You are on page 1of 176

‫جامعة محمد خيذر بسكرة‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬


‫قســم العلــوم السياســــــية‬

‫الحكومة االلكترونية في الجزائر‪ :‬دراسة‬


‫في إمكانيـة التطبيق‬

‫مذكرة مقدمة استكماال لمتطلبات الحصول على شهادة الماستر في العلوم السياسية‬

‫تخصص ‪ :‬السياسة العامة و اإلدارة المحلية‬

‫إشراف األستاذ‬ ‫إعداد الطالب‬

‫عشور عبد الكريم‬ ‫حرزهللا فؤاد حسن‬

‫لجنة المناقشة‬

‫األستاذ‬

‫األستاذ‬

‫األستاذ‬

‫السنة الجامعية ‪2102-2102 :‬‬

‫‪1‬‬
‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‬

‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬

‫﴿ وقل اعملوا فسيرى هللا عملكم و رسوله و المؤمنون ﴾‬

‫صدق هللا العظيم‬

‫‪2‬‬
‫اإلهداء‬

‫اهدي هذا العمل المتواضع إلى روح أبي و أمي الطاهرتين ‪ ،‬تغمدهما اهلل‬

‫برحمته الواسعة‬

‫‪3‬‬
‫شكر و تقدير‬

‫أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في انجاز هذا‬


‫العمل ‪ ،‬إلى كل األساتذة األفاضل بقسم العلوم السياسية بجامعة‬
‫محمد خيذر ‪.‬‬
‫أخص بالذكر األستاذ الفاضل عبد الكريم عشور الذي تفضل باإلشراف‬
‫على هذه المذكرة ‪ ،‬و الذي لم يبخل بمساعدته و إرشاداته و رعايته لهذا‬
‫العمل منذ بدايته ‪.‬‬
‫كما أتقدم بأسمى عبارات الشكر و التقدير لألستاذ الفاضل الدكتور‬
‫محمد شلبي على ما أسداه من نصائح ‪.‬‬
‫و إلى األخ و الصديق حميدة مصطفى‪ .‬وكل زمالئي الطلبة ‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫المحتــــــــــــــــويات‬
‫مقدمـــــــة ‪04-10..............................................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي للحكومة االلكترونية‪75- 01............................‬‬
‫المبحث األول مفهوم الحكومة االلكترونية ‪01..............................................‬‬
‫نشأة مفهوم الحكومة االلكترونية ‪08- 05- 01............................................‬‬
‫تعريف الحكومة االلكترونية‪21 -01 -08.................................................‬‬
‫عناصر الحكومة االلكترونية‪27-24-23-22-20.........................................‬‬
‫أهداف الحكومة االلكترونية ‪25-21.......................................................‬‬
‫مبادئ الحكومة االلكترونية ‪31-21-28...................................................‬‬
‫خصائص الحكومة االلكترونية ‪32-30....................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬بناء و تركيبة الحكومة االلكترونية ‪32....................................‬‬
‫البناء الشبكي للحكومة االلكترونية ‪31-37-34-33-32..................................‬‬
‫متطلبات تطبيق الحكومة االلكترونية ‪35-31..............................................‬‬
‫مجاالت الحكومة االلكترونية ‪41-31-38.................................................‬‬
‫أنواع الحكومة االلكترونية‪40-41.........................................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الحكومة االلكترونية المراحل و التحديات ‪40.............................‬‬
‫مراحل تطبيق الحكومة االلكترونية ‪43-42-40..........................................‬‬
‫الحكومة االلكترونية و إشكالية مجتمع المعلومات ‪41-48-45-41-47-44..............‬‬
‫االنتقال من الحكومة التقليدية إلى الحكومة االلكترونية‪72-70-71-41....................‬‬
‫معوقات التحول إلى الحكومة االلكترونية ‪77-74-73-72................................‬‬
‫خالصة الفصل األول ‪71.................................................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تجربة الحكومة االلكترونية في الجزائر ‪000-75.........................‬‬
‫المبحث األول البرامج المعلنة لتطبيق الحكومة االلكترونية في الجزائر‪78..................‬‬
‫الحكومة االلكترونية في الخطاب الرسمي ‪13-12-10-11-71-78.....................‬‬
‫أ‬
‫إستراتيجية الحكومة االلكترونية بالجزائر ‪17-14-13..................... 2103-2111‬‬
‫أهداف الحكومة االلكترونية بالجزائر ‪11-17.............................................‬‬
‫آليات تنفيذ برنامج الحكومة االلكترونية بالجزائر ‪15......................................‬‬
‫المبحث الثاني الوسائل المسخرة لتطبيق برنامج الحكومة االلكترونية بالجزائر ‪18.........‬‬
‫شبكة االنترنت و الهاتف ‪52-50-51-11-18................................‬‬ ‫‪-0‬‬
‫التجهيزات و البرامج‪55-51-57-54-53....................................‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التشريعات و التنظيمات‪80-81-51-58......................................‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التطوير و التعاون ‪88-85-81-87-84-83-82............................‬‬ ‫‪-4‬‬
‫التكوين ‪10-11-81-88.....................................................‬‬ ‫‪-7‬‬
‫المبحث الثالث بعض استخدامات الحكومة االلكترونية بالجزائر ‪10........................‬‬
‫‪-0‬خدمات الحكومة االلكترونية بقطاع البريد ‪13-12-10................................‬‬
‫‪-2‬خدمات الحكومة االلكترونية بقطاع الضمان االجتماعي ‪17-14-13...................‬‬
‫‪-3‬خدمات الحكومة االلكترونية بقطاع التعليم ‪17.........................................‬‬
‫‪-‬قطاع التعليم العالي ‪11-18-15-11-17...........................................‬‬
‫‪-‬و ازرة التربية الوطنية ‪011-11.....................................................‬‬
‫‪-‬التعليم االلكتروني بالجزائر‪012-010-011.........................................‬‬
‫‪-4‬خدمات الحكومة االلكترونية بقطاع العدالة‪017-014-013............................‬‬
‫‪-7‬بعض مشاريع الحكومة االلكترونية بالجزائر‪017......................................‬‬
‫‪-‬مشروع البلدية االلكترونية ‪011-017...............................................‬‬
‫‪-‬مشروع جواز السفر و بطاقة التعريف البيومتريين ‪015-011........................‬‬
‫‪-‬مشروع الصحة االلكترونية ‪011-018-015.........................................‬‬
‫‪-‬مشروع السجل التجاري االلكتروني ‪011............................................‬‬
‫خالصة الفصل الثاني ‪001...............................................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬تقييم استخدامات الحكومة االلكترونية في المجاالت المستهدفة ‪044-000‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬اثر التحول نحو الخدمة العامة االلكترونية‪002............................‬‬
‫ب‬
‫‪-0‬بالنسبة للمواطن ‪005-001-007-004-003-002.................................‬‬
‫‪-2‬بالنسبة لقطاع األعمال ‪021-001-008-005.......................................‬‬
‫‪ -3‬بالنسبة للمؤسسات العامة ‪024-023-022-020....................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬معوقات الحكومة االلكترونية بالجزائر‪028-025-021..................‬‬
‫‪-0‬المعوقات اإلدارية ‪031-021-028...................................................‬‬
‫‪-2‬المعوقات المادية‪030-031-021 ....................................................‬‬
‫‪-3‬المعوقات البشرية‪033-032..........................................................‬‬
‫‪-4‬المعوقات التشريعية‪037-034-033..................................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الحكومة االلكترونية بالجزائر (رؤية مستقبلية) ‪037......................‬‬
‫التخطيط للحكومة االلكترونية ‪035-037.................................................‬‬
‫اإلرادة السياسية ‪038-035..............................................................‬‬
‫التكوين و التوعية ‪040-041-031-038...............................................‬‬
‫االستثمار في تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪043-042...................................‬‬
‫التشريع و األمن االلكتروني‪044-043...................................................‬‬
‫خالصة الفصل الثالث ‪047..............................................................‬‬
‫االستنتاجات و التوصيات ‪048-045-041..............................................‬‬
‫الخاتمة‪070-071-041.................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪011-072................................................. ...............‬‬
‫فهرس الجداول و اإلشكال ‪010..........................................................‬‬
‫المالحق ‪055-012.....................................................................‬‬
‫الملخص‪011-018......................................................................‬‬

‫ج‬
‫مقـدمـــــــــــة‬
‫التطور الكبير الحاصل في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ‪ ،‬و الذي امتد تأثيره‬
‫ّ‬ ‫إن‬

‫إلى كافة جوانب الحياة العامة ‪ ،‬احدث تغيي ار جوهريا في شكل و دور اإلدارات و األجهزة‬

‫الحكومية وعالقاتها مع بعضها البعض و مع المواطنين ‪ ،‬و ظهرت العديد من المصطلحات‬

‫الجديدة ك التجارة االلكترونية و اإلدارة االلكترونية و الصحة االلكترونية ‪...‬هذه التطورات‬

‫المتسارعة في تكنولوجيا اإلعالم و االتصال أدت إلى ظهور الحكومة االلكترونية كبديل عن‬

‫الحكومة التقليدية ‪ ،‬مما سمح بظهور مفهوم جديد للخدمة العامة‪.‬‬

‫لقد أدى تطور صناعة الحاسوب و البرمجيات إلى انتشار تكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬ليخرج‬

‫الكومبيوتر من الغرف الكبيرة المغلقة و يصبح في متناول معظم الشركات و المؤسسات ‪،‬‬

‫بعدما كان حك ار على بعض القطاعات‪ ،‬كما أدى التطور الحاصل في تكنولوجيا االتصال إلى‬

‫ظهور االنترنت و التي هي شبكة ضخمة تربط أجهزة الكومبيوتر مع بعضها البعض ‪،‬هذا‬

‫االنتشار الواسع لشبكة االنترنت و ارتباط المواطنين بها أوجد نوعا من العالقات و المفاهيم‬

‫الجديدة في المجتمع ‪.‬‬

‫استفادت الحكومات و الشركات من تكنولوجيا المعلومات في أنشطتها حيث وظفتها في‬

‫انجاز العمليات اإلحصائية و الجغرافية مما ساعدها على اتخاذ الق اررات في السياسات العامة‬

‫‪،‬وهذا التطور الحاصل في تكنولوجيا اإلعالم و االتصال جعل الحكومات تفكر في تقديم‬

‫خدماتها للمواطنين باالعتماد على هذه التكنولوجيا ‪ ،‬فظهر مفهوم الحكومة االلكترونية ‪ .‬و‬

‫‪1‬‬
‫كانت البداية في الواليات المتحدة األمريكية سنة ‪ ،0112‬عندما طرح (آل جور) نائب الرئيس‬

‫األمريكي (بيل كلينتون) فكرة تقديم الخدمات للمواطنين األمريكيين من خالل ربطهم بشبكة‬

‫الحكومة ‪ ،‬ومن جانب آخر تعتمد الحكومة على تكنولوجيا اإلعالم و االتصال في أداء‬

‫أنشطتها لربح الوقت و خفض التكاليف ‪.‬‬

‫في بناء الحكومة االلكترونية يؤخذ في الحسبان كل ما تمارسه الحكومة في العالم‬

‫الحقيقي سواء في عالقاتها بالجمهور أو عالقة مؤسساتها بعضها ببعض أو عالقاتها‬

‫بجهات األعمال الداخلية و الخارجية‪.1‬‬

‫و الحكومة االلكترونية ال تعني أتمتت العمليات اإلدارية و تقديم بعض الخدمات البسيطة كدفع‬

‫الفواتير و تحصيل الضرائب و إنما هي إتاحة كل المعلومات و الخدمات ليستفيد منها كل‬

‫مواطن مرتبط بالشبكة بكل شفافية‪.‬‬

‫والجزائر كجزء من هذا العالم ليست بعيدة عن هذه التطورات‪ ،‬فقد تضمنت سياساتها‬

‫العامة برامج تسعى إلى االهتمام بتكنولوجيا اإلعالم و االتصال بهدف بناء مجتمع المعلومات‬

‫في الجزائر ‪ ،‬ويظهر هذا جليا من خالل الخطاب الرسمي للمسؤولين و الجهود التنموية بعد‬

‫التحول االقتصادي الذي عرفته البالد و إعادة هيكلة المؤسسات في التسعينات‪ ،‬وال سيما قطاع‬

‫البريد و المواصالت ‪ ،‬حيث ركزت جهود اإلصالح في الجزائر منذ سنة ‪ 2111‬على تطوير‬

‫البنية التحتية لتكنولوجيا اإلعالم و االتصال لتطلق الجزائر بعد ذلك مبادرتها‬

‫‪ - 1‬عصام عبد الفتاح مطر‪ .‬الحكومة االلكترونية بين النظرية و التطبيق‪.‬اإلسكندرية ‪.‬دار الجامعة الجديدة ‪2118.‬ص‪18‬‬
‫‪2‬‬
‫االلكترونية سنة ‪2118‬تحت اسم ‪:‬الجزائر االلكترونية (‪)2103-2111‬‬

‫لقد أدى التحول االقتصادي في الجزائر إلى فتح أفاق كبرى لالستثمار و البحث عن بدائل‬

‫جديدة خارج تصدير المحروقات‪ ،‬كما طرحت قضية انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة‬

‫العالمية ‪ ،‬كما أن اتساع مساحة الجزائر و زيادة عدد سكانها يطرح بعض الصعوبات تتعلق‬

‫بصعوبة توصيل الخدمات إلى المناطق النائية و انتشار البطالة ‪ ،‬و قضايا أخرى تتعلق‬

‫بانتشار الفساد اإلداري و البيروقراطية وغيرها ‪ ،‬كل هذا يبين مدى حاجة الجزائر إلى الحكومة‬

‫االلكترونية التي ستفتح آفاقا جديدة لالقتصاد الوطني و توفير الخدمات للمواطنين بأسرع وقت‬

‫و جهد‪.‬‬

‫المشكلة البحثية ‪:‬‬

‫مبادرة الجزائر االلكترونية كغيرها من المبادرات التي ظهرت في العديد من دول العالم‬

‫سواء المتقدمة أو النامية و خصوصا الدول العربية تواجهها صعوبات عديدة ‪ ،‬و تختلف هذه‬

‫الصعوبات من دولة إلى أخرى حسب توجهات كل منها و إمكاناتها المادية و البشرية المتاحة‬

‫للمشروع ‪ .‬و أمام التحديات التي تواجه جهود تطبيق الحكومة االلكترونية في الجزائر نطرح‬

‫السؤال التالي ‪:‬‬

‫ماهي متطلبات نجاح مشروع الحكومة االلكترونية بالجزائر ؟‬

‫مجاالت الدراسة ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫المجال الزماني ‪ :‬تركز الدراسة على بداية فترة اإلصالحات الكبرى التي بادرت بها الجزائر في‬

‫مجال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ ،‬و الهادفة إلى بناء مجتمع المعلومات من سنة‬

‫‪ 2111‬إلى اآلن‬

‫المجال المكاني ‪ :‬الجزائر‬

‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫البحث العلمي في أي موضوع ال يأتي من فراغ ‪ ،‬و إنما حول ظاهرة معينة يلفها الغموض ‪ ،‬و‬

‫تحتاج إلى تفسير و تحليل ‪ ،‬بدافع الفضول العلمي الذي يهدف إلى إزالة اللبس و الغموض‬

‫عنها ‪ ،‬و أسباب اختيار هذا الموضوع تكمن في‪:‬‬

‫‪ -‬محاولة فهم الحكومة االلكترونية كمصطلح جديد ‪ ،‬مازال يكتنفه الكثير من الغموض ‪ ،‬و‬

‫مازالت األبحاث جارية حوله على المستوى العربي و العالمي‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على واقع الحكومة االلكترونية في الجزائر كمشروع حديث ‪ ،‬توليه الجزائر اهتماما‬

‫خاصا ‪،‬و تعلق عليه اآلمال الكبرى في اإلصالح و التطوير ‪.‬‬

‫‪-‬المساهمة في إثراء البحوث الجامعية ‪ ،‬حيث يالحظ ندرة في هذا النوع من الدراسات بالجزائر‬

‫‪.‬‬

‫التساؤالت‬

‫‪ -0‬ما المقصود بالحكومة االلكترونية ؟‬


‫‪4‬‬
‫‪ -2‬ماهي األهداف المعلنة لبرنامج الحكومة االلكترونية في الجزائر ؟‬

‫‪ -3‬ماهي الوسائل المعتمدة لتطبيق برنامج الحكومة االلكترونية بالجزائر ؟‬

‫‪ -4‬ماهي أهم مجاالت تطبيق الحكومة االلكترونية بالجزائر ؟‬

‫‪ -7‬ماهي الصعوبات التي تواجه مشروع الحكومة االلكترونية بالجزائر؟‬

‫‪ -1‬ماهي الحلول المقترحة لتجاوز معيقات الحكومة االلكترونية في الجزائر ؟‬

‫فرضيات الدراسة ‪:‬‬

‫‪ -0‬نجاح تجربة الحكومة االلكترونية في الجزائر مرتبط بتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا‬

‫المعلومات و االتصال ‪.‬‬

‫‪ -2‬بطء التحول للخدمات االلكترونية في الجزائر هو نتيجة ضعف المقومات البشرية و‬

‫القانونية و اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ -3‬تطوير مشروع الحكومة االلكترونية بالجزائر مرتبط بوجود إرادة سياسية داعمة للتحول‬

‫االلكتروني ‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫األهمية العلمية‪:‬‬

‫تحسين األداء في القطاع الحكومي من األمور التي تحضى باالهتمام المتزايد لدى الباحثين ‪،‬‬

‫و بالتالي أصبح تطبيق الحكومة االلكترونية مطلبا أساسيا لزيادة فعالية أداء الحكومات ‪ .‬و‬

‫البحث في إمكانية تطبيق الحكومة االلكترونية ‪ ،‬يتطلب الوقوف على خصوصية كل دولة و‬
‫‪5‬‬
‫إمكانا تها ‪ ،‬والواضح أن هناك ندرة في هذا الميدان ‪ ،‬ومن هذا المنطلق جاءت الدراسة إللقاء‬

‫المزيد من الضوء في هذا المجال ‪.‬‬

‫األهمية العملية ‪:‬‬

‫تكمن أهمية هذه الدراسة في تناولها مشروع الحكومة االلكترونية بالجزائر ‪ ،‬والذي يرى فيه‬

‫البعض بأنه مشروع صعب المنال لصعوبة التغيير أمام العراقيل البيروقراطية و غيرها ‪،‬‬

‫وجاءت الدراسة لتوضيح الرؤى و الحصول على حقائق مجردة عن هذا الموضوع ‪ ،‬و التوصل‬

‫إلى نتائج و توصيات بهذا الشأن يمكن االستفادة منها في المستقبل ‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬

‫‪ -0‬التعرف على ماهية الحكومة االلكترونية كمصطلح جديد افرزه التطور البشري كمرحلة‬

‫جديدة في ميدان اإلدارة و التسيير‪.‬‬

‫‪ -2‬التعرف على أهداف الحكومة االلكترونية بالجزائر من خالل السياسة العامة للدولة في‬

‫هذا المجال ‪.‬‬

‫‪ -3‬التعرف على البيئة التي أعدتها الجزائر الستنبات مشروع الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪ -4‬للوقوف على أهم تطبيقات الحكومة االلكترونية بالجزائر من خالل التقرب من بعض‬

‫مؤسسات الخدمة العامة ‪.‬‬

‫‪ -7‬رصد الواقع المعيش للتعرف على خصوصية التحديات التي تواجه مشروع الحكومة‬

‫االلكترونية بالجزائر ‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫‪ -1‬تحليل تحديات مشروع الحكومة االلكترونية في الجزائر واقتراح الحلول المناسبة لها ‪.‬‬

‫مناهج الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬اعتمد الباحث على المنهج الوصفي لتحليل و تفسير مفهوم الحكومة االلكترونية ألخذ‬

‫خصائص‬ ‫تصور نظري للمفهوم واسقاطه على التجربة الجزائرية ليحاول التعرف على‬

‫التحديات التي تواجه المشروع ‪ ،‬و من خاللها يحاول طرح رؤية إستراتيجية للحكومة االلكترونية‬

‫في الجزائر‬

‫كما استعان الباحث بمنهج دراسة حالة باعتبار أن الجزائر حالة واحدة‪ ،‬حيث انه يمكن‬

‫استخالص بعض النتائج من الواقع المعيش ‪.‬‬

‫‪ -‬و المنهج التاريخي الذي ال غنى عنه في الدراسات السياسية و االجتماعية ‪ ،‬فتحليل الواقع‬

‫المعيش يتطلب التعرف على حالة المنظمات قبل التحول االلكتروني ليستخلص التغيرات‬

‫الحاصلة ومن ثم يمكن تقييم هذه التطورات ‪.‬‬

‫‪ -‬كما اعتمد الباحث على مدخل النظم ‪ ،‬حيث أن البيئة الخارجية و الداخلية تفرض على‬

‫النظام السياسي في الجزائر متغيرات أملتها العولمة (المدخالت) و التفاعل مع هذه المتغيرات‬

‫أفرز مجموعة من البرامج الهاد فة إلى االستجابة للضغوط (المخرجات) و التغذية االسترجاعية‬

‫تعكس مدى استجابة بيئة النظام في الجزائر لتلك المخرجات ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫و على هذا األساس اعتمد الباحث في تقويمه للبرامج المعلنة للحكومة االلكترونية في الجزائر‬

‫من منظور تحليل السياسة العامة ‪.‬‬

‫ليتوصل إلى الصعوبات التي تعيق تنفيذ السياسة العامة في هذا المجال و التي من خاللها‬

‫يحاول إيجاد بعض التصورات لمستقبل الحكومة االلكترونية في الجزائر ‪.‬‬

‫صعوبات الدراسة ‪ :‬تكمن الصعوبات في قلة المراجع التي تتناول موضوع الحكومة االلكترونية‬

‫بالجزائر و هذا لحداثة الموضوع مما يضطر اللجوء إلى االنترنت و تصفح المواقع الحكومية‬

‫للحصول على المعلومات و تتبع الصحافة االلكترونية للوقوف على المستجدات و تصريحات‬

‫المسؤولين و آراء الخبراء في هذا المجال ‪.‬‬

‫المفاهيم األساسية ‪:‬‬

‫الحكومة‪ :‬الحكومة بالمعنى الواسع تعني ممارسة السلطة في جماعة سياسية معينة ومن ثم‬

‫يكون المقصود منها نظام الحكم في الدولة ‪ ،‬أي طريقة استخدام السلطة و ممارسة الحكم ‪.‬‬

‫كذلك قد يستعمل مصطلح الحكومة بمعنى ضيق ‪ ،‬وذلك للداللة على السلطة التنفيذية وحدها ‪،‬‬

‫أي السلطة القائمة بالسهر على تنفيذ القوانين و تسيير و إدارة المرافق العامة ‪ ،‬و يالحظ شيوع‬

‫استخدام هذا المصطلح بهذا المعنى ‪ ،‬بوصف أن السلطة التنفيذية هي التي تظهر لألفراد و‬

‫بشكل دائم و مباشر كمحرك فعلي للسياسة في الدولة‪.1‬‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح بيومي حجازي ‪،‬الحكومة االلكترونية و نظامها القانوني ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪، 2114،‬ص‪05‬‬
‫‪8‬‬
‫الحكومة االلكترونية ‪ :‬هي عملية تغيير و تحويل العالقات بين المؤسسات و المواطنين من‬

‫خالل تكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬بهدف تقديم أفضل الخدمات للمواطنين و تمكينهم من الوصول‬

‫للمعلومات مما يوفر مزيدا من الشفافية و تحجيم الفساد و تعظيم العائد و تخفيض النفقات‪. 1‬‬

‫اإلدارة االلكترونية ‪ :‬يعرفها البعض على أنها عملية ميكنة جميع مهام و أنشطة المؤسسة‬

‫اإلدارية ‪،‬باالعتماد على المعلومات الضرورية ‪ ،‬للوصول إلى تحقيق األهداف اإلدارية الجديدة‬

‫في تقليل استخدام األوراق و تبسيط اإلجراءات و القضاء على الروتين و االنجاز السريع و‬

‫الدقيق للمعامالت ‪.2‬‬

‫الموقع االلكتروني ‪ :‬تشكل المواقع االلكترونية األساس للجهاز الحكومي الذي يرتبط المستفيد‬

‫به ليتيح له تقديم خدمة أفضل بأيسر الطرق و أسرعها ‪ ،‬مما يستلزم على الجهاز الحكومي أن‬

‫يتيح خدماته بفاعلية عبر موقعه على االنترنت ‪ ،‬و تصميم مواقع تناسب طبيعة الجهاز‬

‫الحكومي و الجمهور المستفيد منه ‪.‬‬

‫و يعرف الموقع الحكومي على انه مكان على شبكة االنترنت يتكون من صفحات للمعلومات‬

‫تبدأ بصفحة خاصة و ترتبط هذه الصفحات بموضوع معين ‪ ،‬و لكل موقع عنوانه المستقل على‬

‫‪3‬‬
‫الشبكة ‪URL‬‬

‫‪- 1‬دياال جميل الرازي ‪ ،‬الحكومة االلكترونية و معوقات تطبيقها ‪:‬دراسة تطبيقية على المؤسسات الحكومية في قطاع غزة ‪،‬‬
‫مجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات االقتصادية و اإلدارية ‪ ،‬المجلد العشرين ‪ ،‬العدد األول ‪،2102‬ص ‪011‬‬
‫‪- 2‬إيهاب خميس احمد المير ‪ "،‬متطلبات تنمية الموارد البشرية لتطبيق اإلدارة االلكترونية ‪:‬دراسة تطبيقية على العاملين‬
‫باإلدارة العامة للمرور وزارة الداخلية "‪( ،‬رسالة ماجستير غير منشورة) ‪،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪2115،‬‬
‫‪ - 3‬نورة بنت ناصر الهزاني‪ ،‬الخدمات االلكترونية في األجهزة الحكومية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية ‪،‬‬
‫‪، 2118‬ص ‪. 87‬‬
‫‪9‬‬
‫تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪ :‬تعرف على أنها مجموعة من اآلالت أو األجهزة أو الوسائل‬

‫التي تساعد على إنتاج المعلومات و توزيعها واسترجاعها و عرضها‪. 1‬‬

‫مجتمع المعلومات ‪ :‬يقصد بمجتمع المعلومات جميع األنشطة ‪،‬و التدابير ‪ ،‬و الممارسات‬

‫المرتبطة بالمعلومات ‪،‬إنتاجا ‪ ،‬و نش ار ‪ ،‬و تنظيما ‪ ،‬و استثما ار ‪ ،‬و يشمل إنتاج المعلومات ‪ ،‬و‬

‫أنشطة البحث و الجهود اإلبداعية و التأليف الموجه لخدمة األهداف التعليمية و التثقيفية‪. 2‬‬

‫الفجوة الرقمية ‪ :‬يستعمل مصطلح الفجوة الرقمية لتوصيف واقع نشا جراء الثورة التكنولوجية‬

‫التي طالت ميدان اإلعالم و االتصال ‪ ،‬على األقل منذ ثمانينات القرن العشرين ‪ ،‬و يعني‬

‫تحديدا واقع البلوغ غير المتساوي لتكنولوجيا اإلعالم و االتصال الجديدة في الدول الغنية‬

‫المتقدمة و الدول السائرة في طريق النمو الفقيرة ‪.‬‬

‫و الفجوة الرقمية تغني بوجه عام " الالمساواة أمام إمكانيات بلوغ المعلومة (أو المساهمة فيها‬

‫) و المعرفة و الشبكات ‪ ،‬و كذا االستفادة من مقدرات التنمية الهائلة التي توفرها‬

‫تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‪. 3‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫‪ - 1‬محمد الفاتح حمدي ‪ ،‬ياسين قرناني ‪ ،‬مسعود بوسعدية ‪ ،‬تكنولوجيا االتصال و اإلعالم الحديثة االستخدام و التأثير‬
‫‪،‬الجزائر ‪ ،‬مؤسسة كنوز الحكمة للنشر و التوزيع ‪ ،2101 ،‬ص ‪3‬‬
‫‪ - 2‬هند علوي ‪ ،‬مجتمع المعلومات بالجزائر ‪.‬قياس النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت بقطاع التعليم بالشرق‬
‫الجزائري‪،.‬الجزائر ‪ ،‬دار األكاديمية‪ ،2111.‬ص‪.35‬‬
‫‪ - 3‬جميلة الجوزي ‪" ،‬الفجوة الرقمية في الوطن العربي "‪ :‬األسباب" متاح في ‪:‬‬
‫‪ http://ratoulrecherche.arabblogs.com/keddi.pdf‬تاريخ االطالع ‪2103/17/21‬‬
‫‪11‬‬
‫الدراسة األولى ‪ :‬أبعاد التحول نحو الحكومة االلكترونية في الدول العربية دراسة تحليلية ‪،‬‬

‫مذكرة ماجستير للطالبة تغريد يحي أبو سليم ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية جامعة الجزائر ‪،2117‬و‬

‫تهدف الدراسة إلى التعرف على ماهية الحكومة االلكترونية ‪،‬وتحليل األبعاد المختلفة للتحول‬

‫نحو تطبيق الحكومة االلكترونية ‪ ،‬كما تهدف إلى التعرف على متطلبات النهوض بهذا القطاع‬

‫في الدول العربية ‪ ،‬و توصلت الدراسة إلى أن الحكومة االلكترونية حديثة النشأة بالدول العربية‬

‫‪ ،‬و أنها ليست مجرد تحويل الخدمات و العمل إلى نظام الكتروني ‪ ،‬وانما هي منظومة‬

‫متشابكة و معقدة ‪ ،‬لها أبعاد سياسية و قانونية و اجتماعية و اقتصادية و تكنولوجية ‪ ،‬و‬

‫التحول نحو الحكومة االلكترونية يحتاج إلى دراسات واعية لكافة عناصر المنظومة قبل التحول‬

‫الكامل إلى أتمتة جميع الخدمات ‪.‬‬

‫الدراسة الثانية ‪ :‬واقع الحكومة االلكترونية في الدول العربية "حالة الجزائر " دراسة وصفية‬

‫تحليلية لتطبيقات تكنولوجيات اإلعالم و االتصاالت ‪ ،‬مذكرة ماجستير للطالب احمد شريف‬

‫بسام ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 2101 -3-‬و تهدف الدراسة إلى‬

‫التعرف على مراحل تطور الحكومة االلكترونية في البلدان العربية و الجزائر ‪ ،‬و البحث في‬

‫كيفية تحول الحكومات من النمط التقليدي إلى النمط االلكتروني ‪ ،‬كما تهدف إلى التعرف على‬

‫مدى تطبيق الحكومة االلكترونية في الجزائر و أهدافها ‪ ،‬ومن نتائج الدراسة أن مشاريع‬

‫الحكومة االلكترونية في الدول العربية تتباين من دولة إلى أخرى الختالف اإلمكانات المادية‬

‫و البشرية المتوفرة لديها ‪ ،‬كما توصلت الدراسة إلى أن مشروع الحكومة االلكترونية في الجزائر‬

‫يعد من المشاريع التنموية الكبرى التي توليها السلطات أهمية بالغة ‪ ،‬بهدف اللحاق بركب‬
‫‪11‬‬
‫مجتمعات المعرفة ‪ ،‬و لكن الدراسة لم تتطرق لجهود الجزائر في بناء مجتمع المعلومات ‪،‬‬

‫كما توصلت إلى انه رغم اهتمام الجزائر بالحكومة االلكترونية ‪ ،‬يالحظ قصور في مجال البنية‬

‫التحتية و غياب الوعي الثقافي و المعرفي لدى جمهور المواطنين بمزايا تطبيق الحكومة‬

‫االلكترونية إال أن الدراسة أغفلت تقديم رؤية مستقبلية للحكومة االلكترونية بالدول العربية و‬

‫الجزائر ‪.‬‬

‫الدراسة الثالثة‪:‬‬

‫مدى تقبل المواطنين للحصول على الخدمات من خالل الحكومة االلكترونية (دراسة حالة قطاع‬

‫غزة ) رسالة ماجستير للطالب إياد خالد عدوان ‪،‬الجامعة اإلسالمية غزة ‪ ، 2115‬تهدف‬

‫الدراسة إلى التعرف على مدى فهم المواطنين للحكومة االلكترونية و إدراكهم لمزاياها و ثقتهم‬

‫بها ‪،‬كما تهدف إلى التعرف على مدى فعالية وسائل التوعية في زيادة وعي و إقبال المواطنين‬

‫على خدمات الحكومة االلكترونية ‪ ،‬و مدى توفر البنية التحتية لدى المواطنين الستخدام‬

‫خدمات الحكومة االلكترونية ‪،‬كما تهدف إلى التعرف على المعوقات التي تواجه مشروع‬

‫الحكومة االلكترونية من وجهة نظر المواطنين ‪ ،‬و تحديد أهم العوامل المؤثرة على تقبل‬

‫المواطنين للحصول على خدمات الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫و توصلت الدراسة إلى وجود قصور في استخدام آليات التوعية بخدمات الحكومة االلكترونية و‬

‫التعامل معها ‪ ،‬و وجود معوقات للحصول على خدمات الحكومة االلكترونية ال يقلل إقبال‬

‫المواطنين عليها ‪ ،‬كما توصلت الدراسة إلى توفر البنية التحتية الستخدام خدمات الحكومة‬

‫‪12‬‬
‫االلكترونية و سهولة الحصول على جهاز الهاتف و الحاسوب ‪ ،‬و خدمة االنترنت ‪ ،‬و وجود‬

‫عدة شركات تقدم أعمال الصيانة ‪ ،‬كما توصلت إلى ضعف استخدام االنترنت عن طريق‬

‫الجوال لصعوبتها و ارتفاع سعرها ‪ ،‬كما توصلت إلى وجود قصور في توفير األماكن العامة‬

‫الستخدام االنترنت و نقص في برامج التدريب على الحاسوب و االنترنت ‪ ،‬و توصلت إلى‬

‫انخفاض عامل الثقة في الخدمات االلكترونية من خالل االنترنت ‪ ،‬و عدم وجود ثقة في‬

‫استخدام بطاقات االئتمان ‪ ،‬و وجود ثقة كبيرة بالخدمات االلكترونية بالمقارنة مع الخدمات‬

‫التقليدية ‪.‬‬

‫اإلطار النظري ‪:‬‬

‫تم تقسيم الدراسة إلى ثالثة فصول ‪ ،‬تناول الفصل األول اإلطار المفاهيمي للحكومة االلكترونية‬

‫في ثالثة مباحث ‪ ،‬تطرق المبحث األول إلى مفهوم الحكومة االلكترونية ‪ ،‬وتناولها من حيث‬

‫النشأة و التعريف و الخصائص و العناصر ‪ ،‬كما تطرق إلى مبادئ و أهداف الحكومة‬

‫االلكترونية ‪ .‬و تطرق المبحث الثاني لبناء الحكومة االلكترونية ‪ ،‬و تناول البناء الشبكي‬

‫للحكومة االلكترونية و متطلبات تطبيقها ‪ ،‬و مجاالتها ‪ ،‬و أنواعها ‪ ،‬أما المبحث الثالث فقد‬

‫تعرض لمراحل الحكومة االلكترونية و تحدياتها و الذي تطرق لتحول الحكومات من النمط‬

‫التقليدي إلى النمط االلكتروني ‪ ،‬و مراحل تطبيق الحكومة االلكترونية ‪ ،‬كما تناول الحكومة‬

‫االلكترونية و إشكالية مجتمع المعلومات و في األخير تطرق لمعوقات الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فقد تعرض لتجربة الحكومة االلكترونية بالجزائر ‪ ،‬و قسم إلى ثالث مباحث ‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫تناول المبحث األول البرامج المعلنة الستخدام الحكومة االلكترونية و تطرق لبرنامج الحكومة‬

‫االلكترونية من خالل الخطاب الرسمي و تناول إستراتيجية الجزائر االلكترونية و أهدافها و‬

‫اآلليات المتبعة في تنفيذها ‪ ،‬أما المبحث الثاني فتطرق للوسائل التي اعتمدتها الجزائر في‬

‫تطبيق الحكومة االلكترونية من ناحية البنية التحتية لتكنولوجيا اإلعالم و االتصال و التشريعات‬

‫و التنظيمات و تطرق لجهود الجزائر في تطبيق الحكومة االلكترونية ‪ ،‬في مجال التطوير و‬

‫التعاون و التكوين ‪ ،‬و تناول المبحث الثاني بعض استخدامات الحكومة االلكترونية في قطاع‬

‫البريد و االتصال و قطاع الضمان االجتماعي و العدالة و قطاع التعليم ‪ ،‬كما تعرض لبعض‬

‫مشاريع الحكومة االلكترونية ‪ ،‬أما الفصل الثالث فتعرض لتقييم استخدامات الحكومة‬

‫االلكترونية في المجاالت المستهدفة في ثالث مباحث ‪ ،‬المبحث األول تعرض لنتائج التحول‬

‫نحو الخدمة االلكترونية العامة بالنسبة للمواطن و بالنسبة لقطاع األعمال و المؤسسات‬

‫العمومية ‪ ،‬و تناول المبحث الثاني المعوقات التي تواجه تطبيق الحكومة االلكترونية بالجزائر و‬

‫تطرق للمعوقات اإلدارية و المعوقات المادية و البشرية و التشريعية ‪ ،‬أما المبحث الثاني فحدد‬

‫رؤية مستقبلية الحكومة االلكترونية بالجزائر ‪ ،‬و تطرق لإلرادة السياسية و وعامل التخطيط ‪،‬‬

‫و االستثمار في تكنولوجيا اإلعالم و االتصال و التكوين و التوعية و الجانب األمني و‬

‫التشريعي ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي للحكومة االلكترونية‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للحكومة االلكترونية‬

‫المبحث األول مفهوم الحكومة االلكترونية‬

‫يعد مفهوم الحكومة االلكترونية ‪ e-government‬من المفاهيم الجديدة المرتبطة بثورة‬

‫تكنولوجيا المعلومات و االتصال و التي أثرت بشكل كبير على القطاع الحكومي و أدائه ‪،‬‬

‫يشير مفهوم الحكومة االلكترونية إلى تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين و قطاع األعمال‪،‬‬

‫باالعتماد عل ى التقنيات و شبكات االتصال الحديثة بهدف تطوير أداء األجهزة الحكومية و‬

‫تحقيق الفعالية في التعامل معها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة مفهوم الحكومة االلكترونية‬

‫بدأت تطبيقات الحكومة االلكترونية في العقود الثالثة األخيرة من القرن المنصرم بأساليب و‬

‫أشكال مختلفة ‪ ،‬و كانت محصورة في استخدام البرامج الحاسوبية في اإلحصاء أو إظهار‬

‫النتائج المختلفة في موازنات الدول و طريقة توزيعها و بنودها‪.1‬‬

‫و في منتصف الثمانينات بدأت الدول االسكندنافية بمشروع القرى الريفية تحت مسمى‬

‫"القرى االلكترونية " ‪ Villages Electronic‬و يهدف إلى وصول تلك القرى إلى بعض الخدمات‬

‫التي تلبي احتياجات سكان المناطق البعيدة عن المدن‪ ،‬في الحصول على المعلومات بواسطة‬

‫التقنية الحديثة ‪ ،‬و تسمى هذه المبادرة باسم المراكز البعيدة ‪ ،‬و األكواخ البعيدة ‪ ،‬و المجتمعات‬

‫البعيدة ‪ ،‬كما أطلق عليها (الرس) من جامعة (أدونيس) بالدنمارك تعبير مراكز‬

‫‪ - 1‬فهد ناصر العبود ‪ ،‬الحكومة االلكترونية بين التخطيط و التنفيذ‪،‬ط‪،2‬الرياض‪ ،‬مطبوعات مكتبة الملك فهد‬
‫الوطنية‪،2117.‬ص‪.07‬‬
‫‪16‬‬
‫الخدمة عن بعد للمعلومات المتطورة و السريعة‪.1‬‬

‫ومن رواد المشروع مايكل دل ‪ Dill‬صاحب شركة دل التي كان لها الدور الريادي في ميدان‬

‫الحلول االلكترونية‪.2‬‬

‫و في المملكة المتحدة بدأت التجربة عام ‪ 0181‬في مشروع قرية مانشستر و ذلك باالستفادة‬

‫من التجربة الدانمركية ‪ ،‬و قد أنشئ "مضيف مانشستر" بوصفه مرحلة أولى و يهدف إلى ترقية‬

‫و متابعة التطورات االجتماعية و االقتصادية و التعليمية و المهارية ‪ ،‬و قد بدأ المشروع فعليا‬

‫عام ‪. 0110‬‬

‫و في عام ‪ 0112‬عقد مؤتمر األكواخ البعدية في المملكة المتحدة لمتابعة هذه المشاريع ‪،‬‬

‫و قد تبنى مجلس لندن مشروع بونتيل " االتصاالت البعدية التقنية " الذي أكد على جمع و نشر‬

‫و تنمية المعلومات بوسائل الكترونية كالبريد االلكتروني و الوصول عن بعد لقواعد المعلومات‬

‫‪3‬‬
‫هذا إلى جانب المبادرات التي ظهرت في الواليات المتحدة في عهد الرئيس بيل كلنتون‬ ‫‪.‬‬

‫من قبل هيئة البريد المركزي عام ‪ 0117‬بوالية فلوريدا و تبعتها الكثير من المبادرات في‬

‫مختلف أنحاء العالم‪. 4‬‬

‫سابق‪ ،‬ص ‪. 37‬‬ ‫‪ -1‬نورة بنت ناصر الهزاني ‪.‬مرجع‬


‫‪ - 2‬محمود القدوة ‪،‬الحكومة االلكترونية واإلدارة المعاصرة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪، 2111.‬ص‪. 01‬‬
‫‪- 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 01‬‬
‫‪ - 4‬نورة بنت ناصر الهزاني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 35‬‬
‫‪17‬‬
‫من خالل ما سبق فإن ظهور الحكومة االلكترونية كمفهوم جاء ليرسخ لعقد جديد في‬

‫العالقات داخل الدولة ‪ ،‬و في فلسفة الممارسات السياسية و االقتصادية و االجتماعية للحكومة‬

‫‪ ،‬بتوظيف آخر ما توصل إليه العلم في ميدان تكنولوجيا المعلومات و االتصال ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف الحكومة االلكترونية‬

‫لقد اختلفت آراء الفقهاء حول تحديد مفهوم الحكومة االلكترونية ‪ ،‬و يعود ذلك إلى اختالف‬

‫الجانب الذي يهتم به كل فقيه ‪.‬‬

‫كما أن الحكومة االلكترونية في الوقت الحاضر ال تزال نسبيا مفهوما غير متبلور ‪ ،‬هذا ألنها‬

‫مازالت إلى حد كبير في المراحل األولى من تطورها ‪.1‬‬

‫فيعرفها البعض بأنها استخدام تكنولوجيا المعلومات الرقمية في انجاز المعامالت اإلدارية و‬

‫تقديم الخدمات المرفقية و التواصل مع الموظفين بمزيد من الديمقراطية ‪. 2‬‬

‫و يعرفها البعض اآلخر بأنها مرادف لعمليات تبسيط اإلجراءات الحكومية و تيسير النظام‬

‫البيروقراطي أمام المواطنين من خالل إيصال الخدمات لهم بشكل سريع و عادل ‪ ،‬في إطار‬

‫من النزاهة و الشفافية و المساءلة الحكومية ‪. 3‬‬

‫‪ - 1‬عبد الحميد بسيوني ‪ ،‬الديمقراطية االلكترونية ‪،‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر و التوزيع ‪ 2118 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ - 2‬عصام عبد الفتاح مطر ‪،‬الحكومة االلكترونية بين النظرية و التطبيق‪.‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪،2118،‬ص‪. 34‬‬
‫‪ - 3‬عبد الفتاح مطر عصام ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪18‬‬
‫كما تعرف على أنها على أنها قدرة القطاعات على تبادل المعلومات و تقديم الخدمات فيما‬

‫بينها و بين المواطن و قطاعات األعمال بسرعة و دقة عاليتين و بأقل كلفة ممكنة مع ضمان‬

‫السرية و أمن المعلومات المتداولة في أي وقت و مكان‪.1‬‬

‫كما يرى البعض بأن المقصود بالحكومة االلكترونية هو قدرة القطاعات الحكومية على تبادل‬

‫المعلومات و تقديم الخدمات فيما بينها و بين المواطنين ‪ ،‬و بين قطاعات األعمال بسرعة و‬

‫دقة عالية ‪ ،‬و بأقل تكلفة عبر شبكة االنترنت مع ضمان سرية و أمن المعلومات المتناقلة‬

‫معتمدة على مبدأين هما ‪:‬‬

‫األول تقني ‪ :‬و يتمثل في إعداد المعلومات الكترونيا و تناقلها عبر شبكة االنترنت و ضمان‬

‫دقتها و سريتها‬

‫الثاني إجرائي ‪ :‬ويتمثل في تنفيذ المعامالت و الخدمات عن بعد مع ضمان صحتها و‬

‫مصداقيتها‪.2‬‬

‫كما تعرف على أنها إعادة ابتكار األعمال الحكومية بواسطة طرق جديدة إلدماج و تكامل‬

‫المعلومات و توفير فرصة إمكانية الوصول إليها من خالل موقع الكتروني‪.3‬‬

‫‪ - 1‬محمود القدوة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.05‬‬


‫‪ -‬عصام عبد الفتاح مطر ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.37‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬محمود الخالدي محمد التكنولوجيا االلكترونية ‪ :‬الحكومة االلكترونية ‪ ،‬الصحافة االلكترونية ‪ ،‬التسويق االلكتروني ‪،‬‬
‫اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬االتصاالت االلكترونية ‪ ،‬المدارس االلكترونية ‪،‬األردن‪ ،‬دار كنوز المعرفة للنشر و التوزيع‬
‫‪،2115،‬ص‪.51‬‬
‫‪19‬‬
‫و يعرف البنك الدولي الحكومة االلكترونية على أنها " استخدام تكنولوجيا االتصاالت و‬

‫المعلومات لتحقيق اإلصالح من خالل تسريع عملية الشفافية و تقريب المسافات ‪ ،‬و إزالة‬

‫العوائق و إعطاء الفرصة للمواطنين للمشاركة في كافة مراحل العملية السياسية و الق اررات‬

‫المتعلقة بها و التي تؤثر على نواحي حياتهم المختلفة " ‪.1‬‬

‫يركز تعريف البنك الدولي هذا على الجانب اإلصالحي باعتبار أن الحكومة االلكترونية تعتبر‬

‫مدخال لتحقيق الحكم الراشد بهدف التقليل من الحواجز البيروقراطية و تحقيق الشفافية و‬

‫المساءلة و مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار ‪.‬‬

‫من خالل التعريفات السابقة للحكومة االلكترونية نستنتج ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬ترتبط الحكومة االلكترونية باإلدارة العامة و المؤسسات الحكومية و القطاع الخاص ‪.‬‬

‫‪ -‬تعتمد الحكومة االلكترونية على التقنية الرقمية (تكنولوجيا اإلعالم و االتصال )‪.‬‬

‫‪ -‬تعتمد الحكومة االلكترونية على المعلومات كمورد أساسي لها‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم الحكومة االلكترونية على التعاون مع جميع األطراف‪ ,‬المؤسسات الحكومية و قطاع‬

‫األعمال و منظمات المجتمع المدني و المواطنين ‪.‬‬

‫‪ -‬الحكومة االلكترونية موجودة في بيئة افتراضية رقمية تظهر نتائجها من خالل مخرجاتها‪.‬‬

‫‪ - 1‬عمر مسلماتي ‪" ،‬المشروع الوطني للحكومة االلكترونية بفلسطين" ‪ ،‬وزارة االتصاالت و تكنولوجيا المعلومات‬
‫متاح في ‪ http://ituarabic.org/PreviousEvents/2006 :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/22 :‬‬
‫‪21‬‬
‫شكل (‪ )10‬الحكومة االلكترونية و تكنولوجيا المعلومات‬

‫المصدر ‪ :‬محمد الطعامنة ‪ ،‬طارق العلوش ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪01‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬عناصر الحكومة االلكترونية‬

‫يتضمن أي نظام قانوني مجموعة من العناصر التي تحدد شكله و تعمل على تحقيق أهدافه‬

‫‪ .‬و الحكومة االلكترونية ال تخرج عن هذا اإلطار ‪ ،‬حيث أنها تشمل مجموعة من العناصر‬

‫منها ‪ :‬اإلمكانيات البشرية و اإلمكانيات العلمية المتطورة و إضفاء الحماية القانونية الالزمة‬

‫لهذه اإلمكانيات البشرية و العلمية ‪.‬‬

‫أوال العنصر البشري ‪ :‬يعد العنصر البشري من أهم عناصر الحكومة االلكترونية باعتباره‬

‫المحرك األساسي للمشروع و من ثم يجب تدريبه و تأهيله للعمل في هذا النظام القانوني ‪ .‬و‬

‫يرى البعض أن االهتمام بالعنصر البشري يجب أن يتجاوز ادوار التدريب إلى وجود مراكز‬

‫أبحاث علمية متخصصة تسهم في سد فجوة نقص المعلومات ‪ .‬و في إطار عالقة العنصر‬

‫‪21‬‬
‫البشري بنظم المعلومات أو بالحاسب اآللي فإن تخصصات العناصر البشرية المتعاملة مع‬

‫النظام تشمل ما يلي ‪:‬‬

‫مدير نظم المعلومات ‪ :‬يقصد بنظام المعلومات مجموعة األنشطة أو األعمال التي تضمن‬

‫تجميع و نقل و حفظ وانتقاء و معالجة و تقديم المعلومات إلى اإلدارة لكي يتمكن العاملون فيها‬

‫على مختلف مستوياتهم من القيام بوظائفهم بالشكل المطلوب ‪ .‬و مما ال شك فيه أن نظم‬

‫المعلومات الجيدة و الفعالة تتطلب إدارة على درجة عالية من الخبرة و الكفاءة الفنية و اإلدارية‬

‫و المعرفة التامة بأحدث أساليب تكنولوجيا المعلومات ‪،‬خاصة و أن نظام المعلومات يقوم‬

‫بمعالجة البيانات و تحويلها إلى معلومات تساعد في عملية صنع القرار داخل األجهزة و‬

‫المرافق العمومية ‪.‬‬

‫مدير نظم معالجة البيانات ‪ :‬يقصد بنظم معالجة البيانات تلك النظم التي تتولى عمليات تجميع‬

‫البيانات من مصادرها المختلفة الداخلية و الخارجية و إجراء العمليات التشغيلية عليها ‪ ،‬و‬

‫إخراجها في شكل تقارير يمكن استخدامها بواسطة العديد من األطراف من داخل و خارج‬

‫المنظمة ‪ .‬و تتحدد مسؤولية مدير نظم معالجة البيانات في إنشاء قواعد البيانات و دعم‬

‫خدماتها ومراقبة و تصحيح أدائها و توفير حمايتها و توثيق النظام في قاموس البيانات ‪ .‬و‬

‫يتولى المدير اإلشراف على الموظفين الذين تنحصر مهمتهم في إدخال البيانات المطلوبة ‪.‬‬

‫‪ - ‬الفرق بين المعلومات و البيانات هو أن البيانات تمثل الحقائق أو البراهين أو اآلراء أو اإلحصاءات و التي ال توجد بينها‬
‫عالقات مباشرة و عندما ترتبط هذه البيانات معا يتم تنظيمها و تكون ذات داللة على موضوع معين ‪ ،‬و تتحول هذه البيانات‬
‫إلى معلومات تساعد في اتخاذ القرارات و حل المشكالت ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫المبرمج ‪ :‬تنحصر مهمته في تحديد المشكلة المعروضة ‪ ،‬عرض البيانات و المعلومات‬

‫المتعلقة بها ‪ ،‬بهدف الوصول إلى نظام معلومات جيد ‪ .‬و الذي سبق تحديده من قبل المنظمة‬

‫محلل النظم ‪ :‬يعتبر محلل النظم هو همزة الوصل بين كل المستخدمين للنظام و اإلدارة العليا‬

‫والمبرمجين و تتنوع مهامه في توزيع العمل على المبرمجين ‪ ،‬تقديم البيانات والمعلومات و‬

‫‪1‬‬
‫التقارير إلى القيادات اإلدارية ‪ ،‬تنظيم و تنسيق التعامل بين أجهزة المنظمة ‪.‬‬

‫ثانيا األجهزة التكنولوجية ‪:‬‬

‫أصبح استخدام األجهزة االلكترونية (الحاسب اآللي ) هو احد العناصر المهمة و الالزمة‬

‫إلنتاج و تحديث الوثائق اإلدارية و نتيجة التطور المستمر في مجال االتصاالت و الحاسبات‬

‫اآللية ‪ ،‬يستطيع الفرد و هو قابع في مسكنه أو عمله بحيث صار في اإلمكان نقل المعلومات‬

‫من خالل وسائل االتصال المتقدمة سواء كان بالهاتف أو بالكابالت المحورية أو الفاكس ميل‬

‫أو البريد االلكتروني ‪.‬‬

‫و من ثم فإن هذه األجهزة تؤدي دو ار متمي از في توفير خدمة ممتازة و سريعة للمستخدمين‬

‫للمعلومات ‪ ،‬كما أنها تعمل على زيادة مقدار معدل انجاز األعمال بأقل تكلفة‪. 2‬‬

‫‪ - 1‬عصام عبد الفتاح مطر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫‪- 2‬الرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.43- 41‬‬
‫‪23‬‬
‫ثالثا توفر الحماية القانونية ‪ :‬إن تطبيق نظام الحكومة االلكترونية و تقديم الخدمات عبر‬

‫شبكة المعلومات يحتاج إلى تشريعات خاصة تحكمه و تقدم له التنظيم القانوني المناسب و‬

‫الحماية مما يكفل تحقيق أهداف هذا النظام الحديث على أكمل وجه‬

‫قضية تأمين المعلومات و الحفاظ عليها كانت و ال تزال القضية التي تؤرق شعوب العالم ‪ ،‬و‬

‫مع التطور التكنولوجي في مجال أتمتة المعلومات زادت المشكلة في التعاظم ‪ ،‬حيث سهولة‬

‫اقتناص المعلومات التي يتربص بها لصوص المعلومات ‪ ،‬لقد عانت الحكومات في بداية تعميم‬

‫الفكرة من قضايا السطو و االختراق ‪ ،‬أما حاليا فقد أصبحت لديها قدرة عالية في تأمين و حفظ‬

‫معلوماتها‬

‫‪ information Security‬و هي قضية تبحث في نظريات و استراتيجيات من‬ ‫أمن المعلومات‬

‫زاوية تقنية هي الوسائل و اإلجراءات الالزم توفيرها لضمان حماية المعلومات من األخطار‬

‫الداخلية و الخارجية ‪ ،‬و من زاوية قانونية هي التدابير المتخذة لحماية سرية و سالمة محتوى‬

‫المعلومات و مكافحة أنشطة االعتداء عليها (جرائم الكومبيوتر و االنترنت )‬

‫و هدف التدابير التشريعية في هذا الحقل هي ضمان العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬معلومات يراد توفير الحماية الكاملة لها و تعني التأكد من السرية أو الموثوقية‬

‫‪ confidentiality‬أي أن المعلومات ال تكشف و ال يطلع عليها من قبل أشخاص غير‬

‫مخولين بذلك ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬التأكد من أن محتوى المعلومات صحيح ولم يتم تعديله أو العبث به في أي مرحلة من‬

‫مراحل المعالجة‬

‫التأكد من استم اررية توفير المعلومات أو الخدمة ‪ availability‬بمعنى استمرار عمل النظام‬

‫المعلوماتي و استمرار القدرة على التفاعل مع المعلومات و تقديم الخدمة لمواقع المعلوماتية ‪ ،‬و‬

‫أن مستخدم المعلومات لن يتعرض لمنع استخدامها أو دخوله إليها‪. 1‬‬

‫و يتم استخدام نظم التأمين و الحماية من أعمال االختراق للشبكات الخاصة بالمعلومات‬

‫بطريقتين ‪ :‬إما بالمنع النهائي لالختراق ‪ ،‬و هي من األمور الصعبة في التنفيذ ‪ ،‬أو السماح‬

‫باالختراق الكتشاف و تحديد المخترقين ‪ .‬و تتعدد األساليب في هذا المجال ‪ ،‬فمنها الحوائط‬

‫النارية و نظم إخفاء البصمة و التشفير و التوقيع الرقمي ‪ ،‬و الحماية من الهوية بالتعرف على‬

‫بصمة األصبع و بصمة الصوت و حدقة العين ‪ ،‬واستخدام الكروت الذكية للتحقق من الهوية‬

‫وذلك إضافة إلى اإلجراءات األمنية التقليدية لتامين استخدام الحاسبات و قنوات االتصال و‬

‫الوثائق و البرامج و الوسائط المستخدمة ‪.2‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬الحكومة االلكترونية المبادئ و األهداف ‪:‬‬

‫تسعى مبادرات الحكومة االلكترونية إلى تحقيق أهداف استراتيجيه و تكتيكية و تشغيلية ‪ ،‬و‬

‫تختلف هذه األهداف في أهميتها و مداها باختالف التجارب التاريخية للدول و مستوى تطورها‬

‫‪" - 1‬اإلدارة االفتراضية"‬


‫متاح في ‪ http://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=14328 :‬تاريخ اإلطالع ‪2103/13/03 :‬‬
‫‪ - 2‬عبد الحميد صالح محمد‪ ،‬ثورة المعلومات ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬هبة النيل العربية للنشر و التوزيع ‪، 2101،‬ص ‪.31‬‬
‫‪25‬‬
‫االقتصادي و االجتماعي الذي ينعكس بالضرورة على غايات و توجهات مشروعات الحكومة‬

‫االلكترونية ‪ .‬كما تتباين هذه المشروعات بتباين البرامج التنموية و السياسية و التوجهات العامة‬

‫للدول ‪ ،‬كما أن تطبيق مشروع الحكومة االلكترونية يقوم على مجموعة من المبادئ العامة‬

‫التي تحدد مالمحه و توجهاته ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أوال‪ /‬أهداف الحكومة االلكترونية‪:‬‬

‫‪ -‬تساهم الحكومة االلكترونية في تعزيز الشفافية من خالل تقديم معلومات ذات درجة‬

‫عالية من الموثوقية و االلتزام القوي بنشر و تداول هذه المعلومات ‪.‬‬

‫‪ -‬تحسين استجابة الحكومة الحتياجات المستفيدين من خالل تجهيزهم بالمعلومات الوافية‬

‫وابتكار أساليب جديدة للعالقة البينية المتفاعلة التي تجمع المستفيدين بإدارات و هيئات‬

‫ووكاالت الحكومة ‪.‬‬

‫‪ -‬توفير المال و الوقت و الموارد المستخدمة من قبل الحكومة في إطار تحسين عالقاتها‬

‫بالمواطنين و أصحاب األعمال و المستثمرين ‪ ،‬و يتحقق هذا الهدف من خالل التأثير‬

‫االيجابي المباشر للحكومة االلكترونية في تحسين األداء الحكومي ‪.‬‬

‫‪ -‬تسعى مشاريع الحكومة االلكترونية إلى تحسين جودة الخدمات العامة الحكومية المقدمة‬

‫للمستفيدين ‪ ،‬و ذلك في ضوء معايير موضوعية لقياس الجودة لإلدارات العامة ‪.‬‬

‫‪ -1‬سعد غالب ياسين ‪ ،‬اإلدارة االلكترونية و آفاق تطبيقاتها العربية ‪ ،‬الرياض‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬ص ‪.011‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬خلق تأثير ايجابي في المجتمع من خالل ترويج و تنمية معارف و مهارات تكنولوجيا‬

‫المعلومات بين أفراد المجتمع ‪.‬‬

‫و يوضح الجدول التالي األهداف اإلستراتيجية للحكومة االلكترونية في بعض الدول ‪:‬‬

‫األهداف اإلستراتيجية‬ ‫الدولة اسم‬

‫تعزيز الكفاءة االقتصادية – فعالية توزيع الخدمات العامة‬ ‫استراليا‬

‫‪-‬تحديث الحكومة – تحسين الجودة – الموثوقية و سهولة الدخول إلى المعلومات‬ ‫دبي‬

‫ديمقراطية الحكومة – التركيز على خدمات المواطنين‬ ‫البرتغال‬

‫تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين‬ ‫‪-‬‬ ‫سنغافورة‬

‫‪ -‬تحسين الخدمات للمواطنين و أصحاب األعمال و تحديث الحكومة‬ ‫المملكة المتحدة‬

‫المصدر‪ :‬سعد غالب ياسين ‪ .‬اإلدارة االلكترونية و آفاق تطبيقاتها العربية ‪.‬الرياض‪ .‬معهد اإلدارة العامة‪ .‬ص‪011 .‬‬

‫إذن ال تخلو أهداف الحكومة االلكترونية في تجارب دول العالم من مضامين اجتماعية و‬

‫ثقافية و تربوية و سياسية إلى جانب المعاني االقتصادية المهمة لمشاريع الحكومة االلكترونية‬

‫و من غير هذه األهداف اإلستراتيجية تصبح تطو ار شكليا غير ذي فائدة للتنمية المستدامة‬

‫بأبعادها و مجاالتها المتعددة و المتنوعة ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪/‬مبادئ تطبيق الحكومة االلكترونية ‪:‬‬

‫توجد مبادئ رئيسية تحكم عملية تطوير مشروع الحكومة االلكترونية كما تمثل هذه المبادئ‬

‫في الوقت نفسه معايير مهمة لتقييم مستوى النجاح المتحقق أثناء و بعد عملية تطوير و‬

‫تطبيق البرامج الجديدة ‪ .‬و أهم المبادئ لتطبيق الحكومة االلكترونية ‪:‬‬

‫‪ -0‬التفكير بالمستفيد ال بالدائرة الحكومية ‪ :‬تتولى الحكومة االلكترونية مهمة إعادة التفكير‬

‫بكيفية تنظيم الحكومة من منظور المواطن المستفيد ‪ .‬و الوظائف التي يجب أن تقدمها له ‪،‬‬

‫أي النظام اإلداري الحكومي يبنى على الوظيفة (الخدمة) الموجهة للمواطن ال على اإلدارة‬

‫الحكومية (و ازرة ‪ ،‬مؤسسة ‪،‬هيئة) واحتياجاتها الداخلية و للوصول إلى هذا الهدف يجب لن‬

‫تركز الحكومة احتياجات الزبائن قبل كل شيء ‪ ،‬و بعد ذلك تعمل باتجاه نظم تساعد على‬

‫تلبية هذه االحتياجات وعند وضع إستراتيجية العمل فمن الضروري توجيه هذه اإلستراتيجية‬

‫لد عم عملية التكامل بين الوظيفة واحتياجات المواطنين و الزبائن من ناحية و التكامل الذي‬

‫بجب أن يحصل بين اإلدارات الحكومية (الو ازرات و الهيئات) و الذي يجب أن يراعي‬

‫احتياجات المواطنين ‪.‬‬

‫‪-2‬إعادة هندسة عمليات الحكومة و ليس حوسبتها ‪ :‬وذلك أن الحكومة االلكترونية يجب‬

‫أن تكون جزءا من مشروع إعادة هندسة عمليات الحكومة من جديد‪،‬أي إعادة التفكير بصورة‬

‫جذرية بأدوار ووظائف إدارات و مؤسسات الحكومة ‪ .‬و الحكومة االلكترونية ال تعني حوسبة‬

‫‪ -1‬سمير احمد محمد ‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪،‬عمان ‪ ،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع ‪، 2111 ،‬ص‪.84‬‬

‫‪28‬‬
‫و تشبيك العمل اإلداري أو نقل المعامالت من طرق التنفيذ التقليدية إلى طرق التنفيذ‬

‫االلكترونية على شبكة االنترنت ‪ ،‬فهذا يعتبر من نتائج الحكومة االلكترونية و ليست غاياتها‬

‫الجوهرية ‪.‬‬

‫‪-2‬الرؤية اإلستراتيجية للحكومة‪ :‬يتطلب مشروع الحكومة االلكتروني رؤية إستراتيجية شاملة‬

‫و أهدافا قابلة للتحقيق في المدى الزمني المستهدف ‪ .‬فعلى سبيل المثال وضعت الواليات‬

‫المتحدة األمريكية رؤية إستراتيجية بهدف الوصول السريع للمعلومات‬

‫‪ Information highways‬و ينطبق األمر على كندا أيضا ‪ ،‬في حين تتمثل الرؤية‬

‫اإلستراتيجية الستراليا بالعمل من اجل بناء مجتمع المعلومات ‪information society‬‬

‫‪-4‬االستثمار في تكنولوجيا المعلومات ‪ :‬إن االستثمار في المعلومات هو جزء من مشروع‬

‫الحكومة االلكترونية و سيكون له عائد سواء في األجل المتوسط أو البعيد ‪ ،‬يعني أن كل ما‬

‫ينفق على مشروع تكنولوجيا المعلومات في ميدان االتصاالت و البنية التحتية للشبكات و‬

‫البرامج و عتاد الحاسوب ‪ ...‬يجب النظر إليه على انه استثمار سيعود بالفائدة ‪ ،‬باإلضافة‬

‫إلى المكاسب المحققة من تطبيق مشروع الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪-1‬تطبيقات ذات قيمة مضافة و تكلفة منخفضة ‪ :‬إن اعتماد برامج الحكومة االلكترونية‬

‫على تكنولوجيا االنترنت و الشبكات الداعمة األخرى ‪ extranet & intranet‬يساعد في بناء‬

‫نظم الكترونية مرنة و مفتوحة لتنفيذ األنشطة ذات القيمة المضافة بجودة عالية و تكلفة‬

‫منخفضة بالمقارنة مع تكلفة األنشطة التقليدية ‪ .‬و بعبارة أخرى يجب أن تكون تطبيقات‬
‫‪29‬‬
‫الحكومة االلكترونية ذات جدوى اقتصادية و تقنية و تنظيمية بالمقارنة مع أساليب العمل‬

‫التقليدية (غير المحوسبة) كما يجب أن تعود الفوائد المحققة من الحكومة االلكترونية على‬

‫المواطن و المجتمع ‪.‬‬

‫‪-6‬التوازن بين شفافية المعلومات و خصوصية المواطن ‪ :‬توفر مبادرات الحكومة‬

‫االلكترونية بيئة مفتوحة لتبادل و نشر و توزيع المعلومات لكن يجب احترام حقوق المواطن‬

‫في الخصوصية ‪ ،‬و يمكن ضمان التوازن بين تحفيز أنشطة تبادل المعلومات بشفافية و‬

‫انفتاح و احترام حقوق المواطن األساسية من خالل التشريعات و القوانين المنظمة لعمل‬

‫الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪-7‬الحكومة االلكترونية ليست بديال للوسائل التقليدية ‪ :‬إن الخدمات التي تقدمها الحكومة‬

‫االلكترونية للمواطنين واألعمال في اإلدارات مؤسسات الدولة ليست بديال للوسائل التقليدية‬

‫المتبعة في تخزين و توثيق و معالجة البيانات خاصة في المراحل األولى لتطوير الحكومة‬

‫االلكترونية ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ما سبق‪ :‬يعتمد مشروع الحكومة االلكترونية على توفير شروط تنظيمية و تقنية‬

‫تلتزم بها اإلدارة لتغيير نظم و أساليب العمل التقليدي بصورة شاملة و جذرية بما في ذلك‬

‫إعادة هندسة الثقافة التنظيمية السائدة بشرط أن يتم ذلك من خالل المشاركة بين اإلدارات‬

‫العامة و الجامعات و مراكز البحث و التطوير و الشراكة مع قطاع األعمال ‪.1‬‬

‫‪ - 1‬سعد غالب ياسين ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.014‬‬


‫‪31‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬خصائص الحكومة االلكترونية ‪:‬‬

‫إن الحكومات تسعى دائما إلى التنافس االقتصادي ‪ ،‬و ترغب في زيادة و جذب العمل‬

‫التجاري العالمي ‪ ،‬و لتحقيق ذلك البد من التقليل من التكاليف و المصروفات الذاتية‬

‫للحكومات و المواطنين و ذلك بتقديم مستوى خدمات أفضل و كلما انتشر استخدام التقنية‬

‫ازدادت فرص تحسين الخدمات و تحقيق أرباح أكثر‪ . 1‬و لتحقيق هذا الغرض تم تطبيق‬

‫الحكومة االلكترونية و التي لها مزايا و خصائص منها ‪:‬‬

‫‪ -‬إدارة بال أوراق ‪ :‬حيث تتكون من األرشيف االلكتروني و البريد االلكتروني و األدلة و‬

‫المفكرات االلكترونية و الرسائل الصوتية و نظم و تطبيقات المتابعة اآللية ‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة بال مكان ‪ :‬و تتمثل في التلفون المحمول و التلفون الدولي الجديد (التلديسك) و‬

‫المؤتمرات االلكترونية و العمل عن بعد من خالل المؤسسات التخيلية ‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة بال زمان ‪ :‬تستمر ‪ 24‬متواصلة ففكرة الليل و النهار و الصيف و الشتاء هي‬

‫أفكار لم يعد لها مكان في العالم الجديد فنحن ننام و شعوب أخرى تصحوا لذلك البد‬

‫من العمل المتواصل ‪ 24‬ساعة حتى نتمكن من االتصال بهم و قضاء مصالحنا ‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة بال تنظيمات جامدة ‪ :‬فهي تعمل من خالل المؤسسات الشبكية و المؤسسات‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الذكية التي تعتمد على صناعة المعرفة‬

‫االطالع ‪2103/14/13 :‬‬ ‫‪" - 1‬الحكومة االلكترونية "‪ ،‬متاح في ‪ http://www.hrdiscussion.com :‬تاريخ‬
‫‪ - 2‬محمود القدوة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 43‬‬
‫‪31‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬بناء و تركيبة الحكومة االلكترونية‬

‫سبق التطرق إلى عناصر الحكومة االلكترونية التي تشكل معماريتها ‪ ،‬و التي من بينها‬

‫الوسائل التكنولوجية كالحواسيب و الشبكات و البرمجيات ‪ ...‬و هذا المحور يتعرض بشيء‬

‫من التفصيل للتركيبة الشبكية للحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬البناء الشبكي للحكومة االلكترونية‬

‫أحدثت عملية تطور االتصاالت و تقنيات المعلومات تحوال كبي ار في أنماط إدارة المؤسسات‬

‫الحكومية في مختلف الدول و ال سيما المتقدمة ‪ ،‬األمر الذي أدى إلى انتشار نظم الشبكات‬

‫االلكترونية ‪ .‬حيث أن الشبكة (‪ )NET WORK‬هي مجموعة من الحاسبات ترتبط مع بعضها‬

‫البعض بخطوط اتصال بحيث يمكن لمستخدميها المشاركة في الموارد المتاحة و نقل‬

‫المعلومات فيما بينها ‪. 1‬‬

‫هذا التطور في تكنولوجيا المعلومات و االتصال أدى بخروج وظائف و أدوار الحاسوب من‬

‫‪Electronic‬‬ ‫الغرف الكبيرة المغلقة إلى الخارج من خالل شبكة التبادل االلكتروني للبيانات‬

‫‪ Data Exchange‬و التي نجحت في تحقيق قيمة مضافة من خالل أنشطة تبادل و معالجة و‬

‫توزيع المعلومات بين المستفيدين و شركاء األعمال‪. 2‬‬

‫‪ -‬محمد الطعامنة ‪ ،‬طارق العلوش ‪،‬الحكومة االلكترونية و تطبيقاتها في الوطن العربي ‪ ،‬القاهرة ‪.‬منشورات المنظمة العربية‬ ‫‪1‬‬

‫للتنمية ‪ 2114،‬ص ‪. 47‬‬


‫‪ -‬سعد غالب ياسين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪32‬‬
‫و هكذا يمكن القول بأن ظهور نظم شبكات التبادل االلكتروني للبيانات كان السبب المادي و‬

‫التقني لوالدة الحكومة االلكترونية و بروز وظائفها و أدوارها الجديدة و المرتبطة بصورة جوهرية‬

‫‪ Intranet‬و االكسترانت‬ ‫بالتقنيات الشبكية الجديدة و خاصة منظومات شبكات االنترانت‬

‫‪ Extranet‬و فضائها الرقمي االنترنت باإلضافة إلى التقنية و التحتية لتكنولوجيا المعلومات ‪.‬‬

‫و توجد العديد من أنواع الشبكات ‪: Network Types‬‬

‫‪ )Local Area Network) LAN -1‬وهي شبكة محلية يتم من خاللها وصل مجموعة حواسب‬

‫مع بعضها البعض ضمن نفس المكان ‪.‬‬

‫‪ )Metropolitan Area Network( MAN -2‬و هي مشابهة للشبكة المحلية و لكنها مصممة‬

‫لخدمة شبكة ضمن مدينة كبيرة ‪.‬‬

‫‪ )Wide Area Network( WAN -3‬و هي شبكة أوسع من الشبكة المحلية بحيث تصل من‬

‫خاللها مجموعة من شبكات ‪ LANS‬و قد تكون في نفس المدينة أو في مدن متفرقة ‪.‬‬

‫‪ : International Net work -4‬و هي الشبكة العالمية و تضم مجموعة ضخمة من شبكات‬

‫‪ LANs‬و شبكات ‪ WANs‬و الكثير من الحواسب العمالقة ‪ ،‬و قد اشتهرت بشبكة االنترنت‬

‫‪( INTERNET‬نالحظ أن كلمة ‪ Internet‬هي عبارة عن دمج الجزئين األولين من ‪Net Work‬‬

‫& ‪. 1)International‬‬

‫‪ - 1‬اسما حسين حافظ ‪ ،‬تكنولوجيا االتصال اإلعالمي التفاعلي في عصر الفضاء االلكتروني المعلوماتي و الرقمي‪ ،‬القاهرة‬
‫‪،‬الدار العربية للنشر و التوزيع ‪، 2117 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪33‬‬
‫و الشبكات التي تكون الحكومة االلكترونية بحاجة إليها عند التأسيس ‪:‬‬

‫أوال شبكة االنترنت ‪ :‬و يطلق عليها شبكة الشبكات و تتكون ن شبكة االنترنت من عدد كبير‬

‫من الحاسبات المترابطة و المتناثرة في أنحاء كثيرة من العالم ‪ ،‬و يحكم ترابط تلك األجهزة و‬

‫تحادثها بمجموعة بروتوكوالت موحدة تسمى ‪ ،‬بروتوكول تراسل (‪. 1 )Tcp/ip‬‬

‫ثانيا شبكة االنترانت ‪ :‬و هي شبكة حاسبات مقتصرة على مؤسسة ما و تستخدم نفس أسلوب‬

‫عمل االنترنت لكنها غير متصلة باالنترنت ‪ .‬مثل شركة حاسبات لشركة ما لها فروع في عدة‬

‫دول متصلة مع بعضها البعض و غير متصلة باالنترنت ‪.‬‬

‫ثالثا شبكة االكسترانت ‪ :‬وتعرف بأنها الشبكة المكونة من مجموعة شبكات انترانت ترتبط‬

‫ببعضها عن طريق االنترنت و تحافظ على خصوصية كل شبكة انترانت ‪ ،‬مع منح أحقية‬

‫الشراكة على بعض الخدمات و الملفات فيما بينها‪.2‬‬

‫و فيما يخص المكونات المادية للشبكات فهي عبارة عن ‪:‬‬

‫‪ -0‬جهاز الخدمة الرئيسي ‪ : Net work Server‬و هو عبارة عن حاسب شخصي يعمل‬

‫على إدارة الشبكة و تنظيم مشاركة األجهزة المكونة لها ‪ ،‬حيث يتولى خدمة كل مستخدم في‬

‫شبكة الحاسب ‪ ،‬وقد يستخدم بنفسه إلدارة الشبكة و يطلق عليه جهاز خدمة رئيسي ‪ ،‬أما إذا‬

‫‪ -‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة االلكترونية بين الواقع و الطموح‪،‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ، 2114،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.40‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة االلكترونية و إطارها القانوني ‪ ،‬ط ‪ . 2‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ 2114 ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪. 42‬‬
‫‪34‬‬
‫استخدم كمحطة عمل ففي هذه الحالة يس مى جهاز خدمة رئيسي عام ‪ ،‬وال بد أن يحتوي جهاز‬

‫الخدمة الرئيسي على ذاكرة صلبة ‪.‬‬

‫تعتمد الحكومة االلكترونية على شبكة من الحاسبات اآللية ‪ ،‬وقد تكون هذه الشبكة محلية أو‬

‫واسعة حسب عدد المباني ‪ ،‬فقد تغطي شركة قطاع خاص محدودة أو كبرى أو و ازرة أو‬

‫مجموعة من الو ازرات ‪.‬واحتياطات التأمين تقتضي وجود خادم رئيسي احتياطي تتوفر عليه‬

‫ذات البرمجيات التي تشغل نظام الحكومة االلكترونية تحسبا ألي عطل في في جهاز الخادم‬

‫الرئيسي ‪.‬‬

‫‪ – 2‬محطات العمل ‪ :‬و هي حاسبات شخصية تعمل ضمن الشبكة و قد تكون متوافقة مع‬

‫بعضها أو غير متوافقة ‪ ،‬بالنسبة للحكومة االلكترونية فإن الدائرة الحكومية االلكترونية إضافة‬

‫لجهاز الحاسب الخادم بها أقسام مختلفة في كل منها حاسب آللي أو أكثر يخدم هذه األقسام قد‬

‫يكون احدهما للشؤون المالية وآخر لشؤون الموظفين ‪ ...‬فهذه الحواسب جميعها يطلق عليها‬

‫محطات عمل ‪ ،‬و هي مرتبطة بخط واحد مع جهاز الخادم الرئيسي ‪ ،‬و قد يكون لها قرص‬

‫صلب للتخزين أو تعتمد في ذلك على جهاز الخادم الرئيسي ‪ ،‬و ليس بالضرورة أن تكون لها‬

‫القدرة على االتصال ببعضها ‪.‬‬

‫إلى جانب جهاز الخدمة الرئيسي و محطات العمل هناك ملحقات للشبكة مثل الطابعات و‬

‫الكاميرات ‪ ،‬و كذلك بطاقة التوصيل للشبكة ثم كابالت التوصيل نفسها و التي تستخدم لربط‬

‫‪35‬‬
‫الحواسب اآللية ببعضها البعض أو ربطها بجهاز الخادم ‪ ،‬و لهذه الكابالت أنواع ‪،‬عديدة كوابل‬

‫محورية ‪ ،‬كوابل ضوئية ‪. 1‬‬

‫‪ – 2‬نظم تشغيل الشبكات ‪Net work operating systems )NOS( :‬‬

‫و هي المكون الرئيسي الثاني للشبكات إلى جانب المكونات المادية ‪ Hard Ware‬ذلك أن نظم‬

‫التشغيل هي المسئولة عن إدارة الحاسب اآللي و الملحقات الخاصة به ‪ ،‬أما نظم تشغيل‬

‫الشبكات ‪ NOS‬فهي المسئولة عن إدارة موارد الشبكة – بيانات ‪ ،‬معلومات ‪ ،‬أوامر – و ذلك‬

‫من خالل ربط مجموعة المستخدمين على عن طريق إتاحة عملية اتصال كل منهم باآلخر‪.2‬‬

‫وبناءا على ما سبق فإن الحكومة االلكترونية تقوم على إمكانيات مادية كالحواسب و‬

‫ملحقاتها والشبكات و إمكانيات غير مادية كنظم تشغيل الشبكات و البرمجيات ‪ ،‬و كلها تشكل‬

‫الفضاء الرقمي للحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬متطلبات تطبيق الحكومة االلكترونية‬

‫قبل الحديث عن تطبيق الحكومة االلكترونية و مراحلها يجب أن نحدد المتطلبات‬

‫األساسية التي يجب مراعاتها قبل البدء في احد مشروعات الحكومة االلكترونية الن هذه‬

‫المتطلبات تشكل األساس الذي يجب توفره ‪ ،‬والذي يهيئ المجال للتطبيق الناجح لمثل هذا‬

‫المشروع ‪ ،‬ويمكن تحديد تلك المتطلبات فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.71 - 77‬‬


‫‪ -‬عبد الفتاح بيومي حجازي ‪،‬الحكومة االلكترونية بين الواقع و الطموح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 44‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -0‬التخطيط االستراتيجي و الذي يتضمن تحديد رؤية واضحة لمشروع الحكومة االلكترونية‬

‫من حيث الدور و األهداف ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحقيق التحول التنظيمي و ذلك من خالل التحول من اإلدارة التقليدية إلى تطبيقات‬

‫الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪ -3‬تكوين البنية التحتية المعلوماتية عن طريق تجهيزات الحاسب اآللي و أنظمة المعلومات‬

‫‪ -4‬تهيئة النظم و التشريعات‬

‫‪ -7‬تحقيق األمن و التوثيق المعلوماتي‬

‫‪ -1‬نشر المعرفة المعلوماتية بين أفراد المجتمع لتمكينهم من التعامل مع التقنيات الرقمية‬

‫المعلوماتية الحديثة بما يخدم مصالحهم المتعددة‪. 1‬‬

‫من خالل ماسبق فإن تحقيق الحكومة االلكترونية يتطلب رصد إستراتيجية واضحة تتبناها‬

‫الدولة ‪ ،‬تتوفر من خاللها البيئة التي تُستنبت فيها الحكومة االلكترونية من الناحية القانونية و‬

‫التقنية و اإلدارية و البشرية ‪.‬‬

‫‪ -‬نورة بنت ناصر الهزاني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪37‬‬
‫الشكل رقم (‪ )12‬يوضح متطلبات الحكومة االلكترونية‬
‫المصدر ‪ :‬سعد غالب ياسين مرجع سابق ‪ ،‬ص‪200‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مجاالت الحكومة االلكترونية‬

‫في بناء الحكومة االلكترونية يؤخذ في الحسبان كل ما تمارسه الحكومة في العالم الحقيقي‬

‫سواء في عالقاتها بالجمهور أو عالقة مؤسساتها بعضها ببعض أو عالقاتها بجهات األعمال‬

‫الداخلية و الخارجية ‪. 1‬‬

‫تتوزع أنشطة الحكومة االلكترونية على ثالثة مجاالت رئيسية هي‪:‬‬

‫‪ – 0‬عالقة الحكومة بالمواطنين ‪(G2 – C ) Government – to – Citizen‬‬

‫إن أهم مبررات ظهور نظم الحكومة االلكترونية هو تطوير عالقات الحكومة مع المواطنين‬

‫‪ -‬عصام عبد الفتاح مطر ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.18‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫و تحسين خدماتها العامة المقدمة لهم ‪.‬و نقل هذه الخدمات إلى شبكة االنترنت و أنماط‬

‫التكنولوجيا الرقمية األخرى ‪.‬‬

‫عالقة الحكومة بالحكومة ‪)G2 - G( Government – to – government :‬‬

‫يوجد حجم كبير من البيانات و المعلومات و الوثائق و األموال التي تنتقل عبر مؤسسات و‬

‫هيئات و وكاالت الحكومة ‪ ،‬لذلك تتجه التطبيقات الحديثة إلى تقليص األوراق و الوثائق‬

‫الرسمية لتخفيض الروتين اإلداري و تقليص التكاليف و تسريع وقت االنجاز ‪ ،‬و من ثم زيادة‬

‫كفاءة أداء اإلدارات العامة ‪.‬‬

‫عالقة الحكومة باألعمال ‪: )G2 - B( Government – to – business :‬‬

‫تتفاعل الحكومة مع قطاع األعمال من خالل طرق ووسائل متعددة ترتبط بأدوارها و مساحة‬

‫تأثير أجهزتها اإلدارية و التنفيذية ‪ .‬فالحكومة تقوم بدور المخطط ‪ ،‬المنظم ‪ ،‬المبادر ‪ ،‬المشرع‬

‫‪ ،‬الحامي ‪ ،‬المحفز لمبادرات أفراد المجتمع على صعيد التجارة و األعمال و األنشطة‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫االجتماعية و الثقافية المختلفة‬

‫و تمثل الحكومة االلكترونية فرصة لتقديم مساهمة كبيرة في التنمية االقتصادية ‪ ،‬من خالل‬

‫مساعدة الشركات على خفض تكاليف التشغيل في التعامل مع الحكومة ‪ ،‬و الوصول الفوري‬

‫للمعلومات الحكومية‪.2‬‬

‫‪ - 1‬سعد غالب ياسين ‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪011- 014.‬‬


‫‪2 - Hugo Glle Gos c," e-Government: Definitions, Benefits ,Development ,Examples",‬‬
‫‪, Seen on: 19/05/2013.http://www.ftaa-alca.org/spcomm/derdoc/eci134e.ppt‬‬
‫‪39‬‬
‫الشكل (‪)14‬يوضح نموذج العالقة الثالثية بين الحكومة و األعمال و المواطنين‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على‪ :‬أسامة بن صادق طيب ‪،‬محمد نور بن ياسين قطاني ‪،‬عصام بن يحي الفياللي‬
‫‪ ،‬نحو مجتمع المعرفة ‪ :‬سلسلة دراسات يصدرها معهد البحوث و االستشارات ‪ ،‬اإلصدار التاسع ‪ :‬الحكومة االلكترونية ‪،‬‬
‫جامعة الملك عبد العزيز ‪، 2116 ،‬ص ‪.1‬‬

‫على الرغم من شيوع هذا التقسيم الثالثي إال أن هناك من قسمها إلى فئتين فقط هما خدمات‬

‫المواطنين و خدمات قطاع األعمال ‪ ،‬على اعتبار أن الخدمة من الحكومة إلى الحكومة غير‬

‫موجهة للجمهور و بالتالي ال تدرج بوصفها فئة مستقلة ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪:‬أنواع الحكومة االلكترونية‬

‫حسب التقرير السنوي للمنظمة العربية للتنمية اإلدارية ‪ 2117‬تم تصنيف الحكومة االلكترونية‬

‫إلى نوعين ‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -0‬تصنيف الحكومة على أساس مدى تفاعل المواطن مع خدماتها المقدمة على االنترنت‬

‫أو ما يعرف بالتصنيف التفاعلي ‪ ،Interactivity‬بمعنى هل يقدم الموقع ‪ Site‬مجرد‬

‫بيانات عن إجراءات الخدمة ‪ ،‬أم يقدم نماذج تقديم الخدمة ‪ ،‬أم يقدم الخدمة بالكامل ‪.‬‬

‫‪ -2‬تصنيف على أساس الخدمة من ‪ /‬إلى (‪ )From who to who‬حيث يعتمد التقسيم على‬

‫نوع الخدمة التي يقدمها الموقع و بالتحديد لمن ؟‬

‫و يمكن اإلشارة إلى أربعة أنواع من الخدمات للمستفيدين‬

‫‪ -‬من الحكومة إلى المواطن‬

‫‪ -‬من الحكومة إلى إدارة األعمال‬

‫‪ -‬من الحكومة إلى الموظفين‬

‫‪ -‬من الحكومة إلى الحكومة ‪.1‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الحكومة االلكترونية المراحل و التحديات‬

‫مشروع الحكومة كغيره من المشاريع يمر في تطبيقه بعدة مراحل متعاقبة ‪ ،‬و تجاوز أي‬

‫مرحلة يمكن أن يعرض المشروع للفشل ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مراحل تطبيق الحكومة االلكترونية‬

‫هناك مراحل متعاقبة لتحول الحكومة التقليدية إلى حكومة الكترونية ‪ ،‬و طبقا لهذه المراحل‬

‫نرتقي الحكومات شيئا فشيئا حتى تصل إلى مرحلة الحكومة االلكترونية و التي تعتبر تطوي ار‬

‫‪" - 1‬الحكومة االلكترونية " ‪ ،‬متاح ‪ http://www.4shared.com :‬تاريخ االطالع ‪2103/13/27‬‬


‫‪41‬‬
‫للحكومة التقليدية ‪ ،‬وال يمكن للحكومات التقليدية القفز عبر هذه المراحل أو اختزالها دون‬

‫المرور بها الواحدة تلو األخرى‪.1‬‬

‫و على هذا األساس تنضج الحكومة االلكترونية وفق المراحل التالية ‪:‬‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬تعني الحكومة االلكترونية التواجد على شبكة االنترنت ‪ ،‬حيث تقدم للمجتمع‬

‫و جمهور المتعاملين ‪ .‬أي الحكومة للمستهلك و الحكومة لمؤسسات األعمال المعلومات التي‬

‫يحتاج إليها ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬يتم التفاعل و التواصل بين الحكومة و جمهور المتعاملين على أساس أن‬

‫الحكومة للمواطنين و مؤسسات األعمال ‪ ،‬مع توفير تطبيقات عديدة لهم ‪ ،‬و في هذه المرحلة‬

‫يطرح األفراد األسئلة عبر البريد االلكتروني ‪ ،‬و يستخدمون محركات البحث المتاحة و ينزلون‬

‫النماذج و االستمارات و الوثائق ‪ ،‬مما يوفر الوقت و يقلل التكلفة المصاحبة لهذه األعمال ‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬في هذه المرحلة يمكن عمل التصرفات أو المعامالت الكاملة و إمدادها‬

‫للجمهور عن بعد دون الذهاب إلى المكتب المعين ‪ ،‬و من أمثلة ذلك توفر الخدمات على‬

‫الشبكة كنموذج ضريبة الممتلكات و تحديد اإلجازات و التصويت على الشبكة ‪ ...‬و تعتبر هذه‬

‫المرحلة معقدة بسبب قضايا األمن و السرية و الخصوصية ‪ .‬و في هذه المرحلة يكون التوقيع‬

‫االلكتروني أو الرقمي ضروري لمساعدة نقل الخدمات و المعامالت قانونيا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ريتشارد هيكس ‪" ،‬الحكومة االلكترونية من البيروقراطية إلى االلكتروقراطية" ‪ ،‬خالصات ‪ ،‬العدد ‪ ، 207‬أكتوبر ‪.2113‬‬
‫‪42‬‬
‫المرحلة الرابعة ‪ :‬تحدث عند تكامل نظم المعلومات و تمكين جمهور المتعاملين من المواطنين‬

‫و مؤسسات األعمال من الحصول على الخدمات من خالل بوابة افتراضية تمثل أحد نقاط‬

‫االتصال المثلى ‪ .‬واإلشكالية في الوصول إلى هذا الغرض ترتبط بالجانب السلوكي للعمل‬

‫الحكومي ‪ ،‬و توجد ضرورة ملحة لتغيير الثقافة و العمليات و المسؤوليات في إطار المصلحة‬

‫الحكومية ‪ :‬و يجب أن يعمل موظفو الحكومة في اإلدارات بطريقة مشتركة تتسم بالسالسة و‬

‫تخفيض الكلفة و تزيد في الكفاءة و ترضي العمالء من المواطنين و مؤسسات األعمال و‬

‫المنظمات المتعامل معها ‪.1‬‬

‫الشكل رقم (‪ )11‬يوضح مراحل االنتقال إلى الحكومة االلكترونية‬

‫المصدر ‪ :‬سعد غالب ياسين ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪221‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سحر قدوري الرفاعي ‪" ،‬الحكومة االلكترونية و سبل تطبيقاتها ‪ :‬مدخل استراتيجي "‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬ص ‪.304.‬‬
‫‪43‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الحكومة االلكترونية و إشكالية مجتمع المعلومات‬

‫نحن نعيش بحق في عصر انفجار المعلومات و المعرفة و نتابع موجات توالدها و تراكمها‬

‫بوحدات زمنية غير ملموسة تعجز كل القدرات اإلنسانية المتاحة على ضبطها و اإللمام بها‪.‬‬

‫و تُعبر عن ثورة المعلومات و المعرفة ظاهرة انبثاق العالم الرقمي و التطور النوعي‬

‫المستمر في نظم و تقنيات المعلومات و شبكات االتصاالت و صناعة الثقافة و البث الفضائي‬

‫المباشر و تحول العالم إلى قرية كونية مضغوطة صغيرة لكنها مفتوحة اآلفاق و غير واضحة‬

‫المعالم ‪ .‬و على هذا األساس يعتقد (توفلر) أن حضارة اليوم و المستقبل هي حضارة الموجة‬

‫الثالثة و التي تستند إلى المعلومات كمادة أولية أساسية لها ‪ .‬و هي المادة التي ال يمكن أن‬

‫تنفذ بسبب ما تتضمنه من خيال ‪.‬‬

‫لقد استطاعت تكنولوجيا المعلومات الحديثة أن تخلق اقتصاد المعلومات يختلف عن‬

‫االقتصاد الصناعي المتطور ‪ ،‬كما اختلف االقتصاد الصناعي عن االقتصاد الزراعي في‬

‫الماضي ‪.‬‬

‫لقد كان من انبثاق ثورة المعلومات و المعرفة و العالم الرقمي ظهور ما يعرف بمجتمع‬

‫المعلومات الذي أصبحت فيه عمليات معالجة البيانات و إنتاج المعلومات و خلق القيمة‬

‫‪1‬‬
‫المضافة من خالل هذه العملية تشكل حي از كبي ار و مهما من النشاط اإلنساني المنظم ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سعد غالب ياسين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫‪44‬‬
‫و مجتمع المعلومات يهدف إلى اكتساب ميزة تنافسية على الصعيد الدولي من خالل‬

‫‪1‬‬
‫استخدام تكنولوجيا المعلومات (‪ )IT‬بطريقة خالقة و منتجة القتصاد المعرفة ‪.‬‬

‫لقد تعددت المفاهيم حول مجتمع المعلومات ‪ ،‬و يمكن استشفاف أن مجتمع المعلومات يرتكز‬

‫أساسا على إنتاج المعلومة و الحصول عليها و استغاللها في خدمة أهداف التنمية و التطوير‬

‫من خالل وضع آليات و إدارة انسيابها بواسطة بنية تحتية للمعلومات و شبكات االتصال ‪ ،‬و‬

‫يمكن القول أن أهم عناصر قيام مجتمع المعلومات مبني على قيمة المعرفة و إتاحة عادلة‬

‫‪2‬‬
‫للوصول إلى المعلومات و تنمية اإلدراك البشري و مهارة استخدام تكنولوجيا المعلومات ‪.‬‬

‫و من محددات مجتمع المعلومات نذكر االستخدام الالمتناهي للمعلومات من طرف جمهور‬

‫‪3‬‬
‫المواطنين استهالكا و ممارسة و استخدامهم للمعلومات كمورد اقتصادي‪.‬‬

‫و من أهم ما تهدف إليه تطبيقات الحكومة االلكترونية هو توفير المعلومات الصحيحة‬

‫لجميع شرائح المجتمع لتسهيل إجراء مختلف التعامالت الحكومية ‪ ،‬و عادة ما يأتي ضمان‬

‫صحة المعلومات مترادفا مع ضمان أمنها ‪ ،‬و تعتبر حرية الوصول إلى المعلومات من القضايا‬

‫المتنازع عليها في مختلف الدول باختالف األنظمة الحكومية في العالم من حيث مشاركتها‬

‫لشعوبها في اتخاذ الق اررات ‪ (.‬األنظمة الديمقراطية و األنظمة االستبدادية)‬

‫‪2 -" Information Society" . http://en.wikipedia.org/wiki/Information_society , Seen on: 12/05/2013‬‬


‫‪ - 2‬هند علوي ‪ ،‬مرحع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عبد القادر راتول‪ ،‬مصطفى خداوي ‪"،‬الحكومة االلكترونية اآلفاق و التحديات ‪ ،‬مداخلة بالملتقى الوطني الرابع حول عصرنة نظام الدفع في البنوك‬
‫الجزائرية و إشكالية اعتماد التجارة االلكترونية في الجزائر "‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية ‪ ،‬المركز الجامعي خميس مليانة ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫و قضية الوصول إلى المعلومات ‪ Information Access‬تبدأ عندما نبحث عن معلومات مهمة‬

‫و ذات تأثير مباشر على حياتنا و ال نستطيع الوصول إليها عن طريق الوسائل المتاحة أو أن‬

‫الجهات الرسمية لم تقم بنشرها ‪ ،‬و في العادة تقوم الجهات الحكومية باستخدام مواقعها‬

‫االلكترونية على شبكة المعلومات الدولية (االنترنت) أو من خالل البوابات المركزية االلكترونية‬

‫‪ E-government portals‬لنشر جميع المعلومات التي تعتقد أنها ذات أهمية بالنسبة‬

‫للمستخدمين‪.1‬‬

‫و استكماال للمزايا التي شهدتها ثورة المعلومات نشير إلى خصائص المعلومات في إطار جودة‬

‫المعلومات االلكترونية على النحو التالي ‪:‬‬

‫التوقيت ‪ :Timeliness‬التوقيت المناسب يعني أن تكون المعلومات مناسبة زمنيا الستخدامات‬

‫المستفيدين خالل دورة معالجتها و الحصول عليها ‪.‬‬

‫الدقة ‪ :Accuracy‬يعني أن تكون المعلومات في صورة صحيحة خالية من أخطاء التجميع و‬

‫التسجيل و معالجة البيانات ‪.‬‬

‫وثاقة الصلة ‪ :Relevance‬و هي الصلة الوثيقة بمقياس كيفية مالئمة نظام المعالجة‬

‫الحتياجات المستفيد بصورة جيدة ‪.‬‬

‫المرونة ‪ :Flexibility‬وهي مدى تهيئة المعلومات و تيسيرها من أجل تلبية االحتياجات لكافة‬

‫المستفيدين‬

‫‪" - 1‬إدارة المعلومات في اإلدارة االلكترونية " ‪ ،‬متاح في ‪ http://alshihi.blogspot.com :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/14 :‬‬
‫‪46‬‬
‫الوضوح ‪ :Clarity‬و تعني هذه الخاصية أن تكون المعلومات واضحة و خالية من الغموض و‬

‫متسقة فيما بينها دون تعارض أو تناقض ‪ ،‬و يكون عرضها بالشكل المناسب الحتياجات‬

‫المستفيدين‬

‫قابلية المراجعة ‪ :Verifiability‬و تتعلق هذه الخاصية بدرجة االتفاق المكتسبة بين مختلف‬

‫المستفيدين من اجل مراجعة و فحص المعلومات ‪.‬‬

‫عدم التحيز ‪ : Detachment‬و تعني هذه الخاصية غياب القصد من تغيير أو تعديل ما يؤثر‬

‫في المستفيدين‬

‫قابلية القياس ‪ :Quantifiability‬و تعني إمكانية القياس الكمي للمعلومات الرسمية الناتجة من‬

‫نظام المعالجة ‪ ،‬و تستبعد من هذه الخاصية المعلومات غير الرسمية‬

‫الشمول ‪ :Comprehensiveness‬هو الدرجة التي يغطي بها نظام المعالجة احتياجات‬

‫المستفيدين من المعلومات حيث تكون بصورة كاملة و دون تفصيل زائد و دون إيجاز يفقدها‬

‫معناها‬

‫إمكانية الوصول ‪ :Accessibility‬و هي سهولة و سرعة الحصول على المعلومات التي تشير‬

‫إلى زمن استجابة النظام للخدمات المتاحة لالستخدام ‪ .‬و النظام الذي يعطي استجابة متوسطة‬

‫‪47‬‬
‫و مقدا ار ضخما من المعلومات باإلضافة إلى سهولة االستخدام ‪ ،‬من الطبيعي أن يكون أكثر‬

‫قيمة و أعلى تكلفة من النظام الذي له إمكانية و صول أقل‪. 1‬‬

‫و تعتبر الحكومة االلكترونية نظاما اقتصاديا و اجتماعيا ‪ ،‬تشكل المعرفة فيه و المعلومات‬

‫مصد ار أساسيا لتحقيق الرفاه و التقدم ‪ ،‬و يمثل فرصة للمجتمعات في النفاذ إلى المعلومات و‬

‫استخدامها على النحو الصحيح إلشباع حاجات األفراد و المجتمعات بصفة عامة ‪ ،‬و يوجه‬

‫صوب القضاء على االختالفات االجتماعية و االقتصادية القائمة في المجتمعات و تحقيق‬

‫الرفاه االجتماعي و خلق الثروة و النهوض بالتنمية االجتماعية و تعزيزها و المشاركة‬

‫الديمقراطية و التنوع اللغوي و خلق الهوية الثقافية ‪ ،‬و في نفس الوقت يكفل فرصا متساوية في‬

‫وسائل الحصول على تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت و استخدامها بكفاءة و نظام ‪،‬و يعتبر‬

‫إدماج جميع القطاعات المعرضة للتضرر من الناحية االجتماعية بما في ذلك المجتمعات‬

‫الريفية من األهداف ذات األولوية ‪ ،‬و تحقيق ذلك يتعين التغلب على الحواجز التي تعوق‬

‫المشاركة مثل األمية و نقص تدريب المستخدمين و القيود الثقافية و اللغوية و الشروط المعينة‬

‫المفروضة على النفاذ إلى التكنولوجيا ‪ ،‬في الوقت الذي تساعد فيه على كفالة تعايش التدفق‬

‫الحر للمعلومات مع احترام الحياة و الملكية الخاصة و الخصوصية و الملكية الفردية و السرية‬

‫و األمن ‪ .‬و من هنا يتأكد دور الحكومة االلكترونية في االنتقال إلى مجتمع المعرفة بالتنسيق‬

‫الوثيق مع القطاع الخاص و المجتمع المدني و ذلك بإتباع نهج متكامل يوفر حوا ار مفتوحا و‬

‫تشاركيا مع المجتمع بأكمله ‪ ،‬و مجتمع المعرفة له طابع عالمي أيضا و من ثم ينبغي إجراء‬

‫‪ - 1‬محمد الطعامنة ‪،‬طارق العلوش ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 87 -84‬‬


‫‪48‬‬
‫حوار يستند إلى االتجاهات العالمية من اجل تسهيل و توفير المساعدة التقنية الرامية إلى بناء‬

‫القدرات الوطنية و اإلقليمية بغية المحافظة على التعاون اإلقليمي و الدولي و توطيده ‪.‬‬

‫كما أن تطبيق الحكومة االلكترونية في الجامعات و مؤسسات البحوث و المستشفيات و‬

‫المنشات الصغيرة و المتوسطة و المدارس و البلديات و غير ذلك من المؤسسات سيكون له‬

‫األثر الكبير في الوصول إلى مجتمع المعلومات‪.1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الحكومة التقليدية و االنتقال إلى الحكومة االلكترونية‬

‫يكمن الفرق بين الحكومات التقليدية و الحكومات االلكترونية في أن األولى تركز كل جهودها‬

‫على البنية التحتية األساسية ‪ Infrastructure‬للمجتمع الذي تعمل فيه ‪ ،‬و هي بذلك تنقل‬

‫المجتمع من عصر الثورة الزراعية إلى عصر الثورة الصناعية و هو ما تمثل في التاريخ‬

‫العالمي في الفترة (‪ )0111-0151‬أما الحكومات االلكترونية فإنها تركز على بناء شبكات‬

‫التعامالت ‪ Networks‬و هي بذلك تنقل المجتمع البشري الذي تعمل فيه من عصر ثورة‬

‫الصناعات إلى عصر ثورة المعلومات و االتصاالت ‪ ،‬و هو ما يحدث في التاريخ العالمي منذ‬

‫‪0111‬الى اآلن ‪ ،‬فالحكومة االلكترونية هي المرحلة التالية للحكومة التقليدية‬

‫إعادة اختراع الحكومة ‪ :‬بدأت الكتابة عن فكرة إعادة اختراع الحكومة بصدور كتاب (إعادة‬

‫اختراع الحكومة ) للمؤلفين (أوسبورن) و (جايلر) عام ‪ .0112‬و بعد أن فرضت االنترنت‬

‫‪ - 1‬تغريد يحي أبو سليم ‪" ،‬إبعاد التحول نحو الحكومة االلكترونية في الدول العربية ‪ :‬دراسة تحليلية "‪ (،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة )‪ ،‬فرع إدارة اإلعمال‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2117،‬ص ‪.047‬‬
‫‪49‬‬
‫نفسها و أصبحت عنص ار تمكينيا في أنشطة المجتمع البشري ظهر التفكير في إعادة كتابة‬

‫تاريخ إعادة اختراع الحكومة ليالءم ظروف العصر الحالي‪. 1‬‬

‫فلم يعد السؤال المطروح كيف نعيد اختراع الحكومة الحالية لتصبح أكثر فعالية ؟‬

‫بل أصبح كيف تتحول الحكومة الحالية إلى حكومة الكترونية ؟‬

‫وهذا يعكس تغيي ار كبي ار في أدبيات الكتابة عن إعادة اختراع الحكومات ‪.‬فقد أصبح مفهوم‬

‫الحكومة االلكترونية أول الشروط األساسية للفعالية‬

‫و الذي يجعل الحكومة االلكترونية أكثر فعالية ‪:‬‬

‫‪ -0‬زيادة سرعة التعامالت ‪ :‬أدى استخدام االنترنت إلى تقليل تكاليف االتصاالت التي‬

‫أصبحت تتم عبر االنترنت و خدمة البريد االلكتروني (االيميل) بال من الوسائل التقليدية من‬

‫خالل الفاكس و البريد العادي ‪ ،‬و تتفوق التعامالت االلكترونية على الورقية بسرعتها العالية‬

‫حيث يقل فيها األثر السلبي للعامل البشري و الذي قد يتسبب في تعطيل سير اإلجراءات‬

‫الحكومية ‪.‬‬

‫‪ -2‬تقليص النفقات ‪ :‬أدى استخدام االنترنت إلى تقليل عدد الموظفين القائمين على حفظ‬

‫و نسخ و نقل و توزيع األعمال الورقية الخاصة بالتعامالت ‪ ،‬كما قلّل الجهد و الموارد‬

‫المخصصة لكل خطوة من خطوات اإلجراءات الحكومية ‪ ،‬مما أدى إلى تقليص جزء كبير من‬

‫التكلفة و الهدر في تعامالت الحكومة التقليدية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ريتشارد هيكس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص‪. 4، 3‬‬


‫‪51‬‬
‫‪ -3‬كفاءة إدارة عالقات المواطنين ‪ :‬المواطنون بالنسبة للحكومة هم كالعمالء بالنسبة‬

‫للقطاع الخاص ‪ .‬فالمواطنون هم المستهدفون بمخرجات و خدمات الحكومة ‪ ،‬و الحكومة‬

‫االلكترونية تقدم للمواطنين ماهو أكبر من مجرد الخدمات العامة فهي تعنى بتنظيم العالقات و‬

‫التعامالت بين المواطنين لتبني ما يسمى بالذاكرة المجتمعية للعالقات بين المواطنين ‪ ،‬و هذا‬

‫يتطلب االحتفاظ بكم هائل من المعلومات األرشيفية ‪ ،‬و تكنولوجيات المعلومات تمكن من‬

‫استعادتها بسرعة تفوق ما يحدث في حالة ملفات المعلومات الورقية ‪.‬‬

‫‪ -4‬ارتفاع درجة رضا المواطنين ‪ :‬توفر التعامالت االلكترونية سرعة كبيرة و سهولة في‬

‫إجراءات التعامالت ورفع درجة رضا المواطنين ‪.1‬‬

‫و يمر انتقال الحكومة من النظام التقليدي إلى النظام االلكتروني بثالثة مراحل هي ‪:‬‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬مرحلة الميالد (عصر الحاسب )‪:‬‬

‫منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين ‪ ،‬حينما دخلت الحاسبات في مجال التطبيقات‬

‫اإلدارية المختلفة ‪ ،‬و لقد تم تطوير أنظمة العمل داخل اإلدارات المختلفة في هذه المحلة من‬

‫خالل البرمجيات التي سهلت كثي ار من عمل الموظف العادي و زادته في سرعة انجاز أعماله‬

‫المختلفة ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬مرحلة التصعيد (عصر أنظمة المعلومات )‬

‫و هي حقبة السبعينات و الثمانينات ‪ ،‬حيث تم فيها وضع بعض الخدمات من خالل أنظمة‬

‫‪ -‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪51‬‬
‫المعلومات على األجهزة المختلفة و عرفت باسم أتمتة بعض الخدمات حيث يحصل المواطن‬

‫فيها على الخدمات من خالل أنظمة ‪ ،‬مثل تسديد فواتير الهاتف أو الكهرباء ‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬مرحلة الذروة (عصر االنترنت )‬

‫و فيها يتم تفعيل أداء الحكومة باالتصال من خالل الفضاء االلكتروني ‪ ،‬سواء بالنسبة ألداء‬

‫الموظفين ألعمالهم داخل األقسام اإلدارية المختلفة أو بالنسبة التصال المواطنين بهذه اإلدارات‬

‫‪ ،‬حيث يتم كل ذلك من خالل االنترنت‪.1‬‬

‫إن إعادة اختراع الحكومة ليست عملية سهلة المنال ‪ ،‬كما أنها ليست مستحيلة أيضا ‪.‬‬

‫و لكنها تبقى تحديا كبي ار يواجه الحكومات المتطلعة لخوض غمار القرن الحادي و العشرين كل‬

‫يوم ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬معوقات التحول إلى الحكومة االلكترونية‬

‫الحكومة االلكترونية كغيرها من المشاريع األخرى يمكن أن يواجه تطبيقها تحديات و معوقات ‪،‬‬

‫يمكن حصر هذه المعوقات في اآلتي ‪:‬‬

‫أوال‪ /‬معوقات إدارية ‪ :‬و تتمثل في اآلتي ‪:‬‬

‫‪ - 0‬تعقيد اإلجراءات اإلدارية و انعدام مرونة الهياكل التنظيمية ‪.‬‬

‫‪ - 2‬انعدام التخطيط لبرامج الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬علي محمد عبد العزيز بن درويش ‪ ".‬تطبيقات الحكومة االلكترونية ‪ :‬دراسة ميدانية ‪ ،‬على إدارة الجنسية و اإلقامة‬
‫بدبي"‪( ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ) في العلوم اإلدارية ‪ ،‬قسم العلوم اإلدارية ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪،‬‬
‫‪ 2117‬ص‪.38‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ -3‬وجود مخاوف على مستوى القيادات اإلدارية العليا في بعض الدول من تنفيذ مشروع‬

‫الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪- 4‬غياب التنسيق بين اإلدارات الحكومية المختلفة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬معوقات بشرية‪ :‬و تتمثل في اآلتي ‪:‬‬

‫‪ - 0‬انعدام الخبرات التكنولوجية و الكفاءة العالية في تقديم الخدمات ‪.‬‬

‫‪ – 2‬عدم كفاية التدريبات الالزمة للعاملين على األجهزة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪ - 3‬عدم تطور طرق اختيار القائمين على األجهزة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪ – 4‬ضعف طرق تقديم الخدمات التي تقوم بها الكوادر البشرية ‪ ،‬حيث يتم تقديمها بصورة‬

‫شكلية بحتة دون النظر إلى الجانب الموضوعي أساس الخدمة ‪.1‬‬

‫‪ – 7‬انعدام أو ضعف الوعي بأهمية التكنولوجيا و تطبيقاتها ‪ ،‬بل و تبني مواقف سلبية منها‪.‬‬

‫‪ -1‬مقاومة الموظفين لبرامج الحكومة اال لكترونية ‪ ،‬و مصدر هذه المقاومة هي االعتقاد السائد‬

‫أن هذه التكنولوجيا الحديثة ستحل محل الموظفين‪. 2‬‬

‫ثالثا‪ /‬معوقات مالية ‪ :‬و تتمثل في ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬عصام عبد الفتاح مطر ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.72‬‬


‫‪2 - Richard Schwester," Examining The Barriers to e-Government Adoption" ,‬‬
‫‪, Seen on 11/05/2013.http://www.ejeg.com/volume7/issue1/p113‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ – 0‬قلة الموارد المالية الالزمة لتوفير البنية التحتية فيما يتعلق بشراء األجهزة و البرامج‬

‫التطبيقية ‪ ،‬و مجاالت تطوير الحاسبات اآللية و إنشاء المواقع و ربط الشبكات‬

‫‪ – 2‬عدم وجود مخصصات مالية كافية لتدريب العاملين في مجال نظم المعلومات‬

‫‪ – 3‬ارتفاع تكاليف خدمة الصيانة ألجهزة الحاسبات اآللية و نقص عدد المتخصصين في‬

‫إجراء هذه الخدمات ‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬معوقات فنية و قانونية ‪ :‬و تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ – 0‬عدم مواكبة التقدم التقني في مجال الحاسب اآللي ‪ ،‬حيث ارتفعت معدالت التغيير في‬

‫تكنولوجيا االتصاالت و المعلومات بصورة كبيرة ‪ ،‬في الوقت الذي يبحث فيه اإلفراد عن‬

‫استقرار نسبي ‪.‬‬

‫‪ – 2‬عدم وجود مواصفات و معايير ثابتة ألجهزة الحاسب اآللي المستخدمة في انجاز‬

‫الخدمات ‪.‬‬

‫‪ – 3‬عدم اعتماد الوثائق االلكترونية كبديل عن الوثائق التقليدية في إجراء المعامالت سواء ما‬

‫تعلق منها بالعقود أو توثيق الحقوق و االلتزامات ‪.‬‬

‫‪ – 4‬ازدياد حجم المخالفات و الجرائم الواقعة على المعلومات ‪ ،‬منها ما يتعلق بالبريد‬

‫االلكتروني ‪ ،‬أو سرقة بطاقات االئتمان و كذلك سرقة التوقيع االلكتروني ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ – 7‬غياب التشريعات المناسبة و الواضحة التي تؤسس لمشروع الحكومة االلكترونية‪.1‬‬

‫ننتهي مما سبق إلى وجود بعض المعوقات التي يواجهها نظام الحكومة االلكترونية و إذا‬

‫ما تم تجاوز هذه المعيقات ‪ ،‬فإن الحكومة االلكترونية سوف تبرز في الواقع العملي ‪ ،‬مع األخذ‬

‫في الحسبان أن التحول إلى الحكومة االلكترونية أصبح ضرورة حتمية و ملحة ال بديل عنها‬

‫في عالمنا المعاصر ‪ ،‬عالم القرن الحادي و العشرين ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عصام عبد الفتاح مطر ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 74- 73‬‬


‫‪55‬‬
‫خالصة الفصل األول‬

‫من خالل ما سبق توصلنا إلى أن الحكومة االلكترونية لم تظهر من فراغ ‪ ،‬و إنما جاءت‬

‫نتيجة تطور موضوعي يمتد إلى العقود الخمسة األخيرة ‪ .‬أما مقدمات الحكومة االلكترونية‬

‫فتتمثل في انتشار استخدام نظم الحاسوب في أنشطة اإلعمال منذ الخمسينات و الستينات و‬

‫الثمانينات ‪ ،‬حيث وجدت معظم المؤسسات و المنظمات العامة أن استخدامها للحاسوب يعني‬

‫اإلسراع في انجاز األعمال و اختصار الجهد و الوقت و الموارد ‪ .‬ومع تطور تكنولوجيا‬

‫المعلومات و االتصال ظهرت الحكومة االلكترونية كبديل عن الحكومة التقليدية و التي‬

‫أصبحت مرادفا للبيروقراطية و الفساد بمختلف أشكاله‪.‬‬

‫الواقع الميداني ومن خالل تجارب العديد من الدول و السيما المتقدمة في تطبيق مشروع‬

‫الحكومة االلكترونية و تحقيق أهدافها اإلستراتيجية ‪ ،‬اثبت أن مشروع الحكومة االلكترونية‬

‫يتطلب توفير البيئة القانونية و البنية التحتية الالزمة لتكنوجيا اإلعالم و االتصال و إعداد‬

‫اإلطارات التي ستتولى متابعة المشروع و تنفيذه ‪ ،‬كما أن المشروع يجب أن يمر بمراحل‬

‫تدريجية تمهد لالنتقال من الحكومة التقليدية إلى الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫كما أن تطبيق مشروع الحكومة االلكترونية سواء في الدول المتقدمة أو النامية يمكن أن‬

‫تعترضه العديد من التحديات و المعوقات تتعلق بالجانب المادي و البشري و التقني و‬

‫‪ ،‬و إيجاد الحلول لهذه المشكالت يعني تجسيد و نجاح مشروع‬ ‫التشريعي ‪ ،‬و اإلداري‬

‫الحكومة االلكترونية و تقديم الخدمات المتميزة للمواطن و مؤسسات األعمال ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تجربة الحكومة االلكترونية في الجزائر‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تجربة الحكومة االلكترونية في الجزائر‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬البرامج المعلنة الستخدام الحكومة االلكترونية‬

‫اتجهت أهداف السياسة العامة للجزائر في السنوات األخيرة إلى بناء مجتمع المعلومات و‬

‫يظهر هذا من خالل الخطاب الرسمي للمسؤولين والبرامج التنموية الهادفة إلى تطوير قطاع‬

‫تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪ ،‬لتعلن في سنة ‪ 2118‬عن مشروع الحكومة االلكترونية‬

‫المطلب األول ‪ :‬الحكومة االلكترونية في الخطاب الرسمي‬

‫من خالل تصريحات المسؤولين و الدوائر الرسمية حول تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪،‬‬

‫يظهر اهتمام الدوائر السياسية في الجزائر بهذه التكنولوجيات و التي هي سمة العصر الحالي‬

‫و أنها مرحلة حتمية يجب بلوغها ‪.‬‬

‫‪ -‬في الوثيقة التي قدمتها الجزائر لقمة مجتمع المعلومات التي عقدت بسويس ار سنة ‪2113‬‬

‫أظهرت النوايا للولوج إلى مجتمع المعلومات " إن الجزائر تعتبر أن النفاذ إلى شبكة المعلومات‬

‫يشكل شرطا أساسيا لكل تقدم سياسي و اقتصادي و اجتماعي و ثقافي ‪...‬إن التطور نحو‬

‫مجتمع الم علومات يتطلب توفر بنيات قاعدية ‪ .‬في مجال االتصاالت و تواجدها في جميع‬

‫المناطق المسكونة إلى جانب توفر بنيات قاعدية في مجال الموارد البشرية الكافية و الموارد‬

‫و قد حددت الوثيقة المسؤوليات الجديدة لو ازرة البريد و المواصالت و‬ ‫المالية الضرورية "‬

‫التي أصبحت تسمى و ازرة البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ ،‬حيث تتحدد مهامها في‬

‫‪58‬‬
‫تدارك التأخر في مجال استخدام تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ ،‬و إدماج الجزائر في‬

‫االقتصاد الجديد ‪. 1‬‬

‫‪ -‬في الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتاريخ ‪ 2117/00/01‬في القمة‬

‫العالمية لمجتمع المعلومات المنعقد بتونس سنة ‪ 2117‬أكد على النقاط الواردة في و وثيقة‬

‫الجزائر المقدمة بمؤتمر جينيف ‪ 2113‬و منها التأكيد على اإلصالحات االقتصادية و تحرير‬

‫قطاع تكنولوجيات ا إلعالم و االتصال و التأكيد على اإلجراءات التي اتخذت تجاه المواطنين و‬

‫العمالء االقتصاديين بهدف تشجيع استخدام تكنولوجيات اإلعالم و االتصال منها مشروع‬

‫(أسرتك ) و مشروع الحضيرة الوطنية لإلعالم اآللي سيدي عبدا هلل و مشروع تزويد المدارس‬

‫الجزائرية بأجهزة الكومبيوتر و إقامة الجامعة االفتراضية و الشبكة المعلوماتية للتعلم عن بعد و‬

‫مشروع شبكة االنترنت الحكومية ‪.‬‬

‫‪ -‬في الملتقى الذي نظم في ‪ 21‬من شهر مارس ‪ 2111‬حول الحكومة االلكترونية ‪ ،‬الصحة‬

‫االلكترونية ‪ ،‬التعليم االلكتروني و البلدية االلكترونية ‪ ،‬تم التأكيد على أن مشروع الحكومة‬

‫االلكترونية يهدف إلى تطوير و دعم المؤسسات اإلدارية و االقتصادية و تحسين مستوى‬

‫معيشة المواطنين من خالل استخدامهم لتكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كما أشار إلى أن‬

‫الدولة تهدف من خالل الحكومة االلكترونية إلى تحريك االقتصاد الوطني و جعله اقتصاد‬

‫رقمي و توفير خدمات نوعية للمؤسسات و المواطنين ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بوخنوفة عبد الوهاب ‪" ،‬المدرسة و التلميذ و المعلم و تكنولوجيا اإلعالم و االتصال "‪( ،‬رسالة دكتوراه دولة غير‬
‫منشورة)‪ ،‬قسم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،2115،‬ص‪058‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ -‬و في تدخل السيد حاتم الحسيني مدير مجتمع المعلومات بو ازرة البريد و تكنولوجيات اإلعالم‬

‫و االتصال عل هامش الصالون الدولي لإلعالم اآللي و تقنيات مكاتب اإلعالم و االتصال‬

‫(سيكوم ‪ )2101‬حيث شكلت الجزائر االلكترونية ‪ 2103‬و بوابة الموطن االلكتروني في محور‬

‫ندوتين في المؤتمر ‪ ،‬حيث أكد حاتم الحسيني أن الجزائر االلكترونية ‪ 2103‬تتمحور حول‬

‫اإلدارة االلكترونية و المؤسسة االلكترونية و المواطن االلكتروني ‪ ،‬موضحا أن تطوير هذه‬

‫المواضيع يقتضي إطا ار قانونيا و تعاونا دوليا و خاصة الكفاءات البشرية التي تبقى قاعدة‬

‫نجاح هذه اإلستراتيجية ‪ ،‬و أكد على تطوير اإلدارة االلكترونية و التي تدور أساسا حول‬

‫عصرنة قطاع العدالة و تعزيز نشاط اإلدارات اإلقليمية و المركزية إلى جانب تحسين نوعية‬

‫حياة المواطنين من خالل الخدمات االلكترونية‪.1‬‬

‫‪ -‬و في إطار جلسات االستماع السنوية التي يخصها لنشاطات مختلف القطاعات ‪ ،‬ترأس‬

‫رئيس الجمهورية اجتماعا مصغ ار خصص لتقييم قطاع البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال‬

‫حيث أمر رئيس الجمهورية " بان تعمل اللجنة الوطنية المكلفة باإلشراف على ترقية مجتمع‬

‫المعلومات و االقتصاد القائم على المعرفة على تكثيف عملها و اإلسراع في تنفيذ المخطط‬

‫االستراتيجي االلكتروني ‪ 2103-2111‬لفائدة المواطنين و االقتصاد الوطني ‪".‬‬

‫كما وجه رئيس الدولة تعليمات للحكومة بغية توحيد المسعى و تثمين المؤهالت التي تتوفر‬

‫عليها الجزائر في الجهود الرامية إلى ترقية تحويل التكنولوجيا و المعرفة إلى مجال تكنولوجيات‬

‫اإلعالم و االتصال الحديثة ‪ .‬و ذكر رئيس الجمهورية أن " الجزائر حاليا توقع العديد من‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪،‬ص‪058‬‬


‫‪61‬‬
‫االتفاقيات القتناء تجهيزات في مجال تكنولوجيات اإلعالم الحديثة ‪ ،‬و ستتزايد احتياجاتها خالل‬

‫السنوات المقبلة مع تعميم تعليم اإلعالم اآللي و تطوير الخدمة العمومية ‪ ،‬مضيفا انه يجب‬

‫أن يدرك ممونونا المحتملون األهمية التي يوليها بلدنا بتطوير صناعة محلية في مجال هذه‬

‫التكنولوجيات ‪ ،‬و على الحكومة أن تجعل منها مؤش ار للمناقصات المستقبلية في هذا المجال "‬

‫‪.1‬‬

‫‪ -‬وحول األسئلة البرلمانية رد وزير قطاع البريد و تكنولوجيا اإلعالم و االتصال السيد موسى‬

‫بن حمادي على السؤال الشفوي الذي طرح في مجلس األمة و الذي يتعلق بمسألة تنفيذ برنامج‬

‫الحكومة االلكترونية ‪ ،‬حيث أوضح وزير القطاع بان برنامج الحكومة االلكترونية يعتبر بمثابة‬

‫إستراتيجية وطنية شاملة و متكاملة لتفعيل و تطوير السياسة الوطنية لتكنولوجيات اإلعالم و‬

‫االتصال و التي تشكل إحدى األدوات الرئيسية لتنفيذ االتجاهات األربعة التي حددها رئيس‬

‫الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للتنمية و المتمثلة في ‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز امن الجزائر و أمانها‬

‫‪ -‬إحراز مزيد من التقدم في مجال ترشيد الحكم‬

‫‪ -‬تحقيق أشواط أخرى على درب التنمية البشرية‬

‫‪ -‬دفع عجلة النمو االقتصادي‬

‫‪" - 1‬اجتماع مصغر لقطاع البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال "‪،‬‬


‫متاح في ‪ http://www.el-mouradia.dz :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/01:‬‬
‫‪61‬‬
‫و أضاف أنه من هذا المنطلق و من اجل التكفل باألهداف المترتبة عن هذه االتجاهات يرمي‬

‫هذا البرنامج االستراتيجي إلى التعجيل بتشييد مجتمع المعلومات و االقتصاد الرقمي في الجزائر‬

‫من خالل عدة محاور منها‪:‬‬

‫‪ -‬التعجيل باستخدام تكنولوجيا اإلعالم و االتصال في المؤسسات و اإلدارة‬

‫‪ -‬تطوير المنشات األساسية لالنترنت ذي الدفق السريع و السريع جدا‬

‫‪ -‬تطوير الموارد البشرية –ضبط مستوى اإلطار القانوني ‪.‬‬

‫كما أضاف الوزير بأن هذه األهداف تبقى قائمة باستمرار نظ ار للتحوالت في هذا المجال و‬

‫كذلك التطورات المتواصلة التي يشهدها العالم و التي بات من الضروري أن نواكبها و نسايرها‬

‫بصفة مستمرة ‪ .‬و عليه ال يمكن حصر برنامج الجزائر االلكترونية في فترة زمنية معينة أو في‬

‫اجل محدد كما كان عليه في البداية أو ما يسمى بـ " الجزائر االلكترونية ‪.1" 2103‬‬

‫‪ -‬في الكلمة التي ألقاها األمين العام لو ازرة البريد و تكنولوجيا اإلعالم و االتصال السيد محمد‬

‫بعيط بمناسبة افتتاح الطبعة الرابعة عشر للصالون الدولي لتكنولوجيات المستقبل بوهران من‬

‫‪03‬الى ‪ 07‬ماي ‪ " 2103‬إن مستقبل الجزائر مرهون بالتحكم في تكنولوجيات اإلعالم و‬

‫االتصال ‪ ،‬فمسايرتها للتطور الذي يشهده العالم لن يتأتى إال بتقليص الفجوة الرقمية بيننا و‬

‫بين الدول المتطورة بتوفير الوسائل المادية و البشرية التي توصلنا إلى مجتمع مبني على‬

‫المعرفة‪ ".‬و لبلوغ هذه الغاية البد أن تكون االنطالقة من المدرسة باعتبارها اللبنة األولى لتلقين‬

‫‪" - 1‬رد السيد موسى بن حمادي وزير البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال على السؤال الشفوي المقدم من طرف (‪")...‬‬
‫متاح في ‪ /http://www.mptic.dz/ar :‬تاريخ االطالع ‪2103/12/02 :‬‬
‫‪62‬‬
‫المعارف و نقلها لألجيال الصاعدة بوسائل و مناهج حديثة ‪ ،‬فإيمانا منا بدور المدرسة في‬

‫التأسيس لمجتمع متفتح على مختلف الفضاءات الفكرية و العلمية ‪ ،‬سطرنا برنامج الجزائر‬

‫االلكترونية ‪ ،‬ندعم من خالله قطاع التربية الوطنية ‪ ،‬عن طريق وضع أسس البنى التحتية و‬

‫تدعيمها بشبكة تسمح باالنتقال من التنظيم الحالي للتكوين الكالسيكي إلى تنظيم يرتكز أساسا‬

‫على الرقمنة ‪ ،‬و نقصد به ذلك الذي يعتمد في أساسه على إشراك األسرة التربوية من معلمين‬

‫و مختصين و أولياء من اجل دمج تكنولوجيا اإلعالم و االتصال في تطوير التعليم و صناعة‬

‫المحتوى ‪ ،‬و إعداد أجيال المستقبل القادرة على مواكبة مجتمع المعلومات الذي تطمح إليه ‪،‬‬

‫يتطلب إدراج تكنولوجيات اإلعالم و االتصال في مختلف األطوار التعليمية‪. 1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إستراتيجية الجزائر االلكترونية ‪2102 - 2112‬‬

‫كما تعرف أيضا بمشروع الجزائر االلكترونية ‪.‬‬

‫و الذي تم إطالقه من خالل و ازرة البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال و الذي تم التشاور‬

‫فيه مع المؤسسات و اإلدارات العمومية و المتعاملين االقتصاديين العموميين و الخواص و‬

‫الجامعات و مراكز البحث و الجمعيات المهنية التي تنشط في مجال العلوم و تكنولوجيات‬

‫اإلعالم و االتصال ‪ ،‬إذ شارك أكثر من ثالثمائة شخص في طرح األفكار و مناقشتها خالل‬

‫ستة أشهر ‪.2‬‬

‫‪ - 1‬كلمة األمين العام لوزارة البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪" ،‬الصالون الدولي لتكنولوجيات‬
‫المستقبل(‪")SIFTECH‬‬
‫متاح في ‪ /http://www.mptic.dz/ar :‬تاريخ االطالع ‪2103/17/04 :‬‬
‫‪ -2‬عبد القادر بلعربي‪،‬لعرج مجاهد نسيمه ‪،‬أمغبر فاطمة الزهراء‪ "،‬تحديات التحول إلى الحكومة االلكترونية في الجزائر"‬
‫‪،‬ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الدولي الخامس ‪،‬االقتصاد االفتراضي و انعكاساته على االقتصاديات الدولية ‪،‬ص ‪.5‬‬
‫‪63‬‬
‫و تم اعتماد هذه الخطة من خالل تقييم وضعية قطاع تكنولوجيات اإلعالم و االتصال‬

‫في الجزائر حسب نص الوثيقة على عدة مؤشرات هي‪ :‬مؤشر الجدوى و النفاذ الرقمي و‬

‫التحضير االلكتروني و مؤشر نشر تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ ،‬و خلصت النتائج إلى‬

‫تصنيف الجزائر ضمن البلدان ذات النتائج المتوسطة مقارنة بما هو مسجل في الدول المتقدمة‬

‫‪ :‬و هذا ما استدعى التوجه إلى رسم إستراتيجية وطنية إلنشاء الحكومة االلكترونية ‪. 1‬‬

‫و تتضمن وثيقة المشروع مجموعة من المحاور تحدد األهداف الرئيسية و الخاصة لبناء‬

‫الحكومة االلكترونية ‪ ،‬كما رصدت مجموعة من اآلليات لتنفيذها ‪.‬‬

‫‪ - 0‬المحاور ‪ :‬اشتملت الوثيقة على ‪ 03‬محو ار مرتبة كالتالي‪:‬‬

‫أ – تسريع استخدام تكنولوجيا اإلعالم و االتصال في اإلدارة العمومية ‪.‬‬

‫ب – تسريع استعمال تكنولوجيات االتصال و اإلعالم في الشركات ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تطوير اآلليات و اإلجراءات التحفيزية الكفيلة بتمكين المواطنين من االستفادة من تجهيزات‬

‫و شبكات تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪.‬‬

‫د‪ -‬دفع تطوير االقتصاد الرسمي ‪.‬‬

‫هـ‪ -‬تعزيز البنية األساسية لالتصاالت ذات الدفق السريع و الفائق السرعة‬

‫و‪ -‬تطوير الكفاءات البشرية ‪.‬‬

‫‪2- République Algérienne Démocratique et Populaire- commission. e –Algérie 2013 , p 07.‬‬


‫‪64‬‬
‫ز‪ -‬تدعيم البحث – التطوير و االبتكار ‪.‬‬

‫ح – ضبط مستوى اإلطار القانوني الوطني ‪.‬‬

‫ط – اإلعالم و االتصال ‪.‬‬

‫ي – تثمين التعاون الدولي ‪.‬‬

‫ك – آليات التقييم و المتابعة ‪.‬‬

‫ل – إجراءات تنظيمية ‪.‬‬

‫م – الموارد المالية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهداف الحكومة االلكترونية بالجزائر‬

‫‪ - 2‬األهداف‪ :‬بينت وثيقة مشروع الجزائر االلكترونية مجموعة من األهداف الرئيسية هي‬

‫كالتالي ‪:‬‬

‫عصرنة اإلدارة بإدخال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال و تقريبها من المواطن ‪.‬‬ ‫‪-0‬‬

‫دعم القطاع االقتصادي بإدخال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تعميم النفاذ إلى االنترنت‬ ‫‪-3‬‬

‫توفير الظروف المالئمة لتطوير صناعة تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‬ ‫‪-4‬‬

‫انجاز منشئات االتصاالت ذات الدفق السريع و الفائق السرعة ‪،‬مؤمنة وذات نوعية‬ ‫‪-7‬‬

‫عالية‬

‫‪65‬‬
‫وضع برنامج يمنح األولوية للتكوين العالي و التكوين المهني في مجال تكنولوجيات‬ ‫‪-1‬‬

‫اإلعالم ‪.‬‬

‫تطوير المنتجات و الخدمات ذات القيمة المضافة إلى مجال تكنولوجيات اإلعالم و‬ ‫‪-5‬‬

‫االتصال عن طريق تكثيف نشاط البحث التطوير و اإلبداع ‪.‬‬

‫تهيئة اإلطار التشريعي و التنظيمي للحكومة االلكترونية‬ ‫‪-8‬‬

‫التحسيس بأهمية تكنولوجيات اإلعالم و االتصال و دورها في تحسين نوعية معيشة‬ ‫‪-1‬‬

‫المواطن في التنمية االجتماعية و االقتصادية للبلد ‪.‬‬

‫‪ -01‬االستفادة من التجارب الدولية في مجال تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪.‬‬

‫‪ -00‬تحديد مؤشرات المتابعة و التقييم‬

‫‪ -02‬وضع تنظيم مؤسساتي منسجم يتمحور حول ثالثة مستويات ‪ :‬التوجيه‬

‫التنسيق ‪ ،‬المتابعة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -03‬تحديد مصادر و أجهزة التمويل و عملية التقدير و التقييم‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬آليات تنفيذ برامج الحكومة االلكترونية بالجزائر‬

‫يأتي برنامج الحكومة ضمن المبادرات و المشاريع التنموية التي تتبناها الحكومة الجزائرية‬

‫‪2‬‬
‫لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف جوانب الحياة‬

‫‪0 - Ibid, pp 08-10-15-19‬‬


‫‪ -2‬عبد القادر بلعربي و آخرون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪66‬‬
‫و تتمثل برامج التنفيذ في ‪:‬‬

‫‪ -‬برنامج تطوير التشريعات ‪ :‬و الذي يتضمن إعداد قانون ينظم المعامالت الحكومية‬

‫االلكترونية و تطوير التشريعات القائمة ‪.‬‬

‫‪ -‬برنامج تطوير البنية المالية ‪ :‬يعمل البرنامج على تطوير المؤسسات ماليا لتصبح‬

‫أكثر مرونة ‪.‬‬

‫‪ -‬برنامج التطوير اإلداري التنفيذي ‪ :‬و يشمل تطوير أساليب العمل في الجهات المقرر‬

‫استخدامها للمعامالت االلكترونية‬

‫‪ -‬برنامج التطوير الفني ‪ :‬يركز هذا البرنامج على استخدام التكنولوجيا الرقمية في‬

‫الجهات الحكومية لتطوير الطاقات و القدرات الالزمة النجاز المشروع ‪ ،‬كما يهتم‬

‫بتحسين الكفاءة التشغيلية و التي تتضمن استخدام أحدث األجهزة و المعدات و أنظمة‬

‫قواعد البيانات و تحديث البنية األساسية لالتصاالت و المعلومات ‪.‬‬

‫‪ -‬برنامج تنمية اإلطارات البشرية ‪ :‬من خالل العمل على تطوير فكر القيادات الحكومية‬

‫بما يتالءم مع مفهوم الحكومة االلكترونية ‪ ،‬و إعداد خطة مناسبة لتدريب فرق العمل‬

‫التي يتم تكوينها من جميع الجهات الحكومية التي تشارك في مشروع الحكومة‬

‫االلكترونية بهدف القدرة على إدارته ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬برنامج اإلعالم و التوعية ‪ :‬يتم من خالل البرنامج إعداد خطة تعرف المجتمع بمزايا‬

‫‪1‬‬
‫التحول إلى المجتمع الرقمي ‪ ،‬و كيفية االستفادة من مشروع الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫إن تحديد اإلستراتيجية و الرؤية الواضحة يعد من أهم متطلبات الحكومة االلكترونية ألنها‬

‫تحدد األهداف بدقة واآلليات المتبعة في تنفيذ البرامج واآلجال المخصصة لتطبيقها ‪ .‬المتفحص‬

‫لمشروع الحكومة االلكترونية بالجزائر يالحظ بأنه مشروع متكامل ‪ ،‬يحتاج إلى إرادة سياسية‬

‫كبرى واعتمادات مالية ضخمة لتجسيده على أرض الواقع ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الوسائل المسخرة لتطبيق برامج الحكومة االلكترونية‬

‫المطلب األول ‪ :‬شبكة االنترنت و الهاتف‬

‫‪ – 10‬شبكة االنترنت‪ :‬ارتبطت الجزائر بشبكة االنترنت في شهر مارس ‪ 0114‬عن طريق‬

‫مركز البحث في اإلعالم العلمي و التقني ‪ CERIST‬التابع لو ازرة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫‪ .‬و الذي كان دوره آنذاك العمل على إقامة شبكة وطنية و ربطها بشبكات دولية و وطنية ‪،‬‬

‫وقدر عدد الهيئات المشتركة في االنترنت سنة ‪ 0111‬بحوالي ‪ 031‬هيئة ليصل عددها سنة‬

‫‪0111‬الى ‪811‬هيئة منها ‪ 011‬في القطاع الجامعي و ‪ 71‬في القطاع الطبي و ‪ 711‬في‬

‫القطاع االقتصادي و ‪ 071‬في القطاعات األخرى ‪ .‬و بعد صدور المرسوم التنفيذي رقم ‪-18‬‬

‫‪ 275‬بتاريخ ‪ 27‬أوت ‪ 0118‬و المعدل بمرسوم تنفيذي آخر يحمل رقم ‪ 2111 -315‬بتاريخ‬

‫‪ 04‬أكتوبر ‪ 2111‬و الذي يحدد شروط و كيفيات وضع استغالل خدمة االنترنت ما أدى إلى‬

‫ظهور مزودين جدد خواص و عموميون إلى جانب مركز البحث في اإلعالم العلمي و التقني‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪11‬‬


‫‪68‬‬
‫مما أدى إلى زيادة مستخدمي الشبكة و قد وصل عدد الرخص الممنوحة للخواص عبر القطر‬

‫الجزائري إلى ‪ 17‬رخصة حتى نهاية ‪ . 2110‬و قد تم إحصاء ‪ 0.4‬مليون خط هاتفي في‬

‫‪1‬‬
‫الجزائر أي بمعدل خط لكل ‪ 27‬فرد و هو بعيد جدا عن المعدل العالمي (خط لكل ‪ 11‬إفراد)‬

‫‪.‬‬

‫و أعلنت وكالة األنباء الجزائرية في تقرير لها نشرته في أكتوبر‪ 2111‬أن السوق الجزائرية في‬

‫قطاع االتصاالت شهدت طفرة غير مسبوقة خالل عام واحد مقارنة باألرقام السابقة المتاحة ‪،‬‬

‫و أن عدد مستخدمي شبكة االنترنت قد بلغ ثالثة ماليين مستخدم بحلول يوليو ‪ ،2111‬في‬

‫حين بلغ من يستخدم االنترنت عالي السرعة ‪ ADSL‬منهم ‪ 511‬ألف شخص ‪ ،‬و في خالل هذه‬

‫الفترة أيضا بلغ عدد المشتركين في خدمات الهاتف المحمول ‪ 08.1‬مليون شخص‪.2‬‬

‫مؤشرات التدفق السريع ‪ :‬مع نهاية ‪ 2111‬قدر عدد المشتركين بالتدفق السريع في العالم‬

‫‪ 411.1‬مليون مشترك مع نسبة ارتفاع سنوية متوسطة تقدر ب‪ %04.20‬نصيب الشرق‬

‫األوسط و إفريقيا اليتعدى ‪ %12.14‬و ‪ ADSL‬يمثل ‪%17‬‬

‫و إلى غاية ‪ 2101‬أحصت اتصاالت الجزائر‬

‫‪ 13‬مليون مشترك في الهاتف الثابت‬

‫‪ 01‬مليون مشترك في الهاتف النقال‬

‫‪ - 1‬بختي إبراهيم ‪" .‬االنترنت في الجزائر"‪.‬مجلة الباحث ‪.‬عدد‪. 10‬جامعة ورقلة ‪،‬ص‪.30‬‬
‫‪" - 2‬االتصاالت و االنترنت دراسة حول الجزائر" ‪،‬على موقع المبادرة العربية النترنت حر ‪.‬‬
‫متاح في ‪ http://www.openarab.net/reports/net2006/algeria.shtml .:‬تاريخ االطالع ‪)2103/13/27( :‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ 10.2‬مليون خط ‪ 171( ADSL‬ألف مشترك إلى غاية مارس ‪)2101‬‬

‫‪ 711+411‬ألف خط ‪( MSAN‬خط نفاذ متعدد الخدمات ‪ :‬هاتف‪ ،‬انترنت ‪ ،‬فيديو‪ )...‬قيد‬

‫االنجاز ‪.1‬‬

‫الشكل رقم (‪ )16‬تطور نقاط النفاذ ذات التدفق السريع بالجزائر (أجهزة)‬

‫المصدر ‪ :‬بوحدة رشيدة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪01‬‬

‫‪ – 2‬شبكات الهاتف النقال ‪:‬‬

‫كما ساهمت شبكات الهاتف النقال أو يعرف بالمتعاملين الثالثة بدور محوري في نشر‬

‫تكنولوجيا اإلعالم و االتصال من خالل عروضها التنافسية فيما بينها و هي ‪:‬‬

‫شركة موبيليس ‪ :‬و هي أول شركة للهاتف المحمول تأسست سنة ‪ 2113‬كفرع للمؤسسة‬

‫العمومية (اتصاالت الجزائر) بلغ عدد مشتركيها تسعة ماليين مشترك سنة ‪2118‬‬

‫‪ - 1‬بوحدة رشيدة ‪ "،‬البنية التحتية للتدفق السريع في الجزائر ‪ :‬الوضعية و األفاق" ‪ ،‬اليوم البرلماني حول التدفق السريع و‬
‫االقتصاد الرقمي و دورهما في التنمية ‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪71‬‬
‫شركة جازي (جي إس أم) فرع الوراسكوم لالتصاالت و هي ثاني متعامل تاريخيا بحصة سوق‬

‫تقارب ‪ %17‬عدد مشتركيها أكثر من ‪ 03‬مليون في مشترك بداية ‪ 2115‬و بتغطية شبكية‬

‫‪ %14‬من السكان (‪ 48‬والية)‬

‫الوطنية لالتصاالت ‪ :‬االسم التجاري لعالمتها (نجمة) و هي أول متعامل للهاتف النقال متعدد‬

‫الوسائط في الجزائر ‪ ،‬تحصل على رخصة االستقالل بالجزائر في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 2113‬بعد‬

‫تقديم عرضها المالي المقدر ب‪ 420‬مليون دوالر ‪ ،‬وهي اآلن تابعة لشركة كيوتل القطرية ‪ ،‬و‬

‫أدخلت (نجمة) معايير جديدة لعالم االتصاالت في الجزائر ‪ ،‬كما تقترح عروضا و منتجات و‬

‫خدمات مبتكرة ذات جودة بفضل أجهزة من احدث التكنولوجيا و منها االنترنت و خدمة الزبائن‬

‫بمعايير عالية ‪.‬‬

‫فإنه تم تسجيل مجموع‬ ‫و حسب سلطة ضبط البريد و االتصاالت السلكية الجزائرية‬

‫‪ 37225813‬زبون إلى غاية نوفمبر‪ 2100‬مضيفا إلى أن العدد في ارتفاع محسوس مقارنة‬

‫بسنة ‪2101‬حيث تم تسجيل ‪ 32581017‬مشترك و بلغت نسبة االشتراك ‪ % 17‬من‬

‫سكان البالد في خدمات المتعاملين الثالثة للهاتف النقال‪.1‬‬

‫و قال وزير القطاع أن إطالق تكنولوجيا الجيل الثالث في الجزائر سيكون قريبا بعد تحقيق‬

‫الجاهزية لدى المتعاملين الثالثة ‪ .‬و أن دفتر الشروط المتعلق بالجيل الثالث أصبح جاه از‬

‫لتعميم استعمال هذه التكنولوجيا ‪ ،‬مشي ار إلى أن المتعاملين الثالثة للهاتف النقال أصبحوا‬

‫‪ - 1‬واقع تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪" ،‬جريدة الشعب اليومية "‪ 00‬مارس ‪2103‬‬
‫‪( http://www.ech-chaab.net/ar‬تاريخ االطالع ‪)2103/13/27‬‬
‫‪71‬‬
‫جاهزين إلطالق هذه التكنولوجيا بتركيب هوائيات الربط (بي‪ .‬تي‪ .‬أس) ‪ .‬و قد عرفت نهاية‬

‫السنة ربط جميع البلديات باأللياف البصرية ما عدا تلك المتواجدة في المناطق النائية بالصحراء‬

‫‪ ،‬و حسب الوزير فإن مشاكل التدفق العالي المنتظم لالنترنت ستنتهي مع نهاية العام ‪2107‬‬

‫بعد تعميم األلياف البصرية بإيصال جميع السكان بالشبكة ‪.‬‬

‫أما المشاكل المرتبطة بالتذبذب في التزود باالنترنت حسب رأي الو ازرة فتعود إلى نوعية الشبكة‬

‫المستعملة و المصنوعة من النحاس‪ . 1‬و التي هي عرضة لإلتالف والنهب ‪ .‬و كشف السيد‬

‫المدير العام التصاالت الجزائر مهمل ازواو أن ظاهرة سرقة الكوابل الهاتفية المصنوعة من‬

‫النحاس أصبحت تكلف خسارة كبيرة للشركة و تلحق بها أض ار ار هامة ‪ ،‬حيث بلغت قيمة‬

‫المسروقات من الكوابل السنة الماضية ‪ 710‬مليون دينار (أي حوالي ‪ 11‬مليار سنتيم )‬

‫بإحصاء سرقة ‪ 338‬كلم منها مقابل ‪ 317‬كلم سنة ‪ 2100‬بما قيمته ‪ 481.7‬مليون دينار ‪ ،‬و‬

‫أعلن أن تعطل الخطوط الهاتفية يرجع بنسبة كبيرة إلى سرقة الكوابل النحاسية و التي سيتم‬

‫القضاء عليها تدريجيا بتعميم األلياف البصرية‪. 2‬‬

‫‪-2‬التجهيزات و البرامج ‪ :‬يستعمل اإلعالم اآللي على نطاق واسع في اإلدارات و المؤسسات‬

‫الخاصة و العمومية في الجزائر ‪ ،‬وقد وصل عدد المسوقين للحاسوب في السوق الجزائرية إلى‬

‫‪ 7111‬شركة ‪ ،‬و قدر عدد الحواسيب المستوردة سنويا ‪ 71111‬حاسوب ‪ ،‬حيث يعرف الطلب‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‬
‫‪ - 2‬الرئيس المدير العام لمجمع اتصاالت الجزائر مهمل ازواو ‪" ،‬عدم رضا الزبون اليوم سيجعله يلجأ للمنافس غدا "‬
‫متاح في ‪http://www.elkhabar.com/ar/autres/fotouressabah /327904.html :‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/14/00 :‬‬
‫‪72‬‬
‫تطو ار مستم ار و هذا ما يبين توجه بعض الفئات إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة ‪ .1‬و قد‬

‫ظهرت عدة شركات متخصصة في تسويق أجهزة اإلعالم اآللي و ملحقاتها ومنها التي تقدم‬

‫خدمات ما بعد البيع‪ ،‬إضا فة إلى وجود شركات أجنبية متخصصة في شكل مكاتب ‪ ،‬و هذا‬

‫مؤشر على االهتمام الذي توليه الشركات الرائدة في إنتاج الكومبيوتر في العالم بالجزائر‪. 2‬‬

‫لكن يجب التطرق إلى سعر الحاسوب الذي وصل سعره إلى أربعة أضعاف معدل الدخل‬

‫الشهري ‪ ،‬فال تزال تكلفة الوصول إلى التكنولوجيات الحديثة من طرف المواطن متوسط الدخل‬

‫تمثل عبئا عليه ‪ ،‬و قد بينت إحصائيات و ازرة البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال أن‬

‫نسبة العائالت التي لها حاسوب بالنسبة إلى ‪ 011‬عائلة هي ‪ 02.30‬سنة ‪2118‬‬

‫أما بالنسبة لبرامج الحاسوب فالبرغم من وجود كفاءات بشرية عالية فال يعرف هذا المجال‬

‫تطو ار مهما البعض المحاوالت ‪ ،‬فهذه الطاقة مستغلة جزئيا مما دفع إلى الهجرة نحو الخارج ‪.‬‬

‫و تبقى عملية قرصنة البرامج أهم العوائق التي تقف أمام تطوير برامج الحاسوب ‪ ،‬حيث أن‬

‫معظم البرامج المستعملة في الجزائر هي نتيجة لعملية القرصنة‪. 3‬‬

‫وفي إطار تعميم استعمال الحاسوب شرعت الجزائر في برنامج ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مصطفاوي الطيب ‪ ،‬بونيف محمد األمين ‪"،‬خدمات التوظيف االلكتروني – نموذج لتقييم مواقع التوظيف بالجزائر"‬
‫متاح في ‪ http://www.docstoc.com/docs/145261511 :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/24 :‬‬
‫‪ - 2‬بن عبد ربه آمنة ‪" ،‬الجزائر في عصر المعلومات سنة ‪ : 2113‬حصيلة و آفاق " ‪ (،‬رسالة لماجستير غير منشورة )‬
‫‪،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 2111-2117 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ - 3‬مصطفاوي الطيب ‪ ،‬بونيف محمد األمين ‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪73‬‬
‫أسرتي ‪ : 0‬و يعد من المبادرات االيجابية لتعميم المعلوماتية في المجتمع ‪ ،‬حيث يهدف لتمكين‬

‫كل أسرة جزائرية من الحصول على حاسب آلي و ذلك في آفاق ‪ ، 2101‬كما يعد هذا البرنامج‬

‫كوسيلة لرفع معدل وصول المجتمع لشبكة المعلومات العالمية بحكم توفر العرض على‬

‫التوصيل بشبكة االنترنت بتقنية ‪ ، ADSL‬و لكن في الواقع شهدت العملية تعث ار ألسباب متعلقة‬

‫بتمويل العملية من طرف البنوك ‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من االنتقادات التي وجهت لهذا‬

‫البرنامج بسبب طابعه التجاري ‪ ،‬الن مثل هذه المبادرات يفترض دعما من طرف الدولة لكي‬

‫تصبح أسعار األجهزة في متناول الجميع بما في ذلك الفئات ضعيفة الدخل‪. 1‬‬

‫برنامج أسرتي ‪: 2‬‬

‫و يهدف هذا المشروع إلى ربط كل المؤسسات التربوية بالتكنولوجيات الحديثة و تزويد‬

‫األساتذة بأجهزة كمبيوتر محمولة و الربط باالنترنت بالتقسيط ‪ ،‬و أشار وزير البريد و‬

‫تكنولوجيات اإلعالم و االتصال موسى بن حمادي أن االتفاقية التي وقعتها و ازرة البريد مع و ازرة‬

‫التربية ستسمح بإعادة مشروع أسرتك ‪ ،‬و من جهة أخرى أوضح وزير التربية الوطنية السيد أبو‬

‫بكر بن بوزيد أن التكنولوجيات الحديثة أصبحت أكثر من ضرورة في قطاع التعليم و التي‬

‫ستساهم بتحسين التعليم و كذا تكوين األساتذة و العمال الذين يفوق عددهم ‪ 131‬ألف عامل‪. 2‬‬

‫‪ - 1‬عبيدلي عبد الرحمان ‪ "،‬المعلوماتية و تكنولوجيات االتصال في الجزائر ‪ :‬حالة والية قسنطينة " ‪ ،‬المديرية الوالئية للبريد‬
‫و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال بقسنطينة ‪ ، 2111 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ - 2‬وزارتا البريد و التربية توقعان على "اسرتك "‪2‬‬
‫متاح في ‪ http://www.elkhabar.com/ar/watan/271096.html :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/00 :‬‬
‫‪74‬‬
‫مؤشرات تكنولوجيا المعلومات و االتصال في الجزائر ‪2101 :‬‬

‫النسبة‬ ‫األرقام بالقيمة المطلقة‬ ‫تعيين‬ ‫التعريف بالمؤشر‬ ‫الفئة‬


‫‪461.0‬‬ ‫‪0044‬‬ ‫مقاهي اإلنترنت‬ ‫‪ :‬مؤشر ‪1‬‬
‫‪7612‬‬ ‫‪51540‬‬ ‫األكشاك المتعددة الخدمات‬
‫"تجهيزات عمومية‬
‫اتصاالت‬ ‫لـ ‪ 0111‬نسمة‬
‫‪0702‬‬ ‫(مقاهي اإلنترنت‪،‬‬
‫الجزائر‬ ‫مخادع عمومية للهاتف‬
‫‪46820‬‬ ‫األكشاك المتعددة‬
‫‪1.544‬‬ ‫حورية‬
‫الخدمات‪ ،‬مخادع‬
‫‪74202‬‬ ‫المجموع‬ ‫عمومية للهاتف) "‬
‫‪ :‬الهاتف الثابت‬
‫‪2990000‬‬
‫الخطي ‪-‬‬
‫‪10605‬‬ ‫‪697603‬‬
‫‪WLL -‬‬ ‫‪ :‬مؤشر ‪7‬‬
‫‪0.82.40‬‬ ‫المجموع‬
‫" الكثافة الهاتفية‬
‫‪ :‬الهاتف الجوال‬ ‫بالنسبة لـ ‪011‬‬
‫‪7703689‬‬ ‫موبيليس ‪-‬‬ ‫نسمة"‪.‬‬
‫‪14108857‬‬ ‫جيزي‪-‬‬
‫‪02604‬‬ ‫‪5218926‬‬
‫‪-‬نجمة‬
‫‪72401027‬‬ ‫المجموع‬
‫مؤشرات‬
‫نسبة العائالت التي لها حاسوب‬ ‫الهياكل‬
‫‪17601‬‬ ‫‪2140.2‬‬ ‫‪ :‬مؤشر ‪0‬‬
‫بالنسبة لـ ‪ 144‬عائلة‬
‫"تجهيزات اإلعالم‬
‫نسبة السكان الذين لهم جهاز‬ ‫اآللي و االتصال"‬
‫‪0061‬‬ ‫‪01520.1.‬‬
‫تلفاز بالنسبة لـ ‪ 144‬نسمة‬
‫معلومة غير‬
‫الطور االبتدائي‬
‫متوفرة‬
‫الطور المتوسط ‪:‬‬
‫‪4658‬‬
‫‪ 18080‬حاسوب‪ 0158112/‬حاسوب‪ 144/‬تلميذ‬
‫نسبة تجهيزات التربية‬
‫تلميذ‬
‫الطور الثانوي ‪:‬‬ ‫‪ :‬مؤشر ‪0‬‬
‫‪7650‬‬
‫‪ 70808‬حاسوب‪ 02020./‬حاسوب‪ 144/‬تلميذ‬ ‫"تجهيزات اإلعالم‬
‫تلميذ‬ ‫اآللي لقطاع التربية"‬

‫‪0627‬‬ ‫‪ 05444‬حاسوب‪0574.2/‬‬
‫نسبة تجهيزات التعليم العالي‬
‫حاسوب‪ 144/‬طالب‬ ‫طالب‬
‫‪0684‬‬
‫حاسوب‪20000 01..07/‬‬ ‫نسبة تجهيزات التكوين و‬
‫حاسوب‪144/‬‬
‫متربص‬ ‫التعليم المهنيين‬
‫متربص‬

‫‪75‬‬
‫‪ :‬مؤشر ‪ 5‬نسبة النفاذ إلى اإلنترنت ذي‬
‫‪14610‬‬ ‫‪585055‬‬ ‫التدفق العالي بالنسبة لـ ‪144‬‬
‫نسمة‬ ‫"النفاذ إلى االنترنت‬
‫المشتركين‬
‫نسبة النفاذ إلى اإلنترنت ذي‬ ‫المقيمين"‬
‫‪1680‬‬ ‫‪145807‬‬ ‫التدفق المنخفض بالنسبة لـ‬
‫‪ 144‬نسمة‬
‫‪ :‬مؤشر ‪.‬‬ ‫مؤشرات‬
‫نسبة النفاذ إلى اإلنترنت‬ ‫النفاذ إلى‬
‫‪10600‬‬ ‫‪1.520‬‬ ‫تكنولوجيات النفاذ إلى اإلنترنت "‬
‫المشتركين المهنيين(مؤسسات)‬
‫المشتركين‬ ‫اإلعالم‬
‫واالتصال ")المهنيين(مؤسسات‬

‫السعر المتوسط لحاسوب في‬ ‫أسعار النفاذ إلى تجهيزات‬


‫‪ 168‬األجر الوطني‬
‫السوق‪/‬األجر الوطني األدنى‬ ‫اإلعالم اآللي في السوق‬
‫األدنى المضمون‬
‫المضمون‬ ‫المحلية‬ ‫‪ :‬مؤشر ‪2‬‬

‫‪ ٪0600‬األجر‬ ‫السعر المتوسط للوصلة في‬ ‫أسعار النفاذ إلى اإلنترنت في‬ ‫"أسعار النفاذ إلى‬
‫الوطني األدنى‬ ‫السوق‪/‬األجر الوطني األدنى‬ ‫السوق المحلية بالعرض‬ ‫اإلنترنت"‬
‫المضمون‬ ‫المضمون‬ ‫المحدود‬

‫‪ ٪0601‬األجر‬ ‫السعر المتوسط للوصلة في‬ ‫أسعار النفاذ إلى اإلنترنت في‬
‫الوطني األدنى‬ ‫السوق‪/‬األجر الوطني األدنى‬ ‫السوق المحلية بالعرض غير‬
‫المضمون‬ ‫المضمون‬ ‫المحدود‬
‫‪ :‬مؤشر ‪8‬‬
‫نسبة استعمال اإلنترنت ذي‬
‫"االستعمال‬
‫‪0618‬سا‪/‬شهرين‬ ‫‪ 107‬دقيقة‪ /‬شهرين‬ ‫التدفق المنخفض من طرف‬
‫الشخصي لإلنترنت‬
‫األشخاص‬
‫ذي التدفق‬ ‫مؤشرات‬
‫المنخفض"ترنت"‬ ‫استعمال‬
‫‪٪5867‬‬ ‫عنوان إلكتروني‬ ‫تكنولوجيات‬
‫‪ :‬مؤشر ‪0‬‬ ‫اإلعالم و‬
‫نسبة استعمال اإلنترنت من‬
‫‪٪7060‬‬ ‫موقع ويب‬ ‫االتصال‬
‫طرف المؤسسات‬
‫‪٪1567‬‬ ‫اسم مجال‬ ‫"االستعمال المهني‬
‫لإلنترنت"‬
‫نسبة الدخول إلى اإلنترنت من‬
‫‪٪01600‬‬ ‫مؤشر الدخول‬
‫طرف المؤسسات‬

‫المصدر ‪ :‬مؤشرات تكنولوجيا المعلومات و االتصال ‪2101 :‬‬

‫متاح في ‪ http://www.mptic.dz/ar/- :‬تاريخ االطالع ‪2102 /12/12 :‬‬

‫هذه المؤشرات تبين مدى جاهزية الجزائر في ميدان تكنولوجيا المعلومات و االتصال ‪ ،‬التي‬

‫يتطلبها مشروع الحكومية االلكترونية والسيما االنترنت و على الرغم من الجهود المبذولة فان‬

‫‪76‬‬
‫الجزائر صنفت من البلدان ذات النتائج المتوسطة إفريقيا و عربيا ‪ .‬و على هذا األساس تم‬

‫إطالق مشروع الجزائر االلكترونية ‪. 2103‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التشريعات و التنظيمات‬

‫حاول المشرع الجزائري في العديد من النصوص القانونية مسايرة التطور الحاصل في‬

‫تكنولوجيا اإلعالم و االتصال بهدف بناء مجتمع المعرفة من خالل سن العديد من القوانين ‪،‬‬

‫والتي تدخل ضمن اآلليات التي تؤسس لفكرة الحكومة االلكترونية‪ .‬و نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -0‬قوانين تنظيمية– المرسوم التنفيذي رقم ‪ 257-18‬المؤرخ في ‪ 27‬أوت ‪ 10118‬و الذي‬

‫يضبط شروط و كيفيات ممارسة خدمات االنترنت ‪ ،‬و قد أنهى هذا المرسوم احتكار الدولة‬

‫لقطاع االنترنت ‪ ،‬مما سمح بظهور مزودين جدد عموميون و خواص ‪.‬‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 2315-2111‬المؤرخ في ‪ 04‬أكتوبر ‪ 2111‬و الذي حدد شروط و‬

‫معايير تنظيم االنترنت و االستفادة منها و حقوق و التزامات مقدمي الخدمة و اإلجراءات‬

‫المتبعة للحصول على الرخصة و حاالت سحبها ‪ ،‬كما أشار إلى ضرورة تشكيل لجنة منح‬

‫الرخص لتقديم خدمة االنترنت ‪.‬‬

‫‪ -‬القانون ‪ 2111-13‬و الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بالبريد و المواصالت السلكية و‬

‫الالسلكية و الذي يكرس الفصل بين وظائف المتعامل البريدي و متعامل االتصاالت ‪ ،‬فإعادة‬

‫‪ - 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية ‪ ،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 275-18‬المؤرخ في ‪ 27‬أوت ‪، 0118‬المتعلق بضبط شروط و‬
‫كيفيات إقامة خدمات االنترنت و استغاللها ‪،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 14 ،31‬جمادى األولى هـ الموافق ل ‪ 21:‬اوت ‪0118‬م‪،‬‬
‫ص‪.17‬‬
‫‪ - 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 315 -2111‬المؤرخ في ‪ 04‬أكتوبر ‪ ، 2111‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ 11‬الصادر في ‪ 05‬رجب‬
‫‪0420‬هـ الموافق لـ ‪ 07‬أكتوبر ‪ ، 2111‬ص‪.07‬‬
‫‪77‬‬
‫هيكلة و ازرة البريد و المواصالت سمح بميالد الجزائر لالتصاالت و بريد الجزائر ‪ ،‬و تم تحديد‬

‫إطار دستوري لسلطة ضبط مستقلة و حرة و فتحت األبواب للمستثمرين الخواص ‪ ،‬و تكلفت‬

‫بمنح الرخص للقطاع الخاص سواء المتعلقة بالهاتف النقال أو الثابت و ترخيصات موزعي‬

‫خدمات االنترنت و مراكز النداء ‪.1‬‬

‫تعرف على أنها تلك البيئة المعلوماتية التي تتمتع و تتميز بخصائص‬
‫‪ -2‬الثقة الرقمية ‪ :‬و ّ‬

‫الثقة التي تتميز بها البيئة الورقية ‪ .2‬و من عناصرها التصديق االلكتروني و اإلمضاء‬

‫االلكتروني‬

‫و الستكمال الترسانة التشريعية للثقة الرقمية في إستراتيجية الجزائر االلكترونية ‪ :‬عمل المشرع‬

‫الجزائري على وضع مجموعة من القوانين منها ‪:‬‬

‫‪ -‬االعتراف بحجية الكتابة االلكترونية ‪ :‬من خالل إصدار القانون رقم ‪ 01-17‬بتاريخ ‪21‬‬

‫جوان ‪ 2117‬و المتمم و المعدل للقانون المدني الجزائري ‪ ،‬حيث انتقل المشرع من خالله من‬

‫النظام الورقي في اإلثبات إلى النظام االلكتروني ‪ ،‬حيث أصبح للكتابة في الشكل الورقي مكان‬

‫ضمن قواعد اإلثبات في القانون المدني الجزائري طبقا لنص المادة ‪ 323‬مكرر مدني جزائري ‪،‬‬

‫و يقصد بها الكتابة في الشكل االلكتروني ذات التسلسل في األوصاف أو األرقام أو أية‬

‫عالمات أو رموز ذات معنى مفهوم مهما كانت الوسيلة االلكترونية المستعملة و مهما كانت‬

‫‪ - 1‬بن عبد ربه أمنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫‪ - 2‬غانم نذير ‪ ،‬ريحان عبد الحميد ‪ ،‬عكنوش نبيل ‪ ،‬معمر جميلة ‪" ،‬الثقة الرقمية ضمن إستراتيجية الجزائر االلكترونية‬
‫‪ )E -Algérie2013) 2103‬واقعها و دورها في إرساء مجتمع المعرفة"‪ ،‬معهد علوم المكتبات و التوثيق ‪ ،‬جامعة قسنطينة‬
‫‪ ،‬المؤتمر ‪ 23‬لالتحاد العربي للمكتبات و المعلومات (اعلم) ‪.2102‬‬
‫‪78‬‬
‫طرق إرسالها ‪ ،‬كما يقصد بالوسيلة االلكترونية المستعملة القرص الصلب أو المرن أو في شكل‬

‫رسائل الكترونية ‪.‬‬

‫‪-‬التوقيع االلكتروني ‪:‬‬

‫كما اعتمد المشرع الجزائري التوقيع االلكتروني في نص المادة ‪ 325/2‬مدني جزائري المعدلة‬

‫بالقانون ‪ 01-17‬و التي تنص على أن يعتمد بالتوقيع االلكتروني وفق الشروط المذكورة في‬

‫المادة ‪ 323‬مكرر و ذلك من أجل إضفاء الحجية على المحررات االلكترونية ‪.‬القانون ‪01-17‬‬

‫المعدل و المتمم لألمر ‪ 78-57‬المتضمن القانون المدني ‪.‬‬

‫‪-2‬التصديق االلكتروني ‪:‬‬

‫حددت ممارسة نشاط مقدمي خدمات التصديق االلكتروني بموجب المرسوم التنفيذي ‪012-15‬‬

‫و هو األمر الذي يتطلب الحصول على ترخيص تمنحه سلطة ضبط البريد و المواصالت‬

‫السلكية و الالسلكية (‪ )ARPT‬و هذا الترخيص يكون مرفق بدفتر الشروط الذي يحدد حقوق‬

‫وواجبات مؤدي الخدمات و المستعمل لها ‪ ،‬و األشخاص الذين يجوز لهم قانونا ممارسة هذا‬

‫النشاط يجب أن تتوفر فيهم نفس الشروط لممارس نشاط خدمة االنترنت في الجزائر ‪ .‬و‬

‫بالتالي فإن نشاط مقدمي خدمات التصديق يعتبر نشاطا اقتصاديا يخضع للقيد التجاري طبقا‬

‫‪79‬‬
‫للقانون التجاري و بالتالي تكون جهة التوثيق االلكتروني مسؤولة عن توثيق العقد االلكتروني ‪،‬‬

‫األمر الذي يجعل الوضع تطبيقا لمهمة الموثق العادي‪. 1‬‬

‫‪-1‬الدفع االلكتروني ‪ :‬تضمن القانون الجزائري مواد تتعلق بأنظمة الدفع االلكتروني ‪ ،‬و في‬

‫سنة ‪ 2113‬بدأ االعتراف الرسمي بوسائل الدفع االلكتروني من خالل األمر ‪ 00-13‬المتعلق‬

‫بالنقد و القرض‪ 2‬من خالل المادة ‪11‬التي تنص على " تعتبر وسائل الدفع كل األدوات التي‬

‫تمكن الشخص من تحويل األموال مهما يكون السند أو األسلوب التقني المستعمل "‬

‫‪-2‬الجريمة االلكترونية ‪:‬‬

‫أمام الفراغ القانوني في مجال الجريمة االلكترونية تم إصدار القانون رقم ‪ 07-14‬المؤرخ في‬

‫‪ 01‬نوفمبر المعدل و المتمم لقانون العقوبات ‪ ،‬و الذي ينص عل حماية جزائية ألنظمة‬

‫المعلوماتية من خالل تجريم كل أنواع االعتداءات التي تستهدف أنظمة المعالجة اآللية‬

‫للمعطيات كالدخول غير المشروع ألنظمة المعلوماتية ‪ ،‬تغيير أو إتالف المعطيات ‪ ...‬و في‬

‫سنة ‪ 2111‬تم سن قانون الجريمة االلكترونية ‪،‬القانون رقم ‪ 14-11‬المؤرخ في ‪ 17‬أوت‬

‫‪ 2111‬و الذي يتضمن القاعدة الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم و‬

‫االتصال و مكافحتها و تضمن القانون ‪ 01‬مادة موزعة عل ستة فصول‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬التطوير و التعاون ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مرجع سابق‬
‫‪2‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬األمر رقم ‪ 00-13‬المؤرخ في ‪21‬أوت ‪ ، 2113‬المتعلق بالنقد و القرض ‪"،‬الجريدة الرسمية "‪ 25،‬أوت‬
‫‪،2113‬العدد‪،73‬ص‪.00‬‬
‫‪81‬‬
‫كانت الجزائر في سنوات السبعينات تحتل مكانة مقبولة مقارنة مع الدول المتقدمة فيما يخص‬

‫تكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬حيث أن ‪ % 27‬من ميزانية الدولة كانت موجهة لهياكل التكوين في كل‬

‫المستويات و منها اإلعالم اآللي ‪ .‬األزمة التي مرت بها الجزائر في سنوات الثمانينات و‬

‫التسعينات أدت إلى التراجع في جميع القطاعات و منها تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪ .‬حيث‬

‫تم في سنة ‪ 0115‬إعادة هيكلة حوالي مئة مؤسسة عمومية ‪ .‬و مع ارتفاع أسعار البترول في‬

‫بداية األلفية و حدوث االنتعاش االقتصادي ‪ ،‬شرعت الجزائر بجملة من اإلصالحات في إطار‬

‫التوجه نحو الخصخصة و تحرير السوق و تشجيع االستثمار ‪ .‬و في سنة ‪ 2111‬تمت‬

‫المصادقة على القانون المتعلق بالبريد و المواصالت و هو خطوة مهمة في ميدان التطوير ‪ ،‬و‬

‫تم بموجبه تغيير وضعية المتعامل التاريخي للهاتف إلى شركة تجارية باألسهم و إنهاء احتكار‬

‫‪1‬‬
‫الدولة لقطاع االتصاالت و إنشاء سلطة ضبط ‪.‬‬

‫أوال‪/‬جهود البحث و التطوير في مجال تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪:‬‬

‫‪ -0‬إنشاء مركز البحث في اإلعالم العلمي و التقني ‪ : Cerist‬يعتبر مركز البحث في‬

‫اإلعالم العلمي و التقني المزود األول و الرئيسي للشبكة في الجزائر و قد انشأ بموجب‬

‫المرسوم بموجب المرسوم ‪ 71-87‬بتاريخ ‪ 01‬مارس ‪ 0187‬ثم التحق باإلدارة السامية للبحث‬

‫العلمي بموجب المرسوم رقم ‪ 52-81‬بتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪ 0181‬و هو حاليا تابع لو ازرة التعليم‬

‫العالي و البحث العلمي‪ ،‬و قد تحمل مسؤولية ترقية استعمال المعلومات العلمية في البالد و‬

‫‪ - 1‬بن عبد ربه آمنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪81‬‬
‫تكفل بتطبيق مشاريع مغاربية و استفاد من تجهيزات الربط باالنترنت و من برامج لتكوين‬

‫المستخدمين الذين يقومون بعملية االشتراك عبر المركز ليشمل مختلف المؤسسات في كل‬

‫القطر‪ .‬و قد قام سنة ‪ 0117‬بفتح ‪ 171‬حساب انترنت و تكفل بربط ‪ 031‬مؤسسة بالشبكة ‪،‬‬

‫شملت الجامعات و المعاهد و المستشفيات ‪.1‬‬

‫‪ -2‬إنشاء الوكالة الوطنية للحظائر التكنولوجية‪:‬‬

‫أنشئت الوكالة الوطنية للحظائر التكنولوجية بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-14‬الصادر في‬

‫‪ 24‬مارس ‪ 0110‬تحت وصاية و ازرة البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ ،‬و هي هيئة‬

‫ذات طابع صناعي و تجاري ‪ ،‬مقرها في الحظيرة التكنولوجية سيدي عبدا هلل ‪ ،‬و تتكفل‬

‫بإعداد و اقتراح العناصر األساسية الوطنية في مجال و ترقية الحظائر التكنولوجية و خلق‬

‫لتطوير‬ ‫االنسجام بين المؤسسات الوطنية للتعليم العالي و البحث‪ ،‬ودعم اإلمكانيات‬

‫تكنولوجيات اإلعالم و االتصال و المساهمة في التطور االقتصادي و االجتماعي و اإلشراف‬

‫على بناء الحظائر التكنولوجية‪.2‬‬

‫تعد المدينة السيبرانية سيدي عبدا هلل قطبا تكنولوجيا واقتصاديا بالرغم أن قطاع تكنولوجيا‬

‫المعلومات و االتصاالت اليمثل اال‪ % 10‬من الدخل العام الوطني و الذي يعتمد في إجماله‬

‫‪ 1‬بومايلة حفيظة ‪ "،‬عالقة االنترنت كتكنولوجيا حديثة لالتصال و المعلومات بالتنمية في دول العالم الثالث ‪ :‬الجزائر"‪(،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة)‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة الحاج لخضر باتنة ‪.2113-2112‬‬
‫‪" - 2‬الوكالة الوطنية للحظائر التكنولوجية "‬
‫متاح في ‪ http://www.elmouwatin.dz/?lang=fr :‬تاريخ االطالع ‪)2103/13/08(:‬‬
‫‪82‬‬
‫على المحروقات و مع االنفتاح على السوق الدولية لالتصاالت بدأت تكنولوجيا المعلومات و‬

‫االتصاالت تجد مكانة في االقتصاد الوطني ‪.1‬‬

‫‪ -2‬برنامج إنعاش البحث العلمي ‪2114-2110:‬‬

‫في إطار هذا المخطط الثالثي تم إنشاء أربعة لجان ‪ :‬لجنة انترانت – انترنت ‪ ،‬لجنة التعليم‬

‫عن بعد ‪ ،‬لجنة الطب عن بعد ‪ ،‬لجنة إنتاج برامج الكومبيوتر ذات القيمة المضافة ‪ ،‬و قد‬

‫خصصت لهذا المخطط ميزانية ‪ 02.4‬مليار دج أي أن أكثر من ‪ %71‬من الميزانية العامة‬

‫هي مخصصة للتكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال‪.2‬‬

‫‪ -4‬إنشاء صندوق دعم استخدام و تطوير تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪FAUDTIC‬‬

‫أسس صندوق دعم استخدام و تطوير تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ FAUDTIC‬بموجب القانون‬

‫رقم ‪ 20-18‬الصادر في ‪31‬ديسمبر ‪ 2118‬المتعلق بقانون المالية لسنة‪ 2111‬ووضع حيز‬

‫التطبيق من طرف الحكومة الجزائرية في إطار تمويل النشاطات الهادفة لتطبيق البرنامج‬

‫االستراتيجي " الجزائر االلكترونية " ‪ ،‬و هو صندوق موجه لتقديم الدعم الكامل أو الجزئي‬

‫للمشاريع التي يعدها كل شخص معنوي عمومي أو خاص و يهدف إلى ترقية استخدام و‬

‫تطوير تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ .‬و المشاريع التي يمولها هذا الصندوق ‪:‬‬

‫‪-‬اقتناء تجهيزات اإلعالم اآللي و البرمجيات‬

‫‪ 1‬علوي هند‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.001‬‬


‫‪ - 2‬بن عبد ربه آمنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.014‬‬
‫‪83‬‬
‫‪-‬اقتناء تجهيزات الشبكة‬

‫‪-‬استثمار مادي و غير مادي موجه لدعم النهوض بمؤسسات مختصة في تكنولوجيا اإلعالم و‬

‫االتصال‬

‫‪ -‬إطالق خدمات االنترانت‬

‫‪ -‬تطوير و تسيير بوابات الدخول للخدمات‬

‫‪ -‬الدعم التقني و الخبرة‬

‫‪ -‬تعريب المحتوى‬

‫‪ -‬تطوير المحتوى التربوي و الملتيميديا‬

‫‪ -‬قاعدة تطوير البرمجيات‬

‫‪ -‬تطوير المواقع االلكترونية ‪.1‬‬

‫‪-1‬إنشاء الوكالة الفضائية واطالق األقمار الصناعية الجزائرية ‪:‬‬

‫في جانفي ‪ 2112‬تم إنشاء الوكالة الفضائية الجزائرية ‪ ،‬و في نوفمبر ‪ 2112‬تم إطالق القمر‬

‫الصناعي الجزائري " ألسات ‪ "0‬ووضعه في مساره ‪ ،2‬و قد نقله إلى مداره الصاروخ الروسي‬

‫‪" - 1‬صندوق دعم استخدام و نطوير تكنولوجيات اإلعالم و االتصال" ‪ ،‬بوابة المواطن ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫متاح في ‪ http://www.elmouwatin.dz/index-fr.php?lang=f:‬تاريخ االطالع ‪2103/14/71:‬‬
‫‪ - 2‬عبيرات مقدم ‪ ،‬زاد الخير ميلود ‪" ،‬متطلبات التحضير النوعي للمؤسسة الجزائرية لتسيير المعرفة "‪ ،‬الملتقى الدولي حول‬
‫التنمية البشرية و فرص االندماج في اقتصاد المعرفة و الكفاءات البشرية ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪2114‬‬
‫‪84‬‬
‫كوسموس ‪3-‬م و هو مخصص الستشعار األرض عن بعد ‪ ،‬و منذ عام ‪ 2114‬تربط بين‬

‫روسيا و الجزائر اتفاقية حول التعامل و التعاون في مجال التكنولوجيات الفضائية و تطبيقاتها‪.‬‬

‫و بعد تدشين رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مركز تطوير األقمار الصناعية‬

‫بوهران التابع للوكالة الفضائية الجزائرية ‪ ،‬شدد رئيس الجمهورية على إنشاء و إطالق القمر‬

‫الصناعي الخاص باالتصاالت " الكوم سات ‪ " 0‬قبل سنة ‪ 2104‬لتامين – حسب تصريحه –‬

‫االستقاللية الوطنية في هذا المجال ‪.‬‬

‫كما تم عرض نماذج من صور منبعثة من القمر الصناعي ‪ ALSAT2‬على رئيس الدولة و‬

‫أوضح مسؤول الوكالة الفضائية أن هذا القمر الصناعي الذي تم إطالقه سنة ‪ 2101‬أرسل‬

‫‪1‬‬
‫أكثر من ‪ 23111‬صورة عالية الدقة ‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬التعاون الدولي ‪:‬‬

‫تشارك الجزائر في العديد من المشاريع على المستوى الدولي بهدف مواكبة التطورات الحاصلة‬

‫في مجال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ ،‬و من أشكال التعاون الدولي في هذا الميدان ‪:‬‬

‫‪ - 0‬مبادرة ‪ EUMEDIS‬و التي شرع فيها سنة ‪ 2111‬من طرف اللجنة األوربية ‪ ،‬وقد شاركت‬

‫فيها الجزائر عن طريق ‪ CERIST‬و قبل ‪ 21‬مشروع جهوي من طرف اللجنة األوربية للتمويل ‪،‬‬

‫‪" - 1‬تكنولوجيا اإلعالم و االتصال في نمو مستمر ‪ ،‬بوابة المواطن‬


‫متاح في ‪ http://www.elmouwatin.dz/index-fr.php?lang=fr :‬تاريخ االطالع ‪2103/13/13 :‬‬
‫‪85‬‬
‫ونجد أن ‪ 27‬مؤسسة جزائرية تشارك في عدة مشاريع منها التعليم عن بعد و الطب عن بعد و‬

‫شبكات المعلومات الجهوية‪. 1‬‬

‫و سخر البرنامج اإلقليمي موازنة بقيمة ‪ 17‬ماليين يورو سنة ‪ 2111‬لدعم التعاون بين أوربا و‬

‫البلدان المتوسطية في مجال مجتمع المعلومات‪ .‬ومن النشاطات ‪:‬‬

‫‪ 21 -‬مشروعا نموذجيا تعتمد على تكنولوجيا المعلومات في العديد من القطاعات كالتعليم و‬

‫شبكات الرعاية الصحية و الصناعة و التراث الثقافي‬

‫‪ -‬تم إنشاء العديد من الشبكات ‪ :‬ترابط المعاهد المائية المتوسطية ‪ ، MEDCHARTNET‬ترابط‬

‫معاهد التعليم العالي (‪ ، )ODISIAME‬شبكة تضم ‪ 07‬مرك از من مراكز ابن سينا للمعرفة ‪،‬‬

‫شبكة للتعليم المفتوح عن بعد ‪ ،‬شبكة مراكز االمتياز لدعم خلق المؤسسات ( ‪، )Med pride‬‬

‫المركز االورومتوسطي لإلعالم حول السياحة الثقافية‪.2‬‬

‫‪ – 2‬مركز التعاون ‪ SITTDEC‬وهو‬

‫‪South inveslement Trodex Technology Data Exchange Center‬‬

‫و التي أنشئت من طرف مجموعة ‪ )G15( 07‬لتطوير الوصول إلى المعلومة االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بن عبد ربه آمنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪017‬‬


‫‪ - 2‬يوميديس ‪ "،‬تكنولوجيا اإلعالم و االتصال "‬
‫متاح في ‪ http://www.enpi-info.eu/index.php :‬تاريخ االطالع ‪2103/13/02:‬‬
‫‪86‬‬
‫‪-3‬التعاون مع كوريا ‪ ،‬بمشاركة المركز الكوري لالنترنت ‪ ،‬و يشمل التعاون في التكوين في‬

‫ميدان تكنولوجيات االتصال الحديثة ‪ ،‬و يقدم فيه هذا النشاط مجموعة من المتطوعين الكوريين‬

‫لصالح ‪ 11‬شابا‬

‫‪-4‬حصيلة الجرد االورومتوسطي لمجتمع المعلومات ‪ ،‬و هو ممول من طرف اللجنة األوربية ‪،‬‬

‫و قد قام ‪ cerist‬بتحقيق دام سنتين ‪ 2111-0111‬و قدم تقري ار عن مجتمع المعلومات في‬

‫الجزائر‬

‫‪-7‬مشروع ابن سينا ‪ ،‬الجامعة االفتراضية المتوسطية ‪ :‬و هو مشروع أورومتوسطي برعاية‬

‫منظمة اليونسكو بالتعاون مع االتحاد األوربي ‪ .‬و يهدف إلى تطوير و توسيع التعليم عن بعد‬

‫في منطقة حوض المتوسط باستخدام شبكة االنترنت ‪ ،‬و قد انضمت إليه الجزائر ممثلة في‬

‫جامعة التكوين المتواصل‪.1‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬التكوين‬

‫تهدف السياسة العامة للدولة من خالل مشروع الحكومة االلكترونية إلى التحكم في تكنولوجيا‬

‫اإلعالم و االتصال ‪ ،‬و لتدريب المواطنين في هذا المجال‪ ،‬تم عقد شراكة بين و ازرتي التكوين‬

‫المهني و و ازرة البريد و تكنولوجيا اإلعالم و االتصال بتاريخ ‪ 2111/11/03‬من خالل برمجة‬

‫أيام دراسية يخضع فيها المتربصون إلى برنامج إعدادي حول الحكومة االلكترونية ‪ ،‬يدرسون‬

‫من خاللها أساسيات الكومبيوتر و أنماط الحياة الرقمية ‪ ،‬االنترنت ‪،‬و شبكة الواب العالمية ‪،‬‬

‫‪ - 1‬بن عبد ربه آمنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.017‬‬


‫‪87‬‬
‫وهي متاحة لكل فئات المجتمع لمدة ‪ 07‬يوما بمراكز التكوين المهني على مستوى الوطن ‪ ،‬و‬

‫يحصل المتربص على شهادة كفاءة ‪ .‬و هذه المبادرة تهدف إلى بلورة فكرة الحكومة االلكترونية‬

‫للمواطن الجزائري‪. 1‬‬

‫‪ -‬برنامج التكوين الذي انطلق سنة ‪ 2111‬لفائدة ‪ 4111‬عامل و الذي يتضمن برنامج تكوين‬

‫في مجال التكنولوجيات الجديدة ‪ ،‬التكوين التقني المتخصص ‪ ،‬التكوين في مجال التسويق ‪،‬‬

‫تنمية القدرات البشرية في مجال المناجمنت ‪ ،‬تقنيات تسيير المشاريع‪.2‬‬

‫‪-‬من جانبها أيضا شرعت و ازرة التربية الوطنية في تدريب المكونين و األساتذة على استخدام‬

‫تكنولوجيا المعلومات و االتصال في العملية التعليمية ‪ ،‬و قد تم تخصيص دورات تدريبية‬

‫مخصصة للمؤطرين قصد ضمان سير المشروع ‪ ،‬و يتم التدريب على محو األمية المعلوماتية‬

‫بتقديم دروس و مبادئ أولية في اإلعالم اآللي ‪ ،‬و قد انطلقت عملية التكوين سنة ‪ 2113‬و تتم‬

‫مرة في كل أسبوع لكل هيئة تدريس في المراحل الثالثة باإلضافة إلى الطاقم اإلداري ‪ ،‬باعتبار‬

‫أن تطبيقات الحاسوب في العملية التعليمية تمتد إلى اإلدارة‪.3‬‬

‫و أيضا تم إطالق برنامج دولي لتطوير الكفاءات التكنولوجية لفائدة ‪ 441‬طالب عمل‬

‫بالعاصمة من طرف ميكروسوفت الجزائر في إطار شراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل و‬

‫الكونفيدرالية ألرباب العمل الجزائريين ‪ ،‬و صرح المدير العام لميكروسوفت الجزائر مراد نايت‬

‫‪ - 1‬وزارة التكوين المهني ‪" :‬المواطن الرقمي "‪ ،‬متاح في ‪/ http://www.mfep.gov.dz/AR:‬‬


‫تاريخ االطالع ‪2103/14/02‬‬
‫‪ - 2‬بوحدة رشيدة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪- 3‬علوي هند ‪ "،‬المرصد الوطني لمجتمع المعلومات بالجزائر ‪ ،‬قياس النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت بقطاع‬
‫التعليم بالشرق الجزائري ‪ ،‬واليات قسنطينة عنابة سطيف نموذجا"‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪،‬‬
‫جامعة منتوري قسنطينة ص ‪.011 – 018‬‬
‫‪88‬‬
‫عبد السالم أن هذا التكوين يندرج في إطار البرنامج الخماسي ‪ 2104-2101‬إذ يعطي‬

‫األولوية للتكوين و التشغيل و المقاولة و يستجيب للطلب المتزايد على الخبرة التكنولوجية هذا‬

‫البرنامج الذي يموله ميكروسوفت الجزائر يمنح شهادات مهندس و تقني سامي في اإلعالم‬

‫اآللي‪.1‬‬

‫كما استضافت الجزائر العديد من المؤتمرات و الندوات العالمية و المحلية و التي تدخل‬

‫ضمن إطار الحكومة االلكترونية منها ‪:‬‬

‫‪-‬مؤتمر حول التصديق االلكتروني ‪ ،‬وعقد في الجزائر يومي ‪ 11 – 18‬ديسمبر ‪ 2111‬تحت‬

‫رعاية االتحاد األوربي لالتصاالت‬

‫‪-‬المؤتمر الدولي حول التعليم الرقمي ‪:‬الواقع و األفاق و الذي عقد أيام ‪ 15 11 -17‬ديسمبر‬

‫‪ 2101‬حيث استعرض الدراسات الحديثة حول التعليم الرقمي و تطبيقاته الممكنة على الصعيد‬

‫الوطني ‪ ،‬و كان هناك نقاش ثري حول التعليم الرقمي و دوره في تحسين جودة التعليم و‬

‫التكوين و تطرق إلى رفع الوعي بالتعليم االلكتروني لدى العاملين في قطاع التعليم بمختلف‬

‫أطواره‪.2‬‬

‫‪ -‬كما تم مؤخ ار إطالق برنامج تكويني واسع لترقية الثقافة الرقمية و تحسين إدخال‬

‫التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال داخل المؤسسات في إطار برنامج الجزائر االلكترونية‬

‫‪ - 1‬تكوين‪ /‬برنامج دولي في ميدان تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪ ،‬بوابة المواطن‬


‫متاح في ‪ http://www.elmouwatin.dz/ :‬تاريخ االطالع ‪210/17/17 :‬‬
‫‪" - 2‬الملتقى الدولي األول حول التعليم الرقمي الواقع و األفاق" ‪،‬‬
‫متاح في‪ ،http://www.tawasul.sa.com :‬تاريخ االطالع ‪2103/13/15 :‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ ،‬ويشمل هذا البرنامج الذي يدوم ‪ 13‬سنوات في مرحلة أولى ‪ 3111‬مكون تابعين لقطاعات‬

‫التربية و التكوين المهني و العمل و الشباب و الرياضة ‪ ،‬و لضمان نجاح العملية لجأت و ازرة‬

‫البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال إلى خبرة و مهارة مؤسسة ذات شهرة عالمية (أو سي‬

‫دي أل ) المختصة في تطبيق برنامج التكوين المكثف في مجال تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‬

‫‪.1‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬بعض استخدامات الحكومة االلكترونية بالجزائر‬

‫تهدف الحكومة االلكترونية في مراحل التطبيق األولى إلى تقديم المعلومات الهامة للمواطنين‬

‫من خالل نشرها على المواقع الحكومية إلى جانب تقديم بعض الخدمات عن بعد بهدف ضمان‬

‫السرعة و الجودة و قلة التكاليف‪ ...‬كخدمة التعليم و الخدمات األكاديمية و خدمات األعمال و‬

‫الضرائب و وسائل الدفع و األمن و الرعاية الصحية و الخدمات المالية و النقل‪ ...‬وفي إطار‬

‫سياسة الدولة الهادفة للتغيير و مواكبة التطورات الحاصلة‪ ،‬شرعت الجزائر في تطبيق بعض‬

‫خدمات الحكومة االلكترونية و التي مست العديد من القطاعات ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬خدمات الحكومة االلكترونية بقطاع البريد و االتصاالت‬

‫يقدم قطاع البريد و المواصالت العديد من الخدمات عن بعد للمستفيدين منها ‪ ،‬و على الرغم‬

‫من الصعوبات المطروحة فانه يسعى إلى تطويرها ‪.‬‬

‫‪" - 1‬إطالق برنامج تكويني واسع لترقية الثقافة الرقمية" ‪،‬‬


‫متاح في ‪ http://news80.com/ar/2013/03/18/71602.html :‬تاريخ االطالع ‪2103/13/01 :‬‬
‫‪91‬‬
‫و من بين ابرز هذه الخدمات‪: 1‬‬

‫الحوالة االلكترونية‪ :‬و تستخدم لتحويل األموال لشخص آخر ليس له حساب‬ ‫‪-0‬‬

‫‪Fonds Electronique de transfert‬‬

‫وهذه الخدمة متوفرة في كل مكاتب البريد الجزائري المرتبطة بالشبكة‬

‫السحب اآللي لألموال ‪ :‬باستعمال بطاقة السحب عن طريق الصراف اآللي و‬ ‫‪-2‬‬

‫تستعمل في الشبابيك بالمكاتب و هي محمية برقم سري و تعمل على كل أجهزة‬

‫الصراف اآللي في الجزائر ‪ ،‬إال أن سقف السحب اليومي ال يجب أن يتعدى‬

‫‪ 21111‬د ج أسبوعيا و ال يجب أن يتعدى ‪ 21111‬د ج في كل عملية و‬

‫عمولة كل عملية ‪ 31‬دج‬

‫الحساب الجاري عن بعد ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ 0-3‬خدمة ‪0731‬‬

‫‪ -‬االطالع على الرصيد عبر مكالمة هاتفية للرقم ‪0731‬من هاتف ثابت أو موبيليس‬

‫‪ -‬طلب دفتر الصكوك عبر مكالمة هاتفية للرقم ‪ 0731‬من هاتف تابت أو موبيليس‬

‫‪ 2-3‬خدمة ‪eccp‬‬

‫‪ -‬االطالع على الرصيد عبر االنترنت‬

‫‪ -‬طلب دفتر الصكوك عبر االنترنت‬

‫‪ -1‬الموسوعة االقتصادية و علوم التسيير والتجارة‪"،‬جميع الخدمات التي يقدمها بريد الجزائر"‬
‫متاح في ‪ http://iqtissad.blogspot.com/2013/02/algerie-poste.html :‬تاريخ االطالع ‪.2103-13-23‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ -‬كشف العمليات المالية لفترة معينة‬

‫‪ 3-3‬خدمة رصيدي ‪: RACIDI‬‬

‫االطالع على رصيد الحساب الجاري عبر رسالة قصيرة ‪ SMS‬من موبيليس بإرسال رقم‬

‫الحساب بدون مفتاح يليه مسافة ثم الرقم السري الخاص باالطالع إلى الرقم ‪ 113‬لتسلم‬

‫كشف الرصيد في رسالة قصيرة مقابل اقتطاع ‪ 21‬دج من طرف موبيليس و ‪ 01‬دج‬

‫من طرف البريد الجزائري مقابل الخدمة‪.1‬‬

‫تحويل األموال عن طريق واسترن يونيون ‪Western Union‬‬ ‫‪-4‬‬


‫‪2‬‬

‫تقوم هذه الخدمة على مساعدة األجانب و المهاجرين على تحويل األموال من والى داخل‬

‫الوطن و خارجه ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬خدمات الحكومة االلكترونية بقطاع الضمان االجتماعي‬

‫في إطار إصالح منظومة الضمان االجتماعي و عصرنة اإلدارة و تبسيط إجراءات الخدمة ‪،‬‬

‫شرعت و ازرة الضمان االجتماعي في استعمال نظام البطاقة االلكترونية و هي ‪:‬‬

‫بطاقة الشفاء و التي بدأ العمل بها سنة ‪ 2115‬و اقتصرت في البداية على بعض الواليات‬

‫كتجربة أولى ‪ ،‬و قد مست فئات معينة كالمتقاعدين و األشخاص الذين يعانون من األمراض‬

‫المزمنة ‪ ،‬ليتم تعميمها بعد ذلك بهدف توفير نظام الدفع من قبل الغير لألدوية لفائدة جميع‬

‫المؤمنين اجتماعيا ‪ ،‬حيث أصبح باإلمكان تقديم بطاقة الشفاء مرفوقة بوصفة طبية لالستفادة‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‬
‫‪2‬‬
‫خدمة وستارن يونيون ‪ ،‬متاح في ‪ /http://algeria.westernunion.com :‬تاريخ االطالع ‪2103/13/02 :‬‬
‫‪92‬‬
‫من نظام الدفع من قبل الغير للحصول على األدوية لهم شخصيا أو لذوي الحقوق ‪ ،‬و ذلك‬

‫‪1‬‬
‫على مستوى أي صيدلية متعاقدة مع الضمان االجتماعي ‪.‬‬

‫و تكمن أهمية بطاقة الشفاء في ‪:‬‬

‫تحدد هوية ذوي الحقوق‬


‫‪ -‬تشخص و ّ‬

‫‪ -‬الحصول على الحقوق للمؤمن اجتماعيا و ذوي الحقوق من الخدمات التي يقوم بها‬

‫الضمان االجتماعي‬

‫‪ -‬الحصول بسرعة على تعويضات تلك الخدمات ‪ ،‬بدون أن يكون مضط ار لتقديم طلب‬

‫مكتوب أو ملء استمارة أو تقديم ورقة عالج ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬االستفادة من نظام الدفع دون الحاجة إلى تقديم دفتره‪.‬‬

‫و ذكر وزير العمل و الضمان االجتماعي طيب لوح ‪ ،‬أنه سيتم توسيع استعمال بطاقة الشفاء ‪،‬‬

‫و التي كانت تستعمل على مستوى والية انتساب المؤمن اجتماعيا ليتم توسيعها على المستوى‬

‫الوطني ‪ ،‬بحيث تمكن صاحبها من استعمالها في أي والية أخرى ‪ ،‬و يهدف هذا اإلجراء‬

‫حسب الوزير إل ى تسهيل إجراءات استفادة المواطن من خدمات الضمان االجتماعي ‪ ،‬و‬

‫‪ - 1‬انطالق توسيع بطاقة الشفاء ‪" ،‬جريدة الخبر اليومي "‪ ،‬يوم ‪2103/12/12:‬‬
‫متاح في ‪ http://www.elkhabar.com/ar :‬تاريخ االطالع ‪2103- 14 – 11:‬‬
‫‪ - 2‬بوابة المواطن ‪" ،‬حول بطاقة الشفاء "‬
‫متاح في ‪ http://www.elmouwatin.dz/?lang=fr :‬تاريخ االطالع ‪2103-13-08 :‬‬
‫‪93‬‬
‫أضاف أنه تم توزيع أزيد من ‪ 18‬ماليين بطاقة شفاء على المستفيدين من أصل ‪ 25‬مليون من‬

‫المؤمنين االجتماعيين و ذوي الحقوق‪.1‬‬

‫و في إطار تطوير الخدمات االلكترونية لفائدة الضمان االجتماعي ‪ ،‬أعطى وزير الضمان‬

‫االجتماعي السيد طيب لوح إشارة انطالق هذه العملية التي تخص المرحلة األولى للعمال‬

‫المستفيدين من خدمات الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر و البطالة الناتجة عن سوء‬

‫األحوال الجوية لقطاعات البناء و األشغال العمومية و الري ‪ .‬و أوضح الوزير أن تنفيذ هذا‬

‫اإلجراء الجديد سيتم على مستوى موقع الوكالة الجهوية للجزائر الوسطى التابعة للصندوق‬

‫كمرحلة أولية ليعمم في شهر جويلية ‪ 2103‬على كافة الوكاالت الجهوية ‪ .‬و أضاف أن إدراج‬

‫هذه اآللية من شانه ضمان المرونة و السرعة لمؤسسات البناء و األشغال العمومية و الري في‬

‫عمليات التصريح عن بعد لعمالها و ذلك عبر الموقع االلكتروني للصندوق‪.2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬خدمات الحكومة االلكترونية بقطاع التعليم‬

‫أوال‪ /‬قطاع التعليم العالي ‪:‬‬

‫انطالقا من أهمية تكنولوجيا اإلعالم و االتصال و دورها في تطوير التعليم و البحث العلمي‬

‫هناك توجه لتطوير الخدمات المقدمة لألساتذة و الطلبة من خالل الربط بين العديد من‬

‫الجامعات ‪ ،‬كما تم توظيف شبكة االنترنت في مؤسسات التعليم العالي في العديد من المجاالت‬

‫‪ - 1‬انطالق توسيع بطاقة الشفاء ‪" ،‬جريدة الخبر اليومي "‪ ،‬يوم ‪2103/12/12:‬‬
‫متاح في ‪ http://www.elkhabar.com/ar :‬تاريخ االطالع ‪2103- 14 – 11:‬‬

‫‪" - 2‬انطالق عملية التصريح بالعمال عن بعد" ‪ ،‬بوابة المواطن ‪ http://www.elmouwatin.dz ،‬تاريخ االطالع‬
‫‪2103/14/24:‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ ،‬حيث تتوفر العديد من المخابر و مراكز الب حث و الجامعات على التغطية الكاملة بالشبكة ‪،‬‬

‫و هذا لمواكبة التطورات التقنية و التكنولوجية الحاصلة‪.1‬‬

‫فمنذ اوت‪ 0118‬نشاطات البحث العلمي و التطوير تطبق في إطار مؤسساتي محدد من طرف‬

‫قانون التوجيه ‪ ،‬و البرنامج الخماسي الخاص بالبحث العلمي و التطور التكنولوجي (‪)18-12‬‬

‫و الذي يوضح في مادته الثانية أن البحث العلمي و التطور التكنولوجي أضحيا من األولويات‬

‫الوطنية ‪ .‬كما أن البرامج الوطنية للبحث في تكنولوجيات اإلعالم و االتصال و اإلعالم اآللي‬

‫و كذلك االتصاالت و العلوم األساسية قد صنفوا كبرامج ذات أولوية و يتم تمويلهم من طرف‬

‫الدولة ‪.‬‬

‫فمنذ ربط الجزائر بشبكة االنترنت كانت الجامعات و مراكز البحث أول الهيئات التي ربطت بها‬

‫‪ ،‬وهذا أدى إلى دمقرطة المعلومات سواء في الحصول عليها أو توصيلها في الزمن الحقيقي و‬

‫بصفة تفاعلية من خالل إمكانية الحصول على كل أنواع المعلومات ‪ :‬علمية ‪ ،‬تقنية ‪،‬‬

‫متخصصة على أي شكل كان من الدعائم ‪ :‬مواجيز ‪ ،‬مناشير ‪ ،‬تقارير البحوث ‪ ،‬مجالت‬

‫على الويب ‪ ،‬ملتقيات متوفرة على المواقع الوطنية و األجنبية‪ ،‬التواصل مع النظراء عبر العالم‬

‫‪ ،‬مع إمكانية التنسيق و تبادل المعلومات و نتائج البحوث و المشاركة في الحوارات العلمية عن‬

‫طريق حلقات النقاش و الشبكات االفتراضية ‪.‬‬

‫‪ -1‬عشور عبد الكريم ‪ "،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية و الجزائر" ‪،‬‬
‫(رسالة ماجستير غير منشورة ) ‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة ‪ ، 2101 – 2111 ،‬ص ‪.044‬‬
‫‪95‬‬
‫لقد طور ‪ Cerist‬عدة أنماط من الشبكات (شبكات محلية ‪ ،‬شبكات خاصة لكل قطاع ‪،‬‬

‫انترانت ) و هذا على شبكة االنترانات أو على شبكة ‪ARN‬‬

‫‪Academic Resseach Network‬‬

‫و من مشاريع الخدمات االلكترونية بقطاع التعليم العالي ‪:‬‬

‫‪ -0‬مشروع (‪ )ARN‬وهو اكبر مشاريع التعليم العالي و البحث العلمي و الهدف منه توفير‬

‫الهياكل القاعدية و األدوات التكنولوجية الالزمة لكل العناصر الفاعلة في القطاع (مسؤولين ‪،‬‬

‫أساتذة‪ ،‬باحثين ‪ ،‬طلبة ‪ )..‬قصد التكفل باحتياجاتهم بالنسبة لالتصال و اإلعالم و المعلومات‬

‫العلمية و التقنية ‪ .‬و قد تم ربط مؤسسات القطاع بوصالت متخصصة ‪ Mbit/S2‬و إنشاء‬

‫عمود فقري (‪ )Backbone‬يسمح بنسخ و تكوين شبكة خاصة بالقطاع تساهم في تدعيم‬

‫نشاطات متخصصة كالتعليم عن بعد و المكتبة االفتراضية ‪.‬‬

‫‪-2‬مشروع التعليم عن بعد ‪ Télé Enseignement‬ويتمثل في تزويد كل المؤسسات‬

‫الجامعية بهياكل التعليم العالي ‪ ،‬منها تجهيزات المحاضرة عن بعد التي تسمح بالتفاعل المباشر‬

‫بالصوت و الصورة و الزمن الحقيقي ما بين األساتذة و الطلبة ‪.‬‬

‫‪-2‬مشروع المكتبة االفتراضية ‪ :‬و الهدف منه إنشاء سياسة وطنية لنشر المعلومات العلمية و‬

‫التقنية في ميدان العلوم االجتماعية و اإلنسانية ‪ ،‬مهمتها اكتساب المعلومات و الوثائق العلمية‬

‫حسب االحتياجات و ذلك بطريقة موضوعية و مشتركة ‪ ،‬دمج التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و‬

‫االتصال إلنتاج و نشر و استيراد المعلومات ‪.‬‬


‫‪96‬‬
‫و من المشاريع المتعلقة بالهياكل القاعدية للتنظيم ‪:‬‬

‫‪ -0‬الحصول على المعلومات العالمية ‪ :‬أكثر من ‪ 31‬مرك از للمعطيات‬

‫(‪ )Bases Données‬مرجعية و نصية متوفرة في مركز ‪ Cerist‬تسمح و بشكل يومي بهذا‬

‫المركز لالستجابة لطلبات و احتياجات تخص البحوث البيبليوغرافية و الحصول على الوثائق‬

‫االبتدائية (مقاالت علمية ‪ ،‬مذكرات ‪ )..‬من طرف المستعملين من الطلبة أو األساتذة و‬

‫الباحثين ‪ ،‬كما وضعت ميكانزمات الحصول على الوثائق غير المتوفرة في عين المكان عن‬

‫طريق اتفاقيات مع منظمات دولية كـ ‪ British Libary‬و ‪. INIST‬‬

‫‪ -2‬أرشيف الوثائق الوطني‪ :‬أدت جهود ‪ Cerist‬إلى هيكلة المعلومات المتخصصة في التعليم‬

‫العلي و البحث العلمي فتم تجميعها و دخلت في التراث الوطني المعلوماتي و الذي ساهم في‬

‫إثراء المخزون العالمي للمعلومات في االنترنت ‪ ،‬و خزانات المعلومات التي يمكن الوصول‬

‫إليها عبر االنترنت هي دليل وطني للدوريات و المذكرات ‪ ،‬المكتبة الوطنية ‪ ،‬قاعدة المشاريع‬

‫للبحث (المشاريع التي هي في طور االنجاز) ‪ ،‬مركز األدب العالمي المتعلق بالجزائر ‪ ،‬بطاقة‬

‫األشرطة الوطنية ‪ .‬هذه الخزانات نبهت المختصين إلى مشكلة كيفية معالجة المعلومات حسب‬

‫المقاييس الدولية فتم استحداث المراكز الجهوية للتوثيق و تحديث المكتبات بفضل برنامج‬

‫(سنجاب ) (‪ )SYNGEB‬و هو برنامج كومبيوتر وضع بهدف تقديم أداة ذات مقاييس عالمية‬

‫للمكتبات الجامعية‪.1‬‬

‫‪ - 1‬بن عبد ربه آمنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.014‬‬


‫‪97‬‬
‫كما تقدم الجامعة خدمات التسجيل عن بعد لصالح الطلبة الجدد الناجحين في شهادة‬
‫البكالوريا ‪ ،‬والذي يمكنهم من التسجيل األولي عبر الشبكة بعد االطالع على نتائجهم و في‬
‫المرحلة الثانية من العملية يمكنهم االطالع على نتائج التوجيه و تأكيد عملية التسجيل و‬
‫الطعون‪.1‬‬

‫ثانيا‪ /‬قطاع التربية الوطنية ‪:‬‬

‫في إطار إصالح المنظومة التربوية تم الشروع في إدخال العديد من اإلصالحات لتتماشى مع‬

‫سياسة الدولة الهادفة إلى بناء مجتمع المعلومات في الجزائر‪ ،‬حيث تم تزويد المؤسسات‬

‫التربوية بأجهزة اإلعالم اآللي وربطها بشبكة االنترنت و تخصيص حصص للتالميذ في‬

‫اإلعالم اآللي في الطور المتوسط و الثانوي ‪.‬‬

‫و قد تم ربط أكثر من ‪ 1111‬مؤسسة تربوية بشبكة االنترنت ‪ ،‬أي ‪ 23‬بالمائة من المدارس‬

‫االبتدائية ‪ ،‬و ‪ 55‬بالمائة من المتوسطات ‪ ،‬و ‪ 84‬بالمائة من الثانويات ‪.‬‬

‫كما استفاد ‪ 351‬معلم من تكوين للحصول على الشهادة الدولية لقيادة الحاسوب (‪، )ICDL‬‬

‫فضال عن العديد من الورشات التكوينية التي تهدف في مجملها الى التحسيس بأهمية تعميم‬

‫استعمال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫كما شرعت و ازرة التربية في تقديم بعض الخدمات عن بعد لصالح التالميذ منها ‪:‬‬

‫‪1- Guide du nouveau bachelier 2008 Ministère de L'enseignement supérieur et de la recherche scientifique ,‬‬
‫‪2008,p 6‬‬
‫‪ - 2‬كلمة وزير البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ ،‬السيد موسى بن حمادي ‪ ،‬بمناسبة افتتاح الطبعة الرابعة عشر‬
‫للصالون الدولي لتكنولوجيات المستقبل ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ - 3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬وزارة التربية الوطنية ‪ ،‬الديوان الوطني لالمتحانات و المسابقات‬
‫متاح في ‪ http://ins.onec.dz/bac :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/13 :‬‬
‫‪98‬‬
‫‪ -‬التسجيل في شهادة البكالوريا عبر موقع و ازرة التربية الوطنية ‪.‬‬

‫‪ -‬االطالع على نتائج البكالوريا و شهادة التعليم المتوسط على شبكة االنترنت‪ ،‬أو من خالل‬

‫شبكة موبيليس ‪.‬‬

‫‪ -‬و يقدم الديوان الوطني للتعليم عن بعد بعض الخدمات االلكترونية ‪ :1‬كالتسجيل بالمركز و‬

‫سحب االستمارات وتقديم االستفسارات ‪ ،‬كما يتيح للمسجلين خدمة تحميل الدروس و‬

‫االمتحانات الخاصة بالديوان الوطني للتعليم عن بعد ‪.‬‬

‫و حول أهمية توظيف التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال في التعليم ‪ ،‬أشارت دراسة‬

‫مسحية لليونسكو بعد مراجعة أكثر من تسعين دراسة من بلدان مختلفة حول دور االنترنت في‬

‫التعليم ‪ ،‬إلى أن هذه التكنولوجيا تؤثر بشكل ايجابي على دافعية الطلبة نحو التعليم ‪ ،‬و تزيد‬

‫‪2‬‬
‫من تعلمهم الذاتي و تحسن من مهارات االتصال و مهارات الكتابة لديهم ‪.‬‬

‫التعليم االلكتروني بالجزائر ‪:‬‬

‫أطلقت مؤسسة " ايباد " ما يسمى بالمدرسة الرقمية المخصصة لتالميذ المتوسط و الثانوي‬

‫من خالل وضع برنامج خاص على شبكة االنترنت موجه في بدايته للمقبلين على شهادة‬

‫البكالوريا أو شهادة التعليم المتوسط ‪ ،‬و قد أطلق على هذه المدرسة اسم " تربيتك " و هي‬

‫‪" - 1‬الخدمات االلكترونية للديوان الوطني للتعليم و التكوين عن بعد "‬


‫متاح في ‪ http://www.onefid.edu.dz :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/13:‬‬

‫‪ - 2‬هادي مشعان ربيع ‪.‬تكنولوجيا التعليم المعاصر (الحاسوب و االنترنت) ‪،‬عمان ‪،‬مكتبة المجتمع العربي للنشر و‬
‫التوزيع‪،2117،‬ص‪.013‬‬
‫‪99‬‬
‫عبارة عن فضاء بيداغوجي افتراضي أو ساحة للتعلم عن بعد ‪ ،‬كما أن البرنامج موجه‬

‫بالخصوص للتالميذ و أوليائهم و المؤسسات التربوية ‪ ،‬هذا الفضاء من شانه أن يسمح‬

‫للمؤسسة التربوية بتفضيلها لإلعالم اآللي و تكنولوجيات االتصال أن تسير المدرسة في ظروف‬

‫جيدة و تعمق التعلي م و التكوين من خالل الدخول في نظام جديد لتوجيه الدروس و االمتحانات‬

‫للتالميذ ‪ ،‬و تكون إضافية عما يقدم في األقسام ‪ ،‬كما يسمح هذا النظام لألولياء بمتابعة‬

‫تمدرس أبنائهم ‪ ،‬فاإلدارة و التالميذ و األولياء في شبكة واحدة ‪ .‬كما استحدثت مؤسسة "ايباد"‬

‫في نفس البرنامج " تربيتك" مدرسة افتراضية تسمح للتالميذ من داخل المدارس الرسمية أو‬

‫خارجها بالتسجيل فيها و تساعدهم في التحضير لالمتحانات ‪ ،‬و الدروس المقدمة في هذه‬

‫المدرسة االفتراضية مطابقة للبرنامج الرسمي المعد من طرف و ازرة التربية ‪ ،‬لقد تحققت نتائج‬

‫ايجابية كما يقول المشرفون على البرنامج و األولياء و التالميذ الذين تمكنوا من رفع مستواهم ‪،‬‬

‫يمكن ألي تلميذ في الثالثة ثانوي أو الرابعة متوسط الدخول إلى موقع تربيتك و يسجل فيه حيث‬

‫يجد ‪ 311‬درس بالنسبة للنهائي و ‪ 311‬درس بالنسبة للمتوسط إضافة إلى ‪ 4111‬تمرين مع‬

‫التصحيح و الشرح ‪ ،‬و يستطيع التلميذ االتصال بأستاذ المادة على الموقع ليحصل على شروح‬

‫‪ ،‬كما يمكنه االطالع على مواضيع امتحانات البكالوريا أو التعليم المتوسط الماضية مع‬

‫التصحيح ‪ ،‬و يمكن لألولياء عبر الشبكة االطالع على كل ما يخص أبناءهم كتوقيت الدروس‬

‫و الغيابات و مستوى التلميذ من خالل النقاط المتحصل عليها و المالحظات ‪ ،‬كما يستطيع‬

‫األستاذ داخل برنامج " تربيتك " من خالل مكتب األستاذ أن يطلع على قائمة التالميذ و‬

‫الدروس ‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫و من بين أهداف "تربيتك" استعمال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال في الوسط التربوي و‬

‫ضمان االستعمال الجاد و النافع لالنترنت و اإلعالم اآللي في الوسط المدرسي ‪ ،‬و ضمان‬

‫التواصل الدائم بين المدرسة و األساتذة و المتعلمين و األولياء ‪ ،‬و منح فرص أكبر للتالميذ‬

‫الستعمال اإلعالم اآللي داخل المؤسسات التربوية ‪.‬‬

‫و كشف السيد نوار حر ازهلل خالل الملتقى الدولي حول المدرسة الرقمية ‪ ،‬أن مشروع (تربيتك)‬

‫يعد ثمرة نجاح مشروع (كيلك فورما) الذي يشرف على عملية التعليم عن بعد لفائدة الطلبة‬

‫المقبلين على امتحانات شهادة البكالوريا و شهادة التعليم المتوسط ‪ ،‬مضيف أن الدعم المدرسي‬

‫باالنترنت عبر موقع (كيلك فورما) سمح بتسجيل ‪ 1‬آالف طالب مقبلين على اجتياز امتحان‬

‫شهادة البكالوريا السنة الماضية من بينهم ‪ %52‬نجحوا في إحرازها ‪ ،‬و حسب نفس المصر فان‬

‫‪ 011‬مدرسة خاصة موزعة عبر مختلف واليات الوطن انضمت إلى هذا المشروع الذي يسمح‬

‫لألساتذة و المتعلمين و المؤسسات التربوية باالرتباط في مجموعة افتراضية يتصرف أفرادها‬

‫كأنهم في مدرسة حقيقية و طلبت مؤخ ار ‪ 21‬مدرسة عمومية االنضمام إلى مشروع " تربيتك " ‪.‬‬

‫كلف المشروع الثاني لمؤسسة " ايباد " تبعا لتصريحات الرئيس المدير العام حوالي ‪ 011‬مليون‬

‫دج ‪ ،‬منها ‪ %51‬مقدمة من طرف " ايباد " أما الباقي فقد ساهمت به شركات و متعاملون‬

‫جزائريون من القطاع العام و الخاص ‪.1‬‬

‫‪ - 1‬احمد شريف بسام ‪ "،‬واقع الحكومة االلكترونية في الدول العربية ‪ ،‬حالة الجزائر ‪ ،‬دراسة وصفية تحليلية لتطبيقات‬
‫تكنولوجيات المعلومات و االتصاالت "‪( ،‬رسالة ماجستير غير منشورة )‪ ،‬كلية العلوم الساسية و اإلعالم ‪،‬جامعة الجزائر ‪-3-‬‬
‫‪، 2100-2101 .‬ص ‪.013‬‬
‫‪111‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬خدمات الحكومة االلكترونية بقطاع العدالة‬

‫في إطار إصالح و عصرنة قطاع العدالة تم إحداث العديد من التغيرات الهادفة إلى تطوير‬

‫القطاع و تحسين الخدمات المقدمة للمواطن ‪ ،‬ومن اإلجراءات المتخذة‬

‫‪-‬إنشاء مركز وطني للسوابق العدلية في ‪ 2114/12/11‬الهدف الرئيسي منه إعداد و منح‬

‫البطاقة رقم ‪ 13‬لصحيفة السوابق العدلية بسرعة و فعالية ‪ ،‬كما يرمي إلى تحقيق عدة أهداف‬

‫بالنسبة للمواطن ‪ :‬حيث يسهل عملية الطلب و يمكن سحب صحيفة السوابق العدلية في بضع‬

‫ساعات و في أي مكان من الوطن ‪.‬‬

‫بالنسبة للجهات المتعاونة‪ :‬خاصة المؤسسات المعينة ‪ ،‬حيث يمكنها الحصول على المعلومة‬

‫مباشرة من المحكمة ‪.‬‬

‫بالنسبة للجهات القضائية نفسها ‪ :‬حيث يساعد المركز على المعالجة السريعة و الفعالة‬

‫لملفات المساجين من طرف قاضي التحقيق أو وكيل الجمهورية خاصة في األوضاع الحساسة‬

‫‪ ،‬كحالة اتخاذ قرار اإلفراج المؤقت و الحجز تحت النظر‪.1‬‬

‫و في بداية ‪ 2101‬أصبح بإمكان كل مواطن جزائري يتمتع بكامل حقوقه المدنية و المعنوية‬

‫طلب إصدار شهادة السوابق العدلية رقم ‪ 13‬الكترونيا عن طريق االنترنت بتعبئة النموذج‬

‫الموجود على الموقع و سحب الوثيقة يكون بالمحكمة المختارة الواردة في القائمة المذكورة أسفله‬

‫‪ - 1‬وزارة العدل الجزائرية ‪ /http://arabic.mjustice.dz .‬تاريخ االطالع ‪2103/13/22‬‬


‫‪112‬‬
‫‪ ،‬و يتعين على المعني أن يتقدم شخصيا إلى المحكمة مصحوبا ببطاقة الهوية و طابع جبائي‬

‫قيمته ‪ 31‬دج‬

‫و في ‪ 2101/11/27‬أصبح بإمكان أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج الحصول على‬

‫شهادة السوابق العدلية ‪ ،‬هذه المبادرة التي قامت بها و ازرة العدل التي تسمح ألي مواطن‬

‫جزائري في أي بقعة من العالم أن يتحصل في اقل من ‪ 01‬دقائق على صحيفة السوابق العدلية‬

‫المتعلقة به على مستوى قنصلية الجزائر بالبلد الذي يتواجد فيه ‪.‬‬

‫و في سنة ‪ 2101‬تم فتح نافذة تسمح لكل متقاض من االطالع على مآل قضيته من خالل‬

‫اسم المستخدم و كلمة المرور الصادرتين من الجهة القضائية المجدولة لقضيته ‪ .‬كما تم فتح‬

‫شباك الكتروني على مستوى كل الجهات القضائية يسمح بإعطاء كل المعلومات عن القضايا‬

‫المسجلة في وقت قياسي كما يمكن أيضا من استقبال المواطنين و المحامين و فئة ذوي‬

‫االحتياجات الخاصة من خالل تخصيص فضاءات لكل فئة ‪.‬‬

‫و تأتي هذه الخدمة االلكترونية نتيجة لعصرنه قطاع العدالة و التي انطلقت عام ‪ 2113‬حيث‬

‫تم تزويد قطاع العدالة بممول للدخول إلى عالم االنترنت ذات نوعية رفيعة تلبي األهداف‬

‫الخاصة باإلدارة و الهيئات القضائية و كل مؤسسة معينة و تسمح له بإنشاء و تسيير ذاتي‬

‫التصاالته االلكترونية‪ ،‬و تعميم الوصول إلى المعلومة لكل موظفي العدالة ‪.‬كما تم تطوير‬

‫االنترانيت ‪ INTRANET‬حيث بدا العمل بها كمرحلة أولى في اإلدارة المركزية قبل أن يعمم إلى‬

‫‪113‬‬
‫كل الجهات القضائية سنة ‪ ، 2117‬و من ‪ 2117‬الى‪ 2111‬تم انجاز مواقع " واب " المجالس‬

‫القضائية الـ ‪ 31‬الموجودة حاليا على شبكة االنترنت‪.1‬‬

‫المطلب الخامس ‪:‬بعض مشاريع الحكومة االلكترونية بالجزائر‬

‫في إطار تطبيق برنامج الحكومة االلكترونية(‪ )2103-2111‬بادرت الجزائر بالعديد من‬

‫المشاريع التي تخص بها بعض المناطق في البداية كتجارب ليتم تعميمها فيما بعد ‪ ،‬و من هذه‬

‫المشاريع ‪:‬‬

‫‪-0‬مشروع البلدية االلكترونية ‪ :‬من مشاريع الحكومة االلكترونية بالجزائر رقمنة مصلحة‬

‫الحالة المدنية و إنشاء تطبيق على الويب يسمح بإدخال البيانات الخاصة بالمواطن الجزائري‬

‫من عقود ووثائق الحالة المدنية على قاعدة بيانات متطورة متواجدة على أجهزة رئيسية و حفظها‬

‫ليتم استرجاعها الحق ا سواء بهدف الحصول على معلومات دقيقة بواسطة بحث يجريه موظف‬

‫البلدية ‪ ،‬أو من اجل تمكين ضابط الحالة المدنية من عرض نسخ الكترونية على شبكة‬

‫االنترنت لوثائق و عقود الحالة المدنية الخاصة بالمواطن ليتمكن من حفظها أو طباعتها‪.2‬‬

‫و دشنت أول بلدية الكترونية بالجزائر يوم ‪04‬ملرس ‪ 2100‬بالمقر الفرعي اإلداري في‬

‫‪ 711‬سكن بباتنة ‪ ،‬و أصدرت أول شهادة ميالد (‪02‬خ) في بضع ثوان على مستوى الشباك‬

‫االلكتروني ‪ ،‬و هي تقنية تجسد أيضا إمكانية إعداد و تسليم الوثائق على مستوى فروع البلدية‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‬
‫‪ - 2‬بوهيني شهرزاد ‪" ،‬البلدية االلكترونية بالعربية ضمن الحكومة االلكترونية" ‪،‬مركز تنمية التكنولوجيات المتقدمة ‪،‬الجزائر‬
‫متاح في ‪ http://www.csla.dz/mjls/index.php?option=com :‬تاريخ االطالع ‪2103/13/17:‬‬
‫‪114‬‬
‫دون أن يضطر المواطن للتنقل إلى السفر الرئيسي للحالة المدنية ‪ ،‬و تستطيع أيضا إصدار‬

‫في نفس الظروف شهادات الزواج و الوفاة في انتظار تمديد العملية إلى كافة الوثائق‪.1‬‬

‫‪-2‬مشروع جواز السفر و بطاقة التعريف البيومتريين ‪:‬‬

‫أعلنت و ازرة الداخلية و الجماعات المحلية في ‪ 28‬ديسمبر‪ 2100‬عن إطالق المرحلة األولى‬

‫بإصدار جواز السفر البيومتري االلكتروني بداية من ‪ 12‬جانفي ‪ 2102‬على مستوى ‪ 45‬دائرة‬

‫بعواصم الواليات بالمقاطعة اإلدارية لحسين داي بالجزائر العاصمة و أضاف ذات المصدر أن‬

‫هذه الدوائر تم تعيينها كمواقع نموذجية للشروع في هذه العملية و التي ستعمم تدريجيا على‬

‫جميع المقاطعات و الدوائر‪.2‬‬

‫و يهدف مشروع جواز السفر و بطاقة التعريف البيومتريين إلى عصرنة وثائق الهوية و السفر ‪،‬‬

‫حيث ستكون بطاقة التعريف الوطنية البيومترية و االلكترونية (‪ )CNIBE‬وثيقة مؤمنة تماما ذات‬

‫شكل أكثر مرونة تضمن للمواطنين القيام بمختلف اإلجراءات اليومية ‪ .‬و في ما يتعلق بجواز‬

‫السفر االلكتروني البيومتري هو وثيقة هوية سفر مؤمنة قابلة للقراءة آليا ‪ ،‬و يكون مطابقا‬

‫للمعايير الممالة من طرف المنظمة الدولية للطيران المدني (‪.3)OACI‬‬

‫ومن جهتها أصدرت و ازرة الداخلية و الجماعات المحلية في العدد ‪ 47‬من الجريدة الرسمية ق ار ار‬

‫وقعه الوزير يضبط قائمة الوثائق الخاصة بملف بطاقة التعريف الوطنية و جواز السفر‬

‫‪ "- 1‬من اجل إدارة قريبة من المواطن" ‪ ،‬بوابة المواطن ‪ ، http://www.elmouwatin.dz ،‬تاريخ االطالع ‪2103/14/13 :‬‬
‫‪ - 2‬جواز السفر البيومتري االلكتروني ‪ ،‬المرجع نفسه‬
‫‪ - 3‬احمد شريف بسام ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.054‬‬
‫‪115‬‬
‫البيومتريين ‪ ،‬و الجديد فيه انه باإلمكان تحميل االستمارة من موقع و ازرة الداخلية على شبكة‬

‫االنترنت و إرسالها عن طريق البريد االلكتروني في خطوة مهمة لتجسيد مشروع الجزائر‬

‫‪1‬‬
‫االلكترونية و تعميم استعمال الوسائط االلكترونية في المعامالت اإلدارية ‪.‬‬

‫‪-2‬مشروع الصحة االلكترونية ‪:‬‬

‫نظ ار ألهمية استعمال التكنولوجيات الحديثة في المجال الطبي و بهدف النفاذ إلى المعلومات‬

‫الطبية و مصادر المحتوى المالئمة للظروف المحلية اهتمت الجزائر بهذا الجانب من خالل‬

‫أتمتة جزئية لمؤسساتها الصحية ‪ ،‬و كذا إنشاء قواعد معطيات وطنية للخدمة الطبية ‪ ،‬وقد‬

‫عملت الجزائر على إنشاء عدة مشاريع هامة و أساسية بهدف إقامة منظمة عصرية في المجال‬

‫الصحي و نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -‬نظام يسهر على الوقاية الوبائية ‪.‬‬

‫‪ -‬الطب عن بعد الذي أصبح ضرورة ملحة بهدف فك العزلة عن المناطق المحرومة من‬

‫األطباء المختصين ‪.‬‬

‫‪ -‬التكوين المتواصل عن بعد ‪.‬‬

‫‪ -‬االتصال بمختلف أشكاله كتحويل الملفات و الرسائل ‪.‬‬

‫‪ "- 1‬الشروع في استخراج الوثائق عن طريق االنترنت"‬


‫متاح في ‪ /http://www.el-massa.com/ar/content/view/37307 :‬تاريخ االطالع ‪2103/3/17 :‬‬
‫‪116‬‬
‫هذه المشاريع حسب مستشار و ازرة الصحة أعطت ديناميكية كبيرة الستعمال تكنولوجيات‬

‫اإلعالم و االتصال داخل المستشفيات حيث أصبح من الممكن مراقبة الموارد البشرية ‪،‬‬

‫الميزانية ‪،‬األدوية ‪ ،‬باإلضافة إلى تسيير التجهيزات الطبية و المؤسسات التابعة لقطاع الصحة‬

‫‪ ،‬ومن هنا جاءت فكرة شبكة "صحة الجزائر "و التي مرت بثالث مراحل ‪:‬‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬و قد دخلت حيز التنفيذ في ‪01‬سبتمبر ‪ 2111‬و شملت ‪ 17‬موقعا (الصحة‬

‫و ازرة و السكان ‪،‬و إصالح المستشفيات ‪ ،‬مديرية الصحة العمومية ‪ ،‬المركز االستشفائي‬

‫الجامعي و كل المؤسسات التابعة للقطاع الصحي ) و في هذه المرحلة تم تسجيل عدة‬

‫إجراءات فعلية خاصة فيما يتعلق بالم ارقبة الوبائية ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬و فيها تم التوقيع على اتفاقية بين و ازرة الصحة و السكان و إصالح‬

‫المستشفيات و بين اتصاالت الجزائر بتاريخ ‪ 01‬مارس ‪ 2115‬بموجبها سيتم ربط ‪ 034‬موقعا‬

‫من بينها ‪ 31‬مؤسسة استشفائية مختصة عبر الوطن و ‪ 51‬قطاعا صحيا ‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫‪ 341‬مدرسة تكوين شبه طبي تابع لو ازرة الصحة ‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬و فيها تم التوقيع على اتفاقية أخرى بين و ازرة الصحة و اتصاالت الجزائر‬

‫تشمل ‪ 151‬موقعا (مستشفيات الملحقات االستشفائية و القطاعات الصحية ) لتكتمل شبكة‬

‫االنترانت " صحة الجزائر " و تعمم على ‪ 811‬موقعا خاصا بالقطاع الصحي عبر الوطن و‬

‫تتمثل مهام الشبكة في المراقبة الوبائية خاصة المتعلقة باإلمراض ذات التصريح اإلجباري‬

‫الكولي ار ‪ ،‬التفويد ‪ ،‬السل ‪ ...‬و بفضل هذه الشبكة تم التعرف على األمراض المذكورة عن‬

‫‪117‬‬
‫طريق األطباء سواء بالقطاع العام أو الخاص و في أي مكان وجد ‪ ،‬و كذا مسؤول المخابر‬

‫العامة أو الخاصة في حالة اكتشاف هذا النوع من األمراض ‪ ،‬األمر الذي مكن مختلف‬

‫العاملين في القطاع من الحصول على المعلومة حول األوبئة ‪.1‬‬

‫‪-4‬مشروع السجل التجاري االلكتروني ‪:‬‬

‫تشرع الحكومة الجزائرية على دراسة مشروع إطالق السجل التجاري االلكتروني محدد الصالحية‬

‫من سنة إلى ثالثة سنوات على األكثر ‪ ،‬و تعمل و ازرة التجارة على دراسة المشروع ‪ ،‬حيث‬

‫أعلن وزير التجارة مصطفى بن بادة عن عملية إعادة هيكلة السجل التجاري ‪ ،‬عن طريق وضع‬

‫السجل التجاري االلكتروني و الذي هو عبارة عن بطاقة مغناطيسية محددة الصالحية ‪ ،‬و‬

‫أضاف بأنه سيساهم في الحد من مظاهر التحايل و الممارسات التجارية غير القانونية و الغش‬

‫التجاري و االقتصادي ‪ .‬و حسب الوزير فان مشروع السجل التجاري يدخل ضمن إطار مشروع‬

‫الحكومة االلكترونية و سيتم بالتنسيق مع مؤسسة بريد الجزائر‪.2‬‬

‫‪ - 1‬احمد شريف بسام ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪081‬‬

‫‪ - 2‬وزارة التجارة الجزائرية ‪ "،‬السجل التجاري"‬


‫متاح في‪ http://www.mincommerce.gov.dz/arab:‬تاريخ االطالع ‪2103/13/03:‬‬

‫‪118‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬

‫من اجل مواكبة التطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال على الصعيد‬

‫الدولي وما أحدثته من تغيرات في جميع الميادين السياسية و االقتصادية و اإلدارية ‪ ،‬اتجهت‬

‫أهداف السياسة العامة للجزائر منذ سنة ‪ 2111‬إلى االهتمام بتكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪،‬‬

‫حيث استحدثت و ازرة خاصة بهذا القطاع‪ ،‬لتنطلق في جملة من اإلصالحات كإنشاء شبكات‬

‫الهاتف و االنترنت ‪ ،‬كما خصصت اعتمادات مالية كبرى لقطاع البحث و التطوير و التكوين‬

‫‪ ،‬وشرعت معظم المؤسسات في حوسبة أعمالها اإلدارية وتم ربط معظمها بشبكة االنترنت ‪ ،‬و‬

‫شرعت العديد منها في تقديم بعض الخدمات االلكترونية للمواطنين كاستعمال البطاقات‬

‫االلكترونية في عمليات الدفع ‪ ...‬كما أن االهتمام بتكنولوجيا اإلعالم و االتصال كان حاض ار‬

‫في الخطاب الرسمي في العديد من الملتقيات الدولية و الوطنية و التي تعكس االهتمام ببناء‬

‫مجتمع المعلومات في الجزائر ‪.‬و الذي رصدت له مجموعة من األهداف الكبرى حددتها‬

‫إستراتيجية الجزائر االلكترونية ‪ 2103-2111‬و التي من أهدافها األساسية تقريب اإلدارة من‬

‫المواطن ‪ ،‬و لتحقيق هذا الهدف شرعت العديد من القطاعات من تقديم بعض الخدمات عن‬

‫بعد كقطاع العدالة و التعليم و البريد ‪ ...‬و من خالل العديد من المشاريع مثل البلدية‬

‫االلكترونية و الصحة االلكترونية و التعليم االلكتروني ‪ ..‬يسعى مشروع الحكومة االلكترونية‬

‫في الجزائر إلى تقريب اإلدارة من المواطن بهدف تيسير الخدمة المقدمة و خفض التكاليف ‪،‬‬

‫وواقع الحكومة االلكترونية في الجزائر يثبت وجود العديد من العقبات التي يجب تداركها ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬تقييم استخدامات الحكومة االلكترونية‬
‫في الجزائر في المجاالت المستهدفة‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬تقييم استخدامات الحكومة االلكترونية في المجاالت المستهدفة‬

‫المبحث األول ‪ :‬اثر التحول نحو الخدمة العامة االلكترونية‬

‫على الرغم من تأخر تطبيقات الحكومة االلكترونية في الجزائر بالمقارنة مع التجارب العالمية‬

‫ونظيراتها في الدول العربية ‪ ،‬إال أن الخدمات المقدمة على قلتها بدأت آثارها تنعكس على‬

‫المواطنين و قطاع اإلعمال و مؤسسات الدولة و فيما يلي بعض النتائج الستخدامات الحكومة‬

‫االلكترونية بالجزائر في المجاالت المستهدفة ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬بالنسبة للمواطن‬

‫من الركائز التي تقوم عليها الحكومة االلكترونية إتاحة الخدمات المقدمة للمواطنين و‬

‫قطاع األعمال في موقع واحد هو موقع الحكومة الرسمي بهدف تبسيط إجراءات الخدمة و‬

‫تقريب اإلدارة من المواطن ومن اجل تحقيق هذه األهداف تم إطالق البوابة الرسمية للمواطن‬

‫‪-0‬بوابة المواطن ‪:‬‬

‫الجزائر و على غرار العديد من دول العالم أطلقت بوابتها االلكترونية رسميا في أوت‬

‫‪ 2101‬تحت اسم "بوابة المواطن" ‪ http://www.elmouwatin.dz‬و التي تقوم و ازرة البريد و‬

‫تكنولوجيات اإلعالم و االتصال باإلشراف عليها ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫أوضح السيد ح حسيني مسؤول بالو ازرة خالل تقديمه لموقع الواب أن " بوابة المواطن‬

‫االلكترونية تهدف إلى تقريب اإلدارة من المواطن و إضفاء المزيد من الشفافية و المرونة و‬

‫التسهيالت على اإلدارة و المواطن " ‪.‬‬

‫و تتكون البوابة في طبعتها العربية و الفرنسية من محتوى متنوع مثل الدالئل و النصوص‬

‫القانونية و الخدمات ‪ ،‬كما تنشر دوريا معلومات متعلقة باإلجراءات المتخذة و المعلن عنها من‬

‫قبل ا لسلطات العمومية ‪ .‬و يشمل الموقع المتشكل من أبواب القوانين السارية و روابط مفيدة‬

‫تسمح باالطالع على موقع واحد "‪ "elmouwatin.dz‬حيث سيجد المتصفح كل المعلومات‬

‫الضرورية ‪ ،‬إضافة إلى إمكانية تحميل استمارات رسمية ‪ .‬و أشار وزير البريد و تكنولوجيات‬

‫االتصال السيد موسى بن حمادي إلى أن بوابة المواطن االلكترونية التي أطلقتها الو ازرة تندرج‬

‫في إطار برنامج الجزائر االلكترونية الذي يهدف إلى تعجيل استعمال تكنولوجيات اإلعالم و‬

‫االتصال في اإلدارة العمومية ‪ .‬و أوضح أن لجنة تضم ممثلين عن الو ازرات تساهم في إثراء‬

‫المحتوى إضافة إلى مراقبة كل معلومة قبل نشرها ‪ ،‬و أضاف الوزير أن بوابة المواطن تنشر‬

‫معلومات مبسطة حول النصوص القانونية المتعلقة بالمواطن لتمكينه من االطالع بشكل منتظم‬

‫على األحكام التنظيمية التي تسمح له بالتعرف على حقوقه و واجباته‪.1‬‬

‫و المتصفح لهذه البوابة يجد ‪:‬‬

‫‪ - 1‬بن حمادي يشرف على اإلطالق الرسمي لبوابة المواطن "‪"www.elmouwatin.dz‬‬


‫متاح في ‪ http://www.elmoudjahid.com/ar :‬تاريخ االطالع ‪2103-12-23‬‬
‫‪112‬‬
‫خدمات عن بعد ‪ :‬تقدم بوابة المواطن مجموعة من الخدمات عن بعد منها‪:‬‬

‫‪ -‬الجريدة الرسمية ‪ :‬تقدم هذه الخدمة االطالع عن النصوص (قوانين ‪ ،‬مراسيم ‪ ،‬تعليمات ‪،‬‬

‫ق اررات ‪ )...‬المنشورة في الجريدة الرسمية مع إمكانية تحميلها ‪.‬‬

‫‪ -‬صحيفة السوابق العدلية ‪ :‬تقدم هذه الخدمة طلب صحيفة السوابق العدلية (الكشف رقم ‪)3‬‬

‫بنقل المتصفح إلى موقع و ازرة العدل ‪.‬‬

‫‪ -‬مراجعة الحساب الجاري ‪ :‬توفر هذه الخدمة إمكانية االطالع رصيد الحساب الجاري عن‬

‫طريق تقديم الرقم السري ‪.‬‬

‫‪ -‬مسابقات الوظيف العمومي ‪ :‬تمكن هذه الخدمة المتصفح من االطالع على جميع مسابقات‬

‫الوظيف العمومي في الجزائر و شروطها ‪.‬‬

‫‪ -‬االنترنت و الهاتف ‪ :‬توفر هذه الخدمة للمتصفح إمكانية االطالع على فاتورة الهاتف الثابت‬

‫و الهاتف النقال موبيليس ‪.‬‬

‫كما توفر بوابة المواطن مجموعة من الخدمات كأخبار الفالحة و السفارات و المطارات و‬

‫البنوك و التأمينات و المراكز االستشفائية الجامعية و المؤسسات و الو ازرات عن طريق تقديم‬

‫المعلومات وروابط هامة للمؤسسات ‪ .‬كما تتوفر البوابة على شريط خاص بأحوال الطقس‬

‫‪113‬‬
‫لبعض الوالي ات ‪ ،‬و خدمة استطالع الرأي ‪ ،‬و يوجد حاليا سبر أراء حول استخدام بطاقة‬

‫‪1‬‬
‫الشفاء ‪.‬‬

‫الشكل (‪ )15‬يبين الصفحة الرئيسية لبوابة المواطن الجزائرية‬


‫المصدر ‪ :‬بوابة المواطن متاح في ‪http://www.elmouwatin.dz/?lang=f:‬‬

‫يعتبر إطالق الجزائر لبوابة المواطن سنة ‪ 2101‬في حد ذاته انجا از مهما في مشروع‬

‫الحكومة االلكترونية ‪ ،‬لكن هذا الموقع مازال يحتاج إلى تطوير لكي يكون في مستوى تطلعات‬

‫المواطن ‪.‬‬

‫و في هذا الصدد و بالنسبة لمؤشرات األمم المتحدة لجاهزية الدول للحكومة االلكترونية بالنسبة‬

‫للموقع الخاص بالحكومة االلكترونية جاءت الجزائر في المركز ‪ 048‬عالميا و الرتبة ‪ 07‬عربيا‬

‫بمؤشر ‪ 1.2240‬عام ‪ 2118‬و بمؤشر ‪ 1.1184‬بالنسبة للعام ‪ ، 2101‬و من خالل‬

‫‪ - 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ "،‬بوابة المواطن "‪ http://www.elmouwatin.dz.‬تاريخ االطالع‬


‫‪2103/14/22‬‬
‫‪114‬‬
‫المتوسطات اإلقليمية و القارية نجد أن الجزائر لم تحقق أي منها ‪ ،‬و قد بلغ المتوسط العربي‬

‫‪ 1.0137‬و المتوسط العالمي ‪ 1.2813‬و المتوسط اإلفريقي ‪ 1.0431‬و المتوسط االقياني‬

‫‪ 1.0717‬و المتوسط األمريكي ‪ 1.3043‬و المتوسط األسيوي ‪ 1.3012‬و المتوسط األوربي‬

‫‪.11.4374‬‬

‫‪-2‬تقييم الخدمات المقدمة للمواطن‬

‫من خالل دراسة شملت جميع مستعملي خدمات مؤسسة بريد الجزائر المالكين لحسابات‬

‫بريدية جارية بوالية ورقلة ‪ ،‬و اعتمدت الدراسة على أسلوب االستقصاء من خالل استمارة أسئلة‬

‫موجهة للزبائن المالكين لحسابات بريدية جارية ‪ ،‬و تهدف الدراسة إلى تقييم جودة الخدمات‬

‫االلكترونية المقدمة من خالل الموقع االلكتروني لمؤسسة بريد الجزائر ‪ ،‬و قد أظهرت نتائج‬

‫الدراسة أن اغلب المستجوبين يرغبون في استعمال الخدمات االلكترونية إال أن عائق حصولهم‬

‫على الرقم السري حال دون ذلك ‪ ،‬و عينة أخرى تجهل هذه الخدمات و هذا لضعف السياسة‬

‫االتصالية للمؤسسة ‪ ،‬كما أن تقييم مستعملي الموقع للخدمات المقدمة كانت اغلبها بدرجة‬

‫متوسطة ‪ ،‬و هو ما يفسر غياب المنافسة في هذا الميدان ‪ ،‬أما البعد األمني فقد اظهر تقييما‬

‫ضعيفا و هذا راجع إلى طبيعة ثقة الزبون تجاه التعامالت االلكترونية بصفة عامة‪.2‬‬

‫‪ - 1‬احمد بسام شريف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪011‬‬


‫‪ -2‬طواهير عبد الجليل ‪،‬الهواري جمال ‪" ،‬محاولة قياس رضا الزبون على جودة الخدمات االلكترونية باستعمال مقياس ‪Net‬‬
‫‪ ، qual‬دراسة حالة موقع ويب مؤسسة بريد الجزائر" ‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات االقتصادية بالجزائر ‪ ،‬العدد ‪ 2102/12‬ص‬
‫‪.014 – 011‬‬
‫‪115‬‬
‫و توصلت الدراسة إلى أن أكثر الخدمات االلكترونية طلبا لمؤسسة بريد الجزائر هي معرفة‬

‫الرصيد ‪ ،‬و الخدمة التي يأمل اغلب المستفيدين الحصول عليها مستقبال هي التحويل‬

‫‪1‬‬
‫االلكتروني ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من محدودية استعمال البطاقات عبر الصرافات اآللية بسبب األعطال التي تلحق‬

‫بها و محدودية المبالغ المقدمة و التي ال تتعدى ‪ 21‬ألف دج فإنها خففت الضغط نوعا ما‬

‫على مراكز الدفع ‪ ،‬حيث تمكن المستفيدون من سحب األموال ‪24‬ساعة‪ 24/‬ساعة‪.‬‬

‫‪-‬أما بالنسبة لخدمات التسجيل الجامعي األولي للناجحين في شهادة البكالوريا من خالل شبكة‬

‫االنترنت ‪ ،‬يمكن وصف ذلك بالخطوة االيجابية التي وفرت على الطلبة جهد التنقل إلى مراكز‬

‫التسجيل الجامعي وذلك من خالل إيداع بطاقة الرغبات االلكترونية كما يوفر العديد من الفوائد‬

‫للمؤسسات حيث يقلل التكاليف المادية و البشرية ‪ ،‬خاصة إمام تزايد عدد الطلبة المسجلين‪.2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬بالنسبة لقطاع األعمال‬

‫لقد أدى ظهور المجتمعات االلكترونية إلى ظهور الشركات االلكترونية ‪ e-business‬و‬

‫‪3‬‬
‫التجارة االلكترونية ‪ e – commerce‬و اللتان حققتا مكاسب كبيرة في القطاع الخاص ‪.‬‬

‫وتمكن الحكومة االلكترونية من خالل فضائها الرقمي المتعدد التخصصات مؤسسات‬

‫األعمال بمختلف أنواعها من الوصول إلى األسواق المتعددة ‪ ،‬و جمع المعلومات الضرورية‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‬
‫‪ - 2‬عاشور عبد الكريم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪075‬‬
‫‪ - 3‬الحكومة االلكترونية ‪ ،‬متاح في ‪ / http://ar.wikipedia.org/wiki:‬تاريخ االطالع ‪2103/17/18 :‬‬
‫‪116‬‬
‫حولها ‪ ،‬و إمكانية القيام بالمقابل بعمليات الترويج و التوزيع و إبرام الصفقات و تحصيل‬

‫المستحقات ‪...1‬‬

‫التجارة االلكترونية بالجزائر ‪:‬‬

‫تعرف التجارة االلكترونية في الجزائر تأخ ار واضحا حتى بالمقارنة مع بعض البلدان العربية‬

‫التي قطعت شوطا مهما في هذا المجال ‪ .‬و األسباب التي أدت إلى عدم انتشارها‬

‫‪ -‬قلة مستعملي االنترنت بسبب انتشار األمية من جهة و تكلفة استعمالها من جهة أخرى‬

‫‪ -‬ضعف البنية التحتية لالنترنت و البطء في الخدمة المقدمة‬

‫‪ -‬عدم مواكبة المصارف الجزائرية للتطورات الحديثة فيما يخص وسائل الدفع االلكترونية مما‬

‫يعرقل التجارة االلكترونية‬

‫‪ -‬غياب التشريعات التي تنظم التجارة االلكترونية‬

‫‪ -‬غياب التوعية حول أهمية التجارة االلكترونية بالنسبة لإلفراد و المؤسسات‪.2‬‬

‫‪ - 1‬بن عيشاوي احمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪212‬‬


‫‪ -2‬خثيري محمد ‪ ،‬انساعد رضوان ‪" ،‬االعمال االلكترونية في الدول العربية ‪،‬واقع و أفاق "‪ ،‬ورقة مقدمة للملتقى الوطني‬
‫حول االقتصاد الرقمي ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بو علي الشلف ‪ ،‬ص ‪5‬‬
‫‪117‬‬
‫هذا ما يجعل المتعاملين يفقدون الحماس عندما تواجههم عوائق مثل ‪ ،‬نوعية االرتباط و نوعية‬

‫الخدمة الهاتفية و سعر المكالمات ‪ ،‬و االشتراك باالنترنت و األكثر من هذا كله غياب قانون‬

‫حول التجارة االلكترونية في الجزائر‪.1‬‬

‫في ما يتعلق بالتجارة االلكترونية قد ال ترد إحصائيات و أرقام دقيقة عن حجمها و نموها في‬

‫الجزائر‪ ،‬لكن مالمحها تظهر في بعض المواقع االلكترونية ‪ ،‬فعلى سبيل المثال‬

‫‪ oued kniss.com‬الذي يقدم خدمات عديدة تتمثل في تصميم المواقع‬ ‫‪"-‬موقع واد كنيس"‬

‫بأنواعها و استضافة أي موقع في خوادم قوية ‪ ،‬توفير فرص اإلعالن المجاني ألي صنف من‬

‫أنواع السلع و الخدمات ‪ ،‬كما يوفر مساحات اشهارية لمختلف الشركات و يتيح بعض الروابط‬

‫للمؤسسات مثل الخطوط الجوية الجزائرية ‪ air algérie.dz‬و التي بدورها تقدم العديد من‬

‫الخدمات لزبائنها‪. 2‬‬

‫‪ -‬موقع اشريلي ‪ :echrily‬و هو موقع يضمن خدمة التسوق االلكتروني المباشر بتوصيل‬

‫مختلف الحاجيات إلى المواطن داخل بيته ‪ ،‬و الذي بدأ خدمته النموذجية في والية الجزائر إلى‬

‫أن يتم تعميمه على مختلف واليات الوطن ‪ ،‬الموقع يقوم على طريقة التواصل المباشر مع‬

‫الزبائن عبر االنترنت حيث يقوم بتوصيل طلباتهم من مختلف الحاجيات الغذائية و المنزلية‬

‫عبر شبكة توزيع في جميع بلديات العاصمة ‪ ،‬و يكون التسليم خاضعا لتسعيرة ‪ 211‬دج لكل‬

‫‪1-A.Benarbia,impact des technologies de l'information sur le développement économique , SITC .MPTIC . Alger :‬‬
‫‪Décembre 2003‬‬
‫‪ - 2‬حسين شنيني ‪" ،‬واقع البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في كل من الجزائر ‪ ،‬مصر ‪ ،‬اإلمارات ‪ ،‬خالل‬
‫الفترة ‪ 2101-2111‬دراسة مقارنة" ‪ ،‬مجلة الباحث عدد‪ ، 2100/ 11‬ص ‪50‬‬
‫‪118‬‬
‫‪ 07‬كلغ من المقتنيات حيث يكون التسليم خالل ‪ 24‬ساعة بالنسبة للزبائن المسجلين في قاعدة‬

‫البيانات المتواجدة على الموقع ‪ ،‬أما لغير المسجلين فقد تطول المدة إلى ‪ 52‬ساعة حسب‬

‫الوقت المستهلك ‪ ،‬و يعرف الموقع إقباال كبي ار خاصة من العائالت العاصمية التي تسكن في‬

‫أحياء بعيدة عن المساحات التجارية ‪ ،‬و أما بالنسبة إلى ثمن الخدمة و الطلبات فان الزبون‬

‫يخير بالدفع عند التسليم أو عبر االنترنت في موقع "‪.1"epay.dz‬‬

‫‪ -‬في الجزائر و رغم التأخر الحاصل في هذا المجال ‪ ،‬البد من اإلشارة إلى بعض المجهودات‬

‫المتعددة التي تقوم بها نحو إدماج تكنولوجيات اإلعالم و االتصال في االقتصاد ‪ ،‬من خالل‬

‫‪ cyber parc sidi Abdallah‬كقطب متخصص في دمج هذه التكنولوجيا في‬ ‫مشروع‬

‫االتصال و التبادل و إن كانت أثاره على االقتصاد محدودة ‪ ،‬فتكنولوجيا اإلعالم و االتصال ال‬

‫تمثل سوى ‪ %0‬من الناتج المحلي الخام ‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى بعض المبادرات المهمة مثل مشاركة الجزائر في المستشفى‬

‫االفتراضي االورومتوسطي ‪ ،‬و انطالق مشروع السداد االلكتروني ‪ ،‬ومن أهم الخدمات البنكية‬

‫االلكترونية المقدمة ‪ ،‬بطاقة الخصم و بطاقات االئتمان و النقود االلكترونية و البطاقة الذكية و‬

‫التي تعرف االنتشار الكبير لمرونة استعمالها‪. 2‬‬

‫‪ - 1‬الجزائر تخوض أول تجربة للتسوق االلكتروني المباشر‪ "،‬جريدة الشروق اليومي "‪2103/13/10‬‬
‫متاح في ‪ http://www.echoroukonline.com/ara/articles/158261.html :‬تاريخ االطالع ‪210/13/23 :‬‬
‫‪ - 2‬بوشول فايزة ‪ ،‬قطاف ليلى ‪ ،‬عماري عمار ‪" ،‬واقع االقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر" ‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،‬ص‬
‫‪5‬‬
‫‪119‬‬
‫و تعتبر شركة ‪ SATIM‬التي أنشئت في ‪ 27‬مارس‪ 0117‬متعامال ذا شان في القطاع المالي‬

‫المتخصص في ترقية الخدمات المتعلقة بالتحديث و التنميط و الصفقات النقدية االلكترونية بين‬

‫البنوك ‪ .‬ولكن نظام الدفع لن يكون ناجحا إال إذا كان نطاق قبولها واسعا من قبل جميع البنوك‬

‫‪ ،‬و في هذا اإلطار شعر النظام البنكي الجزائري بأهمية وضع نظام بنكي مشترك لوسائل الدفع‬

‫يستجيب لرغبات الزبائن وفق أعلى شروط األمن‪. 1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬بالنسبة للمؤسسات العمومية‬

‫في إطار اإلصالحات الشاملة التي باشرتها الجزائر ‪ ،‬أخذت التكنولوجيا الحديثة لإلعالم و‬

‫االتصال حي از كبي ار في اهتمامات الدولة حيث أدى ذلك إلى أتمتة العديد من المعلومات‬

‫المتعلقة بمختلف الدوائر الحكومية عبر مواقع الويب ‪ 2.‬كما تم تنصيب شبكة حكومية داخلية‬

‫‪ intranet‬و التي اختصارها (‪ )RIG‬و هي نظام شامل يتضمن مجموعة من الوسائل الحديثة‬

‫لالتصال على مستوى الحكومات العالمية‪. 3‬‬

‫كما شرعت العديد من المؤسسات العمومية في التعاون من خالل الربط بشبكات االنترانت ‪.‬‬

‫‪ -‬فعلى مستوى قطاع العدالة ‪ ،‬منذ ‪ 2113‬تم تزويد قطاع العدالة بممول للدخول إلى عالم‬

‫االنترنت ذات النوعية الرفيعة خاصة بقطاع العدالة (أرضية لالنترنت ‪ )ISP‬تلبي األهداف‬

‫الخاصة باإلدارة و الهيئات القضائية و كل مؤسسة معينة ‪ ،‬تسمح له بإنشاء وبتسيير ذاتي‬

‫‪- 1‬احمد جميل ‪ ،‬كهينة رشام ‪ "،‬بطاقة االئتمان كوسيلة من وسائل الدفع في الجزائر" ‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬عصرنة‬
‫نظام الدفع في البنوك الجزائرية و إشكالية اعتماد التجارة االلكترونية في الجزائر ‪،‬المركز الجامعي البويرة‪.‬‬
‫‪ - 2‬بلعربي عبد القادر ‪ ،‬لعرج نسيمه ‪ ،‬أمغبر فاطمة الزهراء ‪ ،‬مرجع سابق ص‪00‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسه‬
‫‪121‬‬
‫التصاالته االلكترونية و تعميم الوصول إلى المعلومة لكل موظفي العدالة ‪ .‬و في أواخر‬

‫‪ 2113‬تم استحداث موقع الكتروني يرمي إلى إعطاء معلومات قانونية إلى كل الناس ‪.‬‬

‫كما تم تطوير االنترانت (‪ )INTRANET‬في قطاع العدالة و الموجه بالخصوص إلى االتصال‬

‫الداخلي بين موظفي العدالة و يساعد في العمل المشترك بين مختلف المصالح ‪ ،‬و التي تم‬

‫تعميمها منذ ‪2117‬‬

‫و في إطار التعاون مع اللجنة األوربية تم وضع شبكة قمر صناعي ‪ VSAT‬موازاة مع الشبكة‬

‫الخطية ‪ ،‬كما تم انجاز شبكات اتصال عبر الساتل و تثبيتها على مستوى كافة الجهات‬

‫القضائية و المؤسسات العقابية‪.1‬‬

‫‪ "- 1‬عصرنة العدالة"‬


‫متاح في ‪ http://arabic.mjustice.dz/?p=reforme4 :‬تاريخ االطالع ‪2103/13/02‬‬
‫‪121‬‬
‫‪-‬أما بالنسبة لقطاع البريد فقد عرف تطو ار ملحوظا بعد إدخال تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‬

‫و الجدول التالي يبين مدى تأثير تكنولوجيا اإلعالم و االتصال على مركز الصكوك البريدية‬

‫قبل و بعد إدخال التكنولوجيا‬

‫‪2118‬‬ ‫‪2113‬‬ ‫‪0118‬‬ ‫‪0117‬‬ ‫‪0155‬‬ ‫‪0154‬‬ ‫السنوات‬ ‫العناصر‬

‫‪307‬‬ ‫‪031‬‬ ‫‪001‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪33.1‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫‪( C1‬مليون)‬ ‫عدد العمليات‬

‫‪24731‬‬ ‫‪07111‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪037‬‬ ‫‪021.8‬‬ ‫‪011.7‬‬ ‫األموال المعالجة ‪( C2‬مليار دج)‬

‫‪00132‬‬ ‫‪5111‬‬ ‫‪3111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪511.0‬‬ ‫‪472.1‬‬ ‫عدد الحسابات لغاية ‪( C3 02/30‬آالف)‬

‫‪25181‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪181 871.1‬‬ ‫عدد العمال لغاية ‪ 02/30‬بما فيهم عمال المعلوماتية‬

‫‪0811‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪07111‬‬ ‫عدد الشكاوى‬

‫‪ 0‬يوم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يومان‬ ‫‪ 07‬يوم‬ ‫مدة االنتظار في المركز قبل المعالجة‬

‫‪ 0‬دقيقة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 2‬دقيقة‬ ‫‪ 1-3‬سا‬ ‫مدة معالجة الدفع الفوري‬

‫‪3042‬‬ ‫‪2534‬‬ ‫‪0711‬‬ ‫‪871‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حظيرة الحاسبات المصغرة‬

‫المصدر ‪ :‬إبراهيمي عمر ‪" ،‬التأثير االقتصادي و االجتماعي لتكنولوجيا اإلعالم و االتصال داخل‬

‫المؤسسات االقتصادية "‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬ص ‪084‬‬

‫من خالل األرقام الواردة في الجدول ‪ ،‬فإلى جانب الزيادة المسجلة في العمليات المعالجة‬

‫سنويا هناك تحسن في الخدمات المقدمة ‪ ،‬فمن العلوم أن أغلبية الحسابات تعود إلى موظفين‬

‫من المصالح العمومية و غير العمومية ‪ ،‬فزيادة العمالء يجعل من غير المعقول تحمل‬

‫االنتظار الطويل من اجل إجراء عملية التحويل أو سحب على حساباتهم ‪ ،‬كما أن انخفاض‬

‫‪122‬‬
‫عدد الشكاوى من ‪ % 12‬بالنسبة ‪ 0111‬عملية في سنة ‪ 0154‬إلى ‪ % 11‬سنة ‪ 0155‬إلى‬

‫‪ % 10‬بالنسبة ل ‪ 0111‬عملية سنة ‪ 2118‬و هو ما يشهد على التحكم في النشاط و العمل ‪.‬‬

‫كما أدى إدخال التكنولوجيات الحديثة إلى تحسين إنتاجية العمل داخل المركز ‪ ،‬فبالنظر إلى‬

‫عدد العمليات التي يعالجها كل موظف نالحظ أن اإلنتاجية انتقلت من ‪ 011‬سنة ‪ 0154‬إلى‬

‫‪ 054‬سنة ‪ ، 0155‬كما أن انخفاض العمال ساهم في زيادة اإلنتاجية ‪ ،‬فحسب األرقام الواردة‬

‫في الجدول فقد انخفض عدد العمال من ‪ 871‬عامل سنة ‪ 0154‬إلى ‪ 131‬عامل سنة ‪0155‬‬

‫‪ ،‬أي أن ‪ 051‬موظف غادروا المركز بعد تكوينهم ليشتغلوا في قطاعات أخرى ‪ ،‬و نالحظ‬

‫ارتفاع العمال إلى ‪ 28111‬موظف سنة ‪ 33( 2118‬سنة بعد إدخال التكنولوجيا ) هو يرجع‬

‫إلى زيادة عدد مكاتب البريد عبر التراب الوطني إلى ‪ 3301‬مكتب‪.‬‬

‫كما أن استعمال التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال ساهم في تحسين تبادل المعلومات‬

‫بين الهيئات ‪ ،‬باعتبار أن مركز الصكوك البريدية يتعامل مع قطاعات أخرى في إطار دفع‬

‫األجور ‪ ،‬كونه يحتوى على عدد ال بأس به من مراكز الدفع مقارنة مع المؤسسات البنكية ‪،‬‬

‫وهو ما يجعل التحويل من مصالح القطاعات إلى مراكز الدفع يتم بصورة آلية و فورية ‪ ،‬بعد‬

‫ما كانت تتم في بضعة أيام أصبحت تتم خالل ساعات فقط بتكثيف عملية التحويل على عدة‬

‫نهائيات‪.1‬‬

‫‪- 1‬إبراهيمي عمر ‪" ،‬التأثير االقتصادي و االجتماعي لتكنولوجيا اإلعالم و االتصال داخل المؤسسات االقتصادية "‪ ،‬مجلة‬
‫اقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬ص ‪087 -084‬‬
‫‪123‬‬
‫‪ -‬كما ت دعمت مؤسسة الضمان االجتماعي بشبكة انترانت و ربطت أداة تغذية جدول القيادة‬

‫بهذه الشبكة ‪ ،‬كما أنها بادرت إلى عملية إعادة الترقيم للمشتركين و ذلك في إطار بناء قاعدة‬

‫معطيات وطنية لهم ‪ ،‬بحيث أصبحت لها مكتبة وطنية رقمية يمكن االتصال بها من جميع‬

‫وكاالتها و التأكد من المشتركين ‪ ،‬و يعتبر هذا االنجاز بمثابة دمج المعلومة في التسيير‪.1‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬معوقات تطبيق الحكومة االلكترونية في الجزائر‬

‫حدد ‪ Ndou 2004‬مجموعة من التحديات التي تواجه حكومات البلدان النامية في تنفيذ‬

‫برنامج الحكومة االلكترونية تتعلق بـ‪:‬‬

‫‪-‬البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات و االتصال ‪ ،‬قضايا السياسة العامة ‪ ،‬تنمية الموارد‬

‫البشرية ‪ ،‬إدارة التغيير ‪ ،‬اإلستراتيجية ‪ ،‬دور القيادة ‪ ،‬الشراكة و التعاون‪.2‬‬

‫و قد حدد (الكبيسي ) مجموعة من العقبات التي تواجه تنفيذ السياسة العامة ‪:‬‬

‫‪ -‬النقص في كفاءة الطاقات البشري ة المؤهلة و القادرة على تنفيذ السياسات العامة و خاصة‬

‫المشاريع الفنية عالية المستوى ‪.‬‬

‫‪ -‬القصور في تهيئة األجواء النفسية أو البيئية الممهدة لتنفيذ السياسات ‪ ،‬و نقص حمالت‬

‫التوعية و التعبئة و إحداث التغيير مما يؤدي إلى مقاومتها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بكوش لطيفة ‪ ،‬عيشوش عواطف ‪ ،‬خلف هللا منى ‪ ،‬مزهودة عبد المالك ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪2- Abdel Nasser H.Zaied, Faraj A.Khairallah, Wael AL-Rashed . Assessing e-Readiness in the Arab‬‬
‫‪countries ;Perceptions Towards ICT Environment in Public organizations in The State of Kuwait ,‬‬
‫‪Technology management Program , Arabian Gulf University , Bahrain‬‬
‫‪124‬‬
‫‪ -‬قد ال يكون التوقيت الذي حدد للسياسة العامة مالئما أو ممكنا ‪ ،‬أو هناك مستجدات طارئة‬

‫تحول دون إمكانية االلتزام بالتوقيت المحدد كسقف زمني لترجمة السياسات العامة ‪.‬‬

‫‪ -‬كثي ار ما يتم االهتمام و التركيز على اإلجراءات و على الشكليات أو على الوسائل التي‬

‫تستخدم في تنفيذ السياسات العامة على حساب الوقت و الجهد الذي يخصص للعمليات أو‬

‫األهداف أو الغايات فيتم إفراغ السياسات العامة من محتواها‪.1‬‬

‫و المعوقات التي تواجه مشروع الحكومة االلكترونية في الجزائر ال تشذ عن هذه العقبات ‪،‬‬

‫األمر الذي يتطلب البحث عن الحلول لها داخل هذا اإلطار ‪.‬‬

‫لقد أقصى التقرير األخير لمجموعة المرشدين العرب الجزائر في تقييمه و تحليله لمواقع‬

‫الحكومة االلكترونية ‪ ،‬و هذا لعدم بروز أي مؤشرات على إحراز تقدم في مجال الحكومة‬

‫االلكترونية ‪ .‬كما يعرف مشروع الحكومة االلكترونية تأخ ار ملحوظا في مجال تجهيز األعوان‬

‫االقتصاديين و تطبيقات الجمهور الواسع و غياب المضمون ‪ ،‬رغم رصد ميزانية ضخمة من‬

‫قبل الحكومة قدرت بـ ‪ 4‬مليار دوالر مابين ‪. 2103 – 2111‬‬

‫و قد أبدى المجلس الوطني االقتصادي و االجتماعي تحفظاته بشأن مشروع الحكومة الرامي‬

‫لربط االقتصاد الوطني و كافة قطاعات النشاط االجتماعي و اإلداري بما يعرف بالجزائر‬

‫االلكترونية ‪.22103‬‬

‫‪ - 1‬عامر خضير الكبيسي ‪،‬السياسات العامة مدخل ألداء و تطوير الحكومات ‪ ،‬القاهرة ‪،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ‪،‬‬
‫‪ 2118‬ص ‪014‬‬
‫‪ - 2‬احمد شريف بسام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.015‬‬
‫‪125‬‬
‫عدم تحقيق مشروع الحكومة االلكترونية لغاياته في اآلجال المحددة يرجع إلى عدة معيقات ‪ ،‬و‬

‫تتمثل في األتي ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المعوقات اإلدارية‬

‫‪-0‬ضعف التنسيق بين القطاعات‬

‫من بين المشاكل الرئيسية التي تعرقل سير مشروع الحكومة االلكترونية في الجزائر كما يرى‬

‫األستاذ الباحث إسماعيل اولبصير هو مشكل التنسيق بين مختلف الفاعلين من هيئات عمومية‬

‫و خاصة ‪ ،‬فمشروع بهذا الحجم يتطلب تنسيقا على مستوى عال لدى السلطات العمومية التي‬

‫تكون هي مركز و موقع القرار و السلطة ‪ ،‬و يستحيل على و ازرة واحدة أن تأخذ على عاتقها‬

‫مشروعا بهذا الحجم يمس كل القطاعات ‪ ،‬فالمشروع يتطلب إستراتيجية واضحة المعالم و‬

‫اآلجال و إرادة سياسية على مستوى عال‪.1‬‬

‫‪-2‬مقاومة التغيير‬

‫تحدث المجلس الوطني االقتصادي و االجتماعي عن ما اسماه " عراقيل نفسية " تعيق‬

‫االنتقال من النمط التقليدي في التواصل بين مؤسسات الدولة و ملحقاتها إلى المنط الرقمي ‪ ،‬و‬

‫ذلك بناءا عل معاينة ميدانية تؤكد عدم توفر الظروف المطلوبة لهذه التحوالت في المجتمع‬

‫الجزائري‪.2‬‬

‫‪ - 1‬األستاذ و الباحث إسماعيل اولبصير لـ " الجزائر نيوز " مشروع الحكومة االلكترونية حتمية اقتصادية بحاجة إلى إرادة‬
‫سياسية عالية ‪.‬‬
‫متاح في ‪ http://www.djazairnews.info/dialogue:‬تاريخ االطالع ‪2103/12/02 :‬‬
‫‪ - 2‬احمد شريف بسام ‪ .‬مرجع سابق ص ‪.015‬‬
‫‪126‬‬
‫تتعلق العراقيل النفسية بقلة الوعي بأهمية مشروع الحكومة االلكترونية لدى القيادات اإلدارية و‬

‫الموظفين األمر الذي يؤدي إلى مقاومة التغيير و الذي يعتبر من المعيقات التي تواجه برنامج‬

‫الحكومة االلكترونية بالجزائر‪ ،‬حيث تأخذ القيادات اإلدارية مواقف سلبية من المشاريع الجديدة ‪،‬‬

‫وهذا ما يتطلب زيادة الوعي و التغيير التدريجي لتقوية فرص نجاح السياسة العامة في هذا‬

‫المجال ‪.‬‬

‫‪ –2‬نقص الكفاءات ‪:‬‬

‫تفتقر الجزائر للموارد البشرية و المادية و الخبرات التكنولوجية التي تمكنها من االنتفاع‬

‫اقتصاديا من تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‪.1‬‬

‫و في بعض األحيان تكون اإلمكانيات موجودة لكن ال توجد الكفاءات الالزمة الستعمال‬

‫التجهيزات المتوفرة ‪ ،‬فمشكل نقص الخبرات بالضرورة يؤدي مع مرور الوقت إلى اهتالك هذه‬

‫الوسائل أو إتالفها عن طريق استخدامها من قبل أشخاص ليست لهم الكفاءة الالزمة يضاف‬

‫إلى ذلك عدم اهتمام اإلدارات بتكوين موظفيها في هذا المجال ‪.2‬‬

‫كما أن ظاهرة هجرة الكفاءات من العقبات المطروحة حيث أن الجزائر من البلدان األولى‬

‫المصدرة للكفاءات ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سالمي جمال ‪" ،‬سبل اندماج الجزائر في اقتصاد المعرفة "‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪ ،‬العدد الثامن ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة ‪.2117 ،‬‬
‫‪ - 2‬عبيدلي عبد الرحمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪127‬‬
‫الشكل (‪ ).18‬يوضح مراحل التوعية الهادفة (التهيئة)‬

‫المصدر ‪ :‬عبد القادر بلعربي و آخرون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪01‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المعوقات المادية‬

‫و تتعلق بالبنية التحتية لتكنولوجيا اإلعالم و االتصال وعلى الخصوص شبكة االنترنت والهاتف‬

‫باعتبارها من المتطلبات األساسية للحكومة االلكترونية ‪ ،‬ورغم الجهود المبذولة في الجانب إال‬

‫أن مشروع الحكومة االلكترونية في الجزائر يعاني من التأخر المسجل في هذا الميدان بسبب ‪:‬‬

‫‪ -‬عجز قطاع البريد و تكنولوجيا و تكنولوجيا اإلعالم و االتصال على تلبية طلبات العمالء‬

‫على إيصال الهاتف الذي يعد أهم قنوات التواصل عبر االنترنت ‪.‬‬

‫‪ -‬تأخر في استكمال البنية التحتية لالتصاالت و تباينها من منطقة إلى أخرى ‪ ،‬و عليه فان‬

‫الفارق كبير لسد الفجوة الرقمية مع دول العالم المتقدم في هذا المجال‪.1‬‬

‫‪ - 1‬محمد بن عيشاوي ‪ "،‬اثر تطبيق الحكومة االلكترونية (‪ )E G‬على مؤسسات اإلعمال "‪ ،‬مجلة الباحث ‪ ،‬العدد‬
‫‪ 2101/2111،15‬ص ‪212‬‬
‫‪128‬‬
‫وفي هذا الصدد أعلنت وكاالت اتصاالت الجزائر عبر عدد من المناطق و بلديات العاصمة و‬

‫الواليات الكبرى عن عدم توفر خطوط الهاتف الثابت و االنترنت ‪ ،‬بحجة تشبع المنطقة و‬

‫استنفاذ كل األرقام ‪ ،‬في حين ينتظر العديد من المواطنين تزويدهم بالشبكة منذ أزيد من سنتين‬

‫دون فائدة على غرار مناطق بوزريعة ‪ ،‬برج البحري ‪ ،‬الكاليتوس و بلديات الواليات الكبرى و‬

‫الداخلية مثل‪ :‬قسنطينة ‪ ،‬عنابه ‪ ،‬البليدة ‪ ،‬الجلفة ‪...1‬‬

‫‪ -‬محدودية انتشار استخدامات االنترنت في الج ازئر ‪ ،‬حيث أن نسبة مستخدمي هذه التقنية‬

‫الواسعة االنتشار في العالم ال تزال ضعيفة في الجزائر مقارنة حتى بالدول المجاورة ‪،‬حيث‬

‫يصل عدد مستخدمي االنترنت في المغرب لكل ‪ 011‬نسمة عام ‪ 2101‬حوالي ‪32.71‬‬

‫مستخدم ‪ ،‬و في تونس وصل عدد مستخدمي االنترنت ‪ 25.73‬مستخدم في نفس السنة ‪ ،‬في‬

‫حين أن عدد مستخدمي االنترنت في الجزائر لكل ‪ 011‬نسمة لعام ‪ 2101‬حوالي ‪01.34‬‬

‫مستخدم ‪ ،‬و بالتالي فهي بعيدة كل البعد عن المتوسط العربي المقدر ب ‪ 21.85‬مستخدم ‪.‬‬

‫و من جهة أخرى هناك عقبة أخرى تتمثل في التعامالت المالية االلكترونية التي ال تزال في‬

‫بدايتها رغم مرور ثالثة سنوات على شروع السلطات الجزائرية في تعميم التعامالت المالية‬

‫االلكترونية على مستوى مختلف المؤسسات المالية و التجارية ‪ ،‬إال أن هذه التجربة ال تزال‬

‫متعثرة ‪ ،‬و على سبيل المثال أن فئات واسعة من المتعاملين االقتصاديين و كذا المواطنين‬

‫‪ - 1‬اتصاالت الجزائر في ورطة بسبب استنفاذ خطوط الهاتف و االنترنت ‪ "،‬جريدة الفجر اليومية" ‪.‬‬
‫متاح في ‪ http://www.al-fadjr.com/ar/economie/226302.html :‬تاريخ االطالع ‪2103/13/17 :‬‬
‫‪129‬‬
‫يتخوفون من استعمال البطاقة المغناطيسية في سحب أموالهم بسبب كثرة األخطاء الناجمة عن‬

‫جهاز السحب االلكتروني ‪.1‬‬

‫و حسب مدير االتصاالت بمؤسسة بريد الجزائر السيد نور الدين بوفناره ‪ ،‬فانه من جملة ‪11‬‬

‫ماليين بطاقة مغناطيسية فانه توجد حوالي ‪ 14‬ماليين بطاقة لم تستخدم ‪ ،‬و هذا لعدة أسباب‬

‫منها ‪ :‬رغبة الزبائن في استخدام الصكوك البريدية ‪ ،‬غياب حملة توعية بمدى فائدة التعامالت‬

‫االلكترونية ‪ ،‬فضال عن محدودية السحب الذي ال يتجاوز ‪ 21‬ألف دينار ‪ ،‬و انعدام الثقة‬

‫بالموزعات اآللية بعد حاالت ابتالع األموال بسبب أضرار تقنية لحقتها باإلضافة إلى قلة‬

‫الموزعات اآللية و عددها ‪ 131‬موزع ‪.‬‬

‫كما أن فشل مشاريع ضخمة راهنت عليها الحكومة لولوج مجتمع المعلومات و تعزيز استخدام‬

‫تكنولوجيات اإلعالم و االتصال من خالل تعميم استعمال الحاسوب و االنترنت ‪ ،‬و على سبيل‬

‫المثال ال الحصر فشل مشروع أسرتك " حاسوب لكل عائلة " بنسبة تصل إلى ‪ 11‬بالمائة‬

‫بالرغم من كل ما وفرت له الدولة من إمكانيات ‪ .‬فهو مشروع يحتاج إلى أرضية تقوم على‬

‫تحضير المواطن الكتساب ثقافة التعامل مع النظام الرقمي كما أن اهتمام الو ازرة الوصية‬

‫سرع بفشل‬
‫بالجانب المالي و التجاري دون تنظيم حمالت توعية تعتمد على المجتمع المدني ّ‬

‫المشروع ‪.2‬‬

‫‪- 1‬محمد بن عيشاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 213‬‬


‫‪ - 2‬احمد شريف بسام ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪018‬‬
‫‪131‬‬
‫وبالنسبة لمؤشر األمم المتحدة لجاهزية الدول للحكومة االلكترونية (البنية التحتية) نجد أن‬

‫الجزائر جاءت في المركز ‪ 000‬عالميا و المرتبة ‪ 02‬عربيا بمؤشر ‪ 1.0231‬عام ‪ 2118‬و‬

‫‪ 1.0248‬عام ‪ ، 2101‬وقد وصل المؤشر العربي ‪ 1.0102‬و المتوسط العالمي ‪ 1.2375‬و‬

‫المتوسط أالقياني ‪ 1.0171‬و المتوسط األسيوي ‪ 1.0112‬و المتوسط األمريكي ‪1.2715‬و‬

‫المتوسط األوربي ‪ 1.4843‬و المتوسط اإلفريقي ‪ 1.1118‬و هو الذي حققته الجزائر‪.1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬معوقات بشرية‬

‫من المعلوم أن رأس المال البشري عامل مهم في نجاح مشروع الحكومة االلكترونية في أي‬

‫مكان من العالم ‪ .‬ويرى الباحث ) ‪ Long (1987‬أن ‪ %01‬فقط من مشاريع نظم المعلومات‬

‫الفاشلة يعود في الحقيقة إلى أسباب فنية و أن ‪ %11‬منها يعود إلى أسباب إدارية و إنسانية‪.2‬‬

‫ومن العقبات البشرية التي تعترض مشروع الحكومة االلكترونية في الجزائر‪:‬‬

‫‪ -‬مشكل األمية و الذي يعد من ابرز العقبات التي تواجه مشروع الحكومة االلكترونية ‪ ،‬حيث‬

‫احتلت الجزائر المرتبة ‪ 030‬من مجموع ‪ 082‬دولة في مؤشر رأس المال البشري حول جاهزية‬

‫الدول للحكومة االلكترونية حسب مؤشرات األمم المتحدة ‪.‬‬

‫‪-‬انعدام و ضعف الوعي بأهمية التكنولوجيا خاصة و تبني مواقف سلبية منها في بعض‬

‫األحيان ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪011‬‬


‫‪ - 2‬عمر بن سعيد بن مشيط ‪" ،‬التحديات اإلدارية و اإلنسانية في تطبيق الحكومة االلكترونية ‪ ،‬إمارة منطقة عسير "‪ ،‬كلية‬
‫العلوم و الحاسب اآللي ‪ ،‬جامعة الملك خالد ‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪131‬‬
‫‪-‬ارتفاع كلفة استخدام االنترنت و استحواذ اللغة االنجليزية على ‪ %81‬من مواقعها مع ضعف‬

‫اإللمام بها‪.‬‬

‫‪ -‬تدني مستوى معيشة غالبية الجزائريين و تدهور القدرة الشرائية و الرعاية الصحية و مستوى‬

‫التعليم ‪ ،‬فقد بلغت مستويات التنمية البشرية أدنى المستويات حيث سجلت المرتبة ‪ 015‬من‬

‫أصل ‪ 035‬دولة سنة ‪ ، 2113‬األمر الذي يعيق اإلقالع نحو اندماج فعلي و تدريجي في‬

‫الحركية االقتصادية العالمية المتجهة في ظل العولمة المعلوماتية نحو التأسيس لمجتمع‬

‫المعلومات و المعرفة‪.1‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬معوقات تشريعية‬

‫و تتمثل هذه العقبة في محدودية الجانب التشريعي في الجزائر المتخصص في هذا المجال ‪،‬‬

‫على غرار ما قامت به العديد من الدول‪.2‬‬

‫و غياب اإلطار القانوني المنظم للمعلومات في الجزائر يؤدي إلى العديد من اإلشكاليات‬

‫المتعلقة بتداول المعلومات و نوعية هذه المعلومات المتداولة و محتواها ‪ ،‬و كذلك حفظ‬

‫المعلومات و خصوصا الشخصية منها و الجهات المخولة لها هذه الصالحية ‪ ،‬و أيضا حاالت‬

‫و أوقات االطالع على هذه المعلومات و مكان حفظها ‪ .‬هذه اإلشكاليات توجد في اإلدارات‬

‫العمومية أين يتعلق األمر بمعلومات األشخاص كاالسم ‪ ،‬اللقب ‪ ،‬تاريخ الميالد ‪ ،‬اإلقامة ‪...‬‬

‫‪ - 1‬جمال سالمي ‪ ،‬مرجع سابق‬


‫‪ - 2‬محمد بن عيشاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪213‬‬
‫‪132‬‬
‫فحتى اآلن ال يوجد نص قانوني يعالج مواضيع مرتبطة بحفظ المعلومات السابقة عن طريق‬

‫التكنولوجيات الحديثة و طريقة التعامل بها‪.1‬‬

‫ومن العقبات األخرى المرتبطة بالجانب القانوني ‪:‬‬

‫‪-‬انعدام الثقة بإجراء المعامالت و السداد عبر االنترنت ‪ ،‬وعدم انتشار اعتماد التوقيع‬

‫االلكتروني و مصداقية الوثائق التي يتم تبادلها عبر االنترنت لصعوبات ترتبط باألمان و‬

‫الخصوصية ‪.‬‬

‫‪ -‬غياب اإلطار التشريعي الذي ينظم المعامالت االلكترونية في ظل انفتاح األسواق و انتشار‬

‫االنترنت‪.2‬‬

‫باعتبار أن القوانين من الركائز األساسية لتأسيس و بناء مشروع الحكومة االلكترونية و‬

‫توفير الحماية و منع القرصنة االلكترونية ‪ ،‬و اغلب الدول اآلن تعمل على سن القوانين لمنع‬

‫جرائم الحاسوب باعتبارها جرائم دولية عابرة للحدود ‪ ،‬و قد اتخذت األمم المتحدة عام ‪0111‬‬

‫ق ار ار حثت فيه الدول على اتخاذ اإلجراءات الالزمة للحد من الجرائم االلكترونية و تحديث‬

‫القوانين الدولية ‪ ،‬و كانت تونس أول دولة عربية تصدر قانون التجارة االلكترونية و المبادالت‬

‫‪3‬‬
‫االلكترونية في أوت ‪ 2111‬تم تاله قانون التجارة في دبي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الرحمان عبيدلي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪23‬‬


‫‪ - 2‬جمال سالمي ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪- 3‬عبده نعمان الشريف ‪ "،‬الحكومة االلكترونية كإستراتيجية إلعادة صياغة دور الدولة ووظائف مؤسساتها الواقع و‬
‫التحديات حالة دول مجلس التعاون الخليجي" ‪( ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة) ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ ، 2111 -2118،‬ص ‪81‬‬
‫‪133‬‬
‫و قد اجمع العديد من الخبراء المشاركين في الملتقى الوطني حول الجريمة االلكترونية بدائرة‬

‫قديل بوهران ‪ ،‬بان الجريمة االلكترونية تحولت إلى ظاهرة إرهاب معلوماتي ‪.‬‬

‫و ذكرت المحامية زرنة فاطمة و هي خبيرة في ميدان الجريمة االلكترونية أن هذه األخيرة تشهد‬

‫تطورات سريعة و صارت قاعدة تستند إليها الجماعات اإلرهابية في القيام بنشاطاتها عن بعد ‪.‬‬

‫و أشارت إلى أن ظاهرة اإلرهاب االلكتروني و المعلوماتي بشكل عام أصبح يتجلى في عمل‬

‫المجموعات على تدمير المحتويات االلكترونية للشركات و المؤسسات العمومية االجتماعية و‬

‫ا القتصادية و االستيالء عليها أو تعطيلها إلى أقصى وقت ممكن من اجل إلحاق الضرر و‬

‫المساس بسير المصالح العمومية‪.1‬‬

‫على الرغم من أن المشرع الجزائري اجتهد في سن العديد من القوانين التي تضبط سير عمل‬

‫الحكومة االلكترونية فيما يتعلق بالتصديق االلكتروني و التوقيع االلكتروني والجريمة االلكترونية‬

‫و غيرها ‪ ،‬مازالت فئات كبيرة من المواطنين و قطاع األعمال تعتمد على المعامالت التقليدية‬

‫‪ ،‬ما يعني انعدام عامل الثقة ‪ ،‬مما يتطلب المزيد من التشريعات التي تحمي المعامالت‬

‫االلكترونية والتي تؤسس لمشروع الحكومة االلكترونية ‪ ،‬ومن جانب آخر تكثيف حمالت‬

‫التوعية في هذا المجال ‪.‬‬

‫‪" - 1‬الجريمة االلكترونية تحولت إلى ظاهرة إرهاب معلوماتي (خبراء)"‬


‫متاح في ‪ http://www.aps.dz/spip.php?page=article&id_article=83854 :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/21‬‬
‫‪134‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الحكومة االلكترونية في الجزائر( رؤية مستقبلية)‬

‫على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الجزائر من اجل بناء الحكومة االلكترونية ‪ ،‬فان هذا‬

‫المشروع لم يحقق األهداف المعلنة التي جاءت بها وثيقة الجزائر االلكترونية ‪ 2103‬على ارض‬

‫الواقع وهذا باعتراف القائمين على المشروع ‪ ،‬خاصة و أن المدة المحددة للمشروع قد أشرفت‬

‫على االنقضاء ‪ ،‬ما يبين فشل السياسة العامة في هذا المجال ‪ ،‬و بما أن الحكومة االلكترونية‬

‫ليست مطلبا ظرفيا أو ترفا ‪ ،‬و إنما هي ضرورة حتمية تفرضها التطورات الحاصلة في البيئة‬

‫الداخلية و الخارجية ‪ ،‬و أمام العقبات التي أدت إلى تعثر السياسة العامة في مجال الحكومة‬

‫االلكترونية في الجزائر فانه يجب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪:‬التخطيط للحكومة االلكترونية ‪:‬‬

‫يت طلب مشروع الحكومة االلكترونية الرؤية الواضحة و التخطيط الدقيق كما يتطلب توفير‬

‫اإلمكانيات المادية و البشرية و تفعيل آليات المتابعة من قبل القيادة السياسية العليا في إطار‬

‫إستراتيجية وطنية شاملة يشارك فيها كل المنتفعين من المشروع كالمؤسسات العمومية و‬

‫المواطنين و القطاع الخاص و المجتمع المدني ‪.1‬‬

‫والن مشروع الحكومة يتناول قضية التغيير الجذري لبناء اإلدارة العامة الحكومية ‪ ،‬فان مخاطر‬

‫الفشل كبيرة إذا لم توضع عملية التطوير ضمن إطار استراتيجي يأخذ مداه و فعاليته من‬

‫المراحل و الخطوات الجوهرية المتكاملة التي يجب أن يقطعها المشروع خالل عملية صياغة‬

‫إستراتيجية االنتقال إلى الحكومة االلكترونية ‪ .‬و بالنسبة للدول النامية فان االنتقال من الحكومة‬

‫‪ - 1‬عبد القادر بلعربي وأخرون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.04‬‬


‫‪135‬‬
‫التقليدية إلى الحكومة االلكترونية هو بمثابة تحول صعب ‪ ،‬و بعيد كل البعد عن االنتقال‬

‫الهادئ من محطة إلى أخرى ‪ ،‬أو من أسلوب عمل إلى أخر بدون عقبات و مقاومة و تحديات‬

‫و تجارب فشل و تراجع ‪ ،‬تتطلب النظر في الكثير من المسلمات و التعلم من األخطاء المكلفة‬

‫و المريرة‪.1‬‬

‫وبما إن مشروع الحكومة ‪ 2103‬لم يحقق أهدافه في الوقت المرصود له ‪ ،‬و باعتبار أن أهدافه‬

‫صالحة لكل زمان ‪،‬األمر الذي يتطلب تفعيله من جديد ‪ ،‬مع إجراء عملية تقييم شاملة وهذا‬

‫لتدارك النقائص المسجلة ‪ ،‬وتحديد أهداف قابلة للتحقيق على المدى القريب ‪ .‬مع األخذ في‬

‫الحسبان ما ستقدمه الحكومة االلكترونية من منافع باعتبارها مدخال لإلصالح اإلداري و‬

‫االقتصادي بهدف تحقيق الحكم الصالح و التنمية المستدامة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني اإلرادة السياسية ‪:‬‬

‫يتطلب برنامج الحكومة االلكترونية وجود مسؤول أو لجنة محددة تتولى تطبيق هذا المشروع و‬

‫تعمل على تهيئة البيئة الالزمة و المناسبة ‪ ،‬وتتولى اإلشراف على التطبيق و تقييم المستويات‬

‫التي وصلت إليها في التنفيذ‪.2‬‬

‫و حين تكون السياسة العامة تهدف إلى إدخال تغيرات جذرية و جوهرية في نمط العيش أو‬

‫الخدمات المقدمة للمواطنين أو في المشاريع الكبرى فان األمر يستلزم إنشاء و ازرات جديدة أو‬

‫إقامة شركات حكومية أو االستعانة بالقطاع الخاص ‪.1‬‬

‫‪ - 1‬سعد غالب ياسين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪212‬‬


‫‪ - 2‬محمود القدوة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪136‬‬
‫في الجزائر "اللجنة االلكترونية" هي الهيئة المكلفة بتنفيذ و متابعة مشروع الحكومة ‪ ،‬إن‬

‫إعادة بعث مشروع الحكومة االلكترونية يتطلب تفعيل اللجنة االلكترونية‪ ،‬و منحها صالحيات‬

‫أوسع من اجل ضمان أعمال التنسيق بين القطاعات المختلفة و التقييم و الرقابة خالل مراحله‬

‫المختلفة ‪ .‬وهذا يتطلب إرادة سياسية كبيرة من القيادة العليا ‪ ،‬باعتبار أن هذا المشروع‬

‫سيؤدي إلى تغييرات جوهرية في المنظمات العامة و طبيعة نشاطاتها و عالقاتها بالمواطنين و‬

‫قطاعات األعمال على المستوى الداخلي و الخارجي ‪ ،‬خاصة و أن الجزائر مقبلة على‬

‫االنضمام إلى منظمة التجارة الدولية ‪ ،‬و الشراكة و التعاون مع العديد من الدول و المنظمات‬

‫على المستوى اإلقليمي و القاري و العالمي ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التكوين و التوعية‬

‫قلة الوعي لدى المواطن بأهمية التكنولوجيا بسبب الثقافة السائدة و انتشار أمية الحاسوب ليس‬

‫لدى المواطنين فحسب ‪ ،‬بل يمتد إلى موظفي اإلدارة و القادة اإلداريين ‪ ،‬مما يؤدي إلى حالة‬

‫الخوف من هذه التكنولوجيا الحديثة و ما تفرزه من نتائج ‪ ،‬مما يتطلب تكثيف حمالت التوعية‬

‫و الدعاية عبر وسائل اإلعالم المختلفة وال سيما التلفزيون باعتباره اقرب وسيلة من المواطن ‪،‬‬

‫و إزالة الحواجز النفسية التي تعيق المشروع‪.‬‬

‫و في هذا الصدد تطرق البروفيسور مليك سي محمد مستشار وزير البريد و تكنولوجيات‬

‫اإلعالم و االتصال خالل تنشيطه مداخلة بمركز الشعب للدراسات اإلستراتيجية بعنوان‬

‫"الحكومة االلكترونية في الجزائر" و تحدث مطوال عن دور المعلوماتية و كيفية تفعيل دور‬

‫‪ - 1‬عامر خضير الكبيسي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪071‬‬


‫‪137‬‬
‫الوسائل التكنولوجية في الحياة المعيشية ‪ ،‬و كذا ضرورة تغيير الذهنيات الوطنية من اجل‬

‫مسايرة التغيرات على الساحة الوطنية و الدولية بالخصوص ‪ ،‬و التي تقتضي تقاسم المعلومة و‬

‫تعميمها في وقت ضيق و بسرعة ‪ .‬و أكد من جهة أخرى أن نجاح مشروع الحكومة االلكترونية‬

‫متوقف على مجانية االنترنت بصفة كاملة لكل فئات المجتمع‪. 1‬‬

‫و في هذا المجال نتعرف على بعض المبادرات في الوطن العربي و بعض دول العالم ‪:‬‬

‫‪-0‬إطالق مبادرة " التقنية للجميع " في دبي حيث تم تقسيم تلك المبادرة إلى أربعة محاور‬

‫هي ‪ :‬التدريب االلكتروني و هي خدمة قائمة بالفعل و تعنى بتوفير بيئة التعلم االلكتروني‬

‫من دون الحاجة إلى مدرسين ‪ ،‬و الموظف االلكتروني ‪ ،‬و تعنى بتدريب موظفي الحكومة على‬

‫مهارات استخدام الكومبيوتر ‪ ،‬و المواطن الرقمي التي تهدف إلى تدريب اكبر عدد ممكن من‬

‫فئات المجتمع على استخدام الكومبيوتر ‪ ،‬و أخي ار مجلة "التقنية للجميع " المهتمة بنشر الثقافة‬

‫االلكترونية و التعريف بالخدمات االلكترونية ‪ ،‬و تشجيع الناس على االستفادة منها ‪.‬‬

‫‪ -2‬لقد قدمت التجربة التونسية مثاال في مجال نشر الثقافة التقنية و تشجيع استعمال االنترنت‬

‫على أوسع نطاق من خالل اإلجراءات التالية‬

‫‪-‬التخفيض في أسعار اشتراكات االنترنت و تكاليف االتصاالت‬

‫‪ -‬تنظيم ندوات و حلقات دراسية لتشجيع استعمال االنترنت‬

‫‪ 1‬بن حمادي يؤكد ‪" :‬نجاح مشروع الحكومة االلكترونية متوقف على مجانية االنترنت"‬
‫متاح في ‪http://sawt-alahrar.net/oldsite/modules.php?name=News&file=article&sid=24012 :‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/17/05 :‬‬
‫‪138‬‬
‫‪ -‬بث برامج تثقيفية متخصصة عن طريق اإلذاعة و التلفزيون‬

‫‪ -‬الحاسوب العائلي و قد مكن هذا اإلجراء الذي بدا في أفريل ‪ 2110‬العائالت التونسية من‬

‫اقتناء حاسوب ال يتجاوز ثمنه ألف دينار يقع تمويله بقروض ميسرة ‪.‬‬

‫‪ -3‬صدور قانون في الواليات المتحدة يعرف ب ‪ section 508‬و هذا القانون يطلب من كل‬

‫دوائر ‪ ICT‬الفدرالية أن توفر موقعا لها قابال للنفاذ من قبل المواطنين يتوفر على أهم مصادر‬

‫الحصول على التكنولوجيا ‪ ،‬و أن مركز إقامة تكنولوجيا المعلومات ‪ CTTA‬هو المسؤول عن‬

‫تعليم و تدريب الموظفين و دعم تطبيق قانون ‪.section 508‬‬

‫‪ -4‬مشروع ‪ Gyandoot‬في الهند و هو استخدام األكشاك المتنقلة و ذلك باستخدام الحاسوب‬

‫المتنقل مع شبكة االنترنت ‪ ،‬هذا المشروع يقدم الخدمات االلكترونية و يصل إلى أفقر المناطق‬

‫بالهند و يقدم لهم النفاذ إلى المعلومات دون التنقل لعدة أيام من قراهم ‪.‬‬

‫‪ -7‬االنترنت المجاني في مصر الذي بدا تطبيقه منذ يناير ‪ 2112‬حيث سمح باالتصال‬

‫باالنترنت من جميع الخطوط الهاتفية دون اشتراك شهري و بسعر مكالمة محلية و تقدم هذه‬

‫الخدمة بالتعاون مع أكثر من ‪ 011‬شركة مصرية مقدمة للخدمة ‪ ،‬ووصل عدد المنازل التي‬

‫استفادت من هذه الخدمة حتى أفريل ‪ )811( ، 2117‬ألف منزل و تخدم ‪ 12‬مليون مستخدم‬

‫‪ -1‬مشروع حاسب لكل بيت في مصر ‪ ،‬الذي يعد وسيلة ميسرة لشراء حاسب لضمان خط‬

‫الهاتف بأقساط شهرية بدون مقدم ‪ ،‬و منذ بداية المشروع حتى أفريل ‪ 2117‬تم التعاقد على‬

‫‪ 25‬ألف حاسب و يشارك في هذا المشروع بنك مصر و الشركة المصرية لالتصاالت و ‪04‬‬
‫‪139‬‬
‫شركة خاصة تعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬و على غرار التجربة المصرية اعتمدت‬

‫‪1‬‬
‫األردن نفس المبادرة ‪.‬‬

‫والقضاء على أمية الحاسوب في الجزائر يتطلب تدريس تكنولوجيا اإلعالم و االتصال في‬

‫جميع مراحل التعليم ‪،‬االبتدائي و المتوسط و الثانوي و توفير الوسائل المادية و البشرية لذلك‪.‬‬

‫و تكثيف برامج التكوين في تكنولوجيا اإلعالم و االتصال السيما لموظفي اإلدارة العمومية ‪،‬‬

‫وكل هذا من شأنه أن يساهم في تدارك الفجوة الرقمية على المستوى الداخلي و الخارجي و‬

‫التي تعد من اكبر العقبات التي تعرقل بناء مجتمع المعلومات في الجزائر ‪ ،‬والذي يعد من‬

‫ابرز تحديات الحكومة االلكترونية في الجزائر ‪.‬‬

‫و في هذا الصدد يرى الباحث إسماعيل اولبصير أن مشكل استعمال التكنولوجيا يعد من ابرز‬

‫التحديات التي تواجه مشروع الحكومة االلكترونية ‪ ،‬و يضيف لطالما كنت أتساءل عن سبب‬

‫عدم تد ريس مادة اإلعالم اآللي و تطبيقاتها في التعليم االبتدائي ؟ فمن المفروض أن يتعود‬

‫الطفل على استعمال الكومبيوتر الذي هو مفتاح كل التكنولوجيات ‪.2‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬االستثمار في تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‬

‫يعد االستثمار في تكنولوجيا المعلومات و االتصال جزء من مشروع الحكومة االلكترونية ‪،‬‬

‫سيؤدي بالتأكيد إلى عائد في األجل المتوسط و البعيد‪. 3‬‬

‫‪ - 1‬تغريد يحي أبو سليم ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 031‬‬


‫‪ -2‬إسماعيل اولبصير ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ - 3‬سعد غالب ياسين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.013‬‬
‫‪141‬‬
‫ويعتبر رفع و تحسين قدرة التدفق إلى درجات يمكن من خاللها ضمان انتقال المعلومة بالسرعة‬

‫المطلوبة ‪ ،‬و على جميع المستويات ‪ ،‬التحدي األكبر الذي يواجه مشروع الحكومة االلكترونية‬

‫بالجزائر ‪.1‬‬

‫و من اجل تدارك النقص المسجل في استكمال البنية التحتية ال سيما االنترنت و الهاتف ‪،‬‬

‫يتطلب األمر فتح المجال لالستثمار المحلي و األجنبي في هذا المجال ما يؤدي إلى وجود بيئة‬

‫تنافسية ‪ ،‬و تحسين الخدمة و تقليل أسعارها و تكون في متناول جميع المواطنين وال سيما ذوي‬

‫الدخل المحدود ‪ ،‬و ضمان المساواة في االستفادة من خدمات الحكومة االلكترونية ‪ .‬و إزالة‬

‫جميع العراقيل التي تعيق تطوير الخدمة في مجال الهاتف النقال ‪ ،‬و كل هذا من شانه سيؤدي‬

‫إلى التقليل من الفجوة الرقمية في الجزائر ‪ ،‬و يفتح اآلفاق الكبرى لالقتصاد الوطني ‪.‬‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬التشريع و األمن االلكتروني‬

‫يعتبر الجانب القانوني و األمني من أكثر األمور حساسية في مشروع الحكومة االلكترونية‬

‫خاصة في ظل توسع الجرائم االلكترونية‬

‫و يجب أن يكون تأمين الحكومة االلكترونية على مستوى التقدم العلمي الذي ساهم في‬

‫تحول الحكومة من شكلها التقليدي إلى حكومة الكترونية ‪.2‬‬

‫‪ - 1‬إسماعيل اولبصير‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 2‬عبد الفتاح بيومي حجازي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪141‬‬
‫والجزائر من بين الدول المهددة بالقرصنة و الجريمة االلكترونية ‪ ،‬و نجاح مشروع الحكومة‬

‫االلكترونية مرهون بتطوير برامج الحماية‪ .‬و االستفادة من التجارب الدولية و الخبراء الجزائريين‬

‫في هذا الميدان ‪.‬‬

‫و في هذا اإلطار يرى الخبير و المستشار في األمن المعلوماتي عبد الرزاق دردوري وضع‬

‫مقاربة وطنية شاملة للوقاية من القرصنة االلكترونية و حماية المؤسسات و الهيئات العمومية ‪،‬‬

‫و أوضح أن هذه الهيئات ال ينبغي أن تعتمد على مقاربات فردية ‪ ،‬و لكن عليها تطبيق‬

‫المقاربة الشاملة التي بادرت بها السلطات العمومية من اجل مواجهة القرصنة االلكترونية بشكل‬

‫فعال و ناجح ‪ .‬و الحظ أن الجزائر تطور مقاربة " دفاعية " من خالل شراء تجهيزات الحماية‬

‫في حين أن المقاربة الهجومية كما أوضح تعد ضرورية لمواجهة كل التهديدات ‪ ،‬و أوضح أن‬

‫المقاربة الهجومية تكمن في إنشاء دوائر لخبراء في المجال من خالل توعية مختلف الهيئات‬

‫منذ ظهور تهديد جديد أو فيروس جديد ‪ .‬و أضاف في هذا السياق إن الجزائر بذلت جهودا من‬

‫اجل مكافحة اإلرهاب من خالل إصدار قوانين لم تكن موجودة سنة ‪ 0111‬داعيا في هذا‬

‫الصدد إلى التفكير في قوانين و إعدادها في إطار محاربة القرصنة االلكترونية للتكيف مع‬

‫التطورات التي تشهدها التكنولوجيات الحديثة ال سيما االنترنت‪.1‬‬

‫‪" - 1‬خبير يدعو إلى استراتيجبة دفاعية لمواجهة التهديد االلكتروني "‪.‬‬
‫متاح في ‪ http://www.annasaronline.com :‬تاريخ االطالع ‪2103-14-02 :‬‬
‫‪142‬‬
‫و كذلك ضمان حماية الخصوصية للمواطنين و المستفيدين من خدمات الحكومة االلكترونية ‪،‬‬

‫و فك الغموض الذي يكتنف المعامالت االلكترونية بتكثيف حمالت التوعية و ال سيما حول‬

‫التجارة االلكترونية ‪ ،‬باعتبارها من أهم الخطوات نحو تطبيق الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫خالصة الفصل الثالث‬

‫على الرغم من الجهود المبذولة لتطبيق الحكومة االلكترونية في الجزائر‪ ،‬فان أهدافها الرامية‬

‫إلى تقريب اإلدارة من المواطن و رفع الغبن عنه لم تتجسد على ارض الواقع ‪ ،‬وهذا باعتراف‬

‫القائمين على المشروع ‪ ،‬كما يظهر هذا من خالل مؤشرات األمم المتحدة حول جاهزية الدول‬

‫للحكومة االلكترونية و التي سجلت فيها الجزائر مؤشرات ضعيفة على المستوى العالمي و‬

‫القاري و حتى المستوى العربي ‪ ،‬و هذا بسبب عدم استكمال البنية التحتية للحكومة االلكترونية‬

‫‪ ،‬و يتعلق األمر بضعف البرامج الرامية إلى تعميم تكنولوجيا اإلعالم و االتصال و عدم تهيئة‬

‫الشروط القانونية للمشروع ‪ ،‬إلى جانب انتشار األمية و قلة الوعي بأهمية التكنولوجيا الحديثة‬

‫لدى غالبية الجزائريين ‪ ،‬مما ساهم في زيادة الفجوة الرقمية ‪ ،‬كل هذا في إدارة جزائرية تتميز‬

‫بالبيروقراطية الشديدة ‪ ،‬و بما أن الحكومة االلكترونية ليست ترفا أو مطلبا ظرفيا ‪ ،‬و إنما هي‬

‫ضرورة ملحة تمليها التطورات الحاصلة على المستوى اإلقليمي والدولي من اجل االندماج في‬

‫االقتصاديات الجديدة القائمة على المعرفة ‪ ،‬مما يتطلب إرادة سياسية كبرى من القيادة العليا‬

‫إلعادة بعث مشروع الحكومة االلكترونية ‪ ،‬و العمل على إيجاد بيئة تنافسية حقيقية بفتح‬

‫المجال لالستثمار في قطاع تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪ ،‬و القيام بالحمالت الواسعة لتوعية‬

‫المواطنين و قطاع األعمال بأهمية التحول نحو الحكومة االلكترونية ‪ ،‬ومحاربة األمية و ال‬

‫سيما أمية الحاسوب كما يتطلب األمر وضع ترسانة من القوانين تؤسس لمشروع الحكومة‬

‫االلكترونية ‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫النتائج و التوصيات ‪ :‬من خالل دراسة موضوع الحكومة االلكترونية بالجزائر ‪ ،‬توصلت‬

‫الدراسة إلى مجموعة من النتائج ‪ ،‬ومن خاللها تم تقديم مجموعة من التوصيات ‪.‬‬

‫أوال‪ /‬النتائج ‪:‬‬

‫‪ -‬ارتباط اإلدارة العامة بالتطور الحاصل في تكنولوجيا اإلعالم و االتصال افرز ما يسمى‬

‫بالحكومة االلكترونية ‪ ،‬و التي هي ضرورة مفروضة على كل الحكومات لمسايرة التقدم البشري‬

‫في ميدان اإلدارة ‪ ،‬و تحسين مستوى الخدمة العمومية ‪.‬‬

‫‪ -‬لمسايرة التطورات العالمية ‪ ،‬أطلقت الجزائر مبادرتها االلكترونية ‪ ،‬و التي تضمنت مجموعة‬

‫من األهداف و مجموعة من اآلليات لتنفيذها ‪ ،‬وعدم تجسيد مشروع الحكومة في اآلجال‬

‫المحددة له هو راجع إلى عدم التحكم في آليات التنفيذ ‪ ،‬مما أدى إلى فشل السياسة العامة في‬

‫هذا المجال ‪.‬‬

‫‪ -‬تبذل الجزائر جهودا كبرى منذ سنة ‪ 2111‬من اجل توفير البنية التحتية للحكومة االلكترونية‬

‫‪ ،‬لكن عدم استكمال البرامج الكبرى مثل ‪ ،‬تعميم التدفق السريع و توفير الحماية القانونية و‬

‫اإلطار التشريعي التنظيمي ‪ ،‬و توفير اإلطارات المدربة لتنفيذ المشروع ‪ ،‬كلها عوامل أدت إلى‬

‫عدم نجاح مخطط الحكومة االلكترونية في الجزائر في اآلجال المحددة له ‪.‬‬

‫‪ -‬تقدم العديد من المؤسسات العمومية في الجزائر بعض الخدمات االلكترونية للمواطنين ‪،‬‬

‫كالخدمات المالية لمؤسسة بريد الجزائر و البنوك و خدمات قطاع العدالة االلكترونية كخدمة‬

‫صحيفة السوابق العدلية ‪ ،‬و خدمة بطاقة الشفاء‪ ،‬و خدمات قطاع التعليم و غيرها ‪ ،‬و لكن‬
‫‪145‬‬
‫المواطن الجزائري و قطاع األعمال يطمحان إلى خدمات أكثر ‪ ،‬ما يبين أن تطبيقات الحكومة‬

‫االلكترونية بالجزائر مازالت في مراحل أولى ‪.‬‬

‫‪ -‬تملك الجزائر إمكانات بشرية و مادية ‪ ،‬و حسن استغاللها ستكون له اآلثار االيجابية على‬

‫مشروع الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪-‬راهنت الجزائر منذ سنة ‪ 2111‬على بناء مجتمع المعلومات في الجزائر ‪ ،‬و انصبت‬

‫اهتماماتها على تعميم استعمال االنترنت و اإلعالم اآللي من خالل برامج عديدة مثل تعميم‬

‫استعمال األلياف البصرية و التدفق السريع و مشروع أسرتي ‪ 0‬و ‪ ، 2‬وفشل هذه المشاريع يعد‬

‫من أقوى األسباب لتأخر مشروع الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪ -‬يتوقف نجاح مشروع الحكومة االلكترونية على التعريف به و بمزاياه خاصة في بيئة‬

‫اجتماعية لها مواقف سلبية من التكنولوجيا الحديثة لالتصال و السيما االنترنت ‪ ،‬و هذا من‬

‫خالل حمالت التوعية و الدعاية ‪ ،‬و يالحظ قصور شديد في هذا المجال بالجزائر ‪.‬‬

‫‪-‬تأخر استكمال البنية التحتية لتكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪ ،‬و انتشار أمية الحاسوب‬

‫بالجزائر أدى إلى اتساع الفجوة الرقمية ‪ ،‬و التي تعتبر من تحديات الحكومة االلكترونية في‬

‫بالدنا ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬التوصيات ‪:‬‬

‫‪-‬الحكومة االلكترونية مشروع غير قابل لالستنساخ ‪ ،‬أو التقليد لمجرد مواكبة العصر‬

‫‪146‬‬
‫إنما هو نظام يقوم على إستراتيجية واضحة تتضمن األهداف التي تراعي خصوصية المجتمع و‬

‫احتياجاته و اإلمكانيات المتوفرة‪ ،‬و هذا لزيادة فرص نجاح المشروع ‪.‬‬

‫‪-‬تكثيف الجهود من اجل التغلب على مشكل األمية في الجزائر باعتبارها من اكبر التحديات‬

‫التي تواجه مشروع الحكومة االلكترونية‬

‫‪-‬حل المشاكل المرتبطة باألمن المعلوماتي بالنسبة للمؤسسات العمومية عن طريق التعاون و‬

‫التنسيق فيما بينها‪ ،‬و االستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال ‪ ،‬و كذلك قضايا األمن‬

‫المتعلقة بالمواطن لكسب ثقته باعتباره عنصر مهم في نجاح مخطط الحكومة االلكترونية‬

‫‪-‬تعميم االنترنت ذات التدفق السريع لضمان جودة و سرعة االتصال و تحسين نوعية الخدمة‬

‫االلكترونية ‪ .‬و توفير مجانية االنترنت السيما في قطاع التعليم و الصحة‬

‫‪-‬تكثي ف حمالت التوعية بأهمية بأهمية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات و االتصال ‪ ،‬و ما‬

‫تقدمه من فوائد لإلفراد و المؤسسات ‪ ،‬و إشراك المجتمع المدني و القطاع الخاص في هذا‬

‫المجال ‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام بالعنصر البشري باعتباره األداة التي تسهم في تنفيذ برنامج الحكومة االلكترونية عن‬

‫طريق برامج التكوين المكثفة و التدريب و التوعية للموظفين و القيادات اإلدارية ‪ ،‬و بالمواطن‬

‫باعتبار أن مشروع الحكومة االلكترونية موجه له باألساس ‪ ،‬و نجاح هذا المشروع مرتبط بوعي‬

‫المواطن به و تفاعله معه ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬

‫لقد أحدثت ثورة تكنولوجيا اإلعالم و االتصال تغيي ار جذريا في حياة الشعوب و المجتمعات ‪ ،‬و‬

‫أنهت معاناة الكثير من الناس في الحصول على المعلومات و الخدمات ‪ ،‬هذا التطور التقني‬

‫الذي وظفته العديد من الحكومات في القيام بمهامها و تقديم الخدمات لمواطنيها ‪ ،‬أدى إلى‬

‫تحسين نوعية الخدمة المقدمة وتبسيط اإلجراءات ‪ ،‬وربح الكثير من الوقت و تحقيق القيمة‬

‫المضافة سواء في انجاز تلك الوظائف و األعمال أو الحصول عليها ‪.‬‬

‫في خضم هذه التطورات العالمية الحاصلة ‪ ،‬و انتقال العالم إلى مرحلة جديدة من التحوالت و‬

‫العالقات السياسية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ...‬و التي يفرضها عصر العولمة ‪ ،‬لم يعد‬

‫بإمكان الحكومات أن تعمل في إطار ضيق ‪ ،‬بحيث أصبح لزاما عليها مواكبة هذه التغيرات‬

‫الحاصلة ‪ ،‬األمر الذي يتطلب التزود بمختلف نتائج ثورة تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‬

‫لتدارك الفجوة الرقمية الحاصلة ‪ ،‬والولوج إلى اقتصاد المعرفة القائم على المعلومات و سرعة‬

‫الحصول عليها ‪.‬‬

‫على الرغم من التطور الذي يشهده العالم اليوم في تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪ ،‬إال أن‬

‫مسايرة هذا التطور ليس باألمر اليسير بالنسبة لمعظم الحكومات خاصة في البلدان النامية‬

‫بسبب سرعة تطور هذه التقنيات من جهة ‪ ،‬وقلة مواردها و إمكاناتها من جهة أخرى ‪ ،‬إال أن‬

‫هذه األسباب لم تعد مبررا لعدم تبني برنامج الحكومة االلكترونية ‪ ،‬خاصة في ظل الحاجة‬

‫الملحة على خدماتها ‪ .‬على المستويين الداخلي و الخارجي ‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫هناك اعتقاد سائد يرى بوجود تأخر كبير لدى معظم البلدان النامية لغياب استراتيجيات‬

‫واضحة تؤسس لبناء مجتمع المعلومات و غياب السياسات الواضحة التي تتسم باالستمرار و‬

‫الشفافية في هذا المجال ‪ ،‬و لكن الواقع ومن خالل العديد من التجارب يظهر عكس يظهر‬

‫عكس ذلك ‪ ،‬فخالل الحقبة الماضية مع بداية األلفية ظهرت العديد من مشاريع الحكومة‬

‫االلكترونية في الدول النامية ‪ ،‬ما يظهر حرص الهيئات الرسمية و القطاع الخاص على تبني‬

‫العديد من الخطط الهامة ‪ ،‬ولكنها تتباين من دولة إلى أخرى حسب إمكانات كل منها ‪ ،‬وهذا‬

‫ال ينفي وجود بعض الصعوبات التي تعرقل جهود التطوير في هذا المجال ‪.‬‬

‫يعد مشروع الحكومة االلكترونية بالجزائر من احدث المشاريع على المستوى اإلقليمي ‪ ،‬و‬

‫يعتبر من المشاريع الكبرى التي راهنت عليها الحكومة ‪ ،‬من خالل إحالل نظام الكتروني شامل‬

‫في البالد عن طريق بعث إستراتيجية الجزائر االلكترونية (‪ )2103-2111‬و العمل على تعميم‬

‫استخدام االنترنت و ترقية البحث و التطوير التكنولوجي مما يسمح بدمج نظم المعلومات و‬

‫تقنيات االتصال في قطاع البريد و االتصاالت و البنوك و قطاع التعليم و التكوين و غيرها ‪.‬‬

‫على الرغم من تأخر الجزائر في مجال تطبيق الحكومة االلكترونية ‪ ،‬إال أن إعداد‬

‫اإلستراتيجية و وضع بوابة الكترونية على شبكة االنترنت و تقديم بعض الخدمات للمواطنين ‪،‬‬

‫كل هذه الجهود تعتبر انجا از ‪ ،‬سيعرف التطور بمرور الوقت بعد تجاوز العقبات التي تواجه‬

‫البرنامج و يزول الغموض الذي يكتنفه لدى غالبية الجزائريين ‪ ،‬و هذا يتوقف على جهود‬

‫السلطات في هذا المجال ‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫إن تجسيد برنامج الحكومة االلكترونية في الجزائر على ارض الواقع سوف يؤدي إلى تقريب‬

‫اإلدارة من المواطن و حصوله على خدماتها في أسرع وقت و اقل جهد و تكلفة وال سيما في‬

‫المناطق المعزولة ‪ ،‬كما يقلل من مظاهر الفساد اإلداري بكل أشكاله ‪.‬‬

‫ومن اجل تجسيد الحكومة االلكترونية في الجزائر و جعلها في مستوى التجارب الناجحة على‬

‫المستوى العربي و العالمي ‪ ،‬خاصة و أن المدة المحددة للمشروع قد أشرفت على االنقضاء و‬

‫اتضاح جميع المشاكل التي كانت سببا في عرقلة المشروع ‪ ،‬مما يتطلب إعادة بعثه من جديد ‪،‬‬

‫و اإلسراع في إيجاد الحلول لها ‪ ،‬و التي رغم كثرتها و تفاقمها فان إيجاد تسوية لها أمر ممكن‬

‫في ظل توفر اإلرادة السياسية و تعاون جميع اإلطراف الرسمية و غير الرسمية ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬
‫الكتب بالعربية ‪:‬‬
‫‪-1‬أسامة بن صادق طيب ‪،‬محمد نور بن ياسين قطاني ‪،‬عصام بن يحي الفياللي ‪ ،‬نحو مجتمع‬
‫المعرفة ‪ :‬سلسلة دراسات يصدرها معهد البحوث و االستشارات ‪ ،‬اإلصدار التاسع ‪ :‬الحكومة‬
‫االلكترونية ‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز ‪.2116 ،‬‬

‫‪ – 2‬الطعامنة محمد ‪،‬العلوش طارق ‪ ،‬الحكومة االلكترونية و تطبيقاتها في الوطن العربي‪،‬‬


‫القاهرة ‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية ‪.2114 ،‬‬

‫‪ – 3‬القدوة محمود ‪ ،‬الحكومة االلكترونية و اإلدارة المعاصرة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار أسامة للنشر و‬
‫التوزيع ‪.2111 ،‬‬

‫‪ -4‬بيومي حجازي عبد الفتاح ‪ ،‬الحكومة االلكترونية بين الواقع و الطموح‪ ،‬اإلسكندرية ‪ .‬دار‬
‫الفكر الجامعي ‪. 2114 ،‬‬

‫‪ -7‬بيومي حجازي عبد الفتاح ‪ ،‬الحكومة االلكترونية و إطارها القانوني ط‪ ، 2‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫دار الفكر الجامعي ‪.2114 ،‬‬

‫‪ -1‬بسيوني عبد الحميد ‪ ،‬الديمقراطية االلكترونية ‪،‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر و‬
‫التوزيع ‪. 2118 ،‬‬

‫‪ -5‬حمدي محمد الفاتح ‪ ،‬قرناني ياسين ‪ ،‬بوسعدية مسعود ‪،‬تكنولوجيا االتصال و اإلعالم‬
‫الحديثة االستخدام و التأثير ‪،‬الجزائر ‪ ،‬مؤسسة كنوز الحكمة للنشر و التوزيع ‪-8 2100 ،‬‬
‫هادي‬
‫‪ -8‬حسين حافظ اسما ‪ ،‬تكنولوجيا االتصال اإلعالمي التفاعلي في عصر الفضاء االلكتروني‬
‫المعلوماتي و الرقمي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الدار العربية للنشر و التوزيع ‪.2117 ،‬‬

‫‪ -1‬محمود الخالدي محمد ‪ ،‬التكنولوجيا االلكترونية ‪ :‬الحكومة االلكترونية ‪ ،‬الصحافة‬


‫االلكترونية ‪ ،‬التسويق االلكتروني ‪ ،‬اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬االتصاالت االلكترونية ‪ ،‬المدارس‬
‫االلكترونية‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار كنوز المعرفة للنشر و التوزيع ‪. 2111 ،‬‬

‫‪-01‬مشعان ربيع ‪ ،‬تكنولوجيا التعليم المعاصر (الحاسوب و االنترنت)‪،‬عمان‪ ،‬مكتبة المجتمع‬


‫العربي للنشر و التوزيع ‪. 2117،‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ -00‬ناصر العبود فهد ‪ ،‬الحكومة االلكترونية بين التخطيط و التنفيذ ط‪ ، 2‬الرياض ‪،‬‬
‫مطبوعات الملك فهد الوطنية ‪. 2117 ،‬‬

‫‪ -02‬نورة بنت ناصر الهزاني ‪ ،‬الخدمات االلكترونية في األجهزة الحكومية ‪،‬الرياض‬


‫‪،‬مطبوعات الملك فهد الوطنية ‪. 2118 ،‬‬

‫‪ -03‬سمير احمد محمد ‪ ،‬اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع ‪. 2111،‬‬

‫‪ -04‬سعد غالب ياسين ‪ ،‬اإلدارة االلكترونية و آفاق تطبيقاتها العربية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬معهد‬
‫اإلدارة العامة ‪. 2117 ،‬‬

‫‪ -07‬عامر خضير الكبيسي ‪،‬السياسات العامة مدخل ألداء و تطوير الحكومات ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ‪. 2118 ،‬‬
‫‪ -01‬عبد الفتاح مطر عصام ‪،‬الحكومة االلكترونية بين النظرية و التطبيق ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬

‫دار الجامعة الجديدة ‪. 2118 ،‬‬

‫‪ -05‬علوي هند ‪ ،‬مجتمع المعلومات بالجزائر ‪ ،‬قياس النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات و‬
‫االتصاالت بقطاع التعليم بالشرق الجزائري ‪،‬الجزائر ‪ ،‬دار األكاديمية ‪. 2111 ،‬‬

‫‪ -08‬شروخ صالح الدين ‪ ،‬منهجية البحث العلمي ‪،‬عنابة‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪2113،‬‬

‫‪ -01‬صالح محمد عبد الحميد ‪ ،‬ثورة المعلومات ‪،‬القاهرة ‪،‬هبة النيل العربية للنشر و التوزيع‬
‫‪. 2101 ،‬‬

‫الرسائل الجامعية ‪:‬‬


‫‪ -0‬احمد شريف بسام ‪ "،‬واقع الحكومة االلكترونية في الدول العربية "حالة الجزائر " دراسة‬
‫وصفية تحليلية لتطبيقات تكنولوجيات المعلومات و االتصاالت" ‪،‬رسالة ماجستير ‪،‬جامعة‬
‫الجزائر – ‪.2100-2101 ، - 3‬‬

‫‪-2‬إيهاب خميس احمد المير ‪ "،‬متطلبات تنمية الموارد البشرية لتطبيق اإلدارة االلكترونية‬
‫‪:‬دراسة تطبيقية على العاملين باإلدارة العامة للمرور وزارة الداخلية "‪( ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة) ‪،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪2115،‬‬

‫‪ -3‬بومايلة حفيظة ‪" ،‬عالقة االنترنت كتكنولوجيا حديثة لالتصال و المعلومات بالتنمية في‬
‫دول العالم الثالث ‪ :‬الجزائر" ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة ‪.2115 ،‬‬
‫‪152‬‬
‫‪ -4‬بوخنوفة عبد الوهاب ‪ "،‬المدرسة و التلميذ و المعلم و تكنولوجيا اإلعالم و االتصال "‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه دولة ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2115‬‬

‫‪ -7‬بن عبد ربه آمنة ‪ "،‬الجزائر في عصر المعلومات سنة ‪ 2113‬حصيلة و آفاق "‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2111 – 2117‬‬

‫‪ -1‬عبده نعمان الشريف ‪" ،‬الحكومة االلكترونية كإستراتيجية إلعادة صياغة دور الدولة‬
‫ووظائف مؤسساتها الواقع و التحديات ‪ :‬حالة دول مجلس التعاون الخليجي" ‪ ،‬رسالة دكتوراه‬
‫‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2111 - 2118،‬‬

‫‪ -5‬يحي أبو سليم تغريد ‪" ،‬أبعاد التحول نحو الحكومة االلكترونية في الدول العربية ‪ :‬دراسة‬
‫تحليلية "‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2117‬‬

‫‪-8‬عشور عبد الكريم ‪" ،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية و الجزائر" ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة ‪. 2101 -2111 ،‬‬

‫‪-1‬علوي هند ‪ "،‬المرصد الوطني لمجتمع المعلومات بالجزائر ‪ ،‬قياس النفاذ إلى تكنولوجيا‬
‫المعلومات و االتصاالت بقطاع التعليم بالشرق الجزائري ‪ ،‬واليات قسنطينة عنابة سطيف‬
‫نموذجا"‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة ص‬
‫‪011 - 018‬‬
‫‪ -01‬علي محمد عبد العزيز بن درويش ‪ "،‬تطبيقات الحكومة االلكترونية دراسة ميدانية على‬
‫إدارة الجنسية و اإلقامة بدبي" ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪.2117،‬‬

‫الوثائق الرسمية‪:‬‬
‫‪ -0‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية ‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 275-18‬المؤرخ في ‪ 27‬أوت‬
‫‪، 0118‬المتعلق بضبط شروط و كيفيات إقامة خدمات االنترنت و استغاللها ‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 14 ،31‬جمادى األولى هـ الموافق ل ‪ 21:‬اوت ‪0118‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 315 -2111‬المؤرخ‬


‫في ‪ 04‬أكتوبر ‪ ، 2111‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ 11‬الصادر في ‪ 05‬رجب ‪0420‬هـ الموافق‬
‫لـ ‪ 07‬أكتوبر ‪. 2111‬‬

‫‪ -3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬األمر رقم ‪ 00-13‬المؤرخ في ‪21‬أوت ‪2113‬‬


‫‪ ،‬المتعلق بالنقد و القرض ‪،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ 73‬الصادر في ‪ 25‬أوت ‪.2113‬‬

‫‪153‬‬
‫الدوريات و الجرائد ‪:‬‬
‫‪ -0‬براهيمي عمر ‪" ،‬التأثير االقتصادي و االجتماعي لتكنولوجيا االعالم و االتصال داخل‬
‫المؤسسات االقتصادية "‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا ‪ ،‬العدد ‪.15‬‬

‫‪ -2‬بختي إبراهيم ‪ "،‬االنترنت في الجزائر" ‪ ،‬مجلة الباحث العدد ‪ 10‬جامعة ورقلة ‪.‬‬

‫‪ -3‬بن عيشاوي احمد ‪ "،‬اثر تطبيق الحكومة االلكترونية (‪ )E.G‬على مؤسسات األعمال" ‪،‬‬
‫مجلة الباحث ‪ ،‬العدد ‪.2111 - 15‬‬

‫‪-4‬دياال جميل الرازي ‪ "،‬الحكومة االلكترونية و معوقات تطبيقها ‪:‬دراسة تطبيقية على‬
‫المؤسسات الحكومية في قطاع غزة "‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات االقتصادية و‬
‫اإلدارية ‪ ،‬المجلد العشرين ‪ ،‬العدد األول ‪.2102‬‬

‫‪ -7‬هيكس ريتشارد ‪" ،‬الحكومة االلكترونية من البيروقراطية إلى االلكتروقراطية "‪ ،‬مجلة‬
‫خالصات العدد ‪ 207‬أكتوبر ‪2113‬‬

‫‪ -1‬قدوري الرفاعي سحر ‪" ،‬الحكومة االلكترونية و سبل تطبيقاتها ‪ ،‬مدخل استراتيجي" ‪،‬‬
‫مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ،‬العدد السابع ‪.‬‬
‫‪ -5‬طواهير عبد الجليل ‪ ،‬الهواري جمال ‪ "،‬محاولة قياس رضا الزبون على جودة الخدمات‬
‫االلكترونية باستعمال مقياس ‪ Net qual‬دراسة حالة موقع ويب مؤسسة بريد الجزائر" ‪،‬‬
‫مجلة أداء المؤسسات االقتصادية بالجزائر ‪ ،‬العدد ‪.2102 – 12‬‬

‫‪ -8‬شنيني حسين ‪" ،‬واقع البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في كل من الجزائر‬
‫‪ ،‬مصر ‪ ،‬اإلمارات ‪ ،‬خالل الفترة ‪ 2101-2111‬دراسة مقارنة "‪ ،‬مجلة الباحث‬
‫عدد‪.2100/ 11‬‬

‫المؤتمرات و الندوات ‪:‬‬


‫‪-0‬احمد جميل ‪ ،‬كهينة رشام ‪ ،‬مداخلة بعنوان‪" :‬بطاقة االئتمان كوسيلة من وسائل الدفع في‬
‫الجزائر ‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬عصرنة نظام الدفع في البنوك الجزائرية و إشكالية اعتماد‬
‫التجارة االلكترونية في الجزائر" ‪،‬المركز الجامعي البويرة‬

‫‪ -2‬بوحدة رشيدة ‪ ،‬البنية التحتية للتدفق السريع بالجزائر ‪" :‬الوضعية و األفاق ‪ ،‬اليوم‬
‫البرلماني حول التدفق السريع و االقتصاد الرقمي و دورهما في التنمية "‪ 13 ،‬جوان ‪2101‬‬

‫‪154‬‬
‫‪ -3‬بلعربي عبد القادر ‪ ،‬لعرج مجاهد نسيمة ‪ ،‬أمغبر فاطمة الزهراء ‪ "،‬تحديات التحول الى‬
‫الحكومة االلكترونية بالجزائر "‪ ،‬ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الدولي الخامس ‪ ،‬االقتصاد‬
‫االفتراضي و انعكاساته على االقتصاديات الدولية ‪.‬‬
‫‪-4‬عبيرات مقدم ‪ ،‬زاد الخير ميلود ‪" ،‬متطلبات التحضير النوعي للمؤسسة الجزائرية لتسيير‬
‫المعرفة "‪ ،‬الملتقى الدولي حول التنمية البشرية و فرص االندماج في اقتصاد المعرفة و‬
‫الكفاءات البشرية ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪2114‬‬

‫‪ -7‬راتول محمد ‪ ،‬عبد القادر خداوي مصطفى ‪" ،‬الحكومة االلكترونية اآلفاق و التحديات ‪،‬‬
‫مداخلة بالملتقى الوطني الرابع حول عصرنة نظام الدفع في البنوك الجزائرية و إشكالية‬
‫اعتماد التجارة االلكترونية" ‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية ‪ ،‬المركز الجامعي خميس مليانة ‪.‬‬
‫‪ -1‬غانم نذير ‪ ،‬ريحان عبد الحميد ‪ ،‬عكنوش نبيل ‪ ،‬معمر جميلة ‪" ،‬الثقة الرقمية ضمن‬
‫إستراتيجية الجزائر االلكترونية ‪ )E- Algérie 2013( 2103‬واقعها و دورها في إرساء‬
‫مجتمع المعرفة "‪ ،‬المؤتمر ‪ 23‬لالتحاد العربي للمكتبات و التوثيق (اعلم) بالتعاون مع وزارة‬
‫الثقافة و التراث القطرية ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪. 2102‬‬

‫‪- 5‬خثيري محمد ‪ ،‬انساعد رضوان ‪" ،‬االعمال االلكترونية في الدول العربية –واقع و أفاق "‬
‫ورقة مقدمة للملتقى الوطني حول االقتصاد الرقمي ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بو علي الشلف ‪،‬‬

‫االنترنت‬
‫‪ " -0‬اإلدارة االفتراضية "‬
‫متاح في ‪http://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=14328 :‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪2103/13/03 :‬‬

‫‪" -2‬إدارة المعلومات في اإلدارة االلكترونية"‬

‫متاح في ‪ http://alshihi.blogspot.com :‬تاريخ االطالع‪2103/14/14:‬‬

‫‪"-3‬الحكومة االلكترونية " ‪ ،‬متاح ‪http://www.4shared.com :‬‬


‫تاريخ االطالع ‪2103/11/27:‬‬
‫‪" -4‬الحكومة االلكترونية "‪ ،‬متاح في ‪http://www.hrdiscussion.com :‬‬

‫تاريخ االطالع ‪2103/14/13 :‬‬

‫‪155‬‬
‫‪" -7‬الجريمة االلكترونية تحولت إلى ظاهرة إرهاب معلوماتي (خبراء)"‬
‫متاح في ‪http://www.aps.dz/spip.php?page=article&id_article=83854 :‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/14/21 :‬‬
‫‪" -1‬اجتماع مصغر لقطاع البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال" ‪.‬‬
‫متاح في ‪ http://www.el-mouradia.dz :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/01:‬‬
‫‪ -5‬الرئيس المدير العام لمجمع اتصاالت الجزائر مهمل ازواو ‪" ،‬عدم رضا الزبون اليوم‬
‫سيجعله يلجأ للمنافس غدا"‬
‫متاح في ‪:‬‬
‫‪http://www.elkhabar.com/ar/autres/fotouressabah/327904.html‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/14/00 :‬‬
‫‪ -8‬اتصاالت الجزائر في ورطة بسبب استنفاذ خطوط الهاتف و االنترنت ‪،‬‬
‫" جريدة الفجر اليومية" ‪.‬‬
‫متاح في ‪http://www.al-fadjr.com/ar/economie/226302.html :‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/13/17 :‬‬
‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬وزارة التربية الوطنية ‪ ،‬الديوان الوطني‬
‫لالمتحانات و المسابقات‬
‫متاح في ‪ http://ins.onec.dz/bac :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/13:‬‬
‫‪" -01‬الخدمات االلكترونية للديوان الوطني للتعليم و التكوين عن بعد "‬
‫متاح في ‪ http://www.onefid.edu.dz :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/13:‬‬
‫‪ -00‬الموسوعة االقتصادية و علوم التسيير والتجارة‪"،‬جميع الخدمات التي يقدمها بريد‬
‫الجزائر"‬
‫متاح في ‪http://iqtissad.blogspot.com/2013/02/algerie-poste.html :‬‬
‫‪ -02‬الوكالة الوطنية للحظائر التكنولوجية ‪.‬‬
‫متاح في ‪http://www.elmouwatin.dz/?lang=fr :‬‬
‫‪ -03‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪،‬بوابة المواطن ‪.‬‬
‫‪ http://www.elmouwatin.dz‬تاريخ االطالع ‪2103/14/22‬‬

‫‪ -04‬األستاذ و الباحث إسماعيل اولبصير لـ " الجزائر نيوز " مشروع الحكومة االلكترونية‬
‫حتمية اقتصادية بحاجة إلى إرادة سياسية عالية ‪.‬‬
‫متاح في ‪http://www.djazairnews.info/dialogue:‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/12/02 :‬‬
‫‪" -07‬االتصاالت و االنترنت دراسة حول الجزائر ‪،‬على موقع المبادرة العربية النترنت حر"‪،‬‬
‫متاح في ‪:‬‬
‫‪http://www.openarab.net/reports/net2006/algeria.shtml‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/13/27‬‬
‫‪ -01‬انطالق توسيع بطاقة الشفاء ‪ ،‬جريدة الخبر اليومي ‪ ،‬يوم ‪2103/12/12:‬‬
‫متاح في ‪ http://www.elkhabar.com/ar :‬تاريخ االطالع ‪2103/14/ 11:‬‬
‫‪156‬‬
‫‪" -05‬انطالق عملية التصريح بالعمال عن بعد" ‪ ،‬بوابة المواطن ‪،‬‬
‫‪ http://www.elmouwatin.dz‬تاريخ االطالع ‪2103/14/24:‬‬
‫‪ -08‬بوهيني شهرزاد ‪" ،‬البلدية االلكترونية بالعربية ضمن الحكومة االلكترونية "‪،‬مركز تنمية‬
‫التكنولوجيات المتقدمة ‪ ،‬الجزائر‬
‫متاح في ‪http://www.csla.dz/mjls/index.php?option=com :‬‬
‫تاريخ االطالع‪2103/13/17:‬‬
‫‪ -01‬بوابة المواطن ‪" ،‬حول بطاقة الشفاء"‬
‫متاح في ‪http://www.elmouwatin.dz/?lang=fr :‬‬
‫تاريخ االطالع‪2103/13/08:‬‬
‫‪" -21‬بن حمادي يشرف على اإلطالق الرسمي لبوابة المواطن " ‪www.elmouwatin.dz‬‬
‫متاح في ‪ http://www.elmoudjahid.com/ar :‬تاريخ االطالع ‪2103-12-23‬‬

‫‪"-20‬رد السيد موسى بن حمادي وزير البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال على السؤال‬
‫الشفوي المقدم من طرف (‪")...‬‬
‫متاح في ‪ /http://www.mptic.dz/ar :‬تاريخ االطالع ‪2103/12/02 :‬‬

‫‪ -22‬واقع تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪" ،‬جريدة الشعب اليومية "‪ 00،‬مارس ‪2103‬‬
‫‪ ، http://www.ech-chaab.net/ar‬تاريخ االطالع ‪2103/13/27‬‬

‫‪ -23‬مصطفاوي الطيب ‪ .‬بونيف محمد األمين ‪" ،‬خدمات التوظيف االلكتروني – نموذج لتقييم‬
‫مواقع التوظيف بالجزائر "‬
‫متاح في ‪http://www.docstoc.com/docs/145261511 :‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/14/24 :‬‬
‫‪ -24‬مسلماني عمر ‪ ،‬المشروع الوطني للحكومة االلكترونية بفلسطين ‪ ،‬وزارة االتصاالت و‬
‫تكنولوجيا المعلومات‬
‫متاح في ‪http://ituarabic.org/PreviousEvents/2006 :‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/14/22 :‬‬
‫‪ -27‬وزارتا البريد و التربية توقعان على "أسرتك "‪2‬‬
‫متاح في ‪http://www.elkhabar.com/ar/watan/271096.html :‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/14/00 :‬‬

‫‪" -21‬مؤشرات تكنولوجيا اإلعالم و االتصال"‬


‫متاح في ‪ http://www.mptic.dz/ar/- :‬تاريخ االطالع ‪2103 /13/12 :‬‬

‫‪" -25‬خبير يدعو إلى استراتيجبة دفاعية لمواجهة التهديد االلكتروني"‬


‫متاح في ‪ http://www.annasaronline.com :‬تاريخ االطالع ‪2103-14-02 :‬‬

‫‪157‬‬
‫‪ -28‬يوميديس ‪ ".‬تكنولوجيا اإلعالم و االتصال "‬
‫متاح في ‪ http://www.enpi-info.eu/index.php :‬تاريخ االطالع ‪2103/13/02:‬‬
‫‪ -21‬تكوين‪ /‬برنامج دولي في ميدان تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪ ،‬بوابة المواطن‬
‫متاح في ‪ http://www.elmouwatin.dz/ :‬تاريخ االطالع ‪210/17/17 :‬‬
‫‪ -31‬خدمة وستارن يونين متاح في ‪/http://algeria.westernunion.com :‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103-13-08 :‬‬

‫‪ -30‬وزارة العدل الجزائرية متاح في‪/http://arabic.mjustice.dz :‬‬


‫تاريخ االطالع ‪2103/13/22 :‬‬
‫‪" -32‬من اجل إدارة قريبة من المواطن "‪ ،‬بوابة المواطن ‪،‬‬
‫‪ ، http://www.elmouwatin.dz‬تاريخ االطالع ‪2103/14/13 :‬‬
‫‪ -33‬وزارة التجارة الجزائرية ‪" ،‬السجل التجاري"‬
‫‪http://www.mincommerce.gov.dz/arab‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/13/03:‬‬
‫‪" -34‬عصرنة العدالة"‬
‫متاح في ‪http://arabic.mjustice.dz/?p=reforme4 :‬‬
‫تاريخ االطالع ‪2103/13/02 :‬‬

‫‪" -37‬تكنولوجيا اإلعالم و االتصال في نمو مستمر" ‪ ،‬بوابة المواطن‬


‫متاح في ‪http://www.elmouwatin.dz/index-fr.php?lang=fr :‬‬

‫تاريخ االطالع ‪2103/13/13 :‬‬

‫‪ -31‬كلمة األمين العام لوزارة البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪" ،‬الصالون الدولي‬
‫لتكنولوجيات المستقبل(‪")SIFTECH‬‬
‫متاح في ‪ /http://www.mptic.dz/ar :‬تاريخ االطالع ‪2103/17/04 :‬‬

‫المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬

‫االنجليزية‬

‫‪1- Abdel Nasser H.Zaied, Faraj A.Khairallah, Wael AL-Rashed, "Assessing‬‬


‫‪e-Readiness in the Arab countries ,Perceptions Towards ICT‬‬
‫‪158‬‬
Environment in Public organizations in The State of Kuwait ,
Technology management Program" , Arabian Gulf University , Bahrain.
2- Richard Schwester," Examining The Barriers to e-Government
Adoption" ,
http://www.ejeg.com/volume7/issue1/p113

3- Hugo Glle Gos c," e-Government: Definitions, Benefits ,Development


,Examples",
http://www.ftaa-alca.org/spcomm/derdoc/eci134e.ppt

4- "Information Society" .
http://en.wikipedia.org/wiki/Information_society 12/05/2013

‫الفرنسية‬

1-A.Benarbia," impact des technologies de l'information sur le


développement économique" , SITC .MPTIC . Alger : Décembre 2003

2-" Guide du nouveau bachelier" 2008 Ministère de L'enseignement


supérieur et de la recherche scientifique .
2008.p 6

3-République Algérienne Démocratique et Populaire e- commission.


e –Algérie 2013.

159
‫فهرس الجداول و األشكال ‪:‬‬

‫فهرس الجداول ‪:‬‬

‫‪25‬‬ ‫األهداف اإلستراتيجية للحكومة االلكترونية في بعض الدول‬ ‫‪10‬‬

‫‪55-51‬‬ ‫مؤشرات تكنولوجيا اإلعالم و االتصال في الجزائر‬ ‫‪12‬‬

‫‪023‬‬ ‫تطور مركز الصكوك البريدية‬ ‫‪13‬‬

‫فهرس األشكال‬

‫‪20‬‬ ‫الحكومة االلكترونية و تكنولوجيا المعلومات‬ ‫‪10‬‬


‫‪38‬‬ ‫‪ 12‬متطلبات تطبيق الحكومة االلكترونية‬
‫‪41‬‬ ‫‪ 13‬نموذج العالقة الثالثية بين الحكومة و األعمال و المواطنين‬
‫‪43‬‬ ‫‪ 14‬مراحل االنتقال إلى الحكومة االلكترونية‬
‫‪51‬‬ ‫‪ 17‬تطور نقاط النفاذ ذات التدفق السريع بالجزائر‬
‫‪114‬‬ ‫‪ 11‬الصفحة الرئيسية لبوابة المواطن الجزائرية‬
‫‪128‬‬ ‫‪ 15‬مراحل التوعية الهادفة حول الحكومة االلكترونية‬

‫‪161‬‬
‫الملحق رقم (‪ )10‬استمارات بطاقة التعريف و جواز السفر البيومتريان‬

‫المصدر ‪ :‬وزارة الداخلية و الجماعات المحلية‬

‫متاح في ‪http://www.interieur.gov.dz/Dynamics/frmItem.aspx?html=9&s=28 :‬‬

‫‪161‬‬
162
‫ترتيب الدول العربية في مؤشرات األمم المتحدة للحكومة االلكترونية (‪)2112-2118‬‬

‫المصدر ‪ :‬متاح في‪/ http://kuwait10.net/2010/01/18/pdqdm-fv :‬‬

‫‪163‬‬
‫الملحق رقم(‪ )13‬نموذج طلب محاضرة مرئية عن بعد‬

‫المصدر ‪ :‬متاح في ‪/ http://www.univ-djelfa.dz/ar:‬‬

‫‪164‬‬
‫الملحق رقم (‪ )14‬استمارة التسجيل األولي للناجحين الجدد في شهادة البكالوريا‬

‫متاح في ‪http://www.orientation.esi.dz :‬‬

‫‪165‬‬
‫) خدمة االطالع على الرصيد‬17( ‫الملحق‬

http://iqtissad.blogspot.com/2013/02/algerie-poste.html: ‫متاح في‬

166
‫الملخص‪:‬‬

‫أمام تزايد الطلب على الخدمات الحكومية و في ظل ندرة الموارد و محدوديتها ‪ ،‬جعل‬

‫الحكومات تبحث عن األساليب و الوسائل الكفأة في تقديم خدماتها للمواطنين و قطاع األعمال‬

‫‪ ،‬و كنتيجة لتطور تكنولوجيا اإلعالم و االتصال و توظيفها من قبل الجهات الحكومية ‪،‬‬

‫ظهرت فكرة الحكومة االلكترونية و التي تبنتها العديد من دول العالم ‪.‬‬

‫تهدف هذه الدراسة للبحث في متطلبات إمكانية تطبيق مشروع الحكومة االلكترونية في‬

‫الجزائر‪ ،‬و اإلجابة على تساؤالت الدراسة ‪ ،‬التي تهدف إلى التعرف على واقع الحكومة‬

‫االلكترونية في الجزائر من خالل الجهود المبذولة في التخطيط لمشروع الحكومة وتوفير‬

‫الوسائل المادية والموارد البشرية والتشريعات ‪ ،‬فمن اجل مواكبة التطورات الحاصلة اتجهت‬

‫جهود الجزائر منذ بداية األلفية إلى االهتمام بتكنولوجيا اإلعالم و االتصال و دمجها في‬

‫المؤسسات العمومية بهدف تطوير اإلدارة و تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين ‪ ،‬لتطلق بعد‬

‫ذلك إستراتيجية الجزائر االلكترونية ‪ ، 2103-2111‬كما تم فتح بوابة المواطن االلكترونية و‬

‫الشروع في تقديم بعض الخدمات عن بعد ‪ ،‬لكن الواقع يبين أن الجزائر تعرف تأخ ار كبي ار في‬

‫هذا المجال ‪ ،‬كما يظهر هذا من خالل مؤشرات هيئة األمم المتحدة حول جاهزية الدول‬

‫للحكومة االلكترونية ‪ ،‬و التي سجلت فيها الجزائر تأخ ار على المستوى العالمي و القاري و‬

‫العربي ‪ ،‬و من خالل تحليل واقع مشروع الحكومة االلكترونية بالجزائر‪ ،‬تبين انه يعاني من‬

‫صعوبات ترتبط بالجانب اإلداري والتقني و البشري و التشريعي و األمني‪ ،‬و بما أن اآلجال‬

‫‪167‬‬
‫المحددة للمشروع قد أشرفت على االنقضاء ‪ ،‬و أن الحكومة االلكترونية ليست مطلبا ظرفيا أو‬

‫ترفا ‪،‬األمر الذي يتطلب إعادة بعثه من جديد و إيجاد الحلول للعقبات التي تواجهه مع االهتمام‬

‫بالعنصر البشري باعتباره أساس التحول االلكتروني الناجح ‪ ،‬وهذا يتوقف على وجود اإلرادة‬

‫السياسية القوية التي ستتولى مسؤولية التغيير في هذا المجال ‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬الحكومة االلكترونية ‪ ،‬تكنولوجيا اإلعالم و االتصال ‪ ،‬الجاهزية الرقمية‬

‫التحول االلكتروني ‪ ،‬الخدمات االلكترونية‪.‬‬

‫‪168‬‬
169

You might also like