You are on page 1of 1

‫يعتبر االستثمار دعامة أساسية للتنمية ‪ ،‬لكونه يشكل إضافة ااى الطاقة اإلنتاجية ‪ ،‬و الزيادة‬

‫في الثروات لما ذلك اثر على اشباع الحاجات و توفير الخدمات ‪ ،‬كما أنه يحتاج الى مناخ‬
‫يجلبه ‪ ،‬والشك ان تحقيق االمن القانوني و القضائي من شأنه ان يساهم إيجابيا في ذلك ‪،‬‬
‫فالمستثمر سواء كان مغربيا او اجنبيا ‪ ،‬و مهما كانت المبادرات التشجيعية المنصوص عليها‬
‫في التشريعات و األنظمة ‪ ،‬فإنه ال يغامر اال اذا تحقق من وجود قضاء مستقل وفعال يترجم‬
‫التصوص القانونية بما يحقق العدل و المساواة‪.‬‬
‫كما ان العدالة تعتبر من المفاتيح المهمة في مجال تحسين مناخ االستثمار وتشجيع المبادرة‬
‫الحرة و حماية المقاولة ‪ ،‬بحيث ان توفير مناخ مناسب لالستثمار يقتضي توفير الضمانات‬
‫القانونية و االقتصادية المفيلة بتحقيق الثقة في النظام القضائي‪.‬‬
‫المحور األول ‪ :‬االطار القانوني لالستثمار‬
‫ان مفهوم االستثمار يعد مفهوما واسعا ‪ ،‬النه يشمل العديد من األنشطة المرتبطة بالجوانب‬
‫االقتصادية ‪ ،‬والتي ال يمكن ان تتحدد طبيعتها االستثمارية بالنظر الى مجموعة من المعايير‬
‫األساسية ‪ ،‬كمدة استقرار النشاط و دورية األرباح و النتائج و مدى وجود مخاطر اقتصادية‬
‫و التزامات مهمة‪ ،‬فضال عن أهمية المشروع في تحقيق التنمية‪.‬‬
‫فابالتالي فإن مفهوم االستثمار بتجلى في استخدام الرأيمال في احدى المجاالت التنمية‬
‫االقتصادية بهدف تحقيق عائد في إقليم الدولة‪.‬‬
‫لقد أصدر المغرب أول قانون لالستثمار سنة ‪ ، 1960‬تلته قوانين ‪ 1973‬و ‪ 1983‬المنظمة‬
‫لالستمثار في اطار التقويم الهيكلي ‪ ،‬الذي أماله البنك الدولي‪ ،‬و كانت جميعها قطاعية تفتقر‬
‫الى سياسة عمومية اقتصادية شمولية ‪ ،‬إلى ان تم اعتماد ميثاق االستثمار كقانون موحد‬
‫عوض قوانين االستثمار الماضية ‪ ،‬والصادر بتاريخ فاتح نومبر ‪ 1995‬تحت رقم ‪، 18.95‬‬
‫والذي اعتبر نقطة التحول في السياسة االستثمارية بالمغرب ‪ ،‬التي قربت التظريع‬
‫االستثماري الوطني من المعايير الدولية ‪ ،‬المرتبطة بالحكامة و الشفافية و البساطة‬
‫والمرونة‪،‬وتحسين العالقة بين المستثمر و اإلدارة بغية تجويد مناخ االعمال ‪ ،‬و مراجعة‬
‫مجال التشجيعات الجبائية ‪ ،‬واتخاذ تدابير تحفيزية لالستثمار‪.‬‬
‫كما يحظى موضوع االستثمار بأهمية بالغة من طرف جاللة الملك محمد السادس نصره‬
‫هللا ‪ ،‬وذلك من خالل الرسالة الملكية السامية الموجهة الى الوزير األول حول موضوع‬
‫التدبير الالمتمركز لالستثمار المؤرخة ‪ 9‬يناير ‪،2002‬وكذلك الخطاب الملكي السامي‬
‫بمناسبة السنة القضائية بتاريخ ‪ 29‬يناير ‪ 2003‬بأكادير الرامي الى التشجيع على المساطر‬
‫التوافقية لحل المنازعات التجارية ‪.‬‬
‫باإلضافة الى الرسالة الملكية التي وجهها الى المشاركين في الدورة الثانية بللمؤتمر الدولي‬
‫للعدالة ‪ ،‬و الداعية الى ان القضاء مدعو للقيام بدوره األساس في مواكبة هذا المسار‪،‬‬
‫واستيعاب التحديات الظرفية االقتصادية العالمية‪،‬والمناخ االقتصادي الوطني‪.‬‬
‫ومن اجل مواكبة التشريع الوطني بمجال المال و االعمال عموما ‪ ،‬و االستثمار خصوصا ‪،‬‬
‫اقدم المشرع المغربي على احداث ترسانة قانونية تروم تحديث النصوص القانونية و تشجيع‬
‫االستثمار‪ ،‬وذلك باعتماد القانون االطار ‪ 19.95‬الذي يهدف الى تحسين مناخ االستثمار‬
‫بالمغرب و الرفع من جاذبيه ‪ ،‬باإلضافة الى مدونة جديدة للتجارة واحداث المحاكم التجارية‬
‫وقوانين الشركات التجارية‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪:‬‬

You might also like