكمثاؿ لذلؾ نجد أنيـ قد يستخدموف تقنيات تمكنيـ مف إخفاء األدلة التي قد
تكوف قائمة ضدىـ ،وقد يدسوف تعميمات خفية بيف األدلة لتصبح كالرمز فبل يمكف لغيرىـ
أف يفيـ مقصودىا ،وقد يقوـ ىؤالء أيضا بتشفير التعميمات بإستخداـ طرؽ وبرامج تشفير
البيانات المتطورة مما يجعؿ الوصوؿ إلييا في منتيى الصعوبة(.)3
اء بقصد
ػ ومما يصعب األمور كذلؾ إمتناع المجني عمييـ عف اإلخطار بوقوع ىذه الجرائـ سو ً
حاؿ عمميـ بوقوعيـ ضحية لفعؿ إجرامى ما عمى الشبكة ،كالمؤسسات المالية والبنوؾ
والمؤسسات اإلدخارية وشركات اإلقراض والسمسرة ،حيث يخشى القائموف عمى إدارتيا مف
شيوع أمر الجرائـ التي تقع داخميا عمى الثقة فييا مف العمبلء المتعامميف معيا ،مما قد
( )1عبد الرحمف محمد بحر ،معوقات التحقيؽ فى جرائـ اإلنترنت ،المرجع السابؽ ،ص.47
( )2د .جميؿ عبد الباقى الصغير ،الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المتعمقة باإلنترنت ،المرجع السابؽ ،ص.4
( )3د .محمد عبد الرحمف سمطاف العمماء ،جرائـ اإلنترنت واإلحتساب عمييا ،بحث مقدـ إلى مؤتمر القانوف
والكمبيوتر واإلنترنت ،كمية الشريعة والقانوف ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة 1 ،ػ، 2000/ 5/3
ص.7
117
يؤدي إلى إنصرافيـ عنيا( ،)1أو بدوف قصد فى حالة عدـ تفطنيـ لمجريمة المرتكبة.
وقد أشار تقرير صادر عف األمـ المتحدة عاـ 4991إلى أف عدد الحوادث المبمغ
عنيا قد ال تمثؿ سوى ٪ 5مف مجموع الجرائـ التي ارتكبت(.)2
ومما ال شؾ فيو أف اإلحجاـ عف اإلببلغ عف ىذه الجرائـ يؤدى فى نياية األمر إلى
زيادة العدد المرتكب منيا.
ولذلؾ فقد إقترح البعض خاصة في الواليات المتحدة األمريكية بأف تفرض النصوص المتعمقة
بجرائـ الحاسبات إلتزاما عمى عاتؽ موظفي الجية المجني عمييا باإلببلغ عف الجرائـ التي
تحدث داخؿ ىذه الجية ويتحقؽ عمميـ بيا(.)3
ويواجو مأمور الضبط مشكمة أخرى فى مجاؿ البحث الجنائى تتمثؿ فى إنتشار مقاىى
اإلنترنت التى يستطيع أى فرد مف خبلليا أف يتعامؿ مع شبكة اإلنترنت بما في ذلؾ المجرـ
الذى يستخدميا إلرتكاب جرائمو ،ومرجع تمؾ الصعوبة ىو عدـ إلتزاـ بعض مف تمؾ المقاىى
بشروط التراخيص ،باإلضافة إلى إمكانية تنقؿ ذلؾ المجرـ بيف أكثر مف مقيى خبلؿ اليوـ
الواحد ،مما يؤدى إلى صعوبة التوصؿ بصورة دورية ألدلة اإلثبات ،لقياـ تمؾ المقاىى بإعادة
تشكيؿ وتنظيـ األجيزة ،والسيما وأف تمؾ األدلة توصؼ بغير المرئية وبأنيا سيمة المحو
التدميرفى زمف قصير جداً(.)4
ولتسييؿ عممية البحث فإنو مف الضروري تحديد ىوية المشتركيف بشبكات اإلنترنت
لتسييؿ عمؿ الشرطة في حاؿ وقوع أي مخالفة ،حيث يجب عمى مقدـ الخدمة أف يكوف قاد اًر
عمى تقديـ بيانات شخصية عف زبائنو ،األمرالذى يقتضي مف ىذا األخير أف يطمب البيانات
الشخصية لكؿ عميؿ يطمب اإلشتراؾ عبر شبكتو.
وكذلؾ تقع عمى مقدـ الخدمة تجاه الشرطة مسئولية أخرى أال وىى البيانات التي تتعمؽ
لكؿ مستخدـ ،والتى تتمثؿ فى المواقع التي ولجيا ،والمعمومات التي طمبيا باإلتصاالت
والبيانات التي حصؿ عمييا فيذه المعمومات وغيرىا ذات أىمية كبرى فى عممية البحث
( )1د.ىشاـ محمد فريد رستـ ،الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المعموماتية (دراسة مقارنة) ،مكتبة اآلالت الحديثة ،
أسيوط ، 1994 ،ص.25
(2) Glenn Wahlert, CRIME IN CYBERSPACE: TRENDS IN COMPUTER CRIME
IN AUSTRALIA, Paper presented at the conference: Internet Crime, held in
Melbourne, 16-17 February 1998, by the Australian Institute of Criminology,p4.
( )3د.ىشاـ محمد فريد رستـ ،الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المعموماتية (دراسة مقارنة) ،المرجع السابؽ ،ص.26
( )4نبيمة ىبة ىرواؿ ،المرجع السابؽ ،ص 169ػ.170
118
والتحقيؽ.
وقد نص نظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية فى السعودية فى مادتو الرابعة عشرعمى ذلؾ
حيث نصت المادة المذكورة عمى أنو (تتولى ىيئة اإلتصاالت وتقنية المعمومات وفقاً
إلختصاصيا تقديـ الدعـ والمساندة الفنية لمجيات األمنية المختصة خبلؿ مراحؿ ضبط ىذه
الجرائـ والتحقيؽ فييا وأثناء المحاكمة).
وفى سبيؿ ذلؾ ينبغي عمى المحققيف البقاء فى حالة إتصاؿ مع مزودى خدمة الشبكة
والزاميـ باإلحتفاظ وتجميد السجبلت واإلتصاالت التي قد تكوف ذات صمة بالتحقيؽ ،وغيرىا مف
األدلة التى تساعد فى عممية كشؼ الحقائؽ(.)1
ومع ذلؾ فإف اإلمكانيات الفنية المتعددة التي تسمح باستخداـ الشبكة بطريقة مجيولة أو
إمكانية مسح البيانات يثير مصاعب حقيقة بشأف إقامة األدلة ،فاإلحتفاظ بالبيانات ىو موضوع
ىاـ لفعالية التحقيقات.
2ـ اٌّؼبٕ٠ــــخ:
أما بالنسبة لممعاينة التى تعرؼ بأنيا إجراء بمقتضاه ينتقؿ المحقؽ إلى مكاف وقوع
الجريمة ليشاىد بنفسو ويجمع اآلثار المتعمقة بالجريمة وكيفية وقوعيا وكذلؾ جمع األشياء
األخرى التى تفيد فى كشؼ الحقيقة(.)2
ولممعاينة أىمية كبرى فى الجرائـ التقميدية ،حيث يوجد مسرح فعمى لمجريمة يحتوى عمى
آثار مادية فعمية ،ييدؼ القائـ بالمعاينة إلى التحفظ عمييا تمييداً لفحصيا لبياف مدى صحتيا
فى اإلثبات ،فميس الحاؿ كذلؾ بالنسبة لمجرائـ اإلليكترونية ،حيث يندر أف يتخمؼ عف إرتكابيا
آثار مادية ،وقد تطوؿ الفترة الزمنية بيف وقوع الجريمة واكتشافيا ،مما يعرض اآلثار الناجمو
عنيا إلى المحو أو التمؼ أو العبث بيا(.)3
والمعاينة قد تكوف شخصية إذا تعمقت بشخص المجني عميو ،أو مكانية إذا تعمقت
بالمكاف الذي تمت فيو الجريمة ،ووضع الشيود والمتيـ والمجني عميو ،وقد تكوف عينية وىى
التي تتعمؽ باألشياء أو األدوات المستخدمة في إرتكاب الجريمة ،وفى إطار جرائـ الكمبيوتر
(1) Daniel A. Morris ,an article entitled, racking a Computer Hacker ،USA Bulletin ،
available at http://www.justice.gov/criminal/cybercrime/usamay2001_2.htm
( )2د .مأموف محمد سبلمة ،قانوف اإلجراءات الجنائية معمقاً عميو بالفقو وأحكاـ النقض ،الطبعة الثانية ،
، 2005بدوف دار نشر ،ص.383
( ) 3د.ىشاـ محمد فريد رستـ ،الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المعموماتية (دراسة مقارنة) ،المرجع السابؽ ،ص.59
119
واإلنترنت فإنو التوجد أى صعوبة تذكر إذا كانت الجريمة واقعة عمى المكونات المادية
لمكمبيوتر ،إذ أف األدلة المادية التى تسمح بتحميؿ األمر ونسبة الجريمة إلى شخص معيف
بالذات متوافرة أما الصعوبات الحقيقية التي تواجو رجاؿ الشرطة فى ىذا المجاؿ عندما يكوف
الفعؿ اإلجرامى قد وقع عمى برامج الكمبيوتر أو بياناتو وبرامجو أو بواسطتيا ومرجع ذلؾ قمة
اآلثار المادية التي قد تنتج عف ىذا النوع مف الجرائـ وكثرة عدد األشخاص الذيف قد يترددوف عمى
مسرح الجريمة خبلؿ المدة الفاصمة بيف وقوع الجريمة والكشؼ عنيا.
ويجب عمى المحقؽ الذي يقوـ بمعاينة الجريمة المعموماتية يجب أف يكوف ممماً بميارات
ىذه التقنية ،مثؿ القدرة عمى إستخداـ برامج Time stampوىي البرامج التي يمكف عف طريقيا
تحديد الزمف الذي تـ فيو السموؾ االجرامي ،ألف ذلؾ ال يكوف متاحاً في جميع األنظمة
المعموماتية(.)1
ػ تصوير الكمبيوتر وما قد يتصؿ بو مف أجيزة بدقة تامة وأخذ صورة ألجزائو الخمفية وسائر
ممحقاتو.
ػ إثبات الحالة التي تكوف عمييا توصيبلت وكاببلت الكمبيوتر والمتصمة بمكونات النظاـ.
ػ عدـ التسرع في نقؿ أي مادة معموماتية مف مكاف وقوع الجريمة خشية إتبلؼ البيانات المخزنة.
3ـ اٌزفز١ش:
أما التفتيش والذى يعرؼ بأنو البحث عف شيء يتصؿ بجريمة وقعت ويفيد في كشؼ
()3
،فإنو فى مجاؿ جريمة اإلنترنت ينصب عمى إستخراج المعمومات الحقيقة عنيا وعف مرتكبيا
التي مف شأنيا أف تساعد التحقيؽ كتفتيش بنوؾ المعمومات وفحص كؿ الوثائؽ المحفوظة
ومراسبلت مرتكب الجريمة مثؿ الرسائؿ اإللكترونية وفؾ شفرات الرسائؿ المشفرة.
( )1أ.رحاب عميش ،الجريمة المعموماتية ،بحث مقدـ إلى المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ (المعموماتية
والقانوف) ،المنعقد في الفترة مف 28ػ 29أكتوبر ، 2009أكاديمية الدراسات العميا ،طرابمس ،ليبيا ،
ص.31
( ) 2القاضى .وليد عالكوـ ،بحث بعنواف التحقيؽ فى جرائـ الحاسوب ،ص ، 6البحث منشور بالموقع
اإلليكترونى http://www.4shared.com/file/WLlIhQTH/_.html :
( ) 3د.عوض محمد عوض ،المبادئ العامة في قانوف اإلجراءات الجنائية ،دار المطبوعات الجامعية 1999 ،
،ص.377
120
ويشترط فى التفتيش الحاصل بسبب جرائم اإلنترنت:
1ػ أف تكوف ىناؾ جريمة وقعت عمى البيانات والمعمومات المخزنة بالكمبيوتر أو بإساءة إستخداـ
الكمبيوتر كأداة في إرتكاب جرائـ عبر اإلنترنت وشبكات المعمومات.
بناء عمى
ً 2ػ ويشترط كذلؾ فى ىذا التفتيش وجود إتياـ موجو إلى شخص بإرتكاب الجريمة
دالئؿ قوية تدعو لئلعتقاد بإرتكابو لمجريمة التي وقعت ،واف كاف األمر ال يعد مشكؿ
بالنسبة لمضابط فى الجرائـ التقميدية فإف األمر ليس بيذه السيولة في نطاؽ جرائـ
الكمبيوتر واإلنترنت ،فالعثور عمى ىذه األدلة أو القرائف يحتاج إلى إستخداـ تقنيات
التكنولوجيا الحديثة.
3ػ أف تكوف ىناؾ دالئؿ أو قرائف عمى وجود ما يفيد في كشؼ الحقيقة فالتفتيش ييدؼ إلى
غاية معينة وىي الحصوؿ عمى أشياء تتصؿ بالجريمة المرتكبة وتفيد في كشفيا ،وبالتالى
فإف التفتيش ال يقع إال عمى األجيزة والمعدات التى تكوف ىناؾ دالالت وأمارات عمى
فائدتيا فى كشؼ حقيقة األمور.
4ػ يخضع التفتيش لمخصائص العامة التي تخضع ليا كافة إجراءات التحقيؽ االبتدائي ،وىي
وجوب التدوييف بمعرفة كاتب والسرية عف الجميور وحضور الخصوـ ووكبلئيـ كمما أمكف
ذلؾ ،كذلؾ البد أف يكوف أمر التفتيش مسبباً.
5ػ ومحؿ التفتيش فى جريمة اإلنترنت ىو مكونات جياز الكمبيوتر سواء كانت مادية أو معنوية
أو شبكات اإلتصاؿ الخاصة بو باإلضافة إلى األشخاص الذيف يستخدموف الحاسب اآللي
محؿ التفتيش.
واف كاف ليس ثمة خبلؼ عمى تفتيش المكونات المادية لمحاسب اآللى ،إال أف التفتيش
الحاصؿ عمى المعمومات والبيانات المعالجة إليكترونياً ،يثير جدالً واسعاً يتمثؿ فى صبلحيتيا
ألف تكوف موضوعاً لمتفتيش والضبط مف عدميا(.)1
( )1راجع فى ذلؾ أسامة المناعسة ،أ .جبلؿ محمد الزعبي ،أ .صايؿ فاضؿ اليواوشة ،جرائـ الحاسب اآللي
واإلنترنت ،مرجع سابؽ ،ص 278وما بعدىا.
121
خاصة تكوف أكثر مبلءمة ليذه البيانات البلمحسوسة(.)1
ووفقاً لما نظنو صحيحاً ،فإف االتجاه الثانى أكثرقبوالً ومنطقية ،فالقوؿ بغير ذلؾ معناه
إطبلؽ يد الجناة لمعبث بأنظمة الحاسب اآللى وشبكات الكمبيوتر بحجة أف ما سيحدث صعب
ضبطو وتفتيشو ،فبالرغـ مف أف البيانات المعالجة تتطمب قواعد خاصة تحكميا بدالً مف
محاولة تطويع القواعد التقميدية وتوسيع نطاقيا ،إال أنو يجب العمؿ بالقواعد التقميدية ولومؤقتاً
إلى حيف وضع تصور شامؿ لمجريمة وكيفية إرتكابيا ومدى إمكانية تطبيؽ اإلجراءات بشأنيا
فيذه كميا صعوبات مرجعيا حداثة ىذا النمط مف الجرائـ وعدـ تمرس جيات التحقيؽ عمى
التعامؿ معيا.
ولعمو مف الصحيح وفى سبيؿ مواجية ىذا القصور إمكانية إضافة نصوص إلى قانوف
اإلجراءات الجنائية فيما يتعمؽ بالتفتيش الواقع عمى نظـ المعمومات ليشمؿ التفتيش إضافة لؤلدلة
المادية األدلة المعنوية التى تتعمؽ ببيانات الحاسب اآللى.
وبإستقراء موقؼ التشريعات الحديثة نجدىا قد ذىبت إلى تأكيد ىذا اإلتجاه ،بحيث
أضحت المكونات المعنوية لمحاسب اآللي ضمف األشياء التي تصمح أف تكوف محبلً لمتفتيش
والضبط .ففي التشريع األمريكي عمى سبيؿ المثاؿ تقضي المادة ( )34مف القواعد الفيدرالية
الخاصة باإلجراءات الجنائية الصادرة سنة 1970بعد تعديميا بمد نطاؽ التفتيش ليشمؿ ضمف
ما يشمؿ أجيزة الحاسب اآللي وأوعية التخزيف والبريد اإللكتروني والصوتي والمنقوؿ عف طريؽ
الفاكس(.)3
وكذلؾ المادة 251مف قانوف اإلجراءات الجنائية اليونانى التى تعطي سمطات التحقيؽ
( )1د .موسى مسعود أرحومة ،اإلشكاليات اإلجرائية التي تثيرىا الجريمة المعموماتية عبر الوطنية ،بحث مقدـ
إلى المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ (المعموماتية والقانوف) ،المنعقد في الفترة مف 28ػ 29أكتوبر ، 2009
أكاديمية الدراسات العميا ،طرابمس ،ليبيا ،ص.8
( )2د .موسى مسعود أرحومة ،المرجع السابؽ ،ص.9
( )3د .موسى مسعود أرحومة ،المرجع السابؽ ،ص.9
122
إمكانية القياـ بأي شيء يكوف ضروريا لجمع وحماية الدليؿ.
وكذلؾ المادة 487مف قانوف العقوبات الكندى التى تقضى بإمكانية إصدار أمر قضائى
لتفتيش وضبط أى شىء ...تتوافر بشأنو أسس ومبررات معقولة تدعو لئلعتقاد بأف جريمة قد
وقعت أو يشتبو فى وقوعيا ،أو أف ىناؾ نية إلستخدامو فى إرتكاب جريمة ،أو أنو سينتج
دليبلً عمى وقوع جريمة(.)1
ويبرز ىنا تساؤؿ ىاـ حوؿ إمكانية قياـ المحقؽ بالتفتيش فى ىذه الحالة مف عدمو ،
فمثبلً قانوف تحقيؽ الجنايات البمجيكي الصادر في 23نوفمبر ، 2000يجيز إمتداد التفتيش إلى
نظاـ معموماتي آخر غير مكاف البحث األصمي ،ولكف ليس بصورة مطمقة وانما بقيود معينة ،
يمكف إجماليا في أف تكوف ثمة ضرورة لكشؼ الحقيقة فيما يخص الجريمة موضوع البحث أو أف
تكوف األدلة معرضة لمخاطر معينة كاإلتبلؼ أو التدمير وما شابو(.)2
وكذلؾ نص مشروع قانوف جريمة الحاسب فى ىولندا عمى إمكانية أف يمتد التفتيش إلى
األجيزة المعموماتية الموجودة فى موقع آخر شريطة أف تكوف البيانات الخاصة بو ضرورية
إلظيار الحقيقة وذلؾ شريطة الضرورة وأف يكوف التدخؿ مؤقتاً( .)3وىو ما نصت عميو كذلؾ
المادة 19مف إتفاقية بودابست لجرائـ اإلنترنت.
( ) 1د .ىبللى عبد البله أحمد ،تفتيش نظـ الحاسب اآللى وضمانات المتيـ المعموماتى ،دراسة مقارنة ،دار
النيضة العربية ، 2006 ،ص.201
( )2د .موسى مسعود أرحومة ،المرجع السابؽ ،ص.12
( )3د .طارؽ إبراىيـ الدسوقى عطية ،المرجع السابؽ ،ص.387
123
ب ـ في حانح اذصال حاسىب انمرهم تآخر مىجىد تإلهيم دونح أخري :
بغية إعاقة الوصوؿ إلى الدليؿ قد يعمد الجناة إلى تخزيف البيانات غير المشروعة في
حاسوب خارج إقميـ الدولة.
وعمى الرغـ مف إمكانية القياـ بالبحث واقامة األدلة وضبط األدوات التي تقع خارج
النطاؽ المحمي إال أف ذلؾ يصطدـ بمبدأ إحتراـ سيادة الدوؿ ،فعندما تكوف البيانات مخزنة لدى
مؤدي خدمة أجنبي فإنو بالرغـ مف إمكانية تفتيشيا مف الناحية الفنية داخؿ النطاؽ اإلقميمي ،إال
أنو ال بد مف موافقة سمطات البمد المعني ووفقاً لئلجراءات المعقدة لمتعاوف القضائي ،وفي كؿ
األحواؿ يبدو أف الدوؿ غير مستعدة اليوـ لقبوؿ طمبات إجراء التفتيش اإللكتروني العابر لمحدود
التي تعتبرىا بمثابة مساس بسيادتيا(.)1
وفى ىذه الحالة فإف إمتداد اإلذف بالتفتيش إلى خارج اإلقميـ الجغرافى لمدولة التى صدر
مف جياتيا المختصة اإلذف ودخولو فى المجاؿ الجغرافى لمدولة األخرى وىو ما يسمى بالولوج
عبر الحدود قد يتعذر القياـ بو بسبب تمسؾ كؿ دولة بسيادتيا ،لذا فإف جانب مف الفقو يرى
بأف التفتيش اإلليكترونى العابر لمحدود البد وأف يتـ فى إطار إتفاقيات خاصة ثنائية أو دولية
تجيز ىذا اإلمتداد تعقد بيف الدوؿ المعنية ،وبالتالى فإنو ال يجوز القياـ بذلؾ التفتيش العابر
لمحدود فى غياب تمؾ اإلتفاقيات أو عمى األقؿ الحصوؿ عمى إذف الدولة األخرى ،وىو ما يؤكد
عمى ضرورة التعاوف الدولى فى مجاؿ مكافحة الجرائـ التى تقع فى المجاؿ اإلليكترونى(.)2
وألجؿ مواجية ىذه المشكمة في نظر الفقو المقارف (اليولندي عمى سبيؿ المثاؿ) ينبغي
إلتماس طمب مف سمطات الدولة األخرى بنسخ البيانات المخزنة في الحواسيب الموجودة عمى
أراضييا وارساليا إلى الدولة الطالبة .غير أف ىذا األسموب ػ المعروؼ بأسموب التفويض
وااللتماس ػ ُيعاب عميو أنو يفتقر إلى الفعالية نتيجة اإلجراءات الروتينية التي تفضي إلى تأخير
الوصوؿ إلى الدليؿ وربما ضياعو أو إتبلفو(.)3
واإلتجاه الرافض إلمتداد التفتيش إلى الحواسيب األخرى ال يقر ىذا اإلجراء إالّ بموجب
( )1د .صالح أحمد البربري ،بحث بعنواف ،دور الشرطة في مكافحة جرائـ اإلنترنت في إطار اإلتفاقية
األوروبية ،ص ،9منشور بالموقع اإلليكترونى :
http://lawjo.net/vb/showthread.php?p=6024
( )2راجع فى ذلؾ د .محمد أبو العبل عقيدة ،التحقيؽ وجمع األدلة في مجاؿ الجرائـ اإللكترونية ،بحث مقدـ
إلى المؤتمر العممي األوؿ حوؿ الجوانب القانونية واألمنية لمعمميات اإللكترونية ،أكاديمية شرطة دبي ،
مركز البحوث والدراسات 26 ،ػ ، 2003 /4/28دبي -اإلمارات العربية المتحدة ،ص.10
( )3د .موسى مسعود أرحومة ،المرجع السابؽ ،ص.13
124
اتفاقية دولية ،وىو يعبر عف الرأي السائد في الفقو األلماني .
وسي اًر في ىذا اإلتجاه ،عرضت عمى القضاء األلماني واقعة تتعمؽ بالغش المعموماتي ،
حيث كانت طرفية الحاسب الموجودة بألمانيا متصمة بأخرى بسويس ار .وبالرغـ مف أف السمطات
األلمانية (سمطات التحقيؽ) قد حاولت إسترجاع البيانات المخزنة بالخارج ،إالّ أنيا لـ تتمكف مف
ذلؾ إالّ مف خبلؿ التماس المساعدة المتبادلة(.)1
وقد ساور اإلعتقاد الشرطة اليابانية بأف مجموعة مف المخربيف قد إستخدمت أجيزة
كمبيوتر في الصيف والواليات المتحدة في مياجمة العديد مف المواقع الخاصة لمحكومة اليابانية عمى
الشبكة وقد طالبت الشرطة اليابانية كؿ مف بكيف وواشنطف بتسميـ بيانات الدخوؿ المسجمة عمى
أجيزة الكمبيوتر في كؿ مف ىاتيف الدولتيف حتى تتمكف مف الوصوؿ إلى جذور ىذه العممية(.)2
وفي المقابؿ ،يؤيد جانب آخر مف الفقو أمر إمتداد التفتيش إلى الحواسيب الموجودة
خارج إقميـ الدولة ،وىذا الرأي يقوـ عمى أساس واقعي ،إذ إف معتنقيو والمدافعيف عنو يحاولوف
التعامؿ بواقعية مع ما يعترض سمطات التحقيؽ مف مشكبلت .وىذا ما يسمح بو قانوف التحقيؽ
البمجيكي (مادة )88التى تجيز لقاضي التحقيؽ الحصوؿ عمى نسخة مف البيانات التي ىو في
حاجة إلييا دونما إنتظار إذف مف سمطات الدولة األخرى(.)3
أما إتفاقية بودابست فقد أجازت التفتيش الذى يقتضى الدخوؿ عمى شبكة معمومات تابعة
لدولة أخرى وذلؾ فى المادة ( )32التى نصت عمى إمكانية الدخوؿ بغرض التفتيش والضبط فى
أجيزة أو شبكات تابعة لدولة أخرى بدوف إذنيا ،وذلؾ فى حالتيف:
( )1راجع فى ذلؾ ،د .طارؽ إبراىيـ الدسوقى عطية ،المرجع السابؽ ،ص.389
( )2الرائد الدكتور .عبد ا﵀ حسيف عمي محمود ،إجراءات جمع األدلة في مجاؿ جريمة سرقة المعمومات ،بحث
مقدـ إلى المؤتمر العممي األوؿ حوؿ الجوانب القانونية واألمنية لمعمميات اإللكترونية ،أكاديمية شرطة دبي
،مركز البحوث والدراسات 26 ،ػ ، 2003/4/28دبي -اإلمارات العربية المتحدة ،ص.10
( )3د .موسى مسعود أرحومة ،المرجع السابؽ ،ص13ػ .14
125
تخمؽ مصاعب تواجو مف يرغبوف في اإلعتماد عمييا فيي غير مستقرة ويسيؿ تغييرىا دوف أف يترؾ
ذلؾ أثر واضح كما أنيا مبتكرة لمغاية مما يشكؿ عائؽ أماـ جيات التحقيؽ.
والضبط فى جرائـ اإلنترنت قد يقع عمى أدلة مادية ممموسة وقد يقع عمى أدلة معنوية أو
رقمية داخؿ الحاسب اآللى وذلؾ عمى النحو التالى :
فاألدلة المادية التي يجوز ضبطيا في الجريمة المعمومايتة والتي ليا قيمة خاصة في
إثبات جرائـ الحاسب اآللي ونسبتيا إلى المتيـ ىي(:)1
1ػ الـــورق :كثير مف الجرائـ الواقعة عمى الماؿ أو عمى جسـ اإلنساف تترؾ خمفيا قد ار كبي اًر مف
األوراؽ والمستندات الرسمية منيا والخاصة ،إال أف وجود أجيزة الحاسب يجعؿ كثي ار مف
المعمومات يتـ حفظيا في الحاسب اآللي ،مما قمؿ حجـ األوراؽ والممفات ومع ذلؾ نجد أف
الكثيريف يقوموف بطباعة المعمومات ألغراض المراجعة أو التأكد مف الشكؿ العاـ لممستند
أو الرسالة أو الرسومات موضوع الجريمة وأجيزة الحاسب اآللي والطابعات المتطورة ذات
السرعة الفائقة تطبؽ قد ار كبي ار مف األوراؽ في وقت قصير عميو يعتبر الورؽ مف األدلة
التي ينبغي اإلىتماـ بيا في البحث وتفتيش مسرح الجريمة والورؽ أربعة أنواع:
أ -أوراؽ تحضيرية يتـ إعدادىا بخط اليد كمسودة أو تصور لمعممية التي يتـ برمجتيا.
ب -أوراؽ تالفة تتـ طباعتيا لمتأكد ومف ثـ إلقاؤىا في سمة الميمبلت.
ج -أوراؽ أصمية تتـ طباعتيا واإلحتفاظ بيا كمرجع أو ألغراض تنفيذ الجريمة.
د -أوراؽ أساسية وقانونية محفوظة في الممفات العادية أو دفاتر الحسابات وتكوف ليا
عبلقة بالجريمة خاصة عند تمقييا أو تزوير بياناتيا لتنفيذ جريمة الحاسب اآللي.
2ػ جياز الحاسب اآللي وممحقاتو :وجود جياز حاسب آلي ميـ لمقوؿ بأف ىناؾ جريمة وألجيزة
الحاسب اآللي أشكاؿ وأحجاـ وألواف مختمفة وخبير الحاسب اآللي يستطيع أف يتعرؼ عمى
الحاسب اآللي ومواصفاتو بسرعة فائقة ،كما يستطيع تمييزه عف األجيزة اإللكترونية
األخرى وتحديد أسموب التعامؿ معو في حالة الضبط والتحريز.
3ػ أقــراص الميزر :مع جياز الحاسب اآللي الشخصي قد تجد قد اًر كبي اًر مف أق ارص الميزر
عبلوة عمى أف مراكز الحاسب اآللي في الشركات والبنوؾ قد تجد فييا اآلالؼ مف
األقراص قد تكوف عمى غبلؼ القرص بيانات توضح محتويات كؿ قرص وبمعرفة خبير
يقدـ الدليؿ أماـ المحكمة وقد تجد في مكاف ما أقراص الميزر وال تجد معيا أجيزة حاسب
( )1ارجع فى ذلؾ ،المواء دكتور .محمد األميف البشرى ،المرجع السابؽ ،ص 117ػ .119
126
آلي ومع ذلؾ يعد جزءاً مف جريمة حاسب آلي متى كانت محتوياتيا عنص ار مف عناصر
الجريمة.
4ػ المـــودم :والمودـ ىي الوسيمة التي تمكف أجيزة الحاسب اآللي مف اإلتصاؿ مع بعضيا
البعض عبر شبكة اإلنترنت بإستخداـ خطوط الياتؼ لتبادؿ البيانات والمعمومات.
5ػ الشرائط الممغنطة :وتستعمؿ الشرائط الممغنطة عادة لحفظ نسخ إحتياطية مف مكونات
جياز الحاسب اآللى وقد تكوف في مكاف بعيد آمف.
6ػ الطابعات :ولمطابعات أنواع منيا العادية ومنيا طابعات ليزرية منيا الممونة ومنيا غير
الممونة.
7ػ البطاقات الممغنطة وبطاقات اإلئتمان القديمة والمواد البالستيكية :المستعممة في إعداد
تمؾ البطاقات تعتبر قرائف لئلثبات في جرائـ الحاسب اآللي.
أما األدلة الرقمية فتعرؼ بأنيا معمومات يقبميا المنطؽ والعقؿ ويعتمدىا العمـ ،يتـ
الحصوؿ عمييا بإجراءات قانونية وعممية بترجمة البيانات الحسابية المخزنة في أجيزة الحاسوب
وممحقاتيا وشبكات اإلتصاؿ ،ويمكف إستخداميا في أي مرحمة مف مراحؿ التحقيؽ أو المحاكمة
إلثبات حقيقة فعؿ أو شيء أو شخص لو عبلقة بجريمة أو جاني أو مجني عميو(.)1
وتمر عممية تجميع األدلة الرقمية التي تتم عبر الشبكو بثالث مراحل ىى(:)2
المرحمة األولى :تجميع المعمومات المخزنة لدى الطرؼ مقدـ الخدمة حيث يتـ تقفى أثر
الحاسبات التي دخؿ المجرـ منيا ومحاولة إيجاد أي أثر لو.
ػ إستخداـ برامج مراقبة لمبحث عف المعمومات المشتبو فييا حصر و تسجيؿ بيانات كؿ دخوؿ
وخروج بالموقع.
( ) 1المواء دكتور .محمد األميف البشرى ،بحث بعنواف تأىيؿ المحققيف فى جرائـ الحاسب اآللى وشبكات
اإلنترنت ،المرجع السابؽ ،ص.25
2
( ) Orin S. Kerr , Digital evidence and the new criminal procedure, 2005, P285,
available at, http://www.jstor.org/pss/4099310
127
المرحمة الثالثة :ضبط األجيزة المشتبو فييا وفحصيا.
وبعد إتماـ عممية الضبط فإنو مف الضروري توثيؽ األدلة الرقمية بعدة طرؽ كالتصوير
الفوتوغرافي ،التصوير بالفيديو ،وطباعة نسخ مف الممفات المخزنة في جياز الحاسوب أو
المحفوظة في األقراص ،وعند حفظ األدلة الرقمية عمى األقراص والشرائط يجب تدويف التاريخ
والوقت الذى تـ فيو اإلجراء ،وتوقيع الشخص الذي قاـ بإعداد النسخة ،و المعمومات المضمنة
في الممؼ المحفوظ(.)1
ويواجو عممية الضبط لمبيانات المعالجة إلكترونيا صعوبات منيا عمى سبيل المثال(:)2
ػ الحجـ الكبير لمشبكة التي تحتوي عمى المعمومات المعالجة إلكترونيا والمطموب ضبطيا.
ػ وجود ىذه البيانات فى شبكات أو أجيزة تابعة لدولة أجنبية مما يستدعى تعاونيا مع جيات
الشرطة والتحقيؽ في عممية التفتيش والضبط والتحفظ.
إعتداء عمى حقوؽ الغير ،أو عمى حرمة حياتو الخاصة فيجب
ً ػ يمثؿ التفتيش والضبط أحياناً
إتخاذ الضمانات البلزمة لحماية ىذه الحقوؽ والحريات.
5ـ اٌخــــجشح.
المحقؽ الذي يقوـ بمعاينة الجريمة المعموماتية يجب أف يكوف ممماً بميارات ىذه التقنية
،مثؿ القدرة عمى إستخداـ البرامج التي يمكف عف طريقيا تحديد الزمف الذي تـ فيو السموؾ
االجرامي ،كذلؾ يجب أف يكوف ممماً بميارات تحميؿ البيانات و ميارات التشفير التي تتيح لو فؾ
الرموز واستعادة البيانات الممغية .
إضافة لما سبؽ فإنو مف الممكف لمأمور الضبط أف يستفيد كذلؾ مف أعماؿ الخبرة فى
مجاؿ التحقيؽ فى جرائـ المعموماتية ،وذلؾ بأف يستعيف بالمتخصصيف فى عموـ الحاسب اآللى
والتكنولوجيا لتسييؿ ما قد يصعب عميو فى عمميات البحث والتفتيش والضبط والمعاينة ،وجدير
بالذكر أف أعماؿ الخبرة المأموؿ الحصوؿ عمييا قد تقدميا بعض المؤسسات المتخصصة(.)3
إضافةً لذلؾ فقد شرعت بعض الدوؿ في إعداد أجيزة متخصصة لمخبرة في اإلجراـ عبر
لممباحث اإلنترنت .وعمى رأس تمؾ الدوؿ الواليات المتحدة التي قامت بإنشاء وحدة تابعة
( ) 1المواء دكتور .محمد األميف البشرى ،بحث بعنواف تأىيؿ المحققيف فى جرائـ الحاسب اآللى وشبكات
اإلنترنت ،المرجع السابؽ ،ص29ػ .30
( )2د .محمد أبو العبل عقيدة ،المرجع السابؽ ،ص.12
( )3مف ذلؾ قسـ دراسات الحاسب اآللي في جامعة ستانفورد ،ومعيد التكنولوجيا في ماساشوستس وغير ذلؾ
مف مراكز عموـ الحاسب اآللى المتخصصة.
128
الفيدرالية األمريكية FBIأطمؽ عمييا المعمؿ اإلقميمي الشرعي لمحاسوب ،ومقره ساف دييجو
،San Diegoوالذي تـ إفتتاحو في نوفمبر 2000كمركز خبرة عاـ متعدد النواحي القضائية
غرضو مكافحة الجريمة عبر االنترنت ،حيث يتـ إعداد محمميف شرعييف لمحاسب اآللي والذيف
يعمموف بدورىـ عمى تكثيؼ مواجية الجريمة عبر اإلنترنت.
وبالنسبة ألبرز المسائل التى تحتاج لإلستعانة بالخبير فى جرائم اإلنترنت فيى
كاآلتى(:)1
ػ تركيب الكمبيوتر و ط ارزه و نوعو و نظاـ تشغيمو و األنظمة الفرعية التي يستخدميا.
ػ بيئة الكمبيوتر أو الشبكة مف حيث طبيعتيا ،تركيزىا أو توزيعيا و كذلؾ نمط و وسائؿ
اإلتصاالت.
ػ كيفية عزؿ النظاـ المعموماتي عند الحاجة دوف إتبلؼ األدلة أو األجيزة أو تدميرىا.
ػ إمكانية نقؿ أدلة اإلثبات إلى أوعية مادية كاألوراؽ عمى أف تكوف مطابقة لما ىو مسجؿ في
الحاسب اآللي أو النظاـ أو الشبكة.
6ـ اٌشٙبدٖ:
الشيادة ىى األقواؿ التى يدلى بيا غير الخصوـ أماـ سمطة التحقيؽ أو القضاء بشأف
جريمة وقعت سواء كانت تتعمؽ بثبوت الجريمة وظروؼ إرتكابيا واسنادىا إلى المتيـ أو برائتو
منيا(.)2
وفى مجاؿ جرائـ اإلنترنت والحاسب اآللى فإف الشاىد ىو الفني صاحب الخبرة
والتخصص في تقنية وعموـ الحاسب اآللي والذي تكوف لديو معمومات جوىرية أو ىامة الزمة لمولوج
في نظاـ المعالجة اآللية لمبيانات إذا كانت مصمحة التحقيؽ تقتضي التنقيب عف أدلة الجريمة
( ) 1راجع فى نفس المعنى ،د.ىشاـ محمد فريد رستـ ،الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المعموماتية (دراسة مقارنة) ،
المرجع السابؽ ،ص.142
( ) 2د .إبراىيـ الغماز ،الشيادة كدليؿ إثبات فى المواد الجنائية ،رسالة دكتوراه ،كمية الحقوؽ ،جامعة القاىرة
، 1980 ،ص.30
129
داخمو(.)1
حيث يقوـ مخططوا برامج التطبيقات بالحصوؿ عمى خصائص ومواصفات النظاـ
المطموب مف محمؿ النظـ ثـ يقوـ بتحويميا إلى برامج دقيقة وموثقة لتحقيؽ ىذه المواصفات ،أما
مخططو برامج النظـ فيقوموف بإختبار وتعديؿ وتصحيح برامج نظاـ الحاسب الداخمية أي أنو يقوـ
بالوظائؼ الخاصة بتجييز الحاسب بالبرامج واألجزاء الداخمية التي تتحكـ في وحدات اإلدخاؿ
واإلخراج ووسائط التخزيف باإلضافة إلى إدخاؿ أي تعديبلت أو إضافات ليذه البرامج(.)3
ج ـ انمحههىن.
المحمؿ وىو الشخص الذي يحمؿ الخطوات ويقوـ بتجميع بيانات نظاـ معيف ،ودراسة ىذه
البيانات ثـ تحميؿ النظاـ أي تقسيمو إلى وحدات منفصمة وأستنتاج العبلقات الوظيفية مف ىذه
الوحدات ،كما يقوـ بتتبع البيانات داخؿ النظاـ عف طريؽ ما سمى بمخطط تدفؽ البيانات واستنتاج
( ) 1د .ىبللى عبد البله أحمد ،إلتزاـ الشاىد باإلعبلـ فى الجريمة المعموماتية ،دراسة مقارنة ،دار النيضة
العربية ، 2006 ،ص.23
( )2د .محمد فيمي ،الموسوعة الشاممة لمصطمحات الحاسب اإلليكتروني ،مطابع المكتب المصري الحديث ،
، 1991ص.23
( )3الرائد الدكتور عبد ا﵀ حسيف عمي محمود ،إجراءات جمع األدلة في مجاؿ جريمة سرقة المعمومات ،
المرجع السابؽ ،ص 15ػ .16
130
األماكف التي يمكف ميكنتيا بواسطة الحاسب(.)1
د ـ مهندسى انصيانح.
وىـ المسؤولوف عف أعماؿ الصيانة الخاصة بالحاسب اآللى.
ھ ـ مديرو اننظم.
وىـ الذيف يقوموف بأعماؿ إدارية في النظـ المعموماتية.
واضافةً إلى الفئات السابقة يحصر قانوف الدليؿ الخاص بوالية كاليفورنيا شيود الجريمة
المعموماتية في(:)2
ػ أمناء مكتبة األشرطة الذيف يتحمموف مسؤولية توفير األشرطة أو األسطوانات التي تشتمؿ عمى
البيانات المصدرية الصحيحة.
ػ المستخدـ النيائي الذي يمد بالمعمومات المدخمة ويصرح بتنفيذ برامج الكمبيوتر ويستخدـ نواتجيا.
ويميؿ إلى ىذا اإلتجاه الفقو األلماني حيث يرى عدـ إلتزاـ الشاىد بطبع البيانات المخزنة
( )1د .ىبللى عبد البله أحمد ،إلتزاـ الشاىد باإلعبلـ فى الجريمة المعموماتية ،المرجع السابؽ ،ص.24
( ) 2الرائد الدكتور عبد ا﵀ حسيف عمي محمود ،المرجع السابؽ ،ص .16
( ) 3د.جميؿ عبد الباقى الصغير ،أدلة اإلثبات الجنائى والتكنولوجيا الحديثة ،دراسة مقارنة ،دار النيضة
العربية ، 2002 ،ص.106
131
في ذاكرة الحاسب عمى أساس أف اإللتزاـ بأداء الشيادة ال يتضمف ىذا الواجب(.)1
ولعمو مف المنطؽ القوؿ أنو ماداـ مف واجب الشاىد تقديـ كؿ مايحوزه مف معمومات
لجية التحقيؽ بحثاً عف أدلة ،فبالتالى يجب عميو اإللتزاـ بكؿ مايمزـ لخدمة التحقيؽ حتى ولو
إنطوى األمر عمى طبع ممفات البيانات أو اإلفصاح عف كممات المرور.
ذنظيم إذفاليح تىداتسد نهؼمم انشرطً فً مىاجهح جرائم اإلنررند:
نظمت اإلتفاقية األوروبية لمكافحة جرائـ اإلنترنت الموقعة فى بودابست العاصمة
المجرية العمؿ الشرطى فى مواجية جرائـ اإلنترنت وذلؾ فى عدة مواد ،فنصت المادة 14
عمى:
أ ػ ضرورة إعتماد كؿ دولة طرؼ فى اإلتفاقية ما يمزـ مف تدابير تشريعية وتدابير أخرى إلقرار
الصبلحيات واإلجراءات ألغراض التحقيؽ الجنائى.
ة ػ وفيما عدا ما ورد في المادة ،21يقوـ كؿ طرؼ بتطبيؽ السمطات واإلجراءات الواردة في
الفقرة األولى عمى :
ػ الجرائـ التي تقع وفقاً لما ىو وارد في المواد مف 11-2مف ىذه االتفاقية.
ػ عمى كافة الجرائـ األخرى التي ترتكب بإستخداـ شبكة المعمومات ،وجمع األدلة
اإللكترونية عف كؿ الجرائـ الجنائية.
ونصت المادة 16عمى أف لكؿ دولة طرؼ أف تتخذ اإلجراءات القانونية البلزمة وغيرىا
لكي تسمح لمسمطات المختصة أف تأمر وأف تقتضي بأي طريؽ سرعة حفظ المعمومات
اإللكترونية الخاصة والمخزنة بواسطة شبكة المعمومات وعمى األخص عندما يوجد سبب يدعو
لئلعتقاد أف تمؾ المعمومات عرضة لمفقد أو التعديؿ.
ونصت المادة 18عمى أنو عمى كؿ دولة طرؼ إتخاذ اإلجراءات التشريعية البلزمة
لمنح السمطات المختصة بإصدار األمر إلى :
ػ أي شخص يتواجد داخؿ حدود الدولة أف يعطي البيانات المعموماتية الخاصة ،التي يممكيا أو
ػ أي مؤدي خدمة يقوـ بتقديـ مثؿ ىذه الخدمات داخؿ الدولة أف يبمغ عف البيانات التي في
حوزتو أو تحت إشرافو المتعمقة بالمشتركيف والخاصة بمثؿ ىذه الخدمة.
ويقصد ببيانات المشتركيف فى ىذه المادة أية معمومات فى صورة بيانات كمبيوتر أو أى
صورة أخرى يتـ حفظيا مف جانب مقدـ الخدمة وىذه المعمومات يمكف التوصؿ بموجبيا إلى :
ػ نوع خدمة اإلتصاؿ المستخدـ واألدوات الفنية المستخدمة في ىذا الصدد ومدة الخدمة.
ػ ىوية المشترؾ ،وعنوانو البريدي أو الجغرافي ورقـ تميفونو أو أي رقـ اتصاؿ آخر ،والبيانات
المتعمقة بالفواتير والدفع الموجودة بموجب عقد اإلتفاؽ عمى الخدمة.
ػ أي معمومات أخرى تتعمؽ بمكاف وجود معدات اإلتصاؿ والموجودة بناء عمى إتفاؽ لتأدية
الخدمة.
1ػ لكؿ طرؼ إتخاذ اإلجراءات التشريعية لكي يمنح السمطات المختصة إذناً بالتفتيش أو الدخوؿ
بطريقة مشابية عمى :
أ -أي شبكة معمومات أو لجزء منيا ،وكذلؾ البيانات المعموماتية المخزنة بيا.
ب -أي جياز تخزيف معمومات يسمح بتخزيف البيانات المعموماتية في داخؿ النطاؽ
المحمي.
2ػ إذا توافرت األسباب الكافية لبلعتقاد بأف المعمومات المطموب البحث عنيا وجدت مخزنة في
شبكة معمومات أخرى أو في جزء آخر مف تمؾ الشبكة الموجودة في إطار النطاؽ المحمي،
فإنو يحؽ لتمؾ السمطات المختصة أف تمد التفتيش إلييا بسرعة.
3ػ أف يمنح كؿ طرؼ السمطات المختصة صبلحية ضبط أو الحصوؿ بطريقة مشابية عمى
البيانات المعموماتية والتي تـ الدخوؿ عمى الشبكة مف أجؿ الحصوؿ عمييا تطبيقاً لمفقرة 1
.2 ،
133
ػ المحافظة عمى كامؿ البيانات المعموماتية المخزونة.
ػ العمؿ عمى منع أي أحد مف الدخوؿ أو أخذ ىذه البيانات المعموماتية مف شبكة المعمومات
المعنية.
أما عف التطبيؽ العممى الشرطى لمواجية ظاىرة جرائـ اإلنترنت ،فقد قامت بريطانيا
بتشكيؿ وحدة داخؿ جياز الشرطة تسمى وحدة جرائـ التكنولوجيا لمواجية الخطر المتزايد
لمكمبيوتر وجرائـ اإلنترنت وتتخذ ىذه الوحدة مف لندف مق اًر ليا ،وتضـ بيف أفرادىا خبراء مف
الجامعات وبعض صناع األجيزة اإلليكترونية وعدد مف أفراد أجيزة األمف والمخابرات البريطانية
،فضبل عف ضباط الشرطة المتخصصيف ويكوف ىدؼ ىذه الوحدة ىو التعامؿ مع أنواع مختمفة
مف الجرائـ الحاسوبية التي تشمؿ اإلحتياؿ والمواد اإلباحية ،ونشاط اإلستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ
،ونشر الكراىية بسبب العرؽ أو التزوير ،والقمار ،والقرصنة وسرقة المعمومات ،وقرصنة
البرمجيات وغسؿ األمواؿ ،واإلتبلؼ بواسطة فيروسات الكمبيوتر(.)1
أما الواليات المتحدة األمريكية فقد قامت بإنشاء قسـ خاص ضمف مكتب المباحث
االتحادي األمريكي FBIأسمتو (Internet Crime Complaint Center) IC3مركز
ببلغات جرائـ اإلنترنت .ويضـ ىذا المركز وكبلء مباحث ومحمميف ،وعمماء حاسوب،
وأخصائييف في تكنولوجيا المعمومات ،ويختص ىذا المركز بتمقى الشكاوى الخاصة بعمميات
اإلختراقات التى تحدث عبر شبكة اإلنترنت ،والتى تصؿ إلى 20000شكوى شيرياً ،ومف ثـ
يقوـ بتحميميا ومحاولة ضبط المخالفيف وتقديميـ إلى القضاء ،والعمؿ عمى إيجاد حموؿ ناجعة
مستقببل لمحد مف أي إختراقات جديدة قد تحدث(.)2
وقد نشأ مركز الشكاوى الخاصة بجرائـ اإلنترنت كمفيوـ سنة 1998بإدراؾ مبلئـ بأف
الجريمة بدأت تدخؿ اإلنترنت ألف األعماؿ التجارية والمالية كانت قد بدأت تتـ عبر اإلنترنت،
وألف مكتب التحقيقات الفدرالي أراد أف يكوف قاد اًر عمى تعقب ىذه النشاطات وعمى تطوير تقنيات
تح قيؽ خاصة بجرائـ اإلنترنت ،ولـ يكف ىناؾ آنذاؾ أي مكاف واحد معيف يمكف لمناس التبميغ
فيو عف جرائـ اإلنترنت ،وأراد مكتب التحقيقات الفدرالي التمييز بيف جرائـ اإلنترنت والنشاطات
اإلجرامية األخرى التي تُبمّغ عنيا عادةً الشرطة المحمية ومكتب التحقيقات الفدرالي والوكاالت
(1) Jason Bennetto , an article entitled Police launch a cyber squad to combat growth
of Internet crime-available at: http://www.independent.co.uk/news/business/
analysis-and-features/police-launch-a-cyber-squad-to-combat-growth-of-internet
-crime-743235.html
( )2موقع مكتب التحقيقات الفيدرالى عمى اإلنترنت www.fbi.gov
134
األخرى التي تطبؽ القوانيف الفدرالية(.)1
ويعمؿ مركز الشكاوى عف كثب أيضاً مع المنظمة الكندية المسماة "اإلببلغ عف الجرائـ
اإلقتصادية عمى خط اإلنترنت" ( )RECOLويدير ىذه المنظمة المركز القومي لمجرائـ المكتبية
في كندا ،وتدعميا شرطة الخيالة الممكية الكندية ،ويعمؿ مركز الشكاوى الخاصة بجرائـ اإلنترنت
كذلؾ مع المسؤوليف عف تطبيؽ القانوف في بمداف عديدة ،بينيا أستراليا والمممكة المتحدة .كما
يحضر ممثمو مركز الشكاوى أيضاً اجتماعات دورية لممجموعة الفرعية حوؿ جرائـ التكنولوجيا
المتقدمة التابعة لمجموعة الثماني (كندا ،فرنسا ،ألمانيا ،إيطاليا ،الياباف ،روسيا والمممكة المتحدة
والواليات المتحدة) .ويعمؿ قسـ مف ىذه المجموعة الفرعية عمى محاربة جرائـ اإلنترنت وتعزيز
التحقيقات بشأنيا (.)2
ػ وقؼ التدخبلت األكثر خطورة عمى الشبكة والتى تتمثؿ فى إنتشار الشيفرات والفيروسات
الخبيثة.
ػ تحديد واحباط محاوالت األشخاص الذيف يستخدموف اإلنترنت لتمبية واستغبلؿ األطفاؿ جنسياً
وانتاج المواد اإلباحية.
ومف أبرز القضايا التى تعامؿ معيا مكتب التحقيقات الفيدرالى ،ما تعرؼ بقضية الجحيـ
العالمي ( ، )GLOBAL HELLحيث أطمؽ مجموعة مف المخترقيف عمى نفسيـ ىذا المسمى
وتمكنت ىذه المجموعة مف إختراؽ مواقع البيت األبيض والشركة الفيدرالية األمريكية والجيش
األمريكي وو ازرة الداخمية األمريكية ،وقد أديف إثنيف مف ىذه المجموعة جراء تحقيقات الجيات
الداخمية في الواليات المتحدة ،وقد أمضى المحققوف مئات الساعات في مبلحقة ومتابعة ىذه
المجموعة عبر الشبكة وتتبع آثار أنشطتيا ،وقد كمؼ التحقيؽ مبالغ طائمة لما تطمبو مف وسائؿ
معقدة في المتابعة(.)4
(4) http://www.arab-elaw.com/show_similar.aspx?id=93
135
وكذلؾ وجو مكتب التحقيقات الفيدرالى اإلتياـ إلى ثبلثة أشخاص لحصوليـ عمى بيانات
بطاقات إئتمانية مف خبلؿ أجيزة الحاسب اآللى ،واستغبلليا فى سرقة ما يقارب عمى ثبلثة
مبلييف دوالر مف حسابات مصرفية ألكثر مف ثبلثيف ألؼ شخص ،وتعد ىذه الواقعو عمى
حسب ما جاء عمى لساف ممثؿ اإلدعاء العاـ فى والية نيويورؾ أكبر قضية سرقة بالحاسب
اآللى فى تاريخ الواليات المتحدة األمريكية(.)1
وفى واقعة أخرى قامت المباحث الفيدرالية بالقبض عمى 0011شخص يشتبو فييـ
بالتعامؿ فى دعارة األطفاؿ عبر شبكة اإلنترنت وبث صور إباحية لمقصر وذلؾ بعد ما قادت
عمميات البحث والتقصى حوؿ دعارة األطفاؿ عبر اإلنترنت فى ألمانيا والمممكة المتحدة
والواليات المتحدة إلى الكشؼ عف 011ألؼ صورة إباحية ألطفاؿ قصر(.)2
وفي فرنسا يقوـ فريؽ مكوف مف 01شرطي باإلشراؼ عمى تنفيذ الميمات التي يعيد بيا
إلي و وكبلء النيابة والمحققيف وجمعييـ تمقوا تدريب متخصص إلى جانب إختصاصيـ األساسي
في مجاؿ التكنولوجيا الحديثة ،وىـ يقوموف بموافقة المحققيف أثناء التفتيش حيث يقوموف بفحص
كؿ جياز وينقموف نسخة مف اإلسطوانة الصمبة وبيانات البريد اإللكتروني ثـ يقوموف بعمؿ تقرير
يرس ؿ إلى القاضي الذي يتولى التحقيؽ ،أما عف المعدات والبرامج فيـ يستخدموف برامج تستطيع
إستعادة المعمومات مف عمى اإلسطوانة الصمبة كما يمكنيا قراءة اإلسطوانات المرنة والصمبة
التالفة ،كما يوجد تحت تصرفيـ برامج تمكنيـ مف قراءة الحاسبات المحمولة(.)3
أما فى مصر فقد تـ إنشاء إدارة مكافحة جرائـ الحاسبات وشبكات المعمومات باإلدارة
العامة لممعمومات والتوثيؽ وذلؾ بموجب القرار رقـ 13507لسنة ، 2002والتى تيدؼ إلى
ضبط مختمؼ صور الخروج عمي الشرعية فيما يمس األمف القومي وأمف األفراد باستخداـ
الحواسب اآللية في مصر.
ػ مكافحة الجرائـ التى تقع بإستخداـ أجيزة الحاسب اآللي في مجاالت نظـ وشبكات وقواعد
(1) www.gulfpark.com/showarticale.php?cat=news&article-id=252
( )2أنظر فى ذلؾ د .عمر محمد أبو بكر بف يونس ،الجرائـ الناشئة عف إستخداـ اإلنترنت ،رسالة دكتوراه ،
كمية الحقوؽ ،جامعة عيف شمس ، 2004 ،ص.456
( )3د .صالح أحمد البربري ،المرجع السابؽ ،ص.8
( )4موقع و ازرة الداخمية المصرية عمى اإلنترنت
http://citizen-service.moiegypt.gov.eg/crimes_web/main.htm
136
البيانات.
ػ إخطار األجيزة النوعية المختصة بأعماؿ المكافحة بالبيانات والمعمومات المتعمقة بالجرائـ
الجنائية التى يمكف التوصؿ إلييا مف خبلؿ اإلتصاؿ بشبكات المعمومات والتنسيؽ
معيا.
ػ إعداد قاعدة بيانات بجرائـ المعمومات التى تدخؿ في نطاؽ إختصاص اإلدارة واألحكاـ
الصادرة فييا.
ػ وضع الخطط واألساليب التى تستخدـ في مجاؿ تأميف نظـ المعمومات والشبكات الخاصة
بأجيزة الو ازرة.
ػ تقديـ العوف لكافة أجيزة الو ازرة التى تطمب تأميف نظـ معموماتيا وشبكاتيا حماية لمثروة
المعموماتية بيا .
ػ متابعة التراخيص التي تصدر لمشركات الخاصة في مجاؿ نظـ وأجيزة وشبكات المعمومات
وذلؾ بالتنسيؽ مع الجيات المعنية .
ػ القياـ بإعداد البحوث الفنية والقانونية في مجاؿ تأميف نظـ وشبكات المعمومات بالحاسبات
اآللية.
ػ بحث مدى مبلءمة التشريعات الجنائية لمواجية جرائـ المعمومات التى تدخؿ في مجاؿ
عمؿ اإلدارة واقتراح التوصيات.
ػ تقديـ الدعـ الفني لجميع جيات الو ازرة في كافة القضايا والوقائع المرتبطة بمجاؿ نظـ
وبرامج وأجيزة و شبكات المعمومات.
ػ توفير كافة المساعدات الفنية وابداء الرأى والمشورة لمجيات سواء مف داخؿ الو ازرة أو
خارجيا لممعاونة في عمميات ضبط الجرائـ التى تتـ بإستخداـ الحاسب اآللي.
وقد تمكنت اإلدارة المذكورة مف إحباط عدد مف المحاوالت اإلجرامية التى تتـ بإستخداـ
شبكة اإلنترنت ،تمثؿ أغمبيا فى إختراؽ مواقع لئلنترنت ،سرقة أرقاـ بطاقات اإلئتماف ،قذؼ
وسب واساءة سمعة ،تيديد وابتزاز ،نصب واحتياؿ ،محاولة كسر شفرات القنوات الفضائية
عف طريؽ اإلنترنت ،اإلعتداء عمى حقوؽ الممكية الفكرية ،أعماؿ منافية لآلداب.
137
إضافةً لذلؾ فإف اإلدارة العامة لمباحث األمواؿ العامة تمعب دو اًر بار اًز كذلؾ فى مجاؿ
مكافحة جرائـ اإلنترنت المالية ،ولقد قامت اإلدارة المذكورة بإحباط العديد مف المحاوالت
اإلجرامية ونذكر منيا عمى سبيؿ المثاؿ القبض عمى شخصيف يحمبلف الجنسية النيجيرية قاما
بإرساؿ رسالة إليكترونية ألحد المواطنيف ،مفادىا أنو فاز مع أحد شركات اليانصيب عمى
اإلنترنت والموجودة فى ىولندا بجائزة مالية قدرىا " 750ألؼ دوالر أمريكى" ومطالبتة بدفع مبالغ
مالية كرسوـ إدارية إلنياء إجراءات إستبلمو الجائزة وبالفعؿ قاـ بتحويؿ مبمغ ( )3721دوالر
أمريكى عمى العنواف المرسؿ إليو بالرسائؿ الواردة إليو عمى بريده اإلليكترونى ،وبعد ذلؾ تمقى
رسالة أخرى تفيد حضور شخصيف لمقاىرة لتسميمة الجائزة ،وعند مقابمتة طمب منو مبمغ 2800
دوالر قيمة تحويؿ مبمغ الجائزة إليو بالقاىرة ،تشكؾ المواطف فى األمر وبإببلغ اإلدارة تـ ضبط
الشخصيف.
إضافةً لذلؾ فقد نظمت و ازرة الداخمية فى مصر نػدوة بعنواف "المواجية األمنية لمجريمة
المعموماتية" والتى ركزت عمى أىمية الدور الشرطى فى مواجية جرائـ المعموماتية وقد جاء فى
توصيات الندوة ضرورة(:)1
ػ إدراج موضوعات الجريمة المعموماتية وسبؿ مكافحتيا ضمف المناىج الدراسية بكميات ومعاىد
الشرطة ،بما يحقؽ تدعيـ الجيود األمنية المبذولة في ىذا الشأف.
ػ تحديث وتطوير البرامج التدريبية اليادفة إلى تنمية قدرات العامميف في مجاؿ مكافحة الجريمة
المعموماتية ،واإلستم ارر في إيفاد الكوادر المتخصصة لمخارج لبلطبلع عمى التجارب
الناجحة في ىذا المجاؿ.
ػ تدعيـ دور أجيزة إنفاذ القانوف فى مواجية الجريمة المعموماتية مف خبلؿ اإلستمرار فى تعزيز
اإلمكانيات المادية والبشرية المتاحة ليا.
ػ تبادؿ الخبرات والمعمومات وتكثيؼ المشاركة في المؤتمرات الدولية والندوات والحمقات العممية
ذات الصمة ومتابعة المستجدات الدولية في مجاؿ مكافحة الجرائـ المعموماتية.
ػ الدعوة إلى وضع آلية تشريعية تحدد ماىية الجريمة المعموماتية وأركانيا والعقوبات المقررة ليا
بما يكفؿ تحقيؽ التوازف بيف حؽ المجتمع فى التداوؿ الحر لممعمومات وحماية الكياف
اإلجتماعي.
( )1راجع فيما يخص ىذه الندوة موقع و ازرة الداخمية المصرية عمى اإلنترنت
http://www.moiegypt.gov.eg/Arabic/Departments+Sites/Media+and+public+Relation/
Conferences/mo07042009.htm
138
ػ إعادة النظر بتشديد العقوبات في القوانيف ذات الصمة بالجريمة المعموماتية بما يكفؿ اإلستخداـ
اآلمف والمشروع لتكنولوجيا المعمومات.
ػ إرتياد آفاؽ جديدة في مجاؿ التعاوف الدولى لمكافحة الجريمة المعموماتية مف خبلؿ اإلنضماـ
أو إبراـ اإلتفاقيات الدولية ذات الصمة.
وفى سمطنة عماف أولت الشرطة ىناؾ إىتماماً بالغ األىمية لجرائـ الحاسب اآللى واإلنترنت
وذلؾ مف خبلؿ(:)1
ػ إنشاء قسـ خاص بالجرائـ اإلليكترونية يتبع إلدارة الجرائـ اإلقتصادية باإلدارة العامة لمتحريات
والتحقيقات الجنائية وذلؾ فى العاـ .2004
ػ عقد العديد مف الندوات والدورات أو المشاركة فييا وذلؾ بالتعاوف مع بعض الجيات المختصة
مف أجؿ نشر الوعى والتنبيو بمخاطر ىذه الجرائـ.
ػ إعداد الدراسات والبحوث واإلحصائيات السنوية حوؿ الجرائـ اإلليكترونية التى تمت أو تتـ فى
السمطنة.
( ) 1د.حسيف بف سعيد الغافرى ،بحث بعنواف جيود السمطنة فى مواجية جرائـ اإلنترنت ،ص ، 12البحث
منشور بالموقع http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=24 :
139
اٌّجحـــش اٌضبٔـــٝ
ِىبفحخ عشائُ اإلٔزشٔذ ػٍ ٝاٌّسز ٜٛاٌذٌٝٚ
ذكرنا سمفاً أف جرائـ اإلنترنت يصعب مواجيتيا عمى الصعيد الداخمى أو الوطنى فقط
نظ اًر لتشعب خيوطيا وامكانية إرتكابيا داخؿ أكثر مف دولة فى نفس الوقت ،األمر الذى أوجب
ضرورة التعاوف الدولى بشتى أنواعو لمقضاء أو عمى أقؿ تقدير الحد مف ىذه الجرائـ وتحجيميا.
وقد أكدت إتفاقية بودابست عمى أىمية التعاوف الدولى فى مجاؿ مكافحة جرائـ الكمبيوتر
حيث نصت المادة 23مف عمى أف يتعاوف األطراؼ مع بعضيـ البعض ،وفقاً لنصوص ىذا
الباب عمى تطبيؽ الوسائؿ الدولية المبلئمة بالنسبة لمتعاوف الدولي في المجاؿ الجنائي والترتيبات
التي تستند إلى تشريعات موحدة ومتبادلة وكذلؾ بالنسبة لمقانوف المحمي عمى أوسع نطاؽ ممكف
بيف بعضيـ البعض بغرض التحقيقات واإلجراءات المتعمقة بالجرائـ الجنائية لمشبكات والبيانات
المعموماتية وكذلؾ بشأف الحصوؿ عمى األدلة في الشكؿ اإللكتروني لمثؿ ىذه الجرائـ.
وعميو سنتناوؿ دراسة ىذا المبحث مف خبلؿ ثبلث مطالب وىى عمى التوالى:
140
اٌّطٍـــت األٚي
اٌزؼب ْٚاٌششطٚ ٝاٌمضبئـ ٝػٍ ٝاٌّسز ٜٛاٌذٌٝٚ
اٌفـــشع األٚي
اٌزؼب ْٚاٌششطـ ٝػٍ ٝاٌّسز ٜٛاٌذ.ٌٝٚ
يحدث التعاوف الشرطى عمى المستوى الدولى عند إتفاؽ اإلدارات الشرطية المعنية بجرائـ
المعمومات واإلنترنت فى أكثر مف دولة عمى إتباع سياسة عامة وموحده فى مجاؿ التحقيقات
وجمع األدلة وتبادؿ المعمومات وذلؾ إذا ما تعدت آثار جرائـ اإلنترنت الحدود اإلقميمية ألكثر
مف دولة.
والسبب فى ذلؾ أنو مف الصعب عمى الدولة بمفردىا القضاء عمى جرائـ المعموماتية
عابرة الحدود ،ألف جياز الشرطة فى ىذه الدولة أو تمؾ يصعب عميو تعقب المجرميف ومتابعتيـ
إذا ما عبروا حدود الدولة ،ولذلؾ فإف الحاجة ممحة إلى تعاوف أجيزة الشرطة بيف الدوؿ وتنسيؽ
العمؿ فيما بينيا لضبط المجرميف ومكافحة نشاط اإلجراـ المعموماتى الذى يتجاوز حدود
الدولة(.)1
وجدير بالذكر أف البدايات األولى لمتعاوف الشرطى الدولى ػ بشكؿ عاـ ػ ترجع إلى العاـ
1904عندما تـ إبراـ اإلتفاقية الدولية الخاصة بمكافحة الرقيؽ األبيض ،وكذلؾ أخذ التعاوف
الشرطى الدولى صورة المؤتمرات الدولية وتمثؿ ذلؾ فى مؤتمر موناكو فى عاـ 1904كذلؾ ،
والذى ضـ بدوره رجاؿ شرطة وقضاء مف 14دولة ،لمناقشة ووضع أسس التعاوف الدولى فى
بعض المسائؿ الشرطية ،وبعد إنتياء الحرب العالمية األولى وتحديداً فى العاـ 1919حاوؿ
الكولونيؿ فاف ىوتيف أحد ضباط الشرطة اليولندية إحياء فكرة التعاوف الدولى وذلؾ بالدعوة لعقد
مؤتمر دولى لمناقشة ىذا الموضوع غير أنو لـ يوفؽ فى مسعاه(.)2
وتبمور بعد ذلك التعاون الشرطى الدولى وقد أخذ عدة صور كاآلتى:
1ـ إٌّظّخ اٌذ١ٌٚخ ٌٍششطخ اٌغٕبئ١خ (اإلٔزشثٛي):
اإلنتربوؿ ىو منظمة عالمية أنشئت في عاـ 1923وتتكوف ىذه المنظمة مف قوات
الشرطة ألكثر مف 188دولة وىو بذلؾ يعد أكبر منظمة شرطية في العالـ ،وتتخذ المنظمة مف
( ) 1د .طارؽ إبراىيـ الدسوقى عطية ،األمف المعموماتى (النظاـ القانونى لحماية المعموماتى) ،المرجع السابؽ ،
593ػ .594
( ) 2راجع فى ذلؾ ،د.حسيف بف سعيد الغافرى ،السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة) ،
رسالة دكتوراه ،كمية الحقوؽ ،جامعة عيف شمس ،ص 503ػ .504
141
مدينة ليوف بفرنسا مق اًر رئيسياً ليا ،ومف الجدير بالذكر أنو فى بداية عمؿ ىذه المنظمة كاف
المركز الرئيسى ليا ىو فيينا .وقد توقفت المنظمة عف العمؿ بسبب إندالع الحرب العالمية الثانية
وبعد ذلؾ أعيد ْتنظيِـ المنظمة مف جديد عاـ 1946ـ وانتقمت إلى باريس ،قبؿ أف تنتقؿ لممرة
األخيرة بعد ذلؾ فى مقرىا بمدينة ليوف.
أ ػ خدمات إتصال شرطي عالمي مأمون :يتدبر اإلنتربوؿ منظومة إتصاالت شرطية عالمية تتيح
لموظفي إنفاذ القانوف المرخص ليـ في جميع البمداف األعضاء طمب معمومات شرطية ىامة
واحالتيا والوصوؿ إلييا بشكؿ آني ومأموف.
د ػ التدريب واإلنماء الشرطي :يقدـ اإلنتربوؿ ألجيزة الشرطة الوطنية برامج تدريبية محددة لتعزيز
فعاؿ.
قدرة البمداف األعضاء عمى مكافحة اإلجراـ الخطر العابر لمحدود واإلرىاب بشكؿ ّ
تدخؿ أو نشاط ذي
وجدير بالذكر أف قانوف اإلنتربوؿ األساسي يحظر عمى المنظمة أي ّ
طابع سياسي أو عسكري أو ديني أو عنصري ،والقصد مف ذلؾ ىو تيسير التعاوف الشرطي الدولي
حتى في غياب العبلقات الدبموماسية بيف بمداف معينة ،وتتخذ جميع اإلجراءات ضمف حدود
القوانيف السارية في مختمؼ البمداف وبروح اإلعبلف العالمي لحقوؽ اإلنساف.
وقد أدرؾ اإلنتربوؿ خطورة الجرائـ السيبرانية منذ منتصؼ العقد األخير مف القرف
الماضى واستضاؼ فى عاـ 1995المؤتمر الدولى األوؿ بشأف الجرائـ الحاسوبية ،وأنشأ
المؤتمر داخؿ اإلنتربوؿ وحدة مركزية وأربعة فرؽ عاممة معنية بالجرائـ المتصمة بالتكنولوجيا
ال ارقية مثمت أفريقيا ،األمريكتيف ،آسيا ،وأوروبا ،وتختص ىذه الفرؽ بإتاحة التدريب والتعاوف
عمى المستوى اإلقميمى لدوؿ كؿ قارة ،ومف أجؿ ذلؾ أصدر اإلنتربوؿ كتيباً إرشادياً لممحققيف
142
الجدد فى الجرائـ السيبرانية ودليبلً أكثر تفصيبلً يعرض لمصعوبات التى يمكف أف تواجو أجيزة
إنفاذ القوانيف ويبيف أفضؿ الممارسات والتقنيات التى يجب عمى المحققيف القياـ بيا لتخطى ىذه
الصعوبات(.)1
وقد أكدت شرطة اإلنتربوؿ عمى ضرورة التعاوف الدولى فى مكافحة جرائـ اإلنترنت وذلؾ
فى مؤتمر جرائـ اإلنترنت المنعقد فى لندف بالعاـ ، 2000مف خبلؿ الكممة التى ألقاىا سكرتير
اإلنتربوؿ (ريموند كيندؿ) والتى أكد فييا عمى أنو يجب عمى المجتمع الدولى عدـ اإلنتظار إلى
حيف عقد معاىدات واتفاقيات فى ىذا اإلطار بؿ يجب الشروع وبشكؿ فورى فى مكافحة ىذه
الجرائـ(.)2
وقد أطمؽ اإلنتربوؿ في عاـ 2008المبادرة األمنية العالمية لمقرف الحادي والعشريف التي
تمخص منظور المنظمة اإلستراتيجي فى بعض المسائؿ والتى يأتى عمى رأسيا اإلجراـ السيبري
أو إجراـ اإلنترنت ،والعمؿ عمى مكافحتيا مف منظورعالمي فالمبادرة األمنية العالمية تيدؼ إلى
التصدي ليذه التحديات األمنية الدولية.
إضافةً لذلؾ فقد أنشأ اإلنتربوؿ بنؾ اإلنتربوؿ لمصور المتعمقة بإنتاج المواد اإلباحية،
ويكوف في متناوؿ كؿ قوات الشرطة ،عمى أف يحتوي عمى صور األطفاؿ الذيف تـ التعرؼ عمييـ
عمى مواقع إباحية لؤلطفاؿ عبراإلنترنت وتقدـ قاعدة البيانات ىذه معمومات إلى الشخص المخوؿ
مف ِقبؿ البمد التي ينتمي إلييا ىذا الطفؿ وعناويف عناصر الشرطة المتخصصة ،مع مراعاة عنصر
سرية ىوية ىذا الطفؿ ومف جية أخرى ،يتـ اإلشارة إلى سف الطفؿ ،وىي معمومة ثمينة تُ ِّ
مكف مف
إيجاد عنصر مف أىـ عناصر الجريمة وبيذه الطريقة يتـ التوفيؽ بيف كؿ مف فعالية المتابعة
القضائية واحتراـ كرامة الطفؿ(.)3
ولقد تعاونت شرطة اإلنتربوؿ مع الشرطة الفرنسية ومكتب التحقيقات الفيدرالى FBIفى
إحدى قضايا مكافحة إستغبلؿ األطفاؿ في إنتاج المواد اإلباحية عمى اإلنترنت وىى العممية
المسماة بعممية فالكوف ( )FALCONفي إبريؿ ، 2005والتي سمحت بتفكيؾ شبكة إجرامية
( )1المواء د .محمد فتحى عيد ،اإلنترنت ودوره فى إنتشار المخدرات ،أكاديمية نايؼ العربية لمعموـ األمنية ،
الرياض 1424 ،ھ ،ص.185
( )2د.عمر محمد أبوبكر بف يونس ،المرجع السابؽ ،ص .814
( ) 3جاف فرانسوا ىنروت ،أىمية التعاوف الدولى والتجربة البمجيكية فى تبادؿ المعمومات بيف عناصر الشرطة
والتعاوف القضائى ،بحث مقدـ إلى الندوة اإلقميمية حوؿ الجرائـ المتصمة بالكمبيوتر ضمف برنامج تعزيز
حكـ القانوف فى بعض الدوؿ العربية " مشروع تحديث النيابات العامة" ،المممكة المغربية ،فى الفترة مف
19ػ 20يونيو ،2007ص.110
143
تنشط في العديد مف الدوؿ األوروبية(.)1
2ـ اٌششطخ األٚسٚث١خ اٌّشزشوخ (اٌٛ١سٚثٛي):
اليوروبوؿ ىى وكالة متخصصة إلنفاذ القانوف األوروبي ،تـ اإلتفاؽ عمى إنشائيا فى
إتفاقية اإلتحاد األوروبى المسماة بإتفاقية ماسترخت المبرمة فى عاـ 1991قبؿ أف تدخؿ حيز
التنفيذ فى ،1992/2/7ومقر مكتب ىذه الوكالة ىو الىاى بيولندا ويعمؿ فيو موظفو جمارؾ
وقوات مف الشرطة .وتنحصرميمة الوكالة األساسية فى مساعدة الدوؿ األعضاء في اإلتحاد
األوروبي فى التصدى لمجموعة كبيرة مف الجرائـ الدولية والتى يأتى مف ضمنيا اإلستغبلؿ
الجنسي لمنساء واألطفاؿ واألفبلـ والمواد اإلباحية وتبييض األمواؿ وتزوير اليورو(.)2
وقد أعطى اإلتحاد األوروبى لجياز اليوروبوؿ حؽ مشاركة السمطات الوطنية فى
سياستيا المقررة لمكافحة الجريمة المنظمة واعداد اإلجراءات فى مجاؿ التحقيقات الشرطية ،
الجمركية ،القضائية ،لمعمؿ مع سمطات تمؾ الدوؿ كوحدة متكاممة ،ومف بيف صبلحياتو أف
يطمب مف الدوؿ األعضاء التدخؿ فى التحقيقات التى باشرتيا وحضور جمسات التحقيؽ المتعمقة
بالجريمة المنظمة ،كما يقوـ الجياز بتحميؿ المعمومات المتعمقة بالجريمة المنظمة فى صورىا
المختمفة(.)3
ولقد قادت اليوروبوؿ عدة عمميات فى مجاؿ جرائـ اإلنترنت ،مف أبرزىا عممية
( )Odysseusالتي تمت في 26فبراير 2004بمبادرة مف يوروبوؿ ،وقامت قوات أوديسيوس
الشرطة خبلليا بعمميات شممت 10دوؿ ىي) أوستراليا ،بمجيكا ،كندا ،ألمانيا ،ىولندا ،النرويج،
بيرو ،أسبانيا ،السويد ،بريطانيا) (.)4
144
3ـ ٔظبَ شٕغٓ:
نظاـ معمومات شنغف ،ىو قاعدة بيانات مقرىا مدينة ستراسبورج تم ّكف قوات الشرطة
والسمطات القضائية مف تبادؿ المعمومات حوؿ األشخاص الذيف تصدر بحقيـ مذكرات توقيؼ أو
طمبات تسميـ المطموبيف.
بناء عمى إتفاقية شنغف الموقعة في ،1985 /6/ 14مف ولقد تـ إستحداث ىذا النظاـ ً
خبلؿ خمس دوؿ أوروبية (بمجيكا ،فرنسا ،ألمانيا الغربية ،لوكسمبورغ ،وىولندا) ،ويضمف ىذا
النظاـ تعزيز التعاوف الشرطي األوروبي فى مجالى مراقبة المشتبو فييـ عبر الحدود ومبلحقة
المجرميف دولياً ويعرؼ ىذا النظاـ بإسـ .)1()systeme d information schengen ( SIS
ويظير ذلؾ جمياً فى المادتيف 40و 41مف اإلتفاقية المذكورة ،حيث أف المادة 40
تعطى الحؽ لرجؿ الشرطة الذى تكوف دولتو طرفاً فى اإلتفاقية الحؽ فى مراقبة أى شخص
يشتبو قى إرتكابو جريمة ما متواجد فى إقميـ دولة أخرى طرؼ فى اإلتفاؽ ،وذلؾ بشرط
الحصوؿ عمى إذف مسبؽ مف الدولة التى سيتـ فييا اإلجراء وأف تكوف مف الجرائـ التى يجوز
فييا تسميـ المجرميف بإستثناء حالة الضرورة والتى يجوز فييا لرجؿ الشرطة ممارسة ميامو دوف
الحصوؿ عمى ىذا اإلذف ،واإلجراءات التى يجوز لرجؿ الشرطة القياـ بيا خبلؿ عممية المراقبة
ىى المعاينة واقتفاء أثر المشتبو بو وسماع الشيود إختيارياً(.)2
أما المادة 41فيى تعطى الحؽ فى مبلحقة المجرميف خارج الحدود وذلؾ فى حالتيف
فقط ،األولى ىى حالة التمبس أما الحالة الثانية فيى حالة ىرب شخص محبوس ،وذلؾ أيضاً
مشروط بأف تكوف الدولة التى سيتـ فييا اإلجراء طرفاً فى اإلتفاقية(.)3
ومف الجدير بالذكر أنو عمى المستوى األوروبى كذلؾ ،وفى 12أبريؿ 1996تـ عقد
إجتماع ضـ وزراء الداخمية والعدؿ والمالية لمدوؿ أعضاء اإلتحاد األوروبى كاف مف ضمف
أىدافو تحسيف التعامؿ بيف األجيزة الشرطية وفى سبيؿ ذلؾ أسند إلى منظمة اإلنتربوؿ العمؿ
(1) http://www.delsyr.ec.europa.eu/ab/europe_in_12_lessons/10.html
( )2راجع فى ذلؾ ،نبيمة ىبة ىرواؿ ،مرجع سابؽ ،ص 162ػ .163
( )3راجع فى نفس المعنى ،نبيمة ىبة ىرواؿ ،مرجع سابؽ ،ص.163
145
()1
عمى تحقيؽ األىداؼ التي حددىا ىذا اإلجتماع ،وىي:
ػ ضماف المساعدة المشتركة لسمطات الشرطة الجنائية وتنميتيا وتطويرىا في نطاؽ أوسع وفي
إطار قوانيف الدوؿ المختمفة لصالح حماية حقوؽ اإلنساف .
ػ تأسيس مراكز قادرة عمى اإلسياـ بفاعمية في الوقاية وردع إنتياكات القوانيف المشتركة وتطوير
تمؾ المراكز والعمؿ عمى عمى رفع مستوى أجيزتيا لتنفيذ القوانيف في مختمؼ المجاالت ،
مف تبادؿ المعمومات إلى التحري والمبلحقة القضائية واإلفادة مف التقنية والتنظيـ.
4ـ األٚسعسذ:
وىو جياز يوجد عمى المستوى األوروبي يساعد عمى التعاوف القضائي والشرطي في
مواجية ومكافحة جميع أنواع الجرائـ الخطيرة والتى مف ضمنيا جرائـ اإلنترنت تـ إنشاؤه في عاـ
، 2002وتتمخص نشاطاتو فى تحسيف التنسيؽ والتعاوف بيف السمطات القضائية المختصة لمدوؿ
األطراؼ ،وتبادؿ المعمومات فيما بيف الدوؿ األعضاء فى اإلتحاد األوروبى(.)2
اٌفــشع اٌضبٔــٝ
اٌزؼــب ْٚاٌمضبئـــ ٝػٍ ٝاٌّسز ٜٛاٌـزذٌٝٚ
التحقيؽ فى جرائـ اإلنترنت يختمؼ عف التحقيؽ فى غيرىا مف الجرائـ نظ اًر لما يفردىا
ويميزىا مف خصائص والتى مف ضمنيا أنيا جريمة قد تجوب الحدود اإلقميمية ألكثر مف دولة ،
وبالتالى تولدت الحاجة ألف تكوف ىناؾ مساعدة رسمية مف السمطات في البمد الذي كاف منشأ
المجرـ وىو في طريقو إلى
َّ الجريمة ،أو مف السمطات في البمداف التي َع َبر مف خبلليا النشاط
اليدؼ ،أو حيث قد توجد أدلة الجريمة.
ػ عمى المستوى الدولي لـ يبدأ بعد النظربشكؿ متعمؽ في مسائؿ اإلجراءات العقابية المتعمقة
بتكنولوجيا اإلعبلـ واالتصاؿ إال في التسعينيات ،وليذا فإنو ليس مف الغريب أف عددا كبي ار مف
الدوؿ ليس لدييا نظاـ دولي ُيعنى بوضع القوانيف في ىذا المجاؿ.
( )1د.أبو المعالي محمد عيسى ،الحاجة إلى تحديث آليات التعاوف الدولي في مجاؿ مكافحة الجريمة
المعموماتية ،بحث مقدـ إلى المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ (المعموماتية والقانوف) ،المنعقد في الفترة مف
28ػ 29أكتوبر ، 2009أكاديمية الدراسات العميا ،طرابمس ،ليبيا ،ص.14
( )2راجع فى ذلؾ ،نبيمة ىبة ىرواؿ ،المرجع السابؽ ،ص 159ػ .160
( )3جاف فرانسوا ىنروت ،المرجع السابؽ ،ص.97
146
الفعالة أم ار أساسيا وعاجبل لتجنب نشوء ما يطمؽ عميو المبلذ الرقمي)بمعنى
ػ يعتبر تنسيؽ األنظمة ّ
إتخاذ اإلنترنت مبلذًا لممارسة الجريمة(وقد تـ إطبلؽ سراح أونيؿ دو غوزماف ،الذي وضع
فيروس " "I love youوأُسقطت التيـ الموجية إليو مف طرؼ الحكومة الفمبينية وذلؾ ألف
قانوف الفمبيف في تمؾ الفترة لـ يكف ُيجرـ ىذه األفعاؿ.
ػ يشكؿ ىذا التنسيؽ في حد ذاتو القاعدة البلزمة إلقامة تعاوف دولي فعاؿ ومف شأف وجود مثؿ ىذه
القوانيف اإلجرائية الفعالة أف يجعؿ عممية التعاوف تسير بشكؿ آلي وسيؿ ،حتى أنو مف
المفضؿ بالطبع إتخاذ إجراءات أخرى لتسييؿ عممية بناء ىذا التعاوف وتعتبر عممية تجريـ
الفعؿ مف كبل الطرفيف األساس القانوني الذي يتحدد بناء عميو قبوؿ أو رفض التعاوف بيف
الجناة ال
الطرفيف ،فقد يحدث الخبلؼ عندما يكوف قانوف العقوبات لمدولة متمقية الطمب بتسميـ ُ
يعاقب عمى مثؿ ىذه األفعاؿ المرتكبة والتي دفعت بالدولة مقدمة الطؿ إلى التقدـ بطمب
التسميـ لذا ،مف الضروري تنسيؽ عممية التجريـ إذا ما كنا نريد تفادي حدوث ىذا الخبلؼ.
بناء عمى ما سبؽ فإف المساعدة الرسمية المتبادلة ىي عممية أكثر تعقيداً يتـ المجوء
و ً
إلييا عادة عمبلً بإتفاقيات بيف البمداف المعنية ونصوص قانونية داخمية .وىي تشترط في الغالب
األعـ أف تكوف الجريمة عمى درجة معينة مف الخطورة ،وأف تشكؿ جريمة في كؿ مف البمداف
الطالبة والموجو إلييا الطمب ،ويشار إلى ىذا األمر األخير باعتباره تجريماً مزدوجاً(.)1
وتعرؼ المساعدة المتبادلة والمعروفة فى ىذا الصدد بالمساعدة القضائية الدولية بأنيا
إجراء قضائى تقوـ بو دولة ما ،مف شأنو تسييؿ ميمة المحاكـ فى دولة أخرى ،بصدد جريمة
مف الجرائـ(.)2
1ػ الطمب :وتقدمو الدولة صاحبة اإلختصاص الجنائى بالمحكمة ،ويخضع ىذا الطمب لقانوف
الدولة الطالبة وفى نطاؽ اإلتفاقية التى تعقدىا مع الدولة التى ستقدـ المساعدة ،ويتـ تقديـ
الطمب بالطرؽ الدبموماسية بحسب االصؿ ،ومع ذلؾ فإف بعض اإلتفاقيات الدولية تسمح
بالئلتصاؿ المباشر بيف جيات العدؿ فى الدولتيف كسباً لموقت.
( )1د.موسى مسعود ارحومة ،السياسة الجنائية في مواجية جرائـ اإلنترنت ،بحث مقدـ إلى مؤتمر التنمية
عالـ متغير ،جامعة الطفيمة (األردف) فى الفترة مف ،2007/7/12-10ص.4البشرية في ٍ
( ) 2سالـ محمد سميماف األوجمى ،أحكاـ المسئولية الجنائية عف الجرائـ الدولية فى التشريعات الوطنية ،د ارسة
مقارنة (رسالة دكتوراه) كمية الحقوؽ ،جامعة عيف شمس ، 1997 ،ص.425
( )3د .حسنيف إبراىيـ صالح عبيد ،القضاء الجنائى الدولى ( ،تاريخو ػ تطبيقاتو ػ مشروعاتو) ،دار النيضة
العربية ، 1977 ،ص ،140مشار لو لدى ،سميماف أحمد فضؿ ،المرجع السابؽ ،ص.421
147
2ػ فحص الطمب :وتقوـ بو الدولة التى ستقدـ المساعدة ،ويتـ ذلؾ عف طريؽ التحقؽ مف
إعتبار الواقعة المطموب تحقيقيا تعد جريمة وفقاً لقانوف الدولة الطالبة ،وفى ضوء مدى
إختصاص الدولة المطموب منيا بإجابة ىذا الطمب وفقاً لنصوص اإلتفاقية التى تعقدىا مع
الدولة الطالبة.
3ػ تنفيذ المساعدة القضائية :ويتـ وفقاً لقواعد الدولة المطموب منيا ،فاإلجراء يتـ وفقاً لقانوف
الدولة التى تنفذه.
ولقد أوصى مؤتمر األمـ المتحدة السادس لمنع الجريمة ومعاممة المجرميف ،بتطوير
التبادؿ المنيجي لممعمومات بوصفو عنص اًر رئيسياً مف عناصر خطة العمؿ الدولية لمنع الجريمة
ومكافحتيا ،وأوصى بأنو عمى منظمة األمـ المتحدة أف تنشئ قاعدة معموماتية لئلعبلـ الدوؿ
األطراؼ باالتجاىات العالمية في مجاؿ الجريمة(.)2
وفى ىذا الصدد يجب أال تحوؿ مركزية المعمومات دوف نشرىا وتبادليا فيما بيف الدوؿ ،
بعد ترتيبيا ودراستيا ومعالجتيا ،عمى النحو الذى يسمح باإلفادة منيا في مرحمة التحقيقات
والمحاكمة ،ولمتابعة األشخاص المشبوىيف سواء أكانوا أشخاصاً أـ ىيئات ،مع كفالة الحريات
الشخصية ،وتشمؿ كذلؾ ما يتعمؽ بتحركات المجرميف المنظميف في جماعة إجرامية عبر
الحدود وما يتعمؽ بالوثائؽ المزورة والمسروقة التي قد يمجأوف إلى استخداميا وكافة المعمومات
المتصمة بما يرتكبونو مف أنشطة إجرامية ،لمتنسيؽ فيما بيف أجيزة مكافحة التيريب المنظـ
148
لؤلشخاص عبر الحدود الوطنية(.)1
وفى سبيؿ تبادؿ المعمومات نصت إتفاقية المنظمة الدولية العربية لمدفاع اإلجتماعى
ضد الجريمة فى المادة 7فى الفقرتيف د ،ھ عمى:
(ھ) اإلتصاؿ بالييئات والمؤتمرات الدولية والتعاوف معيا في كؿ ما يخدـ أغراض المنظمة.
ونصت كذلؾ إتفاقية الرياض العربية لمتعاوف القضائى عمى تبادؿ المعمومات بنصيا فى
المادة األولى مف اإلتفاقية عمى( :تتبادؿ و ازرات العدؿ لدى األطراؼ المتعاقدة بصفة منتظمة
نصوص التشريعات النافذة والمطبوعات والنشرات والبحوث القانونية والقضائية والمجبلت التي
تنشر فييا األحكاـ القضائية ،كما تتبادؿ المعمومات المتعمقة بالتنظيـ القضائي ،وتعمؿ عمى
إتخاذ اإلجراءات الرامية إلى التوفيؽ بيف النصوص التشريعية والتنسيؽ بيف األنظمة القضائية
لدى االطراؼ المتعاقدة حسبما تقتضيو الظروؼ الخاصة بكؿ منيا).
ونصت كذلؾ اإلتفاقية المذكورة فى المادة ، 5عمى تبادؿ صحؼ الحالة الجنائية بنصيا
( :ترسؿ و ازرة العدؿ لدى طرؼ متعاقد إلى و ازرة العدؿ لدى أي طرؼ متعاقد آخر بيانات عف
األحكاـ القضائية النيائية الصادرة ضد مواطنيو أو األشخاص المولوديف أو المقيميف في إقميمو
والمقيدة في صحؼ الحالة الجنائية (السجؿ العدلي) طبقا لمتشريع الداخمي لدى الطرؼ المتعاقد
المرسؿ .وفي حالة توجيو إتياـ مف الييئة القضائية أو غيرىا مف ىيئات التحقيؽ واإلدعاء لدى
أي مف األطراؼ المتعاقدة ،يجوز ألي مف تمؾ الييئات أف تحصؿ مباشرة مف الجيات
المختصة عمى صحيفة الحالة الجنائية (السجؿ العدلي) الخاصة بالشخص الموجو إليو اإلتياـ.
وفي غير حالة اإلتياـ يجوز لمييئات القضائية أو اإلدارية لدى أي مف األطراؼ المتعاقدة
الحصوؿ مف الجيات المختصة عمى صحيفة الحالة الجنائية (السجؿ العدلي) الموجودة لدى
الطرؼ المتعاقد اآلخر ،وذلؾ في األحواؿ والحدود المنصوص عمييا في تشريعو الداخمي).
وكذلؾ نصت إتفاقية التعاوف القضائي بيف األردف وسوريا فى المادة 21عمى تبادؿ
المعمومات الجزائية بنصيا:
.1تتبادؿ دائرتا السجؿ العدلي في الدولتيف المعمومات عف الجنح والجنايات المحكوـ بيا في
إحداىا ضد رعايا الدولة االخرى.
149
العدلي.
ومف الخطوات السباقة لتبادؿ المعمومات حوؿ جرائـ اإلنترنت قياـ الياباف بتمويؿ إقامة
شبكة لئلتصاؿ المستند إلى اإلنترنت تضـ 21بمداً آسيوياً مف أجؿ تبادؿ المعمومات حوؿ
الجرائـ السيبرانية(.)1
وقد نصت إتفاقية بودابست عمى المساعدة المتبادلة بيف الدوؿ األطراؼ فى اإلتفاقية
وذلؾ ألغراض التحقيقات أو األجراءات المتعمقة بالجرائـ ذات العبلقة بنظـ وبيانات الكمبيوتر ،
أو جمع أدلة الجريمة فى شكؿ إليكترونى ،عمى أف يتـ ذلؾ وفقاً لقانوف الدولة المطموب منيا
تقديـ المساعدة أو إتفاقيات تبادؿ المساعدة المبرمة بيف األطراؼ إف وجدت.
وقد ذكرت المادة فى فقرتيا الثالثة طرؽ تبادؿ المساعدات فى الحاالت الطارئة والتى قد
تتمثؿ فى أجيزة الفاكس أو البريد اإلليكترونى مع إستخداـ تشفير البيانات عند الضرورة.
وفى سبيؿ تبادؿ المعمومات كذلؾ نصت المادة 26عمى إمكانية قياـ الدوؿ األطراؼ
بتبادؿ المعمومات فيما بينيا فى إطار التحقيقات.
أما المادة 27فقد نظمت اإلجراءات المتعمقة بالمساعدة فى حاؿ عدـ وجود إتفاقيات
تبادؿ مساعدة.
ولقد أقرت العديد مف اإلتفاقيات الدولية منيا واإلقميمية ىذه الصورة كإحدى صور
المساعدة القضائية الدولية كمعاىدة األمـ المتحدة النموذجية بشأف نقؿ اإلجراءات في المسائؿ
الجنائية ،واتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبرالوطنية 2000ـ في المادة 21منيا
،وذات الشيء نجده في معاىدة منظمة المؤتمر اإلسبلمي لمكافحة اإلرىاب الدولي 1999ـ في
المادة 9منيا ،وأيضا المادة 16مف النموذج اإلسترشادي إلتفاقية التعاوف القانوني والقضائي
150
الصادر عف مجمس التعاوف الخميجي 2003ـ(.)1
وكذلؾ قياـ المجمس األوروبى بإقرار إتفاقية نقؿ اإلجراءات الجنائية التى تعطى لؤلطراؼ
المنضمة إمكانية محاكمة الجانى طبقاً لقوانينيا ،بناء عمى طمب دولة أخرى طرؼ فى ىذه
اإلتفاقية ،بشرط أف يكوف معاقباً عميو فى الدولتيف(.)2
وىناؾ إتفاقيات دولية عمى الصعيد العربى موضوعيا المساعدة القضائية مثاليا اإلتفاؽ
العراقى المصرى فى العاـ ، 1966واإلتفاؽ المميبى المصرى فى العاـ .1992
وتيدؼ ىذه الصورة إلى تسييؿ اإلجراءات الجنائية بيف الدوؿ بما يكفؿ إجراء التحقيقات
البلزمة لتقديـ المتيميف لممحاكمة والتغمب عمى عقبة السيادة اإلقميمية التى تمنع الدولة األجنبية
مف ممارسة بعض األعماؿ القضائية داخؿ أقاليـ الدوؿ األخرى ،كسماع الشيود أو إجراء
التفتيش وغيرىا(.)4
واإلنابة القضائية ناتجة عف الواجبات أو اإللتزامات التي يفرضيا القانوف الدولي العاـ
عمى األمـ المتحدة مع ضرورة مراعاة إحتراـ حقوؽ وحريات اإلنساف المعترؼ بيا عالمياً ،
ومقابؿ ذلؾ تتعيد الدولة الطالبة لممساعدة بالمعاممة بالمثؿ ،و إحتراـ النتائج القانونية التي
توصمت إلييا الدولة المطموب منيا المساعدة القانونية(.)5
وقد نصت المادة 19مف إتفاقية التعاوف القانونى والقضائى بيف دوؿ إتحاد المغرب
( ) 1د.حسيف بف سعيد الغافرى ،السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة) ،المرجع السابؽ ،
ص 510ػ .511
( )2د .سميماف أحمد فضؿ ،المرجع السابؽ ،ص.423
( ) 3د .عكاشة محمد عبد العاؿ ،اإلنابة القضائية فى نطاؽ العبلقات الخاصة الدولية ،دار المطبوعات
الجامعية ، 1994 ،ص.16
( ) 4د.حسيف بف سعيد الغافرى ،السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة) ،المرجع السابؽ ،
ص.511
( )5د .فائزة يونس الباشا ،الجريمة المنظمة في ظؿ اإلتفاقيات الدولية والقوانيف الوطنية ،مرجع سابؽ ،
ص.221
151
العربى (ليبيا ػ تونس ػ الجزائر ػ المغرب ػ موريتانيا) والموقعة برأس النوؼ بالجماىيرية العظمى
عاـ ، 1991عمى اإلنابة القضائية حيث نصت عمى أنو ( ،لكؿ طرؼ متعاقد أف يطمب إلى أي
طرؼ متعاقد آخر أف يقوـ في إقميمو نيابة عنو بأي إجراء قضائي متعمؽ بدعوى قائمة وبصفة
خاصة سماع شيادة الشيود وتمقي تقارير الخبراء ومناقشتيـ ،واجراء المعاينة وطمب تحميؼ
اليميف).
واألمر نفسو ىو ما نصت عميو إتفاقية الرياض العربية لمتعاوف القضائى وذلؾ فى المادة
14مف اإلتفاقية.
ومف الجدير بالذكر أف كؿ ما سبؽ ذكره عف التعاوف القضائى الدولى واإلتفاقيات التى
أبرمت بصدده لـ تتناوؿ كيفية التعامؿ القضائى عمى المستوى الدولى فى حالة إرتكاب جرائـ
اإلنترنت ،األمر الذى يقتضى إعادة النظر فى ىذه اإلتفاقيات أو عمى األقؿ تطويع نصوصيا
لتطبيقيا عمى ىذه الجرائـ ولو قياساً.
وفى سبيؿ محاولة تجاوز ذلؾ أبرمت العديد مف اإلتفاقيات الجديدة التي ساىمت في
تقصير الوقت واختصار اإلجراءات عف طريؽ اإلتصاؿ المباشر بيف السمطات المعنية بالتحقيؽ
،مثاؿ ذلؾ اإلتفاقية األمريكية الكندية التي تنص عمى إمكانية تبادؿ المعمومات شفوياً في حالة
اإلستعجاؿ(.)1
( )1د .جميؿ عبد الباقى الصغير ،الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المتعمقة باإلنترنت ،دار النيضة العربية 1998 ،
،ص.86
( ) 2د.حسيف بف سعيد الغافرى ،السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة) ،المرجع السابؽ ،
ص.513
152
ولو أمعنا النظر في نظاـ تسميـ المجرميف لوجدناه يقوـ عمى أساس أف الدولة التي
يتواجد عمى إقميميا المتيـ بارتكاب أحد الجرائـ العابرة لمحدود ومنيا الجرائـ المتعمقة باإلنترنت
عمييا أف تقوـ بمحاكمتو إذا كاف تشريعيا يسمح بذلؾ ،واال كاف عمييا أف تقوـ بتسميمو
لمحاكمتو بمعرفة دولة أخرى مختصة .فيو إذاً يحقؽ مصالح الدولتيف األطراؼ في عممية
التسميـ ،فيو يحقؽ مصمحة الدولة األولى في كونو يضمف معاقبة الفرد الذي أخؿ بقوانينيا
وتشريعاتيا ،ويحقؽ في ذات الوقت مصمحة لمدولة الثانية المطموب إلييا التسميـ كونو يساعدىا
عمى تطيير إقميميا مف فرد خارج عف القانوف ومف شأف بقائو فييا تيديد أمنيا واستقرارىا(.)1
ويختمؼ نظاـ تسميـ المجرميف عف الطرد الذى قد يحدث ألسباب داخمية تخص الدولة
التى تصدر أمر الطرد ،وكذلؾ يختمؼ عف المنع الذى يتمثؿ فى الحيمولة دوف إجتياز شخص
ما حدود الدولة ،ويختمؼ نظاـ التسميـ كذلؾ عف اإلعادة إلى الوطف التى تقع فى سياؽ غير
جنائى(.)3
أما فيما يتعمؽ بمصادر نظاـ تسميـ المجرميف فميذا النظاـ مصدريف إثنيف القوانيف
الوطنية التى غالباً ماتتضمف قواعد واجراءات وشروط تسميـ المجرميف وقواعد القانوف الدولى.
وتتعدد فى ىذا المجاؿ نصوص القانوف الدولى فمنيا معاىدات التسميـ الثنائية وكذلؾ
إتفاقيات التسميـ المتعددة األطراؼ مثؿ إتفاقية التسميـ األوروبية واتفاقية الكومنولث لتسميـ
المجرميف الفاريف ،واتفاقية التعاوف القضائى لجامعة الدوؿ العربية ،واتفاقية تسميـ المجرميف
المبرمة بيف الدوؿ األمريكية ،واتفاقية التسميـ لممجموعة اإلقتصادية لدوؿ غرب أفريقيا ،
ومعاىدة تسميـ المجرميف والمساعدات المتبادلة في المسائؿ الجنائية الخاصة ببمداف البينولكس،
أو اإلتفاقيات الدولية التى تتضمف أحكاماً متصمة بقانوف التسميـ دوف أف تكوف بحد ذاتيا
( )1د.حسيف بف سعيد الغافرى ،السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة) ،المرجع السابؽ ،
ص.514
( )2تعريؼ وارد بنشرة اإلنتربوؿ اإلعبلمية المتوافرة بالموقع اإلليكترونى
www.interpol.int/Public/ICPO/LegalMaterials/FactSheets/FS11ar.pdf
( )3نشرة اإلنتربوؿ اإلعبلمية سالفة الذكر.
153
إتفاقيات تسميـ(.)1
ولعؿ نظاـ تسميـ المجرميف يتسؽ ووقع الجرائـ المعموماتية ،ذلؾ أف ىذه الجريمة وكما
ذكرنا سمفاً تتسـ بالطابع الدولى الذى يسمح بإمكانية إرتكابيا فى قطر معيف وتحقؽ نتيجتيا فى
قطر آخر ،األمر الذى يجعؿ نظاـ التسميـ إلى جانب أنواع التعاوف القضائى األخرى أنسب حؿ
لمقضاء ولو جزئياً عمى ىذه الظاىرة.
وقد نصت إتفاقية بودابست في المادة 24عمى شروط تسميـ المجرميف حيث نصت
الفقرة الخامسة عمى خضوع عممية التسميـ لقانوف الدولة المطموب منيا التسميـ ،أو إتفاقيات
تسميـ المجرميف واجبة التطبيؽ.
اٌّطٍـت اٌضبٔـٝ
اإلرفبل١ــبد ٚاٌّؤرّـــشاد اٌذ١ٌٚــخ
حقيقةً لـ تبرـ إتفاقيات دولية فى مجاؿ جرائـ اإلنترنت بالقدر الذى يتبلئـ أو يتماشى مع
إستفحاليا ،وتبرز فى ىذا السياؽ إتفاقية بودابست الموقعة فى ، 2001/11/23بالعاصمة
المجرية إضافةً إلى بعض المؤتمرات والممتقيات الدولية التى ناقشت ىذه الظاىرة ،وىو ما
سنتناولو تباعاً.
أٚلا :إرفبل١خ ثٛداثسذ ٌّىبفحخ عشائُ اٌحبست ا:ٌٝ٢
لـ تكف ىذه اإلتفاقية وليدة صدفة لدى الدوؿ األعضاء فييا وانما سبقتيا خطوات تمييدية
عدة واجتماعات بيف ىذه الدوؿ لوضع خطوط عريضة يتـ عمى أساسيا الوصوؿ لصورة واضحة
فى شأف ىذه الجرائـ ومواجيتيا مف الناحيتيف الموضوعية واإلجرائية.
حيث إجتمع في موسكو في عاـ 1999وزراء العدؿ والداخمية لمدوؿ الثماني الكبار
وطمبوا مف ممثمييـ وضع خيارات وحموؿ عممية تسمح بكشؼ ومتابعة اإلتصاالت اإلليكترونية
الدولية في إطار التحقيقات الجنائية ،ثـ في عاـ 2000وضع الخبراء أيدييـ عمى بداية الحموؿ
والمقترحات التى القت بدورىا قبوالً لدى رؤساء الدوؿ الثماف الكبار خبلؿ إجتماعيـ في أوكيناوا
بالياباف عمى بدء األعماؿ المقترحة ،وفي عاـ 2001طالب وزراء العدؿ والداخمية لمدوؿ الثماني
الكبار مف الخبراء في اإلجتماع الذي تـ في ميبلف ،وضع توصيات عف إقتفاء أثر المجرميف
عمى شبكات المعمومات ،مع األخذ في اإلعتبار إحتراـ الحقوؽ األساسية مثؿ حماية المعمومات
154
الشخصية والحريات الفردية(.)1
ثـ جاءت أحداث 11سبتمبر 2001فجعمت ىذا العمؿ أكثر إلحاحاً وسرعة ،إذ أف
اإلرىابييف يمكنيـ إستخداـ مواقع اإلنترنت والرسائؿ اإللكترونية وبعض الوسائؿ التقنية األخرى
في اإلتصاالت المتطورة ،وذلؾ لعمؿ مخططاتيـ ونشر ونقؿ المعمومات إلى مختمؼ القارات،
بحيث يصبح كشفيا أم اًر صعباً إف لـ يكف مستحيبلً(.)2
وتعد ىذه اإلتفاقية أوؿ إتفاقية دولية في مجاؿ الجرائـ المرتكبة عبر شبكة اإلنترنت
والشبكات الحاسوبية األخرى ،ومف أىداؼ ىذه اإلتفاقية وضع سياسة جنائية مشتركة ضد جرائـ
الشبكات الحاسوبية .كما ويعتبر اليدؼ األساسي لئلتفاقية إيجاد إنسجاـ بيف القوانيف الجنائية
المحمية ،وتمتزـ الدوؿ األعضاء في اإلتفاقية بالعمؿ عمى وضع قانوف جنائي إجرائي محمي
ُي َيسر التحقيؽ والمبلحقة القضائية لممخالفات التي ترتكب بواسطة أجيزة الحاسب اآللى ،
باإلضافة إلى إيجاد تصور لنظاـ تعاوف دولي فعاؿ لمحاربة مثؿ ىذه الجرائـ.
وقد تـ إقتراح نصوص اإلتفاقية مف خبلؿ ىيئة شكمت خصيصاً ليذه الغاية ،سميت بػ
"لجنة الخبراء في الجرائـ الواقعة في الشبكات الحاسوبية" ،وتتألؼ ىذه المجنة مف خبراء ليس
فقط مف الدوؿ األعضاء في مجمس أوروبا بؿ أيضاً مف دوؿ أخرى مثؿ الواليات المتحدة وكندا
والياباف وغيرىا.
بناء عمى ما تقدـ فإف المجاؿ مفتوح لمتوقيع عمى ىذه اإلتفاقية أماـ الدوؿ األعضاء في
و ً
مجمس أوروبا والدوؿ غير األعضاء التي شاركت في وضع مسودة اإلتفاقية .كما يجوز لمدوؿ
غير األعضاء األخرى اإلنضماـ إف إتفقت كؿ الدوؿ األعضاء عمى دعوتيا.
الفصل األول :تعريفات بنظاـ الكمبيوتر ،وبيانات الكمبيوتر ،ومقدـ الخدمة ،وبيانات الحركة
عبر شبكات االتصاؿ.
الفصل الثاني :التدابير التي يجب اتخاذىا عمى المستوى الوطني .وتنقسـ إلى:
-القسم األول :القانوف الجنائي الموضوعي ،عف السموكيات التي يجب اعتبارىا جريمة
جنائية.
-القسم الثانى :قانوف اإلجراءات ،ويتناوؿ التدابير التي تتخذ إلجراء تحقيقات أكثر فعالية
155
فيما يتعمؽ بجرائـ اإلنترنت ،ويجب التأكيد عمى أف ىذه التدابير اإلجرائية يمكف استخداميا
مع أية جرائـ جنائية يشترؾ فييا نظاـ لمكمبيوتر .عمى سبيؿ المثاؿ ،يمكف إستخداميا في
حالة اإلرىاب ،أو غسيؿ األمواؿ ،أو االتجار بالبشر ،أو الفساد أو غيرىا مف الجرائـ
الخطيرة التي تستخدـ فييا تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت.
-القسم األول :المبادئ العامة لمتعاوف ،وىي المبادئ العامة لمتعاوف الدولي ،والمبادئ
المتعمقة بتسميـ المجرميف ،والمبادئ المتعمقة بالمساعدات القانونية المتبادلة ،والمعمومات
المقدمة طواعية ،والمساعدة القانونية المتبادلة في حاؿ عدـ وجود وثائؽ دولية معموؿ بيا،
والسرية ووضع حد لئلستخداـ.
وقبؿ توقيع تمؾ اإلتفاقية كانت ىناؾ إجراءات لمتعاوف القضائي التقميدي الذي يتـ بسرعة
لمحصوؿ عمى المعمومات التاريخية في نفس الوقت تقريبا ،خصوصاً عندما يتعمؽ األمر
ببمديف فقط (بمعنى بمد الضحية وبمد مرتكب الجريمة) إال أنو عندما يقوـ الجاني بتمرير
إتصاالتو عبر ثبلث أو أربع أو خمس دوؿ فإف إجراءات التعاوف القضائي تستغرؽ كثي اًر
مف الوقت قبؿ أف يحصؿ رجاؿ الشرطة عمى المعمومات الخاصة بمؤدي خدمة لكي
يصموا إلى مصدر الجريمة ،وىو ما يزيد مف مخاطر عدـ إمكانية الوصوؿ إليو وفقداف
المعمومات ،وعمى ذلؾ يظؿ المجرـ مجيوالً طميقاً يمارس أنشطتو اإلجرامية ،لذلؾ أعمف
االسترالي ديز بيرويؾ المدير العاـ لمركز بحوث الشرطة االسترالي أف الجريمة
اإللكترونية تستخدـ شبكة دولية ومف الضروري أف تتـ التحقيقات بطريقة مشابية في
العالـ أجمع(.)1
-القسم الثانى :أحكاـ خاصة لتحقيؽ المزيد مف التعاوف الفعاؿ ،ويسمح ذلؾ لؤلطراؼ
المنضمة لبلتفاقية بتطبيؽ األدوات اإلجرائية عمى المستوى الدولي أيضا ،كما ينص ىذا
القسـ أيضا عمى تكويف شبكة مف الجيات التي يمكف االتصاؿ بيا المتاحة طواؿ أياـ
األسبوع عمى مدار أربع وعشريف ساعة لتسييؿ التعاوف السريع.
الفصل الرابع :األحكاـ الختامية ،وييتـ ىذا الفصؿ عمى وجو الخصوص بالدوؿ غير األوروبية
كما ينص عمى سبؿ إنضماـ الدوؿ غير األعضاء إلى اإلتفاقية.
156
ويبرز دور إتفاقية مكافحة جرائم اإلنترنت فى إطار التعاون الدولى وذلك فى عدة نقاط:
ػ تعمؿ اإلتفاقية عمى ضماف تناسؽ وتوافؽ أحكاـ القانوف الجنائي بشأف جرائـ اإلنترنت بيف
البمداف.
ػ تقدـ اإلتفاقية أدوات لجمع األدلة اإللكترونية ،وأدوات لمتحقيؽ في غسيؿ األمواؿ عبر اإلنترنت،
واإلرىاب بواسطة اإلنترنت ،وغيرىا مف الجرائـ الخطيرة ،ومف خبلؿ اإلتفاقية يمكف تطبيؽ
تمؾ األدوات في إطار التعاوف الدولي.
ػ نصت اإلتفاقية عمى األسس القانونية لتطبيؽ القانوف الدولي والتعاوف القضائي مع األطراؼ
األخرى في اإلتفاقية.
( )1القرار رقـ 55/63لمجمعية العامة لؤلمـ المتحدة الذى تـ تبنيو بتاريخ 4ديسمبر ، 2000يمكنؾ اإلطبلع
عميو مف خبلؿ الموقع التالي:
http://www.cybersecuritycooperation.org/moredocuments/International%20Agreemen
ts/55-63%20French.pdf
157
وتحث عمى الجمع والتبادؿ السريع لعناصر
إستغبلؿ تكنولوجيا المعمومات ألىداؼ غير مشروعة ّ
األدلة المتعمقة بيذه القضايا.
ساثؼب ا ِ :مشساد ٚرٛط١بد اٌّؤرّش اٌخبِس ػشش ٌٍغّؼ١خ اٌذ١ٌٚخ ٌمبٔ ْٛاٌؼمٛثبد
ثشأْ عشائُ اٌىّجٛ١رش(:)1
عقد ىذا المؤتمر فى ريو دي جانيرو بالب ارزيؿ فى الفترة مف 9-4أكتوبر ،1994وقد
تناوؿ المؤتمر الجانب الموضوعى واإلجرائى ليذه الجرائـ عمى النحو التالى:
انثند األول :انشك انمىضىػي(انجرائم).
إعتبر المؤتمر األفعال اآلتية من قبل جرائم الكمبيوتر واإلنترنت.
1ػ اإلحتيال أو الغش المرتبط بالكمبيوتر :ويشمؿ اإلدخاؿ واإلتبلؼ والمحو لمعطيات الكمبيوتر
أو برامجو وذلؾ بقصد جني الفاعؿ منافع اقتصادية لو أو لمغير.
2ػ تزوير الكمبيوتر أو التزوير المعموماتي :وذلؾ بإرتكاب أفعاؿ التزوير المنصوص عمييا فى
قانوف العقوبات الوطنى لكؿ دولة.
4ػ الدخول غير المصرح بو :وىو الولوج دوف تصريح إلى نظاـ معموماتى عف طريؽ إنتياؾ
إجراءات األمف.
انثند انثاني :انشك اإلجرائي.
أما القواعد اإلجرائية فقد تناوليا المؤتمر عمى النحو التالى:
–1يتطمب التنقيب بالنسبة لجرائـ الحاسب اآللي أف نضع تحت تصرؼ سمطات التحقيؽ
والتحري إمكانات كافية تتعادؿ مع الحماية الكافية لحقوؽ اإلنساف وحرمة الحياة الخاصة .
2ػ عمى ضوء ىذه المبادئ العامة يجب أف يحدد بوضوح ما يمي:
أػ السمطات ال تي تقوـ بإجراء التفتيش والضبط في بيئة تكنولوجيا المعمومات ،وخاصة ضبط
األشياء غير المحسوسة وتفتيش شبكات الحاسوب .
ب ػ واجبات التعاوف الفعاؿ مف جانب المجني عمييـ ،والشيود ،وغيرىـ مف مستخدمي تكنولوجيا
المعمومات ،فيما خبل المشتبو فيو (خاصة لكي تكوف المعمومات متاحة في صورة يمكف
إستخداميا لؤلغراض القضائية ).
3ػ نظ ار لتعدد وتنوع البيانات المدرجة في نظـ معالجة البيانات ،فاف تنفيذ المكنات القسرية
(المنوطو برجاؿ السمطة العامة) يجب أف يكوف متناسباً مع الطابع الخطير لئلنتياؾ ،وال
يسبب سوى الحد األدنى مف إعاقة األنشطة القانونية لمفرد .كما يجب عند بدء التحريات أف
يوضع في اإلعتبار كؿ القيـ المرتبطة ببيئة تكنولوجيا المعمومات ،مثؿ ضياع فرصة
اقتصادية ،إنتياؾ حرمة الحياة الخاصة ،مخاطر الخسارة االقتصادية ،كمفة إعادة بناء
تكامؿ البيانات كما كانت مف قبؿ .
–4القواعد القائمة في مجاؿ قبوؿ ومصداقية األدلة ،يمكف أف تثير مشاكؿ عند تطبيقيا ،نظ ار
لتقييـ تسجيبلت الحاسبات في اإلجراءات القضائية لذا ينبغي إدخاؿ بعض التغييرات
التشريعية في حالة الضرورة.
خبِسبا :اٌمشاس اٌظبدس ػٓ ِؤرّش األُِ اٌّزحذح اٌضبِٓ ٌّٕغ اٌغشّ٠خ ِٚؼبٍِخ
اٌسغٕبء ـ ٘بفبٔب 1990ـ ثشأْ اٌغشائُ راد اٌظٍخ ثبٌىّجٛ١رش(.)1
وضع المؤتمر المنعقد مف قبؿ االمـ المتحدة والمعنى بمنع الجريمة ومعاممة السجناء
عدة توصيات فيما يتعمؽ بجرائـ اإلنترنت تمثمت فى:
1ػ يييب المؤتمر بالدوؿ األعضاء ،في ضوء األعماؿ المطمع بيا فعبل في مجاؿ الجرائـ ذات
الصمة بالكمبيوتر أف تكثؼ جيودىا كي تكافح بمزيد مف الفعالية عمميات إساءة إستعماؿ
الكمبيوتر التي تستدعي تطبيؽ جزاءات جنائية عمى الصعيد الوطني بما في ذلؾ النظر ،
إذا دعت الضرورة إلى ذلؾ ،في التدابير التالية -:
أ ػ تحديث القوانيف وأغراضيا الجنائية فيما يتعمؽ بالتجريـ والعقاب واجراءات التحقيؽ ،
وقواعد اإلثبات ،والمصادرة ،والمساعدة القانونية المتبادلة وتسميـ المجرميف مف
أجؿ:
ػ ضماف أف تطبؽ الجزاءات والقوانيف الراىنة ،بشأف سمطات التحقيؽ وقبوؿ األدلة
في اإلجراءات القضائية عمى نحو مبلئـ وادخاؿ تغييرات مناسبة إذا دعت
الضرورة إلى ذلؾ.
159
ػ وضع أحكاـ واجراءات تتعمؽ بالتحقيؽ واألدلة لمتصدي إلى ىذا الشكؿ الجديد
والمعقد مف أشكاؿ النشاط اإلجرامي.
ػ مصادرة أو رد األصوؿ بصورة غير مشروعة والناجمة عف إرتكاب جرائـ ذات صمة
بالحاسوب.
ب ػ تحسيف تدابير األمف والوقاية المتعمقة بالحاسوب مع مراعاة حماية الخصوصية واحتراـ
حقوؽ االنساف وحرياتو األساسية.
ج ػ إعتماد تدابير لزيادة وعي الجماىير والعامميف في األجيزة القضائية وأجيزة انفاذ
القوانيف بالمشكمة وبأىمية مكافحة الجرائـ ذات الصمة بالحواسيب.
د ػ إ عتماد تدابير مناسبة لتدريب القضاة والمسؤوليف واألجيزة المسؤولة عف منع الجرائـ
اإلقتصادية والجرائـ ذات الصمة بأجيزة الحاسوب والتحقيؽ فييا ومحاكمة مرتكبييا
واصدار األحكاـ المتعمقة بيا.
ىػ ػ التعاوف مع المنظمات الميتمة بيذا الموضوع في وضع قواعد لآلداب المتبعة في
إستخداـ أجيزة الحاسوب وتدريس ىذه اآلداب ضمف المناىج الدراسية.
وػ إ عتماد سياسات بشاف ضحايا الجرائـ المتعمقة بالكمبيوتر تنسجـ مع إعبلف األمـ
المتحدة بشأف مباديء العدؿ المتعمقة بضحايا اإلجراـ والتعسؼ في إستعماؿ السمطة ،
وتتضمف إعادة الممتمكات التي يتـ الحصوؿ عمييا بطرؽ غير مشروعة ،وتدابير
لتشجيع الضحايا عمى إببلغ السمطات المختصة بيذه الجرائـ.
2ػ اإلىتماـ بمعاممة ضحايا الجرائـ ذات الصمة بالحواسيب وتشجيعيـ عمى اإلببلغ عف ىذه
الجرائـ.
3ػ وضع صؾ دولى يتناوؿ حوسبة نظـ العدالة الجنائية مف أجؿ زيادة فعالية إدارة عمميات إدارة
العدالة الجنائية ونظـ المعمومات.
والجدير بالذكر أف مؤتمر األمـ المتحدة التاسع لمنع الجريمة ومعاممة المجرميف المنعقد
فى القاىرة عاـ ، 1995قد ركز عمى الجرائـ ذات الصمة بالحاسب اآللى ،وتأكد التركيز عمى
تمؾ الجرائـ فى المؤتمر العاشر المنعقد فى فيينا عاـ .2000
ولقد أوصى المؤتمر المنعقد فى فيينا بعدد مف التوصيات اليامة فى ىذا الصدد وذلؾ
160
عمى النحو التالى(:)1
1ػ أف تقوـ الدوؿ ػ إذلـ تكف قد فعمت ػ بتجريـ األفعاؿ ذات الصمة بالحواسيب والتى ينبغى
تأثيميا.
2ػ أف تقوـ الدوؿ بإصدار قوانيف إجرائية مبلئمة لمتحقيؽ فى جرائـ الحاسوب ومبلحقة مجرمى
اإلنترنت.
3ػ أف تعمؿ الحكومات مع المسئوليف فى صناعة الحاسوب واإلنترنت فى تعاوف وثيؽ شفاؼ
لمنع الجرائـ الحاسوبية ومكافحتيا حتى يصبح اإلنترنت مجاالً آمناً مع مراعاة الدوافع
التجارية لمقطاع الخاص واىتمامو بالناحية التقنية ال القانونية.
4ػ تحسيف التعاوف الدولى مف أجؿ إقتفاء أثر المجرميف عمى اإلنترنت.
5ػ أف تعمؿ األمـ المتحدة عمى توفير العوف والمساعدة التقنية لمدوؿ التى تطمبيا بشأف الجرائـ
ذات الصمة بالشبكة الحاسوبية.
سبدسبا :أعٕذح رٔٛس(.)2
تـ صياغة بنود ىذه األجندة بتاريخ 15نوفمبر 2005خبلؿ القمة العالمية لمجتمع
المعمومات تحت رعاية األمـ المتحدة والتي وضعت عدداً مف التوصيات تمثؿ فى:
ػ أىمية مبلحقة مرتكبي جرائـ اإلنترنت ،بما في ذلؾ الجرائـ المرتكبة في إحدى الدوؿ لكف تأثيرىا
يتعدى إلى دولة أخرى.
ػ ضرورة إمتبلؾ الوسائؿ واآلليات الفعالة عمى المستوى الوطني والدولي مف أجؿ تعزيز التعاوف
الدولي ،بما في ذلؾ قوات الشرطة وسمطات القضاء في مجاؿ مكافحة جرائـ اإلنترنت.
ػ حث الدوؿ عمى مشاركة جميع األطراؼ المعنية لصياغة التشريع الضروري والذي يسمح بإجراء
تحقيقات في جرائـ اإلنترنت والمبلحقة القضائية لمرتكبي ىذه اإلعتداءات أخذا بعيف اإلعتبار
األطر القضائية الموجودة.
( )1راجع فى ذلؾ ،المواء دكتور ،محمد فتحى عيد ،مرجع سابؽ ،ص.183
( )2عنواف الوثيقة ، Tunis Agenda For The Information Societyيمكنؾ اإلطبلع عمى محتوى
الوثيقة مف خبلؿ الموقع اإلليكترونى http://www.itu.int/wsis/docs2/tunis/off/6rev1.html
161
سبثؼبا :اٌّؤرّش اٌذ ٌٟٚاألٚي ٌحمٛق اإلٔسبْ اٌخبص ثأصش اٌزمذَ اٌزىٌٕٛٛع ٟػٍٝ
حمٛق اإلٔسبْ) ِؤرّش طٙشاْ .)1968
تبنت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة توصيات ىذا المؤتمر حيث تـ اإلعتراؼ بالحؽ فى
وبناء عمى ىذه التوصيات سنت بعض دوؿ العالـ في أوربا وآسيا وأمريكا والياباف
ً الخصوصية ،
تشريعاتيا في مجاؿ حماية الخصوصية مف اإلعتداء عمييا ألزمت مف خبلليا مواقع اإلنترنت
المعنية بجمع المعمومات بتسجيؿ أغراضيا واخضاع عممياتيا لرقابة الدولة.
اٌّطٍـــت اٌضبٌـــش
ِؼٛلـــبد اٌزؼـــب ْٚاٌذٌٚــٝ
يواجو التعاوف الدولى فى مواجية جرائـ اإلنترنت عدة معوقات وصعوبات تتمثؿ فى:
أٚلا ـ اإلخزظــبص:
ذكرنا فى أكثر مف مناسبة فى ىذا البحث أف جرائـ اإلنترنت تتميز بالطابع الدولى
العابر لمحدود ،وىو ما يصعب مف إمكانية تطبيؽ نصوص قانوف العقوبات الوطنية والتى تتميز
بخصيصة اإلقميمية ،أى سرياف القانوف العقابى ونصوصو عمى األفعاؿ المرتكبة داخؿ القطر
أو الدولة فقط ،وعدـ تعدييا ألى أفعاؿ إجرامية ترتكب خارجيا إال فى أحواؿ إستثنائية وفى
أضيؽ الحدود.
وفى جرائـ اإلنترنت فإف الفعؿ اإلجرامى قد يرتكب فى دولة ما ولكف النتيجة المترتبة
عميو قد تتعدى الحدود اإلقميمية لدولة أو ربما دوؿ أخرى ،فالطابع العالمي لتكنولوجيا
المعمومات يمكف أف يكوف النشاط اإلجرامي حقًا عبر الوطنية ،فالشخص الذي يجمس في أسبانيا
يمكنو أف تعطيؿ جياز كمبيوتر في سنغافورة ،أو نشر المواد اإلباحية عف األطفاؿ في
سوازيبلند ،وىذه المشاكؿ تصعب مف ممارسة السيادة الوطنية عمى تدفقات والمعمومات والمسائؿ
المتعمقة بالوالية القضائية( ،)1واألىـ مف ذلؾ أف مختمؼ البمداف لدييا قوانيف مختمفة ،وتتفاوت
فيما بينيا فى تعريؼ الجرائـ والعقوبات إضافةً إلى حواجز المغة(.)2
(1) Dr. Peter Grabosky, Crime And Technology In The Global Village, Paper
Presented at: The Conference: Internet Crime, held in Melbourne, 16-17
February 1998, by the Australian Institute of Criminology,p4.
(2) Raphael F.Perl , Terrorist Use of the Internet Threat, Issues, and Options for
International Co-operation , Second International Forum on Information
Security, Garmisch-Partenkirchen, 7-10 April 2008, p3.
162
وىو ما يدعو إلى التساؤؿ عف المكاف المعتبر قانوناً لوقوع الجريمة في ىذه الحالة ،
فيؿ ىو مكاف وقوع الفعؿ اإلجرامي أـ المكاف الذي تحققت فيو النتيجة ؟ ومف الدولة صاحبة
اإلختصاص بنظر الدعوى المترتبة عمى جرائـ اإلنترنت ،ىؿ ىى الدولة التى أرتكب داخميا
الفعؿ ،أـ الدولة التى تحققت فييا نتيجة ىذا الفعؿ؟
ولئلجابة عمى ىذا التساؤؿ إنقسـ الفقو إلى ثبلثة إتجاىات ،فذىب اإلتجاه األوؿ إلى أف
العبرة في تحديد مكاف وقوع الجريمة بالمكاف الذي وقع فيو الفعؿ بغض النظر عف المكاف الذي
تحققت فيو النتيجة ،وذىب إتجاه آخر إلى أف مكاف وقوع الجريمة يتحدد بالمكاف الذي تحققت
فيو النتيجة أو كاف مف المفترض تحققيا فيو ،وذىب إتجاه ثالث إلى أف العبرة في ذلؾ تكوف
بمكاف حصوؿ أي منيما (السموؾ أو النتيجة) .وفيما يمى عرض لكؿ مذىب وما استف إليو مف
أسانيد وحجج.
1ـ ِز٘ت اٌفؼً أ ٚإٌشبط اإلعشاِ ٟثٛطفٗ ِؼ١بساا ٌزحذ٠ذ ِىبْ ٚلٛع اٌغشّ٠خ:
وفقاً ليذا المعيار ينعقد اإلختصاص لممحكمة التي يقع في نطاقيا النشاط اإلجرامي
وليس مكاف حصوؿ النتيجة أو اآلثار المترتبة عميو ،بدعوى أف إتخاذ آثار الفعؿ كمناط لتحديد
مكاف وقوع الجريمة تكتنفو بعض الصعوبات يمكف إجماليا في أنو معيار مرف وفضفاض ،
فضبلً عف أف معيار حصوؿ النشاط أدعى إلى تيسير عممية اإلثبات وجمع أدلة الجريمة ،وأف
المحكمة التي ليا والية نظر الدعوى تكوف قريبة مف مسرح الجريمة ناىيؾ أف الحكـ الذي يصدر
في الواقعة يكوف أكثر فعالية ويسيؿ معو مبلحقة الجناة(.)1
وقد حظي ىذا اإلتجاه بتأييد جانب كبير مف الفقو سواء في فرنسا أو مصر ،ليس ىذا
فحسب ،بؿ اتجيت بعض التشريعات المقارنة إلى تبنيو ،ومف ىذا القبيؿ القانوف الدولي
الخاص النمساوي الصادر سنة 1979والمجري الصادر في السنة ذاتيا(.)2
ويضيؼ المؤيدوف ليذا اإلتجاه حججاً أخرى ،منيا أف حدوث الضرر في مكاف معيف
مرده في الغالب أسباب ال إرادة لمقترؼ السموؾ فييا ،وأف مف شأف تطبيؽ قانوف الدولة التي
ّ
تحقؽ في نطاقيا الضرر ال يتفؽ واعتبارات العدالة نظ اًر لجيؿ الجاني بيذا القانوف الذي يتـ
إعمالو بحقو ،وفي الغالب ليس ممكناً العمـ بو إذ حينما أقدـ عمى ارتكاب الفعؿ الذي أتاه يعتقد
مشروعيتو وفقاً لقانوف البمد الذي وقع فيو السموؾ ،واذا بو غير ذلؾ مف منظور قانوف البمد الذي
( )1راجع بيذا الخصوص د .أحمد عبد الكريـ سبلمة ،قانوف حماية البيئة ،دراسة تأصيمية في األنظمة
الوطنية واإلتفاقية ،الطبعة األولى ،منشورات جامعة الممؾ سعود ،السعودية ، 1997 ،ص.535
( )2د .أحمد عبد الكريـ سبلمة ،المرجع السابؽ ،ص.588
163
تحقؽ فيو الضرر(.)1
وقد تعرض ىذا اإلتجاه لمنقد وذلؾ بسبب تركيزه عمى مكاف إرتكاب الجريمة فقط واىمالو
المكاف المحققة فيو نتيجة ىذا الفعؿ.
2ـ ِز٘ت ِىبْ رحمك إٌز١غخ وّؼ١بس ٌٛلٛع اٌغشّ٠خ:
يذىب ىذا اإلتجاه إلى أف المكاف الذى تتحقؽ فيو نتيجة الفعؿ اإلجرامى ىو المكاف
الذى ينعقد لمحكمتو اإلختصاص بنظر الدعوى الناشئة عف الجريمة ،ذلؾ أف وقع الجريمة ال
يكوف إالّ في المكاف الذي ظيرت فيو آثارىا الضارة التي كاف الجانى يرغب في تحقيقيا ،حيث
أف مكاف وقوع السموؾ ال يعدو أف يكوف مصدر الضرر ليس إالّ.
ومف المبررات التي سيقت لتعزيز ىذا اإلتجاه أف األخذ بو يحقؽ وحدة الجريمة وعدـ
الفصؿ بيف عناصرىا ،كذلؾ يمتاز ىذا اإلتجاه في نظر المدافعيف عنو بأنو أكثر واقعية عمى
إعتبار أف الضرر لو مظير خارجي ممموس خبلفاً لمنشاط الذي قد ال يكوف كذلؾ متى ما اتخذ
صورة اإلمتناع أو السموؾ السمبػي ،وقد لقي ىذا اإلتجاه ترحيباً مف بعض الفقو إلى جانب ذلؾ
تـ تبنيو مف بعض التشريعات المقارنة ،ومنيا القانوف األلماني الصادر في 5ديسمبر ، 1975
والقانوف الدولي الخاص التركي الصادر سنة .)2(1982
وقد أخذ القضاء األمريكي بيذا اإلتجاه ،ومف أبرز األمثمة عمى ذلؾ الواقعة التى قدـ
فييا شخص يحمؿ الجنسية اإلنجميزية إلى المحاكمة أماـ إحدى محاكـ والية ماسوشيتس
األمريكية عف تيمة القتؿ العمدي والتي قضت بإختصاصيا بنظر الدعوى عف الواقعة المذكورة ،
عمى الرغـ مف أف النشاط حصؿ عمى متف مركب إنجميزي في عرض البحر في حيف أف وفاة
المجني عميو جراء ىذا الفعؿ تمت إثر وصولو إلى الوالية المذكورة(.)3
ومع ذلؾ فإف ىذا اإلتجاه لـ يسمـ ىو اآلخر مف النقد ،الذي يتركز في أف األخذ بو
يفضي في نياية المطاؼ إلى عدـ تجريـ الشروع إذا لـ تتحقؽ النتيجة اإلجرامية.
3ـ اٌّز٘ت اٌّخزٍظ:
أماـ اإلنتقادات التي تعرض ليا كبل اإلتجاىيف السابقيف ،برز إتجاه ثالث مفاده أف
الجريمة تعد واقعة في مكاف حصوؿ النشاط (العمؿ التنفيذي) ،وكذلؾ المكاف الذي تحققت فيو
النتيجة أو الذي مف المتوقع أو مف المنتظر تحققيا فيو.
164
وقد حظي ىذا اإلتجاه بمباركة أغمب الفقو ،ويجد مبرره في أف الركف المادي لمجريمة
يقوـ عمى ثبلثة عناصر وىي الفعؿ (النشاط) والنتيجة وعبلقة السببية ،ما يعني أف الجريمة تعد
واقعة في كؿ مكاف تحقؽ فيو عنصر مف عناصر الركف المادي ،أي في مكاف النشاط ومكاف
النتيجة عمى حد سواء(.)1
وبناء عمى ذلؾ يتـ تغم يب قانوف المكاف الذى تحققت فيو النتيجة إذا كانت الجريمة تامة
ً
ومف قبيؿ ذلؾ جرائـ السموؾ والنتيجة (الجرائـ المادية) ،في حيف يطبؽ قانوف مكاف النشاط أو
السموؾ إذا كانت الجريمة قد وقفت عند حد الشروع أو كانت مف قبيؿ جرائـ السموؾ المجرد.
وبعد أف عرضنا لممذاىب الثبلثة فيما يتعمؽ بالقانوف الواجب التطبيؽ فى حالة تعدى
الجريمة الحدود الدولية ألكثر مف دولة ،فإنو ووفقاً لممنطؽ فإف اإلتجاه األخير (المختمط) ىو
األجدر بالتأييد سيما فى الجرائـ المتعمقة باإلنترنت ،فيذه الجرائـ قد ترتكب فى دولة وتتحقؽ
نتيجتيا فى دولة أخرى ،وبالتالى فإف اإلختصاص بمحاكمة الجانى فى ىذه الحالة مف الممكف
أف يكوف لمدولة التى صدر فييا الفعؿ اإلجرامى وكذلؾ مف الممكف أف يكوف لمدولة التى تحققت
عمى أراضييا نتيجة ىذا الفعؿ.
وعمة ذلؾ أف األخذ بمذىب السموؾ معناه إنعداـ اإلختصاص القضائى لمدولة المتحققة
فييا نتيجة الفعؿ اإلجرامى ،ومعناه أيضاً إمكانية عدـ قياـ الدولة التى وقع فييا السموؾ
بمحاكمة الجانى بحجة أف ال ضرر وقع فى نطاؽ إختصاصيا ،ونفس األمر ينطبؽ عمى
مذىب مكاف تحقؽ النتيجة ،أما المذىب المختمط فيتميز بالمرونة التى توسع مف نطاؽ الحماية
الجنائية لمجرائـ ذات األبعاد الدولية.
وقد تصدت إتفاقية بودابست لمشكمة اإلختصاص وذلؾ فى المادة 22التى نصت 22
عمى أف " :لكؿ طرؼ إتخاذ اإلجراءات التشريعية وغيرىا التي يراىا الزمة لكي يحدد
اختصاصو بالنسبة لكؿ جريمة تقع وفقاً لما ىو وارد في المواد مف 2إلى 11مف االتفاقية
الحالية عندما تقع الجريمة:
د -بواسطة أحد رعاياىا ،إذا كانت الجريمة معاقباً عمييا جنائياً في المكاف الذي ارتكبت فيو
165
أو إذا كانت الجريمة ال تدخؿ في أي اختصاص مكاني ألي دولة أخرى.
2ػ ولكؿ طرؼ أف يحتفظ لنفسو بالحؽ في عدـ تطبيؽ ،أو عدـ التطبيؽ إال في حاالت وفي ظؿ
شروط خاصة ،قواعد اإلختصاص المنصوص عمييا في الفقرة األولى (ب و د) مف ىذه
المادة أو في أي جزء مف ىذه الفقرات.
3ػ يعتمد كؿ طرؼ ما قد يمزـ مف تدابير تشريعية وتدابير أخرى وذلؾ إلقرار اإلختصاص
القضائى بشأف الجرائـ المشار إلييا فى المادة 24فقرة 1مف ىذه اإلتفاقية ،فى الحاالت
التى يكوف فييا الجانى المزعوـ موجوداً فى إقميمو ،وال يقوـ بتسميمو لطرؼ آخر وذلؾ بعد
طمب التسميـ.
4ػ ال تستبعد ىذه اإلتفاقية أى إختصاص جنائى يمارسو أح األطراؼ وفقاً لقانونو الوطنى.
5ػ فى حالة مطالبة أكثر مف طرؼ مف األطراؼ باإلختصاص القضائى بشأف جريمة ما تقرىا
ىذه اإلتفاقية ،يقوـ األطراؼ المعنيوف متى كاف ذلؾ مبلئماً ،بالتشاور بغرض تحديد
اإلختصاص القضائى األكثر مبلئمة لممحاكمة.
صبٔ١با :إخزالف طٛسإٌشبط اإلعشاِِ ٝب ث ٓ١دٌٚخ ٚأخش:ٜ
ذلؾ أف األنظمة القانونية في بمداف العالـ قاطبة لـ تتفؽ عمى صور محددة يندرج في
إطارىا ما يسمى بإساءة إستخداـ نظـ المعمومات الواجب إتباعيا ،كذلؾ ليس ىناؾ تعريؼ
محدد لمنشاط المفروض أف يتفؽ عمى تجريمو ،وذلؾ نتاج طبيعي لقصور التشريع ذاتو في كافة
بمداف العالـ وعدـ مسايرتو لسرعة التقدـ المعموماتي.
صبٌضبا :ػذَ ٚعٛد رٕس١ك فّ١ب ٠زؼٍك ثبإلعشاءاد اٌغٕبئ١خ اٌّزجؼخ:
خاصة ما تعمؽ منيا بأعماؿ اإلستدالؿ أو التحقيؽ ،سيما وأف عممية الحصوؿ عمى
دليؿ في مثؿ ىذه الجرائـ خارج نطاؽ حدود الدولة ،عف طريؽ الضبط أو التفتيش في نظاـ
معموماتي معيف ىو أمر غاية في الصعوبة ،فضبلً عف الصعوبة الفنية في الحصوؿ عمى الدليؿ
ذاتو.
ساثؼباًا :ػذَ ٚعٛد ِؼب٘ذاد صٕبئ١خ أ ٚعّبػ١خ ث ٓ١اٌذٚي:
مف معوقات التعاوف الدولى كذلؾ ،عدـ وجود معاىدات ثنائية أو جماعية بيف الدوؿ
عمى نحو يسمح بالتعاوف المثمر في مجاؿ ىذه الجرائـ ،وحتى في حاؿ وجودىا فإف ىذه
المعاىدات قاصرة عف تحقيؽ الحماية المطموبة في ظؿ التقدـ السريع لنظـ برامج الحاسب وشبكة
اإلنترنت ،ومف ثـ يظير األثر السمبي في التعاوف الدولي.
166
اٌخبرّـــــخ
اآلف وبعد أف إنتيينا مف دراسة موضوعنا ،فإنو مف الضرورى إبراز أىـ ما توصؿ إليو
البحث مف نتائج إضافةً إلى التوصيات المقترحة لسد النقص أو القصور فى كيفية مواجية ىذه
الجريمة.
.2مجرـ اإلنترنت كذلؾ يتميز عف باقى المجرميف العادييف ،فبينما يمتاز المجرـ العادى
بإختبلفو عف غيره مف الناس مف حيث المظير الخارجى والسموكى والعقمى أو التعميمى
ومف حيث حتى مظيره وكيؼ يبدو ،نجد عمى الجانب اآلخر مجرـ اإلنترنت شخص
عادى ال يشذ عف أقرانو مف الناس مف حيث الصفات التى ذكرناىا ،ولكف أىـ ما يميزه
عف المجرـ العادى ىو أنو فى جريمتو يعتمد عمى عقمو وذكائو وثقافتو فقط دوف المجوء
إلستخداـ القوة.
.3تتميز جريمة اإلنترنت بالطابع العالمى ،فيى ال تعترؼ بحواجز الزماف وال المكاف وال
حتى بالحدود اإلقميمية لمدوؿ.
جرائـ اإلنترنت صعبة اإلثبات ،حيث أنيا ال تترؾ أثر ليا لقياـ الجناة بمحو ما يدؿ .4
عمييا بعد إرتكابيا حتى واف وجدت ىذه اآلثار فمف السيؿ تدميرىا.
.5إفتقار القوانيف العقابية فى الكثير مف البمداف لنصوص رادعة خاصة بيذه الجرائـ.
.6ونتيجة لعدـ وجود نصوص قانونية تجرـ ىذه األفعاؿ ،فإف أغمب الدوؿ تمجأ لتطبيؽ
النصوص التقميدية وتطويعيا فى مواجية جرائـ اإلنترنت وكأنيا ىى الدواء الشافى مف ىذا
الداء ،حيث نجد أف أغمب الدوؿ العربية عمى وجو التحديد لـ تشرع فى سف أى قوانيف أو
ضوابط خاصة بيذه الجريمة بإستثناء بعض الدوؿ التى حاولت ،وقد ذكرنا فى بحثنا نظاـ
167
مكافحة جرائـ المعموماتية فى المممكة العربية السعودية والذى يعتبر خطوة سباقة فى ىذا
المجاؿ ،وكذلؾ قانوف التوقيع اإلليكترونى فى مصر.
.7الجيؿ المعموماتى لدى جيات التحقيؽ لقياميا بإتباع اإلجراءات التقميدية التى تفتقر إلى
الجدوى فى مثؿ ىذه الظروؼ ،فيما يتعمؽ بعمميات اإلستدالؿ والتحقيؽ وعمؿ التحريات
والمعاي نات والتفتيش ،األمر الذى يؤدى إلفبلت الجناة لصعوبة الحصوؿ عمى دالئؿ
إدانتيـ.
.8رأينا فى بحثنا أف الدوؿ المتقدمة وعمى رأسيا أمريكا إبتكرت نظاـ تمقى الشكاوى والببلغات
مباشرة عمى شبكة اإلنترنت دوف الحاجة لئلببلغ عف وقوع مثؿ ىذه الجرائـ بالطرؽ العادية
،وىو ما يوفر الكثير مف الوقت والجيد.
.9ىناؾ وسائؿ عدة لمتأميف والحماية مف اإلعتداءات التى قد تقع عف طريؽ اإلنترنت ،ولكف
وبرغـ ذلؾ يبتكر الجناة أساليب جديدة وحديثة لخرؽ وسائؿ الحماية.
.11جريمة اإلنترنت القت إىتماماً دولياً واسع المدى مف قبؿ دوؿ اإلتحاد األوروبى تجسد فى
إتفاقية بودابست ،وكذلؾ تصدرت ىذه الجريمة جدوؿ أعماؿ األمـ المتحدة فى عديد
المناسبات.
.2ولحيف صدور تشريعات خاصة باإلنترنت ينبغى تعديؿ نصوص قانوف العقوبات باإلضافة
بحيث تنص صراحة عمى ىذه الجرائـ.
.3تأىيؿ المختصيف بالتحقيؽ فى جرائـ اإلنترنت ،وكيفية إثبات تمؾ الجرائـ وضبط األدلة
المتحصمة منيا واألىـ مف ذلؾ ضبط الجناه.
.5العمؿ عمى إبراـ مزيد مف اإلتفاقيات الدولية فى ىذا المجاؿ ،وتفعيؿ التعاوف الدولى فى
مجاؿ المساعدات القضائية وتبادؿ المعمومات وتسميـ المجرميف المتيميف بإرتكاب ىذه
الجرائـ وتيسير إجراءات تسميميـ بيف الدوؿ.
168
التجارية وكذلؾ ضرورة توعية أولياء األمور مف إستخداـ أبنائيـ لئلنترنت خشية وقوعيـ
ضحايا لجرائـ اإلستغبلؿ الجنسى.
.7إضافة نصوص إلى قانوف اإلجراءات الجنائية فيما يتعمؽ بالمعاينة والتفتيش وضبط األدلة
،بما يتماشى والطابع التكنولوجى لمجريمة بحيث ال تتـ العمميات السابقة بناء عمى
النصوص التقميدية التى تنظميا فى قانوف اإلجراءات الجنائية ،بؿ تصاغ نصوص جديدة
تبيف المقصود بالتفتيش المعموماتى مثبلً وعمى مف يقع وكيؼ تضبط أدلة الجريمة وىؿ
أدلة الجريمة المطموبة فى ىذه الجريمة أدلة مادية عادية أـ رقمية وىكذا.
.8اإلىتماـ بإجراء الدراسات والبحوث العممية التى تتناوؿ ىذه الظاىرة اإلجرامية وعقد
الممتقيات والمؤتمرات التى تناقشيا وتبيف أىـ آثارىا.
.9تشديد الرقابة عمى المكاتب التى تقدـ خدمات اإلنترنت والتى تعرؼ بإسـ (مقاىى
اإلنترنت) ووضع نظـ مراقبة تسمح بضبط أى تصرؼ خارج عف نطاؽ إستخداـ الشبكة ،
مع مراعاة خصوصيات المستخدـ.
.10قياـ الدولة بإجبار الجيات المسئولة عف تقديـ خدمات اإلنترنت بإستخداـ نظـ منع وحجب
المواقع الضاره والمواقع ذات الطابع اإلباحى ،والتى أثبتت اإلحصائيات تضخـ عدد
مرتادييا.
.11اإلستعانة بالخبرات األجنبية فى مواجية جرائـ اإلنترنت ،السيما الدوؿ التى أحرزت تقدماً
فى السيطرة عمى المد اإلجرامى ليذه الظاىرة.
.12وضع مقررات دراسية في مناىج كميات الحقوؽ والشرطة تتضمف الشرح الوافى عف شبكة
اإلنترنت ،وماىيتيا وما ىى الجرائـ التى ترتكب أو مف الممكف إرتكابيا مف خبلليا ،
وابراز خصائص ودوافع مرتكبى ىذه الجرائـ.
وختاماً أرجو أف يكوف بحثى ىذا قد أصاب ولو القميؿ مف الصواب ،فإف كاف فيو مف
عند ا﵀ واف لـ يكف فكذلؾ الحمد ﵀.
169
لبئّـــخ اٌّشاعــغ
أٚلا :اٌّشاعـــغ اٌؼشث١ــــخ:
( أ ) اٌّؤٌفـــبد اٌؼبِـخ:
.1د /أحمد أميف بؾ :شرح قانوف العقوبات المصرى ،القسـ الخاص ،بدوف ناشر.1949 ،
.2د /أحمد فتحى سرور :الوسيط فى قانوف العقوبات ،القسـ الخاص ،الطبعة الرابعة ،دار
الطباعة الحديثة .1991 ،
.3د /إدوارد غالى الدىبى :شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ،دراسة مقارنة لمقانوف الميبى
والقوانيف العربية واألجنبية ،الطبعة الثانية ،مكتبة غريب .1976 ،
.4د /جبلؿ ثروت :نظـ القسـ الخاص فى قانوف العقوبات ،منشأة المعارؼ.2000 ،
.5د /حسنيف إبراىيـ صالح عبيد :جرائـ اإلعتداء عمى األشخاص ،دارالنيضة العربية ،
.1983
.6د /رمسيس بيناـ :القسـ الخاص فى قانوف العقوبات،دار المعارؼ ،الطبعة االولى،
.1958
.7د /عمر السعيد رمضاف :شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ،دار النيضة العربية ،
.1986،
.8د /عوض محمد عوض :المبادئ العامة في قانوف اإلجراءات الجنائية ،دار المطبوعات
الجامعية .1999 ،
د /فائزة يونس الباشا :القانوف الجنائى الخاص الميبى القسـ األوؿ جرائـ اإلعتداء عمى .9
األشخاص ،دار النيضة العربية ،بدوف تاريخ.
.10د /فوزية عبد الستار :شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ،الطبعة الثانية ،دار النيضة
العربية .1988 ،
.12د /مأموف محمد سبلمة :قانوف اإلجراءات الجنائية معمقاً عميو بالفقو وأحكاـ النقض ،
الطبعة الثانية ، 2005 ،بدوف دار نشر.
.13د /محمد زكى أبو عامر :قانوف العقوبات ،القسـ الخاص ،دار الجامعة الجديدة ،
.2007
170
.14د /محمود نجيب حسنى :شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ، ،دار النيضة العربية ،
.1978
.15د /محمود مصطفى :شرح قانوف العقوبات القسـ الخاص ،الطبعة الثامنة ،دار النيضة
العربية .1984 ،
(ة) اٌّؤٌفــــبد اٌخبطـــخ:
.1د/أحمد عبد الكريـ سبلمة :قانوف حماية البيئة ،دراسة تأصيمية في األنظمة الوطنية
واإلتفاقية ،الطبعة األولى ،منشورات جامعة الممؾ سعود ػ السعودية .1997 ،
.2أسامة أحمد المناعسة ،جبلؿ محمد الزعبي ،صايؿ فاضؿ اليواوشة :جرائـ الحاسب
اآللى واإلنترنت ،دراسة تحميمية مقارنة ،الطبعة األولى ،داروائؿ لمنشر والتوزيع ،عماف
.2001 ،
أدلة اإلثبات الجنائى والتكنولوجيا الحديثة ،دراسة مقارنة ،دار النيضة العربية ،
.2002
الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المتعمقة باإلنترنت ،دار النيضة العربية .1998 ،
الحماية الجنائية والمدنية لبطاقات اإلئتماف الممغنطة ،دار النيضة العربية 1999 ،
.4د /حسنيف إبراىيـ صالح عبيد :القضاء الجنائى الدولى ( ،تاريخو ػ تطبيقاتو ػ مشروعاتو) ،
دار النيضة العربية .1977،
.5حسف حسف منصور :جرائـ اإلعتداء عمى األخبلؽ ،دار المطبوعات الجامعية .1985 ،
.6ميندس /حسف طاىر داوود :جرائـ نظـ المعمومات ،جامعة نايؼ العربية لمعموـ
االمنية،الطبعة االولى ،الرياض 1420ھ.،
.7د /خالد بف سميماف الغثير ،د /محمد بف عبد ا﵀ القحطانى :أمف المعمومات بمغة ميسرة
،مركز التميز ألمف المعمومات جامعة الممؾ سعود ،الطبعة األولى . 2009 ،
.8د /ذياب البداينة :جرائـ الحاسب واإلنترنت ،أبحاث الندوة العممية لدراسة الظواىر
اإلجرامية المستحدثة وسبؿ مواجيتيا ،أكاديمية نايؼ لمعموـ األمنية ،الرياض 1420 ،ى.
171
.9الميندس /رأفت رضواف :إتجاىات مجتمع األعماؿ العربى نحو التجارة اإلليكترونية ،
بدوف دار نشر .1999 ،
.10د /سعيد عبد المطيؼ حسف :إثبات جرائـ الكمبيوتر والمرتكبة عبر اإلنترنت ،دار النيضة
العربية .1999 ،
.11د /سميماف أحمد فضؿ :المواجية التشريعية واألمنية لمجرائـ الناشئة عف إستخداـ شبكة
المعمومات الدولية دار النيضة العربية .2007،
.12د /طارؽ إبراىيـ الدسوقى عطية :د األمف المعموماتى (النظاـ القانونى لمحماية المعموماتية)
،دار الجامعة الجديدة .2009 ،
، الدليؿ الجنائى والتزوير فى جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت ،دار الكتب القانونية
.2002
نحو صياغة نظرية عامة فى عمـ الجريمة والمجرـ المعموماتى ، ،بدوف دار نشر،
الطبعة األولى.2009 ،
النظاـ القانونى لحماية التجارة اإلليكترونية ،المجمد األوؿ :نظاـ التجارة اإلليكترونية
وحمايتيا مدنياً ،الطبعة األولى ،دار الفكر الجامعى .2002 ،
.14د /عبد الرحمف عبد العزيز السبيعى :حرب المعمومات ،مرامر لمطباعة اإلليكترونية ،بدوف
تاريخ.
.15د /عفيفي كامؿ عفيفى :جرائـ الكمبيوتر وحقوؽ المؤلؼ والمصنفات الفنية ،بدوف ناشرأو
تاريخ.
.16د /عمى بف عبد ا﵀ عسيرى :اآلثار األمنية إلستخداـ الشباب لئلنترنت ،جامعة نايؼ
العربية لمعموـ االمنية ،الطبعة األولى الرياض1425،ى.
172
.17د /عمر فاروؽ الحسينى :المشكبلت اليامة المتصمة بالحاسب اآللى وأبعادىا الدولية ،
دراسة تحميمية ونقدية لنصوص التشريع المصرى مقارناً بالتشريع الفرنسى ،ط ،2دار
النيضة العربية.1995 ،
.18د /فائزة يونس الباشا :الجريمة المنظمة في ظؿ اإلتفاقيات الدولية والقوانيف الوطنية ،دار
النيضة العربية ،الطبعة األولى .2001 ،
.19محمد عبيد الكعبى :الجرائـ الناشئة عف اإلستخداـ غير المشروع لشبكة اإلنترنت ،دراسة
مقارنة ،دار النيضة العربية ،بدوف تاريخ.
.20د /محمد عبد ا﵀ أبو بكر سبلمة :موسوعة جرائـ المعموماتية (جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت)
،منشأة المعارؼ .2006 ،
.21د /محمد أميف الشوابكة :جرائـ الحاسوب واإلنترنت ( الجريمة المعموماتية) ،دار الثقافة
لمنشر والتوزيع ،عماف .2007 ،
.22د /محمد حسيف منصور :المسئولية اإلليكترونية ،دار الجامعة الجديدة .2003 ،
.23المواء د /محمد األميف البشرى :التحقيؽ فى الجرائـ المستحدثة ،جامعة نايؼ العربية
لمعموـ األمنية ،الرياض ،الطبعة األولى 1425 ،ى .
.24المواء د /محمد فتحى عيد :اإلنترنت ودوره فى إنتشار المخدرات ،أكاديمية نايؼ العربية
لمعموـ األمنية ،الرياض 1424 ،ھ.
.25د /محمد فيمى :الموسوعة الشاممة لمصطمحات الحاسب اآللى اإلليكترونى ،مطابع
المكتب المصرى الحديث . 1991 ،
.26د /محمود أحمد عنابة :جرائـ الحاسوب وأبعادىا الدولية ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،
عماف .2005 ،
.27د /مدحت عبد الحميـ رمضاف :الحماية الجنائية لمتجارة اإلليكترونية ،دراسة مقارنة ،
دارالنيضة العربية ،بدوف تاريخ.
.28د /مصطفى أحمد عبد الجواد حجازى :الحياة الخاصة ومسئولية الصحفى ،دار الفكر
العربى .2001 / 2000 ،
.29د /منصور السعيد ساطور :جريمتى القذؼ والسب بحث مقارف فى القانوف الجنائى
الوضعى والفقو الجنائى اإلسبلمى ،بدوف دار نشر .1980 ،
173
.30نبيمة ىبة ىرواؿ :الجوانب اإلجرائية لجرائـ اإلنترنت فى مرحمة جمع اإلستدالالت ،دراسة
مقارنة ،دار الفكر الجامعى ،االسكندرية.2007،
.31د/ىدى قشقوش :جرائـ الحاسب اإلليكتروني في التشريع المقارف ،الطبعة األولى ،دار
النيضة العربية ،القاىرة.1992 ،
.32د/ىشاـ محمد فريد رستـ :الجوانب اإلجرائية لمجرائـ المعموماتية (دراسة مقارنة) ،مكتبة
اآلالت الحديثة ،أسيوط .1994 ،
إلتزاـ الشاىد باإلعبلـ فى الجريمة المعموماتية ،دراسة مقارنة ،دار النيضة العربية ،
.2006
تفتيش نظـ الحاسب اآللى وضمانات المتيـ المعموماتى ،دراسة مقارنة ،دار النيضة
العربية .2006 ،
.34د /يحيى مصطفى حممى وآخروف :أساسيات الحاسبات االليكترونية ،مكتبة عيف شمس
،القاىرة.1995،
(ط) اٌشسبئً اٌؼٍّ١خ:
.1د /إبراىيـ الغماز :الشيادة كدليؿ إثبات فى المواد الجنائية ،رسالة دكتوراه ،كمية الحقوؽ
،جامعة القاىرة .1980 ،
.2د /حسيف بف سعيد الغافرى :السياسة الجنائية فى مواجية جرائـ اإلنترنت (دراسة مقارنة)
،رسالة دكتوراه ،كمية الحقوؽ ،جامعة عيف شمس.
.3سالـ محمد سميماف األوجمى :أحكاـ المسئولية الجنائية عف الجرائـ الدولية فى التشريعات
الوطنية ،دراسة مقارنة (رسالة دكتوراه) كمية الحقوؽ ،جامعة عيف شمس . 1997 ،
.4عبد الرحمف محمد بحر :معوقات التحقيؽ في جرائـ اإلنترنت :دراسة مسحية عمى ضباط
الشرطة في دولة البحريف ،رسالة ماجستير ،أكاديمية نايؼ العربية لمعموـ األمنية،
الرياض ،المممكة العربية السعودية1420( .ىػ).
.5د/عمر محمد أبوبكر بف يونس :الجرائـ الناشئة عف إستخداـ اإلنترنت ،رسالة دكتوراه ،
كمية الحقوؽ ،جامعة عيف شمس . 2004 ،
174
( د) اٌجحٛس ٚاٌذساسبد:
.1د /أبو المعالي محمد عيسى :بحث بعنواف :الحاجة إلى تحديث آليات التعاوف الدولي في
مجاؿ مكافحة الجريمة المعموماتية ،مقدـ إلى المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ( :المعموماتية
والقانوف) ،المنعقد في الفترة مف 28ػ 29أكتوبر ، 2009أكاديمية الدراسات العميا ،
طرابمس ،ليبيا.
.2أ/أولريش سيبر :جرائـ الحاسب اآللي والجرائـ األخرى المرتبطة بالتقنيات الحديثة لوسائؿ
اإلتصاؿ ،ترجمة الدكتور سامي الشوا ،ورقة عمؿ مقدمة لممؤتمر السادس لمجمعية
المصرية لمقانوف الجنائي ،28-25 ،أكتوبر .1993
.3جاف فرانسوا ىنروت :أىمية التعاوف الدولى والتجربة البمجيكية فى تبادؿ المعمومات بيف
عناصر الشرطة والتعاوف القضائى ،بحث مقدـ إلى الندوة اإلقميمية حوؿ الجرائـ المتصمة
بالكمبيوتر ،ضمف برنامج تعزيز حكـ القانوف فى بعض الدوؿ العربية " مشروع تحديث
النيابات العامة" ،المممكة المغربية ،فى الفترة مف 19ػ 20يونيو .2007
.4أ /رحاب عميش :الجريمة المعموماتية ،بحث مقدـ إلى المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ
والقانوف) ،المنعقد في الفترة مف 28ػ 29أكتوبر ، 2009أكاديمية (المعموماتية
الدراسات العميا ،طرابمس ،ليبيا.
.5الرائد الدكتور/عبد ا﵀ حسيف عمي محمود :إجراءات جمع األدلة في مجاؿ جريمة سرقة
المعمومات ،بحث مقدـ إلى المؤتمر العممي األوؿ حوؿ الجوانب القانونية واألمنية
لمعمميات اإللكترونية ،أكاديمية شرطة دبي ،مركز البحوث والدراسات 26 ،ػ /4/ 28
، 2003دبي -اإلمارات العربية المتحدة .
عبر شبكة اإلنترنت .6الرائد/عمى حسنى عباس :مخاطر بطاقات الدفع اإلليكترونى
(المشاكؿ والحموؿ) ،ورقة عمؿ مقدمة إلى ندوة (الصور المستحدثة لجرائـ بطاقات الدفع
اإلليكترونى) مركز بحوث الشرطة بأكاديمية الشرطة ،القاىرة ،بتاريخ .1998/12/14
.7عماد عمى الخميؿ :التكييؼ القانونى إلساءة إستخداـ أرقاـ البطاقات اإلئتمانية عبر
اإلنترنت ،بحث مقدـ إلى مؤتمر القانوف والكمبيوتر واإلنترنت المنعقد بكمية الشريعة
والقانوف بجامعة اإلمارات العربية المتحدة فى الفترة مف .2000/5/3 : 1
.8د /محمد المرسى زىرة :الدليؿ الكتابى وحجية مخرجات الكمبيوترفى اإلثبات فى المواد
المدنية والتجارية ،بحث مقدـ لمؤتمر القانوف والكمبيوتر واإلنترنت ،كمية الشريعة والقانوف
،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،الفترة مف .2000/5/ 3 : 1
175
.9د /محمد عبد الرحمف سمطاف العمماء :جرائـ اإلنترنت واإلحتساب عمييا ،بحث مقدـ إلى
مؤتمر القانوف والكمبيوتر واإلنترنت ،كمية الشريعة والقانوف ،جامعة اإلمارات العربية
المتحدة .2000/ 5/ 3 : 1 ،
.10د/محمد أبو العبل عقيدة :التحقيؽ وجمع األدلة في مجاؿ الجرائـ اإللكترونية ،بحث مقدـ
إلى المؤتمر العممي األوؿ حوؿ الجوانب القانونية واألمنية لمعمميات اإللكترونية ،اكادمية
شرطة دبي ،مركز البحوث والدراسات 26 ،ػ ، 2003 /4/28دبي ،اإلمارات العربية
المتحدة.
.11المواء دكتور /محمد األميف البشرى :بحث بعنواف تأىيؿ المحققيف فى جرائـ الحاسب اآللى
وشبكات اإلنترنت ،بحث مقدـ فى إطار حمقة عممية عقدت بالقاىرة تحت عنواف
(اإلنترنت واإلرىاب) فى الفترة مف 15ػ ، 2008/11/19جامعة نايؼ العربية بالتعاوف مع
جامعة عيف شمس.
اإلشكاليات اإلجرائية التي تثيرىا الجريمة المعموماتية عبر الوطنية ،بحث مقدـ إلى
المؤتمر المغاربي األوؿ حوؿ (المعموماتية والقانوف) ،المنعقد في الفترة مف 28ػ29
أكتوبر.2009
السياسة الجنائية في مواجية جرائـ اإلنترنت ،بحث مقدـ إلى مؤتمر التنمية البشرية
في عا ٍلـ متغير ،جامعة الطفيمة (األردف) فى الفترة مف .2007/7/12-10
.13د /نضاؿ الشاعر :حماية األطفاؿ مف سوء إستخداـ اإلنترنت وجرائـ المعموماتية ،مداخمة
ضمف مؤتمر تشريعات الطفولة والعائمة في لبناف في إطار القواعد الدستورية والحقوقية ،
.2006/6/25
(ھ) انمجالخ وانصحف:
.1د /محمد خميفة العمرى :واقع إستخداـ اإلنترنت لدى أعضاء ىيئة التدريس وطمبة جامعة
العموـ والتكنولوجيا األردنية ،مجمة إتحاد الجامعات العربية،العدد ،40ربيع الثانى 1423ى.
.2محمد عبد المطيؼ عبد العاؿ :حوؿ مفيوـ الشرؼ واإلعتبار فى جرائـ القذؼ والسب،
مجمة األمف والقانوف ،العدد الثانى ،أكاديمية شرطة دبى باإلمارات العربية المتحدة ،يوليو
2003ـ.
176
:ـــخ١ اٌّشاعــغ األعٕج:با١ٔصب
Second: Foreign References :
(a( Books :
1. Eric J. Sinrod، and William P Reilly، “Cyber-Crimes: A practical
approach to the Application of Federal Computer Crimes Laws،16
Santa Clara computer and High Tech L.J 177، (2000)
2. Mohrenschloager (Manfred): Computer crimes and other crimes
against information technology in Germany "R.I.D.P 1993.
3. Orin S. Kerr , Digital evidence and the new criminal procedure, 2005,
available at, http://www.jstor.org/pss/4099310
4. Tom forester, Essential proplems to Hi-Tech Society , First MIT Pres
edition, Cambridge, Massachusetts, 1989
5. Walter Gary Sharp، Redefining National Security in Today’s World
of information technology and Emergent Threats، 9 Doke J Comp and
Int’l (1999)
(b) Research and Studies :
1. Glenn Wahlert, Crime In Cyberspace: Trends In Computer Crime In
Australia, Paper Presented at the conference: Internet Crime, held in
Melbourne, 16-17 February 1998, by the Australian Institute of
Criminology,p4.
2. Dr.Peter Grabosky , Crime And Technology In The Global Village,
Paper Presented at:The Conference: Internet Crime, held in
Melbourne, 16-17 February 1998, by the Australian Institute of
Criminology.
3. Raphael F. Perl , Terrorist Use of the Internet Threat, Issues, and
Options for International Co-operation , Second International Forum
on Information Security, Garmisch-Partenkirchen, 7-10 April 2008.
4. Russell G. Smith , Paying The Price On The Internet, Funds Transfer
Crime In Cyberspace, Paper presented at the conference: Internet
Crime, held in Melbourne, 16-17 February 1998, by the Australian
Institute of Criminology.
:ٓ١ٔاٛ اٌم:صبٌضبا
177
.1قانوف العقوبات المصرى رقـ 58لسنة 1937والمعدؿ بموجب القانوف رقـ 95لسنة
2003والقانوف رقـ 147لسنة .2006
.8القانوف رقـ 80لسنة 2002والمعدؿ بالقانوف رقـ 78لسنة .2003بشأف غسيؿ األمواؿ
فى مصر.
.12نظاـ مكافحة الجرائـ المعموماتية السعودى الصادر بقرار مجمس الوزراء رقـ ( )79بتاريخ
1428/3/7ىػ .
178
.3د /حسيف بف سعيد الغافري :مقاؿ بعنواف اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت ،بالموقع
http://www.omanlegal.net/vb/showthread.php?t=441 اإلليكترونى:
.4د /حسيف بف سعيد الغافرى :بحث بعنواف الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ،
بالموقع اإلليكترونى :
http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=4
.5د /حسيف بف سعيد الغافرى :بحث بعنواف التحقيؽ وجمع األدلة فى الجرائـ المتعمقة بشبكة
اإلنترنت ،البحث منشور بالموقع اإلليكترونى:
http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=33
.6د /خالد ممدوح إبراىيـ :حجية البريد اإلليكتروني في اإلثبات،بحث منشور بالموقع
اإلليكترونى:
http://www.tashreaat.com/view_studies2.asp?id=658&std_id=9
.7د /صالح أحمد البربري :بحث بعنواف ،دور الشرطة في مكافحة جرائـ اإلنترنت في إطار
اإلتفاقية األوروبية ،منشور بالموقع اإلليكترونى:
http://lawjo.net/vb/showthread.php?p=6024
.8د /صبرى الحاج المبارؾ :مقاؿ بعنواف المعمومات ودورىا فى التنمية ،بالموقع
http://informatics.gov.sa/details.php?id=295 اإلليكترونى:
.9د /عبد ا﵀ بف عبد العزيز الموسى :مقاؿ بعنواف إستخداـ خدمات االنترنت بفاعمية فى
التعميـ ،منشور بالموقع اإلليكتروني:
www.riyadhedu.gov.sa/alan/fntok/12.htm
.10عبد المنعـ حبلؽ :جريدة الفداء السورية ،مقاؿ بعنواف النظاـ العاـ واآلداب العامة ،
بالموقع اإلليكترونى:
http://fedaa.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=4895092892009
120618223
.11عثماف سعيد المحيشي :ورقة عمؿ مقدمو إلى المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية ،المؤتمر
الدولي األوؿ لقانوف اإلنترنت 25-21اغسطس ، 2005بالموقع اإلليكترونى:
http://www.minshawi.com/other/muhashy.htm
.12عماد ميدى :بحث إجتماعى بعنواف توظيؼ التقنية الحديثة لمعالجة ومكافحة الجرائـ
http://emad-7272.maktoobblog.com األخبلقية ،بالموقع اإلليكترونى:
179
.13فادي سالـ :مقاؿ بعنواف موقعؾ في ويب ..في ميب االختراؽ ،صحيفة الحوار المتمدف
اإلليكترونية ،العدد رقـ 15 :بتاريخ ، 2001/ 12/23بالموقع اإلليكترونى:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=550
.14د /فؤاد جماؿ :جرائـ الحاسبات واإلنترنت ،بحث منشور بالموقع:
http://www.tashreaat.com/view_studies2.asp?id=592&std_id=90
.15د /قاسـ النعيمى :التجارة اإلليكترونية بيف الواقع والحقيقة ،بحث منشور بالموقع
jps-dir.com/Forum/uploads/1364/qaseem.doc اإلليكترونى:
.16لياؿ كيواف :تحقيؽ بعنواف االستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ عبر االنترنت أو "بورنو األطفاؿ"،
جريدة النيار المبنانية ،بتاريخ ، 2009/ 5/ 17بالموقع اإلليكترونى:
http://www.annahar.com.
.17د /محمد ياسر أبو الفتوح :مقاؿ بعنواف خصائص وتصنيفات الجريمة المعموماتية ،
بالموقع اإلليكترونى:
http://www.shaimaaatalla.com/vb/showthread.php?t=3951
.18د /محمد عبد ا﵀ المنشاوى :بحث بعنواف جرائـ االنترنت مف منظور شرعي وقانوني ،
بالموقع اإلليكترونى:
http://www.minshawi.com/old/internetcrim-in%20the%20law.htm
.19محمد محمد صالح األلفى :بحث بعنواف بعض أنماط الجرائـ األخبلقية عبر اإلنترنت فى
المجتمع العربى بالموقع اإلليكترونى:
http://www.eastlaws.com/Others/ViewMorafaat.aspx?ID=119
.20د /محمد إبراىيـ محمود الشافعى :مقاؿ بعنواف النقود اإللكترونية( ماىيتيا ،مخاطرىا
وتنظيميا القانوني) بالموقع اإلليكترونى:
http://www.manqol.com/topic/?t=7651
.21د /مشعؿ بف عبد ا﵀ القدىى :مقاؿ بعنواف المواقع اإلباحية عمى شبكة اإلنترنت ،
http:// www.minshawi.com/gadhi.htm بالموقع اإلليكترونى:
.22د /معتز محيي عبد الحميد :مقاؿ بعنواف اإلستغبلؿ الجنسي لؤلطفاؿ ،بالموقع الخاص
بجريدة الصباح العراقية:
&http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage
sid=17059
180
.23وجدي عبد الفتاح سواحؿ :مقاؿ بعنواف فيروسات الكمبيوتر الكابوس الدائـ ،منشور عمى
بالموقع اإلليكتروني:
www.islamonline.net/serviet/satellite?c=articleA.
.24القاضى وليد عالكوـ :بحث بعنواف التحقيؽ فى جرائـ الحاسوب ،البحث منشور بالموقع
http://www.4shared.com/file/WLlIhQTH/__html اإلليكترونى:
.25المحامى /يونس عرب :بحث بعنواف جرائـ الكمبيوتر واإلنترنت المعنى والخصائص
والصور واستراتيجية المواجية القانونية ،بحث منشور عمى االنترنت ،بالموقع اإلليكترونى:
http://doc.abhatoo.net.ma/spip.php?article1200
.26المحامى /يونس عرب :مقاؿ بعنواف ،جرائـ غسيؿ األمواؿ دراسة في ماىية ومخاطر
جرائـ غسيؿ األمواؿ ،واإلتجاىات الدولية لمكافحتيا ،بالموقع اإلليكترونى:
www.foca.net/AR/Money_Laundry_Crimes.doc
.27مقاؿ بعنواف السعودية تطبؽ أوؿ حكـ قضائي فى جرائـ اإلنترنت:
http://islamtoday.net/bohooth/artshow-50-105674.htm
.28تحقيؽ بعنواف مواجية حاسمة مف الشرطة لجرائـ بطاقات االئتماف اإللكترونية ،جريدة
األىراـ ،بتاريخ ،2002/5/18السنة ، 126العدد ، 42166بالموقع اإلليكترونى:
http://www.ahram.org.eg/Archive/2002/5/18/ECON5.HTM
.29مقاؿ بعنواف جرائـ اإلنترنت التي تستيدؼ القاصريف ،بالموقع اإلليكترونى:
http://www.jeunessearabe.info/article.php3?id_article=580
.30مقاؿ بعنواف جريمة إتبلؼ وتدمير المعطيات والبيانات بواسطة اإلنترنت ،بالموقع
.www.arblaws.com اإلليكتروني:
181
2. Daniel Larkin: an article entitled, fight cybercrime. available at:
http://www.america.gov/st/democracy-
arabic/2008/May/20081117124 454 snmassabla0. 2601086.htm.
3. Daniel A Morris , an article entitled, tracking a Computer Hacker ،
USA Bulletin ، available at http://www.justice.gov/
criminal/cybercrime/ usamay2001_2.htm
4. Jason Bennetto : an article entitled, Police launch a cyber squad to
combat growth of Internet crime. available at:
http://www.independent. co .uk/news/business/analysis-and-
features/ police-launch-a-cyber-squad-to-combat-growth-of-internet-
crime-743235.html.
5. Dr. Phil Williams : An article entitled , Organized crime And
crimes of the Internet. available
at:http://usinfo.state.gov/journals/itgic/ 0801/ijga/comntry3.htm
:ٜالغ اإلٔزشٔذ األخشِٛ )2(
1. www.goa.gov
2. www.oecd.org
3. http://www.moj.gov.om/ موقع و ازرة العدؿ بسمطنة عماف
4. http://reda79.jeeran.com/laweg/archive/2008/5/571259.html
5. http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=204052
6. http://www.al-jazirah.com.sa/digimag/20062004/wr25.htm
7. http://www.arab-elaw.com/show_similar.aspx?id=93
8. http://arabhardware.net/forum/archive/index.php/t-42072.html
9. http://www.prameg.com/vb/t66778.html
10. http://download.paramegsoft.com/news-52
11. http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=273160
12. ttp://www.nasbcom.net/vb/showthread.php?t=7208h
13. http://lattakia.org/ShowArticle.aspx?ID=212&AspxAutoDetectCook
ieSupport=1
14. http://forums.mixolgy.net/t126490.html
15. www.albayan.co.ae/albayan/mnw/15.htm
www.gulfpark.com/showarticale.php?cat=news&article-id=252
16. http://www.al-jazirah.com.sa/digimag/20062004/wr25.htm
182
17. www.khayma.com/tanweer/textes/hacar.htm
18. http://www.fursansouria.org/acg/domain_name_definition.html
البوابة العربية لمكمبيوترعمى اإلنترنت
183
انفهــرس
رلم
انمــىضـــــىع
انصفحح
4 المقدمة
………………………………………………………………………..
8 اٌّجحــش اٌزّ١ٙذٜ
اٌّذٌٛي اٌؼبَ ٌشجىخ اإلٔزشٔذ ٚاٌغشائُ اٌّزشرجخ ػٍٙ١ب
تمييد ……………………………………………………………………… 8
9 المطمب األول :التعريؼ بشبكة اإلنترنت وبياف خصائصيا ………………..
9 الفرع األول :التعريؼ بشبكة اإلنترنت …………………………..
11 الفرع الثانى :خصائص شبكة اإلنترنت…………………………..
13 الفرع الثالث :إستخدامات شبكة اإلنترنت…………………………
18 المطمب الثانى :التعريؼ بجرائـ اإلنترنت وبياف خصائصيا وسمات مرتكبييا
18 الفرع األول :تعريؼ جرائـ اإلنترنت ……………………………
20 الفرع الثانى :خصائص جرائـ اإلنترنت …………………………
23 الفرع الثالث :مجرـ اإلنترنت …………………………………..
23 أوال :سمات مجرـ اإلنترنت……………………………..
24 ثانيا :تصنيفات مجرمى اإلنترنت ……………………….
27 ثالثا :دوافع إرتكاب جرائـ اإلنترنت …………………….
28 رابعاً :أىداؼ مجرـ اإلنترنت …………………………..
اٌفظـً األٚي
اٌغشائــُ اٌّشرىجــخ ثٛاسطــخ اإلٔزشٔذ
30 تمييدوتقسيـ……………………………………………………….
31 المبحث األول :الجرائـ التقميدية المرتكبة بواسطة اإلنترنت …………………….
32 المطمب األول :جرائـ القذؼ والسب …………………………………….
32 الفرع األول :جريمة القذؼ………………………………….….
33 أوالً :الركف المادى لجريمة القذؼ ………………………..
38 ثانياً :الركف المعنوى لجريمة القذؼ( :القصد الجنائى) …….
40 الفرع الثانى :جريمة السب …………………………………….
42 الفرع الثالث :جرائـ القذؼ والسب عبر اإلنترنت ………………..
184
رلم
انمــىضـــــىع
انصفحح
46 المطمب الثانى :جريمة اإلعتداء عمى حرمة الحياه الخاصة ……………….
الفرع األول :جرائـ اإلعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة فى قانوف
47 العقوبات…………….
الفرع الثانى :صور اإلعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة فى قانوف العقوبات
49 ………………………….
49 أوالً :انتياؾ حرمة المحادثات الشخصية …………………
50 ثانياً :إلتقاط أو نقؿ الصورة …………………………….
50 ثالثا ًً :إذاعة أو إستعماؿ التسجيؿ أو المستند ………………
51 الفرع الثالث :اإلعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة عبر اإلنترنت …..
56 المطمب الثالث :الجرائـ المخمة باآلداب العامة …………………….
56 الفرع األول :جرائـ اإلخبلؿ باآلداب العامة فى قانوف العقوبات …...
60 الفرع الثانى :الجرائـ المخمة باآلداب العامة عبر اإلنترنت ………..
المبحث الثانى :الجرائـ المستحدثة المرتكبة بواسطة اإلنترنت …………………… 69
70 المطمب األول :الجرائـ الواقعة عمى التجارة اإلليكترونية ………………….
70 الفرع األول :تعريؼ التجارة اإلليكترونية ………………………..
72 الفرع الثانى :صور اإلعتداء عمى التجارة اإلليكترونية …………..
84 الفرع الثالث :جرائـ التجارة اإلليكترونية فى المنظور التشريعى …..
87 المطمب الثانى :جرائـ اإلتبلؼ المعموماتى ………………………………
88 الفرع األول :جريمة اإلتبلؼ فى قانوف العقوبات …………………
89 الفرع الثانى :المقصود بإتبلؼ معمومات وبرامج الحاسب اآللى ……
96 المطمب الثالث :جرائـ غسيؿ األمواؿ عبر االنترنت …………………..
96 الفرع األول :التعريؼ بجريمة غسيؿ األمواؿ ……………………
99 أوال :الركف المادي ……………………………………
99 ثانياً :الركف المعنوى …………………………………..
100 الفرع الثانى :أساليب غسيؿ األمواؿ عبر شبكة اإلنترنت ………...
103 الفرع الثالث :الموقؼ التشريعى مف جرائـ غسيؿ األمواؿ عبر اإلنترنت…………
185
رلم
انمــىضـــــىع
انصفحح
اٌفظً اٌضبٔــــٝ
ِىبفحــــخ عشائـــُ اإلٔزشٔذ
105 تمييد وتقسيـ …………………………………………………….
106 المبحث األول :مكافحة جرائـ اإلنترنت عمى المستوى الوطنى ………………
107 المطمب األول :سبؿ الحماية الفنية فى مواجية جرائـ اإلنترنت ……………
107 أوالً :إستخداـ كممة السر(كممة المرور) …………………..
108 ثانياً :تشفير البيانات ……………………………………
109 ثالثاً :إستخداـ التوقيع اإلليكترونى ……………………….
110 رابعاً :تنقية البيانات …………………………………….
111 خامساً :برامج الحماية ………………………………….
114 المطمب الثانى :التصدى الشرطى لجرائـ اإلنترنت ……………………….
140 المبحث الثانى :مكافحة جرائـ اإلنترنت عمى المستوى الدولى ………………
141 المطمب األول :التعاوف الشرطى والقضائى عمى المستوى الدولى …………
141 الفرع األول :التعاوف الشرطى عمى المستوى الدولى …………….
146 الفرع الثانى :التعاوف القضائى عمى المستوى الدولى………………
154 المطمب الثانى :اإلتفاقيات والمؤتمرات الدولية …………………………..
154 أوالً :إتفاقية بودابست لمكافحة جرائـ الحاسب اآللى ……….
157 ثانياً :إتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية ……………...
ثالثاً :قرار الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة لمكافحة إستغبلؿ تكنولوجيا المعمومات
157 ألىداؼ إجرامية................................
رابعاً :مقررات وتوصيات المؤتمر الخامس عشر لمجمعية الدولية لقانوف العقوبات
158 بشأف جرائـ الكمبيوتر ......................................
خامساً :القرار الصادر عف مؤتمر األمـ المتحدة الثامف لمنع الجريمة ومعاممة
159 السجناء -ىافانا - 1990بشأف الجرائـ ذات الصمة بالكمبيوتر …………….
186
رلم
انمــىضـــــىع
انصفحح
سابعاً :المؤتمر الدولي األوؿ لحقوؽ اإلنساف الخاص بأثر التقدـ التكنولوجي عمى
162 حقوؽ اإلنساف (مؤتمر طيراف .………………… )1968
166 رابعاً :عدـ وجود معاىدات ثنائية أو جماعية بيف الدوؿ …….
167 الخاتم ػػة ……………………………………………….
170 قائمػة المراجع ………………………………………………….
184 الفي ػػرس ……………………………………………………….
187