Professional Documents
Culture Documents
" -1ﺗﺷﺗﻣل اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ :ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺑﯾن اﻹﺟراءات اﻟواﺟﺑﺔ
اﻹﺗﺑﺎع ،ﺑﮭدف اﻟﺗﺣﻘق ﻣن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﺿﺑط ﻣرﺗﻛﺑﮭﺎ ،وﺗﻘدﯾﻣﮫ ﻟﺟﮭﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ،
واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ .ﻛﻣﺎ ﺗﮭدف ھذه اﻹﺟراءات إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧطر اﻟﻣﺟرﻣﯾن ،واﻟﻛﺷف ﻋن
ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم ،وإﻧزال اﻟﻌﻘﺎب ﺑﮭم ،وﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑريء ﻣن أن ﯾدان دون وﺟﮫ
ﺣق ،وأﯾﺿﺎ ً ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﮭم ﻣن أن ﺗﺗﺧذ ﺿده إﺟراءات ﻓﯾﮭﺎ اﻣﺗﮭﺎن ﻟﻛراﻣﺗﮫ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﺣﻣﺎﯾﺗﮫ
ﻣن ﻋﻘوﺑﺔ أﺷد ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺣﻘﮭﺎ؛ وﻣن ﺛم ﯾﺗطﻠب اﻟﺗﺣﻘﯾق إﺟراءات ﻣﺗﺄﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌدد ﻓﯾﮭﺎ
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ،وﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﮫ ﺗﻛﻔل ﻓﯾﮭﺎ ﻓرص اﻟدﻓﺎع) (.
وﺗﻌد ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣراﺣل ﺗﻌﻘﯾداً ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ؛ ﻧظراً ﻟﺗﻧوع
إﺟراءاﺗﮭﺎ ،وﺗﻌدد اﻟﺟﮭﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﻛوﻧﮭﺎ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺗﻌرض ﻓﯾﮭﺎ ﺣﻘوق ،
وﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ﻟﻠﻣﺳﺎس ﺑﮭﺎ ،ﻓﺗﺗﻘﯾد ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺗﮭم ﺑﺎﻟﺣﺑس اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ،وﺗﻧﻛﺷف أﺳراره،
وﯾﺗﻌرض ﻣﺳﻛﻧﮫ وﺷﺧﺻﮫ ﻟﻠﺗﻔﺗﯾش ،ورﻏم ذﻟك ﻛﻠﮫ ﻗد ﯾﻧﺗﮭﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﻔظ
اﻟدﻋوى ،أو اﻷﻣر ﺑﺄﻧﮫ ﻻ وﺟﮫ ﻹﻗﺎﻣﺗﮭﺎ ،أو ﺑﺑراءة اﻟﻣﺗﮭم ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ .ﻓﻣﺛل ﺗﻠك اﻹﺟراءات _
ﺑﻼ ﺷك_ ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺳﺎس ﺑﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ،وﺗﺷﻛل اﻓﺗﺋﺎﺗﺎ ً ﻋﻠﻰ ﺣرﻣﺔ اﻟﻣﺳﻛن ،واﻟﺣﻘوق اﻷﺧرى؛
وﻣن ﺛم ﯾﺟب إﺣﺎطﺗﮭﺎ ﺑﺳﯾﺎج ﻣﻧﯾﻊ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت؛ وذﻟك ﻟﻛﻲ ﺗﻣﺎرس ھذه اﻹﺟراءات ﺑﺷﻛل
ﯾﺿﻣن اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن ﺣق اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻟوﺻول ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﺣق اﻟﻣﺗﮭم ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺗﮫ ﻣن ﺗﻌﺳف
اﻟﺳﻠطﺔ؛ إذ إن ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ھﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،واﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ ،وھذا ﻣﺎ ﯾﻧﺷده اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ،
دون أدﻧﻰ ﻣﺳﺎس ﺑﺄﺻل اﻟﺑراءة ،واﻟذي ﯾُﻌ ّد ﺣﻘﺎ ً أﺳﺎﺳﯾﺎ ً ﻟﻠﻔرد .وﻣن ﺛم ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن
ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋدم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ أي ﻓرد ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق دون وﺟﮫ ﺣق؛ ﻷن اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ أي
ﻓرد ،وﻟو ﻛﺎن ﻣﺗﮭﻣﺎً ،ھو اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ ،وﻣن ﺛم ﻻﺑد ﻣن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺗوازن ﺑﯾن
ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔرد؛ إذ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ،إﻻ إذا ﻛﺎﻧت
ھﻧﺎك أدﻟﺔ ﻣؤﻛدة ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺷﺧص ﻓﻌﻼً ﯾﻌده اﻟﻘﺎﻧون ﺟرﯾﻣﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺣﻣﻲ
اﻟﻣﺗﮭم ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ﻣن أﯾﺔ ﺗﺟﺎوزات) (.
ﻏﯾر ﻣﺗﺻل
ﻓﺈﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﺎد ًة ﻻ ﺗﺗﺧذ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ ،ﯾﻧﺷﺄ ﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣق اﻟدوﻟﺔ
ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ؛ ﻻﻗﺗﺿﺎء ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎب ،إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم اﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ،
وﻟﻛن ﯾﺟب ﻣراﻋﺎﺗﮭﺎ ﻣﻧذ ﻟﺣظﺔ ﺗﻠﻘﻲ ﺳﻠطﺎت اﻟدوﻟﺔ ﺑﻼﻏﺎ ً ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ؛ إذ ﺗﻘوم ﺑﻌد
ذﻟك ﺑﻣﮭﻣﺔ اﻟﺑﺣث ،واﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﻔﺎﻋل ،ﺛم ﺗوﺟﯾﮫ اﻻﺗﮭﺎم إﻟﯾﮫ ،ﺑﻌد أن ﺗﺛﺎر ﺣوﻟﮫ اﻟﺷﺑﮭﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺿﺎﻟﻊ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﺛم اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﮫ ،وﻓﺣص اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺿده ﺣﺗﻰ إذا ﻣﺎ
ارﺗﺄت ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛﻔﺎﯾﺔ ھذه اﻷدﻟﺔ أﺣﺎﻟﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﮫ .واﺗﺧﺎذ ﻣﺛل ھذا
ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﮭدﯾد اﻷﺑرﯾﺎء أو اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻵﻣﻧﯾن ﻓﻲ ﺣرﯾﺎﺗﮭم؛ إذ إن اﻟﻧﺎس ﺳواﺳﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون
ﻣﺻداﻗﺎ ً ﻟﺣدﯾث اﻟرﺳول ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ـ"" :اﻟﻧﺎس ﺳواﺳﯾﺔ ﻛﺄﺳﻧﺎن اﻟﻣﺷط ،ﻻ ﻓﺿل
ﻟﻌرﺑﻲ ﻋﻠﻰ أﻋﺟﻣﻲ إﻻ ﺑﺎﻟﺗﻘوى"" ،وﻣن ﺛم ﺗﻔﺗرض ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻌﮭم اﻟﺑراءة إﻟﻰ ﺣﯾن إﺛﺑﺎت اﻹداﻧﺔ
ﻣن ﻗﺑل ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق .ورﻏم أن اﻟﻌداﻟﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات ،إﻻ أن ذﻟك ﯾﺟب أن
ﻻ ﯾﻛون ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ً ﻓﯾﮫ ﻟدرﺟﺔ ﺗﺧل ﺑﺣق اﻟﻣﺗﮭم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﮫ) (.
وﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺣﺎط إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﻘﻲ اﻟﻣﺗﮭم ﻣن ﺗﻌﺳف
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق .وﻣن ﺛم ﻓﻘد ﺣرﺻت اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،واﻹﻋﻼﻧﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ،واﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،ﻋﻠﻰ ﺗﺿﻣﯾن ﻧﺻوﺻﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﮭم .وﻣن أوﻟﻰ ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ "" :اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺗﮭم اﻟﺑراءة""،
واﻟذي ﯾﻼزم اﻟﻣﺗﮭم طوال ﻓﺗرة اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺧذة ﺿده ،إﻟﻰ ﺣﯾن ﺻدور ﺣﻛم ﺑﺎت ﺑﺎﻹداﻧﺔ،
وأن ﺗﺑﻧﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟزم واﻟﯾﻘﯾن ،ﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد اﻟﺷك ،وأن اﻟﺷك ﯾﺟب أن ﯾﻔﺳر
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﮭم .وأﯾﺿﺎ ً ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺗﮭم ﺗﻌوﯾﺿﺎ ً ﻋﺎدﻻً ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺑﺳﮫ اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎً ،وﻣن ﺛم ﺻدور
ﻗرار ﺑﺄﻧﮫ ﻻ وﺟﮫ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى ،أو ﺻدور ﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑراءة .وأﯾﺿﺎ ً ﻣدى ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﯾﺎﺗﮫ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﺣرﻣﺔ ﻣﺳﻛﻧﮫ ،واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻛراﻣﺗﮫ ،وﻋدم اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻹﻛراه ﺿده.
-2ﺗﺑرز أھﻣﯾﺔ دراﺳﺔ ""ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﮭم أﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﻌودي
ـ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ"" ﻓﻲ ﺗﻧوع اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ ﺧﻼل ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،وﺗﻌدد اﻟﺟﮭﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﺑﮭﺎ؛ ﻓﺎﻟﻣﺣﻘق ﯾﻣﻠك اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻋدﯾدة ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،وھذه اﻹﺟراءات ﻓﻲ
أﻏﻠب اﻷﺣوال ُﺗ ﱠﺗﺧذ ﺿد اﻟﻣﺗﮭم ،وﺗﻣس ﺣﯾﺎﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺣرﯾﺗﮫ ،وذﻟك ﻗﺑل أن ﺗﺛﺑت إداﻧﺗﮫ أو
ﺑراءﺗﮫ .واﻟﻣﺣﻘق ﯾﻧوء ﺑﮭذا اﻟﻌبء ﻛﺿرﯾﺑﺔ ﯾدﻓﻌﮭﺎ ﻟﻛوﻧﮫ أﺣد أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذﯾن أﺿُﯾروا ﻣن
ً
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺗﮭم ﺧﻼل ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾواﺟﮫ اﻻﺗﮭﺎم ﺑﺷﻛل أﻛﺛر ﺟدﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر اﻟطرف اﻷﺿﻌف ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ؛ إذ ﯾواﺟﮫ
ﻣﺗﺻل ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺟﺑر واﻟﻘﮭر واﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺎﺗﮫ، ﺧﻼلﻏﯾر
واﻟﺗﻲ ﺗزاﯾدت ﺑﺷﻛل ﻣﻠﻣوس ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر ،إﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ أو ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻘﺻور ﻓﻲ ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون .وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺗﮭم ﺑﺣﺎﺟﮫ إﻟﻰ ﻗدر ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل
ﻟﮫ ﺳﯾﺎﺟﺎ ً ﺣﺻﯾﻧﺎ ً ﻣن أي اﻋﺗداء ﻋﻠﯾﮫ ،وذﻟك ﺑﮭدف اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
وﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﮫ أن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ دﻗﯾﻘﺔ ،ﺗﺗﻼﻗﻰ ﻋﻧدھﺎ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ :
ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻟوﺻول ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ وﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاء ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﮭم
ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋبء اﻻﺗﮭﺎم اﻟﻣوﺟﮫ إﻟﯾﮫ .وﻧظراً ﻟﻠﺗطور اﻟﮭﺎﺋل اﻟذي ﯾﺷﮭده اﻟﻌﺎﻟم اﻟﯾوم ﻣن ﺗﻘدم
ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﯾرﺗﺑط ﺑﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن؛ ﻛﺎﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻟﻠﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ واﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺟﮭﺎز اﻟﻧﻘﺎل
)اﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول( ،وھﻲ أﻣو ٌر ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺑﺷﻛل ﯾوﻣﻲ ،ﻓﺈن ذﻟك ﯾُﻔﺿﻰ
إﻟﻰ ﺿرورة أن ﺗﺣﺎط ﺗﻠك اﻷﻣور ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ،ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﮭﺎ،
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﻔرد ،وأﯾﺿﺎ ً ﻋدم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻋدم ﺗﻔﺗﯾﺷﮭﺎ إﻻ ﺑﺄﻣر ﻣﺳﺑب ﻟﮫ
ﻓﺎﺋدة ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﯾﻛون ﺑﺷﺄن ﺟرﯾﻣﺔ ﻣرﺗﻛﺑﺔ ،وأن ﯾﺗم ذﻟك ﺑﺣﺿور اﻟﻣﺗﮭم ﻻ ﻓﻲ
ً
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ھﻧﺎك ﺿﻣﺎﻧﺎت ﯾﺟب ﺗواﻓرھﺎ ﻟﻠﻣﺗﮭم؛ ﻣﻧﮭﺎ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ،واﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺗﮭﻣﺔ ﻏﯾﺑﺗﮫ.
اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﮫ ،وﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ أﺳراره ،وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺳﻛﻧﮫ ﻣن اﻻﻋﺗداء دون ﻣﺑرر أو
ﺳﺑب ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ﺗوﺿﯾﺢ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻔﺗﯾش اﻷﺟﮭزة وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﺑواﺳطﺗﮭﺎ.
ﻣن َﺛ ّم وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎرع أن ﯾﺿﻊ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﺗﻘف ﻋﻧدھﺎ ﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ ،ﻟﻛﻲ ﻻ ﺗﻧﺗﮭك
ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت؛ إذ إن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﮭﻣﮫ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟوﺻول إﻟﻰ ﻓﺎﻋﻠﮭﺎ ،واﻟﻣﺗﮭم ﻟﮫ ﻣﺻﻠﺣﺔ
ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﮫ وﺣرﯾﺎﺗﮫ ،وذﻟك ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﮭم ،ﻟذا ﻓﺈن اﻟدول ﺗﺑﯾن ﻋﺎد ًة ﺣدودھﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﻣﺑﺎﺷرﺗﮭﺎ ،وﺗﺣدد
اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾﮭم اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋﻧﮭﺎ ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن أي ﺗﻌ ٍد ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺣدود ﯾﻌد ﺟرﯾﻣﺔ
ﺗﺳﺗوﺟب ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﮭﺎ.
-3ﯾرﺟﻊ ﺳﺑب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺑﺎﺣث ﻟﮭذا اﻟﻣوﺿوع "" :ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﮭم أﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﻌودي ـ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ"" إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد إﻧﺷﺎء ھﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم) ( ،وﺻدور ﻧظﺎم ً اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻟﻣﺛل ھذه اﻟدراﺳﺔ،
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ) (؛ إذ أﺣدث اﻟﻧظﺎم اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﺳﻌودي ﻧﻘﻠﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ،ﺟﻌﻠﺗﮫ ﯾرﺗﻘﻰ إﻟﻰ
ﻣﺻﺎف اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘﺗﮫ ،إذ إﻧﮫ ﻟم ﯾُوﺟد ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻧظﺎم ﻣوﺣد ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻹﺟراءات
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺗﻌﺎﻣﯾم ﻣﺗﻧﺎﺛرة .وﻧظراً ﻷھﻣﯾﺔ ""ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﮭم أﺛﻧﺎء
ﻏﯾر ﻣﺗﺻل
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ"" ،ﻓﻘد ارﺗﺄى ﻟﻠﺑﺎﺣث دراﺳﺔ ﻣﺛل ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ،ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن
ﻣﻧﮭﺎ ،ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻹﯾﺿﺎح ﺟواﻧب اﻟﻘﺻور اﻟﺗﻲ ﺷﺎﺑت ﻧظﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺳﻌودي،
وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ھذا اﻟﻘﺻور ،ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﺣﻣﺎﯾﺔ أﻛﺑر ﻟﻠﻣﺗﮭم ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وأﻧﮫ اﻟطرف اﻷﺿﻌف ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ .وأﯾﺿﺎ ً ﻣﺎ ﺣدث ﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﺑﻌد إﻧﺷﺎء ھﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ،واﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ھﻲ
اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ؛ إذ ﻛﺎن اﻟﻣﺗﺑﻊ ﺳﺎﺑﻘﺎً ،أن ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻻﺳﺗدﻻل ،واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﺎً .وﻟﻛن ﺑﻌد إﻧﺷﺎء ھذه اﻟﮭﯾﺋﺔ ،أﺻﺑﺣت اﻟﺷرطﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﻣرﺣﻠﺔ
اﻻﺳﺗدﻻل .
ً
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ،ﻻ ﻧﻧﺳﻰ ﺑدورﻧﺎ ﻣﺎ أﺣدﺛﮫ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻣن ﺑﻌض اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ
ﻧﺻوص ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ""اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،145ﻟﺳﻧﺔ 2006م"" .واﻟﺗﻲ ﺗدل ﺑﻼ ﺷك
ﻋﻠﻰ اھﺗﻣﺎم اﻟﻣﺷرع ﺑﺗوﻓﯾر أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ،واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﮭم .وﻣن ھذه
اﻟﺗﻌدﯾﻼت ،ﻣﺎ ﺷﻣﻠﺗﮫ اﻟﻣﺎدة ) (124ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺑﯾﻧت أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز
اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﮭم ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﺣﺑس وﺟوﺑﺎ ً إﻻ ﺑﻌد دﻋوة ﻣﺣﺎﻣﯾﮫ ،ﻓﺈذا
ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ ﻣﺣﺎم ،ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻘق ﯾﻧدب ﻟﮫ ﻣﺣﺎﻣﯾﺎً .وأﯾﺿﺎ ً اﻟﻣﺎدة ) (134واﻟﺗﻲ ﺑﯾﻧت أن ﻗﺎﺿﻲ
دواع ﻟذﻟك) (.
ٍ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻ ﯾﺻدر أﻣره ﺑﺣﺑس اﻟﻣﺗﮭم اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ً إﻻ إذا ﺗواﻓرت ھﻧﺎك ﺣﺎﻻت أو
وأﯾﺿﺎ ً أﺿﯾﻔت ،إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﺎدة ﺟدﯾدة ﺑرﻗم ) (312واﻟﺗﻲ ﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ ﺗﻛﻔل
اﻟدوﻟﺔ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ً ﻣﺎدﯾﺎ ً ﻋن اﻟﺣﺑس اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﺑراءة اﻟﻣﺗﮭم ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻدور
ً
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑراءة ﻓﻲ ﺟرﯾدﺗﯾن واﺳﻌﺗﻲ اﻻﻧﺗﺷﺎر أﻣر ﺑﺄﻧﮫ ﻻ وﺟﮫ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى،
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وذﻟك إﻣﺎ ﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻣﺗﮭم أو أﺣد ورﺛﺗﮫ .ﻛل ھذه
اﻷﺳﺑﺎب أﺳﮭﻣت ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺑﺎﺣث ﻟﻣوﺿوع ""ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﮭم أﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ
ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﻌودي ـ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ"".
ﯾُﺿﺎف إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم أن اﻟﻣﻧظم اﻟﺳﻌودي ﻗد وﻓر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﻣﺗﮭم ﻓﻲ ﻧظﺎم
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟدﯾد ،إﻻ أن ھﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ إﯾﺿﺎح ،ﻛﻣﺎ أن
ﺑﻌض اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﻧص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﯾﮫ ،وﺑذﻟك ﺗﻛون دراﺳﺔ ھذا اﻟﻧظﺎم ،وﻣﻘﺎرﻧﺗﮫ ﺑﻐﯾره
ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻟﮭﺎ أﺛر طﯾب ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾﻠﮫ ،وﺗطوﯾره.
-4ﻗﺑل اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﻧﮭﺞ دراﺳﺗﻲ ﻟﮭذا اﻟﻣوﺿوع ،ﯾﻧﺑﻐﻲ أن أوﺿﺢ اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻲ واﺟﮭت
اﻟﺑﺎﺣث إﺑﺎن إﻋداد اﻟدراﺳﺔ ،إذ ﯾﺑدو أن ﻣوﺿوﻋﮭﺎ ﻣن اﻟﺳﮭوﻟﺔ ﺑﻣﻛﺎن ،ﺳواء ﻣن ﺟواﻧﺑﮫ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺔ أو اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ أو اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻏﯾر أن اﻟﺑﺎﺣث ﻗد واﺟﮫ ﺻﻌوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺎول ﻣوﺿوع
ﻏﯾر ﻣﺗﺻل
اﻟﺑﺣث ،ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻧدرة اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﺑﺎﻟﺷرح أﺣﻛﺎم ﻧظﺎم
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺳﻌودي؛ ﻣﻣﺎ أ ﱠدى إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ،ﺑﻌد ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص
اﻟﻣواد ،وﻋﻠﻰ ﻣﺷروع اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم.
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﺳﺄﻋﺗﻣد ﻓﻲ دراﺳﺗﻲ ﻟﮭذا اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟﺗﺄﺻﯾﻠﻲ ﻟﻧﺻوص
ً
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻟﻣﺻري، اﻟﻣواد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺳﻌودي،
واﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠدراﺳﺔ ،ﻣﻊ اﻟﺗطرق أﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﻟﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى ،إذ رأﯾت ﻟذﻟك
ﻣﻘﺗﺿﻰ ،وذﻟك ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﮭم أﺑﻌﺎدھﺎ وﻣدى ﻗﺻد اﻟﻣﺷرع ﻣﻧﮭﺎ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﮭﺎ
وﻓﺣﺻﮭﺎ ﺑﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻻﺳﺗﺟﻼء ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ وﺗﺣدﯾد ﻣوﻗﻔﮫ ﻣﻧﮭﺎ.
ﻗُ ُ
ﻣت ﺗﻘﺳﯾم ھذه اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻓﺻل ﺗﻣﮭﯾدي وﺑﺎﺑﯾن ،وﻗد ﺗﺣدﺛت ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي ﻋن -5
""ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ"" ،ﺛم ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻷول ""اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺗﮭم أﺛﻧﺎء
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ"" ،وﻗد ﻗﺳﱠﻣﺗﮫ إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن ،ھﻣﺎ :اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺗﮭم ،واﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﮭم اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ.
وأﻣﺎ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻓﻌﻧواﻧﮫ"" :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣﺗﮭم أﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺑﺗداﺋﻲ"" ،وﻗد ﻗﺳﱠﻣﺗﮫ إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن ،ھﻣﺎ :اﻟﻔﺻل اﻷول :ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣﺗﮭم ،واﻟﻔﺻل
اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻋدم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣرﻣﺔ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﺗﮭم اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺣرﯾﺗﮫ.
ﺛم أﻋﻘﺑت اﻟﺑﺎﺑﯾن ﺑﺧﺎﺗﻣﺔ ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ أھم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،واﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﮭﺎ ،ﺛم
أﺗﺑﻌﺗﮭﺎ ﺑﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ،ﺛم ﻓﮭرس ﺗﻔﺻﯾﻠﻲ ﺷﺎﻣل ﻟﻠﺑﺣث".
Powe re d by e Publishe r 2011
ﻏﯾر ﻣﺗﺻل