Professional Documents
Culture Documents
fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
جمزوءة :قانون التعمري ماسرت قانون املنازعات
:
رخصة البناء
نسخة منقحة
/
مقدمة :
يعتبر ميدان التهيئة والتعمير مسألة فنية علمية ،مرتبطة بتقييم المستوى الحضاري قبل أن
تكون مسألة قانونية تتجاذبها النصوص ،فهذه األخيرة ما هي اال آلية من أجل ضبط وممارسة
الدولة رقاتها على هذا المجال حتى يتسنى لها التصدي لكل عمل غير مشروع من شأنه تشويه
العمران وتوجيهه لالنحطاط وعدم االرتقاء به لما يتطلع له مختلف الفاعلين والمتدخلين.
فضبط عملية التهيئة والتعمير وتشريع قوانين من شأنها تأطير ذلك ليس بالمسألة الهينة كونها
مسألة تدخلية تمس حق الملكية كأهم الحقوق المكفولة لإلنسان ،لذلك كان البد من التوفيق بين
المصلح ة الشخصية والمصلحة العامة التي تهدف لها الدولة بالطموح الى االرتقاء بنوعية
البنايات وشكلها وادماجها في المحيط باحترام المناظر الطبيعبة والحضرية وحماية التراث
الثقافي والتاريخي خدمة للمنفعة العمومية لكافة األفراد ،كل ذلك من خالل تسيير عقالني
يساهم في تطوير المباني والحفاظ على المحيط والبيئة والمنظر العام الحضاري وفق سياسة
منظمة توفق بين المصالح.
ولعل أبرز ما اهتدت اليه االدارات عبر الدول بهذا الشأن تقييد حرية المالك وانصهاره في
استراتيجية الدولة لخلق مدن منظمة تواكب ما توصلت له الحضارات االنسانية والحد من
ال بناء العشوائي لما له من تبعات سلبية مؤثرا بشكل أفقي على كل مكونات الوسط المشيد به
واالقتصاد والنزوح الريفي ...
على إثر ما ذكر عرفت رخصة البناء على أنها اذن اداري مسبق الزم للشروع في عملية
البناء ،والذي يتم تسليمه بعد التأكد من قبل السلطات المختصة من مطابقة مشروع البناء
للقوانين الجاري بها العمل.1
فاهتمام المشرع المغربي برخصة البناء هو ليس وليد اليوم بل هو نتاج وخبرة سنوات بحيث
ترجع أولى ارهاصاتها لظهير 16أبريل 1914كأول نص قانوني منظم للتعمير بالمغرب
والذي تم الغاءه بمقتضى ظهير 30يوليوز 1952الذي لم يكن اال ظهيرا مكرسا لألول مع
1
عبد العزيز الزين "بعض مقومات استراتيجيات التعامل مع السكن العشوائي الصلب بالمغرب حصيلة وافاق" رسالة لنيل دبلوم السلك العالي
للمدرسة الوطنية لإلدارة العمومية 1984ص 105ا
2
بعض االصالحات الطفيفة همت باألساس توسيع المجال الخاضع لمقتضياته واغناء
صالحيات االدارة كتخويلها سلطة تقديم الرخص في بعض الحاالت ،ليكن الظهيران نقطة
انطالقة لترسانة تشريعية لمجال التهيئة والتعمير خاصة بعد قصورهما على مسايرة التطور
الديموغرافي ،واالختالالت العمرانية وتنامي البنايات العشوائية التي كادت أن تؤدي لنتائج
وخيمة تعمر تداعياتها لسنين طويلة لوال تدارك ذلك بتأهيل الموارد البشرية وتظافر الجهود
من اجل تشريع نصوص قانونية من شأنها التصدي لذلك ويتعلق األمر بالقانون 12.90
الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم 1.92.31بتاريخ 17يونيو .1992وبخصوص
التجزئات العقارية كان ظهير 14يونيو 1933أول نص قانوني مستقل ينظمها ،ليصدر بعد
ذلك قانون 30شتنبر 1953بشأن تجزئة األراضي وتقسيمها الى قطع صغيرة ،وصدور
قانون 25.90المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات ،ليليه
صدور المرسوم 2.13.424صادر في 24ماي 2013بالموافقة على ضابط البناء العام
والذي تم نسخه مؤخرا بمقتضى مرسوم 2.18.577صادر في 12يونيو 2019بالموافقة
على ضابط البناء العام المحدد لشكل وشروط تسليم الرخص والوثائق المقررة بموجب
النصوص التشريعية المتعلقة بالتعمير والتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم
العقارات والنصوص الصادرة لتطبيقها .
فهذه السيرورة التاريخية التي همت تنظيم رخصة البناء كجزء ال يتجزأ من النسق المنظم
للتهيئة والتعمير أضفت أهمية على هذه الرخصة ،نظريا بجعلها موضع اهتمام الباحثين
والدارسين المهتمين بدراسة هذا الحقل المعرفي بإثارة نقاشات واشكاالت تسبر أغوار ثغرات
المشرع وهفواته ،أما على المستوى العملي فتبزغ أهمية رخصة البناء من خالل الغاية التي
انشئت من أجلها ،والمتجلية في مجابهة حالة الفوضى بتنظيم الحركة العمرانية تحقيقا لنمو
ديموغرافي منسجم ،وتوافق عملية البناء مع القواعد الهندسية والمعمارية والقانونية المطلوبة
للحفاظ على المظهر الجمالي للمدن وحماية االراضي الفالحية والبيئة.
اال أن هذه األهمية ال يسعها حجب اشكالية رئيسية متمحورة حول مدى استطاعة المشرع
تأ طير رخصة البناء وتنظيم العالقة بين كافة المتدخلين بشكل يضمن التوفيق بين حق المالك
في الحصول على رخصة البناء ومصلحة الدولة في تنزيل مخططاتها العمرانية؟
تتفرع عن هذه االشكالية مجموعة من األسئلة الفرعية حول تعريف رخصة البناء ،والمسطرة
المتبعة من أجل الحصول عل يها ،والقرارات االدارية المتخذة بشأنها وطرق الطعن في حالة
رفضها.
ستتم محاولة االلمام باإلشكالية الرئيسة وكذا األسئلة المتفرعة عنها وفق التصميم التالي:
مهما تعددت التعريفات الفقهية ،ف انه يمكن تعريف رخصة البناء بأنها تصرف إداري صادر
عن الجهات اإلدارية المختصة غايته األصلية أن تثبت اإلدارة وتتيقن من أن المشروع أو
2اشرف توفيق شمس الدين ،شرح قانون توجيه وتنظيم أعمال البناء ،دار الطبع ،1996،ص15
3عبد الناصر توفيق العطار ،تشريعات تنظيم المباني ،مطبعة السعادة ،197،ص 80
4
أشغال البناء و التشييد موضوع طلب الرخصة ال تخالف األحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة
بالتهيئة والتعمير .
أما القضاء فقد عر ف رخصة البناء في العديد من أحكامه حيث نجد القضاء الفرنسي عرف
رخصة البناء في حكم صدر له عن محكمة الجنايات تولوز بتاريخ 07فبراير ،1947بأنها:
ترخيص إداري وإجراء من إجراءات الضبط اإلداري وتعني الترخيص بعمل أي السماح
بالقيام بعمل وليس لها عالقة بحق الملكية ،أي أنها ال تمنح الحق بالملكية وليس لها أي اثر فيما
يتعلق بملكية األراضي4.
وعليه فان فإن رخصة البناء واجبة لتشييد البنايات وبعض األشغال المرتبطة بها أو ادخال
تغييرات على المباني القائمة
4منصوري كريمة ،رخصة البناء كالية رقابة في مجال التهيئة و التعمير ،جامعة بيسكرة كلية الحقوق و العلوم السياسية السنة الجامعية -2015
،2016مذكرة لنيل الماستر تخصص قانون اداري ص80
5المصطفى المعمر ،أحمد أجعون"،اعداد التراب الوطني والتعمير"ص242
6ادريس القاسمي ،خالد المير "،الشرطة االدارية سلسلة التكوبن االداري الجماعات والسلطة المحلية "بدون طبعة دون سنة ص85
5
بالرجوع إلى مقتضيات القانون 90-12المتعلق بالتعمير نجدها صريحة في تخويل رئيس
المجلس الجماعي صالحية تسليم رخصة البناء هذا ما نصت عليه المادة 41التي عدلت
وتممت بموجب القانون 12.66والتي جاء فيها "يسلم رخصة البناء رئيس المجلس الجماعي
".
وقد أعطى المشرع لرئيس المجلس الجماعي إمكانية تفويض هذا االختصاص بقرار مكتوبا
إلى مساعد أو عدة مستشارين جماعيين .ويتم نشر القرارات أو تبليغها إلى علم األفراد بجميع
7
الوسائل المالئمة
واستنادا إلى مقتضيات الظهير الشريف رقم 1.84.150بتاريخ 2اكتوبر 1984المتعلق
باألماكن المخصصة إلقامة شعائر الدين اإلسالمي وبناءا على الفصل 2منه ،فان كل من
يرغب في بناء أو توسيع مسجد أو غيره من األماكن المخصصة إلقامة شعائر الدين اإلسالمي
البد من الحصول على رخصة البناء من عامل العمالة أو اإلقليم المعني بعد أخد رأي مصالح
وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ووزارة التعمير وقد خول الميثاق الجماعي للعامل أن
يحل محل رئيس المجلس الجماعي في حالة رفضه وامتناعه عن القيام بأعماله .8وبشاْن هذا
الرفض أن يضر بمصالح األفراد أو يترتب عليه التملص من مقتضى تشريعي آو تنظيمي
المس بالمصلحة العامة.
ومن جهة أخرى يمكن لسلطة المحلية كذلك في بعض الحاالت تسليم رخص البناء بناءا على
المادة 113من القانون 113.14والتي تنص ......يمارس باشا كل الجماعات المنشور
الصالحيات المسندة بمقتضى هذا القانون التنظيمي إلى رؤساء المجالس الجماعية .ومساعده
يمكن اْن يفوض إليه جزءا من صالحيته وينوب عنه إذا تغيب أو عاقه عائق.
www.tagorapress.com 7صالح الدين الكوزابي "،رخصة البناء بالمغرب "وضوابطه العامة" مقال منشور بالموقع
8مسطرة الحلول ال تطبق اال بعد ان يلتمس العامل من رئيس المجلس القيام بمهامه وفي حالة رفضه يحل محله ويقوم بذلك بصفة تلقائية.
6
حدد المشرع المغربي من خالل المقتضيات القانونية المنظمة لمجال التعمير نطاق الزامية
الحصول على رخصة البناء في الوسطين الحضري (أوال) والقروي (ثانيا) .
أوال :المجال الحضري
نص المشرع المغربي بشكل صريح في المادة 40من القانون 12.90المجال الترابي الذي يستلزم
الحصول على رخصة البناء قيبل تشييد أو القيام بالبناء بحيث نصت المادة على أنه :
يمنع القيام بالبناء دون الحصول على رخصة لمباشرة ذلك :
−داخل الدوائر المنصوص عليها في المادة األولى أعاله وفي المناطق المشار إليها
في ب) من المادة 18من هذا القانون التي تكتسي صبغة خاصة تستوجب خضوع
تهيئتها لرقابة إدارية؛
−خارج الدوا ئر المنصوص عليها في البند السابق والتجمعات القروية الموضوع
لها تصميم تنمية :على طول السكك الحديدية وطرق المواصالت غير الطرق
الجماعية إلى غاية عمق يبلغ كيلومترا ابتداء من محور السكك الحديدية والطرق
اآلنفة الذكر ،وعلى طول حدود الملك العام البحري إلى غاية عمق يبلغ خمسة
كيلومترات ؛
−داخل التجزئات المأذون في إحداثها عمال بالتشريع المتعلق بتجزئة األراضي
وتقسيمها وإقامة المجموعات السكنية.
ويجب الحصول على رخصة البناء كذلك في حالة إدخال تغييرات على المباني القائمة
إذا كانت التغييرات المزمع إدخالها عليها تتعلق بالعناصر المنصوص عليها في الضوابط
المعمول بها.
يظهر جليا ان المشرع المغربي جعل الحصول على رخصة البناء أمرا الزاميا قبل تشييد
أي بناء ما يفسر الحرص الشديد للمشرع ومختلف المؤسسات المتدخلة في ميدان التعمير
وإيالئهم أهمية بالغة لضبط هذا المجال بحيث يعتبر أرضية أساسية لمختلف المشاريع سواء
الصناعية منها أو االجتماعية والنعكاسه على استثمار الرصيد العقاري وتحديد البنيات
األساسية والوسائل الكفيلة بتعزيز دينامية مسلسل النمو الذي يعرفه مجال التعمير وفق سياسة
عقارية مرتكزة على استراتيجية عقالنية.
وهو النهج الذي سار عليه العمل القضائي من خالل مختلف االحكام والقرارات الصادرة
عن كافة محاكم المملكة بزجر كل من خالف مقتضيات األحكام المتعلقة برخصة البناء والتدقيق
على المقتضيات المنصوص عليها في في مدونة التعمير كما جاء في قرار لمحكمة النقض
التي جاء في أحد قراراتها '' بمقتضى المادتين 41و 48من القانون رقم 12.90المتعلق
بالتعمير فان رخصة البناء يسلمها رئيس مجلس الجماعة القروية المزمع اقامة البناء على
أرضها بتنسيق مع رئيس الجماعة الحضرية ،وفي حالة سكوت رئيس مجلس الجماعة تعتبر
رخصة البناء مسلمة عند انقضاء شهرين من تاريخ ايداع طلب الحصول عليها ،والمحكمة لما
ألغت الحكم االبتدائي القاضي باإلدانة والحكم من جديد ببراءة المطلوب في النقض اعتمادا
7
على أنه هذا األخير قدم طلب الرخصة الى الوالي والعامل ،والحال أنه ال يوجد أي نص في
قانون التعمير يعطي لغير رئيس مجلس الجماعة الحق في تلقي طلبات منح رخصة البناء،
يكون قرارها غير مرتكز على أي أساس ومشوبا بفساد التعليل.9
9
قرار عدد 1267الصادر بتاريخ 25دجنبر 2014في الملف الجنحي عدد 2013/11/6/19735مجلة ملقات عقارية العدد 6ص44
10
الدكتور الحاج شكرة الوجيز في قانون التعمير المغربي مطبعة دار القلم الطبعة الخمسة 2010ص117
8
تكتسي عملية تحديد األشغال والبنايات التي تستلزم رخصة البناء أهمية بالغة على المستوى
العملي اال ان هذه االهمية تصطدم بواقع عدم تنصيص المشرع المغربي وتحديده لهذه األشغال
التي تستوجب الحصول على رخصة البناء قبل تشييدها ،فالبرجوع الى القانون 12.90
المتعلق بالتعمير وظهير 1960المتعلق بتوسيع العمارات القروية ال وجود ألي تحديد يهم
األشغال الخاضعة لهذه الرخصة وحتى عند الرجوع للفصول القانونية التي تهم هذه الوثيقة
يالحظ استعمال عبارات وألفاظ عامة من قبيل البناء وأصناف البناء والمبنى والمباني وعملية
البناء ...الشيء الذي يجعل المقبل على تشييد بناء ما حائرا حول ما اذا كان معنيا بهذه
الرخصة أو ال ،وهي نفس الحيرة التي تنتاب الباحث والمهتم وحتى المسؤولين المختصين
عند تعاملهم مع نوع البنايات واالشغال الواجب اخضاعها لرخصة البناء ،الشيء الذي استلزم
ايجاد حل تشريعي لتجاوز هذا االشكال وهو ما تم القيام به من خالل القانون رقم 47.06
المتعلق بجبايات الجماعات المحلية الذي حدد في المادة 54عمليات البناء في االتي:
_ عمارات السكن الجماعية أو المجموعات العقارية والعقارات المعدة لغرض صناعي أو
تجاري أو مهني أو إداري .
_ المساكن الفردية
_ عمليات الترميم
ولتجاوز ذلك تم اصدار مرسوم رقم 2.13.242والذي تم نسخه بالمرسوم 2.18.577
المتعلق بالموافقة على ضابط البناء العام ،الذي حدد الئحة بشأن البنايات واألشغال الخاضعة
لرخصة البناء وطريقة دراسة ملف طلب الرخصة مسطرتين حسب الحاالت ،مسطرة
المشاريع الكبرى( ،)1ومسطرة المشاريع الصغرى( ،)2من خالل المادة 17منه:
بالنسبة للبنايات التي يتطلب انجازها الحصول على رخصة البناء في اطار المشاريع -1
الكبرى :
_ المشاريع المزمع انجازها من طرف االدارات أو الجماعات أو المؤسسات أو المقاوالت
العمومية أو لحسابها ،سواء كانت مشاريع تهدف الى تمكنها من القيام بنشاطها األساسي أو
مشاريع ذات طابع ثانوي بالمقارنة مع هذا النشاط ،وتدخل في هذا الباب على سبيل المثال
ال الحصر ،مشاريع البناء والتهيئة العمرانية اآلتية:
_البنيات االدارية المعدة لممارسة نشاط مرفق عمومي.
_البنايات المعدة لممارسة نشاط مؤسسات تساهم فيها الدولة بكيفية مباشرة أو غير مباشرة
أو تمارس عليها نوعا من المراقبة
9
_ تجهيزات الصحة العمومية كالمستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات والمصحات
التي سيتم انجازها كليا أو جزئيا من طرف الدولة أو الجماعات أو المؤسسات العمومية .
بالنسبة للبنايات واألشغال التي يتطلب انجازها الحصول على رخصة البناء المتعلقة -2
بالمشاريع الصغرى :
_السكن الفردي مثال فيال أو جناح أو دار ،وبصفة عامة كل عمارة يقل علوها أو يعادل 15
م (طابق سفلي+طابقان علويان) بما فيها المنشآت العلوية والتي تقع في تجزئة غير قانونية
تمت اعادة هيكلتها طبقا لمقتضيات الباب الثاني من القانون رقم 25.90المتعلق بالتجزئات
العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات والخاص باعادة هيكلة التجزئات غير
القانونية.
_بناية أو تهيئة محل ذي طابع تجاري أو صناعي من الصنف الثالث ،سيتم انجازه على
مساحة اجمالية تقل مساحة أرضيتها عن 2500متر وعلوها عن 5.50م كالدكاكين
ال مخصصة للتجارة بالتقسيط والمقاهي وقاعات الشاي والمقشدات والمخابز والمطاعم
الصغيرة ...
تبقى االشارة الى أن قانون 12.90استثنى من خالل المادة 63بعض األشغال من الحصول
على رخصة البناء كونها أشغال تتسم باهتمام ودراسات دقيقة واستشارات متقدمة قبل إنجازها.
المبحث الثاني :أحكام المسطرة المتبعة للحصول على رخصة البناء
تمر المسطرة المتبعة للحصول على رخصة البناء والشكليات التي تستلزمها هذه المسطرة
(المطلب األول) اال ان الطلب ال يقبل دائما ما يود معه الطالب اللجوء للقضاء من أجل الطعن
في قرار رفض طلبه (المطلب الثاني)
المطلب األول :مسطرة إيداع ودراسة ملف طلب رخصة البناء
تعد مسطرة إيداع ودراسة ملف طلب رخصة البناء من بين أهم صور الرقبة اإلدارية في
مجال التعمير من خالل فرض مجموعة من اإلجراءات وذلك من اجل ضمان إقامة نسيج
عمراني متناسق ومالئم للعيش ،وخال من مظاهرو شوائب البناء الفوضوي و العشوائي .
ولدراسة ملف طلب رخصة البناء يتعين على صاحب المصلحة إيداع الوثائق المكونة للملف
(الفقرة األولى ) لتتم دراستها من لدن الجهات المختصة (الفقرة الثانية )وكذا القرارات المتخدة
(الفقرة الثالثة).
الفقرة األولى :إيداع ملف طلب رخصة البناء
10
يودع الملف من طرف صاحب المصلحة أو المهندس صاحب المشروع أو كل شخص تم
انتدابه لهذا الغرض بمكتب ضبط الجماعة المعينة مقابل وصل إيداع الذي يعتبر بمثابة شهادة
استالم الملف .
وفي حالة تواجد الشباك الوحيد تتم عملية اإليداع بمكتب ضبط الشباك الوحيد في هذه الحالة
فان وصل اإليداع يتضمن تاريخ اجتماع لجنة الدراسة طبقا للمادة 20من مرسوم 2.13.424
بالموافقة من ضابط البناء العام .ويبقى قبول الملف مشروطا بتقديم مجموعة من الوثائق منها
وثائق أساسية وضرورية وقت اإليداع (أوال) ومنها وثائق تكميلية ضرورية قبل تسليم رخصة
البناء (ثانيا).
أوال :الوثائق األساسية
يستلزم طاب رخصة البناء مجموعة من الوثائق األساسية تتمثل فيما يلي :
طلب يحمل توقيع صاحب الشأن أو المهندس واضع تصور المشروع أو كل •
شخص تم انتدابه لهذا الغرض .
مذكرة المعلومات مسلمة من طرف الوكالة الحضرية بالنسبة لمسطرة •
المشاريع الكبرى
شهادة ملكية البقعة أو البناء القائم المزمع تغيره أو كل وثيقة تقوم مقامها أو •
تخول لصاحب الشأن حق القيام بالبناء أو التغير المزمع انجازه .
تصميم مسلم من طرف الوكالة الوطنية للمحافظة على األمالك العقارية و •
المسح العقاري والخرائطية تعين فيه حدود األرض في حالة ما إذا كان العقار
محفظا أو تصميم طبوغرافي في هذه الحالة ما إذا لم يكن العقار محفظا .
تصميم لوضع البقعة العنية ،اذا اقتضى الحال يتضمن وجهتها ،والطرق •
11
الموصلة اليها مع بيان أسمائها ومعالم تمكن من تحديد موقعها .
تصميم البناء يشمل جميع طوابق البناية و الطوالق السفلية وكذا السطوح •
بقياس ال يقل100/1
11قرار مشترك لوزير التعمير واعداد التراب الوطني ووزير الداخلية رقم 3214.13الصادر باالجريدة الرسمية عدد 6219بتاريخ 16يناير
2014
11
ثانيا :الوثائق التكميلية الالزمة قبل تسليم رخصة البناء
إلى جانب الوثائق األساسية يستلزم طاب رخصة البناء وثائق تكميلية تتمثل فيما يلي :
جذاذة تعريف تحمل توقيعا مصححا لصاحب المصلحة ✓
الملف التقني المتعلق بربط البنايات بالشبكة العامة لالتصاالت السلكية والالسلكية العامة إذا
كان األمر متعلق بعمارة مهما كان نوعها أو الغرض المخصص له تتكون من أربع مستويات
على األقل
التصاميم التقنية المعدة من طرف المهندسين المختصين و المتعلقة بهيكل واستقرار ✓
المباني ومتانتها وفقا للضوابط المعمول بها .
نسخة من المعاينة التصفيف اذا كان البناء المزمع القيام به محاذيا لطريق عمومي ✓
12
نسخ من وصل األداء على الخدمات المؤدى عنها . ✓
12
ويتكون أعضاء الشباك الوحيد من ممثلين عن كل من العمالة ،الجماعة والوكالة الحضرية.
واذا تعلق األمر بمشروع يندرج في إطار المشاريع الكبرى ينضاف الى اللجنة المكونة للشباك
الوحيد .
: 2اللجنة اإلقليمية للتعمير
تحدث لجنة أو لجان على صعيد العمالة أو االقليم لدراسة ملفات طلبات الترخيص بالجماعات
14
التي تقل من حيث الكثافة السكانية 50000نسمة .
وتجدر اإلشارة الى انه يمكن االتفاق مع االدارة المعنية وبطاب من رئيس المجلس أن يحدث
15
بالجماعة التي يقل سكانها او يساوي 50.000نسمة شباك وحيد لرخص التعمير
والمالحظ أن دراسة ملفات طلبات الترخيص بالشباك الوحيد او اللجنة االقليمية للتعمير توكل
الى هيئة مديرية تتكون من أعضاء دائمين غير دائمين.
بالنسبة لألعضاء الدائمون بلجان الدراسة نجد لجنة دراسة المشاريع الصغرى ويراد بها
السكن الفردي مثال فيال أو جناح أو دار أو بصفة عامة كل عمارة يمثل علوها أو يعادل
11.50م طابق سفلي +طابقان علويان بما فيها المنشآت العلوية والتي تقع في تجزئة عقارية
16
والمجموعات السكنية .
الفقرة الثالثة :القرارات المتخذة بشأن تسليم رخصة البناء
وبعد دراسة الملف من طرف الجهات المخولة لها ذلك ،تتخذ السلطات التي لها الحق في منح
رخصة البناء إما قرار القبول (أوال) أو قرار رفض طلب الرخصة (ثانيا )
أوال :القرار الصريح
في هذه الحالة يمنح رئيس المجلس الجماعي رخصة البناء بشكل صريح بعد التأكد من احترام
الطلب لجميع المقتضيات التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل ،بما في ذلك المقتضيات
17
الخاصة بتصميم التهيئة و ضوابط البناء .
ثانيا :القرار الضمني
13
القاعدة أن رخصة البناء تمنح بشكل صريح من طرف السلطة المختصة لطلبها ،وذلك فان
سكوت رئيس المجلس الجماعي عند انقضاء مدة شهرين من تاريخ ايداع ملف طلب الحصول
على رخصة البناء يعتبر بمثابة قبول ضمني لها .
ثالث :القرار المقيد
إلى جانب الرخصة الصريحة والرخصة الضمنية نجد الرخصة المقيدة التي أوجدتها الممارسة
العملية وبعض المناشير والدوريات ،الخاصة المنشور رقم 2000/1500الذي رخص بمنح
رخص البناء بتحفظ أو أكثر ،وهي ما يطلق عليها اسم الرخصة المشروطة أو المقيدة .
ويلجأ إليها رئيس المجلس الجماعي بعد دراسة الملف ،حيث ال ترى اللجنة داعيا لرفض
الملف ما دام يكن االستجابة لبض المالحظات في وقت الحق ،ويشمل قرار الترخيص على
التحفظات ،والتي يجب أن تكون قانونية والزمة للمشروع بشكل خاص والمصلحة العامة
18
بشكل عام.
المطلب الثاني :الطعن باإللغاء في رخص البناء
قد يصطدم المطالب برخصة البناء لقرار اداري غير شرعي صادر عن سلطة ادارية وأمام
هذا الوضع يلجأ لدعوى االلغاء باعتبارها الوسيلة القضائية الوحيدة المخولة له للطعن في هذا
القرار ،ولعل أبرز القرارات التي تتعرض للطعن في هذا الشأن غالبا ما تتخذ شكل قرار
رفض منح الترخيص بالبناء ويكون هذا األخير اما صريحا (فقرة أولى) واما ضمنيا (فقرة
ثانية).
الفقرة األولى :الطعن في الرفض الصريح لرخص البناء
كلما تأكد رئيس المجلس الجماعي عدم توفر المشروع على الشروط المنصوص عليها بموجب
القوانين المؤطرة لميدان التعمير خصوصا الواردة منها في تصاميم التنطيق وتصاميم التهيئة،
وبعد أخذ اآلراء والحصول على التأشيرات المقررة بموجب األنظمة الجاري بها العمل ،أمكن
له أن يرفض تسليم رخصة البناء بشكل صريح،19اما في حالة مخالفته لذلك ورفضه لتسليم
رخصة البناء يكون قراره معرضا للطعن باإللغاء أمام المحاكم االدارية ،التي تكون لها
الصالحية في حالة عدم بناء قرار رفض تسليم رخصة البناء على أساس قانوني سليم أن
تتصدى له وتقوم بإصدار حكم الغائه ،اما في حالة صحة المبررات كأن يكون الرفض بناء
على مخالفة المشروع لتصميم التهيئة الذي تبقى االدارة ملزمة بالتقييد بمحتواه فتصرح
المحكمة برفض الطعن ،كذلك هو األمر بالنسبة للقرى المزودة بتصميم التنمية والتي يكون
14
البناء فيها متوقفا عن الحصول على رخصة البناء من طرف المجلس القروي المعني هو
االخر بتبرير أي رفض لرخصة البناء تبريرا قانونيا ومنطقيا ،وهوما تؤكد عليه صراحة
المادة 36من ضابط البناء العام ،والمادة االولى من القانون رقم 01.03بشأن الزام االدارات
العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها االدارية بحيث جاء فيه
"تلتزم ادارات الدولة والجماعات الم)حلية وهيآتها والمؤسسات العمومية والمصالح التي عهد
اليها بتسيير مرفق عام بتعليل قراراتها االدرارية الفردية السلبية الصادرة لغير فائدة المعني
المشار اليها في المادة الثانية تحت طائلة عدم الشرعية ،وذلك باالفصاح في صلب هذه
القرارات عن االسباب القانونية والواقعية الداعية الى اتخاذها" .والتعليل في هذا الجانب هو
أمر بديهي البد منه حتى يكون المرتفق على بينة من أمره واضفاء الشفافية على مقررات
االدارة وابعاد كل أشكال الضبابية عن هذه القرارات التي تمس بشكل مباشر بحقوق المرتفق،
وهو ما أقرته المحكمة االدارية بالرباط بما يلي "حيث انه من المتفق عليه فقها وقضاء أنه
البد لكل قرار اداري من سبب ،والسبب هو تلك الوقائع المادية التي تبرر صدوره وعلى
20
االدرة اثبات ذلك ،واال اعتبر تصرفها تجاوزا في استعمال السلطة يبرر الغائه"
الفقرة الثانية :الطعن في الرفض الضمني لطلب الترخيص بالبناء
ألزمت مقتضيات المادة 41من المرسوم رقم 21577.18.2رئيس مجلس الجماعة في حالة
رفض منح الرخصة اخبار صاحب الشأن بذلك اال أن ذلك ا يتحقق في بعض األحيان ويواجه
الطلب بالسكوت.
بالتالي ال يكون هذا األخير على علم حول ما اذا قبل طلبه أو رفض ،ففي هذه الحالة القاعدة
هي أن سكوت االدارة عن الطلب الموجه اليها من أجل الحصول على قرار اداري معين.
اال انه وفي الحالة هاته بناء على خصوصية الوثيقة المطلوبة فاألمر يختلف كون المشرع
وبموجب المادة 48من القانون 12.96أقر منح الرخصة بصفة ضمنية يسري عليها ما يسري
على الرخصة الصريحة شريطة أن تكون مستوفية لكافة الشروط وهو نفس النهج الذي سارت
عليه مقتضيات الفصل 7من ظهير 1960المتعلق بتنمية العمارات القروية الذي نص على
أنه في حالة سكوت االدارة ،فان رخصة البناء تعتبر ممنوحة بعد انصرام أجل شهرين من
تاريخ ايداع الطلب بموجب تسلم وصل لطالب الرخصة.
وهو ما كرسته محكمة النقض بموجب القرار عدد 5الصادر بتاريخ 07يناير 2016في
الملف االداري عدد 2013/1/4/1560الذي جاء فيه "لما كان طلب رخصة البناء
حكم المحكمة االدارية بالرباط رقم 151الصادر بتاريخ 2000/02/3ملف عدد 96/603غ
20
21
صادر في 8شوال 12( 1440يونيو )2019بالموافقة على ضابط البناء العام المحدد لشكل وشروط تسليم الرخص والوثائق المقررة بموجب
.النصوص التشريعية المتعلقة بالتعمير والتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات والنصوص الصادرة لتطبيقها
15
المرفوع الى رئيس المجلس البلدي قد بقي بدون جواب رغم مرور 60يوما ،فان المحكمة
عندما اعتبرت ذلك بمثابة اذن ضمني بالبناء ،تكون قد طبقت مقتضيات المادة 48من قانون
التعمير ،وعللت قرارها تعليال كافيا"22
فإقرار المشرع األجل القانوني المقرر في 60يوما والرخصة الضمنية يكون صائبا اذا ما تم
النظر اليه من زاوية حماية المصلحة الخاصة للمرتفق وعدم تعطيل مصالحه المتمثلة في
استغالل العقار الذي يملكه من جهة والدفع بالمصالح االدارية للتعامل بنوع من السرعة في
البت في طلبات رخصة البناء داخل أجل معقول حماية للمجال العمراني من كل بناء غير
مشروع .
خاتمة
كخالصة لما سبق ذكره فإن رخصة البناء من القرارات االدارية التي أثارت العديد من
االشكاليات سواء أمام االدارة أو القضاء وعدم تضمين نصوص التعمير الحالية لمقتضيات
مفصلة وواضحة بخصوص مختلف الجوانب المتعلقة برخصة البناء ليخلق العديد من المشاكل
للسلطات المختصة والمعنيين بملفات الطلبات ويعقد المسألة على مجال التعمير وبشكل وأنماط
تطور البناء فيه .وعلى الرغم من تعدد النصوص المرتبطة بالتعمير والبناء ومختلف جوانبه
فقد بات من الضروري سن قوانين خاصة بالبناء و المباني كما هو الحال ففي فرنسا ومصر
وتونس وغيرها .
16
التصميم:
مقدمة
17
الئحة المراجع
_ عبد العزيز الزين "بعض مقومات استراتيجيات التعامل مع السكن العشوائي الصلب
بالمغرب حصيلة وافاق" رسالة لنيل دبلوم السلك العالي للمدرسة الوطنية لإلدارة العمومية،
. 1984
_ أشرف توفيق شمس الدين ،شرح قانون توجيه وتنظيم أعمال البناء ،دار الطبع .1996،
_عبد الناصر توفيق العطار ،تشريعات تنظيم المباني ،مطبعة السعادة .1997
_منصوري كريمة ،رخصة البناء كالية رقابة في مجال التهيئة و التعمير ،جامعة بيسكرة
كلية الحقوق و العلوم السياسية السنة الجامعية ،2016-2015مذكرة لنيل الماستر تخصص
قانون اداري .
_المصطفى المعمر ،أحمد أجعون" ،اعداد التراب الوطني والتعمير ،مطبعة وراقة سجلماسة
2018/2017
_ادريس القاسمي ،خالد المير "،الشرطة االدارية سلسلة التكوبن االداري الجماعات والسلطة
المحلية "بدون طبعة دون سنة .
_مجلة ملفات عقارية العدد 6مطبعة ومكتبة األمنية الرباط دون ذكر السنة.
_www.tagorapress.com.صالح الدين الكوزابي "،رخصة البناء بالمغرب
"وضوابطه العامة" مقال منشوربالموقع،تاريخ االطالع 27ماي2020الساعة.14:30
-مصطفى بلكوزي ،رقابة قضاء المشروعية على رخصة البناء ،مقال منشور بمجلة
المنارة عدد ،11أكتوبر. 2015،
الدكتور الحاج شكرة الوجيز في قانون التعمير المغربي مطبعة دار القلم الطبعة الخمسة
2010
18