You are on page 1of 24

‫الجلسة الشهرية املتعلقة بالسياسة العامة‬

‫(املادة ‪ 100‬من الدستور)‬

‫مجلس املستشارين‬
‫الثالثاء ‪ 06‬ذي القعدة ‪ 09( 1440‬يوليوز ‪)2019‬‬

‫جواب رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني‬

‫السؤال املحوري األول‬


‫" استراتيجية الحكومة في تدبيراالستثمارالعمومي في أفق تحسين نجاعته"‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪3 .................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ -‬تقييم تدبير االستثمار العمومي ‪4 ..............................................................................‬‬
‫‪-1‬بعض المعطيات بشأن االستثمارات العمومية ‪4 .....................................................................................................‬‬
‫‪-2‬تقييم تدبير االستثمارات العمومية ‪6 ....................................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪-‬ورش تحسين مردودية ونجاعة تدبير االستثمارات العمومية ‪7 ...........................................‬‬


‫‪-1‬تجويد التدبير الميزانياتي لنفقات االستثمار‪7 .........................................................................................................‬‬
‫‪-2‬تعزيز آليات تتبع االستثمارات العمومية‪8 ............................................................................................................‬‬
‫‪-3‬إرساء إطار موحد لتدبير االستثمارات العمومية ‪9 ..................................................................................................‬‬
‫‪-4‬تحسين آلية تنفيذ االستثمارات العمومية في مجال التجهيزات العامة ‪11 ........................................................................‬‬
‫‪-5‬تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص ‪12 ....................................................................................................‬‬
‫‪-6‬تعزيز التقائية السياسيات العمومية ‪13 ................................................................................................................‬‬

‫ثالثا‪-‬تعزيز التدبير الترابي لالستثمارات العمومية ‪14 .............................................................‬‬


‫‪-1‬تنزيل ميثاق الالتمركز اإلداري‪15 ....................................................................................................................‬‬
‫‪-2‬دور مخططات التنمية الجهوية في التوزيع الترابي لالستثمار العمومي ‪15 ....................................................................‬‬
‫‪-3‬وكاالت اإلنعاش والتنمية والوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع ‪15 ................................................................................‬‬
‫‪-4‬اعتماد مقاربة جديدة لتتبع األوراش التنموية الجهوية ‪16 ..........................................................................................‬‬
‫‪-5‬التواصل المباشر مع الجهات ‪17 .......................................................................................................................‬‬

‫رابعا‪-‬استثمارات المؤسسات والمقاوالت العمومية‪17 ............................................................‬‬


‫‪-1‬تطور استثمارات المؤسسات والمقاوالت العمومية ‪17 .............................................................................................‬‬
‫‪-2‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية الستثمارات المؤسسات والمقاوالت العمومية ‪19 .............................................................‬‬
‫‪-3‬التوزيع الجهوي الستثمارات المؤسسات والمقاوالت العمومية‪22 ...............................................................................‬‬
‫‪-4‬تقوية النموذج االقتصادي للمؤسسات والمقاوالت العمومية ‪23 ...................................................................................‬‬
‫السيد رئيس مجلس املستشارين املحترم‪،‬‬
‫السيدات والسادة املستشارين املحترمين‪،‬‬

‫مقدمة‬
‫أود في البداية أن أشكر السيدات والسادة املستشارين املحترمين على تفضلهم بطرح‬
‫هذه األسئلة الهامة في موضوع "استراتيجية الحكومة في تدبير االستثمار العمومي في أفق‬
‫تحسين نجاعته"‪.‬‬
‫وال يخفى عليكم الدور الهام والحيوي الذي يضطلع به االستثمار العمومي‪ ،‬باعتباره‬
‫رافعة أساسية لتحريك عجلة االقتصاد الوطني ودعم االستثمار الاا ‪ ،‬وأداة للتأهيل‬
‫االجتماعي وتقليص الفوارق االجتماعية واملجالية وفك العزلة عن املناطق صعبة الولوج‪،‬‬
‫وذلك من خالل االوراش الكبرى للبنيات التحتية واالستراتيجيات القطاعية وبرامج التنمية‬
‫الحضرية والقروية املندمجة‪ .‬وهو ما مكن من جهة‪ ،‬من الرفع من القدرات اإلنتاجية‬
‫لالقتصاد املغربي وتحسين شروط اإلنتاج والتصدير والتسويق‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬من إدماج‬
‫فئات عريضة من املواطنين واملواطنات في الدينامية التنموية‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد بذل املغرب في السنوات األخيرة جهودا كبيرة في مجال االستثمار العمومي‪ ،‬حيث‬
‫سجل املبلغ االجمالي لالستثمارات العمومية التي تغطي ميزانيات الدولة واملؤسسات‬
‫واملقاوالت العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬ارتفاعا بنسبة ‪ % 16.5‬ما بين ‪ 2011‬و‪ 2019‬ليبلغ‬
‫‪ %30‬من الناتج الداخلي الاام‪ ،‬مما جعل املغرب يتبوأ مكانة رفيعة بين البلدان ذات أعلى‬
‫معدالت االستثمار في منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيا‪.‬‬
‫واملالحظ في النقاش العمومي أثناء السنوات األخيرة‪ ،‬والسيما من طرف بعض‬
‫املؤسسات االقتصادية الوطنية والدولية‪ ،‬أنه يتعين على املغرب أن يعمل على أن تنعكس‬
‫نسب االستثمار العالية املسجلة ببالدنا بالقدر الكافي واملنشود على مستوى معدالت النمو‬
‫مقارنة مع مجموعة من الدول الصاعدة التي تسجل نسب استثمار مماثلة‪ ،‬مما يطرح‬
‫بإلحاح إشكالية نجاعة االستثمار ببالدنا‪ .‬فبالدنا ال زالت في حاجة إلى تحقيق معدالت نمو‬
‫عالية ومطردة‪ ،‬تساهم بشكل نوعي في توفير فر شغل كافية للشباب والرفع من مستوى‬
‫عيش السكان وإدماج الفئات الفقيرة والهشة‪.‬‬
‫وهكذا يكتسب هذا النقاش حول "مردودية ونجاعة تدبير االستثمارات العمومية"‬
‫وجاهته وراهنيته في ظل االرتفاع املطرد لحاجيات التمويل الضرورية لتسريع مسار اللحاق‬
‫االقتصادي بركب الدول الصاعدة‪ ،‬السيما أن تمويل البنيات التحتية أضحى يطرح إشكالية‬
‫حقيقية على صعيد ضمان ديمومة تمويله من امليزانية العامة‪ ،‬وال سيما مع وجوب االحتراز‬
‫من ارتفاع نسبة املديونية العمومية‪ ،‬بالرغم من بداية االنخفاض الذي شهدته هذه النسبة‬
‫سنة ‪.2018‬‬
‫ووعيا من الحكومة بأهمية االستثمارات العمومية‪ ،‬فقد التزمت بموجب البرنامج‬
‫الحكومي بوضع نظام مندمج لتدبير وتقييم االستثمارات العمومية والرفع من جودة اختيار‬
‫املشاريع االستثمارية وسبل تنفيذها‪.‬‬
‫وجوابا على أسئلتكم‪ ،‬سوف أتطرق‪ ،‬على التوالي‪ ،‬لبعض عناصر التقييم (أوال)‪ ،‬قبل‬
‫أن أعرض عددا من اآلليات والرامج املعتمدة إلصالح وتحسين مردودية ونجاعة تدبير‬
‫االستثمارات العمومية (ثانيا)‪ ،‬ثم ورش تعزيز التدبير الترابي لالستثمارات العمومية (ثالثا)‪،‬‬
‫ثم بعد ذلك سأفرد فصال الستثمارات املؤسسات واملقاوالت العمومية (رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تقييم تدبير االستثمار العمومي‬

‫‪-1‬بعض املعطيات بشأن االستثمارات العمومية‬


‫تشير املعطيات املتوفرة إلى أن الجهود االستثمارية للقطاع العمومي تضاعفت خالل‬
‫العقد املاض ي‪ ،‬حيث ارتفعت من ‪ 90‬مليار درهم في سنة ‪ 2007‬إلى ‪ 195‬مليار درهم في سنة‬
‫‪ .2019‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن إجمالي معدل االستثمار (العمومي والاا ) خالل العقد‬
‫املاض ي‪ ،‬والذي تجاوز ‪ % 30‬من الناتج الداخلي الاام‪ ،‬جعل املغرب يتبوأ مكانة رفيعة بين‬
‫البلدان ذات أعلى معدالت االستثمار في منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيا‪.‬‬
‫الجهود االستثمارية للقطاع العمومي خالل العقد املاض ي (بمليارالدرهم)‬

‫كما ارتفع معدل تنفيذ االستثمار بالنسبة للميزانية العامة من ‪ % 62,43‬سنة ‪،2013‬‬
‫إلى ‪ % 78,99‬سنة ‪ ،2017‬وهو ما يعني إحراز تقدم يناهز ‪ 17‬نقطة‪.‬‬

‫كما عرف معدل ترحيل االعتمادات تحسنا ملحوظا‪ ،‬حيث انتقل من ‪ % 84‬سنة ‪2013‬‬
‫إلى ‪ % 36‬سنة ‪ ،2017‬مسجال بذلك انخفاضا سنويا متوسطا قدره ‪ % 19‬خالل األربع‬
‫سنوات األخيرة‪.‬‬
‫غير أنه‪ ،‬وعلى الرغم من هذه الجهود املبذولة‪ ،‬تظل نجاعة هذه االستثمارات العمومية‬
‫وأثرها السوسيو‪-‬اقتصادي أقل مما هو منتظر مقارنة مع بلدان أخرى‪ .‬وفي هذا اإلطار‪،‬‬
‫أوضحت دراسة أصدرتها املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬في يناير ‪ ،2016‬بشأن مردودية‬
‫الرأسمال املادي في املغرب‪ ،‬ضعف مردودية االستثمار العمومي كمحرك للنمو‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تحليل املعامل الحدي للرأسمال‪ ICOR1‬الذي يقيس مدى فعالية استعمال الرأسمال‪.‬‬
‫وقد سجل هذا املعامل بالنسبة للمغرب ما قيمته ‪ 7.2‬نقطة في سنة ‪ ،2014‬مما يعني‬
‫أن نقطة إضافية للنمو تتطلب زيادة بقيمة ‪ 7.2‬نقطة في االستثمار العمومي‪ .‬ويعتبر هذا‬
‫ً‬
‫املؤشر جد مرتفع في املغرب مقارنة ببلدان أخرى (كوريا الجنوبية=‪2.9‬؛ إسبانيا =‪ )5.7‬وهو‬
‫ما يستلزم تحسين فعالية االستثمارات لتحقيق أهداف النمو‪.‬‬
‫وبمراجعة تطور مؤشر ‪ ،ICOR‬يتبين أنه قد زاد بشكل مطرد منذ خطة التقويم الهيكلي‬
‫في نهاية التسعينيات‪ ،‬ووصل إلى ذروة أولى بأكثر من ‪ 7‬سنة ‪ ،2008‬وذروة ثانية سنة ‪،2014‬‬
‫فمنذ نهاية التسعينيات‪ ،‬انخفضت نجاعة االستثمار وتأثيره على إحداث الثروة‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن مسألة ضعف مردودية االستثمارات العمومية ببالدنا ال يهم هذه‬
‫الحكومة لوحدها‪ ،‬بل إن األمر يتعلق بإكراه بنيوي تعاملت معه الحكومات املتعاقبة‪،‬‬
‫وتحاول هذه الحكومة من جهتها إيجاد أجوبة مناسبة له‪.‬‬

‫‪-2‬تقييم تدبيراالستثمارات العمومية‬


‫وعيا من الحكومة بأهمية الرفع من مستوى حكامة االستثمار العمومي‪ ،‬فقد عملت‬
‫على إجراء تقييم حول تدبير االستثمارات العمومية في متم سنة ‪ ،2017‬أفض ى إلى اعتماد‬
‫جملة من التوصيات‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬
‫تعزيز تنسيق وقيادة إجراءات االستثمار العمومي خاصة بفضل البنية املكلفة‬ ‫‪‬‬
‫باالستثمار العمومي بمديرية امليزانية؛‬
‫وضع أدوات ومناهج مشتركة لتسهيل القيادة املركزية إلدارة االستثمار؛‬ ‫‪‬‬

‫تنميط إدارة املشاريع بهدف ضمان تنفيذ أمثل للمشاريع االستثمارية وكذا ضمان‬ ‫‪‬‬
‫املردودية والنتائج؛‬
‫تعزيز قدرات الفاعلين الوزاريين من أجل تطوير مهارات متجانسة ومالئمة لتسيير‬ ‫‪‬‬
‫املشاريع االستثمارية؛‬
‫تحسين تقنيات تدبير مخاطر مشاريع االستثمار؛‬ ‫‪‬‬

‫‪1 Incremental Capital Output Ratio‬‬


‫تعزيز الوثائق امليزانياتية لتحسين مقروئية وشفافية التنفيذ امليزانياتي لالستثمارات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وبناء على هذا التقييم‪ ،‬تم الشروع في إصالح جديد يروم تحسين املردود السوسيو‪-‬‬
‫اقتصادي لالستثمار العمومي من خالل وضع الشروط املالئمة لنمو اقتصادي قوي‪،‬‬
‫مستدام‪ ،‬مندمج ومحدث لفر الشغل‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬ورش تحسين مردودية ونجاعة تدبير االستثمارات العمومية‬


‫تعمل الحكومة على إرساء وتنزيل مقاربة جديدة لتدبير االستثمارات العمومية بهدف‬
‫الرفع من نجاعته ومردوديته‪ ،‬من خالل جملة من املداخل األساسية‪.‬‬

‫‪-1‬تجويد التدبيرامليزانياتي لنفقات االستثمار‬


‫في هذا اإلطار تفعل الحكومة القانون التنظيمي لقانون املالية‪ ،‬الذي يعد تتويجا ملقاربة‬
‫إصالحية تدريجية وتشاورية ألدوات التدبير امليزانياتي‪ ،‬تروم ترسيخ ثقافة اإلنجاز في مجال‬
‫بلورة وتنفيذ وتتبع السياسات والبرامج العمومية واالستراتيجيات القطاعية‪ ،‬بما يعزز‬
‫نجاعتها واتساقها‪ ،‬ويرتقي بجودة الادمات العمومية‪ ،‬ويكرس قواعد الشفافية واملساءلة‪.‬‬
‫وقد تم تكريس هذا التوجه في إطار املذكرة التوجيهية لرئيس الحكومة حول إعداد‬
‫ميزانية سنة ‪ ،2019‬من خالل إرساء مبادئ عامة للتدبير امليزانياتي للرفع من فعالية ونجاعة‬
‫نفقات االستثمار‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬العمل على تسريع وتيرة تنفيذ برامج ومشاريع االستثمار مع إعطاء األولوية لتلك التي‬
‫هي موضوع اتفاقيات وطنية ودولية موقعة أمام جاللة امللك حفظه هللا‪ ،‬أو مبرمة مع‬
‫املؤسسات الدولية أو الدول املانحة؛‬
‫‪ ‬مواصلة املجهودات الستكمال املشاريع التي توجد قيد االنجاز مع الحر على‬
‫تصفية االعتمادات املرحلة لضمان نجاح املقتضيات املنصو عليها في القانون‬
‫التنظيمي لقانون املالية‪ ،‬واملتعلقة أساسا بتحديد سقف ترحيل االعتمادات في‬
‫حدود ‪ %30‬من اعتمادات األداء املفتوحة بميزانية االستثمار لكل قطاع وزاري أو‬
‫مؤسسة؛‬
‫‪ ‬الحر على توفر املشاريع املبرمجة على دراسات قبلية جاهزة تحدد بشكل دقيق‬
‫مردوديتها االقتصادية واالجتماعية وكلفتها ومدة إنجازها وآليات تمويلها‪ ،‬وكذا أثرها‬
‫الواضح على تحسين ظروف عيش املواطنات واملواطنين‪ .‬باإلضافة إلى توفرها على‬
‫آليات التتبع وتقييم االنجاز وحسن األداء؛‬
‫‪ ‬السهر على أن تعطى االنطالقة الفعلية لهذه املشاريع في آجال معقولة بغية تحقيق‬
‫األهداف واآلثار املحددة لها‪ .‬باإلضافة إلى التأكد من مدى انسجامها مع‬
‫االستراتيجيات القطاعية األخرى؛‬
‫‪ ‬التسوية املسبقة للوضعية القانونية للعقارات املاصصة للمشاريع االستثمارية؛‬
‫وذلك في إطار احترام املقتضيات املتعلقة بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة‪.‬‬

‫‪-2‬تعزيزآليات تتبع االستثمارات العمومية‬


‫تم إحداث خلية لتتبع مستوى تنفيذ املشاريع االستثمارية العمومية بمديرية امليزانية‬
‫بوزارة االقتصاد واملالية‪ ،‬تعنى بإنجاز املهام التالية‪:‬‬
‫تجميع كافة املعلومات واملعطيات املتعلقة بمدى تقدم تنفيذ املشاريع االستثمارية‬ ‫‪‬‬
‫العمومية خالل العشرة أيام التي تلي كل شهر‪ ،‬وذلك وفق نماذج محددة تهم‪:‬‬
‫• مذكرة املشروع املتضمنة ملعطيات عامة حول كلفة املشروع ومدة االنجاز‬
‫واألهداف املتوخاة ووكالة التنفيذ والشركاء‪...‬؛‬
‫• وضعية تتبع آليات تمويل املشروع؛‬
‫• وضعية التتبع العيني للمشروع؛‬
‫• وضعية التتبع املالي وامليزانياتي للمشروع؛‬
‫• وضعية تتبع املااطر املرتبطة باملشروع وكذا املاطط املوجه لتخفيف هذه‬
‫املااطر‪.‬‬
‫تطوير نظام معلوماتي مفتوح على كافة القطاعات الوزارية واملؤسسات من أجل‬ ‫‪‬‬
‫تمكينها من تعبئة املعطيات الااصة باملشاريع العمومية التي توجد في طور اإلنجاز‬
‫وبمستوى تقدم تنفيذها؛‬
‫برمجة اجتماعات دورية‪ ،‬لرصد مدى تقدم إنجاز املشاريع االستثمارية العمومية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتدارس العراقيل واملشاكل التي تعترض تنفيذها وفق املعايير واآلجال املحددة‪ ،‬وذلك‬
‫باشراك كافة اإلدارات واملؤسسات املعنية؛‬
‫إعداد تقارير دورية حول تقدم تنفيذ املشاريع االستثمارية العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪-3‬إرساء إطارموحد لتدبيراالستثمارات العمومية‬
‫تعمل الحكومة على إعداد والتنزيل التدريجي إلطار موحد لتدبير االستثمارات‬
‫العمومية‪SGIP : Système de gestion des investissements publics ،‬‬
‫ويهم هذا اإلطار مختلف الجوانب القانونية واملؤسساتية واملعلوماتية والتواصلية‪ ،‬من‬
‫خالل توفير األدوات الالزمة (نصو قانونية‪ ،‬دالئل عملية‪ ،‬نظام معلوماتي…) طوال دورة‬
‫حياة أي مشروع استثماري عمومي (التحديد‪ ،‬التقييم القبلي‪ ،‬ترتيب األولويات‪ ،‬البرمجة‪،‬‬
‫تتبع التنفيذ والتقييم البعدي)‪ .‬وذلك بغية تدبير أمثل للمشاريع املقترحة للتمويل العمومي‪،‬‬
‫بما من شأنه أن يساعد على تحسين اختيار املشاريع األكثر مردودية على املستويين‬
‫االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫أ‪ .‬الجانب القانوني‬
‫يتمحور حول إعداد إطار تنميطي مناسب (خاصة النصو القانونية والتنظيمية‬
‫واألدلة) بغرض توحيد مسلسل تدبير االستثمارات العمومية‪ ،‬ووضع قواعد مشتركة‬
‫لتطبيقها طوال دورة حياة املشاريع‪ ،‬خاصة إلزامية إنجاز التقييم السوسيو‪-‬اقتصادي‬
‫القبلي للمشاريع‪ ،‬وكذا التقييم البعدي‪ ،‬باالعتماد على التجارب الدولية املقارنة في هذا‬
‫املجال‪.‬‬
‫وهكذا تم تحديد عدة سيناريوهات قانونية ممكنة لتنزيل املقتضيات املتعلقة بوضع‬
‫إطار تنميطي موحد لتدبير االستثمار العمومي‪ .‬حيث يتم العمل حاليا على إعداد مشاريع‬
‫نصو قانونية وتنظيمية تهدف إلى توفير أساس قانوني متين إلجراءات التحديد والتقييم‬
‫القبلي والتتبع والتقييم البعدي لجميع مشاريع االستثمارات العمومية‪ ،‬من خالل إرساء‬
‫املبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التخطيط الالزم ملشاريع االستثمار العمومي من خالل تشجيع تدبير صارم وشفاف‬
‫لألغلفة املاصصة لها وتثبيت املمارسات املثلى للتدبير وربط املسؤولية باملحاسبة؛‬
‫‪ ‬التأسيس إللزامية التقييم السوسيو‪-‬اقتصادي القبلي كنمط النتقاء مشاريع‬
‫االستثمار العمومي وتحديد أولوياتها بغض النظر عن شكل تنفيذها‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والاا ‪ ،‬وذلك بهدف تحسين انتقاء املشاريع اعتمادا‬
‫على وقعها السوسيو‪-‬اقتصادي؛‬
‫‪ ‬القيادة املركزية لتدبير االستثمار العمومي من خالل إحداث نظام معلوماتي في شكل‬
‫بنك مشاريع االستثمار من شأنه تتبع مشاريع االستثمار العمومي طوال دورة حياتهم‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتم العمل حاليا على إعداد دليل عام حول التقييم السوسيو‪-‬‬
‫اقتصادي ملشاريع االستثمار العمومي‪ ،‬والذي يهدف إلى تحديد مبادئ وطرق التقييم‬
‫السوسيو‪-‬اقتصادي ملشاريع االستثمار العمومي إلى جانب وضع إطار تحليلي مشترك لجميع‬
‫هاته املشاريع‪ ،‬وذلك بغض النظر عن خصوصياتها‪.‬‬
‫ب‪ .‬الجانب املؤسساتي‬
‫يتمثل في ضمان قيادة املشروع ومواكبة تنفيذه من خالل‪:‬‬
‫إنشاء بنية جديدة بمديرية امليزانية داخل وزارة االقتصاد واملالية في سنة ‪ 2017‬مكلفة‬
‫باالستثمارات العمومية‪ ،‬إضافة إلى تقوية فريق عملها‪.‬‬

‫وتتلاص املهام الرئيسية لهذه البنية في‪:‬‬


‫ضمان قيادة اإلصالح املتعلق بتدبير االستثمار العمومي؛‬ ‫‪‬‬

‫السهر على تطبيق اإلطار التنميطي املتعلق بانتقاء املشاريع االستثمارية وتتبعها‬ ‫‪‬‬
‫وتقييمها؛‬
‫اقتراح تحديد األولويات بين هذه املشاريع املاتلفة ووضع برمجتها املتعددة‬ ‫‪‬‬
‫السنوات؛‬
‫إنشاء وإدارة بنك معلومات املشاريع من أجل جرد وتتبع تنفيذ جميع مشاريع‬ ‫‪‬‬
‫االستثمار العمومي باستخدام نظام معلوماتي مخصص لهذا الشأن؛‬
‫تتبع تنفيذ امليزانية العامة‪ ،‬وميزانيات مرافق الدولة املسيرة بصورة مستقلة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وميزانيات الحسابات الاصوصية للازينة‪ ،‬وميزانيات املؤسسات العمومية‬
‫املؤشر عليها من قبل مصالح وزارة االقتصاد واملالية‪.‬‬
‫إنشاء وحدات لتدبيراملشاريع لدى املؤسسات حاملة املشاريع‬

‫وستتولى هذه الوحدات مستقبال القيام باملهام الرئيسية التالية‪:‬‬


‫تزويد بنك معلومات املشاريع باملعطيات الالزمة؛‬ ‫‪‬‬

‫تنسيق إعداد الوثائق املوحدة املتعلقة بالتقييم السوسيو‪-‬اقتصادي للمشاريع؛‬ ‫‪‬‬


‫ضمان التنفيذ السليم وتتبع عقود االستثمار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ت‪ .‬بنك معلومات املشاريع‬


‫يهدف إلى تطوير بنك معلومات للمشاريع باستخدام نظام معلوماتي خا قصد رصد‬
‫ورسم خريطة مشاريع االستثمار العمومي وتسهيل املراقبة املادية واملالية وتعزيز الشفافية‬
‫وربط املسؤولية باملحاسبة‪ ،‬وذلك باالعتماد على أفضل التجارب الدولية في هذا املجال‪.‬‬
‫ويتم العمل حاليا على إعداد دفتر التحمالت الاا ببنك معلومات املشاريع‪.‬‬
‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬ومن أجل تحسين آليات تتبع مستوى تنفيذ املشاريع االستثمارية‪ ،‬تم‬
‫اقتناء نظام معلوماتي مخصص يخضع حاليا لتعديالت تقنية حتى يتالءم مع املتطلبات‬
‫العملياتية لتتبع مشاريع االستثمار‪.‬‬
‫ث‪ .‬التكوين والتواصل‬
‫يهتم هذا الجانب بإعداد وتنفيذ مخططي التكوين والتواصل بهدف تقوية قدرات‬
‫مختلف املتدخلين (وزارة االقتصاد واملالية وحاملي مشاريع االستثمار العمومي) مع‬
‫تشجيعهم على االنخراط في رؤية موحدة إلصالح نظام تدبير االستثمارات العمومية‪.‬‬
‫ويتوخى مخطط التكوين الذي يدعم تنزيل إصالح تدبير االستثمارات العمومية تغطية‬
‫جميع القضايا املتعلقة بتدبير هذه االستثمارات وجميع الجوانب النظرية والعملية‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل تلبية جميع االحتياجات التقنية الالزمة للتنفيذ الفعال ملاتلف جوانب هذا‬
‫اإلصالح (املؤسساتي والقانوني وبنك معلومات املشاريع‪ ،‬إلخ‪.)...‬‬
‫كما أن استراتيجية التواصل املتعلقة بإصالح تدبير مشاريع االستثمار العمومي‬
‫ستمكن من توحيد رؤية جميع الجهات املعنية بهذا اإلصالح وتوعية الرأي العام بتحدياته‬
‫ومكاسبه من خالل التواصل الداخلي والاارجي مع مختلف املتدخلين في مجال هذا اإلصالح‪.‬‬

‫‪-4‬تحسين آلية تنفيذ االستثمارات العمومية في مجال التجهيزات العامة‬


‫ال شك أن إحداث الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة موضوع مشروع القانون رقم‬
‫‪ ،48.17‬الذي صادق عليه مجلس النواب‪ ،‬ويوجد قصد املصادقة لدى مجلسكم املوقر‪،‬‬
‫يعد بدوره مدخال هاما لتحسين حكامة االستثمارات العمومية‪ ،‬ال سيما في مجال إنجاز‬
‫البنيات التحتية اإلدارية‪ ،‬فهذا القانون أناط بالوكالة مهمة صاحب املشروع املنتدب فيما‬
‫يتعلق بإنجاز التجهيزات العامة‪ ،‬في إطار تعاقدي‪ ،‬مع إدارات الدولة والجماعات الترابية‬
‫واملؤسسات العمومية وكل شاص اعتباري من أشاا القانون العام واملقاوالت العمومية‬
‫والهيئات املعترف لها بصفة املنفعة العامة‪.‬‬
‫وهو ما سيساهم في تخفيف العبء على القطاعات الوزارية واملؤسسات العمومية‪،‬‬
‫كما سيمكن من تتبع أفضل للمشاريع وحسن إنجازها‪.‬‬

‫‪-5‬تعزيزالشراكة بين القطاعين العام والخاص‬


‫تعتبر الحكومة أن الشراكة بين القطاعين العام والاا مدخال أساسيا لتعزيز‬
‫االستثمار العمومي والرفع من مردوديته‪ ،‬وذلك من خالل إشراك القطاع الاا في إنجاز‬
‫عدد من املشاريع التنموية التي يمكن أن تشكل موضوع شراكة بين القطاعين‪ ،‬والتي من‬
‫شأنها أن تسهم في تعزيز البنيات التحتية الضرورية وتقديم خدمة عمومية ذات جودة‬
‫وتنافسية عالية‪.‬‬
‫وهنا أود التأكيد على أن األمر ال يتعلق بتراجع الدولة أو انسحابها من مسؤوليتها في‬
‫مجال االستثمار العمومي‪ ،‬بل هو اختيار إرادي نعتبره مدخال أساسيا لتعزيز هذا االستثمار‬
‫وضمان ديمومته‪ ،‬وتحسين حكامته والرفع من فعاليته‪ ،‬من خالل توفير خدمة عمومية ذات‬
‫جودة‪ ،‬مع تخفيف العبء على ميزانية الدولة‪ .‬إذ تظهر عدد من الدراسات أن املغرب مرشح‬
‫لالستفادة بشكل كبير من استخدام الشراكات بين القطاع العام والاا لجذب التمويل‬
‫الاا إلحداث البنيات التحتية وتعزيزها ولتحقيق عدد من املشاريع التنموية املاتلفة‪،‬‬
‫وهذا من شأنه أن يقلل من قيود امليزانية العامة‪ ،‬ويحسن من مردودية االستثمار‪.‬‬
‫وأعتقد أن الشراكات بين القطاع العام والاا ‪ ،‬إذا تم تنفيذها كجزء من‬
‫جيدا‪ ،‬يمكن أن تكون أداة فعالة لتحقيق األهداف فيما يتعلق‬ ‫استراتيجية مدروسة ً‬
‫بإحداث فر الشغل‪ ،‬وتحسين املالية العمومية‪ ،‬كما أن استخدام هذه اآللية‪ ،‬ستمكن‬
‫الحكومة من توزيع موارد امليزانية العامة وتوجيهها بشكل استراتيجي‪ ،‬مما سيسمح بتوفير‬
‫موارد إضافية لرفع االستثمار العام في القطاعات االجتماعية‪.‬‬
‫ومن أجل تحسين اإلطار القانوني لهذه الشراكة‪ ،‬وال سيما بالنظر إلى قلة املشاريع التي‬
‫استفادت من هذه اآللية في السابق‪ ،‬بالرغم من اإلمكانيات الكبيرة املتاحة للمغرب في هذا‬
‫املجال‪ ،‬فقد صادق مجلس الحكومة على مشروع القانون ‪ 46.18‬القاض ي بتعديل القانون‬
‫رقم ‪ 86.12‬املتعلق بعقود الشراكة بين القطاعين العام والاا بتاريخ ‪ 25‬أبريل‬
‫‪ .2019‬وسيمكن هذا التعديل من معالجة بعض اإلشكاالت‪ ،‬املتعلقة ببطء تفعيل‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والاا ‪ ،‬بما يجعلها أكثر مرونة وجاذبية للمستثمرين‬
‫الاوا ‪ ،‬وفي نفس الوقت توفير خدمات وبنيات تحتية إدارية واجتماعية واقتصادية من‬
‫شأنها إعطاء نفس جديد لدينامية التنمية وتحسين ظروف العيش للمواطن‪ ،‬كما سيمكن‬
‫من وضع استراتيجية مجالية في مجال الشراكة‪ ،‬تراعي خصوصيات الشأن الجهوي واملحلي‪.‬‬

‫‪-6‬تعزيزالتقائية السياسيات العمومية‬


‫إن تصور الحكومة لتعزيز التقائية السياسات العمومية يروم أساسا إرساء آليات‬
‫حكامة ناجعة تعزز التقائية السياسات من أجل تحسين أدائها والرفع من نجاعة اإلنفاق‬
‫العام‪ ،‬واالستثمار العمومي بصفة خاصة‪ ،‬مع ضمان العدالة االجتماعية واملجالية في هذا‬
‫الشأن‪ .‬وتتمثل أهم هذه اآلليات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬وضع نظام معلوماتي مندمج لتتبع وتقييم السياسات العمومية‬
‫من أجل تعزيز اللجنة الوطنية لتنسيق السياسات العمومية‪ ،‬تعمل الحكومة على وضع‬
‫نظام معلوماتي موحد ومندمج يمكن من تتبع وتقييم االستراتيجيات والبرامج القطاعية وفق‬
‫منهجية مندمجة تأخذ بعين االعتبار االنسجام والتكامل بين مختلف السياسات العمومية‪.‬‬
‫وهو اآلن في مرحلة إعداد دفتر التحمالت في شقه التقني واملعلوماتي‪.‬‬
‫‪ ‬إرساء آليات عملية لتنزيل البرنامج الحكومي‬
‫حيث عملت الحكومة على إرساء منهجية محكمة لتنزيل وتتبع البرنامج الحكومي‪ ،‬بهدف‬
‫الرفع من مستوى االلتقائية في تنفيذ السياسات والبرامج العمومية‪ .‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬إعداد املاطط التنفيذي للبرنامج الحكومي الذي يتضمن إجراءات تطبيقية‬
‫مرفقة بأهداف ومؤشرات رقمية وآجال للتنفيذ والتتبع؛‬
‫‪ ‬إرساء لجنة بين‪-‬وزارية لتتبع وتيسير تنفيذ البرنامج الحكومي‪ ،‬تسهر على حسن‬
‫تنفيذ املاطط التنفيذي لهذا البرنامج‪ ،‬وضمان االلتقائية في تنزيله‪ ،‬وإيجاد‬
‫الحلول الالزمة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬لتدارك أي بطء أو تأخر في اإلنجاز؛‬
‫‪ ‬إحداث وحدة على مستوى مصالح رئيس الحكومة‪ ،‬عهد إليها بتتبع وتيسير تنزيل‬
‫البرنامج الحكومي بتنسيق تام مع القطاعات املعنية‪.‬‬
‫ولقد انطلق العمل الفعلي بهذه اآللية منذ بداية هذه الوالية الحكومية‪ ،‬وهو ما مكننا‬
‫من التتبع الدقيق ملدى تقدم الحكومة في تنفيذ التزامات البرنامج الحكومي‪ ،‬وإعداد حصيلة‬
‫عملها املرحلية‪ ،‬واستشراف عملها في نصف الوالية املتبقية‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث لجنة وطنية لتنسيق وتقييم السياسات العمومية‬
‫يتعلق األمر بإحداث لجنة بين وزارية برئاسة السيد رئيس الحكومة بصفته رئيس‬
‫اإلدارة واملسؤول عن التقائية برامجها‪ ،‬تسهر على تنسيق السياسات العمومية لتحقيق‬
‫التناسق والتكامل فيما بينها وتطوير اآلليات الضرورية لتقييم نجاعتها وفعاليتها ووقعها على‬
‫املواطنين‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬تعزيز التدبير الترابي لالستثمارات العمومية‬


‫لئن كان بلوغ هذه األهداف االستراتيجية يبقى مطلبا ملحا بالنسبة لالستثمارات‬
‫العمومية بشكل عام‪ ،‬فقد أضحى أكثر إلحاحا في السياق الحالي لضمان حسن حكامة‬
‫ونجاعة االستثمارات العمومية على املستوى الترابي‪ ،‬خاصة على ضوء انخراط املغرب في‬
‫مسار إرساء الجهوية املتقدمة‪.‬‬
‫هكذا‪ ،‬وباملوازاة مع مجهود تعبئة املوارد املالية‪ ،‬أولت الحكومة اهتماما خاصا لتسريع‬
‫وتيرة إنجاز االستثمارات العمومية‪ ،‬مع الحر على ضمان توزيع جهوي عادل يتوخى تحقيق‬
‫تنمية مندمجة ومتوازنة ملاتلف جهات اململكة‪.‬‬
‫وهذا ما يقتض ي بذل مجهودات مضاعفة إلحكام بلورة وبرمجة وتدبير وتقييم‬
‫االستثمارات املنبثقة عن السياسات العمومية واالستراتيجيات القطاعية لتأمين توزيعها‬
‫املتوازن واملنصف بين املجاالت الترابية وتيسير التقائيتها على املستوى الترابي‪ ،‬وكذا لضمان‬
‫اتساقها وتكاملها مع االستثمارات العمومية األخرى التي تضطلع بها الجماعات الترابية على‬
‫وجه الاصو ‪ ،‬والقطاع الاا كذلك‪.‬‬
‫وقد عملت الحكومة على تنزيل جملة من اإلصالحات التي تصب في اتجاه تعزيز التدبير‬
‫الترابي لالستثمارات العمومية‪ ،‬والتي من أهمها‪:‬‬
‫‪-1‬تنزيل ميثاق الالتمركزاإلداري‬
‫يعد ميثاق الالتمركز اإلداري مدخال أساسيا لتفعيل آليات التعاقد بين املصالح‬
‫املركزية والالممركزة باعتبارها من أهم آليات التنسيق والتقائية السياسات العمومية‪،‬‬
‫والسيما تحسين مردودية االستثمارات العمومية‪.‬‬
‫وقد شرعت الحكومة في التنزيل الفعلي مليثاق الالتمركز اإلداري بشكل تدريجي وفق‬
‫خارطة طريق تعتمد مبدأ التدرج في تطبيق مضامين هذا امليثاق داخل آجل زمني ال يتجاوز‬
‫ثالث سنوات(‪ ،)2022-2020‬بما يحقق توزيعا متوازنا لالختصاصات والوسائل بين اإلدارات‬
‫املركزية للدولة ومصالحها الالممركزة‪.‬‬

‫‪-2‬دور مخططات التنمية الجهوية في التوزيع الترابي لالستثمارالعمومي‬


‫يتجلى املجهود االستثماري العمومي على املستوى الجهوي في تبويء الجهة دور الفاعل‬
‫الرئيس ي في التنمية االقتصادية واالجتماعية والحد من الفوارق االجتماعية واملجالية وفك‬
‫العزلة عن املناطق صعبة الولوج‪ ،‬وكذا تعزيز البنيات التحتية املرتبطة بالتنقل والربط بني‬
‫الجهات‪ ،‬باإلضافة إلى تنمية األقطاب الحضرية املندمجة والتأهيل الترابي وتحسين الجاذبية‬
‫االقتصادية للجهة عبر مواصلة االستثمار في القطاعات املنتجة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬تم إيالء أهمية خاصة لتسريع تنزيل مخططات التنمية الجهوية التي‬
‫تحدد برمجة مشاريع التنمية ذات البعد الجهوي على مدى ست سنوات‪ ،‬تأخذ بعنين‬
‫االعتبار املؤهالت الطبيعية والجغرافية لكل جهة وكلفة كل مشروع‪ ،‬حيث من املنتظر أن‬
‫تساهم هذه املاططات بشكل فعال في تطوير البنيات التحتية والتجهيزات االجتماعية‬
‫وتثمين موارد الجهات وتعزيز جاذبيتها وتنافسيتها‪ ،‬وكذا في إحداث مناصب الشغل على‬
‫الصعيد الجهوي ‪.‬‬

‫‪-3‬وكاالت اإلنعاش والتنمية والوكاالت الجهوية لتنفيذ املشاريع‬

‫يجدر التذكير بأن تجربة وكاالت اإلنعاش والتنمية التي انخرط املغرب فيها منذ سنة‬
‫‪ 1996‬بإحداث وكالة تنمية األقاليم الشمالية‪ ،‬تعد آلية ناجعة في تدبير االستثمار العمومي‬
‫على املستوى الترابي‪ ،‬من خالل تنفيذ برامج مهيكلة تساهم في تقليص الفوارق املجالية‬
‫بشكل يسهم في تطوير حياة‬
‫ٍ‬ ‫وتحقيق قيمة مضافة على مستوى إنعاش االقتصاد املحلي‬
‫الساكنة ويؤهل املجال القروي‪ ،‬ليصبح رافدا من روافد التنمية الشمولية على مستوى‬
‫مختلف املجاالت املعنية‪.‬‬

‫وفي إطار تنزيل ورش الجهوية املتقدمة‪ ،‬تم أيضا إحداث الوكاالت الجهوية لتنفيذ‬
‫املشاريع بهدف إعطاء دفعة نوعية لهذا الورش‪ ،‬وذلك من أجل تمكين مجالس الجهات من‬
‫تنزيل برامجها التنموية‪ ،‬وضمان ظروف نجاح نقل الصالحيات لفائدة الجهات‪ .‬وفي هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬عملت وزارة االقتصاد واملالية في تعاون تام مع وزارة الداخلية على ضمان مواكبة‬
‫مقربة لهذه الهيئات خالل مرحلة بداية اشتغالها والتي واجهتها بعض التحديات‪.‬‬

‫‪-4‬اعتماد مقاربة جديدة لتتبع األوراش التنموية الجهوية‬


‫تنفيذا للتعليمات امللكية السامية في املجلس الوزاري املنعقد في ‪ 25‬يونيو ‪ ،2017‬تم‬
‫اعتماد مقاربة جديدة تمكن من تتبع األوراش والبرامج االستثمارية التنموية الجهوية‬
‫واملحلية لتعزيز مردوديتها‪ ،‬بصفة منتظمة وناجعة‪ ،‬والتقدم بالوتيرة املطلوبة في اإلنجاز‪ ،‬إذ‬
‫تم اتخاذ اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫الحث على انتظام اجتماعات آليات التتبع املركزية واإلقليمية املحدثة بموجب‬ ‫‪‬‬
‫االتفاقيات الااصة بالبرامج االستثمارية املجالية؛‬
‫إرساء منهجية دقيقة ودورية لتتبع تنفيذ االلتزامات الحكومية في االتفاقية‬ ‫‪‬‬
‫الااصة بالبرامج املجالية؛‬
‫حث القطاعات الحكومية على إدراج االلتزامات املالية في البرمجة املالية متعددة‬ ‫‪‬‬
‫السنوات الااصة بقطاعهم‪ ،‬والسيما رصد االعتمادات الالزمة في قوانين املالية‬
‫املتتالية‪ ،‬بتنسيق مع وزارة االقتصاد واملالية؛‬
‫حث القطاعات الحكومية على تسوية الوضعية العقارية للمشاريع قبل برمجتها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بتنسيق مع السلطات املحلية؛‬
‫حث أعضاء الحكومة على انتظام الزيارات امليدانية الدورية وتعبئة املصالح‬ ‫‪‬‬
‫التقنية الكفيلة بتتبع املشاريع‪.‬‬
‫‪-5‬التواصل املباشرمع الجهات‬
‫عملت الحكومة منذ تنصيبها على إرساء آلية التواصل املباشر مع مسؤو لي الجهات‪،‬‬
‫من خالل الزيارات التواصلية التي تنظمها‪ ،‬باعتبارها آلية لإلنصات واالستماع عن قرب‬
‫ملنتخبي مختلف الجهات‪ ،‬بهدف تتبع البرامج االستثمارية التنموية الجهوية وبحث سبل‬
‫التعاقد بين الحكومة ومجالس الجهات في إطار عقود‪-‬برامج كآلية للتنسيق والتعاون لتنفيذ‬
‫البرامج التنموية الجهوية‪.‬‬

‫رابعا‪-‬استثمارات المؤسسات والمقاوالت العمومية‬


‫تضطلع املؤسسات واملقاوالت العمومية بدور هام في دينامية االستثمار العمومي وفي‬
‫خلق الثروات‪ ،‬وقد استطاعت االستثمارات املنجزة من طرفها‪ ،‬والتي تمثل حوالي ثلثي‬
‫مجموع االستثمارات العمومية‪ ،‬أن توفر لبالدنا بنيات تحتية جيدة‪ ،‬شكلت محركا هاما‬
‫للنمو االقتصادي وعامال محددا في اإلقالع الذي عرفته مجموعة من األنشطة االقتصادية ‪.‬‬

‫ويتم انتقاء مشاريع االستثمارات العمومية عامة وتلك املتعلقة باملؤسسات واملقاوالت‬
‫العمومية خاصة‪ ،‬أخذا بعين االعتبار القدرات التمويلية الحقيقية واآلثار املتوخاة من‬
‫االستثمارات فيما يتعلق بإحداث مناصب الشغل وخلق الثروة وكذا جودة الادمات‬
‫املقدمة للمواطنين‪.‬‬

‫‪-1‬تطور استثمارات املؤسسات واملقاوالت العمومية‬

‫عرفت استثمارات املؤسسات واملقاوالت العمومية تطورا ملحوظا خالل الفترة ‪-2011‬‬
‫‪ 2015‬حيث انتقلت االستثمارات املنجزة من ‪ 68,9‬مليار درهم سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 78‬مليار‬
‫درهم سنة ‪ 2013‬مسجلة بذلك ارتفاعا مهما قدره ‪ %13‬لتشهد‪ ،‬خالل سنة ‪،2014‬‬
‫انخفاضا طفيفا قدره ‪﴿ %7,6‬أي ما يناهز ‪ 71,5‬مليار درهم﴾‪ .‬أما سنة ‪ ،2015‬فقد تميزت‬
‫بتسجيلها ألعلى مستوى خالل الفترة ‪ 2015-2011‬حيث أنجزت املؤسسات واملقاوالت‬
‫العمومية استثمارات تناهز قيمتها ‪ 79,4‬مليار درهم مسجلة بذلك ارتفاعا قدره ‪%9,7‬‬
‫مقارنة مع سنة ‪.2014‬‬
‫وابتداء من سنة ‪ ،2016‬عرفت استثمارات املؤسسات واملقاوالت العمومية انخفاضا‬
‫تدريجيا حيث انتقلت االستثمارات املنجزة من طرف هذه الهيئات إلى ‪ 72,7‬مليون درهم سنة‬
‫‪ 2016‬ثم إلى ‪ 61,3‬سنة ‪ 2017‬مسجلة بذلك نسبة انخفاض مهمة تقارب ‪ .%16‬وحسب‬
‫املعطيات املؤقتة لسنة ‪ ،2018‬فقد سجلت استثمارات املؤسسات واملقاوالت العمومية ما‬
‫يناهز ‪ 65,4‬مليار درهم مسجلة ارتفاعا نسبته‪.% 6,7‬‬
‫نطور االستثمارات املنجزة ما بين ‪ 2010‬و‪2017‬‬

‫وينتظر أن تعرف سنة ‪ 2019‬نتائج مماثلة‪ ،‬ال سيما وأن حجم استثمارات املؤسسات‬
‫واملقاوالت العمومية املبرمجة بلغ ‪ 99.011‬مليون درهم‪ ،‬مسجلة بذلك انخفاضا نسبته ‪%8‬‬
‫مقارنة بالتوقعات األولية لسنتي ‪ 2018‬و‪.2017‬‬

‫ويعزى هذا التراجع النسبي أساسا إلى استنفاذ العديد من املشاريع االستثمارية الكبرى‬
‫للمؤسسات واملقاوالت العمومية‪ ،‬وكذا إعادة التوجيه النوعي الستثمارات املؤسسات‬
‫واملقاوالت العمومية‪ .‬وهكذا وبعد مرور قرابة عقد من النمو املستمر لالستثمار‪ ،‬فقد بات‬
‫من الضروري إعادة توجيه االستثمار على أساس األهداف املرتبطة بدعم االندماج‬
‫االجتماعي وإحداث فر الشغل والثروات وتطوير املقاولة‪ ،‬هذا باملوازاة مع تعزيز‬
‫املكتسبات الكبرى املرتبطة بالشبكات والتجهيزات والبنيات التحتية‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تم‬
‫تركيز االهتمام على االستغالل األمثل للبنيات التحتية املنجزة ودعم صيانتها وتحقيق فعالية‬
‫أكثر للجهود املبذولة في هذا املجال‪.‬‬

‫كما يتم العمل على تحسين برمجة استثمارات املؤسسات واملقاوالت العمومية عبر‬
‫الحر أكثر على تلبية الشروط املسبقة إلنجاز املشاريع كتصفية العقار وتعبئة التمويل‬
‫وتوفر الدراسات األولية‪.‬‬
‫وهو ما مكن مؤخرا من تحقيق تحسن معتبرفي نسبة إنجاز هذه االستثمارات‪ ،‬حيث‬
‫بلغت ‪ %67‬في ‪ 2018‬مقابل نسبة ‪ %65‬في ‪ 2016‬و‪ %59‬في ‪ .2017‬وقد تم تأكيد هذا التوجه‬
‫اإليجابي برسم إنجازات األشهر األولى من سنة ‪ .2019‬وقد تأتى ذلك بفضل التوجهات‬
‫الجديدة املشار إليه وكذا العمل الدؤوب من خالل املجالس اإلدارية واللجان املنبثقة عنها‬
‫املكلفة باالستثمار وكذا التتبع املنتظم من طرف املصالح املاتصة بوزارة االقتصاد واملالية‪.‬‬

‫فيما يتعلق بتمويل استثمارات املؤسسات واملقاوالت العمومية‪ ،‬فباإلضافة ملا تتم تعبئته‬
‫من موارد ذاتية لهذه الهيآت (حوالي ‪ ،)%60‬والمديونية (قرابة ‪ ،)%20‬تقوم الدولة ببرمجة‬
‫مخصصات في إطار الميزانية العامة للدولة (‪ )%20‬برسم التجهيز وزيادة رأس المال‪.‬‬

‫وقد عرفت سنة ‪ 2019‬التنصيص على تمويل جزء هام من املشاريع االستثمارية من‬
‫خالل اعتماد آلية جديدة للتمويل‪ ،‬مبنية على الشراكة بين الدولة ومجموعة من الفاعلين‬
‫املؤسساتيين‪ .‬وستمكن هذه اآللية من توفير تمويل ما مجموعه ‪ 12‬مليار درهم من‬
‫االستثمارات برسم سنة ‪ ،2019‬في إطار تخفيف العبء عن امليزانية العامة للدولة والحفاظ‬
‫على التوازنات املالية‪.‬‬

‫‪-2‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية الستثمارات املؤسسات واملقاوالت‬


‫العمومية‬

‫مكنت سياسة األوراش الكبرى واملشاريع املهيكلة وكذا البرامج املوجهة للقطاعات‬
‫االجتماعية والعالم القروي التي انتهجتها بالدنا على امتداد العقد األخير‪ ،‬والتي اضطلعت‬
‫فيها املؤسسات واملقاوالت العمومية بدور القاطرة‪ ،‬من تطوير شبكات النقل عبر الطرق‬
‫السيارة والنقل السككي والجوي‪ ،‬والشبكة املينائية وشبكة املطارات مساهمة بذلك في‬
‫تحسين تنافسية االقتصاد الوطني والربط بين املجاالت‪ .‬كما مكنت من تعزيز التجهيزات‬
‫والادمات األساسية بالعالم القروي والحد من الفوارق االجتماعية والمجالية‪.‬‬

‫هكذا‪ ،‬مكن إنجاز البرنامج الوطني للطرق السيارة من بلوغ شبكة تقارب ‪ 1.800‬كلم في‬
‫مقابل ‪ 916‬كلم فقط سنة ‪ 2008‬وكذا عصرنة االستغالل (جواز)‪ .‬كما استثمر املغرب في‬
‫البنيات التحتية السككية عبر إنجاز أول خط سككي فائق السرعة بالقارة اإلفريقية‪ ،‬موازاة‬
‫مع دعم قدرات الشبكة وتنمية الصيانة وبلورة نموذج جديد لالستغالل من طرف املكتب‬
‫الوطني للسكك الحديدية‪ ،‬مبني على جودة الخدمة وعصرنتها‪.‬‬

‫من جهتها واصلت شركة الاطوط امللكية املغربية بذل الجهود الكفيلة بمواكبة‬
‫االستراتيجيات القطاعية خاصة فيما يتعلق بقطاع السياحة‪ .‬وتقوم الشركة بإتمام وضع‬
‫مخطط تنميتها الذي يهدف إلى تطوير أسطولها على نحو واسع في أفق ‪ 2030‬وذلك في إطار‬
‫عقد برنامج جديد يتم إعداده بين الدولة والشركة الوطنية للنقل الجوي‪.‬‬

‫وموازاة مع ذلك‪ ،‬يعمل املكتب الوطني للمطارات على إنجاز قطب جهوي قوي‬
‫بالدارالبيضاء في إطار مشروع عقد البرنامج بين الدولة واملكتب الوطني للمطارات املزمع‬
‫إبرامه فور االنتهاء من الدراسات التي توجد قيد اإلنجاز واملتعلقة بالنموذج املؤسساتي‬
‫واالقتصادي للمكتب من جهة واعتماد الشراكة بين القطاعين العام والاا في قطاع‬
‫املطارات من جهة أخرى‪.‬‬

‫كما عمل املكتب الوطني للكهرباء واملاء الصالح للشرب على مواصلة مخطط عمله من‬
‫أجل تطوير قدرات إنتاجية جديدة‪ ،‬وذلك بمواكبة خاصة من الدولة في إطار عقد البرنامج‬
‫‪ .2017-2014‬كما يتم العمل على بلورة مشروع عقد برنامج جديد ‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بقطاع املعادن‪ ،‬واصل املجمع الشريف للفوسفاط‪ ،‬إنجاز برنامجه‬
‫للتنمية الصناعية وذلك في إطار استراتيجية مندمجة تهدف إلى توطيد ريادة املجموعة على‬
‫مستوى السوق الدولية للفوسفاط وتدعيم قدراته على الصمود والتأقلم مع تحوالت‬
‫وإكراهات السوق‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تم إطالق املرحلة الثانية من برنامجه االستثماري والذي‬
‫سيخصص لتعزيز القدرات اإلنتاجية املنجمية والكيميائية ملحاور الجنوب والوسط وكذا‬
‫بإفريقيا ‪.‬‬

‫في املجال االجتماعي‪ ،‬وتفعيال للتوجيهات امللكية السامية‪ ،‬يتم إعطاء األولوية‬
‫للسياسات االجتماعية في ميادين التعليم والصحة والشغل إلى جانب برامج الحماية‬
‫االجتماعية‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن املؤسسات العمومية املتدخلة في مجاالت التعليم والتكوين تواصل‬
‫بذل املجهودات من خالل املساهمة في تنزيل البرنامج الجديد لدعم التمدرس من أجل‬
‫تقليص معدل الهدر املدرس ي بمستويات االبتدائي واإلعدادي‪.‬‬
‫وقد بلغ عدد المستفيدين من عرض النظام الوطني للتربية والتكوين برسم السنة‬
‫الدراسية ‪ 2018/2017‬ما مجموعه ‪ 7.730.620‬تلميذ من بينهم ‪ 699.265‬طفل في طور‬
‫التعليم األولي (‪ ،)%9‬بزيادة قدرها ‪ %15‬مقارنة مع السنة الدراسية ‪.2017-2016‬‬

‫فيما يتعلق بالجامعات‪ ،‬فقد وصل العدد اإلجمالي للطلبة املسجلين في مختلف‬
‫األسالك الجامعية‪ ،‬برسم السنة الجامعية ‪ ،2018/2017‬إلى ‪ 822.191‬طالب‪ ،‬مع تسجيل‬
‫تطور ملحوظ في نسبة ولوج الطالبات إلى التعليم العالي‪ ،‬والذي يمثل حاليا ‪ .%49‬كما عرفت‬
‫السنة الجامعية ‪ 2018/2017‬زيادة في الطاقة االستيعابية وتأهيل البنيات التحتية للتعليم‬
‫العالي والبحث العلمي‪ .‬واستكمال أشغال تجهيز كلية الطب والصيدلة بطنجة‪.‬‬

‫كما تم العمل على تعزيز البعد الجهوي وتعزيز عروض التكوين من طرف مكتب‬
‫التكوين املنهي وإنعاش الشغل عبر إنشاء ‪ 24‬مؤسسة سنويا‪ ،‬من أجل رفع طاقة االستقبال‬
‫إلى ما يناهز ‪ 554.000‬متدرب برسم السنة الدراسية ‪.2018/2017‬‬

‫كما أن هذه الهيئات مدعوة لبذل مجهوداتها من أجل مأسسة وتدعيم نظام التكوين‬
‫بالتناوب وإحداث جيل جديد من مراكز التكوين املنهي تماشيا مع خطة العمل املنبثقة عن‬
‫التوجهات امللكية السامية‪ ،‬من شأنها االستجابة لحاجيات الفاعلين االقتصاديين‪ ،‬وكذا‬
‫مراجعة آليات وبرامج دعم تشغيل الشباب باإلضافة إلى وضع نظام ناجع وفعال للتوجيه‬
‫املدرس ي واملنهي والجامعي‪ .‬وفي هذا املضمار‪ ،‬فإن صندوق الحسن الثاني للتنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية باعتباره فاعال داعما لتنمية البالد بهدف دعم االستثمار والتشغيل‪ ،‬ملتزم‬
‫باملساهمة في بناء وتجهيز مراكز التكوين املنهي الجديدة‪.‬‬

‫كما ال يمكن إغفال تدخل املؤسسات واملقاوالت العمومية في العالم القروي‪ ،‬حيث‬
‫تمت مواصلة هذا التدخل في إطار تسريع تنفيذ البرنامج الوطني لتقليص الفوارق‬
‫االجتماعية والترابية‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن العديد من املؤسسات واملقاوالت العمومية التي تتدخل في‬
‫العالم القروي‪ ،‬تدعم مساهماتها من أجل تحسين برامج الطرق والكهربة القروية وتعميم‬
‫الولوج للماء الصالح للشرب بالوسط القروي‪ ،‬إلى جانب البرنامج الوطني للصرف الصحي‬
‫ومعالجة املياه املستعملة‪ ،‬والذي يهم املجال الحضري واملراكز الصغرى‪ .‬وعلى غرار ذلك‪،‬‬
‫يهدف البرنامج االستعجالي لتسريع االستثمارات إلى تعزيز العرض وتطوير تدبير وتثمين املاء‬
‫وكذا تعزيز التزويد باملاء الصالح للشرب بالنسبة لساكنة العالم القروي‪.‬‬

‫وفيما يخص سياسة الدولة في مجاالت السكنى والتهيئة الحضرية‪ ،‬عملت املؤسسات‬
‫واملقاوالت العمومية املوكول إليها تنفيذ هذه السياسة على تعزيز تدخالتها‪ ،‬خاصة فيما‬
‫يتعلق بتهيئة العقار وتجهيز األراض ي وبناء املساكن االجتماعية والقضاء على دور الصفيح‬
‫والتأهيل الحضري‪ ،‬باإلضافة إلى معالجة إشكالية البنايات اآليلة للسقوط وتأهيل األنسجة‬
‫القديمة وإحداث أقطاب حضرية جديدة واملدن الجديدة‪.‬‬

‫‪-3‬التوزيع الجهوي الستثمارات املؤسسات واملقاوالت العمومية‬


‫وعلى مستوى التوزيع الجهوي الستثمارات املؤسسات واملقاوالت العمومية (الجدول‬
‫أسفله)‪ ،‬فيتم الحر على تحقيق توازن الحصص بين الجهات‪ ،‬ما كان ذلك ممكنا‪ ،‬على‬
‫الرغم من استمرار جهات الدار البيضاء‪-‬سطات وطنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة والرباط‪-‬سال‪-‬‬
‫القنيطرة في االستفادة من أكثر من نصف هذه االستثمارات‪ ،‬بالنظر إلى املشاريع الكبرى‬
‫املنجزة بهذه الجهات‪.‬‬
‫تطور التوزيع الجهوي لالستثمارات املنجزة ما بين ‪ 2014‬و‪2018‬‬

‫فيما يبرز الجدول التالي التوزيع الجهوي لالستثمارات املبرمجة لسنة ‪ ،2019‬مع تبيان‬
‫املعدل الفردي لهذه االستثمارات لكل جهة على حدة‪:‬‬
‫المعدل ال رد‬ ‫مجمو االستثمارات‬
‫ال س ة الم وية‬ ‫الج ة‬
‫(در م)‬ ‫(م يو در م)‬
‫‪5153‬‬ ‫‪36%‬‬ ‫‪35357‬‬ ‫الدار ال ي اء س ات‬
‫‪3662‬‬ ‫‪17%‬‬ ‫‪16773‬‬ ‫ج ة الربا سال الق ي ر‬
‫‪2188‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪9891‬‬ ‫آس ي‬ ‫مرا‬
‫‪3374‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪7809‬‬ ‫ال ر‬
‫‪2083‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪7409‬‬ ‫جة ت وا الحسيمة‬
‫‪2308‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪5819‬‬ ‫ب ي مالل ي ر‬
‫‪1077‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪4564‬‬ ‫م ا‬ ‫ا‬
‫‪1457‬‬ ‫‪4%‬‬ ‫‪3901‬‬ ‫ماسة‬ ‫سو‬
‫‪9306‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪3422‬‬ ‫العيو السا ية الحمراء‬
‫‪1479‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫‪2418‬‬ ‫درعة تا الل‬
‫‪2289‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪993‬‬ ‫ميم واد نو‬
‫‪4578‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪655‬‬ ‫الدا ة واد ال‬
‫‪2925‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪99011‬‬ ‫المجمو‬

‫‪-4‬تقوية النموذج االقتصادي للمؤسسات واملقاوالت العمومية‬

‫تجدر اإلشارة إلى العمل الجوهري الذي يتم القيام به لتقوية النموذج االقتصادي‬
‫لبعض املؤسسات واملقاوالت العمومية على املستوى املؤسساتي والسياسة االستثمارية‬
‫وخطة األعمال الااصة بهذه الهيئات وذلك تنفيذا للتوجيهات امللكية السامية ‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يتم الحر على أن تركز املؤسسات واملقاوالت العمومية تدخالتها من‬
‫أجل تحسين فعالية ونجاعة استثماراتها وكذا وقعها على املواطنين وتنويع مصادر التمويل‬
‫من خالل اعتماد أساليب مبتكرة فيما يخص الهندسة املالية والقيام بتدارس الايارات‬
‫املناسبة عبر التوفيق بين إجراءات األمد القصير واملتوسط والبعيد وكذا تطوير جميع‬
‫أشكال إدماج القطاع الاا بما في ذلك اللجوء إلى الشراكة بين القطاعين العام والاا ‪.‬‬

‫ومن المحاور الهامة التي يتم االنكباب عليها محور تحسين آجال أداء المؤسسات‬
‫والمقاوالت العمومية التي انتقلت من ‪ 78‬يوما سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 64‬يوما في نهاية ‪.2018‬‬

‫كما يتم الحر على أن يأخذ تدخل هذه الهيئات بعين االعتبار متطلبات الولوج‬
‫العادل للمواطنين واملقاوالت لادمات عمومية ذات جودة واملساهمة في التهيئة املجالية‬
‫وتقليص الفوارق االجتماعية والترابية‪.‬‬
‫السيد الرئيس املحترم‪،‬‬
‫السيدات والسادة املستشارين املحترمين‪،‬‬
‫ختاما‪ ،‬ال يسعني إال أن أجدد التأكيد على أن الحكومة عازمة على مواصلة إصالح‬
‫منظومة االستثمارات العمومية باعتبارها رافعة أساسية لالقتصاد الوطني ولوتيرة النمو‬
‫ومدخال أساسيا لتحقيق التنمية الشاملة واملستدامة التي تنشدها بالدنا تحت القيادة‬
‫الرشيدة لصاحب الجاللة امللك محمد السادس نصره هللا‪.‬‬
‫وباهلل التوفيق‪ ،‬والسالم عليكم ورحمته تعالى وبركاته‪.‬‬

You might also like