Professional Documents
Culture Documents
إن إﺻﻼح اﻟﻌداﻟﺔ ورﻏم ﻣﺎ ﺑذل ﻣن ﺟﮭود أﻣﺎم ﺗﺣد ﻛﺑﯾر ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻠﯾﻖ ﻻﺳﺗﻌﺎدة اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﻔﻘودة.
وﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺑراز أھم ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻐﯾره اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺟودة أداء اﻟﻣﺣﺎﻛم
إن اﻟﻧﮭوض ﺑﺎﻹدارة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺗﺣدﯾﺛﮭﺎ ﺷﻛل و ﻻ زال ﺧﯾﺎرا إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ وزارة اﻟﻌدل و اﻟﺣرﯾﺎت ،وذﻟك اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻷواﻣر ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻣﻠك
اﻟذي ﯾوﻟﻲ أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﻘطﺎع اﻟﻌدل ﺑدءا ﻣن ﺧطﺎب ﺻﺎﺣب اﻟﺟﻼﻟﺔ ﻓﻲ اﻓﺗﺗﺎح دورة اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﺑﻔﺎﺗﺢ ﻣﺎرس 2002ﺣﯾث ﻋﺑر
ﻋن إرادﺗﮫ ﻓﻲ إﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎء ﺑﻘوﻟﮫ:
" ﺑﺈﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ و اﻟﻘوﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎة و ﻟﻛل اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌداﻟﺔ ﻟﻠﻣﺿﻲ ﻗدﻣﺎ ﺑﺈﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎء ﻧﺣو و ﺟﮭﺗﮫ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ و اﻧﺗﮭﺎء زﻣن
اﻟﻌرﻗﻠﺔ و اﻟﺗﺧﺎذل و اﻟﺗردد و اﻻﻧﺗظﺎرﯾﺔ".
وﻟم ﺗﻘف إرادة إﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎء ﻋﺑر ھذا اﻟﺧطﺎب ،وإﻧﻣﺎ ﺗﻌززت ﻋﺑر ﻋدة ﺧطب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،ﻓﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﯾد اﻟﻌرش ﻟﺳﻧﺔ 2008ﺳﯾؤﻛد
ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻣﻠك ﻋﻠﻰ ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ إﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎء ﺑﻘوﻟﮫ:
"وﻟﮭذه اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻧدﻋو ﺣﻛوﻣﺗﻧﺎ ﻟﻺﻧﻛﺑﺎب ﻋﻠﻰ ﺑﻠورة ﻣﺧطط ﻣﺿﺑوط ﻟﻺﺻﻼح اﻟﻌﻣﯾﻖ ﺑﻘﺿﺎء ﯾﻧﺑﺛﻖ ﻣن ﺣوار ﺑﻧﺎء واﻧﻔﺗﺎح واﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺎت
اﻟﻣؤھﻠﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻣؤﻛدﯾن ﺑﺻﻔﺗﻧﺎ ﺿﺎﻣﻧﺎ ﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻘﺿﺎء ﺣرﺻﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻌﯾل اﻷﻣﺛل ﻟﮭذا اﻟﻣﺧطط ﻣن أﺟل ﺑﻠوغ ﻣﺎ ﻧﺗوﺧﺎه ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻣن ﺗﺣدﯾث و
ﻧﺟﺎﻋﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣن اﻟﻧزاھﺔ و اﻟﺗﺟرد و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ".
وﻗد ﺗواﺗر ھذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻓﻲ ﻋدﯾد ﻣن اﻟﺧطب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﺗﺄﻛﯾدا ﻋﻠﻰ اﻟﻌزم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ ﻗﺿﺎء أﻓﺿل ،وھو ﻣﺎ ﺗم ﺗﺄﻛﯾده أﯾﺿﺎ ﻋﻧد اﻓﺗﺗﺎح اﻟدورة اﻷوﻟﻰ
ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺗﺎرﯾﺦ 8أﻛﺗوﺑر 2010و اﻟذي ﺗﻣﯾز ﺑﺗﺄﺳﯾﺳﮫ ﻟﻠﻣﻔﮭوم اﻟﺟدﯾد ﻹﺻﻼح اﻟﻌداﻟﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻗﺎﻋدة " اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻣواطن"
ﻓﺈرادة إﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎء إذا ﺣظﻲ ﺑﺄوﻟوﯾﺔ ﻋﺑر ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﻛﺑرى ،وﺗﺗوﯾﺟﺎ ﻟﮭذه اﻹرادة ﻗد ﺟﺎء اﻟﻣﯾﺛﺎق ﺑﺄھداف ﻛﺑرى ﻹﺻﻼح ھذا اﻟﻘطﺎع ﻓﻲ
اﻟﻣﻐرب. ،
ﻓﻣن ﺑﯾن ھذه اﻷھداف ھو ﺗﺣدﯾث اﻟﻘﺿﺎء و اﻟرﻓﻊ ﻣن ﺟودﺗﮫ ،ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻣﻛﻧﻧﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻹدارة اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ،و اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺣددت ﻛﮭدف
ﺳﯾﺗم ﺑﻠوﻏﮫ ﻓﻲ ﻣﺗم ﺳﻧﺔ 2020ﻛﺄﺟل أﻗﺻﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻼﺗﺟﺳﯾد اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻣﺳﺎطر و اﻹﺟراءات أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم ،واﻟﺣد ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﺟﻼت اﻟورﻗﯾﺔ ،و
ﺗﺟﺎوز ﻣرﺣﻠﺔ ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﯾدوي و اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺣوﺳب.
إن اﻟﻌﻣل ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ رﻗﻣﯾﺔ ﺳﯾﺗم ﻋن طرﯾﻖ اﺳﺗﺧدام ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و اﻻﺗﺻﺎل ﻓﻲ إﻧﺟﺎز إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم.
وﻻﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﻠﻔﺎت اﻟدﻋﺎوى اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋﻣﺎ ھو ﻣوﺟود ﺣﺎﻟﯾﺎ ،ﻓﺗزول اﻵﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗدوﯾن ﻹﺟراءات
اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ،وﺗﺣل ﻣﺣﻠﮭﺎ آﻟﯾﺎت ﺑرﻣﺟﯾﺔ ﻣﺗطورة ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل و اﻟﻣﺿﻣون ،ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠف آﻟﯾﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤدي اﻟﻰ ﺳرﻋﺔ
اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى ﻣن ﺟﮭﺔ ،و ﺗوﻓﯾر اﻟﺟﮭد و اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن و ﻣﺣﺎﻣﯾﮭم ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى.
ھذا وﻗد ﺗﻣت ﺗﻐطﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎة ﻣن اﻟﺣواﺳﯾب اﻟﻣﺣﻣوﻟﺔ ﺳﯾﺳﮭل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣرﯾر و طﺑﻊ اﻷﺣﻛﺎم و ﻛذى ﺟﮭﺎز ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﻷﺟل ﻣواﻛﺑﺔ ھذا
اﻟﺗطور.
ﺳﯾﻣﻛن ﻣن اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺟﯾد ﻟﻠﻣﻠﻔﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺳﺟل اﻟﻌدﻟﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﺑراﻣﺞ اﻟطﻠﺑﺎت ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧﯾت و اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻋﺑر ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري
اﻟوطﻧﻲ و ﺑرﻧﺎﻣﺞ إﻧﺷﺎء ﻣﻘﺎوﻻت ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧﯾت وإدﺧﺎل ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣراﺳﻼت اﻹدارﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺣﺎﻛم و ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،ﻣوﻗﻊ web
اﻟﺧﺎص ﺑﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻣﺷروع اﻟﻣﻛﺗب اﻻﻓﺗراﺿﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ،ﻛﻠﮭﺎ ﺗطﺑﯾﻘﺎت و ﺑراﻣﺞ ﺳﺗؤدي دورھﺎ ﻓﻲ اﻟرﻓﻊ ﻣن ﺟودة اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
ﻛﻣﺎ ﺳﯾﺳﺎﻋد أﺣداث ﺷﺑﺎﺑﯾك اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﺑﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﻣن ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ذات ﺟودة و ﺑﺎﻟﺳرﻋﺔ و اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ.
ھذا دوﻧﻣﺎ إﻏﻔﺎل دور اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋن ﺑﻌد ﻓﻲ ﺣﺳن ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و ﺗﻘرﯾﺑﮭﺎ ﻣن زﺑﻧﺎء اﻟﻌداﻟﺔ.
وﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﻣن اﻹطﻼع وﺗﺗﺑﻊ ﻣﺂل ﻣﻠﻔﺎﺗﮭم و ﻗﺿﺎﯾﺎھم ﻋﺑر اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ.
ھذا ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ ﺧﻠﻖ ﻧوع ﻣن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﺑر اﻷوراق
اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب اﻟﺗﺻوﯾر ،وﺗﺑﺎدل اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل أطراف اﻟدﻋوى .
ﻣﻣﺎ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﻧوع ﻣن اﻟﺳرﻋﺔ و اﻟدﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن و ﻣﺣﺎﻣﯾﮭم ،وھﻧﺎك ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻌدﯾدة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺣﺳﻧت اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻵﻟﺔ أﻓﺿل ﻣن
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن ،ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﻔرق ﺑﯾن ﻣﺗﻘﺎض و آﺧر ،ﻻ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣظﮭر وﻻ اﻟﻣرﻛز اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ ﺗﻠﻘﻲ اﻟرﺷوة ﻟﺗﻐﻠﯾب طرف
ﻋﻠﻰ آﺧر.
ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﺳﺗﺧﻔف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻻزدﺣﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم ،ﻛﻣﺎ ﺳﺗﻘﻠل اﻻﺣﺗﻘﺎﻧﺎت واﻟﺗوﺗر و اﻟﻣﺷﺎﺣﻧﺎت ﺑﯾن اﻟﺧﺻوم؛ ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،واﻟدﻋﺎوى اﻷﺳرﯾﺔ.
ﺳﺗﺳﮭم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﺑﺎدﺧﺎر ﻧﺷﺎط اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﮭدر ﻛﺛﯾر ﻣﻧﮫ ﻓﻲ ﺗﮭدﺋﺔ اﻟﺧﺻوم ،وﺳﯾﺳﺎﻋده اﺳﺗﺧدام اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ زﯾﺎدة ﻋدد اﻟدﻋﺎوى
اﻟﺗﻲ ﯾﻧظرھﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟواﺣد؛ ﻷن ﺗﻌﺎﻣﻠﮫ ﺳﯾﻛون ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣراﺣل اﻷوﻟﻰ ﻟﻠدﻋوى.
ﻛﻣﺎ ﯾﮭدف اﻟﻌﻣل ﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻓﻲ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺄداء اﻟﻘﺿﺎة ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑراﻣﺞ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،واﻻﺟﺗﮭﺎدات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻹﺻدار ﺣﻛﻣﮫ ،ﻓﺈن ذﻟك ﺳﯾﺳﺎﻋده ﻓﻲ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﺿﯾﻖ اﻟوﻗت ،وﺿﺧﺎﻣﺔ اﻟﻣﮭﺎم اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﮫ ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﮫ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت
اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
ﻛﻣﺎ أن ﻋﻣل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﺳﯾﺳﮭل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗدﻗﯾﻖ اﻟدﻋﺎوى ﻋﺑر اﻻﺗﺻﺎل ﺑﻣﻠف اﻟدﻋوى ﻋن ﺑﻌد ،وﺗﻣﻛن ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف واﻟﻧﻘض ﻣن اﻟدﺧول
اﻟﻰ ﻣﻠف اﻟدﻋوى اﻷﺻل ﻋﻧد اﻟﻠزوم؛ دون أﻋﺑﺎء ﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻻ ﻣراﺳﻼت ﺑرﯾدﯾﺔ ،وﻻ ﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻟرد اﻟﻣطﻠوب.
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗﺣﺳﯾن ﺷروط اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺎز اﻹداري اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ:
ﻓﺳﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى أﻣﺎن ﺳﺟﻼت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ،ﻷن اﻟوﺛﺎﺋﻖ و اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أﻛﺛر ﺻدﻗﯾﺔ؛ ﻓﻣن اﻟﺳﮭل اﻛﺗﺷﺎف أي ﺗﻐﯾﯾر ﻓﯾﮭﺎ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
ﺳﮭوﻟﺔ اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﮭﺎ و اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ.
ﻛﻣﺎ ﺗﮭم اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن اﻷرﺷﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺿﺧم ،وإدﺧﺎﻟﮭﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺎ ﺑﺈﺳﺗﻌﻣﺎل أﻗراص وﻧﺳﺦ اﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ ،ﺑﺣﯾث ﻻ
ﺗﺷﻐل إﻻ ﺣﯾزا ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ﺑﺳﯾطﺎ ،ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻣﺳﺗودﻋﺎت اﻟﺿﺧﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻐل أﻣﺎﻛن واﺳﻌﺔ.
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ذاﺗﮫ ﯾﻘﻠل ھذا اﻻﺳﺗﺧدام ﻣن ﻓﻘد ﻣﻠﻔﺎت اﻟدﻋﺎوى ،أو ﺗﻠﻔﮭﺎ ،أو ﺣﻔظﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﺧطﺄ.
ﻛل ھذه اﻟﻣﻣﯾزات ﻓﻲ ظل ﺗﻛﯾﯾف ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟﻠﺗﺄﻗﻠم ﻣﻊ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ؛ ﻓﻲ ظل ﻣﺣﻛﻣﺔ رﻗﻣﯾﺔ ﺳﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺑﻠوغ اﻷھداف اﻟﻣرﺳوﻣﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻟرﻓﻊ ﻣن ﺟودة اﻷداء ﻓﻲ ﻣرﻓﻖ اﻟﻌداﻟﺔ.
وﻓﻲ ﺧﺗﺎم ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻧود أن ﻧﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ إﺣدى ﻣداﺧﻼت اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ ﺟل اﻟﻧدوات اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺗﻧظﯾﻣﮭﺎ وزارة
اﻟﻌدل و اﻟﺣرﯾﺎت وذﻟك إﺛر ﺗﻘدﯾﻣﮭم ﻷھم ﻣﻣﯾزاﺗﮫ ،وﺑدأ اﻟﻌﻣل ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ إرﺳﺎء دﻋﺎﺋم ﻣﺣﻛﻣﺔ رﻗﻣﯾﺔ ﻓﻲ أﻓﻖ .2020
ﻓﺣﺳب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣداﺧﻠﺗﮫ أﻛد وزﯾر اﻟﻌدل و اﻟﺣرﯾﺎت أن اﻟﮭدف ﻣن رﻗﻣﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم ھو أن ﺗﻛون ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﮭﺎ ،ﻟﯾﺗﺎﺑﻊ
اﻟﻣواطن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺑﺗﻔﺎﺻﯾﻠﮭﺎ ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟورق واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺿﺎء اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ.
ﻛﻣﺎ أن إطﻼق اﻟوزارة ﻷھم ھذه اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺳﺟل اﻟوطﻧﻲ ﻟﻼﻋﺗﻘﺎل اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ وﺗﺗﺑﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن وﻣﻛﺗﺑﺔ ﻋداﻟﺔ ﺳﯾﺳﺎھم ﻓﻲ
ﺗﻛرﯾس اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﺿﻣﺎن اﻟﺣﻘوق اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻣواطن ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾن وﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺎدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺟﻌﻠﮭﺎ ﻣﺗﺎﺣﺔ أﻣﺎم اﻟﻌﻣوم.
ﻛﻣﺎ أﺑرز ﻣدﯾر اﻟﺗﺣدﯾث واﻟدراﺳﺎت أن ﺗطﺑﯾﻖ ﺗدﺑﯾر اﻟﺳﺟل اﻟوطﻧﻲ ﻟﻼﻋﺗﻘﺎل اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺳﯾﻣﻛن ﻣن اﻟرﺑط اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺣﺎﻛم واﻟﺗﺧﻠﻲ
ﻋن اﻟدﻋﺎﻣﺎت واﻟﺳﺟﻼت اﻟورﻗﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﮭﺎ ﺗﻌد أداة إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟرﺳم ﺧرﯾطﺔ اﻻﻋﺗﻘﺎل اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ.
وأﺿﺎف أن ھذا اﻟﺗطﺑﯾﻖ ﯾروم أﯾﺿﺎ ﺿﺑط إﺟراءات اﻻﻋﺗﻘﺎل اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ و اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻠﻔﺎت
اﻟﻣﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﺟﻧﯾﺔ و ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﻌﺗﻘﻠﯾن ﺣﺳب اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺗدﺑﯾر اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﺗﻘﻠﯾن وإﺟراءات ﺗرﺣﯾل
وﻧﻘل اﻟﻣﻌﺗﻘﻠﯾن.
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﺗطﺑﯾﻖ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻋن طرﯾﻖ إرﺳﺎل ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﻠﻔﺎت ،و ﺿﺑط إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ داﺧل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺳواء
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻣﻧﺎﺑﺔ ﻣﻧﮭﺎ ،وﺿﺑط ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻣﻠﻔﺎت ﺑﻌد اﻟﺗوﺻل ﺑﮭﺎ ﻣن ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن ،وإﺣﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣﻧﻔذة ﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن.
وﻓﻲ ﻣﻌرض ﺗﻘدﯾﻣﮫ ﻟﺗطﺑﯾﻖ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻋداﻟﺔ ﻓﻘد أﺑرز ﻣدﯾر اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻟوزارة أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺧزاﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن وﺛﺎﺋﻖ و ﻣدوﻧﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث أﺷﺎر إﻟﻰ أن ھذا اﻟﺗطﺑﯾﻖ ﺳﯾوﻓر ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺑﺣت ﻣﺗﻘدﻣﺔ وﯾﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﺣدﯾث اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺗوﯾﺎت وﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ ﻧﻘل
ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻠوزارة وﺟﻌﻠﮫ ﻣﺗﺎﺣﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم وﻧﻘﺎﺑﺎت ھﯾﺂت اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن.
ھذه ﻛﺎﻧت ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷھداف واﻟﺗﻲ ﺗروم وزارة اﻟﻌدل و اﻟﺣرﯾﺎت ﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﺳﻌﯾﺎ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟرﻓﻊ ﻣن ﺟودة اﻷداء اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
وإذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﻛﻣﺷروع ﻋرﻓت ﺑزوغ ﻓﺟرھﺎ ﻣﻊ ﻣﻧطﻠﻘﺎت ﻣﯾﺛﺎق إﺻﻼح ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﺈن أﻣﺎﻣﮭﺎ ﻋدة رھﺎﻧﺎت وﺟب ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﺗﺎرة و
ﺗﺧطﯾﮭﺎ ﺗﺎرة أﺧرى ،ﻓﻣﺎھﻲ إذن أﺑرز ھذه اﻟرھﺎﻧﺎت؟
إﻋداد:ذ/اﻟﺑوﻛرﯾﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻖ