You are on page 1of 19

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫جمزوءة‪ :‬قانون التعمري‬ ‫ماسرت قانون املنازعات‬

‫‪:‬‬

‫رخصة البناء‬

‫تحت رإشاف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫ى‬
‫مصطف كنكورة‬ ‫قنديل محمد‬
‫ي‬
‫التيوس‬
‫ي‬ ‫فتيحة‬

‫نسخة منقحة‬

‫‪/‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعتبر ميدان التهيئة والتعمير مسألة فنية علمية‪ ،‬مرتبطة بتقييم المستوى الحضاري قبل أن‬
‫تكون مسألة قانونية تتجاذبها النصوص‪ ،‬فهذه األخيرة ما هي اال آلية من أجل ضبط وممارسة‬
‫الدولة رقاتها على هذا المجال حتى يتسنى لها التصدي لكل عمل غير مشروع من شأنه تشويه‬
‫العمران وتوجيهه لالنحطاط وعدم االرتقاء به لما يتطلع له مختلف الفاعلين والمتدخلين‪.‬‬
‫فضبط عملية التهيئة والتعمير وتشريع قوانين من شأنها تأطير ذلك ليس بالمسألة الهينة كونها‬
‫مسألة تدخلية تمس حق الملكية كأهم الحقوق المكفولة لإلنسان‪ ،‬لذلك كان البد من التوفيق بين‬
‫المصلح ة الشخصية والمصلحة العامة التي تهدف لها الدولة بالطموح الى االرتقاء بنوعية‬
‫البنايات وشكلها وادماجها في المحيط باحترام المناظر الطبيعبة والحضرية وحماية التراث‬
‫الثقافي والتاريخي خدمة للمنفعة العمومية لكافة األفراد‪ ،‬كل ذلك من خالل تسيير عقالني‬
‫يساهم في تطوير المباني والحفاظ على المحيط والبيئة والمنظر العام الحضاري وفق سياسة‬
‫منظمة توفق بين المصالح‪.‬‬
‫ولعل أبرز ما اهتدت اليه االدارات عبر الدول بهذا الشأن تقييد حرية المالك وانصهاره في‬
‫استراتيجية الدولة لخلق مدن منظمة تواكب ما توصلت له الحضارات االنسانية والحد من‬
‫ال بناء العشوائي لما له من تبعات سلبية مؤثرا بشكل أفقي على كل مكونات الوسط المشيد به‬
‫واالقتصاد والنزوح الريفي ‪...‬‬
‫على إثر ما ذكر عرفت رخصة البناء على أنها اذن اداري مسبق الزم للشروع في عملية‬
‫البناء‪ ،‬والذي يتم تسليمه بعد التأكد من قبل السلطات المختصة من مطابقة مشروع البناء‬
‫للقوانين الجاري بها العمل‪.1‬‬
‫فاهتمام المشرع المغربي برخصة البناء هو ليس وليد اليوم بل هو نتاج وخبرة سنوات بحيث‬
‫ترجع أولى ارهاصاتها لظهير ‪ 16‬أبريل ‪ 1914‬كأول نص قانوني منظم للتعمير بالمغرب‬
‫والذي تم الغاءه بمقتضى ظهير ‪ 30‬يوليوز ‪ 1952‬الذي لم يكن اال ظهيرا مكرسا لألول مع‬
‫‪1‬‬
‫عبد العزيز الزين "بعض مقومات استراتيجيات التعامل مع السكن العشوائي الصلب بالمغرب حصيلة وافاق" رسالة لنيل دبلوم السلك العالي‬
‫للمدرسة الوطنية لإلدارة العمومية ‪ 1984‬ص ‪105‬ا‬

‫‪2‬‬
‫بعض االصالحات الطفيفة همت باألساس توسيع المجال الخاضع لمقتضياته واغناء‬
‫صالحيات االدارة كتخويلها سلطة تقديم الرخص في بعض الحاالت‪ ،‬ليكن الظهيران نقطة‬
‫انطالقة لترسانة تشريعية لمجال التهيئة والتعمير خاصة بعد قصورهما على مسايرة التطور‬
‫الديموغرافي‪ ،‬واالختالالت العمرانية وتنامي البنايات العشوائية التي كادت أن تؤدي لنتائج‬
‫وخيمة تعمر تداعياتها لسنين طويلة لوال تدارك ذلك بتأهيل الموارد البشرية وتظافر الجهود‬
‫من اجل تشريع نصوص قانونية من شأنها التصدي لذلك ويتعلق األمر بالقانون ‪12.90‬‬
‫الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 1.92.31‬بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ .1992‬وبخصوص‬
‫التجزئات العقارية كان ظهير ‪ 14‬يونيو ‪ 1933‬أول نص قانوني مستقل ينظمها‪ ،‬ليصدر بعد‬
‫ذلك قانون ‪ 30‬شتنبر ‪ 1953‬بشأن تجزئة األراضي وتقسيمها الى قطع صغيرة‪ ،‬وصدور‬
‫قانون ‪ 25.90‬المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات‪ ،‬ليليه‬
‫صدور المرسوم ‪ 2.13.424‬صادر في ‪ 24‬ماي ‪ 2013‬بالموافقة على ضابط البناء العام‬
‫والذي تم نسخه مؤخرا بمقتضى مرسوم ‪ 2.18.577‬صادر في ‪ 12‬يونيو ‪ 2019‬بالموافقة‬
‫على ضابط البناء العام المحدد لشكل وشروط تسليم الرخص والوثائق المقررة بموجب‬
‫النصوص التشريعية المتعلقة بالتعمير والتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم‬
‫العقارات والنصوص الصادرة لتطبيقها ‪.‬‬
‫فهذه السيرورة التاريخية التي همت تنظيم رخصة البناء كجزء ال يتجزأ من النسق المنظم‬
‫للتهيئة والتعمير أضفت أهمية على هذه الرخصة‪ ،‬نظريا بجعلها موضع اهتمام الباحثين‬
‫والدارسين المهتمين بدراسة هذا الحقل المعرفي بإثارة نقاشات واشكاالت تسبر أغوار ثغرات‬
‫المشرع وهفواته‪ ،‬أما على المستوى العملي فتبزغ أهمية رخصة البناء من خالل الغاية التي‬
‫انشئت من أجلها‪ ،‬والمتجلية في مجابهة حالة الفوضى بتنظيم الحركة العمرانية تحقيقا لنمو‬
‫ديموغرافي منسجم‪ ،‬وتوافق عملية البناء مع القواعد الهندسية والمعمارية والقانونية المطلوبة‬
‫للحفاظ على المظهر الجمالي للمدن وحماية االراضي الفالحية والبيئة‪.‬‬
‫اال أن هذه األهمية ال يسعها حجب اشكالية رئيسية متمحورة حول مدى استطاعة المشرع‬
‫تأ طير رخصة البناء وتنظيم العالقة بين كافة المتدخلين بشكل يضمن التوفيق بين حق المالك‬
‫في الحصول على رخصة البناء ومصلحة الدولة في تنزيل مخططاتها العمرانية؟‬
‫تتفرع عن هذه االشكالية مجموعة من األسئلة الفرعية حول تعريف رخصة البناء‪ ،‬والمسطرة‬
‫المتبعة من أجل الحصول عل يها‪ ،‬والقرارات االدارية المتخذة بشأنها وطرق الطعن في حالة‬
‫رفضها‪.‬‬
‫ستتم محاولة االلمام باإلشكالية الرئيسة وكذا األسئلة المتفرعة عنها وفق التصميم التالي‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬رخصة البناء و نطاق تطبيقيها‬


‫‪3‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أحكام المسطرة المتبعة للحصول على رخصة البناء‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬رخصة البناء و نطاق تطبيقيها‬


‫نظم لقد القانون ‪ 90.12‬رخصة البناء وبين الجهات المانحة لها و نطاق تطبيقها وباقي‬
‫المقتضيات األخرى‪ .‬فمن خالل هذا المبحث سنتطرق في المطلب األول ( مفهوم رخصة‬
‫البناء و السلطة المختصة بتسليمها ) و في المطلب الثاني ( نطاق تطبيق رخصة البناء )‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم رخصة البناء والسلطة المختصة بتسليمها‬
‫لم يعرف قانون رقم ‪ 90.12‬المتعلق بالتعمير رخصة البناء وإنما اكتفى بذكر على انه يمنع‬
‫القيام بالبناء دون الحصول على ذلك‪ .‬كما أننا سوف نتطرق للتعريفات الفقهية (الفقرة األولى)‬
‫كما سنعالج السلطة المختصة بمنحها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم رخصة البناء‬


‫إن االطالع على القوانين المتعلقة بالتعمير من أول قانون إلى غاية اليوم نجد أن المشرع‬
‫المغربي لم يعرف رخصة البناء‪ .‬بل اكتفى بذكر النطاق الذي يستلزم الحصول على رخصة‬
‫البناء والجهات التي تمنحها‪ ،‬كما اكتفى بذكر منع القيام بالبناء دون الحصول على الرخصة‪.‬‬
‫ولقد ترك األمر للفقه والقضاء في تعريف رخصة البناء شانه شان العديد من التشريعات‪ ،‬فهناك‬
‫من الفقه من يعرفها على أنها‪ :‬قرار إداري ترخص بموجبه السلطة اإلدارية المختصة بالبناء‬
‫بعد أن تتحقق من احترام قواعد التعمير المطبقة بالمنطقة المعنية ‪.2‬‬
‫كما عرفت على أنها‪ :‬الوثيقة الرسمية التي تثبت حق أي شخص طبيعي أو معنوي في إقامة‬
‫بناء جديد مهما كانت أهميته ‪3....‬‬

‫مهما تعددت التعريفات الفقهية‪ ،‬ف انه يمكن تعريف رخصة البناء بأنها تصرف إداري صادر‬
‫عن الجهات اإلدارية المختصة غايته األصلية أن تثبت اإلدارة وتتيقن من أن المشروع أو‬

‫‪ 2‬اشرف توفيق شمس الدين‪ ،‬شرح قانون توجيه وتنظيم أعمال البناء‪ ،‬دار الطبع ‪،1996،‬ص‪15‬‬
‫‪ 3‬عبد الناصر توفيق العطار‪ ،‬تشريعات تنظيم المباني‪ ،‬مطبعة السعادة ‪ ،197،‬ص ‪80‬‬

‫‪4‬‬
‫أشغال البناء و التشييد موضوع طلب الرخصة ال تخالف األحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة‬
‫بالتهيئة والتعمير ‪.‬‬
‫أما القضاء فقد عر ف رخصة البناء في العديد من أحكامه حيث نجد القضاء الفرنسي عرف‬
‫رخصة البناء في حكم صدر له عن محكمة الجنايات تولوز بتاريخ ‪ 07‬فبراير ‪ ،1947‬بأنها‪:‬‬
‫ترخيص إداري وإجراء من إجراءات الضبط اإلداري وتعني الترخيص بعمل أي السماح‬
‫بالقيام بعمل وليس لها عالقة بحق الملكية‪ ،‬أي أنها ال تمنح الحق بالملكية وليس لها أي اثر فيما‬
‫يتعلق بملكية األراضي‪4.‬‬

‫وعليه فان فإن رخصة البناء واجبة لتشييد البنايات وبعض األشغال المرتبطة بها أو ادخال‬
‫تغييرات على المباني القائمة‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬األجهزة المختصة بتسليم رخصة البناء‬


‫لقد أراد المشرع في تنظيمه لمسطرة منح رخصة البناء تفعيل دور المنتخبين المحليين ومنحهم‬
‫سلطة تقديرية في هذا الباب ألنهم هم المعنيون مباشرة بالمشكل وهم األدرى باالحتياجات‬
‫ومتطلبات التنمية داخل دوائرهم ‪،‬ألجل ذلك نصت المادة ‪ 41‬من ظهير ‪ 1992‬المتعلق‬
‫بالتعمير على انه يتم تسليم رخصة البناء من طرف رئيس المجلس الجماعي الذي ستقام‬
‫األبنية في دائرة جماعته وفي حالة التي يراد فيها انجاز هذه المشاريع فوق أراضي مناطق‬
‫محيطة بجماعة حضرية فان رخصة البناء تسلم في هذه الحالة من طرف رئيس مجلس‬
‫الجماعة القروية التي سينجز المشروع داخل دائرة نفوذها إال انه يجب أن تمح هذه الرخصة‬
‫‪5‬‬
‫بالتنسيق مع رئيس المجلس الجماعة الحضرية المعنية األمر ‪.‬‬
‫وعليه تتوزع سلطات منح رخص البناء بحسب الموقع الجغرافي وطبيعة البناء المراد إنجازه‪،‬‬
‫حيث يتقاسم رئيس المجلس الجماعي صاحب االختصاص األصلي مع مجموعة من السلطات‬
‫هذا االختصاص‪.‬‬
‫تعتبر رخص البناء بما فيها رخصة البناء من مجاالت الشرطة اإلدارية‪ ،‬وممارسة الشرطة‬
‫اإلدارية إما أن تتخذ طابع وقائي او ردعي فالطابع الوقائي الذي يهمنا يتجلى من خالل تسليم‬
‫رخص البناء والتي يمكن لرئيس المجلس الجماعي من فرض رقابته اإلدارية على الحركة‬
‫التعميرية من اجل الحفاظ على توجيهات النصوص القانونية و التنظيمية للتعمير‪. 6‬‬

‫‪ 4‬منصوري كريمة‪ ،‬رخصة البناء كالية رقابة في مجال التهيئة و التعمير ‪،‬جامعة بيسكرة كلية الحقوق و العلوم السياسية السنة الجامعية ‪-2015‬‬
‫‪،2016‬مذكرة لنيل الماستر تخصص قانون اداري ص‪80‬‬
‫‪ 5‬المصطفى المعمر‪ ،‬أحمد أجعون‪"،‬اعداد التراب الوطني والتعمير"ص‪242‬‬
‫‪ 6‬ادريس القاسمي‪ ،‬خالد المير ‪"،‬الشرطة االدارية سلسلة التكوبن االداري الجماعات والسلطة المحلية "بدون طبعة دون سنة ص‪85‬‬

‫‪5‬‬
‫بالرجوع إلى مقتضيات القانون ‪ 90-12‬المتعلق بالتعمير نجدها صريحة في تخويل رئيس‬
‫المجلس الجماعي صالحية تسليم رخصة البناء هذا ما نصت عليه المادة ‪ 41‬التي عدلت‬
‫وتممت بموجب القانون ‪ 12.66‬والتي جاء فيها "يسلم رخصة البناء رئيس المجلس الجماعي‬
‫"‪.‬‬
‫وقد أعطى المشرع لرئيس المجلس الجماعي إمكانية تفويض هذا االختصاص بقرار مكتوبا‬
‫إلى مساعد أو عدة مستشارين جماعيين‪ .‬ويتم نشر القرارات أو تبليغها إلى علم األفراد بجميع‬
‫‪7‬‬
‫الوسائل المالئمة‬
‫واستنادا إلى مقتضيات الظهير الشريف رقم ‪ 1.84.150‬بتاريخ ‪ 2‬اكتوبر ‪ 1984‬المتعلق‬
‫باألماكن المخصصة إلقامة شعائر الدين اإلسالمي وبناءا على الفصل ‪ 2‬منه‪ ،‬فان كل من‬
‫يرغب في بناء أو توسيع مسجد أو غيره من األماكن المخصصة إلقامة شعائر الدين اإلسالمي‬
‫البد من الحصول على رخصة البناء من عامل العمالة أو اإلقليم المعني بعد أخد رأي مصالح‬
‫وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ووزارة التعمير وقد خول الميثاق الجماعي للعامل أن‬
‫يحل محل رئيس المجلس الجماعي في حالة رفضه وامتناعه عن القيام بأعماله‪ .8‬وبشاْن هذا‬
‫الرفض أن يضر بمصالح األفراد أو يترتب عليه التملص من مقتضى تشريعي آو تنظيمي‬
‫المس بالمصلحة العامة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى يمكن لسلطة المحلية كذلك في بعض الحاالت تسليم رخص البناء بناءا على‬
‫المادة ‪ 113‬من القانون ‪ 113.14‬والتي تنص ‪......‬يمارس باشا كل الجماعات المنشور‬
‫الصالحيات المسندة بمقتضى هذا القانون التنظيمي إلى رؤساء المجالس الجماعية‪ .‬ومساعده‬
‫يمكن اْن يفوض إليه جزءا من صالحيته وينوب عنه إذا تغيب أو عاقه عائق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نطاق تطبيق رخصة البناء‬


‫عمل المشرع المغربي على تنظيم رخصة البناء بموجب القانون رقم ‪ 90.12‬لضبط عملية‬
‫التعمير والبناء موسعا بذلك نطاق الزامية الحصول على رخصة البناء لتطال المجال القروي‬
‫الى جانب المجال الحضري (فقرة أولى) اال ان هذا التحديد لم يهم األشخاص واألشغال‬
‫الخاضعة لهذه الرخصة (فقرة ثانية)‬
‫الفقرة االولى‪ :‬تحديد المجال الترابي إللزامية رخصة البناء‬

‫‪www.tagorapress.com 7‬صالح الدين الكوزابي ‪"،‬رخصة البناء بالمغرب "وضوابطه العامة" مقال منشور بالموقع‬
‫‪ 8‬مسطرة الحلول ال تطبق اال بعد ان يلتمس العامل من رئيس المجلس القيام بمهامه وفي حالة رفضه يحل محله ويقوم بذلك بصفة تلقائية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫حدد المشرع المغربي من خالل المقتضيات القانونية المنظمة لمجال التعمير نطاق الزامية‬
‫الحصول على رخصة البناء في الوسطين الحضري (أوال) والقروي (ثانيا) ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المجال الحضري‬

‫نص المشرع المغربي بشكل صريح في المادة ‪ 40‬من القانون ‪ 12.90‬المجال الترابي الذي يستلزم‬
‫الحصول على رخصة البناء قيبل تشييد أو القيام بالبناء بحيث نصت المادة على أنه ‪:‬‬

‫يمنع القيام بالبناء دون الحصول على رخصة لمباشرة ذلك ‪:‬‬
‫‪ −‬داخل الدوائر المنصوص عليها في المادة األولى أعاله وفي المناطق المشار إليها‬
‫في ب) من المادة ‪ 18‬من هذا القانون التي تكتسي صبغة خاصة تستوجب خضوع‬
‫تهيئتها لرقابة إدارية؛‬
‫‪ −‬خارج الدوا ئر المنصوص عليها في البند السابق والتجمعات القروية الموضوع‬
‫لها تصميم تنمية ‪ :‬على طول السكك الحديدية وطرق المواصالت غير الطرق‬
‫الجماعية إلى غاية عمق يبلغ كيلومترا ابتداء من محور السكك الحديدية والطرق‬
‫اآلنفة الذكر‪ ،‬وعلى طول حدود الملك العام البحري إلى غاية عمق يبلغ خمسة‬
‫كيلومترات ؛‬
‫‪ −‬داخل التجزئات المأذون في إحداثها عمال بالتشريع المتعلق بتجزئة األراضي‬
‫وتقسيمها وإقامة المجموعات السكنية‪.‬‬
‫ويجب الحصول على رخصة البناء كذلك في حالة إدخال تغييرات على المباني القائمة‬
‫إذا كانت التغييرات المزمع إدخالها عليها تتعلق بالعناصر المنصوص عليها في الضوابط‬
‫المعمول بها‪.‬‬
‫يظهر جليا ان المشرع المغربي جعل الحصول على رخصة البناء أمرا الزاميا قبل تشييد‬
‫أي بناء ما يفسر الحرص الشديد للمشرع ومختلف المؤسسات المتدخلة في ميدان التعمير‬
‫وإيالئهم أهمية بالغة لضبط هذا المجال بحيث يعتبر أرضية أساسية لمختلف المشاريع سواء‬
‫الصناعية منها أو االجتماعية والنعكاسه على استثمار الرصيد العقاري وتحديد البنيات‬
‫األساسية والوسائل الكفيلة بتعزيز دينامية مسلسل النمو الذي يعرفه مجال التعمير وفق سياسة‬
‫عقارية مرتكزة على استراتيجية عقالنية‪.‬‬
‫وهو النهج الذي سار عليه العمل القضائي من خالل مختلف االحكام والقرارات الصادرة‬
‫عن كافة محاكم المملكة بزجر كل من خالف مقتضيات األحكام المتعلقة برخصة البناء والتدقيق‬
‫على المقتضيات المنصوص عليها في في مدونة التعمير كما جاء في قرار لمحكمة النقض‬
‫التي جاء في أحد قراراتها '' بمقتضى المادتين ‪ 41‬و ‪ 48‬من القانون رقم ‪ 12.90‬المتعلق‬
‫بالتعمير فان رخصة البناء يسلمها رئيس مجلس الجماعة القروية المزمع اقامة البناء على‬
‫أرضها بتنسيق مع رئيس الجماعة الحضرية‪ ،‬وفي حالة سكوت رئيس مجلس الجماعة تعتبر‬
‫رخصة البناء مسلمة عند انقضاء شهرين من تاريخ ايداع طلب الحصول عليها‪ ،‬والمحكمة لما‬
‫ألغت الحكم االبتدائي القاضي باإلدانة والحكم من جديد ببراءة المطلوب في النقض اعتمادا‬

‫‪7‬‬
‫على أنه هذا األخير قدم طلب الرخصة الى الوالي والعامل‪ ،‬والحال أنه ال يوجد أي نص في‬
‫قانون التعمير يعطي لغير رئيس مجلس الجماعة الحق في تلقي طلبات منح رخصة البناء‪،‬‬
‫يكون قرارها غير مرتكز على أي أساس ومشوبا بفساد التعليل‪.9‬‬

‫ثانيا‪ :‬المجال القروي‬


‫ال جدال ان المغرب يولي أهمية ملحوظة للمجال القروي من أجل الرفع من المستوى المعيشي‬
‫لساكنة البوادي على كافة المستويات بغية توفير ظروف العيش الكريم وهو ما تسعى الدولة‬
‫جا هدة لتحقيقه من خالل مختلف البرامج التنموية الموجهة اساسا للبوادي وساكنتها لمحاربة‬
‫ظاهرة الهجرة من القرية الى المدينة وما لها من انعكاسات واثار سلبية عانت منها الحواضر‬
‫وال زالت كما هو الحال لدور الصفيح‪ ،‬فهذا االهتمام هو ليس وليد اليوم بل نتاج لمسار بصم‬
‫عليه المغرب منذ فجر االستقالل بحيث كانت اولى ارهاصاته ظهير ‪ 25‬يونيو ‪ 1960‬الذي‬
‫نص في فصله الثاني على انه يجوز وضع تصميم خاص بتوسيع نطاق العمارات القروية‬
‫المشار اليها في الفصل االول من نفس الظهير‪ ،‬وهذا التصميم بدوره يكون له تأثير على تسليم‬
‫رخص البناء بحيث نص الفصل السابع من نفس الظهير على أنه يمنع في العمارات القروية‬
‫المتوفرة على تصميم خاص بتوسيع نطاقها تشييد أية بناية دون الحصول على اذن بالبناء‬
‫تسلمه السلطة المحلية (حاليا رئيس المجلس القروي) هذا األخير يبقى حسب ما ورد في‬
‫الفصل ملزم بالرجوع الى تصميم النمو الذي يبين األمكنة المخصصة للسكن والمناطق التي‬
‫يمنع فيها البناء والمصالح العمومية والمنشآت الخاصة بالحياة االجتماعية قبل تسليم أية‬
‫رخصة‪.‬‬
‫تجدر االارة الى ان المشرع أضفى صفة االلزامية في الحصول على رخصة البناء في العالم‬
‫القروي وتوجيه البناء فيه لما للبعض من هذه المناطق من أهمية ايكولوجية أو اقتصادية ترجع‬
‫باألساس الى اغراء المستثمرين العقاريين كما هو الشأن بالنسبة للقرى المحيطة بالمدن‪.‬‬
‫اال أن بلوغ هدف ضبط عملية البناء بالعالم القروي والتحكم فيه وتوجيهه يصطدم بصعوبات‬
‫عملية وتجاوزات تستوجب التعامل بيسر واستحضار خصوصية المنطقة من أجل انجاح‬
‫وتوفير سكن الئق لسكان البوادي من جهة وانجاح ما تعتزم الدولة القيام به من مشاريع‬
‫تستهدفهم من جهة أخرى‪.10‬‬
‫الفقرة الثانية البنايات واألشغال الخاضعة لرخصة البناء‬

‫‪9‬‬
‫قرار عدد ‪ 1267‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬دجنبر ‪ 2014‬في الملف الجنحي عدد ‪ 2013/11/6/19735‬مجلة ملقات عقارية العدد ‪ 6‬ص‪44‬‬
‫‪10‬‬
‫الدكتور الحاج شكرة الوجيز في قانون التعمير المغربي مطبعة دار القلم الطبعة الخمسة ‪ 2010‬ص‪117‬‬

‫‪8‬‬
‫تكتسي عملية تحديد األشغال والبنايات التي تستلزم رخصة البناء أهمية بالغة على المستوى‬
‫العملي اال ان هذه االهمية تصطدم بواقع عدم تنصيص المشرع المغربي وتحديده لهذه األشغال‬
‫التي تستوجب الحصول على رخصة البناء قبل تشييدها‪ ،‬فالبرجوع الى القانون ‪12.90‬‬
‫المتعلق بالتعمير وظهير ‪ 1960‬المتعلق بتوسيع العمارات القروية ال وجود ألي تحديد يهم‬
‫األشغال الخاضعة لهذه الرخصة وحتى عند الرجوع للفصول القانونية التي تهم هذه الوثيقة‬
‫يالحظ استعمال عبارات وألفاظ عامة من قبيل البناء وأصناف البناء والمبنى والمباني وعملية‬
‫البناء ‪ ...‬الشيء الذي يجعل المقبل على تشييد بناء ما حائرا حول ما اذا كان معنيا بهذه‬
‫الرخصة أو ال‪ ،‬وهي نفس الحيرة التي تنتاب الباحث والمهتم وحتى المسؤولين المختصين‬
‫عند تعاملهم مع نوع البنايات واالشغال الواجب اخضاعها لرخصة البناء‪ ،‬الشيء الذي استلزم‬
‫ايجاد حل تشريعي لتجاوز هذا االشكال وهو ما تم القيام به من خالل القانون رقم ‪47.06‬‬
‫المتعلق بجبايات الجماعات المحلية الذي حدد في المادة ‪ 54‬عمليات البناء في االتي‪:‬‬

‫_ عمارات السكن الجماعية أو المجموعات العقارية والعقارات المعدة لغرض صناعي أو‬
‫تجاري أو مهني أو إداري ‪.‬‬
‫_ المساكن الفردية‬
‫_ عمليات الترميم‬
‫ولتجاوز ذلك تم اصدار مرسوم رقم ‪ 2.13.242‬والذي تم نسخه بالمرسوم ‪2.18.577‬‬
‫المتعلق بالموافقة على ضابط البناء العام‪ ،‬الذي حدد الئحة بشأن البنايات واألشغال الخاضعة‬
‫لرخصة البناء وطريقة دراسة ملف طلب الرخصة مسطرتين حسب الحاالت‪ ،‬مسطرة‬
‫المشاريع الكبرى(‪ ،)1‬ومسطرة المشاريع الصغرى(‪ ،)2‬من خالل المادة ‪ 17‬منه‪:‬‬

‫بالنسبة للبنايات التي يتطلب انجازها الحصول على رخصة البناء في اطار المشاريع‬ ‫‪-1‬‬
‫الكبرى ‪:‬‬
‫_ المشاريع المزمع انجازها من طرف االدارات أو الجماعات أو المؤسسات أو المقاوالت‬
‫العمومية أو لحسابها‪ ،‬سواء كانت مشاريع تهدف الى تمكنها من القيام بنشاطها األساسي أو‬
‫مشاريع ذات طابع ثانوي بالمقارنة مع هذا النشاط ‪ ،‬وتدخل في هذا الباب على سبيل المثال‬
‫ال الحصر‪ ،‬مشاريع البناء والتهيئة العمرانية اآلتية‪:‬‬
‫_البنيات االدارية المعدة لممارسة نشاط مرفق عمومي‪.‬‬
‫_البنايات المعدة لممارسة نشاط مؤسسات تساهم فيها الدولة بكيفية مباشرة أو غير مباشرة‬
‫أو تمارس عليها نوعا من المراقبة‬

‫‪9‬‬
‫_ تجهيزات الصحة العمومية كالمستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات والمصحات‬
‫التي سيتم انجازها كليا أو جزئيا من طرف الدولة أو الجماعات أو المؤسسات العمومية ‪.‬‬
‫بالنسبة للبنايات واألشغال التي يتطلب انجازها الحصول على رخصة البناء المتعلقة‬ ‫‪-2‬‬
‫بالمشاريع الصغرى ‪:‬‬
‫_السكن الفردي مثال فيال أو جناح أو دار‪ ،‬وبصفة عامة كل عمارة يقل علوها أو يعادل ‪15‬‬
‫م (طابق سفلي‪+‬طابقان علويان) بما فيها المنشآت العلوية والتي تقع في تجزئة غير قانونية‬
‫تمت اعادة هيكلتها طبقا لمقتضيات الباب الثاني من القانون رقم ‪ 25.90‬المتعلق بالتجزئات‬
‫العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات والخاص باعادة هيكلة التجزئات غير‬
‫القانونية‪.‬‬
‫_بناية أو تهيئة محل ذي طابع تجاري أو صناعي من الصنف الثالث‪ ،‬سيتم انجازه على‬
‫مساحة اجمالية تقل مساحة أرضيتها عن ‪ 2500‬متر وعلوها عن ‪ 5.50‬م كالدكاكين‬
‫ال مخصصة للتجارة بالتقسيط والمقاهي وقاعات الشاي والمقشدات والمخابز والمطاعم‬
‫الصغيرة ‪...‬‬
‫تبقى االشارة الى أن قانون ‪ 12.90‬استثنى من خالل المادة ‪ 63‬بعض األشغال من الحصول‬
‫على رخصة البناء كونها أشغال تتسم باهتمام ودراسات دقيقة واستشارات متقدمة قبل إنجازها‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬أحكام المسطرة المتبعة للحصول على رخصة البناء‬
‫تمر المسطرة المتبعة للحصول على رخصة البناء والشكليات التي تستلزمها هذه المسطرة‬
‫(المطلب األول) اال ان الطلب ال يقبل دائما ما يود معه الطالب اللجوء للقضاء من أجل الطعن‬
‫في قرار رفض طلبه (المطلب الثاني)‬
‫المطلب األول ‪:‬مسطرة إيداع ودراسة ملف طلب رخصة البناء‬
‫تعد مسطرة إيداع ودراسة ملف طلب رخصة البناء من بين أهم صور الرقبة اإلدارية في‬
‫مجال التعمير من خالل فرض مجموعة من اإلجراءات وذلك من اجل ضمان إقامة نسيج‬
‫عمراني متناسق ومالئم للعيش‪ ،‬وخال من مظاهرو شوائب البناء الفوضوي و العشوائي ‪.‬‬
‫ولدراسة ملف طلب رخصة البناء يتعين على صاحب المصلحة إيداع الوثائق المكونة للملف‬
‫(الفقرة األولى ) لتتم دراستها من لدن الجهات المختصة (الفقرة الثانية )وكذا القرارات المتخدة‬
‫(الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬إيداع ملف طلب رخصة البناء‬

‫‪10‬‬
‫يودع الملف من طرف صاحب المصلحة أو المهندس صاحب المشروع أو كل شخص تم‬
‫انتدابه لهذا الغرض بمكتب ضبط الجماعة المعينة مقابل وصل إيداع الذي يعتبر بمثابة شهادة‬
‫استالم الملف ‪.‬‬
‫وفي حالة تواجد الشباك الوحيد تتم عملية اإليداع بمكتب ضبط الشباك الوحيد في هذه الحالة‬
‫فان وصل اإليداع يتضمن تاريخ اجتماع لجنة الدراسة طبقا للمادة ‪20‬من مرسوم ‪2.13.424‬‬
‫بالموافقة من ضابط البناء العام ‪ .‬ويبقى قبول الملف مشروطا بتقديم مجموعة من الوثائق منها‬
‫وثائق أساسية وضرورية وقت اإليداع (أوال) ومنها وثائق تكميلية ضرورية قبل تسليم رخصة‬
‫البناء (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الوثائق األساسية‬
‫يستلزم طاب رخصة البناء مجموعة من الوثائق األساسية تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫طلب يحمل توقيع صاحب الشأن أو المهندس واضع تصور المشروع أو كل‬ ‫•‬
‫شخص تم انتدابه لهذا الغرض ‪.‬‬
‫مذكرة المعلومات مسلمة من طرف الوكالة الحضرية بالنسبة لمسطرة‬ ‫•‬
‫المشاريع الكبرى‬
‫شهادة ملكية البقعة أو البناء القائم المزمع تغيره أو كل وثيقة تقوم مقامها أو‬ ‫•‬
‫تخول لصاحب الشأن حق القيام بالبناء أو التغير المزمع انجازه ‪.‬‬
‫تصميم مسلم من طرف الوكالة الوطنية للمحافظة على األمالك العقارية و‬ ‫•‬
‫المسح العقاري والخرائطية تعين فيه حدود األرض في حالة ما إذا كان العقار‬
‫محفظا أو تصميم طبوغرافي في هذه الحالة ما إذا لم يكن العقار محفظا ‪.‬‬
‫تصميم لوضع البقعة العنية ‪،‬اذا اقتضى الحال يتضمن وجهتها ‪،‬والطرق‬ ‫•‬
‫‪11‬‬
‫الموصلة اليها مع بيان أسمائها ومعالم تمكن من تحديد موقعها ‪.‬‬
‫تصميم البناء يشمل جميع طوابق البناية و الطوالق السفلية وكذا السطوح‬ ‫•‬
‫بقياس ال يقل‪100/1‬‬

‫قرص مدمج يتضمن الوثائق المكتوبة والمرسومة المتعلقة بالمشروع‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ 11‬قرار مشترك لوزير التعمير واعداد التراب الوطني ووزير الداخلية رقم ‪ 3214.13‬الصادر باالجريدة الرسمية عدد ‪6219‬بتاريخ ‪16‬يناير‬
‫‪2014‬‬

‫‪11‬‬
‫ثانيا ‪:‬الوثائق التكميلية الالزمة قبل تسليم رخصة البناء‬
‫إلى جانب الوثائق األساسية يستلزم طاب رخصة البناء وثائق تكميلية تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫جذاذة تعريف تحمل توقيعا مصححا لصاحب المصلحة‬ ‫✓‬

‫الملف التقني المتعلق بربط البنايات بالشبكة العامة لالتصاالت السلكية والالسلكية العامة إذا‬
‫كان األمر متعلق بعمارة مهما كان نوعها أو الغرض المخصص له تتكون من أربع مستويات‬
‫على األقل‬
‫التصاميم التقنية المعدة من طرف المهندسين المختصين و المتعلقة بهيكل واستقرار‬ ‫✓‬
‫المباني ومتانتها وفقا للضوابط المعمول بها ‪.‬‬
‫نسخة من المعاينة التصفيف اذا كان البناء المزمع القيام به محاذيا لطريق عمومي‬ ‫✓‬

‫‪12‬‬
‫نسخ من وصل األداء على الخدمات المؤدى عنها ‪.‬‬ ‫✓‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الهياكل المكلفة بدراسة الملفات‬


‫لتسرع وثيرة دراسة الملفات المتعلقة بطلبات رخص البناء قام المشرع من خالل مرسوم رقم‬
‫‪ 2.13.424‬بالموافقة على ضابط البناء العام بإحداث لهذه الغاية الشباك الوحيد لرخص‬
‫التعمير وكذا اللجنة اإلقليمية للتعمير ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الشباك الوحيد‬
‫يحدث هذا الشباك لدى الجماعات التي يتجاوز عدد ساكنتها ‪ 50.000‬نسمة وعلى مستوى‬
‫المقاطعات‪ ،‬وذلك بقرار مشترك للسلطتين الحكوميتين المكلفين بالتعمير و الداخلية ‪،‬حيث‬
‫يعتبر هذا الشباك المخاطب الوحيد ألصحاب الشأن ويتولى دراسة طلبات الرخص المتعلقة‬
‫بمشاريع البناء ولوحدات التجزيئات العقارية و المجموعات السكنية وتقسيم العقارات ‪ .‬ويقوم‬
‫بجميع التدابير الالزمة لمنح رخص البناء من خالل أخد اآلراء و الحصول على‪1‬ط التأشيرات‬
‫المقررة بموجب التشريعات و األنظمة الجاري بها العمل كما يقوم بإعداد القرارات اإلدارية‬
‫التي تعرض على رئيس مجلس الجماعة للتوقيع ‪.‬‬
‫وتقوم المصال ح المختصة غي مجال التعمير التابعة للجماعة المعنية بدور سكرتارية‬
‫‪13‬‬
‫اللجنة ‪،‬وتعقد اللجنة اجتماعاتها بالمقر الذي تضعه الجماعة رهن إشارتهم ‪.‬‬

‫‪ 12‬نفس القرار السابق‬


‫‪ 13‬المادة ‪10‬من المرسوم‪ 2.13.424‬ضابط البناء العام‬

‫‪12‬‬
‫ويتكون أعضاء الشباك الوحيد من ممثلين عن كل من العمالة‪ ،‬الجماعة والوكالة الحضرية‪.‬‬
‫واذا تعلق األمر بمشروع يندرج في إطار المشاريع الكبرى ينضاف الى اللجنة المكونة للشباك‬
‫الوحيد ‪.‬‬
‫‪: 2‬اللجنة اإلقليمية للتعمير‬

‫تحدث لجنة أو لجان على صعيد العمالة أو االقليم لدراسة ملفات طلبات الترخيص بالجماعات‬
‫‪14‬‬
‫التي تقل من حيث الكثافة السكانية ‪50000‬نسمة ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة الى انه يمكن االتفاق مع االدارة المعنية وبطاب من رئيس المجلس أن يحدث‬
‫‪15‬‬
‫بالجماعة التي يقل سكانها او يساوي ‪ 50.000‬نسمة شباك وحيد لرخص التعمير‬

‫والمالحظ أن دراسة ملفات طلبات الترخيص بالشباك الوحيد او اللجنة االقليمية للتعمير توكل‬
‫الى هيئة مديرية تتكون من أعضاء دائمين غير دائمين‪.‬‬
‫بالنسبة لألعضاء الدائمون بلجان الدراسة نجد لجنة دراسة المشاريع الصغرى ويراد بها‬
‫السكن الفردي مثال فيال أو جناح أو دار أو بصفة عامة كل عمارة يمثل علوها أو يعادل‬
‫‪ 11.50‬م طابق سفلي ‪+‬طابقان علويان بما فيها المنشآت العلوية والتي تقع في تجزئة عقارية‬
‫‪16‬‬
‫والمجموعات السكنية ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬القرارات المتخذة بشأن تسليم رخصة البناء‬
‫وبعد دراسة الملف من طرف الجهات المخولة لها ذلك‪ ،‬تتخذ السلطات التي لها الحق في منح‬
‫رخصة البناء إما قرار القبول (أوال) أو قرار رفض طلب الرخصة (ثانيا )‬
‫أوال ‪:‬القرار الصريح‬
‫في هذه الحالة يمنح رئيس المجلس الجماعي رخصة البناء بشكل صريح بعد التأكد من احترام‬
‫الطلب لجميع المقتضيات التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬بما في ذلك المقتضيات‬
‫‪17‬‬
‫الخاصة بتصميم التهيئة و ضوابط البناء ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬القرار الضمني‬

‫‪ 14‬المادة ‪10‬من المرسوم‪ 2.13.424‬ضابط البناء العام‬


‫‪ 15‬المادة ‪ 10‬من المرسوم نفسه‬
‫‪ 16‬صالح الدين كرزاوي "رخصة البناء بالمغرب وضوابطه العامة"مقالة‬
‫‪ 17‬المادة ‪41‬التي جاء فيها ما يلي ‪:‬يسلم رخصة البناء رئيس المجلس الجماعي‬

‫‪13‬‬
‫القاعدة أن رخصة البناء تمنح بشكل صريح من طرف السلطة المختصة لطلبها‪ ،‬وذلك فان‬
‫سكوت رئيس المجلس الجماعي عند انقضاء مدة شهرين من تاريخ ايداع ملف طلب الحصول‬
‫على رخصة البناء يعتبر بمثابة قبول ضمني لها ‪.‬‬
‫ثالث‪ :‬القرار المقيد‬
‫إلى جانب الرخصة الصريحة والرخصة الضمنية نجد الرخصة المقيدة التي أوجدتها الممارسة‬
‫العملية وبعض المناشير والدوريات‪ ،‬الخاصة المنشور رقم ‪ 2000/1500‬الذي رخص بمنح‬
‫رخص البناء بتحفظ أو أكثر‪ ،‬وهي ما يطلق عليها اسم الرخصة المشروطة أو المقيدة ‪.‬‬
‫ويلجأ إليها رئيس المجلس الجماعي بعد دراسة الملف‪ ،‬حيث ال ترى اللجنة داعيا لرفض‬
‫الملف ما دام يكن االستجابة لبض المالحظات في وقت الحق‪ ،‬ويشمل قرار الترخيص على‬
‫التحفظات‪ ،‬والتي يجب أن تكون قانونية والزمة للمشروع بشكل خاص والمصلحة العامة‬
‫‪18‬‬
‫بشكل عام‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن باإللغاء في رخص البناء‬
‫قد يصطدم المطالب برخصة البناء لقرار اداري غير شرعي صادر عن سلطة ادارية وأمام‬
‫هذا الوضع يلجأ لدعوى االلغاء باعتبارها الوسيلة القضائية الوحيدة المخولة له للطعن في هذا‬
‫القرار‪ ،‬ولعل أبرز القرارات التي تتعرض للطعن في هذا الشأن غالبا ما تتخذ شكل قرار‬
‫رفض منح الترخيص بالبناء ويكون هذا األخير اما صريحا (فقرة أولى) واما ضمنيا (فقرة‬
‫ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الطعن في الرفض الصريح لرخص البناء‬
‫كلما تأكد رئيس المجلس الجماعي عدم توفر المشروع على الشروط المنصوص عليها بموجب‬
‫القوانين المؤطرة لميدان التعمير خصوصا الواردة منها في تصاميم التنطيق وتصاميم التهيئة‪،‬‬
‫وبعد أخذ اآلراء والحصول على التأشيرات المقررة بموجب األنظمة الجاري بها العمل‪ ،‬أمكن‬
‫له أن يرفض تسليم رخصة البناء بشكل صريح‪،19‬اما في حالة مخالفته لذلك ورفضه لتسليم‬
‫رخصة البناء يكون قراره معرضا للطعن باإللغاء أمام المحاكم االدارية‪ ،‬التي تكون لها‬
‫الصالحية في حالة عدم بناء قرار رفض تسليم رخصة البناء على أساس قانوني سليم أن‬
‫تتصدى له وتقوم بإصدار حكم الغائه‪ ،‬اما في حالة صحة المبررات كأن يكون الرفض بناء‬
‫على مخالفة المشروع لتصميم التهيئة الذي تبقى االدارة ملزمة بالتقييد بمحتواه فتصرح‬
‫المحكمة برفض الطعن‪ ،‬كذلك هو األمر بالنسبة للقرى المزودة بتصميم التنمية والتي يكون‬

‫‪ 18‬المادة ‪49‬من القانون ‪12.90‬‬


‫‪19‬‬
‫مصطفى بلكوزي رقابة قضاء المشروعية على رخصة البناء مقال منشور بمجلة المنارة عدد‪ 11‬أكتوبر ‪ 2015‬ص‪309‬‬

‫‪14‬‬
‫البناء فيها متوقفا عن الحصول على رخصة البناء من طرف المجلس القروي المعني هو‬
‫االخر بتبرير أي رفض لرخصة البناء تبريرا قانونيا ومنطقيا‪ ،‬وهوما تؤكد عليه صراحة‬
‫المادة ‪ 36‬من ضابط البناء العام‪ ،‬والمادة االولى من القانون رقم ‪ 01.03‬بشأن الزام االدارات‬
‫العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها االدارية بحيث جاء فيه‬
‫"تلتزم ادارات الدولة والجماعات الم)حلية وهيآتها والمؤسسات العمومية والمصالح التي عهد‬
‫اليها بتسيير مرفق عام بتعليل قراراتها االدرارية الفردية السلبية الصادرة لغير فائدة المعني‬
‫المشار اليها في المادة الثانية تحت طائلة عدم الشرعية‪ ،‬وذلك باالفصاح في صلب هذه‬
‫القرارات عن االسباب القانونية والواقعية الداعية الى اتخاذها"‪ .‬والتعليل في هذا الجانب هو‬
‫أمر بديهي البد منه حتى يكون المرتفق على بينة من أمره واضفاء الشفافية على مقررات‬
‫االدارة وابعاد كل أشكال الضبابية عن هذه القرارات التي تمس بشكل مباشر بحقوق المرتفق‪،‬‬
‫وهو ما أقرته المحكمة االدارية بالرباط بما يلي "حيث انه من المتفق عليه فقها وقضاء أنه‬
‫البد لكل قرار اداري من سبب‪ ،‬والسبب هو تلك الوقائع المادية التي تبرر صدوره وعلى‬
‫‪20‬‬
‫االدرة اثبات ذلك‪ ،‬واال اعتبر تصرفها تجاوزا في استعمال السلطة يبرر الغائه"‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن في الرفض الضمني لطلب الترخيص بالبناء‬
‫ألزمت مقتضيات المادة‪ 41‬من المرسوم رقم ‪ 21577.18.2‬رئيس مجلس الجماعة في حالة‬
‫رفض منح الرخصة اخبار صاحب الشأن بذلك اال أن ذلك ا يتحقق في بعض األحيان ويواجه‬
‫الطلب بالسكوت‪.‬‬
‫بالتالي ال يكون هذا األخير على علم حول ما اذا قبل طلبه أو رفض‪ ،‬ففي هذه الحالة القاعدة‬
‫هي أن سكوت االدارة عن الطلب الموجه اليها من أجل الحصول على قرار اداري معين‪.‬‬
‫اال انه وفي الحالة هاته بناء على خصوصية الوثيقة المطلوبة فاألمر يختلف كون المشرع‬
‫وبموجب المادة ‪ 48‬من القانون ‪ 12.96‬أقر منح الرخصة بصفة ضمنية يسري عليها ما يسري‬
‫على الرخصة الصريحة شريطة أن تكون مستوفية لكافة الشروط وهو نفس النهج الذي سارت‬
‫عليه مقتضيات الفصل ‪ 7‬من ظهير ‪ 1960‬المتعلق بتنمية العمارات القروية الذي نص على‬
‫أنه في حالة سكوت االدارة‪ ،‬فان رخصة البناء تعتبر ممنوحة بعد انصرام أجل شهرين من‬
‫تاريخ ايداع الطلب بموجب تسلم وصل لطالب الرخصة‪.‬‬
‫وهو ما كرسته محكمة النقض بموجب القرار عدد ‪ 5‬الصادر بتاريخ ‪07‬يناير ‪ 2016‬في‬
‫الملف االداري عدد ‪ 2013/1/4/1560‬الذي جاء فيه "لما كان طلب رخصة البناء‬

‫حكم المحكمة االدارية بالرباط رقم ‪ 151‬الصادر بتاريخ ‪ 2000/02/3‬ملف عدد ‪96/603‬غ‬
‫‪20‬‬
‫‪21‬‬
‫صادر في ‪ 8‬شوال ‪ 12( 1440‬يونيو ‪ )2019‬بالموافقة على ضابط البناء العام المحدد لشكل وشروط تسليم الرخص والوثائق المقررة بموجب‬
‫‪ .‬النصوص التشريعية المتعلقة بالتعمير والتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات والنصوص الصادرة لتطبيقها‬

‫‪15‬‬
‫المرفوع الى رئيس المجلس البلدي قد بقي بدون جواب رغم مرور ‪ 60‬يوما‪ ،‬فان المحكمة‬
‫عندما اعتبرت ذلك بمثابة اذن ضمني بالبناء‪ ،‬تكون قد طبقت مقتضيات المادة ‪ 48‬من قانون‬
‫التعمير‪ ،‬وعللت قرارها تعليال كافيا"‪22‬‬

‫فإقرار المشرع األجل القانوني المقرر في ‪ 60‬يوما والرخصة الضمنية يكون صائبا اذا ما تم‬
‫النظر اليه من زاوية حماية المصلحة الخاصة للمرتفق وعدم تعطيل مصالحه المتمثلة في‬
‫استغالل العقار الذي يملكه من جهة والدفع بالمصالح االدارية للتعامل بنوع من السرعة في‬
‫البت في طلبات رخصة البناء داخل أجل معقول حماية للمجال العمراني من كل بناء غير‬
‫مشروع ‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫كخالصة لما سبق ذكره فإن رخصة البناء من القرارات االدارية التي أثارت العديد من‬
‫االشكاليات سواء أمام االدارة أو القضاء وعدم تضمين نصوص التعمير الحالية لمقتضيات‬
‫مفصلة وواضحة بخصوص مختلف الجوانب المتعلقة برخصة البناء ليخلق العديد من المشاكل‬
‫للسلطات المختصة والمعنيين بملفات الطلبات ويعقد المسألة على مجال التعمير وبشكل وأنماط‬
‫تطور البناء فيه‪ .‬وعلى الرغم من تعدد النصوص المرتبطة بالتعمير والبناء ومختلف جوانبه‬
‫فقد بات من الضروري سن قوانين خاصة بالبناء و المباني كما هو الحال ففي فرنسا ومصر‬
‫وتونس وغيرها ‪.‬‬

‫مجلة ملفات عقارية م‪.‬س ص ‪24‬‬


‫‪22‬‬

‫‪16‬‬
‫التصميم‪:‬‬
‫مقدمة‬

‫المبحث األول ‪ :‬رخصة البناء و نطاق تطبيقيها‬


‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم رخصة البناء والسلطة المختصة بتسليمها‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم رخصة البناء‬


‫الفقرة الثانية ‪ :‬األجهزة المختصة بتسليم رخصة البناء‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نطاق تطبيق رخصة البناء‬
‫الفقرة االولى‪ :‬تحديد المجال الترابي إللزامية رخصة البناء‬
‫الفقرة الثانية البنايات واألشغال الخاضعة لرخصة البناء‬
‫المبحث الثاني ‪:‬أحكام المسطرة المتبعة للحصول على رخصة البناء‬
‫المطلب األول ‪:‬مسطرة إيداع ودراسة ملف طلب رخصة البناء‬
‫الفقرة األولى ‪:‬إيداع ملف طلب رخصة البناء‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬القرارات المتخذة بشأن تسليم رخصة البناء‬
‫المطلب الثاني الطعن باإللغاء في رخص البناء‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الطعن في الرفض الصريح لرخص البناء‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن في الرفض الضمني لطلب الترخيص بالبناء‬

‫‪17‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫_ عبد العزيز الزين "بعض مقومات استراتيجيات التعامل مع السكن العشوائي الصلب‬
‫بالمغرب حصيلة وافاق" رسالة لنيل دبلوم السلك العالي للمدرسة الوطنية لإلدارة العمومية‪،‬‬
‫‪. 1984‬‬
‫_ أشرف توفيق شمس الدين ‪،‬شرح قانون توجيه وتنظيم أعمال البناء ‪،‬دار الطبع ‪.1996،‬‬
‫_عبد الناصر توفيق العطار‪ ،‬تشريعات تنظيم المباني ‪ ،‬مطبعة السعادة ‪.1997‬‬
‫_منصوري كريمة ‪ ،‬رخصة البناء كالية رقابة في مجال التهيئة و التعمير ‪،‬جامعة بيسكرة‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية السنة الجامعية ‪،2016-2015‬مذكرة لنيل الماستر تخصص‬
‫قانون اداري ‪.‬‬
‫_المصطفى المعمر‪ ،‬أحمد أجعون‪" ،‬اعداد التراب الوطني والتعمير‪ ،‬مطبعة وراقة سجلماسة‬
‫‪2018/2017‬‬
‫_ادريس القاسمي ‪،‬خالد المير ‪"،‬الشرطة االدارية سلسلة التكوبن االداري الجماعات والسلطة‬
‫المحلية "بدون طبعة دون سنة ‪.‬‬
‫_مجلة ملفات عقارية العدد ‪ 6‬مطبعة ومكتبة األمنية الرباط دون ذكر السنة‪.‬‬
‫‪_www.tagorapress.com.‬صالح الدين الكوزابي ‪"،‬رخصة البناء بالمغرب‬
‫"وضوابطه العامة" مقال منشوربالموقع‪،‬تاريخ االطالع ‪27‬ماي‪2020‬الساعة‪.14:30‬‬

‫‪ -‬مصطفى بلكوزي‪ ،‬رقابة قضاء المشروعية على رخصة البناء‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫المنارة عدد‪ ،11‬أكتوبر‪. 2015،‬‬

‫الدكتور الحاج شكرة الوجيز في قانون التعمير المغربي مطبعة دار القلم الطبعة الخمسة‬
‫‪2010‬‬

‫‪18‬‬

You might also like