You are on page 1of 479

‫جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة مولـ ــود معمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـري ‪-‬تيزي وزو‪-‬‬

‫ّ‬
‫السياسيــة‬ ‫كلي ــة الحقــوق والعلــوم‬ ‫ّ‬

‫حرية الاستثمار في التجارة‬


‫الخارجية‬

‫أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‬


‫ّ‬
‫تخصص‪ :‬القانون‬

‫إشراف ألاستاذ الدكتور‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫زوايمية رشيد‬ ‫حجارة ربيحة‬
‫املشرف املساعد‬
‫ألاستاذ الدكتور دليباك فيليب‬

‫لجنة املناقشة‪:‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬إقلولي‪/‬أولد رابح صافية‪ ،‬أستاذة‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪---------------------------------------------‬رئيسة‬
‫أ‪.‬د‪.‬زوايمية رشيد‪ ،‬أستاذ‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية ‪ ---------------------------------------------‬مشرفا و مقررا‬
‫أ‪.‬د‪.‬داليباك فيليب‪ ،‬أستاذ‪ ،‬جامعة السربون‪ ،‬باريس‪ ----------------------------------------- 1‬مشرفا و مقررا مساعدا‬
‫د‪.‬حسين نوارة‪ ،‬أستاذة محاضرة أ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ --------------------------------------------‬ممتحنة‬
‫د‪.‬بري نوردين‪ ،‬أستاذ محاضر أ‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية ‪ -----------------------------------------------‬ممتحنا‬
‫د‪.‬عيساوي محمد‪ ،‬أستاذ محاضر أ‪ ،‬جامعة البويرة ‪ ---------------------------------------------------------------‬ممتحنا‬

‫تاريخ املناقشة‪2017/11/28 :‬‬


‫وإذا كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة‬
‫سورة البقرة‪ :‬الآية (‪)082‬‬
‫صدق هللا العظمي‬
‫الحمد هلل الذي أعانني على إتمام هذا العمل‪ ،‬فما كان لش يء‬
‫أن يتم إال بمشيئته‪.‬‬

‫أتقدم بالشكر والتقدير وعظيم الامتنان إلى أستاذي الفاضل‬

‫ألاستاذ الدكتور زوايمية رشيد‪ ،‬الذي‬


‫تفضل باإلشراف على هذه ألاطروحة و ملا‬
‫قدمه من دع ـ ـ ـ ـم وتـ ـ ـ ـشجيعات‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيمة و سديدة كان لها ألاثر البالغ‬
‫في إنهاء هذا العمل‪ ،‬فجزاه هللا عني بكل‬
‫خير بطول العمر والصحة والعافية‪،‬‬
‫وأدامك هللا في خدمة البحث واملعرفة‪.‬‬

‫شكر خاص ألعضاء لجنة املناقشة‬


‫مناقشة هذا العمل العلمي‬
‫لقبولهم لوو‬
‫تقديرا وعرفانا‬
‫أهدي ثمرة جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهدي إلى روح من فارقني وأنا في أعز مشوار‬
‫الحيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاة‪:‬‬

‫روح والدي الطاهرة تغمدها هللا برحمته وأسكنه فسيح جنانه‬

‫روح أختي الصغيرة ثنينة تغمدها هللا برحمته وأسكنها فسيح‬


‫جنانه‬

‫روح أختي خليصة تغمدها هللا برحمته وأسكنها فسيح جنانه‬

‫إلى أمي الغالية أطال هللا في عمرها‬

‫إلى زوجي و قرة عيني أوالدي أناريس وأمين‬

‫إلى كل إخوتي و أخواتي‬

‫إلى كل عائلتي‬

‫إلى كل من ساعدني ولو بكلمة طيبة‬

‫ربيحة‬
Remerciements
Mes remerciements s’dressent tout d’abord à
Mr le professeur DELEBECQUE Philippe qui a
accepté de codiriger cette thèse, il a su me donner
des conseils précis d’une inestimable utilité, ce
travail n’aurait jamais vu le jour, ni s’extérioriser
sans son aide précieuse, qu’il trouve ici toute ma
gratitude.

Toute ma reconnaissance s’adresse aussi à


Madame le professeur ROCHEFELD Judith,
Directrice de l’Institut de Recherche de la
Sorbonne, (I.R.J.S), université Paris 1, ainsi qu’à
toute l’équipe de l’institut pour leur accueil et leurs
encouragements.
‫قامئة اخملترصات‬
‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬

‫‪ ‬الجات‪ :‬الاتفاق العام للتعريفات الجمركية والتجارة‬

‫‪ ‬الخ‪ :‬إلى آخره‬

‫‪ ‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ :‬جريدة رسمية للجمهورية الجزائرية‬

‫‪ ‬د‪.‬ت‪.‬ن ‪ :‬دون تاريخ النشر‬

‫‪ ‬د‪.‬د‪.‬ن‪ :‬دون دار النشر‬

‫‪ ‬د‪.‬س‪.‬م‪ :‬دون سنة مناقشة‬

‫‪ ‬د‪.‬م‪.‬ن ‪ :‬دون مكان النشر‬

‫‪ ‬ص ص ‪ :‬من الصفحة رقم‪ ...‬إلى الصفحة رقم‪....‬‬

‫‪ ‬ص‪ :‬صفحة‬

‫‪ ‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ :‬قانون مدني جزائري‬

‫‪ ‬م ‪ :‬السنة امليالدية‬

‫‪ ‬مجلة إدارة‪ :‬مجلة املدرسة الوطنية لإلدارة‬

‫‪ ‬و‪.‬م ‪.‬أ ‪ :‬الواليات املتحدة ألامريكية‬

‫‪1‬‬
‫بالغة ألاجنبية‬:‫ثانيا‬

 A.A.D.P.I.C : Accord sur les Aspects des Droits de Propriété


Intellectuelle qui touchent au Commerce
 A.G.C.S: Accord Général sur le Commerce et liée au Service
 A.M.A : Accord sur les Mesures Anti Dumping
 AA : Accord sur l’Agriculture
 B M : Banque Mondiale
 CCI : Chambre de Commerce Internationale
 CE : Communauté Européenne
 F.M.I : Fonds Monétaire International
 G.A.T.S: General Agreement on Trade and Services
 G.A.T.T : Accord Général sur les Tarifs Douaniers et le Commerce /
General Agreement on Tariffs and Trade
 GZALE : Grande Zone Arabe de Libre Echange
 IBID ou IDEM: Dans la même référence (In Befor Indication Document)
 J.D.I : Journal du Droit International
 LGDJ : Librairie Générale de Droit et de Jurisprudence
 M.I.C : Accord sur les Mesures des Investissements et liées au
Commerce
 N°: Numéro
 O.M.C: Organisation Mondiale du Commerce.
 O.P.U: Office des Publications Universitaires
 O.R.D : Organe de Règlement des Différends
 OP .CIT: Référence Précédemment Citée (Opus Citatum)
 P : Page
 P.U.F: Presses Universitaires de France
 PP: de la Page N°… à la Page N°….
 RASJEP: Revue Algérienne des Sciences Juridiques Economiques et
Politiques
 S : Sous
 S.A.E : Sans Année Edition
 S.P.S : Accord sur l’Application des mesures Sanitaires et
Phytosanitaires
 T.R.I.M.S :Agreement on Trade Related Investment Measures
 Vol : Volume
2
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫تولي الدول املتقدمة منها والنامية اهتماما بالغا لقطاع التجـ ـارة الخارجية باعتب ـاره‬
‫عصب التجارة الدولية وإحدى معالم القوى والتنمية الاقتصادية‪ ،‬إذ يرب ـ ـ ـ ـط بين ه ـ ـ ـ ـ ـيئات‬
‫ومنشآت اقت ـ ـ ـ ـصادية عديدة كق ـ ـ ـ ـ ـطاع الجمارك‪ ،‬الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرائب‪ ،‬القط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاع املصـ ـ ـ ـ ـرفي‪ ،‬ق ـ ـ ـ ـطاع‬
‫ال ـ ـتأمينات‪ ،‬كما ينش ـ ـط في ـ ـ ـ ـ ـه عدة أع ـ ـ ـ ـ ـوان اقتصاديين م ـ ـ ـ ـن خ ـ ـ ـ ـالل نشاط ـ ـ ـ ـات الاستيراد‬
‫والتصدير أو ما يسمى باملبادالت التجارية الدولية‪ ،‬وتعتبر مسألة تحرير التجارة الدولية من‬
‫املسائل املؤثرة في تطورها‪.‬‬
‫املالحظ‪ ،‬عبر التاريخ أن مسألة تحرير التجارة الدولية من أقدم املسائل التي عرفها‬
‫مسار تطوره ‪ ،‬حيث قامت على مبدأ الحمائية وحرية التبادل التجاري بشكل شبه منتظم‪.1‬‬
‫تبدو مسألة تحرير التجارة الدولية في ظاهرها قديمة‪ ،‬بحكم املستجدات التي عرفها‬
‫الاقتصاد الدولي وفرض العوملة نفسها والتي تعني في جانبها الاقتصادي حرية التجارة بين‬
‫الدول والاتجاه إلى رفع الحواجز والعوائق التي تحول دون ذلك وإتباع م ـ ـ ـنهج النظام‬
‫الرأسمالي‪ ،‬وبروز التطور التكنولوجي وخاصة تكنولوجية الاتصاالت‪ ،‬الذي يرجح الكثير من‬
‫الاقتصاديين أنه يساهم بشكل كبير في إزالة القيود التي يمكن للدولة أن تضعها على نشاط‬
‫الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد والتص ـ ـدير‪ ،‬حيث ظهرت التجارة إلالكتـ ـ ـ ـ ـرونية التي تعمـ ـ ـ ـ ـل على انتقـ ـ ـ ـال‬
‫السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلعة أو الخدمة من دولة ألخرى بوسائل غير تقليدية عما كان معروفا في السابق‪.2‬‬
‫لم تعد بهذا‪ ،‬حرية التجارة مجرد سعي ومحاولة لعقد اتفاقيات متدرجة‪ ،‬ب ـ ـ ـل أصبح‬
‫ألام ـ ـ ـر أكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثر شم ـ ـ ـوال‪ ،‬وذلك من خ ـ ـ ـ ـ ـالل الدور الذي تجسده املنـ ـ ـ ـظمة العـ ـ ـاملية للت ـ ـ ـ ـ ـجارة‬
‫والتي ح ـلت محـ ـ ـ ـل الجات ‪3‬في سبيل تفعيل هذه الحرية‪ ،‬حيث أنه من أهم املب ـ ـ ـادئ التي تقوم‬

‫‪ –1‬خالف عبد الجابر خالف‪ ،‬القيود الجمركية وتطور التجارة الخارجية للدول اآلخذة في النمو‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪ .‬ت‪ .‬ن‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫‪ -2‬قابل محمد صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفوت‪ ،‬تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحرير الت ـجارة الدول ـية بين التأييد والمعارضـة‪ ،‬دار ال ـحكمة للنشر‪،‬‬
‫القـ ـاهرة‪ ،1002 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ - 3‬حيث اجتمعت الدول في مؤتمر هافانا في عام ‪ 2497‬من أجل تنظيم العالم تجاريا بعدما تم تنظيمه من‬
‫الناحيتين المالية والنقدية وذلك بإنشاء ‪ FMI‬و‪ BM‬وذلك على التوالي‪ ،‬إال أن الجهود لم تتوج بالنجاح وذلك‬
‫نظ ار لتعارض مصالح الدول الكبرى خاصة منها و‪.‬م‪.‬أ مع مبادئ وأهداف المنظمة‪ ،‬حيث رفض الكونغرس‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫عليها نجد مبدأ تحرير املبادالت التجارية الدولية بشتى مجاالتها‪ ،4‬وهو مبدأ يقوم على‬
‫ألاعوان الاقتصاديين بنشاطات استثمارية في مجالي التصدير‬ ‫أس ـ ـ ـ ـ ـاس مبادرة‬
‫والاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد‪ ،‬مما يحفز التنقل الحر للسلع والخدمات بين ال ـ ـدول بكل حرية دون فرض‬
‫قيود أو إجراءات تح ـ ـ ـ ـد من هذا النشاط‪.‬‬
‫لتح ـ ـ ـ ـ ـقيق املنظم ـ ـ ـ ـة العاملية لل ـ ـ ـ ـتجارة أله ـ ـ ـ ـدافها السـ ـ ـ ـابقـ ـة‪ ،‬تـ ـ ـ ـ ـم إبرام مجموعة من‬
‫الاتفاقيات الدولية تنصب في مجملها على تحرير العالقات التجارية بين الدول‪ ،‬كما ألزمت‬
‫الدول بمجموعة من املبادئ وتعديل منظومتها القانونية الوطنية بما يتالءم مع هذه املبادئ‬
‫كشرط لالنضمام إليها‪.‬‬
‫تراوحت مسألة تحرير التجارة الدولية بين الترحيب والانتقاد‪ ،‬في حين كيفته ال ـدول‬
‫املتقدمة بالضروري واملعقول بحكم العوملة والتطور التكنولوجي‪ ،‬اعتنقته الدول الـ ـ ـنامية‬
‫باسم الالخيار متخذة في قرارات نفسها أنها مبادئ تخدم أكثر الدول املتقدمة والش ـ ـ ـ ـ ـركات‬
‫املتعددة الجنسيات‪.5‬‬
‫رغم إلالحاح بأهمية تحرير التجارة الدولية‪ ،‬إال أنه بظهور ألازمـات الاقتصـ ـ ـادية التي‬
‫تعرضت لها العديد من الـ ـ ـ ـدول‪ ،‬بدت آثارها السلبية واضحة خ ـ ـ ـ ـ ـاصة على الـ ـ ـ ـدول النامية‬
‫وذلك بحكم سيطرة الدول الكبرى على ألاسواق التجارية أين أصبح التوسع الخـ ـ ـ ـ ـارجي هـ ـو‬

‫=األمريكي المصادقة على إنشائها‪ ،‬فتواجدت ‪ 13‬دولة نفسها توقع على اتفاق متـعدد األطراف بدال من‬
‫إنشاء جهاز المنظمة‪ ،‬لينظم بذلك العالقات التجارية الدولية بشكل مؤقت ويطـق على االتفاق‪ :‬االتفاقية‬
‫العامة للتعريفات الجمركية والتجارة » ‪ ، «GATT‬وهو ما يـ ـ ـ ـطلق عليه باللـغة اإلنجليزية‪General :‬‬
‫‪.Areement Tariffs and trade‬‬
‫‪ -‬تشمل المبادالت التجارية الدولية أساسا تبادل السلع‪ ،‬البضائع والخدمات أو ما يسـمى باالستـيراد‬ ‫‪4‬‬

‫والتصدير‪ ،‬نجد كذلك الخدمة وذلك أكانت خدمة مالية‪ ،‬نقل أو مواصالت سلكية وال سلكية‪ ،‬أو حركة تنقل‬
‫األشخاص‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة‪ ،‬النشاط البيئي وكذلك النشاط المالي الدولي وتنـ ـقل‬
‫رؤوس األموال بين الدول‪.‬‬
‫‪ -‬نادر إدريس ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتـل‪ ،‬آفاق اقتـصاد السوق‪ ،‬حركة التقدم التقني‪ :‬ازدهار أم ت ـطور الرأسمالية؟‪ ،‬د س‬ ‫‪5‬‬

‫ن‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫الوسيلة ألاساسية أمام هذه الدول للتغلب على مشاكلها التسويقية ن ـ ـ ـتيجة ح ـ ـ ـ ـجم إلانتاج‬
‫الكبير‪.6‬‬
‫أما عن مجال الحرية في إط ـ ـ ـ ـار التـ ـ ـ ـجارة الخ ـ ـ ـ ـارجية ف ـ ـ ـيكون موض ـ ـ ـ ـوعها الاس ـ ـ ـ ـتثمار‬
‫من خالل نش ـاطي التصدير والاس ـ ـ ـتيراد‪ ،‬أو بعبـ ـ ـ ـارات أخـ ـ ـ ـ ـرى مـ ـ ـ ـ ـرادفة ملوض ـوع ألاط ـ ـ ـ ـروحة‪،‬‬
‫حـ ـ ـ ـ ـرية الاست ـ ـ ـ ـ ـيراد والتص ـ ـ ـ ـدير‪ ،‬ومف ـ ـاده إمكـ ـ ـ ـ ـانية اقتحام ألاعوان الاقتص ـ ـ ـ ـاديين ألاسواق‬
‫الخارجية عن طريق الاستيراد والتصدير إلى جانب الدولة‪.‬‬
‫عرف قطاع التجارة الخ ـارجية الجزائري تحـ ـ ـ ـريرا رسمي ـ ـ ـ ـ ـا بم ـ ـ ـوجب أحكام ألامـ ـ ـ ـر‬
‫رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪7 30-30‬املتعل ـ ـ ـق باالستيراد والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصدير‪ ،‬غير أن مسار التحرير عرف مسارا مغايرا‬
‫بموجب نصوص قانونية ج ـ ـديدة أثرت في دور الدولة الذي يظهر من خالل التدخ ـ ـ ـ ـل في‬
‫تنظيم حرية التجارة الخارجية وكذلك الرقابة التي تمارسها على نشاطي الاستيراد والتصدير‪.‬‬
‫يتضـ ـ ـ ـح هذا الدور الج ـ ـ ـديد للـ ـ ـ ـدولة ‪ ،‬من خـ ـ ـ ـالل الرق ـ ـ ـابة الصارمة التي تفرضها على‬
‫ألاع ـ ـ ـوان الاقتصـ ـ ـ ـاديين عن طري ـ ـ ـق إخضاعه ل ـ ـ ـ ـمجموعة من إلاجـ ـ ـ ـراءات ق ـ ـ ـبل وأثناء تنفيذ‬
‫املعامالت التجارية الدولية‪ ،‬التي من شأنها أن تشكل عراقيل تحد من مبدأ تحرير املبادالت‬
‫التجارية‪.‬‬
‫لقـ ـ ـ ـد نصت املن ـ ـ ـ ـظمة ال ـ ـ ـ ـعاملية للتجارة على مبـ ـ ـدأ حرية املبـ ـ ـ ـادالت التجارية الدولية‬
‫بموجب الاتفاقيات املنشـئة لها وعملت على تكريسه‪ ،‬وج ـ ـ ـ ـعلت منه التزام دولي على كل دولة‬
‫تريد الانض ـمام إليها‪ ،‬وذلك بإل ـ ـ ـ ـزامها تعديل النصوص القـ ـ ـ ـانونية بما يتماش ى مع مقتضيات‬
‫املبدأ‪.‬‬
‫هـ ـ ـو في ذات الوق ـ ـ ـت ال ـ ـ ـتزام دولي للج ـ ـ ـزائر بإب ـ ـ ـرامه اتفاقات دول ـ ـ ـية في نفس الصميم‬
‫ومفاوضاتها من أجل الانضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬

‫‪ -6‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -7‬أمر رقم ‪ 30-30‬مـ ـ ـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 91‬جويلية ‪ ،3330‬يتعلق بالقـ ـ ــواعد العامة املطب ـ ـ ـ ــقة على عمليات استيراد الب ــضائع‬
‫وتصـ ــديرها ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج ‪.‬ج عدد‪ ،00‬الصادر في ‪ 33‬جويلية ‪ ،3330‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 91-91‬مؤرخ في ‪91‬‬
‫جويلية ‪ ،3391‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ج عدد ‪ ،09‬الصادر في ‪ 31‬جويلية ‪.3391‬‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫لقد مر قطاع التجارة الخارجية في الجـزائر بـ ـ ـ ـعدة مراح ـ ـ ـل تراوحت بين الت ـ ـ ـحرير تارة‬
‫وانتهاج نظام الحمائية من خالل احتكار القطاع من طرف الدولة تارة أخرى‪.‬‬
‫اتصفت تجارة الجزائر الخارجية بعد الاستقالل إلى أواخر الستينات بنوع من الحرية‬
‫بحكم استمرار معالم التجارة الخارجية الفرنسية في الجزائر‪ ،‬فتم اللجوء إلى تطبيق بعض‬
‫إلاجراءات عبر الوسائل التقليدية ‪-‬نظام الحصص‪ ،‬الرقابة على الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف‪ ،‬التعريفات‬
‫الجمركية‪ ،-‬وفي نفس إلاطار تم تنصيب مجمعات مهنية للشراء عن طريق شركات تخضع‬
‫للقانون التجاري‪.8‬‬
‫استخدمت الدولة في بداية السبعينيات‪ ،‬أداة احتكار الواردات على املؤسسات‬
‫العمـ ـ ـومية ل ـ ـتأميم تجارتها مع إلاب ـ ـقاء على تجـ ـ ـ ـارة التص ـ ـ ـدير حـرة وفقا لألمر رقم ‪،911-70‬‬
‫وتم حصر بعض املنتجات الخاضعة الحتكار املؤسسات العمومية في قائمة أعدتها وزارة‬
‫التجارة بالتعاون مع الهيئات املعنية واملسموح بتصديرها‪.10‬‬
‫اتضح الدور الاحتكاري للدولة الجزائرية للتجارة الخارجية بشكل صريح بصدور‬
‫دس ـتور الجزائ ـ ـ ـ ـر لسنة ‪ ،119171‬وي ـ ـ ـ ـ ـظهر ذلك جليا في نص املادة ‪ 90‬منه التي تن ـ ـ ـ ـ ـص على‪:‬‬
‫" يشمل بصفة ال رجعة فيها التجارة الخارجية وتجارة الجملة‪ ،‬ويمارس احتكار‬
‫الدولة في إطار القانون"‪ ،‬كما صدر القانون رقم ‪ 1233-77‬ليجسد مبدأ احتكار الدولة‬

‫‪8‬‬
‫‪- BOUZIDI M’HAMSADJI Nachida , « L’autonomie de l’entreprise publique et le‬‬
‫‪monopole de l’Etat sur le commerce extérieur », RASJEP, vol 28, n° 02, Alger, mars‬‬
‫‪1989, p. 265.‬‬
‫‪ - 9‬أمر رقم ‪ 99-70‬مؤرخ في ‪ 03‬جانفي ‪ ،9170‬يتضمن تحرير تجارة التصدير‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪ .‬ج عدد ‪ ،90‬الصادر في‬
‫‪ 91‬فيفيري ‪.9170‬‬
‫‪ - 10‬راجع أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــناف السلع التي تم تـحديدها لالسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتيراد في أح ـ ـ ــكام ألامر رقم ‪ 93-70‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 03‬جانفي‬
‫‪ ،9170‬يت ـ ـ ــعلق بشروط استيراد البضائع‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪ .‬ج عدد‪ ،90‬الصادر في ‪ 91‬فيفري ‪.9170‬‬
‫‪ - 11‬أمر رقم ‪ 17-71‬م ـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 33‬نوفمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبر‪ ،9171‬يتض ـ ـ ـ ــمن إصدار دست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور الج ــمهورية الجـ ـ ـ ـ ـزائرية‬
‫الديمقـ ـ ـ ـ ـراطية الشعبية في الجريدة الرسمية‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 30‬نوفمبر‪. 9171‬‬
‫‪ - 12‬راجع أحكام القانون رقم ‪ 33 -77‬مؤرخ في ‪ 03‬جانفي ‪ ،9177‬يتعلق باح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتكار الدول ـ ـ ــة للت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج عدد ‪ ،37‬الصادر في ‪ 30‬فيفري ‪.9177‬‬
‫‪7‬‬
‫مقدمة‬

‫للقطاع‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 3‬منه على أن إبرام العقود الخاصة باستيراد أو تصدير البضائع‬
‫والخدمات ألاجنبية ال يكون إال من قبل الدولة أو أحد هيئاتها‪.‬‬
‫عرف مب ـ ـ ـ ـ ـدأ تحرير التجارة الخارجية نوعا من الليونة‪ ،‬وذلك ابتـ ـ ـ ـ ـ ـداء من السنوات‬
‫ألاولى للثـ ـ ـ ـ ـمانينات‪ ،‬حيث تـ ـ ـ ـ ـم تصنيف الواردات إلى املنتجات التي تستورد في إط ـار الاحتكار‬
‫بترخي ـص من الوزارة الوصية (القائمة أ)‪ ،‬واملنتج ـ ـ ـ ـات التي تم استيرادها من قبل املؤسسات‬
‫العمومية غير املحتكرة (القائمة ب)‪.‬‬
‫تبـ ـ ـنى املشرع نوعا من الحرية في مجال املبادالت التجارية الدولية‪ ،‬وتم تكريس نـ ـ ـ ـوعا‬
‫من التحرير لل ـ ـ ـ ـمبادالت التج ـ ـ ـ ـ ـ ـارية الدولية‪ ،‬وذلك بم ـ ـ ـ ـ ـوجب أح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكام املرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم‬
‫التن ـ ـ ـ ـ ـف ـ ـ ـيذي رقم‬
‫‪ 1307-91‬و القـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ 1493-13‬من خ ـ ـ ـ ـالل إدخـ ـاله طائفة التـ ـ ـجار بالجـ ـ ـ ـ ـملة‪ ،‬مع‬
‫وقوع تناقض بصدد الليونة التي أضفاها املشرع على القطاع من خ ـ ـ ـ ـالل است ـ ـ ـ ـمرار سريان‬
‫أحكام القانون رقم ‪.1531-77‬‬
‫لم يتم إلغاء احتكار الدولة للتجارة الخارجية بشكل صريح‪ ،‬إال بموجب أحكام ألامر‬
‫رقم ‪ ،30-30‬وهو تشـ ـ ـ ـ ـريع يزيـ ـ ـ ـل الاحتـ ـ ـ ـ ـك ـ ـ ـ ـ ــار الط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـويل للدولة ع ـ ـ ـ ـ ـلى قـ ـ ـ ـط ـ ـ ـ ـ ـ ـاع التجـ ـ ـ ـ ـارة‬
‫الخارجية‪ ،‬ويعترف لطائفة واسعة من ألاعـ ـ ـ ـ ـوان الاقتصاديين اقتح ـ ـ ـ ـ ـ ـام ألاسواق الخارجية إلى‬
‫جانب الدولة ‪.16‬‬
‫كمـ ـ ـ ـا كـ ـ ـ ـ ـرس القـانون رقم ‪ 30-30‬في طياته عدة مبادئ تقوم عل ـ ـ ـ ـيها املنظمة العاملية‬
‫للتجارة وأهمها مبدأ حرية املبادالت التجارية الدولية‪ ، 17‬وهو مبدأ يقوم على أساس تنقل‬

‫‪ - 13‬مـ ـ ـ ــرسوم تنفي ـ ـ ـ ـ ــذي رقم ‪ 07-19‬مؤرخ في ‪ 90‬ف ـ ـ ـ ــيفري ‪ ،9119‬ي ـ ـ ــتعـ ـ ـ ــلق بش ـ ـ ــروط التـ ـ ــدخ ــل في مجال‬
‫التجـ ـ ـ ـ ــارة الخارجية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ج عدد ‪ ،93‬الصادر في ‪ 33‬مارس ‪.9119‬‬
‫‪ - 14‬قانون رقم ‪ 93-13‬مؤرخ في ‪ 90‬أفريل ‪ ،9113‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عدد‪ ،91‬الصادر في ‪90‬‬
‫أفريل ‪(9113‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ - 15‬قانون رقم ‪ 31-77‬مؤرخ في ‪ 91‬جويلية ‪ ،9171‬يتعلق بم ــمارسة اح ـ ــتكار الدولة للتجارة الخ ـ ــارجية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‬
‫‪.‬ج عدد ‪ ،31‬الصادر في ‪ 33‬أوت ‪.9171‬‬
‫‪ -16‬املادة ‪ 3‬فقرة ‪ 9‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -17‬ذلك بالحصول على ترخيص مسبق من السلطة إلادارية املختصة إلجراء نشاطي التصدير والاستيراد‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫مقدمة‬

‫السلع والبضائع والخدمات بكل حرية دون أي قي ـ ـود أو حواجز تحد من هذا النش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاط من‬
‫طرف كل شخص طبيعي أو معنوي بشرط إلاقامة في الجزائر ودون التح ـ ـديد الكمي والنوعي‬
‫للمنتجات محل التصدير والاستيراد‪ ،‬أو حتى دون فرض إجراءات أو شروط قبلية ملمارسة‬
‫مثل هذا النشاط ‪.18‬‬
‫إال أن الوضع لم يست ـ ـ ـ ـ ـ ـمر على هذا املنوال‪ ،‬أين ضيق املشرع من خالل مجموعة من‬
‫النص ـوص القانونية من مب ـ ـ ـ ـدأ حرية املبادالت الت ـ ـ ـ ـ ـجارية‪ ،‬منها خاصة أحكام قـ ـ ـ ـانون املالية‬
‫وتع ـ ـ ـ ـ ـ ـديل قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان ـ ـ ـ ـون الاستيراد‬ ‫‪20‬‬ ‫التكم ـ ـ ـ ـ ـ ـيلي لسنة ‪ 193331‬وق ـ ـ ـ ـ ـانون املالية لـ ـ ـ ـ ـ ـسنة ‪3390‬‬
‫و ‪،23 3397‬‬ ‫‪223391‬‬ ‫والتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير في سن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪ 213391‬وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانوني املـ ـ ـ ـ ـ ـالية لسـ ـ ـنتي‬
‫وم ـ ـ ـ ـ ـجموعة من النصوص التنظيمية الصادرة في مجال التجارة الخارجية والصادرة في نفس‬
‫الفترة‪ ،‬أي ب ـ ـ ـعد سنة ‪.3330‬‬
‫تقف دراسة موضوع حرية الاستثمار في التجارة الخارجية أساسا على توفي ـ ـ ـر إلاطار‬
‫القانوني العام لنشاط املبادالت التجارية الدولية وقطاع التجارة الخارجية الجزائ ـ ـ ـري‪ ،‬فضال‬
‫عن كونه من املوضوعات التي لم تحظ بالبحث والدراسة‪.‬‬

‫‪ -18‬قانون رقم ‪ 91-91‬مؤرخ في ‪ 91‬جويلية ‪ ،3391‬يعدل ويتمم ألامر رقم ‪ 30-30‬مؤرخ في ‪ 91‬جويلية ‪ ،3330‬يتعلق‬
‫بالقواعد املطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ج عدد ‪ ،09‬الصادر في ‪ 31‬جويلية ‪.3391‬‬
‫‪ -19‬قانون رقم ‪ 39-31‬مؤرخ في ‪ 33‬ماي ‪ ،3331‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،3331‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عدد ‪ ،00‬الصادر‬
‫في ‪ 31‬ماي ‪.3331‬‬
‫‪ -20‬قانون رقم ‪ 37-90‬م ـ ـ ـؤرخ في ‪ 03‬ديسمبر ‪ ،3390‬يتضـ ـ ـ ـ ـمن قانون املـ ـ ـ ـ ـالية لسنة ‪ ،3390‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪ .‬ج عدد ‪ ،17‬الصادر في‬
‫‪09‬ديسمبر ‪.3390‬‬

‫‪ -21‬قانون رقم ‪ 91-91‬مؤرخ في ‪ 91‬جويلية ‪ ،3391‬يعدل ويتمم ألامر رقم ‪ 30-30‬مؤرخ في ‪ 91‬جويلية ‪ ،3330‬ي ـ ـ ـ ـتعلق‬
‫بالق ـ ـواعد املطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عدد ‪ ،09‬الصادر في ‪ 31‬جويلية ‪. 3391‬‬
‫‪ -22‬قانون رقم ‪ 97-91‬مؤرخ في ‪ 03‬ديسم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبر ‪ ،3391‬يتضمن ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون امل ـ ـ ـ ـ ـالية لسنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪ ،3391‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬‬
‫ج ع ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،73‬الصادر في ‪ 09‬ديسمبر ‪.3391‬‬
‫‪ -23‬قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ 90-91‬مـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،3391‬يتض ـ ـ ـمن ق ـ ـ ـانـ ـ ـون امل ـ ـالية لسن ـ ـة ‪ ،3397‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عـ ـ ـدد ‪،77‬‬
‫الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.3391‬‬

‫‪9‬‬
‫مقدمة‬

‫ما يعطي هذه الدراسة قيمة علمـ ـ ـ ـ ـية خـ ـ ـ ـ ـاصة من ال ـ ـ ـ ـناحيتين العـم ـ ـ ـلـ ـ ـية والق ـانونية‪،‬‬
‫هي كيفية الربط بين مجال الاستثمار في مجال التجارة الخارجية من خالل نش ـ ـ ـ ـاطي‬
‫الاستيراد والتصدير وح ـ ـ ـرية الاست ـ ـ ـثمار فيها‪ ،‬ومحاولة إزالة اللبس بين الاستثمار املراد املراد‬
‫في موضوع ألاطروحة (الاستيراد والتصدير) عن مفهوم الاستثمار املحدد بموجب أحكام قانون‬
‫الاستثمار‪.‬‬

‫ما يـ ـ ـ ـ ـزيد من ألاهـ ـ ـم ـ ـ ـية القانونية له ـ ـ ـ ـ ـذه الدراسة‪ ،‬هي الصعوبة التي يثيرها من حيث‬
‫تعدد النصوص القانونية التي تحكمها واملتنوعة بين النصوص التشريعية والتنظيمية املتناثرة‬

‫حيث نج ـ ـ ـ ـد أن ألاح ـ ـ ـ ـ ـكام والقواعد القانونية املنظمة ل ـ ـ ـ ـنشاط التـ ـ ـ ـ ـ ـجارة ال ـ ـ ـ ـ ـخارجية‬
‫منظمة في كـ ـ ـل من النص ألاساس ي لقانون التجارة الخ ـ ـ ـارجية واملت ـ ـ ـ ـ ـمثل في ألام ـ ـ ـ ـ ـر رقم ‪-30‬‬
‫‪ 30‬املعدل واملت ـ ـمم‪ ،‬قـ ـ ـ ـ ـوانين املالية‪ ،‬قانون الاستثمار‪ ،‬قانون الجمارك‪ ،‬النصوص القانونية‬
‫املتعلقة بتن ـ ـظيم القياسة والوسم‪ ،‬قوانين الص ـ ـرف التي تنـ ـ ـ ـ ـظم جـ ـ ـ ـ ـانب املعامالت املـ ـ ـ ـالية‬
‫للمبادالت التجارية الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارجية‪ ،‬النصوص التنظيمية الصـادرة عن وزارة التج ـ ـ ـ ـ ـ ـارة‪،...‬‬
‫ح ـ ـ ـ ـ ـ ـيث أن لم مختلف ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزئيات املوضوع في ظل الترسانة القانونية من نصوص تش ـ ـريعية‬
‫وتنظي ـ ـ ـ ـ ـمية ‪ ،‬يشكل بحد ذات ـ ـ ـ ـ ـه مقاربة قانونية في قطاع التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫بالتالي تكمن هذه الدراسة في محاولة التقريب بين كل هذه النصوص وتحليلها من‬
‫زاوية ناقدة بهدف إبراز النظام القانوني لهذا النشاط الاقتصادي وتحديد طبيعته القانونية‬

‫تتوقف الدراسة عند أهم إلاجراءات الق ـ ـ ـانونية املت ـ ـخذة مؤخرا في إطـ ـ ـ ـ ـار إعادة تنظيم‬
‫قطاع التجـ ـارة الخارجية ومجموعة من الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطاعات ألاخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرى املرتب ـط به كق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطاع‬
‫الج ـ ـ ـمارك‪ ،‬مخ ـ ـ ـ ـ ـتلف الهيئات الناشطة في مجال التقييس ‪ ، ....‬تـ ـ ـ ـ ـحسبا لألزمة املالية التي‬
‫ت ـ ـ ـ ـ ـ ـعرفها الج ـ ـزائر نتيجة انخفاض أسعار املحروقات‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مقدمة‬

‫ارتبط موضوع موضوع حرية الاستثمار في التجارة الخارجية بحقيقة تقـ ـ ـ ـرير ح ـ ـ ـ ـ ـرية‬
‫الاستثم ـ ـ ـ ـ ـار في هذا القطاع في الج ـ ـ ـزائر‪ ،‬بين التكريس الفعلي بموجب نصـ ـ ـوص قانونية وذلك‬
‫تطبيقا ملبدأ التبادل الحر املنصوص عليه بموجب اتفاقات املنظم ـ ـة العاملية للتجارة ‪ ،‬وبين‬
‫تأثر إعم ـ ـ ـ ـ ـال املبدأ بالظروف الاقتصادية التي تعيشها الجزائر وتأثر املشرع بالوضع املالي‬
‫الراهن نتيجة اعتماد الخزينة العمومية على قطاع املحروقات وذلك في ظل غي ـ ـاب‬
‫التصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير خارج القطاع‪.‬‬
‫من هنا جاء موضوع البحث يثير إشكالية ت ـ ـقرير حرية الاستثمار في قطاع التجارة‬
‫الخارجية من خالل إرساء مجم ـ ـ ـوعة من الض ـ ـ ـ ـوابط وآلاليات‪ ،‬فـ ـ ـ ـ ـهل ذلك تكريس ـ ـ ـ ـ ـ ـا ملبدأ‬
‫التبـ ـ ـ ـ ـ ـادل الحر‪ ،‬أم هي بمثابة قيـ ـ ـ ـ ـ ـود تخفي تدخل الدولة في القطاع؟‬
‫تقتض ي إلاجابة عن هذه إلاشكالية إت ـ ـ ـب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاع منهج قانوني تحلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلي ن ـ ـ ـظري‪،‬‬
‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغية إلاملام بمختلف جزئيات املوضوع‪.‬‬
‫وملا كان موض ـ ـ ـ ـ ـ ـوع ألاطروحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة يتعل ـ ـ ـق بخصوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيات ومجال الاس ـتثمار في مج ـ ـ ـالي‬
‫الاستيراد والتصدير من خـ ـ ـ ـ ـ ـالل إعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال مبدأ تحرير املب ـ ـ ـادالت التجارية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدولية فيتم‬
‫مع ـ ـ ـ ـالجة املوضوع من زاويتين‪:‬‬
‫ألاولى‪ :‬تتعلق عن الب ـ ـحث في مسألة تكريس مبـ ـ ـ ـدأ حرية املتاجرة والاستثمار في مجال‬
‫التجارة الخارجية والبحث في حدود هذه الحرية (الباب ألاول)‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تختص بدراسة الجانب التنظيمي إلرساء مثل تـلك الحرية في ذلك ال ـ ـ ـ ـ ـ ـقطاع‬
‫الاستراتيجي في اقتـصاد الدول‪ ،‬أال وهو قطاع التجارة الخارجية (الباب الثاني)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الباب ألاول‬
‫إلاطار القانوني لحرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬
‫إلاطار القانوني لحرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الباب ألاول‬

‫تهتم مختلف دول العالم بقطاع التجارة الخارجية مما يلعبه من دور على املستويين‬
‫الوطني والدولي واعتباره عامل من عوامل القوة الاقتصادية ومصدرا لتمويل الخزينة العمومية‬
‫من العملة الصعبة‪.‬‬
‫لقد بقيت مسألة تحرير قطاع التجارة الخارجية من احتكار الدولة عالقة مع النظام‬
‫السياس ي والاقتصادي املنتهج في الدول‪ ،‬حيث ارتبطت الحماية بالنهج الاشتراكي‪ ،‬بينما يرتبط‬
‫التحرير بالرأسمالية واقتصاد السوق‪.‬‬
‫كذلك كان عليه الحال في التشريع الجزائري‪ ،‬أين ع ـ ـ ـ ـ ـرف تح ـ ـ ـ ـرير القطاع مراحل‬
‫مت ـ ـ ـ ـعددة‪ ،‬تراوحت بين التـ ـ ـ ـحرير الت ـ ـ ـ ـ ـام والتـ ـ ـ ـردد في التحرير إلى التح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرير مع التدخل في ضبط‬
‫القط ـ ـ ـ ـاع‪ ،‬فاالعتراف لألعوان الاقتصاديين اقتحام قطاع التجارة الخارجية أو بمعنى آخر حرية‬
‫الاستثمار في قطاع التجارة الخارجية عن طريق الاستيراد والتصدير أمر مكرس فعال (الفصل‬
‫ألاول)‪.‬‬
‫لقد تم الاعتراف لطائفة واسعة من ألاعوان الاقتصاديين الستيراد وتصدير املنتجات‬
‫والبضائع بشتى أنواعها وذلك سواء أكان قطاع عام أو قطاع خاص‪ ،‬بشرط احترام التشريع‬
‫والتنظيم املعمول به والساري املفعول‪ ،‬والخضوع ملجموعة من ألاحكام املعمول بها على املستوى‬
‫الدولي والتي نص عليها املشرع الجزائري في نصوص قانونية مختلفة (الفصل الثاني)‪.‬‬
‫تنصب حرية املبادالت التجارية الخارجية على نشاطي الاستيراد والتصــدير أو ما يسمى‬
‫بنطاق تطبيق حرية الاستثمار في التجارة الخارجية (الفصل الثالث)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفصل ألاول‬

‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬

‫نظرا للدور الذي يلعبه قطاع التجارة الخارجية من خالل نشاطات الاستيراد‬
‫والتصدير في تطوير اقتصاديات الدول وتحقيق موارد هامة من العملة الصعبة لصالح‬
‫الخزينة العمومية في مجال التصدير خصوصا‪ ،‬تعمل الدول جاهدة على إرساء استراتيجيات‬
‫هذا القطاع خاصة قطاع الجمارك والبنوك من حيث تطوير أساليب التسيير والبرمجة‪.‬‬
‫يعد مبدأ التبادل الحر أو مبدأ حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ضمن أهم‬
‫املبادئ التي تقوم عليها املنظمة العـ ـ ـ ـاملية للتجارة‪ ،‬وأخـ ـ ـ ـ ـ ـذت باملبدأ جل التشريعات املنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظمة‬
‫أو الراغبة في الانضمام إليها‪.‬‬
‫في ذات السياق‪ ،‬كرس املشرع الجزائري بصفة رسمية مبدأ حرية الاستثمار في قطاع‬
‫التجارة الخارجية ‪ ،‬كما وسع من طائفة ألاعوان الاقتصاديين الخواص الذين يمكنهم التدخل‬
‫في القطاع ‪ ،‬بعدما اقتصر ألامر على القطاع العام ولسنوات طويلة‪ ،‬وذلك بشكل تراوح بين‬
‫التحرير التام والتقييد أحيانا أخرى (املبحث ألاول)‪.‬‬
‫إال أن إلاشكال املطروح هو البحث في مدى تحرير القطاع‪ ،‬وذلك بحكم تأثر املسألة‬
‫بجملة من العوامل والظروف الاقتصادية واملالية (املبحث الثاني)‪ ،‬كما أن مسألة تكريس‬
‫حرية الاستثمار في قطاع التجارة الخارجية تستدعي تكريس مجموعة من املبادئ والقواعد‬
‫القانونية معظمها تم النص عليها في ظل اتفاقيات مراكش املنشئة للمنظمة العاملية‬
‫للتـ ـ ـ ـجارة‪ ،‬وكرسها املشرع الجزائري بدوره في جملة من النصوص القانونية (املبحث الثالث)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫املبحث ألاول‬

‫عن تحرير نشاط التجارة الخارجية في ظل النصوص الحالية‬


‫كرس املشرع الجزائري تحرير قطاع التجارة الخارجية بشكل متذبذب وفي فترات‬
‫مختلفة وذلك من فترة بعد الاستقالل إلى غاية سنة ‪ 6102‬بشكل يوحي بالتردد أحيانا وعدم‬
‫الوضوح أحيانا أخرى‪ ،‬وبالرغم من املوقف غير الواضح للمش ـ ـ ـ ـ ـرع الجزائري‪ ،‬تم تحـ ـ ـ ـ ـرير‬
‫القطاع وط ـ ـ ـ ـنيا أو دوليا(املطلب ألاول)‪ ،‬كما أن مبدأ حرية الاستثمار في إطار املبادالت‬
‫التجارية الدولية يستدعي تمييزه عن مجموعة من املفاهيم املشابهة له (املطلب الثاني)‪ ،‬ونظرا‬
‫لتأكيد تحرير القطاع بنص صريح بموجب الق ـ ـ ـانون املعدل لق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون الاستيراد‬
‫والت ـ ـ ـ ـ ـ ـصدير‪ ،‬يستدعي ألامر إبداء مجموعة من املالحظات متعلقة بتأطير القطاع (املطلب‬
‫الثالث)‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬

‫التكريس القانوني لحرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬


‫ارتبط تحرير وتكريس حرية املبادالت التجارية الدولية ارتباطا وثيقا بمسار اتفاقية‬
‫الجات ومن بعدها املنظمة العاملية للتجارة باعتبارها إلاطار الرسمي لتنظيم املبادالت التجارية‬
‫الدولية بحد ذاتها (املطلب ألاول)‪ ،‬حيث أن تحرير قطاع التجارة الخارجية بشكل رسمي في‬
‫الجزائر أمر حديث العهد‪ ،‬وكرس بعدها املبدأ ألاصل أو املبدأ الدستوري بموجب تعديل‬
‫أحـ ـ ـ ـ ـ ـكام دستور ‪ 0992‬وال ـ ـ ـ ـ ـذي كان استجابة ملع ـ ـ ـ ـ ـ ـالم النظام الرأسمالي ونهج اقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاد‬
‫السوق (الفرع ألاول)‪ ،‬ليكرس املبدأ بعدها بموجب نصوص قانونية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع ألاول‬

‫التكريس الدولي لحرية املبادالت التجارية الدولية‬


‫تم تكريس مبدأ حرية الاستثمار في التجارة الخارجية أو مبدأ التبادل الحر على حد‬
‫تعبير الاتفاقيات املنشئة للمنظمة العاملية للتجارة على املستوى الدولي‪ ،‬في كل من الاتفاقية‬
‫العامة للتعريفات الجمركية والتجارة (أوال)‪ ،‬وفي إطار املنظمة العاملية للتجارة التي حلت محل‬
‫الجات (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬في ظل الجات‬
‫حاولت اتفاقية الجات من خالل جوالتها املتعاقبة‪ ،‬تحقيق الاستغالل ألامثل للموارد‬
‫الاقتصادية العاملية وتنشيط الطلب عليها وتحقيق املزيد من إزالة العوائق أمام املبادالت‬
‫التجارية الدولية‪ ،‬وذلك خاصة من القيود الجمركية وغير الجمركية ‪.‬‬
‫عملت اتفاقية الجات طوال الجوالت الست ألاولى‪ 24‬على تخفيض الحواجز الجمركية‬
‫خاصة في جولة طوكيو وذلك في الفترة املمتدة بين ‪ 0991‬و‪ ،0999‬أين تم خفض الرسوم‬
‫الجمركية بما يعادل ‪ ،% 11‬لكن الاضطرابات التي شهدها الاقتصاد العالمي خالل‬
‫السبعينات وبداية الثمانينات‪ ،‬أدت إلى ظهور بوادر النزعة الحمائية في الدول الصناعية‬
‫بشكل عرقل مسار تحرير التجارة الدولية ‪ ،‬وظهور ما يسمى بالحمائية الجديدة من خالل‬
‫الرمادية‪25.‬‬ ‫إلاجراءات‬

‫‪ - 24‬حيث انعقدت جوالت الجات الستة ألاولى في الفترة املمتدة بين سنة ‪ 0999‬وسنة ‪.0991‬‬
‫‪ -25‬يراد باإلجراءات الرمادية أو الضبابية تلك إلاجراءات التي اتخذتها معظم الدول الصناعية من أج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل حماية‬
‫مصالحها التجارية‪ ،‬وتخضع التفاقيات ثنائية‪ ،‬من أهمها قيام الدول املتقدمة بتطبيق الحصص الكمية في اتفاقيات‬
‫ألاليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاف املتعددة لسنة ‪ ، 0926‬أنظر في هذا الخصوص ‪GAGNE Gilbert, « Evolution de la politique‬‬
‫‪Américaine en matière de protection de l’investissement étranger », in l’investissement et la‬‬
‫‪nouvelle économie mondiale ( trajectoires nationales, réseaux mondiaux et normes internationales),‬‬
‫‪Bruylant, pp. 227.‬‬
‫‪ - 26‬شمت حسيـ ـ ـ ـ ـن ني ـ ـفين‪ ،‬التنافس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية ال ـ ـ ـ ـ ـدولية وتأثيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـره ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا على التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الع ـربية والعـ ـ ـ ـ ـاملية‪ ،‬دار التعليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫الج ـ ـ ـامعي‪ ،‬إلاسكنـ ـ ـ ـ ـ ـدرية‪ ،6101 ،‬ص ‪.006 -000‬‬
‫‪16‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثانيا‪ :‬في ظل املنظمة العاملية للتجارة‬


‫يعد تحرير التجارة الدولية من كل العوائق التي تحول دون تفعيل املبادالت التجارية‬
‫وغيرها‪ ،‬من ألاهداف التي تصبو إلى تحقيقها املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬هذا على ألاقل من‬
‫الناحية النظرية‪ ،‬إال أن الواقع واملعطيات أثبت عدم تحقيق املنظمة للنتائج املرجوة منها في‬
‫مجال التحرير‪.26‬‬
‫‪-1‬مسار املنظمة العاملية للتجارة في تحرير التجارة الدولية‬
‫شهدت البيئة التجارية الدولية في الفترة املمتدة بين سنة دخول املنظمة العاملية‬
‫للتجارة حيز النفاذ وذلك في جانفي ‪ ، 0991‬إلى غاية انعقاد املؤتمر الوزاري الرابع للمنظمة‬
‫وذلك في نوفمبر ‪ 6110‬بالدوحة‪ ،‬إلى ازدياد تحرير التجارة الدولية في ظل املنظمة العاملية‬
‫للتجارة وذلك بحكم إشرافها على النظام التجاري الدولي ومتابعة تطبيق الاتفاقات والقرارات‬
‫التي تم النص عليها في جولة ألاورجواي ألاخيرة املنشئة للمنظمة‪ ،‬واملزيد من التفاوح حول‬
‫املحاور ألاساسية لالتفاقيات املنشئة لها‪ ،‬وفض النزاعات التي تثور بين الدول ألاعضاء بشأن‬
‫تنفيذ الاتفـ ـ ـ ـ ـاقيات‪ ،27‬ومتابعة مدى تنفيذ الدول ألاعضاء اللتزاماتها‪.‬‬
‫‪-2‬مدى تحرير التجارة الدولية من طرف املنظمة العاملية للتجارة‬
‫تعمل املنظمة العاملية للتجارة على محاربة النظام الحمائي وفق طرق عديدة‪ ،‬حيث‬
‫تلزم الدول ألاعضاء بالتقيد بقواعد املنظمة بهدف محاربة السياسة الحمائية‪ ،‬كما يتم‬
‫التفاوح بشأن زيادة الاتفاقيات وألانظمة التي تقلص الحواجز الحمائية بشكل مستمر‪.‬‬
‫إال أنه ظهرت نزعة حديثة تعمل على محاولة إرساء معالم الحمائية‪ ،‬وذلك في عالم‬
‫الرأسمالية والعوملة‪ ،‬وهي نزعة تزعمتها الواليات املتحدة ألامريكية‪ ،‬ممثلة برئيسها دونالد‬
‫ترامب‪ ،‬الذي ينادي بإمكانية العودة إلى النظام الحمائي بدال من منهج تحرير التجارة‬

‫‪ - 27‬سعد هللا عمر‪ ،‬قانون التجارة الدولية ‪ ،‬النظرية املعاصرة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،6119 ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪17‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الدول ـ ـ ـية‪ ،‬وهو موقف تم إلاعالن عنه في ظل حمالته الانتخابية وترشحه لرئاسات أمريكا في‬
‫أواخر ‪. 286102‬‬
‫‪-3‬تقييم مسار املنظمة العاملية للتجارة في تحرير التجارة الدولية‬
‫قيم العديد من املتابعين ملسار املنظمة العاملية للتجارة للمبادالت التجارية الدولية بعدم‬
‫الفعال وكونه لم يحقق النتائج املرجوة منه‪ ،29‬خاصة مـ ـ ـ ـا يتعلق بالدول النامية وذلك مـ ـ ـ ـن‬

‫‪ -28‬حين علق جان بيير ملان‪ ،‬أستاذ بجامعة لوزان في الاقتصاد والتجارة الدولية على فـ ـ ـ ـ ـشل ج ـ ـ ـ ـ ـولة الدوحة‪ ،‬وعلى إبرام الع ـ ـ ـ ـديد‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـن الاتفاقيات منها الاتفاقيات إلاقليمية ‪ ،‬اتفاقيات الشراكة والاستثمار عبر ألاطلس ي‪ ،‬اتفاقية الشراكة عبر املحيط الهادي‪ ،‬أنه‬
‫أمـ ـ ـ ـر عجل من انحدار نموذج ‪ OMC‬في إبرام الاتفاقيات املتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعددة ألاطراف التي ال يوجد لها بديل‪ .‬أمام مهام لل‪OMC‬‬
‫والـ ـ ـمتمثلة أس ـ ـاسا في تبس ـ ـ ـيط التجارة وتسهيلها وجعلها حرة تنتقل بال حدود جم ـ ـ ـ ـركية‪ ،‬تذكر الهيئ ـ ـ ـ ـ ـ ـات العليا لو‪.‬م‪.‬أ بأنها ال يمكنها‬
‫الرجوع إلى فترة الثالثينيات من الق ـ ـرن املاض ي‪ ،‬أين اعتمدت على نظ ـ ـ ـ ـام الحم ـ ـ ـ ـ ـائية دون تحـ ـ ـ ـقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق نتائج مهمة‪ ،‬بل تأكدت أنها‬
‫بحاجة إلى بقي ـ ـ ـة العالم‪ ،‬وأصبحت املؤيد الرئيس ي للتجارة الحرة خالل نصف القرن الذي عقب ذلك تحذر ‪ OMC‬من أن التوترات‬
‫املتزايدة ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشأن العمالت قد ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنتج عنها الع ـ ـ ـ ـ ـ ـودة إلى الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمائية التجارية على غرار تلك التي ح ـ ـ ـدث في الثالثين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيات من‬
‫القرن املاض ي‪ ،‬مما يعني أن النظام ال ـ ـ ـ ـ ـ ـتجاري املت ـ ـ ـ ـ ـ ـعدد ألاطراف غير مستقر ‪ ،‬يقف على متغيرات جيو سياسية‪ ،‬أنظر الموقع‪:‬‬
‫‪ ،http://neniraq.com‬تم إلاط ـ ـ ـ ـ ـ ـالع عليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه في ‪ 69‬ديسمبر ‪. 6102‬‬
‫‪29‬‬
‫‪-SADOWSKY Marilyne, Droit de l’OMC , Droit de l’union européenne et fiscalité directe,‬‬
‫‪Larcier, Paris, 2013, p. 156.‬‬
‫‪18‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫حيث ازدهار التجارة وإنعاش إلانتاج‪ ،30‬ولقد خرج املتابعون واملقيمون لهذه املسألة بنتائج‬
‫أغلبها سلبية في حق املنظمة‪.31‬‬
‫عليه‪ ،‬يمكن القول أن املنظمة العاملية للتجارة لطاملا عملت على تحقيق مصالح الدول‬
‫املتقدمة على حساب مصالح الدول النامية وذلك باستخدام كل الوسائل من خرق النصوص‬
‫القانونية والتالعب في منح صفة الدولة النامية لعدم الاستفادة من املزايا املمنوحة لهذه‬
‫ألاخيرة‪.32‬‬
‫بالنظر إلى تشابه الوضعية الراهنة مع تلك الحاصلة في منتصف الثمانينات‪ ،‬يظهر أن‬
‫املهمة ستكون صعبة أيضا ألسباب موضوعية‪ ،‬من بينها قدرة املفاوضين الجزائريين على فهم‬
‫أسئلة نظرائهم ألاجانب وصياغة أجوبة مفهومة ومقنعة‪ ،‬السيما فيما يتعلق باملقاييس‬

‫‪ -30‬أ‪ -‬كان معدل نمو الصادرات العاملية في فترة التسعينات أقل من م ـ ـ ـستواه في فترة الستينات والسبعينات‪ ،‬كما أن م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعدل‬
‫نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمو الصادرات في السنوات التالية إلنشاء املنظمة انخف ـ ـ ـض باملقارنة على ما كان عليه في الس ـ ـ ـ ـ ـنوات الس ـ ـ ـابقة على إنشائها‪ ،‬وذلك‬
‫بمعدل ‪ %01‬مقابل ‪% 60‬على الترتيب‪ .‬ب‪ -‬تراجع نم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو الناتج املحلي إلاجمالي ب‪ %9.2‬في السبعينات‪ ،‬إلى ‪ % 1.6‬في الت ـ ـ ـ ـ ـ ـسعينات‪.‬‬
‫ج‪ -‬انخفاح الطلب على الصناعات الوطنية للدول الناميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة جراء فتح ألاسواق أمام املنتجات الرخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيصة الق ـ ـ ـ ـادمة من الدول‬
‫الصناعية‪ ،‬د‪ -‬تعاني صادرات الدول النامية من صعوبات النفاذ إلى ألاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواق الدولية‪ ،‬حي ـ ـث تعرف التعريفات الجمركية الواردة‬
‫على صادرات السلع الزراعية شدة الارتفاع والدعم املحلي ‪ ،‬بينما تدعم الدول املتقدمة صادراتها ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشكل ملحوظ‪ ،‬ه‪ -‬واجهت دول‬
‫الجنوب مصاعب كثيرة نتيجة إسراف الدول املتقدمة في رفع دع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاوى إلاغراق ضدها أمام منظمة الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة العاملية‪ ،‬ألامر الذي‬
‫يكلفها أموالا كثيرة ملواجهة الوضعية‪ ،‬أنظر ‪:‬‬
‫‪-GOUBI Nadji, Politique d’attractivité et investissement direct étranger, application d’un panel‬‬
‫‪de 15 pays en développement, thèse de doctorat en droit, université Panthéon Assas, Paris 2, 2012,‬‬
‫‪p. 89.‬‬

‫‪ -‬واجهت الدول النامية صعوبات في تنفيذ بعض التزاماتها وذلك لضعف قدراتها الفنية‪ ،‬إلادارية واملالية‪ ،‬كما تزداد حدة‬ ‫‪31‬‬

‫مشكالت التنفيذ مع عدم تنفيذ الدول املتقدمة للنصوص الخاصة بمنح معاملة تفضيلية للدول النامية‪ ،‬وعدم احترام الدول‬
‫الصناعية الالتزامات الواقعة عليها في منح مساعدات مالية للدول املتقدمة ونقل التكنولوجية واملعرفة الفنية إليها‪ ،‬عن شمت‬
‫حسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـين نيفين‪ ،‬التنافسية الدولية وتأثيرها على التجارة العربية والعالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.062-061‬‬
‫‪32‬‬
‫‪- GOUBI Nadji, Politique d’attractivité et investissement direct étranger, application d’un‬‬
‫‪panel de 15 pays en développement, op cit, p. 91.‬‬
‫‪-voir aussi GOLDMAN Berthold, « la liberté de commerce dans les pays développés », in‬‬
‫‪Liberté et droit économique, (textes réunis par FARJAT Gérard et REMICHE Bernard),‬‬
‫‪Association internationale de droit économique, Debook , Bruxelles, 1992, p. 95.‬‬
‫‪19‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫واملواصفات التجارية وإلاجراءات الصحية ورخص الاستيراد‪ ،‬تحرير سوق السيارات‬


‫املستعملة واملنتجات الكحولية‪ ،‬وألاهم وضوح ومصداقية القوانين والتشريعات واسـ ـ ـتقرارها‪.‬‬
‫كما ترفض الجزائر الانضمام إلى املنظمة بأي ثمن‪ ،‬وهو ألامر الذي يبرر استمرار‬
‫املفاوضات بين الطرفين ألكثـر من ‪ 01‬سنة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫تكريس املشرع الجزائري لحرية املبادالت التجارية الدولية‬
‫في إطار محاولة املشرع الجزائري مسايرة التطورات التشريعية الحاصلة على املستوى‬
‫الدولي‪ ،‬تم تكريس املبدأ بطريقة متذبذبة في جملة من النصوص القانونية ‪ ،‬سواء تعلق ألامر‬
‫بالدستور(أوال) أو قانون الاستيراد والتصدير املعدل واملتم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اعتناق الدستور للمبدأ‬
‫تم تكـ ـ ـ ـ ـريس مب ـ ـ ـ ـ ـدأ حرية الصنـ ـ ـ ـ ـ ـاعة والتجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة بموجـ ـ ـ ـ ـب نص املادة ‪ 19‬من‬
‫دستـ ـ ـ ـور‪ ،330992‬واملعدلة بموجب نص املادة ‪ 33‬من تعديل الدستور لسنة ‪ 6102‬في نصها‬
‫"حرية الاستثمار والتجارة مضمونة وتمارس في إطار القانون"‪ ،‬تم تقرير العديد من املبادئ‬
‫التي تأتي ترسيخا للمبدأ الدست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوري‪ ،‬وم ـ ـ ـ ـ ـ ـن بينها حرية املب ـ ـ ـ ـ ـادرة وتحرير قطاع التج ـ ـ ـ ـ ـ ـارة‬
‫الخارجية‪ ،‬وتجسد املبدأ بشكل تدريجي من خالل انسحاب الدولة من الحقل الاقتصادي‬
‫وتغيير دورها من الدولة املحتكرة إلى الدولة املراقبة والضابطة‪.34‬‬

‫‪ - 33‬دستور ‪ ،0992‬املنشور بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 914-92‬مؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر ‪ ،0992‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،92‬الصادر‬
‫في ‪ 4‬ديسمبر ‪ ،0992‬املتمم بموجب القان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون رقم ‪ 11-16‬مؤرخ في ‪ 01‬أفريل ‪،6116‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عدد ‪ ،61‬الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادر في ‪09‬‬
‫أفريل ‪ ،6116‬املعدل واملتمم بموجب القانون رقم ‪ ،09-14‬مؤرخ في ‪ 01‬نوفمبر ‪ ،6114‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،21‬الصادر في ‪02‬‬
‫نوفمبر ‪ ،6114‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 10-02‬مؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ ،6102‬يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬‬
‫ج ع ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،09‬الصادر في ‪ 09‬مارس ‪) 6102‬استدراك ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عدد ‪ ،46‬صادر في ‪ 3‬أوت ‪. (6102‬‬
‫‪ - 34‬كتو محمد شريف‪ ،‬املمارسات املنافية للمنافسة في القانون الجزائري (دراسة مقارنة بالقانون الفرنس ي)‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،6111- 6119 ،‬ص‪.99‬‬

‫‪20‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثانيا‪:‬التكريس التشريعي للمبدأ‬


‫كان تكريس املبدأ بصفة رسمية في سنة ‪( 6111‬أوال) والتأكيد على ألامر كان بموجب‬
‫القانون املعدل له(ثانيا)‪.‬‬
‫‪-1‬التكريس الرسمي بموجب ألامر رقم‪33- 33‬‬
‫يكرس املشرع الجزائري بموجب نص املادة ‪ 16‬من ألامر رقم ‪ 19-11‬املتعلق بالقواعد‬
‫العامة املطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها بصريح العبارة تحرير نشاط التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬أو بعبارات أخرى مرادفة حرية املبادالت التجارية‪ ،‬حرية نشاطي الاستيراد‬
‫والتصدير أو حرية الاستثمار في قطاع التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة الخارجية‪ ،‬فهي عبارات تنصب في نفس‬
‫السياق‪ ،‬أال وهو إمكانية اقتحام ألاسـ ـ ـ ـ ـواق الخارجية والدولية عن طريق الاستيراد‬
‫والتـ ـ ـ ـ ـصدير‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 0/6‬من ألامر رقم ‪ 19-11‬على‪ " :‬تنجز عمليات استيراد‬
‫املتوجات وتصديرها بحرية ‪."...‬‬
‫يفهم بوضوح من سياق النص القانوني إزالة احتكار الدولة للتجارة الخارجية‬
‫وإمك ـ ـ ـ ـانية كل ع ـ ـ ـ ـ ـون اقتص ـ ـ ـ ـ ـادي س ـ ـ ـ ـ ـواء كان ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخ ـ ـ ـ ـ ـصا طب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيعيا أو م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـ ـ ـ ـنويا‪،‬‬
‫شخ ـص ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام أو خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاص‪ ،‬اقتحام ألاسواق الدولية واملنافسة ألاجنبية إلى جانب‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكيد على تحرير نشاط التجارة الخارجية في تعديل قانون الاستيراد والتصدير‬
‫لسنة ‪2312‬‬
‫يحتفظ املشرع الجزائري بموجب تعديل أحكام قانون الاستيراد والتصدير لعام ‪6101‬‬
‫بنفس املوقف بل ويؤكد على تحريره لقطاع التجارة الخارجية‪ ،‬إذ جاءت صيغة املادة ‪ 16‬منه‬
‫بالعبارات التالية‪" :‬تنجز عمليات استيراد املنتوجات وتصديرها بحرية ‪ ،"...‬ألامر الذي يؤكد‬
‫اعتناق املشرع الجزائري مبادئ العوملة الاقتصادية والاستمرار في إلاعالن عن رغبتها في‬
‫اعتناق املبادئ التي تقوم عليها املنظمة العاملية للتجارة وعلى رأسها مبدأ حرية املبادالت‬
‫التجارية الدولية ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫املطلب الثاني‬
‫القيمة القانونية لحرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬
‫قد يختلط ويعلق مفهوم حرية الاستثمار في التجارة الخارجية أو بتعبير آخر حرية‬
‫املبادالت التجارية الدولية من خالل نشاطي الاستيراد والتصدير‪ ،‬مع مجموعة من‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـفاه ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫وعلى رأسها حرية الاستثمار املقررة بموجب النص ألاصلي لالستثمار‪ ،‬وذلك بموجب أحكام‬
‫القانون رقم ‪ 19-02‬املتعلق بترقية الاستثمار وألامر رقم ‪ 11-10‬املتعلق بتطوير الاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتثمار‬
‫سابقا‪ ،‬أو حتى مع مفهوم حرية املبادرة‪ ،‬وإلزالة هذا اللبس يتم تمييز حرية الاستثمار في‬
‫التجارة الخارجية عن بعض املفاهيم التي تم إقرارها في الدستور(الفرع ألاول)‪ ،‬ومفاهيم‬
‫أخرى اقتصادية مكرسة في التشريع (الفرع الثاني)‪ ،‬كما أن معظم خصائص املبادالت‬
‫التجارية في الجزائر تصنفها كنشاط مقنن تضفي عليها طابع الحمائية أكثر من التحرير تحدد‬
‫تكييفها أو القيمة القانونية للمبدأ (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫تمييز حرية الاستثمار في التجارة الخارجية عن بعض الحريات الاقتصادية‬


‫الدستورية‬
‫يعد الدستور النص التأسيس ي وألاساس ي في التشريع الداخلي ألي دولة‪ ،‬وبإقراره أي‬
‫مبدأ أو مفهوم يجعله في مرتبة قانونية أعلى من التشريع العادي‪ ،‬ومن بين املبادئ‬
‫الاقتصادية التي أقرها املشرع الجزائري في صلب النص الدستوري‪ ،‬نجد حرية الصناعة‬
‫والتجارة (أوال) وحرية الاستثمار (ثانيا)‪ ،‬كأحد أهم املبادئ التي يتعين تمييزها مع حرية‬
‫الاستثمار في التجارة الخارجية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تمييز حرية الاستثمار في التجارة الخارجية عن حرية الصناعة والتجارة‬
‫التمييز بين املبدأين يكون بالتطرق لكل مفهوم‪ ،‬وخاصة إيضاح أوجه التقارب‬
‫والاختالف بينهما‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ -1‬املقصود بحرية الصناعة والتجارة‬


‫تعد حرية الصناعة والتجارة أساس قانوني لحرية املنافسة في الحقل الاقتصادي‬
‫بصفة عامة‪ ،‬وعلى إثره تطلق حرية ألاشخاص في ممارسة ألاعمال التجارية‪ ،‬الصن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاعية‬
‫والحرفية منها‪ ،‬وهو مبدأ يعكس ألافكار اللبرالية التي جاءت بها الثورة الفرنسية‪ ،‬وتم إعادة‬
‫إدماجه من طرف املشرع الجزائري مباشرة بعد الاستقالل وذلك بموجب القانون رقم ‪10‬‬
‫ديسمبر ‪ ،0926‬إال أن املبدأ تم تجاهله‪ ،‬بينما تم إدراجه مجددا بموجب دستور سنة‬
‫‪ ،350992‬وتم التمسك بنفس ألاساس بموجب تعديل الدستور في سنة ‪.6102‬‬
‫كما أنه يمكن التمييز بواسطة املبدأ‪ ،‬بين نظام ليبرالي وآخر اشتراكي‪ 36‬والتي تشمل‬
‫عدة نشاطات اقتصادية ‪ ،37‬ومن بين هذه النشاطات نجد نشاط التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫‪-6‬التداخل بين حرية الاستثمار في التجارة الخارجية وحرية الصناعة والتجارة‬
‫بينما يراد بمبدأ حرية الاستثمار في التجارة الخارجية والذي يدعى كذلك مبدأ حرية‬
‫املبادالت التجارية‪ ،‬وهو مبدأ مستوحى من مبدأ حرية الصناعة والتجارة‪ ،‬دخول وخروج السلع‬
‫والبضائع والخدمات دون أي قيود أو عراقيل‪.‬‬
‫في إطار حرية الاستثمار في التجارة الخارجية تستثمر ألاشخاص الخاصة في قطاع‬
‫التجارة الخارجية بموجب نشاطات التصدير والاستيراد‪ ،‬وذلك بمختلف أنواعها بجانب‬
‫الدولة كأقدم عون اقتصادي في مجال التجارة الخارجية عموما والتجارة الخارجية عن طريق‬
‫الاستيراد والتصدير خارج قطاع املحروقات على وجه الخصوص‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪- MENOUER Mustapha, Droit de la concurrence, éditions BERTI, Alger, 2013, p. 35.‬‬
‫‪-voir aussi ATTIA Nabila, La mise en échec du principe de la liberté du commerce et d’industrie :‬‬
‫‪l’exemple de l’Algérie, thèse pour l’obtention de doctorat en droit, université Panthéon Assas ,‬‬
‫‪Paris 2 , 2009, p. 102.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪- SIDLAKHDAR Mohamed Rachid, « Le cadre légal de la concurrence », revue Mutation, n°‬‬
‫‪12, Alger, 1995, p. 7.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪- GUIBAL Michel, « commerce et industrie », Encyclopédie Dalloz, répertoire de droit‬‬
‫‪commercial, Paris, septembre 1994, p. 02.‬‬

‫‪23‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫يشمل بذلك مبدأ حرية الصناعة والتجارة مبدأ حـ ـ ـ ـرية الاستثمار في التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة‬
‫الخارجية‪ ،‬نظرا ألن كالهما مبدآن يقران حرية ممارسة النشاط الاقتصادي‪ ،‬والتجارة‬
‫الخارجية نشاط اقتصادي يشمله حرية الصناعة والتجارة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز حرية الاستثمار في التجارة الخارجية عن حرية الاستثمار الواردة في ألامر‬
‫رقم ‪30-11‬‬
‫قد يقع هنالك لبس بين مبدأ حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ومبدأ حرية‬
‫الاستثمار الذي أقره القانون إلاطار لالستثمار‪ ،‬نظرا العتبار كال النشاطين اس ـتثمار اقتصادي‪،‬‬
‫والاستثمار يكون في كل املجاالت‪ ،‬بينما يخصص الاستثمار في التجارة الخارجية للمبادالت‬
‫التجارية الدولية عن طريق نشاطي الاستيراد والتصدير‪.‬‬
‫‪-1‬مضمون حرية الاستثمار الواردة في ألامر رقم ‪30-11‬‬
‫تنص املادة ‪ 33‬من التعديل الدستوري الجزائري لسنة ‪ 6102‬على‪:‬‬
‫"حرية الاستثمار والتجارة معترف بها وتمارس في إطار القانون"‪ ،‬هو بالتالي مبدأ‬
‫دستوري نص عليه املشرع بجانب حرية التجارة والصناعة وذلك في ذات النص القانوني‪ ،‬كما‬
‫تطرقت إلى تعريفه املادة ‪ 2‬من ألامر رقم ‪ ،3833-31‬غير أن قانون الاستثمار الج ـ ـ ـ ـديد لسنة‬
‫‪ 6102‬الذي يلغي معظ ـ ـ ـم أح ـ ـكام ألامر رق ـ ـم ‪ 3911-10‬لم يشر إال أي تعريف لالستثمار‪ ،‬مما‬
‫يعني أن حرية الاستثمار مبدأ دستوري وليس قانوني‪.‬‬

‫‪ -38‬أمر رقم ‪ 11-10‬مؤرخ في ‪ 61‬أوت ‪ ،6110‬ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتعلق بتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطوير الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتثمار‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عدد ‪ ،99‬الص ـ ـادر في ‪66‬‬
‫أوت‪ ،6110‬معدل ومتمم بموجب ألامر رقم ‪ 14-12‬مؤرخ في ‪ 01‬جــويلية ‪ ،6112‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـدد‪ ،99‬الصادر في ‪ 09‬جويلية‬
‫‪ ،6112‬معدل ومتمم بموجب ألامر رقم ‪ 10-19‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 66‬جويلية ‪ ،6119‬يتضمن ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون املالية التكميلي لسنة‬
‫‪ ،6119‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،99‬الصادر في ‪ 62‬ج ـ ــويلية ‪ ،6119‬معدل ومتمم بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب ألامر رقم ‪ 10-01‬م ـؤرخ في ‪ 62‬أوت‬
‫‪ ،6101‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،99‬الصادر في ‪ 69‬أوت ‪ ،6101‬معدل ومتمم بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب القانون رقم ‪ 06-06‬مؤرخ في ‪ 62‬ديسـ ـمبر‬
‫‪ ،6106‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،6101‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،96‬الصادر في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،6106‬معدل ومت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمم بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 14-01‬مؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ 6101‬يتض ـ ـ ـ ـ ـ ـمن قانون املالية لسنة ‪ ،6109‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،24‬الـ ـ ـ ـ ـ ــصادر في ‪10‬‬
‫ديس ـ ــمبر ‪ ،6101‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 01-09‬مؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،6109‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،94‬الصادر في ‪10‬‬

‫‪24‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫حرية الاستثمار تعني الاعتراف للمستثمر إنشاء مشروع استثماري والتحلل من كل‬
‫القيود والع ـ ـ ـ ـ ـ ـراقيل إلادارية التي قد تح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول دون ذلك واختيار نوع النشاط الذي سـيمارسه‪،‬‬
‫مكان ممارسته‪ ،‬حجم ألاموال التي سيستثمر فيه وحرية امتالك وإدارة أكثر من مشروع وفي‬
‫أكثر من نشاط‪ ،‬تمتد حرية الاستثمار إلى حرية إدارة املشروع والسيطرة الكاملة على السياسة‬
‫إلانتاجية والتسويقية واملالية له‪.40‬‬
‫‪-2‬معايير التمييز بين املبدأين‬
‫تكمن أهم معايير التمييز بين حرية الاستثمار في نشاطي الاستيراد والتصدير الواردة في‬
‫أحـ ـ ـ ـ ـكام قانون الاستيراد والتصدير وحـ ـ ـ ـ ـرية الاستثمار الواردة في أحكام قانون الاستث ـ ـ ـ ـ ـمار رقم‬
‫‪ 19-16‬وفي ظل أحكام ألامر رقم ‪ 11-10‬امللغى في كل من نطاق تطبيق كال من القانونين‪ ،‬من‬
‫حيث ألاشخاص املخاطبين به‪ ،‬ومن حيث النصوص القانونية التي يؤطرها كال النصين‬
‫القانونيين‪.‬‬
‫أ‪-‬من حيث النطاق‬
‫تنص املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪19-02‬على‪ »:‬يقصد باالستثمار‪...‬‬

‫=ديسمبر ‪ ،6109‬معدل ومـتمم بموجب القانون رقم ‪ 01-09‬مؤرخ في ‪ 11‬ديس ـ ـ ـ ـ ــمبر ‪ ،6109‬يت ـ ـضمن قانون املالية لس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة‬
‫‪ ،6101‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،94‬الصادر في ‪ 10‬ديس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمبر ‪ ،6109‬معـ ـ ـدل ومتمم بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب القان ـ ـ ـ ـون رقم ‪ 04-01‬م ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في‬
‫‪ 11‬ديسمبر‪ ،6101‬يتضمن قانون املالية ل ـ ـ ـ ـ ـسنة ‪ ،6102‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،96‬الصادر في ‪ 10‬ديسمبر ‪.6101‬‬

‫حيث تنص املادة ‪ 6‬منه على» يقصد باالستثمارات في إطار هذا ألامر اقـ ـ ـ ـ ـ ـتناء أصول من أجل استحداث نش ـ ـ ـ ـاطات‬
‫جديدة أو توسيع قدرات إلانتاج‪ ،‬أو إعادة التأهيل أو إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫‪-‬املساهمة في رأس مال مؤسسة في شكل مساهمات عينية أو نقدية‪.‬‬
‫‪-‬استعادة النشاطات في إطار خوصصة كلية أو جزئية«‪.‬‬
‫‪ -39‬حيث تم ت ـ ـعريف الاستـ ـ ـ ـ ـثمار بموجب ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص املادة ‪ 6‬من الق ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ ،19-02‬مـ ـ ـؤرخ في ‪ 1‬أوت ‪ ،6102‬يتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق‬
‫ب ـ ـ ـ ـ ـت ـرقية الاست ـ ـ ـ ـثمار‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،92‬الصادر في ‪ 1‬أوت ‪.6102‬‬
‫‪ -40‬لقد تطرق املشرع الجزائري ملفهوم الاستثمار بهذا املفهوم بعد شروعه في إلاصالحات الاقتصادية‪ ،‬حيث عبر عنه بصفة‬
‫غير مباشرة في قانون النقد والقرح رقم ‪ ،01-91‬وبعد ذلك بموجب قانون ترقية الاستثمار رقم ‪ 06-91‬لسنة ‪ ،0991‬ثم‬
‫أخيرا في تعديل قانون الاستثمار لسنة ‪ ، 6110‬ألكثر تفاصيل‪ ،‬أنظر أوباية مليكة‪ ،‬املعاملة إلادارية لالستثمارات في‬
‫النشاطات املالية وفقا للقانون الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬فرع القانون‪ ،‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة‬
‫مولود معمري ت ـ ـ ـ ـ ـ ـيزي وزو‪ ،6102 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪25‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-‬اقتناء أصول تندرج في إطار استحداث نشاطات جديدة وتوسيع قدرات إلانتاج‬
‫و‪/‬أو إعادة التأهيل‪.‬‬
‫‪-‬املساهمات في رأسمال الشركة « ‪.‬‬
‫يالحظ من مضمون نص املادة ‪ 6‬أن مصطلح الاستثمار جاء بصيغة شاملة‪ ،‬ولم يشر‬
‫إلى مختلف النشاطات الاقتصادية التي يشملها الاستثمار‪ ،‬حيث تطرق لكل املشاريع التي‬
‫تقوم باقتناء أصول من أجل استحداث نشاطات جديدة في إطار إلانتاج والتأهيل‪.‬‬
‫باإلضافة إلى املشاريع التي تهدف إلى املساهمة في رأسمال الشركة‪ ،‬فجاء مصطلح‬
‫الشركة مرة أخرى بصفة عامة دون تحديد الشكل القانوني لها ‪.‬‬
‫مما يفهم أن املشرع الجزائري قصد إدماج نشاط التجارة الخارجية في مفهوم الاستثمار‬
‫الوارد في نص املادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪.19-02‬‬
‫ب‪-‬من حيث ألاشخاص‬
‫يخاطب قانون الاستثمار رقم ‪ 19-02‬كل ألاعوان الاقتصاديين بشتى أنواعهم وفي كل‬
‫النشاطات الاقتصادية والتجارية من إنتاج ‪ ،‬توزيع‪ ،‬تسويق وخدمات‪ ،‬بينما ال يخاطب قانون‬
‫الاستيراد والتصدير إال ألاعوان الاقتصاديين الناشطين في مجالي الاستيراد والتصدير‪.41‬‬
‫ج‪-‬من حيث املزايا والتحفيزات الواردة في القانون رقم ‪30-11‬‬
‫حدد قانون الاستثمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار رقم ‪ 19-02‬مج ـ ـ ـ ـ ـموعة من املـ ـ ـ ـ ـ ـزايا بموجب امل ـ ـ ـ ـ ـواد ‪ 1‬إلى ‪09‬‬
‫منه‪ ،‬حيث تطرق للمزايا بصفة ع ـ ـ ـ ـ ـامة‪ ،‬للمزايـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا املشتركة لكل الاستثمارات القابلة‬
‫لالس ـ ـ ـ ـ ـتفادة ‪ ،‬وللمزايا إلاضافية لفائدة الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشاطات ذات الامتياز و‪/‬أو املنشئة ملناصب‬
‫الشغل‪ ،‬وكذلك للمزايا الاستثنائية لصالح الاستثمارات ذات الفائدة وألاهمية الخاصة‬
‫لالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪- 41‬حيث تنص املادة ‪ 3‬من ألامر رقم ‪ 19-11‬املعدل وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬على ‪ » :‬باستثناء العمليات ذات الطابع‬
‫غير التجاري والعمليات التي تنجزها إلادارات والهيئات ومؤسسات الدولة‪ ،‬فإن عمليات استيراد وتصدير املنتوجات ال‬
‫يمكن أن ينجزها إال شخص طبيعي أو معنوي يمارس نشاط اقتصادي طبقا للتشريع والتنظيم املعمول به « ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫التساؤل يثور حول مدى استفادة العون الاقتصادي في مجال التجارة الخارجية بمثل‬
‫تلك املزايا التي ال طاملا تجلب وتستقطب املستثمر ألاجنبي منه والوطني‪.‬‬
‫إن املزايا املحددة بموجب القانون رقم ‪ 19-02‬ال تخاطب العون الاقتصادي املستثمر‬
‫في نشاطي الاستيراد والتصدير على إلاطالق‪ ،‬وال تربطه أية صلة بأحكامه‪ ،‬إال في ما يتعلق‬
‫بإجراء التسجيل أمام الوكالة الوطنية لالستثمار‪ ،‬باعتبار هذه ألاخيرة جهة إدارية مكلفة‬
‫بإحصاء جل النشاطات الاقتصادية في مجال الاستثمار‪ ،‬بما فيها نشاطات الاستيراد‬
‫والتصدير‪.‬‬
‫‪-3‬معايير التداخل بين املبدأين‬
‫تطرق التعديل الدستوري لسنة ‪ 6102‬مللف التجارة الخارجية بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب نص‬
‫املادة‪ ،4221‬ومن نص املادة يستشف أن الاستثمار والنشاط في مجالي التجارة الخارجية مبدأ‬
‫دستوري خاضع لتنظيم وتأطير الدولة ال محال وذلك بمراعاة النصوص القانونية والتنظيمية‬
‫السارية املفعول في هذا املجال‪.‬‬
‫يالحظ أن النص الدستوري لم يمسسه التعديل باملقارنة بذات النص بموجب دستور‬
‫‪ ،0992‬ذلك بالرغم من تغير ظروف التأسيس القانوني املحيطة بكال الدستورين‪.‬‬
‫يضاف املبدأ إلى نص املادة ‪ 91‬من دستور الجزائر لسنة ‪ 6102‬التي تكرس حرية‬
‫الاستثمار الواردة في القانون رقم ‪ ،19-02‬إذ أن هذه ألاخيرة تشمل كل مجاالت الاستثمار التي‬
‫تخضع للقانون رقم ‪ ،19-02‬أين تستبعد نشاطات الاستيراد والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتصدير من التطبيق‬
‫ص ـ ـ ـراحة‪ ،‬إال إن ورود نص املادة ‪ 6‬من ذات القانون بصفة واسعة‪ ،‬يفهم أن الاستثمار في‬
‫مجال الاستيراد والتصدير يشمله مفهوم الاستثمار الوارد في نص املادة ‪.6‬‬
‫بينما يشمل الاستثمار في التجارة الخارجية حرية الاستيراد والتصدير أو حرية املبادالت‬
‫التجارية الدولية‪.‬‬

‫‪ -42‬تنص املادة ‪ 60‬من القانون رقم ‪ 10-02‬مؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ ،6102‬يتضمن التعديل الدستوري لسنة ‪ 6102‬على‪:‬‬
‫شروط ممارسة التجارة الخارجية"‪.‬‬ ‫"تنظيم التجارة الخارجية من اختصاص الدولة‪ .‬يحدد القانون‬
‫‪27‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫بما أن كال من مجال الاستيراد والتصدير والاستثمارات في جل القطاعات املحددة‬


‫بموجب قانون الاستثمار يحقق تنمية وعائدات الاقتصاد‪ ،‬ونخص بالذكر نشاط التصدير في‬
‫مجال املبادالت التجارية الدولية‪ ،‬نستنتج أن الاستثمار في التجارة الخارجية جزء من مجاالت‬
‫الاستثمار‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫تمييز حرية الاستثمار في التجارة الخارجية عن بعض الحريات الاقتصادية ألاخرى‬
‫تم تكريس مجموعة من املبادئ القانونية في املجال الاقتصادي بجانب املبادئ‬
‫الدستورية بموجب قواعد ونصوص تشريعية‪ ،‬تدعيما لحركة إلاصالحات الاقتصادية وتأكيدا‬
‫على موقف املشرع الجزائري في مس ـ ـ ـايرة املستجدات الدولية في املجال الاقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـادي‪ ،‬ومن‬
‫بين هذه املبادئ والتي يتعين الوقوف عندها من أجل تقريب مفهوم املوضوع أكثر‪ ،‬نجد مبدأ‬
‫حرية املنافسة (أوال)‪ ،‬ومبدأ حرية املبادرة (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تمييز حرية الاستثمار في التجارة الخارجية عن حرية املنافسة‬
‫هناك تداخل بين حرية املنافسة وحرية املبادالت التجارية الخارجية‪ ،‬باعتبار أن‬
‫كالهما تم تكريسهما في إطار تفعيل تكريس مبادئ اقتصاد السوق‪ ،‬كما أن قانون املنافسة‬
‫نص بصريح العبارة أن نشاط الاستيراد والتصدير هو نشاط تنافس ي يخضع ألحكام قانون‬
‫املنافسة في بعض النشاطات التي يقوم بها املستوردون إلعادة البيع على حالها‪.‬‬
‫‪-1‬املنافسة دعامة حقيقية القتصاد السوق‬

‫في حين يقصد بحرية الاستثمار في التجارة الخارجية إمكانية اقتحام الخواص بمختلف‬
‫أنماطهم ألاسواق الخارجية إلى جانب الدولة وذلك في مج ـ ـ ـالي الاستيراد والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصدير‪ ،‬بينما‬
‫يحـ ـ ـ ـتمل مفهوم املنافسة معنيان‪ ،‬معنى واسع وآخر ضيق‪ ،‬ففي مفهومها الواسع تعني‬
‫مجموعة إلاجراءات التي تؤثر على املنافسة في سوق معين‪ ،‬بذلك يشمل املفهوم كل من‬
‫إجراءات السياسة التجارية الصادرة من مؤسسات عامة أو خاصة‪ ،‬والتي تهدف إلى التضييق‬

‫‪28‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أو الحد من املن ـ ـ ـافسة‪ ،‬بينما باملفهوم الضيق تهتم املنافسة بوجه خاص بها‪ ،‬وهي تلك‬
‫املمارسات الصادرة من املؤسسات والتي تهدف إلى التضييق من املنافسة‪.43‬‬
‫‪-2‬الاستثمار في التجارة الخارجية نشاط تنافس ي‬
‫تظهر العالقة بين املنافسة ومجال الاستيراد والتصدير بصريح نص املادة ‪ 6‬من قانون‬
‫املنافسة‪.44‬‬
‫كما يتم تحديد أسعار ألامر بتحديد أسعار السلع والبضائع والخدمات وفقا لقواعد‬
‫املنافسة الحرة والنزيهة وقواعد إلانصاف والشفافية السيما تلك املتعلقة بتركيبة ألاسعار‬
‫لنشاطات إلانتاج والتوزيع وتأدية الخدمات واستيراد السلع لبيعها على حالها‪.45‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز حرية الاستثمار في التجارة الخارجية عن حرية املبادرة‬
‫يعد مفهوم املبادرة أوسع من حرية املبادالت التجارية‪ ،‬إذ قد تشمل املبادرة الاستثمار‬
‫في التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪-1‬املقصود بحرية املبادرة‬
‫لقد تم إلاعالن على حرية املبادرة ألول مرة في قانون آالرد ‪ le décret d’Allard‬الصادر‬
‫بين ‪ 6‬و‪ 09‬مارس ‪ ،0990‬وذلك في املادة ‪ 9‬منه التي تنص على أن كل شخص يكون حرا‬
‫بممارسة أي مهنة أو نشاط أو فن‪ ،‬مع ضرورة احترامه لبعض الشروط ‪ ،‬واملتمثلة أساسا‬
‫بدفع الثمن والخضوع للتشريع الساري املفعول من طرف الشرطة‪ ،46‬ولم يضف قانون‬

‫‪43‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid, Le droit de la concurrence, Editions Belkeise, Alger, 2013, p. 5.‬‬
‫‪ -44‬قانون رقم ‪ 11-01‬مؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ ،6101‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،92‬الصادر في ‪ 04‬أوت ‪ ،6101‬يعدل ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتمم ألامر‬
‫رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 06-14‬مؤرخ في ‪ 61‬جوان ‪ ،6114‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،12‬الصادر في ‪ 6‬جويلية ‪ ،6114‬يعدل ويتمم ألامر رقم ‪11-11‬‬
‫مؤرخ في ‪ 09‬جويلية ‪ ،6111‬يتعلق بقانون املنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،91‬الصادر في ‪ 61‬جويلية ‪ ، 6111‬وذلك بنصها‪:‬‬
‫"بغض النظر عن كل ألاحكام ألاخرى تطبق أحكام هذا ألامر على‪" :‬نشاطات إلانتاج بما فيها النشاطات الفالحية وتربية‬
‫املواش ي ونشاطات التوزيع ومنها تلك التي يقوم بها مستوردو السلع إلعادة بيعها على حالها والوكالء‪ ،....‬تلك التي يقوم‬
‫بها أشخاص معنوية عمومية وجمعيات ومنظمات مهنية مهما كان وضعها القانوني وشكلها وهدفها" ‪.‬‬
‫‪ -45‬املادة ‪ 1‬من قانون رقم ‪ ،03-03‬املعدلة بموجب نص املادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ ،11-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫‪- « A compter du 1er avril prochain, il sera libre à toutes personne de faire tel négoce ou d’exercer‬‬
‫‪telle profession, art ou métier qu’elle jugera bon, mais elle sera tenue auparavant de se pourvoir‬‬
‫‪d’une patente d’en acquitter le prix et de se conformer aux règlements de police qui sont ou‬‬
‫‪29‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫شابوليي ‪ CHAPELIER‬الصادر بين ‪ 09‬و‪ 09‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوان ‪....‬ش يء في خصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوص حـ ـ ـ ـرية املبادرة‪،‬‬
‫بينما تناول حرية املبادرة الاقتصادية ‪ ،47‬وكان سباقا في ترقية مفاهيم املبادرة واملنافسة في‬
‫السوق والسيما نظام التعاونيات ‪ ،‬كما أن املادة ‪ 6‬من إعالن ‪ 90‬الذي يعتبر الحرية وامللكية‬
‫حقوق طبيعية ال يمكن املساس بها‪ ،‬وتضيف املادة ‪ 09‬منه على أن امللكية حق مقدس وال‬
‫يمكن املساس به وهو أمر ال يتناقض بل يتجانس مع حرية املبادرة‪.48‬‬
‫تم تكريس حرية املبادرة‪ ،‬بداية بالشريعة العامة وفق قاعدة العقد شريعة‬
‫املتعاقدين بموجب نص املادة ‪ 0019‬من القانون املدني الفرنس ي‪ ،‬وتعد الاتفاقية عقدا تحكم‬
‫وتلزم املتعاقدين إن أبرمت وفقا ملا ينص عليه القانون‪ ،‬وهو يعبر عن حرية إلارادة التي أتى بها‬
‫كانت ‪ Kant‬في نهاية القرن ‪ ،04‬ونجد القانون التجاري بموجب قانون ‪ 69‬جويلية ‪ 0929‬حول‬
‫شركات املساهمة التي تلغي التصريح الحكومي لتشكيل مثل هذا النوع من الشركات ليكرس‬
‫بذلك أحد أهم معالم التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمع التج ـ ـ ـ ـ ـ ـاري واملـ ـ ـ ـ ـالي للمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاولين وبذلك أحد مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالم‬
‫الرأسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمالية‪ ،‬الصناعية واملالية‪ ،‬مع وضع حد لهذه ألاخيرة حينما تمس بحرية آلاخرين‬
‫وذلك بمظاهر التعسف والاحتكار‪.‬‬
‫في هذا إلاطار‪ ،‬نجد الاجتهاد القضائي ملجلس الدولة الفرنس ي ‪ ،‬والذي أخذ بقانون‬
‫آالرد ‪ 6-09‬مارس ‪ 0990‬بمفهومه الضيق‪ ،‬باعتباره يشكل حرية شخصية ‪ ،‬حيث يحظر على‬
‫إلادارة املساس بها‪ ،‬وعلى إثر ذلك قام مجلس الدولة في العديد من ألاحيان بإلغاء إجراءات‬
‫الضبط إلاداري التي تمس بحقوق التجار والصناعيين مثلها مثل باقي الحريات العامة التي ال‬
‫تخضع لتنظيم حينما تمس هذه ألاخيرة بالنظام العام‪.49‬‬

‫‪=pourront être faits, in GOLDMAN Berthold, « La liberté du commerce dans les pays‬‬
‫‪développés », in Liberté et droit économique, ( textes réunis par FARJAT Gérard et REMICHE‬‬
‫‪Bernard), Association internationale du droit économique, DEBOECK, Bruxelles, 1992, p. 90.‬‬
‫‪47‬‬
‫‪-STEINDORFT Ernst, « Liberté, Egalité : opposition ou complémentarité », in Liberté et droit‬‬
‫‪économique, ( textes réunis par FARJAT Gérard et REMICHE Bernard), Association‬‬
‫‪internationale du droit économique, De Boeck, Bruxelles, 1992, p. 84.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪- SALAH Mohamed, « La liberté du commerce dans les pays en développement et droit‬‬
‫‪économique », in Liberté et droit économique,( textes réunis par FARJAT Gérard et REMICHE‬‬
‫‪Bernard), Association internationale du droit économique, De Boeck, Bruxelles, p. 112.‬‬
‫‪49‬‬
‫‪- GOLDMAN Berthold, « La liberté du commerce dans les pays développés », op cit, p. 93.‬‬
‫‪30‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ -2‬مبدأ املبادرة يشمل مبدأ حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬


‫إن التداخل بين املبدأين يكمن في أن املبادرة تشمل جميع النشاطات الاقتصادية‬
‫والتجارية والصناعية بل حتى املدنية منها‪ ،50‬ويدخل كذلك في مجاالت املبادرة نشاط التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬إذ قد نقول حرية املبادرة في التجارة الخارجية‪ ،‬فيشمل بذلك مبدأ املبادرة عدة‬
‫مجاالت من بينها مجال املبادالت التجارية الدولية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تمييز حرية الاستثمار في التجارة الخارجية عن حرية الاستثمار املقررة في‬
‫اتفاق إجراءات الاستثمار املتصلة بالتجارة ‪M.I.C ou T.R.I.M.S‬‬
‫اعتبرت اتفاقية تريمس من النتائج املهمة املحققة في آخر جولة من جوالت‬
‫ألاورج ـ ـ ـ ـ ـ ـواي‪ ،‬وذلك من خالل الت ـ ـ ـ ـطرق ألول مرة لالستثم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار الدولي املرتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـط بالتجارة‬
‫الدولية‪ ،‬وتم معالجة املسألة خاصة بتحديد حقوق والتزامات كل من الدول املستثمرة‬
‫واملضيفة في مجال الاستثمار في البلد املضيف وإعادة عائدات الاستثمار في الاستيراد والتصدير‬
‫بعد الحصول على موطن في البلد املضيف‪ ،‬بينما يكون الاستثمار عن طريق الاستيراد‬
‫والتصدير بم ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب الاتفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاق بين طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرفي املعاملة التجارية الدولية‪ ،‬بغض الـ ـ ـ ـ ـ ـنظر عن‬
‫ألاط ـ ـ ـ ـ ـراف املكونة‪ ،‬وألاهم في ذلك أن املبدأ يقيده حرية املبادالت التجارية الدولية الذي تنص‬
‫عليه املنظمة العاملية للتجارة‪.51‬‬
‫‪-1‬الاستثمار الدولي املرتبط بالتجارة الدولية بموجب اتفاقية تريمس أو ميك‬
‫تعد املنظمة العاملية للتجارة إلاطار القانوني لتنظيم جل املبادالت التجارية الدولية‬
‫واملتعلقة أساسا بتبادل السلع والبضائع والخدمات‪.52‬‬
‫يجدر الذكر أن املنظمة العاملية للتجارة غير مختصة أساسا بتنظيم الاستثمارات‬
‫الدولية‪ ،53‬إال أن اتفاقيات مراكش أسهمت في إعط ـ ـ ـ ـ ـاء مغ ـ ـ ـ ـ ـايرا خـ ـ ـ ـارج عن املع ـ ـ ـ ـتاد‪،‬‬
‫‪50‬‬
‫‪-DELVOLVE Véronique, La liberté d’entreprendre, thèse pour le doctorat en droit, université‬‬
‫‪Panthéon-Assas, Paris 2, 2002, p.391.‬‬
‫‪51‬‬
‫‪-VADCAR Corinne, « Le projet d’accord multilatéral sur l’investissement : problématique de‬‬
‫‪l’adhésion des pays du sud », journal du droit international, janvier- mars 1998, Editions Juris-‬‬
‫‪Classeur, Paris, 1998, p. 10.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪- DELVOLVE Véronique, La liberté d’entreprendre, thèse pour le doctorat en droit, op cit, p.‬‬
‫‪394.‬‬
‫‪31‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫فتعطي مفهوما مغايرا لالستثمار الدولي ‪ ،‬واملتمثل في الاستثمار املرتبط بالتجارة الدولية‬
‫املرتبط بالسلع والخدمات‪.‬‬
‫تعطي اتفاقيات ‪ OMC‬بذلك مقاربة جديدة ‪ ،‬حملت في طياتها توسيع أدوات تنظيم‬
‫املنظمة العاملية للتجارة لقطاعات جديدة لم يتم إدراجها من قبل وذلك بإدخال مجال‬
‫الاستثمارات الدولية املرتبطة بالتجارة‪ ،‬ولقد قال السيد فلوري رئيس املنظمة العاملية للتجارة‬
‫للفترة التابعة لتأسيسها ‪ ،‬أن أهم ما جاءت به جولة ألاورجواي يتمثل أساسا في تقديم‬
‫مقاييس قانونية جديدة في التجارة الدولية املسفرة عن املفاوضات واملتمثلة أساسا في‬
‫مبادالت الخدمات )‪ (D.P.I.C‬وإلاجراءات املتصلة باالستثمار واملرتبطة بالتجارة )‪.54 (M.I.C‬‬
‫لقد تم التعرح ملسألة الاستثمارات الدولية املرتبطة بالتجارة الدولية ألول مرة إثر‬
‫نزاع نشب بين و‪.‬م‪.‬أ وكندا عام ‪ 0946‬واملتعلق بكيفية التعامل مع الاستثمارات ألاجنبية لدى‬
‫الدول املضيفة ‪ ،‬أين تبين عدم الاختصاص املوضوعي لجهاز تسوية النزاعات على مستوى‬
‫الجات للفصل في الخالف‪ ،‬مما اقتض ى إعادة طرح املسألة في جولة ألاورجواي التي أسفرت‬
‫عنها إبرام نصين قانونيين مرتبطين أساسا باالستثمار الدولي املرتبط بالتجارة الدولية والاتفاق‬
‫العام للتجارة في قطاع الخدمات‪.55‬‬
‫يهدف الاتفاق إلى إزالة بعض الشروط على املستثمر ألاجنبي والتي تتعارح مع اتفاقية‬
‫الجات وخاصة فيما يتعلق باملعاملة الوطنية وفرح القيود الكمية وشروط الاستثمار التي‬
‫تعد قيدا على الاستثمار وهي‪:‬‬
‫‪-‬استخدام نسبة من املكون املحلي في املنتج النهائي‪.‬‬

‫‪=53 -GILLES Anne, La définition de l’investissement international, Larcier, Paris, 2012, p. 61.‬‬
‫‪54‬‬
‫‪-Les termes de M. Flory, « l’essentiel de l’apport du cycle d’Uruguay réside dans l’introduction‬‬
‫‪de normes dans les nouveaux domaines du commerce international appréhendés par les‬‬
‫‪négociations : Les échanges du services, les D.P.I.C et les mesures relatives à des investissements‬‬
‫‪et liées aux commerce (M.I.C) », in FLORINA Christine, Les compétences de l’organisation‬‬
‫‪mondiale du commerce en matière d’investissements internationaux, thèse pour le doctorat en droit‬‬
‫‪, université Paris 01-Panthéon Sorbon-, 2003, p. 87.‬‬
‫‪55‬‬
‫‪- GILLES Anne, La définition de l’investissement international, Larcier, Paris, 2012, p. 14.‬‬
‫‪-voir aussi SOREL Jean-Marc, Inde- Restrictions quantitatives à l’importation de produit‬‬
‫‪agricoles, textiles et industriels, La jurisprudence de l’OMC, LGDJ, Paris, 1992, p. 4.‬‬
‫‪32‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-‬تصدير حصة من إلانتاج إلى الخارج أو بمنح نسبة من إلانتاج في السوق املحلي‪.‬‬
‫‪-‬الالتزام بالتوازن بين الصادرات والواردات‪.56‬‬
‫‪ -2‬مبدأ حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ج ـ ـ ـ ـ ـزء من الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتثمار الدولي ذو‬
‫العالقة بالتجارة الدولية‬
‫لقد تم تنظيم الاستثمار ذو العالقة بالتجارة الدولية بموجب اتفاقية تريمس الصادرة‬
‫عن املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬بينما يتم تنظيم حرية الاستثمار في التجارة الخارجية أو حرية‬
‫الاستيراد والتصدير بموجب كل اتفاقات املنظمة املكرسة ملبدأ حرية التبادل التجاري‪ ،‬بحكم‬
‫أن ما تصبو إلى تحقيقه املنظمة هو تكريس املزيد من حرية املبادالت التجارية الدولية وإزالة‬
‫كل العوائق التي تحول دون ذلك‪.57‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫التكييف القانوني‬
‫لنشاط املبادالت التجارية الدولية‬
‫بعدما تقرر رفع الاحتكار املفروح على قطاع التجارة الخارجية من طرف الدولة‬
‫وملدة طويلة وتحرير النشاط فيه‪ ،‬وذلك بموجب السماح ملجموعة من ألاعوان الاقتصاديين‬
‫بمختلف أشكالهم القانونية التدخل في مجال التجارة الخارجية‪ ،‬أين تم تقرير هذا املبدأ‬
‫بموجب أحكام نص املادة ‪ 6‬من قانون الاستيراد والتصدير لعام ‪.6111‬‬
‫نظرا ملجموعة من الظروف املحيطة باالقتصاد الوطني مؤخرا سواء‪ ،‬من حيث‬
‫تراجع مداخيل العملة الصعبة نتيجة انخفاح أسعار البترول‪ ،‬وعدم وجود بديل لقطاع‬
‫النف ـ ـ ـ ـ ـط في مجال التص ـ ـ ـ ـ ـدير وسيادة التجارة املوازية‪ ،‬وتأثيرها على قـ ـ ـ ـطاع التج ـ ـ ـ ـ ـارة‬
‫الخارجية‪ ،‬نالحظ عودة الدولة إلى الواجهة‪ ،‬أين أصبحت تتدخل بموجب مجموعة من‬

‫‪ - 56‬صفوت قابل محمد‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬دار الحكمة للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،6112 ،‬ص ‪.014‬‬
‫‪57‬‬
‫‪-EL MIDAOUI Yasmina, L’investissement en droit marocain : essai sur une définition de‬‬
‫‪l’investissement en droit du commerce international, thèse de doctorat en droit, université‬‬
‫‪PANTHEAN ASSAS, Paris 2, 2010, p. 377.‬‬
‫‪33‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫آلاليات تحت غطاء حماية املنتوج الوطني وحماية الصناعات الوطنية الناشئة وغيرها من‬
‫آلاليات‪ ،‬مما دفعنا إلى البحث في مسألة اعتبار املشرع نشاط التجارة الخارجية نشاط مقنن‬
‫(أوال)‪ ،‬أو حتى نشاط استراتيجي (ثانيا) مع استبعاد إمكانية اعتبار نشاط الاستيراد والتصدير‬
‫من النشاطات املحظورة واملحتكرة من طرف الدولة (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الاقتراب من اعتبار نشاط املبادالت التجارية الدولية نشاط مقنن‬
‫تطرق املشرع الجزائري إلى تحديد النشاطات املقننة خاصة منها في املجال التجاري‬
‫وبعض النشاطات الاقتصادية ألاخرى دون أن يكون ذلك بشكل محدد‪ ،‬فماذا يراد بالنشاط‬
‫املقنن‪ ،‬وما هي خصائص مثل هذه النشاطات‪ ،‬كما أنه بحكم طبيعة النشاط املمارس من‬
‫طرف العون الاقتصادي‪ ،‬فانه يفرح بحد ذاته بعض القيود ‪.‬‬
‫‪ :1‬تطابق تعريف النشاطات املقننة مع تعريف نشاطي الاستيراد والتصدير‬
‫تعرف ألانشطة واملهن املنظمة بالنظر إلى طبيعتها وموضوعها بأنها أنشطة ومهن لها‬
‫طابع خصوص ي وال يسمح بممارستها إال إذا توافرت فيها الشروط التي يتطلبها التنظيم‪.58‬‬
‫بالتالي هي نشاطات يحتاج املستثمر إلى رخصة أو مؤهالت تسلمها له الدولة من أجل‬
‫ممارستها‪ ،‬وإن كان املشرع لم يحدد طبيعتها‪ ،‬إال انه اقل ما يقال عنها أنها نشاطات‬
‫إستراتيجية‪.59‬‬
‫حسب املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،233-12‬تعتبر كأنشطة ومهن منظمة‬
‫بالنظر لخصوصياتها تلك التي يكون ممارستها من شأنها أن تمس مباشرة بإشغاالت أو مصالح‬
‫مرتبطة بالنظام العام‪ ،‬أمن املمتلكات وألاشخاص‪ ،‬الحفاظ على الثروات الطبيعية‬
‫واملمتلكات العمومية التي تشكل الثروة الوطنية‪ ،‬الصحة العمومية والبيئة‪.‬‬
‫بالرجوع إلى نص املادة ‪ 2‬من ألامر رقم ‪ 33-33‬املعدل واملتمم والتي تنص‪:‬‬

‫‪ - 58‬املادة ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 619-01‬مؤرخ في ‪ 69‬أوت ‪ ،6101‬يحدد شروط وكيفيات ممارسة ألانشطة واملهن‬
‫املنظمة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،94‬الصادر في ‪ 9‬سبتمبر ‪.6101‬‬
‫‪ - 59‬والي نادية‪ ،‬النظام القانوني لالستثمار ومدى فعاليته في استقطاب الاستثمارات ألاجنبية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،6101 ،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪34‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫" تنجز عمليات استيراد البضائع وتصديرها بحرية طبقا ألح ـ ـ ـكام هذا القانون‪،‬‬
‫وذلك دون إلاخالل بالقواعد املتعلقة باآلداب العامة‪ ،‬وباألمن وبالنظام العام وبصحة‬
‫ألاشخاص وبالحيوانات وبالثروة الحيوانية والنباتية‪ ،‬وبوقاية النباتات واملواد البيولوجية‬
‫وبالبيئة وبالتراث التاريخي والثقافي"‪.‬‬
‫بالعودة إلى تعريف النشاطات املنظمة‪ ،‬وبالنظر إلى خصوصيات النشاطات املنظمة‬
‫التي حددها املرسوم التنفيذي رقم ‪ 619-01‬السالف الذكر‪ ،‬نجد أنها تتوافق تماما في‬
‫املضمون مع النص ألاصلي املكرس لحرية املبادالت التجارية في املادة ‪ 6‬منه‪ ،‬بل حتى نجد‬
‫استخدام نفس املصطلحات‪ ،‬مثل النظام العام‪ ،‬الثروات الطبيعية‪ ،‬الصحة والبيئة‪.‬‬
‫لم يصنف املشرع الجزائري بصريح العبارة نشاط الاستيراد والتصدير برمته بأنه‬
‫نشاط مقنن مثلما كان ذلك في بعض القطاعات‪ ،‬مثل اعتباره صراحة أن استيراد وتصدير‬
‫املواد واملعدات الصيدالنية نشاط مقنن يستلزم الحصول على رخصة مسبقة من طرف وزارة‬
‫الصناعة والحماية الاجتماعية‪ ،60‬وكذلك استيراد وتصدير التبغ والكبريت‪ ،‬التي تستلزم‬
‫الحصول على رخصة مسبقة من طرف سلطة ضبط سوق التبغ واملواد التبغية‪ ،61‬بل على‬
‫العكس تماما نجد أن املشرع الجزائري صرح أن نشاط الاستيراد والتصدير نشاط حر ال‬
‫يخضع ألي قيود قانونية‪ ،62‬إال أن التنظيمات التي نص عليها في صلب نص قانون الاستيراد‬
‫والتصدير ونخص بالذكر نظام الرخص والتأكيد عليها ‪ ،‬بل دخولها حيز النفاذ في مطلع ‪6102‬‬
‫عمال بأحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 112-01‬السالف الذكر‪ ،‬وذلك في قطاعات الاسمنت‬
‫والحديد وحتى قطاع استيراد السيارات‪ ،63‬وعمال بأحكام املادة ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،619-01‬فنحن نقترب أكثر من مفهوم النشاط املقنن‪.‬‬

‫‪ - 60‬ذلك بموجب أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 641-96‬مؤرخ في‪ 2‬جويلية ‪ ،0996‬يتعلق برخص استغالل مؤسسة إلنتاج‬
‫املنتجات الصيدالنية و‪/‬أو توزيعها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،11‬الصادر في ‪ 06‬جويلية ‪.0996‬‬
‫‪ - 61‬املادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رق ـ ـ ـ ــم ‪ 110-19‬م ـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 04‬أكتوبر ‪ ،6119‬يت ـ ـ ــضمن تنظي ـ ـ ـ ــم نشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاطات ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنع‬
‫املواد التبغية واستيرادها وتوزيعها‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،22‬الصادر في ‪ 61‬أكتوبر ‪.6119‬‬
‫‪ -62‬ذلك وفقا ملا نصت عليه املادة ‪ 6‬من ألامر رقم ‪ 19-11‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -63‬يتم التطرق لهذه املسألة بالتفصيل في الباب الثاني من ألاطروحة‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ :2‬تطابق خصائص النشاطات املقننة مع خصائص نشاطات الاستيراد والتصدير‬


‫تظهر صفة التقنين والتنظيم في نشاط املبادالت التجارية الدولية من حيث‬
‫الخصائص واملميزات‪ ،‬ومن خالل ذلك يستنتج أنها تتطابق إلى حد كبير مع تلك التي تمتاز بها‬
‫النشاطات املقننة باملعنى العام‪.‬‬
‫أ ‪-‬تدخل الدولة بموجب منح ترخيص أو رخصة‬
‫تم تكريس حرية املبادالت التجارية الدولية بموجب قانون الاستيراد والتصدير لسنة‬
‫‪ ،6111‬وتطرق املشرع بموجب نص املادة ‪ 2‬منه لنظام الرخص‪ ،‬إال انه لم نلمس تطبيق‬
‫فعلي لها إال بعد تعديل قانون الاستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيراد والتصدير لعام ‪ 6101‬واملرسوم التـ ـ ـ ـ ـنفيذي رقم‬
‫‪ 112-01‬الذي جاء تطبيقا لنص املادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 01-01‬وذلك بنصها‪ ":‬يمكن وضع‬
‫رخص استيراد وتصدير املنتوجات‪"..‬‬
‫قياسا على نص املادة ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،619-01‬فالخاصية تنطبق على‬
‫نشاط املبادالت التجارية الدولية‪.‬‬
‫ب‪-‬حماية التجارة الخارجية تحت اعتبارات خاصة‬
‫إن حرية التجارة مرهون باحترام مجموعة من الاعتبارات نصت عليها نص املادة ‪ 2‬من‬
‫ألامر رقم ‪ 33-33‬املعدل واملتمم‪ ،‬ونجد نفس ألاحكام في نص املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ ،233-12‬مثل اعتبارات الصحة والبيئة والثروات الطبيعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬حماية النظام العام وآلاداب العامة‬
‫لطاملا اعتبر النظام العام وآلاداب العامة كقيد على كل الحريات الاقتصادية سواء‬
‫كانت دستورية أو قانونية‪ ،‬وهو مبدأ معمول به في كل من الدول املتقدمة والنامية‪ ،64‬إال أنه‬

‫‪ - 64‬يعرف الن ـ ـ ـ ــظام العام وآلاداب الع ـ ـ ـ ــامة على أنه مجـ ـ ـ ـ ــموعة القواعد التي تهدف إلى ح ـ ـ ـ ـ ـماية مص ـ ـ ــالح املج ـت ـ ـ ـ ـمـ ــع‬
‫ألاساس ـ ـ ــية مثل املصالح السياسية‪ ،‬الاجتماعية والاقتصادية‪ ،‬وهو مجال تطبق فيه القواعد القانونية آلامرة كما أنه‬
‫مفهوم يخ ـ ـ ـ ــتلف من دولة ألخرى ومن زمن إلى آخر‪ ،‬فهو يضيق في ظل املذهب الفردي ويتسع في ظ ـ ـ ـ ـ ـ ـل مذهب الت ـ ـ ـضـ ـ ـ ـ ـامن‬
‫الذي يرج ــح املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلحة العامة على مصلحة الفرد‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫من زاوية مبدأ تحرير التجارة الخارجية قد يشكل قيدا‪ ،‬وذلك بحكم ما تفرضه العوملة بكل‬
‫أساليبها من إيجابية وسلبية‪.‬‬
‫‪:3‬أنواع القيود التي يفرضها تقنين نشاط املبادالت التجارية الدولية‬
‫وهنا قيود متعلقة بطبيعة النشاط وأخرى مرتبطة بطبيعة املستثمر‪.‬‬
‫أ‪-‬قيود مرتبطة بطبيعة النشاط‬
‫نجد من ذل ـ ـ ـ ـك ما تطرقت إلـ ـ ـ ـيه املادة ‪ 9‬من ألام ـ ـر رقم ‪ 11-10‬املت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق بتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطوير‬
‫الاس ـ ـ ـ ـتثمار فيما يتعلق بالنشاطات املقننة‪ ،‬وهي النشاطات التي تت ـ ـدخل الدولة ملنح ترخي ـ ـص‬
‫مسبق ملن يريد ممارست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها ‪ ،65‬كما أن تطرق املرسوم التنفيذي رقم ‪ 12-01‬بالتف ـ ـ ـص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيل‬
‫للرخص التلقـ ـ ـ ـائية وغير التلقائية‪ ،‬أمر كاف ل ـ ـ ـ ـجعل نشاط املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبادالت التـ ـ ـ ـجارية الدولي ـ ـ ـة‬
‫نـ ـ ـ ـ ـ ـش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاط مقنن‪ ،‬والذي يشترط ضرورة الحصول على رخ ـ ـ ـ ـ ـ ـصة مسبقة من ط ـ ـ ـرف وزارة‬
‫التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة بم ـ ـ ـ ـ ـراعاة إلاجراءات إلادارية واملواعيد القانونية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قيود مرتبطة بصفة العون الاقتصادي‬
‫علقت مسألة قبول تدخل الدولة في الحقل الاقتصادي إلى جانب القطاع الخاص بين‬
‫وسط فقهي مؤيد وآخر معارح‪ ،66‬وذلك باعتبار أن تواجدها كعون اقتصادي عام يهدد‬
‫بحرية املبادرة الخاصة وممارستها في إطارها الصحيح ‪.67‬‬

‫‪ - 65‬الهدف من ذلك حماية الصحة والبيئة وألامن العام‪ ،‬ومن هذه النشاطات نذكر ما نصت عليه املادة ‪ 22‬من القانون‬
‫رقم ‪ 30 -33‬مؤرخ في ‪ 09‬أوت ‪ ،6119‬يتعلق بشروط ممارسة ألانشطة التجارية‪ ،‬ج ‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،16‬الصادر في ‪ 04‬أوت‬
‫‪ .6119‬حيث تخضع النشاطات املقننة قبل تسجيلها في السجل التجاري للحصول على رخصة أو اعتماد تمنحه إلادارات‬
‫أو الهيئات املؤهلة لذلك ‪.‬‬

‫‪ - 66‬كسال سامية‪ » ،‬مبدأ حرية التجارة والصناعة أساس قـ ـ ــانوني للمنافسة الحرة «‪ ،‬م ـ ـ ــداخلة ألقيت ض ـ ـ ــمن أشغال‬
‫امللتقى الوطـ ـ ـ ـ ــني حول حرية املن ـ ـ ـ ــافسة في ال ـ ـ ـ ـ ــتشريع الجزائري‪ ،‬أيـ ـ ـ ــام ‪ 9 ،1‬أف ـ ـ ـ ــريل ‪ ،6101‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬ج ـ ـ ـ ــامعة عنابة‪ ،‬املنشور على املوقع ‪ ،www.dr.assan.over.blog.com‬تم إلاطالع عليه يوم ‪ 10‬أكتوبر‬
‫‪. 6102‬‬
‫‪67‬‬
‫‪-STEINDORFF Ernst, « Liberté, Egalité : opposition ou complémentarité ? », op cit, p. 85.‬‬
‫‪37‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫إال أن ذلك ال يعني‪ ،‬أنه باإلمكان الاستغناء تماما عن تواجد الدولة‪ ،‬كضابطة‬
‫للسوق ومؤطرة له‪ ،‬تحقيقا للمصلحة العامة الذي يصعب على القطاع الخاص تحقيقه‬
‫لوحده‪.68‬‬
‫من أجل تحقيق إطار أعمال تسود فيه املنافسة بين مختلف ألاعوان الاقتصاديين‬
‫املعترف لهم ممارسة النشاطات الاقتصادية ونشاطات الاستيراد والتصـ ـ ـدير على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬يتطلب مجموعة من الشروط تتعلق أساسا بضرورة استجابة العون الاقتصادي‬
‫للشروط القانونية املعمول بها‪ ،‬كحيازته مثال سجل تجاري يؤهله ممارسة نشاطات الاستيراد‬
‫والتصدير‪ ،‬وذلك سواء كان شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬احترام إجراءات الجمركة بالنسبة‬
‫للمشتري في عقد البيع الدولي‪ ،‬إجراءات الصرف‪ ،‬إلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات الض ـ ـ ـ ـ ـريبية‪ ،‬إجراءات إدارية‬
‫خاصة بالنسبة الستيراد منتجات مرتبطة بامللكية الفكرية‪.‬‬
‫هي شروط وإجراءات كثيرة قد تعيق إنجاز املشروع الاستثماري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مدى اعتبار املبادالت التجارية الدولية نشاط استراتيجي‬
‫علق املشرع الجزائري ممارسة بعض النشاطات التي أطلق عليها تسمية النشاطات‬
‫املقننة بض ـ ـ ـ ـرورة الحص ـ ـ ـ ـ ـول على تراخيص من طرف إلادارة وفقا لشروط وإجراءات‬
‫خـ ـ ـ ـ ـاصة‪ ،‬وباعتبار أن ممارسة نشاط الاستيراد والتصدير أصبح في غالب ألاحيان يستلزم‬
‫الحصول على رخصة من طرف وزارة التجارة أو إلادارة املعنية‪ ،‬قد نخلص على هذا ألاساس‬
‫أن قطاع التجارة الخارجية قطاع استراتيجي‪.‬‬
‫ماذا يراد بالنشاطات إلاستراتيجية‪ ،‬وما هي الحجج التي تم الاستناد إليها للحكم على‬
‫املبادالت التجارية الدولية أنها نشاطات استراتيجية‪.‬‬
‫‪ :1‬املقصود بالنشاطات إلاستراتيجية‬
‫يراد بالنشاطات إلاستراتيجية تلك النش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاطات التي تع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتبرها الدولة عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماد‬
‫اقتص ـ ـ ـادها‪ ،‬ولقد سبق للمشرع أن أشار إليها بموجب القانون رقم ‪ ،6961-44‬أين تم تح ـ ـ ـ ـديد‬
‫‪68‬‬
‫‪- GOLDMAN Berthold, « la liberté de commerce dans les pays développés », in Liberté et‬‬
‫‪droit économique….., op cit, p. 98.‬‬
‫‪38‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تدخل القطاع الخاص في امل ـ ـجال الاق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتصادي‪ ،‬حيث اعتبرها تلك النشاطات الاقتصادية‬
‫املتعلقة بتـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيير ألام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالك الوطـ ـ ـ ـن ـ ـ ـية‪ ،‬وتت ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثل خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاص ـ ـة في ال ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـش ـ ـاط‬
‫املص ـ ـرفي‪ ،‬الت ـ ـ ـأمينات‪،‬املن ـ ـ ـ ـ ـاجم‪ ،‬املحـ ـ ـ ـ ـروقـ ـ ـ ـات‪ ،‬السكك الحديدية‪ ،‬وأدخل طائفتي النشاطات‬
‫ذات ألاولوية وطائفة النشاطات ألاخرى املتبقية التي ال تعتبر ال إستراتيجية وال ذات أولوية‪.70‬‬
‫ال نجد أي إشارة إلى اعتبار قطاع التجارة الخارجية قطاع استراتيجي‪ ،‬إال أن ترسانة‬
‫النصوص القانونية الصادرة مؤخرا في سبيل إعادة تنظيمه‪ -‬بل التحكم في كل جزئياته‪ ،‬أمر‬
‫قد يؤدي بنا إلى القول أن قطاع التجارة الخارجية قطاع استراتيجي‪.‬‬
‫‪ :2‬مبررات إمكانية اعتبار نشاط املبادالت الخارجية نشاط استراتيجي‬
‫تعود مبررات البحث في هذه إلاشكالية‪ ،‬إلى إلاجراءات التنظيمية وإلاجراءات املتخذة‬
‫مؤخرا إلعادة تنظيم قطاع التجارة الخارجية ونشاط ألاعوان الاقتصاديين‪ ،‬من إجراء‬
‫الترخيص املسبق وتحديد وسائل الدفع من أجل مراقبة العملة الصعبة‪ ، ...‬ألامر الذي يؤدي‬
‫بنا إلى إعادة تقسيم مراحل احتكار الدولة لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقطاع التج ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الخارجية‪ ،‬وانط ـ ـ ـ ـ ـالقا من‬
‫ذلك‪ ،‬نتساءل عن مدى اعتبار القطاع قطاع استراتيجي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬املبادالت التجارية ليست من النشاطات املخصصة‬
‫هنالك بعض النشاطات التجارية املخصصة فقط للدولة سواء من حيث الاستي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراد‬
‫أو التصدير‪ ،‬حفاظا على ألامن والسكينة العامة‪ ،‬إذ تحرص معظم الدول على إبقاء مثل هذه‬
‫النشاطات تحت سيادتها‪ ،‬وفي هذا إلاطار تستبعد أن تتم املبادالت التجارية على مجموعة من‬
‫النشاطات املخصصة بصفة مطلقة للدولة‪ ،‬لكن في ما تتمثل هذه النشاطات‪ ،‬وما هي‬
‫مبررات احتكار النشاط فيها للدولة‪.‬‬

‫‪ -= 69‬قانون رقم ‪ 61-44‬مؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ ،0944‬يتعلق بتوجيه الاستثمارات الاقتصادية الخـ ـ ــاصة الوطنية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،64‬الصادر في ‪ 01‬جويلية ‪( 0944‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ - 70‬راجع أوباية مليكة‪ ،‬املعاملة إلادارية لالستثمارات في النشاطات املالية وفقا للقانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪39‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ :1‬مضمون النشاطات املحظورة للتبادل التجاري الدولي‬


‫ال يمكن للقطاع الخاص التدخل في كل املجاالت الاقتصادية إذ انه تم تخصيص‬
‫بعض املجاالت للدولة وذلك في ما يتعلق بالقطاعات ذات الطابع الاستراتيجي‪ ،‬واملحتكرة من‬
‫طرف الدولة أو املؤسسات العمومية ‪.‬‬
‫نصت املادة ‪ 09‬من دستور سنة ‪ 0949‬التي لم يتم تعديلها في دستور ‪ 0992‬على أن‬
‫"امللكية العامة ملك املجموعة الوطنية ‪....‬وتشمل باطن ألارض ‪ ،‬املناجم‪ ،‬املقالع‪ ،‬املوارد‬
‫الطبيعية للطاقة‪ ،‬الثروات املعدنية الطبيعية والحية‪...‬كما تشمل النقل بالسكك‬
‫الحديدية‪ ،‬النقل البحري والجوي‪ ،‬والبري واملواصالت السلكية والالسلكية وأمالك أخرى‬
‫محددة في القانون "‪ ،‬والنشاطات املحددة في القانون هي تلك التي توصف بأنها ذات طابع‬
‫مرفقي كتوزيع الكهرباء والغاز واملاء‪ ،‬واستغالل املوانئ واملطارات وصناعة ألاسلحة‬
‫واملتفجرات‪.‬‬
‫من هذه النشاطات نجد مجال السالح والذخيرة املخصصة الحتكار وزارة الدفـ ـ ـ ـاع‬
‫الوطني‪ ،‬فشرعية بيع ألاسلحة على النطاق الدولي تعد بحد ذاتها محل الشك والتساؤل في‬
‫الكثير من القرارات القضائية‪ ،‬وذلك بالرغم من وجود عدد كبير من ألاحكام القضائية‬
‫وأحكام املحاكم املتعلقة ببيوع ألاسلحة‪.‬‬
‫يعد سوق التسليح من أهم املجاالت التي عرفت رواجا وتط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـورا في قانون التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬حيث برز منذ الحرب العاملية الثانية‪ ،‬ويخضع لحسابات وقيود كثيرة‪ ،‬كما أنه مجال‬
‫ال يحقق الحركة املعتادة في مجال املبادالت التجارية العادية‪ ،‬ترد عليه مجموعة من القيود‬
‫مقررة إما بموجب قوانين داخلية‪ 71‬أو اتفاقيات دولية‪ .72‬مما يعني أنه مجال معقد تح ـ ـ ـ ـ ـتكره‬

‫‪ - 71‬أمر رقم ‪ 12-99‬مؤرخ في ‪ 60‬جانفي ‪ ،0999‬يتعلق بالعتاد الحربي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،2‬الصادر في ‪ 66‬جانفي ‪.0999‬‬
‫‪ - 72‬الكردي جمال محمود‪ ،‬عقود بيع ألاسلحة في النطاق الدولي (مدى مشروعيتها والقانون الواجب التطبيق)‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،0994 ،‬ص ‪ 09‬و‪.69‬‬
‫‪40‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الـ ـ ـ ـ ـدولة أو بعض الهيئات التابعة لها بموجب إجراءات خاصة‪ ،73‬ووفقا ملا تقدم فاستيراد‬
‫وتصدير بعض السلع والبضائع هي حكر للدولة بالنظر إلى طبيعة السلعة وخصوصيتها‪.‬‬
‫‪ :2‬أساس احتكار النشاط فيها من طرف الدول‬

‫تراعي جل الدول خصوصية بعض املنتوجات وتجعل منها حكرا على الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطاع‬
‫العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام أو حتى قد يسند إلى القطاع الخاص لكن بضرورة مراعاة إج ـ ـ ـ ـ ـراءات قانـ ـونية‬
‫صارمة‪ ،‬مثلما هو الحال لقطاع ألاسلحة والذخيرة العسكرية‪ ،‬وذلك حفاظا على السكينة‬
‫وألامن العام وتفادي ألاضرار التي قد تعود من جراء املتاجرة فيها‪.‬‬
‫إال أنه وقياسا على مبدأ الحفاظ على املبادئ العامة واحترام املعتقدات الدينية نجد‬
‫أنه تم الاعتراف للخواص للمبادرة في بعض النشاطات مثل النبيذ والخمر‪ ،‬حيث تعتبر الجزائر‬
‫عضوا في املنظمة الدولية للكروم والخمور‪ ،74‬مما يخلق نوعا من التناقض والتساؤل حول‬
‫ضوابط إقصاء بعض القطاعات من حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‪.‬‬
‫املطلب الثالث‬
‫قراءة في التعديالت الواردة على أحكام قانون الاستيراد والتصدير لسنة ‪2312‬‬
‫قام املشرع الجزائري بتعديل أحكام قانون الاستيراد والتصدير بموجب أحكام القانون‬
‫رقم ‪ ،01-01‬ولقد صدر التعديل في ظروف خاصة (الفرع ألاول)‪ ،‬كما أن القانون الجديد أتى‬
‫بمفاهيم جديدة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ - 73‬مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوض ع ـ ـ ــبد التواب ‪ ،‬الوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيط في ش ـ ـ ـ ــرح ق ـ ـ ـ ـ ـ ــانوني ألاسلـ ــحة والذخـ ـ ـ ــائر والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشرد والاش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتباه‪ ،‬منش ـ ـ ـ ـ ـ ــأة‬
‫املعارف‪ ،‬إلاسكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــندرية‪ ،0999 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -74‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ 066-16‬مؤرخ في ‪ 9‬أفريل ‪ ،6116‬يتضمن التصديق على الاتفاق املتضمن إنشاء املنظمة الدولية‬
‫للكروم والخمور‪ ،‬املعتمد بباريس في ‪ 1‬أفريل ‪ ،6110‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،69‬الصادر في ‪ 01‬أفريل ‪.6116‬‬
‫‪41‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع ألاول‬

‫الحقائق املحيطة بتعديل قانون الاستيراد والتصدير‬


‫ترجع العوامل الخفية لتعديل قانون الاستيراد والتصدير رقم ‪ 19-11‬في سنة ‪6101‬‬
‫إلى مجموعة من العوامل‪ ،‬لعل أهما العوامل الاقتصادية والعوامل إلادارية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العوامل الاقتصادية‬
‫تتمثل في مجموعة من الظروف ذو طابع اقتصادي دفعت املشرع إلى إعادة النظر في‬
‫قانون الاستيراد والتصدير‪ ،‬وذلك من خالل السعي وراء اح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـترافية في نشاط الت ـ ـ ـجارة‬
‫الخارجية‪ ،75‬ضبط السوق الوطنية ‪ ،76‬ألاولوية لإلنتاج الوطني‪ ،77‬عن طريق مثال توسيع‬
‫القاعدة الجبائية الخاضعة للرسم على القيمة املضافة في ما يخص ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحلى الفاخرة‬

‫‪ -75‬يتعين على املتعـ ـ ــامل في التجارة الخ ـ ـ ــارجية التسجيل لدى املركز الوطني لل ـ ــسجل التجاري‪ ،‬بعدما تبين أن أكثر من‪%21‬‬
‫من ألاع ـ ـ ــوان الاقتصاديين يمارسون اقتصاد موازي ‪-Voir MENOUER Mustapha, Droit de la concurrence,‬‬
‫‪éditions Berti, Alger, 2013, p. 49.‬‬
‫‪ -76‬تبين أن هناك ضرورة قصوى في إعادة تنظيم معظم القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها قطاع التجارة الخارجية بغية‬
‫الحد من التجاوزات املسجلة في مجال إبرام العقود والصفقات التجارية‪ ،‬كيفية تنفيذ املعاملة أو حتى في مجال التهرب‬
‫الضريبي والخضوع للرسوم الجمركية‪ ،‬أو إبرام صفقات وهمية‪ ،‬فمثال تم تنظيم السوق الوطنية للسيارات وذلك وفقا‬
‫=ألحكام قانون املالية لسنة ‪ ،6109‬راجع يتور س ي محمد‪ ،‬الضوابط القانونية للحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرية التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنافسية في الجزائر‪،‬‬
‫دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،6101 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -77‬قصد املشرع من وراء أحكام قانون املالية لسنة ‪ 6109‬أساسا إعطاء ألاولوية لإلنتاج الوطني‪ ،‬باعتبار أن أحكامه تهدف إلى‬
‫تقليص الاستيراد وترقية إلانتاج الوطني‪ ،‬أين تعطى مثال ألاولوية للسيارات التي أقامت الجزائر بخصوصها شراكة أجنبية‪ ،‬مثلما نجد‬
‫في هذا إلاطار الشراكة الجزائرية الفرنسية إلنتاج السيارات مع املتعامل رونو‪ ،‬حيث تعفى السيارات املنتجة محليا من كل أنواع‬
‫الرسوم على معامالت السيارات الجديدة ‪ ،‬راجع في ذلك أحكام املرسوم تنفيذي رقم ‪ 14-01‬مؤرخ في ‪ 14‬فيفري ‪ ،6101‬يحدد‬
‫شروط وكيفيات ممارسة نشاط وكالء املركبات الجديدة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج ‪.‬ج عدد‪ ،11‬الصادر في ‪ 14‬فيفري ‪.6101‬‬

‫‪-‬أنظر كذلك قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 61‬جويلية ‪ ،6101‬يتعلق بكيفيات تطبيق املرسوم التنفيذي رقم‪ 14 -01‬املؤرخ في ‪4‬‬
‫فيفري ‪ ،6101‬يحدد شروط و كيفيات ممارسة نشاط وكالء املركبات الجديدة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،90‬الصادر في ‪ 69‬ج ـ ـ ـويلية ‪.6101‬‬
‫‪ -‬راجع أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 029-01‬مؤرخ في ‪ 61‬جويلية ‪ ،6101‬يحدد كيفيات الاعتماد ملمارسة نشاط استيراد الذهب‬
‫والفضة والبالتين الخام نصف املصنعة واملصنعة ونشاط استرجـ ـ ـ ـاع املع ـ ـ ـ ـ ـادن الثمينة وت ـ ـ ـ ـ ـأهيلها‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـ ـدد ‪ ،12‬الصادر في ‪0‬‬
‫جويلية ‪.6101‬‬

‫‪42‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫املستوردة‪ ،‬وذلك من أجل تشجيع إنتاجها من طرف حرفيين محليين ‪ ،78‬مراقبة العملة‬
‫الصعبة من طرف بنك الجزائر‪.79‬‬
‫ثانيا‪:‬العوامل إلادارية‬
‫نظرا الرتباط املبادالت التجارية الدولية بالهيئات إلادارية كإدارة الضرائب وإدارة‬
‫الجمارك‪ ،‬كان البد من إعادة النظر في الجانب إلاداري لقطاع التجارة الخارجية‪ ،‬ونجد من‬
‫بين أهم هذه العوامل على إلاطالق‪ ،‬إحصاء ألاعوان الاقتصاديين‪ ،80‬حيث أن عدم سعي‬
‫ألاعوان الاقتصاديين في مجال التجارة الخارجية للحصول على سجل تجاري وقيد النشاط‬
‫التجاري املمارس يعود سلبا على الاقتصاد الوطني‪ ،‬كما تؤدي الوضعية إلى تشكيل صعوبة‬
‫في التعرف على املستوردين واملصدرين الحقيقيين وعدم إمكانية إحصائهم‪ ،‬وهو أمر يعود‬
‫بالخسارة على الخزينة العمومية في مجال تحصيل الرسوم والضرائب الجمركية‪ ،81‬ومن‬
‫العوامل إلادارية نجد كذلك محاولة ضبط نشاط التجارة الخارجية إداريا‪.82‬‬

‫‪ - 78‬راجع أحكام القانون نفسه‪.‬‬


‫‪ - 79‬يجبر قانون املالية لسنة ‪ 6119‬كل متعامل اقتصادي في مجال التجارة الخارجية استخدام تقنية الاعتماد املستندي والتحصيل‬
‫املستندي كوسيلتي دفع إجبارية في مجال الاستيراد وذلك بهدف مراقبة كل خروج للمبالغ املالية بالعملة الصعبة من أجل املحافظة‬
‫على =توازن ميزان املدفوعات ومكافحة جريمة تبييض ألام ـوال‪ ،‬راجع املادة ‪ 29‬من ال ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون رقم ‪ 10-19‬م ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪66‬‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـاي‪ ،6119‬يتضمن قانون املالية التكميلي لعام ‪ ،6119‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-‬ارتف ـ ـ ـ ـ ـ ـعت نس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبة ألاع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوان الاق ـ ـ ـتصاديين الذين ي ـ ـ ـ ـ ـ ـمارس ـ ـ ـ ـ ـون نش ـ ـ ـ ـاطات الاستيراد والت ـ ـ ـ ـصدير‪ ،‬بدون أي تسجيل في‬ ‫‪80‬‬

‫السجل التجاري أو حصولهم على ترخيص من طرف مجلس النقد والقرح فيما يخص معامالتهم املالية بالعملة الصعبة والتي‬
‫تجاوزت نسبة ‪ ،% 21‬بشكل جعل السوق الجزائرية سوقا موازية في مجملها‪ ،‬ويراد بالتجارة املوازية ذلك النوع من التجارة غير‬
‫=املستوفية للشروط القانونية السارية املفعول‪ ،‬إذ هي تجارة تمارس بدون ترخيص قانوني ‪ ،‬مثل بيع السلع دون فاتورة‬
‫وما يترتب من ذلك من تهرب جبائي‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫‪- Le site de ministère du commerce www.mincommerce.gov.dz/arab‬‬
‫‪ -‬يتم ضبط نشاط التجارة ذلك من خ ـ ـ ـ ـ ـالل إعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة النظر في العالقة بين املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتورد و‪/‬أو املصدر مع إلادارات الناشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطة‬ ‫‪82‬‬

‫‪-MENOUER Mustapha, Droit de la‬‬ ‫في مجال التجارة الخارجية‪ ،‬أنظر ‪:‬‬
‫‪concurrence, op cit, p.50‬‬

‫‪43‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثاني‬
‫عدم مساس التعديل ألاسس العامة لنشاط التجارة الخارجية‬
‫جاء القانون رقم ‪ 01-01‬ليعدل ألامر رقم ‪ 19-11‬املتعلق باالستيراد والتصدير‪ ،‬فمن‬
‫ألاحكام ما احتفظ بها (أوال)‪ ،‬أما التعديل يدخل أساسا إجراءات إدارية تغير من مسار تحرير‬
‫املبادالت التجارية(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪:‬ما احتفظ به التعديل‬
‫يؤكد املشرع الجزائري في تعديله لقانون الاستيراد والتصدير على تحريره لقطاع‬
‫التجارة الخارجية وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬جاءت صياغة نص املادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 01-01‬صريحة في مجال تحرير‬
‫املبادالت التجارية الدولية‪" ،‬تنجز عمليات استيراد املنتوجات وتصديرها بحرية ‪ "......‬وهو‬
‫نفس مضمون نص املادة ‪ 16‬من ألامر رقم ‪.19-11‬‬
‫‪ -‬بقاء تخصيص املشرع ملجال تحرير املبادالت التجارية على املنتوجات (سلع وبضائع)‬
‫دون الخدمات‪ ،‬وذلك ما يفهم من عنوان ألامر رقم ‪ 19-11‬وكذلك القانون رقم ‪" 01-01‬‬
‫القواعد‪.....‬استيراد البضائع وتصديرها‪ ،"...‬وكذلك في صياغة مجمل املواد التي تشكل النص‬
‫القانوني وتعديله‪ ،‬أين يشير املشرع إلى مصطلح املنتوجات ‪83‬منها املواد ‪ 31‬و‪ ،..32‬فنتساءل‬
‫هل املشرع قصد فعال تهميش قطاع الخدمات من مجال حرية املبادالت التجارية الدولية ؟ أم‬
‫يريد تخصيص لها تنظيم قانوني مستقل؟‪.‬‬

‫‪ -83‬يعرف املنتوج على أنه كل سلعة أو خدمة يمكن أن تكون موضوع تنازل بمقابل أو مجانا‪ ،‬و ذلك وفقا لنص املادة ‪ 16‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن‬
‫القانون رقم ‪ 11-19‬مؤرخ في ‪ 61‬فيفري ‪ ،6119‬يتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 4‬مارس ‪.6119‬‬

‫‪44‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫لم يخصص املشرع الجزائري في صياغته لكال النصين املنتوجات التي تكون موضع‬
‫حرية املبادالت الت ـ ـ ـ ـ ـ ـجارية‪ ،‬وذلك أمام تنوع امل ـنتوجات بمختـ ـ ـلف أن ـ ـ ـ ـ ـماطها وط ـ ـ ـ ـنية كانت أو‬
‫أجنبية‪.84‬‬
‫أشار املشرع إلى رخص الاستيراد والتصدير في أحكام ألامر رقم ‪ 19-11‬بموجب املواد ‪14‬‬
‫إلى‪ 02‬منه‪ ،‬وشدد عليها بموجب أحكام التعديل بموجب املواد ‪ 12 ،19‬مكرر‪ ،10‬إلى غاية ‪12‬‬
‫مكرر‪.14‬‬
‫يبقي املشرع على حرية التبادل التجاري الواردة في نص املادة ‪ 16‬من ألامر رقم ‪19-11‬‬
‫املتعلقة خاصة بالنظام العام وآلاداب العامة‪ ،‬مع التوسيع في هذه الاستثناءات بموجب‬
‫التعديل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجديد الذي أتى به التعديل‬
‫إن املشرع حينما يعدل من أي نص قانوني أو يتممه ليس ألي ش يء وذلك ما نجده في‬
‫تعديل أحكام ألامر رقم ‪ 19-11‬املتعلق باالستيراد والتصدير‪.‬‬
‫أول ما يمكن مالحظته من سياق نص املادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ ،01-01‬أن املشرع‬
‫يوسع من املجاالت التي يجب احترامها أثناء ممارسة حرية املبادالت التجارية‪ ،‬فباإلضافة إلى‬
‫ضرورة احترام ألامن والنظام العام وآلاداب الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامة الواردة في نص املادة ‪ 16‬من ألام ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬
‫رقم ‪ ،19-11‬يضيف املشرع بموجب نص املادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 01-01‬ضرورة حماية‬

‫‪ -84‬على عكس ما نجده في التشريعات املقارنة‪ ،‬فنجد مثال القانون التونس ي الذي يحدد قائمة املنتوجات املستبعدة من الاستيراد‬
‫والتصدير وذلك بصريح العبارة كاستثناء عن تلك املنتوجات التي تكون قابلة للتصدير والاستيراد بكل حرية املحددة في مضمون نص‬
‫املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 90- 99‬املؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ 0999‬املتعلق بالتجارة الخارجية‪ ،‬عن‬
‫‪- BARKATY Chelby, Les textes juridiques du commerce extérieur tunisien (organisation‬‬
‫‪fonctionnement, procédure…etc.), Editions CLE, Tunis, 2000, p.55.‬‬

‫‪45‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫صحة ألاشخاص والحيوانات والثروة الحيوانية والنباتية ووقاية النباتات والثروة البيولوجية‬
‫والبيئة والتراث الثقافي والتاريخي‪.‬‬
‫املشرع وهو بصدد تعديله لنص املادة ‪ 16‬من ألامر رقم ‪ ،19-11‬إنما يعمل على تطبيق‬
‫املبادئ املنصوص عليها في الاتفاقات التي تعمل املنظمة العاملية للتجارة على تطبيقها‪ ،‬وهي‬
‫مبادئ تحكم بصفة عامة املبادالت التجارية الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬ينتهج املشرع بشكل صريح منهج حمائي في مجال التجارة الدولية وذلك بالنص على‬
‫إمكانية اتخاذ تدابير وقيود كمية أو نوعية وتدابير مراقبة املنتوجات أثناء التصدير والاستيراد‬
‫وهو ما تم تأكيده في نص املادة ‪ 21‬من تعديل الدستور لسنة ‪. 856102‬‬
‫غير أن الظروف املحيطة بالتعديل الدستوري ألاخير لسنة ‪ ،6102‬من تراجع أسعار‬
‫النفط والغاز في ألاسواق الدولية‪ ،‬وتأثير تلك الوضعية على موارد الدولة‪ ،‬أدى بالدولة‬
‫الجزائرية إلى انتهاج نمط اقتصادي يميل إلى الاشتراكية أكثر إلى الرأسمالية‪ ،‬باعتبار أن‬
‫الدولة تشهد رجوعا إلى الحقل الاقتصادي من جديد بموجب آليات مختلفة بعدما انسحبت‬
‫تاركة املبادرة للخواص‪ ،‬مع احتفاظها بالدور الضابط‪.‬‬
‫‪-‬ينص املشرع على إمكانية اللجوء إلى انتهاج رخص الاستيراد والتصدير ويدقق فيها‪.86‬‬
‫‪-‬يشير املشرع في نفس إلاطار‪ ،‬إلى إخضاع جمركة البضائع املستوردة في إطار القبول‬
‫املؤقت من أجل تحسين الصنع لترخيص مسبق من طرف إدارة الجمارك‪.87‬‬

‫‪ - 85‬تنص املادة ‪ 60‬من القانون رقم ‪ ،10-02‬يتضمن تعديل دستور سنة ‪ ،6102‬مرجع سابق‪ ،‬على ‪ » :‬تنظيم التجارة‬
‫الخارجية من اختصاص الدولة‪ ،‬يحدد القانون شروط ممارسة التجارة الخارجية ومراقبتها « ‪.‬‬
‫‪ - 86‬راجـ ـ ـ ـ ـع املواد ‪ 9 ،19‬مكرر ‪ 2 ،1‬مكرر‪ 2 ،0‬مكرر ‪ 2 ،6‬مكرر‪ 2 ،1‬مكرر ‪ 2 ،2‬مكرر‪ 9‬من القانون رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 19-11‬املعدل‬
‫واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 87‬املادة ‪ 11‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫املبحث الثاني‬
‫أبعاد حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬
‫إن تحرير قطاع التجارة الخارجية بموجب أحكام ألامر رقم ‪ 19-11‬بشكل رسمي كان‬
‫ميالدا ملرحلة اقتصادية جديدة في الجزائر‪ ،‬أال وهي مرحلة تحرير قطاع التجارة الخارجية‬
‫واملبادالت التجارية وذلك بموجب نص املادة ‪ 16‬منه بعدما تم احتكاره من ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف الدولة‪.‬‬
‫إال أنه الحق ـ ـ ـ ـا وبحكم عوامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل وظروف متعددة‪ ،‬يتراجع املشرع عن الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحرير‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام‪ ،‬ويتدخل ملراقبة القطاع عن طريق مجموعة من آلاليات يكيفها البعض بآليات‬
‫حمائية‪ ،‬ومن املعلوم أن نظام الحمائية يقوم نقيض التحرير الذي تصبو إلى تحقيقه معظم‬
‫الدول املنتهجة للنظام الرأسمالي واقتصاد السوق القائم على حرية املبادرة‪ ،‬لذا فقد ظهر‬
‫هناك اتجاهين في هذا املجال‪ ،‬وذلك من مقيد ومح ـ ـ ـ ـ ـ ـرر للتجارة الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارجية (املطلب‬
‫ألاول)‪ ،‬وبالرغم من الانتهاج الواضح لكل الدول لسياسة الانفتاح الاقتصادي‪ ،‬وبشكل من‬
‫الخلط بيم السياستين أحيانا‪ ،‬مثل هذه الوضعية آل إليها املشرع الجزائري نتيجة عودته‬
‫للتدخل في القطاع بعدما تم تحريره في سنة ‪( 6111‬املطلب الثاني)‪ ،‬ولقد تم إرفاق ميثاق‬
‫مراكش املؤسس للمنظمة العاملية للتجارة بمجموعة من الاتفاقيات والتي نصت على مجوعة‬
‫من املبادئ والقواعد القانونية‪ ،‬تعد بمثابة منهج يجب احترامه والعمل به (املطلب الثالث)‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬

‫الحرية التجارية بين التحرير والتقييد‬


‫ازداد نشاط وحركة التجارة العاملية بعد الثورة الصناعية التي حدثت في أوربا خالل‬
‫النصف الثاني من القرن ‪04‬م‪ ،‬ليتزايد حجم الدول الصناعية من الخدمات ألاولية الالزمة‬
‫ملنشآتها الصناعية وأيضا الحاجة إلى ألاسواق التي يتم فيها تصريف املنتجات املصنعة من‬
‫الخدمات ألاولية الالزمة ملنشآتها الصناعية وأيضا الحاجة إلى ألاسواق التي يتم فيها تصريف‬
‫املنتجات املصنعة‪ ،‬مما أدى إلى ظهور مجموعتين اقتصاديتين‪ ،‬دول صناعية مصدرة ودول‬
‫العالم الثالث املتخصصة في إنتاج املواد الخام‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫إال أنه بعد تدهور التجارة الدولية خالل فترة الكساد املمتدة بين ‪ 0969‬و‪ 0911‬التي‬
‫أفرزت بدورها اضطرابات اقتصادية عانت منها معظم دول العالم أدت بها إلى تبني سياسات‬
‫اقتصادية انعكست على التجارة الدولية وعلى الاقتصاد الدولي‪ ،‬وعليه يمكن تصنيف‬
‫السياسات التي أثرت على التجارة الدولية إلى سي ـ ـاستين‪ :‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـياسة الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماية (الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرع‬
‫ألاول)‪ ،‬وسياسة التحرير (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫أنصار تقييد الحرية التجارية‬


‫يتمسك بعض الفقه بتقييد الحرية التجارية وذلك بموجب مجموعة من الوسائل من‬
‫أجل تحقيق بعض ألاغراح‪ ،‬فماذا يراد بتقييد السياسة التجارية (أوال)‪ ،‬وما هي الحجج التي‬
‫يستندون إليها (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املقصود بسياسة تقييد الحرية التجارية‬
‫يراد بالحماية استخدام أساليب للتحكم في الواردات بقصد حماية إلانتاج امل ـ ـحلي‪ ،88‬يرى‬
‫موريس بي أن الحماية التجارية هو الاختيار الذي تقوم به السلطات العمومية ملجموعة‬
‫متناسقة من الوسائل القادرة على التأثير في التجارة الخارجية للدولة بغرح تحقيق أغراح‬
‫اقتصادية تخدم الصلح العام الوطني والقومي‪.89‬‬
‫ثانيا‪ :‬حجج أنصار تقييد حرية التجارة‬
‫يركز أنصار مذهب تقييد حرية التجارة على مجموعة من الحجج لعل أهمها ما يلي‪:‬‬
‫يحق لكل دولة الحق في تقييد تجارتها وتسيير مبادالتها بالشكل الذي يحمي مصالحها وتحقيق‬
‫أهدافها الاقتصادية‪ ،‬وباألخص حماية الصناعات الناشئة التي ال يمكنها الصمود أمام‬

‫‪ - 88‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الواردات والصادرات والتعريفة الجمركية مع دراسة للسوق العربية املشتركة‪ ،‬مطبعة‬
‫إلاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعاع الفنية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،6119 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪- ATTIA Nabila, La mise en échec du principe de la liberté du commerce et d’industrie :‬‬
‫‪89‬‬

‫‪l’exemple de l’Algérie, op cit, p. 75.‬‬


‫‪48‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الصناعات ألاجنبية‪ ،‬وضمان عائدات مالية لصالح الخزينة العمومية من اقتطاع الضرائب‬
‫والرسوم الجمركية التي تفرضها الدولة على نشاطات الاستيراد والتصدير ‪.‬‬
‫كما أن سياسة الحماية تحقق مصالح اجتماعية وذلك بالحفاظ على اليد العاملة‬
‫الوطنية ‪.90‬‬
‫بينما اعتمدت الدول النامية منذ استقاللها السياس ي في مجال التجارة الدولية نموذج‬
‫فرح قيود على التجارة وأن تضع للتخطيط من طرف الدولة وذلك لثالثة أسباب رئيسية‪:‬‬
‫‪-‬حماية الصناعة الوطنية الوليدة وذلك بمنع استيراد السلع املماثلة من الخارج‪.‬‬
‫‪-‬حماية ميزان املدفوعات نتيجة عدم وفرة العمالت ألاجنبية الالزمة لالستيراد ‪.‬‬
‫‪ -‬حماية خطط التنمية من أن تخضع للتقلبات في ألاسواق العاملية وللتبعية‬
‫الاقتصادية‪.91‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أنصار الحرية التجارية‬
‫يقصد بحرية التجارة نقل السلع والخدمات بين أقاليم الدول بدون قيود أو عوائق‬
‫سواء كانت قيود جمركية أو قيود غير جم ـ ـ ـركية كنـ ـ ـ ـ ـ ـظام الحصص أو تراخيص الاسـتيراد أو‬
‫الوسائل التنظيمية ‪.92‬‬
‫ارتبط تحرير التجارة الدولية بالنظام الرأسمالي(أوال)‪ ،‬ويستند أصحاب هذا الاتج ـ ـ ـاه‬
‫إلى مجموعة من ألاسانيد (ثانيا)‪ ،‬كما أن الواقع وبحكم العوملة الاقتصادية‪ ،‬أثبت سيطرة‬
‫سياسة التحرير على سياسة التقييد (ثالثا)‪.‬‬

‫‪ - 90‬عبد الباسط وفا‪ ،‬دراسات في مشكالت التجارة الخارجية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،6111-0999 ،‬ص‪.601‬‬
‫‪ - 91‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -92‬عدلي ناشد سوزي‪ ،‬اتفاقية العوائق الفنية أمام التجارة ‪ :‬تقييد أم تحرير للتجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الدولية‪ ،‬منشورات حلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،6101 ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪49‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أوال‪ :‬ارتباط تحرير التجارة الدولية بالنظام الرأسمالي‬


‫لقد ارتبط تحرير التجارة الدولية بالنظام الرأسمالي وذلك بالنظر إلى طبيعة النظام‬
‫والهدف الذي يسعى إليه أال وهو الربح وتراكم ألارباح على املستويين الداخلي والخارجي‪ ،‬مما‬
‫دفع هدا النظام إلى التوسع خارج أوروبا‪ ،‬وبروز التقسيم الحالي للعمل الدولي وفرح النمط‬
‫الرأسمالي على السوق العالمي‪ ،‬بحيث أصبح سوق عاملية للرأسمالية بظهور الثورة الصناعية‬
‫في إنجلترا‪ ،‬مما مكن أوروبا الغربية على السيطرة على العالم بحكم ابتكارهم املعرفة الفنية‬
‫وتشكيل النظام الاقتصادي الدولي وظهور تخصص الدول املختلفة في إنتاج املواد ألاولية‪.93‬‬
‫يرى صندوق النقد الدولي أن التطور الاقتصادي الذي حصل منذ نهاية الحرب‬
‫العاملية الثانية أدى إلى ظهور روابط وثيقة بين النظم الحرة للتجارة والصرف وتحقيق الرخاء‬
‫الاقتصادي‪ ،‬حيث ساهم في تحرير التجارة في السلع املصنوعة بين البلدان الصناعية ‪ ،‬مما‬
‫أدى إلى تحقيق النمو السريع في إلانتاج العالمي في الخمسينات والستينات‪ ،‬كما ازداد عدد‬
‫الدول النامية التي اتجهت لجعل عمالتها قابلة للتحويل حتى تتمكن من تقوية قدراتها‬
‫التنافسية وتحرير تجارتها الخارجية‪.94‬‬

‫ثانيا‪ :‬العوامل التي أدت إلى تحرير التجارة الدولية‬


‫ينادي أنصار حرية التجارة إلى ضرورة ترك قطار التجارة الدولية حرا في مساره‬
‫وتنقالته بين مختلف أقطار العالم ‪ ،‬بحيث تصبح التجارة الدولية في مسيرتها أشبه بمسيرة‬
‫التبادل التجاري داخل حدود الدولة الواحدة‪ ،‬مما يحقق مستويات أعلى من الرفاهية‬
‫الاقتصادية للمجتمعات البشرية‪.95‬‬

‫هنالك مجموعة من العوامل ساهمت بشكل كبير في بروز سياسة تحرير التجارة‬
‫الدولية والتي تقوم نقيض الحمائية التجارية‪ ،‬ومن أهم ذلك نجد‪:‬‬

‫‪ - 93‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ - 94‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ - 95‬أنظر عبد الباسط وفا‪ ،‬دراسات في مشكالت التجارة الخارجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.609‬‬
‫‪50‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-1‬انهيار النظام الاشتراكي‬


‫يقوم النظام الاشتراكي على فكرة امللكية العامة ألدوات إلانتاج‪ ،‬واتخاذ التخطيط‬
‫وسيلة لتحقيق ألاهداف التي تحددها الدولة‪ ،‬ومع سقوط النظام الاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتراكي‬
‫وإلاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحاد السوفيتي‪ ،‬انتهجت دول أوربا الشرقية نظام اقتصاد السوق واتبعتها في ذلك‬
‫معظم الدول النامية ‪.96‬‬
‫‪-2‬سيطرة الشركات املتعددة الجنسيات على التجارة الدولية‬
‫يعد ظهور الشركات املتعددة الجنسيات من بين نتائج الرأسمالية ومن ثم العوملة‬
‫الاقتصادية‪ ،‬أين تقوم بتدويل إلانتاج وإقامة الصناعات وتوزيع املصانع على بالد ال ـ ـ ـ ـ ـ ـعالم‬
‫الثالث‪ ،‬والتحكم بالتالي في تقسيم العمل الدولي ‪.‬‬
‫‪-3‬تغير دور الدولة في النشاط الاقتصادي‬
‫يكون دور الدولة أكثر تدخال في النظام الاشتراكي‪ ،‬وتكتفي بالتنظيم والرقابة في ظل‬
‫النظام الرأسمالي‪ ،‬وتعمل بالتالي على تفعيل أسس املنافسة بالقدر الذي يلزم ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرية‬
‫التجـ ـ ـ ـ ـارة‪ ،‬مما يساعد على خفض إلانتاجية وخفض ألاثمان لصالح املستهلكين‪ ،‬وتتيح‬
‫للمستهلك الدفاع عن نفسه من احتكار املنتج حيث يتم تعميم حرية استيراد السلع من‬
‫الخارج مما يؤدي للحرية القضاء على الاحتكار في الداخل‪ ،‬كما أن حرية التجارة تساهم في‬
‫تخفيض أسعار السلع الدولية وتوسيع إلانتاج ألن الحرية ستؤدي إلى وصول مشروعاتها‬
‫إلانتاجية إلى حجمها املثلى وبالتالي تحقق مزايا إلانتاج الكبير‪.97‬‬
‫‪-3‬بروز العوملة الاقتصادية‬
‫لم تعد الرأسمالية محددة جغرافيا بحدود الدول التي تتبنى النظام الرأسمالي‪ ،‬بل‬
‫أضحت إيديولوجية تسيطر على العالم وذلك كنتيجة لثورة املعلومات والاتصاالت‪.‬‬

‫‪ - 96‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ - 97‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬دور تحرير التجارة الخارجية في ترقية الصادرات خارج املحروقات في ظل الت ـ ـ ـطورات الدولية‬
‫الراهنة‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في العلوم الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية‪ ،‬تخص ـ ـ ـ ـص اقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد‬
‫دولي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،6101-6106 ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪51‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-2‬الحماية تؤدي إلى إفقار الدول‬

‫أساس سياسة إفقار الغير أن الرسوم الجمركية العاملية تدعو إلى إضعاف التجارة‬
‫الدولية بوجه عام‪ ،‬فاإلقالل من الواردات ينتهي بنقص في الصادرات‪ ،‬فلن تستطيع هذه‬
‫الدول تصدير الفائض في إنتاجها بصفة مستمرة دون أن تستورد فائض إلانتاج في الدول التي‬
‫تتعامل معها‪.98‬‬
‫ثالثا‪ :‬كيفية انتهاج الدول املتقدمة والنامية لسياسة التحرير‬
‫تختلف السياسة التجارية املنتهجة بين الدول املتقدمة عن الدول النامية وذلك بحكم‬
‫اختالف درجة التقدم الاقتصادي لكل منهما‪.‬‬
‫‪-1‬السياسة التحررية في الدول املتقدمة‬
‫اعتم ـ ـ ـ ـدت أغلب الدول املتقدم ـ ـ ـة سياسة متفتحة على الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة الدولية وأقلها‬
‫تقي ـ ـ ـ ـيدا‪ ،‬وذلك عن طريق إلغاء أغلب القيود املفروضة أمام التجارة الدولية وإلغاء الحواجز‬
‫أمام تحركات رؤوس ألاموال الدولية ‪.‬‬
‫تعد الو‪.‬م‪.‬أ أكثر الدول املتقدمة انفتاحا على التجارة الدولية وأقلها استخداما‬
‫للتعريفة الجمركية كأداة رئيسية للحماية من دون استخدام الوسائل الكمية‪ ،‬واعتمدت‬
‫رسوم جمركية منخفضة‪ ،‬مما جعل منها أكبر سوقا مفتوحة وتوفرت فيه منتجات وسلع‬
‫مختلف البلدان بأقل ألاسعار‪ ،‬فارتفعت ألاجور عندها‪ ،‬وتميز اقتصادها بالثـ ـ ـ ـ ـبات‬
‫والاستقـ ـ ـرار‪ ،‬كما يميز السوق ألامريكية طغيان سوق الخدمات على حساب قطاع الصناعة‬
‫وتوجيه الرأسمال لديها إلى الدول التي تعرف انخفاح في ألاجور‪.‬‬

‫‪ - 98‬حسين عوض هللا زينب‪ ،‬الاقتصاد الدولي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،6111 ،‬ص ‪.690‬‬
‫‪52‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫يعمل الاتحاد ألاوربي بدوره على إزالة كافة القيود والحواجز الجمركية بين الدول‬
‫ألاعضاء‪ ،‬فازدادت التنافسية في السوق الدولي‪ ،‬وحرص على تطبيق تعريفة جمركية موحدة‬
‫في مواجهة الدول ألاخرى‪.99‬‬
‫انتهجت اليابان نفس سياسة الاتحاد ألاوربي في مجال الانفتاح الجمركي‪ ،‬بحيث‬
‫عملت على تشجيع صادراتها ‪ ،‬بينما كانت أقل انفتاحا في مجال الواردات‪ ،‬فحلت القيود‬
‫محل التحرير وإزالة العوائق الجمركية‪ ،‬فرسخت بذلك ثقافة وسلوك تفضيل السلع‬
‫املحلية‪. 100‬‬
‫‪-2‬من تقييد إلى تحرير التجارة الدولية في الدول النامية‬
‫تحفظت الدول النامية على تجارتها الخارجية بعد عملية التحرر السياس ي وعملت على‬
‫بناء اقتصادها وحماية صناعاتها الوطنية‪ ،‬أين استخدمت التعريفة الجمركية كأداة رئيسية‬
‫للحماية من دون استخدام الوسائل الكمية‪ ،‬على أساس أن الدول النامية ال يمكن لها انتهاج‬
‫سياسة تجارية متفتحة وذلك بالنظر إلى ظروفها الاقتصادية‪ ،‬وفي هذا إلاطار اعتمدت سياسة‬
‫إحالل الواردات ‪101‬وسياسة تنمية الصادرات‪.102‬‬

‫‪ - 99‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬دور تحرير التجارة الخارجية في ترقية الصادرات خارج املحروقات في ظل التطورات الدولية‬
‫الراهنة‪ ، ..‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09-01‬‬
‫‪ - 100‬عبد الغفار هناء‪ ،‬الاستثمار ألاجنبي املباشر والتجارة الدولية‪ :‬الصين نموذجا‪ ،‬بيت الحكمة‪ ،‬بغداد‪ ،6116 ،‬ص ‪.609‬‬
‫‪ -‬أنظر كذلك قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية ‪ ،‬بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 101‬يقصد بسياسة إحالل الواردات العمل على تلبية إلانتاج الوطني بشكل تدريجي الطلب الداخلي بدال من اللجوء إلى‬
‫الواردات وذلك بتفعيل الصناعة دون اللجوء إلى ألاسواق الدولية وخلق الحماية الكافية لهذه الصناعة عن طرق اتخاذ‬
‫إجراءات منع استيراد السلع التي تريدها إحاللها باإلنتاج املحلي‪ ،‬أنظر حمشة عبد الحميد‪ ،‬دور تحرير التجارة الخارجية‬
‫في ترقية الصادرات خارج املحروقات في ظل التطورات الدولية الراهنة‪ ، ......‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -102‬يراد بسياسة تنمية الصادرات خلق صناعة متقدمة تنافس بها صناعات الدول املتقدمة ومحاولة املشاركة في مكاسب‬
‫التخصص من التقسيم الدولي للعمل‪ ،‬أنظر املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪53‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثالث‬
‫ارتباط تطبيق مبدأ حرية الاستثمار في التجارة الخارجية بالنظام الاقتصادي‬
‫املنتهج‬
‫فرضت سياسة تحرير التجارة الدولية بظهور النظام الرأسمالي والعوملة الاقتصادية‬
‫التي قضت تقريبا على النظام الاشتراكي‪ ،‬وبالتالي على نظام الحمائية وتقييد حرية املبادالت‬
‫التجارية بموجب العوائق الجمركية وغير الجمركية‪.‬‬
‫تم إرساء مثل هذه املفاهيم من طرف الدول املتقدمة والتي تحاول فرضها على الدول‬
‫الن ـ ـ ـ ـ ـامية‪ ،‬فوجـ ـ ـ ـ ـ ـدت هذه ألاخيرة نفسها خاض ـ ـ ـ ـ ـعة للنظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام التجاري الدولي بص ـفة آلية‬
‫(أوال)‪ ،‬وتحاول الدول املتقدمة لعب دور املثالية في تطبيق مثل هذه املبادئ (ثانيا)‪ ،‬وباعتبار‬
‫أن املنظمة العاملية للتجارة هو إلاطار القانوني لتنظيم املبادالت التجارية الدولية فإنها تجبر‬
‫الدول الراغبة في الانضمام إليها ضرورة الالتزام بكل مبادئها بدون أي استثناء‪ ،‬فكيف يؤثر‬
‫هذا ألامر على التشريعات الداخلية للدول (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حتمية الدول النامية تحرير التجارة الخارجية‬
‫اعتمدت معظم الدول النامية سياسة تقييد املبادالت التجارية الدولية وأحيانا‬
‫أخرى املزيج بين السياستين‪ ،‬وذلك بالنظر إلى ظروفها الاقتصادية التي ال تسمح لها منافسة‬
‫الدول الصناعية الكبرى‪ ،‬إال أنه أغلب الدول النامية التي انضمت إلى املنظمة العاملية‬
‫للت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة من قبلها إلى اتفاقية الجات وقعت على الاتفاقيات املنشئة لها تحت ضغط ووعود‬
‫الدول املوقعة‪ ،‬على اعتبار أن الكونغرس ألامريكي كان قد حدد تاريخ ‪ 01‬ديسمبر ‪ 0991‬نهاية‬
‫للفترة التي حددها الرئيس ألامريكي للتفاوح حول نتائج جولة ألاوروجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواي من دون‬
‫الرجوع إليه‪ ،‬الش يء الذي استخدمته أمريكا من أجل الضغط على الدول النامية من أجل‬
‫التوقيع دون الدخول في مفاوضات أخرى‪ ،‬وحرمانها من املساعدات في حال عدم توقيعها‪.103‬‬

‫‪ -103‬صفوت محمد ‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.611‬‬
‫‪54‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثانيا‪ :‬مدى التزام الدول املتقدمة بمبدأ تحرير التجارة الدولية‬


‫يعد كل من مبدأ تحرير التجارة الدولية‪ ،‬النظام الرأسمالي والعوملة الاقتصادية وتحرير‬
‫املبادالت التجارية الدولية من صنع الدول املتقدمة‪ ،‬فتقوم بفرح هذه املبادئ على الدول‬
‫النامية تهديدا بعدم الاستفادة من مزايا النظام التجاري املتعدد ألاطراف مثل مبدأ عدم‬
‫التمييز ومبدأ الشفافية‪ ،104‬إال أنه عمليا تسعى هذه الدول إلى تحرير التجارة بالقدر الذي‬
‫يحقق لها مصالحها‪ ،‬وتبدأ في اتخاذ إجراءات حمائية وحماية الصناعات الوطنية وتنمية‬
‫قدراتها التنافسية وفتح ألاسواق أمام صناعاتها وشركاتها املتعددة الجنسيات‪ ،‬بمجرد مساس‬
‫التحرير مصالحها الاقتصادية‪.‬‬
‫من إلاجراءات املتخذة في هذا إلاطار نجد لجوء معظم الدول الصناعية إلى التحايل‬
‫على قواعد الجات بتطبيق إلاجراءات الرمادية في سبيل حماية تجارتها القومية‪ ،‬ومن أشهر‬
‫تطبيقاتها نجد تقييد الصادرات الزراعية املتجهة نحو دول إلاتحاد ألاوربي وارتفاع املقدم‬
‫لصادرات الاتحاد الزراعية ومزاحمتها لصادرات الدول النامية‪.105‬‬
‫ثالثا‪ :‬مدى تأثير السياسة التحررية للمنظمة العاملية للتجارة على التشريعات‬
‫الداخلية للدول ألاعضاء‬
‫تختلف مسألة إلالزام القانوني بتعديل التشريعات الداخلية بما يتالءم واتفاقيات‬
‫املنظمة العاملية للتجارة بين الدول ألاعضاء والدول غير ألاعضاء في املنظمة‪.‬‬
‫‪-1‬التزام الدول ألاعضاء بتعديل تشريعاتها الداخلية وفق ما يتالءم ومبادئ املنظمة‬
‫العاملية للتجارة‬
‫تلتزم الدول ألاعضاء في املنظمة بدون استثناء‪ ،‬بتعديل تشريعاتها الداخلية وفق ما‬
‫يتالءم مع مبادئ املنظمة‪ ،‬وهو ما تؤكده املادة ‪ 02‬فقرة ‪ 9‬من اتفاقية املنظمة‪ ،‬وذلك‬

‫‪ - 104‬عدلي ناشد سوزي‪ ،‬اتفاقية العوائق الفنية أمام التجارة ‪ :‬تقييد أم تحرير للتجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ - 105‬صفوت محمد ‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.611-616‬‬
‫‪55‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫بنصها‪ »:‬ضرورة أن يعمل كل عضو على مطابقة قوانينه ولوائحه وإجراءاته إلادارية مع‬
‫التزاماته املنصوص عليها في الاتفاقيات امللحقة «‪.106‬‬
‫مما يعني أن مسألة التعديل ليست مسألة اختيارية بل هو التزام دولي حسم في أمره‬
‫القانون الدولي‪ ،‬وأن املوافقة والتعديل تمس كل النصوص القانونية من قوانين‪ ،‬نصوص‬
‫تنظيمية‪ ،‬لوائح‪ ،‬وإجراءات إدارية‪ ،‬وإال فهو يعد مخالفا اللتزاماتها القانونية الدولية‪.107‬‬
‫‪ -2‬التزام الدول غير ألاعضاء بالتعديل وفق اتفاقيات املنظمة العاملية للتجارة‬
‫بفرض العوملة وليس بقوة القانون‬

‫عمال بقاعدة " املعاهدة ال تلزم إال عاقديها"‪ ،‬فال ترتب اتفاقيات تحرير التجارة‬
‫الدولية أي التزام قانوني تجاه الدول غير ألاعضاء في املنظمة‪ ،‬مما يعني أن الدول غير‬
‫ألاعضاء في املنظمة أو الراغبة في الانضمام إليها غير ملزمة بتعديل نصوصها الداخلية بما‬
‫يتالءم مع نصوص املنظمة‪ ،‬وليس هناك ما يحمل الدولة غير العضو في املنظمة من‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـناحية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانونية ‪-‬الاستجابة لنصوص اتفاقية دولية ليست طرفا فيها‪ ،-‬وال يحق‬
‫لألشخاص القانونية ألاخرى التدخل ضد الدولة التي تتصرف على هذا ألاساس‪. 108‬‬
‫تطبيق وألاخذ بأحكام اتفاقيات املنظمة ال يمس بحرية كل دولة بوضع نظام قانوني‬
‫يؤطر شؤونها الاقتصادية‪ ،‬من تجارة خارجية واستثمار أجنبي ‪ ،109‬لكن دون املساس باملبادئ‬
‫ألاساسية للمنظمة‪ ،‬إال أن املسألة قد تتجاوز املصالح القانونية‪ ،‬ليصبح ألامر مسألة تحقيق‬
‫مصالح‪.‬‬

‫‪ - 106‬نقال عن سمير محمد عبد العـ ـ ـ ـ ـ ـزيز‪ ،‬التجارة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاملية بين جات ‪ 99‬ومنظمة التجارة العاملية‪ ،‬مكت ـ ـ ـ ـ ـب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة إلاشعاع‬
‫للطباعة‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،6110 ،‬ص‪.699‬‬
‫‪ - 107‬الحوش ي ياسر‪ » ،‬تأثير اتفاقيات تحرير التجارة العاملية في تطوير القوانين الوطنية « ‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم‬
‫الاقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ، 61‬العدد ‪ ،6‬دمشق‪ ،6119 ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪108‬‬
‫‪-EL MIDAOUI Yasmina, L’investissement en droit marocain : essai sur une définition de‬‬
‫‪l’investissement en droit du commerce international, op cit, p. 187.‬‬
‫‪109‬‬
‫‪- Les conventions de l’OMC ne remettaient pas en capacité souveraine des états à réglementer,‬‬
‫‪sur leur territoire, les investissements directs étrangers …., autrement dit « le droit souverain de‬‬
‫‪chaque partie contractante à définir sa propre politique d’investissement et à réglementer toute‬‬
‫‪transaction économique…, in VADCAR Corinne, « Le projet d’accord multilatéral sur‬‬
‫‪l’investissement : problématique de l’adhésion des pays du sud », op cit, p. 28.‬‬
‫‪56‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫كذلك حتمية الواقع الدولي الاقتصادي الذي يفرح نفسه‪ ،110‬باعتبار أن اتفاقيات‬
‫تحرير التجارة الدولية تشكل إلاطار القانوني للعوملة الاقتصادية‪ ،‬مما دفع الدول غير ألاعضاء‬
‫تعديل تشريعاتها الداخلية بما يتالءم ومضمون اتفاقيات املنظمة أمال في الحصول على‬
‫العضوية فيها واللحاق بالنظام التجاري الدولي الجديد لالستفادة من ميزاته وليونة التعامل‬
‫في إطاره‪ ،111‬وانصاغت الجزائر ملثل تلك الاعتبارات الدولية‪ ،‬حيث انتهجت إصالحات‬
‫اقتصادية وقانونية مست مجاالت عديدة ‪ ،‬هي في الحقيقة جهود تثبت رغبتها ولو ظاهريا في‬
‫الانضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة ‪.‬‬
‫املطلب الثاني‬
‫عودة الدولة املتدخلة إلى حقل التجارة الخارجية في ظل التعديالت ألاخيرة‬
‫يعد تكريس حرية املبادالت التجارية الخارجية بموجب القانون رقم ‪ 19-11‬املتعلق‬
‫بالقواعد العامة املطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها منعرجا قانوني مهم في‬
‫مسار تطور التجارة الخارجية في الجزائر‪ ،‬ذلك بالسماح لطائفة واسعة من ألاعوان‬
‫الاقتصاديين بح ـ ـ ـ ـرية إج ـراء املب ـ ـ ـ ـ ـ ـادالت التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارية الدولية إلى جانب الدولة‪ ،‬إال أنه‬
‫مؤخـ ـ ـ ـ ـ ـرا‪ ،‬وبخاصة بموجب قانون املالية لسنة ‪ ،6119‬ومجموعة من التشريعات التي تلت‬
‫هذا القان ـ ـ ـ ـون‪ ،‬تبين بوضوح رغبة الدولة إعادة النظر في مسألة التحرير بالنظر إلى أزمة‬
‫انخفاح أسعار البترول مجددا في الجزائر وآثارها على الاقتصاد الوطني وغيرها من ألاسباب‬
‫(الفرع ألاول)‪ ،‬ومن بين آلاليات ألاكثر بروزا لتأكيد تدخل الدولة في مجال التجارة الخارجية‬
‫نجد نظام الرخص (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪-FRANCIS Leonard, Exporter vers les marchés industriels ( les stratégies, les marchés, les‬‬
‫‪organisations, et les hommes), 2éme édition, Lausane , Paris, 1995, p. 20.‬‬
‫‪ -111‬الحويش ياسر‪ " ،‬تأثير اتفاقيات تحرير التجارة العاملية في تطوير القوانين الداخلية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.011-99‬‬
‫‪57‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع ألاول‬

‫أسباب عودة الدولة لرقابة قطاع التجارة الخارجية‬


‫يمكن إجمال هذه ألاسباب في ألاسباب الاقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادية(أوال)‪ ،‬وألاسباب السياسي ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫(ثانيا)‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب اقتصادية‬
‫من أهم هذه ألاسباب نجد‪:‬‬
‫‪-0‬عمل الاستثمارات ألاجنبية املستثمرة في الجزائر إلى زيادة رفع نسبة البطالة ب ‪%25‬‬
‫وحل املاليين من املؤسسات العامة منها والخاصة بسبب املنافسة ألاحادية للمستثمرين‬
‫ألاجانب‪.‬‬
‫‪-6‬عدم الاستقرار الاقتصادي والسياس ي في الجزائر‪ ،‬نتج عنه نفور املستثمر الصناعي‬
‫وبالتالي تفويت فرص تحقيق مناصب الشغل والرفع من التنمية والوتيرة الاقتصادية‪.112‬‬
‫‪-1‬عدم مثول املؤسسات ألاجنبية للنظام الجبائي الساري املفعول مثلما فعل أقدم‬
‫عون اقتصادي في مجال الاتصاالت السلكية والالسلكية جازي‪ ،‬حيث قام بتحويل عائدات‬
‫استثماره من العملة الصعبة إلى الخارج دون تنفيذ التزاماته‪ ،‬واملتمثلة أساسا في ضرورة‬
‫إعادة استثمار نسبة من أرباحه في البلد املضيف‪.113‬‬
‫نجد أن أكثر من نصف املؤسسات الاقتصادية الناشطة في املجال الاقتصادي‬
‫الجزائري تنتمي إلى الاقتصاد املوازي‪ ،‬حيث تمتنع عن تسجيل نشاطها التجاري أو التصريح‬
‫بعائداتها وبالتالي الخضوع للنظام الضريبي و‪ /‬أو الجمركي‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪- MENOUER Mustapha, droit de la concurrence, op cit, p. 58.‬‬
‫‪ - 113‬يتعين على املؤسسات ألاجنبية املستثمرة في الجزائر أن تعيد استثمار أرباحها بصفة مساوية للقيم وألاصول املعفاة‬
‫من الالتزامات في أجل ‪ 9‬سنوات وذلك وفقا ألحكام املادة ‪ 19‬من الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ ،10-19‬يتضمن قانون املالية التكميلي‬
‫لعام ‪ ،6119‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -‬مع ورود استثناء بإعفاء املستثمر ألاجنبي الذي حصل على إعفاء إعادة استثمار ألارباح املحققة في أحكام نص املادة ‪91‬‬
‫من القانون رقم ‪ 06-06‬مؤرخ في ‪ 62‬سبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتمبر‪ ،6106‬يتضمن قانون املالية التكمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلي لعام ‪ ،6101‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـدد ـ‪، 96‬‬
‫الصادر في‪ 11‬سبتمبر ‪.6106‬‬
‫‪58‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثانيا‪ :‬تدخل الدولة من أجل حماية مصالح تجارية خاصة‬

‫تقيم الدولة عالقات تجارية دولية من أجل استقطاب رؤوس أموال أجنبية وتحقيق‬
‫عائدات من العملة الصعبة أو حتى الاستفادة من خبرات الدول املتقدمة‪ ،‬إال أنه يحدث أن‬
‫يلحق مثل هذا الاتفاق بمصالح الدولة بشكل يلحق أضرارا باالقتصاد الوطني وبالصناعة‬
‫املحلية والناشئة‪ ،‬ويكون ذلك حينما يرفض املستثمرين القيام بإعادة استثمار عائدات‬
‫املشروع خاصة ما يتعلق باالستثمار ألاجنبي‪ ،‬أو حتى تضرر الدولة من جراء الاتفاق التجاري‬
‫الدولي الذي أبرمته‪ ،‬فاملسألة تكون أكثر من قانونية‪ ،‬فتت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخذ الدولة إجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات‬
‫حاسـ ـ ـ ـ ـمة‪ ،‬حيث طالبت الجزائر إعادة النظر في بنود الاتفاق ألاوربي‪-‬الجزائري نظرا الن‬
‫الاتفاق يخدم أكثر املصالح ألاوروبية دون تحقق مبدأ املعاملة باملثل‪.114‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫املظاهر القانونية لعودة الدولة املتدخلة إلى مجالي الاستيراد والتصدير‬
‫يت ـ ـ ـ ـ ـ ـعين عل املتعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامل الاقتصادي في إطار رقـ ـ ـ ـ ـ ـابة الدولة لق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطاع التج ـ ـ ـ ـ ـ ـارة‬
‫الخارجية‪ ،‬الحصول على رخص استيراد أو تصدير مسبقا من أجل ممارسة نشاطات‬
‫الاستيراد والتصدير (أوال)‪ ،‬وللعون الاقتصادي الراغب في الحصول على إعفاء من الحقوق‬
‫الجمركية في إطار اتفاقات شراكة‪ ،‬أن يقدم مسبقا طلب الحصول على رخصة إلى الجهة‬
‫املختصة (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬رخصة الاستيراد أو التصدير‬
‫ال يعد إجراء الحصول املسبق على رخصة الاستيراد و‪/‬أو التصدير إجراء حديث‬
‫تماما‪ ،‬بحيث تم إلاشارة إليه بموجب نص املادة ‪ 31‬من ألامر رقم ‪ 19-11‬بنصها‪ " :‬يمكن أن‬
‫تؤسس تراخيص استيراد املنتوجات أو تصديرها إلدارة أي تدبير يتخذ بموجب أحكام هذا‬
‫ألامر أو الاتفاقيات الدولية التي تكون الجزائر طرفا فيها "‪ ،‬غـ ـ ـ ـ ـير أنه تم إحالة تحديد‬
‫ش ـ ـروط وكيفيات تنفيذ نظام تراخيص الاستيراد أو التصدير للتنظيم‪ ،‬ألامر الذي لم يتم‬

‫‪ - 114‬يتم التفصيل في هذه املسألة في الباب الثاني من ألاطروحة‪.‬‬


‫‪59‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تطبيقه إال ببروز أزمة انخفاح أسعار البترول الفاحش في الجزائر والسعي وراء تخفيض‬
‫فاتورة الواردات من خالل إعادة تنظيم قطاع التجارة الخارجية واتخاذ آليات تنظيمية في‬
‫سبيل ذلك ‪ ،‬ومن بينها نجد وضع نظام الحصص التي تم تفعيليها بموجب املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 112-01‬الذي جاء تطبيقا ألحكام القانون رقم ‪ 01-01‬املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعدل وامل ـ ـ ـ ـ ـ ـتمم لألمر رق ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫‪ ،19-11‬املتعلق باالستيراد والتصدير‪.‬‬
‫تم الجمع في تعريف رخص الاستيراد والتص ـ ـ ـ ـ ـ ـدير وإلاجراءات امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتعلقة بكال‬
‫منهما‪ ،115‬ويراد بها كل إجراء إداري يفرح كشرط مسبق لتقديم وثائق لجمركة البضائع‬
‫زيادة على تلك املخصصة ألغراح جمركية‪ ،‬ويتمثل إلاجراء إلاداري في التصريح الذي تصدره‬
‫إلادارة املختصة تسمح له بموجبها جلب كميات محددة من بضائع وسلع ال يمكن استيرادها‬
‫إال بموجب تلك الرخص‪. 116‬‬
‫بينما ميز املشرع بين كل من رخص التصدير والاستيراد التلقائية عن غير التلقائية‬
‫وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬رخص الاستيراد والتصدير التلقائية‬
‫يقصد بها تلك التي تمنح في كل الحاالت التي يقدم فيها الطلب والتي ال تدار بطريقة‬
‫تفرح عليها قيود على الصادرات والواردات‪ ،‬مفتوحة لكل شخص طبيعي أو معنوي تتوافر‬
‫فيه شروط ممارسة نشاطات الاستيراد والتصدير للمنتوجات الخاضعة للرخصة التلقائية‬
‫وتمنح في مدة أقصاها ‪ 01‬أيام‪.117‬‬

‫‪ -115‬تم تنظيم أحكام الرخص بموجب أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 112-01‬مؤرخ في ‪ 2‬ديسمبر ‪ ،6101‬يـ ـ ـ ـ ـحدد‬
‫ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروط وكيفيات تطبيق أنظمة رخص الاستيراد أو التصدير للمنتوجات والبضائع‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،22‬الصادر في ‪19‬‬
‫ديسمبر ‪. 6101‬‬
‫‪ - 116‬املادة ‪ 2‬مكرر ‪ 10‬من القانون رقم ‪ ،01-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 117‬املواد ‪ 2‬مكرر ‪ 1‬و ‪ 2‬مكرر‪ 2‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-2‬رخص الاستيراد والتصدير غير التلقائية‬


‫هي تلك التي تمنح في الحاالت التي يقدم فيها الطلب وتدار بطريقة يفرح عليها قيود‬
‫على الصادرات والواردات‪ ،‬مفتوحة لكل شخص طبيعي أو معنوي تتوافر فيه شروط ممارسة‬
‫نشاطات الاستيراد والتصدير على أن تمنح على قدم املساواة‪.118‬‬
‫ثانيا‪:‬رخصة إلاعفاء من الحقوق الجمركية في إطار اتفاقيات التبادل الحر‬
‫مسألة الرقابة وتطبيق إلاجراءات الجمركية تخص مجال الواردات أكثر من مجال‬
‫الصادرات ‪ ،‬وذلك في وضع تهيمن املحروقات على صادرا ت الجزائر‪.‬‬
‫في إطار إعمال نظام جمركي استثنائي يخضع لقواعد مغايرة لتلك املألوفة في قانون‬
‫الجمارك والنصوص التنظيمية له‪ ،‬وتقرر في إطار اتفاقيات التبادل الحر إمكانية كل مستورد‬
‫تقديم طلب إمكانية إلاعفاء من الحقوق الجمركية قبل أي عملية استيراد‪119‬مسبق إلى‬
‫مديرية التجارة للوالية التي يقطن فيها‪ ،‬وهدا ألاخير يحيل طلبه إلى وزير التجارة ‪ ،‬وتمنح إلدارة‬
‫الجمارك مدة ‪ 11‬يوم من أجل منح طلب الاستيراد للمستورد‪.120‬‬
‫غير أن النص لم يحدد مصير الطلب في حالة عدم رد إلادارة في املدة املحددة‪ ،‬فهل‬
‫ذلك يعد رفضا أم قبول ضمني ؟‪.‬‬
‫املطلب الثالث‬
‫عن أحكام حرية املبادالت التجارية الدولية‪ :‬تأمالت في املبادئ ومقاربات في القواعد‬
‫القانونية‬
‫يعد قانون املنظمة العاملية للتجارة قانون أساس ي في تنظيم املبادالت التجارية الدولية‬
‫من خالل مختلف الاتفاقات التي تم النص عليها‪ ،‬والتي تعمل على تطبيقها باملحـاذاة‬

‫‪ - 118‬املادة ‪ 2‬مكرر ‪ 9‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،112-01‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 119‬املادة ‪ 14‬فقرة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ ،10-19‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 120‬راجع أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 692-19‬يعـ ـ ـ ـ ـ ـدل ويتمم املرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم التنفيذي رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 040-19‬مؤرخ في ‪ 06‬ماي‬
‫‪ ،6119‬يحدد شروط ممارسة أنشطة استيراد املواد ألاولية واملنتوجات والبضائع املوجهة إلعادة البيع على حالتها من طرف‬
‫الشركات التجارية التي يكون فيها الشركاء أو املساهمون أجانب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 2‬سبتمبر ‪.6119‬‬
‫‪61‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫وبالتكامل مع النظام القانوني الدولي وبالخصوص مع القانون الدولي العام‪ ،‬وهذا ما أشارت‬
‫إليه املادة ‪ 101‬فقرة ‪ 1‬من اتفاقية فيينا الصادرة في ‪ 61‬ماي‪.1210929‬‬
‫لقد تم إرفاق ميثاق مراكش املؤسس للمنظمة العاملية للت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة بمجموعة من‬
‫الاتفاقيات‪ ،‬سواء تعلق ألامر بالتجارة في السلع أو التجارة في الخدمات‪ ،‬إال أن موضوع‬
‫ألاطروحة كما سبق وأن أشرنا يركز على التجارة في السلع دون الخدمات تبعا ملا قرره املشرع‬
‫الجزائري بموجب ألامر رقم ‪19 -11‬املعدل واملتمم‪ ،‬وإلعمال مبدأ حرية الاستثمار في التجارة‬
‫الخ ـ ـ ـ ـارجية من خـ ـ ـ ـ ـالل الاستيراد والتص ـ ـ ـ ـدير‪ ،‬اهتمت اتفاقية الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات ومن بعـ ـ ـ ـ ـدها اتفاقات‬
‫‪ OMC‬بالتجارة بصفة عامة‪ ،‬وأرست بالتالي مجموعة من املبادئ (الفرع ألاول) والقواعد‬
‫(الفرع الثاني) يتعين احترامها‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫احترام مبادئ املنظمة العاملية للتجارة‬


‫تم وضع مجموعة من املبادئ تسير عليها املنظمة العاملية للتجارة وتفرح احترامها‬
‫للدول املتعاقدة منها والدول الراغبة في الانضمام‪ ،‬وتتمثل هذه املبادئ في مبدأ عدم التمييز‬
‫(أوال)‪ ،‬مبدأ الشفافية (ثانيا)‪ ،‬ومبدأ حرية املبادالت التجارية (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ عدم التمييز‬
‫يراد بمبدأ عـ ـ ـ ـ ـدم التمييز‪ ،‬املساواة بين الـ ـ ـ ـ ـدول في املع ـ ـ ـ ـ ـ ـاملة بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنحها نف ـ ـ ـ ـ ـس املزايا‬
‫والتفص ـ ـ ـ ـ ـ ـيالت بغض الن ـ ـ ـ ـ ـ ـظر عن طبيعة أية دول ـ ـ ـ ـ ـة في ما إذا كانت دولة م ـ ـ ـ ـ ـ ـتقدمة أو دولة‬
‫نامية‪ ،‬وبهدف تجسيد هذا املبدأ تم وضع شرط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـين هما‪ :‬شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الدول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ألاولى‬
‫بالرع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاية‪ ،122‬وشرط املعاملة الوطنية‪. 123‬‬

‫‪121‬‬
‫‪-LARRANCHI Marie -Pierre, « Les obligations de recours à la norme technique dans le droit‬‬
‫‪de l’OMC », in Les enjeux de la normalisation technique internationale entre environnement, santé‬‬
‫‪et commerce international, Centre d’études et de recherches internationales et communautaires,‬‬
‫‪université d’AIX – MARSEILLE 3, 2010, p. 69.‬‬
‫‪ - 122‬شرط الدولة ألاولى بالرعاية‪ :‬إعماال لهذا الشرط‪ ،‬فأنه في حال أبرمت دولة مع دولة معينة معاهدة تض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن‬
‫معاملة خاصة‪ ،‬وأبرمت الدولة الثانية معاهدة أخرى مع دولة ثالثة تتضمن معاملة أفضل من املعاملة املتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق عليها في‬
‫املعاهدة ألاولى‪ ،‬وتطبيقا لشرط الدولة ألاولى بالرعاية‪ ،‬فإن الدول الثالثة تستفيد من املعاملة ألاف ـ ـ ـضل التي تم إقرارها في‬
‫‪62‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ الشفافية‬

‫يراد بمبدأ الشفافية وضوح القواعد الداخلية املنظمة للسلع ‪ ،‬وعدم تشكيلها ألي‬
‫عائق أو حاجز أمام املنتجات املستوردة بعدم السماح لها بالنفاذ على ألاسواق‪ ،124‬ويعتمد‬
‫هذا املبدأ خاصة على التع ـ ـ ـ ـ ـاريف الجمركية مس ـ ـ ـبقا دون اللجـ ـ ـ ـ ـ ـوء إلى أسالي ـ ـ ـ ـ ـ ـب التح ـ ـ ـ ـايل‬
‫أو ع ـ ـ ـ ـ ـ ـدم نشرها‪ ،‬والذي من شأنه أن يقف كحاجز أمام املبادالت التجارية الدولية‪ ،‬وأن‬
‫تكون التعريفات الجمركية هي الحاجز الوحيد أمام البضائع ألاجنبية‪ ،‬وبالتالي ال يجوز اللجوء‬
‫إلى القيود غير التعريفية‪.125‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ حرية املبادالت التجارية‬
‫يراد بمبدأ حرية املبادالت التجارية الدولية أو حرية الاستيراد والتصدير دخول وخروج‬
‫السلع من دولة عضو إلى دولة أخرى في املنظمة بكل حرية من خالل إزالة كل العوائق‬
‫والحواجز التي قد تقف كحاجز أمام التنقل الحر للسلع والبضائع‪.126‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫احترام قواعد قانونية ذات طابع إداري‬
‫كرس ميثاق مراكش املنش ئ ل‪ OMC‬من خالل الاتفاقيات والبروتوكوالت التي تم‬
‫النص عليها على مجموعة من القواعد القانونية تقوم على أساسها املبادالت التجارية‬
‫الدولية‪ ،‬ولعل هناك منها ما يغلب عليه الطابع إلاداري التنظيمي‪ ،‬وفي هذا املقام نـ ـ ـ ـ ـذكر‬

‫=املعاهدة=املبرمة بين الدولة الثانية و الدولة الثالثة‪ ،‬أنظر عياش قويدر وإبراهيمي عبد هللا‪ » ،‬آثار انضمام الجزائر إلى‬
‫املنظمة العاملية للتجارة بين التفاؤل والتشاؤم« ‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬عدد ‪ ،6‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -123‬شرط املعاملة الوطنية‪ :‬عمال بشرط املعاملة الوطنـ ـ ـ ـ ـ ـية‪ ،‬تعمد الدول ألاعضاء في امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظمة معاملة كل املنتجات‬
‫املستوردة نفس املعاملة التي تعامل بها املنتجات الوطنية فيما يخص الرسوم والتنظيمات‪ ،‬وذلك في مسألة الرسوم التي‬
‫تطبق علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيها أو السماح لهذا املنتوج بالنفاذ إلى السوق الوطنية ومنافسته‪ ،‬انظر عدون ناصر دادي‪ ،‬الجـ ـ ـ ـزائر وامل ـ ـ ــنظمة‬
‫العاملي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة للتجارة ( أسباب الانضمام‪ ،‬النتائج املرتقبة ومعالجتها)‪ ،‬دار املحمدية العامة ‪ ،‬الجزائر‪ ،6111 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪124‬‬
‫‪- LARRANCHI Marie -Pierre, « Les obligations de recours à la norme technique dans le droit‬‬
‫‪de l’OMC », op cit, p. 72.‬‬
‫‪ -125‬إرزيل الكاهنة‪" ،‬التعليق على ألامر رقم ‪ ،19-11‬املتعلق بالقواعد العامة املطبقة على عمليات استيراد البضائع‬
‫وتصديرها"‪ ،‬املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬عدد ‪ ،16‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،6112 ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -126‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪63‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تراخي ـ ـ ـ ـ ـص الاستيراد (أوال) ‪ ،‬احترام قاعدة املنشأ (ثانيا)‪ ،‬واحترام مجموعة من إلاجراءات في‬
‫املجال الجمركي (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إجراء تراخيص الاستيراد‬
‫الترخيص هو إلاذن الذي تمنحه إلادارة املختصة بممارسة نشاط معين‪ ،‬وتقوم إلادارة‬
‫بمنح الترخيص حينما تتوافر مجموعة من الشروط الالزمة ملنحه‪ ،‬ونميز بين ترخيص‬
‫الاستيراد وترخيص التصدير‪ ،‬بالرغ ـ ـ ـ ـ ـ ـم من أن املشرع الجزائري ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمع بين‬
‫الترخيصين‪،127‬والترخيص يكون إما لالستيراد أو للتصدير ‪.‬‬
‫‪ :1‬تراخيص الاستيراد‬
‫ترخيص الاستيراد إجراء إداري مستخدم من طرف الجهة إلادارية املعنية في تنفيذ‬
‫أنظمة الاستيراد‪ ،‬عندما تجعله كشرط من أجل إتمام العملية ‪ ،‬ويتم ذلك من خالل تقديم‬
‫طلب الاستيراد والوثائق الالزمة إلتمام تلك العملية في الدائرة الجمركية للعضو املستورد‪.128‬‬
‫تم وضع اتفاق خاص بهذه التراخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيص في إطار املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظمة العاملية للتجارة تحـ ـت‬
‫عنوان " الاتفاق حول إجراءات تراخيص الاستيراد" ‪ ،129‬والذي ينص على التزام الدول‬
‫ألاعضاء في املنظمة باملساواة والحياد في إقراره وخاصة نشر املعلومات الكافية عن القواعد‬
‫التي سيتم على أساسها منح هذه التراخيص‪ ،‬خاصة من ذلك أهلية ألاشخاص والشركات‬
‫واملؤسسات التي تقدم الطلبات‪.130‬‬
‫بالعودة إلى نص املادة ‪ 1‬مكرر ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،331-12‬نجد أن‬
‫املشرع قد اعتمد وكرس هذا ألامر تكريسا ملبادئ ‪ ، OMC‬ويتمثل في عدم إمكانية رفض‬
‫املنتوجات املستوردة أو املصدرة بواسطة رخص بسبب فوارق طفيفة في القـ ـ ـ ـ ـ ـيمة أو الكمية‬

‫‪ - 127‬ذلك بموجب نص املادة ‪ 2‬مكرر ‪ 0‬من ألامر رقم ‪ 19-11‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 128‬أنظر املادة ‪ 2‬مكرر‪ 1‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -129‬إرزيل الكاهنة‪" ،‬التعليق على ألامر رقم ‪ ،19-11‬املتعلق بالقواعد العامة املطبقة على عمليات استيراد البضائع‬
‫وتصديرها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪- GUENDOUZI Brahim, Relations économiques internationales, édition El Maarifa, Alger,‬‬
‫‪130‬‬

‫‪1998, p. 42.‬‬
‫‪64‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أو الوزن باملقـ ـ ـ ـارنة مع ألارقـ ـ ـ ـ ـام املبينة في الرخصة والن ـ ـ ـ ـ ـاتجة عن فوارق بس ـ ـ ـ ـ ـبب الن ــ ـ قل أو‬
‫الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحن أو البضائع غير املعبأة أو أي اختالفات طفيفة أخرى تتوافق مع املمارسات‬
‫التجارية العادية‪.‬‬
‫‪ :2‬تراخيص التصدير‬
‫ترخيص التصدير هو إجراء إداري يمنح بموجب طلب يقدم إلى الهيئة إلادارية‬
‫املختصة حينما تتطلب عملية التصدير الحصول على رخص ـ ـ ـ ـ ـ ـة‪ ،‬قد تهدف الدولة من خالل‬
‫هذا ألاجـ ـ ـ ـ ـراء ‪ ،‬حماية إلانتاج املحلي من تصدي مادة غير مط ـ ـ ـ ـ ـلوبة بكثرة في ألاسواق العاملية‬
‫أو ترغب في توسيع إنتاجها املحلي أو تعد كسلعة أساسية الزمة لحاجات املجتمع‪.131‬‬
‫ثانيا‪ :‬قاعدة املنشأ‬
‫قاعدة املنشأ قاعدة نص عليها اتفاق متخصص من اتفاقات املنظمة العاملية للتجارة‬
‫وهو"الاتفاق حول قواعد املنشأ "‪ ،‬كما اعتمد املشرع الجزائري هذه القاعدة في قانون‬
‫الجمارك‪ ،‬وتضمن اتفاق قواعد املنشأ للمنظمة العاملية للتجارة بشكل من التفصيل بشكل‬
‫يحقق تناسق تطبيق القاعدة بين الدول ألاعضاء ‪.132‬‬
‫‪ :1‬املقصود بقاعدة املنشأ‬
‫تطرق اتفاق قواعد املنشأ الذي وضعته املنظمة العاملية للتجارة إلجراء املنشأ‪ ،‬وفي‬
‫نفس السياق تطرق املشرع الجزائري للمنشأ حيث ميزه عن مصدر البضاعة‪.‬‬
‫أ ‪-‬قاعدة املنشأ في الاتفاق حول قواعد املنشأ‪ :‬يراد بقواعد املنشأ ألاسس‬
‫والاعتبارات التي تقررها الدولة لتحديد البلد الذي يعتبر أصل السلعة املستوردة‪ ،133‬وفي هذا‬
‫الشأن يقر اتفاق املنظمة العاملية للتجارة الخاص بقواعد املنشأ‬

‫‪- FRANCIS Leonard, Exporter vers les marchés industriels ( les stratégies, les marchés, les‬‬
‫‪131‬‬

‫‪organisations, et les hommes) , op cit, p. 19.‬‬


‫‪ -132‬إرزيل الكاهنة‪" ،‬التعليق على ألامر رقم ‪ ،19-11‬املتعلق بالقواعد العامة املطبقة على عمليات استيراد البضائع‬
‫وتصديرها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪133‬‬
‫‪- BOUQIN Jean-Paul et FANCHON Mireille, Importer (commerce international, douane),‬‬
‫‪1 ère édition, Delmas, Paris, 2006, p. 182.‬‬
‫‪65‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أن هذه القواعد ال ينبغي أن تعكس معوقات غير ضرورية أمام التجارة‪ ،‬واملبدأ‬
‫الرئيس ي في تحديد قواعد املنشأ هو أن يكون البلد الذي تحدده باعتبار منشأ سلعة ما هو إما‬
‫البلد الذي تم الحصول على السلعة كلية منه أو عندما يكون هنالك أكثر من بلد تعلق به‬
‫إنتاج سلعة البلد الذي تم فيه القيام بالتحول الجوهري ألاخير فيها ‪.134‬‬
‫ب‪-‬قاعدة املنشأ في التشريع الجزائري‪ :‬لقد تطرق املشرع الجزائري لقاعدة املنشأ في‬
‫ظل أحكام قانون الجمارك وبموجب القسم الخامس تحت عنوان منشأ البضاعة ومصدرها‪،‬‬
‫تح ـ ـ ـ ـ ـت ع ـ ـ ـ ـنوان مجال تطبيق قانون الجـ ـ ـ ـمارك‪ ،‬حيث ميز املشرع بين مصدر البضاعة ومنشأ‬
‫البضاعة‪ ،‬على أساس أن منشأ البضاعة هو البلد الذي تم فيه الحصول عليها كليا أو‬
‫خضعت فيه إلى عمليات تحويل جوهري ‪ ،135‬بينما مصدر البضاعة هو البلد الذي ترسل‬
‫منه البضاعة بصفة مباشرة إلى إلاقليم الجمركي‪ ،136‬ويتم الاستعانة بمصدر البضاعة من‬
‫أجل تكييف البضاعة وتحديد الحقوق الجمركية املطبقة عليها ووضع إحصاءات للتجارة‬
‫الخارجية‪.137‬‬
‫مما يعني‪ ،‬أن املشرع اعتمد معيار جد موضوعي للفصل في مسألة البضاعة ‪ ،‬واحتفظ‬
‫بنفس املعيار في تعديل قانون الجمارك لسنة ‪ ،6109‬حيث يميز بين منشئها الحقيقي قبل‬
‫إجراء أي تعديل عليها وبالطريقة التي استخرجت منها‪ ،‬البلد الذي أجري فيها آخر تحويل‬

‫‪ - 134‬أح ـ ـ ـ ـ ـمد محمد مص ـ ـ ـ ـ ـطفى نصير‪ ،‬دور الـ ـ ـ ـ ـ ـدولة إزاء الاستثمار‪ ،‬رسالة لنيل شه ـ ـ ـ ـ ـادة الدكتوراه في الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقوق‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،6119 ،‬ص ‪.906‬‬
‫‪ - 135‬أنظر كذلك املادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ 19-09‬مؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،6109‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 09‬فيفري‬
‫‪ ،6109‬يعـ ـ ــدل ويتمم الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون رقم ‪ 01-94‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 66‬أوت ‪ ،0994‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،20‬الصـ ـ ـ ـادر في ‪ 61‬أوت‬
‫‪ ،0994‬يع ـ ـ ـ ـ ـدل و يتمم القانون رقم ‪ 19-99‬مؤرخ في ‪ 60‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـويلية ‪ ،0999‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،11‬الصادر في ‪ 69‬ج ــويلية‬
‫‪ ،0999‬يتضمن قانون الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمارك ‪ ،‬حيث عدلت بموجب نص املادة ‪ 3‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 136‬املادة ‪ 01‬املعدلة بموجب املادة ‪ 3‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫‪- GUENDOUZI Brahim, Relations économiques internationales, op cit, p. 34.‬‬
‫‪66‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫جوهري بالنسبة لتلك التي تم إنشائها بين عدة دول‪ ،138‬بينما مصدر البضاعة هو وجهتها‬
‫وبلد إرسالها إلى إلاقليم الجمركي‪.‬‬
‫‪ :2‬محتوى الاتفاق حول قواعد املنشأ‬
‫يضم الاتفاق ‪ 9‬أجزاء وملحقين‪ ،‬حيث تعرح الجزء ألاول ألهم املصطلحات بالتعريف‬
‫وأهمها قواعد املنشأ‪ ،‬تطرق الجزء الثاني للضوابط الحاكمة في تطبيق قواعدها وذلك أثناء‬
‫وبعد الفترة الانتقالية‪ ،139‬كرس الجزء الثالث لشرح الترتيبات إلاجرائية بشأن ألاخطار‬
‫واملراجعة واملشاورات وتسوية املنازعات‪ ،‬اعتنى الجزء الرابع بكيفية تنسيق فواعد املنشأ‬
‫وذلك بالتعرح لألهداف واملبادئ وبرنامج العمل ودور لجنة قواعد املنشأ في ذلك‪ ،‬أما‬
‫امللحقين املرفقين باالتفاق فلقد تعرضا على التوالي لكل من تنظيم اللجنة الفتية لقواعد‬
‫املنشأ‪ ،‬مسؤولياتها وتمثيلها واجتماعاتها‪ ،‬والنص على إلاعالن املشترك املتعلق بقواعد املنشأ‬
‫التفضيلية‪.140‬‬
‫ثالثا‪ :‬احترام إجراءات في املجال الجمركي‬
‫تحرص إدارة الجمارك على مدى مراعاة املصدر واملستورد ملجموعة من إلاجراءات‬
‫املتعلقة أساسا بتلك املتعلقة بالرسم الجمركي وكيفية تحديده وفحص البضاعة وفقا آلليات‬
‫قانونية قبل شحنها‪.‬‬
‫‪ :1‬تقدير الرسوم الجمركية‬
‫من أجل تقدير الرسوم الجمركية‪ ،‬نقوم بتحديد املقصود منها والطرق واملعتمدة من‬
‫أجل تقديرها‪.‬‬

‫‪ - 138‬املادة ‪ 09‬مكرر ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،19-09‬مرجع سابق‪ ،‬حيث أنه تم تتممة القانون رقم ‪ 19-99‬مؤرخ في ‪60‬‬
‫جويلية ‪ ،0999‬يتضمن قانون الجمارك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بموجب املادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ ،19-09‬والتي أصافت املواد ‪09‬‬
‫مكرر‪ 09 ،‬مكرر ‪ ،0‬و‪ 09‬مكرر ‪. 6‬‬
‫‪ -139‬إرزيل الكاهنة‪ » ،‬التعليق على ألامر رقم ‪ ،19-11‬املتعلق بالقواعد العامة املطبقة على عمليات استيراد البضائع‬
‫وتصديرها « ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 49‬‬
‫‪ - 140‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.012 -011‬‬
‫‪67‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أ ‪-‬املقصود بتقدير الرسوم الجمركية ‪ :‬يراد بتقدير الرسوم الجمركية أو القيمة‬


‫الجمركية‪ ،‬قيمة البضاعة املحددة قصد تحصيل الحقوق الجمركية لقيمة البضاعة‬
‫املستوردة‪ ،‬وتعد قيمة البضائع من العناصر ألاساسية التي تعتمدها إدارة الجمارك من أجل‬
‫تقييم البضائع املستوردة من طرف إدارة الجمارك‪.141‬‬
‫يحدد الاتفاق حول تقدير الرسوم الجمركية ألاسلوب وألاسس التي تتبعها كافة‬
‫الدول عند تقريرها الرسوم الجمركية‪.142‬‬
‫ب‪-‬الطرق املعتمدة من أجل تقدير الرسوم الجمركية‪ :‬هناك مجموعة من الطرق يتم‬
‫اعتمادها من أجل تقييم البضاعة املستوردة من أجل تحديد الرسم الجمركي من طرف إدارة‬
‫الجمارك وذلك باعتماد طريقة تسلسلية من خالل الانتقال إلى الطريقة املوالية إذا لم يكن‬
‫باإلمكان الاعتماد على الطريقة السابقة‪ ،‬إلى غاية الوصول إلى أول كيفية تسمح‬
‫بتحديدها‪143‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫الجزائر‪.144‬‬ ‫‪-‬تقييم البضائع على أساس القيمة التعاقدية للبضائع املصدرة نحو‬
‫‪ -‬تقييم البضائع على أساس القيمة التعاقدية لبضاعة مطابقة‪.145‬‬

‫‪ - 141‬املادة ‪ 02‬فقرة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،19-09‬مرجع سابق‪ ،‬والتي عدلت بموجب نص املادة ‪ 2‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 142‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 099‬‬
‫‪ - 143‬املادة ‪ 02‬مكرر من القانون رقم ‪ ،01-94‬مرجع سابق‪ ،‬حيث أن املادة لم يمسسها التعديل بموجب قانون الجمارك‬
‫لسنة ‪.6109‬‬
‫‪ - 144‬ألاصل في تحديد قيمة البضائع املستوردة يكون على أساس القي ـ ـ ـ ـ ـمة التعاقدية‪ ،‬أي على أساس السعر املدفوع‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعال أو املستحق دفعه عن البضائع املصدرة نحو الجزائر‪ ،‬راجع نص املادة ‪ 02‬مكرر‪ 0‬فقرة‪ 0‬من القانون رقم ‪19-09‬‬
‫من القانون نفسه‪ ،‬في ما يخص املقصود من السعر املدفوع فعال أو املستحق دفعه‪ ،‬حيث عدلت املادة بموجب نص‬
‫املادة ‪ 2‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬كما يشترط أن ال تتوافر إحدى الشروط املنصوص عليها في نـ ـ ـ ـ ـ ـص املادة ‪ 02‬مكرر ‪ ،0‬الفقـ ـ ـ ـ ـرات ‪ 0‬و‪ 6‬من ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون‬
‫نفسه‪ ،‬منها في مسألة السعر املدفوع فعال أو املستحق دفعه عن البضائع املصدرة نحو الجزائر‪.‬‬
‫‪ - 145‬تعتمد إدارة الجمارك تحديد قيمة البضائع على أساس القيمة التعاقدية لبضاعة مطابقة ‪ ،‬والتي تم تصديرها نحو‬
‫الجزائر و الصادرة في نفس وقت تصدير البضائع التي هي في صدد التقييم أو ما يقارب ذلك‪ ،‬مع مراعاة تماثل في املستوى‬
‫التجاري وكمية البضائع التي يجرى تقييمها‪ ،‬وفي حال غياب مثل هذه املبيعات يتم الاعتماد على القيمة التعاقدية لبضائع‬
‫مطابقة يكون بيعها بكمية ومستوى تجاري مختلفين ويتم التصحيح تجنبا للخالفات‪ ،‬وفي حال تواجد أكثر من قيمة‬

‫‪68‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ -‬تقييم البضائع على أساس القيمة التعاقدية لبضائع مماثلة تم بيعها قصد التصدير‬
‫إلى الجزائر ‪.146‬‬
‫‪ -‬تقييم البضائع على أساس القيمة التعاقدية لبضائع مماثلة أو مطابقة تكون على‬
‫حالتها عند الاستيراد‪.147‬‬
‫‪-‬تقييم البضائع على أساس قيمة محسوبة‪.148‬‬
‫‪-‬تقييم البضائع وفقا ألحكام الاتفاق العام للتعريفات الجمركية‪.149‬‬

‫املستوردة راجع املواد ‪ 11‬مكرر ‪ 2‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقرة ‪3‬‬


‫‪،‬‬ ‫=تعاقدية للبضائع املطابقة‪ ،‬يؤخذ بأدنى هذه القيم من أجل تقييم البضائع‬
‫و ‪ 11‬مكرر ‪ 2‬فقرة من القانون رقم ‪ ،19-09‬مرجع سابق‪ ،‬عدلت املادة بموجب نص املادة ‪ 2‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪ =- 146‬يتم تحديد قيمة البضاعة وفق هذه الكيفية والتي صدرت في نفس وقت تصدير البضائع التي يجري تقييمها أو ما‬
‫يقارب ذلك‪ ،‬بدون تهميش املستوى التجاري وكمية البضائع محل التقييم‪ ،‬وفي غياب مثل هذه املبيعات يتم اعتماد قيمة‬
‫تعاقدية لبضائع مماثلة يتم بيعها على مستوى تجاري مختلف أو بكمية مختلفة‪ ،‬ويتم التصحيح تجنبا للخالفات على‬
‫أساس أدلة قاطعة‪ ،‬وفي حال تواجد أكثر من قيمة تعاقدية لبضائع مماثلة‪ ،‬يأخذ بأدناها لتحديد القيمة ل ـ ـ ـ ـ ـدى الجمارك‬
‫وذلك وفق ما تقتضيه املادة املادة ‪ 11‬مكرر ‪ 3‬فقرة ‪ 3‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪ -147‬يكون التقييم في هذه الحالة على أس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاس سع ـ ـ ـ ـ ـر الوحدة الذي بيعت به البضائع املست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوردة أو البضائع‬
‫املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطابقة أو املماثلة املستوردة بأكبر كمية إجمالية وقت استيراد البضائع نحو أو محل التقييم ألشخاص ال يرتبطون‬
‫بالبائع ‪ ،‬مع مراعاة الاقتطاعات املتعلقة بالعموالت التي جرت العادة دفعها‪ ،‬أعباء النقل والتامين العادية‪ ،‬والحقوق‬
‫أداؤها في الجزائر جراء استيراد أو بيع هذه البضائع ‪ .‬راجع نص املادة ‪ 11‬مكرر ‪2‬‬ ‫الجمركية وباقي الرسوم الواجب ِ‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقرة ‪ 1‬من الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ ،19-09‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -148‬القيمة املحسوبة هي تلك التي تساوي مجموع تكلفة أو قيمة املواد أو عمليات الصنع أو غيرها التي استخدمت في إنتاج‬
‫البضائع املستوردة ‪ ،‬وفي إطار تحديد القيمة املحسوبة تعتمد إدارة الجمارك على سجل املحاسبة للف ـ ـ ـ ـ ـحص أو أي وثائق‬
‫أخرى‪ ،‬على أن يكون بمقدورها التحقق من املعلومات التي يقدمها منتج البضاعة من أجل تحديد قيمة البضائع‬
‫املستوردة في البلد املصدر بموافقة املنتج‪ ،‬وبشرط إبالغ حكومة املعني مسبقا وعدم اعتراح هذه ألاخيرة على التحقيق ‪.‬‬
‫أنظر نص املادة ‪ 11‬مكرر ‪ 2‬فقرة ‪ 2‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪ -149‬تقوم إدارة الجمارك بتحديد قيمة البضائع املستوردة بتحديد قيمة البضائع املستوردة وذلك في حال عدم إمكانية‬
‫تحديدها وفقا ألحد الطرق السالفة الذكر‪ ،‬بطرق تتالءم مع املبادئ وألاحكام العامة لالتفاق العام املتعلق بتطبيق املادة‬
‫‪ 9‬من الاتفاق العام للتعريفة الجمركية والتجارة لعام ‪ ،0999‬أنظر ملادة ‪ 11‬مكرر ‪ 2‬فقرة ‪ 3‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ :2‬الفحص قبل الشحن‬


‫عملية الفحص قبل الشحن تتبع مباشرة عملية التصريحات التي يدلي بها ألاشخاص‬
‫املؤهلون بالقيام بذلك وعلى رأسهم املصرح‪ ،‬فماذا يراد بها‪ ،‬وما هي الطرق املعتمدة إلجراء‬
‫عملية الفحص‪.‬‬
‫أ‪-‬املقصود بالفحص قبل الشحن‪ :‬هي عملية إجبارية تدخل في عملية الجمركة لكل‬
‫السلع والبضائع التي تدخل أو تخرج إلاقليم الجمركي‪ ،‬وهي عملية تنصب على كل من السعر‬
‫والكمية ونوعية السلع املزمع شحنها غلى الخارج‪ ،‬والغرح من العملية هو منع ه ـ ــروب رؤوس‬
‫ألاموال والقضاء على الغ ـ ـ ـ ـ ـش التجاري ومن ـ ـه التهرب من دفع الرسوم الجمركية‪ ،150‬وفي إطار‬
‫تحقيق املزيد من تحرير التجارة الدولية‪ ،‬تم إقرار الاتفاق حول إجراءات الفحص قبل‬
‫الشحن والذي يقض ي بعدم التمييز بين الدول ألاطراف وتطبيق مبدأ الشفافية وتجنب التأخير‬
‫املعتمد‪.151‬‬
‫ب‪-‬الطرق املعتمدة للفحص‪ :‬بعد تسجيل التصريح ‪ 152‬املفصل يقوم أعوان الجمارك‬
‫بفحص كل البضائع امل ـ ـ ـ ـ ـصرح بها‪ ،‬ويعد الفحص اختياري إذ قد تكون التصريحات مطابقة‬
‫ملا تتضمنه املستندات‪ ،‬وفي حالة فحص التصريحات تكون ألاولوية للمنتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجات القابلة‬
‫للتلف أو الخطيرة‪ ،‬وإذا تطلب ألامر توقيف عملية الفحص مؤقتا ألسباب التحاليل التي‬
‫تجريها املخ ـ ـابر للتحقيق أو ما ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابه ذلك‪ ،‬يقوم املركز املعني بإحضار املصرح وإطالعه على‬
‫أسباب التوقيف من أجل استكمال إجراءات الفحص تقوم الجهة املعنية باملعاينة الدقيقة‬

‫‪ - 150‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.012‬‬
‫‪151‬‬
‫‪- NGUYEN Thi thay hang, Liberté du commerce international des marchandises et mesures‬‬
‫‪sanitaires et phytosanitaires, thèse pour l’obtention du grade de docteur en droit, option droit‬‬
‫‪public, université de Monpellier 1, 2006, p. 17.‬‬
‫‪ - 152‬ذلك وفقا ملقتضيات املواد ‪ 42‬مكرر ‪ 42 ،6‬مكرر‪ 49 ،49 ،44 ،1‬مكرر‪ 90 ،‬مكرر و‪ 90‬مكرر ‪ ،6‬وهي نصوص قانونية‬
‫تعوح ألاحكام التي كانت تنظم إجراءات إعداد التصريحات على املستوى الجمارك واملنظمة بموجب املواد من ‪ 91‬إلى‬
‫املادة ‪ 49‬مكرر‪ ،‬ونشير أنه تم إلغاء كل من املواد ‪ 99‬و ‪ 40‬من القانون رقم ‪ ،01-94‬وذلك بموجب نص املادة ‪ 019‬من‬
‫القانون رقم ‪ ،19-09‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫للتصريح املفصل واملستندات املرفقة وذلك عن طريق فحص التصريحات‪ ،153‬ويتم فحصها‬
‫في أماكن مخصصة لذلك‪ ،154‬ويتعين الحضور املصرح بشكل إجباري إلى أماكن الفحص‪،155‬‬
‫كما تتم فحص ومعاينة البضائع بشكل فعلي وفق معايير محددة‪ ،156‬نعود إليها بالتفصيل‬
‫خالل الباب الثاني من ألاطروحة‪ ،‬كما تعتمد إدارة الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمارك على ق ـ ـ ـ ـ ـ ـاعدة صـ ـ ـ ـ ـحة‬
‫التصريحات‪ ،157‬وأخذ عينات‪.158‬‬

‫‪ - 153‬فحص التصريحات‪ :‬قبل فح ـ ـ ـ ـ ـص البضائع‪ ،‬يتـ ـ ـم مراجعة التصريح واملستندات املرف ـ ـ ـ ـ ـ ـقة به خاصة الفواتير ومقارنة‬
‫أسعار البضائع الواردة على الفواتير وأسعار البضائع التي أخضعت للتخليص الجمركي ‪ ،‬راجع أحكام املواد ‪ 13 ،11‬م ـ ـ ـ ـ ـن‬
‫القانون رقم ‪ ،19-09‬مرجع سابق‪ ،‬حيث تم تعديل نص املادتين بموجب نص املادة ‪ 62‬من القانون نفسه‬
‫‪ -154‬مكان الفحص‪ :‬يتم فحص البضائع املصرح بها في املخازن ومساحة إلايداع املؤقتة أو في محالت املعني باألمر بناء على‬
‫طلب منه‪ ،‬وقد يرخص برفع اليد على البضاعة مع إلزامية إبقائها تحت املراقبة الجمركية بغرح الفحص في محالت‬
‫املعني باألمر‪ ،‬ألكثر من التفاصيل راجع أحكام املادة ‪ 03‬من القانون نفسه‪ ،‬والتي عدلت بموجب املادة ‪ 94‬من القانون‬
‫نفسه‪.‬‬

‫‪-‬حضـ ـ ـور املصرح‪ :‬فحص البضاعة يتم إجباريا بحضـ ـ ـ ـ ـور املصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرح ‪ ،‬في حال ع ـ ـدم حضوره ب ـعد إشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعاره‬ ‫‪155‬‬

‫كـ ـ ـ ـ ـتابيا أو إلكترونيا في التاريخ املحدد لحضور عملية الفحص‪ ،‬تبلغه إدارة الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمارك برسالة موص ى عليها مع‬
‫إلاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعار باالستالم‪ ،‬وتمنح له مهلة ‪ 4‬أيام من أجل البدئ في إجراءات الفحص من دون حضوره ‪ ،‬وذلك بمراعاة‬
‫إلاجراءات املنصوص عليها في نص املادة ‪ 02‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪- 156‬الفحص الفعلي للبضائع‪ :‬يقوم أعوان الجمارك بفحص كل البضائع أو جزء منها إذا كان هناك داع‪ ،‬وهو فحص ذو‬
‫بعد اقتصادي و جبائي‪ ،‬يسمح إلدارة الجمارك تحديد البضائع التي تستلزم الفحص‪ ،‬آخذين بعين الاعتبار عدة معايير منها‬
‫معيار النوعية والكمية واملنشأ والذي يكون إما كليا بفحص كل الـ ـ ـ ـ ـ ـبضائع املصـ ـ ـ ـ ـ ـرح بها أو جزئي وذلك بفحص الجزء‬
‫=املعني بالتصريح‪ ،‬أنظر بركات أحمد‪ ،‬الاستيراد والتصدير بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في‬
‫الاقتصاد‪ ،‬فرع التخطيط‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0999-0994 ،‬ص ‪.619‬‬

‫‪ -157‬العمل بقاعدة صحة التصريحات‪ :‬القاعدة أن الفحص يتم على ألاقل جزئيا‪ ،‬إال أن القانون يجيز ملصالح الجمارك‬
‫ألاخذ بصحة التصريحات دون فحص البضائع‪ ،‬وتتغاح إدارة الجمارك عن الفحص الفعلي للبضائع‪ ،‬حينما تكون‬
‫الظروف التي تمت فيها التصريحات مضبوطة وموافقة للقانون‪.‬‬

‫‪NGUYEN Thi thay hang, Liberté du commerce international des marchandises et mesures‬‬
‫‪sanitaires et phytosanitaires, op cit, p. 19.‬‬
‫‪ -158‬في إطار فحص البضائع‪ ،‬يمكن للمفتشين أخذ عينات وذلك من أجل فح ـ ـ ـ ـ ـ ـص تشخي ـ ـ ـص ي‪ ،‬إجراء تحاليل في مخابر‬
‫خاصة‪ ،‬طلب تـ ـ ـ ـ ـ ـعليمات‪ ،‬الطعن أما اللجنة الوطنية للطعن‪ ،‬واخذ العينة يجب أن يقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصر على كمية البضائع غير‬

‫‪71‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثالث‬

‫احترام قواعد ذات طابع وقائي‬


‫تعد القواعد الوقائية من القواعد التي تم النص عليها في اتفاقيات املنظمة‬
‫العاملية للتجارة‪ ،‬والتي اعتنقتها معظم الدول ومن بينها الجزائر‪ ،‬تلك ومن أهم القواعد التي‬
‫يطغى عليها الطابع الوقائي والتي جاءت تفعيال ملبدأ تحرير املبادالت الذي تصبو إلى تطبيقه‬
‫املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬نجد قواعد حظر إلاغراق والدعم (أوال)‪ ،‬قواعد مكافحة إلاجراءات‬
‫الوق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائية (ثانيا)‪ ،‬وأخرى مرتبطة بالعوائق الفنية املتصلة بالتجارة (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حظر سياستي إلاغراق والدعم‬
‫يعد إلاغراق من الظاهر الاقتص ـادية التي تسب ـ ـ ـ ـ ـ ـب هالكا كـ ـ ـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيرا القتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاديات‬
‫الدول‪ ،‬ويؤدي الدعم إلى القضاء على املنافسة ألاجنبية بموجب استخدام إجراءات دعم‬
‫املنتوج الوطني على حساب املنتوج ألاجنبي‪.‬‬

‫‪ :1‬حظر سياسة إلاغراق‬


‫إلاغراق ظاهرة اقتصادية تؤدي إلى هالك الاقتصاد الوطني‪ ،‬فتم وضع نظام قانوني‬
‫خاص ملواجهته‪ ،‬فماذا يراد به‪ ،‬وما هي العناصر التي يتشكل منها‪ ،‬وهنالك حاالت يستبعد منها‬
‫إلاغراق‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف إلاغراق‪ :‬يراد به بيع دولة سلعة في سوق خارجية بأقل سعر من ذلك الذي‬
‫تباع به في سوقها الداخلية وفي تواريخ متقاربة‪ ،‬وفي نف ـ ـ ـ ـ ـ ـس الظروف مع إمك ـ ـ ـ ـ ـ ـانية تواجد‬

‫ك إخطار اللجنة الوطنية للطعن بهذا‬


‫بمو فقة املصرح‪ ،‬وفي حال رفضه ذلك‪ ،‬تقوم مصلحة الجمار‬
‫=املتوفرة‪ ،‬وهو أمر يتم ا‬
‫الرفض مع إرفاق إلاخطار بأقوال التصريح‪ ،‬بينما تحتفظ املصلحة بالعينات املأخوذة من طرف املفتش من أجل تحليل‬
‫شخ ـ ـص ي للتحليل في املخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابر أو لطلب تعلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمات‪ ،‬وفي حال ما إذا كانت لها قيمة نفعية ترد إلى املصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرح بع ـ ـ ـ ـد‬
‫الفحص‪ ،‬أنظر بركات أحمد‪ ،‬الاستيراد والتصدير بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.600‬‬

‫‪72‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫فروق في أسعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار النقل‪ ،‬مما يفسر التواجد الكبير لسلعها في ألاسواق ألاجنبية على حساب‬
‫السلع الوطنية‪.159‬‬
‫أي منتوج يتم تصديره نحو الجزائر ويكون سعره أدنى من سعره الحقيقي أو قيمة‬
‫منتوج مشابه في كل الجوانب للمنتوج املعني‪ ،‬ويحمل مواصفات مشابهة تماما له‪ ،160‬يعد‬
‫إغراقا في نظر القانون الجزائري‪.‬‬
‫من شان ذلك إلحاق ضرر كبير ملجموع املنتجين الوطنيين للمنتجات املماثلة‪ ،‬أومن‬
‫تشكل منتجاتهم إلاضافية فيه نسبى معتبرة من مجموع إلانتاج الوطني أو باملنتجون الذين‬
‫يكونون على صلة باملستوردين أو كان هؤالء أنفسهم مستوردون للمنتوج املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعني‬
‫باإلغراق‪ ،161‬وإجراء إلاغراق ليس إال تطبيق ـ ـ ـ ـ ـ ـا للمادة ‪ 6‬من امللحق الرابع املرفق ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعقد‬
‫مراكش‪ ،‬املتعل ـ ـ ـ ـ ـ ـق بتطبيق امل ـ ـ ـ ـادة ‪ 2‬من الاتفاق العـ ـ ـ ـ ـ ـام للتعريفات الجمركية والتجارة لعام‬
‫‪ ،0999‬بمعنى الاتفاق حول إجراءات مكافحة إلاغراق‪.162‬‬
‫ب‪-‬تحديد إلاغراق مرتبط بوجود الضرر‪ :‬يوجد إلاغراق حينما يدخل منتوج بلد إلى‬
‫السوق الوطنية بسعر أقل من سعره الحقيقي في البلد ألاصلي ملنتوج مماثل‪ ،163‬فمثل هذا‬
‫املنتوج قد يلحق ضرر بمنتوج وطني‪.164‬‬

‫‪159‬‬
‫‪- GUENDOUZI Brahim, Relations économiques internationales, op cit, p. 39.‬‬
‫‪ -‬أنظر كذلك أحكام نص املادة ‪ 09‬من ألامر رقم ‪ ،19-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 160‬املادة ‪ 6‬فقرة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،666-11‬مؤرخ في ‪ 66‬جويلية ‪ ،6111‬يحدد شروط تنفيذ الحق ضد‬
‫إلاغراق وكيفياته‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،91‬الصادر في ‪ 66‬جويلية ‪. 6111‬‬
‫‪ -‬أنظر أيضا الحطاب إياد عصام‪ ،‬مكافحة إلاغراق ‪ :‬التدابير القانونية في القوانين والاتفاقيات الدولية‪ ،‬دار الثـ ـقافة‬
‫للن ـ ـشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،6110 ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -161‬املادة ‪ 6‬فقرة ‪ 9‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،666-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫‪-PAVEAU j, DUPHIL. J, « et al », Exporter, 18ème édition, Foucher, Paris, 2003, p. 25.‬‬
‫‪163‬‬
‫‪- Voire DIAO Ying, L’accord antidumping de l’OMC et sa mise en œuvre en Chine, faculté‬‬
‫‪droit Economie Sciences Sociales, université Panthéon Assas, Paris 2, 2009, p. 114.‬‬
‫‪-164‬يتواجد الضرر حينما تحدث واردات أو تهدد بحدوث تحت تأثير إلاغراق ضرر كبير لفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرع إنتاج وط ـني موجود أو يؤخر‬
‫في إنشـ ـ ـ ـاء فرع إنتاج وطني‪ ،‬ولتحديد وجود الضرر وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقديره‪ ،‬تدرس املصالح املخت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصة في الوزارة املك ـلفة بالتجارة‬
‫الخارجية كسـ ـ ـ ـلطة مكلفة بالتحقيق و تدرس خاصـ ـ ـة مدى ارتفاع ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجم الواردات موضـ ـ ـوع إلاغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراق بص ـفة‬
‫مطـ ـ ـ ـقة أو بالنس ـ ـ ـ ـبة لإلنتاج أو الاستهالك في السوق الوطنية ومدى انعكاس الواردات على املنتجين الوطنيين للمنتجات‬
‫‪73‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ -‬كيفية تحديد إلاغراق‪ :‬بعد أن تقوم املصالح املختصة في الوزارة املكلفة بالتجارة‬
‫الخارجية بفتح تحقيق بناء على شكوى يتقدم بها املتضرر أو فرع إلانتاج الوطني من أجل‬
‫تحديد وجود إلاغراق ودرجته وتأثيره‪ ،‬وعلى املتضرر أن يضمن طلب التحقيق وعناصر تبرير‬
‫كافية بوجود إلاغراق‪ ،‬الضرر والعالقة السببية بين الواردات موضوع إلاغراق والضرر الواقع‬
‫املتمثل في دخول منتوج أجنبي إلى الجزائر بسعر منخفض عن السعر الحقيقي ملنتوج‬
‫مماثل‪.165‬‬
‫يتم تحديد هامش إلاغراق بإجراء الفرق بين سعر تصدير املنتوج نحو الجزائر والسعر‬
‫العادي لنفس املنتوج‪ ،‬بينما القيمة العادية للمنتوج موضوع التحديد تحدد على أساس‬
‫السعر الواجب دفعه أثناء عمليات تجارية عادية في السوق الداخلية للبلد املصدر على أن‬
‫يكون ذلك في نفس املستوى التجاري ملبيعات تمت في تواريخ متقاربة‪ ،‬وكذا شروط البيع مع‬
‫أخذ بعين الاعتبار الاختالف في ألاسعار وكذا أي اختالف يساعد على مقارنة ألاسعار‪.166‬‬
‫ج‪-‬حاالت استبعاد إلاغراق‪ :‬إن هامش إلاغراق الذي ال يساوي أو يتجاوز ‪ % 6‬بالنسبة‬
‫لسعر التصدير يشكل حجما ضئيال وليس له أي تأثير على املنتوجات املحلية املماثلة محل‬
‫إلاغراق‪ ،‬كما يعتبر حجم الواردات موضوع إلاغراق ضئيل إذا لوحظ أن الواردات موضوع‬
‫إلاغراق القادمة من بلد معين تمثل أقل من ‪ %1‬من واردات املنتوج املماثل في السوق‬
‫الوطنية تفوق حصصها وهي مجتمعة ‪ ، 167%.9‬كما أن هناك بعض الدول تفضل السلع‬
‫املغرقة وتستبعد حالة إلاغراق بالرغم من توافر معيار بيع السلعة بأقل ثمن من سعرها‬
‫الحقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقي في بلد املنشأ‪ ،‬وذلك النخفاح أسعارها مما يتالءم مع القدرة الشرائية‬

‫= املمـ ـ ـ ـ ـ ـاثلـ ـ ـ ـة ووضعية الفرع خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاصة الانعكاس على ألاسعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار الداخلية‪ ،‬حجم املبيع ـ ـ ـات‪ ،‬املخزونات‪ ،‬التشغيل وألاجور‪،‬‬
‫أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــظر‪:‬‬
‫‪PAVEAU j DUPHIL. J, « et al », Exporter, op cit, p. 27.‬‬
‫‪ -165‬املادة ‪ 9‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،666-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -166‬املادة ‪ 9‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -167‬املادة ‪ 4‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪-Voir aussi DIAO Ying, L’accord antidumping de l’OMC et sa mise en œuvre en Chine, op cit, p.‬‬
‫‪116.‬‬
‫‪74‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫للمستهلك كذلك من أجل حث املنتج املحلي على تحسين جودة منتجاته من السلع املماثلة‬
‫وضرورة خفضها ألسعارها حتى يكون قادرا على املنافسة‪.168‬‬
‫‪ :2‬حظر سياسة الدعم‬
‫ظلت مشكلة إلاعانات في التجارة الدولية وإلاجراءات املضادة املتخذة من قبل الدول‬
‫النامية قـ ـ ـضية مهمة‪ ،‬تم تسطيـ ـ ـرها في جـ ـ ـ ـ ـدول أعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمال املف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاوضات منذ بداية اتفاقية‬
‫الجات‪ ،‬ونظرا للمسائل التي تطرحها‪ ،‬فقد تم تخصيص لها اتفاق خاص في ظل املنظمة‬
‫العـ ـ ـ ـ ـ ـاملية للتـ ـ ـ ـ ـ ـجارة ي ـ ـ ـ ـ ـسمى "الاتـ ـ ـ ـ ـف ـ ـ ـ ـ ـاق ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول الدعـ ـم وإلاجراءات املق ـ ـ ـ ـ ـابلة‬
‫( املضادة أو التعـ ـ ـ ـ ـويضية)"‪ ،‬كما يتخذ الدعم أشكال عديدة‪ ،‬كما أن الدعم أنواع‪.‬‬
‫أ‪-‬املقصود بإجراء الدعم‪ :‬يراد بال ـ ـ ـ ـدعم لجوء دولة إلى تش ـ ـ ـ ـجيع وت ـطوير ق ـ ـ ـ ـ ـطاع‬
‫زراعي أو صناعي أو تجاري عن طريق مساهمات مالية‪ ،‬تحقق من خاللها منفعة عامة سواء‬
‫عن طريق التحويل الفعلي لألموال أو تقديم قروح أو في شكل تنازل عن إيراد من جانب‬
‫الحكومة كاإلعفاء الضريبي والجمركي أوفي شكل تقديم خدمات أو سلع‪ ،169‬من أحد‬
‫التصرفات التي تدخل في إطار الدعم‪ ،‬نجد صفة التخصيص‪ ،170‬ولقد تطرقت املادة ‪ 06‬من‬
‫ألامر رقم ‪ 19-11‬للدعم‪ ،171،‬وفي حالة تقص ي السلطات الجزائرية حالة الدعم‪ ،‬يمكن لها‬
‫فرح حق تعويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـض ي على سبيل مقاصة‪ ،‬وهو حق خاص يستوفي مثلما تستوفي الحقوق‬
‫الجمركية‪.172‬‬

‫‪ -168‬انظر الحطاب إياد عصام‪ ،‬مكافحة إلاغراق ‪ :‬التدابير القانونية في القوانين والاتفاقيات الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.49‬‬
‫‪ - 169‬املادة ‪ 02‬من الاتفاق العام املتعلق بالوقاية‪ ،‬ملحق رقم ‪ ،1‬املرفق بعقد مراكش املتعلق بالوقاية‪ ،‬نقال عن سمير‬
‫محمد عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪ - 170‬يقصد بالتخصيص الدعم املوجه إلى مؤسسات معينة أو سلعة أو مشروع معين بذاته‪ ،‬أنظر في هذا الخصوص‬
‫الحطاب إياد عصام‪ ،‬مكافحة إلاغراق ‪ :‬التدابير القانونية في القوانين والاتفاقيات الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 171‬كل دعم ممنوح من طرف الدول املصدرة نحو الجزائر سواء عند إلانتاج أو التصدير أو النقل‪ ،‬من شأن املنتوج أن‬
‫يحدث ضررا أو يهدد بإلحاق ضرر لإلنتاج أو الصناعة الجزائرية‪ ،‬وذلك وفق لنص املادة ‪ 06‬من ألامر رقم ‪ ،19-11‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬
‫‪ - 172‬املادة ‪ 01‬من ألامر رقم ‪ ،19-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ب‪-‬أشكال الدعم‪ :‬تم تحديد أشكال الدعم بموجب الفقرة ألاولى من املادة ألاولى من‬
‫اتفاق الدعم وإلاجراءات التعويضية بشكل دقيق‪.173‬‬
‫ج‪-‬أنواع الدعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‪ :‬حدد "الاتفاق حول الـ ـ ـ ـ ـدعم وإلاج ـ ـ ـ ـ ـراءات املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقابلة(املض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة‬
‫أو التعويضية)"‪ 1 ،‬أنواع من أنواع الدعم واملتمثلة في كل من الدعم املحظور‪ ،174‬دعم يمكن‬
‫اتخاذ إجراء بشأنه‪ ،175‬مثل الدعم الذي تستفيد منه بوينج وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـايكروسوفت‪ ،‬حي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـث‬
‫استفادت م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن تخفيض ـ ـات ضريبية‪ ،‬ألامر الذي يضعف من منافسة الشركات ألاوربية‬
‫ويثقل كاهلها‪ ،176‬ودعم ال يمكن اتخاذ إجراء بشأنه‪. 177‬‬

‫‪ -‬أ‪ -‬حينما تقوم الدولة بتحويل مباشر لألموال الحكومية في شكل منح أو قروح أو رأس مال إلى املشروع محل‬ ‫‪173‬‬

‫التدعيم مهما كان نوعه بشروط ميسرة‪ ،‬ب‪-‬تنازل الحكومة عن بعض إلايرادات املستحقة لها‪ ،‬ج‪-‬توفير الحكومة‬
‫التجهيزات ألاساسية الالزمة لإلنتاج أو شراء السلع بسعر ال يعكس التكلفة الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقيقية‪ ،‬د‪-‬إعانات الدخل وإلانتاج‪،‬‬
‫نقال عن قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.019‬‬

‫‪= -174‬دعم محظور‪ :‬تم تحديد إلاعانات املحظورة بدقة‪ ،‬وتمثل خاصة الدعم املوجه للمواد غـ ـ ـ ـ ـير الزراعية والذي يوقف‬
‫حـ ـ ـ ـ ـركة التصدير‪ ،‬تكاليف نقـ ـ ـ ـ ـل وشحن تفضيلية لسلع التص ـ ـ ـ ـدير‪ ،‬توفير املداخيل املحلية املدعومة‪ ،‬الامتيازات الضريبية‬
‫املمنوحة على أداء الصادرات‪ ،‬حيث يمنع تطبيق مثل هذه إلاعانات على الدول ألاقل نموا‪ ،‬ويطبق بعد مرور ‪ 4‬بالنسبة‬
‫لبقية الدول النامية‪ ،‬فتقوم هذه ألاخيرة بإلغاء إلاعانات فورا في حال أصبح املنتج قادرا على املنافسة العاملية إذا‬
‫بلغتحصته ‪ %1.61‬من التجارة الدولية للسلعة ملدة عامين متتاليين‪ ،‬أنظر قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين‬
‫التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.014‬‬

‫‪ - 175‬دعم يمكن اتخاذ إجراء بشأنه‪ :‬هو الدعم الذي يتسبب في أضرار للدول ألاع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضاء‪ ،‬مما يمكن الدولة املتضررة‬
‫من إحالة القضية إلى هيئة تسوية املنازعات‪ ،‬وفي حالة تحقق الضرر تلتزم الدولة صاحبة الدعم بإلغائه وإزالة كل‬
‫آلاثار التي يلحقها‪ ،‬حيث مثال تم إحالة شكوى أوروبية إلى املنظمة العاملية للتجارة على أس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاس أن شركات تصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير‬
‫أمريكية رئيسية‪ ،‬أن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظر برادة غزيول أمحمد‪ ،‬ال ـ ـ ـ ـ ـ ـتصدير والاستيراد وإلاشكاليات القانونية‪ :‬دراسـ ـ ـ ـ ـ ـة وتطبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيق‬
‫نص ـ ـ ـ ـوص تنظيـ ـمية‪ ،‬مطبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعة ألامنية‪ ،‬الربـ ـ ـ ـاط‪ ،3991 ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪176‬‬
‫‪-NGUYEN Thi thay hang, Liberté du commerce international des marchandises et mesures‬‬
‫‪sanitaires et phytosanitaires, op cit, p. 197.‬‬
‫‪- 177‬دعم ال يمكن اتخاذ إجراء بشأنه‪ :‬هو الدعم الذي يتخذ شكل مساندة بحوث صناعية أو تطوير أنشطة لم تصل بعد‬
‫إلى مستوى املنافسة أو توجيه املساعدات إلى مناطق ال تتمتع بمزايا معينة أو توجيه املساعدات لتأهيل إمكانيات قائمة‪،‬‬

‫‪76‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثانيا‪ :‬مكافحة إلاجراءات الوقائية‬


‫إن تفتح الدولة على ألاسواق الدولية التي تتميز باملنافسة الشديدة قد يعود بالضرر‬
‫على اقتصاد الدولة‪ ،‬وهذا في حالة تعسف إحدى املتعاملين ألاجانب في تجسيد املنافسة‬
‫الشريفة والنزيهة‪ ،‬ألامر الذي يسمح لها أن تلج ـ ـ ـأ إلى اتخاذ تدابير وقائية‪ ،‬فما املقصود‬
‫بالتـ ـ ـ ـدابير الوقائية‪ ،‬وماذا عن تحديد هذه التدابير ‪.‬‬
‫‪ :1‬املقصود بالتدابير الوقائية‬
‫تحسب املشرع الجزائري لآلثار التي قد ترتبها منتوجات أو صناعة أجنبية على‬
‫الاقتصاد الوطني أثناء استيرادها إلى الوطن‪ ،‬فتطرق لهذه املسألة أين يأخذ بذلك بأحكام‬
‫الاتفاق حول الوقاية املنصوص عليه في إطار املنظمة العاملية للتجارة ‪.‬‬
‫أ‪-‬التدابير الوقائية في ظل أحكام الاتفاق حول الوقاية‪ :‬تعتبر من القواعد الجديدة‬
‫املدرجة في امللحق الخاص بالتجارة في السلع واملرفق باتفاق مراكش‪ ،‬فتسمح املادة ‪ 09‬من‬
‫اتفاقية الجات اتخاذ إجراءات وقائية بهدف حماية صناعة محلية معينة من آلاثار الناجمة‬
‫عن الزيـ ـ ـادة غير املتـ ـ ـ ـ ـ ـوقعة في الواردات من منتوج معين والتي تس ـ ـ ـ ـ ـبب أوقد تسبب أضرار‬
‫جسيمة بالصناعة‪ ،‬وفي إطار تطبيق ذلك النص القانوني يضع الاتفاق حضرا ضد ما يطلق‬
‫عليه إجراءات املنطقة الرمادية‪ ،‬حيث نص الاتفاق على أن يقـ ـ ـ ـ ـ ـوم العضو بفرح أي قيود‬
‫اخت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيارية أو ترتيبات خاصة بنظم التسويق أو أية إجراءات أخرى من شأنها تقييد‬
‫الصادرات أو الواردات‪.178‬‬
‫ب‪ -‬التدابير الوقائية في التشريع الجزائري‪ :‬تطرق املشرع الجزائري للتدابير الوقائية في‬
‫قانون الاستيراد والتصدير وعرفها على أنها مجموعة من إلاجراءات التي تتخذها جهات معينة‬

‫وحينما تتضرر أي دولة عضو من هذا النوع من الدعم يمكن للدولة املتضررة تشكيل قضية أمام هيئة تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوية‬ ‫=‬

‫املنازعات وإصدار توصية في ذلك الشأن‪:‬‬

‫‪- DIAO Ying, L’accord antidumping de l’OMC et sa mise en œuvre en Chine, op cit, p. 109.‬‬

‫‪ - 178‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.026‬‬
‫‪77‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫اتجاه منتوج أو سلعة ما تم استيرادها بكميات كبيرة‪ ،‬من شأنها أن تلحق أض ـ ـ ـ ـرار أو حتى‬
‫مج ـ ـ ـ ـرد تهديدها بإلحاق ضرر جسيم ملنتوج مح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلي أو منافس للمنتوج املستورد‪.179‬‬
‫رغم وضوح إلاجراء والتأكيد على إمكانية اللجوء إليه حتى قبل وقوع الضرر أي بصفة‬
‫احتياطية‪ ،‬إال أن التساؤل يبقى مطروح بالنسبة لتكييف جسامة الضرر الذي ألحق باملنتوج‬
‫املحلي وكذا الحاالت التي يتصور فيها مجرد التهديد بوقوع الضرر‪.‬‬
‫‪ :2‬تحديد التدابير الوقائية‬
‫في حالة ما إذا تقرر أن منتوج أجنبي ألحق أو من شأنه إلحاق ضرر بمنتوج وطني نظرا‬
‫الستيراده بكميات كبيرة‪ ،‬يمكن للسلـ ـ ـطات املعنية اتخاذ تدبير وقائي يتمثل في التوقيـ ـ ـ ـ ـف‬
‫الجزئي أو الكلي لاللتزامات والامتيازات‪ ،‬والتي تأخذ شكل قيود كمية‪ ،‬ويراد منها تحديد‬
‫الكميات التي سيتم استيرادها أوفي شكل رفع الحقوق الجمركية ‪.180‬‬
‫يمكن اللجوء كذلك إلى إلاج ـ ـ ـ ـراء الوقائي حين ـ ـ ـما يتعرح ميزان املدفوعات إلى‬
‫ص ـ ـ ـ ـعوبات وانخفاح حاد في احتياطاته من العملة الصعبة أو يهدد بمواجهة هذا‬
‫الانخفاح‪.181‬‬
‫ثالثا‪ :‬العوائق الفنية املتصلة بالتجارة‬
‫يعتبر اتفاق الع ـ ـ ـ ـوائق الفنية في التج ـ ـ ـ ـارة امتداد ملا سبق الت ـ ـ ـ ـوصل إليه في دورة‬
‫طوكي ـ ـ ـو‪ ،‬وإدراجه في اتفاق مراكش بعد ذلك‪ ،‬وهو اتفاق يختص باملقاييس الدولية والفنية‬
‫ونظم تقييم املطابقة‪ ،‬ويهدف إلى عدم تشكيل هذه إلاجراءات عوائق أمام التجارة‪ ،‬مع إقرار‬
‫حق الدول في اتخاذ إلاجراءات التي تراها ضرورية لحماية إنتاجها الوطني‪.‬‬

‫‪ - 179‬راجع املادة ‪ 01‬من ألامر رقم ‪ 19-11‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 180‬أنظر املادة ‪ 61‬من القانون رقم ‪ 19-09‬مرجع سابق‪ ،‬مع إلاشارة إلى نص املادة ‪ 61‬لم يتم تعديلها بموجب قانون‬
‫الجمارك لسنة ‪ ،6102‬وذلك فيما يتعلق بمسألة التدابير الوقائية‪ ،‬وتتمثل التدابير الوقائية التي قررها املشرع في كل من‬
‫إمكانية العمل بالرخص‪ ،‬التعليق املؤقت لالستيراد‪ ،‬ووضع القيود الكمية أو التعريفية حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪ - 181‬هو إجراء نص عليه املشرع الجزائري بموجب نص املادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 19-11‬املعدل واملتمم‪ ،‬ذلك أخذا بما‬
‫تم النص عليه في امللحق رقم ‪ 11‬املرفق بعقد مراكش املتعلق بالوقاية‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫تكريس حرية الاستثمار في التجارة الخارجية ‪ :‬من التهميش إلى الاعتراف‬ ‫الفصل ألاول‬

‫وضع املشرع الجزائري في إطار تكريسه لحرية الاستثمار في التجارة الخارجية العديد من‬
‫القواعد من أجل تجسيد ذلك في قانون الاستيراد والتصدير‪ ،‬وذلك تجسيدا منه للمبادئ‬
‫والقواعد القانونية التي نصت عليها اتفاقيات‪ ،OMC‬والتي تقض ي بحق الدول في اتخاذ‬
‫التدابير الالزمة لحماية إنتاجها الوطني عند املستوى الذي تراه مناسبا لظروفها‪ ،‬ومن هذه‬
‫املجاالت التي تدخل ضمن العوائق الفنية‪ ،‬نجد منها ما يتعلق منها بالصحة البشرية الحيوانية‬
‫والنباتية‪ ،‬مجال البيئة‪ ،‬والتراث الثقافي ‪.182‬‬

‫‪ -182‬نظرا لتخصيص الباب الثاني من ألاطروحة للمجال التنظيمي لحرية الاستثمار في التجارة الخارجية‪ ،‬وتخصيص‬
‫الفصل الثالث للعوائق الفنية املرتبطة بحرية الاستثمار في التجارة الخارجية‪ ،‬سوف نحيلكم إلى تفاصيل املسألة في هذا‬
‫الجزء من الدراسة‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬
‫سجلت الدولة تدخلها املباشر في نشاط املبادالت التجارية الدولية بشكل مباشر أو عن‬
‫طريق إحالة الاحتكار إلى مؤسسات عمومية لالستيراد والتصدير‪ ،‬حيث تتدخل بموجب منح‬
‫تراخيص الاستيراد عن طريق نظام الحصص‪ ،‬أو حتى بموجب حظر استيراد بع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـض‬
‫املنتوجات‪ ،‬ألامر الذي كان يتالءم والنظام القائم في الجزائر وفقا لدستور ‪ ،6791‬الذي‬
‫يهدف إلى تكريس املبادئ الاشتراكية وتعزيز سيطرة الدولة على مختلف املج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاالت‬
‫وبالخــصوص نش ـ ـ ـ ـ ـ ـاط الاستيراد ‪.183‬‬
‫جاء القانون رقم ‪ 20-97‬ليؤكد احتكار الدولة الرسمي على التجارة الخارجية‪ ،‬وتمدد‬
‫احتكارها على استيراد املنتوجات والخدمات‪ ،‬لذا كان البد من إزالة هذا الغموض‪ ،‬وتهيئة‬
‫املحيط القانوني لتحرير نشاط التجارة الخارجية أمام املبادرة الخاةة ولل بصدور دستور‬
‫‪ ،1846777‬وتبعها ةدور القانون رقم ‪ ،79-76‬والذي أدخل طائفة التجار بالجملة‪.‬‬
‫تنازلت الدولة بشكل تدريجي عن قطاع التجارة الخارجية بعد أن كان احتكارا مرنا‬
‫قبل ةدور دستور ‪ 6791‬ورسميا بعد ةدوره بموجب نص املادة ‪ 61‬منه‪ ،‬والعودة مجددا‬
‫إلى الليونة في نهاية الثمانيات ولل بإدخال طائفة الت ـ ـ ـ ـ ـ ـجار بالج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـملة وةدور املرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم‬
‫الرئاس ي رقم ‪ ،185026-77‬الذي تضمن إلغاء كل ما يجعل املؤسسة العمومية الاشتراكية‬

‫‪183‬‬
‫‪- En Algérie, la nationalisation du commerce extérieur n’a pas été brutale, elle n’apparait pas‬‬
‫‪dans la constitution de 1967, mais dans celui de la constitution de novembre 1976, in GUESMI‬‬
‫‪Ammar, « Le monopole de l’état algérien sur le commerce extérieur et la nouvelle réglementation‬‬
‫‪concernant l’installation de grossistes et des concessionnaires », RASJEP, vol 28, n°4, 1991,‬‬
‫‪Alger, p. 794.‬‬
‫‪184‬‬
‫‪- ECREMENT Marc, Indépendance politique et libéralisation économique : un quart de siècle‬‬
‫‪du développement de l’Algérie 1962- 1985, OPU, Alger, 1986, p. 212.‬‬
‫‪ -185‬حيث تنص املادة ‪ 6‬من املرسوم رقم ‪ 026-77‬مؤرخ في ‪18‬أكتوبر ‪ ،6777‬يتضمن إلغاء جميع ألاحكام التنظيمية التي‬
‫تخول املؤسسات الاشتراكية لات الطابع الاقتصادي التفرد بأي نش ـ ـ ـ ـاط اقتصادي أو احتكار للتجارة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـدد ‪10‬‬
‫‪80‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تستحول على النشاطات الاقتصادية‪ ،‬فتم إعادة توزيع ألادوار بين القطاع العام والخاص‬
‫وإلانقاص على الامتيازات التي كانت تحظى بها املؤسسة العمومية والتنازل عن احتكارها‬
‫الطويل عن النشاط الاقتصادي وفتح املجال أمام القطاع الخاص ‪.186‬‬
‫تحرير القطاع كان رسميا بم ـ ـ ـوجب أحكام ق ـ ـ ـ ـ ـ ـانون الاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد والتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصدير لسنة‬
‫‪ ،0227‬حيث تم إدخال طائفة واسعة من ألاعوان الاقتصاديين الذين يحق لهم خوض مجال‬
‫الاستيراد والتصدير والاستثمار فيه‪ ،‬بشرط احترام الشروط القانونية السارية املفعول‪ ،‬ألامر‬
‫ال ععيي أن الدولة مقصية تماما من النشاط في القطاع‪ ،‬بل ال تزال وتبقى كأقدم عون‬
‫اقتصادي في مجال املبادالت التجارية الخارجية‪ ،‬إلى جانب ألاعوان الاقتصاديين بمختلف‬
‫أشكالهم القانونية لالستثمار في التجارة الخارجية مثل الشخص الطبيعي‪ ،‬الش ـ ـ ـ ـ ـركات‬
‫التجارية‪ ،‬واملؤسسات الص ـغيرة واملتوسطة‪ ،‬بعدما تم تحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرير القطاع (املبحث ألاول)‪ ،‬كما‬
‫بالنظر إلى رؤوس‬ ‫تطغى الشركات املتعددة الجنسيات على النشاط التجاري الدولي ولل‬
‫ألاموال الضخمة التي تحوزها وتأثيرها على حجم املبادالت التجارية الدولية والذي يمثل وجها‬
‫لالستثمار ألاجنبي الدولي (املبحث الثاني)‪.‬‬

‫=الصادر في ‪ 67‬أكتوبر ‪ 6777‬على‪ » :‬تلغى صراحة ألاحكام التنظيمية التي تخول املؤسسات الاشتراكية ذات الطابع‬
‫الاقتصادي التفرد بأي نشاط اقتصادي أو احتكار أو تسويق منتوجات أو خدمات‪. «...‬‬
‫‪- in GUESMI Ammar, « Le monopole de l’état algérien sur le commerce extérieur et la‬‬
‫‪186‬‬

‫‪nouvelle réglementation concernant l’installation de grossistes et des concessionnaires », op cit, p.‬‬


‫‪796.‬‬
‫‪81‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث ألاول‬

‫املستثمر الوطني‬
‫عسود الاعتقاد أن احتراف التجارة الدولية عموما تكون من طرف التجار أشخاص‬
‫عامة كانت أو خاةة بمختلف أنواعهم‪ ،‬إال أن مجريات التاريخ بينت أن الدولة تظل أقدم‬
‫عون اقتصادي يمارس التجارة الدولية ولل إما بشكل مباشر أو بواسطة مؤسسات عامة‬
‫منبثقة عنها‪ ،‬فتقيم إما عالقات مع دول أخ ـ ـ ـ ـ ـ ـرى أو تقيم عالقات مع القطاع التجاري‬
‫الخاص‪ ،‬فتتدخل إما بطريقة مباشرة أو عن طريق املؤسسات العمومية التابعة لها (املطلب‬
‫ألاول)‪،‬‬
‫جاء نص املادة ‪ 0‬من ألامر رقم ‪ 21-27‬واضحا‪ ،‬فتم تحرير مجال املبادالت التجارية‬
‫الدولية بشكل رسمي لكل شخص طبيعي أو معنوي‪( ،‬القطاع الخـ ـ ـ ـ ـ ـاص ) واملتمثل أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاسا‬
‫في كل مـ ـ ـ ـ ـن التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاجر سواء كان شخ ـ ـ ـ ـ ـ ـص طبيعي أو ش ـ ـ ـ ـ ـركات تجارية‪ ،‬املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪ ،‬الوسيط التجاري الذي ععد عنصر فعال في بيع وترويج منتوجات املصدر في‬
‫ألاسواق الدولية(املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬
‫القطاع العام‪ :‬تدخل الدولة أو إحدى مؤسساتها في التجارة الخارجية‬
‫ععد الاستيراد والتصدير من املقومات الرئيسية للتجارة الخارجية التي تهيمن على‬
‫التنظيم القانوني إستراتيجية الدولة الاقتصادية وأوضاع امليزانية النقدية السارية‪ ،‬باعتبار أن‬
‫الناتج الوطيي إلاجمالي لبلد ما هو الناتج الوطيي املحلي‪ ،‬باإلضافة إلى ةافي عوائد إلانتاج من‬
‫املتدفقة‬ ‫الخارج‪ ،‬والتي تتمثل في الفرق بين عوائد عناةر إلانتاج املتدفقة إلى الخارج وتل‬
‫إلى الداخل‪ ،‬لذا كانت العالقة وثيقة بسبب تأثير حركتي الاستيراد والتصدير على الناتج الوطيي‬
‫للدولة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ظ ـ ـ ـ ـ ـ ـهور الدولة في الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقل التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاري عع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد قديما إال أن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه عرف تطورا‬
‫(الفرع ألاول)‪ ،‬وللعالقات التجارية الدولية خصوةيات (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬
‫تطور ظهور الدولة في الحقل التجاري‬
‫الش يء ألاكيد أن الدولة تعد عون اقتصادي قديم‪ ،‬إال أن الدور الذي تلعبه عرف تغير‬
‫وتطور بين النظام الاشتراكي (أوال) والنظام الرأسمالي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬في ظل النظام إلاقطاعي والاشتراكي‬


‫كانت دول الاقتصاد إلاقطاعي تبادل البضائع فيما بينها مع اعتما وحدة نقدية كمرجع‬
‫لها‪ ،‬أين يتم احتساب قيمة البضاعة بالنسبة لهذه الوحدة وتسجل في حساب مقاةة يدخل‬
‫إليه ويخرج منه قيمة املب ـ ـادالت الواردة والصـ ـ ـ ـ ـ ـادرة بين الدوليت ـ ـ ـ ـ ـين املعن ـ ـ ـ ـ ـيتين‪ ،‬ويتم‬
‫الفائـ ـ ـ ـ ـ ـض أو العـ ـ ـ ـج ـ ـ ـ ـ ـز املسـ ـ ـ ـجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل في نهـ ـ ـ ـاية كل ع ـ ـ ـام وتقـ ـ ـ ـوم بتس ـ ـ ـويته بمدفوعاتها النقدية‬
‫أو بقيمة البض ـ ـ ـ ـائع‪ ،‬ولعبت الدولة دورا تأمييي وتنظيمي‪. 187‬‬
‫عمل الفكر الاشتراكي بمجيئه على تكريس مبدأ عمل الجماعة ودور الدولة وتدخلها‬
‫في حياة املواطنين وتأمين حاجاتهم‪ ،‬بدأت الدولة تمارس أعماال وتقدم على مبادرات تجارية‬
‫كانت حكرا على الفرد في القطاع الزراعي والتجاري والصناعي‪.188‬‬

‫ثانيا‪ :‬في ظل النظام الرأسمالي‬


‫برز دور الدولة في الحقل الاقتصادي والتجارة الدولية بشكل ملحوظ بعد نهاية الحرب‬
‫العاملية الثانية‪ ،‬نظرا لعملها إلةالح ما خلفته الحربين‪ ،‬ومن زاوية أخرى نجد أن استقالل‬
‫العديد من الدول وما ينتجه الاستعمار من نهب ونظام التأميمات‪ ،‬أمور دفعت الدول التدخل‬
‫كعون اقتصادي في مجال التجارة الدولية وإقامة عالقات ومبادالت تجارية‪ ،‬ومن جانب آخر‬

‫‪ -187‬كبارة فواز سالم‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ (،‬نشأته‪ ،‬مضمونه وفرقاؤه) ‪ ،‬الجزء ألاول‪ ،‬املجلد الثاني‪ ،‬املنشورات‬
‫الحقوقية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،0227 ،‬ص ‪.167-169‬‬
‫‪188‬‬
‫‪-JACQUET Jean-Michel et DELEBECQUE Philippe, Droit du commerce international, 2ème‬‬
‫‪édition, Dalloz, Paris, 2000, p. 12.‬‬
‫‪83‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نجد أن قلة الرساميل وتهميش القطاع الخاص ظرف آخر دفع بالدول النامية إلى السعي وراء‬
‫تحقيق التنمية الاقتصادية الالزمة واملتطلبة‪.189‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫بروز املؤسسة العمومية الاقتصادية عون في مجال التجارة الخارجية‬
‫برز مفهوم املؤسسة العامة لات الطابع الاقتصادي على املستوى العالمي في بداية‬
‫القرن ‪ 02‬م بشكل بسيط‪ ،‬حيث كانت تعرف أنها» الذات العمومية الوحيدة التي ال تعتمد‬
‫أساسا جغرافيا أو ترابيا « ‪ ،‬ولقد عرف ظهورها في الجزائر تقلبات واضطرابات‪ ،‬ونفس‬
‫املسألة تم تسجيلها على مستوى القوانين املنشئة لها‪. 190‬‬
‫تعرف املؤسسة العمومية الاقتصادية ةعوبة وتعقيد كبيرين نظرا لتعدد وتباين آراء‬
‫بـ ـ ـالنظر إلى التطور املستـ ـ ـ ـمر الذي شهدته في طرق‬ ‫الاقتصاديين حول مفهومها‪ ،‬ولل‬
‫ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنـ ـ ـ ـظيمها وفي أشك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالها القانونية منذ ظهورها‪ ،191‬ات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـساع نشاطها الخدم ـ ـ ـ ـ ـاتي‬
‫والصناعي‪ ،‬اختالف الاتجاهات الاقتصادية وإلايديولوجية حيث أدى لل إلى اختالف نظرة‬
‫الاقتصاديين في النظام الاشتراكي إلى املؤسسات عن نظرة الرأسماليين‪ ،‬مثل هذه ألامور أدت‬
‫إلى إعطاء عدة تعاريف للمؤسسة العمومية الاقتصادية‪ ،‬دون إلاقرار بأن املؤسسة العمومية‬
‫الاقتصادية من تأسيس اجتماعي ‪ ،192‬تتأثر بالظروف الاجتماعية والسياسية ‪ ،‬حيث تخبط‬
‫املؤسسة الاقتصادية الجزائرية منذ عهد الاستقالل إلى يومنا هذا في واقع إلايديولوجية‬
‫السوسيو سياسية للبالد‪ ،‬وتواجه واقعين ‪ ،‬هما واقع إنتاجها الاقتصادي‪ ،‬وواقع سياسة‬
‫الدولة وتأثير هذه ألاخيرة على املؤسسة العمومية الاقتصادية ‪ ،193‬مما طرح إشكالية فعاليتها‬

‫‪189‬‬
‫‪-BRAHIMI Mohamed, « Quelques questions à la réforme de l’entreprise publique ( loi n° 88-‬‬
‫‪01), RASJEP, Vol 14, n ° 1, Alger, 1989, p. 89.‬‬
‫‪190‬‬
‫‪- BOUSSOUMAH Mohamed, « La notion d’entreprise publique en droit algérien », RASJEP,‬‬
‫‪vol 27, n° 1, Alger, mars 1989, p. 29.‬‬
‫‪191‬‬
‫‪- BENCHENEE Ali, « Enseignements de la pratique contractuelle algérienne et autonomie de‬‬
‫‪l’entreprise publique », RASJEP, Vol 28, n° 2, Alger, 1989, p. 255.‬‬
‫‪192‬‬
‫‪- BRAHIMI Mohamed, « Quelques questions à la réforme de l’entreprise publique ( loi n° 88-‬‬
‫‪01), op cit, p. 94.‬‬
‫‪193‬‬
‫‪- ZOUAMIA Rachid, « L’ambivalence de l’entreprise publique en Algérie », RASJEP, Vol‬‬
‫‪72, n ° 1, Alger, 1989, p. 145.‬‬
‫‪84‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفق املعطيات الاقتصادية الجزائرية‪ ،‬وبالتالي التنصل من مهامها‪ ،‬ونجد من أهم التعاريف‬
‫التي ترد على املؤسسة العمومية الاقتصادية ‪:‬‬
‫املؤسسة العمومية الاقتصادية اندماج لعدة عوامل بهدف إنتاج أو تبادل سلع‬
‫وخدمات مع أعوان اقتصاديين آخرين في إطار قانوني ومالي‪...‬ضمن شروط تختلف تبعا ملكان‬
‫تواجد املؤسسة وحجم ونوع النشاط الذي تقوم به‪ ،‬ويتم إدماج عوامل إلانتاج بواسطة‬
‫تدفقات نقدية حقيقة وأخرى معنوية وكل منها يرتبط ارتباطا وثيقا باألفراد‪. 194‬‬
‫تعرف أيضا على أنها تشكل اقتصادي‪ ،‬تقيي وقانوني واجتماعي لتنظيم العمل املشترك‬
‫للعاملين فيها وتشغيل أدوات إلانتاج وفق أسلوب محدد بهدف إنتاج س ـ ـ ـلع ووسائل‬
‫إلانت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاج أو تقديم خدمات متنوعة‪.‬‬
‫عرفت التشريعات والفقه الجزائري املؤسسة العامة منذ الاستقالل‪ ،‬حيث في فترة‬
‫قصيرة‪ ،‬من سنة ‪ 6717‬إلى سنة ‪ 6777‬عرفت ‪ 7‬إةالحات جذرية‪ ،‬لتكون مجال خبرة لكل‬
‫أساليب التسيير العام والاشتراكي وتضرب عرض الحائط املثل الذي يقض ي بأن قيمة‬
‫املؤسسات بالرجال املسيرين لها ‪.195‬‬
‫تعد املؤسسة العامة لات الطابع الاقتصادي تمثيال للدولة بل تعد أداة في يدها من‬
‫كان لها دور في إطار‬ ‫أجل تجسيد مشروعاتها الاقتصادية ومخططاتها التنموية‪ ،‬كذل‬
‫املبادالت التجارية الدولية (أوال)‪ ،‬غير أن مجال تدخلها في إطار املبادالت التجارية الدولية‬
‫مرتبط بمسار الجزائر في إطار التحرير التدريجي لقطاع التجارة الخارجية (ثانيا)‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫‪-MOUHOUBI Kamel, L’entreprise publique autonome et le marché, mémoire en vu‬‬
‫‪d’obtention du grade de magister en droit, option droit des entreprises, institut de droit et des‬‬
‫‪sciences juridiques de BEN AKNOUN, université d’Alger, 1998, p. 16.‬‬
‫‪195‬‬
‫‪- BOUSSOUMAH Mohamed, « La notion d’entreprise publique en droit algérien », RASJEP,‬‬
‫‪op cit, p. 72.‬‬
‫‪85‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬املؤسسة العامة ممثلة للدولة في مجال املبادالت التجارية الدولية في ظل‬
‫احتكار نشاط التجارة الخارجية‬
‫مرت املؤسسة العمومية الاقتصادية في ظل املرحلة الاشتراكية بمراحل عديدة ولل‬
‫بداية بمرحلة التسيير الذاتي‪ ،‬حيث بدأت بقاعدة اقتصادية شبه معدومة وتدهور كافة‬
‫املجاالت الاقتصادية‪ ،‬من بينها نشاط التجارة الخارجية‪ ،‬لعدم قدرة الجزائر على بناء سياسة‬
‫اقتصادية بمؤشرات ةلبة ‪.196‬‬
‫ألامر الذي دفع كافة العمال الجزائريين على اختالف فئاتهم وقدراتهم التدخل مللئ‬
‫الفراغ وتغطية النقص الذي تركه املسيرين الفرنسيين‪ ،‬حيث اعتبرت تل املبادرات الفردية‬
‫بمثابة شهادة ميالد للمؤسسات الاقتصادية املسيرة لاتيا‪.197‬‬
‫تلت مرحلة التسيير الذاتي للمؤسسة العمومية الاقتصادية‪ ،‬مرحلة التدخل املباشر‬
‫للدولة في الحقل الاقتصادي وظهور مص ـ ـ ـ ـ ـطلحات جديدة إلى الوجود مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثل الشـ ـ ـ ـركة‬
‫والجهاز التنفيذي‪ ،199‬ومن بعد لل‬ ‫املداوالت‪198‬‬ ‫الوط ـ ـ ـ ـنية‪ ،‬وةاحبه ظهور كل من جهاز‬
‫شهدنا مرحلة ظهور املؤسسات العمومية لات الطابع الصناعي والتجاري‪ ،200‬حيث أن ظهور‬
‫هذا النوع من املؤسسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات‪ ،‬شكل جدال فقهيا في وسط الفقه الفرنس ي‪ ،201‬والذي ترتب عنه‬

‫‪196‬‬
‫‪- ECREMENT Marc, Indépendance politique et libéralisation économique : un quart de siècle‬‬
‫‪du développement de l’Algérie 1962- 1985, op cit, p. 722.‬‬
‫‪ -197‬ألامر الذي دفع باملشرع الجزائري إلى تنظيم نشاطها بموجب املرسوم رقم ‪ 79-17‬مؤرخ في ‪ 67‬دعسمبر ‪ ،6717‬يتعلق‬
‫بتنظيم وسير املؤسسة املسيرة لاتيا‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‪ ،96‬الصادر في ‪ 00‬مارس ‪ ،6717‬حيث ععد هذا النص القانوني بمثابة‬
‫أول إطار قانوني تنظيمي للمؤسسة العمومية الاقتصادية والذي نظمها من الناحيتين البشرية واملالية‪ ،‬راجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع في هذا‬
‫الخصوص عجة الجياللي‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسات الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامة الاقتصادية م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن اش ـ ـ ـ ـ ـتراكية التس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـير إلى‬
‫الخوصـ ـ ـصة‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،0221 ،‬ص ‪.69-61‬‬
‫‪ -198‬هو جهاز مختص ب بتوجيه ومراقبة أعضاء وممثلون الشركات‪ ،‬تعد قراراته استشارية‪ ،‬راجع في هذا الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصوص‪:‬‬
‫عوابدي عمار‪ ،‬مبدأ الديمقراطية إلادارية‪ ،‬د‪ .‬م‪.‬ن‪ ،‬الجزائر‪ ،6771 ،‬ص ‪.607‬‬
‫‪ -199‬يمثله املدير العام للشركة الوطنية للجهاز التنفيذي‪ ،‬ويتم تعيينه بموجب مـرسوم رئاس ي وباقتراح م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوزارة‬
‫الوة ـ ـ ــية ‪ ،‬يتمتع بصالحيات واسعة في تسيير الشركة والقيام بكافة التصرفات القان ـ ـ ـونية‪ ،‬راجع عج ـ ـ ـة الج ـ ـ ـياللي ‪،‬‬
‫الن ـ ـ ـظام القانوني للمؤسسات العامة الاقتصادية من اشتراكية التسيير إلى الخوصصة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪200‬‬
‫‪-BENCHENEE Ali, « Enseignements de la pratique contractuelle algérienne et autonomie de‬‬
‫‪l’entreprise publique », op cit, p. 257.‬‬
‫‪201‬‬
‫‪-CHEVALLIER François, Les entreprises publiques en France , La documentation française,‬‬
‫‪Paris, 1979 , p. 185.‬‬
‫‪86‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ما عسمى بأزمة املرفق العام‪ ،‬بينما لم يتأثر املشرع الجزائري بتل الوضعية بتاتا‪ ،‬بل عمد‬
‫على تطبيق مخططات التنمية وإلاةالحات الاقتصادية‪.‬‬
‫كانت املؤسسة أداة في يد الدولة لتنفيذ مخططاتها‪ ،‬حيث لعبت دورا كبيرا في مجال‬
‫التجارة الخارجية ولل وفقا للنصوص الرسمية‪ ،‬فامليثاق الوطيي لعام ‪ 6791‬يقض ي بان‬
‫سيطرة الدولة على التجارة الخارجية أمر حتمي بالنسبة لسياسة تنمية ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة على‬
‫الاشتراكية‪ ،‬مما ععيي أن الدولة منحت للمؤسسات العمومية إمكانية إجراء مبادالت تجارية‬
‫دولية‪.202‬‬
‫كما أطلق عليها عدة تسميات منها الشركات الوطنية‪ ،‬الدواوين الوطنية‪ ،‬املؤسسات‬
‫الذي عمل على‬ ‫‪203 91-96‬‬ ‫العامة في مختلف املجاالت الاقتصادية‪ ،‬إلى أن جاء ألامر رقم‬
‫توحيد التسميات وأطلق عليها تسمية املؤسسات الاشتراكية‪ ،‬أين يضاف إلى كل مؤسسة‬
‫عمومية تأخذ هذه التسمية مجال تخصصها سواء اقتصادية أو إدارية‪.204‬‬
‫تم إخضاع املؤسسات إلادارية لقانون الصفقات العمومية‪ ،‬بينما تم إخضاع‬
‫املؤسسات الاقتصادية لعدة تقنينات مثل القانون التجاري والقانون املدني‪ ،‬وإخضاعها‬
‫ألحكام قانون الصفقات العمومية بعد تعديله في سنة‪ ،205 6791‬وتمكينها بالتالي إبرام كل‬
‫عقود الاستثمار املخططة‪ ،‬وإدخال العقود املبرمجة في تعديل قانون الصفقات العمومية‬

‫‪- 202‬عيس ى رياض‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسات الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ــصادية الاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتراكية في الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائر‪ ،‬ديوان املطب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائر‪ ،6779 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪-‬أنظر كذل سليمان عبد العزيز عبد الرحيم‪ ،‬التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبادل التجاري (ألاسس‪ ،‬العوملة والتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة إلالكترونية)‪ ،‬دار‬
‫الح ـ ـ ـ ــامد‪ ،‬عمان‪ ،0221 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪- 203‬أمر رقم ‪ 91-96‬مؤرخ في ‪ 61‬نوفمبر ‪ ،6796‬يتعلق بالتسيير الاشتراكي للمؤسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسات‪ ،‬ج ر عدد‪ ، 98‬ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادر في ‪29‬‬
‫نوفمبر ‪.6796‬‬
‫‪ - 204‬معاشو عمار‪ ،‬الضمانات في العقود الاقتصادية الدولية في التجربة الجزائرية (في عقود املفت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاح وإلانتاج ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫اليد)‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون والعالقات الدولية‪ ،‬معهد العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوم القانونية وإلادارية‪ ،‬جـ ـ ـ ـ ـ ــامعة‬
‫الجزائر‪ ،6777 ،‬ص ‪.70-76‬‬
‫‪-205‬لل بموجب ألامر رقم ‪ ،27-91‬مؤرخ ‪ 72‬جانفي ‪ ،6791‬يتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن تعديل الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون رقم ‪ ،72-19‬مؤرخ ‪ 69‬جـ ـ ـ ـ ــوان‬
‫‪ ،6719‬يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪ .‬ر ‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،67‬الصادر في ‪ 60‬فيفري ‪.6791‬‬
‫‪87‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لسنة ‪ 6791‬حصريا للشركات املختلطة الاقتصاد واملؤسسات الاشتراكية التي عرفت إبرام‬
‫مجموعة واسعة من عقود التجارة الدولية منها عقود املفتاح في اليد وإلانتاج في اليد‪.‬‬
‫تجسد احتكار الدولة الرسمي للدولة للتجارة الخارجية بموجب نص املادة ‪ 41‬من‬
‫دستور ‪ ،4791‬والتأكيد التشريعي كان بموجب ةدور القانون رقم ‪ 20-97‬املتعلق باحتكار‬
‫الدولة للتجارة الخارجية‪.‬‬
‫عرف الاقتصاد الوطيي ركودا في مختلف املجاالت نتيجة للوضعية التي تواجدت عليها‬
‫املؤسسة العمومية الاقتصادية في منتصف الثمانيات‪ ،‬مما أدى باملشرع إلى إعادة النظر في‬
‫النظام القانوني الذي تخضع له املؤسسة العمومية الاقتصادية ولل بصدور القانون رقـ ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫‪ ،20614-88‬الذي يمنح املؤسسات الاقتصادية ألاهلية والشخصية املعنوية يخضع لقواعد‬
‫القانون التجاري إال إلا تم النص ةراحة على أحكام قانون آخر‪ ،‬وتم التأكيد على هذه‬
‫الحرية بصدور القانون رقم ‪ 97-88‬املـ ـ ـ ـ ـتعلق بممارسة الدولة اح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتكار التـ ـ ـ ـ ـ ـجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 5‬منه على " تمارس الدولة احتكار التجارة الخارجية وتمارسه‬
‫أساسا عن طريق امتيازات تمنحها ملؤسسات اقتصادية ‪. "...‬‬

‫ثانيا‪-‬املؤسسة العامة الاقتصادية بعد تحرير نشاط التجارة الخارجية‬


‫بعد إعطاء بوادر حرية التجارة بموجب القانون رقم ‪ ،07-77‬تم إدخال ةيغة منح‬
‫الامتيازات لبعض املؤسسات والهيئات العمومية على أساس دفتر الشروط الذي يبين حقوق‬
‫بموجب أحكام املرسوم الت ـ ـ ـ ـ ــنفيذي‬ ‫والتزامات الوكيل في مجال التجارة الخارجية ولل‬
‫رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ ،79-76‬كما تضمن القانون تنازل احتكار الدولة للمؤسسات العمومية ةاحبة‬
‫الامتياز بموجب عقد‪ ،‬باإلضافة إلى مجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوعة أخرى من النصوص توض ـ ـ ـ ـ ـ ـح تعامل الدولة‬

‫‪-206‬قانون رقم ‪ 26-77‬مؤرخ في ‪ 60‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانفي ‪ ،6777‬يتضمن القانون التوج ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهي للمؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات العـمومية‬
‫الاقتصـادية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬عدد ‪ ،20‬الصادر في ‪ 67‬جانفي ‪.6777‬‬
‫‪88‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أو إحدى هيئاتها التابعة لها في مجال التجارة الخارجية ولل عن طريق إبرام عقود وةفقات‬
‫خاةة باالستي ـ ـ ـ ـ ـ ـراد أو تصدير السلع‪ ،‬البضائع والخدمات‪.207‬‬
‫أةبحت املؤسسة العمومية تتمتع بصفة التاجر بموجب ألامر رقم ‪208 09-79‬دون خلع‬
‫ةفة العمومية عليها‪ ،‬حيث يمكن لها إبرام عقود مع الدولة قصد ت ـ ـ ـحقيق املن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفعة‬
‫العامة‪ ،‬أي إبرام عقود على املستوى املحلي وكذل على املستوى الخارجي‪.‬‬
‫دخلت الجزائر مرحلة حاسمة في إطار تحرير املبادالت التجارية الدولية‪ ،‬حيث اعتبر‬
‫ةدور ألامر رقم ‪ 21-27‬املتعلق بالقواعد العامة املطبقة على عمليات استيراد البضائع‬
‫وتصديرها‪ ،‬ميالدا ملرحلة تحرير قطاع التجارة الخارجية‪ ،‬التسجيل الرسمي للدور الجديد‬
‫للدولة في حقل التجارة الخارجية ولل بتغيير دورها من املحتكرة إلى الضابطة وإلاشراف‬
‫ورقابة القطاع‪ ،209‬مع ترك املبادرة حرة لكل ألاعوان الاقتصاديين الناشطين في املجال‪ ،‬من‬
‫أشخاص طبيعية ومعنوية‪ ،‬ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركات تجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارية‪ ،‬ومقاولة‪ ،‬مؤس ـ ـ ـ ـسات ةغي ـ ـ ـ ـ ـرة ومتوسطة‪،‬‬
‫مستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثمر وطيي كان أو أجنبي‪ ،‬ولل عمال بنص املادة ‪ 0‬من ألامر رقم ‪.21-27‬‬

‫ثالثا‪ :‬املؤشرات الدالة على بقايا القطاع العام كعون في التجارة الخارجية‬
‫عرف تطور قطاع التجارة الخارجية في الجزائر ثالث مراحل أساسية‪ ،‬تتمثل في كل من‬
‫مرحلة احتكار الدولة للتجارة الخارجية‪ ،‬مرحلة تحرير نشاط التجارة الخارجية للمبادرة‬
‫الخاةة بموجب ةدور أحكام ألامر رقم ‪ ،21-27‬ومرحلة عودة الدولة إلى حقل التجارة‬
‫الخارجية وإلى امليدان الاقتصادي بصفة عامة‪ ،‬مع إلابقاء على التحرير ‪ ،210‬ولل ابتداء‬

‫‪ - 207‬معاشو عمار‪ ،‬الضمانات في العقود الاقتصادية الدولية في التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجربة الجزائرية ( في عقود املفتاح في اليد وإلانتاج‬
‫في اليد)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -208‬أمر رقم ‪ 09-79‬مؤرخ في ‪ 09‬سبتمبر ‪ ،6779‬يتعلق بتسيير رؤوس ألاموال التجارية التابعة للدولة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد‬
‫‪ ،99‬الصادر في ‪ 09‬سبتمبر ‪.6779‬‬
‫‪ -209‬إرزيل الكاهنة‪ » ،‬الدور الجديد للسلطات التقليدية في ضبط النشاط الاقتصادي«‪ ،‬املجلة النقدية للقانـ ـ ـون والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬عدد ‪ ،0269 ،0‬ص ‪. 112‬‬
‫‪ -210‬تم التأكيد على تحرير نشاط املبادالت التجارية بموج ـ ـ ـ ـب تعديل نص املادة ‪ 0‬من ألامر رقم ‪ 21-27‬ب ـ ـ ـ ـ ـموجب القانون‬
‫رقم ‪ ،69-69‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من ةدور قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،0227‬وتفاعل املشرع مع ظروف انخفاض أسعار‬
‫املحروقات التي تعيشها الجزائر ابتداء من منتصف سنة ‪.0261‬‬
‫في ظل هذه ألاجواء‪ ،‬نلمس تواجد الدولة في حقل التجارة الخارجية بموجب‬
‫املؤسسات والهيئات املمثلة لها‪ ،‬ولل بحكم اعتبارات خاةة‪ ،‬أو حتى تدخلها أو محاولة‬
‫احتكارها لبعض املجاالت بالرغم من ترك املبادرة للخواص بشكل ةريح‪.‬‬

‫‪ -4‬الاحتكار املطلق العتبارات ألامن والسيادة‬


‫تمارس الدولة نشاطات الاستيراد والتصدير بشكل أحادي ومطلق في بعض القطاعات التي ال‬
‫طاملا قيل عنها أنها قطاعات سيادية‪ ،‬ولدواعي أمنية‪ ،‬من بين هذه النشاطات‪ ،‬نجد قطاع‬
‫ألاسلحة والذخيرة العسكرية‪.‬‬

‫‪-9‬تدخل الدولة إلى جانب الخواص في ظل تحرير نشاط املبادالت التجارية‬


‫تنشط الدولة أو إحدى الهيئات التابعة لها إلى جانب الخواص‪ ،‬ولل بالرغم من‬
‫إلاقرار الفعلي لحرية املبادرة للخواص في مجموعة من النشاطات الاقتصادية‪ ،‬وتم إخراج‬
‫تل النشاطات من قائمة النشاطات التي تحظر على القطاع الخاص الاستثمار فيها العتبارات‬
‫ألامن أو السيادة مثال‪.‬‬
‫من بين املجاالت التي تعد حرة‪ -،‬بالرغم من لل تسجل الدولة تدخلها ولل عن‬
‫طريق الهيئات التي تمثلها‪ ،‬كمنح ترخيص من طرف وزارة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصحة الستيراد منتجات لو‬
‫طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبيعية صحية‪ ،‬نذكر مثال مجال التبغ‪ ،211‬مجال العب‪ ،212‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجال املواد‬

‫‪ -211‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 776-21‬مؤرخ في ‪ 67‬أكتوبر ‪ ،0221‬يتضمن تنظيم نشاطات ةنع املواد الت ـ ـ ـ ـ ـبغية واستي ـ ـ ـرادها‬
‫وتوزيعها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -212‬نجد من ألاحكام املنظمة ملجال اللعب‪ ،‬قرار وزاري ةادر في ‪ 09‬جانفي ‪ ،6779‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،7‬الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادر في‬
‫‪ 07‬جانفي ‪.6779‬‬
‫‪90‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الصيدالنية‪ ،213‬املواد الطبية لات الاستخدام البشري‪ ،214‬مواد الصحة النباتية لات‬
‫الاستعمال الفالحي‪.215‬‬
‫حيث تم إخضاع النشاط في مثل تل القطاعات لشروط ‪ ،‬أو رخص مسبقة‪ ،‬أقل ما‬
‫يقال عنها ‪ ،‬أن الدولة تريد أن تجعلها إما نشاطات مخصصة‪ ،‬أو حتى مجاالت من طابع‬
‫خاص وثنائية الطابع‪ ،‬بمعيى تحرير املبادالت التجارية من جهة‪ ،‬عدم الاعتراف الصريح‬
‫بوجود بعض النشاطات املستثنات من مبدأ التحرير املقرر بموجب نص املادة ‪ 0‬من ألامر رقم‬
‫‪ 21-27‬من جهة أخرى ‪،‬أمر يقر بتواجد القطاع العام في مجال التجارة الخارجية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫خضوع الدولة ألحكام القانون ألاجنبي والقانون الخاص‬
‫أشارت املادة ‪ 6‬من ألامر رقم ‪ 72-19‬املتضمن قانون الصفقات العمومية ‪ ،‬إلى أن‬
‫الدولة طرف متعاقد في التصرفات التجارية والصفقات الدولية‪ ،216‬واعتبرتها شخص عادي‬
‫تبرم الصفقة باسمها ولحسابها الخاص (الفرع ألاول)‪ ،‬إال أنه قد تبرم الدولة تصرف قانوني‬
‫تجاري دولي ككيان دولي مع غيرها من الدول ويتم تنظيم التصرف بموجب اتفاقية دولية‬
‫تحدد طبيعة وأطر العالقة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -213‬قرار ةادر في ‪ 1‬جوان ‪ ،0229‬يحدد دفتر الـ ـ ـ ـ ـشروط التقنية الخاةة باستيراد املنتجات الصيدالنية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد‬
‫‪ ،11‬الصادر في ‪ 1‬جوان ‪.0229‬‬
‫=‪-‬قرار مؤرخ في ‪ 72‬دعسمبر ‪ ،0227‬ععدل ويتمم الق ـ ـ ـ ـ ـرار املؤرخ في ‪ 72‬نوفمبر ‪ ،0227‬يتعلق بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنع اس ـ ـ ـ ـ ــتيراد املنـ ــتجات‬
‫الصيدالنية واملستلزمات الطبية املوجهة للطب البشري املص ـ ـ ـ ـ ــنعة في الجزائر‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،92‬الصادر في ‪ 61‬دعسمبر‬
‫‪.0227‬‬
‫‪ -214‬نجد من ألاحكام املنظمة ملجال ألادوية‪ ،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 620-27‬مؤرخ في ‪ 62‬مارس ‪ ،0227‬يح ـ ـ ـ ــدد إلاجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات‬
‫املطبقة عند استيراد وتصدير ألادوية لات الاستعمال البيطري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،61‬الصادر في ‪ 69‬مارس ‪.0227‬‬
‫‪ -215‬نجد من النصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوص القانونية التي تثبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت تدخل ‪.0262‬الدولة في إطار تقرير حرية امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبادالت التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارية‬
‫للخـ ـ ـ ـ ـ ــواص‪ ،‬م ـ ــرسوم تنفيذي رقم ‪ 17-62‬مؤرخ في ‪ 76‬جانفي ‪ ،0262‬يحدد إلاجراءات املطبقة عند استيراد وتصدير مواد‬
‫الصحة النباتية لات الاستعمال الفالحي‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،7‬الصادر في ‪ 7‬فيفري ‪.‬‬

‫‪ -216‬أنظر صبايحي ربيعة‪ ،‬أثر الطبيعة العمومية للمؤسسة الاقتصادية على ةفتها التجارية‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة‬
‫املاجستير في القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،6779-6771 ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪91‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬خضوع الدولة ألحكام القانون ألاجنبي‬

‫كثيرا ما تستخدم الدولة سلطتها وسيادتها أثناء إبرام تصرفاتها القانونية حيث تعد‬
‫أعمال تجارية تخضع للشروط القانونية والعرفية املتبعة في التجارة الدولية‪.217‬‬
‫عشترط الاجتهاد الفرنس ي شرطين العتبار العقد خاضعا ألحكام القانون الدولي وهما‪:‬‬
‫الشرط ألاول‪ :‬ضرورة كون أحد ألاطراف املتعاقدة دولة‬
‫لل بغض النظر عما إلا كانت الدولة بنفسها أو أحد ألاشخاص التابعة لها من هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيئة‬
‫عامة أو وزارة‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون موضوع النزاع موضوع يتصل بسلطة الدولة وسيادتها‪.‬‬
‫لل بأن يتضمن العقد بنودا خارقة للعادة أو أن يتسم بصفة وطابع السلطة آلامرة‪.218‬‬
‫في هذا إلاطار أبرمت الجزائر عدة عقود من هذا النوع بصفة خاةة سواء مع الدول‬
‫الاشتراكية أو مع الدول الرأسمالية بصفة ضيقة ‪.219‬‬

‫ثانيا‪ :‬خضوع الدولة ألحكام وقواعد وطنية خاصة‬


‫قد تبرم الدولة تصرفات في مجال التجارة الخارجية كطرف عادي‪ ،‬ولكي تخضع‬
‫الدولة في تعاقدها ألحكام القانون الخاص توجب عليها التعامل وفق أساليب القانون العادي‬
‫الداخلي وعادة ما يحدث لل من طرف الهيئات املمثلة لها‪.‬‬
‫ألامر الذي نجده في التشريع الجزائري‪ ،‬حيث أن احتكار الدولة للتجارة الخارجية طوال‬
‫الفترة املمتدة بعد الاستقالل إلى غاية ةدور قانون الاستيراد والتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير لسنة ‪ ،0227‬مع‬
‫تسجيل بعض الليونة في بعض املراحل التي تميز تطور التجارة الخارجية في الجزائر‪ ،‬وضعية‬
‫إن دلت على أمر إنما تدل على بروزها كعون فعـ ـ ـ ـ ـال في تنشيط املبادالت التجارية الخارجية‬

‫‪ – 217‬كبارة فواز سالم‪ ،‬قانون التجارة الدولية (نشأته‪ ،‬مضمونه‪ ،‬فرقاؤه)‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 101‬‬
‫‪ -218‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ - 219‬معاشو عمار‪ ،‬الضمانات في العقود الاقتصادية الدولية في التجربة الجزائرية( في عقود املفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتاح في اليد وإلانتاج‬
‫في اليد)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪92‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بطريق مباش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر أومن طرف املؤسسات املمثلة لها وخضوعها عموما ألحكام القانون الخاص‬
‫باعتبار أن التصرفات التي تبرمها كشخص دولي يتم بموجب اتفاقات ثنائية أو متعددة‬
‫ألاطراف‪.‬‬
‫حيث أنه بعد الاستقالل مباشرة اتسعت دائرة ألاش ـ ـ ـ ـ ـخاص الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمرخص ل ـ ـ ـ ـهم‬
‫باالستيراد‪ ،‬ألامر الذي خلق فوض ى‪ ،‬فقررت الدولة أن لاك إعادة تنظيم نشاط الاستيراد عن‬
‫طريق إنشاء التجمعات املهنية للمشتريات ‪.220 G.P.A‬‬
‫تعد مسألة التمييز بين الدولة واملؤسسات العمومية الاقتصادية كطرف تجاري دولي‬
‫مسألة معقدة العتبار املؤسسة الاقتصادية تنفذ مخططات الدولة الاقتصادية‪ ،‬وتم الجمع‬
‫في تعريف احتكار القطاع العام للتجارة الخارجية في مرحلة ما قبل التحرير‪ ،‬على أنه الحالة‬
‫التي يوجد فيها عارض وحيد ويعرض فيها سلعة معينة مقابل عدد غير محدد من‬
‫املستهلكين‪.221‬‬
‫تم تسطير برنامج عام لالستيراد تجسيدا لالحتكار وإخضاع النشاط لرقابة وزارتي‬
‫املالية والتجارة‪ ،‬وتم وضع ‪ 7‬أنظمة لالستيراد واملتمثلة في نظام السلع املوقوفة‪ ،‬نظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام‬
‫السلع الحرة‪ ،‬نظام السلع املستوردة في إطار التراخيص إلاجمالية لالستيراد‪ ،‬بينما تم‬
‫تهميش قطاع الصادرات خارج املحروقات نظرا الفتقاد الدعم الحكومي وألادوات القانونية‬
‫املرنة من أجل تنظيمه‪ ،‬توةل ألاستاذ بن شنب في مجال آلاليات التعاقدية‪ ،‬انه من بين‬
‫‪ 09‬عقد أجنبي وجد أن ‪ 61‬منها على ألاقل تم إخضاعها للقانون الجزائري‪ ،‬مما ععيي أن‬
‫الدولة تصرفت كشخص عادي‪.222‬‬

‫‪ -220‬عبارة عن جمعيات للمستوردين الخواص‪ ،‬لكن تنشط تحت إشراف الدولة‪ ،‬انظر‬
‫‪BOUZIDI M’HAMSADJI Nachida, «L’autonomie de l’entreprise publique de l’Etat sur le‬‬
‫‪commerce extérieur », op cit, p. 265.‬‬
‫‪ -221‬عجة الجياللي‪ ،‬التجربة الجزائرية في تنظيم التجارة الخارجية ‪ :‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن احتكار الدولة إلى احتكار الخ ـ ـواص‪ ،‬م ـ ــرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪222‬‬
‫‪- in GUESMI Ammar, « Le monopole de l’état algérien sur le commerce extérieur et la‬‬
‫‪nouvelle réglementation concernant l’installation de grossistes et des concessionnaires », op cit, p.‬‬
‫‪798.‬‬
‫‪93‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كان القطاع العام هو املتحكم في املبادالت التجارية الدولية حتى في مرحلة بداية‬
‫الانفتاح‪ ،‬ومن أمثلة على لل نجد إةدار الدولة البرنامج الوطيي ملكاف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة الندرة في عام‬
‫‪ ،6772‬ومنح تراخيص لألشخاص الطبيعية واملعنوية الخاةة بفتح وكاالت أو ممثليات‬
‫أجنبية‪223.‬‬ ‫تجارية لشركات‬

‫املطلب الثاني‬
‫القطاع الخاص‬
‫تبنت السلطة العمومية منهج استقاللية املؤسسات والذي بدأ مع ةدور القانون رقم‬
‫‪69-79‬املتعلق بالقطاع الفالحي‪ ،‬وبلغ أوجه مع ةدور القانون التوجيهي رقم ‪ 26-77‬املتعلق‬
‫باستقاللية املؤسسات‪ ،‬ومثل هذه القوانين تتطلب من السلطة منح استقاللية لقطاع‬
‫التجارة الخارجية‪.224‬‬
‫من ألاعوان الاقتصاديين الذي ينشطون في مجال التجارة الخارجية‪ ،‬نجد التاجر‬
‫بمختلف أشكاله القانونية (الفرع ألاول)‪ ،‬الوسيط التجاري الذي يلعب دور فعال في تثمين‬
‫العالقات بين البائع واملشتري (الفرع الثاني)‪ ،‬وعودتها إلى الواجهة عنها ‪،‬و ظهور عدد كبير من‬
‫بعد أزمة منتصف السبعينات‪ ،225‬وما ةاحبها‬ ‫املؤسسات لات الحجم الصغير واملتوسط‬
‫من اضطرابات اقتصادية كبيرة أثرت سلبا على املؤسسات الكبرى‪ ،‬مما أدى إلى البحث في‬
‫وسيلة تكون بديلة عنها واملتمثلة في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على وجه الخصوص‬
‫(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪ - 223‬بهلولي فيصل‪" ،‬التجارة الخارجية الرئيسية بين اتفاق الشراكة ألاورو‪-‬متوسطية والانضمام إلى منظ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة التجارة‬
‫العاملية"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد ‪ ،66‬جامعة البليدة‪ ،0260 ،‬ص ‪.660‬‬
‫‪ -224‬قانون رقم ‪ 26-77‬مؤرخ في ‪ 60‬جانفي ‪ ،6777‬يتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمن الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون التوج ـ ــيهي للمؤس ـ ـ ـ ـ ــسات الع ــمومية‬
‫الاقتصادية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،20‬الصادر في ‪ 67‬جانفي ‪.6777‬‬

‫‪ - 225‬دباح نادية‪ ،‬دراسة واقع املقاوالتية في الجزائر وآفاقها (‪ ،)0227-0222‬رسالة لنيل درجة املاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــستير في عل ـ ـ ـ ـ ـ ــوم‬
‫التسيير‪ ،‬تخصص إدارة أعمال‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامعة الجزائر ‪ ،0260-0266 ،7‬ص‬
‫‪.67-66‬‬
‫‪94‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع ألاول‬

‫التاجر‬
‫إنه من الصعب وضع تعريف دقيق للتاجر‪ ،‬إل عرفه القانون الفرنس ي على أنه‬
‫الشخص الذي يمارس ألاعمال التجارية ويجعلها حرفة معتادة له‪ ،226‬وعرفه املشرع الجزائري‬
‫بموجب نص املادة ‪ 6‬من القانون التجاري‪ ،‬بأنه كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال‬
‫تجاريا ويتخذه مهنة معادة له‪ ،‬والتاجر يكون إما شخص طبيعي (أوال)‪ ،‬أو شخص معنوي‬
‫(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪:‬التاجر شخص طبيعي‬
‫الشخص الطبيعي هو كل إنسان له بطبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعته أهلية اكتساب حقوق وتحمل‬
‫الالتزامات‪ ،‬أهم التزام يقع على عاتق الشخص الطبيعي كتاجر هو التزام القيد ومس سجل‬
‫تجاري ولل ابتداء من اكتسابه ةفة التاجر والتزام تبليغ عنوان املؤسسة من أجل الانتفاع‬
‫بها‪.227‬‬
‫تعد معظم املؤسسات الاقتصادية في الجزائر من حيازة أشخاص طبيعية‪ ،‬أين تتجاوز‬
‫نسبة ‪ % 79‬من املؤسسات الاقتصادية املوجودة في الجزائر‪.228‬‬
‫حيث يجوز ألي شخص طبيعي أو معنوي يحوز على سجل تجاري‪ ،‬استيراد كل ما‬
‫يحتاجه من احتياجاته الخاةة في إطار مزاولة نشاطه التجاري‪ ،‬بمعيى املادة ألاولية‪ ،‬بينما ال‬
‫يمكن له الاستيراد من أجل إعادة البيع على حالتها‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫‪-Art L 121-1 du code du commerce français, 99ème éditions, Dalloz, Paris, 2004, p. 110.‬‬
‫‪227‬‬
‫‪- Art L 121-10 , in Idem.‬‬
‫‪ - 228‬حسين فريدة‪ "،‬فعلية القطاع الخاص بين الواقع وواقع الواقع"‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطيي حول‬
‫ترقية الصادرات خارج املحروقات في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 66‬و ‪ 60‬مارس ‪ ،0261‬جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬ص ‪،7‬‬
‫منشورة على املوقع‪www.fdsp.umto.dz :‬‬

‫‪95‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬التاجر شخص معنوي‪ :‬الشركات التجارية‬


‫تعد الشركات التجارية العون الاقتصادي ألاكثر بروزا في املجال التجاري سواء على‬
‫التي يختار لها مقر في بلد أجنبي‪ ،‬وتعد الشركة عقد يبرم بين‬ ‫املستوى الداخلي أو تل‬
‫العمـ ـ ـ ـ ـ ـل‬ ‫شخصين أو أكثر بهدف إنجاز مشروع مشترك وتقاسم ما ينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتج عن لل‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ربـ ـ ـ ـح أو خسارة‪ ،‬وهو عقد ينجر عنه نشوء شخص معنوي يتمتع بكيان قانوني‬
‫مستقل عن ألاشخاص الذين عملوا على تكوينه‪ ،229‬وتكتسب الشركة الشخصية املعنوية‬
‫بمجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرد تكوينها‪ ،‬غير أنه ال تكون لهذه الشخصية أي حجة على الغير إال بعد استيفاء‬
‫إجراءات الش ـ ـ ـ ـ ـ ـعر والقيد في ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسجل التجاري‪ ،‬ويترتب عن اكتساب الشركة شخصية‬
‫معنوية استقالل الشركة عن ألاشخاص الشركاء الذين يكونوها‪ ،‬إل تك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتسب اسم‬
‫وموطن ‪ ،‬كما تمل لمة مالية مستقلة عن لكر الشركاء‪.230‬‬
‫تتخذ الشركة عدة أشكال قانونية هي إما شركة تضامن شركة توةية‪ ،‬شركة لات‬
‫مساهمة‪231.‬‬ ‫مسؤولية محدودة أو شركة‬
‫السؤال املطروح‪ ،‬هو ما هي الطبيعة القانونية للشركة التجارية التي تمارس نشاطات‬
‫الاستيراد والتصدير؟‪ ،‬هل هي شركات ألاشخاص ‪ ،‬أم شركات ألاموال؟‬
‫لإلجابة عن لل التساؤل املهم‪ ،‬يتم العودة إلى نص املادة ‪6‬من املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،232676-27‬والتي تنص » يحدد هذا املرسوم شروط ممارسة نشاط استيراد ال ـ ـ ـ ـمواد‬
‫ألاولية واملنتوجات والبضائع املوجهة إلعادة البيع على حالتها من طرف الشركات‬
‫الخاضعة للقانون الجزائري والتي يكون فيها الشركاء أجانب « ‪.‬‬
‫‪ -229‬فوضيل نادية‪ ،‬القانون التجاري الجزائري ( ألاع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمال التجارية‪ ،‬التاجر و املحل التجاري)‪ ،‬ديوان املطبـ ـ ـ ـ ــوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائرـ ‪ ،0226‬ص ‪.627‬‬
‫‪ - 230‬عمور عمار‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار املعرفة للطباعة والنشرـ الجزائرـ ‪ ،0222‬ص ‪.697‬‬
‫‪ - 231‬املادة ‪ 911‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 27-77‬مؤرخ في ‪ 09‬أفريل ‪ ،6777‬ععدل ويتمم ألامر رقم ‪ 97-99‬مؤرخ في ‪01‬‬
‫سبتمبر ‪ ،6799‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ، 09‬الصادر في ‪ 09‬أفريل ‪ ،6777‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ - 232‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 676-27‬مؤرخ في ‪ 60‬ماي ‪ 0227‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،72‬الصادر في ‪ 72‬ماي ‪ ،0227‬مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدل‬
‫وم ـ ـ ـتمم بموجب املرسوم التن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفيذي رقم ‪ ،071-27‬مؤرخ في ‪ 20‬سبتمبر ‪ ،0227‬يحدد ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروط ممارسة أنش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطة‬
‫است ـ ـ ـ ـ ـيراد امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواد ألاولية واملنتوجات والبضائع املوجهة إلعادة البيع على حالتها م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن طرف الشركات التجارية التي يكون‬
‫فيها ال ـ ــشركاء أجانب‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،96‬الصادر في ‪ 21‬سبتمبر ‪.0227‬‬

‫‪96‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تضيف املادة ‪ 0‬من نفس املرسوم‪ » :‬ال يمكن للشركات املذكورة أعاله ‪ ،‬ممارسة‬
‫نشاط استيراد املواد ألاولية واملنتوجات والبضائع‪ ،....‬إال إذا كان ‪ %01‬على ألاقل من‬
‫رأسمال الشركة بحوزة أشخاص طبيعية من جنسية جزائرية مقيمين‪ ،‬أو أشخاص‬
‫معنويين يكون مجموع أرصدتهم بحوزة شركاء أو مساهمين مقيمين من جنسية جزائرية «‪.‬‬
‫يفهم من خالل نص املواد ‪ 6‬و‪ 0‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 676-27‬املعــدل‬
‫وامل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتمم‪ ،‬أن املشرع الجزائري ركز على معيار الجنسية الجزائرية ومعيار إلاقامة ولل سواء‬
‫كان شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬جزائري أو أجنبي‪ ،‬كما اعتمد معيار الشراكة بموجب نص‬
‫املادة ‪ 6‬من لات املرسوم التنفيذي‪ ،‬ولقد سبق لقانون النقد والقرض أن حدد املراد‬
‫باإلقامة‪ ،‬ولل بموجب نص املادة ‪ 609‬منه‪ ،233‬حيث ععتبر مقيما كل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخص ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيعي‬
‫أو معنوي يكون املركز الرئيس ي لنشاطاته الاقتصادية في الجزائر‪ ،‬أما غير املقيم فهو كل‬
‫شخص طبيعي يكون مركز نشاطاته الاقتصادية خارج الجزائر‪.‬‬
‫سبق لنص املادة ‪ 67‬من قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 0229‬أن وضعت شرطا آخر‬
‫للشركات التي تمارس نشاطات الاستيراد والتصدير ‪ ،‬و هو تحديد رأسمال املقدر ب ‪ 02‬مليون‬
‫دج‪ ،234‬إال أن هذا الشرط ملسه تعديل جذري‪ ،‬ولل بأن حرر املشرع رأسمال الشركات‬
‫التجارية املمارسة لنشاطات الاستيراد والتصدير بموجب أحكام القانون التجاري‪ ،‬ولل‬
‫بموجب نص املادة ‪ 911‬من تعديل القانون التجاري لسنة‪ ،235 0269‬ولل بنصها‪ » :‬يحدد‬

‫‪ - 233‬أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر رقم ‪ 66-27‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ ،0227‬يتعلق بالن ــقد والقرض‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد ‪ ،90‬الص ـ ـ ــادر في ‪09‬‬
‫أوت ‪ ،0227‬املعـدل واملتمم بموجب ألامر رقم ‪ 21-62‬مؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ ،0262‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،92‬الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادر في‬
‫‪ 26‬سبتمبر ‪ ،0262‬مــعدل ومت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمم بموجب القانون رقم ‪ 27-67‬مؤرخ في ‪ 72‬دعسمبر ‪ ،0267‬يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضمن قانون املالية‬
‫لسنة ‪ ،0261‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،17‬الصادر في ‪ 76‬دعسمبر ‪ ،0267‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 14-16‬مؤرخ في ‪28‬‬
‫دي ـ ـ ــسمبر ‪ ،0216‬يتضم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ق ـ ــانون املالية لس ـ ـ ـ ـ ـ ــنة ‪ ،0267‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ، 77‬الصادر في ‪ 29‬دعسمبر ‪. 0216‬‬
‫‪ -234‬قانون رقم ‪ 29-29‬مؤرخ في ‪ 09‬جويلية ‪ ،0229‬يتضمن قان ـ ـ ـ ـ ـ ــون املالية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتكميلي ل ـ ـ ـ ـ ـ ــسنة ‪ ،0229‬ج‪ .‬ر ‪.‬ج ‪ .‬ج‬
‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ــدد ‪ ،90‬الصادر في ‪ 01‬جويلية ‪.0229‬‬
‫‪ -235‬قانون رقم ‪ 02-69‬مؤرخ في ‪ 72‬دعسمبر ‪ ،،0269‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،96‬الصادر في ‪ 72‬دعسمبر ‪ ،0269‬ععدل ويتمم ألامر‬
‫رقم ‪ 97-99‬مؤرخ في ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،6799‬ج‪ .‬ر ‪.‬ج ‪ .‬ج عدد ‪ ، 626‬الصادر في ‪ 67‬سبتمبر ‪ ،6799‬يتضمن الق ــانون‬
‫التجاري ‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رأسمال الشركة ذات املسؤولية املحدودة بحرية من طرف الشركاء في القانون ألاساس ي‬
‫للشركة ويقسم إلى حصص ذات قيمة اسمية متساو ية‪. «...‬‬
‫يالحظ من نص املادة أن املشرع حدد طبيعة الشركة التي حرر رأسمالها ‪ ،‬وهي‬
‫الشركات لات املسؤولية املحدودة‪ ،‬ونظرا لعدم دقة النص وتعميم الشركات التجارية‬
‫ألاخرى‪ ،‬قد يفهم أن املشرع قصد شركات ألاموال‪ ،‬وقد يكون بداية لتحرير رؤوس ألاموال‬
‫الشركات التجارية املمارسة لنشاطات التصدير والاستيراد وتشجيعها خاةة من أجل تحفيز‬
‫الصادرات خارج املحروقات‪.‬‬
‫مما ععيي أن النصوص القانونية غير واضحة فيما إلا كانت الشركات التجارية‬
‫املمارسة لنشاطات التصدير والاستيراد هي شركات ألاشخاص أو شركات ألاموال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫الوسيط التجاري‬
‫الوساطة هي ما يدخل ما بين شيئين أو طرفين‪ ،‬والوسيط بصفة عامة هو من توسط‬
‫بين اثنين ألجل عقد ةفقة‪ ،‬وللوسيط التجاري مفهوم خاص يتميز عن غيره (أو ال)‪ ،‬مفهوم‬
‫يتميز بمجموعة من الخصائص والاختصاةات (ثانيا)‪ ،‬كما أن التعامل والبيع عن طريق‬
‫وسيط تجاري آثار خاةة تعود سواء على املوكل أو على عملية البيع لاتها (ثالثا)‪.‬‬
‫أو ال‪ :‬املقصود بالوسيط التجاري‬
‫يدعى كذل الوكيل التجاري‪ ،‬وهو لل الشخص الطبيعي أو املعنوي الذي ععمل‬
‫باسم ولحساب املوكل التجاري ولل بموجب عقد وكالة الذي يربطه باملصدر والذي يكون إما‬
‫عقد محدد أو غير محدد املدة‪ ،‬يتضمن بنود تحدد التزام الطرفين وكذا ظروف العمل ولل‬
‫مقابل عمولة يتم تحديدها وفق الاتفاق‪.236‬‬

‫‪236‬‬
‫‪- FRANCIS Leonard, Exporter vers les marchés industriels ( les stratégies, les marchés, les‬‬
‫‪organisations, et les hommes)op cit , p.32.‬‬
‫‪98‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتعامل املصدر مع الوسيط التجاري في حالة الغياب الكلي لعناةر إجراء البحث عن‬
‫ألاسواق‪ ،‬من طرف املؤسسة املصدرة بنفسها مما يضمن للمؤسسة إلانقاص من املخاطر‬
‫املالية والحصول على أسواق وةفقات جديدة في السوق‪.237‬‬
‫يتم التمييز بين الوسيط التجاري والوسيط التاجر‪ ،‬إل أن هذا ألاخير يدعى كذل‬
‫املشتري التاجر‪ ،‬أين يقوم بشراء منتوجات وبضائع لحسابه الخاص‪ ،238‬وبعد لل ععيد بيعها‬
‫بنفس الكيفية التي اشتراها‪ ،‬دون أن تكون بينه وبين البائع أية ةلة بعد إتمام عملية البيع‬
‫بينهما‪ ،‬بينما يتصرف الوكيل التجاري باسمه ولحساب موكله‪ ،‬حيث يجري عملية بيع‬
‫الصفقات باسم ولحساب املصدر‪..239‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص واختصاصات الوسيط التجاري‬
‫نتطرق تبعا لكل من خصائص واختصاةات الوسيط التجاري‪.‬‬
‫‪-4‬خصائص الوسيط التجاري‬
‫يتميز الوسيط التجاري بمجموعة من الخصائص تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬ععد الوسيط التجاري وكيال للمصدر‪ :‬حيث أنه يتصرف باسم ولحسـ ـ ـ ـاب ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا‬
‫ألاخير‪ ،‬فالوكالة التي تربطه باملصدر تسمح له بالتفاوض وانجاز ةفقات وعمليات تجارية‪ ،‬إال‬
‫أن البائع من الناحية القانونية يبقى دائما املصدر‪.‬‬
‫ب‪-‬الوسيط التجاري هو ممثل دائم للمصدر‪ :‬فهوال يقوم بنشاطات عرضية بل يقوم‬
‫ببيع بضائع املصدر في املحيط الذي ينشط بصفة مستمرة‪.240‬‬
‫ج‪ -‬الوسيط التجاري هو وسيط مستقل عن املصدر في تنظيم نشاطه‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫‪- BOUQIN Jean-Paul et FANCHON Mireille, Importer (commerce international, douane),‬‬
‫‪op cit, p. 237.‬‬

‫‪ -238‬خالص ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالح‪ ،‬في إلاعالم الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجاري واملفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاوضات التجارية الدولية ‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫الج ـ ـ ـ ـ ـ ــامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0222 ،‬ص ‪.67-67‬‬
‫‪239‬‬
‫‪- LE LOUP Jean–Marie, Les agents commerciaux (statut juridique et stratégie‬‬
‫‪professionnelles), 4ème édition, Delmas, Paris, 1998, p. 15-16.‬‬
‫‪240‬‬
‫‪- BARELIER A, DUBOIN J, « et al », op cit, p. 932.‬‬
‫‪99‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫د‪ -‬الوسيط التجاري قد يكون إما شخصا طبيعي أو معنوي‪ ،241‬يتمتع بإمكانيات‬
‫متميزة في البيع‪ ،‬قد تستفيد بحصرية في البيع في املجال الجغرافي املخول إليه‪ ، 242‬كما أنه‬
‫يمثل عادة عدة مؤسسات غير متنافسة فيما بينها‪ ،243‬إال أن البضائع تتجه لنفس الطائفة‬
‫من الزبائن‬
‫‪-9‬اختصاصات الوسيط التجاري‬
‫تتمثل أهم مهام الوسيط التجاري فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬البحث عن ألاسواق والبيع في القطاع املنوط به‪ ،‬أين يكون القطاع عادة منطقة‬
‫جغرافية محددة‪ ،‬باستثناء بعض الطوائف الخاةة من الزبائن أين يتم فيها البيع بطريق‬
‫مباشر‪.244‬‬
‫ب‪-‬إعالم املصدر بكل أو ضاع الس ـ ـ ـوق من ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيث ارت ـ ـفاع أو زيادة الـ ـ ـ ـطلب‪،245‬‬
‫دخ ـ ـ ـ ـ ـول أو ظهور سلع جديدة في السوق‪ ،‬تغيير في ظروف أو ضاع املنافسة‪...‬الخ‪.246‬‬
‫في حالة ما إلا كان‬ ‫ج‪-‬يقوم الوسيط التجاري بتسوية فواتير البيع بنفسه ولل‬
‫يتضمن عقد الوكالة بند يقض ي بمسؤولية الوسيط القيام بتل املهمة‪.247‬‬
‫ثالثا‪ :‬آثار البيع عن طريق وسيط تجاري‬
‫يرتب البيع عن طريق وسيط تجاري آثار تجارية ومالية وأخرى إدارية تتمثل في مـ ـ ـ ـا يلي‪:‬‬

‫‪241‬‬
‫‪- LE LOUP Jean –Marie, Les agents commerciaux ( statut juridiques et stratégie‬‬
‫‪professionnelles), op cit, p. 12.‬‬
‫‪242‬‬
‫‪-Idem, p. 127.‬‬
‫‪243‬‬
‫)‪-ALFANDARI Ilie, Droit des affaires, (les cadres généraux…l’entreprise…, les activités...‬‬
‫‪Litec, Paris, 1993, p. 166.‬‬
‫‪244‬‬
‫‪- BARELIER A, DUBOIN J, « et al », op cit, p. 942.‬‬
‫‪245‬‬
‫‪-Idem, p. 644.‬‬
‫‪246‬‬
‫‪- ALFANDARI Ilie, Droit des affaires..., op cit, p. 166.‬‬
‫‪247‬‬
‫‪-Idem, p. 170.‬‬
‫‪100‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-4‬آلاثار التجارية واملالية‬


‫إن البيع بموجب وسيط تجاري يجعل من خبير املؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة في ال ـسوق‪ ،248‬حيث أنه‬
‫يتكفل بكل أو ضاع ومستجدات السوق‪ ،249‬فنوعية املعلومات التي يأتي بها الوسيط مرتبطة‬
‫بمدى مطابقتها للسياسة التجارية املعمول بها ومن ثم يهتم الوسيط أكثر برقم ألاعمال الذي‬
‫في سالمة املعلومات املقدمة‪.250‬‬ ‫يحققه على مردودية البيع‪ ،‬مما قد يؤدي إلى الش‬
‫كما ععد الوسيط بائع املؤسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسة في السوق وممثـ ـ ـل لسلعها‪ ،251‬فتوجب عليه‬
‫اعـ ـتماد التفاوض املحكم‪ ،252‬وكذا معيار الثقة املتبادل من أجل ممارسة عمله ب ـ ـ ـ ـطريقة‬
‫صحيحة‪ ،253‬لكن يمكن له البحث عن بيوع فورية بدال من البحث عن ألاسواق على املدى‬
‫البعيد‪254.‬‬

‫تعد شخصية وجدية الوسيط من بين العوامل التي تؤثر على مردودية املؤسسة املوكلة‬
‫في السوق‪ ،255‬لذل يجب أن يختاره املصدر بدقة ‪ ،256‬من بينها اعتماده على اعتبارات كلجوء‬
‫املصدر إلى زبائنه الذين ينشطون في املجال من أجل التحري عنه‪.257‬‬

‫‪=248- LE LOUP Jean –Marie, Les agents commerciaux ( statut juridiques et stratégie‬‬
‫‪professionnelles), op cit, p. 15.‬‬
‫‪249‬‬
‫‪- ALFANDARI Ilie, Droit des affaires..., op cit, p. 169.‬‬
‫‪250‬‬
‫‪- LE LOUP Jean –Marie, Les agents commerciaux ( statut juridiques et stratégie‬‬
‫‪professionnelles), op cit, p. 19.‬‬
‫‪ -251‬خالص ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالح‪ ،‬في إلاعالم التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجاري واملف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاوضات التجارية الدولية ‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫الج ـ ـ ـ ـ ـ ــامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0222 ،‬ص ‪.67-67‬‬
‫‪252‬‬
‫‪- ALFANDARI Ilie, Droit des affaires..., op cit, p. 127.‬‬
‫‪ -253‬خالص ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالح‪ ،‬في إلاعالم التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجاري واملف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاوضات التجارية الدولية ‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫الج ـ ـ ـ ـ ـ ــامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0222 ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪254‬‬
‫‪- LE LOUP Jean –Marie, Les agents commerciaux ( statut juridiques et stratégie‬‬
‫‪professionnelles), op cit, p.22.‬‬
‫‪255‬‬
‫‪- ALFANDARI Ilie, Droit des affaires..., op cit, p. 171.‬‬
‫‪ -256‬خالص ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالح‪ ،‬في إلاعالم التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجاري واملف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاوضات التجارية الدولية ‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫الج ـ ـ ـ ـ ـ ــامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0222 ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪-257‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪101‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -9‬آلاثار إلادارية‬
‫من بين أهم آلاثار إلادارية املترتبة جراء التعامل مع وسيط تجاري في مجال التصدير‬
‫نجد‪:‬‬
‫يتولى املصدر بنفسه نقل البضائع للمؤسسة‪ ،258‬عملية تسليم الفواتير‪ ،‬تحصيل‬
‫الديون‪...‬الخ‪ ،‬إال أنه يمكن للوسيط الضامن للوفاء إعفاء املصدر من هذه املهمة‪ ،‬إل يقوم‬
‫هذا ألاخير بنفسه بهذه املهمة‪ ،259‬كما أنه تعد خدمات الوسيط في مجال تخزين البضائع‪،‬‬
‫إعادة إرسالها وكذل خدمات ما بعد البيع جد محدودة‪.260‬‬
‫يتعين على املصدر الاستثمار في مجال دراسة السوق من أجل تمكين الوسيط القيام‬
‫بمهامه‪ ،‬ومن بين مجاالت الاستثمار نج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماية املنتوج‪ ،‬ال ـ ـعالمة الت ـجارية‪ ،261‬بـ ـراءة‬
‫الاختراع‪ ،‬إعداد وسائل الاتصال التجارية‪ ،‬تكوين الوسيط‪ ،‬إلاشهار لترقية املنتوجات‪ ،...‬إل أن‬
‫غياب مثل هذه املبادرات يجعل وجود املؤسسة في السوق غير فعلي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫أةبحت املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تمثل ةدارة اهتمام الدول املتقدمة منها‬
‫بالنظر إلى الدور الذي تلعبه في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية‬ ‫والنامية‪ ،‬ولل‬
‫والاجتماعية لهذه الدول وخاةة في مجال استيعاب نسبة كبيرة من اليد العاملة والرفع من‬
‫قيمة الدخل واملستوى املعيش ي للفرد ‪.‬‬
‫بالرغم من أهمية املشروعات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬إال أن تعريفها ال يزال يختلف بين‬
‫الدول‪ ،‬ولكن جميع محاوالت تعريفها تمس أو تشترك في املحاور التالية ‪ :‬عدد العمال‪ ،‬رقم‬

‫‪258‬‬
‫‪- BARELIER A, DUBOIN J, « et al », op cit, p. 950.‬‬

‫‪=259 - BARELIER A, DUBOIN J, « et al », op cit, p. 955.‬‬


‫خالص ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالح‪ ،‬في إلاعالم التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجاري واملف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاوضات التجارية الدولية ‪ ،‬ديوان املطبوعات الج ـ ـ ـ ـ ـ ــامعية‪،‬‬
‫‪-260‬الجزائر‪ ،0222 ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪261‬‬
‫‪- BARELIER A, DUBOIN J, « et al », op cit, p. 630.‬‬

‫‪102‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ألاعمال ومعايير الاستقاللية(أو ال)‪ ،‬كما أن لهذه املشروعات الصغيرة دور في مجال التجارة‬
‫الخارجية (ثانيا)‪ ،‬إال أن الصعوبات التي تعتريها قد تحول دون تحقيق الهدف املنشـ ـ ـود‬
‫أو ال‪ :‬مقاربات وضع تعريف للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫(ثالثا)‪.‬‬
‫تختلف التعريفات التي تقدم للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة باختالف املعيار الذي‬
‫ينظر إليه ولل بين دولة وأخرى‪.‬‬

‫‪-4‬تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬


‫اختلفت آلاراء حول وضع تعريف محدد للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة حيث يختلف‬
‫التعريف من دولة ألخرى حسب نظامه الاقتصادي والاجتماعي‪ ،‬وهناك مجموعة من املعايير‬
‫للوةول على تعريف مشترك ‪ ،262‬فهناك معيار كمي ععتمد على عدد العمال وحجم رأس املال‬
‫ورقم إلاعمال ومعيار نوعي يهتم بتصنيف املؤسسات باالستناد إلى عناةر التشغيل الرئيسية‬
‫مثل الطرق إلادارية والتقنيات املستخدمة‪ ،‬ولقد عرفها البن الدولي أنها تل املؤسسات التي‬
‫تستخدم أقل من ‪ 92‬عامل في الدول النامية وأقل من ‪ 922‬في الدول املتقدمة‪.263‬‬
‫بينما أخذت منظمة ألامم املتحدة للتنمية الصناعية في تعريفها للمشروعات بمعيار‬
‫عدد العمال‪ ،‬حيث أن املؤسسة الصغيرة هي التي ععمل فها من ‪ 69‬إلى ‪ 67‬عامل واملتوسطة‬
‫هي التي ععمل فيها من ‪ 02‬إلى ‪ 77‬عامل والكبيرة هي التي ععمل بها أكثر من ‪ 622‬عامل‪.264‬‬

‫‪ - 262‬بن عنتر عبد الرحمن‪ » ،‬واقع مؤسساتنا الصغيرة واملتوسطة وآفاقها املستقبلية « ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.612‬‬
‫‪ - 263‬زكري إيمان‪ »،‬أسباب قصور عقود ألاعمال في تمويلها للمشاريع الاقتصادية في الجزائر «‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن‬
‫أشغال امللتقى الوطيي حول عقود ألاعمال ودورها في تطوير الاقت ـ ـ ـ ـ ـصاد الوطيي‪ ،‬أيام ‪ 61‬و ‪ 69‬ماي ‪ ،0260‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة‬
‫بجاية‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪ - 264‬بعتاش ليلى‪ » ،‬تبيي آلاليات املستحدثة في التمويل ضرورة لترق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية املؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات الص ـ ـ ـ ـغيرة واملتوسط ـة‬
‫بالجزائر « ‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطيي حول عقود ألاعمال ودورها في تطوير الاقتصاد الوطيي‪ ،‬أيام ‪61‬‬
‫و‪ 69‬ماي ‪ ،0260‬جامعة بجاية‪ ،‬ص ‪ ،197‬في حين أن فرنسا عرفت املؤسسات الصغيرة الحجم استنادا للقانون الصادر في‬
‫فيفري ‪ ،6792‬بأنها كل املؤسسات التي توظف أقل من ‪ 922‬عامل ورأسمالها ال يتجاوز مليون فرن ‪ ،‬كما تميز بين‬
‫املؤسسات الصناعية والخدماتية من حيث حجم العمالة‪ ،‬في فئة املؤسسات الحرفية نجد ‪ 7‬أنواع ‪ ،‬فتك ـ ـ ـ ـ ـ ــون إما حرفية‬
‫إلا كان عدد عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالها بين ‪ 2‬و‪ 7‬عمال‪ ،‬أو ةغيرة يكون عدد عمالها ‪ 6‬و‪ 17‬عامل‪ ،‬أو متوسطة يكون عدد عمالها بين ‪62‬‬
‫و ‪ 177‬عامل‪ ،‬الفئة الثانية هي فئة املؤسسات الخدماتية إلا كان عدد عمالها بين ‪ 9‬و‪ 67‬عامل‪ ،‬أن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــظر يحياوي‬
‫‪103‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ععرفها املشرع الجزائري على أنها كل مؤسسة إنتاج سلع و‪/‬أو خدمات والتي تشغل من‬
‫‪ 6‬إلى ‪ 092‬شخص‪ ،‬ال يتجاوز رقم أعمالها ‪ 1‬ماليير دج‪ ،‬أو ال يتجاوز مجموع حصيلتها‬
‫السنوية ‪ 6‬مليا ر دج‪ ،265‬يتضح بذل أن املشرع اعتمد معيار عدد العمال وحجم رأسمال‬
‫وكذل معيار رأس املال‪ ،‬كما استحدث املشرع معيار استقاللية املؤسسة‪ ،‬وهي تل التي‬
‫تمتل رأسمال بمقدار ‪ %09‬فما أكثر‪ ،‬وفي حال توافر تل املعايير‪ ،‬تنتفي ةفة املؤسسة‬
‫الصغيرة واملتوسطة فيها‪.‬‬

‫‪-9‬أنواع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬


‫يمكن تصنيف أنواع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة حسب معيار عدد العمال وحجم‬
‫رأسمال إلى نوعين‪:‬‬

‫أ‪ -‬أنواع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالنظر إلى عدد العمال‬


‫نجد في هذا إلاطار ‪ 7‬أنواع‪:‬‬

‫‪-‬املؤسسة املتوسطة‪ :‬هي كل مؤسسة تشغل ما بين ‪ 92‬إلى ‪ 092‬شخص‪ ،‬يتراوح رقم‬
‫أعمالها السنوي ما بين ‪ 122‬مليون دج إلى ‪ 1‬مليار دج‪ ،‬أو يكون مجموع حصيلتها السنوية ما‬
‫بين ‪ 022‬مليون إلى ‪ 6‬مليار دج‪.266‬‬
‫‪-‬املؤسسة الصغيرة‪ :‬هي كل مؤسسة تشغل ما بين ‪ 62‬إلى ‪ 17‬شخص‪ ،‬ال يتجاوز‬
‫رقم أعمالها السنوي ‪ 122‬مليون دج‪ ،‬أو ال يتجاوز مجموع حصيلتها السنوية ‪ 022‬مليون‬
‫دج‪.267‬‬

‫محمد‪ » ،‬دور تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت في تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوس ـ ـطة« ‪ ،‬مجلة البح ـوث والدراسـ ـ ـ ـات‬ ‫=‬
‫العل ـ ـ ـمية « ‪ ،‬الجزء ‪ ،0‬عدد ‪ ،7‬جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة املدية‪ ،0261 ،‬ص ‪.17-17‬‬
‫‪ - 265‬العبرة من تحديد رقم ألاعمال أو مجموع الحصيلة هو آخر نشاط مقفل ملدة ‪ 60‬شهر‪ ،‬وحتى تتمتع هذه املؤسسات‬
‫بمعيار الاستقاللية‪ ،‬يجب أن تحوز على ‪ % 09‬من رأسمال املؤسسة كحد أدنى ‪ ،‬أنظر في لل نص املادة ‪ 9‬فقرة ‪ 0‬من‬
‫القانون رقم ‪ 20-69‬مؤرخ في جانفي ‪ ،0269‬يتضمن القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬ج‪.‬‬
‫ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،20‬الصادر في ‪ 66‬جانفي ‪.0269‬‬
‫‪ - 266‬أنظر املادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ ،20-69‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 267‬املادة ‪ 7‬من القانون نفسه ‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬املؤسسة الصغيرة جدا‪ :‬هي كل مؤسسة تشغل ما بين ‪ 6‬إلى ‪ 7‬عمال‪ ،‬ال يتجاوز‬
‫رقم أعمالها السنوي ‪ 12‬مليون دج ‪ ،‬وحصيلتها السنوية ال تتجاوز ‪ 02‬ماليين دج‪.268‬‬
‫نالحظ أن املشرع رفع من حجم رأسمال املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬ولل‬
‫باملقارنة مع تل املقررة بموجب أحكام القانون رقم ‪ 269 27-26‬امللغى بموجب أحكام القانون‬
‫رقم ‪.20-69‬‬

‫ب‪-‬أنواع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالنظر إلى حجم رأسمالها‬


‫إلا كان الشكل القانوني للمؤسسة يتوقف على طبيعة وحجم رأسمال املال املستثمر‬
‫فيه وطريقة تمويلها‪ ،‬فشركات ألاموال غالبا ما يكون رأسمالها كبيرا بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمقارنة مع شركات‬
‫ألاشخاص‪ ،‬وفي هذا إلاطار تشمل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة مؤسسات ألاشخاص نظرا‬
‫للمزايا التي تحققها واملؤسسات العائلية نظرا النخفاض كلفة املشروع وتمتع ةاحب املشروع‬
‫بصافي الربح الكامل وتوافر الحرية الكاملة في إلادارة وسرعة اتخال القرارات‪.270‬‬
‫تتمثل هذه الشركات خاصة في الشركات التضامنية‪ ،‬حيث عساهم الشركاء في‬
‫توفير رأس املال‪ ،‬كما تمثل أموالهم الشخصية ضمانا عند الاقتراض‪ ،‬مما يزيد في قدرة‬
‫الشركة املقترضة‪ ،‬شركات التوةية البسيطة باألسهم واملحاةة‪ ،‬حيث ععتمد هذا ألاسلوب‬
‫على توفير فرص أكبر لالئتمان وبالتالي إمكانية التوسع وتشجيع فرص الاستثمار نظرا لعدم‬
‫امتداد املسؤولية عن ديون الشركة إلى ألاموال الشخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصية للش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركاء وحصرها في‬
‫رأس ـ ـ ـ ـ ـمال الشركة‪ ،‬شركات املهن الصغيرة إلانتاجية والحرفية وةناعة منتجات ألالبان‬
‫والخضر والفواكه وألاثاث واملنسوجات واملالبس‪ ،‬أعمال البناء وورشات الصيانة‪...‬الخ‪.271‬‬

‫‪ - 268‬املادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ ،20-69‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 269‬قانون رقم ‪ 67-26‬مؤرخ في ‪ 60‬دعسمبر ‪ ،0226‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬ج‪.‬‬
‫ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،99‬الصادر في ‪ 69‬دعسمبر ‪.0226‬‬
‫‪ – 270‬دراجي السعيد‪ »،‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الخوةصة بالجزائر « ‪ ،‬مرجع سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابق‪ ،‬ص ‪.676‬‬
‫‪ - 271‬زكري إيمان‪ » ،‬أسباب قصور عقود ألاعمال في تمويلها للمشاريع الاقتصادية في الجزائر«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.912‬‬
‫‪-‬أنظر كذل بن عنتر عبد الرحمن‪ » ،‬واقع إلابداع في املؤسسات الصغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيرة واملت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوسطة بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجزائر‪ :‬دراس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫ميـ ـ ـدانية «‪ ،‬مـ ـ ـ ـجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،01‬العدد ألاول‪ ،‬دمشق‪ ،0227 ،‬ص ‪.619‬‬

‫‪105‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة كعون اقتصادي في مجال التجارة‬


‫الخارجية‬
‫يمكن للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة أن تساهم في التخفيف من حـ ـ ـ ـ ـ ـدة العجز في‬
‫امليزان التجاري‪ ،‬خ ـ ـ ـ ـ ـ ـاةة أن معظم الدول النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامية تع ـ ـ ـ ـاني من هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذه ال ـ ـوضعية‬
‫الاقتصادية‪ ،‬فيمكن لهذه املشروعات الاقتصادية إنتاج سلع قابلة للمنافسة وتوفير سلع‬
‫تكون بديلة للسلعة املستوردة‪ ،‬قد تساهم مباشرة في إنتاج مكونات السلع التي تتجه‬
‫للتصدير أو حتى املنتجات النهائية‪ ،‬أو تساهم بشكل غير مباشر عن طري قيامها بإمداد‬
‫املؤسسات الكبيرة باحتياجاتها من املواد املصنعة أو النصف املصنعة والتي تستخدمها في‬
‫العملية إلانتاجية بأسعار تنافسية في ألاسواق الخارجية‪.272‬‬

‫ثالثا‪ :‬عراقيل تواجه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في إطار الاستثمار في‬


‫التجارة الخارجية‬
‫تعاني املؤسسات الصغيرة من ةعوبات عديدة تعيقها كي تكون عونا اقتصاديا فعال‬
‫في مجال التجارة الخارجية وتحقيق الدور املنوط بها‪ ،‬ومن أهم تل العراقيل نجد‪:‬‬

‫‪-4‬صعوبات وعراقيل إدارية‬


‫أهم الصعوبات التي تعتري املؤسسة الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬نجد نمو القطاع غير‬
‫الرسمي ومنها السوق املوازية أو اقتصاد الظل الذي عسيئ لالقتصاد الوطيي بصفة عامة‬
‫وللمؤسسات الصغيرة واملتوسطة خصوةا‪ ،273‬والبيروقراطية إلادارية التي تعرقل جهودها‬

‫= ‪-‬بن عنتر عبد الرحمن‪ » ،‬واقع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وآفاقها املستقبلية «‪ ،‬مجلة العلوم الاقتصادية وعلـ ـ ـوم‬
‫التسيير‪ ،‬عدد‪ ،26‬الجزائر‪ ،0220 ،‬ص ‪.619‬‬
‫‪ - 272‬بعتاش ليلي‪ » ،‬تبيي آلاليات املستحدثة في التمويل ضرورة لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة بالجزائر « ‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -273‬يحياوي محمد‪ » ،‬دور تكنولوجيا املعلومات والاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاالت في تأهيل املؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسات الصغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيرة واملتوسطة« ‪،‬‬
‫مرجع س ـ ـ ــابق‪ ،‬ص ‪. 99-97‬‬
‫‪106‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في تحقيق التنمية والتطور واشتراط الترخيص املسبق لتجسيدها وفق إجراءات معقدة‬
‫وطويلة‪.274‬‬
‫‪ -9‬عراقيل ذو طابع جمركي‬
‫من العراقيل الجمركية‪ ،‬نجد ما يتعلق بطول فترة جمركة البضاعة وتفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيشها في‬
‫املوانئ‪ ،‬باإلضافة إلى ارتفاع قيمة الضريبة أو الرسم الجمركي الذي تخضع له بالنظر إلى حجم‬
‫املشروع ورأسمال املؤسسة‪.‬‬

‫‪-0‬نقص الدعم واملتابعة‬


‫تعاني املشروعات الصغيرة من نقص في الدعم بشكل كبير‪ ،‬ولل بالرغم من التأكيد‬
‫على مبدأ الدعم من طرف املشرع الجزائري‪ ، 275‬باعتبار الدعم املشروعات أهم طريقة لترقية‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودفعها نحو املساهمة بالدفع باالقتصاد الوطيي نحو التطور‬
‫والارتقاء والعمل على تأهيلها ‪276‬وتحسين الوضع الحالي لها من حيث التسيير وجودة‬
‫املنتوجات ولل من أجل تحقيق شروط البقاء والصمود في وجه املنافسة الدولية‪.‬‬
‫على غرار املشرع الجـ ـ ـ ـ ـزائري‪ ،‬نجد التشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريع الفرن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس ي قد اهتم بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسألة تــدعيم‬
‫املؤس ـ ـ ـسات الصغيرة الحجم‪ ،‬ولل بأن وضع إطار قانوني فعال في إطار ال ـ ـ ـتدعيم الحـ ـ ـ ـ ـقيقي‬
‫للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في مج ـ ـال الت ـ ـ ـ ـ ـجارة الخارجية‪ ،‬ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجد مثال وزارة الاقتص ـ ـ ـ ـ ـاد‬

‫‪ - 274‬تتواجد عراقيل إدارية أخرى‪ ،‬نرد من لل ندرة املعلومات املتعلقة بفرص الاستثمار‪ ،‬نقص املعلومات املتعلقة‬
‫باملحيط الوطيي والخدمات الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسويقية كأمـ ـ ـ ـ ـ ــاكن املعارض وتسويقـ ـ ـ ـ ـ ــها وتواريخها واشتراطات الجودة في ألاسـ ـ ـ ـ ـ ــواق‬
‫الخارجية واملحلية‪ ،‬غياب هئيات متخصصة في دراسة السوق‪ ،‬نقص املعلومات الخاةة بمصادر آلاالت والتجه ـ ــيزات لات‬
‫التكن ـ ـ ـ ـ ــولوجيا املتطورة‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم الدراية بالتكاليف وإضاعة الوقت في البحث عن ألاسعار املناسـ ـ ـ ــبة‪ ،‬أنظر‬
‫يحياوي محمد‪ » ،‬دور تكنولوجيا املعلومات والاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاالت في تأهيل املؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسات الصغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيرة واملتوسطة« ‪،‬‬
‫مرجع س ـ ـ ــابق‪ ،‬ص ‪. 99-97‬‬
‫‪ -275‬لل بموجب أحكام القانون رقم ‪ ،67-26‬في أحكام الباب الثاني منه‪ ،‬والتأكيد مرة أخـرى على املبدأ بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب‬
‫أح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكام القانون رقم ‪ 20-69‬املتعلق بتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ – 276‬تعرف منظمة ألامم املتحدة للتنمية الصناعية التأهيل بأنه عبارة عن مراحل تطوير مستمرة تهدف إلى تحضير‬
‫وتكييف املؤسسة ومحيطها وفقا ملتطلبات التبادل الحر بإدخال مساعي التقدم ولل تقوية لنقاط القوة وامتصاص نقاط‬
‫الضعف التي تعاني منها املؤسسة‪ ،‬نقال عن أوشن ليلى‪ ،‬الشراكة ألاجنبية واملؤسسة الاقتصادية الجزائرية‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاجستير في الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون‪ ،‬فرع قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون التـ ـ ـ ـعاون الدولي‪ ،‬كل ـ ـ ـ ـية الحقوق‪ ،‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة مولود مـ ـ ـ ـ ـعمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪ ،0266 ،‬ص ‪.627‬‬
‫‪107‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واملالية والصناعة‪ ،‬فتم تكريس منذ عام ‪ 6791‬املسؤول ألاول في تح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديد وتسـ ـ ـ ـ ـ ـيير‬
‫التجارة الخارجية الفرنسية ‪ ،‬أال وهو سكرتير الدولة املكلف بالتجارة الخارجية‪ ،‬وتحـ ـديد‬
‫النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام الذي يدعم املؤسسة الفرنسية امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصدرة بموج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون‬
‫الصادر في ‪ 1‬أو ت ‪ ،6791‬أين ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقوم هذا ألاخير بالتنسيق مع العديد من الهيئات العمومية‬
‫في تحديد برنامج الدعم‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـن بي ـ ـ ـ ـ ـنها نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـج ـد الشركة الفرنسية لتأمين التجارة‬
‫‪importateurs‬‬ ‫الخارجية ‪ ،COFACE‬كما تم إرساء نظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدرون الجدد‬
‫‪. dispositif de nouveaux‬‬
‫نجد كذل مدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرية الـ ـ ـعالقات الخارجية ‪ ،DREE‬التي تعمل تحت مسـؤولية سك ـ ـ ـريتير‬
‫الدولة املكلف بالعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالقات الخارجية‪ ،‬فتقوم املديرية بتسيير املهام الاقتصادية في الخارج‬
‫والتي تم ـ ـ ـ ـ ـنح دعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ح ـ ـقيقي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في البلد املعيي‪.277‬‬
‫في نفس إلاطار‪ ،‬نجد املركز الفرنس ي للتجارة الخارجية ‪ ،CFCE‬والوكالة من أجل‬
‫‪L’agence pour la promotion‬‬ ‫الترقية الدولية لتكنولوجيات املؤسسات الفرنسية‬
‫‪ ،internationale des technologies et des entreprises françaises‬التي تساعد‬
‫املؤسسات على بيع منتوجاتها وخدماتها‪.278‬‬

‫‪277‬‬
‫‪–DE ZELECOURT, Jaques et XAVIER Theulet, « Aides à l’export : un dispositif d’appui‬‬
‫‪adapté aux PME », revue le Moci, du 3 janvier 2002, pp. 64, 66 et 72.‬‬
‫‪278‬‬
‫‪-Idem, p. 71.‬‬
‫‪108‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث الثاني‬
‫املستثمر ألاجنبي‪ :‬الشركات املتعددة الجنسيات كنموذج‬
‫شهد مطلع النصف الثاني من القرن ‪ 20‬بداية مرحلة جديدة في ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطور النظ ـ ـ ـ ـام‬
‫الرأسمالي‪ ،‬حيث أةبحت العملية إلانتاجية داخل املشروع الرأسمالي تتم على الدولي في إطار‬
‫ما عسمى بدولية إلانتاج‪ ،‬فأضحى الاقتصاد العالمي يحل تدريجيا محل الاقت ـ ـصاديات القومية‬
‫املختلفة كإطار لعملية إلانتاج الرأسمالي‪.‬‬
‫تشكل الشركات املتعددة الجنسيات أداة ووسيلة هذا التحول‪ ،‬الذي انتقل من‬
‫املستوى القومي إلى املستوى العالمي‪ ،‬حيث تتوزع املراحل املختلفة للعملية إلانتاجية داخ ـ ـ ـ ـ ـل‬
‫املشروع الواحد على مختلف دول العالم مع استمرار خضوعها لسيطرة مرك ـ ـ ـزية ق ـ ـ ـومية‬
‫موحدة‪ ،‬تتميز الشركات أو املشروعات املتعددة القوميات من الوجهة الاقتصادية بتعدد‬
‫الوحدات إلانتاجية على املستوى العالمي من ناحية‪ ،‬ومركزية السيطرة من ناحية أخرى‪.‬‬
‫تشكل مجموعات الشركات املتعددة القوميات التغير القـ ـ ـ ـ ـانوني عن هذه الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيانات‬
‫الاقتصادية الجديدة‪ ،‬حيث تتخذ الوحدات إلانتاجية شكل ش ـ ـ ـ ـ ـركات وليدة أو تابعـ ـ ـة تخـ ـ ـ ـ ـ ـضع‬
‫كلها لسيطرة شركة واحدة هي الشركة ألام التي تتولى إدارتها م ـ ـ ـ ـركزيا في إطار إستراتجية إنتاجية‬
‫موحدة‪.‬‬
‫تتميز هذه الشركات من الناحية القانونية بتعدد الوحدات القانونية املستقلة أو ما‬
‫عسمى بالشركات الوليدة‪ ،‬أين ععمل كل منها في إطار قانوني مختلف‪ ،‬كما تتميز بمركزية‬
‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـيطرة التي تخضع لها هذه الوحدات القانونية‪ ،‬فمالا يراد بالشركات املتعددة الجن ـ ــسيات‬
‫(املطلب ألاول) ‪ ،‬وما هو إطارها القانوني في التشريع الجزائري (املطلب الثاني)‪ ،‬وفيما يـ ــتمثل‬

‫‪109‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تأثير مثل هذه الشركات على الاقـ ـ ـ ـ ـ ـتصاد الوط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيي والت ـ ــج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الخارجية في‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجزائر‪ ،‬أو هـ ـ ــل م ـ ـ ـ ـ ـ ــن اس ـ ـ ــتثمار لل ـ ـ ـ ـ ـ ـشركات املتعددة الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنسيات في مج ـ ـ ـ ـ ـال الت ـ ـ ـ ــجارة‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخارجية في ال ـ ـ ـ ـ ــجزائر‪ ،‬وإن تواجدت‪ ،‬ففي أي مجال تنشط( املطلب الثالث)‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬

‫إلاطار املفاهيمي للشركات املتعددة الجنسيات‬


‫يتميز النظام الاقتصادي العالمي الجديد بتعميق العوملة‪ ،‬حيث يزداد فيه دور‬
‫املؤسسات الاقتصادية الدولية‪ ،‬وتعد الشركات املتعددة الجنسيات من أهم مالمح ظاهرة‬
‫بالنظر إلى ضخامة حجمها وتمثيلها لكيانات‬ ‫العوملة والنظام الاقتصادي املعاةر‪ ،‬لل‬
‫اقتصادية عمالقة من حجم الرأسمال والاستثمارات التي تنجزها والشبكات التسويقية التي‬
‫تملكها وحجم رأسمالها‪ ،‬باعتبارها تستحول على نحو‪ % 72‬من حجم املبيعات على املستوى‬
‫العالمي‪ ،‬كما يتجاوز معدل نمو نشاطها ‪ % 62‬سنويا أي نحو ضعف معدل النمو في‬
‫الاقتصاد العالمي ومعدل نمو التجارة الدولية‪.‬‬
‫عرف نشأة وظهور الشركات املتعددة الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنسيات تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطورا تاريخـ ـ ـ ـ ـ ـيا (الف ـ ـ ـ ـ ـرع‬
‫ألاول)‪ ،‬حيث أطلقت عليها عدة تسميات وتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعريفات (الفرع الثاني)‪ ،‬وي ـ ـ ـ ـ ـ ـعد الاندماج طريق‬
‫لتـ ـ ـ ـشكيل الشركات املتعددة الجنسيات(الفرع الثالث) ‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬
‫التطور التاريخي لنشأة الشركات املتعددة الجنسيات‬
‫تتحكم الشركات املتعددة الجنسيات بمعظم إلانتاج إلاجمالي العالمي والتبادالت‬
‫التجارية والاستثمارات الدولية‪ ،‬ولقد برز ظهورها على املستوى الدولي خاةة في الدول‬
‫ألاوروبية والقارة ألامريكية (أوال)‪ ،‬بينما عرفت ظهورا محتشما في الجزائر كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبلد نامي ‪ ،‬إل لم‬
‫تتمكن من استقطاب رؤوس أموال عموما إال في مجال املحروقات (ثانيا)‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أو ال‪ :‬الشركات املتعددة الجنسيات على املستوى الدولي‬


‫تتمركز معظم الاستثمارات التي تباشرها الشركات املتعددة الجنسيات في الدول‬
‫املتقدمة وخاةة في دول إلاتحاد ألاوربي والواليات املتحدة ألامريكية‪.‬‬

‫‪-4‬ظهورها في القارة ألاوربية‬


‫إلى قانون حامورابي الذي‬ ‫ععود ظهور الشركة بحد لاتها إلى زمن بعيد‪ ،‬ولل‬
‫خصص له ‪ 9‬مواد‪ ،279‬إال أن القانون الروماني هو ألاةل الذي انبثق عنه تنظيم الشركات‬
‫تطور ظهور الشركات بشكل الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتت لالنتباه ما بين القرن ‪ 61‬و‪69‬‬ ‫‪280‬‬ ‫بامل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعيى الحديث‪،‬‬
‫م‪ ،‬حيث أةبحت أداة لتحقيق تراكم الرأسمال على املستوى إلاقليمي‪ ،‬لتنتقل بعد اشتداد‬
‫املنافسة الداخلية إلى املستوى الدولي‪ ،‬وفي بداية القرن ‪ 69‬م‪ ،‬وتطبيقا ألفكار املذهب الحر‬
‫الذي حفز على ظهور شركات تجارية ضخمة أنشأت لهذا الغرض‪.281‬‬
‫استمرت هذه الشركات القيام بوظيفتها في ظل رعاية دولها ولل باستغالل ثروات‬
‫املستعمرات والاتجار فيها بعد أن تواطأت على حقوق هذه الشعوب‪.‬‬
‫بالرغم من تشكل الشركات املتعددة الجنسيات في شكل شركات مساهمة‪ ،‬إال أنها‬
‫ظهرت في شكل شركات منافسة أثناء املرحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلة التي ك ـ ـ ـ ـ ـ ـانت الثورة الصـ ـ ـ ـناعية في أوج‬
‫قـ ـ ـ ـوتها‪ ،‬فتشكلت بموجب مراسيم ملكية تمنحها امتيازات السلطة العامة مثل سلطة‬
‫الضرائب‪ ،‬كما كانت تتعامل مع ألامراء الهنود في مجال ألاوراق املالية ‪ ،‬وبصيغة أخرى وعلى‬
‫حد تعبير محمد بجاوي‪ ":‬لقد منحتها دولها ألاصلية جزء من السلطة والسيادة"‪.282‬‬

‫‪ – 279‬تضمن قانون حمورابي املواد من ‪ 622‬إلى املادة ‪ 629‬عن الشركات املتعددة الجنسيات ‪ ،‬ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقال عن‪ :‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي علي‬
‫أحمد‪ ،‬النظام القانوني للشركات عبر‪ -‬الوطنية املعاةرة والقانون الدولي العام‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،0227 ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ - 280‬نجد من لل امليثاق البريطاني لعام ‪ 6069‬ق‪.‬م املعروف بماغناكارتا‪ ،‬راجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ - 281‬نجد من لل نجد الشركة الهولوندية للهند الغربية ‪la compagnie hollandaise des indes occidentales‬‬
‫الشركة البريطانية للهند الشرقية لعام ‪. british east india corporation ،6122‬‬
‫‪282‬‬
‫‪- RIOUX Michèle, « Théorie des firmes multinationales et des réseaux économiques‬‬
‫‪transnationaux», in L’investissement et la nouvelle économie mondiale, trajectoires nationales,‬‬
‫‪BRUYLANT, groupe De Boeck, Bruxelles, 2012, p. 63.‬‬
‫‪111‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في نهاية القرن ‪ 67‬م وبانطالق الثورة الصناعية في أوربا‪ ،‬ازداد ظهور شركات املساهمة‬
‫أين كان هدفها ألاساس ي هو تجميع رؤوس ألاموال‪ ،‬فقامت معظم الدول ألاوربية بتعديل‬
‫الترخيص الحكومي املسبق لتأسيس شركات املساهمة‪ ،‬الشيئي الذي حفز في ظهورها خاةة‬
‫في فرنسا‪ ،‬ولل إثر ظهور قانون ‪ 01‬جويلية ‪ ،6719‬الذي ينظم شركات ألاموال والذي ععد‬
‫مصدر إلهام العديد من التشريعات العربية في مجال تنظيم الشركات‪.‬‬
‫عملت كل تل الظروف على تطوير شركات املساهمة‪ ،‬لتنتقل من املجال التجاري إلى‬
‫املجال الصناعي مثل استخراج املعادن‪ ،‬خدمة القطاع الزراعي والذي يخضع لتعديالت‬
‫متتالية تجاوزت ‪ 72‬مرة‪.‬‬
‫ساهمت هذه الشركات كذل في تطوير الثورة الصناعية واقتصاد الدول الرأسمالية‬
‫والتي تحولت إلى تجمعات احتكارية ابتداء من عام ‪ ،6772‬ليتطور ألامر إلى البحث عن الثروة‬
‫من مختلف القارات خدمة للنظام الرأسمالي‪ ،‬فظهرت إلى الوجود شركات رأسمالية‬
‫تخصصت في إنتاج املواد ألاولية‪.‬‬

‫‪-9‬ظهورها في القارة ألامريكية‬


‫ظل توسع الرأسمالية ألاوربية عبر أنحاء العالم‪ ،‬فظهرت هذه الشركات في شمال‬
‫القارة ألامريكية ولل عن طريق الهجرة‪ ،‬وانتشرت بشكل سريع‪ ،‬ألامر الذي أقلق السلطات‬
‫في و‪.‬م‪.‬أ بشكل جعلها تصدر عدة قوانين في هذا الشأن أهمها القانون املضاد للتجمع‬
‫الاحتكاري‪.‬‬
‫كانت النتيجة‪ ،‬انتشار ظهور الشركات املتعددة الجنسيات على املستوى الدولي بعدما‬
‫كان نشاطها إقليمي‪ ،‬مما أدى إلى خروج هذه الشركات خارج الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة ألامريكية إلى القـ ـ ـ ـ ـ ـارة‬
‫ألاوربية‪ ،‬مما خلق منافسة شديدة مع الشركات الصناعية لهذه الدول‪.283‬‬

‫‪ - 283‬قادري عب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد العزيز‪ ،‬الاستثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمارات الدول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية‪ :‬التح ـ ـ ـ ـ ـكيم التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاري الدولي‪ ،‬ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمان الاست ـ ـثمارات‪ ،‬دار‬
‫ه ـ ـ ـ ـومة‪ ،‬الجزائر‪ ،0221 ،‬ص ‪.90-96‬‬
‫‪112‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ -‬ظهور الشركات املتعددة الجنسيات في الجزائر‬


‫باعتماد من طرف‬ ‫ظهرت هذه الشركات في ظل الاستعمار الفرنس ي للجزائر ولل‬
‫املستعمر‪ ،‬من أجل استنزاف خاةة مادة البترول ومجموعة من الثروات املعدنية التي‬
‫تعوزها الدول ألاوربية وجعل الجزائر بلدا لتصريف منتوجاتها كإحدى معالم الثورة‬
‫الصناعية‪. 284‬‬
‫أشار إلى لل الاستنزاف املشرع الجزائري ةراحة في امليثاق الوطني لعام ‪ 4781‬ولل‬
‫بنصه‪:‬‬
‫» قد ترتب على الوضع أن أوروبا أصبحت تشعر بحاجتها إلى أسواق تفتحها وإلى‬
‫موارد اقتصادية طبيعية تسخرها‪ ،‬وذلك ال يتأتى دون بسط نفوذها على مناطق جديدة‬
‫تحتلها بالقوة ‪.« 285‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تعريف الشركات املتعددة الجنسيات‬
‫حاول مجموعة من الفقهاء (أو ال) والهيئات الدولية إعطاء تعريفا للشركات املتعددة‬
‫الجنسيات (ثانيا)‪ ،‬ولل بدون أن يتمكنوا من وضع أي تعريف جامع ومتفق عليه‪.‬‬

‫أو ال‪ :‬مقاربة حول تعريف الشركات املتعددة الجنسيات‬


‫حاول مجموعة من الفقهاء إعطاء تعريف للشركات املتعدد الجنسيات‪ ،‬مع بروز‬
‫اختالفات واضحة في كل منها بل حتى في تحديد املعيى الحقيقي‪ ،‬ومن الاجتهادات الفقهية برز‬
‫التعريف الاةطالحي‪ ،‬ويطلق على الشركات املتعددة الجنسيات عدة مصطلحات تنصب كلها‬
‫في معيى واحد‪.‬‬

‫‪-TERKI Noureddine, Les sociétés étrangères en Algérie, OPU, Alger, 1976, p. 54.‬‬
‫‪284‬‬

‫‪- 285‬ولل بموجب امليثاق الوطيي للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،6771‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،9‬الصادر في‬
‫‪ 61‬فيفري ‪.6771‬‬
‫‪113‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-4‬التعريف الفقهي للشركات املتعددة الجنسيات‬


‫حول مجموعة من الفقهاء تعريف الشركات املتعددة الجنسيات الشركات‪ ،‬ومن أهم‬
‫‪ ، Vernon‬الذي عرف الشركة المتعددة‬ ‫هذه التعريفات نجد مثال تعريف الفقيه فرنون‬
‫الجنسيات على أنها املنظمة التي يزيد رقم أعمالها أو مبيعاتها السنوية عن ‪ 622‬مليون دوالر‬
‫والتي تمتل تسهيالت أو فروع إنتاجية في ستة دول أو أكثر‪ ،‬وهو تعريف ععتبر املشروعات‬
‫املتعددة القوميات تل التي تتمل أو تسيطر على وحدات إنتاجية في دولتين على ألاقل‪.‬‬
‫نجد كذلك تعريف الفقيه توجندانت‪ Tugenthat ،‬ويعرفها أنها تل الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركات‬
‫الصناعية التي تنتج وتبيع منتجاتها في أكثر من دولة واحدة‪ ،‬ويضيف‪ Tugenthat‬أنه م ــهما‬
‫كانت درجة حرية املبادرة املمنوحة ملختلف الوحدات‪ ،‬فانها تخضع دائما لرقابة إلادارة‬
‫املركزية للشركة ألام التي تمثل املخ والجهاز العصبي للجسم كله‪ ،‬إل أن هذه الوحدات ال‬
‫يمكنها أن تتح ــرك وفقا للمصلحة الخاةة وإنما للمصلحة العامة للمجموعة وهي محددة من‬
‫قب ـ ـ ــل امل ـ ـ ـ ـ ــقر المركزي‪ ،"286‬مما ععيي أن الفقيه يضيف عنصرا ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديدا لتعريف فرنون‬
‫وه ـ ـ ـ ـو ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنصر إلاستراتيجية إلانتاجية املوحدة‪.‬‬
‫نجد أيضا تعريف الفقيه ليفنجستون ‪ Livingstone‬الذي يعتبرالشركة الدولية‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشركة التي تتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتع بشخصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية مست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقلة تم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارس ن ـ ـشاطها في دول ـ ـ ـ ـة‬ ‫أنها تل‬
‫أج ـ ـ ـ ـ ـنبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة أو أكثر‪ ،287‬يضيف الفقيه ليفنجستون إلى ما سبق عناةر أخرى تتعلق بمدى‬
‫اتساع نشاط املشروع على املستوى العالي وبمدى أهمية النشاط إلانتاجي الخارجي بالنسبة‬
‫للح ـ ـ ـ ـ ـجم الكلي لنشاط املشروع‪.‬‬

‫‪ -286‬عثماني أحسين‪ ،‬استراتيجيات الشركات املتعددة الجنسيات في عوملة الاقتصاد‪ ،‬مذكرة لنـ ـ ـ ـ ـيل شهادة املاجس ـ ـ ـ ـ ـ ـتير في‬
‫الاقتصاد‪ ،‬فرع اقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،0227-0220 ،‬ص ‪.61-69‬‬
‫‪-‬أنظر أيضا‪ :‬س ي علي أحمد‪ ،‬النظام القانوني للش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركات عبر الوط ـ ـ ـ ـ ـ ـني ـ ــة املعاة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة والق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون الـ ـ ـ ـ ـدولي‬
‫العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،0227 ،‬ص ‪.619‬‬
‫‪ -287‬بعداش بوبكر‪ ،‬مظاهر العوملة من خالل نشاط الشركات العاملية املتعددة الجنسيات‪ :‬حالة قطاع البترول‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية ‪،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـير‪ ،‬جامعة‬
‫الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائر ‪ ،0262-0227 ،7‬ص ‪.96‬‬
‫‪114‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تعريف الفقيه شارل أمبير ميشالي ‪Charle Albert Michalet‬الذي ععرفها أنها‬
‫شركة وطنية ضخمة والتي تمتل أو تراقب عدة فروع إنتاجية في عدة دول أجنبية ‪.288‬‬
‫يكاد يتفق الفقيه شارل أمبير ميشالي مع الفقيه توجدانت‪ ،‬ولل بالتركيز في تعريفه‬
‫على عنصر إلاستراتيجية إلانتاجية ‪ ،‬ولل في أكثر من دولة واحدة‪.‬‬

‫‪-9‬التعريف الاصطالحي للشركات املتعددة الجنسيات‬


‫يثير تعريف مثل هذه الشركات العديد من الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموض‪ ،‬باعتبار أن الشركة يمك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن‬
‫أن تكتسب عدة جنسيات وتحتفظ بج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنسية بلدها ألاةلي الذي يحوز على أموال‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشركة‪ ،‬وملا كانت أسهم الشركات العمالقة ممـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوكة جميعها أو أغلبها ملواطيي دولة‬
‫واحدة‪ ،‬فال تكون هذه الشركات متعددة الجن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسيات‪ ،‬لكن في حال تعددت الجنسيات التي‬
‫تحصل عليها الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركات الفرعية والشركات املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشتركة التي تنشا في ظل القوانين الوطنية‬
‫ملختلف الدول ولكونها ت ـ ـمارس أنشطتها في أكثر من بلد فهي تعد شركة عابرة لألوطان‪ ،‬ويطلق‬
‫على هذا الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع ع ـ ـ ـ ـ ــدة مصطلحات‪ ،‬إال أن أكثرها استعماال هي الشركات املتعددة‬
‫الجنسيات‪.289‬‬

‫‪288‬‬
‫‪-PAULET Jean pierre, Les multinationales:frein ou moteur de l’économie, Elleippes, Paris,‬‬
‫‪1997, p 05.‬‬
‫‪ -289‬من أهم املصطلحات التي أطلقت على الشركات املتعددة الجنسيات نجد‪- ،‬الشركات ألاجنبية ‪les sociétés ،‬‬

‫الشركة التي تحتوي على تسهيالت ملمارسة‬ ‫‪ ،étrangères‬وهو املصطلح ألاكثر استعماال والشركة ألاجنبية هي تل‬
‫نشاطها خارج البلد ألام بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ومهما كانت طبيعة النشاط إنتاجي أو تجاري‪- ،‬الشركات املتعددة‬
‫الجنسيات ‪ : Les firmes multinationales‬هو انتقال النشاط إلى بلدين أجنبيين‪ - ،‬الشركات عبر الوطنية ‪Les‬‬

‫‪ :firmes transnationales‬هو نفس تعريف الشركات املتعددة الجنسيات لكن رفض استخدامه من طرف ألامم‬
‫املتحدة من أجل تفادي آلاثار النفسية التي يمكن أن تتركها في شعوب الدول النامية‪- ،‬الشركات املتعددة الجنسيات‬
‫الشمولية ‪ Les firmes multinationales Globales‬عشمل نشاط هذه الشركات باإلضافة إلى انتقال نشاطها إلى‬
‫البلدان ألاجنبية‪ ،‬نجد شموله كذل على منتجات أخرى من غير املنتج ألاةل‪- .‬الشركات املتعددة الجنسيات العابرة‬
‫وهي شركات لها فروع إنتاجية أو تسويقية في‬ ‫للقارات ‪Les firmes multinationales transcontinentales‬‬
‫العديد من الدول ألاجنبية من قارات مختلفة‪ ،‬وهي مرحلة متقدمة من مراحل النشاط لهذه القارات‪- .‬الشركات املتعددة‬
‫‪ : Les firmes multinationales globales‬وهي شركات لها فروع إنتاجية أو تسويقية‬ ‫الجنسيات الكوكبية‬

‫‪115‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف بعض الهيئات للشركات املتعددة الجنسيات‬


‫قدمت عدة تعاريف للشركات املتعددة الجنسيات ‪ ،‬ولل بالرغم من عدم وجود تعبير‬
‫أو تسمية متفق عليها‪ ،‬ومن أهم لل نذكر‪:‬‬

‫‪-4‬تعريف غرفة التجارة الدولية‬


‫يمكن تعريف املشروع املتعدد الجنسيات‪ ،‬على أنه الشركة أو مجموعة الشركات التي‬
‫تعمل على نطاق عالمي ويساهم بشكل أساس ي في تدفق الاستثمارات املباشرة بين الدول‬
‫املختلفة‪.290‬‬

‫‪-9‬تعريف منظمة التجارة والتنمية الاقتصادية‬


‫على خالف الفقه‪ ،‬لم تجد منظمة التجارة والتنمية الاقتصادية ةعوبة في تعريف‬
‫أو ي ـ ـ ـ ـ ـ ـسيطر على‬ ‫الشركات املتعددة الجنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسيات‪ ،‬حيث ععتبرها كل مشروع يمتل‬
‫موجودات أو ألةول ومصانع ومناجم ومكاتب بيع وما شابهها في دولتين أو أكثر‪ ،‬تعمل‬
‫بالتنسيق فيما بينها بأشكال مختلفة‪ ،‬حيث يمكن لوحدة أو عدة وحدات التأثير على نشاطات‬
‫الغير‪ ،‬لكن مستوى استقاللية الشركة ألام عن الفرع أو بين الوحدات فيما بينها يختلف من‬
‫شركة متعددة الجنسيات إلى أخرى‪ ،‬ورأسمالها يكون إما عام أو خاص أو مختلط‪.291‬‬

‫=العديد من الدول ألاجنبية وفي ظل كل القارات‪- ،‬الشركات العاملية املتعددة الجنسيات ‪Les firmes‬‬

‫‪ multinationales universelles‬وهي شركات لها فروع =إنتاجية أو تسويقية في العديد من الدول ألاجنبية‪ ،‬أنظر‬
‫بعداش بوبكر ‪ ،‬مظاهر العوملة من خالل نشاط الشركات العاملية املتعددة الجنسيات‪ :‬حالة قطاع البترول‪ ،‬م ـ ـ ـ ـ ـ ــرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪-‬أنظر أيضا‪ :‬عثماني أحسين‪ ،‬استراتيجيات الشركات املتعددة الجنسيات في عوملة الاقتصاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -290‬طالب حسن موس ى‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0260 ،‬ص ‪.602‬‬
‫‪291‬‬
‫‪-Il s’agit généralement d’entreprises ou d’autres entités établies dans plusieurs pays et liées de‬‬
‫‪telle façon qu’elles peuvent coordonner leurs activités de diverses manières.‬‬
‫‪Une ou plusieurs de ces entités peuvent être en mesure d’exercer une grande influence sur les‬‬
‫‪activités des autres, mais leur degré d ‘autonomie au sein de l’entreprise peut être très variable‬‬
‫‪d’une multinationales à l’autre, leur actionnariat peut être privé, public ou mixte, RIOUX‬‬
‫‪Michèle, « Théorie des firmes multinationales et des réseaux économiques transnationaux», op cit,‬‬
‫‪p. 44.‬‬
‫‪116‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-0‬تعريف السوق ألاوربية املشتركة‬


‫تعرف السوق ألاوربية املشتركة الشركة املتعددة الجنسيات‪ ،‬بأنه لل املشروع الـ ـ ـذي‬
‫يمتل وحدات إنتاجية في عدة دول‪ ،‬وتعمل هذه املشروعات بالتنسيق فيما بينها بط ـ ــرق‬
‫مختلفة‪ ،‬حيث قد تؤثر وحدة أو مجموعة من هذه الوحدات على نشاط الغير‪ ،‬حيث تختلف‬
‫نسبة استقاللية هذه املؤسسات بين الفرع والشركة ألام تخالف من شركة متعددة‬
‫الجنسيات غلى أخرى‪ ،‬و يتشكل رأسمالها عام‪ ،‬أو خاص‪ ،‬أو مختلط ‪.292‬‬
‫يتبين أنه ال يوجد تسمية واحدة تطلق على مثل هذه الكيانات القانونية‪ ،‬حيث ال‬
‫يوافق بعض القانونيين على استعمال عبارة متعددة الجنسيات‪ ،‬ألنها تتضمن فكرة الجنسية‬
‫املتعددة للشركة الواحدة‪ ،‬ألامر الذي يرفضه القانون لتقرير لل بمجرد ممارسة الشركة‬
‫لنشاطها في أكثر من دولة أو انتماء املساهمين إلى أكثر من جنسية‪ ،‬بدليل استخدام الجمعية‬
‫العامة لألمم املتحدة عبارة عبر الدول بدل من متعددة الجنسيات‪ ،‬كما ال يفضل استخدام‬
‫مصطلح الدولية إال إلا كانت الشركة متكونة من املشروعات التي تمتل ـ ـ ـ ـكها الدولة‪ ،‬غير أن‬
‫التسمية ألاكثر استخداما نجد مصطلح الشركات املتعددة الجنسيات‪.293‬‬
‫إن الشركات املتعددة الجنسيات تعد شركات خاةة ‪294‬ومعظم التعريفات تركز على‬
‫الجانب املادي دون التركيز على طبيعتها القانونية‪.295‬‬
‫تتميز الشركات أو املشروعات املتعددة القوميات بعدة خصائص نجد من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬كبر حجم هذه املشروعات‪ :‬فهي تتمتع كلها بدرجة عالية جدا من التركيز الرأسمالي ف ـ ـمثال‬
‫فهي تنتج اليوم الحجم الكلي لإلنتاج العالمي خارج املعسكر الاشتراك‪.296‬‬
‫ي‪ -‬الطابع الاحتكاري لهذه املشروعات‪ :‬حيث تعمل في إطار ما عسمى بنظام احتكار القلة‬

‫‪ -292‬عثماني أحسين‪ ،‬استراتيجيات الشركات املتعددة الجنسيات في عوملة الاقتصاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪293‬‬
‫‪- RIOUX Michèle, « Théorie des firmes multinationales et des réseaux économiques‬‬
‫‪transnationaux», op cit, p. 44.‬‬
‫‪ -294‬س ي علي أحمد‪ ،‬النظام القانوني للش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركات عبر‪ -‬الوط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنية املعاةرة وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون الدولي العام‪ ،‬دار‬
‫هوم ـ ـ ـ ـ ـة‪ ،‬الجزائر‪ ،0227 ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪295‬‬
‫‪- RIOUX Michèle, « Théorie des firmes multinationales et des réseaux économiques‬‬
‫‪transnationaux », op cit, pp. 44-45.‬‬
‫‪296‬‬
‫‪- PAULET Jean pierre, Les multinationales:frein ou moteur de l’économie , op cit, p. 05.‬‬
‫‪117‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عدد قليل من املشروعات الكبيرة‪297.‬‬ ‫يخضع حيث السوق إلى‬


‫‪ -‬العمل بنظام احتكار القلة‪ :‬يزيد نظام احتكار ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقلة من القوة الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية‬
‫للشركات املتعددة الجنسيات‪ ،‬ومن قدرتها على السيطرة‪ ،‬خاةة وأنها تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتخدم في‬
‫إنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـ ـاجها أحدث ألاساليب التكنولوجية والفنية‪ ،‬كما تسيطر على وحدات إلانتاج‬
‫والتسويق‪ ،‬مما يدعم طابعها الاحتكاري‪.298‬‬

‫‪-‬املرونة والقدرة على التكيف إزاء تغير الظروف الاقتصادية والسياسية والقانونية‪:‬‬
‫ويرجع لل إلى اتساع مجال النشاط الاقتصادي لها‪.299‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫الاندماج طريق لنفاذ الشركات املتعددة الجنسيات إلى ألاسواق الدولية‬
‫يقصد باالندماج فناء شركة أو أكثر في شركة أخرى وقيام شركة جديدة تنتقل إليها لمم‬
‫الشركات التي فنيت ‪ ,‬وهو يتم بطريقتين ألاولى بطريقة الابتالع أو الضم‪ ،‬بـ ـ ـ ـمـ ـ ـعيى أن أحدى‬
‫الشركات تظل قائمة وتبتلع الشركات ألاخرى‪ ،‬والثانية بطريق املزج حيـ ـ ـ ـ ـث تف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيى الشركات‬
‫وتنشأ شركة جديدة تنتقل إليها لمم الشركات الثانية‪300‬و تتمثل أهم طرق الاندماج فيما يلي‪:‬‬

‫أو ال‪ :‬الاندماج الدولي‬


‫عسمى باالندماج الدولي نسبة إلى انحالل شركتين أو أكثر من جنسيات مختلفة‪ ،‬ليحل‬
‫محله كيان قانوني جديد في أشياء عديدة‪ ،‬منها الكيان القانوني والذمة املالية‪.301‬‬

‫‪ -297‬بعداش بوبكر‪ ،‬مظاهر العوملة من خالل نشاط الشـ ـ ـ ـ ـ ـركات العاملية املتعددة الجـ ـ ـ ـ ـنسيات‪ :‬حالة قطاع البترول‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪- 298‬قادري لطفي محمد الصالح‪ " ،‬حماية املنافسة في التجارة الدولية كداعم لالستثمار ألاجنبي"‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن‬
‫أشغال امللتقى الوطيي حول إلاطار القانوني لالستثمار في الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -299‬طالب حسن موس ى‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.602‬‬
‫‪ -300‬قادري لطفي محمد الصالح‪ " ،‬حماية املنافسة في التجارة الدولية كداعم لالستثمار ألاجنبي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ -301‬طالب حسن موس ى‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.606‬‬
‫‪118‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتم الاندماج الدولي بين شركتين مختلفتي الجنسية ويمكن أن يقع الاندماج بين إح ـ ـ ـ ـ ـدى‬
‫الشركات الوليدة الداخلة في مجموعة متعددة القوميات‪ ،‬والتي تعمل في بلد ما وتتمتع‬
‫بجنسية إحدى الشركات الوطنية في نفس هذا البلد‪.‬‬
‫مما ععيي أن الاندماج الدولي أداة لتكوين شركة متعددة القوميات ويواجه العديد من‬
‫نجد عدم وجود قواعد موحدة تحكم عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمليات‬ ‫الصعوبات التي تفوق إتمامه‪ ،‬من لل‬
‫الاندماج‪ ،‬وةعوبة تحديد املسائل التي تخضع لقانون دولة الشركة الدامجة وتل التي تخضع‬
‫لقانون دولة الشركة املندمجة‪.‬‬
‫الاندماج الدولي ال يتم إال إلا كان مبدأ الاندماج مقبوال في كال القانونين‪302 .‬‬

‫يحقق الاندماج باملعيى السليم انتقال لم ـ ـ ـ ـ ـ ـة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشركة املندمجة إلى الشـ ـ ـ ـ ـ ـركة‬
‫الدامجة‪ ،‬دون حاجة إلى تصفية الشركة املندمجة مقدما وتسديد ما عليها من ديون‪ ،‬وهذا ما‬
‫تقرره العديد من التشريعات املعاةرة مثل أملانيا ‪ ،‬النمسا ‪ ،‬فنزويال ‪ ... ،‬الخ‪. 303‬‬
‫لقد تمت بالفعل في غضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون هذه الحقبة عدة عمليات "اندماج "هامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة بين شـ ـركات‬
‫أو مجموعة شركات تابعة لدول أوربية مختلفة ‪.‬‬
‫أضف إلى لل أن الاندماج الدولي تعترضه ةعوبة سياسية‪ ،‬ترجع إلى أن عملية الاندماج‬
‫الدولي بالرغم من طابعها الدولي‪ ،‬إنما تفرغ في نهاية ألامر في شكل شركة وطنية تخضع لقانون‬
‫وطيي معين‪ ،‬لذل ومن أجل تخطي هذا العائق فقد وضعت مجموعة دول السوق ألاوربية‬
‫املشتركة مشروعا بتكوين شركة لات طابع دولي هي الشركة ألاوربية‪ ،‬تكون بمثابة قالب قانوني‬

‫‪ - 302‬طالب حسن موس ى‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 606‬‬
‫‪ -303‬تتبع الشركات املتعددة الجنسيات أسلوب السيطرة والاحتكار من خالل أساليب السيطرة أو الاندماج‪ ،‬حيث تبحث‬
‫عن الشهرة لنفسها والبحث عن عمالء جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد واكتسابهم عن طريق التحالف بق ـ ـ ــصد الس ـ ـ ــيطرة واحتكار أجواء‬
‫املنافسة‪ ،‬أنظر قادري لطفي محمد الصالح‪ " ،‬حماية املنافسة في التجارة الدولية كداعم لالستثمار ألاجنبي"‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪119‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تفرع فيه عمليات الاندماج الدولي التي تتم داخل إطار السوق وتكون الشركة ألاوربية أداة هامة‬
‫لتكوين شركات أوربية متعددة القوميات‪. 304‬‬

‫ثانيا‪ :‬الاندماج الداخلي‬


‫يراد باالندماج الداخلي اندماج شركتين أو أكثر في كيان قانوني واحد‪ ،‬حيث تكون‬
‫الشركات من جنسية واحدة‪ ،‬فيقع الاندماج مثال بين إحدى الشركات الوليدة الداخلة في‬
‫مجموعة متعددة الجنسيات والتي تعمل في بلد ما وتتمتع بجنسيته وإحدى الشركات الوطنية‬
‫في لات البلد مثل لل الذي وقع بين شركة فورد الفرنسية وهي شركة تابعة ملجموعات‬
‫شركات فورد املتعددة القوميات والخاضعة للسيطرة ألامريكية‪ ،‬وبين شركة سيمكا الفرنسية‬
‫ويعد الاندماج الداخلي أحد ألادوات القان ـ ـ ـ ـ ـ ـونية التي‬ ‫‪3056791‬‬ ‫لصناعة السيارات عام‬
‫تستخدمها الشركات املتعددة القوميات للقضاء على منافسيها في الدول املضيفة وإلحكام‬
‫سيطرتها على السوق الداخلي في هذه الدول‬

‫ثالثا‪ :‬الاندماج حسب املفهوم الاقتصادي‬


‫يتم الاندماج حسب املفهوم الاقتصادي وليس باملفهوم القانوني‪ ،‬وتتشكل هذه‬
‫الشركات بتوافر شرطان‪ :‬هما أن يكون للشركة ألام وفقا ألحكام قانونها الوطيي الحق في‬
‫تمل أسهم شركة أخرى‪ ،‬وأن يكون ممكنا وفقا ألحكام قانون الدولة املضيفة أن تتمل‬
‫الشركة الوليدة بنسبة تسمح السيطرة عليها‪.‬‬
‫من ألامثلة في الواقع العملي على الاندماج حسب مفهومه الاقتصادي‪ ،‬نجد الاندماج‬
‫الذي حدث بين شركة أكفا‪-‬جيفارت ملستحضرات التصوير الناشئة سنة ‪ 6711‬وهي أملانية‬
‫الجنسية والخاضعة لسيطرة شركة باير وشركات جيفارت بلجيكية الجنسية‪ ،‬حيث تم‬

‫‪ -304‬بعداش بوبكر‪ ،‬مظاهر العوملة من خالل نشاط الشركات العاملية املتعددة الجنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيات‪ :‬حالة قطاع البترول‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪. 72‬‬
‫‪ -305‬طالب حسن موس ى‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.601‬‬
‫‪120‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الاتفاق على إنشاء شركتين وليدتين مشتركتين إحداهما في أملانيا وألاخرى في بلجيكا تحت‬
‫اسم شركة أكفا بنقل أةولها الصناعية‪.306‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫الشركات املتعددة الجنسيات كوجه لالستثمار ألاجنبي املباشر‬
‫غالبا ما تستثمر الشركات املتعددة الجنسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات عن طريق الاستثمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار‬
‫ألاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنبي املباشر بل يكاد يكون مالزما لها‪ ،307‬حيث ععد الاستثمار أجنبيا بال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظر إلى‬
‫جنسية املستثمر أو املستثمرين باملقارنة مع الاستثمار الوطيي‪.‬‬
‫الاستثمار ألاجنبي املباشر ظاهرة اقتصادية قديمة‪ ،‬تم إرساء معاملها في بداية القرن‬
‫العشرين‪ ،‬حيث حقق التنمية للعديد من الدول‪ ،‬وسيطرة دول أخرى على اقتصاديات الدول‬
‫خاةة منها الدول النامية (الفرع ألاول)‪ ،‬وتسعى الدول النامية ومن بينها الجزائر إلى إرساء‬
‫سياسة اقتصادية بغرض تشجيع واستقطاب الرساميل ألاجنبية‪ ،‬بالنظر إلى ما تحققه هذه‬
‫ألاخير من تنمية اقتصادية واجتماعية ‪ ،‬وكل لل يكون باملوازاة مع السلبيات التي تجلبها تل‬
‫الشركات الضخمة ‪ ،‬ولعل من أهمها السيطرة والتحكم في البلد املضيف‪ ،‬فهل حظيت‬
‫الشركات املتعددة الجنسيات باهتمام التشريع الجزائري‪ ،‬وهل خصص لها أحكام قانونية‬
‫خاةة‪ ،‬أم تخضع للقواعد العامة التي تحكم الاستثمار ألاجنبي (الفرع الثاني)‪ ،‬وفي إطار‬
‫الرساميل يتعين إخضاعها ملجموعة من الضوابط واملبادئ التي يحترمها‬ ‫التحكم في تل‬
‫املستثمر ألاجنبي في مجال التجارة الخارجية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪306 -PAULET‬‬ ‫‪Jean pierre, Les multinationales : frein ou moteur de l’économie, op cit, p. 14.‬‬
‫‪-‬أنظر أيضا ‪ :‬طالب حسن موس ى‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.601‬‬
‫‪307‬‬
‫‪-Phénomène macroéconomique, l’investissement international est indissociable des entreprises‬‬
‫‪multinationales, in RADICE ZORILA Carmen, L’évolution du droit international en matière‬‬
‫‪d’investissement directs étrangers, thèse pour le grade de docteur en droit public, université‬‬
‫‪d’Auvergne Clermont, 2007, p.128.‬‬
‫‪121‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع ألاول‬

‫مفاهيم عامة حول الاستثمار ألاجنبي املباشر‬


‫اعتنت السياسيات الاقتصادية ملعظم الدول امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتقدم ـ ـة وال ـ ـسـ ـ ـارية في طـ ـ ـريق‬
‫النـ ـ ـ ـ ـمو باالستثمار الدولي منذ أزل طويل‪ ،‬باع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتباره مؤشر ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقاس عليه التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطور‬
‫الاقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي لألمم‪ ،‬ويعتمد عليه لتحقيق التطور والتنمية‪ ،‬وكرس ـ ـ ـ ـت معظم الدول في ظل‬
‫قواني ـ ـنها الداخلية سياسة استقطاب رؤوس املوال ألاجنبية وتسهيل إنجاز املشاريع‬
‫الاستثمارية‪.‬‬
‫تعد الش ـ ـ ـ ـ ـ ـركات املتعددة الجن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسيات العون الاق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتصادي الذي ينـ ـ ـ ـ ـ ــفذ مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثل‬
‫تل ـ ـ السياسات‪ ،‬وهو العون املقصود من وراء إرساء س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ــاسات الاستق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطاب لرؤوس‬
‫ألام ـ ـ ـ ـ ــوال (أوال)‪ ،‬إال أن هذه ألاخيرة تستخدم مع ـ ـ ـ ــايير انتقاء مشاريعها الاستثمارية بالنظر إلى‬
‫مجموعة من املعايير (ثانيا)‪.‬‬

‫أو ال ‪ :‬سيطرة الشركات املتعددة الجنسيات على مجال الاستثمار ألاجنبي‬


‫امل ـ ـ ـباشر‬
‫يهدف الاستثمار إلى تكوين الرأس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمال‪ ،‬والاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتثمار أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواع وط ـ ـ ـ ـ ـ ــيي وآخ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫أجنبي‪ ،308‬والاستثمار ألاجنبي يكون إما مباشر أو غير مباشر‪.309‬‬

‫‪ -308‬معيار التمييز بين الاستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثمار ألاجنبي والاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتثمار الوطني‪ ،‬يتمثل في جنسية املستثمر بالنظر إلى جـ ـ ـ ـ ـ ــنسية‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ــب ـ ـ ـ ـلد املضيف‪ ،‬ولقد وضع املشرع الجزائري معيار التم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـييز بينهما بموجب أح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكام ألامر رقم ‪66-27‬‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ ،0227‬يتعلق بالـ ـ ـ ـ ــنقد و القرض‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،90‬الصادر في ‪ 09‬أوت ‪ ،0227‬املعدل و املتمم‬
‫بموجب ألامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر رقـ ـ ـم ‪ 21-62‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ ،0262‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عـ ـ ـ ــدد ‪ ،92‬الصادر في ‪ 26‬سبتمبر‪ ،0262‬معدل‬
‫ومت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمم بم ـ ـ ـ ـوجب ال ـ ـ ــقانون رقم ‪ 27-67‬م ـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 72‬دعس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمبر ‪ ،0267‬يتضمن قانون املالية لسن ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪ ،0261‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،17‬الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادر في ‪ 76‬دعس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمبر ‪ ، 0267‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 14-16‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 28‬دعسمبر‬
‫‪ ،0216‬يتض ـ ـ ـ ـ ــمن قانون ال ـ ــمالية لسن ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪ ،0267‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ، 77‬الصادر في ‪ 29‬دعسمبر ‪ ،0261‬وهو معيار إلاق ـ ـ ـامة‬
‫في الجزائر‪ ،‬وتحدد املادة ‪ 609‬من ال ـ ـ ـقانون نفسه صفة املقيم وغير املقي ـ ـ ـ ـ ـ ـم بالنسبة للمستثمر ألاجنبي‪ ،‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيعد مقيما‬
‫كل م ـ ـ ـ ـ ـ ـس ـتثمر أجنبي أو جزائري يقوم بمـ ـ ـ ـ ــمارسـ ـ ـ ـة نشاط إلانتاج أو التوزيع أو الاستثمار في الجزائر‪ ،‬بينما ععد غير مقيم كل‬
‫جزائري أو أجنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبي يكون مركزه الرئيس ي لن ـ ـشاطاته الاقتصادية خارج إلاقليم الجزائري‪ ،‬فالع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبرة إلا باإلق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامة‬
‫ولي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس بجنـ ـ ـ ـ ـسية الطرف املستثمر‪ ،‬ألكثر تفاةيل أنظر‪ ،‬أنظر ‪:‬‬
‫‪122‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لقد عرف صندوق النقد الدولي الاستثمار ألاجنبي املباشر باالستثمار الذي يهدف إلى‬
‫الحصول على مصلحة دائمة في مؤسسة مستغلة في بلد غير بلد املستثمر‪ ،‬أين يكون هدف‬
‫هذا ألاخير هو السيطرة والتحكم في تسيير املؤسسة املستثمرة‪ ،‬ويتخذ إما شكل إنشاء وحدة‬
‫استثمارية‪ ،‬إعادة شراء مؤسسة تحت ةعوبات التسيير الاقتصادي‪ ،‬أو املشاركة بموجب‬
‫أسهم في شركة موجودة‪ ،310‬بينما تعتبر املنظمة العاملية للتجارة استثمارا أجنبيا مباشر‬
‫حينما يمتل مستثمر مقيم في بلد ألام أةال إنتاجيا في البلد املضيف قصد إدارته‪.‬‬
‫تعتبر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الاستثمارات ألاجنبية املباشرة تل‬
‫املخصصة من أجل إقامة روابط اقتصادية دائمة مع مؤسسة ما‪ ،‬خاةة الاستثمارات التي‬
‫تعطي إمكانية تطبيق فعلي على تسيير املؤسسة بواسطة إنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشاء أو توسيع مؤسـ ـ ـ ـ ـسة أو‬
‫ف ـ ـ ـ ــرع أو شركة تابعة‪ ،‬وتساهم في إنشاء مؤسسة أو مشرع جديد ‪.311‬‬
‫ويمكن تعريف الاستثمار ألاجنبي املباشر على أنه‪ " :‬قيام املستثمر ألاجنبي سواء كان‬
‫بإنشاء مشروع‬ ‫شخصا طبيعيا أو معنويا باستثمار أمواله داخل الدولة املضيفة‪ ،‬ولل‬
‫يحتفظ لنفسه فيه بحق السيطرة وإلادارة واتخال القرار‪ ،‬مع خضوعه للقوانين ونظم الدولة‬
‫املضيفة‪.‬‬
‫من خالل هذا يم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكن الق ـ ـ ـ ـول أن ألاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنبي املباشر يتم ـ ـ ـ ـ ـيز بضمان سيـ ـ ـ ـ ـطرة‬
‫املستثمر على إدارة وتوجيه املشروع الاستثماري وبما يكفل إح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداث تن ـ ـ ـ ـ ـ ـمية حقيقية في‬

‫‪= ZOUAIMIA‬‬ ‫‪Rachid, « Le régime de l’investissement international en Algérie », RASJEP, n° 3,‬‬


‫‪Alger, 1991, p. 407-409.‬‬
‫‪-Voir aussi : ZOUAIMIA Rachid, « Le régime de l’investissement étranger en Algérie », JDI,‬‬
‫‪n°3, Paris, 1993, p. 562.‬‬
‫‪= -309‬ععرف الاستثمار ألاجنبي غير املباشر بأنه تمل ألاجانب لألسهم والس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـندات الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاة ـ ـ ـ ـة أو الح ـ ـ ـ ـ ـ ـكومية للبلد‬
‫املض ـ ـ ـ ـيف بقصد املضاربة والاستفادة من قروض ألاسعار والحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول على أرباح م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـندات لات الفائدة‬
‫الثابتة‪ ،‬وي ـ ـ ـ ـتم عادة مـ ـ ـ ـن مؤسسات التمويل كالبنوك وشركات التأمين‪ ،‬أو حتى من طرف أشخاص طبيعية‪ ،‬أن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظر عبد‬
‫الغفار هناء‪ ،‬الاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتثمار ألاجنبي املباشر والتجارة الدولية ( الصين نمولجا)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪310‬‬
‫‪-CHAVRIN Robert, L’investissement international et le droit au développement, Harmattan,‬‬
‫‪Paris, S.A.E, p. 29.‬‬
‫‪ -311‬تشام فاروق‪ » ،‬الاستثمارات ألاجنبية املباشرة في الجزائر وأثرها على التنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمية الاقتصـ ـ ـ ـ ـ ـادية «‪ ،‬مجلة الجامعة‬
‫ألاسمرية‪ ،‬عدد ‪ ،60‬القاهرة‪ ،0229 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪123‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إقليم القطر املضيف ‪ ،‬وهو في ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحقيقة من ة ـ ـنع املشروعات والش ـ ـ ـ ـ ـركات‬


‫العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمالقة متعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـددة الجنسيات‪ ،‬ألنها تمتل البيى والهياكل التحتية بما يؤهلـ ـ ـ ـ ـها أن‬
‫تقوم باملش ـ ـ ـ ـ ـ ـروع الاستثماري في ةورة منفردة أو في ةورة مشروع مشترك مع الدولة‬
‫املضيفة أو مواطنيها ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬املعايير التي يستند إليها املستثمر ألاجنبي الختيار مشروعه الاستثماري‬
‫من أجل تحديد أسس املشروع الاستثماري واختياره‪ ،‬عستند املستثمر ألاجنبي على‬
‫مجموعة من املعايير حددتها مجموعة من الهيئات املالية من أجل توجيه زبنائهم ‪ ،‬ومن بين‬
‫هذه الهيئات نجد‪ :‬الفوروم الاقتصادي الدولي دافوس ‪ ،Le davos‬مركز التنمية الدولي‬
‫لجامعة آفارد ‪ ، Havard‬وتتمثل أهم هذه املعايير فيما يلي‪:‬‬
‫مقدار تحرير البلد املضيف للتجارة الخارجية وما يتعلق بنظام التراخيص واملراقبة‬
‫الجمركية ونظام الحصص املعمول بها‪ ،312‬معيار الحكم الراشد وسياسة ترشيد النفقات في‬
‫الدولة وما يتعلق بالضرائب املفروضة على أرباح الشركات‪ ،‬قيمة ألاعباء الاجتماعية التي‬
‫يتحملها أرباب العمل عن املستخدمون فيها‪ ،...‬معيار التمويل وحجم الاستثمارات باملقارنة مع‬
‫الدخل القومي للباد املضيف‪ ،‬ومقدار الثقة في قطاع البنوك من طرف الخواص والنظام‬
‫القانوني لتحويل الرساميل إلى الخارج من طرف املستثمر ألاجنبي‪ ،‬معيار نوعي املرافق‬
‫واملنشآت القاعدية الاقتصادية‪.313‬‬
‫باإلضافة إلى دراسة حالة شبكة الطريق السيار والسك الحديدية والشبكة الكهربائية‬
‫ووضعية املوانئ والتسهيالت التي تقدمها‪ ،‬مستوى اليد العاملة واملستوى التعليمي في البلد‬
‫املضيف‪ ،‬ساعات العمل فيها‪ ،‬النظام الحمائي للعمال وحجم النقابات‪ ،‬النظام القضائي‬
‫والحمائية التي يقرها للمستثمر ألاجنبي‪.314‬‬

‫‪- In FLORINA Christine, Les compétences de l’organisation mondiale du commerce en‬‬


‫‪312‬‬

‫‪matière d’investissements internationaux, thèse pour le doctorat en droit , op cit, p. 19.‬‬


‫‪ -313‬ثلجون شميسة‪ ،‬الشراكة كوسيلة قانونية لتفعيل الاستثمار ألاجنبي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في‬
‫القانون‪ ،‬فرع قانون ألاعمال‪ ،‬جامعة محمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ، 0221 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪314‬‬
‫‪- CHAVRIN Robert, L’investissement international et le droit au développement , op cit,p.35-‬‬
‫‪36.‬‬
‫‪124‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال تثير مسألة تحديد أجنبية املستثمر ألاجنبي ةعوبات‪ ،‬حينما يتعلق ألامر باملستثمر‬
‫كشخص طبيعي يحمل جنسية أجنبية عن الدولة املضيفة لالستثمار‪ ،‬بمعيى آخر يجب أن‬
‫تكون هنال عالقات دبلوماسية مع بلد املستثمر ألاجنبي لكي يتمتع بحماية دبلوماسية في‬
‫حال وجود نزاع‪.315‬‬
‫هناك مبررات عديدة تدفع بالشركات لالستثمار خارج حدودها والتي تمثل من جهة‬
‫أخرى أنواع الاستثمار ألاجنبي املباشر وتتمثل في الاستثمار ألاجنبي في مجال البحث عن‬
‫موارد‪ ،‬ويعد أكثر الاستثمارات انتشارا في الدول النامية ومن أمثلتها شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركات النف ـ ـ ـ ـ ـ ـط‬
‫والغاز‪ ،‬الاستثمار ألاجنبي في مجال البحث عن كفاءة‪ ،‬يبـ ـ ـ ـ ـ ـحث هذا النوع من الاستثمارات‬
‫على اليد العاملة املتأهلة‪ ،‬إل تمثل أهم دافع للشركات املتعددة الجنسيات في الدخول في‬
‫اقتصاد معين وأهمها الاستثمارات في جنوب شرق آسيا‪ ،‬الاستثمار ألاجنبي في مجال‬
‫الخدمات‪ ،‬حيث‬
‫استقطب هذا النوع من الاستثمارات الدول النامية بعد سلسلة إلاةالحات التي انتهجتها‬
‫الاستثمار‬ ‫في عدة مجاالت منها الكهرباء‪ ،‬الطاقة‪ ،‬املواةالت‪ ،‬التأمين‪ ،‬التمويل‪،‬‬ ‫ولل‬
‫ألاجنبي في مجال البحث عن أسواق‪ ،‬عستهدف هذا النوع الدول النامية لات الحاجة إلى‬
‫ألاسواق الواسعة ويعد بديال للعمليات التصديرية من طرف الدول‪.316‬‬

‫=يمكن تعريف املستثمر ألاجنبي أنه كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬شخص عام أو خاص يقوم بنقل رأسماله إلى بلد غير‬
‫بلده ألاةلي مقدما عطاء سواء كان نقديا أو عينيا‪ ،‬ماديا أو غير مادي ‪ ،‬بغية الحصول على ربح‪ ،‬آخذا في عين الاعتبار‬
‫عنصر املجازفة أو املخاطرة باعتبار أن املشروع الاستثماري قد يحقق ربحا أو خسارة أو قد يكون كبيرا أو ةغيرا‪ ،‬ولل في‬
‫مدة زمنية قد تطول أو تقصر إل تختلف باختالف طبيعة املشروع الاستثماري ‪ ،‬أنظر قادري عبد العزيز‪ ،‬الاستثمارات‬
‫الدولية‪ :‬التح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكيم التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاري الدولي‪ ،‬ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمان الاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثمارات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪ -315‬والي نادية‪ ،‬النظام القانوني لالستثمار ومدى فعاليته في استقطاب الاستثمارات ألاجنبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 06‬‬
‫‪316‬‬
‫‪–FONTAGNE Lionel et TOUBAL Farid , Investissement direct étranger et performances des‬‬
‫‪entreprises, conseil d’analyses économique, Paris, 2010, p.11-13.‬‬
‫‪125‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‬
‫مكانة الشركات املتعددة الجنسيات في التشريع الجزائري‬
‫تستثمر الشركات املتعددة الجنسيات في البلد املضيف‪ ،‬فينشأ إلى الوجود شخص‬
‫معنوي طبقا للقانون الداخلي يكون تابعا للبلد ألاةلي الذي يتحكم في السياسة الاستثمارية‬
‫وأهدافها‪ ،‬وفي نفس الوقت يتمتع بالصفة الوطنية للبلد املضيف‪ ،‬إل ينشأ وفقا للقانون‬
‫الداخلي للبلد املضيف ويعمل وفقا ألنظمته القانونية‪ ،‬ازدواجية طرحت إشكالية القانون‬
‫الواجب التطبيق ( الفرع ألاول)‪ ،‬والجنسية التي تحملها الشركة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫أوال‪:‬إخضاع الشركات املتعددة الجنسيات للقواعد العامة‬


‫تطرق املشرع الجزائري للقانون الواجب التطبيق في كل من القانون املدني (أوال)‬
‫والقانون التجاري (ثانيا)‪ ،‬أين يتفق القانونين على نفس ألاحكام واملبادئ تقريبا‪.‬‬

‫‪ : 4‬القانون الذي تخضع له الشركة املتعددة الجنسية من حيث التأسيس‬


‫لم يتم تكريس قواعد قانونية خاةة تخضع لها الشركات املتعددة الجنسيات‪ ،‬بل‬
‫تخضع للنظام القانوني للدولة املضيفة‪ ،‬ولل بالنظر إلى مركز هذه ألاخ ـ ـ ــيرة في ال ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون‬
‫الدولي ‪ ،‬وملقتضيات السيادة التي تتمتع بها الدولة في مواجهة املستثمر ألاجنبي‪.317‬‬
‫وفقا لذل ‪ ،‬يتم الرجوع إلى القواعد العامة في مسألة تحديد إلاطار القانوني لهذه‬
‫الشركات‪ ،‬ولل سواء ما ورد منها في القواعد العامة من القانون التجاري والقانون املدني‪.‬‬
‫ربما أول تساؤل يرد في هذا إلاطار‪ ،‬هو البحث عن القانون الذي تخضع له الشركة‬
‫بالنظر إلى خصوةيتها وتعدد جنسيات‬ ‫املتعددة الجنسيات واملستثمرة في الجزائر‪ ،‬ولل‬
‫الشركات التي تتشكل منها‪.‬‬

‫‪ -317‬عيبوط محند وعلي‪ » ،‬عقد الاستث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمار بين ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون الداخلي والق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون الدولي «‪ ،‬مجلة إدارة‪،‬‬
‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،16‬مجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلد ‪ ،06‬الجزائر‪ ،0266 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪126‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬غي أحكام القانون املدني ‪ :‬لتحديد هذه املسألة يتم الرجوع لن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص الـ ـ ـ ـ ــمادة ‪62‬‬
‫منه‪ ،318‬ومن نص املادة يتبين أن املشرع يأخذ بمعيار إق ـ ـ ـ ـ ـليمية النش ـ ـ ـ ـ ـ ــاط واملقر الاجت ـ ـ ـ ـ ــماعي‬
‫للشركة‪ ،‬كأساس إلخضاع ألاشخاص ألاجنبية للقانون الجزائري‪.‬‬

‫‪-‬في أحكام القانون التجاري‪ :‬يقر القانون التجاري بتطبيق القانون الوطيي على‬
‫الشركات ألاجنبية التي تنشط في الجزائر‪ ،319‬إال أن إلاشكال يثور حينما يتعلق ألامر ببعض‬
‫املسائل القانونية مثل مكان ارتكاب الخطأ‪ ،‬مكان تواجد العقار‪ ،‬قانون الهيئة القضائية‬
‫وقانون سلطة إلارادة في مجال العقود‪.‬‬
‫يتم إخضاع الشركات املتعددة الجنسيات ألحكام القانون الوطيي للشركة من حيث‬
‫التأسيس‪ ،320‬التسيير‪ ،321‬الحل وإلافالس‪.322‬‬

‫‪ - 318‬حيث تنص املادة ‪ 41‬من أمر رقم ‪ 97-99‬مـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،6799‬يتض ـ ـ ـ ـ ـ ـمن القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون املدني‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد ‪ ،626‬الصادر في ‪ 67‬دعسـ ـ ـ ـ ـ ـمبر ‪ ،6799‬معدل ومتمم على ‪.... »:‬ففي التصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرفات املالية التي تعقد في الجزائر‬
‫وتنتج آثارها فيها‪ ،‬إذا كان أحد الطرفين أجنبيا‪ ،،...‬أما ألاشخاص الاع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتبارية من شركات وجمعيات ومؤسسات‬
‫وغيرها‪ ،‬يسري على نظامها القانوني قانون الدولة التي يوجد فيها مقرها الاجتماعي الرئيس ي والفعلي‪« .‬‬
‫‪ -319‬راجع املادة ‪ 919‬من ألامر رقم ‪ ،97-99‬املتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضمن القانون التجاري‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعدل ومتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‪ ،‬مرجع س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابق‬
‫ولل بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنصها‪ ... " :‬تخضع الشركات التي تمارس نشاطها في الجزائر للتشريع الجزائري"‪.‬‬
‫‪ - 320‬فوفقا لنص املادة ‪ 02‬من القانون التجاري تقوم الشركة على مجموعة من الالتزامات ولل بقيام عقد ووجود قانون‬
‫أساس ي للشركة‪ ،‬يحدد املدة املرتبطة بها‪ ،‬عنوانها‪ ،‬اسمها‪ ،‬مركزها القانوني‪ ،‬موضوعها ومبلغ رأسمالها‪ ،‬مع إجبارية‬
‫تسجيل الشركة التجارية في السجل التجاري وفقا ألحكام القانون الجزائري الساري املفعول‪.‬‬
‫‪ - 321‬يخضع تسيير الشركات املتعددة الجنسيات للـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون الوطيي الذي توجد فيه مركزه الرئ ـ ـ ـ ـيس ي أو أح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد فروعه‬
‫ويعد تاجرا إزاء القانون املعمول به ويخضع لكل الن ـ ـ ـ ـ ـ ـتائج املت ـ ـ ـ ـرتبة عنه‪ ،‬راجع ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص املادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪،97 -99‬‬
‫املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪ -322‬يخضع الفرع في إفالسه للقانون ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجاري الجزائري‪ ،‬غير أنه يمكن أن نشهد في حالة امتداد عمر الفرع مع حل‬
‫ألاةل ولل في حالة ما إلا كانت الشركة تت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشكل من عدة رؤوس أموال غير رؤوس ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــشركة ألام‪ ،‬أنظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر طابوش‬
‫مولود‪ ،‬أثر الشركات املتعددة الجنسيات على الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشغيل في الدول النامية‪ -‬دراسة حالة الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائر‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫=شهادة املاجس ـ ـ ـتير في العلوم الاقتصادية‪ ،‬فرع تحليل اقتصادي‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جام ـ ـ ـ ـعة‬
‫الجزائر‪ ،0229-0221 ،‬ص ‪ 70‬و ‪.679‬‬
‫‪127‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-0‬جنسية الشركات املتعددة في التشريع الجزائري‬


‫اعتمد املشرع الجزائري وفقا لنص املادة ‪ 92‬من القانون املدني معيار النشاط لتحديد‬
‫جنسية الشركة ‪،‬إال أنه ترد على املبدأ عدة فراغات قانونية ‪.‬‬
‫يقصد بمعيار النشاط منح الجنسية الجزائرية للشركة ألاجنبية حينما يكون مركزها‬
‫الاجتماعي في الجزائر‪ ،‬ولل أخذا بعين الاعتبار جنسية الشركة ككل دون النظر إلى جنسية‬
‫الشركاء‪ ،‬على أن يكون املقر الاجتماعي دائما وليس مؤقتا‪ ،‬وقد تسقط هذه إلالزامية في حالة‬
‫التصريح باملقر الاجتماعي في النظام ألاساس ي للشركة‪ ،‬فتحل في هذه الحالة حرية التعاقد‬
‫ومبدأ سلطان إلارادة محل القانون الواجب التطبيق في اختيار جنسية الشركة‪.323‬‬
‫لم عشر القانون التجاري للشركات ألاجنبية بالرغم من تخصيص الجزء الخامس منه‬
‫للشركات ألاجنبية لكن دون تعريفها ‪ ،‬إال أنه لم يخالف القانون املدني في القانون الواجب‬
‫التطبيق بحيث بدوره أخذ بمعيار املقر الاجتماعي وهذا ما يظهر في نص املادة ‪ 919‬منه‪.‬‬
‫يرد على معيار املقر الاجـ ـ ـتماعي الـ ـ ـ ـ ـ ـذي أخذ به املشـ ـ ـ ـرع التجاري عـ ـ ـ ـ ـ ـدة فراغات‬
‫قانونية ‪ ،‬منها ما إلا كانت للشركة ألاجنبية مثال تأسيس فرع للشركة ألاجنبية في الجزائر مثال‬
‫ثم ينتقل هذا الفرع من الجزائر لسبب آخر إلى بلد آخر‪ ،‬فاملشرع الفرنس ي يأخذ بمعيار إلادارة‬
‫الحقيقي لتحديد الجنسية‪ ،‬فتستطيع الشركة الحصول على الشركتين معا باإلضافة إلى‬
‫جنسيات أخرى ‪.‬‬
‫في حال ما إلا كان مقر الشركة يوجد بالخارج وتمارس نشاطها بالجزائر‪ ،‬فيعتبر أن‬
‫املقر الاجتماعي موجود في الجزائر‪ ،324‬وهو ما يتم تأكيده بموجب نص املادة ‪ 62‬من ق م‪.‬ج‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬احترام الشركة املتعددة الجنسيات مبادئ وقواعد الاستثمار ألاجنبي‬

‫‪ -323‬بن عنتر ليلى‪ ،‬مدى تحفيز اس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتثمارات الشركات املتعددة الجنسيات في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ - 324‬ولل وفقا ملا عبر عنه مهدي هارون‪:‬‬
‫‪- Le principe en est que le siège social est déterminé par le lien de direction de la société, mais par‬‬
‫‪exception c’est le lieu se trouve à l’étranger, alors que la société exerce en Algérie, le siège social‬‬
‫‪est réputé situé en Algérie, in MAHDI Haroun, Le régime des investissement en Algérie, Litec,‬‬
‫‪Paris, 2000, p. 186.‬‬
‫‪128‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمثل الشركات املتعددة الجنسـ ـ ـ ـ ـيات وجه الاستث ـ ـ ـ ـ ـ ـمار ألاجنبي املباشر‪ ،‬وبالنظر إلى‬
‫ع ـ ــدم وجود نظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام قانوني خاص ينطبق عليها مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثلما رأينا‪ ،‬بالن ـ ـ ــظر إلى‬
‫خص ـ ــوةي ـ ـ ـ ـ ـ ــتها‪ ،‬وحـ ـ ــجم رأسمالها‪ ،‬وسيطرتها على حجم الاستثمارات الدولية واملبادالت‬
‫التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارية الدولية‪ ،‬ف ـ ـ ــهي ت ـ ـ ـ ـ ــعد مستثمرا أجنبيا في الدولة املضيفة‪.‬‬
‫يتعين على املستثمر ألاجنبي ‪ ،‬املمثلة بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب هذه الدراسة بموجب الشركات‬
‫املتعددة الجنسيات احترام مجموعة من ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقواعد خاةة ‪ ،‬معظمها تم النص عليها‬
‫بمـ ـوجب الاتفاقيات املنشئة للمنظمة العاملية للتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة ‪ ،‬واعتنقها املشرع الجزائري‬
‫بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب نصوص تشريعية أو تنظ ـ ـ ـ ـ ـ ـيمية‪ ،‬ولتف ـ ـ ـادي تكـ ـ ـ ـ ـرار مـ ـ ـ ـ ـ ـا ورد في املب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح ـ ـ ـ ـث‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثاني م ـ ـ ـ ـ ـ ـن ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـباب ألاول م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ألاط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروحة‪ ،‬من ضرورة‪ ،‬نتطرق في هذا املقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام‬
‫لبعض املجاالت فقط‪ ،‬تتعلق أساسا بم ـ ـ ـ ــجال الصحة عموما‪ ،‬سواء ما تعلق بها بالصحة‬
‫الحيوانية‪ ،‬النباتية أو الحيوانية‪ ،‬وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذل م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجال البيئة‪ ،‬وكذل التراث الثقافي‪.‬‬

‫‪ :4‬مجال الصحة البشرية‪ ،‬الحيوانية والنباتية‬


‫احترام القواعد الصحية واملقاييس املرتبطة بها‪ ،‬ضرورة يجب أن يتطلع إليها كل‬
‫مصدر ومستورد أثناء ممارسة نشاطي الاستيراد والتصدير‪.‬‬

‫أ‪-‬التدابير املرتبطة بصحة إلانسان‬


‫رغبة في توفير حماية كافية للمستهل أثناء اقتنائه ملنتجات مستوردة من ألاضرار التي‬
‫قد تلحق به‪ ،‬يتعين على املنتج احترام مجموعة من القواعد واملقاييس ولل منذ بداية‬
‫العملية إلانتاجية إلى غاية آخر مرحلة وهو وضع املنتوج‪ 325‬في السوق املحلية أو تصديره نحو‬
‫ألاسواق الخارجية‪.‬‬
‫أو جب املشرع إخضاع املنتجات املستوردة للرقابة ولل بضرورة احترام املواةفات‬
‫القانونية املتطلبة ‪ ،‬املتمثلة أساسا في إلانتاج وفق مقاييس قانونية وضرورة توفر املنتوج على‬

‫‪ -325‬تعرف املادة ‪ 7‬فقرة ‪ 62‬من الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ 27-27‬مؤرخ في ‪ 09‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيفري ‪ ،0227‬يتعلق بحم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاية املستهل‬
‫وق ـ ـمع الغش‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،69‬الصـ ـ ـ ــادر في ‪ 7‬مارس ‪ ،0227‬على أن املنتوج هو كل سلعة أو خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة ي ـ ـ ـ ــمكن أن يكون‬
‫موض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع تنازل بم ـ ـ ـ ـ ـ ــقابل أو مجانا‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حد أدنى من البيانات بالنظر إلى طبيعته والخطورة التي عشكلها على املستهل ‪ ،...‬فلن تسمح‬
‫مفتشية الحدود بدخول أي منتوج إلى الجزائر ما لم تتجاوز نسبة ةالحيته ‪ % 72‬عند تاريخ‬
‫التفتيش‪ ،‬وكذا وضع موةفات املنتوج في دفتر الشروط‪ ،‬إجراء تحاليل الجودة قبل دخول‬
‫املنتوج إلى إلاقليم الجمركي‪.326‬‬
‫تم ضبط قائمة املواد السامة التي تضر بصحة إلانسان‪ ،327‬كما تم مثال منع ع ـ ـ ـلى أي‬
‫مستورد أو منتج أو ةانع املستخلصات التي يمكن استخدامها في ةنع املشروبات الكحولية‬
‫بيع هذه املواد أو تقديمها مجانا ألي شخص كان ما عدى ةانعي املشروبات الذين لـهم‬
‫ةـ ـ ـ ـفة‬
‫املستوردين في نظر إدارة الضرائب غير املباشرة‪ ،‬كما يمنع تسويق ألادوية واملـ ـ ـواد‬
‫البيولوجية لات الاستعمال البشري واستعمالها وتجريبها في إلانسان دون ترخيص مـ ـ ـن الوزير‬
‫املكلف بالصحة‪.328‬‬

‫ب‪ -‬التدابير املرتبطة بصحة الحيوان‬


‫وضع املشرع الجزائري بموجب أحكام القانون رقم ‪ 27-77‬مجموعة من القواعد التي‬
‫يتعين مراعاتها أثناء نشاطات املبادالت التجارية الدولية بغية حماية الصحة الحيوانية بحد‬
‫لاتها أو حتى حماية صحة إلانسان جراء انتشار ألاوبئة وألامراض املعدية إليه‪.329‬‬
‫يحظر استيراد وتصدير حيوانات ومنتجات حيوانية لات مصدر حيواني من نشأنها أن‬
‫تسبب انتشار أمراض حيوانية معدية لإلنسان أو للحيوان‪ ،330‬وفي هذا الصدد ومن أجل‬

‫‪- BOUQIN Jean-Paul et FANCHON Mireille, Importer (commerce international, douane),‬‬


‫‪326‬‬

‫‪Op cit, p. 147.‬‬


‫‪ - 327‬املادة ‪ 670‬فقرة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 29-79‬مؤرخ في ‪ 61‬فيفري ‪ ،6779‬يتعلق بحماية الص ـ ـ ــحة وترقيتها‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫ع ـ ـ ـ ــدد ‪ ،7‬الصادر في ‪ 69‬ف ـ ـ ـ ــيفري ‪ ،6779‬معدل وم ـ ـ ـ ــتمم بمـ ـ ـ ــوجب القانون رقم ‪ 27-77‬مـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 67‬أوت ‪ ،6777‬ج‪.‬‬
‫ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ــدد ‪ ،16‬الصادر في ‪ 07‬أوت ‪ ، .6777‬وبموجب القانون رقم ‪ 67-27‬مؤرخ في ‪ 02‬جويلية ‪ ،0227‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،11‬الصادر في ‪ 7‬أوت ‪.0227‬‬
‫‪ - 328‬املادة ‪ 679‬من القانون رقم ‪، 67-27‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -329‬قانون رقم ‪ 27-77‬مؤرخ في ‪ 01‬أفريل ‪ ،6777‬يتعلق بنشاطات الطب البي ـ ـ ـ ـ ــطري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،1‬الصادر في ‪09‬‬
‫أف ـ ـ ـ ـ ـ ــريل‪.6777 ،‬‬
‫‪ - 330‬املادة ‪ 99‬من قانون رقم ‪ ، 27-77‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إثبات عافية الحيوانات واملنتجات الحيوانية أو لات مصدر حيواني‪ ،‬يجب تقديم شهادة‬
‫صحية تسلم من طرف السلطة البيطرية الوطنية ‪ ،331‬إضافة إلى خضوعها لتفتيش ةحي‬
‫بيطري عند دخولها أو خروجها التراب الوطيي‪.332‬‬
‫كما يحظر الدخول إلى أرض الوطن الحيوانات واملنت ـ ـ ـ ـ ـ ـجات الحي ـ ـ ـ ـ ـ ـوانية املص ـ ـ ـ ـ ـابة‬
‫بمرض‪ ،‬ويتعين التصريح في هذه الحالة بأي عالمة منسوبة ملرض من ألامراض وكذل املواد‬
‫التي تشكل خطر على الصحة البشرية والحيوانية‪ ،‬املنتجات املبعوثة التي ال تطابق الظروف‬
‫ألاةلية والذاتية وال املعايير الصحية والنوعية املحددة‪.333‬‬

‫ج‪ -‬التدابير املرتبطة بصحة النبات‬


‫عسعى القانون رقم ‪ 33469-79‬إلى مراقبة استيراد وتصدير النباتات واملنتجات النباتية‬
‫وغيرها من املواد التي يمكن أن ينجر عنها انتشار متلـ ـ ـ ـ ـ ـفات النب ـ ـ ـ ـ ـ ـاتات ومراقبة تصديرها‬
‫وعبورها‪ ،‬ولقد تم اعتماد إجراءات في مجال الاستيراد ولتصدير على حد سواء‪.‬‬
‫ففي إطار الاستيراد‪ ،‬تم مثال منع استيراد ألاجسام الضارة والنباتات واملنتجات‬
‫النباتية أو أجهزة نباتية أو مواد أخرى ناقلة أو يمكن أن تكون ناقلة ألجسام ضارة‪ ،335‬وكل‬
‫هذه املنتجات التي يمكن أن تنقل أجسام ضارة‪ ،‬تخضع ملراقبة الصحة النباتية عند دخولها‬
‫إلى التراب الوطيي‪ ،‬بينما يتعين على محترفي هذه النباتات واملنتجات النباتية الحصول على‬
‫رخصة الصحة النباتية لالستيراد تسلم له من طرف سلطة الصحة النباتية ‪.336‬‬
‫بينما في مجال تصدير النباتات واملن ـ ـ ـ ـتجات الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـباتية وأي مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة أخرى نـ ـ ـ ـ ـ ـباتية‬
‫ألاةل‪ ،‬تخضع ملراقبة الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنباتية ودل بحيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـازة املصدر على شهادة الصحة‬

‫‪ - 331‬املادة ‪ 96‬من قانون رقم ‪ ، 27-77‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪- 332‬املادة ‪ 99‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 333‬املادة ‪ 98‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 334‬القانون رقم ‪ 69-79‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،6779‬يتعلق بحماية الصحة النباتية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،70‬الصـ ـ ـ ــادر في ‪ 9‬أوت‬
‫‪.6779‬‬
‫‪ - 335‬املادة ‪ 61‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 336‬املواد ‪ 69‬و ‪ 61‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النباتية‪ ،‬وينجر عن هذه املراقبة دفع إتاوة الصحـ ـ ـ ـة النباتية‪ ،337‬كما أن أعوان الصحـ ـ ـ ـة‬
‫النباتية املكلفون‪ ،‬مل ـ ـ ـزمون بإتباع م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجموعة من إلاجراءات منها مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجعة مدى صحة‬
‫التصريحات أو الوثائق املقدمة وحتى القيام بفحص ألامتعة والبضائع‪ ،‬زيارة العربات والسفن‬
‫والطائرات القادمة من الخـ ـ ـ ـ ـارج‪ ،‬تفحص البـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضائع وكل املواد املنقولة وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقيام باقتطاع‬
‫عينات نباتية أو منتجات نباتية أو أجهزة نباتية وكل ألاجسام الضارة قصد تحليلها أو حجزها‬
‫حتى يصدر القرار الناجم عن التحليل‪.338‬‬

‫‪ :9‬مجال البيئة‬
‫يراد بالبيئة لغة إلاقامة أو املنزل أو املحيط‪ ،‬بينما اةطالحا يراد بها املحيط املادي‬
‫الذي ععيش فيه إلانسان بما عشمل من ماء‪ ،‬هواء‪ ،‬فضاء‪ ،‬ألارض‪ ،‬النبات والحيوان وأشكال‬
‫التفاعل بين هذه املوارد وكذل ألاماكن واملناظر واملعالم الطبيعية ‪.339‬‬
‫لم تهتم اتفاقيات الجات بموضوع البيئة‪ ،‬حيث تطرقت لهذا امللف بشكل محتشم‬
‫بموجب نص املادة ‪ 91‬من الاتفاقية في الفقرتين ب و ز منه ‪ ،‬أين تقرر للدول إمكانية اتخال‬
‫إجراءات ضرورية لحماية صحة إلانسان‪ ،‬الحيوان والنبات وإمكانية اتخال إجراءات متعلقة‬
‫بحماية املوارد الطبيعية املستنزفة مما يتوجب على الدول عدم تطبيق إلاجراءات بشكل‬
‫تمييزي غير مبرر بين الدول‪ ،‬ومن جهة أخرى ضرورة أن ال تشكل قيد أمام املبادالت التجارية‬
‫الدولية‪.340‬‬
‫بقي ملف البيئة تقريبا بنفس الغموض بعد دخول ‪OMC‬حيز النفال‪ ،‬حيث ال نجد‬
‫قواعد ومبادئ قانونية ةريحة نصت عليها إحدى الاتفاقيات املنشئة للمنظمة‪ ،‬فترك ألامر‬
‫لالجتهاد والفقه‪ ،‬فقام ةراع شديد بين أنصار حماية البيئة وأنصار تحرير التجارة الدولية بين‬

‫‪ - 337‬املادة ‪ 07‬من القانون ‪ ،17-87‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 338‬راجع بقية إلاجراءات املنصوص عليه والتي يلتزم بها ألاعوان املفوضين بمراقبة و تصدير النباتات في أحكام املادة ‪01‬‬
‫من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 339‬املادة ‪ 1‬فقرة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 62-27‬مؤرخ في ‪ 67‬جويلية ‪ ،0227‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنم ـ ـ ـ ـ ـية‬
‫املستدامة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،17‬الصادر في ‪ 01‬جويلية ‪.0227‬‬
‫‪340‬‬
‫‪- CARREAU Dominique et JUILLARD Patrick, Droit international économique, 5ème‬‬
‫‪édition Dalloz, Paris, 2013, p. 401.‬‬
‫‪132‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪OMC‬‬ ‫مؤيد ومعارض لقضية التجارة املرتبطة بالبيئة‪ ،‬ولقد أثبت مسار‪ ORD‬على مستوى‬
‫الفصل في القضايا البيئية لصالح الحرية التجارية‪.341‬‬
‫تأخرت الجزائر في إدراج الاعتبارات البيئية ضمن التخطيط الاقتصادي ولل نظرا‬
‫لغياب سياسة بيئية واضحة‪ ،‬ولم تتخذ موقف ايجابي في هدا املجال إال في مطلع السبعينات‬
‫أين ظهرت بوادر تشريعية تجسد اهتمام الدولة بحماية البيئة ولل بإنشاء املجلس الوطيي‬
‫للبيئة كهيئة استشارية تقدم اقتراحات في مجال حماية البيئة‪ ،‬وبصدور قانون البيئة لعام‬
‫‪ 6777‬والذي ععد نقطة تحول هامة في ملف البيئة في الجزائر وحماية الثروات الطبيعية‬
‫بمختلف أشكالها‪ ،‬وتم دسترة املبدأ بموجب دستور ‪ 6777‬الذي اعتبرها مصلحة عامة ‪.‬‬
‫تم إلاشارة إلى كلف البيئة في قوانين عديدة منها قوانين البلدية والوالية‪ ،‬قانون‬
‫الصحة وحماية الصحة النباتية والحيوانية التي ةدرت في الثمانينات والتي ربطت بين البيئة‬
‫وتل املجاالت‪ ،‬وآخرها ةدور القانون رقم ‪ 62-27‬املتعلق بالبيئة والتنمية املستدامة والذي‬
‫أشار وألول مرة للبيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬كما تم إقرار مبادئ حماية البيئة ودعمها بالجانب‬
‫الردعي الجزائي‪. 342‬‬

‫‪ :0‬حماية التراث الثقافي‬


‫يجب احترام قواعد التراث الثقافي أثناء ممارسة حرية املبادالت التجارية‪ ،‬فيمنع‬
‫تصدير املمتلكات الثقافية املنقولة املحمية انطالقا من التراب الوطيي‪ ،343‬ما عدى التصدير‬
‫الذي يكون في إطار املبادالت الثقافية أو العلمية أو قصد املشاركة في البحث في نطاق علمي‬
‫بموجب ترخيص يمنحه وزير الثقافة‪ ،344‬املمتلكات الثقافية ألاثرية موضوع ة ـ ـ ـفقات تجارية‪،‬‬
‫إلا كانت هذه املمتلكات ناجمة من حفريات مبرمجة أو اكت ـ ـ ـ ـ ـشافات عـ ـ ـ ـارضة قديمة أو حديثة‬
‫في التراب الوطيي أو املياه الداخلية أو إلاقليمية الوطنية‪.‬‬

‫‪ -341‬يتم التفصيل في هذه املسألة في الفصل الثالث من الباب الثاني من ألاطروحة‪.‬‬


‫‪ - 342‬قانون رقم ‪ 62-27‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية املستدامة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 343‬تح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد املادة ‪ 92‬من القانون رقم ‪ 21-77‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 69‬جوي ـ ــلية ‪ ،6777‬يتـ ــعلق بال ـ ـ ــتراث الث ـ ـ ـ ــقافي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،11‬الصادر في ‪ 69‬جويلية ‪ 6777‬املقصود باملمتلكات الثقافية املنقولة‪.‬‬
‫‪ - 344‬املادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ ، 21-77‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بينما يمكن اقتناء املمتلكات املنقولة الوطنية املحمية بصورة مشروعة‪ ،‬في الاتجار في‬
‫ألاثريات إلا سمح بذل تشريع الدول التي اقتنيت فيها هذه املمتلكات الثقافية‪.345‬‬
‫تعتبر هذه القواعد تطبيقا لالتفاق امللحق بعقد مراكش املتعلق بالعوائق الفنية‬
‫املتصلة بالتجارة‪ ،‬ولقد بادرت السلطات العمومية بتدعيم مجال الشراكة في إط ـ ـ ـ ـار حمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاية‬
‫التراث الثقافي مع العديد من الدول‪.346‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫تأثير الشركات املتعددة الجنسيات في التجارة الخارجية‬
‫تعتبر البلدان الرأسمالية أمهات الشركات املتعددة الجنسيات‪ ،‬حيث يرجع إليها‬
‫الفضل في تكوينها وتقويتها لتقوم بالدور املنوط بها في خدمة النظام الرأسمالي‪.‬‬
‫بالنظر إلى املجال الاقتصادي الضخم الذي تحوزه‪ ،‬جعل من الفقه من يرجح‬
‫استثماراتها‪ ،‬وفي هذا الصدد يرى مثال الفقيه ألامريكي ج ‪ .‬جيلبيرايت من جامعة هارفارد‬
‫وذلك بقوله‪ " :‬كانت هناك عيوب في الاقتصاد الرأسمالي‪ ،‬وجاءت الشركات املتعددة‬
‫الجنسيات لكي تلغي هذه العيوب وتحرره من النواقص‪ ،‬وتتميز باإلنتاج الواسع وتنظيم دقيق‬
‫عستهدف طلبات الجماهير الواسعة من مختلف املستهلكين"‪.347‬‬
‫كما تعد هذه الشركات الضخمة إحدى مظاهر العوملة الاقتصادية ‪ ،‬حيث لها تأثير‬
‫كبير على كل من حجم املبادالت التجارية والاستثمار الدولي (الفرع ألاول) كما وجدت‬

‫‪ - 345‬املادة ‪ 19‬من القانون قم ‪ ، 21-77‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 346‬نجد في هذا إلاطار مرسوم رئاس ي رقم ‪ 017-27‬مؤرخ في ‪ 72‬أوت ‪ ،0227‬يتضمن التصديق على البروتوكول الثاني‬
‫التفاقية الهاي لعام ‪ 6791‬الخاةة بحماية املمتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادق عليه بالهاي في ‪ 01‬مارس‬
‫‪ ،0227‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،96‬الصادر في ‪ 1‬سبتمبر ‪.0227‬‬
‫‪ -‬أنظر أيضا مرسوم رئاس ي رقم ‪ 017-27‬مؤرخ في ‪ 72‬أوت ‪ ،0227‬يتضمن التصديق على الاتفاقية بشأن حماية التراث‬
‫الثقافي املغمور باملياه املعتمدة من ط ـ ــرف الدورة الواحدة والثالثين للمؤتمر الع ـ ـ ــام لليونسكو في ‪ 0‬نوفمبر ‪ ،0226‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫ع ـ ـ ــدد ‪ ،96‬الصادر في ‪ 1‬سبتمبر ‪.0227‬‬
‫‪ 347‬س ي علي أحمد‪ ،‬النظام القانوني للشركات عبر الوطنية املعاةرة والقانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪134‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشركات املتعددة الجنسيات تواجدا ولو محتشما في مجال التجارة الخارجية في الجزائر‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫تأثير الشركات املتعددة الجنسيات على الاستثمارات الدولية‬


‫و املبادالت التجارية الدولية‬
‫أن الشركات املتعددة الجنسيات تمثل نواة‬ ‫‪VERNON Raymond‬‬ ‫يرى ألاستال‬
‫التقدم في امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـستقبل في الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام الاقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي الدولي‪ ،‬ب ـ ـ ـ ـ ــعد أن سـ ـ ـ ـ ــيطرت على‬
‫الس ـ ـ ـ ــوق العالمي‪ ،‬وأةبح دور الدولة في عصرنا الحاضر دورا هامشيا‪ ،‬وهو ما جعل هذه‬
‫الشركات تتمتع بامتيازات كبيرة على املسرح الدولي‪.348‬‬
‫تحتكر الشركات املتعددة الجنسيات على ‪ 7‬أرباع الاستثمارات في العالم‪ ،‬وبالنظر إلى‬
‫ضخامتها من حيث الوحدات والرأسمال‪ ،‬فهي تؤثر على كل من الاستثمار الدولي من شمولها‬
‫على كل أنواع الاستثمارات الدولية بالتقريب (أوال)‪ ،‬وعلى املبادالت التجارية الدولية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تأثير الشركات املتعددة الجنسيات على الاستثمار الدولي‬


‫تتحكم الشركات املتعددة الجنسيات في حجم الاستثمارات الدولية وحركة تنقل رؤوس‬
‫ألاموال والسلع‪ ،‬فتحاول منافسة النظام الاقتصادي وإلاداري والقانوني للدول التي تمارس‬
‫أنشطتها على إقليمها‪ ،‬كما تشكل نوعا من تهديد مصالح النظام الاقتصاد الدولي بأسره‬
‫القائم على مبادئ سيادة الحرية الاقتصادية واملنافسة الحرة‪.349‬‬
‫كما تحتل الاستثمارات ألاجنبية املباشرة مكانة بارزة في ألادبيات الاقتصادية‬
‫الرأسمالية بشأن الشركات املتعددة الجنسيات‪ ،‬وقد أكدت الاستنتاجات التي توةل إليها‬
‫املؤتمر الذي ضم اقتصاديون وممثلون لكبار رجال ألاعمال من و‪.‬م‪.‬أ وكندا وأوربا الغربية‬

‫‪348‬‬
‫‪- in RADICE ZORILA Carmen, L’évolution du droit international en matière‬‬
‫‪d’investissement directs étrangers, op cit, p. 128.‬‬
‫‪349‬‬
‫‪-RIOUX Michèle, Théories des firmes multinationales et des réseaux économiques‬‬
‫‪transnationaux, op cit, p. 42.‬‬
‫‪135‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واليابان والذي دعت إلى انعقاده منظمة الاتحاد ألاطلس ي للو‪.‬م‪.‬أ في مارس ‪،6711‬أن‬
‫الاستثمارات الدولية املباشرة أةبحت القناة الرئيسية للعالقات الاقتصادية الدولية ‪.350‬‬

‫ثانيا‪ :‬تأثير الشركات املتعددة الجنسيات على املبادالت التجارية الدولية‬


‫تتحكم الشركات املتعددة الجنسيات بمعظم إلانتاج إلاجمالي العالمي وتنشيط التجارة‬
‫الدولية واقتصاد السوق‪ ،‬بحيث تمل ما ال يقل عن ثلثي مجموع ألاةول الثابتة في العالم‬
‫وتفوق احتياطاتها النقدية احتياطات البنوك املركزية لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدى عدد م ـ ـ ـ ـن الدول املتق ـ ـ ـ ـ ـدمة‬
‫كأملانيا‪ ،‬فرنسا واليابان‪.351‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تأثير الشركات املتعددة الجنسيات على التجارة الخارجية في الجزائر‬
‫تعد مساهمة الشركات املتعددة الجنسيات في مجال التجارة الخارجية متواضعا في‬
‫مجال الاستكشاف والصناعات التحولية ‪ ،‬وكان لها حضور مؤخرا في مجال ةناعة السيارات‬
‫مثل الشراكة الجزائرية التي أقامتها الجزائر مع املنتج الفرنس ي ‪ ،Renault‬ومع الشري ـ ـ‬
‫ألاملاني فولسفاكن‪ ،‬ونجدها تنشط أكثر في مجال املحروقات وخاةة منها النفط ولل بن ـ ـ ـاء‬
‫على مبدأ تقاسم إلانتاج‪ ،‬حيث ألغت حصة الشركاء ألاجانب من إيرادات الجزائر حوالي‬
‫‪ %7.7‬في مجال املحروقات لسنة ‪ ،0269‬ويمثل البترول الخام أكبر نسبة في أرباح الشركات‬
‫الدولية ‪ ،‬وتتوزع باقي ألارباح في املكثفات وال ـ ـغاز الطبيعي في انتظار استغالل الطاقات غير‬
‫التقليدية في غضون ‪ ، 0267-0269‬في وقت تعـرف فيه الجزائر تراجع في مستوى احتياطاتها‬
‫من الطاقة التقليدية ألاحفورية سواء بترول أو غاز‪.‬‬
‫بالرغم من أن جزء من الحصة املالية املقدرة برسم حصة الشركاء تدفع كرسوم‬

‫‪ - 350‬جعدي شريفة‪ ،‬نمر محمد الخطيب و بركة محمد‪ " ،‬أثر الشركات املتعددة الجنسيات على التنمية املحلية في‬
‫الجنوب الجزائري خالل الفترة ‪ ،"0010-0221‬املجلة الجزائرية للتنمية الاقتصادية‪ ،‬عدد ‪ ،6‬دعسمبر ‪ ،0261‬ص‪ ،07‬مقال‬
‫منشور على املوقع ‪http://dspace.univ-ouargla.dz‬‬
‫‪ - 351‬طابوش مولود‪ ،‬أثر الشركات املتعددة الجنسيات على التـ ـ ـ ـ ــشغيل في الدول النامية‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ــرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪136‬‬
‫فئة املستثمرين الناشطين في حقل التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أو ضرائب‪ ،‬إال أن هذه الشركات التي تستفيد من مبدأ تقاسم إلانتاج في املجال النفطي‬
‫تستفيد سنويا من مبالغ مالية معتبرة مقابل الخدمات التي تقدمها والتي تقدر بنصف مقدار‬
‫ما تنتجه الجزائر من النفط أي في حدود ‪ 992‬ألف برميل يوميا من مجموع ‪ 6.0‬مليون‬
‫برميل‪. 352‬‬
‫في حين ععد موقف املشرع الجزائري من موضوع الشركات املتعددة الجنسيات موقف‬
‫متشدد على غرار التشريع الوطيي الذي يتعامل مع هذه الكيانات بكل حذر حفاظا على‬
‫استقاللها الاقتصادي وعمال بمبدأ اختصاةات السيادة الوطنية‪ ،‬بالتالي عساند أغلبية الفقه‬
‫الدولي في مسألة رفضه منحها الشخصية القانونية‪ ،‬ولل بإخضاع نشاط هذه الشركات‬
‫للتشريع الوطيي‪ ،‬وتعتبرها شركات خاةة من أشخاص القانون الخاص‪.353‬‬
‫إال أن هناك طرق أخرى تفرض مثل هذه الشركات نفسها‪ ،‬حيث يرى الفقه أنها هذه‬
‫طريق القضاء الدولي أو محك ـ ـ ـ ـ ـمة العدل الدولية أو محـ ـ ـ ــاكم الت ـ ـ ـ ـ ــحكيم‬ ‫ألاخيرة تسل‬
‫الدولية‪ ،354‬من خالل القضايا املطروحة على تل الهيئات نحاول التأثير على هذه ألاخيرة من‬
‫أجل الاعتراف لها بالشخصية القانونية‪. 355‬‬

‫‪ - 352‬طابوش مولود‪ ،‬أثر الشركات املتعددة الجنسيات على التـ ـ ـ ـ ــشغيل في الدول النامية‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ــرجع‬
‫سابق ‪ ،‬ص ‪ 70‬و ‪.621‬‬
‫‪ -353‬س ي علي أحمد‪ ،‬النظام القانوني للشركات عبر الوطنية املعاةرة والقانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.069‬‬
‫‪354‬‬
‫‪- PAULET Jean pierre, Les multinationales: frein ou moteur de l’économie, op cit, p. 51.‬‬
‫‪355‬‬
‫‪- RIOUX Michèle, Théories des firmes multinationales et des réseaux économiques‬‬
‫‪transnationaux, op cit, p. 68.‬‬

‫‪137‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصل الثالث‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬
‫أدى تحرير التجارة الخارجية إثر تكريس مبدأ تحرير املبادالت التجارية الدولية بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 30-30‬في نص املادة ‪ 2‬منه‪ ،‬إلى ظهور العديد من املؤسسات الخاصة املمارسة‬
‫لنشاط التصدير والاستيراد‪ ،‬وذلك بتوسيع طائفة ألاعوان الاقتصاديين الذين يمكنهم النشاط‬
‫في مجال املبادالت التجارية الدولية وذلك لكل شخص طبيعي أو معنوي يتمتع بصفة التاجر‪.‬‬
‫رفع الاحتكار على التجارة الخارجية وكذا تحرير الصرف املتعلق بدفع العمليات‬
‫التجارية الخارجية أثر بصفة غير مباشرة على نظام املبادالت التجارية الخارجية ‪.‬‬
‫يعد التصدير عصب اقتصاديات الدول بالنظر إلى عائداته من العملة الصعبة وهو‬
‫دليل على القوة الاقتصادية للدول وتحقيق اكتفائها الذاتي من خالل تصديرها ملختلف‬
‫السلع والبضائع وحتى الخدمات واعتماده على التنوع في مجال التصدير‪ ،‬إال أن هذا ألاخير‬
‫في الجزائر ال زال يعاني من التبعية الشديدة لقطاع املحروقات وعدم قدرته على إلانتاج‬
‫والتسويق خارج هذا القطاع‪ ،‬ونلك بالنظر إلى مجموعة من العراقيل التي يعاني منها (املبحث‬
‫ألاول)‪ ،‬وباملقابل يعد الاقتصاد الجزائري مشجعا لقطاع الواردات‪ ،‬وذلك نظرا لعدم القدرة‬
‫على إلانتاج املحلي والتبعية بالتالي لالستـ ـ ـ ـ ـ ـيراد لشـ ـ ـ ـ ـ ـركاء الجزائر في إطار اتف ـ ـ ـ ـ ـاقيات الشراكة‬
‫أو حتى خارج ذلك (املبحث الثاني) ‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املبحث لاول‬

‫التصدير‬
‫تولي الدول أهمية كبيرة للتص ـ ـ ـ ـ ـ ـدير وذلك بالن ـ ـ ـ ـ ـظر إلى الدور الذي يلـ ـ ـ ـعبه في جلب‬
‫الثروة‪ ،‬حيث برزت عدة نظريات في هذا املجال ثم تلتها مدارس متعددة أعطت له أهمية‬
‫كبيرة ساهمت في السعي وراء تطوير نشاط التصدير في العالم باتخاذ عدة سياسات تتناسب‬
‫مع واقع إمكانيات الدول‪.‬‬
‫باعتبار أن معظم الدول النامية ومنها الجزائر‪ ،‬تعاني من أحادية التصدي‪ ،‬على اعتبار‬
‫استحواذ قطاع املحروقات على قطاع الصادرات‪ ،‬وفاتورة الواردات دليل قاطع على ذلك‬
‫الوضع‪( ،‬املطلب ألاول)‪ ،‬مما يعني أن إلانتاج املحلي لم يستطع تلبية حاجيات السوق‬
‫املحلية سواء من حيث عدم القدرة أو قلة حجم إلانتاج أو سعره ونوعيته‪ ،‬وفي هذا إلاطار‬
‫قامت الجزائر بتكريس مجموعة من ألاجهزة‪ ،‬واتخذت مجموعة من إلاجراءات في سبيل‬
‫تدعيم إستراتيجية الصادرات خارج املحروقات (املطلب الثاني) ‪ ،‬ويتعين على العون‬
‫الاقتصادي في مجال التجارة الخارجية احترام مجموعة من إلاجراءات اتجاه الهيئات املعنية‬
‫من أجل إتمام عملية التصدير( املطلب الثالث)‪.‬‬
‫املطلب لاول‬
‫سيطرة قطاع املحروقات على صادرات الجزائر‬
‫كثر الحديث عن مسألة سيطرة قطاع املحروقات على صادرا ت الجزائر وذلك منذ‬
‫الاستقالل (الفرع ألاول)‪ ،‬وبالرغم من كل الجهود املبذولة من إصالحات وإعادة هيكلة‬
‫املؤسسات الاقتصادية وتحرير التجارة الخ ـ ـ ـارجية وتـ ـ ـ ـ ـ ـدعيم الت ـ ـ ـ ـ ـحرير بتكريس أجهزة‬
‫متعددة‪ ، ...‬إال أن مثل تلك الوضعية الزالت قائمة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع لاول‬

‫مفهوم التصدير‬
‫تقاس القوة الاقتصادية ألي بلد بمقدار صادراتها‪ ،‬باعتباره وسيلة لتزويد الخزينة‬
‫العمومية بالعملة الصعبة ودليل على تحقيق الاكتفاء الذاتي واملحلي وصالبة املنشآت‬
‫الاقتصادية القاعدية لذلك البلد من صناعية وتجارية وفالحيه‪ ،‬وكثيرا ما قد يقع اللبس بين‬
‫التصدير والتسويق باعتبارهما نشاط مادي لنقل السلعة أو الخدمة من بلد املنشأ إلى بلد‬
‫آخر(أو ال)‪.‬‬
‫إال أن صادرات الجزائر يطغى عليها قطاع النفط‪ ،‬بغض النظر عن مساهمة بعض‬
‫القطاعات بشكل جد محتشم (ثانيا)‪ ،‬وتستحوذ مجموعة معينة من الدول خاصة ألاوربية‬
‫منها على صادرات النفط (ثالثا)‪.‬‬

‫أو ال ‪ :‬املصصود االتصدير ومميزه ع التووق‬


‫كثيرا ما يتم الخلط بين التصدير والتسويق‪ ،‬لذا يتوجب التمييز بينهما‪.‬‬

‫‪-1‬املصصود االتصدير‬
‫يعرف التصدير بأنه إخراج البضائع‪ ،‬املنتوجات‪ ،356‬والخدمات خارج إلاقليم الجمركي‬
‫وذلك من أجل الحصول على العملة الصعبة‪ ،‬ويعد التصدير عملية جد معقدة وإشكالية‬
‫كبيرة ومتكررة خاصة في الدول النامية‪ ،‬وذلك نظرا النخ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاض معدالت التصدير‪ ،‬ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم‬
‫استمرار يته ‪ ،‬ارتفاع معدالت العجز التجاري‪ ،‬تزايد أرقام الواردات في دول العالم‪.357‬‬

‫‪ -356‬تعرف الولعة على أنها الكيان املادي امللموس الذي له شكل محدد وخصائص ومواصفات معينة تشبع حاجات‬
‫ورغبات املشتري‪ ،‬فهي بذلك منتوج مادي يمكن إمساكه أو تذوقه أو استهالكه أو تخزينه أو نقل ملكيته للغير‪ ،‬وتعد‬
‫الخدمات املصاحبة لها جزء من السلعة‪ ،‬مثل التركيب‪ ،‬الصيانة‪ ،‬إلاصالح والضمان‪ ،‬أنظر حيدر رمضان عبد الوالم‪" ،‬‬
‫تسويق وتوزيع السلع واملنتجات"‪ ،‬مجلة الجامعة ألاسمرية‪ ،‬عدد ‪ ،21‬طرابلس‪ ،‬ص‪.905‬‬
‫‪-‬أنظر كذلك النجار فرقد‪ ،‬تسويق الصادرات العربية‪ ،‬آليات تفعيل التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسويق الدولي ومناطق التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة الحرة العربية‬
‫الكبرى‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1331 ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ - 357‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الواردات والتعريفة الجمركية ( مع دراسة السوق العربية املشتركة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪140‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كما أن هناك من يرى أن املشكلة الرئيسية في التصدير تعود النخفاض كمية وجودة‬
‫إلانتاج باملقارنة مع تلك املتواجدة في ألاسواق الدولية املنافسة‪ ،‬مما يفسر انخفاض في‬
‫الحركة التجارية الخارجية‪.358‬‬

‫‪ -2‬مميزه التصدير ع التووق‬


‫يراد بالتسويق علم إشباع حاجة الاستهالك واملشتري عن طريق مجموعة من ألانشطة‬
‫مثل تصميم املنتجات‪ ،‬التغليف‪ ،‬العالمة التجارية‪ ،‬تحديد ألاسعار‪ ،‬الخصومات‪ ،‬البيع‬
‫النقدي وألاجل‪ ،‬اختيار ملفات التوزيع‪ ،‬الترويج‪ ،‬تحديد املوقف التنافس ي وتحقيق استقرار‬
‫املبيعات‪.359‬‬
‫يختلف بذلك التسويق عن التصدير بأنه علم إشباع حاجة املستهلك واملشتري عن‬
‫طريق مجموعة من ألانشطة بداية من إلانتاج إلى غاية وصول السلعة إلى املستهلك‪ ،‬والذي‬
‫يتم عن طريق تحديد وظائف مدير التسويق الدولي‪ ،‬تجديد نشاطاته وعناصره‪ ،‬دراسة‬
‫سلوكيات السوق من أجل التسويق‪ ،‬تحليل البيئة الدولي للتسويق والصادرات ‪.‬‬
‫نجد من أهم أنواع التسويق التسويق بالعالقات‪ ،‬وهو نموذج متطور من التسويق‬
‫يهتم بصيغة ارتباط وتبادل وتعاون املؤسسة مع الزبون على املدى الطويل ملواجهة‬
‫املنافسة‪.360‬‬

‫‪-3‬مميزه التصدير ع التوزيع‬


‫يقصد بالتوزيع انسياب وتدفق السلع إلى السوق‪ ،‬التوزيع يكون إما مباشرا ويتحقق‬
‫حينما يقوم املنتج بتوزيع إنتاجه مباشرة إلى املستهلك النهائي أو املشتري الصناعيين‪ ،‬أو يكون‬
‫توزيع غير مباشر‪ ،‬ويراد به قيام املنتج باالعتماد على الوسطاء في توزيع السلع‪ ،‬ويتم هذا‬
‫التوزيع عن طريق نوعين من الوسطاء‪ ،‬النوع ألاول هم الوسطاء الذين يمتلكون الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلعة‬

‫‪ - 358‬سليمان عبد العزقز عبد الرحيم‪ ( ،‬ألاسس‪ ،‬العوملة والتجارة إلالكترونية)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - 359‬النجار فرقد‪ ،‬تسويق الصادرات العربية‪ ،‬آليات تفعيل التسويق الدولي ومناطق التجارة الحرة العربية الكبرى‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪-360‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.13-12‬‬
‫‪141‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أو ما يسمى بالتجار‪ ،‬أو الوسطاء الذين ال يمتلكون السلعة ولكنهم يبيعونها لحساب املنتج وهو‬
‫الوكالء بأنواعهم والسماسرة‪.361‬‬
‫بذلك‪ ،‬يختلف التصدير عن التوزيع فإن هذا ألاخير يكون على املستوى املحلي بينما‬
‫التصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير يكون على املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوى الدولي‪ ،‬كما يكون التص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير بموجب عقد بي ـ ـ ـ ـ ـ ـع بين‬
‫البائع ( املشتري)‪ ،‬واملصدر (البائع)‪ ،‬في حين يكون التوزيع بين املنتج واملستهلك الص ـ ـ ـ ـ ـ ـناعي أو‬
‫املستهلك النهائي‪ ،‬أو بين املنتج وبين الوسيط تاجرا كان أو سمسار‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مضمون صادرات الجزائر‬


‫أثر أتفاق الشراكة ألاو رو‪-‬جزائري املبرم بفالونسيا عام ‪ 1339‬على مبادالت الجزائر‬
‫الدولية بشكل كبير‪ ،‬على أساس أن الجزائر ال تصدر غير النفط‪ ،‬أما الصادرات خارج‬
‫املحروقات فتبقى جد ضعيفة مما يؤثر سلبا على ميزان املدفوعات‪ ،‬ومبادالت تقيمها مع دول‬
‫عربية في إطار اتفاق التبادل العربي الحر‪ ،GZALE‬املبرم في تونس سنة ‪ ،2531‬وتقيم‬
‫كذلك مبادالت تجارية في إطار اتفاقيات ثنائية أو حتى مجرد عقود تصدير ‪.‬‬

‫‪-1‬مضمون صادرات الجزائر في إطار امفاق الشراكة مع الامحاد لاوربي‬


‫يتميز اتفاق الشراكة مع إلاتحاد ألاوروبي باإلضافة إلى ديمومته‪ ،‬بالشمولية وإرساء‬
‫قواعد للعالقات الدائمة بين الطرفين‪ ،‬ودعم التعاون بينهما في العديد من امليادين‪ ،‬وقد أق ـ ـر‬
‫اتفاق الشراكة بصفة خاصة إرساء منطقة للتبادل الحر تهم في مرحلة أولى املن ـ ـ ـ ـ ـ ـتجات‬
‫الصناعية‪ ،‬وذلك بإلغاء الحواجز الجمركية بصفة تدريجية‪ ،‬خالل مرحلة انتقالية على مدى‬
‫اثنا عشر (‪ )21‬سنة من دخول الاتفاق حيز النفاذ‪.‬‬
‫لقد أطهرت املعطيات ألاولية لتقييم مسار الشراكة ألاورو جزائري‪ ،‬وذلك طوال مدة‬
‫سريان الاتفاق إلى وقتنا الحالي‪ ،‬بحالة شبيهة باالستنزاف‪ ،‬باعتبار أن الاتفاق لم يحقق فوائد‬

‫‪ -361‬الغرسة عبد اللطيف‪ " ،‬املؤسسات الاقتصادية الجزائرية في ظل إلاصالحـات املالية و املصرفية‪ ،‬دراس ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫تح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليلية ورؤية مستقبلية"‪ ،‬مداخلة قدمت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول املؤسسة الاقتصادية الجزائرية‬
‫وتحـ ـ ـ ـ ـ ـديات املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناخ الاقتصادي الجديد‪ ،‬أيام ‪ 11‬و‪ 10‬أفريل ‪ ،1330‬جامعة املدية‪ ،‬ص ‪ ،55‬منشورة على املوقع‬
‫‪www.ingdz.com‬‬
‫‪-‬أنظر أيضا ‪ :‬حيدر رمضان عبد الوالم‪ " ،‬تسويق وتوزيع السلع واملنتجات"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 990‬و‪.995‬‬
‫‪142‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إيجابية للجزائر وهذا نظرا الختالل التوازن بين حجم الواردات والصادرات من إلاتحاد‪ ،‬حيث‬
‫تجاوزت قيمة الواردات منه ‪ % 33‬وذلك بقيمة ‪ 13‬مليار دوالر مقابل ما يقل عن ‪ 2‬مليار دوالر‬
‫من صادرات الجزائر نحو الاتحاد‪.362‬‬

‫‪ -2‬مضمون صادرات الجزائر خارج امفاق الشراكة‬


‫تحتل املحروقات الصدارة في هيكل صادرات الجزائر‪ ،‬لتـنتقل من ‪ % 59‬سـ ـ ـ ـ ـ ـنة ‪1335‬‬
‫إلى ‪% 52.11‬سنة ‪ ،1320‬إلى أكثر من ‪% 53‬عام ‪ ،1321‬أما باقي النسب فهي موزعة على‬
‫املنتجات النصف مصنعة واملواد الخام‪ ،‬أما بالنسبة للتجهيزات الفالحية والصناعية والسلع‬
‫الاستهالكية املتمثلة أساسا في التمور والزيوت والجلود فهي ال تتعدى ‪ % 1.3‬من إجمالي‬
‫الصادرات الجزائرية‪.363‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التوزيع الجغرافي لصادرات الجزائر‬


‫تتجه غالبية الصادرات الجزائرية خارج املحروقات إلى الدول ألاعضاء في الاتفاقيات‬
‫شـ ـ ـ ـ ـ ـراكة‪ ،‬ومن أه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمها ات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاق نجـ ـ ـ ـ ـ ــد اتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفاق‬ ‫التي وقعت ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجزائر مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها‬
‫الشـ ـ ـ ـ ـ ـراكة ألاورو‪ -‬متوسطي ‪ ،‬ودول منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‪ ،‬ودول إفريقيا‬
‫املنخرطة في إطار اتفاق الشراكة الجديدة للتنمية إلافريقية‪ ،‬وباقي دول العالم في شكل‬
‫اتفاقيات ثنائية ‪.364‬‬
‫قامت مص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالح الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجمارك الجزائرية بتصني ـ ـ ـف أهم العمالء من سنة ‪ 1333‬إلى‬
‫‪ ،1329‬فاحتلت فرنسا املرتبة ألاولى بنسبة ‪ ،% 11‬ثم تليها ألارجنتين بنسبة ‪ ،%22‬ثم تونس‬
‫بنسبة ‪.365 %9.9‬‬

‫‪ -362‬إحصائيات الديوان الوطني لإلحصائيات لسنة ‪ ،1329‬على املوقع‪www.ons.dz ،‬‬


‫‪ -363‬قتال منزر‪ "،‬الهيئات املرافقة لدعم الصادرات خارج املحروقات في الجزائر"‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى‬
‫الوطني حول ترقية الصادرات خارج املحروقات في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 22‬و ‪ 1-2‬م ـ ـ ـارس ‪ ،1320‬جامـ ـ ـعة مولود معمري تيزي‬
‫وزو‪ ،‬منشور على املوقع ‪ ،www.fdsp.ummto.dz‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -364‬قتال منزر‪ "،‬الهيئات املرافقة لدعم الصادرات خارج املحروقات في الجزائر"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -365‬زنداقي س ـ ـ ـ ـ ـ ـهيلة‪" ،‬دور اتفاق الشراكة في تحفيز الصادرات من املؤسسات الجزائرية"‪ ،‬مج ـ ـ ـ ـ ـ ـلة العلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬رقم ‪ ،2‬جامعة تلمسان‪ ،1335 ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪143‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثاني‬
‫وضعية نشاط الصادرات‬
‫يعاني قطاع الصادرات في الجزائر من عوائق وعراقيل‪ ،‬جعلت القطاع غير بارز وغير‬
‫فعال‪ ،‬إذ مساهمته في مداخيل العملة الصعبة إلى الجزائر ضعيفة جدا‪ ،‬ومجاالت التصدير‬
‫خارج املحروقات محتشمة جدا تقتصر على بعض املنتجات الفالحية ال غير‪ ،‬ولعل ألاسباب‬
‫عديدة منها ما هي إدارية بحتة (أو ال)‪ ،‬منها ما يعود لواقع الاقتصاد الجزائري (ثانيا)‪.‬‬

‫أو ال ‪:‬صعوبة مطوقر النشاط االنظر إلى العراقيل إلادارقة‬

‫قامت الجزائر بتمويل قطاعات اقتصادية وصناعية غير منتجة‪ ،‬جعل الاقتصاد‬
‫الجزائري اقتصاد نام تابع للخارج مما يهدد ألامن الصناعي والغذائي للبالد‪ ،‬لذلك أصبح‬
‫تشجيع الصادرات خارج املحروقات أمر ضروري من أجل التخلص من التبعية الشديدة‬
‫لقطاع املحروقات‪ ،‬هذا على ألاقل ما تسعى الجزائر تحقيقه وسط جملة من العراقيل‬
‫املختلفة النوع والحجم ‪ ،‬ويمكن إجمال أهم هذه العراقيل في آلاتي‪:‬‬
‫‪-1‬حيث يتوجب على كل مستثمر سواء كان وطني أو أجنبي‪ ،366‬احترام إجراء الترخيص‬
‫املسبق وكل التعقيدات إلادارية التي ترافق مسألة الحصول وكذلك طول الحصول على‬
‫الترخيص لبدئ املشروع الاستثماري‪ ،‬ضف إلى ذلك مشكل العقار الصناعي واملضاربة فيها‪.‬‬
‫‪-2‬إقحام املستثمر ألاجنبي في ضرورة إجراء شراكة مع املستثمر الجزائر‪.‬‬
‫‪-3‬مواجهة املصدر مشاكل التدعيم الفعلي من طرف ألاجهزة املدعمة للصادرات‬
‫والتجارة الخارجية‪ ،‬مثل الصندوق الخاص بترقية الصادرات والوكالة الوطنية لترقية التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪ - 366‬يميز املشرع الجزائري بين إلاجراءات إلادارية التي يخضع لها املستثمر ألاجنبي عن املستثمر الوطني‪ ،‬حيث نجد أنه‬
‫يتعين على املستثمر ألاجنبي احترام إجراء التصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريح ‪ ،‬إجراء الدراسة املسبقة وهو إج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء يلتزم به املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتثمر ألاجنبي‬
‫دون الوطني ‪ ،‬وكذلك شرط الشراكة باألقلية‪ ،‬أنظر مواتي نصزرة‪ ،‬نحو تجم ـ ـيد الاست ـ ـثمار ألاجنبي‪ :‬القطاع املصرفي‬
‫نموذجا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 19‬و ‪.11‬‬
‫‪144‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-4‬عدم الاستقرار التشريعي لالستثمار في الجزائر‪ ،‬أثر على عدم استقرار البيئة‬
‫الاستثمارية وسيطرة عدم الالأمن في ظل التغيير املستمر لقوانين الاستثمار وتدخل قوانين‬
‫املالية في هذا إلاطار‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬صعوبة مطوقر النشاط االنظر إلى وضعية الاقتصاد الجزائري‬
‫سجلت الدولة انسحابها من الحقل الاقتصادي بصفة تدريجية‪ ،‬فكرست إطار تشريعي‬
‫يقدم ضمانات كافية لالستثمار‪ ،‬باإلضافة إلى آلاليات املكرسة في سبيل تفعيل قطاع‬
‫الصادرات خارج املحروقات‪ ،‬إال أن الوضع الذي يميز الاقتصاد الجزائري بصفة عامة عمل‬
‫على جعل قطاع الصادرات قطاع مهمش وذلك كالتالي ‪:‬‬
‫‪-1‬يعاني املنتوج الجزائري من عدم قدرته على منافسة املنتوج ألاجنبي‪ ،‬فاملشكل ليس‬
‫في إبرام اتفاقات شراكة مع الدول العربية أو مع دول إلاتحاد ألاوربي‪ ،‬بل إلاشكال يكمن في‬
‫عدم قدرة إنتاج سلع وبضائع تكون محل نشاط التصدير من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى عدم‬
‫التمكن من إلانتاج وفق مقاييس الجودة والنوعية املعمول بها على املستوى العالمي‪ ،‬منها‬
‫مقاييس إلايزو للجودة في مجاالت التقييس واملطابقة والنوعية والوسم‪.‬‬
‫‪ -2‬انعدام مصدر جزائري مؤهل ومكون في مجال التصدير‪ ،‬حتى يتمكن من النجاح في‬
‫الصفقات التجارية الدولية التي يبرمها سواء أثناء مرحلة التفاوض أو بعد دخول العقد حيز‬
‫النفاذ‪.‬‬
‫‪-3‬سيطرة السوق املوازية على بيئة الاقتصاد الوطني‪ ،‬وذلك في مجال تداول العملة‬
‫الصعبة خارج إلاطار الرسمي وإجراء تعامالت خارج البنوك واملؤسسات املالية مما يفقـد‬
‫السلطات التحكم في مراقبة قطاع العملة الصعبة في الجزائر‪.367‬‬

‫‪ -367‬تعد مسألة العملة الصعبة ومسألة التحكم فيها من طرف السلطات الجزائرية م ازن العوامل التي دفعت بالدولة‬
‫إلى العودة مجددا إلى الحقل الاقتصادي خاصة في مجال التجارة الخارجية مجددا بعدما تم تح ـ ـ ـ ـ ـريره كليا بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 30-30‬املتعلق باالستيراد والتصدير‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثالثا ‪ :‬صعوبة مطوقر النشاط االنظر إلى الشروط املتطلبة لتنفيذ معاملة‬
‫التصدير‬

‫تقتض ي عملية تنظيم وضبط نشاط املبادالت التجارية الخارجية في الجزائر‪،‬‬


‫إص ـ ـ ـدار مجموعة من ألاحكام تك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد تكون في ظاهرها مجرد إج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات قان ـ ـ ـ ـ ـونية يتعين‬
‫على الع ـ ـ ـون الاقتصادي مراعاتها واستيفائها من أجل إضفاء الصرامة املتطلبة ‪.‬‬

‫كرس املشرع الجزائري أحكاما جديدة مؤخرا‪ ،‬توضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح رغبته في التم ـ ـ ـ ـ ـييز بين‬
‫نشـ ـاطات الاستيراد عن نشاطات التصـ ـدير‪ ،‬وذلك بالتحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديد املطلق للمنتوجات التي‬
‫يح ـ ـ ـ ـق للع ـ ـ ـ ـ ـ ـون الاقتصادي تصديرها‪ ،‬أي ما يسمى بالشروط املوضوعية‪ ،‬باإلضـ ـ ـافة إلى‬
‫الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروط الشكلية الواجب استيفائها من طرف العون الاقتصادي في مجال التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫تح ـ ـدد نص املادة ‪ 0‬من املرسوم التنفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذي رقم ‪ ،368105-29‬املنتوجات التي يحـ ـ ـ ـ ـق للع ـ ـ ـ ـ ـون‬
‫الاقتصادي تصديرها وذلك على سبيل الحصر‪ ،‬ويتم تعيين النشاطات في املدونة برمز عددي‬
‫يتكون من ‪ 1‬أرقام‪ ،‬تمثل ألارقام الثالثة ألاولى مرجعا للقطاع ومجموع النشاطات‪ ،‬وتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثل‬
‫ألارقام الثالثة ألاخيرة املجموعة الفرعية للنشاطات املفردة‪ ، 369‬وتتمثل هذه املنتوجات في م ـ ـ ـا‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪-‬مصدير املواد الزراعية الغذائية ‪ :‬الرمز ‪411.111‬‬

‫‪-‬مصدير املواد الصناعية واملصنعة ما عدى املحروقات ‪ :‬الرمز ‪411.112‬‬

‫‪-‬مصدير كل املواد غزر املحددة في مكان آخر ما عدى املحروقات ‪ :‬الرمز ‪411.113‬‬

‫مما يعني أنه تم تحديد املنتوجات التي يمكن للعون الاقتصادي‪ ،‬سـ ـ ـواء كان شخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــص‬
‫طب ــيعي أو معنوي تصديرها ‪ ،‬والتي حصرها في ثالث أنواع من املنتوجات ‪ ،‬بل أك ـ ـثر م ـ ـ ـ ــن‬

‫‪-368‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 105-29‬مؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪ ،1329‬يحدد محتوى وتمحور وكذا شروط تسيير وتحيين مدونة‬
‫ألانشطة الاقتصادية الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،91‬الصادر في ‪ 03‬سبتمبر ‪.1329‬‬
‫‪-369‬املادة ‪ 0‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ذل ـ ـ ـ ـ ـ ــك ح ـ ـ ـ ــدد املشرع محل التصدير في املنتوجات فقط دون الخ ـ ـ ـدمات‪ ،‬متمسكا بذلك‬
‫باملبدأ الذي انطـ ـ ـ ــلق منه بموجب أحكام قانون الاست ـ ـ ـ ـيراد والتصدير رقم ‪ 30-30‬املعدل‬
‫واملت ـ ـ ـ ـ ـ ــمم‪ ،‬وم ـا تسم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية القانون إال دل ـ ـ ـ ـيل على ذلك" ‪.....‬املتعلق القواعد املطبقة على‬
‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليات استيراد الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبضائع وتصديرها"‪.‬‬

‫تضيف املادة ‪ 22‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ " : 105-29‬بغض النظر عن خصوصية قـ ـ ـطاع‬
‫التصدير‪ ،‬يمكن للمتعامل الاقتصادي في إطار نشاطاته التجارية‪ ،‬القيام بتصدير املنتوجات‬
‫طبقا للتنظيم املعمول به"‪.‬‬

‫يستنتج من نص املادة أن عمليات التصدير تتم وفقا لإلجراءات والقواعد العامة املنصـ ـ ــوص‬
‫عليها قانونا‪ ،‬واملدروسة من خالل تقريبا كل ألاطروحة‪ ،‬والتقيد بأن يكون التصدير في إحـ ـ ــدى‬
‫املجاالت املحددة بموجب نص املادة ‪ 0‬املذكورة آنفا‪.‬‬

‫هي إجراءات إن دلت على ش يء‪ ،‬إنما تدل على تقييد حرية الاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثمار في الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬وعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم السماح لقطاع التص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير أن يتطور ويلحق بمثيله على امل ـ ـ ـ ـ ــستوى‬
‫الدولي‪ ،‬حيث تلجأ إلى تلك إلاجراءات خاصة الدول النامية‪.370‬‬

‫حيث أنه في وقت أرست الدولة كل الوسائل وألاجهزة وامليكانيزمات من أجل تشجيع التصدير‬
‫خارج املحروقات ‪ ،‬وذلك في ظل أوضاع اقتصادية مزرية‪ ،‬يستلزم الاستنجاد بق ـ ـ ــطاع التجارة‬
‫الخارجية كقطاع استراتيجي وحساس‪ ،‬تحقق من خالله الدول أضعاف ما يحق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقه إلانتاج‬

‫‪-370‬اعتمدت معظم الدول العربية والدول السارية في طريق النمو سياسة صارمة في مجال الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة ال ـ ـ ـخارجية‪ ،‬حيث‬
‫أن عـ ـ ـ ـدم تمكنها من تطوير اقتصادياتها‪ ،‬جعلها تتردد في التحرير التام لنشاط املبادالت التج ـ ـارية الدولية‪ ،‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنجد‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثال مصـ ـ ـر‪ ،‬ال ـ ـ ـ ـ ـتي كرست سياسة تحرير نسبية في مجال التصدير‪ ،‬حيث يحق لوزير التجارة قيد تصدير بعض‬
‫املنـ ـ ـ ـتجات م ـ ـن الجم ـ ـهورية إلى خارج مصر حينما يتعلق ألامر املساس بالصالح العام‪ ،‬فمثال في ظل أزمة الغذاء العالمي‬
‫وتدمير الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـئران ملحصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول ألارز في بلدان شرق آسيا عام ‪ ،1333‬سعى املضاربون إلى تصدير ألارز إلى الخارج دون‬
‫مراعاة مصلحة املستهلك املصري‪ ،‬مما نـ ـ ـتج عن تلك الوضعية ارتفاع أسعار ألارز بشكل سريع ‪ ،‬وعلى إثر ذلك أصـ ـ ـ ـدر وزير‬
‫التجارة والصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناعة قرارا بإيقاف ت ـ ـ ـ ـدير ألارز‪ ،‬وذلك من أجل إشباع السوق املحلية من املنت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوج ومراعاة للصالح‬
‫العام‪ ،‬وتطبيقا لقرار الوزير‪ ،‬تراجعت أسـ ـعار ألارز من ‪ 033‬إلى ‪ 133‬جنيه في سوق الجملة للطن الواحد‪ ،‬ونفس إلاجراء‬
‫اتخذه وزير التجارة ملواجهة ارتفاع أس ـ ـ ـ ـ ـ ـعار الاسـ ـ ـ ـ ـ ـمنت في س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة ‪ ،1335‬وبموجب قرار منع تصدير املنتوج انخفضت‬
‫أسعاره من ‪ 333‬جنيه إلى ‪ 093‬جنيه للطن الواحد في س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوق الجمـ ـ ـ ـ ـ ـلة وذلك في غضون أسبوع واحد‪ ،‬أنظر في هذا‬
‫الشأن أحمد محمد مصطفى نصزر‪ ،‬دور الدولة إزاء الاست ـ ـ ـ ـثمار‪ ،‬مرجع سـ ـ ــابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪147‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املحلي‪ ،‬تكرس الدولة من جهة أخرى شروط للتصدير موضوعية كانت أو شك ـ ـ ـ ـ ــلية تعقد من‬
‫خاللها مسألة السماح لقطاع التصدير فرض نفسه في الحلقة الاقتصادية‪.‬‬

‫كما يتم التمييز وألول مرة بشكل واضح بين مجاالت الاستيراد ومجاالت التص ـ ـ ـ ـ ـ ــدير‪ ،‬وذل ـ ـ ــك‬
‫خروجا من املنهجية املعروفة أن التصدير تحتكره الدولة أو املؤسسات املمثلة لها‪ ،‬ونـ ـ ـ ــدرة‬
‫وصالحية املنتوجات التي تكون صالحة للتصدير‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫الجهود املصررة لتحفزه الصادرات خارج املحروقات في الجزائر‬
‫عمدت الجزائر على استحداث إطار مؤسساتي جديد من أجل ترقية الصادرات وتوفير‬
‫الدعم لقطاعات التصدير (الفرع ألاول)‪ ،‬ومن جانب آخر‪ ،‬تم تكريس مجموعة من ألاسس‬
‫إعماال لتدعيم الدولة تنظيمها للتجارة الخارجية عمال بأحكام نص املادة ‪ 25‬من دستور‬
‫‪ 2551‬ومن بعدها نص املادة ‪ 00‬من التعديل الدستوري لسنة ‪( 1321‬الـ ـ ـ ـ ـفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع لاول‬

‫مكريس أجهزة إدارقة‬


‫استحدثت الجزائر مجموعة من ألاجهزة في إطار تدعيم تحفيز التصدير خارج‬
‫املحروقات‪ ،‬ومحاولة التنويع في الصادرات وتفادي عواقب احتكار صادرات النفط والعواقب‬
‫املنجزة عنه‪ ،‬ومن أهم هذه ألاجهزة على إلاطالق نجد إنشاء أج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهزة في مجال ترقية‬
‫الصادرات (أو ال)‪ ،‬وأخرى مكرسة في إطار ضمان الصادرات (ثانيا)‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة‬
‫من التنظيمات والتجمعات املكرسة في إطار تفعيل الصادرات خارج املحروقات (ثالثا)‪.‬‬
‫أو ال ‪ :‬مكريس أجهزة في إطار مرقية الصادرات‬
‫في مجال ترقية الصادرات خارج املحروقات‪ ،‬تم تكريس مجموعة من ألاجهزة لعل‬
‫أهمها تتمثل في آلاتي‪:‬‬

‫‪148‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -1‬الديوان الوطني لترقية الصادرات‬


‫أنشأ بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 012-51‬مؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،3712551‬ووضع‬
‫تحت وصاية وزير التجارة‪ ،‬مهم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـته ألاساسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية تقـ ـ ـ ـ ـديم إعانات من أجل ترقية الت ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬تنشيط برامج تثمين املبادالت التجارية الخارجية وترقيتها خاصة تلك املوجهة نحو‬
‫تطوير الصادرات خارج املحروقات‪ ،‬ويساهم تحت سلطة وزير التجارة في تطبيق إلاجراءات‬
‫العمومية لدعم الصادرات‪ ،‬يتكفل كذلك باألعباء التي لها ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالقة بدراسة ألاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواق‬
‫الخارجية‪ ،‬التكفل الجزئي بمصاريف املشاركة في املعارض بالخارج وتكاليف النقل الدولي لرفع‬
‫وشحن البضائع باملوانئ الجزائرية واملوجهة للتصدير‪.372‬‬

‫‪-2‬الصندوق الخاص اترقية الصادرات‬


‫تم إنشاء الصندوق بموجب قانون املالية لسنة ‪ ،3732551‬مهمته ألاساسية مساعدة‬
‫املؤسسات الراغبة في املشاركة في املعارض الدولية املسجلة في برنامج وزارة التجارة وبعض‬
‫املعارض الدولية ألاخرى‪ ،‬إضافة إلى تغطية تكاليف النقل والعبور عند القيام بالعرض‬
‫ومصاريف إلاشهار الخاصة بالتظاهرات بنسبة ‪ % 33‬بالنسبة للمشاركة في املعارض املسجلة‬
‫في الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية و‪ % 93‬بالنسبة للمعارض ألاخرى غير امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسجلة‪.‬‬

‫‪-3‬الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية‬


‫تم إنشائها بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،374 220-30‬وذلك تطبيقا للمادتين ‪25‬‬
‫و‪ 13‬من ألامر رقم ‪ 30 -30‬املتعلق باالستيراد والتصدير ‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 11‬منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه على‪:‬‬

‫‪ -371‬مرس ـ ـ ـ ـ ـ ـوم تن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفيذي رقم ‪ 012-51‬مؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر ‪ ، 2551‬يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق الدي ـ ـ ـ ـ ـوان الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائري لت ـ ـ ـ ـرقية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ، 93‬الصادر في ‪ 1‬أكتوبر ‪.2551‬‬
‫‪ -372‬ا بعالش خاليدة‪ "،‬إلاطار القانوني والتنظيمي لتشجيع قطاع الصادرات خارج املحروقات"‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن‬
‫أشغال امللتقى الوطني حول ترقية الصادرات خارج املحروقات في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 22‬و ‪ 21‬مارس ‪ ،1320‬جامعة مولود‬
‫معمري تيزي وزو‪ ،‬منشور على موقع الكلية‪ ، .dzwww.fdsp.ummto ،‬ص ‪.5-3‬‬
‫‪ - 373‬أمر رقم ‪ 12-59‬مؤرخ في ‪ 0‬ديسمبر ‪ ،2559‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2551‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،31‬الصادر في ‪02‬‬
‫ديسمبر ‪.2559‬‬
‫‪ - 374‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 220-30‬مؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪ ،1330‬يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية‬
‫وتنظيمها وسيرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،05‬الصادر في ‪ 21‬جوان ‪.1330‬‬
‫‪149‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫" منفذ الوياسة الوطنية لترقية التجارة الخارجية هيئة عمومية تومى الوكالة‬
‫الوطنية لترقية التجارة الخارجية ‪." ALGEX‬‬
‫تتولى الوكالة ضمان تسيير أدوات ترقية الصادرات خارج املحروقات‪ ،‬ضمان تسيير‬
‫ديناميكي للشبكة الوطنية للمعلومات التجارية‪ ،‬تزويد املؤسسات الجزائرية باملعلومات‬
‫التجارية والاقتصادية حول ألاسواق الخارجية وكذلك دعم جهود املؤسسات الجزائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرية في‬
‫ألاسواق الخارجية ومساعدتها في تنظيم التظاهرات واملعارض الاقتصادية في‬
‫الخارج‪.375‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مكريس أجهزة في إطار منظيم وضمان الصادرات‬


‫تعتبر مسألة ضمان الصادرات بالنسبة للمصدر مسألة مهمة في تحفيز املبادرة واقتحام‬
‫ألاسواق الخارجية لديه‪ ،‬ومن أهم ألاجهزة التي تم تكريسها في سبيل تحقيق ذلك نجد ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬الغرفة الجزائرقة للتجارة والصناعة‬


‫تم إنشائها بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،37650-51‬تتولى تنظيم اللقاءات‬
‫والتظاهرات الاقتصادية في الجزائر وفي الخارج‪ ،‬مثل املعارض والندوات وكل املهام التجارية‬
‫التي تسعى إلى ترقية وتطوير النشاطات الاقتصادية واملبادالت التجارية مع الخارج‪ ،‬توطيد‬
‫العالقات وعقد اتفاقيات تعاون مع املؤسسات ألاجنبية املماثلة‪.‬‬

‫‪-2‬الشركة الجزائرقة لتأمزن وضمان الصادرات‬


‫تأسست وفق مقتضيات ألامر رقم ‪ ،37731-51‬وهي شركة تتشكل من مساهمات‬
‫مجموعة من املؤسسات املصرفية وشركات التأمين‪ ،‬هدفها ترقية الصادرات خارج املحروقات‬

‫‪ - 375‬أنظر املادة ‪ 13‬من ألامر رقم ‪ ،30-30‬يتعلق بالقواعد العامة املطبقة على ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمليات استيراد البـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضـ ـ ـائع‬
‫وتصديرها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 376‬مرسوم تن ـ ـ ـ ـ ـ ـفيذي رقم ‪ 50-51‬مؤرخ في ‪ 0‬مارس ‪ ،2551‬يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضمن إنشاء غـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف التجارة والص ــناعة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫ع ـ ـدد ‪ ،21‬الصادر في ‪ 1‬مارس ‪.2551‬‬
‫‪ - 377‬أمر رقم ‪ 31-51‬مؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪ ،2551‬يتعلق بتأمين القرض عند التصدير‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،30‬الصادر في ‪20‬‬
‫جانفي ‪.2551‬‬
‫‪150‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتدعيم القدرات التصديرية غير املستغلة والعمل على دفع املصدرين على اقتحام ألاسواق‬
‫الدولية بفضل الضمانات املقدمة وتمويل البنوك لها‪.‬‬
‫كما تعمل على تقريب املصدرين من املتعاملين ألاجانب مع تزويدهم باملعلومات عن‬
‫الزبائن وألاسواق الدولية بصفة دورية لتحسين عمليات التصدير‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬منظيمات ومجمعات في إطار مفعيل الصادرات خارج املحروقات‬


‫نتطرق لكل من الجمعية الوطنية للمصدرين وملشروع شراكة بين الجزائر وفرنسا في‬
‫إطار تدعيم الصادرات الجزائرية ومرافقة ألاعوان الاقتصاديين‪ ،‬وبالخصوص املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة في مجال إجراء مبادالت تجارية دولية خاصة منها التصدير ‪.‬‬

‫‪-1‬الجمعية الوطنية للمصدرق‬


‫تم إنشاء الجمعية في ‪ 23‬جوان ‪ 1332‬من أجل الدفاع على حقوق ومصالح املصدرين‬
‫الجزائريين‪ ،‬وتضم أكثر من ‪ 233‬مصدر‪ ،‬وتساهم في تطوير إستراتيجية التصدير وإيجاد‬
‫مساحة للتواصل بين املصدرين وتوفير املساعدة التقنية لتطوير القدرات التصديرية لألعوان‬
‫الاقتصاديين‪.378‬‬

‫‪-2‬مصميم ارنامج جزائري لعام ‪2112‬‬


‫تم تقرير برنامج من طرف عمل الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية بالتعاون بين‬
‫وزارة التجارة الجزائرية والوكالة الفرنسية للتنمية‪ ،‬وذلك في إطار دعم الصادرات في ‪ 15‬جوان‬
‫‪ ،1333‬يتمثل في أوبتيم إكوبورمر والذي يعمل على تعزيز قدرات التصدير لدى ألاعوان‬
‫الاقتصاديين الجزائريين‪ ،‬وبالخصوص املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ومرافقتهم لتحقيق‬
‫مسار تنموي دولي‪ ،‬وإدخالهم مجال الاحترافية وذلك بموجب مجموعة من الدورات التكوينية‬
‫في املهن التصديرية‪.379‬‬

‫‪ - 378‬قتال منزر‪ » ،‬الهيئات املرافقة لدعم الصادرات خارج املحروقات في الجزائر« ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ - 379‬ا بعالش خاليدة‪ » ،‬إلاطار القانوني والتنظيمي لتشجيع قطاع الصادرات خارج املحروقات «‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.0‬‬
‫‪151‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يهدف البرنامج التجاري كذلك‪ ،‬إلى مساعدة املؤسسات الجزائرية املصدرة املتواجدة في‬
‫الخارج من أجل الحصول على مكانة هامة في ألاسواق العاملية‪.380‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫وضع أسس قانونية لتحفزه الصادرات خارج املحروقات‬
‫كرس املشرع الجزائري مجموعة من ألاسس القانونية من أجل تحفيز الصادرات خارج‬
‫املحروقات وتتمثل في كل من سياسة سعر الصرف (أوال)‪ ،‬تأمين وضمان الصادرات (ثانيا)‬
‫وتمويل الصادرات (ثالثا)‪.‬‬

‫أو ال ‪ :‬سياسة سعر الصرف‬

‫أثرت التغييرات الطارئة على املستوى الدولي على الوضع النقدي الجزائري‪ ،‬وذلك‬
‫بحكم تفتحها على الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارج‪ ،‬وبال ـ ـ ـ ـ ـ ـخصوص اعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتماد الاقت ـ ـ ـ ـ ــصاد الوطني على قط ـ ـ ـ ـ ــاع‬
‫املحروقات‪ ،381‬أحداث وتغييرات أدت بالنتيجة إلى ارتف ـ ـ ـ ـ ـ ــاع أس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعار البترول من ـ ـ ـ ـ ـ ــذ سنة‬
‫‪ ،1333‬والتي وصلت إلى أقصاها عام ‪ ،1332‬مما أدى إلى ارتفاع إلايرادات من املحروقات‬
‫وبالتالي ارتفاع احتياطي الصرف للجزائر‪.382‬‬
‫باملقابل‪ ،‬قامت السلطات العمومية بتخفيض سعر صرف العملة الوطنية في سنة‬
‫‪ 2552‬بنسبة ‪ ،%11‬ثم في أفريل ‪ 2550‬بنسبة ‪ ،% 03‬ثم في سنة ‪ 1320‬بنسبة ‪،383% 23‬‬

‫‪ - 380‬قتال منزر‪ » ،‬الهيئات املرافقة لدعم الصادرات خارج املحروقات في الجزائر« ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -381‬رايس فضيل‪ " ،‬تحوالت السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة ‪ ،"1335-133‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد ‪ ،1321 ،2‬ص‬
‫‪.21‬‬
‫‪-382‬انشوري عيس ى‪ ،‬الداوي الشيخ‪ " ،‬تنمية العالقات مع الزبائن عامل أساس ي الستمرارية املؤسسات‪ :‬تجربة ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـك‬
‫الفالحة والتنمية الريفية( املديرية الجهوية لورقلة) "‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد ‪ ،23‬جامعو قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،1321 ،‬ص‬
‫‪.012‬‬
‫‪-383‬الحارث ليندة‪ " ،‬إلاجراءات املتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعة من ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف السلطات العم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـومية من أجل ترقية الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادرات خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارج‬
‫املحروقات"‪ ،‬مداخلة قدمت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول ترقية الصادرات خارج املح ـ ـروقات‪ ،‬أيا ‪ 22‬و‪ 21‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارس‬
‫‪ ،1320‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،1320 ،‬منشورة على املواقع‪ ، www.fdsp.ummto.dz ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪152‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مما أدى إلى زيادة الطلب الخارجي على إلانتاج الوطني من السلع والخدمات القابلة للتصدير‬
‫بافتراض وجود مرونة طلب سعرية ‪.384‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مأمزن وضمان الصادرات‬


‫تم إرساء نظام جديد للتأمين وذلك بإنشاء شركات متخصصة في تأمين وضمان‬
‫الصادرات في سنة ‪ 2551‬بعدما كان يتم بموجب شركات تأمين غير متخصصة‪ ،385‬وهما‬
‫الشركة الجزائرية للتأمين (‪ )CAAR‬والشركة الجزائرية لتأمينات النقل(‪ ،386 )CAAT‬حيث‬
‫تدير هذا النظام الشركات الجزائرية لتأمين وضمان الصادرات(‪ ،)CAGEX‬أين يتم تأمين‬
‫الشركات املصدرة من ألاخطار التجارية‪ ،‬إضافة إلى مشاركة الوكالة الوطنية لترقية التجارة‬
‫الخارجية في املعارض الدولية واكتشاف أسواق جديدة‪.387‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مموقل الصادرات‬


‫وذلك بموجب تقديم العروض للمؤسسات الراغبة في التصدير واس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد امل ـ ـ ـ ـ ـ ـواد‬
‫ألاولية الداخلة في املنتجات املعدة للتصدير أو إنشاء الشباك الوحيد على مستوى البنوك‬
‫لتسهيل العمليات املالية للمصدرين بمقتض ى قانون املالية لسنة ‪.3882551‬‬
‫كما تم إنشاء الصندوق الخاص لتنمية الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادرات للمؤسـ ـسات الراغب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة في املشاركة في‬
‫املعارض الدولية‪.389‬‬

‫‪-384‬نعمون ايمان‪ ،‬ا الزاوي عبد الرزاق‪ " ،‬دراسة قياسية النحراف سعر الصرف الحقيقي عن مست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواه ال ـ ـتوازني في‬
‫الجزائر"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد ‪ ،23‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،1321 ،‬ص ‪ ،39‬و‪.51‬‬
‫‪ - 385‬إرزقل الكاهنة‪ ،‬دور آلية تأمين القرض عند التصدير في التجارة الخارجية ( دراسة مقارنة)‪ ،‬رس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة لنيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهادة‬
‫دكتوراه في العلوم‪ ،‬فرع القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،1335 ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪- 386‬إرزقل الكاهنة‪ ،‬النظام القانوني لتأمين القرض عند التصدير‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في الق ـ ـ ـ ـانون‪ ،‬فرع قانون‬
‫ألاعمال‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،1331-1332 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪-387‬وصاف سعيدي‪ " ،‬تنمية الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادرات والنمو الاقتصادي في الجزائر‪ ،‬الواقع والتحديات"‪ ،‬مجلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـباحث‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،1331 ،2‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -388‬أمر رقم ‪ 12-59‬مؤرخ في ‪ 0‬ديسمبر ‪ ،2559‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2551‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -389‬وصاف سعيدي‪ " ،‬تنمية الصادرات والنمو الاقتصادي في الجزائر‪ ،‬الواقع والتحديات"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪153‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املطلب الثالث‬
‫إجراءات التصدير‬
‫يعد التصدير عملية تتطلب التحضير الجيد والدقيق واحترام مجموعة من القواعد‬
‫ألاساسية‪ ،‬حيث يتعين على املصدر أن يبحث عن ألاسواق‪ ،‬يختارها بدقة وبالشكل الذي‬
‫يجعل من العملية صفقة تجارية رابحة‪ ،‬وتعد إجراءات ضرورية قبل التطرق لعملية إبرام‬
‫العقد التجاري أو ما يسمى باإلجراءات القبلية (الفرع ألاول) كما يتعين تحضير كل الوثائق‬
‫واملستندات التي تلي عملية التصدير(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع لاول‬

‫إجراءات محضزرية لعملية التصدير‬


‫تتطلب عملية التصدير احترام مجموعة من القواعد ألاساسية ‪ ،‬مثل التعرف على‬
‫سوق التصدير واختيار املتعامل معه بدقة (أوال)‪ ،‬التأكد من يسر املشتري ومـ ـ ـ ـ ـالءة بلده‬
‫(ثانيا)‪ ،‬ضرورة إلاطالع على كل النصوص القانونية املتعلقة بعملية التصدير لكل من بلد‬
‫البائع وبلد املشتري (ثالثا)‪.‬‬

‫أو ال ‪ :‬ضرورة الدراية بووق التصدير‬


‫قبل التعامل مع أي سوق أجنبية أو اتخاذ أي قرار يخص التصدير‪ ،‬يتعين على‬
‫املؤسسة املصدرة أن تقوم بدراسة السوق‪ ،‬فإن تبين أنه سوق ذو مردودية ‪ ،‬تنتقل إلى‬
‫عملية البحث عن ألاسواق من أجل البحث عن زبائن‪.‬‬
‫‪-1‬دراسة الووق‬
‫تعد دراسة السوق املرحلة ألاكثر أهمية في عملية بيع املنتوجات‪ ،‬إذ يتعين على‬
‫مسؤول املؤسسة معرفة العديد من العناصر التي تتوقف عليها نجاح الدراسة واختيار طرق‬
‫إجرائها بموجب الوسائل املادية والبشرية التي تحوزها املؤسسة‪.390‬‬

‫‪390‬‬
‫‪-OUAMAR. Hamid, Etude d’une opération d’exportation, cas « ENIEM », Mémoire pour‬‬
‫‪l’obtention du diplôme magister en sciences économiques, option commerce international et‬‬
‫‪transit, Alger, 1998, p. 4-6.‬‬
‫‪154‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-2‬البحث ع سوق للتعاقد‬


‫هي جزء من إلاجراءات التجارية لعملية لتصدير‪ ،‬والهدف منها البحث عن شركاء‬
‫تجاريين يمكنون املؤسسة من تطوير بائعاتها في ألاسواق الخارجية ‪ ،‬إذ هناك مجموعة من‬
‫العوامل يمكن للمؤسسة الاعتماد عليها من أجل الوصول إلى تنقيب ألاسواق ونجد من ذلك‬
‫الترويج من طرف املؤسسة من خالل وضع إعالنات عن منتوجاتها في مجالت دولية‪ ،‬أو أن‬
‫يجري قبول عن إيجاب مقدم لها في مناقصة أو مزايدة دولية‪ ،‬أو إنجاز عروض تجارية‪ ،‬كما‬
‫قد يكون الترويج عن طريق التنقل امليداني من طرف املؤسسة وذلك سواء للـ ـ ـ ـ ـ ـقيام بالترويج‬
‫أو املشاركة في املبادرات التجارية الدولية مثل املعارض والصالونات التجارية‪ ،‬ومن ثم التعرف‬
‫على الشركاء وتبادل املعلومات معهم ومالحظة املنافسة السائدة في السوق وسلوك‬
‫املستهلكين‪.391‬‬
‫في هذا الصدد يلعب الصندوق الخاص بترقية الصادرات دور هام في تعويض املصدر‬
‫واملتعامل الاقتصادي بصفة عامة عن املصاريف التي أنفقها بموجب مشاركته في املعارض‬
‫التجارية‪ ،‬نسبة من تكاليف الترويج في ألاسواق الخارجية التي احتملها املصدر‪ ،‬مصاريف‬
‫النقل الدولي وترتيب البضائع داخل املوانئ من أجل التصدير‪ ،‬تمويل املصارف املرتبطة‬
‫بمطابقة البضائع واملنتوجات ملقاييس ألاسواق العاملية‪.392‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مصدير وضعية ومركز للمشتري‬
‫شرط تقدير وضعية ومركز للمشتري‪ ،‬مرتبط بالوضعية القانونية واملالية التي يتواجد‬
‫فيها املشتري وكذلك بلد املشتري‪.‬‬
‫‪ -1‬الوضعية املالية للمشتري‬
‫يتفاد املصدر التعامل مع مصدر عسير املال أو ما يسمى بتفادي خطر عدم الدفع وكذا‬
‫تفدي التعامل مع متعامل سيئ النية‪ ،‬وفي هذا إلاطار يمكن للمصدر الاتصال بالبنك الذي‬
‫يتعين إجراء توطين الصادرات إن سبق للمشتري خاصة التعامل مع هذا البنك‪ ،‬من أجل‬

‫‪391‬‬
‫‪–PASCO Corine, op cit, p. 9.‬‬
‫‪392‬‬
‫‪- OUAMAR. H amid, Etude d’une opération d’exportation, cas « ENIEM », op cit, p. 19.‬‬
‫‪155‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫منحه املعلومات الضرورية الخاصة باملشتري والتي يتحصل عليها بدوره من طرف مراسليه في‬
‫الخارج ومن ذلك نجد رقم أعمال مشتري‪ ،‬رأسماله الاجتماعي ومدى تنفيذه لاللتزامات‬
‫والتعهدات التي قام بها‪.393‬‬
‫‪-2‬الوضعية املالية لبلد املشتري‬
‫على املؤسسة املصدرة أن تأخذ خطر البلد بصفة مستقلة عن خطر عدم الدفع‪ ،‬أي‬
‫ضرورة التقص ي عن ألاوضاع الاقتصادية والاجتماعية لبلد املتعامل خاصة الوض ـ ـ ـ ـعية املالية‬
‫الداخلية والخارجية‪ ،394‬النظام القانوني للنظام املالي لبد املشتري من بنوك‬
‫ومؤسسات مالية‪ ،‬إذ هي أو ضاع تؤثر سلبا على تنفيذ املشتري الل ـ ـ ـ ـ ـتزاماته بتسديد ديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـونه‬
‫أو التماطل في ذلك بتقاعس بنكه في تحويل مبالغ الدين إلى رصيد املصدر وتلعب الشركة‬
‫الجزائرية لتأمين وضمان الصادرات‪ ،CAGEX‬دورا هما في ضمان املخاطر وذلك خاصة في ما‬
‫يتعلق باألعمال الترويجية عند البحث عن ألاسواق الدولية‪ ،‬مساهمة املعارض والتظاهرات‬
‫الدولية‪ ،‬إنتاجه في خدمات ومنتوجات موجهة للتصدير‪ ،‬في تحصيل الديون ومساعداتها في‬
‫ميدان التمويل‪ ،‬أين تقترح الشركة عدة أص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناف من وثائق ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتأمين وهي التأمين‬
‫إلاجمالي‪ ،‬تأمين فردي ‪ ،‬تأمين قرض الشراء املتعلق بالتصدير‪.395‬‬
‫في إطار تشجيع املصدرين‪ ،‬تم إحداث جهاز يمنح القروض املتعلقة بالبضاعة املصدرة‬
‫بهدف تغطية جزء مهم من ثمنها‪ ،‬الخطر السياس ي‪ ،‬الخطر النقدي(خطر عدم التحويل)‪،‬‬
‫خطر الكوارث الطبيعية‪ ،‬تأمين الترويج في التظاهرات واملعارض والتأمين على املعارض وهي‬
‫التغطية الجزئية للمصاريف الحقيقية التي صرفت من أجل املشاركة في املعارض‪ ،‬وهي بذلك‬
‫تغطي الخسائر التي تلحق املصدر بسبب فشله في معرض خارج التراب الوطني‪.396‬‬

‫‪393‬‬
‫‪-BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, 1ère édition, Dalmas, Paris, 2006, p.‬‬
‫‪277.‬‬
‫‪394‬‬
‫‪-PASCO Corine, op cit, p. 8.‬‬
‫‪395‬‬
‫‪- BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 303.‬‬
‫‪ -396‬ارادة غزقول أمحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.225-223‬‬
‫‪156‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثالثا ‪:‬إلاحاطة االنظام الصانوني الواري املفعول‬


‫يطلع املصدر وذلك قبل أي تعامل أو صفقة يبرمها على قواعد وقوانين التصدير‬
‫السارية املفعول‪ ،‬يتعرف على الجهاز التنظيمي والتأسيس ي الذي ينشط في امليدان وكل ما‬
‫يتعلق بنظام عمليات الصرف ورقابتها‪ ،‬حركة رؤوس ألاموال‪ ،‬النظام الجبائي‪ ،‬نظام الجمارك‬
‫لكل من بلد املصدر واملستورد من أجل تفادي التحرير غير الجيد للعقد‪.397‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫إجراءات منفيذية لعملية التصدير‬
‫تتمثل إلاجراءات التنفيذية والتي تأتي بعد إبرام عقد التصدير أساسا في ضرورة‬
‫مراعاة املراحل التي تسبق عملية الشحن (أو ال)‪ ،‬توفير املستندات املبدئية (ثانيا)‪ ،‬وكذلك‬
‫املستندات النهائية (ثالثا)‪.‬‬

‫أو ال ‪:‬املراحل التي توب عملية الشح‬


‫هنالك عدة مراحل تسبق عملية الشحن تتمثل أساسا في ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬القيام بإرسال عينات من السلع التصديرية إلى ألاسواق الخارجية‪ ،‬سواء عن طريق‬
‫فروع الشركات املصدرة أو عن طريق املكاتب التجارية بالخارج‪ ،‬أو حتى عن طريق الاتصال‬
‫املباشر مع العمالء‪ ،‬وعادة ما تكون العينات مصحوبة بعروض كتابية مبينا فيها مدة سريان‬
‫هذه العروض والشروط املطلوبة وكذلك ألاسعار التي سيتم التعامل على أساسها‪.398‬‬
‫‪-2‬في حالة ما إذا حازت هذه العينات القبول‪ ،‬يحرر عقد البيع بين املصدر والعميل‬
‫الخارجي‪ ،‬الذي يتضمن كافة املواصفات الخاصة بالبضائع املتعاقد على تصديرها وقيمتها‬
‫وطريقة الدفع والتعبئة ومواعيد الشحن واملستندات املطلوبة‪.‬‬
‫‪-3‬تجهيز السلعة وفي هذه املرحلة يتم التعاقد بين مورد ومنتج محلي على أساس نفس‬
‫الشروط التي تم عليها التعاقد الخارجي‪.399‬‬

‫‪397‬‬
‫‪-Le guide de l’exportation, op, cit, p. 31-32.‬‬
‫‪ -398‬راجع املادة ‪ 201‬من القانون رقم ‪ ،30-22‬يتضمن قانون الجمارك‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪399‬‬
‫‪-La conduite des affaires en Algérie, in file:// la%20%des%20affaires en algérie.HTML‬‬
‫‪157‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-4‬موطزن عملية التصدير‬


‫تتم عملية توطين الصادرات عن طريق اخت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيار الـ ـ ـ ـ ـ ــعون الاقت ـ ـ ـ ـ ــصادي (املصدر)‬
‫البنك أو املؤسسة املالية‪ ،‬حيث يلتزم أمامها بالقيام إذ يلتزم أمامها بالقيام بجميع العمليات‬
‫وإلاجراءات املصرفية املعمول بها‪ ،‬ويقوم بنك التوطين بتسجيل عقد تص ـ ـ ـ ـ ـ ـدير السلع‬
‫والبضائع أو الخدمات‪ ،‬ويفتح املصدر ملف التوطين بتقديم أصل العقد التجاري ونسختين‬
‫منه‪ ،‬وبعد التأكد من تطابق ألاصل مع النسختين تعاد إليه إحداهما‪ ،‬تحمل رقم ملف‬
‫التوطين وختم البنك‪.400‬‬
‫كما يجب أن يتضمن العقد التجاري كل الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبيانات الالزمة‪ ،‬منها أسـ ـ ـ ـ ـ ـماء‬
‫املت ـ ـ ـ ـ ـعاقدين و عناوينها‪ ،‬البلدان املتجهة إليه‪ ،‬طبيعة السلع وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخدمات محل العقد‪ ،‬نوعية‬
‫وسعر السلعة أو الخدمة‪ ،‬آجال تسليمها وتاريخ استحقاق الدفع‪.401‬‬
‫ينبغي على املصدر أن يبين في التصريح الجمركي مراجع التوطين املصرفي في عقد‬
‫التصدير‪ ،‬وتأتي مرحلة إعداد املستندات املبدئية لعملية التصدير كآخر مرحلة‪..‬‬

‫ثانيا ‪ :‬املوتندات املبدئية‬


‫وتتمثل في مجموعة من املستندات ألاولية الواجب توفيرها من طرف املصدر واملتمثلة‬
‫خاصة في ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬شهادة التصدير ومرخيص التصدير‬
‫تقدم شهادة التصدير إلى مصلحة الجمارك املختصة‪ ،‬يوضح فيها ألاصناف املطلوبة‬
‫تصديرها وقيمتها‪.‬‬
‫في حالة كون الصنف مصرح به عن طريق الجمارك‪ ،‬فيؤشر الجمركي باملوافقة على‬
‫التصدير بعد الحصول على الاستمارة النقدية الصادرة من البنك بقيمة البضاعة مع التأشير‬
‫بضرورة عرضها في الحاالت الضرورية على مصالح الرقابة‪.402‬‬

‫‪= consulté le 20 mars 2014.‬‬


‫‪ - 400‬أنظر الووقصي مختار ‪ ،‬الاستيراد والتصدير والنقل‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،2551 ،‬ص ‪.320‬‬
‫‪ – 401‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الصادرات والواردات والتعريفة الجمركية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫‪158‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وفي حالة ما إذا كان الصنف غير مصرح به عن طريق الجمارك‪ ،‬فيطالب صاحب‬
‫الشأن وزارة التجارة بالنسبة لألصناف املطلوب عنها تحويل عملة أو إلادارة العامة للتصدير‬
‫بالغرفة التجارية بالنسبة لألصناف غير املطلوب عنها تحويل عملة للحصول على تراخيص‬
‫التصدير‪.‬‬
‫‪-2‬استخراج شهادة إلاجراءات الجمركية والشهادة الصحية‬
‫يتم الشحن على أساس هذه الشهادة‪ ،‬سواء أتم بحرا أو برا ‪ ،‬وأهم البيانات التي‬
‫تحتويها ‪ :‬اسم املصدر‪ ،‬جنسيته‪ ،‬رقم سجل املصدرين‪ ،‬نوع البضاعة‪ ،‬كميتها‪ ،‬قيمتها‪ ،‬الوزن‪،‬‬
‫الجهة املصدر إليها ووسيلة النقل‪ ،‬بينما الشهادة الصحية هي شهادة تصدر عن الغرف‬
‫الصحية بعد قيام مندوبين عن الصحة بفحص السلع وخاصة السلع الغذائية والتحقق من‬
‫مطابقتها لشروط التصدير والشحن‪.403‬‬

‫‪-3‬إعداد فامورة مبدئية واستمارة مرخيص الصادرات‬


‫تحتوي الفاتورة املبدئية على اسم العم ـ ـ ـ ـ ـ ـيل املرسل إليه البضاعة‪ ،‬الـ ـ ـ ـ ـ ـبلد املـ ـ ـ ـ ـ ـصدر‬
‫إليها‪ ،‬الكمية‪ ،‬الصنف‪ ،‬السعر‪ ،‬القيمة إلاجمالية ونوع العملة‪.‬‬
‫بينما يتم اعتماد استمارة ترخيص الصادرات من طرف أحد البنوك املعتمدة ‪ ،‬حيث‬
‫تعبر عن استرداد قيمة البضاعة املصدرة إلى الخارج‪ ،‬يتضمن مجموعة من ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيانات أهمها‪:‬‬
‫أهم بياناتها نجد اسم العمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيل‪ ،‬البلد املصدر إليه السلعة‪ ،‬القيمة‪ ،‬نوع العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـملة‪ ،‬اسم‬
‫املـ ـ ـ ـ ـ ـصدر‪ ،‬الكمية املصدرة‪ ،‬طريقة الدفع‪ ،‬طريقة استرداد القيمة‪.404‬‬

‫‪=- 402‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الصادرات والواردات والتعريفة الجمركية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪ -403‬الووقصي مختار ‪ ،‬الاستيراد والتصدير والنقل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.322‬‬
‫‪-404‬حافظ الحماقي يم ‪" ،‬تمويل الصادرات كأحد املتغيرات املؤثرة على تنمية الصادرات في مصر"‪ ،‬املجلة العلمية‬
‫لالقتصاد والتجارة‪ ،‬العدد ‪ ،1‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،2551 ،‬ص ‪.029-020‬‬
‫‪159‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -4‬كشف املحتوقات أو قائمة الولع‬


‫هي عبارة عن كشف تفصيلي ألرقام السلع املعبأة وصفتها وكميتها في كل تعبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـئة‬
‫ألاوزان إلاجمالية والصافية‪.405‬‬

‫‪-5‬إذن الشح‬
‫يصدر إذن الشحن من طرف الوكيل املالحي والذي يعتبر بمثابة أمر منه لقبطان‬
‫الباخرة من أجل استالم السلع املطلوب شحنها على الباخرة‪ ،‬يصدر بعد تقديم إخطار الشحن‬
‫من طرف املصدر أين يبين فيه كافة البيانات التي على أساسها تستخرج بوليصة الشحن ‪.406‬‬

‫ثالثا ‪ :‬املوتندات النهائية‬


‫يتم إعداد املستندات النهائية فور الانتهاء من إتمام عملية الشحن والتي يجب تقديمها‬
‫للبنك فاتح الاعتماد والتي تتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬اوليصة الشح وكشف التعبئة ولاوزان‬


‫تعد اوليصة الشح بمثابة إيصال من قبطان الباخرة أو من الوكيل املالحي بصفته‬
‫وكيال عن مالك الباخرة يفيد استالمه للسلعة وتعهدا بتسليمها في ميناء التفريغ بنفس الحالة‬
‫التي تم استالمها بها ‪ ،‬بينما كشف التعبئة ولاوزان كشوف تتضمن بيان تفصيلي ملحتويات‬
‫الطرود إذ تشمل على أرقام الطرود ومحتويات كل طرد ونوع الطرود ‪ ،‬الوزن إلاجمالي‬
‫والصافي‪.‬‬

‫‪-2‬الفامورة التجارقة والكمبيالة املوتندية‬


‫تصدر الفامورة التجارقة من أصل عدة نسخ‪ ،‬باإلضافة إلى أصل الفاتورة‪ ،‬والذي‬
‫يتضمن مجموعة من البيانات‪ :‬منها رقم الفاتورة‪ ،‬اسم املصدر‪ ،‬اسم املستورد وعنوانه‬
‫والبلد املصدر إليه‪ ،‬طبيعة السلعة ووزنها‪ ،‬طرق الدفع‪ ،‬تاريخ الشحن التفريغ‪.‬‬

‫‪ -405‬سعيدي وصاف‪ " ،‬تنمية الصادرات والنمو الاقتصادي في ال ـ ـ ـ ـ ـجزائر‪ :‬الواقـ ـ ـ ـ ـ ـع والتحديات"‪ ،‬مج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلة ال ـ ـ ـ ـ ـباحث‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،1331 ،2‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -406‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الصادرات والواردات والتعريفة الجمركية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.231‬‬
‫‪160‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-3‬شهادة املنشأ‬
‫تصدر شهادة املنشأ من طرف الغرفة التجارية بعد إتمام الشحن طبقا للبيانات‬
‫املقدمة من املصدر‪ ،‬والتي يجب أن تكون مؤيدة باملستندات الالزمة كبوليصة الشحن‬
‫والفاتورة النهائية‪.‬‬
‫تصدر الشهادة من أجل إثبات أن هذه السلعة من إنتاج البلد املحلي‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للسلع املصدرة للدول العربية فيجب أن تعتمد الشهادة من قنصلية الدولة املصدرة إليها‬
‫السلعة بعد إصدارها من الغرفة التجارية الجزائرية‪.407‬‬

‫‪-4‬شهادة ايطرقة‬
‫تصدر الشهادة الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيطرية من طرف املركز البيطري بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنسبة للحيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوانات‬
‫واملواش ي‪ ،‬وأهم ما تتضمنه‪ :‬التأكد من سالمة السلعة وخلوها من ألامراض وعدم تشكيلها‬
‫خطر على صحة إلانسان أو الحيوان‪.408‬‬

‫‪-5‬استمارة التصدير وشهادة مرجعية‬


‫تصدر استمارة التصدير عن بضائع معاد تصديرها أو معاد ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحنها‪ ،‬وتعتمد من‬
‫البنك‪ ،‬حيث يقدمها املصدر إلى إدارة الجمارك من أجل أن ي ـ ـ ـ ـ ـ ـتمكن بموجبها من شحن‬
‫البضاعة‪ ،‬وتشمل بيانات البضاعة املطلوب تصديرها‪ ،‬شروط الدفع‪ ،‬تعهد املصدر‪ ،‬بيانات‬
‫عن املصدر‪ ،‬إقرار البنك بمراجعة املستندات والبيانات ‪....‬‬
‫بينما قد يشترط املتعاقدين طلب شهادة مرجعية‪ ،‬وذلك بضرورة قيام إحدى شركات‬
‫املراجعة بمعاينة السلعة قبل وأثناء الشحن‪ ،‬من أجل التحقق من استيفائها ملواصفات‬
‫وشروط التعاقد عليها‪.409‬‬

‫‪=-407‬راجع املادة ‪ 20‬من القانون ‪ ،30-22‬معدل ومتمم للقانون رقم ‪ ،32-25‬يتضمن قانون الجمارك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬حيث‬
‫أن نص املادة ‪ 20‬من القانون نفسه‪ ،‬عدلت بموجب نص املادة ‪ 0‬من ذات النص القانوني‪.‬‬
‫‪408‬‬
‫‪- OUAMAR. Hamid, Etude d’une opération d’exportation, cas « ENIEM », op cit, p. 22.‬‬
‫‪409‬‬
‫‪- Le guide de l’exportation, op, cit, p. 53.‬‬

‫‪161‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املبحث الثاني‬
‫الاستزراد‬
‫تسعى الدول جاهدة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي‪ ،‬من خالل تفعيل كل القطاعات‬
‫الاقتصادية من صناعة‪ ،‬زراعة وفالحة بتحقيق املردودية والتنوع في مختلف املنتوجات‬
‫والخدمات بالشكل الذي يجعلها منتوجات في املستوى التنافس ي‪ ،‬وذلك بتمتعها بمعايير‬
‫الجودة والنوعية والتقييس العاملية‪ ،‬إال أنه في حال ما إذا كانت الدولة ال تستطيع أن تتخلص‬
‫من التبعية للمنتوجات ألاجنبية مثلما هو الحال في الجزائر‪ ،‬يسبب ألامر عجز وخلل في ميزان‬
‫املدفوعات نتيجة ارتفاع حجم الواردات والفاتورة الخاصة بها (املطلب ألاول)‪ ،‬ويتطلب‬
‫تنفيذ الصفقة التجارية للواردات مراعاة مجموعة من إلاجراءات القانونية والعملية (املطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬
‫املطلب لاول‬

‫مبعية الاقتصاد الجزائري م حيث الواردات‬


‫يعرف الاستيراد أنه كل اقتناء للسلع والبضائع والخدمات من الخارج إلى داخل إلاقليم‬
‫الجمركي بواسطة عملة أجنبية قابلة للتحويل بكل حرية‪ ،‬وهو ألامر الذي أكد عليه لامر رقم‬
‫‪ 14-13‬املتعلق باالستيراد والتصدير في املادة ‪ 2‬منه وذلك باالعتراف صراحة لكل ألاعوان‬
‫الاقتصاديين استيراد السلع والبضائع بكل حرية مع مراعاة الاستثناءات الواردة في ذات‬
‫النص‪.‬‬
‫بالنظر إلى الوضعية التي تسود مجال الصادرات في الجزائر‪ ،‬وباعتبار هذا ألاخير قطاع‬
‫يعتمد على قطاع املحروقات‪ ،‬ألامر الذي أدى إلى ارتفاع فاتورة الواردات ‪.‬‬
‫مثل تلك الوضعية اقتضت تكريس سياسة اقتصادية تحاول الحد من الواردات‬
‫ورقابتها‪ ،‬والحد من تشجيع الصادرات خارج املحروقات (الفرع ألاول)‪ ،‬ولت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفعيل تلك‬
‫السياسة‪ ،‬تم إرساء إلى جانبها مجموعة من إلاجراءات التنظيمية‪ ،‬قد يتم تكييفها أنها‬
‫إجراءات متشددة على قطاع الواردات (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع لاول‬

‫آلاليات املكرسة في سبيل مخفيض فامورة الواردات في الجزائر‬


‫أدت الوضعية الاقتصادية الحالية في الجزائر من انخفاض أسعار البترول في ألاسواق‬
‫الدولية‪ ،‬وتأثير ذلك على عائدات الجزائر من العملة الصعبة‪ ،‬وركود النشاط إلانتاجي‬
‫والصناعي من أجل تشجيع الصادرات والبحث عن حل لألزمة‪ ،‬عدم نجاعة اتفـ ـ ـاقات‬
‫الشراكة التي أجرتها الجزائر خاصة منها اتفاقات املتعددة ألاطراف مع شركائها الع ـ ــرب ودول‬
‫إلاتحاد ألاوربي‪ ،‬كون الجزائر ال تنتج ماذا تصدر‪ ،‬ومنتوجاتها غير منافسة للسلع واملنتوجات‬
‫العاملية ‪.‬‬
‫مثل تلك الوضعية‪ ،‬دفعت املشرع إلى تكريس مجموعة من آلاليات وإرساء أسس‬
‫قانونية‪ ،‬حتى أنها إجراءات استعجاليه‪ ،‬من أجل إعادة تنظيم قطاع التجارة الخارجية وفق‬
‫معايير حمائية وحماية املنتوج الوطني‪ ،‬ومن ذلك نجد تفعيل آليات الرخص بموجب القانون‬
‫رقم ‪ 15-15‬بموجب نص املادة ‪ 14‬املعدل واملتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم لألمر رقم ‪ 30-30‬املتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق باالستيراد‬
‫والتصدير‪ ،‬بعدما تم إلاشارة إليها بموجب نص املادة ‪ 10‬م ألامر رقم ‪ 14-13‬في سنة‬
‫‪ ،1330‬حيث جمع بين رخص التصدير ورخص الاستيراد وجعل من هذه الرخص نوعين‬
‫تلقائية وغير تلقائية‪ ،‬كما تم حظر استيراد بعض املنتجات مثل إلاس ـ ـ ـمنت والحديد‪ ،‬بودرة‬
‫الحل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيب‪ ،‬الذرة والحبوب‪ ،‬وتقييدها بشرط الحصول على رخصة مسبقة‪ ،‬وإخضاعها‬
‫إلجراءات صارمة ‪.410‬‬
‫كما تم إلغاء إجراء التوكيل في السجل التجاري وتجارة الواردات واشترط باملقابل‬
‫الحضور إلاجباري لألشخاص املسجلين في السجل التجاري‪ ،‬بينما يشترط في خصوص شركات‬
‫الاستيراد‪ ،‬حضور املسير من أجل مباشرة إلاجراءات البنكية املتعلقة بنشاط الاستيراد‪.411‬‬

‫‪ - 410‬يتم التفصيل في إلاجراءات التنظيمية لالستثمار في مجال املبادالت التجارية في الفصل ألاول من الباب الثاني من‬
‫ألاطروحة‪.‬‬
‫‪ -411‬راجع املادة ‪ 09‬من النظام رقم ‪ 32-32‬مؤرخ في ‪ 0‬فيفري ‪ 1332‬يتعلق بالقواعد املطبقة على املعامالت الجارية مع‬
‫الخارج والحسابات بالعملة الصعبة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،02‬الصادر في ‪ 20‬ماي ‪ ،1332‬معدل ومتتم بموجب الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام رقـ ـم‬
‫‪ 31-22‬مؤرخ في ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،1322‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،29‬الصادر في ‪ 29‬فيفري ‪.1321‬‬
‫‪163‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثاني‬

‫التنظيم املشدد لبعض مجاالت الاستزراد‬


‫اعتمدت الحكومة الجزائرية في السنوات ألاخيرة سياسة إقصائية للعديد من‬
‫السلع والبضائع من قائمة وارداتها‪ ،‬وذلك في إطار التخفيف من عبئ فاتورة الواردات والتي‬
‫تكون دائما على حساب فاتورة الصادرات خارج املحروقات‪ ،‬فاستقرت ألاوضاع في حقبة‬
‫ارتفاع أسعار البترول‪ ،‬وظهر العجز جليا بعد انخفاض أسعاره‪ ،‬وبداية آثار أزمة تدعى‬
‫باألزمة املالية نتيجة انخفاض أسعار البترول‪.‬‬
‫من املجاالت التي تم إعادة النظر في استيرادها نظرا للحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجم املت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزايد للـ ـ ـ ـ ـواردات‬
‫فيها‪ ،‬نذكر على سبيل املثال مجال استيراد الذهب والبالتين (أو ال)‪ ،‬ومج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال الس ـ ـ ـ ـ ـ ـيارات‬
‫(ثانيا)‪ ،‬ومجال إلاسمنت (ثالثا)‪.‬‬

‫أو ال ‪ :‬منظيم استزراد الذهب والبالمزن الخام والحلى الفاخرة‬


‫استثنى قانون رقم ‪ 33-20‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2014‬ألاشخاص الطبيعية‬
‫من مزاولة نشاط اس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد الذهب‪ ،‬حيث تن ـ ـ ـ ـ ـص املادة ‪ 1‬من املرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم التنفيذي‬
‫رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ ،412215-29‬على ما يلي‪:‬‬
‫» ال يعتمد اصفة موتورد للذهب والفضة والبالمزن الخام نصف املصنعة‬
‫واملصنعة إال لاشخاص املعنوق ذو الرأسمال ال يصل ع ‪ 211‬مليون دج عند إنشاء‬
‫الشركة‪.‬‬
‫غزر أنه يمك توليم الاعتماد اصفة موترجع ومؤهل املعادن الثمينة لألشخاص‬
‫الطبيعيزن واملعنوقزن املسجلزن قانونا في السجل التجاري« ‪.413‬‬

‫‪ - 412‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 215-29‬مؤرخ في ‪ 10‬جويلية ‪ ،1329‬يحدد كيفيات الاعتماد ملمارسة نشاط استيراد الذهب‬
‫والفضة والبالتين الخام نصف املصنعة واملصنعة ونشاط استرجاع املعادن الثمينة وتأهيلها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادر‬
‫في ‪ 2‬جويلية ‪.1329‬‬
‫‪- 413‬يقصد بالذهب والفضة والبالتين الخام نصف املصنعة واملصنعة املعادن الث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمينة ذات التع ـ ـ ـ ـ ـ ـاريف الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمركية‬
‫‪،22.22 ،22. 23 ،5.22 ،3.22 ،1.22‬باستثناء تلك التي تكون مسحوقا وفضالت وبقايا معادن ثمينة ومعادن عادية ملبسة‬
‫ومبسطة بمعدن ثمينة‪ ،‬وذلك وفق ما حددته املادة ‪ 0‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مما يعني أن املشرع قيد نشاط است ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـراد الذهـ ـ ـ ـ ـ ـب بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطبيعة القان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـونية‬
‫للمستثمر‪ ،‬بتخصيصه النشاط للشخص املعنوي فقط واشتراط رأسمال ال يقل عن ‪133‬‬
‫مليون دج‪ ،‬مع إمكانية الشخص الطبيعي أن يكون مسترجع ومؤهل املعادن إلى جانب‬
‫الشخص املعنوي‪.‬‬
‫ضف إلى ذلك ضرورة مسك سجل تجاري واحترام دفتر الشروط وذلك وفقا لتعليمات‬
‫النماذج املحددة في املرسوم‪.414‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التنظيم املشدد الستزراد الويارات‬


‫تنص املادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ 33-20‬على ‪:‬‬
‫» يمنع على وكالء الويارات ايع الويارات املوتوردة التي يجب أن توتجيب ملعايزر‬
‫لام املعمول بها دوليا إال في إطار شبكة التوزيع التي يتم اعتمادها قانونا م طرف‬
‫املصالح املؤهلة االوزارة املكلفة االصناعة‪.‬‬
‫يمنع وكالء الويارات م استزراد الويارات لحواب وكالء آخرق خارج شبكة‬
‫التوزيع الخاصة بهم التي يتم الاعتماد عليها قانونا م طرف املصالح املؤهلة االوزارة‬
‫املكلفة االصناعة « ‪.‬‬
‫مما يعني أنه تم منع استيراد بعض وكاالت السيارات على حساب وكاالت أخرى خارج‬
‫شبكة توزيعهم‪ ،‬من أجل إعطاء ألاولوية لإلنتاج الوطني في مجال السيارات‪ ،‬كما تم التحديد‬
‫الكمي لعدد السيارات التي يتم استيرادها في سنة ‪ 1321‬ب‪ 291‬ألف وحدة في إطار نظام‬
‫الحصص‪ ،‬بهدف تحديد س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقف الواردات التي ال تتجاوز كثيرا حـ ـ ـ ـ ـ ـجم الاحت ـ ـ ـ ـ ـياطات‬
‫الوطنية‪ ،‬كما تم تحديد مجموعة جديدة من الشروط‪ ،‬حيث يتوجب على وكالء الس ـ ـ ـيارات‬
‫الحصول على عقد املوافقة من طرف الشركة ألام ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبل استيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرادها وبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعها في‬

‫‪ =-414‬حيث حددت املادة ‪ 1‬من القانون نفسه ‪ 0‬مالحق مرتبطة باكتتاب صاحب الطلب دفتر الشروط حسب تعليمات‬
‫النماذج امللحقة باملرسوم التنفيذي رقم ‪.215-29‬‬

‫‪165‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة امتثالهم لشرط الحصول على العقد املسبق من أجل الحصول‬
‫على رخصة الاستيراد وكذلك دفتر الشروط‪.‬‬
‫ألامر الذي أعجز الكثير من املستثمرين في قطاع استيراد السيارات نظرا لصعوبة‬
‫الحصول على العقد املسبق‪ ،‬على أساس أن كل شركة تمنح العقد ملم ـ ـ ـثل واحد ف ـ ـ ـ ـقط على‬
‫مستوى التراب الوطني ‪.415‬‬

‫ثالثا ‪ :‬م مصنزن سعر الاسمنت إلى إلزامية استزراد اموجب نظام الحصص‬
‫شكلت مادة إلاسمنت مادة واسعة الاستيراد والتي تصنع بشكل نسبي في الجزائر‪ ،‬وفي‬
‫إطار تشجيع الصادرات خارج املحروقات وبالتالي تخفيض فاتورة الواردات‪ ،‬تم إعادة تنظيم‬
‫استيراد مادة الاسمنت وتقنين سعرها‪ ،‬علما أن السوق السوداء هي التي تحدد سعر هذه‬
‫املادة الواسعة الاستهالك والتي توجه إلى سوق حساسة وهي سوق العقار والبناء وألاشغال‬
‫العمومية‪.‬‬
‫حيث تم تقنين سعر إسمنت البورمالندي وتحديده ب‪ 333‬دج للقنطار بالجملة‬
‫و‪ 2133‬دج بالتجزئة‪ ،‬أو كي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس ‪ 93‬كلغ ب ‪ 033‬دج بالجـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـلة و‪ 133‬دج‬
‫بالتجزئة‪ ،416‬وهو سعر البيع بالجملة مع احتساب جميع الرسـ ـ ـ ـوم بالنس ـ ـ ـ ـ ـ ـبة له ـ ـ ـ ـ ـ ـامش‬
‫التجزئة‪ ،‬ويعد سعر خالص يضاف إليه أجرة الشحن وقيمة التأمين مع احتساب كل الرسوم‬
‫بالنسبة لهامش الجملة عند الاستيراد‪.417‬‬
‫تم تجميد استيراد مادة الاسمنت في بداية سنة ‪ ،1329‬إلى أن دخل املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 031-29‬املتعلق برخص الاستيراد حيز النفاذ‪.‬‬
‫مما يعني أن إعادة تنظيم استيراد مادة الاسمنت في الجزائر تم على مرحلتين‪ ،‬ألاولى‬
‫عن طريق تقنين سعر بيعه بموجب أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،100-35‬والثانية بموجب‬

‫‪ - 415‬راجع املوقع ‪ ، www.alaraby.com‬تم إلاطالع عليه يوم ‪ 2‬نوفمبر ‪. 1321‬‬


‫‪ - 416‬راجع املادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 100-35‬مؤرخ في ‪ 11‬جويلية ‪ ،1335‬يحدد هوامش الربح القصوى بالجملة‬
‫والتجزئة املطبقة على الاسمنت البورتالندي املركب واملوضب‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 11‬جويلية ‪.1335‬‬
‫‪ -417‬املادة ‪ 0‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إخراجه من القواعد العامة لالستيراد وبالتالي لحرية الاستيراد إلى نظام الحصص ورخص‬
‫الاستيراد‪.‬‬
‫فعال تم توزيع حصص استيراد هذه املادة من طرف وزارة التجارة في بداية ‪1321‬‬
‫وذلك من أجل استيراد قرابة ‪ 2.9‬مليون طن للمستوردين‪.‬‬
‫كان قد سبب قرار وقف تجميد هذه املادة ارتفاعا مذهال في أسعارها‪ ،‬نتيجة املضاربة‬
‫في الكميات املتواجدة في السوق‪ ،‬بالرغم من تواجد ‪ 21‬مصنع إسمنت على املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوى‬
‫الوطني‪ 3 ،‬منها عمومية‪ ،‬و‪ 0‬في هي ملك للخواص‪.1‬‬
‫تتأمل الجزائر تصدير هذه املادة بعد فتح مصنع ممخنت بدائرة أولف املتواجد بوالية‬
‫أدرار‪ ،‬ومصنع بسكرة وبشار إلى كل من التشاد‪ ،‬النيجر‪ ،‬مالي وموريطانيا‪ ،‬أي إلى السوق‬
‫إلافريقي ومحاولة توفير نسبة ‪ % 03‬من إلانتاج الوطني‪.418‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫إلاجراءات املتبعة أثناء الاستزراد‬
‫تعرف عملية الاستيراد حركة نشيطة باعتبارها تمثل أحد أوجه التجارة الخارجية‬
‫وذلك وفقا ملبدأ تحرير املبادالت الت ـ ـ ـ ـ ـ ـجارية الدولية الذي تعمل املنظمة العـ ـ ـ ـ ـ ـاملية للتجارة‬
‫على تكريسه‪ ،‬فهو ال يخص فقط الدول النامية باعتبارها دول تابعة ملنتوجات وخدمات‬
‫الدول املتقدمة بل تخص كذلك الدول الغنية على أساس تحقيق التكامل واملنافسة الدولية‬
‫وضمان التنوع في املنتوجات والخدمات للمستهلك‪ ،‬ويجسد عمليا من خالل إبرام عق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود‬
‫أو صفقات استيراد بمراعاة مجموعة من املراحل وإلاجراءات يمكن إجمالها في املراحل‬
‫التمهيدية (الفرع ألاول) واملرحلة التنفيذية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫تم إلاطالع عليه يوم ‪ 1‬جانفي ‪- https://www.alaraby.co.uk/economy/2016/ 1322‬‬

‫‪167‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع لاو ل‬
‫املراحل التمهيدية لنشاط الاستزراد‬
‫تتمثل إلاجراءات التمهيدية إلبرام عقد لعملية الاستيراد أساسا في معرفة الوسائل التي‬
‫يعتمد عليها من أجل الحصول على ألاسعار (أو ال)‪ ،‬وكيفيات الحصول على العروض (ثانيا)‪.‬‬
‫أو ال ‪ :‬محديد وسائل الحصول على لاسعار‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـملية‬ ‫يسبق الحصول على أسعار املنتوجات محل ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقد الشراء الدولي‪،‬‬
‫الاستيراد‪ ،‬فيتعين على املستورد أن يحصل على مختلف أسعار السلعة املراد استيرادها حتى‬
‫يمكن إجراء الاختيار الالزم‪ ،‬وتتمثل وسائل الحصول على مختلف ألاسعار في ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬النشرات الدورقة‬
‫تخصصت دوريات متعددة في نشر ألاسعار‪ ،‬إلاعالنات خاصة املنتجات النصف‬
‫املصنعة النمطية التي تنتجها مختلف الدول‪.‬‬
‫تعد البورصات ومراسيلها مصـ ـ ـ ـدر البيانات وألاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعار التي تحصل عليها جهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات‬
‫النشر‪ ،‬ومن ذلك نجد مجلة ‪ Metal Bulten‬املختصة في نشر أسعار املعادن‪.419‬‬

‫‪-2‬نشرات البورصات العاملية‬


‫يجتمع املشترون والبائعون في مؤتمرات تنعقد من أجل إلاطالع على ألاسعار اليومية‬
‫ألسعار السلع والخامات‪ ،‬وال يشترط حضور البائع واملشتري‪ ،‬إذ يمكن تمثيلهم من طرف‬
‫السماسرة أو الوكالء التجاريين‪ ،‬ويتم إلاعالن عن أسعار القفل والفتح التي تعتبر إحدى‬
‫املؤشرات التي يتم الاعتماد عليها في التفاوض وتحديد أسعار الصفقات‪.420‬‬

‫‪-3‬الوسائل التكنولوجية املتطورة‬


‫تطور العلم والتكنولوجيا فسح املجال وسهل طرق الحصول على أسعار السلع في وقت‬
‫محدد مثل ألاقمار الصناعية‪ ،‬الانترنيت‪ ،‬التل ستار‪ ،‬حيث تحقق الشركات العاملية التي‬
‫‪419‬‬
‫‪- MONOD Didier -Pierre, L’action commerciale a l’international (aspects marketing, financier‬‬
‫‪et juridique), Edition Eska, Paris, 1994, p. 69.‬‬
‫‪420‬‬
‫‪-Idem, p. 72, 85.‬‬
‫‪168‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تشتري وتبيع بماليين الدوالرات سهولة في التعرف على ألاسعار بمثل هذه الوسائل املتطورة‬
‫عبر املحيطات بمجرد الضغط على أزرار للحصول على أسعار البورصات في العالم‪.421‬‬

‫ثانيا ‪ :‬كيفية الحصول على العروض‬


‫يتم الحصول على العروض‪ ،‬بإتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪-2‬تحديد مواصفات السلعة املراد استيرادها بشكل مفصل‪.‬‬
‫‪-1‬معرفة الدول املنتجة واملوردة للسلعة املراد استيرادها‪ ،‬أين يمكن الحصول على‬
‫أسمائهم سواء لدى السفارات التابعين لها أو إرسال ط ـ ـ ـ ـ ـ ـلب إلى الغرفة التجارية به ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذه‬
‫الدولة أو من الدليل التجاري للمصدرين واملستوردين لتلك الدولة‪.422‬‬
‫‪-0‬تحديد طريقة الشراء إن كان التس ـ ـ ـ ـ ـ ـليم على ظهر الباخرة بمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناء الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحن‬
‫)‪ ،(FOB‬أو موانئ الوصول (‪ ، 423 )CIF‬وتحديد الكمية وموعد الشحن والوصول‪.424‬‬
‫‪-0‬التأكد من وجود الوكالة التجارية إلمكان الاشتراك في املناقصات املعلنة من الجهات‬
‫الحكومية حتى ال يرفض العرض عند تقديمه إلى لجان املشتريات‪.‬‬
‫‪-9‬تحديد أسماء املوردين الذين سيتم التعامل معهم‪ ،‬حيث يجب الاستعالم الجيد‬
‫عنهم ويتم ذلك من طرف البنوك التجارية ‪.425‬‬

‫‪ - 421‬خالف عبد املنعم ‪ ،‬الجانب التطبيقي في الاستيراد والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصدير من التفاوض حتى إلافراج الجمركي‪ ،‬دار النه ـ ـ ـ ـ ـ ـضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2530 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪422‬‬
‫‪- MONOD Didier -Pierre, L’action commerciale a l’international (aspects marketing, financier‬‬
‫‪et juridique), op cit, p. 98.‬‬
‫‪423‬‬
‫‪- CIF : Cout Assurance Fret, Les incoterms de la CCI version 2000, in BOUQUIN Jean Paul,‬‬
‫‪FANCHON Mireille, Importer, édition Delmas, op cit, p. 605.‬‬
‫‪424‬‬
‫‪- MONOD Didier -Pierre, L’action commerciale a l’international ( aspects marketing,‬‬
‫‪financier et juridique), op cit, p. 96.‬‬
‫‪ -425‬خالف عبد املنعم ‪ ،‬الجانب التطبيقي في الاستيراد والتصدير من التفاوض حتى إلافراج الجمركي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.13-12‬‬
‫‪169‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثاني‬
‫إلاجراءات التنفيذية إلارام عصد الاستزراد‬
‫بعد تنفيذ إلاجراءات ألاولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية إلبرام عقد أو صفقة الاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيراد مـ ـ ـ ـ ـ ـن إيجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاب‬
‫وقبول‪ ،‬والانتهاء من مرحلة التفاوض‪ ،‬تأتي مرحلة تنفيذ صفقة الاستيراد وذلك بمراعاة إجراء‬
‫التوطين‬
‫البنكي للواردات (أو ال)‪ ،‬إعداد شهادة إجراءات الاستيراد تقديم الاستمارة املصرفية‬
‫(ثانيا)‪ ،‬إبرام العقد وإصدار أمر الشراء (ثالثا)‪ ،‬وفتح الاعتماد املستندي (رابعا)‪.‬‬

‫أو ال ‪ :‬التوطزن البنكي‬


‫يلتزم كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل بشكل منتظم في السجل التجاري‪ ،‬بمراعاة‬
‫إجراء التوطين للواردات وذلك عند استيراد أي سلعة أو بض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاعة ما لم تكن موضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع‬
‫حظر أو قيد‪ ،‬وذلك لدى بنك تجاري أو مؤسسة مالية‪ ،‬والذي يكون من اختيار املستورد‬
‫بنفسه من أجل تسوية التزاماته املادية ‪ ،‬فيجعل لكل من السلع والبضائع والخدمات موطنا‬
‫لها‪.426‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إعداد شهادة إجراءات الاستزراد ومصديم الاستمارة املصرفية‬


‫تتضمن شهادة إجراءات الاستيراد أصناف وقيمة البضاعة املستوردة والفواتير‬
‫املتعلقة بالسلعة‪ ،‬كما تتم مراقبة تحويل النقد إلى الخارج بموجب الاستمارة املصرفية بعد‬
‫ثبات وصول السلعة يتم تظهيرها إلى الجمارك التي تقوم بالتأشير عليها‪.427‬‬

‫ثالثا ‪ :‬إارام العصد وإصدار أمر الشراء‬


‫يخطر املستورد الوكيل التجاري بقبول العرض املقدم إليه من طرف موكله مع تحديد‬
‫الكمية والسعر وكل الشروط املرتبطة بالعقد منها وسائل الدفع‪ ،‬ومن ثم يتم تحرير وإبرام‬

‫‪ - 426‬وتستثنى من التوطين البنكي للواردات الواردات املوماة االواردات ادون دفع‪ ،‬راجع في هذا الخصوص نص املادة‬
‫‪ 00‬من النظام رقم ‪ ،32-32‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪427‬‬
‫‪- in BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 62.‬‬

‫‪170‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫العقد الذي يعد إجراء يكمل إجراء أمر الشراء‪ ،‬فينطوي العقد على كافة البيانات والشروط‬
‫وكل ما تم الاتفاق عليه‪.428‬‬
‫رابعا ‪ :‬اختيار إحدى طرق الدفع وفصا للنظام رقم ‪11-10‬‬
‫كان تسديد قيمة الصفقة حتى وقت قريب يتم بموجب إما عن طريق الاعتماد‬
‫املستندي فيتعين فتحه في آجال معقولة وفي حالة التأخر في فتحه‪ ،‬يجوز للمصدر أن يتحلل‬
‫من العقد تأسيسا على عدم التزام املستورد باملوعد املتفق عليه‪.429‬‬
‫التحصيل املستندي‪ ،‬والذي يعد هو آلاخر وسيلة من وسائل الدفع اللصيقة بالتجارة‬
‫الدولية‪ ،‬حيث تم إدخالها كإحدى وسيلتي الدفع إلاجبارية ألاخرى التي تستخدمها البنوك‬
‫كوسائل للدفع في التجارة الخارجية بموجب قانون املالية ‪ ،1335‬وتم إضافة وسيلة‬
‫التحصيل املستندي وذلك بموجب املادة ‪ 32‬من قانون املالية لسنة ‪.1320‬‬
‫إال أن طرق الدفع في التجارة الخارجية لم تعد بهذه الطريقة‪ ،‬حيث تقرر العودة‬
‫مجددا لألصل‪ ،‬وذلك بالعودة إلى أحكام النظام رقم ‪ 32-32‬املعدل واملتمم في مسألة اختيار‬
‫إحدى طرق الدفع املحددة في نص املادة ‪ 23‬منه‪ ،‬حيث تم إلغاء شرط اللجوء إلى وسيلتي‬
‫الاعتماد املستندي والتحصيل املستندي بصفة إجبارية وكقاعدة آمرة‪ ،‬وإعطاء الخيار‬
‫للمتعامل الاقتصادي في مجال التجارة الخارجية ااختيار إحدى طرق الدفع املحددة اموجب‬
‫أحكام النظام رقم ‪.43011-10‬‬

‫‪ - 428‬لطرش طاهر‪ ،‬تقنيات البنوك ( دراسة في طرق استخدام البنوك مع إشارة إلى التجربة الجزائر)‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1330 ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ - 429‬زقدات أحمد نوري‪ » ،‬تغليب مصلحة البائع على مصلحة املش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتري في عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلية الاعتماد املستندي «‪ ،‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجلة‬
‫دراسات‪ ،‬مجلد ‪ ،15‬العدد ‪ ،2‬عمان‪ ،‬ماي ‪ ،1331‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -430‬تم إلغاء املادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 32-35‬املعدل واملتمم‪ ،‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪ ،1335‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـرجع‬
‫سابق‪ ،‬و بموجب املادة ‪ 222‬من القانون رقم ‪ 20-21‬مؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،1321‬يتضمن قانون املال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسنة‬
‫‪ ،1322‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،22‬الصادر في ‪ 15‬ديسمبر ‪.1322‬‬
‫‪171‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املطلب الثالث‬
‫نظام املناط الحرة ومجربة الجزائر الفاشلة ‪ :‬مفوقت فرصة التخلص م مبعية‬
‫الواردات خارج املحروقات‬
‫تسعى معظم دول العالم جلب الاستثمارات باعتبارها محركا دي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناميكيا‬
‫القتصـ ـ ـ ـ ـادياتها‪ ،‬ويعد قيام املناطق الحرة من آلاليات التي ترس ـ ـ ـ ـيها الدول خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاصة م ـ ـ ـ ـ ـ ـنها‬
‫النامية‪ ،‬وذلك من أجل جلب الاستثمارات ألاجنبية منها والوطنية‪ ،‬نظرا ملا تقدمه هذه‬
‫املناطق من تسهيالت وتحفيزات كاالمتيازات الضريبية والجمركية‪ ،‬والتي تمكن الشركات‬
‫املستثمرة في زيادة قدرتها التنافسية ومن ثم تحقيق عائدات مالية تزيد عن تلك التي قد‬
‫يحققها في ظ ـ ـ ـل املناطق التي تخضع لنظام الاستثمار العادي‪.‬‬
‫عرفت الجزائر في هذا إلاطار تجربة محتشمة في إطار إنشاء املناطق الحرة‪ ،‬وه ـ ـي كل‬
‫من منطقة التبادل الحر التي من املتوقع إنشائها بشكل تدريجي وذلك مع دول الاتحاد ألاوربي‬
‫بموجب اتفاق الشراكة ألاورو جزائري (الفرع ألاول)‪ ،‬منطقة التبادل الحر مع الدول العربية‬
‫وذلك تطبيقا التفاق الشراكة الجزائري مع الدول العربية املوقعة على الاتفاق املوقع سنة‬
‫‪ 2532‬في تونس والذي دخل حيز التنفيذ في الجزائر سنة ‪( 1330‬الفرع الثاني)‪ ،‬والتجربة‬
‫الفاشلة إلنشاء منطقة صناعية حرة للتصدير بموجب املرسوم التشريعي رقـ ـ ـ ـم ‪21-50‬‬
‫واملرسوم التنفيذي رقم ‪ ،431013-50‬والتي لم تر النور بل تم إلغائها بشكل رسمي عام ‪1331‬‬
‫ألسباب غير وجيهة (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع لاول‬

‫إلانشاء التدرقجي ملنطصة التجارة الحرة مع إلامحاد لاوربي‬


‫ينفذ إلاتحاد ألاوربي التزاماته التعاقدية التي تضمنها اتفاق الشراكة مع معظم الدول‬
‫العربية من بينها الجزائر على أساس قانوني معين‪ ،‬يتمثل في جماعة إلاتحاد ألاوربي وفرادية‬

‫‪ - 431‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 013-50‬مؤرخ في ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،2550‬يتعلق باملناطق الحرة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ، 12‬الصـ ـ ـ ـ ـ ـادر في ‪25‬‬
‫أكتوبر ‪.2550‬‬
‫‪172‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الدول العربية‪ ،‬مما يعني إن إلاتحاد يتفاوض بشكل جماعي ويتعامل مع الدول العربية دولة‬
‫بدولة وبشكل فردي‪ ،‬ألامر الذي يوحي من بدايته عدم تساوي أطراف العالقة‪.‬‬
‫لقد تضمن الاتفاق نصوص قانونية صريحة في مجال إنشاء منطقة التبادل الحر بين‬
‫كتلة دول إلاتحاد وبين الجزائر (أو ال)‪ ،‬ومن املنتظر أن يدخل إنشاء منطقة التبادل الحر حيز‬
‫التنفيذ بداية ‪( ،1322‬ثانيا)‪ ،‬وذلك أمام وضعية اقتصادية جزائرية صعبة‪ ،‬تضاف إلى كل‬
‫السلبيات التي عانت منها الجزائر من وراء هذا الاتفاق الذي أحصيت سلبياته أكثر من‬
‫إيجابياته (ثالثا)‪.‬‬
‫أو ال ‪ :‬إلاطار الصانوني ملنطصة التبادل الحر ازن الجزائر ودول إلامحاد لاوربي‬
‫تم إبرام اتفاق الشراكة مع إلاتحاد ألاوربي في أفريل ‪ 1331‬بعد سلسلة طويلة من‬
‫املفاوضات‪ ،432‬ودخل حيز النفاذ في سبتمبر ‪ ،1339‬كما تم إبرام اتفاقية إضافية ‪433‬عام‬
‫‪ 2532‬والتي تسمح للدول العربية بما فيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها الجزائر باملحافظة على املـ ـ ـ ـعدالت التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقليدية‬
‫لصادراتها‪ ،‬وإلالغاء التدريجي للرسوم الجمركية على عدد من املنتجات الزراعية حتى يتم‬
‫إلالغاء الكلي الحقا‪.‬‬
‫تقرر إنشاء منطقة تبادل حرة بين الجزائر ودول إلاتحاد ألاوربي حالل فترة انتقالية‬
‫تقدر ب ‪ 21‬سنة كحد أقص ى بداية من دخول الاتفاق حيز التنفيذ‪.434‬‬
‫تم تكريس إمكانية إنشاء منطقة التبادل الحر بين الجزائر ودول إلاتحاد ألاوربي بموجب‬
‫الباب الثاني من الاتفاق تحت عنوان »التنصل الحر للولع« ‪.‬‬

‫‪ - 432‬موفي املدني‪ ،‬الغرب العربي ومأزق الشراكة مع إلاتحاد ألاوربي‪ ،‬دار لبنان للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.222-223‬‬
‫‪ -433‬الحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل إلاصالحات الاقتصادية في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،1320 ،‬ص ‪.039‬‬
‫‪ - 434‬راجع املادة ‪ 1‬من الاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاق املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادق عليه بموجب املرسـ ـ ـ ـ ـوم الرئاس ي رقم ‪ 295-39‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 12‬أفريل‬
‫‪ ،1339‬يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضـ ـ ـ ـمن التصديق على الاتفاق ألاوربي املتوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطي لتأسيس شراكة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبية م ـ ـ ـ ـ ـ ـن جـ ـ ـ ـهة واملجموعة ألاوربية والدول ألاعضاء فيه من جهة أخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرى‪ ،‬املوقع بفالونسيا يوم ‪ 11‬أفريل‬
‫‪ ،1331‬و كذا مالحقه من رقم ‪ 32‬إلى رقم ‪ 31‬والبروت ـ ـ ـ ـوكوالت من رقم ‪ 32‬إلى رقم ‪ 32‬والوث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيقة النهائية املرفقة‬
‫به‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،02‬الصادر في ‪ 03‬أفريل‪.2005‬‬
‫‪173‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تضمن الاتفاق إمكانية استفادة الجزائر من حق دخول معظم السلع والبضائع‬


‫والخدمات إلى دول إلاتحاد‪ ،‬بينما تستفيد السلع واملنتوجات القادمة من دول إلاتحاد إلى‬
‫الجزائر من إلغاء الحواجز الجمركية وغير الجمركية‪ ،‬باإلضافة إلى إلالغاء التدريجي ملدة ‪21‬‬
‫سنة لجميع التعريفات على واردات السلع الصناعية القادمة من دول إلاتحاد ألاوربي‪.‬‬
‫تم التمييز بين السلع واملنتجات الواردة في امللحق رقم ‪ 1‬وتلك الواردة في امللحق رقم ‪0‬‬
‫من الاتفاق من حيث إلالغاء التدريجي للحقوق والرسوم الجمركية ذات ألاثر املماثل وذلك‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫‪-1‬إلالغاء الفوري للحصوق والرسوم الجمركية ذات لاثر املماثل للمنتجات الواردة‬
‫في امللح رقم ‪ 2‬م امفاق الجزائر والامحاد لاوربي‬
‫تقرر إلالغاء الفوري لكل الحقوق والرسوم على كل املنتجات القادمة من دول إلاتحاد‬
‫ألاوربي نحو الجزائر وذلك فور دخول الاتفاق حيز النفاذ‪ ،‬أي ابتداء من ‪ 2‬سبتمبر ‪.4351339‬‬
‫‪-2‬إلالغاء التدرقجي للحصوق والرسوم الجمركية ذات لاثر املماثل للمنتجات الواردة‬
‫في امللح رقم ‪ 3‬م امفاق الجزائر والامحاد لاوربي‬
‫يتم إلغاء الحقوق الجمركية والرسوم ذات ألاثر املماثل على منت ـ ـ ـ ـجات دول إلات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحاد‬
‫ألاوربي القادمة إلى الجزائر بشكل تدريجي بالنسبة للمنتجات الواردة في املل ـ ـ ـحق رقم ‪ 0‬امل ـ ـرفق‬
‫باالتفاق وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫بعد مرور سنتزن من دخول الاتفاق حيز التنفيذ‪ ،‬تخفض كل الحقوق والرسوم إلى‬
‫‪% 33‬من الحق القاعدي‪ ،‬وبعد ‪ 3‬سنوات يتم تخفيض كل حق وكل رسم إلى ‪% 23‬من الحق‬
‫القاعدي‪ ،‬وبعد ‪ 4‬سنوات يتم تخفيض كل حق وكل رسم إلى ‪ ،% 13‬وبعد ‪ 5‬سنوات يتم‬
‫تخفيض كل حق وكل رسم إلى ‪ ،% 03‬وبعد ‪ 0‬سنوات يتم تخفيض كل ح ـ ـ ـ ـ ـ ـق وكل رسم إلى‬
‫‪ ،% 13‬وتلغى كل الحقوق املتبقية بعد مرور ‪ 2‬سنوات من دخول الاتفاق حيز التنفيذ‪.436‬‬

‫‪ -435‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 5‬من الاتفاق املصادق عليه بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ ، 295-39‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -436‬راجع الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 5‬من الاتفاق املصادق عليه بموجب املرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم الرئاس ي رقم ‪ ،295-39‬مرجـ ـ ـ ـ ـ ــع‬
‫سابق‪ ،‬وكذلك مضمون امللحقين ‪ 1‬و ‪ 0‬من الاتفاق ألاورو جزائري ‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3‬إلالغاء التدرقجي للحصوق والرسوم الجمركية ذات لاثر املماثل للمنتجات‬


‫لاخرى غزر الواردة في امللح رقم ‪ 2‬و‪ 3‬م امفاق الجزائر والامحاد لاوربي‬
‫يتم إلغاء الحقوق والرسوم بالنسبة للمنتجات ألاخرى غير تلك الواردة في امللحقين ‪1‬‬
‫و‪ 0‬من الاتفاق بشكل تدريجي وذلك بنسب مختلفة عن تلك املنتجات الواردة في امللحقين ‪1‬‬
‫و‪ 0‬من الاتفاق وذلك كما يلي‪:‬‬
‫بعد مض ي عامزن من دخول الاتفاق حيز التنفيذ‪ ،‬يتم خفض كل حق وكل رسم إلى‬
‫‪ % 53‬من الحق القاعدي‪ ،‬وبعد مض ي ‪ 3‬سنوات من دخول الاتفاق حيز التنفيذ‪ ،‬يتم‬
‫خفض كل حق وكل رسم إلى ‪ % 33‬من الحق القاعدي‪ ،‬وبعد مض ي ‪ 4‬سنوات يخفض كل‬
‫حق وكل رسم إلى ‪ % 23‬من الحق القاعدي‪ ،‬بعد مض ي ‪ 5‬سنوات يخفض كل حق وكل رسم‬
‫إلى ‪ % 13‬من الحق القاعدي‪ ،‬بعد مض ي ‪ 0‬سنوات يخفض كل حق وكل رسم إلى ‪ % 93‬من‬
‫الحق القاعدي‪ ،‬بعد مض ي ‪ 0‬سنوات يخفض كل حق وكل رسم إلى ‪ % 03‬من الحق‬
‫القاعدي‪ ،‬بعد مض ي ‪ 2‬سنوات يخفض كل حق وكل رسم إلى ‪ % 03‬من الحق القاعدي‪،‬‬
‫بعد مض ي ‪ 1‬سنوات يخفض كل حق وكل رسم إلى ‪ % 13‬من الحق القاعدي‪ ،‬امض ي ‪11‬‬
‫سنوات يخفض كل حق وكل رسم إلى ‪ % 23‬من الحق القاعدي‪ ،‬بمض ي ‪11‬سنوات من‬
‫دخول خفض كل حق وكل رسم إلى ‪ %9‬من الحق القاعدي‪ ،‬وبعد مض ي ‪12‬سنوات من‬
‫دخول الاتفاق حيز التنفيذ‪ ،‬يتم إلغاء كل الحقوق املتبقية‪.437‬‬
‫كما تم الاتفاق على عدم إضافة أي حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق جم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركي جديد عن ـ ـ ـ ـ ـ ـد الاستيراد‬
‫أو التصـ ـ ـ ـ ـدير أو أي رسم ذي أثر مماثل على املبادالت بين الطرفين‪ ،‬كما تقرر إلغاء كل القيود‬
‫الكمية وإلاجرائية ذات ألاثر املماثل املطبقة عند الاستيراد والتصدير على جميع املبادالت بين‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫في إطار تفعيل اتفاق إنشاء منطقة التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبادل الحر بين الطرفين بداية من سبتمبر‬
‫‪ ،1339‬اتفق أطراف الاتفاق على تحرير حركة الرساميل الخاصة باالستثمارات املباشرة في‬

‫‪ -437‬الفقرة ‪ 0‬من املادة ‪ 5‬من الاتفاق املصادق عليه بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ ،295-39‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجزائر‪ ،438‬وضمان الحماية املالئمة والفعلية لحقوق امللكية الفكرية والصناعية والتجارية‬
‫وفقا ألعلى املقاييس الدولية‪ ،439‬التحرير املتبادل والتدريجي للصفقات العمومية‪ ،440‬وضع‬
‫آليات بسيطة لالستثمار املشترك خاصة بين املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬تبسيط عمليات‬
‫املراقبة وإلاجراءات الجمركية وتطبيق وثيقة إدارية وحيدة مماثلة لوثيقة املجموعة مع‬
‫إمكانية الربط بين أنظمة العبور التابعة لكل أطراف الاتفاق‪.441‬‬
‫تعقيبا على ما سبق ذكره‪ ،‬كان من املنتظر تفعيل وتحويل اتفاق الشراكة إلى أداة‬
‫للتنمية والشراكة تهدف إلى بروز اقتصاد جزائري متنوع وتنافس ي خالق للثروات من أجل‬
‫تلبية احتياجات السوق الداخلية والدولية ومناصب الشغل وكذا تعزيز وتكثيف العالقات‬
‫التي تعود بالفائدة املتبادلة مع الشريك ألاوربي‪ ،‬إال أن الجزائر لم تحقق منافع من اتفاق‬
‫الشراكة بقدر استفادة الاتحاد ألاوربي منها‪.‬‬
‫من املرتقب إجراء تقييم لالتفاق والذي من شأنه أن يجعل العـ ـ ـ ـالقات بين الاتحاد‬
‫ألاوربي والجزائر خاضعة للتحفظ في الشهور القادمة‪.442‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مدى إمكانية إنشاء منطصة مبادل حر أورو‪ -‬جزائرقة في إطار معطيات‬
‫اقتصادية مزرقة‬
‫أقل ما قيل عن اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد ألاوربي أنه غير متوازن بين‬
‫الطرفين‪ ،‬وأن دول إلاتحاد ألاوربي وحدها من استفادت من مزايا الاتفاق‪ ،‬ومثل هذا ألامر‬
‫يطرح استفسارات عديدة ن من أهمها مدى دراسة آثار الاتفاق يوم إبرامه والتوقيع عليه‪ ،‬وما‬
‫الذي كانت الجزائر تنتظره من وراء هذا الاتفاق؟‪.‬‬
‫كان من البديهي أن الشراكة بين طرفين غير متكافئين فـي إلامكانات املاديـة والـقدرات‬
‫البـشرية والتقنيـة والثقل السياسـي‪ ،‬ستؤدي حتما إلى نتائج لصالح الطرف ألاقوى ومكلفة‬

‫‪ -438‬راجع الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 22‬من الاتفاق املصادق عليه بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ ،295-39‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -439‬راجع املادة ‪ 00‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -440‬راجع الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 01‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 441‬راجع املادة ‪ 90‬من نفسه‪.‬‬
‫‪442‬‬
‫تم‪- http://www.elkhabar.com/press/article/3030‬‬ ‫الاطالع عليه في ‪ 21‬أكتوبر ‪1321‬‬
‫‪176‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫للطرف الضعيف‪ ،443‬أي أن آلاثار الاقتصادية لهذه الاتفاقية كانت غير مالئمة في بعـض‬
‫الجوانب‪ ،‬حيث أدت إلـى خلق متاعب أخرى تضـاف إلى تلك التي تتعرض لها املؤسسات‬
‫العامة والخاصـة الوطنية‪ ،‬مما يمكن أن يـعرضها إلى إلافـالس الفتقادها لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحماية مـن‬
‫نـاحية‪ ،‬وعدم قدرتها على منافسة منتجات دول إلاتحاد ألاوربي من ناحـية ثانية ‪.444‬‬
‫ولد إلغـاء الرسوم الجمركية ضغوطا متزايدة على توازن املالية العامـة في الجزائر‬
‫بسبب تقلص إلايرادات الجبائية من الرسوم الجمركية‪ ،‬كما أن التفكيك الجمركي من جانب‬
‫واحد إزاء السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلع الصناعية القادمة من إلاتح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد ألاوربي أثر بشكل كب ـ ـ ـ ـ ـير على امليزان‬
‫التجاري للجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى أن التفكيك الجمركي لم يكرس بشكل متوازي ألاشكال بين‬
‫أطراف الاتفاق ‪.‬‬
‫من خالل هذا التحليل‪ ،‬يمكننا القول أن السوق الجزائرية ال تزال تعاني من تكييف‬
‫املؤسسة الناشطة فيها بغير القادرة ‪ ،‬غير املنتجة‪ ،‬غير امل ـ ـ ـ ـ ـ ـنافسة‪ ،‬غ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير املتـ ـ ـ ـ ـ ــنوعة في‬
‫إنتاجها‪ ،‬وهذا بسبب الحماية املفروضة على املبادالت التجارية الدولية من خالل الحواجز‬
‫غير التعريفية كنظام الحصص الكمية والنوعية والتي انتهجتها الدولة منذ ألازل‪ ،‬لتعود‬
‫وتشدد في تطبيقها مؤخرا‪.‬‬
‫فضال عن الاحتكار املمارس من طرف الدولة عن طريق املؤسسات العامة في مختلف‬
‫القطاعات الاقتصادية‪ ،‬وتهميش دور القطاع الخاص في املساهمة في النشاط الاقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادي ‪.‬‬
‫لم تستفد الجزائر من وضعية متميزة لدخول منتجاتها الصناعية إلى ألاسواق ألاوربية‬
‫وإعطاء لها حافز معين ‪ ،‬باعتبار رؤية الغرب إلى الاقتصاد الـ ـ ـ ـ ـ ـجزائري كاقت ـ ـ ـ ـ ـ ــصاد مح ـ ــمي‬
‫ومدعم‪ ،‬مما يعقد عملية تحرير التجارة بين الطرفين ‪.445‬‬

‫‪443‬‬
‫‪-GHECHI Damel Eddine, « Les exportations hors hydrocarbures dans le cadre de l’accord‬‬
‫‪d’association union européenne : cas des exportations agricoles et agro alimentaires », séminaire‬‬
‫‪sur la promotion des exportations hors hydrocarbures en Algérie, 11 et 12 mars 2014, université‬‬
‫‪mouloud Mammeri, tizi ouzou, p. 11 et 12, publié sur le site de la faculté de droit :‬‬
‫‪www.fdsp.ummto.dz‬‬
‫‪ - 444‬الحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل إلاصالحات الاقتصادية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.023‬‬
‫‪ -445‬عمورة جمال ‪ ،‬دراسة تحليلية وتقييمية التفاقيات الشراكة العربية ألاورو متوسطية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في العلوم الاقتصادية‪ ،‬فرع تحليل اقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1331-1339 ،‬ص ‪. 211‬‬

‫‪177‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ما يجب التنويه إليه‪ ،‬أن الاتفاق أدى بالجزائر إلى منح ميزة تفضيلية للصناعات‬
‫ألاوربية وذلك بتخفيض الرسوم الجمركية عليها ثم إلغائها نهائيا بعد إنشاء منطقة التبادل‬
‫الحر‪ ،‬في حين تبقى الرسوم على صناعات الدول ألاخرى غير ألاعضاء في الشراكة‪ ،‬وهذا يمثل‬
‫تهديدا وتقييدا على حرية الاستيراد وبالتالي حرية الاستثمار في جانب الاستيراد في املجال‬
‫املتعلق بمنطقة التبادل الخاضعة للنظام الجمركي غير العادي في الجزائر لصالح إلانتاج‬
‫ألاوربي‪. 446‬‬
‫على هذا ألاساس فإن منطقة التبادل الحر هذه‪ ،‬ينتابها نوع من الالتكافؤ بين طرفي‬
‫العالقة‪ ،‬باعتبار أنها تؤدي إلى تكاليف ضخمة ومكاسب غير مؤكدة ‪ ،447‬هذا على لاقل ما‬
‫يؤكد معظم الخبراء الاقتصاديون في الجزائر‪ ،‬وسطو الرأي الذي يرجح استغالل دول‬
‫الامحاد املزايا املمنوحة لها اموجب الامفاق وبشكل مشروع وقانوني‪ ،‬وذلك أما رأي‬
‫معاكس ملا سب قوله‪ ،‬والذي يرى أن الامفاق يمك أن منتج عنه نتائج إيجااية للطرف‬
‫الجزائري‪ ،‬وذلك إذا ما محصصت مجموعة م الشروط‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مأجيل إنشاء منطصة التبادل الحر ازن الجزائر ودول إلامحاد لاوربي إلى سنة‬
‫‪.2121‬‬
‫خالفا على ما نصت عليه املادة ‪ 1‬فصرة ‪ 1‬و‪ 2‬من اتفاق الشراكة ألاورو جزائري‪،‬‬
‫الذي قرر إنشاء منطقة التبادل الحر بشكل رسمي بين الجزائر ودول إلاتحاد ألاوروبي في سنة‬

‫‪- GHECHI Damel Eddine, « Les exportations hors hydrocarbures dans le cadre de l’accord‬‬
‫‪446‬‬

‫‪d’association union européenne : cas des exportations agricoles et agro alimentaires », op cit, p.‬‬
‫‪41.‬‬

‫‪-‬أنظر أيضا‪ :‬حوزن نوارة‪ » ،‬واقع وآفاق الشراكة مع الات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحاد ألاوروبي«‪ ،‬امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجلة النقدية للقانون والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلوم‬
‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـياسية‪ ،‬الع ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ، 1‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،1332 ،‬ص ‪. 39‬‬
‫‪ -447‬واملقصود بلك الشروط التي قد تساهم في أخذ آثارا الاتفاق من الزاوية الايجابية‪ ،‬نجد مثال توفير سياسة مرافقة‬
‫داخلية كإعادة التأهيل للمؤسسات الجزائرية بمختلف أنماطها‪ ،‬تجارية‪ ،‬فالحيه وصناعية‪ ،‬تحسين القدرة التنافسية‬
‫لديها‪ ،‬تأهيل اليد العاملة‪ ،...‬وإرساء سياسة مرافقة دولية تتمثل خاصة في توفير والبحث عن إعانات مالية لهذه‬
‫املؤسسات وتوفير مناخ أعمال مالئم الستقطاب رؤوس ألاموال كأثر لالتفاق ومرافقة للتوقيع على الاتفاق من أجل‬
‫التعويض على عدم التوازن في ميزان املدفوعات على املدى القصير وتحفيز العرض على املدى املتوسط خاصة في مجال‬
‫التصدير‪ ،‬أنظر في هذا الخصوص زايري الصاسم‪ " ،‬السياسة املرافقة لنجاح منطقة التبادل الحر ما بين دول الاتحاد‬
‫ألاوربي في الجزائر"‪ ،‬مجلة اقتصاد شمال إفريقيا‪ ،‬عدد ‪ ،0‬ص ‪.19‬‬

‫‪178‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ،1322‬أين تم تشكيل لجنة تقنية مكلفة بمتابعة وإقامة منطقة التبادل الحر في ‪ 10‬أو ت‬
‫‪ ،1339‬أي ‪ 0‬سنوات بعد التوقيع على اتفاق الشراكة في أفريل ‪ ،1331‬وحتى قبل دخول‬
‫الاتفاق حيز التنفيذ في ‪ 2‬سبتمبر ‪ ،1339‬وهي لجنة تعمل تحت رئاسة الغرفة الجزائرية‬
‫للتجارة والصناعة‪.448‬‬
‫بالنظر إلى تقدير الجزائر عدم استفادتها من منافع اتفاق الشراكة بقدر استفادة‬
‫الاتحاد ألاوربي منها‪ ،‬وعلى إثر ذلك التمست من املمثلة السامية لالتحاد ألاوربي للشؤون‬
‫الخارجية والسياسة ألامنية ونائبة اعتراف الاتحاد ألاوربي "بالخصوصية الجزائرية"‪ ،‬مأجيل‬
‫إنشاء منطصة التبادل الحر املصررة في ‪ 2110‬إلى‪ ،2121‬وذلك اناء على مبدأ أن الجزائر‬
‫أعطت في هذ الشراكة أكثر مما أخذت‪ ،‬حيث تشتكي الجزائر من قلة نتائجه إلايجابية‬
‫عكس تلك التي يجنيها إلاتحاد ألاوربي‪ ،‬فمنذ إبرام هذا الاتفاق‪ ،‬تبين بوضوح التباين في‬
‫املوقف التجاري لالتحاد ألاوربي والجزائر ‪ ،‬حيث يصدر إلاتحاد ‪ 13‬دوالر من السلع مقابل‬
‫دوالر واحد للجزائر‪.449‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫منطصة التبادل الحر في إطار امفاق التبادل العربي الحر‬
‫يفرض النظام التجاري الدولي الجديد نفسه على كل دول العالم بشكل ال يترك‬
‫لها خيار تشكيل نفسها في شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكل تكتالت اقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية تجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمعها مصالح تج ـ ـ ـ ـ ـارية ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالية‬
‫معينة‪ ،‬وأصبحت هذه التكتالت مظهرا من مظاهر العوملة‪ ،‬حيث تبدو أهميتها من خالل‬
‫املزايا التي تحققها ألعضائها‪ ،‬لذلك نجد أن الدول النامية ومنها الدول العربية بأمس الحاجة‬
‫إلى تشكيل تكتالت اقتصادية تواجه بها التحديات الاقتصادية العاملية‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫‪- Hamdaoui Taous, « Bilan des réformes du secteur industriel en Algérie »,‬‬
‫‪Séminaire sur l’entreprise économique algérienne face aux exigences du nouveau processus‬‬
‫‪économique, 22 et 23 avril 2003, publié sur le site www.ingdz.com‬‬
‫‪449‬‬
‫االطالع عليه في ‪ 71‬أفريل ‪7142‬تم‪- http://www.elkhabar.com/press/article/3030/‬‬
‫‪179‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من ضمن تلك التكتالت الاقتصادية‪ ،‬نجد إنشائها ملناطق حرة فيما بينها تسهل‬
‫حركة البضائع والسلع والخدمات وفق رسوم جمركية منخفضة أو منعدمة تماما‪ ،‬وذلك‬
‫بغض النظر عن اتفاق ألاطراف وأخذا بعين الاعتبار توازن أطراف الاتفاق‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬اجتمعت مجموعة من الدول العربية ‪ ،450‬محاولة توحيد جهودها‬
‫الدولية بموجب اتفاق دولي متعدد ألاطراف ‪ ،‬وذلك بغرض إنشاء منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطقة عربية حرة‬
‫للتبادل‪ ،‬حيث ترتب عن مؤتمر القمة العربية الذي انعقد بالقاهرة يوم ‪ 10‬جويلية ‪2551‬‬
‫وتكليف املجلس الاقتصادي والاجتماعي لإلسراع بإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‬
‫(أوال)‪ ،‬وتحيط الاقتصاد الجزائري مجموعة من الظروف تميز مسار انضمامها إلى تلك‬
‫املنطقة وخاصة تأخرها باالنضمام باملقارنة مع الدول املجاورة لها ( ثانيا)‪ ،‬وعمدت الجزائر‬
‫على تطبيق اتفاق التبادل الحر بعد انضمامها بكل الوسائل املتاحة لها (ثالثا)‪ ،‬وترتب عن‬
‫انضمامها لالتفاق آثار إيجابية وأخرى سلبية (رابعا)‪.‬‬

‫أو ال ‪ :‬إلاطار الصانوني النضمام الجزائر إلى منطصة التبادل العربي الحر‬
‫تأسست املنطقة العربية للتبادل الحر في سنة ‪ 1121‬وصادقت عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيه الجزائر في س ـ ـ ـ ـ ــنة‬
‫‪ ،2114‬غير أن الاتفاق لم يدخل حيز النفاذ إال في سنة ‪. 451 2111‬‬

‫‪-1‬نشأة الامفاق‬
‫تقدمت الكويت بمذكرة إلى املجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية‬
‫سنة ‪ ،2520‬وكان موضوع الطلب إعادة النظر في الاتفاقية املبرمة سنة ‪ 2590‬وعدم تحقيقها‬
‫للنتائج املرجوة منها‪ ،‬ومن ذلك تنشيط حركة الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلع والبضائع وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخدمات وإزالة العوائق‬
‫الجمركية‬

‫‪ -450‬وتتمثل الدول العربية املجتمعة من أج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل إنشاء منط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقة عربية حرة‪ ،‬في كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل من إلام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارات‬
‫الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربية املتحدة‪ ،‬البحرين‪ ،‬تونس‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬السودان‪ ،‬سوريا‪ ،‬العراق ‪ ،‬فلسطين‪ ،‬قطر‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫ليبيا‪ ،‬ألاردن‪ ،‬مصر‪ ،‬املغرب‪ ،‬اليمن‪.‬‬
‫‪ - 451‬ذلك وفق أحكام املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 110-30‬مؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،1330‬يتضمن التص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديق على اتفاقية تيسير‬
‫وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية املحررة بتونس في ‪ 12‬فيفري ‪ ،2532‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،05‬الصادر في ‪ 3‬أوت‬
‫‪.1330‬‬
‫‪180‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أو إلغائها تماما‪ ،‬وكذلك خلفيات فشل مشروع إنشاء سوق عربي مشترك بين دول‬
‫مجلس الوحدة الاقتصادية‪.452‬‬
‫كان املنطلق‪ ،‬هو إنشاء اتفاقية جديدة تطور العالقات الاقتصادية والصناعية بين‬
‫الدول العربية‪ ،‬فجاءت توصية لجنة تقييم العمل املشترك املشكلة إطار جامعة الدول‬
‫العربية بضرورة وضع اتفاقية جديدة للتبادل التجاري حتى تحل محل اتفاقية تسهيل التبادل‬
‫التجاري وتنظيم تجارة الترانزيت التي أصبحت ال تتالءم مع ألاوضاع الاقتصادية الجديدة في‬
‫العالم العربي‪.453‬‬
‫في ‪ 12‬فيفري ‪ 2532‬وبمشاركة خبراء عرب‪ ،‬أقر املجلس الاقتصادي والاجتماعي‬
‫مشروع اتفاقية جديدة للتبادل التجاري الحر بين الدول العربية‬
‫في فيفري ‪ ،2552‬اعتمد الاتحاد الاقتصادي العربي مشروع إقامة منطقة تبادل حر‬
‫عربية في غضون ‪ ،1333‬مع الاتفاق على تخفيض نسبة الرسوم والتعريفات الجمركية بـ‪ 23‬في‬
‫املائة سنويا‪ ،‬إلى أن يتم الوصول إلى منطقة التبادل الحر العربية‪ ،‬واتفقت ‪ 23‬دولة عربية من‬
‫مجموع ‪ 11‬على تحرير التبادل التجاري‪ ،‬وحتى إلغاء الحقوق الجمركية على املنتجات‬
‫الصناعية وتحرير املبادالت على املنتجات الفالحية‪.454‬‬
‫‪-2‬مضمون البرنامج التنفيذي المفاقية ميوزر ومنمية التبادل التجاري ازن الدول‬
‫العربية‬
‫في إطار تطبيق أحكام الاتفاق‪ ،‬تعمل الدول ألاعضاء على تحرير التبادل التجاري بين‬
‫الدول العربية من الرسوم والقيود املختلفة‪ ،‬وتعفى السلع العربية املحددة في مضمون نص‬
‫املادة ‪ 10‬من الاتفاق من الرسوم الجمركية والضرائب ذات ألاثر املماثل ومن القيود غير‬
‫الجمركية املفروضة على الاستيراد‪.‬‬

‫‪ -452‬أكرم عبد الرحيم‪ ،‬التحديات املستقبلية للتكتل الاقتصادي العربي‪ ،‬العربية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1331 ،‬ص‬
‫‪.39‬‬
‫‪ -453‬الحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل إلاصالحات الاقتصادية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 012‬و ‪.011‬‬
‫‪-454‬الرفاعي سوس ‪ ،‬الترتيبات الحمائية ملنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‪ ،‬بحث علمي قانوني مقدم لنيل درجة‬
‫املاجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون الدولي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،1332 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪181‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫انطالقا من أهداف اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية والتي‬
‫تمت املوافقة عليه بموجب قرار املجلس الاقتصادي والاجتماعي رقم‪-202‬د‪ 13-‬املؤرخ في ‪12‬‬
‫فيفري ‪ ،4552531‬وحرصا من الدول العربية على إلاسراع بتفعيل أحكام اتفاقية تيسير‬
‫وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية من أجل إقامة منطقة حرة عربية كبرى‪ ،‬وتنفيذا‬
‫لقرار القمة العربية املنعقدة في القاهرة خالل الفترة ‪ 12‬و‪ 11‬جوان ‪ 2552‬بتكليف من‬
‫املجلس الاقتصادي الاجتماعي باتخاذ ما يلزم نحو إلاس ـ ـ ـ ـ ـ ـراع في إقامة منطقة تجارة حرة‬
‫عرب ـ ـ ـ ـ ـ ـية كبرى‪ ،‬وفق برنامج عمل وجدول زمني يتم الاتفاق عليهما‪ ،1456‬وعليه أقر املجلس‬
‫الاقتصادي والاجتماعي بموجب قرار رقم ‪-2122‬د‪ 35-‬مؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2553‬البرنامج‬
‫التنفيذي والجدول الزمني إلقامة منطقة تجارة حرة عربية كبرى وفقا ألحكام تيسير وتنمية‬
‫التبادل التجاري بين الدول العربية ‪ ،‬حيث تتماش ى هذه املنطقة مع أحكام منطقة التجارة‬
‫العاملية وقواعدها العامة املنظمة للتجارة العاملية‪.457‬‬
‫تم وضع أسس وقواعد يتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم العمل بموجبها بين الدول العربية املوقعة و‪ /‬أو‬
‫املص ـ ـ ـ ـادقة على الاتفاق‪ ،‬حيث تقرر أن تلت ـ ـ ـ ـ ـزم الدول باستكمال إنشاء منطقة تجارة حرة‬
‫عربية خ ـ ـ ـ ـالل ‪ 23‬سنوات اعتبارا من ‪ 2‬جانفي ‪ ،2553‬ويتم مراجعة الب ـ ـ ـ ـ ـرنامج من قبل‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـجلس الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادي والاجتماعي كل نصف سنة‪ ،‬وتعامل الس ـ ـ ـ ـ ـلع العربية التي تدخل‬
‫التبادل وفـ ـ ـ ـ ـ ـقا لهذا البرن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامج معاملة السلع الوط ـ ـ ـ ـنية في الدول ألاطراف فيما يتعلق‬
‫بقواعد املنشأ واملواصـ ـ ـ ـفات واملقـ ـ ـ ـ ـاييس وشروط ألامن والوقاية والصحة والضرائب‬
‫املحلية‪.458‬‬
‫تم التطرق ملسائل مواجهة حاالت الدعم وإجراءات معالجة خلل ميزان املدفوعات‬
‫الناجم عن تطبيق البرنامج على أنه تتبع ألاسس الفنية املتبعة دوليا فيما يخص مكافحة‬

‫‪ -455‬أكرم عبد الرحيم ‪ ،‬التحديات املستقبلية للتكتل الاقتصادي العربي‪ ،‬العربية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1331 ،‬ص‬
‫‪.32‬‬
‫‪ - 456‬الحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل إلاصالحات الاقتصادية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪ - 457‬الرفاعي سوس ‪ ،‬الترتيبات الحمائية ملنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -458‬تم صياغة نصوص الاتفاق وفق أسس التعاون وتيسير املبادالت فيما بين دول الات ـ ـ ـ ـ ـ ـحاد‪ ،‬ومن ذلك نجد نص املادة‬
‫‪ 3 ،1‬و‪ 5‬من املرس ـ ـ ـ ـوم الرئاس ي رقم ‪ 110-30‬مؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،1330‬يتضمن التصديق على اتفاقية تيسير وتنمية التبادل‬
‫التجاري بين الدول العربية املحررة بتونس في ‪ 12‬فيفري ‪ ،2532‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إلاغراق‪ ،‬كما تقرر إلاعفاء التدريجي للرسوم الجمركية والضرائب ذات ألاثر املماثل‬
‫السارية في كل دولة ابتداء من ‪ 2‬جانفي‪.459 2553‬‬
‫بالنسبة للقيود غير التعريفية والتي تعد بمثابة إجراءات أو تدابير قد تتخذها الدولة‬
‫الطرف للتحكم في الواردات ألغراض غير تنظيمية أو إحصائية‪ ،‬من هذه القيود غير التعريفية‬
‫نجد القيود الكمية‪ ،‬القيود النقديةـ القيود إلادارية التي تفرض على الاستيراد‪.‬‬
‫كما تم وضع ضوابط أصل ومنشأ البضاعة أو السلعة القابلة من دولة عربية‪ ،‬تلك‬
‫التي تقرها لجنة قواعد املنشأ التي أنشاها املجلس الاقتصادي والاجتماعي بموجب قرار رقم‬
‫‪-2105‬د‪ -31‬مؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ ،2551‬وتدخل هذه ألاخيرة التبادل الحر أو التحرير‬
‫التدريجي‪.‬‬
‫تتعهد الدول ألاطراف بتطبيق الشفافية وإخطار املجلس الاقتصادي والاجتماعي‬
‫باملعلومات واللوائح وإلاجراءات الخاصة بالتبادل التجاري‪.‬‬
‫أثناء نشوب نزاع يتم تشكيل لجنة تسوية النزاعات في كافة القضايا املرتبطة بتطبيق‬
‫الاتفاقية‪.460‬‬

‫‪ -3‬موقع مناط التجارة الحرة ضم التكتالت الاقتصادية‬


‫ال يوجد هناك تعريف محدد ملناطق التجارة الحرة ‪ ،‬إال أنه يمكن اعتبارها بمثابة‬
‫تمهيد إلقامة اتحاد جمركي بين أقطار تجد عقبات في إقامة مثل هذا إلاتحاد‪ ،‬تمتد منطقة‬
‫التجارة الحرة بين دولتين أو أكثر يتم فيها إلغاء كافة القيود الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحمائية على التجارة فيما‬
‫بينها‪ ،‬لكن كل دولة تتبع إلاجراءات التجارية العادية بالنسبة لتجارتها مع الدول ألاخرى خارج‬
‫هذه املنطقة‪.461‬‬

‫‪ -459‬أكرم عبد الرحيم‪ ،‬التحديات املستقبلية للتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكتل الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادي العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربي‪ ،‬العربية للطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـباعة‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1331 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ - 460‬راجع البرنامج التنفيذي التفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية إلقامة منطقة تجارة حرة عربية‬
‫كبرى الصادر عن ألامانة العامة لإلدارة العامة للشؤون الاقتصادية وإدارة املال والتجارة والاستثمار‪ ،‬املنشور على املوقع‪:‬‬
‫‪www.arabic university- contrises‬‬
‫‪ -461‬الرفاعي سوس ‪ ،‬الترتيبات الحمائية ملنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪16.‬‬
‫‪183‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمثل مناطق التجارة الحرة صيغة من صيغ التكامل الاقتصادي بين الدول التي تتفق‬
‫على التعامل والتعاون التجاري في هذا إلاطار‪ ،‬وتمثل صورة بسيطة للتكامل الاقتصادي حيث‬
‫يتم تحرير املبادالت التجارية في إطارها بين الدول ألاطراف‪ ،‬مع احتفاظ كل دولة عضو‬
‫بتعريفاتها الجمركية والقيود الكمية تجاه الدول غير ألاعضاء‪ ،‬بهدف الوصول إلى إقامة‬
‫السوق الواحدة التي تنتقل فيها سلع الدول غير ألاعضاء بحرية تامة‪. 462‬‬
‫عمدت الجزائر على تطبيق اتفاق التبادل الحر بعد انضمامها بكل الوسائل املتاحة لها‬
‫(ثالثا)‪ ،‬وترتب عن انضمام الجزائر لالتفاق آثار إيجابية وأخرى سلبية (رابعا)‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الظروف املحيطة اانضمام الجزائر إلى منطصة التبادل العربي الحر‬
‫وقعت الجزائر على اتفاقية التيسير والتبادل الحر بين الدول العربية سنة ‪ ،1330‬إال‬
‫أنها لم تصادق عليها إال عام ‪ ،1335‬ويعود ذلك إلى أن الجزائر سبق لها وأن طالبت إرجاء‬
‫تنفيذ بنود الاتفاقية العتبارات تقنية‪ ،‬كصعوبة منافسة السلع الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائرية للسلع العربية‬
‫‪ ،‬مما يعقد الهدف ألاساس ي وراء إنشاء منطقة تبادل عربي حر‪.463‬‬

‫ثالثا ‪ :‬آليات مطبي الامفاق م طرف الجزائر‬


‫من أجل التطبيق الحسن ألحكام الاتفاق وتحقيق النتائج املرجوة منه‪ ،‬ومن أهم تلك‬
‫ألاهداف تشكيل مناطق تجارية حرة خالية من الرسوم الجمركية أو خاضعة للتخفيض‬
‫التدريجي‪ ،‬قامت الجزائر باتخاذ الجزائر مجموعة من إلاجراءات تعد نوع ما تكميلية لالتفاق‬
‫من أجل إدخاله حيز التنفيذ‪ ،‬وكذلك اتخاذ إجراءات تحفظية تدخل ضمن برنامج حماية‬
‫الصناعات الوطنية املحلية والصناعات الفتية ومن ذلك تحديد قائمة تدعى القائمة‬
‫السوداء‪.464‬‬

‫‪ - 462‬أكرم عبد الرحيم‪ ،‬التحديات املستقبلية للتكتل الاقتصادي العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪463‬‬
‫‪- -www.minicommerce.gov.dz‬‬
‫‪464‬‬
‫‪- MENOUER Mustapha, Droit de la concurrence, op cit, p. 50.‬‬
‫‪184‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-1‬منصيب لجنة مصييم ومتابعة امفاق التبادل الحر‬


‫تم تنصيب لجنة تقييم ومتابعة اتفاق التبادل الحر على مستوى الغرفة الجزائرية‬
‫للتجارة والصناعة‪ ،‬تعمل على تقييم ومتابعة انشغاالت ألاعوان الاقتصاديين‪ ،‬منها الكشف‬
‫والتحري عن حاالت الغش التجاري التي قد ترد أو يتعرض لها أحد املتعاملين الاقتصاديين‪.465‬‬

‫‪ -2‬إنجاز مخبر ملراقبة مدى مطااصة املنتوجات الوطنية املوتوردة‬


‫أعلن وزير التجارة عن برنامج خاص بإنجاز مخبر مراقبة مدى توافق املنتوجات‬
‫الجزائرية وألاجنبية لتنظيم السوق‪ ،‬وتم تسطير برنامج لذلك بكل والية‪ ،‬وذلك عمال وتطبيقا‬
‫للمخطط الخماس ي ‪ ،1320-1335‬حيث تم مراقبة كل السلع الوطنية واملستوردة القادمة من‬
‫الحدود من خالل ‪ 25‬مفتشية‪ ،‬بالتنسيق مع العديد من الهيئات الوطنية املتخصصة‪ ،‬كما‬
‫يشدد الوزير على أن النصوص القانونية التي تم تكريسها مؤخرا رافقها تشديد املراقبة على‬
‫املنتوجات املستوردة املحلية‪.466‬‬

‫‪-3‬قائمة سلبية على منتجات موتوردة م املنطصة العربية للتبادل الحر‬


‫أعلنت الحكومة الجزائرية عن قائمة سلبية بمنتجات تستوردها من املنطقة الـ ـ ـ ـ ـعربية‬
‫للتبادل الحر ‪ ، 467‬فرضت بموجبها تعريفات جمركية بداية من جانفي ‪ ،1321‬وهي‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائـ ـمة تشمل ‪ 2202‬منتوج تدخل ضمن املنتجات ذات ألاولوية التي يجب حمايتها من ‪0‬‬
‫إلى ‪ 0‬سنوات منها الصناعة الغذائية والزراعية والنسيج والورق‪ ،‬الكرتون وآلاالت‬
‫الالكترونية املن ـ ـ ـ ـزلية‪.468‬‬
‫بدأت الجزائر في تطبيق القرار قبل طرحه على املجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع‬
‫للجامعة العربية‪ ،‬وتتعلق القائمة السلبية املنت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجات القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادمة خاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة م ـ ـ ـن‬
‫مصر‪ ،‬املغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬ليبيا‪ ،‬وإلام ـ ـارات العربية‬

‫‪ -465‬الحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل إلاصالحات الاقتصادية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪466‬‬
‫‪- www.douane. gov.dz‬‬
‫‪467‬‬
‫‪- MENOUER Mustapha, Droit de la concurrence, op cit, p. 50.‬‬
‫‪ -468‬قرار مؤرخ في ‪ 03‬ديسمبر ‪ ،1333‬يعدل ويتمم القرار املؤرخ في ‪ 03‬نوفمبر ‪ ،1333‬يتعلق بمنع استيراد املن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجات‬
‫الصيدالنية واملستلزمات الطبية املوجهة للطب البشري املصنعة في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪185‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املتحدة‪.469‬‬
‫بلغت قيمة واردات الجزائر خالل سنة ‪ 1321‬من هذه املنطقة ما يقارب ‪2.02‬‬
‫مل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيار دوالر‪ ،‬مقابل ‪ 2.39‬مليار دوالر خالل الفترة ذاتها من العام ‪ ، 1333‬بيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنما بلغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت‬
‫صادرات الجزائر إليها ‪ 2.33‬مليار دوالر في الفترة ذاتها من العام ‪ 1335‬مقابل ‪ 1.23‬ملي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار‬
‫دوالر سنة ‪.470 1333‬‬
‫على مستوى لجنة قواعد املنشأ‬ ‫تفاوضت الدول ألاعضاء التفاقية ‪GZALE‬‬

‫للجام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعة العربية حول قواعد املنشأ لحوالي ‪ %29‬من السلع املتبادلة‪ ،‬تخص هذه‬
‫املفاوضات منتجات مثل النسيج‪ ،‬واملطاحن‪ ،‬واللحوم‪ ،‬والوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود املعدني واملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواد‬
‫الصيدالنية‪ ،‬والزي ـ ـ ـ ـ ـوت ألاساسية‪ ،‬ومواد التنظيف‪ ،‬واملواد البالستيكية‪.471‬‬
‫تطالب الجزائر بالنسبة لهذه السلع بمعيار تحويل مادي بنسـبة ال تقل ع ـ ـ ـ ـ ـ ـن ‪% 23‬‬
‫من القيمة املضافة بهدف حماية بعض الصناعات الوطنية التي قد يهددها هذا الاتفاق‪ ،‬وهو‬
‫املطلب الذي تؤيده دول املغرب العربي ألاخرى ومصر والسودان‪ ،‬بينما تعمل دول الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليج‬
‫العربي على الحفاظ على نسبة ‪ 03‬باملائة من القيمة املضافة بشكل مؤقت في إطار‬
‫اتفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاقية التسهيل واملبادالت التجارية‪ ،472‬علما أن حجم التبادل التجاري بين الدول‬
‫العرب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية ال يزيد على ‪ %23‬من تجارتها إلاجمالية ‪ ،‬وتبلغ قيمة هذه النسبة ‪ 09‬مليار دوالر‬
‫على ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكل تبادالت تجارية بينها ‪.473‬‬

‫رابعا ‪ :‬مصييم انضمام الجزائر إلى منطصة التبادل العربي الحر‬


‫يبدو أن الجزائر تسرعت في الانضمام إلى اتفاقية ‪ ،GZALE‬شأنها في ذلك شأن اتفاق‬
‫الشراكة مع الاتحاد ألاوربي‪ ،‬ومن بين أهم النتائج السلبية التي املسجلة نجد عجز في‬
‫مبادالتها التجارية بـ‪ 1.2‬مليار دوالر خالل سنة ‪ ،4741321‬بينما قدرت نسبة املنتجات‬

‫وضع قطاع التجارة الخارجية في الجزائر‪ :‬تراجع في التحرير أم ضبط للقطاع« ‪ ،‬املجلة ألاكاديمية‬ ‫»‬ ‫‪- 469‬حجارة ربيحة‪،‬‬
‫للبحث القانوني‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬مجلد ‪ ،20‬عدد ‪ ،1321 ،1‬ص ‪.092‬‬
‫‪470‬‬
‫‪-www.minicommerce.gov.dz‬‬
‫‪471‬‬
‫‪-www.mincommerce.gov.dz/arab‬‬
‫‪472‬‬
‫االطالع عليه في ‪ 77‬نوفمبر ‪ 7142‬تم‪- http://www.elkhabar.com/press/article‬‬
‫‪473‬‬
‫‪-Idem‬‬
‫‪474‬‬
‫‪- Idem‬‬

‫‪186‬‬
‫مجاالت الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املستوردة من قبل الجزائر من دول التبادل الحر بقرابة ‪ 29‬في ‪ %‬من مجموع ما تستورده‬
‫الجزائر‪ ،‬وهي منتجات معفية من الرسوم والتعريفات الجمركية‪ ،‬رغم إقرار قائمة تضم حوالي‬
‫‪ 2033‬موقع تعريفي‪ ،‬وأن الواردات املعنية باإلعفاءات من الرسوم الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمركية بلغت قرابة‬
‫‪ 2.5‬مليار دوالر س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة ‪ ،1321‬مقابل ‪ 233‬مليون دوالر للمنتجات واملواد املستوردة من‬
‫املنطقة العربية للتبادل والحر وغير املعنية بالقرار‪ .475‬ال تصدر الجزائر سوى عدد من‬
‫املنتجات الغذائية والفالحية وبعض املواد نصف املصنعة أو املصنعة بقيمة لم تتعد ‪133‬‬
‫مليون دوالر‪ ،‬وهي قيمة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتواضعة جدا‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن املنطقة تضم ‪ 13‬دولة‬
‫عربية‪.‬‬

‫‪475‬‬
‫‪ , op cit.‬االطالع عليه في ‪ 77‬نوفمبر ‪- 7142‬تم‪http://www.elkhabar.com/press/article‬‬
‫‪187‬‬
‫الباب الثاني‬
‫تنظيم حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬

‫‪188‬‬
‫تنظيم حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الباب الثاني‬

‫يعد قطاع التجارة الخارجية قطاعا استراتيجيا‪ ،‬حيث تلي ـ ـ ـ ـ ـ ـه معظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم الدول امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتقدمة‬
‫كان ـ ـت منها أو النامية أه ـ ـ ـ ـ ـمية بال ـ ـ ـ ـ ـغة‪ ،‬نظرا ملا ي ـ ـ ـ ـ ـ ـشكله م ـ ـ ـ ـن ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركة نشيطة لدخ ـ ـ ـ ـ ـ ـول‬
‫وخـ ـ ـ ـ ـ ـروج الس ـ ـ ـ ـ ـ ـلع والبضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائع‪ ،‬وذلك سواء عن طريق البر‪ ،‬البحر أو الجو‪.‬‬
‫تختلف معاملة الدولة لهذا القطاع باختالف السياسة التجارية املنتهجة لديها‪ ،‬وذلك‬
‫فيما إذا كانت سياسة تحرير أم سياسة حمائية للقطاع‪ ،‬فنجد أن التحرير يأتي مناقضا‬
‫للحمائية‪ ،‬حيث يراد بالتحرير انسحاب الدولة التام من مجال قطاع التجارة الخارجية وإزالة كل‬
‫العوائق التي تحول دون تحقيق السير العادي لنشاط املبادالت التجارية الدولية من خروج‬
‫ودخول للمنتجات والبضائع بين مختلف الدول‪ ،‬بينما يقصد بالحمائية استخدام الدولة‬
‫مجموعة من إلاجراءات من أجل مراقبة قطاع التجارة الخارجية كنظام الحصص‪ ،‬التحديد‬
‫النوعي والكمي للمنتجات والبضائع محل املبادالت التجارية الدولية‪.‬‬
‫مرت الجزائر في إطار تحرير التجارة الخارجية بعدة مراحل‪ ،‬من تح ـ ـ ـ ـ ـرير متردد فيه‪ ،‬إلى‬
‫تحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرير مطلق‪ ،‬وتحرير بشروط‪ ،‬وحررت القطاع بشكل رسمي بموجب ألامر رقم ‪ 30-30‬املتعلق‬
‫بالقواعد العامة املطبقة على عمليات استيراد البضائع و تصديرها‪.‬‬
‫بموجب أحكام ألامر رقم ‪ ،30-30‬تم التكريس الرسمي لتحرير قطاع التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة‬
‫الخارجية‪ ،‬حيث كرست معه عدة أبعاد‪ ،‬إذ أصبحت حرية استيراد وتصدير املنتجات‬
‫والبضـ ـ ـ ـ ـ ـائع تمارس بحرية وبدون أي ـ ـ ـ ـ ـ ـة قيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود أو عراقيل‪ ،‬ويحق لكل ألاعوان‬
‫الاقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاديين‪ ،‬أشخاص عامة أو خاصة‪ ،‬التدخل في مجال التجارة الخارجية بشرط التقييد‬
‫في السجل التجاري والحصول على ترخيص من طرف مـ ـ ـ ـ ـ ـجلس ال ـ ـ ـ ـ ـ ـنقد وال ـ ـ ـ ـ ـقرض واقتحام‬
‫ألاسواق الدولية إلى جانب الدولة الذي هو أقدم متعامل في مجال التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫يعيد املشرع مؤخرا‪ ،‬النظر في مسألة تحرير قطاع التجارة الخارجية العتبارات وظ ـ ـ ـ ـ ـروف‬
‫اقت ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية خاصة‪ ،‬لتنتهج منهج الحمائية بشكل غير واضح ‪.476‬‬
‫بعدما تم التأكيد على تحرير قطاع التجارة الخارجية بموجب القانون رقم ‪ 51-51‬املعدل‬
‫لقانون الاستيراد و التصدير في نص املادة ‪ 4772‬منه ‪ ،‬نشهد رجوع الدولة إلى الحقل الاقتصادي‬

‫‪ -476‬للتفصيل أكثر في هذه املسألة‪ ،‬ارجع إلى املبحث الثاني من الفصل ألاول من الباب ألاول‪.‬‬
‫‪189‬‬
‫تنظيم حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الباب الثاني‬

‫بصفة عامة وإلى التجارة الخارجية على وجه الخصوص‪ ،‬وذلك بغية تنظيم ورقابة قطاع‬
‫التجارة الخارجية ‪ ،478‬الش يء الذي يقرره التعديل الدستوري لسنة ‪ ، 2352‬وذات ألامر كان‬
‫مقررا بموجب التعديل الدس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتوري لسنة ‪.5992‬‬
‫اتجاه الجزائر إلى إعادة انتهاج ن ـ ـ ـ ـ ـ ـظام الحمائية كـ ـ ـ ـ ـ ـسياسة تج ـ ـ ـ ـ ـارية دول ـ ـ ـية من‬
‫جديـ ـ ـ ـ ـ ـد‪ ،‬لم تك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن بدايته التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2352‬بل سبقته في ذلك تعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديل‬
‫قانون الاستيراد والتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير ل ـ ـ ـ ـ ـس ـ ـنة ‪ ،2351‬وقوان ـين امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالية الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادرة منذ سنة‬
‫‪ ،2339‬ومجموعة من النصوص التنظيمية التي ص ـدرت في نف ـ ـ ـ ـ ـ ـس السياق وفي ن ـ ـ ـ ـ ـفس الفترة‬
‫التاريخية‪ ،‬أي بعد سنة ‪.2339‬‬
‫نص املشرع الجزائري في هذا إلاطار‪ ،‬على مج ـ ـ ـ ـ ـموعة من إلاجراءات الواج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب احترامها‬
‫أث ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء مزاولة نشاطات الاستيراد والتصدير‪ ،‬وذلك سواء من خالل ضرورة الاستجابة‬
‫ملجموعة من آلالي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات به ـ ـ ـدف رقابة قطاع التجارة الخارجية (الفصل ألاول)‪ ،‬أو من خالل‬
‫احترام ألانظمة وإلاجـ ـ ـ ـراءات الجب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائية وال ـ ـ ـمالية وإلاداري ـ ـ ـ ـة في إطار ضمان حسن سير‬
‫املبادالت التج ـ ـارية (الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصل الثاني)‪ ،‬أو ك ـ ـ ـ ـ ـذلك اح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـترام مجم ـ ـ ـ ـ ـوعة من الضوابط واملعايير‬
‫واملبادئ في إطار ضمان حماية املستهلك سواء من املنت ـ ـجات املست ـ ـ ـ ـوردة أو مـ ـ ـ ـ ـ ـن خالل ممارسة‬
‫(الفصل الثالث)‪ .‬نشاط الاستيراد والتصدير أخذا بعين الاعتبار مبادئ حماية البيئة‬

‫‪= - 477‬تنص املادة ‪ 2‬من ألامر رقم ‪ 30-30‬على‪" :‬تنجز عمليات استيراد املنتجات و تصديرها بحرية‪."...‬‬ ‫=‬

‫‪ -478‬تنص املادة ‪ 25‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2352‬على‪:‬‬

‫"تنظيم التجارة الخارجية من اختصاص الدولة‬

‫يحدد القانون شروط ممارسة التجارة الخارجية و مراقبتها"‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفصل ألاول‬

‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬


‫عودة الدولة إلى الحقل الاقتصادي بصفة عامة‪ ،‬وإلى قطاع التجارة الخارجية‬
‫بالخصوص أمر واضح وأكيد‪ ،‬وذلك بعدما كنا نتحدث في سنوات قليلة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاضية‬
‫وبالخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصوص في سنة ‪ ،3002‬وبالض ـ ـ ـ ـ ـ ـب ـ ـ ـ ـط بم ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب أحكام ألامر رقم ‪ 00-02‬املتعلق‬
‫بالقـ ـ ـواعد العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامة املطبقة على عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليات استـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيراد البـ ـ ـ ـضائع وتص ـديرها‪ ،‬عن املنعرج‬
‫الاقتصادي املهم في تاريخ التجارة الخارجية‪ ،‬أال وهو التكريس الرسمي لتحرير قطاع التجارة‬
‫الخارجية واملبادالت التجارية الدولية وإزالة كل احتكار من طرف الدولة‪ ،‬ها نحن نتح ـ ـ ـدث عن‬
‫تدخل الدولة في مـ ـ ـ ـ ـ ـجال التجارة الخارجية بشكل جديد وبطرق جديدة‪.‬‬
‫بعد‬ ‫بالرغم من أن مسألة التدخل ليست بالشكل الذي كانت عليه في فترة‬
‫الاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقالل إلى غاي ـ ـ ـ ـة نهاية التسع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـينيات وقبل صدور القانون رقم ‪ ، 00-02‬وذلك وف ـ ـ ـ ـ ـق‬
‫ما رأين ـ ـ ـاه في مقدمة املوض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع‪ ،‬إال أن الدولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة راحت تضبط القطاع من خالل فرض‬
‫مجموعة من إلاجراءات والشروط من أجل ممارس ـ ـة حرية الاستثم ـ ـ ـار في مجال املبادالت التجارية‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫(املبحث‬ ‫رخصـ ـ ـ ـة‪479‬‬ ‫سواء أكان ذلك بموج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب آلية الحـص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول املسب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق على‬
‫ألاول)‪ ،‬أو إج ـ ـراء الشـ ـراكة إلاجبارية فيما يخص الشركات ألاجنبية مع شري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك جزائري‪ ،‬وكذلك‬

‫‪ - 479‬تعرف الرخصة أو إجراء الترخيص بأنها إجراء إداري يفرض كشرط مسبق لتقديم وثائق لجمركة البضائع زيادة على‬
‫تلك املخص ـصة ألغراض الجمركة‪ ،‬وذلك تطبيقا ألحكام قانون الجمارك وكل إلاجراءات املقررة في إط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار ج ـ ـمركة‬
‫البـ ـ ـ ـ ـ ــضاعة‪ ،‬سـ ـ ـ ــواء في إط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتيراد أو التصدير‪.‬‬
‫قد يرد خلط بين مفهوم الرخصة ومفاهيم أخرى تستخدمها مجموعة من الهيئات في مجال الضبط الاقتصادي بموجب‬
‫وض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع قواعد ص ـارمة من أجل ممارسة النشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاط الاقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتصادي وذلك بالرغـ ـ ـم من انس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحاب الدولة الظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاهري‬
‫مـ ـ ـ ـن الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقل الاقت ـ ـ ـ ـ ــصادي‪ ،‬ومن بين هذه املفاهيم‪ ،‬نج ـد كل من التصريح والاعتماد‪ ،‬ويرتبط مفهوم الرخصة باإلج ـ ـ ـ ـ ـراء‬
‫إلاداري ألن بدون ذلك الترخيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص املم ـ ـنوح من طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف إدارة الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمارك أو وزارة التجارة في حاالت محددة‪ ،‬ال يمكن للعون‬
‫الاق ـ ـ ـ ـتصادي جلب ك ـ ـ ـميات محددة من بضائع وسلع إال بموجـ ــب تلك الرخ ـ ـ ــصة‪ ،‬ويع ـ ـ ــرف التـ ـصريح بأنه إجراء إداري‬
‫=وش ـ ـ ـ ـكلي يلتزم به الـ ـ ـ ـعون الاقت ـ ـصادي ملواجهة إلادارة‪ ،‬وهو عبارة عن شكلية تكون محددة املدة‪ ،‬يمـ ـ ـ ـ ـ ـثل الالت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزام بإدالء‬
‫الع ـ ـ ـ ـون الاقت ـ ـ ـ ـصادي بوقائع يعترف بها =شخصيا ملواجهة إلادارة‪ ،‬فهو بالتالي إجراء إعالمي‪ ،‬أنظر في هذا الخصوص‪ :‬عبديش‬
‫‪191‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫لإلجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات التي يجب على املستثمر مراعاتها من أجل إنجاز مشروعه الاستثماري في مجال‬
‫املبادالت التجارية الخارجية (املبحث الثاني) ‪.‬‬

‫ليلى‪ ،‬اختص ـ ـ ـ ـ ـ ـاص م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنـ ـح الاعتماد لـ ـدى الس ـ ـ ـلطات إلادارية املس ـ ـ ـ ـ ـتقلة‪ ،‬مذكرة لن ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـل شه ـ ـ ـ ـ ـادة املاجستي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر في‬ ‫=‬
‫القـ ـ ـ ـ ـ ـانون‪ ،‬فرع تح ـ ـوالت الدولة‪ ،‬ج ـ ـ ـامعة مـ ـ ـ ـول ـ ــود مع ـ ـمري‪ ،‬تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيزي وزو‪ ،3000 ،‬ص ‪ 01‬و‪ ،01‬عكس الرخ ـ ـصة أو الترخيص‬
‫الذي يتوقف على وجوده ممارسة نشاطات الاس ـ ـ ـتيراد والتصدير ‪ ،‬ويـ ـ ـ ـ ـ ــعرف الاعتماد بأنه املوافقة امل ـ ـ ـ ـسبقة التي يتحصل‬
‫عليها العون الاقتصادي من إلادارة ‪ ،‬والتي بموجبها ي ـ ـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـكن لألش ـ ـ ـ ـخاص تحقيق املـ ـ ـ ـ ـ ـ ــشاريع الاق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتصادي ـ ـ ـة واستفادتهم من‬
‫نظام مالي أو ضريبي معين‪ ،‬فكال من الرخصة والاعتماد ق ـ ـ ـ ـ ـرارات إدارية‪ ،‬إال أن الفرق بينهما يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن في أن الترخيص إجراء‬
‫يسمح للعون الاقتصادي ممارسة النشاط الاقتصادي دون الحصول على مزايا‪ ،‬عكس الاعتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماد الذي تمنحه إلادارة املعنية‬
‫بتـ ـوافر مج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموعة مـ ـ ـ ـن الشروط‪ ،‬ويحق لها سحبه في حال عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم اح ـ ـترام تلك الشروط‪ ،‬أما الترخيص فيمنح حينما تتأكد‬
‫إلادارة أنه يتالءم مع مقت ـ ـ ـضيات النظام العام واملصلحة العامة‪ ،‬كما أن الفرق ب ـ ـ ـين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهما يكمن في أن الترخيص ينظمه‬
‫املشرع بموجب نص قانوني‪ ،‬بينما الاعتماد يمكن إرساؤه ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدون ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدخـ ـ ـل املشرع‪ ،‬مما يعـ ـ ـ ـ ـ ـطي لإلدارة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحق بالتدخل‬
‫عن طريق التن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظيم‪ ،‬راجع عبـ ـ ـديش ليلى‪ ،‬اختـ ـصاص م ـ ـ ـ ـنح الاعت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماد لدى السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلطات إلاداريـ ـ ـة املستقلة‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة املاجستير في القانون‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪192‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫املبحث ألاول‬

‫آليات الرخص‬
‫ورد إجراء الحصول على رخصة مسبقة من أجل ممارسة نشاطات الاستيراد والتصدير‬
‫بشكل مشـ ـدد عليه بموجب أحكام القانون رقم ‪ 01-01‬املتعلق بت ـعديل ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون الاستيراد‬
‫والتصدير‪ ،‬وك ـ ـ ـ ـ ـذلك بم ـ ـ ـوجـ ـب أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 201-01‬الذي جاء خصيصا‬
‫كنص تنظيمي لتطبيق ألاحكام القانـ ـ ـ ـونية املتعلقة بن ـ ـ ـ ـ ـ ـظام الحصص‪ ،‬حيث تنص املادة ‪3‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 201-01‬على‪:‬‬
‫" تخضع املنتجات و البضائع املستوردة أو املصدرة في إطار أنظمة الرخص إلى ترخيص‬
‫مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبق يـ ـ ـ ـ ـ ـسمى رخصة الاستيراد أو رخصة التصدير حسب كل حالة"‪.‬‬
‫ال يعد إجراء الحصول املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبق على رخ ـ ـ ـ ـ ـ ـصة الاستيراد و‪/‬أو التص ـ ـ ـ ـدير إجراء حديث‬
‫تماما‪ ،‬بحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيث تم إلاشارة إليه بموجب نص املادة ‪ 01‬من ألامر رقم ‪ 00-02‬في سنة ‪ ،3002‬أي‬
‫قبل تعديله في سنة‪ 3001‬بمـ ـوجب القانون رقم ‪ ،01-01‬حيث تنص على ما يلي‪:‬‬
‫" يمكن أن تؤسس تراخيص استيراد املنتوجات أو تصديرها إلدارة أي تدبير يتخذ‬
‫بموجـ ـ ـ ـب أحكام هذا ألامر أو الاتفاقيات الدولية التي تكون الجزائر طرفا فيها "‪.‬‬
‫كيفيات تنفيذ نظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام تراخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيص‬ ‫غير أنه تم إح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة تحديد شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروط‬
‫الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد أو الت ـ ـ ـ ـ ـصدير للتـنظيم‪ ،‬ألام ـ ـ ـ ـ ـ ـر الذي لم يتم وضعه حيز النفاذ‪ ،‬إال ببروز أزمة‬
‫انخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاض أس ـ ـ ـ ـ ـ ـعار ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبترول في الجزائر والس ـعي وراء تخف ـ ـيض فاتورة الواردات من خالل‬
‫إعادة تنظيم نشاط التجارة الخارجية واتخاذ في سبيل ذلك آليات تنظيمية‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ب ـ ـين ت ـ ـ ـ ـ ـ ـلك‬
‫ا آليـ ـ ـ ـ ـ ـات املكرسة‪ ،‬نجد وضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع نظام الحصص‪ ،‬ذلك بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب املرسوم التنف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيذي رقم‬
‫‪ 201-01‬ال ـ ـ ـ ـذي جاء تطبيقا ألحكام ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون رقم ‪ 01-01‬املعـ ـ ـ ـدل واملت ـ ـ ـ ـمم لألمـ ـ ـر رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪-02‬‬
‫‪ ،00‬املتعلق بالقواعد العامة املطب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها ‪.‬‬
‫إال أنه ما يالحظ‪ ،‬أن املشرع الجزائري قام بالجمع بين تعريف رخـ ـ ـ ـص الاستيراد‬
‫ورخـ ـ ـ ـ ـ ــص التص ــ ـ دير وألاحكام املتع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلقة ب ـ ـ ـ ـ ـكل منهما‪ ،‬إال أنه ميز ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـين كل من رخ ـص‬

‫‪193‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ـيراد والتـ ـ ـص ـ ـدير التلقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائية (املطلب ألاول)‪ ،‬عن رخص الاستيراد والت ـ ـ ـ ـصدير غير‬
‫التـ ـ ـلقائية (املط ـ ـلب الثاني)‪ ،‬مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتخدما بذلك مع ـ ـيار تلقائية إلاجراءات من عدمها‪ ،‬ك ـ ـ ـما أورد‬
‫إج ـ ـ ـ ـ ـراءات خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاصة مت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلقة بط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلب أو رخصة الحصول ع ـ ـ ـ ـلى إعفاء من الحقوق‬
‫الجمركية في إطار اتفاق التبـ ـ ـادل الحر(املطلب الثالث)‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬

‫رخصة الاستيراد و‪/‬أو التصدير التلقائية‬


‫خص املشرع الجزائري رخص الاستيراد ورخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص التصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير بنفس ألاحكام‬
‫وإلاجـ ـ ـ ـراءات‪ ،‬بـ ـ ـالرغ ـ ـ ـ ـ ـم من اختالف كل منها عن ألاخرى‪ ،‬فيراد بنشاط الاستيراد دخ ـ ـ ـ ـول السلع‬
‫والبضائع واملنتوجات م ـ ـ ـ ـ ـ ـن خارج ال ـ ـ ـب ـ ـلد إلى ألاقاليم الجمركية الجزائرية‪ ،‬بينما يقصد بنشاط‬
‫التصدير خروج السلع والبـ ـ ـضائع وال ـ ـ ـ ـ ـخدمات خـ ـ ـ ـ ـارج ألاقاليم الجمركية الجزائرية‪.480‬‬
‫تطرق املشرع الجزائري لرخص الاس ـ ـ ـ ـتيراد والتصدير التلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقائية ألول مرة‪ ،‬ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموجب‬
‫تع ـ ـ ـدي ـ ـ ـ ـل ق ـ ـ ـانون الاستيراد والتصدير لسنة ‪ 3001‬والنص التنظيمي رقم ‪ 201-01‬الذي جاء‬
‫ليحدد شروط وكيفـ ـ ـ ـ ـيات تطـ ـ ـبيق نظام الرخص‪.‬‬
‫لتوضيح ألاحكام املتعلقة بنظام الرخص‪ ،‬نتطرق للمقصود منها (الفرع ألاول)‪ ،‬وألاحكام‬
‫الـ ـ ـتي تستند إليها (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫رخص الاستيراد والتصدير التلقائية كوسيلة لتنظيم التجارة الخارجية‬


‫تطرق املشرع الجزائري ملفهوم رخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص الاستيراد والتصدير التلقائية في كل من‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـانون الاستيراد والتصدير املعدل واملتمم‪ ،‬وكذلك بموجب أحكام املرسوم التنفيذي رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫‪ 201-01‬الذي جـ ـ ـاء كنص تـ ـ ـ ـنظيمي وتطبيقي لهذا ألاخير (أوال)‪ ،‬لقد جاءت أحكام رخص‬
‫الاستيراد التقائية مطابقة ألحكام اتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاق تراخي ـ ـ ـص الاستيراد الخاص بامل ـ ـ ـ ـ ـ ـنظمة‬
‫العاملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية للتجارة وذلك في إطار استمرار اعتناق املشرع الجزائري مـ ـ ـ ـ ـبادئ املنظمة (ثانيا)‪.‬‬
‫‪480‬‬
‫‪- BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 67.‬‬
‫‪194‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أوال ‪ :‬تعريف املشرع الجزائري لرخص الاستيراد و التصدير التلقائية‬


‫تعتبر رخص الاستيراد والتصدير التلقائية‪ ،‬إجراء إداري يفرض كشرط مسبق لتقديم‬
‫وثائق لجمركة البضائع زيادة على تلك املخصصة ألغراض الجمركة ‪.481‬‬
‫تمنح في كل الحاالت التي يقدم فيها الطلب والتي ال تدار بطريقة تفرض عليها قيود على‬
‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادرات والواردات‪.482‬‬
‫نالحظ أن املشرع الجزائري لم يضع تعريف واضح ودقيق للرخ ـ ـ ـ ـ ـص التلقائية‪ ،‬بل ركز‬
‫عـ ـ ـ ـ ـلى ج ـ ـ ـ ـ ـ ـانب إلاجراءات إلادارية ‪ ،‬فاعتبرها إجراء إداري مسبق من أج ـل مزاولة نشـ ـ ـاط‬
‫الاس ـتيراد والت ـ ـ ـصدير بالن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسبة للمنتوجات والبضائع التي تقرر الحكومة است ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيرادها‬
‫و‪/‬أو تص ـديرها بموجب رخص تلقائية‪ ،‬وتدعى بالرخصة التلقائية‪ ،‬إذ يتم الحصول عليها‬
‫بمجرد تقديم ملفا كامال إلى إلادارة املختصة واحترام مواعيد قان ـ ـ ـ ـ ـونية والتي سوف نت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطرق‬
‫إليها الحقا‪ ،‬وتمنح لكل شخص طبيعي أو معنوي استوفى الشروط القان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـونية والتنظيمية‬
‫املطلوبة للقيام بعمليات استيراد وتصدير املنتوجات الخاضعة للرخص التلقائية‪.‬‬
‫تم وضع نظام الرخص حيز النفاذ في منتصف سنة ‪ ،3001‬بعدما تم إلاشارة إليها سنة‬
‫‪ 3002‬بموجب قانون الاستيراد والتصدير لسنة ‪ ،3002‬وتفعيلها بالتناسق مع املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 201-01‬بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناس ـبة تعديل أحكام القانون رقم ‪ ،01-01‬وذلك في ظل ظروف زيادة تدهور‬
‫ألاوضاع الاقتصادية في الجزائر‪ ،‬مما ق ـد يفهم أنه سي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتم الاستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمرار بالع ـ ـ ـ ـ ـ ـمل بنظام‬
‫الرخص‪ ،‬مادامت ألاوضاع التي نشأت في ظلها بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاقية‪ ،‬بس ـ ـ ـب ـ ـب انخفاض أسعار البـ ـ ـ ـترول‬

‫‪ -481‬املادة ‪ 1‬مكرر ‪ 0‬من ألامر رقم ‪ ،00-02‬يتعلق بالقواعد املطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبقة على عمليات استيراد البض ـ ـ ـ ـ ـ ــائع وت ـ ـ ـ ـصديرها‪ ،‬معدل‬
‫ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 482‬املادة ‪ 1‬مكرر ‪ 1‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫وت ـ ـ ـراجع وارداتها من العملة الصعبة‪ ،‬وذلك بشكل ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوحي ب ـ ـأن ح ـ ـ ـ ـرية املب ـ ـ ـادالت التجارية‬
‫الدولية مرتبطة بالظروف املحيطة باالقتصاد الوطني‪.483‬‬

‫ثانيا ‪:‬تطابق أحكام تراخيص الاستيراد التلقائية مع اتفاق تراخيص الاستيراد‬


‫الخاص باملنظمة العاملية للتجارة‬
‫تكاد تتطابق أنظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة رخص الاستيراد الواردة في أحكام املرسوم التنفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذي رقم‬
‫‪ ،201-01‬م ـ ـ ـع تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلك الواردة في اتفاق تراخيص الاستيراد املتعلق باملنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫تعرف الرخص التلقائية‪ ،‬بأنها ذلك إلاجراء إلاداري الذي يتعين على العون الاقتصادي‬
‫املستث ـ ـ ـمـ ـ ـر في التجارة الخارجية استيفاءه قبل أي عملية استيراد أو تصدير‪ ،‬وذلك بالنسبة‬
‫للمنتوجات والبض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائع الت ـ ـ ـ ـي تدخ ـ ـلها وزارة التجارة بالتعاون مع مجموعة من الوزارات‪ ،484‬في‬
‫ط ـ ـائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفة املنتوجات الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتي تخضع لنظـ ـام الرخص التلقائية‪.‬‬
‫تطرق الاتفاق املتعلق برخص الاستيراد للمنظمة العاملية للتجارة إلى الرخصة غير‬
‫التلقائية ب ـموجب املادة ‪ 2‬منه‪ ،‬واعتبرها إجراء إداري يتعين تقديمه من طرف املعني باألمر قبل‬
‫بدئ عملية التخليص الجمـ ـ ـ ـركي على السلع‪ ،485‬وهو تعريف يكاد يكون منطبقا مع ذلك الذي‬
‫أورده املشرع الجزائري‪.‬‬
‫كما ينص ات ـ ـ ـ ـفاق تراخيص الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد على أن الرخ ـ ـ ـ ـ ـ ـص التلق ـ ـ ـائية يج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب أن‬
‫تكون بسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـطة وشفـ ـ ــافة‪ ،‬وأنه يتعين على الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكوم ـ ـ ـ ـات أن ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنشر املعلومات الكافية حتى‬

‫‪ -483‬حيث تنص املادة ‪ 1‬مكرر ‪ 1‬فقرة ‪ 0‬من ألامر رقم ‪ 00-02‬املعدل واملتمم‪ ،‬والتي تم إدراجها ب ـ ـ ـ ـ ـ ـموجب نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص الـمـ ـ ـ ـادة ‪1‬‬
‫من القانون رق ـم ‪ ،01-01‬امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعدل واملتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم لألمر رقم ‪ 00-02‬مرجع سابق‪ ،‬وذلك كما يلي‪ » :‬يمكن إلابقـ ـ ـ ـاء على رخص‬
‫الاس ـتيراد أو التص ـدير التلقائية‪ ،‬مادام ـ ـ ـت الظروف التي استدعت إلى وضعها حيز التنفيذ قائمة «‪.‬‬
‫‪ -484‬تتمثل الوزارات التي تشارك ألامين العام لوزارة التجارة من أجل دراسة طلبات رخص الاستيراد وكذلك رخـ ـص التـ ـ ـ ـ ـصدير‬
‫من‪ :‬مم ـ ـ ـ ـ ـث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالن عــن وزارة املالية ( املديرية الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامة للضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرائب واملديرية العامة للجمارك)‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ـمثل عن وزارة‬
‫الص ـناعة واملن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاجم‪ ،‬ممثل عن وزارة الف ـ ـ ـالح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ـمية الريفية والصيد البحري‪ ،‬ممثل عن وزارة التجارة )‪،‬‬
‫ممثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل عن وزارة التجارة‪ ،‬ويمكن للجنة أن تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـستعين بكل ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطاع وزاري أو هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيئة ‪ ،‬أو ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي يمكن أن يفيدها في أشغالها‪ ،‬راجع في هذا الخصوص نص املادة ‪ 6‬من املرسوم التنف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيذي رقم ‪ ،606-51‬مرج ـ ـ ـع‬
‫سابق‪.‬‬
‫‪ -485‬أنظر قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪196‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫يع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف املفاوض ـ ـون كيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـف وألي أسباب تسلم هذه الرخص ‪ ،486‬وتضمن تحديدات بشأن‬
‫الطريقة التي تعتمد عليها الح ـ ــكومات من أجل مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالجة طلبات الحصول على الرخص‪ ،‬وتسلم‬
‫الرخصة تلقائيا بمجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرد تـ ـ ـوفر الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروط املـ ـ ـ ـحددة في التنظيم املعمول به‪.‬‬
‫يسعى الاتفاق املتعلق بمساطر الاستيراد إلى تقليص تكلفة شكليات طلبات الحصول على‬
‫الرخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص إلى الحدود الدنيا بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنسبة للمستورد حتى ال تساهم إدارة النظام نف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسها في‬
‫الحد أو تش ـ ـ ـ ـ ـ ـويه الواردات‪ ،‬وال يجـ ـب أن تتجاوز آجال دراسة الطلبات من طرف ألاجهزة‬
‫املسؤولة عن نظام الرخص ثالثين يوما أو ستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون يـ ـ ـوما ع ـ ـ ـ ـندما يتم النظر في جميع الطلبات‬
‫بشكل متزامن‪ ،1487‬وبنفس الشكل تقريبا نجد أن امل ـ ـ ـ ـ ـ ـشرع الجـ ـ ـ ـ ـ ـزائـ ـ ـ ـري ين ـ ـ ـ ـ ـ ـص على‬
‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرورة تبسيط إجراءات منح الرخصة التلقائية‪ ،‬حيث ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنص املادة ‪ 1‬مكـ ـ ـ ـ ـرر ‪ 0‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقرة‬
‫‪ 3‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـن القانون رقم ‪ 01-01‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ 00-02‬بنـ ـ ـصها‪ » :‬يجب أن تكون‬
‫الق ـ ـ ـ ـواعد املت ـ ـ ـعلـ ـ ـ ـقة بإج ـ ـ ـراءات رخص الاستيراد والت ـ ـ ـ ـ ـصدير حي ـ ـ ـادية عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـند‬
‫تط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب ـ ـ ـيقها وأن تدار ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطريقة عـ ـ ـ ـادلة ومن ـصفة «‪ ،‬كما ينص على ضرورة تبسيط‬
‫إج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات الحصـ ـ ـول على رخص التصدير التلقائية‪.488‬‬
‫تجدر إلاشارة إلى أن أنظمة رخص الاستيراد قد أصب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحت الي ـ ـ ـوم قليلة الاستعمال‬
‫مقـ ـ ـ ـ ـ ـارنة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع املاض ي‪ ،489‬مما يثير تساؤل لجوء املشرع إلى نظام الرخص والحصص في وقت‬
‫أصبح اللجوء إلى الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحواجز غي ـ ـ ـر الجمركية ‪490‬نادر الاستخدام إعماال بمبادئ الع ـ ـ ـ ـ ـ ـوملة‬
‫الاقتصادية ومبدأ التبادل الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر الذي تعم ـ ـ ـل املنـ ـ ـ ـظمة العاملية للتجارة على تطبيقه‪.‬‬

‫‪486‬‬
‫‪- BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 145.‬‬
‫‪ -487‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪ - 488‬تنص املادة ‪ 1‬مكرر ‪ 3‬من ألامر رقم ‪ 00-02‬املعدل واملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتمم‪ ،‬والتي تم اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتحداثها بموجب نص املادة ‪ 1‬من‬
‫الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ ،01-01‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعدل ومتمم لألمر رقم ‪ ،00-02‬وذلك كما يلي على‪ " :‬يجب أن تقتصر امللفات املشترطة لطلب‬
‫الرخص وعند الاقتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضاء ل ـ ـ ـ ـ ــتجديدها على الوثائق الضرورية للسير الحسن لنظام الرخص"‪.‬‬
‫‪489‬‬
‫‪- FRANCIS Leonard, Exporter vers les marchés industriels ( les stratégies, les marchés, les‬‬
‫‪organisations, et les hommes), op cit, p. 125.‬‬
‫‪ -490‬يتعين على الدول ألاعضاء في اتفاقية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجات ومن بعدها املنظمة العاملية للتجارة ‪ ،‬الالتزام باستـ ـ ـ ـ ـخدام التعريفة‬
‫الجمركية كوسي ـ ـ ــلة وحيدة للحماية ‪ ،‬وتتمثل في كل من الضرائب والتعريفات الجمركية‪ ،‬وهي اقت ـ ـ ـ ـ ـ ـطاع مالي لصالح الخزينة‬
‫العمومية جراء تنفيذ معاملة تجـ ـ ـ ـ ـ ــارية استيرادا أو تصديرا‪ ،‬وذلك عن طريق البر‪ ،‬الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبحر أو الجو‪ ،‬في حين قد تستخدم‬
‫الدولة حواجز غ ـ ـ ـير جمركية مثل نظام الحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص وذلك بغرض تقي ـ ـ ـ ـ ـي ــد الواردات وإرساء نظام الحمائية‪ ،‬والتي تعتبرها‬
‫‪197‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثاني‬
‫أحكام رخص الاستيراد و التصدير التلقائية‬
‫في إطار تنظيم رخص الاستيراد والتصدير التلقائية‪ ،‬خصها املشرع بمج ـ ـ ـ ـ ـموعة من‬
‫ألاحكام سواء ما تعلق منها باإلجراءات الواجب مراعاتها في سبيل الحصول عليها (أوال) أو الجهة‬
‫املختصة بتـ ـ ـ ـ ـ ـقديم الرخصة (ثانيا)‪ ،‬املدة القانونية التي تمنح فيها (ثالثا)‪ ،‬واملدة التي تنقض ي‬
‫فيها (رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مراعاة مجموعة من إلاجراءات للحصول على الرخصة التلقائية‬


‫يقدم طلب مرفق بوثاق الحصول على الرخصة التلقائية من طرف كل شخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص‬
‫طب ـ ـ ـيعي أو م ـ ـ ـعنـ ـ ـ ـوي استوفى الشروط القانونية والتنظيمية املطلوبة للقيام بعمليات استيراد‬
‫وتصـ ـ ـ ـ ـ ـدير املنتوجات الخاض ـ ـ ـ ـ ـعـ ـ ـ ـة للرخصة التلقائية املفتوحة‪ ،‬في أي يوم عمل قبل جمركة‬
‫البضائع وذلك بإيداع ملف إداري كامل وأم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام الجهة إلادارية املختصة ‪.491‬‬
‫‪-5‬امللف إلاداري الواجب مراعاته‪ :‬يتوجب على العون الاقتصادي الراغب الحصول‬
‫على رخـ ـ ـ ـ ـ ـصة تلقائية‪ ،‬تقديم ملف إداري يتضمن الوثائق التالية‪:‬‬
‫‪-‬نسخة وأصل من السجل التجاري‪.‬‬
‫‪-‬نسخة عن الفاتورة التي تحدد املنتوج ‪،‬الكمية ‪،‬القيمة وبلد املنشأ‪.‬‬
‫‪-‬مستخرج عدم إخضاع الضريبة‪.‬‬

‫=كل من اتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاقية الجات =واتفاقات املنظمة العاملية للتجارة بمثابة قيود ترد على حرية امل ـ ـ ــبادالت الت ـ ـ ـ ـ ـجارية الدولية‪،‬‬
‫وتحث الدول ألاعـ ـ ـضاء أو الدول الراغبة في الانضمام إليها عدم تكريسها‪ ،‬راجع ‪-‬عدون ناصر دادي‪ ،‬الجزائر واملنظمة العاملية‬
‫للتجارة ( أسباب الانضمام‪ ،‬النتائج املرتقبة ومعالجتها)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫إال أنه يرد على املبدأ استثناء يتمثل في إمكانية لجوء الدولة إلى الحواجز غير الجمركية وإلى نظام الحصص في حال تعرض‬
‫ميزان مدف ـ ـ ــوعاتها لعجز وضرورة حماية احتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـياطاتها النقدية‪ ،‬أو من أجل حماية ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناعات محلية فتية ومحاولة خلق‬
‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناعات جديدة‪ ،‬أو حالة رغ ـ ـ ــبة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدولة حماية منتجاتها الزراعية في مجال الواردات وذلك من أجل حماية أسعارها‬
‫من التدهور‪ ،‬راجع ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزمي محمد م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدحت‪ ،‬الواردات والص ـ ـ ــادرات والتعريفة الجمركية ( دراسة للسوق العربية‬
‫املشتركة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 01‬و‪.01‬‬
‫‪ -491‬املادة ‪ 1‬مكرر ‪ 1‬فقرة ‪ 0‬و ‪ 3‬من ألامر رقم ‪ 03-04‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪198‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-‬شهادة تحيين الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للع ـ ـمال ألاجراء و‪/‬أو الص ـ ـ ـ ـندوق‬
‫الوط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـني للضمان الاجتماعي لغير ألاجراء‪.‬‬
‫‪-‬استبيان للتعريف باملتعامل الاقتصادي لالستعالم وهي وثيقة يتم تحميلها من املوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع‬
‫لوزارة التجارة‪.492‬‬ ‫الالكتروني‬
‫‪-2‬الجهة التي يودع أمامها امللف إلاداري ‪ :‬يودع امللف إلاداري كامال لكل منتوج أو‬
‫سلعة موضوع الاستيراد‪ ،‬على مستوى مديريات التجارة الوالئية املختصة إقليميا‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬الجهة املانحة للرخصة التلقائية‬


‫تعود سلطة منح رخص الاستيراد و التصدير التلقائية إلى القط ـ ـ ـ ـ ـ ـاعات الوزارية‬
‫املعن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية في شكل تراخيص تقنية أو إحصائية الستيراد أو تصدير املنتوجات والبضائع ‪.493‬‬
‫ثالثا‪:‬املدة القانونية التي تمنح فيها الرخصة‬
‫تمنح رخصة الاستيراد والتصدير التلقائية في مدة أقصاها ‪ 00‬أيام‪ ، 494‬وهي نفس املدة‬
‫أشار إل ـ ـ ـيها الاتفاق حول تراخيص الاستيراد الخاص باملنظمة العاملية للتجارة ‪ ،495‬كما أضاف‬
‫املشرع أنه يمكن إلابق ـ ـاء على رخص الاستيراد والتصدير التلقائية ما دامت الظروف التي‬
‫استدعت وضعها حيز التن ـ ـ ـ ـ ـ ـفيذ قائمة‪.496‬‬

‫رابعا‪ :‬مدة صالحية الرخصة‬

‫حدد املشرع الجزائري مدة سريان رخصة الاستي ـ ـ ـ ـ ـ ـراد التلقائية أو ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالحيتها بمدة ‪1‬‬
‫أشهر‪ ،‬ويالحظ من نص املادة ‪ 01‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 201-01‬أن املشرع استخدم‬
‫مصطلح مدة صالحية الرخصة بصفة عامة ‪ ،‬ووحد بذلك بين مدة صالحية رخصة الاستيراد‬
‫والتصدير التلقائية وبين رخصة الاستيراد والتصـ ـ ـدير غير التلقائية‪ ،‬وذلك بالرغم من اختالف‬

‫‪ - 492‬باإلمكان الاطالع على وثيقة الاستبيان للتعريف باملتعامل الاقتصادي على املوقع ‪www.minicommerce.gov.dz‬‬
‫‪ - 493‬املادة ‪ 0‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،201-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 494‬املادة ‪ 1‬مكرر ‪ 1‬فقرة ‪ 2‬من ألامر رقم ‪ 00-02‬معدل و متمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -495‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪ -496‬املادة ‪ 1‬مكرر ‪ 1‬فقرة ‪ 0‬من ألامر رقم ‪ 00-02‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أحكام كل منهما وطريقة الحصول عليها‪ ،‬حيـ ـ ـ ـ ـ ـث تنص امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة على‪" :‬تحدد مدة صالحية‬
‫رخصة الاستيراد أو التصدير بمدة ‪ 6‬أشهر‪ ،‬ابتداء من تاريخ تسليمها‪."...‬‬
‫يمكن أن تمنح الرخص ملدة أطول من ‪ 6‬أشهر في وذلك بتوافر نفس الشروط التي‬
‫منـ ـ ـ ـ ـحت ألجلها الرخصة‪. 497‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫رخص الاستيراد والتصدير غير التلقائية‬
‫تم التطرق لرخص التصدير والاستيراد غير التلقائية بشكل مفصل ودقيق باملقارنة مع‬
‫رخـ ـ ـص الاستيراد والتصدير التلقائية سواء في قانون الاستيراد والتصدير‪ ،‬أو حتى في أحكام‬
‫املرسوم التنفيذي رق ـ ـ ـ ـم ‪ ،201-01‬الذي جاء خصيصا لوضع حيز النفاذ والتطبيق ألاحكام‬
‫والشروط املتعلقة بنظام الرخص‪.‬‬
‫في سبيل التطرق لتفاصيل ألاحكام التي خصها املشرع لرخص الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد‬
‫والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصدير غ ـ ـ ـ ـير الت ـ ـ ـ ـلقائية‪ ،‬نتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطرق لكل من تعريف هذا النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع مـ ـ ـ ـ ـن الرخص (الفرع‬
‫ألاول)‪ ،‬خصائصها (الف ـ ـ ـ ـرع الثاني)‪ ،‬ألاح ـ ـ ـكام التي تستند إليها (الفرع الثالث)‪ ،‬وتم دخول نظام‬
‫الرخص حيز النفاذ في مطلع ‪( 2056‬الفرع الرابع)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫تعريف رخص الاستيراد والتصدير غير التلقائية‬


‫نتطرق لت ـ ـ ـ ـعريف رخ ـ ـ ـ ـ ـص الاستيراد والت ـ ـ ـ ـصدير غير التلق ـ ـ ـ ـائية وف ـ ـ ـ ـ ــق م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ع ـ ــرفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها‬
‫املشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرع الج ـ ـزائ ـ ـ ـ ـري(أوال)‪ ،‬وللتعريف الوارد في اتفاق تراخيص الاستيراد للمنظمة العاملية‬
‫للتجارة (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ - 497‬راجع في هذا الخصوص أحكام الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 01‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،201-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪200‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أوال‪ :‬تعريف املشرع الجزائري لرخص الاستيراد والتصدير غير التلقائية‬


‫تنشأ رخص الاستيراد والتصدير غير التلقائية من أجل تس ـ ـ ـ ـ ـ ـيير حصص املنتوجات‬
‫والبضائع‪ ،‬وال ـ ـ ـ ـ ـتي تدعى بالحصص‪ ،498‬حيث يؤدي ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام الحصص وظيفة الرسوم‬
‫الجمركية‪ ،‬فتحدد بناء على بيان وقرار من وزارة التجارة‪ ،‬وتمنح الحصة في الحاالت التي يقدم‬
‫فيها الطلب وتدار بطريقة ي ـ ـ ـ ـ ـ ـفرض في ـ ـها ق ـ ـ ـ ـ ـ ـيود عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلى الصادرات والواردات‪ ،499‬مفتوحة‬
‫لكل شخص طبيعي أو معنوي تتوافر فيه ش ـ ـ ـ ـ ـ ـروط م ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـارسة نشاط ـ ـ ـ ـ ـ ـات الاستيراد والتصدير‬
‫على أن تمنح على قدم املساواة‪.‬‬
‫ربط سريان رخصة الاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيراد والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصدير غير التلقائية‬ ‫املشرع‬ ‫نالحظ أن‬
‫الستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيراد أو تصدير من ـ ـتوج باستيراد سلع وبضائع بموجب نظام الحصص‪ ،‬حيث ركز على‬
‫الشروط الواجب توافرها في ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل شخ ـ ـ ـ ـص طبيعي أو معنوي يقدم طلبا بعد فتح نظام‬
‫الحصص على املنتوج املحدد بالنوع والكمية أو ما حددته املادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رق ـ ـ ـم‬
‫‪ 201-01‬بالحصص‪.‬‬
‫يظهر تأثر املشرع الجزائري بأحكام اتفاق تراخيص الاستيراد كذلك حي ـ ـ ـ ـ ـ ـنما تط ـ ـ ـ ـ ـ ـرق‬
‫لضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرورة منح الرخص غير التلقائية على قدم املساواة بين كل ألاعوان الاقتصاديين املهتمين‬
‫باالستيراد أو الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصدير وفق نظام الرخصة غير التلقائية‪.‬‬

‫‪ -498‬املادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،201-01‬مرجع سابق‪ ،‬تستخدم الحصة أو نظ ـ ـ ـ ـام الحص ـ ـص ويدعى كذلك نظام‬
‫القي ـ ـ ـ ـود الكم ـ ــية ألج ـ ـ ـ ـ ـل تحديد الكميات املصدرة أو املستوردة من السلع بطريقة مباشرة عن طريق استـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخدام تراخي ـ ـ ـ ـ ـص‬
‫الاسـ ـ ـ ـ ـتيراد أو التصدير‪ ،‬أو لرقـ ـ ـ ـابة ال ـ ـ ـ ــع ـ ــملة الصعبة من طرف البن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك املركزي ‪ ،‬وتحديد الكميـ ـ ـ ـ ـات التي يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمح بها‬
‫للمس ـ ـ ـ ـ ـ ـتوردين است ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيرادها‪ ،‬عن عبد العزيز عب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد الرحـ ـ ـ ــيم سليمان‪ ،‬الت ـ ـ ـ ـ ـبادل التجاري ( ألاسس‪ ،‬العوملة والتجارة‬
‫الالكترونية)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪Les contingents ou Quotas, ce sont des quantités de marchandises, fixées soit en poids, soit en unités,‬‬
‫‪qu’un pays accepte d’importer d’un autre pays pendant une période déterminée, in BOUQUIN Jean‬‬
‫‪Paul, FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 144.‬‬
‫‪ - 499‬حيث جاء في نص املـ ـ ـ ـادة ‪ 1‬مكرر ‪ 1‬من ألامر رقـ ـ ـ ـ ـم ‪ 00-02‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعدل ومتـ ـ ـمم‪ ،‬مرج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع سابق‪ ،‬أنه يقصد برخـ ـ ـ ـ ـص‬
‫الاستيراد أو التصدير غير التلق ــائية‪ ،‬الرخ ـ ـ ـ ــص التي ينطبق عليها التعريف املذكور في املادة ‪ 1‬مكرر ‪ ،1‬حيث أن هذه املادة‬
‫ألاخيرة تنص‪:‬‬
‫"يقصد برخص الاستيراد أو التصدير التلقائية‪ ،‬الرخص التي تمنح في كل الحاالت التي يقدم فيها ط ــلب والتي ال تدار‬
‫بطريقة تف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرض فيها قيود على الواردات والصادرات"‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫يالحظ أن املشرع الجزائري شدد في تطبيق الرخص غي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر التلقائية‪ ،‬حينما ربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطها‬
‫باالستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيراد و‪/‬أو التصدير بموجب نظام الحصص‪ ،‬وذلك توازيا مع املعطيات الاقتصادية‬
‫الراهنة التي تع ـ ـ ـ ـ ـ ـيشها الج ـ ـ ـزائر جراء انخفاض أسعار املحروقات وندرة الصادرات خارج‬
‫املحروقات‪.500‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تطرق اتفاق املنظمة العاملية للتجارة إلجراءات رخص الاستيراد والتصدير غير‬
‫التلقائية‬
‫تم التطرق إلى تراخيص الاستيراد ألول مرة في جولة طوكيو في الفترة املمتدة بين‪0112‬‬
‫و‪ ،0111‬حي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـث كان موضوعها ألاساس ي هو القيود غير الجمركية‪ ،‬بحيث الحظت الدول‬
‫ألاعضاء انخف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاض في الرسـ ـ ـ ـ ـ ـوم الجمركية على السلع املصنعة وباملقابل ارتفعت القيود‬
‫غ ـ ـ ـ ـ ـير التعريفية‪ ،‬فأقرت الدول ألاعضاء على تخـ ـ ـفيض إجراءات تراخيص الاستيراد وتعهدت‬
‫الحكومات بإدارة تلك الترخيصات بطريقة عادلة ومحايدة اتجاه أعضاء الجات وذلك في إطار‬
‫التخفيف من إلاجراءات املشددة للتجارة الدولية‪.501‬‬
‫تم التطرق التفاقيات تراخيص الاستيراد غير التلقائية بموجب أحكام اتفاق تراخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيص‬
‫الاستي ـ ـ ـ ـراد للمنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬وهو نفس الاتفاق الذي اعتنى بتراخيص الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد‬
‫التلقائية‪ ،‬وذلك بموجب ن ـ ـص املادة ‪ 2‬منه‪ ،‬والتي تقض ي بضرورة التزام الدول ألاعضاء في‬
‫املنظمة باملساواة والحياد في إقراره وخاصة نشر املعلومات الكافية عن القواعد التي سيتم على‬
‫أساسها منح هذه التراخيص‪ ،‬خاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة من ذلك أه ـ ـ ـ ـ ـ ـلية ألاشخاص والشركات واملؤسسات‬
‫التي تقدم الطلبات‪ ،502‬ووجوب أن ال يكون لهذا الترخيص آثار تقييية على التجارة‪ ،503‬في حين‬

‫‪ -500‬نقدم تفسيرات للتدابير املقدمة من طرف السلطات الجزائرية مؤخرا والتي لها عالقة مباشرة بنشط التجارة الخارجية ال‬
‫غير‪.‬‬
‫‪ - 501‬يجدر إلاشارة إلى انه سبق للعديد من الدول املتقدمة في وقت مض ى وفي ظل ظروف اقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادية محددة ‪ ،‬أن ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجأت‬
‫إلى تراخيص الاستيراد وإلى نظام الحصص‪ ،‬وفي هذا الصدد مثال اعت ـ ـ ـ ـ ـمدت فرنسا نظام الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصص سنة ‪ 0120‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـراء آثار‬
‫ألازمة =الاقتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاملية لس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة ‪ ،0120‬فقامت بتحديد السلع نوع وكميات السلع املستوردة من دول محددة‬
‫على سبيل الدراسة والحصر‪ ،‬بغية حماية املنتوجات الوطنية من سـ ـ ـ ـ ـ ـلع مستوردة تأخذ بسياسة إلاغراق وتخفيض قيمة‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـعملة الوطنية لتنشيط الصادرات‪ ،‬راجع في هذا الخصوص‪:‬‬
‫‪-DIAO Ying, L’accord antidumping de l’OMC et sa mise en œuvre en Chine, op cit, p. 132.‬‬
‫‪- GUENDOUZI Brahim, Relations économiques internationales, op cit, p. 42.‬‬
‫‪502‬‬

‫‪202‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تطرق املشرع الجزائري للرخصة غير التلقائية وأخضع من ـ ـحها لكل ش ـ ـ ـ ـخص طب ـ ـ ـ ـ ـ ـيعي أو معنوي‬
‫تتوافر فيه الشروط القانونية وفق للتشريع والتنظيم الساري املفعول‪ ،‬وأن تمنح بطريقة‬
‫متساوية بين ألاعوان الاقتصاديين الناشطين في مجال التجارة الخارجية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫خصائص رخص الاستيراد والتصدير غير التلقائية‬
‫تتميز رخصة الاستيراد والتصدير غير التلقائية بمجموعة من الخصائص تتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثل في‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـا ي ـ ـ ـلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬للرخصة طابع شخص ي‬
‫تعتبر رخصة الاستيراد والتصـ ـ ـ ـدير غير التلقائية شخصية‪ ،‬حيث يجب استخدامها من‬
‫ط ـ ـ ـرف العون الاقتصادي املتحصل عليها بصفة شخصية ‪ ،‬وال يمكن ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتنازل عنها ‪504‬ألي‬
‫ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخص آخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر مه ـ ـ ـ ـ ـما كان السـ ـ ـ ـ ـ ـبب‪ ،‬وفي حال عدم استخدامها تعاد إلى اللجنة التي منحتها‬
‫في غضون ‪ 00‬أيام من أيام ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعمل بع ـ ـ ـ ـ ـ ـد تاريخ انقضاء مدة سريانها ‪.505‬‬
‫ثانيا‪ :‬للرخصة طابع تجاري‬
‫يحصل على الرخصة غير التلقائية العون الاقتصادي الذي يحوز على سجل تجاري‬
‫معتمد من طرف املركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬والذي يتواجد على مستوى مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقر كل‬
‫والية‪ ،‬والذي يسمح له ممارسة نشاطات الاستيراد والتصدير‪ ،‬ويقوم بطلبها من أج ـ ـل مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمارسة‬
‫نش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاط تج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاري يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمثل أس ـ ـ ـ ـاسا في الاستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيراد و‪/‬أو التصدير‪.506‬‬

‫‪= -503‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪ -504‬املادة ‪ 30‬فقرة ‪ 0‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،201-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -505‬املادة ‪ 30‬فقرة ‪ 3‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 506‬راجع أحكام املادة ‪ 0‬من ألامر رقم ‪ ،00-02‬مرجع س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابق‪ ،‬ونشير أن هذه املادة لم تعدل بموجب القانون رقم‬
‫‪ ،01-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪203‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثالثا‪ :‬للرخصة طابع إداري‬


‫تمنح الرخصة غير التلقائية من طرف الوزير املكلف بالتجارة بناء على اقتراح من اللج ـ ـ ـ ـنة‬
‫الوزارية املشتركة الدائمة التي يترأسها ألامين العام لوزارة التجارة ‪.507‬‬
‫رابعا‪ :‬الرخصة تمنح ملدة محددة‬
‫تمنح رخصة الاستيراد و التصدير غير التلقائية ملدة ‪ 20‬يوم قابلة للتجديد ‪ 20‬يـ ـ ـ ـوما‬
‫أخرى‪ ،‬ع ـ ـلى أن تكون مدة صالحية الرخص معقولة وأن ال تعيق الواردات ذات املصدر‬
‫البعيد‪.508‬‬
‫خامسا‪ :‬رخصة لكل حصة واحدة‬
‫تمنح الرخصة لكل متعامل اقتصادي قدم ملفا إداريا كام ـ ـ ـال رخصة واحدة ال غير‪ ،‬غير‬
‫أنه يرد ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلى املبدأ استثناء يتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫‪- 5‬املبدأ‪:‬‬
‫يقدم كل متعامل اقتصادي طلب واحد فقط من أجل الحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول على رخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصة‬
‫ل ـ ـ ـ ـكل حص ـ ـ ـ ـ ـ ـة أو أجزائها‪ ،‬وذلك باحترام املواعيد القانونية وضرورة إيداعها في املدة الزمنية التي‬
‫تعلنها وزارة التجارة من أجل إيداع الطلبات‪.‬‬

‫‪- 2‬الاستثناء الوارد على املبدأ‬


‫يرد على مبدأ "طلب لكل حصة " استثناء‪ ،‬يتمثل في حالة ما إذا أثبت املستفيد أنه‬
‫استنـ ـ ـ ـ ـ ـفذ كلي ـ ـ ـ ـ ـ ـا أو جزئيا الحصص التي منحت له بموجب الرخصة أن يقدم طلب جديد من‬
‫أجل الح ـ ـ ـ ـ ـصول ع ـ ـ ـ ـ ـلى رخصة استيراد أو تصدير ‪.509‬‬

‫‪ -507‬راجع الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 1‬واملواد ‪ 1‬و‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،201-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -508‬راجع الفقرتين ‪ 0‬و‪ 1‬من املادة ‪ 1‬مكرر ‪ 1‬من ألامر رقم ‪ ،00-02‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -509‬املادة ‪ 01‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،201-01‬مرجع سابق‪ ،‬حيث أنه يمكن للعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون الاقتص ـ ـادي الذي اس ـ ـ ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنفذ‬
‫كليا أو جزئيا الحصة‪ ،‬أن يقدم طلبا جديدا بإجراءات جديدة من أجل الحصول على حصة أخرى‪.‬‬
‫‪204‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫سادسا‪ :‬الرخصة قابلة للتجريد‬


‫في حالة عدم استخدام الرخصة من طرف العون الاقتصادي‪ ،‬تعاد إلى الل ـ ـ ـجنة في‬
‫غـ ـ ـ ـ ـ ـضون ‪ 00‬أيام العمل بعد تاريخ انقضائها‪.510‬‬
‫ذلك بغية إلزام صاحب الرخصة باالستخدام الشخص ي‪ ،‬ومنح الفرصة ربما لألع ـ ـ ـ ـوان‬
‫الاقت ـ ـ ـص ـ ـ ـاديين آلاخرين الذين لم يحصلوا على أي رخصة‪ ،‬باإلضافة إلى دخول هذا إلاجراء في‬
‫ظل التشديد والرقابة الص ـ ـارمة على نظام الحصص في الجزائر‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫أحكام رخص الاستيراد والتصدير غير التلقائية‬
‫في إطار تنظيم رخص الاستيراد والتصدير غير التلقائية‪ ،‬خصها املشرع بمجموعة من‬
‫ألاحـ ـ ـ ـ ـكام س ـ ـ ـ ـ ـ ـواء ما تـ ـ ـ ـ ـ ـعلق م ـ ـ ـ ـ ـ ـنها باإلج ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات الواجب مراعاتها في س ـ ـ ـ ـ ـبيل الحصول عليـ ـ ـ ـها‬
‫(أوال)‪ ،‬أو الجهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة املختصة بت ـ ـ ـ ـقديمها (ثانيا)‪ ،‬املدة القانونية التي تمنح فيها (ثالثا)‪ ،‬واملدة التي‬
‫تنقض ي فيها الرخصة (رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إجراءات الحصول على رخصة الاستيراد و التصدير غير التلقائية‬


‫يقدم طلب مرفق بوثاق الحصول على الرخصة غير التلقائية‪ ،‬من طرف كل شخص‬
‫طبيعي أو معنوي استوفى الشروط القانونية والتنظيمية املطلوبة للقيام بعمليات استيراد‬
‫وتص ـ ـ ـ ـ ـ ـدير امل ـ ـ ـ ـ ـ ـنتوجات الخاض ـ ـعة للرخصة غير التلقائية‪ ،‬وذلك بشرط تشكيل ملف إداري‬
‫كامل وإيداعه أمام الجـ ـ ـ ـ ـ ـهة إلاداري ـ ـة املخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ـصة والشروع في إلاجراءات إلادارية بعد إلاعالن‬
‫عن إلاشعار بفتح الحصص الكمية لالستيراد أو للت ـ ـ ـ ـصدير وذل ـك على النحو آلاتي‪:‬‬

‫‪-5‬امللف إلاداري الواجب مراعاته ‪ :‬على العون الاقتصادي الذي يرغب في اقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناء‬
‫سلع وب ـضائـ ـع بموجب نظام الحصص على س ـ ـ ـلعة وبض ـ ـ ـاعة معين ـ ـة بالنوع والكـ ـ ـ ـ ـم‪ ،‬احـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـترام‬
‫مجموعة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن إلاجراءات ‪ ،‬أولها تقديم ملف إداري كامل‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-‬نسخة من السجل التجاري‬
‫‪ -510‬املادة ‪ 30‬فقرة ‪ 0‬من ملرسوم التنفيذي رقم ‪،201-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-‬نسخة عن الفاتورة التي تحدد املنتوج‪ ،‬الكمية ‪،‬القيمة وبلد املنشأ‪.‬‬


‫‪-‬مستخرج عدم إخضاع الضريبة‪.‬‬
‫‪-‬شهادة تحيين الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال ألاجراء و‪ /‬أو الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـندوق‬
‫الـ ـ ـ ـوطني للضمان الاجتماعي لغير ألاجراء‪.‬‬
‫‪-‬استبيان للتعريف باملتعامل الاقتصادي لالستعالم وهي وثيقة يتم تحميلها من امل ـ ـ ـ ـ ـ ـوقع‬
‫الالكتروني لوزارة التجارة‪.511‬‬
‫‪-2‬الجهة التي يودع أمامها امللف إلاداري‬
‫يودع امللف إلاداري كامال لكل منتوج أو سلعة سيتم استيرادها‪ ،‬على مستوى مـ ـ ـ ـ ـ ـديريات‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـتجارة الوالئية املختصة إقليميا‪.512‬‬

‫‪ -6‬خصوصية إلاشعار بفتح نظام الحصص‬


‫في إطار وضع حيز النفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاذ نظام الحصص أو رخص الاستيراد والتصدير غ ـ ـ ـ ـ ـ ـير‬
‫التلق ـ ـ ـ ـ ـائية‪ ،‬تقوم وزارة التجارة باإلعالن بموجب بالغ ينشر على موقعها إلالكتروني أو‪/‬وفي‬
‫الصحف الوطنية‪ ،513‬ويج ـ ـ ـ ـ ـب أن يشمل إلاعالن على مجموعة من العناصر الضرورية وانتظار‬
‫مواعيد فتح آجال إيداع ملفات الح ـ ـ ـ ـ ـصص الكم ـ ـ ـ ـ ـ ـية للمنتوجات والبضائع والتي تتم مراعاة‬
‫إلحدى الطرق املنصوص عليها قانونا وذلك على النحو آلاتي‪:‬‬

‫أ‪-‬البيانات التي يتضمنها إلاشعار بفتح و توزيع الحصص‬


‫هو إشعار بفتح مدة إيداع ملف طلب الحصص الكمية الستيراد املنتوجات الذي يجب‬
‫أن يتضمن ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 511‬باإلمكان الاطالع على وثيقة الاستبيان للتعريف باملتعامل الاقتصادي على املوقع ‪www.minicommerce.gov.dz:‬‬
‫‪ -512‬أنظر أيضا املادة ‪ 8‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،201-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 513‬املادة ‪ 01‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-‬آلاجال القصوى لتقديم طلبات رخص الاستيراد أو التصدير املتعلقة بكل حـ ـ ـ ـ ـ ـصة‬
‫وم ـ ـ ـ ـ ـكان إلاي ـ ـ ـداع‪.‬‬
‫‪-‬الوثائق واملستندات املطلوبة إرفاقها في امللف وفقا ملا رأينا آنفا‪.‬‬
‫‪-‬كميات كل منتوج وبضاعة وكذا الطريقة املتبعة لتوزيع الحصص ‪.514‬‬

‫ب‪-‬الطرق املعتمدة لتوزيع الحصص‬


‫طرق‪515‬‬ ‫في سبيل توزيع الحصص الكمية الستيراد املنتوجات والبضائع‪ ،‬حدد املشرع ‪00‬‬
‫والتي تتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬طريقة الترتيب الزمني لتقديم الطلبات‬


‫من أجل تطبيق طريقة الترتيب الزمني لتوزيع الحصص‪ ،‬يتم إعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمال "مبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدأ م ـ ـن‬
‫ي ـ ـص ـ ـ ـ ـ ـل أوال يخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم "‪ ،‬والذي مفاده أن تاريخ وضع امللف إلاداري الكامل أمام الجهة إلادارية‬
‫املختصة من أج ـ ـ ـ ـ ـ ـل ط ـ ـ ـ ـ ـلب حصة أو حصص كمية الستيراد منـ ـ ـ ـتوجات أو بضائع مهم ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدا‬
‫في س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبيل ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبول طل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون الاقتصادي‪ ،‬وتطبيقا لذلك يتم توزيع الحصص‬
‫حسب ترتيب وضع امللف وبالنظر إلى الرصيد املتوفر وينتهي توزيع الحصص بانقضاء الرصيد‬
‫بالرغم من عدم ح ـ ـ ـصول بعض ألاعوان الاقتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاديين على حصص ألن الرصيد انقض ى ‪.516‬‬

‫‪-‬طريقة التوزيع حسب التوزيع للكميات املطلوبة‬


‫في حالة توزيع نسبة الكميات املطلوبة في حصص‪ ،‬يتم دراسة جميع الطلبات املسجلة‬
‫في آن واحد من أجل تحديد كمية الحصة الالزمة أو أجزائها ملنح رخص الاستيراد والتصدير‪ ،‬أما‬
‫في حالة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا إذا كان الحجم إلاجمالي لطلبات الرخص مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاويا لكمية ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـساوي الحص ـ ـ ـ ـص‬
‫أو أقل منها ‪ ،‬ففي هذه الح ـ ـ ـ ـ ـالة تق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبل ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل الحصص‪ ،‬بينما في حالة ما إذا كانت طلبات‬

‫‪ -514‬املادة ‪ 00‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،201-01‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -515‬تم ترتيب طرق توزيع حصص الاستيراد والتصدير وفق ما حددته املادة ‪ 00‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -516‬راجع املادة ‪ 00‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪207‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الرخص تف ـ ـوق حجم الحصة‪ ،‬ففي هذه الحالة تقبل الطلبات في حدود نسبة الكميات‬
‫املطلوبة‪.517‬‬

‫‪-‬طريقة التوزيع أخذا بعين الاعتبار تدفقات املبادالت التقليدية‬


‫يتم توزيع الحصص أخذا بعين الاعتبار تدف ـ ـقات املبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادالت التق ـ ـ ـ ـليدية‪ ،‬بتخصي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص‬
‫ج ـ ـ ـ ـ ـزء من الحصة للمتعاملين التقليديين ‪518 2‬بح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسـ ـب من ـ ـ ـ ـ ـ ـشأ أو ج ـ ـهة معينة‪ ،‬وي ـ ـ ـ ـ ـ ـعود‬
‫الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزء آلاخر للمت ـ ـعاملين آلاخرين‪.519‬‬

‫‪-‬طريقة توزيع الحصص بالنظر إلى الدعوة إلبداء الاهتمام‬


‫إذا كانت طريقة الفحص قائمة على أساس إعالن إبداء الاهتمام‪ ،‬تكون الحصص‬
‫موضوع بيع باملزاد لحقوق استعمال الحصص أو أجزائها ‪.520‬‬
‫إذا تبين أن طرق توزيع الحصص املذكورة غير مالئمة‪ ،‬يمكن للج ـ ـنة اللجوء إلى أي‬
‫طريقة أخرى أكثر مالئمة يجب تحديدها في إعالن فتح الحصص أو أجزائها ‪.521‬‬
‫كما يمكن أن يعاد توزيع الكميات غير املمنوحة حسب نفس الشروط املحددة آنفا ‪.522‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجهة املانحة للرخصة غير التلقائية‬


‫تمنح الرخصة غير التلقائية لالستيراد والتصدير من طرف الوزير امل ـ ـ ـ ـ ـ ـكلف بالتجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة‬
‫‪ 523‬بناء ع ـلى اقتراح اللجنة الوزارية املشتركة الدائمة التي تنعقد برئاسة ألامين الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام لوزارة‬
‫التـ ـجارة‪ ،‬ومن ممث ـ ـ ـالن ع ـن وزارة املال ـ ـ ـ ـ ـية (املديرية العامة للج ـ ـ ـ ـ ـمارك واملديرية العامة‬

‫‪ - 517‬أنظر املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،201-01‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -518‬يراد باملتعامل التقليدي‪ ،‬العون الاقتصادي الذي سبق التعامل بنظام الحصص وفقا للنظام الساري املفعول ‪.‬‬
‫‪- 519‬يقصد باملتعامل التقليدي املتعامل الذي يثبت أنه قام بانتظام بعمليات استيراد وتصدير كميات معتبرة من منتوج‬
‫وبضاعة أو عدة منتجات وبضائع موضوع حصص خالل مدة سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابقة تسمى "املدة املرجعية"وذلك في ‪ 02‬السنوات ألاخيرة‬
‫لن ـ ـ ـ ـ ـ ـشاطه التجاري‪ ،‬أنظر في ه ـ ـ ـ ـذا الخصوص‪ ،‬نص املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،201-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 520‬املادة ‪ 00‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 521‬أنظر املادة ‪ 01‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪- 522‬املادة ‪ 08‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 523‬املادة ‪ 1‬فقرة ‪ 3‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪208‬‬
‫وﺿﻊ آﻟﻴﺎت ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ ول‬

‫ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ(‪ ،‬ﻣﻤﺜﻞ ﻋﻦ وزارة اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﳌﻨﺎﺟﻢ‪ ،‬ﻣﻤ ـ ـﺜﻞ ﻋﻦ وزارة اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺮ ﻔﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﺠﺎرة‪524.‬‬ ‫واﻟﺼﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮي‪ ،‬ﻣﻤﺜﻞ ﻋﻦ وزارة‬
‫أو ﻣﻌﻨﻮي ﻳﻤﻜﻦ‬ ‫ﺺ ﻃﺒﻴ ـ‬ ‫ﻳﻤﻜﻦ ﻟ ﻨﺔ ﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑ ﻞ ﻗﻄﺎع وزاري أو ﻴﺌﺔ‪ ،‬أو ﻞ‬
‫أﺷﻐﺎﻟ ﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻮﻟﻰ اﻟﻠﺠﻨﺔ أﯾﻀﺎ ﺗﻘدﻳﻢ اﻗﺘﺮاﺣﺎت ﻟﻠﻮزﯾﺮ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﺑﺘﺣﺪﻳﺪ‬ ‫أن ﻳﻔﻴﺪ ﺎ‬
‫ﺼﺺ‪525.‬‬ ‫ﻢ اﻟﻜ ﻟ‬ ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﻨﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠﺎت وﻛ ـ ـﺬا ا‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻣﺪة ﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﺮﺧﺼﺔ ﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ‬


‫اﻟﺮﺧﺼﺔ ﺻ ـ ـﺎ ﺔ ﳌﺪة ‪ 06‬أﺷ ﺮ اﺑﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎر ﺦ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴﻠﻴﻤ ﺎ‪ ،‬و ﻤـ ـ ـ ـ ـ ـﻜﻦ أن ﺗﻤﻨﺢ‬
‫إﻋﻼن ﻓﺘﺢ ا ﺼﺔ‬ ‫ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗ ﺸﺮ اﳌﺪة ا ﺪﻳﺪة‬ ‫ﳌﺪة أﻃﻮل ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة‪ ،‬و‬
‫‪.526‬‬

‫را ﻌﺎ‪ :‬ﺣﺎل رﻓﺾ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﺢ اﻟﺮﺧﺺ‬


‫ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا رﻓﺾ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻮن ﻗﺘﺼﺎدي ا ﺼﻮل ﻋ رﺧﺼﺔ اﺳﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اد وﺗﺼﺪﻳﺮ‬
‫اﳌﻨﺘﻮﺟﺎت واﻟﺒﻀﺎ ﻊ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻼﺳﺘ اد‪ ،‬ﻳﺒﻠﻎ اﳌﻌ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﻤﻘﺮر اﻟﺮﻓﺾ و ﺸ ﻞ ﻣﻌﻠﻞ‪ ،‬و ﻌﻄﻰ‬
‫ﻟﻠﺘﻘﻴﻴﻢ‪527.‬‬ ‫ﻟﮫ ﺣﻖ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻌﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﺎدة دراﺳﺔ ﻃﻠﺒﮫ ﺸﺮط ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮﺟﺪﻳﺪة‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬ﻣﺪة اﻧﻘﻀﺎء اﻟﺮﺧﺼﺔ‬


‫رﺧﺼﺔ ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻄﺮ ﻘﺘ ن‪:‬‬ ‫ﺗﻨﻘ‬

‫‪-1‬اﻟﻄﺮ ﻘﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ‪:‬‬
‫رﺧﺼﺔ ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻧ ﺎء اﳌﺪة اﳌﻘﺮرة ﻟﺼﻼﺣﻴ ﺎ واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ‬ ‫ﺗﻨﻘ‬
‫ﻣﺪة ‪ 30‬ﻳﻮم أو ‪ 60‬ﻳﻮﻣﺎ إن ﺗﻢ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف وزارة اﻟﺘـ ـ ـ ـ ـﺠﺎرة‪ ،‬اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎر ﺦ ﺴﻠﻴﻤ ﺎ أو‬
‫ﻟﻠﻤﺪة اﳌﻘﺮرة ﻟﺴﺮ ﺎ ﺎ ﺣﺎل ﺗﻤﺪﻳﺪ اﳌﺪة‪.‬‬

‫‪- 524‬اﳌﺎدة ‪ 6‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ ،306-15‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬


‫‪- 525‬اﳌﺎدة ‪ 6‬ﻓﻘﺮة ‪ 3‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫‪- 526‬اﳌﺎدة ‪ 19‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫‪- 527‬اﳌﺎدة ‪ 20‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻧﻈﺮﻛﺬﻟﻚ اﳌﺎدة ‪ 6‬ﻣﻜﺮر ‪ 7‬ﻣﻦ ﻣﺮرﻗﻢ ‪ 04-03‬ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪- 2‬الطريقة غير العادية‪:‬‬

‫في حالة ما إذا لم يتم استخدام رخص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الاستيراد والتص ـ ـ ـ ـ ـ ـدير غير الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلقائية من‬
‫طرف املتعامل الاقتصادي‪ ،‬تعاد إلى الجهة إلادارية التي منحتها في غضون ‪ 00‬أيام من أيام‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعمل بعد تاريخ انقضائها ‪.529‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫دخول نظام الرخص حيز النفاذ في مطلع ‪2056‬‬
‫دخل نظام توزيع الحصص الكمية الستيراد املن ـ ـ ـ ـ ـ ـتوجات والبضائع رسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـميا في جانفي‬
‫‪ ،3001‬وذلك بفتح الحصص الكمية الستيراد منتوجات في إطار اتفاق الشراكة مع الاتحاد‬
‫ألاوربي أو في إطار اتفاق التبادل الحر العربي(أوال)‪ ،‬وتم تعليق استيراد بعض املنتجات من‬
‫املنطقتين الجغرافيتين‪ ،‬بل وتخصيصها بنظام جم ـ ـ ـ ـ ـركي مخالف لذلك الذي صادقت عليه‬
‫الجزائر في الاتفاقيتين الدوليتين للتبادل مع الاتحاد ألاوروبي واملن ـ ـ ـ ـطقة العربية للت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبادل‬
‫الحر‪ ،‬وبذلك نتساءل عن مدى صحة إلاجراءات ألاخيرة املتخذة من طرف الحك ـ ـ ـ ـ ـومة في إطار‬
‫احترام التزاماتها التجارية الدولية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬فتح الحصص الكمية الستيراد املنتوجات الخاضعة لنظام رخص الاستيراد‬
‫في إطار اتفاق الشراكة‬
‫نتعرض التفاق الشراكة الجزائري مع إلاتحاد ألاوربي ومع املنطقة العربية الكبرى للتبادل‬
‫الحر وذلك على التوالي‪.‬‬

‫‪-5‬فتح الحصص الكمية الستيراد منتجات من الاتحاد ألاوروبي‬


‫نتطرق في هذا السياق‪ ،‬ملضمون اتفاق الشراكة الجزائري مع الاتحاد ألاوربي‪ ،‬وملسألة‬
‫توافق الاستيراد بنظام الحصص الكمية من إلاتحاد ألاوروبي مع التزام الجزائر الدولي‪.‬‬

‫‪-529‬املادة ‪ 30‬فقرة ‪ 0‬من ألامر رقم ‪ 00-02‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪210‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أ‪-‬مضمون الاتفاق‬
‫نظرا لحجم املبادالت التجارية الضعيفة التي ربطت الاتحاد ألاوربي ببلدان البحر ألابيض‬
‫املـ ـ ـ ـ ـ ـتوسط منذ فترة ‪ 0113‬إلى غاية‪ ،530 0180‬أعلن مجلس الوزراء ألاوربي في عام ‪ 0110‬رغبة‬
‫الاتحـ ـ ـ ـ ـاد ألاوربي تدعيم الشراكة والامت ـ ـ ـازات التج ـ ـ ـ ـارية مع بلدان البحر ألابيض املتوسط‪،‬‬
‫وتأكد ذلك في قمة برشلونة لعام‪.531 0111‬‬
‫دخلت الجزائر في هذا إلاطار مع إلاتحاد ألاوربي في مفاوضات منذ ‪ ،0111‬انتهت بإبرام‬
‫اتفاق شراكة بين الطرفين وهي الشراكة ألاورو جزائرية ‪ ،532‬وذلك بفالونسيا إلاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبانية‬
‫بتاريخ ‪ 33‬أفريل ‪ ،3003‬وت ـ ـمت املصادقة على اتفاق الشراكة في سنة ‪.5333001‬‬

‫ب‪-‬مدى تطابق إجراءات نظام الحصص مع التزام الجزائر مع إلاتحاد ألاوربي‬


‫تنص املادة ‪ 55‬من اتفاق الشراكة ألاورو جزائري على‪ " :‬يمكن للجزائر أن تتخذ تدابير‬
‫استثنائية في شكل زيادة حقوق أو استرجاعها لفترة محدودة‪.‬‬
‫ال يمكن تطبيق هذه التدابير إال على الصناعات الفتية أو على بعض الصناعات التي‬
‫تخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضع إلعادة الهيكلة أو تواجه صعوبات‪".....‬‬

‫‪530‬‬
‫‪-YVARD Bernard, Economie de l’union européenne, Dunos, Paris, 2003, p. 80.‬‬

‫‪ - 531‬دربال عبد القادر وزايري بلق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاسم‪" ،‬تأثير الشراكة ألاورو متوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطية على أداء وتأهيل القطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاع الصناعي في‬
‫الج ـ ـ ـ ـ ـزائر"‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ـجلة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬عدد ‪ ،0‬الجزائر‪ ،3003 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ - 532‬قانون رقم ‪ 01-01‬مؤرخ في ‪ 31‬أفريل ‪ ،3001‬يتضمن املوافقة على الاتفاق ألاوربي املتوسطي لتأسيس شراكة بين‬
‫الجمهورية الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائرية الديمقراطية الشعبية من جهة واملجموعة ألاوربية والدول ألاعضاء فيه من جهة أخرى‪ ،‬املوقع‬
‫بفالونس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيا يوم ‪ 33‬أفريل ‪ ،3003‬وكذا مالح ـ ـ ـقه من رقم ‪ 00‬إلى رقم ‪ 01‬والبروتوكوالت من رقم ‪ 00‬إلى رقم ‪ 01‬والوثيقة‬
‫النهائية املرف ـ ـ ـقة به ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،20‬الص ـادر في ‪ 31‬أفريل ‪.3001‬‬

‫‪ - 533‬الاتفاق املصادق عليه بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 011-01‬مؤرخ في ‪ 31‬أفريل ‪ ،3001‬يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـض ـ ـ ــمن التصديق على‬
‫الات ـ ـ ـ ـ ـ ـفاق ألاوربي املتوسطي لتأسيس شراكة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبية من ج ـ ـ ــهة واملـ ـ ـ ـ ـ ـجموعة‬
‫ألاوربية والدول ألاعضاء فيه من جهة أخرى‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫على صعيد مخالف‪ ،‬فتحت وزارة التجارة حصص استيراد املنتجات ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزراعية‬
‫والغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذائـ ـية الخ ـ ـ ـ ـ ـاضعة لنظام الرخ ـ ـ ـ ـص في إطار اتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاق الشراكة مع الاتح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد‬
‫ألاوروب ـ ـي من ‪ 1‬جانفي إلى ‪ 31‬جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانفي‪ ، 3001‬وهي ق ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة تض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 12‬بند جمركي‪ ،‬تطبيقا‬
‫ألحك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام املرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم الت ـ ـ ـ ـنفيذي رقـ ـم ‪ ،201-01‬ويعطي نظام "الحاضر ألاول املستفيد ألاول‬
‫التعليمة تم إلغاء إلاعفاءات‬ ‫"إمكانية إلاعفاء من الحقوق الجمركية‪ ،‬وبم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب تلك‬
‫الجمركية على كل السلع املستوردة من املنطقة والعودة للعمل بالن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام العام الذي كان‬
‫مطابقا قبل دخول اتفاق الشـ ـ ـ ـ ـراكة مع الاتحاد ألاوروبي‪ ،‬وإلاعفاءات تصبح مشروط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫بحصول املتعامل على حصة ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن نظام الرخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديدة ‪.534‬‬
‫نالحظ أنه بالرغم من وجود مبررات إعادة تنظيم الواردات من الاتحاد ألاوربي‬
‫باع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتبار أن الاتفاق غير متوازن يخدم مصلحة الاتحاد ألاوروبي بشكل كبير باملقارنة مع تلك‬
‫التي تجنيها الجزائر م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن وراء هذا الاتفاق‪ ،‬بدليل خسارة ‪ 08‬ماليير دوالر من سبتمبر ‪3001‬‬
‫إلى‪ 3001‬بسبب إغراق الس ـ ـ ـ ـ ـ ــوق الجـ ـ ـ ـ ـزائ ـ ــرية بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنتجات أوروبية واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعة ومتنوعة‪،‬‬
‫وباملقابل‪ ،‬ال تصدر الجزائر إلى دول الاتحاد سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى البترول وال ـ ـ ـ ـ ـ ـغاز‪.‬‬
‫كما أنه ال يمكن تعديل أو إلغاء التزام دولي بهذا الحجم بطريقة إصدار تعل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيمة من‬
‫وزارة التجارة وتطبيقها من طرف إدارات الجمارك‪.‬‬

‫‪- 534‬تم الاطالع على إعالن طلب حصص استيراد املنتوجات الزراعية على املوقع‪،www.mincommerce.gov.dz/arab :‬‬
‫وذلك بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪. 3001‬‬

‫‪-‬يمكن إلاطالع كذلك على املوقع‪www.alaraby.co.uk/termofservice :‬‬

‫‪212‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫من الدول العربية للتبادل الحر‬ ‫‪ -2‬فتح الحصص الكمية الستيراد منتوجات‬
‫)‪Zone Arabe de Libre échanges ( ZALE‬‬
‫تأسست املنطقة العربية للتبادل الحر في عام ‪ 5895‬وصادقت عليه الجـ ـ ـ ـ ـزائر في عام‬
‫‪ ،2002‬غير أن الاتفاق لم يدخل حيز النفاذ إال في عام ‪. 535 2008‬‬
‫نتطرق لكل من مضمون الاتفاق‪ ،‬والنظر في مسألة املساس بالتزامات الجزائر الدولية في‬
‫إطار تحرير التجارة الدولية من عدمه‪.‬‬

‫أ‪-‬مضمون الاتفاق‬
‫في إطار تطبيق أحكام الاتفاق‪ ،‬تعمل الدول ألاعضاء على تحرير التبادل التجاري بين‬
‫الدول العربية من الرسوم والقيود املختلفة‪ ،‬وتعفﻰ السلع العربية املحددة في مضمون نص‬
‫املادة ‪ 06‬من الات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاق‪ ،‬من الرسوم الجمركية والضرائب ذات ألاثر املماثل ومن القيود غير‬
‫الجمركية املفروضة على الاستيراد‪.‬‬

‫ب‪-‬مدى تطابق إجراءات نظام الحصص مع التزام الجزائر في اتفاقية التبادل‬


‫العربي الحر‬
‫تنص املادة ‪ 51‬من الاتفاق أنه "يجوز ألي دولة طرف أن تطلب فرض بعض‬
‫الرسوم والضرائب ذات ألاثر املماثل أو القيود الكمية وإلادارية أو الاحتفاظ بالقائم منها‬
‫وذلك بصفة مؤقتة ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضمان نمو إنتاج محلي معين على أن يقر املجلس ذلك وللمدة التي‬
‫يحددها‪".‬‬
‫أعلنت الحكومة الجزائرية عن قائمة سلبية بمنتجات تستوردها من املنطقة العربية‬
‫للتبادل ال ـ ـ ـحر فرضت بموجبها تعريفات جمركية بداية من جانفي ‪ 3001‬وهي قائمة تشمل‬

‫‪ - 535‬ذلك وفق أحكام املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 332-00‬مؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ ،3000‬يتضمن التصديق على اتفاقية تيسير وتنمية‬
‫التبادل التجاري بين الدول العربية املحررة بتونس في ‪ 31‬فيفري ‪ ،0180‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ 0000‬منتوج تدخل ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن املنتجات ذات ألاولوية التي يجب حمايتها من ‪ 2‬إلى ‪ 0‬سنوات‬
‫منها الصناعة الغذائية وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزراعية وال ـ ـ ـ ـ ـنسيج والورق‪ ،‬الكرتون وآلاالت الالكترونية املنزلية‪.536‬‬
‫إال أنه بدأت الجزائر في تطبيق القرار قبل طرحه على املجلس الاقتصادي والاجتماعي‬
‫التابع للجامعة العربية بالرغم من أن نص املادة ‪ 01‬السالفة الذكر واضحة‪ ،‬ألامر الذي يجعل‬
‫الجزائر في م ـ ـ ـ ـ ـ ـسألة عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم احترامها إلجراء املوافقة القبلية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفاوضات الجزائر مع املنظمة العاملية للتجارة‬


‫تعد املنظمة العاملية للتجارة إلاطار املسير للتجارة الدولية ‪ ،‬وذلك من خالل املبادئ‬
‫والقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواعد التي تضمنها اتفاق مراكش املنش ئ للمنظمة واملالحق املرفقة بها‪ ،‬وتسعى الجزائر‬
‫الحصول على العضوية فيها من خالل استمرارها في املفاوضات‪ ،‬لكن دون تحقيق ذلك‬
‫بالرغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم من الجهود املبذولة في هذا الصميم‪ ،537‬بالتالي نتساءل عن سبب إعادة تنظيم‬
‫قطاع التجارة الخارجية ‪ :‬هل كان على حساب محاولة انضمامـ ـ ـ ـ ـها إلى املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظمة‪ ،‬أم أن‬
‫إجراءات رقابة القطاع جاء متناسقا مع مبادئ املنظمة العاملية للتجارة ؟‪.‬‬

‫‪-5‬مضمون مفاوضات الجزائر مع املنظمة العاملية للتجارة‬


‫تدخل معظم إلاصالحات التي انتهجتها الدولة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤخرا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثل ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحرير العدي ـد من‬
‫القطاع ـ ـ ـ ـ ـ ـات الاقتصادية‪ ،‬تكريس سلطات إدارية مستقلة ‪...‬إلخ‪ ،‬في إطار تدعيم موقـ ـ ـ ـ ـفها‬
‫والتأكيد على رغبتها في الانضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬وبالرغم من كل ذلك ال تزال‬
‫الجزائر في مرحل التفاوض‪.‬‬

‫‪ ،http://www.elkhabar.com/press/article/101197- 536‬تم الاطالع على املوقع في ‪ 31‬فيفري ‪. 3001‬‬


‫‪ -537‬نشير أن الجزائر انتهجت سلسلة واسعة من إلاصالحات مباشرة بعد انتهاجها نظام اق ـ ـ ـ ـ ـ ــتصاد الس ـ ـ ـ ـ ـوق‪ ،‬وتوجت بداية‬
‫إلاصـ ـ ــالحات بانسـ ـ ـ ــحاب الدولة التدريجي من الحقل الاقتصادي واحتفاظها بدور املراقب للمـ ـ ـجال الاقتصادي‪ ،‬وترك املـ ـ ـ ـ ـ ـجال‬
‫مل ـ ـ ـ ـ ـجموعة واسعة من سلطات الضبط ت ـ ــدعى بالسلطات إلادارية املستقلة‪ ،‬لتحل بذلك محل السلطات الت ـ ــقليدية في مجـ ـال‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ــضبط الاق ـ ـ ـتصادي‪ ،‬منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها مجـ ـ ـ ـ ـلس املناف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسة‪ ،‬م ـ ـ ـ ـ ـجـ ـ ـلس الن ـ ـقد والقرض‪ ،‬اللجنة املصرفية‪ ،...‬تكريس مبادئ‬
‫قانونية تتماش ى مع نظام اقتصاد السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوق كم ـ ـ ـبدأ حرية الاستثمار‪ ،‬مبدأ حرية املنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـافسة‪ ،‬حمـ ـ ـاية املستهلك‪ ،‬الاعتراف‬
‫بالتح ـ ـ ـكيم التجاري الدولي‪ ،...‬وهي أمثلة عن إلاصالحات التي انته ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجها املشرع الجزائري في سب ـ ـيل ال ـتـ ـ ـماش ي مع املعط ـ ـ ـيات‬
‫الاقتـ ـ ـصادية العاملية‪ ،‬وبالتالي إرساء ضوابط العوملة الاقتصادية‪ ،‬وكل ذلك من أجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الاقتراب نحو الانضمام إلى املنظمة‬
‫العاملية للت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة‪.‬‬
‫‪214‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫قدمت طلب الانضمام منذ ‪ ،0181‬وذلك بإيداعه إلى الات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاق العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام للتعاريف‬
‫الجمرك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية والتجارة‪ ،‬إال أن الطلب قوبل بالرفض وذلك بالنظر للوضع الاقتصادي الجزائري‬
‫املزري‪.‬‬
‫جدد الطلب بدخول اتفاق مراكش املنش ئ للمنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظمة حيز الن ـ ـ ـ ـ ـ ـفاذ في ‪ 00‬ج ـ ـ ـ ـانفي‬
‫‪ ،0111‬وفي سن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪ 0111‬قدمت الجزائر وثيقة أساسية تدعى بمذكرة حول النظام‬
‫الاقتصادي وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجاري في الجزائر كتعريف عن بنيتها القانونية والاقتصادية ‪ ،538‬وتلتها سلسلة‬
‫من املفاوضات وآخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرها كانت في مطلع ‪ ،3001‬كما تم التقدم في املفاوضات الثنائية وإبرام‬
‫‪ 01‬اتفاقيات ثنائية مثل ذلك املبرم مع كوبا في ‪.3000‬‬
‫من بين الشروط التي تفرضها املنظمة على الدول ألاعضاء أو الراغبة في الانضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمام‬
‫ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطابـ ـ ـ ـق نصوصها الداخلية التام مع أحكام اتفاقات مراكش تطبيقا لقاعدة "أولوية‬
‫اتفاقات املنظمة على القوانين الداخلية للدول ألاعضاء‪ ،" 539‬كما أن املنظمة تجعل من مبدأ‬
‫حرية املبادالت التجارية وإعمالها بدون قيـ ـود أو عراقيل مبدأ أساس ي‪.‬‬

‫‪-2‬رخص الاستيراد والتصدير ومدى مطابقتها اللتزامات الجزائر الدولية‬

‫يرى عبد الرحمن مبتول أن اعتماد نظام الرخص يندرج ضمن قواعد املنظمة العاملية‬
‫للتجارة وليس لهذه الرخص أي عالقة بتلك املعمول بها في السبعينيات والثمانينيات من القرن‬
‫املاض ي وأن الجزائر تلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتزم باملبادئ التي تحكم التجارة الدولية التي تقتض ي تقييدا على‬
‫الكميات ملا يكون بلدا في مواجهة ص ـ ـ ـ ـعوب ـ ـ ـ ـ ـات في ميزان املدفوعات وأن رخص الاستيراد هي‬
‫مجرد إجراءات إدارية تستخدم كشرط مسبق لعمل ـ ـ ـ ـ ـ ـية است ـ ـ ـ ـ ـ ـيراد البضائع يحصل عليها كل من‬
‫تتوافر فيه الشروط القانونية ‪.‬‬
‫ترمي الرخص املعمول بها والتي تنص عليها املنظمة‪ ،‬إلى ضمان جودة وسالمة‬
‫أف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضل للمنتوجات والبضائع من أجل حماية الصحة البشرية والحيوانية والنباتية في‬

‫‪- ARAB Yasmina, « OMC :Principes économiques et normes sociales », RASJEP , n°2, Alger,‬‬
‫‪538‬‬

‫‪2001, p. 95.‬‬
‫‪ -539‬سمير محمد عبد العزيز ‪،‬التجارة العلمية بين جات ‪ 10‬ومنظمة التجارة العاملية‪ ،‬مرجع سابق‪ ، 3000 ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪215‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫البالد‪ ،‬وإضفاء الرقابة من طـ ـ ـ ـ ــرف إلادارة املختصة‪ ،‬والذي يشمل جوانب الجودة واملطابقة‬
‫دون الجوانب التجارية ‪.540‬‬
‫بالرغم من تطابق نظام الرخص مع تلك املنصوص عليها في اتفاق مراكش‪ ،‬إال أن‬
‫الل ـ ـ ـ ـ ـجوء لت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلك إلاجراءات إلادارية يعطي صورة عن عدم قدرة الجزائر منافسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة السلع‬
‫ألاجنبية السيما م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنها ال ـ ـ ـ ـ ـتكتالت الاقتصادية مما يبعدها عن الانضمام مرة أخر عن الانضمام‬
‫إلى املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫تقديم طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية في إطار اتفاقيات التبادل الحر‬
‫تطغى املحروقات على نشاط التصدير في الجزائر‪ ،‬بل حتى هذا القطاع عرف في آلاونة‬
‫ألاخيرة تراجعا كبيرا نتيجة لالنخفاض في أسعار البترول في ألاسواق الدولية‪ ،‬مما انعكس سلبا‬
‫على الاقتصاد الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائري وذلك لتراجع وارداتها من العملة الصعبة في ظل اعتماد الجزائر على‬
‫قطاع املحروقات لتسيير الشؤون املالية الداخلية للدولة ‪.‬‬
‫تخص مسألة الرقابة مجال الواردات أكثر من قطاع الصادرات‪ ،‬وهو أمر منطقي بالنظر‬
‫إلى املعطيات السالفة الذكر‪ ،‬وتتم عملية الرقابة وفق ما حددته مختلف ألاحكام والتنظيمات‬
‫املتعلقة بهذا إلاطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار بداية من أحكام قانون الجمارك كدفع الحقوق الجمركية‪ ،‬إال أنه يمكن‬
‫للعون الاقتص ـ ـادي الذي تتوفر في ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه مجموعة من الشروط أن يستفيد من إعفاء من‬
‫الحقوق الجمركية‪ ،‬وذلك في إطار اتفاقيات التـ ـ ـ ـ ـبادل الحر التي تكون الجزائر طرفا فيها وتلك التي‬
‫تكرس بصريح العبارة نظام إلاعفاء من الحقوق الجمركية‪ ،‬وبال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتالي الخضوع ألحكام وقواعد‬
‫جمركية غير تلك املعروفة في النظام الجمركي العادي (الفرع ألاول)‪ ،‬بشرط ت ـ ـ ـ ـ ـ ـوافر مجموعة‬

‫‪ ، www.djazairess.com/echaab/42555 - 540‬تم الاطالع عليه في ‪ 31‬فيفري ‪.3001‬‬

‫‪216‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫من الشروط (الفرع الثاني)‪ ،‬ويسري طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية ملدة زمنية مح ـ ـ ـ ـددة‬
‫(الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫تعريف طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية في إطار اتفاقيات التبادل الحر‬


‫وخصائصه‪.‬‬
‫نتطرق لكل من تعريف طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية في إطار اتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاقي ـ ـ ـ ـ ـات‬
‫التب ـ ـ ـادل الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر(أوال)‪ ،‬وكذلك ملجموعة من الخصائص التي يتميز بها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية في إطار اتفاقيات التبادل الحر‬
‫يعد طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية في إطار اتفاقيات التبادل الحر وثيقة إدارية‬
‫إجبارية في كل عملية استيراد‪ ،‬موضوعها طلب الحصول على إعفاءات من الحقوق الجمركية في‬
‫إطار اتف ـ ـاقيات التب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادل الحر‪ ،‬تمنحها إلادارة املختصة لكل شخص طبيعي أو معنوي يمارس‬
‫نشاط تجاري و‪/‬أو إنتاجي‪ ،‬مع ضرورة احترام الشروط القانونية والتنظيمية املعمول بها في هذا‬
‫إلاطار ‪ ،541‬وهي بمثابة رخصة إح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصائية ملتابعة الواردات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية في إطار اتفاقيات التبادل‬


‫الحر‬
‫يتميز طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية في إطار اتفاقيات التبادل الحر بمجموعة من‬
‫ال ـ ـخصائص يمكن إجمالها في ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 541‬أنظر املادتين ‪ 3‬و ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،81-00‬مؤرخ في ‪ 00‬مارس‪ ،3000‬يحدد كيفيات متابعة الواردات املعفاة‬
‫من الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق ـ ـ ـ ــوق الجمركية في إطار اتفاقيات التبادل الحر‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 00‬مارس ‪ ،3000‬املعدل واملتمم‬
‫بموجب املرسوم الت ـ ـ ــنفيذي رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ‪ ،81-02‬مؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ،3002‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،1‬الصادر في ‪ 00‬فيفري ‪ ،3002‬املتمم‬
‫بموج ـ ـ ـ ـ ـ ـب املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 301-00‬م ـ ـ ـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 00‬أوت ‪ ،3000‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 30‬أوت ‪.3000‬‬
‫‪217‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-5‬طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية بمثابة رخصة‬


‫يعد طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركة بمثابة رخصة في إطار ممارسة نشاط استـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيراد‬
‫املن ـ ـ ـ ـ ـتجات والبضائع‪ ،‬ووثيقة إجبارية من أجل الاستفادة من إلاعفاءات الج ـ ـ ـ ـ ـ ـمركية في إطار‬
‫اتفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاقيات التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب ـ ـادل الحر‪ ،‬وبدونها يتم إلاخضاع لنظام الحقوق الجمركية العادي‪.‬‬
‫‪-3‬طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية إجراء إداري‬
‫يجب الامتثال ملجموعة من الشروط الشكلية السيما الحرص على اكتمال امللف إلاداري‬
‫وإيـ ـداعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه أمام الجهة إلادارية املختصة‪ ،‬وذلك وفقا ملا يقتضيه التشريع والتنظيم املعمول به في‬
‫إطار الاس ـ ـتفادة م ـ ـ ـ ـن طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية ‪.‬‬

‫‪-6‬موضوع الطلب هو الاستفادة من إلاعفاء من الحقوق الجمركية‬


‫ألاصل في معاملة الواردات من طرف إدارة الجمارك هو إخضاع كل الواردات التي‬
‫تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدخل إلاقـ ـ ـ ـليم الجمركي إلى رسوم جمركية ‪. 542‬‬
‫إال أنه وفي إطار تفعيل الانضمام إلى تكتالت اقتصادية دولية وتفعيل الشراكة‬
‫التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارية الدولي ـة‬
‫وتدعيم مسار انضمامها إلى املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬أبرمت الجزائر اتفاقات عديدة سواء‬
‫م ـ ـ ـتعددة ألاطراف أو ثنائية‪.‬‬
‫نجد من أهم هذه الاتفاقات على إلاطالق‪ ،‬اتفاق الشراكة مع الاتحاد ألاوربي والاتفاق‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبرم م ـ ـ ـ ـ ـع املنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر مثلما رأينا آنفا‪ ،‬أين تضمنت اتفاقات‬
‫الشراكة املوقع واملصادق عليـ ـ ـ ـ ـها بموجب بروتوكوالت ومالحق تضمنت إعفاء مجموعة من‬

‫‪ - 542‬راجع املواد ‪ 1‬إلى ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 00-01‬مؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪ ،3001‬يعدل ويتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم القانون رقم ‪ 01-11‬م ـ ـ ـ ـ ــؤرخ في‬
‫‪ 30‬جوي ـ ـ ـ ـ ــل ـ ـية ‪ ،0111‬يتضمن قانون الجمارك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬نشير إلى أن املادة ‪ 1‬عدلت بموجب نص املادة ‪ 3‬من الق ـ ـ ـ ـ ـ ـانون‬
‫رق ـ ـ ـ ـم ‪ ،00-01‬واملادة ‪ 1‬عدلت بموجب نص املادة ‪ ،0‬بينما املادتين ‪ 8‬و‪ ، 1‬فلم يمسس ـ ـ ـهما الت ـ ـ ـعديل الجديد لق ـ ـ ـ ـانون‬
‫الجمارك‪ ،‬وس ـوف نتطرق ألحكام التعاريف والرسوم الجمركية الح ـ ـقا‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫املنتوجات والبضائع من الحقوق الجمركية إذا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم استيرادها من هاتين املنطقتين‬


‫الجغرافيتين ‪.543‬‬
‫يتم تطبيق طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية أثناء استيراد منتجات وكافة السلع‬
‫املحددة في امل ـ ـ ـلحق الثاني من اتفاق الشراكة مع الاتحاد ألاوروبي‪ ،‬وكذا املنتوجات الفالحية‬
‫وجميع املواد الغ ـ ـ ـ ـ ـ ـذائية الزراع ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـة املعفاة من الحقوق الجمركية التي تضمنها البروتوكول‬
‫الثاني من اتـ ـ ـفاق الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراكة‪ ،‬املعفاة من الحق ـ ـ ـ ـ ـ ـوق الجمركية وكل املنتوجات املستوردة من‬
‫دول املنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر باستثناء امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنتوجات التي تضمنتها القائمة السلبية‬
‫‪.544‬‬

‫‪-2‬طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية إجراء محدد املدة‬


‫تمنح إلادارة املختصة تأشيرة إلاعفاء من الحقوق ال ـ ـ ـجمركية بعد دراسة امللف ملدة ‪1‬‬
‫أشهر قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابل للتجديد وذلك بتوافر نفس الشروط التي يمنح فيها إلاعفاء ‪.545‬‬

‫‪-1‬طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية إجراء أصلي‬


‫إقرار املشرع إجراء إعفاء قائمة من املنتجات والبضائع من الحقوق الجمركية القادمة‬
‫من املـ ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـاطق الجغرافية التي وقعت معها الجزائر اتفاقات تبادل حر‪ ،‬يدخل في إطار تفعيل‬
‫الشراكة الجزائرية مع مجموعة من الدول ألاوروبية والعربية وتحفيز املبادالت التجارية الدولية ‪.‬‬

‫‪ - 543‬راجع في هذا الخصوص ات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاق ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشراكة الصادر بم ـ ـ ـوجب املرس ـ ـ ـ ـ ـ ـوم الرئاس ي رقم ‪ 332-00‬م ـ ـ ـؤرخ في ‪ 02‬أوت‬
‫‪ ،3000‬ي ـ ـ ــتضـ ـ ـ ـمن التص ـ ـ ـ ـ ــديـ ـ ـ ـق على اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية املحررة بتونس في ‪ 31‬فيـ ـ ـ ـ ـفري‬
‫‪ ،0180‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الص ـ ـ ـ ــادر في ‪ 8‬أوت ‪.3000‬‬

‫‪ -‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ 011-01‬مؤرخ في ‪ 31‬أفريل ‪ ،3001‬يتضمن التصديق على الاتفاق ألاوربي املتوسطي لتأسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيس شراكة‬
‫بين الجمه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوري ـ ـ ـ ــة الجزائرية الديمقراطية الشعبية من جهة واملجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوعة ألاوربية والدول ألاع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضاء فيه من جهة‬
‫أخرى‪= ،‬ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــموقع بفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالونسيا يوم ‪ 33‬أف ـ ـ ـ ـ ـ ــري ـ ـل ‪ ،3003‬وكذا مالحقه من رقم ‪ 00‬إلى ‪ 01‬والبروتوكوالت من رقم ‪ 00‬إلى‬
‫رقم ‪ 01‬والوثيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقة النه ـ ـ ـ ـائية املرف ـ ـقة به ‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،20‬ال ـ ـ ـ ـ ـ ــصادر في ‪ 20‬أفريل‪.2005‬‬

‫‪ - 544‬راجع القائمة السلبية املنشورة على موقع وزارة التجارة ‪.www.minicommerce dz‬‬
‫‪ - 545‬املادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،81-00‬يحدد كيفيات متابعة الواردات املعفاة من الحقوق الجم ـ ــركية في إطار‬
‫اتفـ ـاقيات التبادل الحر‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪219‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫هو بذلك إجراء عادي‪ ،‬وال يدخل ضمن إلاجراءات الاستثنائية مثل نظام الحصص‬
‫الكمية الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتي لجأت إليها الجزائر في إطار حماية املنتجات الوطنية من املنافسة ألاجنبية‬
‫ومحاولة إعادة ت ـ ـ ـ ـ ـ ـوازن مي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزان املدفوعات بعد التراجع الذي عرفه بسبب انخفاض أسعار‬
‫البترول في ألاسواق الدولية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫ضرورة مراعاة إجراءات لالستفادة من تأشيرة إلاعفاء من الحقوق الجمركية‬


‫من أجل الاستفادة من تأشيرة إلاعفاء من الحقوق الجمركية يتعين على املستورد‬
‫مراعاة مج ـ ـ ـموعة من إلاجراءات واردة أساسا في أحكام املرسوم التنفيـ ـ ـذي رقم ‪ ،81-00‬وذلك‬
‫ب ـ ـ ـ ـ ـضرورة إيداع مل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـف إداري كامل(أوال)‪ ،‬وذلك أمام الجهة إلادارية املختصة (ثانيا)‪ ،‬أو‬
‫سحبه أمام إلادارة املختصة(ثالثا)‪ ،‬مدة منح طلب إلاعفاء ومدة صالحيته (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪:‬إيداع ملف إداري كامل لالستفادة من طلب إلاعفاء‬
‫يحق لكل مستورد شخص طبيعي كان أو معنوي الراغب في الحصول على إع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاء‬
‫من ال ـ ـ ـحق ـ ـوق الجمركية في إطار اتفاقيات التبادل الحر‪ ،‬إيداع ملف إداري مست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوف كامل‬
‫الوثـ ـائق ق ـبل أية عملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية استيراد‪ ،‬ويختلف هذا امللف فيما إذا كان املستورد شخص طبيعي‬
‫أو معنوي‪:‬‬

‫‪- 5‬املستورد شخص طبيعي‪ :‬إذا كان املستورد شخص طبيعي يتطلب منه امللف‬
‫آلاتي‪:‬‬
‫‪-‬الفاتورة الشكلية في ثالث (‪ )02‬نسخ‪.‬‬
‫‪-‬نسخة مصادق عليها من السجل التجاري أو الوثيقة التي تقوم مقامه عند أول طلب‪.‬‬
‫‪-‬شهادة عدم إلاخضاع للضريبة مصفاة أو شهادة تحيين الاستيـ ـ ـفاء أو شهادة تث ـ ـ ـب ـ ـ ـت‬
‫الوض ـ ـعية إزاء الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير ألاجراء‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ -‬نسخة مصادق عيها من شهادة الاستيفاء إزاء الص ـ ـ ـندوق الوطني للعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـال ألاج ـ ـ ـ ـ ـراء‬
‫و‪/‬أو الص ـ ـ ـ ـندوق الوطني للعمال غير ألاجراء‪.‬‬

‫‪- 2‬املستورد شخص معنوي‪ :‬إذا كان املستورد شخصا معنوي يتطلب منه ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الفاتورة الشكلية في ‪ 02‬نسخ‪.‬‬
‫‪-‬نسخة مصادق عليها من السجل التجاري أو الوثيقة التي تقوم مقامه عند أول طلب‪.‬‬
‫‪-‬شهادة عدم إلاخضاع للضريبة مصفاة أو شهادة استحقاق الدفع أو شهادة الت ـ ـ ـ ـ ـأجيل‬
‫الق ـ ـ ـ ـانوني للدفع‪.‬‬
‫‪-‬نسخة مصادق عليها من ش ـ ـ ـ ـ ـ ـهادة الاستي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاء إزاء الصندوق الوطني للع ـ ـ ـ ـ ـ ـمال ألاجراء‬
‫غير ألاجراء‪546.‬‬ ‫و‪/‬أو الصـ ـ ـ ـندوق الوطني للعمال‬
‫تجدر إلاشارة إلى أن امللف إلاداري يجب أن يرفق إجباريا بنم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوذج طلب إلاعفاء من‬
‫الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقوق الجمركية‪ ،‬وذلك سواء كان املستورد شخص طبيعي أو معنوي ‪.547‬‬

‫ثانيا‪:‬إيداع امللف إلاداري أمام الجهة إلادارية املختصة‬


‫يجب أن يودع طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية بعد استيفائه لكل الوثائق املطلوبة‬
‫أم ـ ـ ـام الجهات إلادارية آلاتية ذكرها‪ ،‬مع اختالف هذه الجهة فيما إذا كانت البضائع املستوردة‬
‫للبيع على حالتها‪ ،‬أو إذا كانت البضائع املستوردة من طرف املنتجين‪.‬‬

‫‪ -5‬بالنسبة للبضائع املستوردة للبيع على حالتها‬


‫يتم في هذه الحالة إيداع امللف أمام مديرية التجارة للوالية املختصة إقليميا التي تحيله‬
‫إلى املـ ـ ـديرية الجهوية للتجارة من أجل تأشيرة الطلب‪.548‬‬

‫‪-546‬وفق ا تم تحديده بموجب أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 81-00‬يحدد كيفيات متابعة الواردات املعفاة من الحقوق‬
‫الجمركية في إطار اتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاق ـ ـ ـ ـي ـ ـات التب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادل الحر‪ ،‬املعدلة بموجب نص املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪،81-02‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬املتممة بموجب نص املادة ‪ 03‬من املرس ـ ـ ـوم التنفيذي رقم ‪ ،301-00‬مرجع املادة ‪. 0‬‬
‫‪ -547‬ورد نموذج طلب إلاعفاء كملحق في صلب املرسوم التنفيذي نفسه‪ ،‬كما يمكن سحبه أمام إلادارة املخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتصة‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-2‬بالنسبة للبضائع املستوردة من طرف منتجين‬

‫إذا كانت البضائع مستوردة من طرف أعوان اقتصاديين منتجين‪ ،‬تودع طلبات إلاعفاء‬
‫من الحقوق الجمركية لدى املديرية الوالئية للتجارة التي تمنح التأشيرة ‪.549‬‬

‫ثالثا‪:‬الجهة إلادارية التي يسحب منها طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية املؤشر‬
‫عليه‪.‬‬
‫تسحب طلبات إلاعفاء من الحقوق الجمركية لدى املديرية الوالئية للتجارة املعنية‪.550‬‬

‫رابعا ‪ :‬مدة منح طلب إلاعفاء ومدة صالحيته‪.‬‬


‫نميز بين املدة التي تتخذها إلادارة من أجل الرد على تأشير طلب إلاعفاء من الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقوق‬
‫الجـ ـ ـ ـ ـمركية ‪ ،‬وبين مدة صالحية إلاعفاء بعد منحه‬

‫‪:5‬مدة منح طلب إلاعفاء من الحقوق الجمركية‬


‫تمنح املديرية الوالئية للتجارة أو املديرية الجهوية للتجارة املعنية حسب الحالة تأشيرة‬
‫إلاعفاء م ـ ـ ـن الحقوق الجمركية في أجل ‪ 20‬يوم ابتداء من تاريخ إيداع الطلب ‪.551‬‬
‫نالحظ أنه‪ ،‬لم يتم تحديد مصير الطلب في حالة عدم رد إلادارة في املدة املحددة‪ ،‬أي‬
‫بعـ ـ ـ ـ ـد فوات ‪ 20‬يوم‪ ،‬فهل ذلك يفيد الرفض أم قبول ضمني ؟‪.‬‬
‫بل حتى لم يمنح للمستورد املرفوض طلبه إمكانية إجراء طعن أو إعـ ـادة تشكيل طل ـ ـ ـ ـ ـب‬
‫آخر بملف كامل أو عناصر جديدة‪ ،‬كما لو أن إلاعفاء امتياز ال يتبعه طعن أو ما شابه ذلك‪.‬‬

‫‪:2‬مدة صالحية إلاعفاء‬


‫يكون الطلب املؤشر عليه صالحا ملدة ‪ 1‬أشهر ويكون قابل للتجديد بنفس الشروط ‪.552‬‬

‫‪ -548‬املادة ‪ 1‬فقرة ‪ 0‬من املرسوم التن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفيذي رقم ‪ ،81-00‬املعدلة واملتممة بموجب املادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم‬ ‫=‬

‫‪ ،81-02‬مرجع سـ ـ ـ ـ ـابق ‪.‬‬


‫‪ -549‬املادة ‪ 1‬فقرة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،81-00‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 550‬املادة ‪ 1‬فقرة ‪ 2‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 551‬املادة ‪ 1‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثالث‬

‫الشروط املتطلبة لوضع طلب إلاعفاء حيز النفاذ‬


‫بعد قبول طلب املستورد من إلاعفاء من الحقوق الجمركية‪ ،‬في إطار اتفاقيات التبادل‬
‫الحر وذل ـ ـك بالتأشير عليه‪ ،‬يتوجب عليه مراعاة إجراءات إدارية السيما ات ـ ـ ـ ـجاه إدارة‬
‫الجمارك(أوال)‪ ،‬أو شروط مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرتب ـ ـطة بالتصريح الجمركي أمام إدارة الجمارك (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪:‬تقديم طلب إلاعفاء املؤشر عليه أمام إدارة الجمارك‬


‫يتعين على املستورد املستفيد من إلاعفاء من الحقوق الجمركية‪ ،‬أن يقدم طلبه إلى‬
‫مصالح الجمارك عند القيام بجمركة البضائع محل إلاعفاء من أجل وضع حيز النفاذ حق‬
‫إلاعفاء من الحقوق الجمركية‪.553‬‬

‫ثانيا‪:‬الامتثال لتصريح جمركي يالئم طبيعة طلب إلاعفاء‬


‫إن الاستفادة من إلاعفاء من الحقوق الجمركية في إطار اتـ ـ ـ ـ ـفاقات التبادل الحر‪ ،‬يخرج‬
‫معاملة الاستيراد من الخضوع لنظام الحقوق الجمركية العادي‪ ،‬وبالتالي أخضع املشرع معاملة‬
‫الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد في ظل إعفاء جمركي لنظام تصريح خاص به‪.‬‬
‫حيث يتعين أن يكون حجم أو كمية املواد املست ـوردة أقل أو ي ـ ـ ـ ـ ـ ـساوي حجم أو الكمية املصرح‬
‫بها‪ ،‬كما يشترط أن ال يتجاوز الفرق بين قيمة املواد املستوردة واملصرح بها في طلب إلاعفاء من‬
‫الحقوق الج ـ ـ ـ ـ ـ ـمركيـ ـة نسبة ‪.554 %1‬‬

‫‪ -552‬املادة ‪ 1‬من القانون نفسه‪.‬‬ ‫=‬

‫‪ - 553‬املادة ‪ 8‬من ا املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،81-00‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 554‬املادة ‪ 1‬فقرة ‪ 0‬و‪ 1‬فقرة ‪ 3‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪223‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫املبحث الثاني‬

‫آليات رقابة املشاريع الاستثمارية ألاجنبية في إطار ممارسة نشاط التجارة‬


‫الخارجية‬
‫كرس ـ ـ ـ ـ ـ ـت الجزائر منذ اعت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناقها نظـ ـ ـ ـ ـ ـام اقتصاد الـ ـ ـ ـ ـس ـ ـوق إصـ ـ ـ ـ ـالحات في مج ـ ـ ـ ـ ـاالت‬
‫مخت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلفـ ـة اقتصادية‪ ،‬مالية‪ ،‬تشريعية ومؤسساتية من بينها إصالح القط ـ ـ ـاع املصرفي ع ـ ـن‬
‫ط ـ ـ ـريق إصـ ـ ـدار الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ 00-10‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬وأصدر املجلس ألاعلى لل ـ ـ ـ ـ ـ ـدولة‬
‫املرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم التش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريعي رقم‪ 03-12‬املتعلق بقانون ترقية الاستثمار‪ ،555‬ليلغي بصفة نهائية القيود‬
‫املع ـ ـ ـ ـ ـ ـيقة لحرية الاستثمار‪ ،‬ويكرس مبدأ امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـساواة بين املستثمرين املحليين وألاجانب‪ ،‬وكذلك‬
‫مختلف الحوافز والضمانات الضريبية والجمركية‪.‬‬
‫بادرت السلطة بإصدار ألامر رقم‪ ،02- 00‬ليتجنب عيوب القانون السابق ويك ـ ـ ـ ـرس‬
‫حرية الاستثمار املحلي أو ألاجنبي دون تخصيص للدولة أو أحد فروعها ‪ ،556‬وتبسيط شكليات‬

‫‪ -555‬قانون رقم ‪ 03-12‬مؤرخ في ‪ 01‬أكتوبر‪ ،0112‬يتـ ـ ــعلق بترقية الاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثمار‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 00‬أكتوبر‬
‫‪ ،0112‬امللغى بموجب ألامر رقم ‪ 02-00‬مؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،3000‬املتـ ـ ـ ـ ـعلق بتطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوير الاس ـ ـ ـ ـ ـتثمار ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادر‬
‫في ‪ 33‬أوت ‪ ،3000‬معدل ومتمم بموجب ألامر رقم ‪ 08-01‬مؤرخ في ‪ 01‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويلية ‪ ،3001‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـ ـ ــدد‪ ،01‬الصادر في ‪01‬‬
‫جويلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪ ،3001‬معدل ومتمم بموجب ألامر رقم ‪ 00-01‬مؤرخ في ‪ 33‬جويلية ‪ ،3001‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة‬
‫‪ ،3001‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 31‬ج ـ ـ ــويلية ‪ ،3001‬معدل ومتـ ـ ـ ـ ـ ـمم بموجب ألامر رقم ‪ 00-00‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 31‬أوت‬
‫‪ ،3000‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 31‬أوت ‪ ،3000‬معدل ومتمم بموج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب القانون رقم ‪ 03-03‬مؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر‬
‫‪ ،3003‬يتضمن قانون املالية لس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة ‪ ،3002‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،13‬الصادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،3003‬معدل ومتمم بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب‬
‫القانون رقم ‪ 08-02‬مؤرخ في ‪ 20‬دي ـ ـ ـ ـ ـ ـسمبر ‪ 3002‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،3000‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،18‬ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادر في‬
‫‪ 20‬ديس ـ ــمبر ‪ ،3002‬معدل ومتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم بموجب القانون رقم ‪ 00-00‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،3000‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،18‬الصادر في‬
‫‪ 20‬ديسمبر ‪ ،3000‬معدل ومتمم بموجـ ـ ـ ـ ـ ـب القانون رقم ‪ 00-00‬مؤرخ في ‪ 20‬ديس ـ ـ ـ ـ ــمبر ‪ ،3000‬يتضمن قانون املالية لسنة‬
‫‪ ،3001‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬عدد ‪ ،18‬الصادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،3000‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 08-01‬مؤرخ في ‪20‬‬
‫ديسمبر‪ ،3001‬يت ـ ـ ـ ـضمن قانون املالية لـ ـ ـ ـ ــسنة ‪ ،3001‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،13‬الصادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪.3001‬‬

‫‪ -556‬نصت املادة ‪ 00‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 03-12‬على ما يلي‪" :‬يحدد هذا املرسوم التشريعي النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام الذي يطـ ـ ـ ـ ــبق‬
‫على الاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتثمارات الوطنية الخاصة و على الاستثمارات ألاجنبية التي تنجز ضمن ألانـ ـ ـ ـ ـشطة الاقتصادية الخاصة بإنتاج‬

‫‪224‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫وآجال الاستثمار‪ 557‬وتبنى املفهوم إلايجابي واملرن له‪ ،‬حيث لم يعد يقتصر فقط على النشاطات‬
‫الاقتصادية امل ـ ـنتجة للسلع والخ ـ ـ ـدمات واملساهمة في رأس مال املؤسسة في ش ـ ـ ـكل مساهمات‬
‫نقدية أو عينية‪ ،‬وإنما أصبح يضم أيـ ـ ـ ـ ـضا النشاطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات املستعادة في إطار الخوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصة‬
‫الكلية أو الجزئية‪ ،‬واقتناء أص ـ ـ ـول في إطار توس ـ ـ ـ ـ ـ ـيع ق ـ ـ ـ ـدرات إلانت ــ ـ ـ ـ ـ ـاج أو إعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة ال ـ ـت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأهيل أو‬
‫إع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة الهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيكلة‪ ،‬والنشاطات املترتبة عن منح الامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتياز أو الرخصة‪ ،‬رافقه إب ـ ـ ـرام العديد‬
‫من الاتف ـ ـ ـ ـ ـاقيات الث ـ ـ ـنائية لتحفيز الاستثمار وتكريس مبدأ املساواة في املع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاملة والحماية من‬
‫املخاطر غير التجارية‪.‬‬
‫فرضت تدابير الاستثمار املتتالية على الدولة‪ ،‬إيجاد مرتكزات ج ـ ـ ـ ـديدة من خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالل‬
‫إنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء مـ ـ ـ ـؤس ـ ـ ـ ـسات ترافق املستثمر مثل الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار(‪ )APSI‬التي‬
‫استـ ـ ـ ـ ـ ـبدلت بالوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار)‪ (ANDI‬على إثر إلغاء املرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم الت ـ ـ ـ ـشريعي‬
‫رقم ‪ 03-12‬بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب ألام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‪ ،02-00‬واستحداث مؤسسات عمومية أكثر‬
‫مرونة م ـ ـ ـثــل الوكالة الوطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية للوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاطة وال ـ ـض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبط العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقاري‪،) ANIREF( 558‬سنة‬

‫نص ت ـ ـ ـ ـشريعي"‪،‬‬ ‫السلع أو الخدمات غير املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخصصة صراحة للدولة أو لفروعها ‪ ،‬أو ألي شخص معنوي صراحة بموجب‬ ‫=‬

‫وفي ظ ـ ـ ـ ـل ألامر رقم‪ 02-00‬املتعلق بتطوير الاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتثمار تم إزالة هذا القيد وأصبح النشاط الاستثماري مفتوح أمام املبادرات‬
‫الخاصة محلية =كانت أم أجنبية دون تخصيص للدولة‪ ،‬بينما في ظـ ــل القان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون رق ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 01-01‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪،3001‬‬
‫يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق بترق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية الاستثمار‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 2‬أوت ‪ 3001 ،‬لم يتم التمييز صراح ـة بين املـ ـ ـ ــس ـ ـتثمر‬
‫الوط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـني عن املستث ـ ـ ـ ـ ـ ـمر ألاجنبي‪ ،‬وإلابقاء على فـ ـ ـ ـ ـتح املبادرة الخاصة وطنية كانت أو أجنبية ‪ ،‬والتركيز على‬
‫نظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام الامتيازات والتح ـ ـ ـ ـ ـ ــفيزات الضريبية والجمركية في سبيل تفعيل الاس ـ ـثمارات الوطنية وألاجنبية وفي كل املجالت‬
‫املكرسة صراحة في نص املادة ‪ 3‬من الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ ،01-01‬من أج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل محاولة الن ـ ـ ـ ـهوض من ألازمة املالية الراهنة التي‬
‫تواجهها الجزائر نتيجة انخفاض أسعار البترول‪.‬‬

‫‪ -557‬نصت املادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 01-01‬على‪ :‬يقصد باالستثمار في مفهوم القانون رقم ‪ 01-01‬املتعلق بترقية الاستثمار‬
‫على ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬اقتناء أصول تندرج في إطار استحداث نشاطات جديدة‪ ،‬أو توسيع قدرات إلانتاج أو إعادة التأهيل‪.‬‬

‫‪-‬املساهمة في رأسمال الشركة‪ ،‬حيث نالحظ أنه تم إلغاء كل من الاس ـ ـ ـ ـ ـتثمار الذي يكون في شكل مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـساهمات نقدية أو عيـ ـ ــنية‬
‫وكذلك استعادة النشاطات في إطار خوصصة جزئية أو كلية ‪.‬‬
‫‪ -558‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 001-01‬مؤرخ في ‪ 32‬أفريل ‪ ،0111‬يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري‬
‫املع ـدل واملتمم ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،31‬الصادر في ‪ 31‬أفريل ‪.3001‬‬
‫‪225‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ 3001‬التي تع ـ ـمل وفق آليات املردودية التجارية لتسـ ـ ـ ـ ـ ـيير الوعاء العقاري العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمومي املوجه‬
‫لالستثمار ‪.‬‬
‫بصدور قانوني املالية التكميلي لسنة ‪ 3001‬و‪ ،2010‬تم تكريس مبادئ مغايرة للتدابير‬
‫الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـونية السالفة الذكر‪ ،‬وذلك بفرض قيود على املستثمرين ألاجانب‪.‬‬
‫توالت القيود والتنظيمات املتعلقة باالستثمارات‪ ،‬خاصة ما تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق مـ ـ ـنها‬
‫باالستثمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارات ألاجنـ ـ ـ ـبيـ ـة في الجزائر‪ ،‬حيث تم التمييز صراحة بين املستثمر الوطني وألاجنبي من‬
‫خالل تحم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيل هذا ألاخـ ـ ـ ـير إجراءات ال ضرورة مراعاته لكل من الترخيص‪ ،‬الاعتماد‬
‫وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدراسة املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبقة إلن ـجاز مشروعه الاستثماري‪ ،‬عكـ ـ ـ ـ ـس املستثمر يتكبدها املستثمر‬
‫الوطني وذلك في ظل أحكام ألامر رقم ‪ 02-00‬املتعلق بتطوير الاستثمار املع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدل واملتمم‪ ،‬مثل‬
‫الوطني الذي أعفي من إجراء التصريح لدى الوكالة الوط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنية لتـطوير الاستث ـ ـ ـمار‪ ،‬ليت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدارك‬
‫املشرع ألامر بموجب ألامر رقم ‪ ، 01-01‬وذلك بانتهاج سياسة استقـ ـ ـ ـطاب رؤوس ألام ـ ـ ـ ـوال‬
‫ألاجنبية بتك ـ ـ ـريس نظام قانوني تحفيزي‪ ،‬ويعد من الحلول املقترحة لتجاوز آثار أزمة انخفاض‬
‫أسـ ـ ـ ـ ـعار ال ـ ـ ـ ـ ـبترول في الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائر‪.‬‬
‫من بين ما كرسه املشرع بموجب أحكام القانون رقم ‪ ،01-01‬إلغاء ا إجراءات إلادارية‬
‫التي يتوجب على املستمر ألاجنبي مراعاتها من أجل الاستثمار‪ ،‬سواء تعلق ألامر باالستثمار‬
‫بص ـ ـ ـ ـ ـفة عامة‪ ،‬أو بتلك ألاحكام املتعلقة بنشاط التجارة الخارجية على وجه الخصوص‪.‬‬
‫سنعمل في هذا املبحث على إظهار أوجه تنظيم الاستثمار ألاجنبي في ظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ألام ـ ـر رقم‬
‫‪ ،01-01‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع إلاش ـ ـ ـ ـ ـارة في ك ـ ـ ـ ـ ـ ـل مرة إلى أحكام القانون رقم ‪ 02-00‬املتعلق بتطوير الاستثمار‬
‫املعدل واملتمم‪ ،‬أين تم فـ ـ ـرض مجموعة م ـ ـن إلاجراءات على الاستثمار ألاجنبي في إطار الاستيراد‬
‫وذلك بموجب سل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسلة من قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوانين املالية‪ ،‬باع ـ ـتبار أن النصوص القانونية محل الدراسة‬
‫مكرسة أساسا بموجب قانون املـ ـ ـ ـالية لسنة ‪ ،3001‬والتي جاءت نص ـوصها القانونية لتعدل‬
‫أحكام قانون الاستثمار‪.‬‬
‫لم يعد املستثمر ألاجنبي الذي يمارس نشاط الاستيراد في الجزائر يخضع ملجموعة م ـ ـ ـ ـن‬
‫إلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات مجبرا على التصريح وإجراء دراسة مسبقة حول مشروعه(املطلب ألاول)‪ ،‬بينما لم‬
‫‪226‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫يتم إلغاء أح ـ ـكام الش ـ ـراكة الواجبة على املتعامل ألاجنبي تحت اعتبارات خاصة‪ ،‬بالرغم من أن‬
‫قانون ترقية الاستثمار لسنة ‪ ،3001‬ألغى مجموعة من ألاحكام التي كرسها قانون تطوير‬
‫الاستثمار لسنة ‪ ،3000‬املعدل واملتمم بموجب ق ـ ـ ـوانين املالية لسنوات متتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالية (املطلب‬
‫الثاني)‪ ،‬ولعل كل هذه إلاجراءات املتتالية وغير املستقرة‪ ،‬يختـ ـ ـفي وراءها م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعيار املصلحة‬
‫الوطنية وحماية املنتجات الوطنية (املطلب الثالث)‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬

‫حلول إجراء التسجيل محل إجراء التصريح‬


‫في إطار محاولة تكييف القوانين مع متطلبات السوق الوطنية والدولية‪ ،‬والبحث على‬
‫تحفيزات تـ ـ ـ ـ ـزيل العوائق إلادارية املعقدة التي كثيرا ما كان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت عائقا أمام الاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثمارات‬
‫الوطنية وتشجيع الاس ـ ـ ـ ـ ـتثمارات ألاجنبية من أجل تسهيل ألامور عليهم وتحفيز استثماراتهم‬
‫وإضفاء املرونة على القواعد املنظمة لالستثمارات وألانشطة الاقتصادية‪ ،‬تم إلغاء إجراء‬
‫التصريح والدراسة املس ـ ـ ـ ـ ـ ـبقة املتعلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقة باملش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروع الاستث ـ ـ ـ ـماري واستبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداله بإجراء‬
‫التسـ ـ ـ ـ ـ ـجيل (الفرع ألاول)‪ ،‬ولقد تم تحديد مدة إنجاز الاستثمار بموجب وثيقة التس ـ ـ ـ ـ ــجيل‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬
‫التسجيل كإجراء تبسيطي لالستثمار‬
‫تم إدراج التسجيل بموجب أحكام قانون الاستثمار رقم ‪ 01-01‬املتعلق بترقية الاستثمار‬
‫امللغي ألحكام ألامر رقم ‪ 02-00‬املتعلق بتطوير الاستثمار‪ ،559‬والذي يعوض إجراء التصريح‬

‫‪ - 559‬حيث نصت املادة ‪ 0‬مكرر ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 02-00‬بمناسبة تعديله بموجب قانون املالية لسنة ‪ 3001‬على ما يلي‪:‬‬

‫"تخضع الاستثمارات ألاجنبية املنجزة في النشاطات الاقتصادية إلنتاج السلع والخدمات قبل انجازها إلى تصريح‬
‫باالستثمارات لدى الوكالة الوطنية لالستثمار"‬

‫"يجب أن يخضع كل مشروع استثماري أجنبي مباشر أو استثمار بالشراكة مع رؤوس أموال أجنبية إلى الدراسة املسبقة‬
‫من املجلس الوطني لالستثمار "‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫باالستثمار‪ ،‬وباعتبار أن املستثمر ألاجنبي ينتج سلع وخدمات وينجز نشاطات اقتصادية ‪560‬مثل‬
‫غيره من املستثمرين ألاجانب الذين يست ـ ـ ـثمرون في مجاالت إلانتاج والخدمات والنشاطات‬
‫الاقتصادية أثناء نشاطات الاستيراد وإعادة تصدير منتجاته وف ـ ـق ما رأينا في الباب ألاول من‬
‫الدراسة‪ ،‬مما يجعله يخضع إلجراء التسجيل بدال من إجراء التصـ ـ ـ ـ ـ ـريح والدراسة املسبقة‬
‫ملشروعه الاستثماري (أوال)‪ ،‬كما تقرر إجراء تسجيل املشاريع الاستثمارية أمام الوكالة‬
‫الوطن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية لتطوير الاستثمار(ثانيا)‪ ،‬ومن بينها الاستثمار في نشاط التجارة الخارجية (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املراد بإجراء التسجيل‬


‫تنص املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 01-01‬املتعلق بترقية الاستثمار على‪:561‬‬
‫» تخضع الاستثمارات قبل إنجازها من أجل الاستفادة من املزايا املـ ـ ـقررة في أحكام‬
‫هذا الـ ـ ـ ـقانون للتسجيل لدى الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار « ‪.‬‬
‫تم اعتماد إجراء التسجيل في أحكام القانون الاستثمار الجزائري الج ـ ـديد بدال م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن‬
‫إجراء التصريح الذي كان معموال به في ظل أحكام ألامر رقم ‪.02-00‬‬
‫تسجيل الاستثمار هو إلاجراء املكتوب الذي يعبر من خالله املستثمر على إرادته في إنجاز‬
‫استثمار في نشاط اقتصادي إلنتاج السلع أو الخدمات‪ ،‬والذي يدخل ضمن مجال تطبيق‬
‫القانون رقم ‪.01-01‬‬
‫يأتي إلاجراء بدال من التصريح باالستثمار وطلب الامتيازات وامللف إلاداري وتعويضها‬
‫بوثيقة وحيدة للتسجيل لدى الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار‪ ،‬حيث تمنح الحق في الحصول‬
‫على كل الامتيازات ‪.562‬‬

‫‪- 560‬تم الفصل في مسألة الطبيعة القانونية لنشاطات املبادالت التجارية‪ ،‬بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب أحكام املرسوم التنفيـ ـ ـ ـ ـذي رقم‬
‫‪ ،301-01‬مؤرخ في ‪ 31‬سـ ـ ـ ــبتمبر ‪ ،3001‬يحدد محتوى وتمحور وكذا شروط تسيير وتحيين مدونة ألانشطة الاقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادية‬
‫الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 561‬حيث تم إلغاء أحكام ألامر رقم ‪ 02-00‬بموجب القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون رقم ‪ ،01-01‬باستثناء املواد ‪ ( 1‬حول الوكالة الوطنية‬
‫لتطوير الاستثمار)‪ ،‬املادة ‪ 08‬حول (املجلس الوطني لتطوير الاستثمار ) واملادة ‪ 33‬تتعلق (بال مركزية املجلس الوطني‬
‫لالستثمار)‪.‬‬
‫‪228‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫يتجسد تسجيل الاستثمار على أساس شهادة تسجيل تقدمها الوكالة‪ ،‬ويتم إعدادها وفقا‬
‫لألش ـ ـ ـكال املحددة في امللحق رقم ‪ ،563 0‬وذلك من طرف املستثمر نفسه أو من طرف ممثله‬
‫القانوني أو إلاتفاقي بموجب وكالة مصادق عليها‪.564‬‬
‫يكون تسجيل املشروع الاستثماري الذي يساوي مبلغه أو يفوق ‪ 1‬ماليير د ج‪ ،‬وكذلك‬
‫تلك التي تمثل أهمية خاصة بالنسبة لالقتصاد الوطني بواس ـ ـ ـ ـ ـ ـطة خط خاص أو عبر الانترنيت‪،‬‬
‫بموجب قرار يتخذ من طرف املجلس الوطني لالستثمار‪ ،‬ويتقدم املستثمر أمام املصالح الجبائية‬
‫املختصة للحصول على املزايا وتنفيذها‪.565‬‬
‫يالحظ أنه من أجل الاستفادة من املزايا يجب تسجيل الاستثمارات التي تقدر ب‪1‬ماليير‬
‫دج مبلغ ضخم‪ ،‬وهو مبلغ ضخم ‪ ،‬يقص ي املشروعات الصغيرة من الاستفادة املقررة بموجب‬
‫هذا النظام‪ ،‬باإلضافة إلى ورود مصطلح املشاريع التي تمثل أهمية لالقتصاد الوطني بصفة‬
‫واسعة‪ ،‬دون إعطاء أية مؤشرات على تلك ألاهمية‪ ،‬باستثناء نظام الاستثمار املألوف في ظل‬
‫قوانين الاستثمار السابقة التي عرفتها املنظومة التشريعية الجزائرية من سنة ‪ 0112‬إلى غاية آخر‬
‫قانون لالستثمار وذلك بموجب القانون رقم ‪ 01-01‬املتعلق بترقية الاستثمار‪ ،‬واملتمثلة في‬
‫الاستثمارات في مناطق الجنوب والهضاب العليا وكل منطقة أخرى تتطلب تنميتها م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـساهمة‬
‫خاصة من ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف الدولة‪ ،‬واملشاريع الاستثمارية ذات الامتياز واملنشئة ملناصب الشغل‪.566‬‬

‫‪-562‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 003-01‬مؤرخ في ‪ 1‬مارس ‪ ،3001‬يحدد كيفيات تسجيل الاستثمارات وشكل ونتائج الشهادة‬ ‫=‬

‫املتعلقة بها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 8‬مارس ‪.3001‬‬

‫‪ -‬أشارت الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،01-01‬مرجع سابق‪ ،‬إلى صدور تن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظيم يقض ي في مسألة تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجيل‬
‫الاستثمارات‪ ،‬وفعال صدر املرسوم التنفيذي تسجيل الاستثمارات وكذا شكل ونتائج الشهادة امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتعلقة بها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،01‬الصادر في ‪ 8‬مارس ‪.3001‬‬
‫‪- 563‬يتم تسجيل الاستثمار على أساس الشهادة املحددة بموجب امللحق املرفق في أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪،003-01‬‬
‫وذلك وفق ما تضمنته املادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ ،01-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-564‬يتم التسجيل أمام الوكالة وفق النموذج املحدد في امللحق رقم ‪ ، 3‬املرفق بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،003-01‬املرجع‬
‫نفسه‪.‬‬
‫‪-‬راجع أيضا أحكام املادة ‪ 1‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 565‬أنظر املادة ‪ 2‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪- 566‬راجع أحكام املادتين ‪ 01‬و‪ 30‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪229‬‬
‫وﺿﻊ آﻟﻴﺎت ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ ول‬

‫اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﻣﻦ أ ﺟﻞ ﻞ اﻟﻌﺘﺎد‬ ‫ﻳﺮاﻓﻖ ﺬا اﻟﺘﺪﺑ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎء ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻢ ﻋ‬


‫واﻟﺘﺠ ات اﳌﺴﺘﻮردة‪.567‬‬
‫ﻧﺬﻛﺮ أن إﺟﺮاء اﻟﺘﺼﺮ ﺢ ﺑﺎﻻﺳ ﺜﻤﺎر ﻗﺒﻞ ﻌﺪﻳﻞ ﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 03-01‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎر‬
‫ﺿﻤﻨﻴﺎ إﺟﺮاء اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﺴﺒﻖ ﻻﻧﺠﺎز اﳌﺸﺎر ﻊ‬ ‫ﺑﻤﻮﺟﺐ أﺣ ﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،09-16‬ﻗﺪ أﻟ‬
‫ﺳ ﺜﻤﺎر ﺔ ﺑﺎﺳﺘ ﻨﺎء اﳌﺸﺎر ﻊ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪة ﻣﻦ اﳌﺰاﻳﺎ اﳌﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮ ﺢ ﻟﺪى اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ‬
‫ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪ 04‬ﻣﻨﮫ ﻣﺎﻳ ‪:‬‬ ‫ﺳ ﺜﻤﺎر‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎء‬
‫ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟ ﺸﺮ ﻊ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ‬ ‫ﺣﺮ ﺔ ﺗﺎﻣﺔ‬ ‫"ﺗﻨﺠﺰ ﺳ ﺜﻤﺎرات‬
‫ﺑﺎﻟ ﺸﺎﻃﺎت اﳌﻘﻨﻨﺔ وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒ ﺌﺔ ‪."....‬‬
‫ﻻ ﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺪاﺑ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ إﻻ اﳌﺸﺎر ﻊ ذات اﳌﺴﺎ ﻤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﳌﺸﺎر ﻊ اﻟﺘﺠﺎر ﺔ‪.‬‬
‫ﻏ أﻧﮫ ﺗﻢ ﺗﺪارك اﳌﺴﺄﻟﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ أﺣ ﺎم ﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 03-01‬اﳌﻌﺪل واﳌﺘﻤﻢ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ‬
‫اﳌﺴ ﺜﻤﺮ ﺟﻨ دون اﳌﺴ ﺜﻤﺮ اﻟﻮﻃ ﻣﺠ ﺑﺈدﻻء ﺗﺼﺮ ﺢ ﻟﺪى اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎر‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺒﻞ إﻧﺠﺎز ﻣﺸﺮوع اﻟ ﺸﺎط ﻗﺘﺼﺎدي ﻹﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻊ وا ﺪﻣﺎت ﺣ‬
‫اﳌﺰاﻳﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻌﺪ رأي اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎر إﺟﺒﺎري وﻟ ﺲ اﺳ ﺸﺎري‪ ،‬و ﺎن اﳌﺴ ﺜﻤﺮ‬
‫ﺟﻨ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺜﻼﺛﻴﺔ اﻟﺮﺧﺼﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﻀﺮورة ﻣﺮاﻋﺎﺗﮫ ﻟ ﻞ ﻣﻦ اﻟ ﺧﻴﺺ‪ ،‬ﻋﺘﻤﺎد واﻟﺪراﺳﺔ‬
‫اﳌﺴﺒﻘﺔ ﳌﺸﺮوﻋﮫ ﺳ ﺜﻤﺎري ‪.568‬‬
‫ﺗﻢ إﻟﻐﺎء ﻞ ﺗﻠﻚ ﺟﺮاءات ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن ﺗﺮﻗﻴﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر رﻗﻢ ‪ ،09-16‬ﻟﻴﺘﻮاﺟﺪ‬
‫ﺴﺎﻃﺔ ﻋ ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻚ اﻟ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮ أﻛ‬ ‫اﳌﺴ ﺜﻤﺮ أﻣﺎ إﺟﺮاءات ﺟﺪﻳﺪة ﻣﺮة أﺧﺮى‪ ،‬و‬
‫ﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﺔ‪.‬‬ ‫ﺳﺒﻘ ﺎ‪ ،‬ﺬا ﻋ‬

‫ﻴﻞ إﺟﺮاء ﺟﺪﻳﺪ أﻣﺎم اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎر‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟ‬
‫ﺗﻢ إ ﺸﺎء اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎرﺑﻤﻮﺟﺐ اﳌﺎدة ‪ 6‬ﻣﻦ ﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 03-01‬اﳌﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﻇﻞ أﺣ ﺎم اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘﺎﻧﻮن‬ ‫ﺑﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎر‪ ،‬وﺗﻢ ﺗﺜ ﻴ ﺎ واﻟﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴﻚ ﺑﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔﺲ اﻟ ﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤﻴﺔ‬

‫‪ - 567‬ذﻟﻚ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮة و ﻣﻦ ﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ ،102-17‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬


‫ا ﺰاﺋﺮ‪-‬اﻟﻘﻄﺎع اﳌﺼﺮ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪ ،"-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪ - 568‬ﺗﻮا ﻲ ﻧﺼ ة‪" ،‬ﻧﺤﻮ ﺗﺠﻤﻴﺪ ﺳ ﺜﻤﺎر ﺟﻨ‬
‫‪230‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫رقم ‪ ،56901-01‬وذلك بالرغم من إعادة تسمية قانون الاستثمار الجزائري بنفس تسمية قانون‬
‫الاستثمار لفترة ما بعد تكريس نظام اقتصاد السوق بعد أن حل محل الاقتصاد املوجه‪ ،‬أي‬
‫استخدام مصطلح ترقية الاستثمار مجددا بدال من تطوير الاستثمار‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مدى اختصاص الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار باالستثمارات في نشاط‬


‫التجارة الخارجية‬
‫جاءت صياغة املادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 01-01‬بشكل فضفاض‪ ،‬حيث شملت استثمارات‬
‫اقتناء أصول التي تندرج في إطار استحداث نشاطات جديدة وتوسيع قدرات إلانتاج و‪/‬أو إعادة‬
‫التأهيل‪ ،‬واملساهمات في رأسمال‪،‬‬
‫كما تكون قابلة لالستفادة من املزايا في مفهوم املادة ‪ ،3‬السلع بما فيها تلك املجددة‬
‫التي تشكل حصصا عينية خارجية تدخل في إطار عمليات نقل النشاطات من الخارج‪.570‬‬
‫السؤال املطروح‪ ،‬هو هل كل الاستثمارات التي نص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت عليها املادة ‪ 3‬من ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون رقم‬
‫‪ 01-01‬لها عالقة بالوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار؟ بصيغة أخرى هل الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫الاستثمار مختصة في تسجيل الاستثمارات في مجال التجارة الخارجية؟‬
‫نجيب على هذه إلاشكالية من خالل تحديد نطاق الاستثمار الوارد في نص املادة ‪ 3‬من‬
‫القانون رقم ‪ ،01-01‬من حيث املزايا التي تمنحها الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار‪ ،‬ومن حيث‬
‫النزاعات التي تنشب في إطار إنجاز الاستثمارات سواء في مجال التجارة الخارجية أو الاستثمارات‬
‫املحددة بمفهوم نص املادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪.01-01‬‬
‫‪-5‬من حيث نطاق الاستثمار الوارد في املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪08-56‬‬
‫تنص املادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 01-01‬يتعلق يترقية الاستثمار على‬

‫‪ - 569‬ذلك بموجب نص املادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ ،01-01‬يتعلق بتطوير الاستثمار‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-570‬املادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ ،01-01‬يتعلق بتطوير الاستثمار‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫"يقصد باالستثمار في مفهوم القانون رقم ‪: 08-56‬‬


‫‪-‬اقتناء أصول تندرج في إطار استحداث نشاطات جديدة‪ ،‬أو توسيع قدرات إلانتاج أو إعادة‬
‫التأهيل‪.‬‬

‫‪-‬املساهمة في رأسمال الشركة"‬


‫تنص املادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 08-56‬على‪:‬‬
‫" تعد استثمارات في مفهوم املادة ‪ 2‬وتكون قابلة لالستفادة من املزايا‪ ،‬السلع بما فيها تلك‬
‫املحددة التي تشكل حصصا عينية خارجية تدخل في إطار عمليات نقل النشاطات من‬
‫الخارج"‪.‬‬
‫نفهم من خالل املادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،01-01‬أن مفهوم الاستثمار جاء واسعا‪ ،‬بحيث‬
‫أن استحداث نشاطات جديدة قد يكون في كل أنواع النشاطات الاقتصادية‪ ،‬ومنها نشاطات‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬ونفس ألامر ينطبق على الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ ،3‬فيما يخص رأسمال الشركة‪.‬‬
‫كما تم إدخال الاستثمار في مجال السلع بما فيها تلك املحددة التي تشكل حصصا عينية‬
‫خارجية تدخل في إطار عمليات نقل النشاطات من الخارج‬
‫من أجل حصر نطاق مضمون النشاطات الاقتصادية‪ ،‬نعود إلى نص املادة ‪ 2‬من‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،301-01‬يحدد محتوى وتمحور وكذا شروط تسيير وتحيين مدمنة‬
‫ألانشطة الاقتصادية الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري‪ ،‬حيث تنص املدة ‪ 2‬منه على‪:‬‬
‫" تتشكل مدونة ألانشطة الاقتصادية من قطاعات النشاطات التالية‪:‬‬
‫إنتاج السلع‬
‫مؤسسات إلانتاج الحرفي‬
‫التوزيع بالجملة‬
‫الاستيراد إلعادة البيع على الحالة‬
‫التوزيع بالتجزئة القارة وغير القارة‬
‫الخدمات‬
‫التصدير"‬
‫‪232‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫بالعودة إلى نص املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،01-01‬املتعلق بترقية الاستثمار‪ ،‬نجد أن‬
‫املشرع استخدم مصطلح النشاطات الاقتصادية‪ ،‬واشترط أن تمارس الاستثمارات في ظل احترام‬
‫النصوص والتنظيمات واملهن وحماية البيئة وكل النشاطات الاقتصادية‪ ،‬حيث تنص املادة ‪2‬‬
‫على‪:‬‬
‫" تنجز الاستثمارات املذكورة في أحكام هذا القانون في ظل احترام القوانين والتنظيمات‬
‫املعمول بها‪ ،‬السيما تلك املتعلقة بحماية البيئة وبالنشاطات واملهن ‪.....‬وبصفة عامة ممارسة‬
‫النشاطات الاقتصادية"‪.‬‬
‫مما يفهم أن نشاطات التصدير والاستيراد ( املبادالت التجارية الدولية)‪ ،‬نشاطات‬
‫اقتصادية بأتم معنى الكلمة تخضع للتسجيل كغيرها من النشاطات الاقتصادية ألاخرى‪ ،‬وذلك‬
‫أمام الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار‪.‬‬
‫كما نالحظ أن املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،301-01‬ميزت وألول مرة وفصلت بين‬
‫نشاطات الاستيراد ونشاطات التصدير‪.‬‬
‫‪-2‬من حيث املزايا التي تمنحها الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار‬
‫يعد إجراء التصريح الوارد في صلب املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،01-01‬والذي سبق وأن‬
‫تضمنته نص املادة ‪ 2‬من ألامر رقم ‪ 02-00‬املتعلق بتطوير الاستثمار مجرد إجراء شكلي‪ ،‬ال‬
‫يتطلب موافقة إدارية‪ ،‬فهو إجراء إحصائي إعالمي ال يمنح إلادارة سلطة التدخل في إجراءات‬
‫الاستثمار وال يتطلب موافقتها السابقة‪ ،‬فهي تعد عالقة أولية إلنجاز املشروع الاستثماري‪.‬‬
‫يضع إجراء تسجيل الاستثمار الذي يعوض إجراء التصريح باالستثمار حدا لنظام‬
‫الترخيص املسبق الذي ورد بموجب أحكام املرسوم التشريعي رقم ‪ 03-12‬املتعلق بترقية‬
‫الاستثمار‪.571‬‬

‫‪ -571‬أوباية مليكة‪ ،‬املعاملة إلادارية لالستثمارات في النشاطات املالية وفقا للـ ـقانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪233‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫وردت املزايا التي يستفيد منها املستثمر في أحكام القانون رقم ‪ 01-01‬بموجب املواد ‪ 1‬إلى‬
‫‪ 01‬منه‪ ،‬إال أنها مزايا تخاطب الاستثمار بمفهوم قانون الاستثمار‪ ،‬تخرج نشاطات الاستثمار في‬
‫الاستيراد والتصدير من الاستفادة من تلك املزايا‪.‬‬
‫‪-6‬من حيث النزاعات‬
‫تم النص على تنصيب لجان طعن خاصة بنزاعات الاستثمار بموجب تعديل قانون‬
‫الاستثمار لسنة ‪ ،2006‬وتم الاحتفاظ بها في ظل أحكام قانون الاستثمار رقم ‪ 08-56‬املتعلق‬
‫بترقية الاستثمار‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 55‬منه على ‪:‬‬
‫"يحق للمستثمر الذي يرى أنه غبن من إدارة أو هيئة مكلفة بتقييد هذا القانون بشأن‬
‫الاستفادة من املزايا أو كان موضوع إجراء سحب أو تجريد من الحقوق شرع فيه تطبيقا‬
‫ألحكام املادة ‪ 62‬من ذات القانون‪ ،‬الطعن أمام لجنة تحدد تشكيليتها وتنظيمها وسيرها عن‬
‫طريق التنظيم‪ ،‬وذلك دون املساس بحقه في اللجوء إلى الجهة القضائية املختصة"‪.‬‬
‫تختص اللجنة في النظر في الطعون املرتبطة باالستفادة من املزايا أو سحبت منها أو تم‬
‫تجريده من الحقوق التي استفاد منها بموجب أحكام قانون الاستثمار ال غير‪ ،‬بينما ال تختص‬
‫اللجنة في النظر في طعون املستثمر في نشاطات التجارة الخارجية ‪ ،‬بل حتى ال نجد أي أثر ملثل‬
‫هذه اللجان في إطار التجارة الخارجية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫تنفيذ إجراءا ت التسجيل أمام الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار‬
‫تم إلغاء التصريح باالستثمار وحل محله إجراء التسجيل أمام الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫الاستثمار( أوال)‪ ،‬والتي تعتني بالقيام بمجموعة من املهام في سبيل تنفيذ املشروع الاستثماري‬
‫(ثانيا)‪ ،‬كما أنه تحديد أجل إنجاز الاستثمار في وثيقة التسجيل (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الطبيعة القانونية للوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار‬


‫الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار مؤسسة عمومية إدارية تتمتع بالشخصية املعنوية‬
‫والاستقالل املالي‪ ،‬حيث أنه تم تحويل الوكالة بموجب القانون رقم ‪ 01-01‬إلى قطب لدعم‬
‫‪234‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫واستشارة وتوجيه ومراقبة املستثمر من خالل تخليصها من عبئ تسيير املزايا التي ستؤول إلى‬
‫مركز تسيير املزايا الذي يديره إطار من مصلحة الضرائب‪.‬‬
‫حيث تم ترشيد منظومة التحفيزات الخاصة باالستثمار الستهداف الاستثمارات التي‬
‫تدخل في صميم السياسة الاقتصادية املتبعة من طرف الدولة والتي تهدف إلى تبسيط من أجل‬
‫الحصول على املزايا‪ ،‬ومراجعة نظام التحفيزات بعد تزويد القطاع الصناعي بتحفيزات خاصة‬
‫به والتوفيق بين املنظومة الحالية التي كانت تعمل منفردة وحذف تدابير التحفيزات ذات الطابع‬
‫الظرفي‪.572‬‬

‫ثانيا‪ :‬مهام الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار في ظل قانون الاستثمار الجديد‬


‫بما أنه تم تعدي إلاجراءات إلادارية التي يلتزم بها املستثمر الوطني وألاجنبي‪ ،‬فتم إحداث‬
‫تغييرا ت في مهام الوكالة وذلك بجمع ومعالجة ونشر املعلومة املرتبطة باملؤسسة والاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثمار‬
‫لفائدة املستثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمرين‪ ،‬مساعدة ومرافقة املستثمرين في كل مراحل املشروع‪ ،‬بما فيها ما بعد‬
‫إلانجاز تسجيل الاستثمارات ومتابعة تقدم املشاريع وإعداد إحصائيات إلانجاز وتحليلها‪ ،‬تسهيل‬
‫بالتعاون مع إلادارات املعنية الترتيبات للمستثمرين وتبسيط إجراءات وشكليات إنشاء‬
‫املؤسسات وشروط استغاللها وانجاز املشاريع‪ ،‬ترقية الشراكة والفرص الجزائرية لالستثمار عبر‬
‫إلاقليم الوطني في الخارج‪.573‬‬
‫تم تسجيل قرابة ‪ 1000‬مستثمر أجنبي في إطار ممارسة ألانشطة التجارية خالل الفترة املمتدة‬
‫بين ‪ 20‬ديسمبر ‪ 3008‬و‪20‬ديسمبر ‪ ،3001‬ونجد ‪ 101‬منهم يستثمرون في مجال الاستيراد‪ ،‬إال‬
‫أنه لم تسجل الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار خالل نفس الفترة إال ‪ 020‬تصريح باالستثمار‬
‫ألاجنبية‪ ،‬تم قبولها من طرف املجلس الوطني لتطوير الاستثمار‪.‬‬
‫بالرغم من بساطة إلاجراء‪ ،‬إال أن املستثمر يتهرب من تنفيذ إلاجراءات إلادارية ‪.‬‬

‫‪ -572‬معيفي لعزيز‪ ،‬الوسائل القانونية لتفعيل الاستثمارات في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ، 3001 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪- 573‬راجع أحكام املادة ‪ 2‬من املرسوم التنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفيذي رقم ‪ 000-01‬مؤرخ في ‪ 1‬مارس ‪ ،3001‬يعدل ويتمم املرسوم التنفيذي‬
‫رق ـ ـم ‪ 211-01‬مؤرخ في ‪ 1‬أكتوبر ‪ ،3001‬يتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار وتن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظيمها وسي ـ ـ ـرها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 8‬مارس ‪.3001‬‬
‫‪235‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثالثا ‪:‬أجل إنجاز الاستثمار مسجل في وثيقة التسجيل‬


‫تنص املادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ 01-01‬على ‪:‬‬
‫»يجب أن تنجز الاستثمارات في أجل متفق عليه مسبقا مع الوكالة« ‪.‬‬
‫مما يعني أنه يتعين على املستثمر احترام آجال إنجاز املشروع الذي يجب أن يسجل في‬
‫وثيقة التسجيل‪ ،‬علما أنه يتم تسليم شهادة التسجيل للمستثمر فور الانتهاء من إجراءات‬
‫التسجيل تمكن من الحصول على املزايا التي له الحق فيها لدى كل إلادارات والهيئات املعنية‪.574‬‬

‫املطلب الثاني‬

‫الشراكة كقيد على حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬


‫يعد التزام إجراء الشركة ألاجنبية شراكة مع متعامل وطني إجراء مستحدث في ظل‬
‫أحكام قانون املالية لسنة ‪ ،3001‬و هو قانون سجل العديد من التناقضات وحتى تجاوزات في‬
‫مجال تدرج القوانين‪ ،‬فنجد مثال أن إجراء الشراكة يمس بمبدأ املعاملة التمييزية بين املستثمر‬
‫الوطني وألاجنبي‪ ،‬باعتباره إجراء مفروض على املستثمر ألاجنبي فقط‪ ،‬ونتعرض لهذا إلاجراء‬
‫بالتطرق لتعريف الشراكة (الفرع ألاول)‪ ،‬تمييز إجراء الشراكة عن بعـ ـ ـ ـ ـ ـض املفاهيم (الفرع‬
‫الثاني)‪ ،‬وتحديد مضمون الالتزام املحدد بموجب أحكام قانون املالية لسنة ‪ 3001‬املعدل وملتمم‬
‫(الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫التعريف بالشراكة‬
‫ظهرت الشراكة كمنهج نظري و سياسة اقتصادية في أواخر الثمانينات‪ ،‬فأصبحت تمثل‬
‫الحل الرابط بين القطاع العام والقطاع الخاص قبل أن تتحول إلى آلية للتعاون والتكامل بين‬
‫متعاملين اقتصاديين من جنسيات مختلفة‪ ،‬لتصبح أهم وسيلة للحد من السياسات الاحتكارية‬

‫‪ - 574‬الفقرة ‪ 0‬من املادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،01-01‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪236‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫التي كانت املؤسسة الاقتصادية تلجأ إليها بفعل تزايد حدة املنافسة فيما بينها ‪ ،‬وتعد بذلك‬
‫إستراتيجية وضعتها املؤسسة الاقتصادية ملسايرة ألاوضاع التي كانت تعيشها‪.575‬‬
‫هناك تباين بين الشراكة بصفة عامة(أوال) والشراكة ألاجنبية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الشراكة‬


‫الشراكة عالقة محددة في الزمان وقائمة على أساس التعاون املشترك من أجل تحقيق‬
‫املصالح وألاهداف املشتركة لألطراف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشراكة ألاجنبية‬


‫هي عقد أو اتفاق بين مشروعين أو أكثر قائم على التعاون بين الشركاء وتتعلق بنشاط‬
‫إنتاجي أو خدماتي أو تجاري قائم على أساس ثابت‪ ،‬وال يقتصر التعاون على مساهمة ألاطراف في‬
‫الرأسمال‪ ،‬وإنما يشمل املساهمة الفنية الخاصة بعملية إلانتاج و استخدام براءات الاختراع‬
‫والعالمات التجارية واملعرفة التكنولوجية واملساهمة في كافة عمليات إلانتاج والتسويق وتقاسم‬
‫الطرفان املنافع وألارباح التي تتحقق من هذا التعاون طبقا ملدى املساهمة املالية والفنية لكل‬
‫منهما‪.576‬‬
‫ظهرت الشراكة ألول مرة بين املستثمر الوطني واملستثمر ألاجنبي على املستوى الدولي عام‬
‫‪ ،0110‬بموجب أحكام ألامر رقم ‪ 33-10‬مؤرخ في ‪ 03‬أفريل ‪ ،5770110‬يتضمن تحديد إلاطار‬
‫الذي تمارس فسه الشركات ألاجنبية نشاطها في ميدان البحث عن الوقود واستغالله‪.‬‬

‫‪ - 575‬أوشن ليلى‪ ،‬الشراكة ألاجنبية و املؤسسة الاقتصادية الجزائرية‪ ،‬مذكرة لنيل درجة املاجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون‬
‫التعاون الدولي‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،3000،‬ص‪.00‬‬
‫‪ - 576‬كمال رزيق و فارس مسدور‪" ،‬الشراكة ألاوروبية بين واقع الاقتصاد الجزائري و الطموحات التوسعية القتصاد الاتحاد‬
‫ألاوروبي"‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقﻰ الوطني حول ألالفية الثالثة‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية و التسيير‪ ،‬جامعة سعد‬
‫دحلب‪ ،‬البليدة ‪ ،‬ماي ‪ ،3003‬ص ‪.300‬‬
‫‪-577‬أمر رقم ‪ 33-10‬مؤرخ في ‪ 03‬أفريل ‪ ،0110‬يتضمن تحديد إلاطار الذي تمارس فيه الشركات ألاجنبية في ميدان البحث عن‬
‫الوقود واستغالله‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،20‬الصادر في ‪ 02‬أفريل ‪.0110‬‬
‫‪237‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثاني‬
‫تمييز الشراكة عن بعض املفاهيم املشابهة لها‬
‫نميز الشراكة مع كل من الاندماج و الاقتناء(أوال) وكذلك مع التحالف الاستراتيجي(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪:‬تمييز الشراكة عن الاندماج و الاقتناء‬


‫في حين أن الشراكة تبقي على املؤسسة ألاصلية و ينتج عن عقد الشراكة ميالد‬
‫مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروع‬
‫أو وحدة جديدة تتمتع بالشخصية القانونية و تكتسب اسم موطن‪ ،‬بينما يؤدي الاندماج‬
‫والاقتناء إلى زوال املؤسسة ألاصلية و ظهور مؤسسة جديدة‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬تمييز الشراكة ألاجنبية عن الاستثمار ألاجنبي املباشر‬


‫تختلف الشراكة ألاجنبية عن الاستثمار ألاجنبي املباشر كون هذا ألاخير يقوم على الانفراد‬
‫باإلنتاج و امللكية الكاملة لرأس املال في حين تهدف عقود الشراكة إلى التعاون والتشارك سواء في‬
‫إدارة املشروع أو تحمل املخاطر‪ ،‬فهدف الشراكة بالنسبة للطرف الوطني هو الوصول إلى إنتاج‬
‫مواد ذات نوعية رفيعة وتسويقها لحسابها الخاص للتمكن من املنافسة ألاجنبية‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للشريك ألاجنبي في من خالل املنافسة يحمي نفسه من أزمة التنافسية وإمداد مرحلة النمو‬
‫ملنتجاته من جهة و تضمنه مخاطر التأميم من جهة أخرى‪.578‬‬

‫ثالثا‪:‬تمييز الشراكة الوطنية عن الشراكة ألاجنبية‬


‫الشراكة الوطنية تكون بفعل شراكة الدولة بموجب فتح أسهم ملستثمر وطني مقيم بينما‬
‫الشراكة ألاجنبية تعد شكل من أشكال الاستثمار ألاجنبي املباشر‪ ،579‬و وسيلة يتم اللجوء إليها‬
‫لرفع تحديات العوملة فتتخذ إما شكل إقامة مشروعات جديدة أو زيادة الكفاءة إلانتاجية‬
‫ملشروعات قائمة فعال من خالل إدماجها في مشروع مشترك يخضع إلدارة جديدة ‪.‬‬

‫‪ - 578‬أوشن ليلى‪ ،‬الشراكة ألاجنبية واملؤسسة الاقتصادية الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01-01‬‬
‫‪579‬‬
‫‪-DOMINIQUE Carreau et JULLIARD Patrique, Droit international économique, op cit, p .332.‬‬

‫‪238‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثالث‬
‫مضمون التزام الشراكة التي فرضها قانون املالية لسنة ‪ 2008‬املعدل واملتمم‬
‫تخلى املشرع الجزائري عن الشراكة املعمول بها في ظل النظام الاشتراكي بموجب قانون‬
‫الشركات املختلطة‪ ،‬ليعود ليكرس مثل هذه ألاحكام من جديد بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب قانون املالية لسنة‬
‫‪ ،3001‬وفي ظل معطيات اقتصادية ال تختلف كثيرا عن تلك التي شهدناها في ظل النهج‬
‫الاشتراكي‪.‬‬
‫حيث ال يمكن أن تمارس أنشطة الاستيراد بغرض إعادة بيع الواردات على حالتها من‬
‫طرف ألاشخاص الطبيعية أو املعنوية ألاجانب إال بموجب الشراكة باألقلية مع العون‬
‫الاقتصادي الجزائري ‪.‬‬
‫و ‪ 01%‬بالنسبة للمستثمر‬ ‫‪580‬‬ ‫تقدر نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبة املساهمة الوطنية املق ـ ـ ـ ـ ـيمة ب ‪10 %‬‬
‫ألاجنبي‪ ،‬وهي نفس النسب التي يحددها قانون املالية لسنة ‪ 3000‬بعدما كانت هذه النسب‬
‫مقدرة ب‪ %20‬بالنسبة للمستثمر ألاجنبي و‪ %10‬بالنسبة للمستثمر الوطني وذلك في ظل أحكام‬
‫قانون املالية لس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة ‪.581 3001‬‬
‫نالحظ أن املشرع احتفظ بالنسب املحددة في ظل أحكام قانون املالية لسنة ‪ 3001‬في‬
‫أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،080-01‬الذي يحدد شروط ممارسة أنشطة استيراد املواد‬
‫ألاولية واملنتوجات والبضائع املوجهة إلعادة البيع على حالتها من طرف الشركات التجارية التي‬
‫يكون فيها الشركاء أجانب ‪.582‬‬

‫‪ - 580‬ذلك بموجب نص املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ،08-02‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،3002‬يتضمن قانون ال ـ ـ ـ ـ ـ ـمالية التكميلي‬
‫لس ـ ـ ـ ـ ـنة ‪ ،3000‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،18‬الصادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،3002‬التي تعدل نص املادة ‪ 0‬مكرر ‪ 0‬من ألامر رقم ‪،02-00‬‬
‫يتعلق بتط ـ ـ ـ ـ ـوير الاستثمار‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 581‬كانت هذه النسبة محددة بموجب نص املادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ ،00-01‬يتعلق بقانون املالية لسنة ‪ ،3001‬م ـ ـ ـ ـرجع‬
‫سابق‪.‬‬
‫‪ - 582‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،080-01‬مؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ 3001‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،20‬الصادر في ‪ 20‬ماي ‪ ،3001‬معدل و متمم‬
‫بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،311-01‬مؤرخ في ‪ 03‬سبتمبر ‪ ،3001‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪239‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أمر من شأنه أن يخلق تناقض من حيث نسب مشاركة لكل طرف‪ ،‬وكذلك من حيث‬
‫القانون الذي سوف يعتد به‪ ،‬هل بموجب أحكام ألامر رقم ‪ 02-00‬املعدل و املتمم‪ ،‬أم بموجب‬
‫أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 080-01‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫تم التوحيد في هذه النسب بالنسبة لالستثمارات املنجزة بالشراكة مع املؤسسات‬
‫العمومية الاقتصادية ‪ ،583‬بينما يقصد باملساهمة الوطنية جمع عدة شركاء‪.584‬‬
‫تعد مثل هذه التدابير في الاستثمارات تعجيزية‪ ،‬حيث يجب أن تتوفر على مستوى معين‬
‫من التكنولوجيا ‪ ،‬كما تظل مسألة جمع املستثمر ألاجنبي للمساهمة الوطنية مسألة غامضة‪.‬‬
‫ال تمنح املساهمة بأقلية في رأس املال الطرف الوطني املقيم املساهم حق امللكية‪ ،‬ولكن‬
‫فقط حق املساهمة في تسيير الشركة‪ ،‬وبالرغم من ذلك يكفي أحيانا أن يمتلك الطرف املحلي‬
‫‪La minorité de‬‬ ‫مجموعة أسهم تقل عن ‪ %10‬حتى يشكل ما يسمى باألقلية املعرقلة "‬
‫‪ ،"blocage‬وهو ما يؤثر بصفة محسوسة في تسييرها‪.‬‬
‫ضف إلى ذلك‪ ،‬ما يترتب عن هذه التدابير من عدم الاستفادة من نقل التكنولوجيا‬
‫لالقتصاد الوطني من خالل استفادة املساهمين املحليين من التجارب ألاجنبية ‪ ،‬وإنما املنتظر‬
‫منهم التصرف كمساهمين فقط‪.‬‬
‫إجراء تطبيق حد أقص ى على ملكية ألاجانب يفرض عند إنجاز استثمارات جديدة‪ ،‬أو في حالة‬
‫إنجاز استثمارات بالشراكة مع املؤسسات العمومية الاقتصادية‪ ،‬السيما الخوصصة عن طريق‬
‫فتح رأس مال املؤسسات العمومية الاقتصادية على املساهمة ألاجنبية‪.‬‬

‫‪ - 583‬املادة ‪ 0‬مكرر ‪ 0‬من ألامر رقم ‪ ،02- 00‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 584‬نصت املادة ‪ 00‬مكرر من القانون نفسه املتممة بموجب املادة ‪ 11‬من قانون املالية لسنة ‪ 3000‬الصادر بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 08-02‬مؤرخ في ‪20‬ديسمبر‪ ،3002‬على مايلي ‪ ":‬ال يمكن إنجاز الاستثمارات ألاجنبية إال في إطار شراكة تمثل‬
‫فيها املساهمة الوطنية املقيمة نسبة ‪ % 15‬على ألاقل من رأسمالها الاجتماعي ‪ ،‬ويقصد باملساهمة الوطنية جمع عدة‬
‫شركاء‪."...‬‬

‫‪240‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫املطلب الثالث‬
‫املصلحة الاقتصادية الوطنية كأساس لتقييد الاستثمار ألاجنبي في مجال التجارة‬
‫الخارجية‬
‫ألجل الحفاظ على املصالح الاقتصادية الوطنية والصنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاعة الوطنية خاصة الفت ـ ـ ـ ـ ـية‬
‫منها‪ ،‬فرض على املستثمرين ألاجانب التقيد بقواعد جديدة باسم السيادة الوطنية واملواطنة‬
‫‪ La souveraineté Nationale‬و‪ Le patriotisme Economique‬الاقتصادية‬
‫وهو ما أثار النقاش بين املحللين واملختصين‪ ،‬حيث ربط البعض اس ـ ـ ـ ـ ـ ـتخدام هذه‬
‫الشعارات من السلطات الجزائرية بشعورها بضعف سلطتها إزاء تعديل العالقات الاقتصادية‬
‫والسياسية الخارجية‪.‬‬
‫كما نتج عن تدابير قوانين املالية لسنتي ‪ 3001‬و‪ 3000‬املكرسة مؤخرا والتي كرست‬
‫بطريقة ما تدخل الدولة ورغبتها في التحكم في الاقتصاد الوطني ومن ذلك قطاع التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬ويمكن تقسيم وجهات نظر الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاديين في هذا املجال إلى مقاربتين (الفرع‬
‫ألاول)‪ ،‬كما تم وضع افتراضات بشأن ألاسباب الحقيقية لتدابير قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوانين املالية ‪ 3001‬و‪3000‬‬
‫( الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫تفسير عودة الدولة ملراقبة قطاع التجارة الخارجية ابتداء من قانون املالية‬
‫لسنة ‪ 2008‬و‪2050‬‬
‫اعت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنقت الجزائر مبادئ اقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتصاد السوق وانتهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجت الدور الضابط من النشاط‬
‫الاقتصادي من أجل تحفيز املبادرة الخاصة‪ ،585‬وتفعيل الاستثمارات الوطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنية وألاجن ـ ـ ـ ـ ـ ـبية‪،‬‬
‫على أن يحترم العون الاقتصادي مجموعة من النصوص القانوني ـ ـ ـ ـة السارية املفعول‪ ،‬إلى‬

‫‪585‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid, « De l’état interventionniste à l’état régulateur : exemple algérien », revue‬‬
‫‪critique de droit et de sciences politiques, n°1, Université de Bejaia, 2008, p. 9 et 11.‬‬

‫‪241‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهرت الدولة ترجع من جديد إلى املجال الاقتصادي‪ ،‬بوجه جديد تطفو عليه صفة التدخل‬
‫عن طريق مجموعة من آلاليات التي من شأنها أن تحد من حرية املبادرة‪.‬‬
‫من أهم آلاليات املتخذة مؤخرا من طرف املشرع الجزائري تح ـ ـ ـ ـت تأثير ‪-‬خاصة انخفاض‬
‫أسعار املحروقات‪ ،‬عدم تمكن القطاع الخاص في التص ـ ـ ـ ـ ـدير خارج املحروقات‪ ،‬عدم نجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاعة‬
‫اتفاقات الشراكة التي أبرمتها الجزائر مثل اتفاق الشراكة مع دول الاتحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد ألاوربي وات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاق‬
‫الشراكة مع الدول العربية‪ ،‬عدم التمكن من وضع حيز النـ ـفاذ املناطق الحرة املنتظر وضعها حيز‬
‫النفاذ بموجب هاتين الاتفاقيتين‪ ،-‬نجد وضع حيز النفاذ نظام الحصص ونظام الرخص ‪ ،‬والتي‬
‫تعد بنظر املبادئ والقواعد التي تنظم التجارة الدولية واملبادالت التجارية الدولية قيودا ومظهر‬
‫من مظاهر الحمائية التي الطاملا تعمل املنظمة العاملية للتجارة محوها‪ ،‬بل العـ ـ ـ ـ ـ ـمل على تحقيق‬
‫نقيض منها وهو تحقيق التحرير التام للمبادالت التجارية الدولية وإزالة كل الق ـ ـ ـ ـ ـيود والعراقيل‬
‫التي تحول دون ذلك‪.‬‬
‫يمكن استخالص مقاربتين وراء الظهور الجديد للدولة وذلك كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رغبة الدولة إعادة هيكلة السياسة الاقتصادية‬


‫يرى أنصار املقاربة ألاولى أن التدابير ذريعة إلعادة هيكلة السياسة الاقتصادية دون‬
‫الحياد أو التراجع عن سياسة الانفتاح الاقتصادي ‪ ،586‬وذلك بالنظر إلى معطيات الاقتصاد‬
‫الجزائري السلبية في معظمها‪ ،‬خاصة ركود إنتاج املؤسسات الاقتصادية‪ ،‬عدم نجاعة املقاوالت‬
‫واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة في اللحاق بعجلة التنمية‪ ،‬بالتالي عدم التمكن من منافسة‬
‫املؤسسات ألاجنبية وإنتاج الصادرات خارج املحروقات‪.‬‬
‫يرى ألاستاذ زوايمية رشيد أن مجموعة إلاجراءات املتخذة خاصة بموجب قانوني املالية‬
‫لسنة ‪ 3001‬و‪ 3000‬من معاملة تمييزية بين املستثمر الوطني وألاجنبي‪ ،‬تجميد أسلوب خوصصة‬
‫املؤسسات العمومية الاقتصادية ‪ ،587‬تفيد عدم نجاعة التسيير وغياب استراتيجية اقتصادية‬

‫‪586‬‬
‫‪-MERZOUAGUI Mihoub et TALAHIT Fatiha, « Les paradoxes de la souveraineté économique‬‬
‫‪en Algérie », revue confluences Méditerranée, n°71, Alger, 2000, p. 17.‬‬
‫‪587‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid , « Le régime de l’investissement international en Algérie », RASJEP, n° 3,‬‬
‫‪Alger, 1991, p. 410.‬‬
‫‪242‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ بل املسألة أعمق من‬،‫ وهي أمور تمس بطريقة غير مباشرة الاستثمارات والخوصصة‬،‫في الجزائر‬
‫ املزايا‬،‫ الصادرات‬،‫ فهي تفيد غياب استراتيجية وتسيير الاقتصاد بصفة عامة كالخوصصة‬،‫ذلك‬
‫ غياب‬،‫ الانضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة‬،‫ إلاصالحات البنكية‬،‫املقررة للمستثمر ألاجنبي‬
.588.... ‫سياسة صناعية‬

‫ إرجاع سياسة الدولة الجديدة إلى التراجع عن سياسة الانفتاح الاقتصادي‬:‫ثانيا‬


‫يرى أنصار املقاربة الثانية أن هدف التدابير هو التراجع عن سياسة الانفـ ـ ـ ـ ـ ـتاح‬
‫هذه التدابير تؤخر سياسة الخوصصة وليس هناك إرادة‬589‫ فحسب فالدمير أندراف‬،‫الاقتصادي‬
‫ ويعد الانفتاح‬،‫ ذهبت الجزائر إلى أبعد من التزاماتها الدولية‬،590‫سياسية لالنفتاح الاقتصادي‬
‫ كما أن الانفتاح ساهم‬،‫الاقتصادي أحد العوامل الرئيسية لتفكيك الهيكل الصناعي الجزائري‬
‫ وعدم قدرة القطاع الخاص على تولي شعلة التنمية‬،‫في الربح السريع في نشاطات الاستيراد‬
‫ وهي تدابير من شأنها أن تؤكد امليل الطبيعي للسلطة الجزائرية إلى‬،‫بحكم طبيعته الطفيلية‬
.‫النظام املوجه‬
‫ حسب بعض املحللين دخول هذه التدابير حيز التنفيذ تحت شعار‬،‫بل ألاخطر من ذلك‬
‫ الذي يمثل ذريعة إلخفاء بعض املصالح الخاصة الراغبين في املشاركة في‬،‫السيادة الاقتصادية‬
.591‫عائدات املؤسسات ألاجنبية املتوطنة في الجزائر‬

588
- …ces exemples montrent l’i, inefficacité de la gouvernance à laquelle s’ajoute l’absence d’une
stratégie industrielle …., de tel revirements ne touchent pas de manière spécifique la question de
l’investissement et de la privatisation des entreprises publiques, d’autres secteurs ont pu faire les frais
de tels errements des pouvoirs publics qui dénotent l’absence de stratégies et donc de gouvernance
dans le domaine de l’économie d’une manière générale, privatisation, libéralisation des importations,
avantages aux investisseurs étrangers, réformes bancaires, adhésion à l’OMC, politique industrielle,
la « gouvernance» à l’Algérienne a changé constamment de cap sur chacun de ces dossiers…, in
ZOUAIMIA Rachid, « Réflexion sur la sécurité juridique de l’investissement étranger en Algérie »,
revue académique de la recherche juridique, n° 1, Université de Bejaia, 2010, p.11.
589
- MERZOUAGUI Mihoub et TALAHIT Fatiha, « Les paradoxes de la souveraineté
économique en Algérie », op cit, p. 11.
590
-ZOUAIMIA Rachid, « le cadre juridique des investissements en Algérie : les figures de la
régression », revue académique de la recherche juridique, n°2, 2013, p. 12.
591
- MERZOUAGUI Mihoub et TALAHIT Fatiha, « Les paradoxes de la souveraineté
économique en Algérie », op cit, p. 15.
243
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثاني‬
‫تفسير تدابير قوانين املالية لسنتي ‪ 2008‬و‪205‬‬
‫يمكن تفسير ألاسباب الحقيقية بشأن اتخاذ تدابير قوانين املالية ‪ 3001‬و‪ 3000‬في‬
‫مجال التجارة الخارجية بصفة عامة ومجال التجارة الخارجية على وجه الخصوص‪ ،‬وتلخيصها‬
‫في ثالثة نقاط جوهريـة‪ ،‬تتمثل في كل من رغبة الدولة في إعادة تنظيم قطاع التجارة الخارجية‬
‫(أوال)‪ ،‬تزامن تدابير قوانين املالية لسنتي ‪ 3001‬و‪ 3000‬مع ألازم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الاقتصادية العاملية‬
‫(ثانيا)‪ ،‬استفادة الدولة الجزائرية من إعادة التفاوض اتفاق الشراكة مع الاتحاد ألاوربي (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬رغبة الدولة في إعادة تنظيم قطاع التجارة الخارجية‬


‫يتمثل السبب ألاول في رغبة السلطة العمومية النظر في نشاط الاستيراد الذي شهد‬
‫تطور غير مسبوق‪ ،‬مما يسرع تفكيك الهيكل الصناعي(‪ ، )Désindustrialisation‬حيث عبرت‬
‫السلطة عن عدم رضاها اتجاه املستثمرين ألاجانب الذي يفضلون تحويل أرباح طائلة عوض‬
‫إعادة استثمارها في الجزائر‪ ،‬كذلك املنتظر من هذه التدابير توجيه الطلبات املحلية إلى املنتوج‬
‫املحلي‪. 592‬‬

‫ثانيا‪ :‬تزامن تدابير قوانين املالية لسنتي ‪ 2008‬و‪ 2050‬مع ألازمة الاقتصادية‬
‫العاملية‬
‫تزامنت تدابير قوانين املالية لسنتي ‪ 3001‬و‪ 3000‬مع ألازمة الاقتصادية العاملية‪ ،‬وتم‬
‫اتخاذ هذه التدابير لتفادي آثارها خاصة أن الجزائر شهدت في سنوات التسعينات صدمة على‬
‫مستوى جهاز الدولة إثر التفاوض مع املؤسسات املالية الدولية على ديونها الخارجية‪.‬‬

‫‪592‬‬
‫‪- AMOKRANE Abdelaziz, BEKOUR Farida, « Les investissements directs étrangers comme‬‬
‫‪forme de redéploiement stratégique des entreprises publiques algériennes : Etat des lieux et‬‬
‫‪perspectives », RASJEP, n°1, Alger, 2011, p. 9.‬‬
‫‪244‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثالثا‪ :‬استفادة الدولة الجزائرية من إعادة التفاوض اتفاق الشراكة مع الاتحاد‬


‫ألاوربي‬
‫ترغب الدولة الجزائرية أساسا اختبار رد فعل الشركاء الدوليين‪ ،‬وسعيها لالستفادة‬
‫ألاوربي‪593.‬‬ ‫من إعادة التفاوض بعمق خالل املواعيد املحددة بشأن اتفاق الشراكة مع الاتحاد‬

‫رابعا‪ :‬إرساء قيود في مجاالت الاستثمار‬


‫عرفت املنظومة القانونية الجزائرية تكريسا طائال ملجموعة من املبادئ القانونية التي‬
‫تندرج في إطار اقتصاد السوق وتشجيع املبادرة الخاصة‪ ،‬كمبدأ حرية املنافسة‪ ،‬حرية الاستثمار‬
‫في مجموعة واسعة من القط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاعات‪ ،‬باعتبار أن مسايرة النمط الاقتصادي العالمي وضوابط‬
‫العوملة‪ ،‬من الحلول التي قد تخرج الجزائر من التبعية الشديدة لقطاع املحروقات والتنويع من‬
‫الصادرات خارج هذا القطاع ‪.594‬‬
‫ابتداء من سنة ‪ ،3001‬اتجه املشرع نحو اعتناق سياسة جديدة تبين بوضوح عودة‬
‫الدولة املتدخلة‪ ،‬بعدما لعبت دور الضابط للقطاع الاقتصادي ولسنوات عديدة‪ ،‬حيث تم إعادة‬
‫النظر مثال في نظام الاستثمارات ألاجنبية في الجزائر وإرساء مجموعة من الق ـ ـ ـ ـ ـ ـيود في وجه‬
‫املستثمر ألاجنبي‪ ،‬وذلك بأن تم تسجيل تراجع في تطبيق القواعد املعمول بها في إطار الاتفاقية‬
‫الدولية في مجال الاستثمار ألاجنبي سواء الثنائية أو املتعددة ألاطراف‪ ،‬حيث تم خرق مثال مبدأ‬
‫املساواة بين املستثمر الوطني وألاجنبي ‪ ،‬إقحام املستثمر ألاجنبي بمجموعة من إلاجراءات غير‬
‫تلك التي يتكبدها املستثمر الوطني كإجراء التسجيل‪ ،‬الحصول على املوافقة املسبقة من طرف‬
‫املجلس الوطني لالستثمار‪ ،‬شرط الشراكة باألقلية والتي توجب حصول املستثمر الوطني على‬

‫‪ -593‬لإلشارة‪ ،‬فإن مفاوضات اتفاق الشراكة ألاوربية مع الجزائر انتهت في ‪ 30‬أفريل ‪ ،3003‬ودخل الاتفاق حيز التنفيذ سنة‬
‫‪ ،3001‬وهذا التباطؤ مقارنة مع الجارتين تونس واملغرب سنة ‪ ،0111‬يعود حسب البعض إلى إلارادة السياسية في تأخير‬
‫املفاوضات باسم السيادة الوطنية ‪ ،‬للمزيد من التفصيل أنظر دربال عبد القادر وزايري بلقاسم‪" ،‬تأثير الشراكة ألاورو‬
‫متوسطية على أداء وتأهيل القطاع الصناعي في الج ـ ـ ـ ـ ـزائر"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫أنظر أيضا‪:‬‬
‫‪-MERZOUAGUI Mihoub et TALAHIT Fatiha, « Les paradoxes de la souveraineté économique en‬‬
‫‪Algérie », op cit, p. 19.‬‬
‫‪594‬‬
‫‪-… L’intégration dans l’économie mondiale est affirmée comme moyen de sortir de la trop grande‬‬
‫‪dépendance des hydrocarbures et de diversifier les exportations., in ZOUAIMIA Rachid, « Le régime‬‬
‫‪des investissements étrangers à l’épreuve de la résurgence de l’état dirigiste en Algérie », RASJEP,‬‬
‫‪n°2, Alger, 2011, p. 6.‬‬
‫‪245‬‬
‫وضع آليات ملراقبة حرية الاستثمار في التجارة الخارجية‬ ‫الفصل ألاول‬

‫نسبة ‪ % 10‬من الرأسمال الاجتماعي‪ ،595‬نشاطات الاستثمار التي حددتها املادة ‪ 3‬من ألامر رقم‬
‫‪ ،02-00‬وتقدر هذه النسبة ب‪ % 10‬بالنسبة لنشاطات الاستيراد ‪ ،‬وهو ما يكده أحكام املرسوم‬
‫التنفيذي رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪.596381-01‬‬
‫بالتالي نسبة املشاركة في استثمارات التجارة الخارجية تكون‪% 70‬بالنسبة للمستثمر‬
‫ألاجنبي و‪ %20‬بالنسبة للمستثمر الوطني‪ ،‬وهو إجراء تراقب به الدولة حركة تحويل أرباح‬
‫شركات الاستيراد والتصدير من وإلى الخارج والرقابة على الصرف ألاجنبي عن طريق تحديد‬
‫التحويل في حدود ‪ %20‬من حصة الاستثمار‪.‬‬
‫شهد كذلك مجال الاستثمار عن طريق الخوصصة قيود‪ ،‬جراء ألاحكام التي أرساها‬
‫قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،3001‬بأن تم إقصاء املستثمر ألاجنبي من إمكانية تملكه للمؤسسة‬
‫الخوصصة الجزئية‪ ،597‬وعلى صعيد آخر فشلت الدولة في خوصصة‬ ‫العمومية عن طريق‬
‫العديد من املؤسسات‪ ،‬ورغبتها في إعادة إحياء الاقتصاد العام ‪ ،‬ففي مارس ‪ 3001‬أعلن الوزير‬
‫املكلف بالخوصصة عزم الحكومة على إنشاء ‪ 02‬مؤسسة عمومية اقتصادية انطالقا من تلك‬
‫املتواجدة مسبقا ‪ ، 598‬كما نشهد على صعيد آخر إهمال التنظيم املحكم ملجال الخوصصة في‬
‫الجزائر بالرغم من أنه قد يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية وجلب املستثمر ألاجنبي‬
‫واستقطاب رؤوس ألاموال ألاجنبية‪.599‬‬

‫‪- 595‬زوبيري سفيان‪ " ،‬القيود القانونية الواردة على الاستثمار ألاجنبي في ظل التشريعات الحالية‪ :‬ضبط للنشاط الاقتصادي‬
‫أم عودة للدولة املتدخلة"‪ ،‬املجلة ألاكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬عدد ‪ ،3002 ،0‬ص ‪.002‬‬
‫‪ - 596‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 080-01‬مؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ ،3001‬يحدد شروط ممارسة أنشطة استيراد املواد ألاولية واملنتوجات‬
‫والبضائع املوجهة إلعادة البيع على حالتها من طرف الشركات التجارية التي يكون فيها الشركاء أج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،20‬الصادر في ‪ 20‬ماي ‪ ،3001‬معدل ومتمم بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 311-01‬مؤرخ في ‪ 03‬سبتمبر ‪ ،3001‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 01‬سبتمبر ‪.3001‬‬
‫‪597‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid, « Le régime des investissements étrangers à l’épreuve de la résurgence de‬‬
‫‪l’état dirigiste en Algérie », op cit, p. 10.‬‬
‫‪598‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid, « Réflexion sur la sécurité juridique de l’investissement étranger en‬‬
‫‪Algérie », op cit, p.9.‬‬
‫‪599‬‬
‫‪-BENTOUMI Mohamed, « Notes sur les mutations récentes du droit de l’investissement‬‬
‫‪étranger », RASJEP, n°1, 2010, p. 23.‬‬
‫‪246‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬
‫يتعين على العون الاقتصادي بمختلف أنواعه‪ ،‬املستثمر في مجال املبادالت الت ـ ـجارية‬
‫الدولية م ـ ـ ـن استيراد وتصدير‪ ،‬الامتثال ملجموعة من إلاجراءات إلادارية‪ ،‬مرتبطة أساسا‬
‫بإجراءات الصرف وإلاج ـ ـ ـ ـراءات الجبائية أمام إدارتي الضرائب والجمارك‪.‬‬

‫نجد أن هناك تباين في إلاجراءات الواجب احترامها‪ ،‬وكذلك في خصوص تعدد النصوص‬
‫القـ ـ ـانونية املؤطرة لها‪.‬‬

‫تلعب املبادالت التجارية الدولية وعلى وجه الخصوص الصادرات‪ ،‬دور ه ـ ـام في تحص ـ ـ ـيل‬
‫إلاي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرادات للخزينة العمومية‪ ،‬لذلك توليه معظم الدول ومن بيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنها الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائر اهت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماما‬
‫بالغا‪ ،‬فن ـ ـظمها املشرع بموج ـ ـ ـ ـب نصوص قانونية‪ ،‬أعطتها بعدا تحري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـري تارة وح ـ ـ ـ ـ ـمائي تارة‬
‫أخرى‪ ،‬وذلك طوال السياسات الاقتصادية املنتهجة في الجزائر‪« .‬‬

‫إال أنه‪ ،‬ظهر جليا عودة الدولة املتدخلة في مجال ضبط جل املجاالت الاقتصادية‪،‬‬
‫ومـ ـ ـ ـ ـن بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـينها إلاجراءات املصرفية املرتبطة بتفعيل املبادالت الت ـ ـجارية الدولية‪ ،‬ومن بين‬
‫خصوصية الطابع املعقد وإلاجراءات إلادارية الطويلة في‬ ‫إلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات التي تض ـ ـ ـاف إلى‬
‫مجال الاستيراد والتصدير‪ ،‬نجد مثال إعطاء البن ـ ـك املركزي صالحية مراقبة العملة الصعبة‬
‫سواء املبالغ الناتجة عن التصدير والاستيراد أو حتى مراقبة عائدات املشاريع الاستثمارية إن كان‬
‫املستثمر أجنبي‪ ،‬حيث تم إصدار تشريعات تميز بين املستثمر ألاجنبي والوط ـ ـ ـ ـني من حيث‬
‫إجراءات التصريح باملشروع والدراسة املسبقة له و ذلك بموجب أحكام قانون املالية‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـتك ـ ـمي ـلي لسنة‪ 9002‬املعدل واملتمم لقانون الاستثمار رقم ‪ ،00-00‬بعدما كانت هذه‬
‫الصالحية مم ـ ـ ـ ـ ـ ـنوحة للب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنوك الوسيطة‪ ،‬أو حتى بتحديد وسائل الدفع باالعتماد املستندي أو‬
‫التحصيل املستندي وفي حـ ـ ـ ـاالت استث ـ ـنائية واستعجاليه تتم عن طريق التحويل الحر‪ ،‬وإقصاء‬
‫وسائل الدفع ألاخرى املعروفة في ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجارة الخارجـ ـ ـ ـية واملحددة صراحة بموجب النظام رقم‬

‫‪247‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 00-00‬أو حتى بموجب القانون التجاري بإحالة من طرف النظام رقـ ـم ‪ ،00-00‬إلى إن تدارك‬
‫املشرع مسألة الخلط بين التضييق من وسائل الدفع في التجارة الخارجية والتي حددها في‬
‫خطابات الاعتماد‪ ،‬إلى التوسيع فيها بموجب أحكام قانون املالية لسنة ‪ ،9000‬وسحب بالتالي‬
‫ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظيم وسائل الدفع من قانون املالية وأرجعها إلى النظام رقم ‪ 00-00‬املعدل واملتمم‪.‬‬

‫تعد البنوك القناة التي تمر عبرها جميع العمليات التي تهم عقود البيع الدولية‪ ،‬وتعد‬
‫كذلك وس ـ ـيط وضامن بين ألاعوان الاقتصادية في مجال التجارة الخارجية ومع نظرائهم في الدول‬
‫ألاخرى املتعاقدة‪ ،‬وإرجاع العملة الصعبة إلى الوطن في ألاجل املحدد وذلك في عمليات الاستيراد‬
‫والتصدير على ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد سواء(املبـ ـحث ألاول)‪ ،‬وتقوم إدارة الجمارك على رأس نشاط املبادالت‬
‫التجارية الدولية‪ ،‬وذلك مهما اختلفت وسائل الن ـ ـقل برا‪ ،‬بحرا كانت‪ ،‬أو جوا‪ ،‬حيث يقتض ي‬
‫املرور عبر إجراءات جمركية ال تغدو أن تكون إجبارية وواج ـ ـ ـبة‪ ،‬ألن ـه من جهة يلعب دور وقائي‪،‬‬
‫إذ من خالل فرض احترام ومراعاة مثل هذه إلاجراءات ومبادئ التقييس والوسـ ـم ورق ـ ـ ـ ـ ـابة‬
‫الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوعية واملنشأ‪...‬الخ ‪ ،‬يضمن ولو بنسبة معينة املنتجات خاصة املستوردة منها‪ ،‬والتالي‬
‫حماية صحة املستهلك‪ ،‬ومن جهة أخرى تلعب دور سيادي ألنه ال يعقل أن تجرى معامالت‬
‫تجارية دولية على إقليم الـ ـدولة بدون أن تفرض إجراءات رقابة ورسوم جمركية‪ ،‬أو بفرض‬
‫خطابات الاعتماد كوسائل دفع وحيدة في التجارة الخارجية أثناء الاستيراد‪ ،‬والتوسيع فيها مرة‬
‫أخرى بموجب قانون املالية لسنة ‪( 9000‬املبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث ألاول‬

‫احترام إجراءات الصرف‬

‫اشترطت املادة ‪ 5‬من قانون الاستيراد والتصدير رقم ‪ 30 -30‬املعدل واملتمم بصريح‬
‫العبارة ضرورة مراعاة التشريع والتنظيم املتعلق بالصرف‪ ،‬وذلك بنصها‪:‬‬

‫» تخضع عمليات استيراد و تصدير املنتوجات إلى مراقبة الصرف طبقا للتشريع‬
‫والتنظيم املعمول به « ‪ ،‬وهو ذات ألامر يشير إليه النظام رقم ‪ 00-20‬في نص املادة ‪ 00‬منه‪:‬‬

‫»يمكن ألي شخص طبيعي أو معنوي مسجل في قانون السجل التجاري ‪....‬باستيراد‬
‫أية منتوجات أو بضائع ليست ممنوعة وال مقيدة‪ ،‬وذلك بمجرد أن يكون له محل‬
‫مصرفي « ‪ ،600‬وفي نفس السياق‪ ،‬تنص املادة ‪ 92‬من النظام رقم ‪ 00-00‬على ما يلي‪:‬‬

‫"تخضع كل عملية استيراد و تصدير للسلع والخدمات إلى إلزامية التوطين لدى‬
‫وسيط معتمد‪...601‬باإلضافة إلى وجود عالقة بين إجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات الصرف وإلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات‬
‫الجبائية‪ ،‬وتنص املادة ‪ 03‬من قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 9332‬في هذا الخصوص على ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫"ال يمكن إتمام إجراءات الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوطين البنكي والجمركة املتصلة بعمليات التجارة‬
‫الخارجية إال على أساس رقم التعريف الجبائي املمنوح من إلادارة الجبائية"‪.‬‬
‫مما يفهم أن الاستثمار في املبادالت التجارية الدولية مق ـ ـ ـ ـ ـ ـرون باحترام إجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات‬
‫الصـ ـ ـرف‪ ،‬سـ ـ ـ ـ ـواء تعلق ألامر بالتصدير فيسمى إلاجراء التوطين البنكي للص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادرات (املطلب‬
‫ألاول)‪ ،‬أو باالستيراد فيسـ ـ ـ ـ ـ ـمى إلاجراء بالتوطين البنكي للواردات (املطلب الثاني)‪ ،‬والحديث يكون‬
‫عن توسيع املشرع بموجب قانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون املالية لسنة ‪ 9000‬من وسائل الدفع في التجارة الخارجية‬

‫‪ - 600‬نظام رقم ‪ 00-20‬مؤرخ في ‪ 90‬فيفري ‪ ،0220‬يتعلق بشروط القيام بع ـ ــمليات استيراد السلـ ـ ـ ـ ــع إلى الجزائر وتمويلها‪ ،‬ج‪.‬‬
‫ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،90‬الصادر في ‪ 92‬مارس ‪.0229‬‬
‫‪ - 601‬يتمثل الوسيط املعتمد في البنوك واملؤسسات املالية املعتمدة‪ ،‬وتعتبر الوحيدة املؤهلة إلجراء التوطين‪ ،‬مع إمكانية‬
‫املصالح املالية لبريد الجزائر القيام بذلك‪ ،‬وذلك وفقا لنص املادة ‪ 00‬فقرة ‪ 0‬و ‪ 9‬من النظام نفسه‪.‬‬
‫‪249‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبالتالي العودة إلى أحكام ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظام رقم ‪ 00-00‬املع ـ ـ ـ ـ ـ ـدل واملتمم‪ ،‬بعدما تم تضييقها‬
‫وتحديدها في خطابات الاعتماد (املطلب الثالث)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‬

‫توطين الصادرات‬

‫حدد التزام توطين الصادرات على املصدرين بموجب تنظي ـ ـمات مخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتلفة‪ ،‬ومن أهمها‬
‫قبل إلغائه بموجب النظام رقم ‪ ،00-00‬ومن بين التزامات‬ ‫رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‪60300-20‬‬ ‫الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام‬
‫املصدرين إدخال وترحيـ ـ ـل املبالغ املحصل عليها في الخارج نتيجة تصدير البضائع والخدمات و هو‬
‫التزام يقع على املصدر املقيم فقط ‪ ،604‬دون املصدر غير املقيم وهذا ما تم استنتاجه من نص‬
‫املادة ‪ 4‬فقرة ‪ 0‬من النظام رقم ‪ ،00-20‬كما يلتـ ـ ـ ـ ـزم بن ـ ـك توطين الصادرات إدخال املبالغ‬
‫الناتجة عن التصدير‪605‬ما عدى ما استثني منها بنص خاص ‪ ،606‬فماذا يق ـ ـصد بتوطين‬
‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـادرات(الفرع ألاول)‪ ،‬وما هي املراحل التي يمر بها التوطين(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -603‬النظام رقم ‪ 00-20‬مؤرخ في ‪ 04‬أوت ‪ ،0220‬يتعلق بالتوطين والتسوية املالية للص ـ ــادرات غير امل ـ ـ ــحروقات‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،00‬الص ـ ـ ـ ــادر في ‪99‬أفريل ‪ ،0229‬وامللغى بموجب النظام رقم ‪ ،00-00‬املعدل و املتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -604‬تعتبر املادة ‪ 092‬من ألامر رقم ‪ ،00-00‬يتضمن قانون النقد والقرض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬مقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـما في الجزائر كل ش ــخص‬
‫طبيعي أو معنوي يكون املركز الرئيس ي لنشاطاته الاقتصادية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ - 605‬زعالني عبد املجيد‪" ،‬الرقابة على ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصرف في الجزائر‪ :‬جوانب تنظي ـ ــمية وجزائية"‪ ،‬املجلة الج ـ ـ ـ ـ ـ ـزائرية للعلوم‬
‫القانونية والاقت ــصادية والسياسية‪ ،‬الجزء ‪ ،02‬رقم‪ ،9000 ،00‬ص‪.00‬‬
‫‪ - 606‬راجع في خصوص كل أنواع الواردات والصادرات املعفاة من التوطين املصرفي نص املادة ‪ 00‬ونـ ـ ـ ـص املادة ‪ 25‬من‬
‫الـ ـ ـ ــنظام رقم ‪ 00-00‬مؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪ ،9000‬يتعلق بالقواعد املطبقة على امل ـ ــعامالت التجارية مع الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارج والحسابات‬
‫بالعملة الصعبة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 00‬ماي ‪ ،9000‬معدل ومتمم بموجب النظام رقم ‪ 03-00‬م ـ ـ ــؤرخ في ‪00‬‬
‫أكتوبر ‪ ،9000‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،02‬الصادر في ‪ 02‬فيفري ‪ ،9009‬معدل ومتمم بموجب النظام رقم ‪ 00-03‬مؤرخ في ‪ 3‬مارس‬
‫‪ ،9003‬ج ‪.‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عـ ــدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 03‬مارس ‪ ،9003‬معدل ومتمم بموجب النظام رقم ‪ 04-03‬مؤرخ في ‪ 00‬نوف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمبر‬
‫‪ ،9003‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،09‬الص ـ ـ ـ ـ ــادر في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ، 9003‬على أن يتم ذكر عبارة "صادرات ‪/‬واردات لم توطن مصرفيا "في‬
‫كل تصريح يقدم إلى الجمارك حينما يتـ ـ ــعلق ألامر بتوطين إحدى الواردات أو الصادرات املذكورة حصرا في نص املادة‪.‬‬
‫‪ -‬أنظر كذلك قموح مولود‪" ،‬إجراءات مراقبة الصرف في عملية التصدير"‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال املل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتقى الوطني‬
‫حول ترقية الصادرات خارج املحروقات في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 00‬و‪ 09‬مارس ‪ ،9004‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪250‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع ألاول‬

‫املقصود بتوطين الصادرات‬

‫باعتبار توطين الصادرات إجراء إجباري قبل أية عملية تصدير للسلع والبضائع وحتى‬
‫الخدمات‪ ،‬فال بد من توضيح املقصود من هذا إلاجراء ‪.‬‬

‫تنص املادة ‪ 55‬فقرة ‪ 1‬من النظام رقم ‪ 31-30‬على‪:‬‬

‫"تخضع الصادرات من السلع عند البيع النهائي أو عند إلايداع وكذا الصادرات من‬
‫الخدم ـات إلى وجوب توطين مصرفي "‪.‬‬
‫مما يفهم أن التوطين البنكي للصادرات ‪607‬إجراء إجباري لكل معاملة تجارية دولية‬
‫للتصدير‪ ،‬ويج ـ ـ ـب على املصدر أن يقوم بترحيل ناتج التصدير في أجل ال يتجاوز ‪ 050‬يوم ابتداء‬
‫من تاريخ إلارسال بالنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبة للسلع‪ ،‬وفي حال عدم احترام هذه املدة يستلزم الحصول على‬
‫ترخيص من طرف بنك الجزائر من أجل تنفيذ عملية التصدير‪.608‬‬

‫نالحظ أن املشرع استخدم مصطلحات الوجوب وإلالزام وهو يخاطب املصدر‪ ،‬إال أنه‬
‫ميز بي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن املصدر املقيم وغير املقيم في شأن هذه إلاجراءات‪ ،‬وت ـ ـسري بذلك خطى أنظمة بنك‬
‫الجزائر بنف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس خطى قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪ - 607‬يراد بالتوطين البنكي للصادرات‪ ،‬قيام املصدر باختيار بنك وسيط معتمد يتعهد بانجاز جم ـ ـ ـ ـ ـ ـيع العملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيات املتعامل‬
‫بها في املجال املصرفي أثناء إنجاز عملية التصدير‪.‬‬

‫‪ - 608‬ذلك وفقا لنص املادة ‪ 11‬من النظام رقم ‪ 00-00‬مؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪ ،9000‬يتعلق بالقواعد املطبقة على امل ـ ــعامالت‬
‫التجارية مع الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارج والحسابات بالعملة الصعبة‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬املعدلة و املتممة بموجب نص املادة ‪9‬‬
‫من النظام رقم ‪ ،31-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪251‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‬

‫مراحل التوطين البنكي للصادرات‬

‫يجب احترام مجموعة من إلاجراءات من أجل الاستجابة للش ـ ـ ـ ـرط إلاجباري في ما يتعلق‬
‫بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسألة التوطين املصرفي قبل أية عملية تصدير السلع عند البيع النهائي أو عند إلايداع‬
‫وذلك بمراعاة مرحلة فـ ـ ـ ـ ـ ـتح امللف(أوال)‪ ،‬مرحلة تسيير امللف(ثانيا)‪ ،‬مرحلة تصفية امللف(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪:‬مرحلة فتح ملف توطين الصادرات‬

‫يقوم املصدر بتقديم طلب فتح ملف التوطين أمام أي وسط معتمد من اختياره‪ ،‬م ـع‬
‫إرف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاق طلب ـه بنسخة طبق ألاصل للعقد التجاري ونسختين منه وأي وثيقة أو مستند آخر يحل‬
‫محله ويشير املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدر إلى مراجع التوطين املصرفي لعقد التصدير وذلك في م ـ ـ ـ ـ ـ ـدة ال تتـ ـ ـ ـ ـجاوز ‪2‬‬
‫أيام ‪ ،609‬وفي إطار استكمال امللف يتعين على مصلحة الجمارك أن ترسل نسخة من التصريح‬
‫الجمركي إلى البنك الوسيط ‪ ،610‬مؤش ـرة عليها تحمل نـ ـ ـ ـ ـ ـسخة "البنك"والوثائق التصحيحية التي‬
‫تثبت أي تعديل في ملف التصدير‪ ،‬باإلضافة إلى تق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديم كشـ ـ ـ ـ ـف شهري للبنك لحسابات‬
‫املبيعات مرفقا بنسخة ثانية للفواتير املسحوبة على املشترين ألاجانب‪. 611‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة تسيير ملف توطين الصادرات‬

‫يقوم البنك من التأكد من استكمال املصدر لكل الوثائق الالزمة في ملف التصدير‪ ،‬إلى‬
‫جانب الوثائق التي تسلم من طرفه‪ ،‬وبعد ذلك يتوجب على املصدر أن يقوم بترحيل ناتج‬
‫التصدير املتمثل أساسا في املبـ ـ ـ ـ ـ ـلغ املسجل في الفاتورة ومبلغ املصاريف إلاضافية التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعاقدية‬

‫‪ - 609‬أنظر املواد ‪ 62‬و‪ 63‬من النظام رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 610‬نالحظ أنأن التصريح الجمركي كان في ظل الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام رقم ‪00-20‬يتع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلق بالتوطين والتسويق املالية للصادرات غير‬
‫املحروقات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬نسخة التصريح الجمركي يرفقها املتعامل في امللف بنفسه‪ ،‬وحاليا ترسلها إدارة الجمارك مباشرة إلى‬
‫البنك الوسيط‪ ،‬أنظ ـ ـ ــر في هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا الخصوص نص املواد ‪ 34‬و‪ 00‬من النظام رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 611‬املادة ‪ 35‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪252‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حينما ال ي ـ ـ ـ ـتم إدراج ه ـ ـ ـ ـ ـ ـذه ألاخ ـ ـ ـ ـ ـيرة في سع ـ ـ ـ ـ ـر البيع ‪ ،612‬وذلك في آلاجال املحددة‪ ،‬وفي حال أن‬
‫حصل تأخير يتعين عليه تـ ـقديم تب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرير مع ضرورة إعالم الوسيط املعتمد بنك‬
‫الجزائر‪613‬بحالة الـتأخير‪.‬‬

‫تنفيذ املصدر التزامه بترحيل إلايرادات الناجمة عن الصادرات من غير املحروقات‬


‫والصادرات من غير املنتجات املنجمية للسلع والخدمات‪ ،‬ينجم عنه وضع الوسيط املعتمد تحت‬
‫تصرف املصدر حصته بالعملة الصعبة التي تودع في حسابه والقيمة املقابلة للحصة بالدينار‬
‫لرصيد إلايرادات ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناجمة عن التصدير الخاضعة إللزامية التنازل‪.614‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة تصفية ملف توطين الصادرات‬

‫تشمل عملية تصفية ملف توطين الصادرات في تحقق البنك املستوطن لديه في‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدى صحة إلاجراءات املتبعة في فتح ملف التوطين‪ ،‬صحة الوثائق إلادارية املكونة مللف‬
‫التوطين‪ ،‬وخاصة مدى احترام أحكام نظام الصرف الساري املفعول‪.‬‬

‫بعد تصفية امللفات الكاملة واستبعاد امللفات الناقصة أو الطلب من املعني باألم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬
‫استكمالها‪.‬‬

‫عموما يقوم الوسيط املعتمد بتصفية ملف التصدير خالل الثالثي الذي يتبع ألاجل‬
‫القانوني للترحيل على أساس الوثائق التالية‪:‬‬

‫‪-‬نسخة "البنك"من التصريح الجمركي فيما يخص السلع التي ترسلها الجمارك‪.‬‬

‫‪-‬نسخة البنك من التصريح الجمركي فيما يخص السلع التي ترسلها املصالح الجمركية‪.‬‬

‫‪-‬املستندات املثبتة للترحيل‪.‬‬

‫‪- 612‬املادة ‪ 33‬من النظام رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪..‬‬


‫‪- 613‬املادة ‪ 32‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪- 614‬املادة ‪ 30‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪253‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬الاستمارة إلاحصائية املرسلة لبنك الجزائر‪.615‬‬

‫أما في حالة ما إذا انقضت املدة القانونية املحددة للترحيل‪ ،‬يقوم البنك الوسيط من‬
‫التأكد من مدى استكمال ملف التوطين لكل الشروط والوثائق الالزمة‪ ،‬يقوم البنك في حال‬
‫وجود نقص في امللف بإع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالم املصدر الستكمال النقص‪ ،‬وتضاف له مدة ‪ 00‬يوم أخرى من‬
‫أجل تصفية امللف‪ ،‬أما في حالة ما انقض ـ ـ ـ ـ ـ ــت مدة ‪ 00‬يوم وفي حالة عدم التسوية ترسل نسخة‬
‫من امللف إلى بنك الجزائر‪.616‬‬

‫املطلب الثاني‬

‫توطين الواردات‬

‫لقد تكرر مصطلح استيراد البضائع في معظم النصوص القانونية سواء في صلب قانون‬
‫الاست ـ ـ ـ ـيراد والتصدير أو النصوص القانونية للصرف‪ ،‬ولقد جاء ذكرها بصفة عامة‪ ،‬حيث أنه لم‬
‫يحدد املشرع الجزائري نوع البضائع التي تكون محال ملعامالت الاستيراد‪ ،617‬باعت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبار أن‬
‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلعة أو البضاعة هي كل ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو كل من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوج أو خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدمة ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمكن أن يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابل‬
‫للتـ ـ ـ ـ ـ ـنازل مقابل أو مجانا‪ ،618‬ولقد تم تنظيم أحكام توطي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن الواردات في املواد من ‪ 40‬إلى ‪22‬‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام رقم ‪ ،00-00‬وقبل صدور هذا النظام ألاخير كانت تنظم بموجب النظام رقم‬
‫‪ 09-20‬املتعلق بتوطين الواردات والنظام رقم ‪ 00-22‬املتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق بمراقبة الصرف‪ ،‬أين ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫إلغائهما بموجب النظ ـ ـ ـام رقم ‪.00-00‬‬

‫‪615‬‬
‫‪- MANSOURI Mansour, Système et pratiques bancaires en Algérie, (textes, jurisprudence,‬‬
‫‪commentaires), éditions Houma, Alger, 2005, p. 85, 90.‬‬
‫‪-‬انظر أيضا املادة ‪ 00‬من النظام رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 616‬املادة ‪ 00‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -617‬شي ـ ـ ـ ـ ـ ــخ ناج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية‪ ،‬خصوصـ ـ ـ ــيات جري ـ ـ ـ ـمة الصرف في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل ش ـ ـ ـهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة الدكتوراه في‬
‫العلوم‪ ،‬تخصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــص‪ :‬القانون‪ ،‬جامع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،9009 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -618‬املادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ 00-02‬مؤرخ في ‪ 92‬فيفري ‪ ،9002‬يتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪254‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يقع إجراء التوطين املصرفي للواردات على عاتق املستورد‪ ،‬وذلك قبل تنفيذ معاملة‬
‫الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد‪ ،‬فما املقصود بتوطين الواردات (الفرع ألاول) ‪ ،‬وما هي املرحل الواجب احترامها‬
‫ومراعاتها مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن اجل فت ـ ـ ـ ـ ـح ملف التوطين (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬

‫املقصود بتوطين الواردات‬

‫إجراء التوطين البنكي للواردات إجباري يقع على عاتق كل مستورد يريد الاستثمار في‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمبادالت التجارية الدولية من زاوية الواردات‪،‬فما املقصود به؟‬

‫في هذا الخصوص‪ ،‬تنص املادة ‪ 1/ 01‬من النظام رقم ‪ 00-00‬على ما يلي‪:‬‬

‫"يجب أن يفتح الوسيط املعتمد املوطن ملف توطين يسمح له بمتابعة عملية‬
‫الاستيراد"‪.‬‬
‫نالحظ أن نص املادة جاء بصيغة الوجوب‪ ،‬فهو بذلك إجراء إجباري مثلما كان ألامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر في‬
‫إجراء توطين الصادرات‪.‬‬

‫بالتالي ‪ ،‬يراد بتوطين الواردات جعل لكل من السلع والخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدمات املستوردة موطنا‬
‫لها‪ ،‬وهذا لدى بنك أو مؤسسة مالية معتمدة تكون من اختيار املستورد‪ ،‬وتم إلقاء التزام توطين‬
‫الواردات على املستورد املقـ ـ ـ ـيم دون املستورد غير املقيم‪ ،‬حيث ورد ذلك في كل النصوص‬
‫القانونية املنظمة إلجراء توطين الواردات‪ ،‬وهو بذلك نوع من التمييز وعدم توحيد إلاجراءات على‬
‫كل منهما‪.619‬‬

‫‪ - 619‬بلحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل إلاصالحات الاقتصادية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.923‬‬
‫‪255‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‬

‫مراحل التوطين البنكي للواردات‬

‫يجب احترام مجموعة من إلاجراءات من أجل الاستجابة للشرط إلاجباري‪ ،‬في ما‬
‫يتع ـ ـ ـ ـ ـلق بمسألة التوطين املصرفي قبل أية عملية استيراد للسلع وهي تقريبا نفس إلاجراءات التي‬
‫يقوم بها املصدر‪ ،‬وذل ـ ـ ـ ـ ـ ـك بمراعاة مرحلة فتح امللف(أوال)‪ ،‬مرحلة تسيير امللف(ثانيا)‪ ،‬مرحلة‬
‫تصفية امللف(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة فتح ملف توطين الواردات‬

‫يقدم املستورد إلى البنك أو املؤسسة املالية التي اختارها بطلب التوطين‪ ،‬مرفقا‬
‫بمجموعة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن الوثائق إلادارية الالزمة لفتح امللف‪ ،‬وذلك خاصة ضرورة تقديم الفواتير‬
‫النهائية‪ ،‬وثائق إلارسال أو الوثائق الجمركية للعرض على الاستهالك الخاصة بالسلع‬
‫املستوردة‪.620‬‬

‫مما يسمح له الحصول على نسخة من العقد املتضمن تأشيرة التوطين املصرفي‪ ،‬وتوضع‬
‫التأشيرة على كل الفواتير التي لها عالقة بالعقد‪.‬‬

‫بحصوله على تأشيرة البنك‪ ،‬يشرع في إجراءات التخليص الجمركي للبضائع‪ ،‬ضمان وفاء‬
‫السندات املقبولة‪ ،‬تنفيذ التسديدات بالدينار الجزائري وبالعملة الصعبة‪.621‬‬

‫كما يقوم بدفع رسم بمعدل ‪%0‬من مبلغ عملية الاستيراد دون أن يقل مـ ـ ـ ـبلغ الرسم‬
‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ‪ 90‬ألف دج‪ ،622‬أين كان هذا الرسم مقدرا ب ‪ 00‬آالف دج بموجب قانون املالية‬
‫التكميلي لسنة ‪.9002‬‬

‫‪ - 620‬املادة ‪ 44‬من النظام رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 621‬املادة ‪ 40‬فقرة ‪ 0‬من النظام نفسه‪.‬‬
‫‪- 622‬املادة ‪ 00‬من ألامر رقم ‪ 00-02‬مؤرخ في ‪ 90‬جويلية ‪ ،9002‬يتض ـ ـ ــمن قانون امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالية الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكميلي لسنة ‪ ،9002‬ج‪.‬‬
‫ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،40‬الصادر في ‪ 90‬جويلية ‪ ،9002‬التي تعدل نص املادة ‪ 09‬من ألامر رقم ‪ 02-02‬مؤرخ في ‪ 92‬جويلية ‪،9002‬‬
‫‪256‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة تسيير ملف توطين الواردات‬

‫يقوم البنك أو املؤسسة املالية بموجب تسيير ملف توطين الواردات املعتمدة‪ ،‬بتج ـ ـميع‬
‫كل الوث ـ ـ ـ ـائق املكونة مللف التوطين والتدخل واتخاذ إجراءات في حالة نق ـ ـ ـ ـ ـص إح ـ ـ ـ ـدى الوثائق أو‬
‫ع ـ ـ ـ ـ ـدم صحة إح ـ ـدى املعلومات الواردة في ـ ـ ـ ـ ـ ـها بالوثائق الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارية (الفاتورة الن ـ ـهائية للعقد)‪،‬‬
‫الوثائق الجمركية (نسخة البنك) أو أي وثيقة تقبل كمستند معادل والتي ترسلها مصلحة‬
‫الجمارك إلى البنك‪.‬‬

‫في حال عدم وجود الوثيقة الجمركية (نسخة البنك)‪ ،‬يجب على الوسيط املعتمد‬
‫املطالبة بها ل ـ ـ ـ ـ ـ ـدى مكتب الجمارك وإرس ـ ـ ـ ـ ـ ـال نس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخة من املط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالبة لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمديرية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـعامة من‬
‫أجل إلاعالم‪ ،623‬والوثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائق املالية واملتمثلة في الاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتمارة إلاحـ ـ ـ ـصائية املرسلة لبنك الجزائر‪،‬‬
‫وكذلك نسخة من رس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة سويف ـ ـ ـ ـ ـ ـت الخاصة بها‪ 624‬كما يدقق الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنك خاصة في ص ـ ـ ـ ـ ـ ـحة‬
‫للصرف‪ ،‬أو الناجمة عن أي قرض مالي خارجي‪ ،626‬ويتم تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديد‬ ‫‪625‬‬ ‫الع ـ ـ ـ ـ ـقد التجاري‬
‫الواردات بالعملة الصعبة الخاصة إما بالبنوك و املؤسس ـ ـ ـ ـات املالية املعتـ ـ ـ ـمدة‪ ،‬تلك التي‬
‫تتح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصل علـيها من زبائنها‪ ،‬أو تلك التي يتم الحصول عليها على مستوى السوق البينية‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬مرحلة تصفية ملف توطين الواردات‬

‫تتم تصفية ملفات توطين الواردات‪ ،‬من خالل تحقق البنك من مدى صحة الوثائق‬
‫وإلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات املتبعة في فتح ملف التوطين ومدى توافقها ألحكام نظام الصرف السارية‬

‫يتضمن قانون املالية التكميلي لس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنة‪، 9002‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‪ ،29‬الصادر في ‪ 93‬جويلية ‪ ،9002‬املعدلة واملتممة بموجب‬ ‫=‬
‫املادة ‪ 30‬من قان ـ ـ ـ ـ ـ ــون املال ـ ـ ــية التكميلي لسنة ‪ ،9002‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 623‬املادة ‪ 24‬من النظام رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 624‬هو عبارة عن نوع من ألانكوترمز املستخدمة في البيوع الدولية‪ ،‬وهي دليل ملصطلحات تجارية دولية ويراد بها أي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضا‬
‫تلك القواعد والقوانين الدولية لتفسير املصطلحات واملفاهيم التجارية املثبة في الغرفة التجـارية الدولية‪ ،‬راجع سعد هللا‬
‫عمر ‪ ،‬قانون التجارة الدول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية (النظرية املعاصرة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.090‬‬
‫‪- 625‬املادة ‪ 29‬من النظام رقم ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 626‬املادة ‪ 42‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪257‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املفعول وذلك حتى التنفيذ العملي واملالي للعملية‪ ،‬وتصنيف امللفات الكاملة على أساس أنها‬
‫ملفات كاملة من عدمه‪.‬‬

‫يجب أن تتم مراقبة صحة ملفات التوطين في غض ـ ـ ـ ـ ـ ـون ‪ 0‬أش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهر املوالية للتس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوية‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالية للعملة‪ ،‬بالنسبة للعقود التجارية ذات التسوية الفورية‪ ،‬وفي أجل ال يتعدى ‪ 00‬يوم‬
‫املوالية للتسوية ألاخيرة بالنسبة للعقود التجارية ذات التسوية املؤجلة ‪.627‬‬

‫حيث كانت هذه املدة تقدر ب‪ 00‬أشهر بموجب النظام رقم ‪ ،00-20‬ونظرا لطول هذه‬
‫املدة تم إعادة النظر فيها و تخفيضها إلى ‪ 0‬أشهر‪.‬‬

‫املطلب الثالث‬

‫التوسيع من وسائل الدفع في التجارة الخارجية بموجب قانون املالية لسنة ‪9310‬‬

‫إن دول العالم اليوم مهما اختلفت نظمها السياسية ومهما تفاوتت و تبايـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنت درجات‬
‫تقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم ـ ـها الاقتصادي‪ ،‬ال تستطيع أن تعيش بمعزل عن غيرها‪ ،‬فكل دولة يتحتم عليها أال‬
‫تعتمد اعت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمادا كل ـ ـ ًيـا على نفسها في توفير كل ما تحتاجه من سلع وخدمات‪ ،‬ولذلك فما عليها‬
‫إال أن تتصل بغيرها من الدول اتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاال تجاريا حرا عن طريق الصادرات والواردات‪.‬‬

‫هذا ما جعل التجارة الخارجية تحظى في أغلبية الدول باهتمام كبير ملا لها من دور فع ـ ـ ـال‬
‫في إنعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاش اقتصادياتها‪ ،‬وما توفره من عملة صعبة بحيث تسمح لها بتصريف واستيراد ما‬
‫يلزمها من منتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجات‪ ،‬لك ـنها تتميز بوجود العديد من التعقيدات التي تعرقل وتصعب سيرها‬
‫بط ـ ـ ـ ـ ـ ـريقة عادية‪ ،‬وهذا ألامر يعد طبـ ـيعي جـ ـ ـ ـ ـدا وذلك لتدخل طرف أجنبي في العملية‪ ،‬كما أن‬
‫طبيعة العالقات تكون خارج الحدود إلاقل ـ ـ ـيمية‪ ،‬إذ أن أطراف العملية التجارية يختلفون عن‬
‫بعضهم البعض ‪ ،‬ضف إلى ذلك بعد املسافة التي تفصل بينهما‪.‬‬

‫‪ - 627‬املادة ‪ 20‬من النظام رقم ‪ ،00-00‬يتعلق بالقواعد املطبقة على املعامالت التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارية مع الخارج والحس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابات بالعملة‬
‫الصعبة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪258‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تعد وسائل الدفع التي يستخدمها املتعاملين الاقتصاديين في تنفيذ عمل ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـاتهم‬
‫التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارية‪ ،‬عديدة ومتنوعة‪ ،‬وذلك عمال بأحكام الفقرة ‪ 9‬من املادة ‪ 15‬من الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظـام رقم‬
‫‪ 00-00‬أين اعتبر كل ما ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو قابل للتحويل يعد وسيلة دفع في التجارة الخارجية‪ ،‬حيث تنص‬
‫املادة على‪:‬‬

‫» كل وسيلة أو أداة دفع مقومة بالعملة ألاجنبية القابلة للتحويل بصفة حرة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهما‬
‫كانت ألاداة املستعملة « ‪.‬‬
‫نشير أنه إلى غاية نهاية سنة ‪ ،9003‬اعتبر كل من التحصيل املستندي والاعتماد‬
‫املستندي كوسائل دفع وحيدة على غرار وسائل الدفع ألاخرى التي يسـ ـ ـ ـ ـتخدمها املتعامل‬
‫الاقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادي في مجال التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الخارجية‪ ،‬بعدما تم تحديد وسيلة الاعتماد املستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـندي‬
‫فقط بموج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب قانون املالية التك ـ ـ ـ ـ ـ ـميلي لسنة ‪ ،9002‬أضافت املادة ‪ 50‬من قانون املالية‬
‫التحصيل املستندي وذلك خالفا لألصل الذي هو حرية ألاطراف في اختيار‬ ‫‪6289004‬‬ ‫لسنة‬
‫إحدى وسائل الدفع ألاخرى املتعامل بها في مجال التجارة الخارجية ‪ ،629‬وهي قاع ـ ـدة آمرة ال يجوز‬
‫مخالفتها‪ ،‬وتعد تقنيتي التحصيل املستندي والاعتماد املستندي وسيلتي دفع خاصة بالتجـ ـ ـ ـ ـارة‬
‫الدولية دون الداخلية‪.‬‬

‫‪ - 628‬املادة ‪ 50‬من القانون رقم ‪ 05-00‬مؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،9000‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،9004‬مرجع سابق‪ ،‬تعدل‬
‫وتتمم أحكام املادة ‪ 35‬من ألامر رقم ‪ ،00-02‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،9002‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 629‬إذ أنه وفقا للمادة ‪ 05‬من النظام رقم ‪ ، 00-00‬يتعلق بالقواعد املطـ ــبقة على املعام ـ ـ ـ ـ ـ ــالت التجارية مع الخ ـ ـ ـ ـ ـ ــارج‬
‫والح ـ ـ ـ ـ ـ ـسابات بالعـ ـ ـ ـ ـ ــملة الصعبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬تتمثل وسائل الدفع املستخدمة في التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الخارجية في ‪ :‬ألاوراق‬
‫النقدية‪ ،‬الصـ ـ ـ ـ ـكوك البريدـية أو املصرفية‪ ،‬خطـ ـ ـ ـ ـ ــابات الاعتماد (الاعتماد املستندي والتحصيل املستندي)‪ ،‬والسندات‬
‫التجارية‪.‬‬

‫‪-‬كما تشير املادة ‪ 05‬من النظام رقم ‪ 00-00‬انه بإمكان استخدام كل وسيلة دفع مقومة بالعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلة ألاجنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبية القابلة‬
‫للت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحويل بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصفة حرة مهما كانت ألاداة املستعملة‪ ،‬مما يعني أن النظام رقم ‪ 00-00‬يحيلنا إلى استخدام وسائل الدفع‬
‫املنصوص عليها في ألاوراق التجارية واملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتمثلة في تقنية التحويل املصرفي وتقنية الحوالة البريدية‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بمعنى ضرورة التوطين البنكي للواردات أمام إحدى البنوك املعتمدة‪.630‬‬

‫بالتعديل في وسائل الدفع املتعلقة بالتجارة‬ ‫‪631‬‬ ‫إال أنه قام قانون املالية لسنة‪9000‬‬
‫الخارجية‪ ،‬وذل ـ ـ ـك بإلغاء وسيلتي التحصيل املستندي والاعتماد املستندي (الفرع ألاول)‪ ،‬مما‬
‫يعني أن املشرع يعود بنا إلى ألاصل في تحديد وسائل الدفع في التجارة الخارجية أال وهو اختيار‬
‫إحدى الوسائل املحددة في الن ـ ـ ـ ـ ـظام رقم ‪( 00-00‬الفرع الثاني)‪ ،‬ولعل وراء هذا إلالغاء والتعديل‬
‫خلفيات وأسباب حقيقية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬

‫إلغاء وسيلتي الاعتماد املستندي والتحصيل املستندي كطرق وحيدة للدفع في التجارة‬
‫الخارجية‬

‫كانت وسيلة الاعتماد املستندي إلى وقت قريب وسيلتي الدفع الوحيدة في التجارة‬
‫الخارجية بموجب قانون املالية لسنة ‪ ،9002‬وأض ـ ـ ـ ـ ـافت املادة ‪ 50‬من قان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون املالية لسنة‬
‫‪ 9004‬وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيلة التحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيل املستندي‪ ،‬واعتبرتا بذلك وسيلتي الدفع الوحيدة إلاجبارية التي‬
‫يتعامل بها العون الاقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادي في مجال التجارة الخارجية‪.‬‬

‫إال أن قانون املالية لسنة ‪ ،9000‬وبالضبط بموجب نص املادة ‪ 000‬منه‪ ،632‬ألغت‬


‫بصريح العبارة نص املادة ‪ 32‬من قانون املالية لسنة ‪ ،6339002‬لتغير بذلك من طرق الدفع‬
‫املتعلقة بالتجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ - 630‬يقصد بالتوطين البنكي للواردات جعل لكل من السلع والخدمات املستوردة موطنا لها وهذا لدى بنك أو مؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسة‬
‫مالية وسيطة معتمدة من اختيار املستورد‪ ،‬راجع في هذا الخصوص أحكام نص املادة ‪ 92‬من النظام رقم ‪ ،00-00‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬
‫‪ -=631‬قانون رقم ‪ 04 -03‬مؤرخ في ‪ 95‬ديسمبر ‪ ،9003‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،9000‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪92‬‬
‫ديسمبر ‪.9003‬‬
‫‪=-632‬حيث تنص املادة ‪ 000‬من القانون رقم ‪ 04-03‬املتعلق بقانون املالية لسنة ‪ ،9000‬مرجع سابق‪ ،‬على‪» :‬تلغى أحكام‬
‫املادة ‪ 12‬من ألامر رقم ‪ ،31-32‬مؤرخ في ‪ 99‬جويلية ‪ ،9332‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 9332‬املعدلة واملتممة «‬
‫‪.‬‬
‫‪260‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من نص املادة ‪ 000‬من قانون املالية لسنة ‪ 9000‬يفهم انه لم تعد وسيلتي الدفع عن‬
‫طريق الاعتماد والتحصيل املستندي وسيلتي الدفع الوحيدة في مجال املعامالت التجارية‬
‫الخارجية ‪.‬‬

‫بالتالي ما هي وسائل الدفع ألاحرى التي يستخدمها العون الاقتصادي في مجال التجارة‬
‫الخارجية آنفا في معامالته التجارية الدولية؟‪.‬‬

‫بالعودة إلى نص املادة ‪ 05‬من النظام رقم ‪ 00-00‬يتعلق بالقواعد املطبقة على املعامالت‬
‫التجارية مع الخارج والحسابات بالعملة الصعبة املعدل واملتمم‪ ،‬تنص على ما يلي‪:‬‬

‫» تتمثل وسائل الدفع في التجارة الخارجية في كل من ‪:‬‬

‫‪-‬ألاوراق التجارية‪.‬‬

‫‪-‬الصكوك البريدية أو املصرفية‪.‬‬

‫‪-‬خطابات الاعتماد (الاعتماد و التحصيل املستندي)‪.‬‬

‫‪-‬السندات التجارية«‪.‬‬

‫مما يعني أنه بإلغاء نص املادة ‪ 32‬من قانون املالية التكميلي لعام ‪ ،9002‬يتم العودة إلى‬
‫النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام البنكي رقم ‪ 00-00‬وبالضبط في نص املادة ‪ 05‬منه‪ ،‬وهو ألامر ألاصح باعتبار أن‬
‫مسألة وسائل الدفع مسألة يختص بها أكثر البنك الجزائر وليس قانون املالية‪.‬‬

‫‪ -633‬حيث تنص املادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ ،00-02‬يتعلق بقانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،9002‬مرجع سابق‪ ،‬على ‪ » :‬يتم‬ ‫=‬

‫دفع مقابل الواردات إجباريا فقط بواسطة الائئتمان املستندي« ‪.‬‬


‫‪-‬كما نصت املادة ‪ 50‬من القانون رقم ‪ ،05 -00‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،9004‬مرجع سابق‪ ،‬على‪ » :‬تعدل وتت ـ ـ ــمم املادة‬
‫‪ 12‬من ألامر رقم ‪ .... 31-32‬كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـما يلي‪ :‬يتم دفع مقابل الواردات املوجهة للبيع على حالتها إال بواسطة الائتمان املستندي‬
‫أو الت ـ ـ ـ ـ ـ ــسليم املستندي« ‪.‬‬
‫‪261‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أضحى املتعامل في التجارة الخارجية‪ ،‬ما عليه إال أن يختار إحدى وسائل الدفع الواردة‬
‫في نص املادة ‪ 05‬السالفة الذكر‪ ،‬باإلضافة إلى أي وسيلة دفع أخرى مقومة بالعملة ألاجنبية‬
‫القابلة للتحويل بالع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـملة الصعبة‪.634‬‬

‫تم بالتالي‪ ،‬تحرير وسائل الدفع في التجارة الخارجية والتوسيع من نطاقها‪ ،‬حيث تم‬
‫إخراج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها م ـ ـن النطاق الضيق املتمثل في خطابات الاعتماد فقط إلى إمكانية اختيار إحدى‬
‫وسائل الدفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع الواردة في نص املادة ‪ 05‬بالشكل الذي يتالءم وط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبيعة املعاملة في‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجارة الخارجية‪ ،‬الش يء الذي يضفي املرونة ويخفف عبئ العون الاقتصادي في مجال‬
‫التجارة الخارجية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫بقاء الاعتماد املستندي والتحصيل املستندي ضمن وسائل الدفع في التجارة‬


‫الخارجية‬

‫إن توسع العالقات التجارية بين مختلف الدول والتكتالت الاقتصـ ـادية‪ ،‬أدى إلى‬
‫تعق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد العمليات التجارية وزيادة مخاطرها‪ ،‬مما أدى إلى تدخل الهيئات املالية خاصة البنوك‬
‫من أجل تأطير هذه العالقات من خالل ضمان حقوق ألاطراف التجارية املختلفة من مستورد‬
‫ومص ـ ـ ـ ـ ـدر وتمويل العمليات التجارية مـ ـ ـ ـ ـن خالل مجموعة من التقنيات التي تعد املدعم ألاساس ي‬
‫لعمليات التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الخارجية وتع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزيز وتقـ ـ ـ ـ ـ ـوية املبادالت التجارية‪ ،‬ومن بين هذه التقنيات‬
‫نجد الاعتماد أو الائتمان املستندي‪ ،‬فما املقصود به‪ ،‬وما هي ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمراحل الواجب مراعاتها‬
‫لفتح الاعتماد املستندي (أوال)‪ ،‬وما هي أنواعه (ثانيا) وما هو مضمون الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزام الاعتماد‬
‫املستندي كوسيلة دفع إجبارية أثناء الاستيراد(ثالثا)‪.‬‬

‫‪ -634‬الفقرة ‪ 9‬من املادة ‪ 05‬من النظام رقم ‪ 00-00‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪262‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬باالعتماد املستندي‬

‫كثيرا ما يتم اللجوء إلى الاعتماد املستندي كوسيلة دفع في املعامالت التجارية الدولية من‬
‫بين وسائل الدفع ألاخرى‪ ،‬فماذا عن تعريفه ‪ ،‬وأنواعه‪ ،‬والخطوات الواجب مراعاتها من أجل‬
‫إنجازه ‪.‬‬

‫‪ :1‬تنظيم الاعتماد املستندي‬

‫تعد آلية التحصيل ألاكثر استعماال من قبل الاقتصاديين في التجارة الدولية ‪ ،635‬وهي‬
‫‪Règles et Usages‬‬ ‫منظمة بموجب القواعد وألاعراف املوحدة الدولية لالعتمادات املستندية‬
‫‪ ،Uniformes relatives aux crédit documentaires‬التي وضعتها غرفة التجارة الدولية‬
‫)‪ (CCI‬في مؤتمرها ‪ Documentaires‬املنعقد في فيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـينا سنة ‪ ،0200‬أين ع ـ ـ ـ ـ ـدلت م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات‬
‫‪.‬‬ ‫عديدة‪ ،‬وآخرها كان سنة ‪ 0250‬ودخل حيز الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاذ سنة ‪.0254 636‬‬

‫منحت تعاريف عديدة لالعتماد املستندي ونجد من ذلك‪:‬‬

‫أ‪-‬الاعتماد املستندي عملية يتعهد بموجبها البنك ولحساب املستورد بتسديد مبلغ معين‬
‫في م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهلة محددة إلى شخص ثالث مصدر مقابل تسليم مستندات مطابقة لألصل‬
‫ومطلوبة من املشتري ومثبتة لقيمة البضائع ملطابقتها وإلرسالها‪.637‬‬

‫ب‪-‬الاعتماد املستندي تعهد خطي صادر عن بنك املصدر إلى ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبائع املستفيد بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناء‬
‫على تعل ـ ـ ـيمات املشتري (طالب فتح الاعتماد)‪ ،‬يتـ ـعهد بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجبه بدفع مبل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغ محدد أو قـ ـ ـ ـ ـ ـبول‬

‫‪ – 635‬غزيول برادة أمحمد‪ ،‬التصدير والاستيراد وإلاشكاليات القانونية‪( ،‬دراسة وتطبيق‪ -‬نصوص تنظيمية)‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.005‬‬
‫‪ – 636‬طالب حسن موس ى‪ ،‬املوجز في قانون التجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52-55‬‬
‫‪ – 637‬كتوش عاشور و قورين حاج قويدر‪"،‬دور الاعتماد املستندي في تمويل التجارة الخارجية ‪ ،‬حالة مؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسة‬
‫‪ ،"SNVI‬مداخلة ألقي ـ ــت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول سياسات التمويل و أثرها على الاقتصاديات و املؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسات‬
‫النامية‪ ،‬أيام ‪ 99- 90‬نوفم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبر ‪ ،9003‬جـ ـ ـ ـ ـ ــامعة بسكرة‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪263‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سحوبات زمن ـ ـ ـية بقيم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة محددة‪ ،‬وذلك خالل مدة محددة مقابل استالم البنك املصدر‬
‫ملستندات محددة ‪.638‬‬

‫ج‪-‬الاعتماد املستندي هو عبارة عن اتفاق متعدد ألاط ـ ـ ـراف مع البنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك يكون حسب‬
‫طلب وإرشادات املستورد(املشتري)‪ ،‬يتعهد بموجبه بسداد مبلغ الفاتورة للمصدر (البائع)‪ ،‬مقابل‬
‫تقديم مج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموعة من املستندات تصدر في وقت معين فور استنفاذ شروط وإجراءات‬
‫الاعتماد املستندي‪.639‬‬

‫أهم ضمانة لالعتماد املستندي هي البضاعة املستوردة لذلك فإن البضاعة ترهن ألمر البن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك‬
‫الذي يفتح الاعتماد و تعطي املستندات املتعلقة بالبضاعة حق البنك للملكية عليها‪ ،‬وتتمثل أهم‬
‫املستندات التي يجب تسليمها ويرتبط بها الاعتماد املستندي في مايلي‪:‬‬

‫وثيقة الشحن‪ ،‬بوليصة الضمان‪ ،‬نـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتخة عن الفاتورة‪ ،‬وثيقة التص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنيع‬
‫واملنشأ‪ ،‬وث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيقة الاستيراد‪ ،‬وثيقة التحليل‪ ،‬الوثيقة الصحية في بعض ألاحيان بالنسبة‬
‫لبع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـض البضائع‪ ،‬وثيقة الوزن…إلخ‪.‬‬

‫ب‪ :‬أنواع الاعتماد املستندي‬

‫هناك أنواع عديدة من الاعتماد املستندي‪ ،‬نتطرق لألهم منها‪:‬‬

‫‪-‬اعتماد قابل لإللغاء وغير قابل لإللغاء‬

‫نميز بين الاعتماد القابل لإللغاء وغير القابل لإللغاء على التوالي‪.‬‬

‫‪ – 638‬بوخيرة حسين‪ » ،‬استخدام البنوك الجزائرية لوسائل الدفع في التجارة الخارجية« ‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغال‬
‫امللتقى الوطني حول إلاصالحات البنكية في الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق وآلاداب‪ ،‬جامعة ‪ 5‬ماي ‪ ،0242‬قاملة‪ ،‬ص ‪. 050‬‬
‫‪ - 639‬كتوش عاشور وقورين حاج قويدر‪"، ،‬دور الاع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتماد املست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـندي في تمويل التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الخارجية ‪ ،‬حالة‬
‫مؤسسة ‪ ،"SNVI‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪264‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬اعتماد قابل لإللغاء‬

‫يسمى أيضا الاعتماد غير القطعي أو البسيط‪ ،‬ويسمى كذلك ألن البن ـ ـ ـك أو آلامر بالفتح‬
‫يمكن لهما التراجع عن فتح الاعتماد في أي وقت و باإلرادة املنفردة‪.‬‬

‫‪ -‬الاعتماد القابل غير لإللغاء‬

‫يسمى كذلك الاعتماد البات أو القطعي‪ ،‬ويسمى كذلك ألنه اعتماد و تصرف نهائي ال‬
‫يج ـ ـ ـ ـوز إلغاؤه أو تعديله إال بعد الحصول على موافقة جميع ألاطراف‪.640‬‬

‫‪-‬اعتماد معزز واعتماد قابل للتحويل‬

‫نتطرق لالعتماد املعزز و لالعتماد غير املعزز تبعا‪.‬‬

‫‪-‬الاعتماد املعزز أو املثبت‬

‫هو اعتمادا يحمل تعهد البنكين (الفاتح و املبلغ) بالدفع وبالتالي فمسؤولية الدفع تقع‬
‫على البنكين معا‪.641‬‬

‫‪-‬الاعتماد املستندي غير املعزز‬

‫في هذا النوع من الاعتماد‪ ،‬يقع الالتزام بالتسديد للمصدر على عاتق فاتح الاعتماد‪،‬‬
‫ودور البنك في بلد املراسل هو دور الوسيط‪ ،‬وال يقع عليه أي التزام إذا ما أخل أحد الطرفين‬
‫ببند من بنود الاعتماد‪.‬‬

‫‪-‬الاعتماد القابل للتحويل و الدائري و الاعتماد الظهير‬

‫نتطرق لثالث أنواع من الاعتماد‪ ،‬الاعتماد القابل للتحويل‪ ،‬الاعتماد الدائري‪ ،‬والاعتماد الظهير‪.‬‬

‫‪ -640‬طالب حسن موس ى ‪ ،‬املوجز في قانون التجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪- 641‬بوخيرة حسين‪ » ،‬استخدام البنوك الجزائرية لوسائل الدفع في التجارة الخارجية« ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.954‬‬
‫‪265‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬اعتماد قابل للتحويل‬

‫هو الذي يعطي الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق للمس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتفيد أن يقوم بتحويل الاعتماد كليا أو جزئيا‬
‫لس ـ ـ ـ ـ ـتفيد أو مستفيدين آلخرين‪.‬‬

‫‪-‬الاعتماد املتجدد أو الدائري‬

‫هو الاعتماد الذي يتم اللجوء إليه في حال ما إذا اتفق الطرفان على تسليم البضاعة للمستورد‬
‫على دفعات وفي فترات زمنية مختلفة‪.642‬‬

‫‪-‬الاعتماد الظهير أو الاعتماد املتقابل‬

‫يستعمل في حالة ما إذا كان املستفيد من الاعتماد ألاصلي وسيطا وليس منتجا للبضاعة‬
‫كأن ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكون وكيال للمنتج ‪ ،‬حيث يقوم املستفيد بفتح اعتماد آخر إلى ذلك الغير بنفس شروط‬
‫الاعتماد ألاصلي مع إمكانية تغيير مبلغ الاعتماد ومدة صالحيته‪.‬‬

‫‪-‬الاعتماد املغطى كليا أو جزئيا أو غير املغطى‬

‫نتطرق لكل من الاعتماد املغطى كليا‪ ،‬الاعتماد املغطى جزئيا و الاعتماد غير املغطى‪.‬‬

‫‪-‬الاعتماد املغطى كليا‪:‬‬

‫يزود آلامر البنك بكامل النقود الالزمة لفتح الاعتماد وال يتحمل البنك أي عبئ مالي أثناء‬
‫تسديد ثمن البضاعة للبائع لدى وصول املستندات الخاصة بالبضاعة‪.‬‬

‫‪-‬الاعتماد املغطى جزئيا‬

‫يدفع آلامر للبنك فاتح الاعتماد جزء من ثمن البضاعة من ماله الخاص‪ ،‬وتختلف‬
‫طريقة تنفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيذها الالتزام حسب ما اتفق عليه الطرفان كأن يغطي املستورد جزء ثمن البضاعة‬
‫قبل وصول املستندات أو حينها أو حتى حين وصول السلعة محل الاتفاق‪.‬‬

‫‪ - 642‬كتوش عاش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور وقورين حاج قويدر‪"، ،‬دور الاعتماد املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتندي في تمويل التجارة الخارجية ‪ ،‬حالة مؤسسة‬
‫‪ ،"SNVI‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪266‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬الاعتماد غير املغطى‬

‫اعتماد يمول فيه البنك قيمة البضاعة تمويال كامال دون أدنى مساهمة من آلامر‪.‬‬

‫‪-‬اعتماد التصدير و اعتماد الاستيراد‬

‫نميز بيم اعتماد التصدير واعتماد الاستيراد‪.‬‬

‫‪-‬اعتماد التصدير‬

‫هو الاعتماد الذي يفتحه املشتري ألاجنبي لصالح املصدر بالداخل لشراء ما يبيعه من‬
‫سلع محلية‪.‬‬

‫‪-‬اعتماد الاستيراد‬

‫هو الاعتماد الذي يفتحه املستورد لصالح املصدر بالخارج لشراء سلعة أجنبية‪.643‬‬

‫ج‪ :‬خطوات انجاز الاعتماد املستندي‬

‫يتم انجاز الاعتماد املستندي وفق الخطوات التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬يتم الاتفاق على فتح الاعتماد املستندي كشرط ضمن شروط عقد التصدير الذي‬
‫يب ـ ـ ـرم بين البائع و املشتري‪.‬‬

‫ب‪-‬لتنفيذ بنود عقد التصدير‪ ،‬يتقدم املورد أو املشتري إلى البنك الذي يتعامل معه‬
‫بقصد فتح هذا الاعتماد‪.‬‬

‫ج‪-‬يقوم البنك بعدها بفتح هذا الاعتماد املستندي في سجالته‪ ،‬ويعد نموذج فتح‬
‫الاعت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماد بناء على طلب العميل(املشتري)‪ ،‬الذي يسمى ب "آلامر بفتح الاعتماد "‪ ،‬ثم يقوم بنك‬
‫املصدر بإرسال هذا النمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوذج "كتاب فتح" إلى مراسله (بنك البائع) في بلد املصدر أو البائع‬
‫واملستفيد من الاعتماد‪.‬‬

‫‪ -643‬حجارة ربيحة‪ ،‬حرية املبادرة في التجارة الخارجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 003‬‬
‫‪267‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫د‪-‬يتولى البنك املراس ـ ـ ـ ـل حال استالمه كتاب العتماد إبالغ ش ـ ـروط الاعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتماد إلى‬
‫املص ـ ـ ـ ـدر باعتب ـ ـ ـ ـ ـاره الشخص املستفيد‪.‬‬

‫ليقوم هذا ألاخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـير بتجهيز البضاعة املتفق عليها ضمن مدة سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريان مفع ـ ـ ـ ـ ـول‬
‫الاعتماد‪ ،‬وي ـ ـتأكد من مطابقة مواصفات البضاعة وشروط شحنها والتأمين عليها للمستندات‬
‫املستصدرة واملعدة لها‪ ،‬وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن مطابقة هذه املستندات لشروط الاعتماد‪ ،‬ومن ثم يقوم‬
‫بتقديم املستندات إلى البنك املبلغ الذي يدق ـ ـ ـ ـ ـ ـق في مطابقتها لشروط الاعتماد‪ ،‬ليقوم فيما بعد‬
‫بدفع ثمنها‪.‬‬

‫تتمثل بذلك ألاطراف التي تتدخل في تقنية الاعتماد املستندي هي‪:‬‬

‫‪-‬املستورد أو املشتري ويسمى باآلمر بالدفع‪.‬‬

‫‪-‬املصدر أو البائع ويسمى باملستفيد‪.‬‬

‫‪-‬البنك مصدر الاعتماد أو فاتح الاعتماد‪.‬‬

‫‪-‬البنك املبلغ لالعتماد‪.‬‬

‫‪-‬بنك املشتري للمستندات الذي يتولى استالم املستندات ودفع ثمنها‪.‬‬

‫‪-‬البنك الدافع الذي يتولى في ألاخير دفع قيمة الاعتماد والذي يكون غالبا بنك ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتح‬
‫الاعتماد ‪.644‬‬

‫‪ :2‬مدى تنظيم املشرع الجزائري لالعتماد املستندي‬

‫نتطرق ملسألة تنظيم املشرع الجزائري لالعتماد املست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـندي في كل من قانون النـ ـ ـ ـ ـقد‬
‫والقرض ‪ ،‬والنظام رقم ‪.00-00‬‬

‫أ‪ :‬مدى تنظيم املشرع الجزائري لالعتماد املستندي في قانون النقد والقرض‬

‫‪- 644‬بوخيرة حسين‪ » ،‬استخدام البنوك الجزائرية لوسائل الدفع في التجارة الخارجية« ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.954‬‬
‫‪268‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على غرار التنظيم الدولي والقانوني لغرفة التجارة الدولية بموجب القواعد وألاعراف‬
‫املوح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدة الدولية لالعتمادات املستندية‪ ،‬نجد أن املشرع الجزائري لم يتطرق صراحة‬
‫لالعتماد املستندي وذلك ال من حيث تعريفه وال من حيث ذكر أنواعه‪ ،‬سواء في قانون النقد‬
‫والقرض رقم ‪ 00-20‬وال في القانون رقم ‪. 00-00‬‬

‫إال أنه انطالقا من نص املادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ 00-00‬التي تعرف وسائل الدفع بصفة‬
‫عامة يفهم ضمنيا أن الاعتماد املستندي يكون في نفس مقام وسائل الدفع ألاخرى‪ ،‬من هذا‬
‫املنطلق تتعامل به الب ـ ـ ـ ـنوك واملؤسسات املصرفية‪.645‬‬

‫ب‪ :‬مدى تنظيم املشرع الجزائري لالعتماد املستندي في النظام رقم ‪ 31-30‬املعدل‬
‫واملت ـ ـ ـ ـمم‬

‫نفس ألامر نجده في الفقرة ‪ 9‬من املادة ‪ 05‬من النظام رقم ‪ ،00-00‬حيث ال نجد أي‬
‫إشارة من ط ـ ـرف امل ـ ـ ـ ـ ـشرع الجزائري لالعتماد املستندي‪ ،‬فاعتبر كل ما هو قابل للتحويل وسيلة‬
‫دفع في التجارة الخارجية‪.‬‬

‫في هذا إلاطار تنص املادة ‪ 9‬من النظام رقم ‪ 00-00‬على‪:‬‬

‫» كل وسيلة أو أداة دفع مقومة بالعملة ألاجنبية القابلة للتحويل بصفة حرة مهما‬
‫كان ـ ـ ـ ـت ألاداة املستعملة « ‪.‬‬
‫‪ :0‬مضمون التزام الاعتماد املستندي كوسيلة دفع أثناء الاستيراد‬

‫كان املستورد وفقا لنص املادة ‪ 50‬من قانون املالية لسنة ‪ 9004‬مجبرا على استخدام‬
‫تقن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية الاعتماد املستندي وإضافة تقنية التحصيل املستندي أو ما يسمى بخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطابات‬
‫الاعتماد‪ ،‬كوسائل دفع وحيدة على غرار وسائل الدفع ألاخرى التي يستخدمها املتعامل‬

‫‪- 645‬تنص املادة ‪ 32‬من ألامر رقم ‪ 00-00‬مؤرخ في ‪ 93‬أوت ‪ ،9000‬يتعلق بالنقد و القرض‪ ،‬املعدل واملتمم على ‪:‬‬
‫" تعتبر وسائل الدفع كل ألادوات التي تمكن ألاشخاص من تحويل أموالها مهما يكن السند أو ألاسلوب التقني املستعمل‬
‫"‪ ،‬وتضـ ـ ـ ـ ــيف املادة ‪ 11‬من نفس القانون أن " تتضمن العمليات املصرفية تلقي ألاموال من الجمهور وعمليات القرض‬
‫وكذا وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن"‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الاقتصادي في مجال التجارة الخارجية‪ ،‬بع ـ ـ ـ ـ ـ ـدما تم تحديد وسيلة الاعتماد املستندي فقط‬
‫بموجب قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،9002‬وذلك خالفا لألص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل الذي هو حرية ألاطراف‬
‫في اختيار إحدى وسائل الدفع ألاخرى املتعامل بها في مجال التجارة الخارجية ‪ ،‬وهي قاعدة آمرة‬
‫ال يجوز مخالفتها ‪.‬‬

‫يستدرك املشرع الجزائري مسألة إجبارية الدفع عن طريق الاعتماد املستندي إجباريا من‬
‫طرف العون الاقتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادي في نشاطات التجارة الخارجية بموجب أحكام قانون املالية لسنة‬
‫‪ ،9000‬ويعود بالعون الاقتصادي إلى ألاصل‪ ،‬الذي يتمثل في اختيار إحدى وسائل الدفع املتعامل‬
‫بها في التجارة الخارجية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬التحصيل املستندي‬

‫يعد التحصيل املستندي وسيلة من وسائل الدفع اللصيقة بالتجارة الدولية‪ ،‬أين تم‬
‫إدخالها كإحدى وسيلتي الدفع إلاجبارية أثناء الاستيراد بجانب الاعتماد املستندي وذلك في ظل‬
‫أحكام قانون املالية ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسنة ‪ ،9004‬وذلك بالرغم من سبق إلاشارة إلى هذه التقنية بجانب‬
‫الاعتماد املستندي بم ـ ـ ـوجب قان ـ ـ ـ ـ ـ ـون املالية التكميلي لسنة ‪ 9000‬كطريقة لدفع قيمة الواردات‪،‬‬
‫إال أنه تم حصر مجال تطبيقهما على مؤس ـ ـ ـ ـسات إنتاج السلع والخدمات التي تلجأ لواردات‬
‫التجهيز واملواد الداخلة في الصنع واملواد ألاخرى املستعملة لإلنتاج واملواد إلاستراتيجية ذات‬
‫الطابع الاستعجالي‪ ،646‬وأدخل قانون املالية التكم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيلي لسنة ‪ 9000‬تقنية التح ـ ـ ـ ـ ـويل الحر‬
‫للمؤسسات املنتجة في واردات املواد الداخلة في الصنع وقطع الغيار والتجهيزات الجديدة‬
‫املسـ ـ ـاعدة على رفع إلانتاجية وال ينبغي أن تفوق قيمتها السنوية ‪ 4‬ماليين دج ‪.647‬‬

‫‪ - 646‬علودة نجمة دامية‪ ،‬دور املؤسسات املصرفية في التجارة الخارجيةـ‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في القانون‪ ،‬فرع‬
‫القانون الدولي لألعمال‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،9004 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ - 647‬أنظر في هذا الخصوص املادة‪ 90‬من ألامر رقم ‪ 00-00‬مؤرخ في ‪ 05‬جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويلية ‪ ،9000‬يتضمن قانون املال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية التكميلي‬
‫لسنة ‪ ،9000‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،40‬الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادر في ‪ 90‬جويلية ‪ ،9000‬تعدل وتتمم املادة ‪ 32‬من ألامر رقم ‪ ،00-02‬مؤرخ في‬
‫‪ 99‬جويلية ‪ ،9002‬يتضمن قان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون املالية التكميلي لسنة ‪ ،9002‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪270‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ما املقصود بالتحصيل املستندي وكيف يتم انجازه (أوال)‪ ،‬ما هي أنواعه(ثانيا)‪ ،‬وما هو‬
‫مضمون التزام التحصيل املستندي كوسيلة دفع أثناء الاستيراد (ثالثا)‪.‬‬

‫‪ :1‬املقصود باالعتماد املستندي و خطوات انجازه‬

‫يدعى كل من التحصيل املستندي والاعتماد املستندي خطابات الاعتماد‪ ،‬وتعد من بين‬


‫الوس ـ ـ ـ ـ ـائل الدفع ألاخرى التي تستخدمها البنوك كوسائل للدفع في التجارة الخارجية ‪ ،648‬فماذا‬
‫يقصد بالتحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيل أو التسليم املستندي ‪ ،‬وما هي الخطوات الواجب مراعاتها في سبيل‬
‫انجازه‪.‬‬

‫أ‪ :‬املقصود بالتحصيل املستندي‬

‫لقد منحت للتحصيل املستندي تعاريف عديدة ‪ ،‬نتطرق للبعض منها‪:‬‬

‫‪-‬التحصيل املستندي هو عملية تبادل السلع بإنشاء أوراق تجارية تكون واجبة التحصيل‬
‫في آلاجال املتفق عليها تنشأ هذه العملية على استعمال البنوك كوسطاء لتبادل السلع بوثائق‬
‫الدفع‪.‬‬

‫‪-‬هو آلية يقوم بموجبها املصدر بإصدار كمبيالة و إعطاء كل املستندات إلى البنك الذي‬
‫يمثله حيث يقوم هذا ألاخير بإجراءات تسليم املستندات إلى املستورد أو إلى البنك الذي يمثله‬
‫مقابل تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليم مب ـ ـ ـ ـ ـلغ الصفقة أو قبول الكمبيالة و تجدر إلاشارة في التحصيل أن املستورد‬
‫ال يمكنه أن يستلم املستندات إال بعد قبول الكمبيالة أو تسديد املبلغ ‪.‬‬

‫‪-‬كما يعرف على أنه عملية تتم بين البنوك بوثائق تجارية التي تشترط تحويلها إلى‬
‫املستورد بأمر من املصدر مقابل حصول هذا ألاخير على الوثائق‪ ،‬ويكون الدفع حسب الشروط‬
‫املتفق عليها في التح ـ ـ ـ ـ ـ ـصيل إما تسليم املستندات مقابل دفع قيمتها أو مقابل قبولها‪.‬‬

‫‪- 648‬راجع في هذا الخصوص نص املادة ‪ 05‬من النظام رقم ‪ 00-00‬املعدل واملتمم ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-‬واملادتين ‪ 240‬مكرر‪ 02‬و ‪ 240‬مكرر‪ 90‬من القانون رقم ‪ ،22-02‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪271‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتم اللجوء إلى التحصيل املستندي إذا كانت العالقة بين البائع واملشتري جيدة‬
‫ً‬
‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبنية على ثقة متبادلة‪ ،‬وأيضا الوضعية املالية للبلدان حسنة‪.649‬‬

‫بالتالي‪ ،‬فإن البنوك تقوم بدور الوسيط أو الوكيل بين املشتري والبائع وتكون مسؤوليتها‬
‫مح ـ ـ ـ ـ ـصورة بتحويل املستندات مقابل الدفع أو القبول بالدفع‪ ،‬ويشارك في عملية التحصيل‬
‫املستندي أربعة أطراف هم‪:‬‬

‫*ألامر (البائع أو املصدر )‪ :‬وهو البائع الذي يقوم بجمع املستن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدات وإرسالها إلى‬
‫بنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك م ـ ـ ـ ـ ـع ألامر بالتحصيل و يسمى بالساحب‪.‬‬

‫*بنك البائع أو املصدر‪ :‬يستقبل املستندات املرسلة من طرف البائع ويقوم‬


‫بإرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالها إلى البنك املكلف بالتحصيل حسب إلاجراءات املطلوبة؛‬

‫*املشتري ( املستورد )‪ :‬هو الطرف الذي تقدم له السندات من أجل الدفع والقبول‪.‬‬

‫*املكلف بالتحصيل‪ :‬هو املكلف بالتحصيل أو القبول من طرف املستورد طبقا ألوامر‬
‫بنك املصدر‪.650‬‬

‫ب‪:‬خطوات انجاز التحصيل املستندي‬

‫يتم انجاز التحصيل املستندي عبر الخطوات التالية ‪:‬‬

‫املرحلة ألاولى‪:‬‬

‫يتم تحديدها كوسيلة دفع أثناء إبرام القد التجاري بين املستورد واملصدر أين يقوم هذا‬
‫ألاخير بجمع الوثائق املمثلة للبضاعة‪ ،‬وتسليمها لبنكه مع تحديد طريقة ألاداء املتفق عليها في‬
‫العقد التجاري ويتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن مجموعة من الوثائق أهمها الفاتورة التجارية النهائية أو العقد‬

‫‪ - 649‬بوشارب ناصر‪" ،‬دور املؤسسات املالية في ترقية وتطوير التجارة الخارجية خارج املحروقات"‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن‬
‫أشغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال امللتقى الوطني حول ترقية الصادرات خارج املحروقات في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 00‬و‪ 09‬مارس ‪ ،9004‬جامعة مولود‬
‫معمري تيزي وزو‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -650‬غزيول أمحمد برادة‪ ،‬التصدير والاستيراد وإلاشكاليات القانونية ‪ :‬دراسة وتطبيق‪ -‬نصوص تنظيمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.090‬‬
‫‪272‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التجاري‪ ،‬وثيقة الشحن وقائمة التحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيل املستندي هذه ألاخيرة التي تحتوي على معلومات‬
‫من بينها معلومات خاصة باملصدر وبنكه‪ ،‬معلومات خاصـ ـ ـ ـة باملستورد وبنكه‪ ،‬معلومات خاصة‬
‫بعنوانه ورقم حسابه ورقم الهاتف‪ ،‬طريقة الدفع‪ ،‬وثيقة التص ـ ـ ـ ـدير وه ـي وثيقة خاصة بمصلحة‬
‫الجمارك‪ ،‬وثائق املراقبة‪ ،‬وحال ما يعطي البائع الوثائق لبنكه‪.651‬‬

‫املرحلة الثانية‪:‬‬

‫تتمثل في إرسال بنك املصدر الوثائق بعد فحصها إلى شبابيك بنك املشتري مع إعالمه‬
‫بت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسليمها للمشتري حسب الطريقة املحددة سابقا‪.‬‬

‫املرحلة الثالثة‪:‬‬

‫عند استالم بنك املستورد لكل الوثائق املحددة في العقد‪ ،‬يقوم بمراقبتها بواسطة‬
‫القائمة املحمولة من طرف بنك املرسل‪ ،‬مراقبة تطابق الوثائق مع الثمن‪ ،‬إلامضاء‪ ،‬الختم‪.652‬‬

‫‪ -‬بعدما تنتهي عملية املراقبة يقوم بنك املستورد باملعالجة‪ ،‬حيث يطلب بنك املستورد‬
‫من املستورد الوثائق الخاصة بإجراء عملية التوطين وتتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬السجل التجاري‪.‬‬

‫‪-‬شهادة إعفاء من الضرائب‪.‬‬

‫بعدها يقوم بنك املستورد بعملية التوطين‪ ،‬وتسجيل التحصيل املستندي في سجل‬
‫التوطين وي ـأخذ رقم معين‪ ،‬هذا كله بعد تسديد املستورد لقيمة العملية التجارية وتسديد‬
‫عمولة التوطين‪.‬‬

‫‪651‬‬
‫‪- BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 155.‬‬
‫‪ -652‬غزيول أمحمد برادة‪ ،‬التصدير والاستيراد وإلاشكاليات القانونية ‪ :‬دراسة وتطبيق‪ -‬نصوص تنظيمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.325‬‬

‫‪273‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬يقوم بنك املستورد بإعطاء نسخة من الفاتورة النهائية املوطنة للمستورد الذي‬
‫بواسطتها يمك ـ ـ ـ ـنـ ـه إخراج البضاعة من الجمارك‪ ،‬والتي بدورها تمنح للمستورد وثائق تبين بأنه‬
‫سدد الحقوق الجمركية‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم بنك املستورد بفتح ملف باسم املستورد ويعطيه رقما مميزا يمكنه من تسيير‬
‫امللف‪.653‬‬

‫‪ :9‬أنواع التحصيل املستندي‬

‫تحدد أشكال التحصيل املستندي حسب طريقة الدفع في هذا ألاخير‪ ،‬ويأخذ عدة أش ـكال‬
‫والتي تتمثل في كل من التحصيل مقابل الدفع و التحصيل مقابل القبول(أوال) ‪ ،‬التحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيل‬
‫املستندي مقابل املوافقة و التحصيل املستندي مقبول الضمان(ثانيا)‪ ،‬التحصيل املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتندي‬
‫من حيث الزمن والتحصيل املستندي البسيط (ثالثا)‪.‬‬

‫أ ‪ :‬التحصيل مقابل الدفع والتحصيل مقابل القبول‬

‫تسليم املستندات مقابل الدفع أو التحصيل مقابل الدفع‪ ،‬وفي هذه الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة ال‬
‫يسلم البن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك املستندات للمشتري إال بعد الدفع الفوري دون أن يتحمل مسؤولية تسـ ـليم‬
‫البضاعة فيكون املش ـ ـ ـ ـتري بذلك معرضا لخطر عدم استالم طلبيته‪ ،‬إال أن هذا النوع من‬
‫التحصيل املستندي أكثر ضمانا للمورد الذي يفرض بند ( الدفع ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـند أول تقديم‬
‫للمست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـندات ) فت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتم إلاشارة إلى هذه العب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة في ألامر بالتح ـ ـ ـ ـصيل أو الفاتورة‪ ،‬وبذلك‬
‫يضمن املصدر حصوله على حقوقه (مبلغ الصفقة )‪.654‬‬

‫بينما التحصيل مقابل القبول يقوم على أساس تسليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم البنك املكلف بتح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصيل‬
‫املسـ ـتـ ـندات املستعجلة للمشتري مقابل القبول حيث تسحب هذه باسم املشتري وال يتم قبولها‬
‫لدى بن ـ ـك التح ـ ـ ـ ـ ـ ـصيل في هذه الحالة يتحمل البنك أخطار الصرف وعدم الدفع لذا يصر‬

‫‪ -653‬بوشارب ناصر‪" ،‬دور املؤسسات املالية في ترقية وتطوير التجارة الخارجية خارج املحروقات"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪654‬‬
‫‪- BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 157.‬‬

‫‪274‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املوردون على أن يكون القبول مؤيدا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن طرف البنك ( أي أن يكفل البنك السفتجة وذلك‬
‫بإمضاء خلفها ) ‪.655‬‬

‫ب‪:‬التحصيل املستندي مقابل الضمان والتحصيل مقابل املوافقة‬

‫التحصيل املستندي مقابل املوافقة يقوم أساسا على تسليم وثائق البضاعة‬
‫للمس ـ ـ ـتورد بالت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزام البنك املحلي بالتحصيل على قبول املستورد للورقة التجارية املسحوبة‬
‫عليه من طرف املورد مقابل است ـ ـ ـالم البضاعة‪ ،‬يكون التزام البنك املحلي منتهيا على قبول‬
‫املستورد للورقة التجارية دون أي التزام بدفع قيمة هذه الورقة التجارية‪.‬‬

‫بينما يقوم التحصيل املستندي مقبول الضمان‪ ،‬على تسلم وثائق البضاعة بقبول‬
‫الورقة التجارية املسحوبة املسلوبة من طرف املورد على املستورد والتزام البنك املحلي بأمر من‬
‫مراسله ألاجنبي بالتحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصيل وقبول املستورد للورقة التجارية وضمان البنك املحلي بدفع قيمة‬
‫هذه الورقة التجارية بآجال استحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقاقها يكون البنك املحلي ملزم (مكلف) بالتحصيل على‬
‫القبول بالضمان‪.656‬‬

‫ج ‪-‬التحصيل املستندي من حيث الزمن والتحصيل املستندي البسيط‬

‫التحصيل املستندي البسيط عملية تبادل الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلع بأوراق تجارية مقبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـولة للدفع‬
‫من ط ـ ـرف املستورد‪ ،‬يقوم البن ـ ـ ـ ـ ـك املحلي بتحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصيل املوافقة بأمر من البن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك املراسل‬
‫ألاجنبي‪ ،657‬دون أي التزام للبنك املحلي في دفع قيمة هذه البضاعة‪ ،‬بينما يكون التحصيل‬
‫املستندي من حي ـ ـ ـث الزمن إما تحصيل مستنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدي عند إلاطالع‪ :‬معناه أن البضاعة تدفع‬
‫قيمتها عند التحصل على وثائقها فت ـ ـ ـ ـ ـصبح أداة دفع في التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الخارجية أو تحصيل‬

‫‪ - 655‬كتوش عاشور و قورين حاج قويدر‪"،‬دور الاعتماد املستندي في تمويل التجارة الخارجية ‪ ،‬حالة مؤسسة ‪"،SNVI‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪656‬‬
‫‪- BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 158.‬‬
‫‪ -657‬غزيول أمحمد برادة‪ ،‬التصدير والاستيراد وإلاشكاليات القانونية ‪ :‬دراسة وتطبيق‪ -‬نصوص تنظيمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.003‬‬
‫‪275‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مستندي مؤجل‪ :‬هو تواجد فترة زمنية بين تاريخ حيازة السلعة وتاريخ دفع قيمة الورقة التجارية‬
‫وتصبح في هذه الحالة أداة دفع و قرض‪.658‬‬

‫‪-0‬مضمون التزام التحصيل املستندي كوسيلة دفع أثناء الاستيراد‬

‫التزام استخدام التحصيل املستندي كإحدى وسائل الدفع في املعامالت التجـ ـارية‬
‫الدولية من بيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن وسائل الدفع العديدة التي تقرها املادة ‪ 00‬فقرة ‪ 0‬من النظام رقم ‪00-00‬‬
‫املعدل واملتم ـ ـم وهي كل من ألاوراق النقدية‪ ،‬الصكوك السياحية‪ ،‬الصكوك املصرفية وخطابات‬
‫الاعتمادات والسندات التجارية ق ـ ـ ـ ـاعدة آمرة ال يجوز مخالفتها‪.659‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫تعليقات حول التوسيع من طرق الدفع في التجارة الخارجية‬

‫قام قانون املالية لسنة ‪ 9000‬إلغاء إلزامية الاعتماد املستندي الذي أقره قانون املالية‬
‫التكم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيلي لسنة ‪ 9002‬من اجل دفع الواردات وذلك بموجب املادة ‪ 000‬منه والذي يلزم‬
‫املتعاملين الاقت ـ ـ ـ ـصاديين دفع فاتورة وراداتهم عن طريق القرض املستندي فقط‪.‬‬

‫تم تبرير إلغاء هذا إلاجراء بضرورة تنويع وسائل الدفع الخاصة بالواردات ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسبما‬
‫جاء في عرض ألاسباب املرافق ملشروع قانون املالية لسنة ‪.9000‬‬

‫باعتبار أن الاعتماد املستندي ال يمثل في حد ذاته ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمانة ملطابقة املنتجات‬


‫املس ـ ـ ـ ـ ـ ـتوردة‪ ،‬ك ـ ـ ـ ـ ـما انه يخدم أكثر املمون على حساب الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاد الوطني‪ ،‬لذاك فان‬
‫إلغـ ـ ـاء هذا إلاجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء سيمنح للمتعاملـ ـ ـ ـ ـ ـين الاقتصاديين املزيد من املرونة من اجل اختيار وسيلة‬
‫الدفع التي تتضمنها ألاحكام السارية املفع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول وذلك بموجب النظام رقم ‪ 00-00‬املعدل‬
‫واملتمم‪.‬‬

‫‪ - 658‬كتوش عاشور و قورين حاج قويدر‪"،‬دور الاعتماد املستندي في تمويل التجارة الخارجية ‪ ،‬حالة مؤسسة ‪،"SNVI‬‬
‫مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.5-0‬‬
‫‪659 -‬‬ ‫‪BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 161.‬‬

‫‪276‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لهذا السبب‪ ،‬فانه من ألامثل تأطير هذا إلاجراء بموجب أنظمة بنك الجزائر باعتبار‬
‫عمليات الدفع تقنيات بنكية بحتة‪ ،‬إلى جانب استحداث مقاييس وإجراءات على مستوى مراقبة‬
‫الصرف‪.‬‬

‫تجدر إلاشارة إلى انه تم استحداث القرض املستن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدي سنة ‪ 9002‬كوسيلة وحيدة‬
‫ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدفع فاتورة الواردات ‪ ،‬بهدف ضمان تتبع ومراقبة عمليات التجارة الخارجية إلى جانب‬
‫تخفيض الواردات‪.‬‬

‫تم تخفيف هذا إلاجراء سنة ‪ 9004‬من خالل إعادة إجراء التحصيل املستندي كوسيلة‬
‫ثانية لدفـ ـ ـ ـ ـ ـع فاتورة الواردات إضافة إلى الاعتماد املستندي‪.‬‬

‫تم تبرير إعادة التحصيل املستندي بفشل القرض املستندي في كبح الزيادة املعتبرة في‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواردات وضبط عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬إلى أن تم إعادة النظر في هذه املسألة حيث تم‬
‫التوسيع مرة أخرى من وسائل الدفع في التجارة الخارجية ‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق اختيار العون‬
‫الاقتصادي إحدى وسائل الدفع املنصوص عليها في النظام رقم ‪ 00-00‬املعدل واملتمم‪ ،‬أو حتى‬
‫تلك العودة إلى تلك الوسائل املحددة بموجب أحكام القانون التجاري‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث الثاني‬

‫احترام إلاجراءات الجمركية‬

‫إن أي مبادلة تجارية دولية تصديرا كانت أم استيرادا‪ ،‬تتطلب املرور عبر إدارة الجمارك‬
‫باعتبار أن هذه ألاخيرة يخول لها مراقبة كل عبور ألي سلعة دخوال أم خروجا ومهما اختلفت‬
‫وسيلة النقل املستخدمة في املعاملة التجارية وذلك إن كانت برا أو بحرا أو جوا ‪.‬‬

‫في هذا إلاطار‪ ،‬يتوجب على العون الاقتصادي احترام مجموعة من إلاجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات‬
‫الجمركية‪ ،660‬نص عليـ ـ ـها أساسا قانون الجمارك‪ ،‬وتتمثل أساسا في إجراء إحضار السلع‬
‫والبضائع محل املعاملة التجارية أمام إدارة الجمارك ‪ ،‬وإجراء إعداد تصريحات للبضاعة التي‬
‫سيتم تمريرها عبر الحدود (املطلب ألاول)‪ ،‬وإجراء رف ـ ـ ـ ـ ـع البضائع أو وضع اليد عليها (املطلب‬
‫الثاني)‪ ،‬وتربط الضريبة الجمركية عالقة وثيقة بالنظام الجمركي م ـ ـ ـ ـن خالل أهمية املبالغ‬
‫املحصلة لفائدة خزينة الدولة وذلك على شكل رسوم وحقوق وإتاوات متنوعة تتخـ ـ ـذها الدولة‬
‫كأداة تمويلية في املجال الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق التنمية (املطلب الثالث)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‬

‫إحضار السلع والبضائع إلى الجمارك ووضع اليد عليها‬

‫يشكل قانون الجمارك النظام القانوني الذي تمارس فيه إدارة الجمارك مختلف‬
‫صالحياتها ومختلف إلاجراءات التي تلزم املتعاملين الاقتصاديين احترامها في مجال الاستثمار في‬
‫التجارة الخارجية‪.‬‬

‫تدخل في هذا إلاطار‪ ،‬صالحية إدارة الجمارك بتنفيذ إجراء إحضار السلع والبضائع‬
‫أم ـ ـ ـ ـام إدارة الجمارك‪ ،‬أين تم التمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيز فيما إذا كان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت وسيلة نقل السلع وال ـ ـ ـ ـ ـبضائع برا أو‬

‫‪ -660‬أشار املشرع إلى إلاجراءات الجمركية في نص الفقرة‪ ،‬من املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬يتض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن قانون الجمارك‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ويعرفها بالعمليات التي يجب القيام بها من قبل مرتفقي إدارة الجمارك قصد استيفاء التزامات القوانين‬
‫والتنظ ـ ـ ــيمات الجمركية‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا أو بحرا‪( ،‬الفرع ألاول)‪ ،‬ويت ـ ـبع إجراء إعداد التصريحات إجراء آخر إجباري ‪ ،‬يتمثل في‬
‫إجراء رفع السلع والبضائع ووضع اليد عليها ‪ ،‬والذي يعد من بين آخر إلاجراءات التي يلزم‬
‫املتعامل في التجارة الخارجية القيام بها (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ألاول‬

‫إحضار السلع و البضائع إلى الجمارك‬

‫يختلف املقصود من إجراء إحضار السلع والبضائع أمام الجمارك باخت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالف‬
‫وسي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنقل (أوال)‪ ،‬ولقد حدد املشرع مجموعة من ألاشخاص الذين تقع عليهم م ـ ـسؤولية‬
‫تنفيذ الالتزام (ثانيا)‪ ،‬وتنفيذ الالتزام يكون في مدة قانونية محددة (ثالثا)‪ ،‬وتقع على ناقل‬
‫الس ـ ـلع والبضائع مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤولية محددة في إتمام العملية (رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املقصود بعملية إحضار السلع و البضائع إلى الجمارك‬

‫تنطبق عملية إحضار السلع والبضائع إلى الجمارك على كل املعامالت الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارية‬
‫الدولية استيرادا وتصديرا‪ ،‬فيعد إجراء إجباري يقع على عاتق املستورد واملصدر من أجل‬
‫استكمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال إلاجراءات إلادارية املرتبطة بتنفيذ الصفقة التجارية‪ ،‬فماذا يقصد بعملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية‬
‫إح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضار الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلع والبضائع إلى الجمارك؟‬

‫يراد بها نقل كل البضائع املستوردة أو التي أعيد استيرادها أو املعدة للتـ ـ ـصدير أو إلعادة‬
‫التص ـ ـ ـ ـ ـ ـدير أمام مكتب الجمارك املختص وألاقرب إلى الحدود الوطنية‪ ،‬وهو التزام ينشأ بمجرد‬
‫عبور البضائع للح ـ ـ ـ ـ ـدود الوطنية‪ ،‬وتهدف العملية أساسا إلى التحكم ومراقبة جميع البضائع‬
‫محل املبادالت التج ـ ـ ـ ـارية بمرورها عبر مكاتب الجمارك وتفادي التصدير غير املشروع مثل تهريب‬
‫البضائع الوطنية إلى الخارج‪ ،‬واستيراد من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجات أجنبية غير صالحة أو استيرادها في إطار غير‬
‫مشروع‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬املسؤول عن إحضار السلع و البضائع إلى الجمارك واملدة املتطلبة لالنجاز‬

‫يكون التزام إحضار كل البضائع محل املعاملة الت ـ ـ ـ ـجارية إجباريا ‪ ،‬وذلك مهما كان ـ ـ ـ ـ ـ ـت‬
‫قيمة البضاعة ورغم إعفائها من دفع الحقوق الجمركية‪ ،‬فنميز بين مسؤولية ناقل السلع أمام‬
‫إدارة الجم ـ ـ ـارك في حالة الاستيراد‪ ،‬وفي حال التصدير ‪ ،‬ونحدد املدة املتطلبة من أجل قيام‬
‫املسؤول املعني إحضار البضاعة إلى الجمارك ‪.‬‬

‫‪ :1‬املسؤول عن إحضار البضاعة إلى الجمارك‬

‫تختلف مسؤولية محضر البضاعة إلى مقر الجمارك‪ ،‬بين إذا تعلق ألامر باالستيراد أو بالتصدير‪.‬‬

‫أ‪:‬في حالة استيراد البضائع‪ :‬ناقل البضاعة هو املسؤول عن القيام بعملية إحضار السلع‬
‫والبضائع إلى الجمارك ويختلف ألامر إذا كانت وسيلة النقل بحرا ‪ ،661‬أو جوا‪ ،662‬أو برا‪. 663‬‬

‫ب‪:‬في حالة تصدير البضاعة‪ :‬يقع التزام إحضار السلع والبضائع إلى الجمارك في حالة‬
‫التصدير على املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرح بالبضاعة‪ ،‬والذي يكون إما مالك البضاعة أو أحد ألاشخاص‬
‫الطبيعيين أو املعنويين املعتمدين كوكالء لدى الجـ ـ ـ ـ ـ ـمارك‪.664‬‬

‫‪ - 661‬في حالة نقل السلع و البضائع بحرا‪ :‬يكون املسؤول هو قائد املركبة وطلك سـ ــواء كانت مدنية أو عسكرية ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور‬
‫وص ـ ـ ـ ـ ــولها أو إقالعها‪ ،‬وذلك وفقا للمادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 04-00‬مؤرخ في ‪ 03‬فيفري ‪ ،9000‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،00‬الصادر في‬
‫‪ 02‬فيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفري ‪ ،9000‬يعدل ويتمم الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ 00-25‬مؤرخ في ‪ 99‬أوت ‪ ،0225‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،30‬الص ـ ـ ـ ـ ـ ــادر في ‪ 90‬أوت‬
‫‪ ،0225‬يعدل ويتـ ـ ـ ــمم القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ 00-02‬مؤرخ في ‪ 90‬جويلية ‪ ،0202‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 94‬جويلية‬
‫‪ ،0202‬يتضـمن قانون الج ـ ـ ــمارك‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬نشير أن املادة ‪ 20‬لم يتم تعديلها بموجب القانون رقم ‪.04-00‬‬
‫‪-662‬في حالة نقل السلع و البضائع جوا‪ :‬يكون قائد الطائرة هو املسؤول عن نقل البضائع‪ ،‬وال يمكن أن تج ـ ـ ــتاز البضاعة‬
‫مك ـت ـ ـ ـ ــب الجمارك دون ترخيص‪ ،‬وذلك وفقا ألحكام املادة ‪ 30‬من الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون نفسه‪ ،‬عدلت املادة بموجب نص املادة ‪ 95‬من‬
‫القانون نفسه‪.‬‬

‫‪- 663‬في حالة نقل السلع و البضائع برا‪ :‬يكون سائق الشاحنة هو املسؤول عن نقل البضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعة‪ ،‬أنظر املادة ‪ 30‬من القانون‬
‫نفسه‪ ،‬عدلت املادة بموجب نص املادة ‪ 93‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪ - 664‬املادة ‪ 20‬من القانون نفسه‪ ،‬لم يتم تعديل املادة بموجب القانون رقم ‪.04-00‬‬
‫‪280‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ :9‬مدة انجاز التزام إحضار البضائع إلى الجمارك‬

‫تختلف مدة إنجاز الالتزام في حالة الاستيراد‪ ،‬عنها في حالة التصدير‪.‬‬

‫أ‪ :‬في حالة الاستيراد‪ :‬تختلف املدة املتطلبة إلحضار السلع والبضائع إلى الجمارك‬
‫باختالف وسيلة النقل ‪.665‬‬

‫ب‪:‬في حالة التصدير‪ :‬يتم إحضار السلع والبضائع التي تكون محال للتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير فور‬
‫دخولها إلاقليم الج ـ ـ ـ ـ ـ ـمركي من أجل استكمال إلاجراءات الجمركية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مسؤولية ناقل البضائع أثناء إحضار السلع و البضائع إلى الجمارك‬

‫يركز املشرع على وسيلة النقل املستخدمة النجاز عملية إحضار البضائع إلى الجمارك‬
‫فيما إذا كانت بحرا‪ ،‬برا‪ ،‬أو جوا في تحديد مسؤولية ناقل البضاعة ‪.‬‬

‫‪: 1‬مسؤولية ناقل البضاعة في حالة نقلها بحرا‬

‫ويتم التمييز بين‪:‬‬

‫‪- 665‬إذا كان نقل السلع والبضائع يكون بحرا‪ ،‬فيتم إحضار السلع فور الدخول إلى املنطقة البحرية من النطاق الجمركي‪ ،‬إذا‬
‫كان نقل السلع والبضائع يكون برا‪ ،‬فيتم إحضار البضائع إلى الجمارك فور دخولها إلى الت ـ ـ ـ ـراب الوطني‪ ،‬إذا كان نقل السلع‬
‫والبضائع يكون جوا‪ ،‬فيتم إحضار البضائع إلى الجمارك فور دخولها إلاقلي ـ ـ ـ ــم الجوي الجزائري‪ ،‬وذلك وفقا ما تقض ي به‬
‫املادة‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪ ،‬نشير أن املادة لم تعدل بموجب قانون الجمارك في سنة ‪.9000‬‬

‫‪281‬‬
‫ﺿﺮورة اﺣ ام ﻧﻈﻤﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ وا ﺒﺎﺋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ‬

‫ﻤﺮ ﻲ‪666‬‬ ‫أ ‪-‬ﻓﻮر دﺧﻮل اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ إ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺤﺮ ﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻄﺎق ا‬

‫ب‪-‬ﻓﻮر دﺧﻮل اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ إ اﳌﻴﻨﺎء‪.667‬‬

‫‪:2‬ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻧﺎﻗﻞ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻘﻞ ﺑﺮا‬

‫ﻳﻘﻮم ﺳﺎﺋﻖ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻌﺪ وﺻﻮﻟﮫ إ ﻣﻜﺘﺐ ا ﻤﺎرك‪ ،‬ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮ ﺢ ﻣﻔـ ـ ـﺼﻞ‬
‫اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﻮز ﺎ‬ ‫ﻟﻠ ـ ـ ـ ـ ـﺒﻀﺎ ﻊ ‪ ،‬وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﺎﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﺼﺮ ﺢ ﻣﻮﺟﺰ و‬
‫ﻳﻤﻜﻦ‬ ‫ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻀﺮور ﺔ اﻟ‬ ‫ﻃﺮ ﻖ ﻧﻘﻠﮫ اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠﻊ واﻟﺒﻀﺎ ﻊ واﻟـ ـ‬
‫اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠ ﺎ ﻣﻦ ﻧﻮع اﻟﻄﺮود وﻋ ـ ـ ـﺪد ﺎ أرﻗﺎﻣ ﺎ‪ ،‬ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ‪ ،‬أﻣﺎﻛﻦ ﺗﻔﺮﻐ ﺎ‬
‫‪: 3‬ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻧﺎﻗﻞ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻘﻞ ﺟﻮا‬
‫ﻳﺘﻌ ن ﻋ ﻗﺎﺋﺪ اﳌﺮﻛﺒﺔ ا ﻮ ﺔ ﻋﻨﺪ وﺻﻮل اﻟﻄﺎﺋﺮة‪ ،‬ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻟﺪى إدارة ا ﻤﺎرك ﺑﻴﺎن‬
‫اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻀﺮور ﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﻘﻞ‪ ،‬ﻃﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴﻌﺔ‬ ‫اﻟﺒﻀﺎ ﻊ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻮي ﻋ‬

‫ﻦ أو ﺗﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺢ ا ﻤﻮﻟﺔ‪ ،‬و ﺘﻌ ن‬ ‫ﻴﻞ ﻞ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ اﻟ ﺗﺼﻞ ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺎن اﻟﻌﺎم ﻤﻮﻟﺔ اﻟ‬ ‫‪ - 666‬ﻳﺠﺐ‬
‫ﻋ ﻗﺎﺋﺪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴﻔﻴﻨﺔ إﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻀﺎء اﻟﺒ ـ ـ ـ ـ ـﻴﺎن اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻳﺤ ـ ـ ـ ـﺘﻮي ﻋ اﳌﻌـ ــﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ :‬اﻟﺘﻌـ ــﺮ ﻔﺔ ا ﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻛﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻮزن‪ ،‬ﻋﺪد‬
‫ﻦ‪.‬‬ ‫رﻗﺎم‪ ،‬ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ‪ ،‬وﻣ ﺎن اﻟ‬ ‫اﻟﻄ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮود‪ ،‬اﻟﻌﻼﻣﺎت‪،‬‬

‫ﻗﻠﻴﻢ ا ﻤﺮ ﻲ ﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺒﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺎت ا ﺎﺻﺔ ﺎ )اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ‬ ‫ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ إ إدارة ا ﻤﺎرك ﻋﻨﺪ دﺧﻮﻟ ﺎ إ‬
‫اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺟ ﺴﻴ ﺎ‪ ،‬ﻃﺒﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺔ اﻟﺒﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻊ ﻣﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﳌـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻠﺔ اﻟﺘﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﺔ‪ ،‬ﻋﺪد اﻟﻄﺮود ‪ ،‬رﻗﺎم‪ ،‬اﻟﻮزن ﺟﻤﺎ ‪،‬‬
‫ﻦ(‪ . 1‬ﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻠﺴﻔﻦ أن ﺗﺮﺳﺔ إﻻ اﳌﻮا ﺊ اﻟ ﻳﻮﺟﺪ ﻓ ﺎ ﻣﻜﺘﺐ ا ﻤﺎرك ﻣﺎ ﻋﺪى ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻮة اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘﺎ ﺮة اﳌﺜ ﺘﺔ‬ ‫ﻣ ﺎن اﻟ‬
‫ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﻳﺘﻌ ن ﻋ ر ﺎن اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ أن ﻳﺤﻀﺮﻓﻮر اﻟﺮﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ أﻣﺎم ﻗﺎﺋﺪ اﳌﺤﻄﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺤﺮ ﺔ ﺮاس اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﻃﺊ‬ ‫ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪ ،‬و‬
‫أو ﻋﻨﺪ ﻋﺪم =وﺟﻮد ﻗﺎﺋﺪ ﻓﺮﻗﺔ اﻟﺪرك اﻟﻮﻃ أو ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ أو رﺋ ﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌ اﻟﺒﻠﺪي ﺑ ﺧﻴﺺ ﻛﺘﺎ ﻲ ﻣﻦ أﻋﻮان‬
‫ا ﻤﺎرك و ﺤﻀﻮر ﻢ و ﺴﺘﻄﻴﻊ إدارة ا ﻤﺎرك ﻣﻨﻊ اﻟﺘﻔﺮ ﻎ أو اﺳ ﺒﺪال وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ‪ ،‬ﻣ ﺎن اﻟﺮﺳﻮ و ﻘﺪم ﻟﮫ ﻳﻮﻣﻴﺔ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺄﺷ ﻋﻠﻴﮫ‪.‬‬

‫‪- 667‬ﻳﺠﺐ ﻋ ر ﺎن اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ أو ﻣﻤﺜﻠﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ أن ﻳﻘﺪم ﺧﻼل ‪ 24‬ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ وﺻﻮل اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻞ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻮﻟﺔ اﳌ ـ ـ ـ ـ ـﻌﺪة‬
‫ﺑﺤ ـ ـ ـ ـ ــﻮزة اﻟﻄﺎﻗﻢ ‪ ،‬و ﻄـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒﻴﻌﺔ ا ﺎل ﻞ‬ ‫ﻗﻠﻴﻢ ا ﻤﺮ ﻲ‪ ،‬اﻟﺘﺼﺮ ﺢ ﺑﻤﺆوﻧﺔ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ‪ ،‬واﻟﺘﺼﺮ ﺢ ﺑﺎﻟﺒﻀﺎ ﻊ اﻟ‬ ‫ﻟﻠﺘﻔﺮ ﻎ‬
‫ﺿﺮور ﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ﺎ ﻛﻤﺎ ﻣﺤﺪدة اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬أﻧﻈﺮ اﳌﺎدة‬ ‫اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺧﺮى اﻟ ﻗﺪ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺎ إدارة ا ﻤﺎرك واﻟ‬
‫‪ 64‬ﻣﻦ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،04-17‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺸ أن اﳌﺎدة ﻟﻢ ﻌﺪل ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن ا ﻤﺎرك ﺳﻨﺔ ‪.2017‬‬
‫‪282‬‬
‫ﺿﺮورة اﺣ ام ﻧﻈﻤﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ وا ﺒﺎﺋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ‬

‫ﻦ‪،‬‬ ‫اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴﻠﻌﺔ أو اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺪد اﻟﻄﺮود‪ ،‬اﻟﻌﻼﻣﺎت‪ ،‬اﻟﻮزن اﻟﺼﺎ ﻟﻠﺒﻀﺎ ﻊ‪ ،‬ﻣ ﺎن اﻟ‬
‫ﻣ ﺎن اﻟﺘﻔﺮ ﻎ‪.668‬‬

‫ﺑﺤﻮزة ﻃﺎﻗﻢ اﻟﻄﺎﺋﺮة ﻣﺎ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌ ن ﻋ ﻗﺎﺋﺪ اﳌﺮﻛﺒﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻴﺎن اﳌﺆوﻧﺔ واﻟﺒﻀﺎ ﻊ اﻟ‬
‫ﺗﺮﺧﻴﺺ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺼﺎ‬ ‫ﻋﺪى ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎ ﺮة أو ﺣﺼﻮل ﻗﺎﺋﺪ اﳌﺮﻛﺒﺔ ا ﻮ ﺔ ﻋ‬
‫اﳌﺨﺘﺼﺔ‪.669‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‬

‫ﻟ ام ﺑﺈﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮ ﺤﺎت‬

‫اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻣﻼت ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ‪ ،‬ﻟ ام‬ ‫ﻞ ﻣﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋ‬


‫ﺑﺈﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺪاد ﺗﺼﺮ ﺤﺎت ﻟﻠﺴﻠﻌﺔ أو اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻣﺤﻞ اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺘﺠﺎر ﺔ‪.‬‬

‫ﺻﻞ أن ﻳ ﻮن اﻟﺘﺼﺮﺢ ﻣﻔﺼﻼ‪ ،‬واﻟﺬي ﻳﺘﻢ إﻋﺪادﻩ ﻌﻨﺎﻳﺔ و ﺘﻮاﻓﺮ ﺷﺮوط ﻋﺪﻳﺪة‬
‫وﻣﺤﺪدة‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ وﻧﻈﺮا ﻟﺘﻮاﻓﺮ ﻇـ ـ ـﺮوف ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻳﻤ ـ ـﻜﻦ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨﺎﻗﻞ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠﻌﺔ أو اﻟﺒﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻋﺔ إﻋﺪاد‬
‫اﻧﺘﻈﺎر إﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ )ﺛﺎﻧﻴﺎ( اﻟﺬي ﻳﺒﻘﻰ‬ ‫ﺗﺼﺮ ﺤﺎ ﻣﻮﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺰ ﻛﺘﺼ ـ ـ ـ ـﺮ ﺢ ﺗﻤ ـ ـﻴﺪي)أوﻻ(‪،‬‬
‫أﺛﻨـ ـ ـﺎء ﺟﻤﺮﻛﺔ اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺒﻀﺎ ﻊ أﻣﺎم إدارة ا ﻤﺎرك‪.‬‬ ‫ﺟﺮاء اﻟﺮﺳ و ﺳ ـ ـ ـ ـﺎ‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻮﺟﺰ‬

‫ﻌﺮف اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻮﺟﺰ ﻋﻤﻠﻴﺎ ‪ ،‬ﺑﻮرﻗﺔ اﻟﻄﺮ ﻖ وﻧﺎدرا ﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻟ ﻮء إﻟﻴﮫ ‪ ،‬ﺑﻞ أن اﻟﻨﺎﻗﻞ‬
‫ﻳﺠﺪ ﻧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴﮫ أﻣﺎم ﺬا ﺟﺮاء ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ إدارة ا ﻤﺎرك دون ﻗﺼﺪ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﻌﻤﺪ ﻋ ﺗﺤﺪﻳﺪ‬
‫اﳌﻘـ ـﺼﻮد ﺑﮫ‪ ،‬اﳌﺴ ـ ـﺆول ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﺑﻤﺜﻞ ﺬا ﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـﺰام‪ ،‬اﳌﺪة اﻟﻮاﺟﺐ ﻣﺮاﻋﺎ ﺎ ﻟﺘﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔﻴﺬ ﻟ ام‪،‬‬
‫واﳌﺒﺎدئ ﺳﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴﺔ اﳌﺮﺗﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻄﺔ ﺑﺈﺟﺮاء اﻟﺘﺼﺮﺢ اﳌﻮﺟﺰ‪.‬‬

‫‪-668‬اﳌﺎدة ‪ 63‬ﻣﻦ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،04-17‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‬

‫‪283‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ :1‬تعريف التصريح املوجز‬


‫يراد بإجراء التصريح املوجز‪ ، la déclaration sommaire‬وضع البضاعة تحت مراقبة‬
‫الج ـ ـ ـ ـ ـمارك بغرض إتمام جانب من إجراءات التخليص الجمركي‪ ،‬ويحل التصريح املوجز محل‬
‫التصريح املفصل‪ ،1‬ويتم اللجوء إليه من طرف ناقل السلعة أو البضاعة في حالة ع ـ ـ ـ ـ ـ ـدم‬
‫تم ـ ـ ـ ـ ـ ـكن ناقل البضائع تقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديم التص ـ ـ ـ ـ ـ ـريح املفصل‪ ،‬فيقوم بتحرير تصريح موجز‪.670‬‬

‫الهدف من إعداده ‪ ،‬هو إنهاء مسؤولية الناقل اتجاه البضاعة املنقولة‪.‬‬

‫‪:9‬املسؤول عن إعداد التصريح املوجز‬

‫يعتبر ناقل البضاعة املسؤول ألاساس ي عن إعداد التصريح املوجز‪ ،‬إال في حالة ما إذا تم‬
‫التعاقد مع وكيل جمركي معتمد‪ ،‬فهذا ألاخير هو الذي يقوم بإعداده‪.‬‬

‫‪:0‬املدة الواجب مراعاتها إلعداد التصريح املوجز‬


‫‪671.‬‬ ‫تختلف مدة إعداد وإيداع التصريح املوجز باختالف وسيلة نقل السلعة أو البضاعة‬

‫‪:0‬مبادئ عامة إلنجاز عملية التصريح املوجز‬

‫هناك مبادئ مرتبطة بعملية الاستيراد وأخرى مرتبطة بالتصدير‪.‬‬

‫أ‪-‬في حالة الاستيراد‪ :‬من أجل نقل البضاعة بحرا‪ ،‬يجب أن يشمل التصريح املوجز‬
‫التالية‪672:‬‬ ‫مجموعة من الوثائق‬

‫‪-669‬إذا لم يكن باإلمكان تقديم تصريح مفصل ‪ ،‬يجب على إدارة الجمارك إعداد تصريح موجز‪ ،‬وهي عبارة عن ورقة طريق‬
‫تبين وجهة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبضائع واملعلومات الض ـ ـ ـ ـ ــرورية التي تمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكن من التعرف عل ـ ـ ـ ـ ـ ـيها‪ ،‬نوع الطرود‪ ،‬عددها ‪ ،‬أرقامها‪ ،‬ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبيعة‬
‫البضاعة‪ ،‬وأماكن شحنها‪ ،‬أنظر املادة‪23‬و ‪ 34 ، 30 20‬من القانون نفسه‪ ( ،‬تم تعديل املادة بموجب نص املادة ‪ 93‬من‬
‫القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ - 670‬املادة ‪ 30‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪-‬في حالة نقل البضاعة بحرا‪ :‬يكون في غضون ‪ 94‬ساعة من وصول السفينة إلى امليناء‪ ،‬ب‪-‬في حالة نقل البضاعة‬ ‫‪671‬‬

‫جوا‪ :‬يكون فور وصول الطائرة إلى املطار‪ ،‬ج‪-‬في حالة نقل البضاعة برا‪ :‬يكون فور دخول السلعة إلى التراب الوطني‪ ،‬أنظر‬
‫املادة ‪ 30‬من القانون من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪..‬‬

‫‪284‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪-‬في حالة التصدير‪ :‬في حالة التصدير يتم التصريح بالبضائع بشكل مفصل أمام مكتب‬
‫الجمارك‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التصريح املفصل‬

‫يجب أن تكون كل البضائع املستوردة‪ ،‬التي أعيد استيرادها أو املعدة للتصـ ـدير أو التي‬
‫أعـ ـيد تصديرها موضوع تصريح مفصل‪ ،‬ومع إمكانية إعمال بعض الاستثناءات من ألاصل‬
‫كالتصريح املوجز الذي سبق وأن تطرقنا إليه ‪،‬وهناك أيضا حاالت إمكانية تعويض تح ـ ـ ـ ـرير‬
‫بتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريح ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفوي أو مبسط‪ ،‬إال أنها تقارير ال يمكن اللجوء إليها إال‬ ‫تصريح مف ـ ـ ـ ـ ـ ـصل‬
‫بموجب مقرر يصدر من طرف املدير العام للجمارك‪. 674‬‬

‫باستثناء هذه الحاالت يبقى تصريح السلع والبضائع أمام إدارة الجمارك مفصال‪.‬‬

‫لإلحاطة بمجمل ما يحيط بهذا التصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريح نتعرض تبعا للمف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاهيم العامة‬
‫املرتبطة به‪ ،‬ألاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخاص املؤهلون إلعداده‪ ،‬املراحل التي يمر بها إجراء التصريح املفصل‪،‬‬
‫حاالت إلغاء التصريح‪.‬‬

‫‪:1‬حول طبيعة التصريح الجمركي املفصل‬

‫في إطار البحث عن طبيعة التصريح املفصل للسلع والبضائع أمام إدارة الجمارك‪ ،‬نقوم‬
‫بتعريف هذا إلاجراء إلالزامي‪ ،‬البيانات املطلوبة إلعداده‪ ،‬مكان إيداع التصريح وزمن إيداعه‪.‬‬

‫‪ - 672‬تتمثل هذه الوثائق في‪ :‬بيان البضائع وبيان الحمولة‪ ،‬هي وثائق يتعين على ربان السف ـ ـ ـ ـ ـ ــينة التوقيع عليها مع ترجمة‬ ‫=‬

‫البيانات في حالة الض ـ ـ ـ ـ ــرورة وتسليم مكتب الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمارك نسخة منها‪ ،‬من أجل نقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل البضاعة جوا يتم إعداد التصريح‬
‫املوجز وفقا للــنموذج الرسمي املنصوص عليه في اتفـ ــاقية شيكاغو‪ ،‬في حالة نقل البضاعة برا‪ ،‬فالتصريح املوجز يكون في‬
‫شكل ورقة الطريق التي تبي ـ ـ ـ ـ ـ ـن وجهة البضائع ‪ ،‬واملعلومات الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرورية التي تمكن من التعرف عليها‪ ،‬نوع الطرود عددها‬
‫وعالمتها‪ ،‬أرقامها‪ ،‬وطبيعة البض ـ ـ ـ ـائع وأماكن شحنها ‪ ،‬راجع أحكام املادة ‪ 30‬القانون رقم ‪ 04-00‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -674‬املادة ‪ 59‬فقرة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ ، 04 -00‬مرجع سابق‪ (،‬تم تعديل املادة بموجب نص املادة ‪ 00‬من القانون نفسه)‪.‬‬
‫‪285‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪-‬تعريف التصريح املفصل‬

‫نص املش ـ ـ ـ ـ ـ ـرع الجزائري في امل ـ ـ ـ ـ ـواد من ‪ 02‬إلى املادة ‪ 004‬من قانون الجمارك املعدل‬
‫واملتمم‪ ،‬ويـ ـ ـعرف على أنه عقد بين املستورد واملصرح وبين إدارة الجمارك‪ ،‬وهو عنصر أساس ي‬
‫لكل عملية بائية أو قانونية على مستوى الجمارك ويمكن أن يكون شفوي أو كتابي‪.675‬‬

‫ال تتخذ إدارة الجمارك أي إجراء إال إذا تأكدت من نوايا املستورد التي يعبر عنها بشكل‬
‫صريح‪ ،‬ويتبين ذلك عن طريق التصريح الذي يودعه أمام املصالح املختصة ‪ ،‬وهنالك نوعان من‬
‫ألانظمة الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمركية التي يمكن وضع البضائع قيدها‪. 676‬‬

‫الهدف من إجبارية إلزام املتعاملين في مجال التجارة الخارجية‪ ،‬هو الالتزام بإعداد‬
‫التصريح املفصل للسلع والبضائع‪ ،‬وإعطاء املعلومات التي تعرف بالبضاعة محل املبادالت‬
‫التجارية م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن أجل تم ـ ـ ـ ـ ـكين إدارة الجمارك من تحديد الرسوم والضرائب الواجب تطبيقها‬
‫ومراقبة البضاعة املستوردة ‪ ،‬وتحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديد النظام الجمركي املطبق عليها وكذلك تطبيق إجراءات‬
‫الحظر في الحاالت التي تستدعي ذلك واملحددة قانونا‪.677‬‬

‫ب‪-‬البيانات املطلوبة إلعداد التصريح املفصل‬

‫هناك مجموعة من البيانات الضرورية والواجب توافرها أثناء إعداد التصريح الجمركي‬
‫املفصل يعـ ـتد بها كمبدأ‪ ،‬وبيانات أخرى يأخذ بها حينما نتواجد أمام الاستثناء‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ -675‬وهو وثيقة محررة وفقا ألشكال معينة يبين فيها املصرح النظام الجمركي الواجب تحديده للبضائع‪ ،‬ويقدم العناصر‬
‫املطلوبة تأخذها إدارة الجمارك كمعيار تط ـ ــبيق الحقوق والرسوم ومقتضيات املراقبة الجمركية‪ ،‬أنظر املادة ‪ 05‬من القانون‬
‫نفسه‪ ( ،‬تم تعديل املادة بموجب نص املادة ‪ 00‬من القانون نفسه)‪.‬‬

‫‪ =- 676‬ألانظمة الجمركية الاقتصادية و ألانظمة الجمركية ذات الطابع الاقتصادي ‪ ،‬راجع أحكام املادة املادة ‪ 02‬مكرر من‬
‫القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪ ،‬حيث تم التعديل في ألانظمة الجمركية بموجب نص املادة ‪ 00‬من القانون نفسه ‪.‬‬
‫‪677‬‬
‫‪-DAOUDI Tahar, Techniques du commerce international, éditions Arabian el hilal, Rabat, 1997,‬‬
‫‪p. 220.‬‬
‫‪286‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬املبدأ العام في إعداد التصريح املفصل‬

‫يجب إعداد التصريح املفصل بصفة واضحة وفق الشكل الذي يحدده مدي ـ ـ ـ ـ ـر الجمارك‬
‫ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجب أن يوقعه املصرح‪ ،‬نجد في هذا إلاطار نوعين من الوثائق‪ ،‬وثائق أصلية يتضمنها‬
‫التصريح املفصل‪ ،678‬ووثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائـ ـ ـق مرفقة بالتصريح‪.679‬‬

‫‪-‬الاستثناءات الواردة على املبدأ في إعداد التصريح املفصل‬

‫يتحدد الاستثناء أساسا‪ ،‬في حالة ما إذا ال تتوافر لدى املصرح املعلومات الالزمة إلعداد‬
‫التص ـ ـريح الجمركي‪ ،‬يرخص له أن يفحص البضائع قبل التصريح بهاو يأخذ عينات منها‪.‬‬

‫قبل الشروع في أي فتح للطرود ‪،‬يتعين على املصرح أن يقدم تصريح باالطالع تدعى‬
‫رخصة الفحص‪ ،‬وال يترتب على إيداع رخصة الفحص أي أثر على وجود التصريح املفصل‪،‬‬
‫التصريح‪680.‬‬ ‫خاصة على مهلة إيداع‬

‫‪ -678‬يجب أن يتضمن التصريح كل البيانات الضرورية التي تمكن إدارة الجـ ـ ـ ـ ـمارك من تصفية الحقوق والرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم وذلك‬
‫بأن يتضـ ـ ـ ـ ـ ــمن لقب املص ـ ـ ـ ـ ــرح و عنوانه‪ ،‬لقب املرسل إليه وعنوانه وذلك حسب الحالة‪ ،‬تع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيين وسيلة النقل‪ ،‬ترقيـ ـ ـ ــم‬
‫وتع ـ ـ ـ ـيين الطرود‪ ،‬نوع البضائع‪ ،‬تعريف الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــضائع حسب نوعها وقيمتها ومنشئها‪ ،‬رقم الب ــضائع في التعريفة الجمركية‪ ،‬نسبة‬
‫الحق ـ ـ ـوق والرسوم املطبقة‪ ،‬رقم التدوين إلاحصائي للبـ ـ ـ ــضائع والرقم الخاص ببلد املصدر وبلد املنشأ و كذلك الرقم ال ـ ـ ـ ـ ـ ــخاص‬
‫بال ـ ـ ـنظام الجمركي والرقم الخاص باملؤسسات‪ ،‬كما يجب إلاشارة إلى الوثائق امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة دعما للتصريح‪ ،‬مكان التصريح‬
‫وتاريخه‪ ،‬شروط وك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيفيات جمركة البض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائع بواسطة النظام املعلوماتي لل ــجمارك‪ ،‬راجع أحكام املادة ‪ 59‬فق ـ ـ ــرة ‪ 0‬من‬
‫القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون رقـ ـم ‪ ، 04-00‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪ -679‬يكون التصريح املفصل مرفقا بمجموعة من الوثائق تتمثل أساسا في ما يلي‪:‬‬

‫=الفواتير‪ ،‬كل الوثائق التي يحددها القانون والتنظيم املتعلقة بتطبيق الحظر ومراقبة التجارة الخارجية‪ ،‬كل الوثائق التي‬
‫تفرضها إدارة الجمارك من أجل تطبيق القانون والتن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظيمات الجمركية منها شهادة املن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشأ‪ ،‬شهادة التأمين ووصل‬
‫التسليم‪ ،‬ومجموعة من الوثائق التي تش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــترطها إدارة الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمارك من أجل تطب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيق نصوص تنظيمية خاصة مرتبطة‬
‫أساسا بالصحة والن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظافة العامة‪ ،‬الجودة والنوعية‪....‬إلخ‪ ،‬أنظر املادة ‪ 54‬فـ ـ ـ ـ ــقرة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪ -680‬املادة ‪ 54‬فقرة ‪ 9‬من القانون نقسه‪ ،‬حيث أن املادة لم يتم تعديلها بموجب القانون نفسه‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ج‪-‬مكان إيداع التصريح املفصل‬

‫تتم إلاجراءات الجمركية على مستوى املكاتب الجمركية‪ ،681‬امل ـ ـ ـ ـ ـ ـختصة واملتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواجدة‬
‫عـ ـ ـ ـلى الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدود البرية‪ ،‬البحرية واملطارات‪.682‬‬

‫د‪-‬زمن إيداع التصريح املفصل‬

‫تحديد مواقيت فتح وغلق املكاتب تحدد بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب مقرر من املدير العام للجمارك‪،‬‬
‫وذلك بال ـ ـ ـ ـنظر إلى حركة العمل‪ ،683‬حيث تمنح مدة ‪ 90‬يوم ابتداء من تاريخ تسجيل الوثيقة‬
‫التي رخص بموجبها تفريغ البضاعة أو من تاريخ الحصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول على الوثيقة التي بم ـ ـ ـ ـ ـ ـوجبها تم‬
‫الترخيص للبـ ـ ـضاعة‪ ،‬كما انه ال يـ ـ ـ ـمكن إي ـ ـداع التصريح املف ـ ـ ـصل قبل وصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتول البضاعة‬
‫‪ ،684‬واستثناء يمكن إيداع ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصريح مس ـ ـ ـ ـ ـ ـبق من أجل تس ـ ـ ـ ـ ـهيل عملية الجمركة للمصرح‬
‫وتمكين إدارة الجمارك من الشروع في املعاينة التمهيدية للب ـ ـ ـ ـضائع خاصة السريعة التلف‪.‬‬

‫‪:9‬ألاشخاص املؤهلون إلعداد التصريح املفصل‬

‫اعتنى املشرع الجزائري بتنظيم مسألة ألاشخاص املؤهلين إلعداد التص ـ ـريح املف ـ ـصل‬
‫‪ ،‬والذي جاء تطب ـ ـيقا لنص‬ ‫املسألة‪685‬‬ ‫بعن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاية وذلك بصدور مرسوم تنفيذي خاص ينظم‬
‫املادة ‪ 05‬و‪ 05‬مكرر من ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون الجمارك‪ ،‬وذلك في خصوص إعطاء تنظيم محـ ـ ـ ـ ـ ـكم ملهنة‬
‫الوكيل الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمركي املؤهل أساسا إلع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداد ه ـذه التصريحات‪ ،‬والتوسيع من هذه الطائفة إلى‬
‫مالك البضاعة أو الناقل املرخص‪.‬‬

‫‪-681‬املادة ‪ 53‬من القانون نفسه‪ ،‬حيث أن املادة لم يتم تعديلها بموجب القانون نفسه‪.‬‬

‫‪-682‬راجع املادة ‪ 50‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪- 683‬املادة ‪ 04‬من القانون نفسه‪ ،‬حيث أن املادة لم يتم تعديلها بموجب القانون نفسه‪.‬‬
‫‪- 684‬املادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 685‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 955-00‬مؤرخ في ‪ 04‬نوفمبر‪ ،9000‬يتعلق باألش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخاص املؤهلين بالت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصريح املفصل‪،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 94‬نوفمبر ‪.9000‬‬
‫‪288‬‬
‫ﺿﺮورة اﺣ ام ﻧﻈﻤﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ وا ﺒﺎﺋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ‬

‫أو ﻣﻌﻨﻮي‬ ‫أ‪-‬اﻟﻮﻛﻴﻞ ﻟﺪى ا ﻤﺎرك‪ :‬ﻌﺪ اﻟﻮﻛﻴﻞ ﻟﺪى ا ﻤﺎرك ﻞ ﺷـ ـ ـﺨﺺ ﻃﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ‬
‫ﻣﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤﺼﻞ ﻋ اﻋﺘﻤﺎد ﻣﻦ ﻃﺮف إدارة ا ﻤﺎرك ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﻐ ﺑﺈﺟﺮاءات ا ﻤﺮﻛﺔ‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼﻞ ﻟﻠﺒﻀﺎ ﻊ ‪.686‬‬

‫ﺺ اﳌﻌﻨﻮي اﻟﺬي ﻳﻘﺪم ﻃﻠﺐ ا ﺼﻮل ﻋ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﳌﻤﺎرﺳﺔ ﻣ ـ ـ ـﻨﺔ‬ ‫ﻳﺘﻌ ن ﻋ اﻟ‬
‫ﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠ ﻢ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻘﻴﺎم‬ ‫ﺺ أو‬ ‫اﻟﻮﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴﻞ ﻟـ ـﺪى ا ﻤﺎرك ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟ‬
‫ﺑﺈﺟﺮاءات اﻟـ ـ ـ ـ ـﺠﻤﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺿﺮورة ﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺸﺮوط اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠ ﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.687‬‬

‫ب‪-‬ﻣﺎﻟﻚ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﻣﻜﻦ اﳌﺸﺮع اﳌﺴ ﺜﻤﺮ ﻣﺠﺎل اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻟﺬي‬
‫إﻋﺪاد اﻟﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ﺑﻨﻔﺴﮫ دون اﳌﺮور ﻋ ﻣ ﺎﺗﺐ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﳌﻌﺘﻤﺪ ﻟﺪى ا ﻤﺎرك‬ ‫ﻳﺮﻏﺐ‬
‫اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺸﺮط ا ﺼﻮل ﻋ رﺧﺼﺔ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟ ﻤﺎرك ﻌﺪ‬
‫ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﺴﺘﻮف ﻟﻠ ـ ـﺸﺮوط اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.688‬‬

‫ج‪-‬اﻟﻨﺎﻗﻞ اﳌﺮﺧﺺ‬

‫ﺣﺎﻟﺘ ن‪ ،‬اﻟ ـ ـ ـﺤﺎﻟﺔ و ﺗﺘﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺜﻞ‬ ‫ﻳﺮﺧﺺ ﻧﺎﻗﻞ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ إﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﻮﻛﻴﻞ اﳌﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴﺎب ﻣﺎﻟﻚ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻷي ﺳ ﺐ ﺎن‪ ،‬وا ﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ‬
‫ﺎﺗ ن‬ ‫اﻟﺘﺠﺎرة ا ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎرﺟﻴﺔ أي ﻣﻜﺘﺐ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻟﺪى ا ﻤﺎرك ﻣﻦ أﺟﻞ ﺟﻤﺮﻛﺔ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ‪ ،‬و‬
‫رﺧﺼﺔ ﻟ ﻤﺮﻛﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺈﺟﺮاءات‬ ‫ا ﺎﻟ ن ﻓﻘﻂ ﻳﻤ ـ ـ ـﻜﻦ ﻟﻨﺎﻗﻞ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻌﺪ ﺣﺼﻮل ﻋ‬
‫ا ﻤﺮﻛﺔ ﻟﻠﺒﻀﺎ ﻊ اﻟ ﻳﻨﻘﻠ ﺎ‪.689‬‬

‫إﺟﺮاءات ﻣﻨﺢ اﻟﺮﺧﺼﺔ ﳌﺎﻟﻚ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ‬ ‫ﺗﺠﺪر ﺷﺎرة أن اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي وﺣﺪ‬
‫اﻟ اﻣﺎت ﻞ اﳌﺮﺧﺺ ﻟ ﻢ إﻋﺪاد اﻟﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ـﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ‪ ،‬وذﻟﻚ‬ ‫واﻟﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻗﻞ اﳌ ـﺮﺧﺺ‪ ،‬ﻛﻤﺎ وﺣﺪ‬

‫‪- 686‬اﳌﺎدة ‪ 3‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم ﺗﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 288-10‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪..‬‬


‫‪- 687‬راﺟﻊ ﺧﺼﻮص اﻟﺸﺮوط اﻟﺸ ﻠﻴﺔ اﳌﺘﻄﻠﺒﺔ ﳌﻤﺎرﺳﺔ ﻣ ﻨﺔ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﳌﻌﺘﻤﺪ ﻟﺪى ا ﻤﺎرك وأﺧﺮى ﻣﺸ ﻃﺔ أﺛﻨﺎء ﻣﻤﺎرﺳﺔ‬
‫اﳌ ﻨﺔ اﳌﻮاد ‪ 20 ،12 ،11، 6 ،5‬و‪ 21‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫‪- 688‬راﺟﻊ ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪ 17‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ ،288-10‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬
‫‪- 689‬اﳌﺎدة ‪ 18‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫‪289‬‬
‫ﺿﺮورة اﺣ ام ﻧﻈﻤﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ وا ﺒﺎﺋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ‬

‫ﺿـ ـ ـﺮورة ﻣﺴﻜ ﻢ ﻓ ﺎرس ﺳﻨﻮ ﺔ ﺗﺮﻗﻤ ﺎ وﺗﺆﺷﺮ ﻋﻠ ﺎ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺎ واﻟ ام‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺔ ﻣﻦ إﻳﺼﺎل دﻓﻊ‬ ‫" ﺴـ ـﺨﺔ اﳌﺼﺮح "ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ ﻟﺪى ا ﻤﺎرك و‬ ‫ﺔ ﺗﺪ‬ ‫ﺣﺘﻔﺎظ ﺑ‬
‫ﺔ ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ اﻟﻨﻘﻞ‪ ،‬ﺴـ ـﺨﺔ ﻣﻦ ﻞ وﺛﻴﻘﺔ ﺟﻤﺮﻛﻴﺔ أﺧﺮى واﳌﺮاﺳﻼت ﻣﻊ‬ ‫ا ﻘﻮق اﻟﺮﺳﻮم‪،‬‬
‫ﻤﺎرك‪690.‬‬ ‫إدارة ا‬

‫ﺐ ووﻗﻒ ﻋﺘﻤﺎد أو ﻟﺮﺧﺼﺔ ا ﻤﺮﻛﺔ‬ ‫أﺳﺒﺎب‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ‪ ،‬أن اﳌﺸﺮع وﺣﺪ‬
‫ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﻘﺮر ﻳﺼﺪر ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟ ﻤﺎرك ﺑﺘﻮاﻓﺮ إﺣﺪى ا ﺎﻻت‬ ‫و ـ ـ ـ ـ ـ ﻮن ذﻟﻚ‬
‫اﳌﻮاد ‪ 22،23،24‬و‪ 25‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ ،288-10‬و ﻮن‬ ‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠ ﺎ ﺻﺮاﺣﺔ‬
‫اﳌﻘﺮر ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻄﻌﻦ أﻣﺎم ﻨﺔ اﻟﻄﻌﻦ اﳌﺨﺘﺼﺔ‪.691‬‬

‫‪:3‬اﳌﺮاﺣﻞ اﻟ ﻳﻤﺮ ﺎ إﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ‬

‫ﻣﺮﺣﻠﺔ‬ ‫ﻳﻤﺮ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ﻌﺪة ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﺪادﻩ‪ ،‬ﺗﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺜﻞ أﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﺳﺎ‬
‫ﻴﻠﮫ‪ ،‬ﻓﺤﺺ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ و ﻣﺮاﻗﺒﺘﮫ‪ ،‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺼﻔﻴﺘﮫ واﳌﺮﺣﻠﺔ ﺧ ة‬ ‫ﻗﺒﻮﻟﮫ‪ ،‬ﻣﺮﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠﺔ‬
‫ﺗﺘﻤﺜﻞ إﻣ ﺎﻧﻴﺔ إﻟﻐﺎﺋﮫ وذﻟ ـ ـﻚ ﺑﺘﻮاﻓﺮﺣﺎﻻت ﻣﺤﺪدة اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬

‫أ‪-‬ﻗﺒﻮل اﻟﺘﺼﺮ ﺢ‬

‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻌﻄﻲ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﺒﻮل اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ﺗﺄ ﻲ ﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺪادﻩ‪ ،692‬و‬
‫ﺎص ﻣﺤﺪدون ﻣﻦ ﻃﺮف‬ ‫ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔﻰ اﻟﺮﺳـ ـﻤﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ‪ ،‬ﻳﻘﻮم ﺑﺈﻋﺪادﻩ أ‬

‫‪- 690‬راﺟﻊ ﻧﺺ اﳌﻮاد ‪ 20‬و‪ 17 21‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ ،288-10‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬
‫‪ - 691‬راﺟﻊ ﺧﺼﻮص إﺟﺮاءات وﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻄﻌﻦ ﻣﻘﺮر إﻟﻐﺎء أو ﺐ ﻋﺘﻤﺎد أو رﺧﺼﺔ ا ﻤﺮﻛﺔ أﺣ ﺎم اﳌﻮاد ‪ 26‬وﻣﺎ‬
‫ﻌﺪ ﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫‪ - 692‬ﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﺒﻮل اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ﺑﻤﺜ ــﺎﺑﺔ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺷ ﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮ ﺢ‪ ،‬أو ﻌﺒﺎرة أﺧﺮى إﺟﺮاء ﺗﻜﻴﻔﮫ إدارة ا ﻤﺎرك أﻧﮫ ﻣﻮاﻓﻖ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺸ ﻠﻴﺔ واﻟﺬي ﻳ ﻮن ﻣﺮﻓﻘﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳌﻄﻠﻮ ﺔ وﺗﻘﺪﻳﻤ ﺎ ﻓﻮر إﻳﺪاﻋﮫ ﻟﺪى اﳌﻜﺘﺐ اﳌﺨﺘﺺ‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬
‫ﻣﺎ ﻳﺘ ــﻌﻠﻖ ﺑﺎﺳﺘ اد اﻟﺴﻴﺎرات‪ ،‬ﺴﺘﻌﻤﻞ‬ ‫ﻳﺘﻜﻔﻞ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﺳﺘﻼم وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺘﺼﺮ ﺤﺎت اﳌﻔﺼﻠﺔ واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳌﺮﻓﻘﺔ‪ ،‬أﻣﺎ‬
‫اﳌﻠﻒ أو وﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮد ﺗﺰو ﺮ‪ ،‬ﻳﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ‬ ‫ﻟﻠﺴﻴﺎرات ﳌﺮاﻗﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻟﺪى ا ـ ـ ـ ـ ــﻤﺎرك و ﺣﺎل ﻧﻘﺺ أي وﺛﻴﻘﺔ‬ ‫ا ﺪول اﻟﺮﺳ‬
‫ﺔ‬ ‫ﺔ ﻞ اﻟﻮﺛﺎﺋ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺼﺮح وﻣﺪى‬ ‫اﻟﺘﺼﺮ ﺢ‪ ،‬اﻟ ﺪف ﻣﻦ إﺟﺮاء اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻮ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻣﻄـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ و‬
‫ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﺎ‪ ،‬واﻟ ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻣ ﻤﺎ‬ ‫ﺔ اﻟﺘﻮاﻗ ـ ـ ــﻴﻊ ﻣﻊ ﺗﻠ ـ ـ ـ ــﻚ اﳌﺪ‬ ‫اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺼﺮح ﺎ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ و‬

‫‪290‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قانون الجمارك‪ ،693‬والذي يجب إعداده في مدة زمنية معقولة‪ ،694‬وتحكم التصريح املفصل‬
‫مجموعة من املبادئ‪. 695‬‬

‫ب‪-‬تسجيل التصريح املفصل و تصفيته‬

‫نتطرق في مرحلة تسجيل التصريح املفصل إلى تعريف العملية‪ ،‬املسؤول عن إنجازها‬
‫واملدة املت ـ ـ ـ ـطلبة لإلنجاز‪.‬‬

‫‪-‬املقصود بتسجيل التصريح املفصل‪ :‬يقصد بتسجيل التصريح املفصل إعطاء رقم‬
‫‪manifeste‬‬ ‫للت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصريح وتسجيل الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرقم في بيان الحمولة و يؤشر على التصريح بعبارة‬
‫واملصدر وط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبيعة‬ ‫‪ ،annoté‬وإعطاء له رق ـ ـ ـ ـ ـ ـم تسلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسلي ويس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجل اسم امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـستورد‬
‫البضاعة‪ ،‬وزنها‪ ،‬القيمة لدى الجمارك ورقم الوصول‪.‬‬

‫تسجيل التصريح املفصل يعد بمثابة عقد رسمي اتجاه املصرح وكذلك اتجاه مصلحة‬
‫الجمارك‪.696‬‬

‫املتابعات الجمركية‪ ،‬انظر املادة ‪ 50‬فقرة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق ‪ ،‬حيث أن املادة لم يتم تعديلها بموجب‬ ‫=‬

‫قانون الجمارك لسنة ‪.9000‬‬

‫‪-693‬املسؤول عن إنجاز عملية قبول التصريح املفصل‪ :‬يعتبر العميل الذي استلم الت ـ ـ ـ ـ ــصريح ل ـ ـ ــدى مصالح الجمارك‬
‫الشخص املؤهل واملسؤول عن إنجاز عملية قبول التصريح املفصل‪.‬‬

‫‪ -694‬مدة إنجاز عملية قبول التصريح املفصل‪ :‬يتكفل املسؤول في مكتب القب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول في النظر في مدى استجابة التصريح‬
‫املدلى به لبعض املعايير واملقتضيات القانونية مباشرة بعد تسلمه التصريح املفصل‪.‬‬
‫‪- 695‬أ‪-‬املراقبة الشكلية للتصريح‪ :‬يعين على العون املؤهل بمراقبة التصريح املفصل أثناء قيامه بمراقبة التصريح املدلى به من‬
‫طرف العون الاقتصادي الناشط في مجال املبادالت التجارية التـ ــأكد في مدى استخدام النظام الجمركي املختار في إطاره‬
‫الصحيح والتأكد من احتواء البضائع على تواريخ والنظر في مدى مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطابقة التواقيع‪ ،‬ب‪-‬مراقبة مضمون التصريح‪ :‬تنصب‬
‫عملية تفحص مضـ ـ ـ ـ ـ ــمون التصريح في سبيل قب ــوله في النظر في مدى مراقبة صحة التواقيع وذلك بمقارنة التواقيع مع‬
‫الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــموذج املودع لدى مص ـ ـ ـ ـ ــلحة الجمارك‪ ،‬وبي ـ ـ ـ ــان ألاسماء‪ ،‬مهنة‪ ،‬عنوان املرسل واملرسل لديه‪- ،‬ج مراقبة البيانات في‬
‫التصريح‪ :‬عندما يالحظ أي =تناقض بين إلاشارة باألحرف وباألرقام وفقا ملدونة التعريفة وإشارة أخرى غير مطابقة لهذه‬
‫املدونة‪ ،‬يبطل التصريح املدلى به عندما يتم التص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريح بالنوع بالرجوع فقط إلى عناصر الترميز ملدونة التعريفة‪ ،‬تبطل‬
‫إلاشارات باألحرف التي تناقض عن ـ ـ ــاصر الترميز‪ ،‬وال تسجل التصريحات التي تعتبر غير مقبولة شكال وترفضها فورا إدارة‬
‫الجمارك مع بيان سبب الرفض‪ ،‬راجع الفقرات ‪ 0‬و ‪ 0‬من املادة ‪ 50‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪291‬‬
‫ﺿﺮورة اﺣ ام ﻧﻈﻤﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ وا ﺒﺎﺋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ‬

‫ﻴﻞ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌ ـ ـ ـ ـﻔﺼﻞ‬ ‫ﻴﻞ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ‪ :‬ﺗﻘﻊ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ‬ ‫‪-‬اﳌﺴﺆول ﻋﻦ‬
‫ﻴﻞ‪.‬‬ ‫ﻋ اﳌ ﻠﻒ ﺸﺆون ﻣﻜﺘﺐ ﺧﺎص ﻟﺪى ﻣﺼ ﺔ ا ﻤﺎرك ﺴ ﻣﻜﺘﺐ اﻟ‬

‫ﻞ اﻟﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ﻌﺪ‬ ‫ﻴﻞ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ‪:‬‬ ‫‪-‬ﻣﺪة إﻧﺠﺎز ﻋﻤﻠﻴﺔ‬
‫ﻗﺒـ ـ ـ ـ ـﻮﻟﮫ وذﻟ ـﻚ ﻏﻀﻮن ﻳﻮم واﺣﺪ‪.‬‬

‫ﻴﻠﮫ ﻣﻦ‬ ‫ج‪-‬ﻓﺤﺺ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ وﻣﺮاﻗﺒﺘﮫ‪ :‬ﻌﺪ إﻳﺪاع اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ‪ ،‬ﻗﺒﻮﻟﮫ‪،‬‬
‫ﻃﺮف اﳌﺼﺎ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﻟﺪى إدارة ا ﻤﺎرك‪ ،‬ﻳﺨﻀ ـﻊ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ﻟﻔﺤﺺ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻌﻮن‬
‫ﻣﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ووﻓﻘﺎ ﻷﺳ ـﺎﻟﻴﺐ ﻗﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـﻮﻧﻴﺔ ﻣﺮﺗـ ـ ـ ـ ـ ـﺒﻄﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﻔ ـ ـﺤﺺ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ‪،‬‬ ‫اﳌﺆ ﻞ‪،‬‬
‫ﺣ ـ ـﺎل اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ‬ ‫اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﳌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺴﻠﻊ واﻟﺒﻀﺎ ﻊ أو ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﺑﻤﻮﺟﺐ أﺧﺬ ﻋﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨﺎت‬
‫إﺛﺒﺎت ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ﻣﺤﻞ اﳌﺒﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺠﺎر ﺔ ‪.‬‬

‫‪-‬اﳌﻘﺼﻮد ﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﺤﺺ اﻟﺘﺼﺮ ﺤﺎت‪ :‬ﻓﺤﺺ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ﻳﺮاد ﺑﮫ ﻗﻴﺎم أﻋﻮان‬
‫ا ﻤﺎرك ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺔ وﻓﻌﻠﻴﺔ اﻟﺒ ـ ـ ـ ـ ـﻀﺎﻋﺔ ﻠ ﺎ أو ﺟﺰء ﻣ ﺎ واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳌﺮﻓﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﺢ‬
‫أﻣﺎﻛ ـ ـ ـ ـ ـﻦ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺟﺪ اﻟﺒﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻋﺔ‬ ‫وﻣﺪى ﻣﻄﺎﺑﻘ ﺎ ﻣﻊ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ﻋﻦ ﻃـ ـ ـ ـﺮ ﻖ اﻟﻔﺤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺺ‬
‫وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴﺚ اﳌﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸﺄ)ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺎدة اﳌ ﺸﺄ(‪ ،‬اﻟﻜﻤ ـﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻮزن‪ ،‬رﺧﺼﺔ ﺳـ ـ ـ ـﺘ اد‪ ،‬اﻟﻔﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـﻮرة‬
‫إﺟﺮاء اﻟﻔﺤﺺ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮫ‪ ،‬إذ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫واﻟﺘﻌﺮ ﻔﺔ‪ ،‬وﻷﻋﻮان ا ﻤﺎرك ﺎﻣﻞ اﻟﺼﻼﺣﻴﺔ‬
‫ﺣﺎﻻت اﻟﻀﺮورة ووﻓﻘﺎ ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻣﻌﻴﻨﺔ‪.697‬‬ ‫اﻟﻔﺤﺺ ﺗﺘﻢ ﻓﻘﻂ‬

‫‪-‬اﳌﺴﺆول ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺤﺺ‪ :‬ﻌﻮد ﻣ ﻤﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺤﺺ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﻣﻔ ـ ـ ـ ﺶ اﻟﺰ ﺎرة وﻻ ﻳﺘﻢ إﻻ ﺑﺤﻀﻮر اﳌﺼﺮح‪ ،‬و ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم‬ ‫إ ﻣﻔ ﺶ ا ﻤﺎرك و اﻟﺬي ﻳﺪ‬
‫ﺣﻀﻮر اﳌﺼﺮح اﻟﺬي ﺳﺒﻖ إﺷﻌﺎرﻩ ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ ﻀﻮر ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤﺺ أو ﺑﺎﻟﻄﺮ ﻖ ﻟﻜ و ﻲ‪،‬‬

‫‪ - 696‬اﳌﺎدة ‪ 87‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،04-17‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬


‫‪ -‬أﻧﻈﺮأﻳﻀﺎ زاﻳﺪ ﺣ ﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻋ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻊ و ﻓﺎق ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺎدة اﳌﺎﺟﺴﺘ اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻮم‬
‫ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ﻓﺮع ﻧﻘﻮد وﻣﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﻋﻠﻮم اﻟ ﺴﻴ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ا ﺰاﺋﺮ‪ ،2003 -2002،‬ص ‪.04‬‬

‫‪ -697‬اﳌﺎدة ‪ 92‬ﻓﻘﺮة ‪ 1‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،04-17‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺣﻴﺚ أن اﳌﺎدة ﻋﺪﻟﺖ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪ 45‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن‬
‫ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺎرك ﻟﺴ ــﻨﺔ ‪.2017‬‬
‫‪292‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التاريخ املحدد‪ ،‬تبلغه إدارة الجمارك برسالة موص ى عليها مع إلاشعار باالس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتالم أين توضح فيه‬
‫قرارها في إجراء الفحص من دون حضوره ‪.‬‬

‫إذا لم يحضر املصرح بعد مرور ‪ 05‬أيام ابتداء من تـ ـ ـ ـاريخ اس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتالمه إلاشعار‬
‫بالوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول املتض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن التبليغ‪ ،‬يمكن إلدراة الجمارك الاستعانة بمحضر قضائي مخ ـ ـ ـ ـ ـ ـتص‬
‫إقليميا لحضور عملية فحص البضاعة وتحرير محضر معاينة‪.698‬‬

‫‪-‬مدة إنجاز عملية الفحص‪ :‬لم يحدد القانون مدة معينة إلجراء الفح ـ ـ ـ ـ ـ ـص‪ ،‬إال أنه‬
‫يجب القيام به في مدة زمنية معقولة‪ ،‬وفي حال وجود بضائع سريعة التلف‪ ،‬يجب البدئ بها‪.‬‬

‫‪-‬قواعد عامة إلنجاز عملية فحص التصريح املفصل‪ :‬يتم تفحص التصريحات‬
‫املف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصلة من خالل الاحتكام إلى مراقبة الوثائق أو الانتقال إلى عين املكان أو حتى من خالل‬
‫التجارية‪699‬‬ ‫اقتط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاع عيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنات للسلعة أو البضاعة محل املبادلة‬

‫د‪ -‬تصفية التصريح املفصل‪ :‬بعد تسـ ـ ـ ـجيل التصريح املفصـ ـل لدى مكتب التـ ـ ـصفية‪،‬‬
‫يقوم العون املخت ـ ـ ـ ـ ـ ـص بفحص البضائع ومطابقتها مع ملف التصريح‪ ،‬فرقابة هذا املكتب تكمل‬

‫‪ -698‬بعدما كان إلاجراء هو أن يقوم قابض الجمارك من رئيس املحكمة التي يوجد مكتب الجمارك في دائرة اختصاصها‪ ،‬أن‬
‫يعين تلقائيا شخصا لتمثيل املصرح املتغيب وحضور عملية فحص البضاعة في ظل أحكام قانون الجمارك لسنة ‪ ،0225‬راجع‬
‫أح ـ ـ ــكام املادة ‪ 25‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 699‬فحص الوثائق‪ :‬وذلك بموجب مراقبـ ــة التعريفة الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمركية املمنوحة للبضائع‪ ،3‬القي ـ ـ ـ ـ ـ ــمة لدى الجمارك والتي يعتمد‬
‫عليها من أجل تطبيق التعريفة الجمركية‪ ،‬وذلك وفق نص املادة ‪ 00‬فقرة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪ ،‬كذلك‬
‫مراقبة مصدر البضاعة‪ ،‬وذلك وفق نص املادة ‪ 15‬من القانون نفسه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬عدلت املادة بموجب املادة ‪ 3‬من‬
‫القانون نفسه‪ ،‬وكذلك فحص الكمية ‪ ،‬الوزن وعدد الطرود‪ ،‬املراقبة في عين املكان‪ :‬تتم عملية الفحص في مسـ ـ ــاحات‬
‫التخليص ومساحات إلايداع املؤقت أو في أي مكان آخر تحدده إدارة الجمارك‪ ،‬ويجوز إلدارة الج ـ ـ ــمارك بناء على طلب املعني‬
‫باألمر املصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرح وألسباب مقبولة أن ترخص بتفتيش البضائع املص ـ ـ ـ ــرح بها في محالت املعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــني باألمر بناء على طل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب‬
‫منه أو اقت ـ ـ ـ ـ ـ ــضت الضرورة ذلك‪ ،‬وفي كل ألاحوال يتم نقل البضائع إلى مكان الفحص وشحنها وتفريغها على نفقة املصرح‬
‫وتحت مسؤوليته‪ ،‬وذلك وفق املادة ‪ 20‬من القانون نفسه‪ .‬امتداد الفحص‪ :‬يكون الفح ــص على كل أو جزء البضاعة‬
‫املص ـ ـ ــرح بها‪ ،‬كما يجوز إجراء الفحص عن طريق أخذ عينات من البضائع املص ـ ـ ـ ـ ـ ـرح بها‪ ،‬وذل ـ ــك في حالة تعذر إثبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات نوع‬
‫البضائع‪ ،‬قيمتها أو منشئها إثباتا مرضيا بطرق أخرى ‪ ،‬وذلك وفق ما تضمنته املادة ‪ 21‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رق ـ ـ ـ ـابة أعوان مكتب القبول‪ ،‬ويراقب العون الوضعية التعريفية‪ ،‬الرسوم والحقوق ليتم حساب‬
‫املبلغ املستحق ومدى صحته في التص ـ ـريح املفصل‪ ،‬كما يتم مراقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبة الوثائق املرفقة خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاصة‬
‫ال ـ ـ ـ ـفاتورة‪ ،‬ومراقبة السعر الوحدوي وإلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمالي ووس ـ ـ ـ ـ ـ ـيلة النقل والبن ـك الذي قام بالعملية‪،‬‬
‫نوع العـ ـ ـ ـ ـملية وطريقة الدفع‪ ،‬عنوان املستورد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الالتزام برفع البضائع‬

‫إجراء رفع السلع والبضائع ووضع اليد عليها هو من بين آخر إلاجراءات التي يلزم املتعامل‬
‫في التجارة الخارجية القيام بها‪ ،‬فنتطرق بتعريف هذا إلاجراء (أوال)‪ ،‬أحكام خاصة مرتبطة‬
‫بمبدأ رفع اليـ ـد على البضائع (ثانيا)‪ ،‬املختص بتنفيذه واملدة القانونية التي ينجز فيها (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املقصود بإجراء رفع البضائع‬

‫عملية رفع البضائع هي حصول املصرح على رخ ـ ـصة رفع ال ـ ـ ـ ـيد والحق في التص ـرف في‬
‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـلعة أو البضاعة وذلك بعد دفع الحقوق والرسوم املستحقة أو إيداعها أو ضمانها‪.700‬‬

‫كما يمكن إلدارة الجمارك أن تسمح برفع البضائع املستوردة من طرف إلادارة‬
‫العمومية والهيئات العمومية والج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماعات إلاقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليمية أو املؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع إلاداري أو لحسابها‪ ،‬وذلك قبل تسـ ـ ـديد الحقوق والرسوم‪ ،‬بشرط أن يقدم املستورد‬
‫إلدارة الجمارك التزاما بتسديد الحقوق والرس ـ ـ ـ ـ ـوم املستحقة في أجل ال يتجاوز ‪ 00‬أشهر‪.701‬‬

‫إال أنه يمكن إلدارة الجمارك بعد منح رفع اليد على البض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائع أن تقوم بالرق ـ ـ ـ ـ ـ ـابة‬
‫الالحقة‪ ،702‬أو عـ ـ ـ ـ ـ ـن طريق الرقابة املؤجلة‪.703‬‬

‫‪ 002 -700‬من من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق ‪ ،‬حيث تم تعديل النص القانوني بموجب املادة ‪ 24‬القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ -701‬املادة ‪ 000‬من القانون نفسه‪ ،‬حيث أن املادة لم يمسسها التعديل ألاخير لقانون الجمارك ‪.‬‬
‫‪ -702‬تتم الرقابة الالحقة من أجل التأكد من صحة ومصداقية التصريحات املقدمة وذلك بأي وسيلة تراها مناسبة‪ ،‬كأن‬
‫يكون ذلك بمـ ـ ـ ـراقبة الحقة في الدفاتر والسجالت وألانظ ـ ـ ـ ــمة املحاسبية واملعط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيات التجارية املهمة التي يح ـ ـ ـ ـ ـ ــوزها‬
‫ألاشخاص املعنويين أو املؤس ـ ــسات املعنية بص ـ ـ ـ ــفة مباشرة أو غير مباشرة بجمركة البضاعة‪ ،‬كما يمكن الفحص بأخذ‬
‫‪294‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تهدف العملية أساسا إلى وضع البضاعة تحت تصرف املرسل أو املرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل إلية حسب‬
‫كل حالته‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أحكام خاصة في رفع اليد عن البضائع‬

‫إذا كان املبدأ هو تصريح إدارة الجمارك املتعامل في املبادالت التجارية الدولية التصرف‬
‫في الـ ـ ـ ـ ـسلعة أو البضاعة محل املعاملة التجارية وذلك بعد استيفاء إلاجراءات الجمركية‬
‫الس ـ ـ ـالفة الدراسة‪ ،‬وهي نتيجة طبيعية لكل من احترم إلاجراءات القانونية ‪ ،‬إال انه يحدث أن‬
‫تمنع إدارة الجمارك رفع اليد عن البضائع والسلع وذلك في حاالت استحدثها قانون املالية لسنة‬
‫‪.9000‬‬

‫‪:1‬املبدأ في إجراء رفع اليد عن البضائع‬

‫إن املبدأ في إجراء رفع الي ـ ـ ـد هو تمكين املتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعامل في مجال التجارة الخارجية‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصرف في السلعةأو البضاعة محل املبادلة التجارية حسب كل حالة‪ ،‬وذلك مباشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة بعد‬
‫استكمال إلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات القانونية والحصول على رخصة وضع اليد من إدارة الجمارك‪.‬‬

‫‪ :9‬الاستثناءات الواردة على مبدأ رفع اليد عن البضائع‬

‫يرد على مبدأ وضع اليد على السلع والبضائع بمجرد استيفاء الشروط وإلاجـ ـ ـ ـراءات‬
‫القانونية استثناء وارد في صلب أحكام قانون املالية لسنة ‪ 9000‬وذلك في إطار تكريس إجراءات‬
‫أكثر صرامة لقط ـ ـ ـ ـ ـ ـاع املبادالت التجارية الدولية وذلك خاصة في مجال الرقابة‪.‬‬

‫= عيـ ـ ـ ــنات املادة املادة ‪ 29‬مكرر ‪ 0‬من القـ ـ ــانون نفسه‪ ،‬و التي تم إن ـ ـ ـ ــشائها بموجب املادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ 00-00‬مؤرخ في‬
‫‪ 92‬ديسمبر ‪ ،9000‬يتضـ ـ ـ ـ ـ ــمن قانون املالية لسنة ‪ ،9000‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 703‬نعني بالرقابة املؤجلة فحص وثائق التصريحات لدى الجمارك‪ ،‬وتأكدها من مدى احترام املتعاملين للتشريع والتنـ ـ ـ ــظيم‬
‫الساري املفعول لدى إلادارة‪ ،‬أي مدى احترام النصوص القانونية‪ ،‬راجع أحكام املادة ‪ 29‬مكرر ‪ 0‬فقرة ‪ 0‬من الق ـ ـ ـ ـ ـانون رقم‬
‫‪ ،04-00‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪295‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إذ أنه يمكن إلدارة الجمارك أن تمنع أوال رفع اليد على البضائع وذلك بدون الرقابة‬
‫الفورية وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبعا للرقابة الوثائقية للتصريحات لدى الجمارك املسجلة أو تبعا للرقابة الوثائقية‬
‫أو الفحص الكلي أو الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزئي للبضائع املصرح بها‪.704‬‬

‫ثالثا‪ :‬ألاشخاص املؤهلة إلنجاز عملية رفع اليد واملدة الالزمة لذلك‬

‫لقد حدد قانون الجمارك ألاشخاص املؤهلة إلنجاز عملية رفع اليد على الجمارك‬
‫والت ـ ـ ـ ـ ـصرف في البضائع ‪ ،‬كما حدد مدة قانونية يجب احترامها من أجل القيام بذلك ‪.‬‬

‫‪ :1‬املسؤول‬

‫املصرح برفع البضاعة‪ ،‬أو مالكها أو املستورد أو املصدر حسب كل حالة هو املسؤول عن‬
‫رفع السلع أو البضائع وذلك بمجرد حصوله على رخصة رفع البضاعة‪.‬‬

‫‪ :9‬مدة إلانجاز‬

‫يجب على املصرح فور حصوله على رخصة رفع اليد أن يرفع البضائع وذلك في أجل ‪02‬‬
‫يـ ـ ـ ـ ـوم املوالية للحصول على الرخصة‪ ،705‬ويتم نقل البضائع التي لم يتم نقلها في تلك املدة‬
‫القانونية إلى مخازن إلايداع‪.706‬‬

‫نالحظ أن إجراءات التخليص الجمركي التي يلتزم بها املصدر واملستورد قبل أي عملية‬
‫أثناء الاستـ ـثمار في مجال املبادالت التجارية الدولية على املستوى الداخلي أو التي نظمها املشـ ـ ـرع‬
‫الجزائري هي نفس إلاجراءات والالتزامات التي يخضع لها باقي املتعاملون في التجارة الخارجية في‬
‫التشريعات املقارنة‪.‬‬

‫‪-704‬يتم رفع البضائع باالعتماد على تحليل املخاطر والتي تعتمد بدورها على استغالل املعلومات في هذا الشأن‪ ،‬راجع أحكام‬
‫املادة ‪ 29‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪ ،‬املعدلة واملتممة بموجب املادة ‪ 43‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪ - 705‬املادة ‪ 002‬مكرر فقرة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 706‬املادة ‪ 002‬فقرة ‪ 9‬من القانون نفسه‪ ،‬حيث أنه لم يتم تعديل املادة بموجب آخر تعديل لقانون الجمارك لسنة ‪.9000‬‬

‫‪296‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إال أنه ما يختلف هو نسبة الضرائب املفروضة وطبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعة إلاجراءات التي تربط إدارة‬
‫الج ـ ـ ـ ـ ـ ـمارك والضرائب مع البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬إذ أن مثل هذه إلاجراءات تكون أكثر‬
‫بس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاطة وشفافية في الدول املتقدمة عنها في الدول النامية‪ ،‬خاصة مسألة تعديل املنظومة‬
‫القانونية إلجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات الجمركة تقريبا في كل سنة وذلك بموجب قوانين املالية‪ ،‬ألامر الذي يعقد‬
‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـسألة أكثر وذلك من جانب عدم الاستقرار القانوني‪.‬‬

‫املطلب الثالث‬

‫دفع الضريبة الجمركية أثناء الاستثمار في التجارة الخارجية‬

‫تلعب الضريبة دور اقتصادي هام في حماية الاقتصاد الوطني من املنافـ ـسة ألاجنبية‬
‫وتع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمل على إيقاف تصدير بعض املنتجات غير املتوفرة بنسبة كبيرة داخل الوطن‪ ،‬كما‬
‫تلعب دور جبائي باعتبارها ضريبة محمولة‪ ،‬إذ تشكل موردا هاما لخزينة الدولة‪ ،‬وذلك على‬
‫شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكل حقوق‪ ،‬إتاوات وحقوق جمركية متنوعة‪.‬‬

‫تنفرد الضريبة الجمركية بخصوصيات معينة لعالقتها بالنظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام الج ـ ـ ـ ـ ـ ـمركي (الف ـرع‬
‫ألاول)‪ ،‬ول ـ ـ ـقد انتهجت الجزائر سياسة ضريبية اختلفت باختالف النظام الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادي املنتهج‬
‫بان يكون نظام اشت ـ ـراكي أم رأسمالي‪ ،‬أو حتى في مشروع تعديل الضريبة الجمركية مؤخرا وذلك‬
‫عمال بالوضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعية الاقتص ـادية وألازم ـ ـ ـة املالية التي تعيشها نتيجة التراجع الفادح في أس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعار‬
‫املح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروقات وبالتالي تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع وارداتها من العملة الصعبة‪ ،‬ومحاولة إحياء أساليب جديدة‬
‫تكون موردا خليفا‪ ،‬ومن بين ذلك نجد مورد الض ـ ـ ـرائب بصفة عامة والضريبة الجمركية‬
‫خصوصا(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫لقد قامت املنظمة العاملية للتجارة ومن قبلها الجات في ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوالتها ألاخيرة وض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع‬
‫ضوابط للضريبة الجمركية‪ ،‬وتشكل العضوية في املنظمة أو حـ ـ ـ ـ ـتى التفاوض من أجل‬
‫الانض ـ ـ ـ ـ ـ ـمام إليها تأثير على قيمة الضريبة الجمركية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع ألاول‬

‫حول خصوصيات دفع الضريبة الجمركية أثناء الاستيراد والتصدير‬

‫تلعب الضريبة الجمركية دورا هاما في تنشيط ديناميكية الاقتصاد الوطني والتجارة‬
‫الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارجية خصوصا الناتجة عن الحركة الدائمة للسلع والبضائع بين مختلف الدول‪،‬‬
‫وتعتمد عليه معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظم الدول في تمويل الخزينة العمومية‪ ،‬وبالتالي سنقدم تعريف للضريبة‬
‫الجمركية (أوال)‪ ،‬وتعد الضريبة من ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـين باقي إلاجراءات الجمركية التي تستكمل باقي‬
‫إلاجراءات التي سبق التطرق إليها وذلك ليتم ـ ـ ـ ـ ـ ـكن املتعامل في التجارة الخارجية وضع اليد على‬
‫البضاعة والتصرف فيها(ثانيا)‪ ،‬كما أن هناك عون مختص بتحصيلها وذلك في املدة املقررة‬
‫قانونا(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الضريبة الجمركية‬

‫في سبيل تحديد مفهوم الضريبة الجمركية سنقوم بتعريفها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬التقنيات‬
‫املستخدمة من أجل تحديد الضريبة الجمركية وكذلك خصائصها‪.‬‬

‫‪ :1‬تعريف الضريبة الجمركية‬

‫يرجع ظهور الضريبة الجمركية إلى عصور قديمة وهي مرتبطة أساسا بالواردات‬
‫والصادرات‬

‫أو باملبادالت التجارية‪ ،707‬ونميز بين تعريف الضريبة من الناحية القانونية ومن الناحية‬
‫الاقتصادية‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف الضريبة الجمركية قانونا‬


‫أشار املشرع إلى الضريبة الجمركية في أحكام قانون الجمارك وعبر عنها‬
‫بالحق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوق والرسوم‪ ،‬وهي كل الحقوق الجمركية وجميع الحقوق والرس ـ ـ ـ ـ ـ ـوم وألاتاوى‬

‫‪ -707‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الواردات والصادرات والتعريفة الجمركية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.04-00‬‬
‫‪298‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أو مختلف إلاخضاعات ألاخرى املحصلة من طرف إدارة الجمارك‪ ،‬باستثناء ألاتاوى‬
‫وإلاخضاعات التي يحدد مبلغها حسب التكلفة التقريبية للخدمات املؤداة‪.708‬‬
‫بينما تشمل التعريفة الجمركية كل من‪ :‬املدونة امللحقة باالتف ـ ـ ـاقية الدولية‪ ،‬النظام‬
‫املنسق لتعيين وترميز البضائع‪ ،‬البنود الفرعية الوط ـ ـ ـ ـ ـنية‪ ،‬وحدات وكميات التقييس‪ ،‬نـ ـ ـ ـسب‬
‫الحقوق الجمركية املتعلقة بالتعريفات العامة‪.709‬‬

‫ب‪-‬تعريف الضريبة اقتصاديا‬

‫الضريبة الجمركية اقتطاع مالي تفرضه الدولة ممثلة في إدارة الجمارك على كل من‬
‫السلع املستوردة عند دخولها حدود الدولة‪ ،‬كما تفرض على الصادرات التي تخرج الحدود‬
‫الجمركية للدولة‪ ،‬وهي ع ـ ـ ـ ـ ـ ـبارة عن قائمة أو جدول يحدد فيه لكل سلعة أو مجموعة من السلع‬
‫لبلد معين مسلسل رقم خاص يسمى البند‪ ،‬وم ـ ـ ـا تخضع له من ضرائب ‪ ،710‬إال أنه في حالة‬
‫الصادرات تفرض بشكل رسمي وذلك بغية تشجيع التصدير خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارج قطاع املحروقات‪.711‬‬

‫يستثنى من الضرائب على الواردات بعض البضائع املستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوردة ‪ ،‬مثل الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضائع‬
‫العابرة (الترانزيت)‪ ،‬وهي البضائع التي تمر عبر إلاقليم الجمركي وال تبقى فيها سوى مدة محددة‬
‫قبل أن تمر إلى إقليم جمركي آخر‪ ،712‬النظام الجمركي الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاص بالنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاطات التي ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتم في‬
‫إطار املن ـ ـ ـ ـ ـ ـاطق الحرة ‪ ،‬البضائع املستوردة تحت نظام السماح املؤقت أين تدخل كل البضائع‬
‫املستوردة إلى دولة ما وتبقى بها لفترة ثم يعاد تصديرها خالل فترة السماح‪ ،‬وإذا لم يعد‬

‫‪-708‬الفقرة و من املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-709‬املادة ‪ 3‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪-710‬عبد الباسط وفا‪ ،‬النظم الجمركية (دراسة في فكر التعريفة الجمركية وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــستقبلها في ظل الجات)‪ ،‬مط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبعة إلاسراء‬
‫لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطباعة والنشر‪ ،‬إلاسكندرية ‪ ، 9000 ،‬ص ‪. 924‬‬
‫‪ -711‬عبد العزيز عبد الرحيم سليمان‪ ،‬التبادل التجاري (ألاسس‪ ،‬لعوملة والتجارة إلالكترونية)‪ ،‬دار الحامد للطباعة‬
‫والنشر‪،‬عمان‪ ، 9004 ،‬ص ‪.039‬‬
‫‪712‬‬
‫‪-BOUQUIN Jean Paul ,FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 143.‬‬
‫‪299‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تصديرها تخضع للضرائب الجمركية‪ ،‬نظام الدروبالك فيتم دفع الضريبة مسبقا في حاالت‬
‫معينة ثم تسترجع عند إعادة التصدير الجمركية‪.713‬‬

‫‪:9‬أنواع الضرائب الجمركية‬

‫حصرت معظم التشريعات الضرائب الجمركية في ألانواع التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬الرسم الجمركي ‪ :la taxe douanière‬تعد الرسوم الجمركية من أهم ألادوات‬


‫املستخدمة في سياسات التجارة الخارجية وهي عبارة عن ضرائب تفرضها الدولة على كل من‬
‫يمال عبر حدودها من سلع‪ ،‬واردات كانت أم ص ـ ـ ـ ـ ـادرات وذلك من أجل توفير موارد مالية للخزينة‬
‫كأداة لحماية املنتوج الوطني من املنافسة ألاجنبية‪ ،714‬ولقد تم تكريس عدة رسوم جمركية في‬
‫التشريع الجزائري‪.715‬‬

‫ب‪ -‬الحقوق الجمركية‪ :Droit de douane‬تمثل الحقوق الجمركية الضريبة التي‬


‫تفرض على البضائع والتي ترد إلى البالد وأحيانا على بعض الصادرات إلى الخارج‪.‬‬

‫ج‪ -‬إلاتاوات الجمركية ‪ : Redevance douanière‬إلاتاوة الجمركية مبلغ من املال‬


‫مطلوب بوصفه دخل وعلى وجه الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصوص بمعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنى العادة‪ ،‬وهو مبلغ مطلوب مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابل‬
‫التزام أو استعمال ملك أو مرفق عام‪ ،‬مثال على ذلك‪ :‬إتاوة املن ـ ـ ـ ـ ـاجم‪ ،‬عائدات مرور الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفط‬
‫ويكون الاقتطاع في حال إلاتاوة الجمركية ‪ 9‬من القيمة املصرح بها‪ ،‬بينـ ـ ـ ـما في حال إلاتاوة على‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخدمات الجمركية يكون الاقتطاع ‪.%0.4‬‬

‫‪-713‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الواردات والصادرات والتعريفة الجمركية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫‪-714‬خالف عبد الجابر خالف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ - 715‬الرسم على القيمة املضافة‪ ،T.V.A‬الرسم النوعي إلاضافي ‪ ،S.A.T‬الرسم الداخلي على الاستهالك‪ ،T.I.C‬الرسوم‬
‫ألاخرى املحصلة من ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف إدارة الجمارك كالرسـ ـ ـ ــم على الربح‪،‬الرسم البث إلاذاعي والتـ ـ ـ ـ ـ ـلفزي‪ ،‬الرسم على البطاريات ‪..‬إلخ‬
‫محرزي محمد عباس‪ ،‬اقتصاديات الجباية والضرائب‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،9004 ،‬ص ‪. 09‬‬

‫‪300‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ :0‬تقنيات تحديد الضريبة الجمركية‬

‫هناك عدة أساليب يتم الاعتـ ـ ـ ـ ـماد عليها من أجل الوعاء الضريبي الجمركي‪ ،‬والذي‬
‫يخ ـ ـ ـ ـ ـ ـتلف باختالف نوع الضريبة الجمركية من إتاوات‪ ،‬حقوق أو رسوم جمركية‪ ،‬حيث يتم‬
‫الاعتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماد على ‪ 00‬عناصر من أجل تحديده وذلك بال ـ ـ ـ ـ ـ ـنظر إلى كل من منشأ البضاعة ‪،716‬‬
‫القي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة لدى الجمارك‪ ،717‬والصنف التعريفي‪. 718‬‬

‫بالنسبة للوعاء الضريبي لإلتاوات الجمركة يتمثل في القيمة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـجمركية أو ما يدعى بض ـ ـ ـرائب‬
‫القيمة‪ ،‬إذ تحدد كنسبة مئوية من قيمة السلعة مثال ‪% 20‬من القيمة إذ يتم بين نوعين ‪%9‬‬
‫و‪ %4‬وهما مـ ـع ـ ـ ـ ـ ـدلين ثابتين بكل البضائع‪ ،‬أما الوعاء الضريبي للحقوق الجمركية يتمثل في‬
‫القيمة الجمركية مضروبة في مع ـ ـ ـ ـدل يخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتلف باختالف نوعية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضريبة أو ما يدعى‬
‫بالضريبة النوعية‪ ،‬حيث تحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد الضري ـ ـ ـبة على أساس كمية معينة لكل وحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدة من‬
‫الوحدات السلعية مثال ‪ 2‬دج على كل كيلو من سلعة معينة‪. 719‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف عملية تصفية الحقوق والرسوم الجمركية‬

‫يقصد بعملية تصفية الحقوق والرسـ ـ ـ ـوم قيام املصرح بدفع الحقوق والرسوم‬
‫املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتحقة أم ـ ـام مصلحة الخزينة ويكون ذلك على أساس النسب والتعريفات املعمول بها‬
‫عند تاريخ ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسجيل التصريح املفصل‪.720‬‬

‫الهدف من قيام املصرح بتصفية الحقوق والرسوم أمام مصالح الجمارك‪ ،‬تمكنه من‬
‫وضع اليد على السلع والبضائع محل املعاملة التجارة والتصرف فيه‪.‬‬

‫‪ - 716‬املادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 717‬املادة ‪ 03‬مكرر ‪ 0‬من القانون نفسه‪ ،‬حيث أنه تم تعديل النص القانوني بموجب املادة ‪ 3‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 718‬املادة ‪ 04‬من القانون نفسه ‪ ،‬ويقصد بالصنف التعريفي الرمز الخاص بالبضاعة وهو موجود في وثيقة قانونية رسمية‬
‫تسمى التعريفة الجمركية ويقصد بها تبويب وتصنيف البضائع حسب أهميتها ودرجتها في الاقتصاد الوطني للدول‪.‬‬
‫‪-‬أنظر كذلك سليمان عبد الرحيم عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 030‬‬
‫‪ - 719‬زايد حيزية الضرائب على التجارة الخارجية الواقع وآلافاق ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.03‬‬

‫‪ - 720‬املادة ‪ 000‬من القانون رقم ‪ ،04-00‬مرجع سابق‪ ،‬لم يتم تعديلها بموجب قانون الجمارك لسنة ‪.9000‬‬
‫‪301‬‬
‫ﺿﺮورة اﺣ ام ﻧﻈﻤﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ وا ﺒﺎﺋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﳌ ﻠﻒ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ واﳌﺪة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﳌﺤﺪدة ﻟﺬﻟﻚ‬

‫ﻧﻤ ﺗﺒﻌﺎ ﺑ ن اﳌ ﻠﻒ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ‪ ،‬و ن اﳌﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻮاﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒﺔ‬
‫ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟ ام‪.‬‬

‫ﺺ اﳌ ﻠﻒ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ‪ :‬ﻳﺠﻮز دﻓﻊ ا ﻘﻮق واﻟﺮﺳﻮم‬ ‫‪:1‬اﻟ‬


‫ﺴﺎﺑﮫ أو ﺑﺄي وﺳﻴﻠﺔ‬ ‫اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ إﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺼﺮح أو ﻣﻦ ﻃﺮف أي ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺨﺺ آﺧﺮ ﻌﻤﻞ‬
‫دﻓﻊ أﺧﺮى ذات ﻗﻮة إﺑﺮاﺋﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺴﻠﻢ إﻳﺼﺎل‪. 721‬‬

‫ﻟ ام ‪ :‬ﻳﺘﻘﺪم اﳌﺼﺮح ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻌﺪ اﻧ ﺎء ﻣﻦ‬ ‫‪:2‬اﳌﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬


‫دار ﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﻴﺺ ا ﻤﺮ ﻲ‪ ،‬أﻣﺎم ا ـ ـ ــﺰ ﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎت‬ ‫ﺟﺮاءات‬
‫اﻟﻀﺮ ﺒﺔ أو اﻟﺮﺳﻢ ﺣﺴﺐ ﻞ ﺣﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‬

‫ﺗﺄﺳ ﺲ اﻟﻨﻈﺎم ا ﻤﺮ ﻲ ﻋ أﺳﺲ دوﻟﻴﺔ‬

‫ﺸﺆون اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ واﻟﻨﻈﺎم ا ﻤﺮ ﻲ واﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ‬ ‫ﺘﻤﺎم اﻟﺪو‬ ‫إن‬


‫ﻌﻮد إ زﻣـ ـ ـ ـ ـﻦ ﻌﻴﺪ‪ ،‬ﺣﻴﺚ أﻧﮫ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻌﺪ اﻧ ﺎء ا ﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ و ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻢ‬
‫ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺸﺆون ا ﻤﺮﻛﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ ،‬و ﻌﺪﻩ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﺗﻢ‬ ‫اﳌﺘﺤﺪة ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻋ ﻋﺎﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ﺎ‬
‫ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻠﻒ ﺗﺤﺮ ﺮ اﳌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠـ ـ ـ ـﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻞ ا ﻮاﺟﺰ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ وﻏ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ‬
‫وذﻟﻚ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ا ﺎت و ﻤﻨﻮال ﻣﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻄﻮر ﻇ ـ ـﻞ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة )أوﻻ(‪.‬‬

‫إﻃﺎر ﻣﺤﺎوﻟﺔ دراﺳﺔ اﳌﺴﺎﺋﻞ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ و رﺗﻘﺎء ﺑﺄﻧﻈﻤﺔ ا ﻤﺎرك‪ ،‬ﺗﻢ إ ﺸﺎء‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻌﺪ ﺑﻤﻨﻈﻤﺔ ا ﻤﺎرك اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻧﺠﺪ‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ا ﻤﺮ ﻲ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﺴ‬
‫ﻟﻠﺘﻌﺮ ﻔﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ اﻟﺬي ﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤﻞ ﺗﺼ ﻴﻔﺎت اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺒﻀﺎ ﻊ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ اﻟﻨﻈﺎم اﳌ ﺴﻖ اﻟﻌﺎﻟ‬
‫وﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻖ أﺣﺪث اﻟﻨﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮ ﺎت اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﳌﻴﺔ )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪ ،‬ﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ا ﺰاﺋﺮ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮرات واﳌﺴﺘﺠﺪات اﻟ‬

‫‪- 721‬ﳌﺎدة ‪ 105‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،04-17‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬


‫‪302‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حدثت في العالـ ـ ـ ـ ـ ـم‪ ،‬ولعل أهم أمر يمكن استجابته في هذا الشق من الدراسة هو نظام التعريفة‬
‫الجمركية وخلفية توافقها مع النظام الجمركي املعمول به في إطار املنظمة العاملية للتجارة (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تأسيس الضريبة الجمركية وفق قواعد الهيئات املؤطرة للتجارة الدولية‬

‫نتطرق في هذا الفرع ألهم الهيئات واملتمثلة في عصبة ألامم املتحدة والجات واملنظمة‬
‫العاملـ ـ ـ ـ ـ ـية للتجارة‪.‬‬

‫‪:1‬عصبة ألامم املتحدة ومن بعدها منظمة ألامم املتحدة‬

‫تعد عصبة ألامم املتحدة هيئة دولية سبقت إنشاء هيئة ألامم املتحدة‪ ،‬وأول تتويج‬
‫لجهودها في إطـ ـار تنظيم املجال الجمركي والضريبي ومجال الاس ـ ـ ـتيراد والتصدير كان بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب‬
‫الاتفاقية الدولية لتبسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيط إلاجراءات الجمركية املبرمة في ‪ 0‬نوفمبر‪ 0290‬بجنيف‪ ،722‬وانعقد‬
‫في نف ـ ـ ـ ـس إلاطار م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤتمر من ‪ 0‬إلى ‪ 94‬ماي ‪ 0290‬تحت رعاية عصبة ألامم املتحدة‪ ،‬أين تم‬
‫الخروج بتوصية تقض ي بإنشاء تعريفة منه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجية نموذجـ ـية تسهل املقارنة بين مختلف‬
‫التعريفات الجمركية للعديد من الدول‪ ،723‬كما تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهل التفاوض بين الدول في شأن إبرام‬
‫اتفاقيات متعلقة باالستيراد والتصدير‪ ،‬كما تم الخروج بتوصية إبرام اتف ـ ـ ـاقية جني ـ ـ ـف لعام‬
‫‪ 0200‬املتعلقة بتصنيف السلع في التعريفة وإلاحصاءات عن الصادرات والواردات ‪.724‬‬

‫بعد إلغاء العصبة‪ ،‬استمرت هيئة ألامم الخليفة عنها وحرصت على تنفيذ نفس ألاسس‬
‫واملبادئ في مجال النظام الضريبي‪.725‬‬

‫‪:9‬الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة (الجات)‬

‫نميز بين مفهوم اتفاقية الجات وبين التزامات الدول ألاعضاء في مسألة التعريفة‬
‫الجمركية‪.‬‬

‫‪-722‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪90-99‬‬


‫‪ - 723‬زايد حيزية الضرائب على التجارة الخارجية الواقع وآلافاق ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ - 724‬سليمان عبد الرحيم عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.033‬‬
‫‪725‬‬
‫‪- BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, op cit, p. 42.‬‬
‫‪303‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪-‬مفهوم اتفاقية الجات‪ :‬تم إبرام الجات في ظل ألامم املتحدة بعد انتهاء الحرب العاملية‬
‫الثانية‪ ،‬والتي جاءت لتكون إلاطار الذي ينظم التجارة الدولية ويحررها من كل القيود والحواجز‬
‫خاصة ما تعلق منها بارتفاع الضريبة الجمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركية آن ذلك و الذي حال دون تحفيز املبادالت‬
‫التجارية الدولية وكذلك العوائق الفنية ألاخرى كنظام الحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص الكمية والنوعية ‪.‬‬

‫انعقد مؤتمر التجارة بهافانا عام ‪ 0245‬تحت رعاية ألامم املتحدة‪ ،‬والذي ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهدف إلى‬
‫تحـ ـ ـ ـ ـقي ـ ـ ـق مجموعة من املبادئ الاق ـ ـ ـ ـ ـ ـتصادية والتجارية تمس ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل الدول خاصة ما تعلق‬
‫منها بالعمل على إن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماء املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوارد العـ ـ ـ ـاملية‪ ،‬وتسهيل املبادالت التجارية الدولية‪ ،‬وذلك بغية‬
‫تح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسين املستوى املعيش ي للدول م ـ ـ ـ ـن خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالل فتح مجال املفاوضات‪.‬‬

‫إال أن امليثاق فشل في تحقيق مآربه‪ ،‬وذلك نظـ ـ ـ ـرا ملعارضة الكونغ ـ ـ ـ ـ ـرس ألامـ ـ ـ ـ ـ ـريكي‬
‫بح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجة أن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه يسمح للحكومات التدخل في حركة التصدير والاسـ ـتيراد دوليا مم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا يمس‬
‫بق ـ ـ ـ ـ ـانون الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرض والط ـ ـ ـ ـ ـ ــلب في بعض النشاطات الاقتصادية‪ ،‬بالرغم من ذلك أسفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر عن‬
‫املف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاوضات إبرام اتفاقية عامة للتعريفات الجمركية والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة في أكتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوبر من عام‬
‫‪ ،0240‬لتدخل حيز النفاذ في جانفي ‪ 0245‬وذلك بات ـ ـ ـ ـ ـفاق ‪ 90‬دولة عض ـ ـو أصلي‪ ،726‬وتم‬
‫وص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـف هذه الاتفاقية بالعهد ألاعظم للتبادل التجاري الدولي‪.728‬‬

‫قامت الاتفاقية على ‪ 2‬مبادئ‪ ،‬تتمثل في التبادل التجاري الدولي بدون تمي ـ ـ ـ ـ ـ ـيز‬
‫والاستف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة من مبدأ الدولة ألاولى بالرعاية‪ ،‬إجراء تخفيضات عامة ومتتالية في الـ ـ ـ ـ ـ ـضرائب‬
‫املقررة بالتعريفة الجمركية على أساس تبادلي بين ألاطراف املتعاقدة‪ ،‬حظر التقييد الكمي‬
‫للواردات‪ ،‬تنظيم سياسات إلاغراق وسياسات دعم الصادرات ومبدأ اللجوء إلى املفاوضات‬
‫املتعددة ألاطراف من أجل تخفيف وإزالة العوائق‪.729‬‬

‫‪ – 726‬سعد هللا عمر‪ ،‬قانون التجارة الدولية (النظرية املعاصرة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ – 728‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ – 729‬عياش قويدر‪ ،‬إبراهيمي عبد هللا‪" ،‬آثار انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتـ ـ ـ ــجارة بين التش ـ ـ ـ ـ ــاؤم والتفاؤل"‪ ،‬م ـ ـ ـ ــجلة‬
‫اقت ـ ــصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬عدد ‪ ،9002، 9‬ص ‪.29‬‬
‫‪304‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪-‬التزامات الدول ألاعضاء في مسألة التعريفة الجمركية‪ :‬تلتزم الدولة عضو في اتفاقية‬
‫الجات بااللتزامات التالية‪:‬‬

‫‪-‬تقدم كل دولة عضو في الاتفاقية جدول باملزايا الجمركية التي تمنـ ـحها ه ـ ـذه الدولة‬
‫لألعضاء آلاخرين‪ ،‬وعمال بأحكام الاتفاقية فإنه حينما يتم استيراد سلعة معينة وبعد خضوع‬
‫هذه السلعة للضريبة وفقا للتعريفة الجمركية يتعين معاملة السلعة املستوردة باملعاملة ذاتها‬
‫التي تطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبق على السلعة الوطنية وبدون تمييز‪ ،‬كما اعترفت الاتفاقية بنظام الترانزيت‪.730‬‬

‫تناولت الاتفاقية مسألة الرسوم وإلاجراءات املتعلقة باالستيراد والتصدير‪ ،‬وأكدت على‬
‫ضرورة أن يكون الرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم معادال للخدمة على وج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه التقريب أثناء عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلية الاستيراد‬
‫والتصدير‪ ،‬وأكدت على ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرورة حرص الدول على التقليل من إجراءات الرسوم والضرائب‬
‫الجمركية أثناء املبادالت التجارية الدولية ‪.‬‬

‫عملت اتفاقية الجات طوال ‪ 5‬جوالت التي شهدتها وذلك من سنة ‪ 0240‬إلى ‪ ،0220‬على‬
‫تخف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيض وإلغاء العوائق الجمركية وغير الجمركية التي تحول دون تحفيز املبادالت التجارية‬
‫الدولية‪.731‬‬

‫‪:0‬املنظمة العاملية للتجارة‬

‫أسفرت مفاوضات آخر ج ـ ـولة من جوالت ألارغواي بمراكش املغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربية املمتدة من‬
‫‪ 0253‬إلى ‪ 0224‬إنشاء املنظمة العاملية للتجار‪ ،‬والتي دخلت حيز النفاذ في جانفي ‪ ،0222‬تحل‬
‫بذلك محـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل الجات‪ ،‬والتي تقوم على نفس أسس ومبادئ الجات‪ ،‬لكن بأدوات قان ـ ـ ـونية مغايرة‬

‫‪ - 730‬يراد بالترانزيت عبور السلع والبضائع من دولة إلى أخرى عبر أحد املوانئ مع إعفائها من رـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسوم الدخول‪ ،‬بيـ ـ ـ ـ ــنما‬
‫تج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الترانزيت فيراد بها إعادة تصدير السلع والبضائع املستـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوردة‪ ،‬حيث يتم نقلها من مراكز إلارسال إلى مراكز‬
‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوانئ الاستقبال بق ـ ـ ـ ـ ـ ــصد إيداعها مؤقتا أو إجراء بعض عمليات التصنيع دون تعبئتها أو تغليفها‪ ،‬ثم يتم تصديرها دون‬
‫أن تؤدى عنها أي رسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم جمكرية‪.‬‬
‫‪ -731‬عياش قويدر‪ ،‬إبراهيمي عبد هللا‪" ،‬آثار انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية للتجارة بين التش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاؤم و التفاؤل"‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪305‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وإدخال مجاالت للتفاوض أكثر استجابة ملستجدات العصر والعوملة‪ ،‬حيث نتج عن جولة‬
‫ألاورغواي مجموعة من الاتفاقيات ‪.732‬‬

‫ثانيا‪ :‬منظمة الجمارك العاملية والنظام املنسق العاملي للتعريفة الجمركية‬

‫نميز تبعا بين منظمة الجمارك العاملية وبين النظام املنسق العالمي للتعريفة الجمركية‪.‬‬

‫‪ :1‬منظمة الجمارك العاملية‬

‫نقوم بتعريف املنظمة أوال ثم نتطرق ملهامها‪.‬‬

‫أ‪-‬تعريف منظمة الجمارك العاملية أو مجلس التعاون الجمركي سابقا‪ :‬والتي كانت‬
‫تسمى في السابق بمجلس التعاون الجمركي‪ ،‬مقرها بروكسل‪ ،‬وهي منظمة مستـ ـ ـ ـقلة عن ألامم‬
‫املتحدة ول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقد تم إبرام ‪ 0‬اتفاقيات برعاية املنظمة وذلك في ‪ 02‬ديسـ ـ ـ ـ ـ ـمبر‪ ،7330220‬تتعلق‬
‫الاتفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاقية ألاولى بجدول التعريفة الجمركية‪ ،‬بينما تتعلق الاتفاقية الثانية بتقييم البضائع‬

‫‪-‬اتفاقية مراكش إلنشاء املنظمة العاملية للتجارة‪- ،‬امللحق رقم ‪(0‬أ) و يشمل الاتفاقيات بش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأن تجارة السلع وتت ـ ـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـثل‬ ‫‪732‬‬

‫في (الاتفاقية العامة للتعريـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفات والتجارة لسنة ‪ ،)0224‬اتفاق بشأن الزراعة‪ ،‬اتفاق بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأن إج ـ ـ ـ ـ ـراءات ال ـ ـ ـ ـ ـصحة‬
‫والـ ـصحة النباتية‪ ،‬اتفاق بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــشأن املنسوجات واملالبس‪ ،‬اتفاق بشأن العوائق الفنية في التجارة‪ ،‬اتفاق بشأن إج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات‬
‫=الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتثمار املتصلة بالتجارة‪ ،‬اتفاق مكافحة إلاغراق وهو اتفاق جاء تطبيقا لن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــص املادة ‪ 3‬من الاتفاقية العامة‬
‫للتعريفات والتجارة لعام ‪ ،0224‬اتفاق تحديد القيمة لتحصيل الضرائب الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمركية‪ ،‬اتفاق بشأن الفحص قبل‬
‫الشحن‪ ،‬اتفاق ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ شأن تراخيص الاستيراد‪ ،‬اتفاق بشأن إجراءات الدعم وإلاجراءات التعويضية ‪ ،‬اتفاق بشأن ألاحكام‬
‫الوقائية)‪- ،‬امللحق رقم ‪( 0‬ب) يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضمن الاتفاق بشأن التجارة في الخدمات‪- ،‬امللحق رقم ‪(0‬ج)‪ ،‬يتضمن الاتفاق بشأن‬
‫التجارة في حقوق امللكية الفكرية ‪-،‬امللحق رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 9‬يشمل التفاهم بشأن قواعد وإجراءات فض املنازعات‪- ،‬امللحق رقم ‪0‬‬
‫يشمل جهاز مراجعة السياسة التجارية‪- ،‬املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلحق رقم ‪ 4‬يشمل الاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاق املتعدد ألاطراف وتتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثل في الاتفاق‬
‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشأن التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة في الط ـ ـ ـ ــائرات املدنية‪ ،‬اتفاق بشأن امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشتريات الحكومية‪ ،‬اتفـ ـ ـ ـ ـ ـاق بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأن مش ـ ـ ـ ـ ـ ـتريات ألالبان‪ ،‬اتفاق‬
‫بشأن لحوم ألابقار ‪ ،‬نقال عن عزمي محمد مدحت‪ ،‬الواردات والصادرات والت ـ ـ ـ ـ ـ ـعريفة الجمركية (مع دراسة للسوق الع ـ ـ ـ ـ ـ ـربية‬
‫املشتركة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00-09‬‬

‫‪ -733‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪92.‬‬


‫‪306‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لألغراض الجمركية‪ ،‬أما الاتفاقية الثالثة تخص إنشاء مجلس التعاون الجمركي والتي دخلت حيز‬
‫التنفيذ في ‪ 4‬نوفمبر‪.734 0239‬‬

‫ب‪-‬مهام منظمة الجمارك العاملية‪ :‬هدفها ألاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاس ي هو معالجة املسائل الجمركية‬
‫العالقة‪ ،‬والارتقاء باألنظمة الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمركية من خالل إنم ـ ـ ـاء العالقات بين الدول املتعاقدة‬
‫والتنسيق في النظم الجمركية وهي منظمة متخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصصة في تقديم الحل املناسب للمسائل‬
‫الجمركية‪.‬‬

‫يفحص النظم الجمركية السائدة في الدول ألاعضاء باملجلس ويسعى إلى اقتراح الوسائل‬
‫العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـملية بتنسيق وتوحيد ألاوضاع في تلك النظم وتبسيط إجراءات الجمارك‪.‬‬

‫يتعاون املجلس مع املنظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمات الدولية ألاخرى‪ ،‬مثل منظمة اليونسكو ومكتب‬
‫إلاحصاء باألمم املتحدة وبغرفة التجارة الدولية واملكتب الدولي الستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعالمات الغرفة‬
‫التجارية‪ ،‬وذلك بالبحث املتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادل للمواضيع الجمركية ‪.735‬‬

‫من أهم ما قامت به املن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظمة العاملية للجم ـ ـ ـ ـ ـارك‪ ،‬إعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداد برنامج مكافـ ـ ـحة‬
‫الغـ ـ ـش أو التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدليس املرتـ ـبط باالستيراد والتصدير‪ ،‬حيث بدأت في تقديمه في سنة ‪،0220‬‬
‫وكذلك عقد دورات تدريبية بال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتعاون مع منظمة التجارة العاملية وذلك بتدريب العاملين‬
‫على أسس التقييم الجمركي للبضائع الواردة وذلك من خـ ـ ـالل تحديد قيمة السلعة املستوردة‬
‫وتحديد الضريبة الجمركية املناسبة للسلعة‪.736‬‬

‫‪ :9‬النظام املنسق العاملي للتعريفة الجمركية‬

‫نميز بين املقصود بالنظام املنسق العالمي للتعريفة الجمركية وبين جداوله‪.‬‬

‫‪ -734‬سليمان عبد الرحيم عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.030‬‬


‫‪ - 735‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الواردات والصادرات والتـ ـ ـ ـ ـ ــعريفة الجمركية (مع دراسة للـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسوق الع ـ ـ ـ ـ ـ ــربية املشتركة)‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 736‬سليمان عبد الرحيم عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪307‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ -‬املقصود بالنظام املنسق العاملي للتعريفة الجمركية‪ :‬ظهر نظام املنسق العالمي‬
‫للتعريفة الجمركية في إطار تفعيل العوملة الاقتص ـ ـادية‪ ،‬وهو عبارة ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن نظام جديد في تصنيف‬
‫البضائع‪ ،‬ظهر خاصة لتجنب العيوب التي يشملها جدول تع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريفة بروكسل‪ ،‬والذي يشتمل على‬
‫تقسيمات للسلع وفق أحدث النظريات العلمية واملف ـ ـ ـاهيم الفنية‪ ،‬ح ـ ـ ـ ـيث نص ـ ـ ـ ـ ـ ـت املادة ‪ 0‬من‬
‫الاتف ـ ـ ـ ـ ـ ـاقية املذكورة أن ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظام املنـ ـ ـ ـ ـ ـسق يعني الجدول الذي يتض ـ ـ ـ ـ ـمن البنود والبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنود‬
‫الفرعية‪ ،‬ومالح ـ ـ ـ ـ ـظات ألاقسام والفصول والبنود الفرعية والقواعد العامة لتفسير النظام‬
‫املنسق واملنصوص عليها في مل ـ ـ ـ ـحق هذه الاتفاقية‪.737‬‬

‫ب‪-‬جداول النظام املنسق العاملي للتعريفة الجمركية‪ :‬يشمل النظام املنسق العالمي‬
‫للتعريفة الجمركية على جدولين أساسيين ويتمثالن في‪:‬‬

‫‪-‬جدول التعريفة الجمركية املنسقة بخصوص فرص الضريبة الجمركية على البضائع‬
‫املستوردة (الضرائب على الواردات)‪ ،‬يتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدول كل من البـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنود الفرعية‬
‫ورموزها الرقمية‪ ،‬ألاقسام والفصول‪ ،‬املالحظات‪ ،‬القواعد العامة للتبنيد أو لتفسير النظام‬
‫املنسق ‪.738‬‬

‫هو ما تم النص عليه تقريبا في نص أحكام ألامر رقم ‪ 09-00‬التي حددت مض ـ ـ ـ ـ ـ ـمون‬
‫جداول التعريفة الجمركية واملتمثلة في املدونة امللحقة باالتفاقية الدولية حول النظام املنسق‬
‫لتعيين وترميز البضائع‪ ،‬البنود الفرعية الوطنية‪ ،‬الترميز إلاحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائي‪ ،‬الوح ـ ـ ـ ـ ـ ـدات التكـ ـ ـ ـ ـميلية‬
‫إلاحصائية‪ ،‬ونسب الحقوق الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمركية املتعلقة بالتعريفة العامة‪.739‬‬

‫‪- 737‬عبد الباسط وفا‪ ،‬النظم الجمركية (دراسة في فكر التعريفة الجمركية ومستقبلها في ظل الجات)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 953‬‬

‫‪ -738‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الواردات والصادرات والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعريفة الجمركية (مع دراسة للسوق الع ـ ـ ـ ـ ـ ــربية املشتركة)‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪ - 739‬املادة ‪ 4‬من ألامر رقم ‪ 09-00‬مؤرخ في ‪ 90‬أوت ‪ ،9000‬يتضـ ـ ـمن تأسيس تعريفة جمركية جديدة‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪،40‬‬
‫الصادر في ‪ 99‬أوت ‪. 9000‬‬
‫‪308‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬الجداول إلاحصائية لحركتي الواردات والصادرات‪ :‬من بين ما يرد على تطبيق مثل‬
‫هذه الجداول تخفيض الحد ألاقـ ـ ـ ـ ـ ـص ى للض ـ ـ ـ ـريبة الجمركية‪ ،740‬تطبيق مبدأ تحرير املبادالت‬
‫التجارية الدولية مع العمل بالتوازن على الح ـ ـ ـ ـفاظ على ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصناعات الوطنية الفت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية‬
‫وتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعيل التصدير‪ ،‬تفعيل الضريبة الجمركية على عدد كبير من السلع الرأسمالية‪ ،‬تشجيع‬
‫إلانتاج وتشجيع الاستثمارات‪.741‬‬

‫نشير أن الجزائر قد انضمت إلى الاتفاقية الدولية حول النظام املنسق لتعيين وترمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيز‬
‫البضائع املحررة ببروكسل في ‪ 04‬جوان ‪ ،0250‬وصادقت عليها سنة ‪.742 0220‬‬

‫ثالثا‪ :‬الضريبة الجمركية الجزائرية مواتية لقواعد التجارة الدولية‬

‫حاولت الجزائر إص ـ ـ ـ ـ ـ ــدار تشريعات تتطابق في صلبها مع القواعد واملبادئ التي تحكم‬
‫املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬وذلك بحكم باعتبارها عضوا مرشحا لالنضمام إليها‪ ،‬ومن املجاالت التي‬
‫تبين ذلك املوقف‪ ،‬نجد املجال الضريبي‪.‬‬

‫تحكم املنظمة مبادئ خاصة في مجال الضريب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الجمركية‪ ،‬ولقد أصدرت الجزائر نصا‬
‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـانوني تضمن تعريفة جمركية في سنة ‪ 9009‬تفعيال لجولة من جوالت املفاوضات التي‬
‫خاضتها الجزائر لالنضمام إلى املنظمة‪ ،‬يوحي أنه يتطابق مع أحكام قواعد املنظمة العاملية‬
‫للتجارة ‪.‬‬

‫‪ -740‬سليمان عبد الرحيم عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 009‬‬


‫‪ - 741‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الواردات والصادرات والتـ ـ ـ ـ ـ ــعريفة الجمركية (مع دراسة للسوق الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربية املشتركة)‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪. 52‬‬
‫‪ - 742‬وتمت املصادقة على الاتفاقية بموجب القانون رقم ‪ 02 -20‬مؤرخ في ‪ 90‬أفريل‪ ،0220‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ، 90‬الصادر في ‪0‬‬
‫ماي ‪.0220‬‬
‫‪309‬‬
‫ضرورة احترام ألانظمة املالية والجبائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪:1‬الضريبة الجمركية في إطار املنظمة العاملية للتجارة‬

‫فرضت اتفاقية الجات على الدول ألاعضاء في مجال السياسة الجمركية ض ـ ـ ـ ـ ـ ـرورة‬
‫الالتزام بثالث مبادئ أساسية تتمثل أساسا في مبدأ حظر القيود الكمية ‪ ،743‬مبدأ تثبيت أو ربط‬
‫إجراءات الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماية ‪ ،744‬مبدأ التحرير التدريجي ‪.745‬‬

‫‪:9‬تطابق الضريبة الجمركية مع مبادئ املنظمة العاملية للتجارة‬

‫قدمت الجزائر في إطار استئناف مفاوضات الانضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬وثائق‬
‫استكمالية في ‪ ،9009‬تضمنت ال ـ ـ ـ ـتعريفة الجمركية التي صدرت بموجب ألامر رقم ‪ 09-00‬مع‬
‫مجمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوعة من الوثائق ألاخرى‪ ،‬تبين فيها تطابق مضمون التعريفة الجمركية الجزائرية مع‬
‫تلك املتعامل فيها في إطار املنظمة العاملية للتجارة والتي تهدف أساسا إلى تحرير التجارة الدولية‬
‫وتفعيل املبادالت التجارية الدولية ‪ ،‬حيث تشمل التعريفة الجمركية عند الاستيراد وفق لنص‬
‫املادة ‪ 9‬من ألامر رقم ‪ 09-00‬على التعريفة العامة املطبقة على البضائع التي يكون منشؤها‬
‫البلدان التي تنمح الجزائر معاملة الدولة ألاكثر أفضلية‪ ،‬وتم تحديد معدالت التعريفة الجمركية‬
‫ب ‪% 0‬بالنسبة لتلك املنتجات املعفاة من الحقوق الجمركية‪%2 ،‬بالنسبة للمخفضة‪% 02 ،‬‬
‫بالنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبة للوسيطة‪%00 ،‬بالنسبة للمرفوعة‪. 746‬‬

‫‪ -743‬وذلك بإلغاء القيود الكمية القائمة وتحريم اللجوء إلى القيود إال في حاالت استثنائية‪ ،‬راجع عبد الباس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـط وفا‪،‬‬
‫النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظم الجمركية (دراسة في فكر التعريفة الجمركية و مستقبلها في ظل الجات)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.950‬‬
‫‪ -744‬ويراد به إلزام الدول ألاعضاء بعـ ـ ـ ـ ــدم زيادة التعريفة الجمركية املثبتة على مستوى محدد في جداول التنازالت ‪.‬‬

‫‪- 745‬بحيث أنه ينبغي على الدول ألاعضاء أن تنت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقل تدريجيا من درجة عالية للحماية (التعريفات الجمركية بالغة الارتفاع)‬
‫إلى درجة معتدلة أقل منها ‪ -‬عبد الباسط وفا‪ ،‬النظم الجمركية (دراسة في فكر التعريفة الجمركية و مستقبلها في ظل‬
‫الجات)‪ ،‬ص ‪ 924‬و‪.00‬‬

‫‪ - 746‬املادة ‪ 9‬من ألامر رقم ‪ ،09-00‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪310‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصل الثالث‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬
‫في سبيل تنظيم حرية الاستثمار واملبادالت التجارية الدولية من كل الجوانب واملجاالت‬
‫التي تمت صلة باملتدخل في م ـ ـ ـ ـ ـجال ال ـ ـ ـ ـ ـ ـتجارة الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـارجية أثناء ممارسة النـ ـ ـ ـ ـ ـشاطات ال ـ ـ ـ ـ ـ ـتجارية‬
‫الدولية‪ ،‬يتعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـين عليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه احـ ـ ـ ـ ـ ـترام والامتثال إلى إجراءات ومعايير ذو طابع خاص‪ ،‬تم النص‬
‫عليها صراحة من ط ـ ـ ـ ـ ـ ـرف امل ـ ـ ـشرع الجزائري سواء في أحكام قانون الاستيراد والتصدير رقم ‪-30‬‬
‫‪ ،30‬أو بموجب أحكام الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ 51-51‬املعدل واملتمم له‪.‬‬
‫يتعلق ألامر أساسا بمجال الصحة بمختلف أنماطها‪ ،‬من صحة بشرية‪ ،‬حيوانية‬
‫ون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـباتية‪ ،‬ج ـ ـودة ونوعية املنتوجات والبضائع وذلك في ما يخص إجراءات الوسم‬
‫واملواصـ ـ ـ ـفات القياسية‪ ،‬و ض ـ ـ ـ ـ ـ ـرورة احت ـ ـرام مقتضيات البيئة املرتبطة بالتجارة الدولية‪ ،‬وهي‬
‫تعد إجراءات تكميلية تضاف إلى تلك املقتضيات وألاح ـ ـ ـكام التي سبق دراستها في تقسيمات‬
‫سابقة من هذه الدراسة ‪ ،‬واملتمثلة خصوصا في املبادئ والقواعد التي تح ـ ـ ـكم حرية الاستثمار في‬
‫التجارة الخارجية التي نصت عليها املنظمة العاملية للت ـ ـ ـ ـ ـجارة والتي اعتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنقها املش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرع‬
‫الجزائري‪ ،‬ألانظمة الجبائية‪ ،‬ألانظمة الجمركية إال ما استثني منها بن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص خاص‪ ،‬مثل‬
‫املنتجات املـعفاة من التخليص الجمركي أو تلك التي تدخل ضمن نظام جمركي خاص‪ ،‬و كذلك‬
‫ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـين املصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرفي أو إلاجراءات املالية ‪،‬‬
‫ضرورة الحصول على رخصة الاستيراد و التصدير حسب كل حالة‪،‬والتي تعد إج ـ ـ ـ ـ ـراءات جديدة‬
‫تم إدخ ـ ـ ـ ـ ـ ـالها في إطار إعادة تنظيم قطاع التجارة الخارجية ومحاولة مراقبة حركة الصرف‬
‫والع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـملة الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعبة املرتبـ ـطة بنشاط املبادالت التجارية الدولية ‪.‬‬
‫يتمثل تنظيم املشرع الجزائري لإلجراءات التك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـميلية ملمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارسة ح ـ ـ ـ ـ ـ ـرية الاس ـ ـ ـ ـ ـتثمار في‬
‫التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الخارجية‪ ،‬تنص املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 51-51‬امل ـ ـ ـ ـ ـ ـعدلة للمـ ـ ـ ـ ـ ـادة ‪747 2‬من ألامر‬

‫‪-747‬نص املادة ‪ 0‬من ألامر رقم ‪ 30-30‬قبل أن تعدل بموجب نص املادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،51-51‬مرجع سابق‪ ،‬و ذلك‬
‫بنـ ـ ـ ـ ـ ـص ـ ـ ـ ــها " يمكن إخضاع استيراد وتصدير املنتوجات التي تمس بالصحة البشرية و الحيوانية وبالبيئة وبح ـ ـ ـ ــماية‬
‫‪311‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫رقم ‪ 30-30‬على مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا يلي ‪" :‬تنجز عمليات استيراد املنتوجات وتصديرها بحرية‪ ،‬وذلك دون‬
‫إلاخالل بالقواعد املتعل ـ ـ ـ ـ ـقة باآلداب ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعامة و باألمن وبال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظام العام‪ ،‬و بص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة‬
‫ألاش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخاص وبالحيوانات وبالثروة الحيوانية والنب ـ ـ ـ ـ ـاتية وبوقاية النباتات واملوارد‬
‫البيولوجية و بالبيئة وبالتراث التاريخي والثقافي"‪.‬‬
‫نشير أنه تم النص على مثل هذه التدابير في اتفاقية مراكش لسنة ‪ 5990‬املنشئة‬
‫للمن ـ ـ ـ ـ ـظمة العاملية للتجارة‪ ،‬حيث أن املشرع الجزائري اعتنق في تنظيمه لحرية الاستثمار في‬
‫التجارة الخارجية امل ـ ـ ـ ـ ـبادئ التي تم النص عليها في الاتفاقات املنشئة للمن ـ ـ ـ ـ ـ ـظمة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـعاملية‬
‫للتجارة‪ ،‬حيث نجد مثال أن الاتفاق بشأن تدابير الصحة والصحة النباتية ينص على ما يلي ‪:‬‬
‫"عدم جواز منع أي بلد عضو من تبني أو تنفيذ أي ترتيبات ضرورية لحماية‬
‫الحي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاة أو صحة إلانسان و الحيوان أو النبات"‪.748‬‬
‫كما يجيز الاتفاق املتعلق بالعوائق الفنية في التجارة وض ـ ـ ـع حدود ومس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتويات‬
‫لح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـاية ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة املواطنين‪ ،‬أو الحيوانات أو النباتات‪ ،‬أو البي ـ ـ ـ ـ ـ ـئة الطبيعية بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكل‬
‫عام‪ ،749‬واتخاذ إلاجراءات التي تت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق باملوارد الطبيعية القابلة للنفاذ‪.750‬‬
‫الاهتمام بمجال الصحة سواء كانت الصحة البشرية أو الحيوانية أو النباتية أمر يجعل‬
‫ممارسة مبدأ حرية املبادالت التجارية الدولية املعترف به على الصعيدين الدولي والتشريع‬
‫الداخ ـ ـ ـ ـ ـلي في إطـ ـ ـ ـ ـ ـاره الق ـ ـ ـ ـ ـ ـانوني و املشروع ‪ ،‬وسمح املشرع بإمكانية اتخاذ تدابير ملراقبة‬
‫املنتوجات عند الاستيراد أو التصدير ضمن الشروط املنصوص عليها في التشريع والتنظيم‬
‫الساري املف ـ ـ ـ ـ ـعول‪.751‬‬

‫الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيوان وال ـ ـ ـ ـ ــنبات و بالحفاظ على النباتات و بالـ ـ ــتراث الثقافي إلى تدابير خاصة " ‪ ،‬مما يعني أن امل ـ ـ ــشرع احتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــظ‬ ‫=‬

‫بمبدأ حرية املبادالت التجارية الدولية مع ربطه بشروط ضرورة مراعاة مج ـ ـ ـ ـ ــموعة من التدابير املحيطة باملبدأ‪.‬‬
‫‪ - 748‬سمير محمد عبد العزيز‪ ،‬التجارة العاملية بين جات ‪ 90‬ومنظمة التجارة العاملية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪520‬‬
‫‪- 749‬صفوت عبد السالم عوض هللا‪ ،‬تحرير التجارة ال ـ ـ ــعاملية وآثارها املح ـ ـ ــتملة على الـ ـ ـ ـ ــبيئة والتن ـ ـ ـ ـ ــمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪- 750‬سمير محمد عبد العزيز‪ ،‬التجارة العاملية بين جات ‪ 90‬ومنظمة التجارة العاملية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.520‬‬
‫‪- 751‬املادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،51-51‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ ،30-30‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪312‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ألامر الذي يحيلنا إلى مجموعة من النصوص القانونية والتنظيمية التي كرسها املشرع في‬
‫إطار مراق ـبة جودة ونوعية املنتوجات والبضائع‪ ،‬ويتعلق ألامر أساسا بإجراءات الوسم‬
‫واملواصفات القياسية والت ـ ـ ـ ـ ـ ـطبيق (املبحث ألاول)‪.‬‬
‫كما يجيز الاتفاق املتعلق بالعوائق الفنية في التجارة بالحفاظ على البيئة أو البيئة‬
‫الطبيعية بشكل عام والتي لها عالقة بالتجارة الدولية‪ ،‬بغية التوفيق بين تفعيل مبدأ التبادل‬
‫التجاري الحر واملح ـ ـافظة على املوارد الطبيعية (املبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املبحث ألاول‬

‫احترام إجراءات فنية مرتبطة بالتجارة الخارجية‬


‫تتعامل املنظمة العاملية للتجارة بمبدأ جواز البلدان ألاعضاء تبني ترتيبات ضرورية في‬
‫سبيل ح ـ ـ ـ ـماية صحة إلانسان‪ ،‬الحيوان والنبات بشرط عدم استخدامها بشكل يخلق التمييز‬
‫التحكمي وضرورة أن تكون هذه التدابير املتخذة من طرف البلدان متناسقة مع أحكام‬
‫الاتفاقية الخاصة بتط ـ ـبيق تدابير الص ـ ـ ـ ـحة البشرية‪ ،‬الحيوانية والنباتية وذلك في إطار إعمال‬
‫مبادئ املنظمة وعلى رأسها تحرير املبـ ـ ـ ـادالت التجارية الدولية وتفعيل التبادل التجاري الدولي‬
‫الذي هو عصب التجارة الدولية ‪.‬‬
‫إال أن جواز اتخاذ ترتيبات في هذا إلاطار مقترن بضرورة عدم إلافراط في اتخاذها‪ ،‬بمعنى‬
‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرورة اتخاذ التدابير بالقدر الذي يلزم صحة إلانسان‪ ،‬الحيوان والنبات وعدم تطبيقها‬
‫بطريقة تشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكل قيود على حرية املبادالت التجارية الدولية‪. 752‬‬
‫يلتزم كل عضو في املنظمة أو مرشح لالنضمام‪ ،‬احترام إلاطار الذي تم وضعه في مجال‬
‫الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة واملرتبط بالتجارة الدولية وباألخص التجارة الخارجية‪.‬‬
‫تنبه املشرع الجزائري في هذا إلاطار ملسألة تكريس مجموعة من القواعد القانونية‬
‫تفاعال مع ما ه ـ ــو متعامل به على املستوى الدولي ‪ ،‬ومن بين هذه املجاالت نجد مجال حماية‬
‫الصحة‪ ،‬على اعت ـبار أن ت ـ ـ ـ ـ ـح ـ ـرير املبادالت التجارية الدولية قد يجلب املضرة بصحة املستهلك‬
‫وبالحيوان وبالنبات‪ ،‬وذلك إذا ما تم م ـ ـ ـمارسة املبدأ بدون ضوابط قانونية‪( .‬املطلب ألاول)‪ ،‬نظم‬
‫املشرع الجزائري مسألة إلاجراءات القياسية واملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطابقة املرتبطة باإلنتاج والتسويق والتصدير‬
‫والاستيراد ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب مجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموعة من الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصوص القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانونية والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظيمية‪ ،‬خاصة في‬
‫فترة انتهاج اقتصاد السوق واعتناق مفاهيم التحرر الاقتصادي‪ ،‬والسماح لطائفة واسعة من‬
‫ألاعـ ـ ـ ـوان الاقتصاديين التدخل إلى جانب الدولة في مجال التجارة الخارجية‪ ،‬وإعطاء م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكانة‬
‫خاصة للمستهلك وحمايته من غزو املنتجات املستوردة املضرة بصحته بسبب التنويع في السلع‬

‫‪ - 752‬سمير محمد عبد العزيز‪ ،‬التجارة العاملية بين جات ‪ 90‬ومنظمة التجارة العاملية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪314‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضائع املستوردة إلى الجزائر في إطار حرية التبادل التجاري الدولي‪ ،‬ألامر الذي يدفع الدولة‬
‫إلى اتخاذ أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاليب قانونية ملـ ـواجهة تلك الوضعية‪ ،‬عن طريق ترسانة من املواصفات‬
‫القياسية كمواصفات ألايزو ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدولية لالنتاج والت ـ ـ ـ ـ ـسويق ( املطلب الثاني)‪ ،‬وتقتض ي أحكام‬
‫املبادالت التجارية الدولية استيراد وتصدير سلع وبضائع ت ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوافر فيها مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتضيات املطابقة‬
‫( املطلب الثالث)‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬

‫حماية الصحة‬
‫تنبه املشرع ملسألة حماية الصحة منذ بداية الثمانينات‪ ،‬حيث أصدر عدة نصوص‬
‫قانـ ـ ـونية تع ـ ـ ـ ـ ـالج املسألة‪ ،‬من أهم هذه النصوص والتي تدخل مباشرة في املوضوع نجد قانون‬
‫‪ ،‬والذي تطرقا إلجراءات‬ ‫‪7545999‬‬ ‫الصحة لسنة ‪ ،7535991‬قانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون حماية املستهلك لسنة‬
‫ضرورية يتعين مراعاتها واملرتبطة بالتجارة الخارجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية (الفرع ألاول)‪ ،‬ال ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون املتع ـ ـ ـ ـ ـلق‬
‫والذي يعتني بح ـ ـ ـ ـ ـ ـماية صحة‬ ‫‪755‬‬ ‫بالطب البـ ـ ـ ـيطري و حماية الصحة الحيوانية لسنة‪5999‬‬
‫الح ـ ـ ـ ـ ـ ـيوانات (الفرع الثاني)‪ ،‬قانون حماية الصحة النباتية لسنة ‪ 7565991‬والذي تطرق للمن ـ ـهج‬
‫إلاجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرائي أثناء املبادالت التجارية من أجل حماية النباتات والصحة البشرية من ألاضرار التي‬
‫قد تعود جراء امل ـ ـ ـ ـ ـ ـتاجرة فيها (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪- 753‬قانون رقم ‪ 31-91‬مؤرخ في ‪ 51‬فيفري ‪ ،5991‬يتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 754‬قانون رقم ‪ 32-99‬مؤرخ في ‪ 31‬فيفري ‪ ،5999‬يتعلق بالقواعد العامة لحماية املستهلك‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،31‬الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادر‬
‫في ‪ 9‬فيـ ـ ـ ـ ــفري ‪ ( 5999‬قانون ملغى)‪.‬‬
‫‪-‬أنظر ايضا ‪ :‬بن بوخميس على بولحية‪ ،‬القواعد العامة لحماية املستهلك و املسؤولية املترتبة عنها في التشريع الجزائري‪ ،‬دار‬
‫الهدى للط ـ ـ ــباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2333 ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 755‬قانون رقم ‪ 39-99‬مؤرخ في ‪21‬أفريل ‪ ،5999‬يتعلق بنشاطات الطب البيطري وحماية الصحة الحيوانية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -756‬قانون رقم ‪ 51-91‬مؤرخ في ‪ 35‬أوت‪ ،5991‬يتعلق بالصحة النباتية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪315‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع ألاول‬

‫حماية الصحة البشرية‬


‫عرفت الصحة من طرف دستور املنظمة العاملـ ـ ـية للص ـحة بالوضع الع ـ ـ ـ ـ ـقلي‪ ،‬البدني‬
‫والاجت ـ ـماعي الجيد لإلنسان ‪....‬إلخ‪ ،‬ويقع على عاتق الحكومات حماية صحة مجتمعاتهم وذلك‬
‫باتخاذ كل إلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات الصحية والاجتماعية الضرورية املكفولة لتحقيق ذلك الغرض‪. 757...‬‬
‫بحكم أن املستهلك أو إلانسان عموما مقحم من دون قصد بكل ما يحدث حوله‪ ،‬حتى ما‬
‫ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق بامل ـ ـجال التجاري والاقتصاد الدولي‪ ،‬فلقد تم التطرق ملسألة حماية الصحة البشرية‬
‫مما قد يلحقه من جراء تق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرير حرية املبادالت التجارية الدولية من أضرار ‪ ،‬إلى حد قد يتم‬
‫الاضطرار إلى وضع قيود على املبدأ وذلك بموجب اتفاقات املنظمة العاملية للتجارة املرتبطة‬
‫بالصـ ـ ـ ـ ـ ـحة والصحة النباتية‪ ،‬وكذلك من طرف املشرع الج ـ ـ ـ ـزائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـري بموجب مجموعة من‬
‫النصوص القانونية ‪.‬‬
‫عرف مفهوم حماية الصحة البشرية تطورات عديدة‪ ،‬من إقرار مبدأ التداوي إلى ربطه‬
‫بامل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب ــادئ الاقتصادية (أوال)‪ ،‬ومع بروز املبادئ الاقتصادية والتجارية‪ ،‬تم إرساء روابط بين‬
‫حماية الصحة ومبدأ ت ـ ـ ـ ـ ـ ـحرير املبادالت التجارية الدولية (ثانيا)‪ ،‬وتم تقرير قيود على مبدأ حرية‬
‫املبادالت التجارية من أجل تفعيل ح ـ ـ ـم ـاية الصحة البشرية جراء تكريس التبادل التجاري‬
‫الحر(ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تطور مفهوم حماية الصحة البشرية‬
‫تم الاعتراف بحماية الصحة منذ الحرب العاملية الثانية من ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف كل من‬
‫املؤس ـ ـ ـ ـ ـسات الدول ـ ـ ـ ـ ـ ـية والجهوية والوطنية (أوروبا خاصة)‪ ،‬التي كانت تنادي بحماية حقوق‬
‫إلانسان‪ ،‬حتى أن أص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبح مبدأ ي ـ ـتم مناقشته والتفاوض عليه في إطار الاتفاقيات الاقتصادية‬

‫‪757‬‬
‫‪- BERTRAND Thomas, La protection de la santé comme limite à la liberté d’entreprendre, thèse‬‬
‫‪pour l’obtention de doctorat en droit multilatéral , options droit de la coopération économiques des‬‬
‫‪affaires internationales, université de Bordeaux 5, 2013, p. 05.‬‬
‫‪316‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املنشئة للهيئات الدولية منها املنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظمة العـ ـاملية للتجارة و الاتفاقات التي تنش ئ التكتالت‬
‫الاقتصادية منها اتفاق إنشاء الاتحاد ألاوربي ‪.‬‬
‫كما حاولت هذه الهيئات إعطاء مفهوم للصحة البشرية‪ ،‬ومع مرور الوقت تطور املفهوم‬
‫بحكم ظهور مجموعة من العوامل‪.‬‬
‫‪ :1‬تعريف حماية الصحة البشرية‬
‫تم تقديم مجموعة من التعاريف للصحة‪ ،‬فتعرف على أنها ث ـروة شخصية يجب‬
‫الاح ـ ـ ـ ـ ـ ـتفاظ بها‪ ،‬وهي كذلك ثروة عامة ال يمكن الاستغناء عنها تقاس بمقاس قوة الدولة‪ ،‬مما‬
‫يفسر تدخ ـ ـ ـ ـ ـ ـل الـ ـ ـ ـ ـدولة في م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجال الصحة‪.758‬‬
‫قدمت مجموعة من الهيئات تعاريف متعلقة بالصحة‪ ،‬نذكر من ذلك التعريف الذي‬
‫وضعه إلاعالن العاملي لحقوق إلانسان‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 52‬منه على أن كل شخص له‬
‫الحق في مستوى مع ـ ـ ـ ـ ـيش ي كاف م ـ ـ ـ ـ ـ ـن أجل ض ـ ـ ـ ـ ـ ـمان ص ـ ـ ـ ـ ـ ـحته وص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة عائل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـته‪ ،‬خاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫الضرورية‪759...‬‬ ‫التـ ـ ـ ـ ـ ـغذية‪ ،‬اللباس‪ ،‬السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكن‪ ،‬العالج ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطبي والخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدمات الاجتماعية‬
‫يبقى أن تطبيق مثل تلك املبادئ‪ ،‬غير معمم من طرف دول العالم نظرا ألن ألامر يتطلب‬
‫وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائل مادية كثيرة وخاصة إرادة سياسية‪.‬‬
‫تعرفها كذلك املنظمة العاملية للصحة بموجب دستور املنظمة العاملية للصحة على أنها‬
‫ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة كاملة من السالمة الجسدية‪ ،‬الذهنية والجسدية والاجتماعية‪ ،‬وال تقتصر فقط على‬
‫غـ ـ ـ ـ ـياب مرض أو عجز‪.760‬‬

‫‪758‬‬
‫‪- NGUYEN Thi thay hang, Liberté du commerce international des marchandises et mesures‬‬
‫‪sanitaires et phytosanitaires, op cit, p. 92.‬‬
‫‪759‬‬
‫‪- BERTRAND Thomas, La protection de la santé comme limite à la liberté d’entreprendre, op cit,‬‬
‫‪p. 12.‬‬
‫‪760‬‬
‫‪-La santé est un état de complet bien être physique, mental, et social, et ne consiste pas seulement‬‬
‫‪en une absence de maladie ou d’infirmité…., extrait de la constitution de l’OMS, in Idem, p. 5.‬‬
‫‪317‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يحتمل هذا التعريف مالحظتين‪:‬‬


‫ألاولى‪ :‬أنه لم يعد يقصد بالصحة فقط التداوي بحد ذاته‪ ،‬إذ أن املريض يطمح أن يتم‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكـفل بجانبه النفس ي والبدني وبعض الجوانب واملجاالت ذات طبيعة خاصة مثل التلقيح‬
‫الاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطناعي وص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة السالمة الجسدية و الجراحة التجميلية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ال يمكن التطرق للصحة من الجانب العالجي فقط‪ ،‬بل أصبح للوقاية جانب‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهم مـ ـ ـ ـثل الوقاية من ألاخطار املرتبطة باملشروبات الكحولية والتدخين‪.‬‬
‫بينما تطرقت املنظمة العاملية للتجارة للصحة بموجب اتفاقية مراكش لسـ ـنة ‪5990‬‬
‫املنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـئة للمنظمة العاملية للتجارة وذلك بموجب اتفاقية حماية الصـ ـ ـ ـ ـحة والصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة‬
‫النباتية‪ ،‬لكن من دون أن تضع لها تعريفا محددا‪ ،‬بل أشارت الاتفاقية في إطار ذلك لحقوق‬
‫والتزامات الدول ألاعضاء التي ترغب في اتخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاذ مجموعة من التدابير وإلاجراءات التقييدية‬
‫على الواردات في سبيل حماية الصحة‪ ،761‬على أن يطبق ذلك ع ـ ـ ـ ـند الضرورة‪ 762‬ودون أن تشكل‬
‫قيودا على املبادالت التجارية الدولية‪.763‬‬
‫‪ :5‬توسع تطبيق مفهوم الصحة البشرية‬
‫كانت هناك بوادر لتكريس مفهوم مبدأ حماية الصحة منذ الحرب العاملية الثانية‬
‫والـ ـ ـدليل على ذلك إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان لعام ‪ ،5909‬إال أن تكريس الالتزام لم يتم‬

‫‪-761‬قابل محمد صفوت‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التأييد واملعارضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.503‬‬
‫‪- Voir aussi SAMSON Mélanie, Protection de la santé et droit international économique : la sécurité‬‬
‫‪sanitaire à l’épreuve de la globalisation des échanges commerciaux, thèse pour le grade de doctorat‬‬
‫‪en droit, Panthéon Sorbonne, Paris 1 , 2010, p. 25.‬‬
‫‪762‬‬
‫‪- NGUYEN Thi thay hang, Liberté du commerce international des marchandises et mesures‬‬
‫‪sanitaires et phytosanitaires, op cit, p. 811.‬‬
‫‪763‬‬
‫‪-La SPS rend possible pour les gouvernements la mise en ouvre à la frontière de mesures‬‬
‫‪permettant d’atteindre les objectifs concernant la vie ou la santé des personnes et les animaux ou la‬‬
‫‪préservation des végétaux, les membres ont le droit de définir le niveau de protection sanitaire et‬‬
‫‪environnementale qu’ils assurent à leurs citoyens et à leurs animaux et à leurs végétaux, l’accord‬‬
‫‪prévoit une série de règles de procédures et de fond destinées à garantir que les mesures SPS ne‬‬
‫‪sont détournées à des fins protectionnistes… », in Conférence des nations unies sur le commerce et le‬‬
‫‪développement , ( module de formation concernant l’accord sanitaire et phytosanitaire), New York et‬‬
‫‪Genève, 2005, publié sur le site www.unctad.org.‬‬
‫‪318‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تحقيقه من طرف املؤسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسات والدول‪ ،‬وتم تكريس املبدأ بشكل تدريجي و ذلك سواء في‬
‫التشـ ـ ـ ـ ـريعات املقارنة أو من طرف املش ـ ـ ـ ـرع الجزائري‪.764‬‬
‫أ ‪-‬في التشريع املقارن‪ :‬تعد فرنسا من بين الدول السباقة في محاولة تكريس مبدأ حماية‬
‫الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة البشرية ‪ ،‬حيث اهتمت بسياسة الصحة العمومية وذلك بأن كرست املبدأ دستوريا‬
‫بموجب نص الفقرة ‪ 55‬ملقدمة الدستور الصادر في ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،5901‬وقبلها بموجب قانون‬
‫الصحة العمومية لسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة ‪ ،5932‬وتم تطويره بموجب القانون الصادر في ‪ 9‬أوت ‪.7652330‬‬
‫بينما يقر دستور إيطاليا أن الحق في الصحة يحتمل وجهان‪ ،‬احدهما شخص ي‬
‫باع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتباره حق أساس ي‪ ،‬والثاني عام اجتماعي تحقيقا للمنفعة العامة‪.7664‬‬
‫كما نجد تكريس املبدأ في الاتفاقيات املنشئة لالتحاد ألاوروبي وباألخص اتفاقية‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـاستريخت لسنة ‪ ،5992767‬وبعدها اتفاقية أمستردام لعام ‪ 5991‬والتي دعت إلى حماية‬
‫الصحة في الاتحاد ألاوربي‪ ،‬وتم ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنص على عدة مبادئ من أهمها حرية تنقل البضائع خاصة‬
‫املواد الطبية‪.768‬‬
‫ب‪-‬في التشريع الجزائري‪ :‬اعتنى املشرع الجزائري على غرار التـ ـ ـشريعات املق ـ ـ ـ ـارنة بتنـ ـ ـ ـظيم‬
‫الصحة‪ ،‬وذلك منذ ‪ 5991‬بموجب القانون رقم ‪ 31-91‬املتعلق بحماية الصحة وترقيته‪ ،‬حيث‬
‫كانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت أول بوادر اعتناق مفاهيم حماية الصحة البشرية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إرساء روابط بين حماية الصحة ومبدأ تحرير املبادالت التجارية الدولية‬
‫اهتمت املنظمة العاملية للتجارة بجانب الصحة بأن كرست اتفاقية تعتني بالتدابير التي‬
‫ترتقي بصحة إلانسان‪ ،‬الحيوان والنبات وأن ال تشكل مثل هذه التدابير قيودا على التـ ـ ـ ـجارة‬
‫‪764‬‬
‫‪- SAMSON Mélanie, Protection de la santé et droit international économique : la sécurité‬‬
‫‪sanitaire à l’épreuve de la globalisation des échanges commerciaux, op cit, p. 31.‬‬
‫‪765‬‬
‫‪-LARRANCHI Marie -Pierre, « Les obligations de recours à la norme technique dans le droit de‬‬
‫‪l’OMC », in Les enjeux de la normalisation technique internationale entre environnement, santé et‬‬
‫‪commerce international, op cit, p.45.‬‬
‫‪766‬‬
‫‪- BERTRAND Thomas, La protection de la santé comme limite à la liberté d’entreprendre, op‬‬
‫‪cit, p. 25.‬‬
‫‪767‬‬
‫‪- SAMSON Mélanie, Protection de la santé et droit international économique : la sécurité‬‬
‫‪sanitaire à l’épreuve de la globalisation des échanges commerciaux, op cit, p. 76.‬‬
‫‪768‬‬
‫‪-Idem, p. 75.‬‬
‫‪319‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الدولية‪ ،769‬ويت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمثل في الاتف ـ ـاق بشأن تدابير الصحة و الصحة النباتية ‪ ،‬كما أن الاتفاق‬
‫يكرس في طياته إجراءات عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـملية تفعيال لحم ـ ـ ـاية الصحة‪.770‬‬
‫‪:1‬الاتفاق بشأن تدابير الصحة والصحة النباتية ‪SPS‬‬
‫تم التفاوض بشأن ‪ SPS‬كملحق تكميلي في الاتفاق حول الزراعة أثناء مفاوضات جـ ـ ـ ـ ـولة‬
‫ألاورغواي التي جرت بين سنة ‪ 5991‬و‪ ،5990‬وأخذ أهمية بالـ ـ ـ ـغة بعد دخول اتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاق م ـ ـ ـ ـراكش‬
‫حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيز الن ـ ـ ـفاذ في ج ـان ـفي‪ ،5991‬ليصبح أهم اتفاقات املنظمة الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاملية للتجارة‪ ،‬حيث يعتني‬
‫بكل من صحة إلانسان‪ ،‬الحيوان والنبات‪.771‬‬
‫تضمن الاتفاق إلاجراءات غير املبررة للمبادالت التجارية الدولية وإعطاء للدول‬
‫ألاعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضاء مجال للتفاوض حول الانشغاالت املرتبطة بالصحة‪.772‬‬
‫تعتني لجنة متابعة تطبيق الاتفاق بشأن ‪ ،SPS‬بتتبع مدى تطبيق الاتفاق وفتح‬
‫مج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال مناقشة العوائق التجارية املرتبطة باإلجراءات التي أقرها الاتفاق و ذلك باالجتماع ‪0‬‬
‫مرات في كل عام‪. 773‬‬

‫‪769‬‬
‫‪-LARRANCHI Marie -Pierre, « Les obligations de recours à la norme technique dans le droit de‬‬
‫‪l’OMC », in Les enjeux de la normalisation technique internationale entre environnement, santé et‬‬
‫‪commerce international, op cit, p. 102.‬‬
‫‪770‬‬
‫‪-DUFOR Genevieve, Analyses des accords SPS, OTC du GATT , Bruylant , Paris, p. 126.‬‬
‫‪771‬‬
‫‪- SAMSON Mélanie, Protection de la santé et droit international économique : la sécurité‬‬
‫‪sanitaire à l’épreuve de la globalisation des échanges commerciaux, p. 36.‬‬
‫‪- 772‬سمير محمد عبد العزيز‪ ،‬التجارة العاملية بين جات ‪ 90‬ومنظمة التجارة العاملية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪-‬تم التطرق في إطار اللجنة العديد من القضايا‪ ،‬مثل تلك التي طرحت في مجال البقوليات التي تنتجها ألاوغواي ‪ ،‬حيث‬
‫ات ـ ـ ـ ـ ـ ـخ ـ ـ ـذت دول املجموعة ألاوربية ‪ CE‬قرار بشأن إلغاء املقاييس املتعلقة باملناطق املحمية في مارس ‪ ،5991‬فعبرت‬
‫ألاورغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواي عن ق ـ ـ ـ ـلق ـ ـ ـ ـها إزاء ذل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرار‪ ،‬وحول طبيعة املقاييس التي تكيف املنطقة على أنها محمية في املناطق‬
‫ألاوربية والخوف من الانعكاسات من تلك الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروط املرتبطة بالصحة النباتية على صادرات الشيلي من البقوليات‬
‫‪.Agrumes‬‬

‫وضح ممثل ‪ CE‬أن تعامل املجموعة يكون وفقا لإلجراءات املنصوص عليها‪ ،‬يتوقف على الشروط التي يق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرها بلد‬
‫املنشأ‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Conférence des nations unies sur le commerce et le développement , ( module de formation‬‬
‫‪773‬‬

‫‪concernant l’accord sanitaire et phytosanitaire),, op cit, p. 6.‬‬

‫‪320‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪:5‬تكريس آليات لحماية الصحة‪SPS‬‬

‫من بين آلاليات التي تم النص عليها في اتفاق ‪ SPS‬في إطار حماية الصحة‪ ،‬نجد‬
‫إجراءات تق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـييم املخاطر وإجراء التنسيق‪ ،‬كما تم النص على إجراءات الرقابة واملعاينة‬
‫واملوافقة‪.774‬‬
‫نشير إلى أنه تم النص كذلك على مثل هذه املبادئ في تشريع الاتحاد ألاوربي والتشريعات‬
‫الداخلـ ـ ـية للدول ألاوربية‪.775‬‬
‫أ‪-‬إجراء تقييم املخاطر‪ :‬نتطرق لعملية تقييم املخاطر‪ ،‬النماذج التي تقدمها‪ ،‬والعناصر‬
‫التي تدخل في عمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيات تحليل املخاطر‪ ،‬تطرقت اتفاقية ‪ SPS‬إلى عملية تقييم املخاطر في‬
‫نص املادة ‪ 0‬منها‪ ،‬وهي عملية يتم من خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاللـ ـها تحديد آلافة املرضية ودرجة خطورتها‬
‫املحتملة وإجراءات الحماية والتشاور بشان املخاطر‪ ،‬بينما يراد بتقييم املخاطر إمكانية دخول‬
‫مرض إلى بلد املستورد وتفشيه وما يسببه من نتائج بيولوجية واقتصادية مع اتخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاذ إلاجراءات‬
‫الصحية التي يستعان به للحد من املخاطر وما يتولد بنهاية ألامر من نتائج بيولوجية‬
‫واقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية مرتبطة بعملية الاستيراد ‪ ،776‬ولقد قدمت اتفاقية ‪ SPS‬عدة نماذج لتحليل‬
‫املخاطر ‪ ،777‬مركزة على عناصر ضرورية مبينة على اعتبارات علمية‪.778‬‬

‫‪ - 774‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الواردات والصادرات والتعريفة الجمركية (مع دراسة للسوق العربية المشتركة) مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪775‬‬
‫‪- DUFOR Genevieve, Analyses des accords SPS, OTC du GATT , p.123.‬‬
‫‪776‬‬
‫‪-VARELLA Marcelo D , « Propriété intellectuelle et semences : les moyens du contrôle des‬‬
‫‪exportations agricoles par les entreprises multinationales », revue internationale de droit économique,‬‬
‫‪n° 2, De Boeck, Bruxelles, 2006, p. 212.‬‬
‫‪- 777‬من بين النماذج التي تعتمدها الاتفاقية لتحليل املخاطر واملتعلق بصحة إلانسان‪ ،‬نجد نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــموذج املخاطر التي تهدد‬
‫صحة إلانسان بسبب ألامراض التي يح ـ ـ ـ ـ ـملها الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيوان أو النـ ـ ـ ـ ـ ـبات أو منتجاتها‪ ،‬ونمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوذج املخاطر التي تهدد صحة‬
‫إلانسان بسبب آلافات النباتية أو مخاطر ألاضرار الناجمة عن آلافات الـ ـ ـ ــزراعية ‪ ،‬عن‬
‫‪DIAO Ying, L’accord antidumping de l’OMC et sa mise en œuvre en Chine, op cit, p. 110.‬‬
‫‪ -778‬من أهم هذه العناصر نجد البيانات العلمية امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوفرة‪ ،‬طرق التصنيع وإلانتاج الخاصة بالبـ ـ ـ ـ ـ ـض ـ ـ ـ ـ ــائع موضوع‬
‫التحليل‪ ،‬طرق التفتيش وأخذ العينات واختيار البض ـ ـ ـ ـ ـ ـائع موضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع التحليل‪ ،‬نسب انتش ـ ـ ــار أم ـ ـ ـ ـ ـراض حيوانية أو نباتية‬
‫محددة‪ ،‬وجود مناطق خالية من ألامراض الحيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوانية أو آلافـ ـات الن ـ ـ ــبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتية أو م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــناطق ذات نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسب انتشار متدنية‬
‫لهذه ألامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراض أو مكافحتها‪ ،‬وجود برامج الستئصال ألامراض ومكاف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحتها‪ ،‬ال ـ ـ ـ ــظروف البيئية املحيطة بمنطقة دخول‬
‫البضائع‪ ،‬إج ـ ـ ـ ـ ـراءات الحد أو العالج‪ ،‬التأثيرات الاق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتصادية م ـ ـ ـ ـ ـ ــثل ألاضرار املتم ـذ ـ ـثلة بنقص إلانت ـ ــاج أو املب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيعات في حال‬
‫‪321‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ب‪-‬مبدأ التنسيق ‪ :‬تعرف املادة ‪ 2‬من اتفاقية ‪ SPS‬التنسيق أنه إنشاء وإقرار تطبيق‬
‫تدابير مشتركة لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحماية صـ ـ ـ ـ ـحـ ـ ـة إلانسان والنبات من طرف مختلف البلدان ألاعضاء في‬
‫املنظمة‪.779‬‬
‫ج‪-‬إجراءات الرقابة‪ ،‬املعاينة واملوافقة‪ :‬تم النص على إجراءات الرقابة واملعاينة‬
‫واملوافقة في امللحق ج من اتفاقية ‪ ،SPS‬إذ يت ـ ـ ـ ـ ـعين ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلى البلدان ألاعضاء في سبيل ضمان‬
‫حماية صحة إلانسان والنبات اتخاذ تدابير وانجازها بطريقة ال تميز بين املنتجات املستوردة‬
‫واملنتجات املحلية املشابهة‪.780‬‬
‫يتعين نشر املعلومات عن املدة القياسية ألي إجراء واقتصار املعلومات املطلوبة على ما‬
‫هو ضروري إلجراءات الرقابة واملعاينة واملوافقة على استخدام املواد املضافة أو تحديد‬
‫املستويات املسموح بها م ـ ـن امللوثات في املواد الغذائية واملشروبات وألاعالف‪ ،‬ويتطلب سرية‬
‫املعلومات املتعلقة باملنتجات املستوردة التي تنشأ أو تورد بالنسبة للرقابة وامل ـ ـ ـ ـعاينة ومعاملة‬
‫املنتجات املحلية بطريقة مماثلة من حيث الرسوم وإجراءات تحديد مواقع املرافق في اختيار‬
‫عي ـ ـنات املنتجات وذلك من أجل التقليل من املتاعب التي يتعرض لها مقدمو الطلبات من أعوان‬
‫الاقتصاديين ووكالئهم‪.781‬‬

‫=دخول املرض أو آلافة أو ظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهورها أو تفشيها‪ ،‬تكاليف الاستئصال واملكافحة والجدوى الاقتصادية للحلول ال ـ ـ ـ ـ ــبديلة‬
‫املستخدمة للحد من املخاطر أنظر‪:‬‬
‫‪- =NGUYEN Thi thay hang, Liberté du commerce international des marchandises et mesures‬‬
‫‪sanitaires et phytosanitaires, op cit, p. 119.‬‬
‫‪-779‬دليل الشركات املصدرة الصغيرة واملتوسطة الحجم ( إدارة جودة التصدير)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مركز التجارة الدولي‪ ،‬منشور‬
‫على املوقع‪http://intracern.org:‬‬
‫‪- 780‬المادة ‪ 8‬فقرة أ من الملحق ج من اتفاقية‪ SPS‬املنشورة على املوقع ‪:‬‬
‫‪http //wto.org/french/docs-f/legal-f/17-tbt.pdf‬‬
‫‪781‬‬
‫‪-NGUYEN Thi thay hang, Liberté du commerce international des marchandises et mesures‬‬
‫‪sanitaires et phytosanitaires, op cit, p. 119.‬‬
‫‪322‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثالثا‪ :‬تقييد حرية املبادالت التجارية الدولية كأساس لحماية الصحة البشرية‬
‫حاول املشرع الجزائري مسايرة املنظومة القانونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الدولية ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـما في ـها التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشريع‬
‫الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـصادي والضبط‪ ،‬اتفاقيات املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬وظهر ذلك جليا في قانون أحكام‬
‫الاستيراد والتصدير وبالضبط في نص املادة ‪ 9‬من ألامر رقم ‪ 30-30‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫تغاظ املشرع الجزائري في النص ألاساس ي لقانون الصحة رقم ‪ 31-91‬املعدل واملتمم‬
‫بموجب القانون رقم ‪ ، 39-99‬عن تكريس إجراءات فعلية لحماية صحة إلانسان من آثار‬
‫املبادالت الجارية الدولية وال ح ـ ـ ـ ـتى ألاخذ باملبادئ التي تم النص عليها في اتفاق تدابير حماية‬
‫الصحة والصحة النباتية‪ ،‬مثل مبدأ تح ـ ـ ـ ـديد املخاطر‪ ،‬مبدأ ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتنسيق أو إجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات‬
‫الرقابة‪ ،‬املعاينة املوافقة‪.‬‬
‫إال أنه استدرك ألامر من خالل إصدار مرسومين تنفيذيين في خصوص ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدابير‬
‫واملرسوم‬ ‫‪782059-30‬‬ ‫حماية الصحة والصحة النباتية‪ ،‬يتعلق ألامر باملرسوم التنفيذي رقم‬
‫التنفيذي رقم ‪.783023-30‬‬
‫سارت بعض البلدان العربية مثل اململكة العربية السعودية على نفس املنوال‪ ،‬حيث‬
‫أصدرت الئحة موجهة خصيصا لتطبيق التدابير الصحية والصحة النباتية‪.784‬‬
‫بالرغم من املوقف غير الحاسم للمشرع الجزائري في مجال حماية الصحة البشرية‪ ،‬إال‬
‫أنه ي ـ ـ ـ ـ ـ ـمكن التطرق لبعض إلاجراءات املحتشمة في هذا املجال‪ ،‬وذلك مثال بان اعتمد إجراء‬
‫تحت تغطية حماية إلانتاج الوطني أو تلك إلاجراءات املقيدة للمبادالت التجارية بالنظر إلى‬
‫خصوصية وطبيعة املواد مح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل املبادلة ‪.‬‬

‫‪-782‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 059-30‬مؤرخ في ‪ 31‬أكتوبر ‪ ،2330‬يتعلق بشفافية تدابير الصحة والصحة النباتية و العراقيل‬
‫التق ـ ــنية للت ـ ـ ـ ــجارة‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 53‬أكتوبر ‪.2330‬‬
‫‪ -783‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 023-30‬مؤرخ في ‪ 31‬أكتوبر ‪ ،2330‬يحدد مبادئ إعداد تدابير الصحة و الصحة النباتية‬
‫واعت ـ ـ ـ ـ ــمادها وتنف ـ ـ ـ ــيذها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 53‬أكتوبر ‪. 2330‬‬
‫‪ -784‬بركات أحمد‪ ،‬الاستيراد والتصدير بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.525‬‬
‫‪323‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ :1‬اعتماد إجراءات حماية لإلنتاج الوطني‬


‫في إطار تدعيم استهالك ألادوية املحلية وتقليص فاتورة الاستيراد‪ ،‬تم حظر استيراد‬
‫مجموعة كبيرة من ألادوية‪ ،‬وفي هذا إلاطار نجد القرار الوزاري املشترك الصادر في ‪03‬‬
‫نوفمبر‪ 7852339‬والذي يمنع اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد قائمة ‪ 533‬مادة صيدالنية واملستلزمات الطبية املوجهة‬
‫للطب البشري والتي تغطي احتياجات إلانتاج الوطني‪.‬‬
‫كما تتيح وزارة الصحة وإصالح املستشفيات إمكانية مراجعة القائمة املرفقة بالقرار‬
‫وتحيـ ـ ـينها في كل مرة تقتضيه الحاجة وذلك حسب مقتضيات السوق وقدرات إلانتاج الوطني‬
‫وتلبية الحاجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات الوطنية‪.786‬‬
‫نجد كذلك القائمة السلبية للمنتوجات املحظورة لالس ـ ـ ـ ـتيراد من امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنطقة‬
‫العربيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة للتبـ ـ ـ ـ ـ ـادل الحر‪ ،787‬حيث تضمنت القائمة في البداية ‪ 5505‬منتوج لتتسع القائمة‬
‫بعدها لتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصل إلى ‪ 5155‬منتـ ـ ـوج أي بإضافة ‪ 013‬منتوج محظور لالستيراد من املنطقة ‪.788‬‬
‫مراجعة القائمة كان تحت ضغط ألاعوان الاقتصاديين الجزائريين‪ ،‬باعتبارها منتوجات‬
‫تهدد املنتوج املحلي‪ ،‬وذلك عمال بنص املادة ‪ 12‬من الاتفاقية التي تعطي لكل دولة طرف الحق‬
‫في طلب ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرض بعض الرسوم والضرائب ذات ألاثر املماثل أو القيود الكمية وإلادارية‬
‫والاحتفاظ بالقائم منها و ذلك بصفة مؤقتة لضمان نمو إنتاج محلي معين ‪.‬‬
‫مما يبين أن حرية املبادالت التجارية مرهونة بوضعية الاقتصادية في الجزائر‪ ،‬على أن‬
‫الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصوص القانونية تتيح مثل تلك إلاجراءات التقييدية ‪ ،‬إال أن املبدأ تم املساس به إذا ما‬

‫‪ - 785‬قرار وزاري مشترك صادر في ‪ 03‬نوفمبر‪ ،2339‬يتعلق بمنع استيراد املواد الصيدالنية و املس ـ ـ ـ ـ ـ ــتلزمات الطبية املوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهة‬
‫للطب البشري املصنعة في الجزائر ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 786‬املادة ‪ 0‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 787‬التي تم التوقيع عليها بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 020-30‬مؤرخ في ‪ 0‬أوت ‪ ،2330‬يتضمن التصديق على اتفاقية تيسير‬
‫وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية املحررة بتونس‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪- 788‬تم نشر مضمون القائمة السلبية على موقع وزارة التجارة‪.www.mini-commerce.dz‬‬

‫‪324‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫قارناه مع مب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادئ املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬خاصة منها مبدأ التحرير الكلي للمبادالت ومنع كل‬
‫العوائق مهما كان نوعها‪.‬‬
‫‪:5‬التقييد مرتبط بطبيعة املواد الصيدالنية‬
‫تضمن قانون الصحة بعض إلاجراءات مرتبطة مباشرة بحماية الصحة البشرية وعالقتها‬
‫بالتجارة الدولية‪ ،‬ونجد ذلك في الفصل السادس منه تح ـ ـ ـت عنوان املواد الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامة‬
‫واملخدرات ‪ ،‬بحيث أنه يتم إخضاع إنتاج املواد أو النباتات السامة املخدرة وغير املخدرة ونقلها‬
‫واستيرادها وتصديرها‪ ...‬لتنظيم خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاص بها‪.789‬‬
‫فعال تم صدور مثل هذه التنظيمات‪ ،‬كما أنه يمنع على أي مستورد أو منتج استخدام‬
‫وص ـ ـنع املشروبات الكحولية أن يبيع هذه املواد أو يقدمها مجانا ألي شخص كان ما عدى صانعي‬
‫املشروبات الذيـ ـ ـ ـ ـن لهم صفة املستودعين في نظر إدارة الضرائب غير املباشرة والصيادلة‬
‫والعطارين والهيئات املصدرة املباشرة‪.790‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫حماية الصحة الحيوانية‬
‫تم الاعتراف بحماية الصحة الحيوانية على الصعيدين الدولي والوطني نظرا ملا لهذه‬
‫الشـ ـ ـ ـ ـريحة مـ ـ ـ ـ ـ ـن تأثير على صحة املستهلك والنباتات‪ ،‬و ألهميتها في تحقيق التوازن البيولوجي‪.‬‬
‫حظيت الصحة الحيوانية باهتمام منظمات دولية عديدة‪ ،‬وعلى رأسها منظمة الصحة‬
‫الحيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوانية وكذلك الاتفاقية بشأن تدابير الصحة والصحة الحيوانية ‪( SPS‬أوال)‪ ،‬ونقصد‬
‫بحماية الصحة الحيوانية التي نظمتها اتفاقية ‪ ،SPS‬ضرورة أن تكون املبادالت التجارية الدولية‬
‫في إطار يحمي حماية ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتهلك وصحة النباتات من ألاخطار التي قد تلحقها‬

‫‪– 789‬راجع نص املادة ‪ 593‬من القانون رقم ‪ ،31-91‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪- 790‬املادة ‪ 592‬فقرة ‪ 5‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪325‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الحيوانات من أمراض وتسممات وجراثيم ‪ ،‬فيح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظر استيراد حيوانات أو منتوجات من أصل‬
‫حيواني من شأنها أن تلحق أضرارا بالصحة العامة‪.791‬‬
‫اهتم املشرع الجزائري بدوره بتنظيم حماية الصحة الحيوانية بموجب قانون حمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاية‬
‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة الحيوانية ونشاطات الطب البيطري رقم ‪ ،39-99‬وتقررت الحماية بموجب إصدار‬
‫مجموعة من النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصوص التنظيمية الحقا (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تقرير حماية للصحة الحيوانية‬
‫تم الاعتناء بتنظيم الصحة الحيوانية مجموعة من الهيئات على املستوى الدولي‪ ،‬ومن‬
‫أه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمها نجد املنظمة العاملية للصحة الحيوانية والتي قامت بإصدار الدستور الصحي لحيوانات‬
‫البر و الدستور الصـ ـ ـ ـ ـ ـحي للحيوانات املائية تحت رعاية املنظمة الدولية للحيوانات‪ ،‬كما تطرقت‬
‫اتفاقية تط ـ ـ ـ ـبيق تدابير الصـ ـحة والصحة النباتية ملجال الصحة الحيوانية وتأثيرها على التجارة‬
‫الدولية‪. 792‬‬
‫‪ :1‬منظمة الصحة الحيوانية‬
‫تعترف ‪ SPS‬باملنظمة العاملية للصحة الحيوانية‪ OIE‬كهي ـ ـ ـ ـ ـ ـئة دولية مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤولة عن‬
‫وضع وتطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوي ـ ـ ـر املعايير العاملية وإلارشادات والتوجيهات الخاصة بصحة الحيوان وألامراض‬
‫الحيوانية‪ ،793‬ويحتوي الدستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور الصحي لحيوانات البر جميع املعايير العاملية الخاصة بتجارة‬
‫الحيوانات ومنتجاتها(الثدييات‪ ،‬الطيور والنحل) وكذلك الدستور الصحي للحيوانات املائية‬
‫ألاسماك والرخويات والقشريات‪.‬‬

‫‪- 791‬تم تحديد إلاطار القانوني للصحة الذي تنظمه اتفاقية الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة والص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة النباتية بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب امللحقين أ ‪ 5‬ب‬
‫و أ ‪5‬أ املرف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقين باتفاق‪SPS ،‬ويتمثل في حماية صحة املستهلك‪ ،‬الحيوان والنبات من أخطار التسممات الغذائية وألاخطار‬
‫املرتبطة باألمراض والجراثيم‪ ،‬وكل ما يخرج عن هذا ألاطار تنظمه الاتفاقيات ألاخرى للمنظمة العاملية للتجارة مثل اتفاقية‬
‫‪Conférence des nations unies sur le commerce et le‬‬ ‫العوائق الفنية املرتبطة بالتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة ‪ ،OTC‬أنظر‬
‫‪développement, (module de formation concernant l’accord sanitaire et phytosanitaire), op cit, p.3.‬‬
‫‪792‬‬
‫‪- NGUYEN Thi thay hang, Liberté du commerce international des marchandises et mesures‬‬
‫‪sanitaires et phytosanitaires, op cit, p.132.‬‬
‫‪793‬‬
‫‪-Idem, p. 134.‬‬
‫‪326‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تهتم هذه املنظمة بضمان الشفافية بشان ألاوضاع الحيوانية في الع ـ ـ ـ ـ ـ ـالم حـ ـ ـ ـ ـتى‬
‫ألامراض املت ـ ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـقلة إلى إلانسان‪.794.‬‬
‫‪:5‬الاتفاق بشأن تدابير الصحة والصحة النباتية ‪SPS‬‬
‫اهتمت الاتفاقية بشأن تطبيق تدابير الصحة والصحة النباتية بمجال الص ـ ـ ـ ـ ـحة‬
‫الحـ ـ ـ ـيوانية‪ ،‬حيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـث تطرق امللحق أ املرفق باالتفاقية تحت عنوان تعاريف لتدابير حماية‬
‫صحة إلانسان والحيوان والنـ ـ ـبات بصفة عامة‪.‬‬
‫يهدف التدبير إلى حماية صحة ‪...‬أو الحيوان أو ‪ ،....‬في أراض ي البلد العضو من ألاخطار‬
‫الناشئة عـ ـن املواد املضافة أو امللوثات أو السموم أو الكائنات العضوية املسببة لألمراض‬
‫املوجودة في املـ ـ ـ ـ ـواد الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذائية أو املشروبات أو ألاعالف‪ ،‬كذلك حماية صحة إلانسان في‬
‫أراض ي البلد العضو من ألاخطار الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاشئة عن ألامراض التي تحملها الحيوانات أو النباتات‬
‫أو املشتقات الحيوانية والن ـ ـ ـ ـ ـباتية أو عن دخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول أو وج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود أو انتشار آلافات‪.795‬‬
‫‪:3‬الدستور الصحي لحيوانات البر و الدستور الصحي للحيوانات املائية‬
‫صدر الدستور الصحي لحيوانات البر والدستور الصحي للحيوانات املائية من طرف‬
‫املنظمة الدولية للحيوانات‪ ،‬وتعتبرهما اتفاقية تطبيق إجراءات الصحة والصحة النباتية‬
‫مقاييس مرجعية صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالحة إلجراء عمليات تحليل املخاطر املرتبطة باستيراد الحيوانات‬
‫ومنتجاتها‪796.‬‬

‫يصدر الدستوران من طرف لجنة خاصة تابعة للمنظمة الدولية للحيوانات‪ ،‬وهي لجنة‬
‫مخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتصة باملعايير الصحية لحيوانات البر‪ ،‬ويعد قانون يتضمن مجموعة من املقاييس‬
‫وإلارشادات والتوصيات الهادفة إلى منع دخول ألاوبئة وآلافات إلى البلد املستورد عن طريق‬

‫‪794‬‬
‫‪- Conférence des nations unies sur le commerce et le développement, (module de formation‬‬
‫‪concernant l’accord sanitaire et phytosanitaire), op cit, p. 6.‬‬
‫‪795‬‬
‫‪- NGUYEN Thi thay hang, Liberté du commerce international des marchandises et mesures‬‬
‫‪sanitaires et phytosanitaires, op cit, , p. 819.‬‬

‫‪ - 796‬الحويش ياسر‪ " ،‬تأثير اتفاقيات تحرير التجارة العاملية في تطوير القوانين الداخلية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.532‬‬

‫‪327‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫استيراد الحيوانات واملواد الوراثية الحي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوانية واملنتجات الحيوانية ‪ ،797‬بينما تختص لجنة‬
‫املعايير الخاصة بصحة الحيوانات املائية بوضع قانون الح ـ ـ ـيوانات املائية‪ ،‬يهدف الدستور‬
‫الصحي إلى تأمين السالمة الصحية للحيوانات ومنتجاتها في التجارة الدولية لل ـ ـ ـ ـحلول دون انتقال‬
‫مسببات ألامراض التي تصيب الحيوان وإلانسان على السواء‪.798‬‬
‫يتضمن فصول مخصصة لألمراض وآلافات املصنفة في لوائح وكذلك فصول تتضمن‬
‫مواضيع عامة مثل أصول إصدار الشهادات الصحية‪ ،‬الالتزامات والواجبات ألادبية في التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬تقيـ ـيم املصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالح البي ـ ـ ـ ـ ـ ـطرية والس ـ ـ ـ ـ ـ ـلطات املسؤولة‪ ،‬توصيات خاصة بن ـ ـ ـ ـ ـ ـقل‬
‫الحيوانات‪ ،‬منهجية تحليل مخاطر الاستيراد‪.799‬‬
‫يحتوي الدستور على فصل خاص بكل مرض وفي بداية كل فصل عامة تحتوي على‬
‫الئحة بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكل البضائع التي تعتبرها املنظمة الدولية للحيوانات قادرة على نقل ألامراض‬
‫بواسطة التجارة الدولية‪ ،800‬وتع ـ ـ ـ ـ ـتني املواد ألاخرى في نفس الفصل بكل نوع من البضائع على‬
‫حدى وذلك بالنظر إلى الواقع الصحي لآلفة أو املرض على مجمل أراض ي بلد املصدر أو إحدى‬
‫مناطقه‪ ،‬وحين ال نجد لنوع من البضائع أي مادة خاصة به ف ـ ـ ـ ـ ـ ـذلك يعني أن املنظمة لم تتوصل‬
‫إلى إصدار أي توصية بشأنه‪.801‬‬
‫ثانيا‪ :‬إرساء املشرع الجزائري لحماية الصحة الحيوانية‬
‫حظيت الصحة الحيوانية باهتمام املشرع الجزائري وذلك بموجب قانون الصحة‬
‫الحيـ ـوانية أو حـ ـ ـ ـتى في نصوص قانونية متفرقة‪ ،‬نالحظ أن هناك مستوى حماية مشترك تقريبا‬
‫بين الحماية املقررة لإلنسان وتلك املقررة للحيوان‪ ،‬وذلك من حيث توحيد النصوص القانونية‬

‫‪797‬‬
‫‪- NGUYEN Thi thay hang, Liberté du commerce international des marchandises et mesures‬‬
‫‪sanitaires et phytosanitaires, op cit, p.831 .‬‬
‫‪798‬‬
‫‪- LARRANCHI Marie -Pierre, « Les obligations de recours à la norme technique dans le droit de‬‬
‫‪l’OMC », in Les enjeux de la normalisation technique internationale entre environnement, santé et‬‬
‫‪commerce international, op cit, p. 72.‬‬
‫‪799‬‬
‫‪- Conférence des nations unies sur le commerce et le développement, (module de formation‬‬
‫‪concernant l’accord sanitaire et phytosanitaire),, op cit, p.79.‬‬
‫‪800‬‬
‫‪- VARELLA Marcelo D , « Propriété intellectuelle et semences : les moyens du contrôle des‬‬
‫‪exportations agricoles par les entreprises multinationales », p. 31.‬‬
‫‪ - 801‬املادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ ،30-39‬يتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املقررة للحماية ‪ ،‬مثال على ذلك نجد نص املادة ‪ 1‬من قانون حماية املستهلك‪ »:‬يمنع وضع مواد‬
‫غذائية لالستهالك تحتوي على ملوثات بكمية غير م ـ ـ ـ ـ ـقبولة بالنظر إلى الصحة البشرية‬
‫والحيوانية خاصة فيما يتعلق بالجانب السام له ‪« .802‬‬
‫بالرغم من التقرير الصريح لحماية الصحة الحيوانية‪ ،‬إال أن هناك نصوص قانونية صريحة‬
‫تحظر في بعض الحاالت املبادالت التجارية الدولية بغرض حماية صحة الحيوان أو حتى لحماية‬
‫صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة إلان ـ ـ ـ ـ ـسان م ـ ـ ـ ـن أثر املتاجرة بالحيوان ‪.‬‬
‫‪:1‬إطار الحماية املقررة من طرف املشرع الجزائري في إطار حماية الصحة الحيوانية‬
‫تم تقرير حماية قانونية من أجل حماية الصحة الحيوانية ومن ثم حماية الصحة‬
‫البشرية مما ق ـ ـ ـ ـ ـ ـد ينجر من املتاجرة بالحيوانات أو املنتجات الحيوانية أو ذات املصدر الحيواني‪،‬‬
‫حيث كرس املش ـ ـ ـ ـ ـرع الجزائري في صلب قانون نشاطات الطب البيطري وحماية الصحة‬
‫الحيوانية فصل خاص مفاده حماية صحة إلانسان والحيوان معا‪ ،‬تحت عنوان املراقبة‬
‫الصحية البيطرية في الحدود‪ ،‬والذي تضمن إطارا قانونيا للم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتاجرة بالحيوانات استيرادا‬
‫وتصديرا‪. 803‬‬
‫كما نجد مجموعة من النصوص التنظيمية ‪ 804‬في هذا املجال ينظم املتاجرة بالحيوانات بصفة‬
‫عامة أو ح ـ ـ ـ ـتى تخصيص نص قانوني لنوع معين من الحيوان ‪.805‬‬

‫‪ - 802‬راجع املواد ‪ 11‬إلى ‪ 92‬من القانون رقم ‪ ،39-99‬يتعلق بنشاطات الطب البيطري وحماية الصحة الحيوانية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪803‬‬
‫‪- VARELLA Marcelo D , « Propriété intellectuelle et semences : les moyens du contrôle des‬‬
‫‪exportations agricoles par les entreprises multinationales », p. 34.‬‬
‫‪ - 804‬نجد من ذلك املرسوم التنفيذي رقم ‪ 591-55‬مؤرخ في ‪ 22‬ماي ‪ ،2355‬يحدد ألاحكام املتعلقة بحيازة الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيوانات‬
‫الط ـ ـ ـ ـ ـريدة املولودة واملرباة في مراكز تربية الحيوانات أو عرضها للبيع وبيعها أو شرائها أو بيعها بال ـ ـ ـ ــتجول أو تصديرها‪ ،‬ج‪.‬‬
‫ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد ‪ ،29‬الصادر في ‪ 22‬ماي ‪.2355‬‬
‫‪ -‬نجد كذلك املرسوم التنفيذي رقم ‪ 051-99‬مؤرخ في ‪ 0‬أكتوبر ‪ 5999‬يتمم املرسوم التنفيذي رقم ‪ 010-91‬مـ ـ ـ ــؤرخ في ‪55‬‬
‫نوفمبر ‪ ،5991‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،19‬الصادر في ‪ 52‬نوفمبر ‪ ،5991‬يحدد ك ـ ـ ـ ـيفيات التفتيش البيط ـ ـ ـ ـري للحـ ـ ــيوانات الحية أو‬
‫املنــتوجات آلاتية من أصل حي ـ ـ ـ ـ ـ ــواني املخصصة لالستهالك البشري‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 1‬أكتوبر ‪.5999‬‬
‫‪- 805‬نجد من ذلك قرار مؤرخ في ‪ 5‬فيفري ‪ ،5991‬يحدد الشروط الصحية للحيوانات املطلوبة عند استيراد وتصدير‬
‫الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيول‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 5‬جوان‪.5991‬‬
‫‪329‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ :5‬تقييد حرية املبادالت التجارية الدولية كأساس لحماية الصحة الحيوانية‬


‫عمال بأحكام الاتفاقية املتعلقة بتطبيق تدابير حماية الصحة و الصحة النباتية‪ ،‬التي‬
‫تقض ي بإمكانية أي دولة عضو اتخاذ إجراءات مخالفة لتلك املقررة في الاتفاقية‪ ،‬بشرط أن ال‬
‫تشكل عائقا في وج ـ ـ ـ ـ ـه التجارة الدولية‪ ،‬و ضرورة استناد الدول ألاعضاء في تطبيق إجراءاتهم‬
‫الصحية إلى املعايير وإلارشادات والتوص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيات الدولية‪.‬‬
‫كما أن للدول الحق في اعتماد مستوى أعلى للحماية يتعدى ما تعطيه النصوص من‬
‫ضمانات في ح ـ ـال عدم توفر املبررات العلمية أو في حال اعتقاد الدولة املستوردة أن مستوى‬
‫الحماية الذي تؤمـ ـنه إلاج ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات الواردة في النصوص القانونية غير كافية‪. 806‬‬
‫محاولة املشرع مسايرة التشريعات الدولية في مجال حماية الصحة الحيوانية‪ ،‬خاصة‬
‫تشريع املنظمة العاملية للتجارة ‪ ،‬نتج عنه تطبيق مجموعة من إلاجراءات الصارمة‪ ،‬وم ـ ـ ـ ـ ـ ـن ذلك‬
‫نجد مـ ـ ـ ـ ـثال حضر اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد أو تصدير حيوانات أو منتجات حيوانية أو ذات مصدر حيواني‬
‫واشتراط الحصول على شهادة ص ـ ـ ـحية‪ ،‬كما يحضر أي استيراد ملنتجات حيوانية أو أصل حيواني‬
‫حينما تثبت الشهادة الصحية وجود مرض معين متعلق بالحيوان‪ ،‬أو اشتراط وثيقة تعريفية‬
‫للحيوان محل املتاجرة ‪.‬‬
‫أ‪-‬تقييد املبادالت التجارية الدولية بضرورة الحصول على شهادة صحية‪ :‬يمكن أن‬
‫تسبب انتشار أمراض حيوانية معدية لإلنسان أو للحيـ ـ ـ ـ ـوان‪ ،‬فيـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـ ـعين على كل مـ ـستورد أو‬
‫م ـ ـ ـ ـصدر ملنتجات حيوانية أو أصل حيواني الحصول على شهادة صحية تثبت سالمة الح ـ ـ ـ ـيوان‬
‫أو املصـ ـ ـدر الحي ـ ـ ـ ـ ـ ـواني محل املبادلة التجارية من طرف السلطة البيطرية الوطنية‪.807‬‬
‫مما يعني‪ ،‬أنه تحظر املبادلة التجارية في حال عدم التمكن من الحصول على الشهادة البيطرية‪.‬‬

‫‪ -806‬بركات كريمة‪ ،‬حماية أمن املستهلك في ظل اقتصاد الس ـ ـ ــوق‪( ،‬دراسة م ـ ـ ـ ـ ـ ــقارنة)‪ ،‬أط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروحة لنيل درجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الدكتـ ـ ـ ـ ـوـراه‬
‫في الع ـ ـ ــلوم‪ ،‬تخ ــصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2350 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -807‬راجع املادتين ‪ 11‬و ‪ 11‬من القانون رقم‪ ، 88-08‬يتعلق بنشاطات الطب البيطري وحماية الصحة الحيوانية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬
‫‪330‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كما يتم إخضاع الحيوانات واملنتجات الحيوانية أو ذات املصدر الحيواني املستوردة أو املصدرة‬
‫لت ـ ـ ـ ـ ـف ـ ـتيش صحي بيطري عند دخولها أو خروجها من الوطن‪.808‬‬
‫تعد مثل هذه إلاجراءات تقييدية في شأن املبادالت التجارية الدولية‪ ،‬وارتياحية بالنسبة‬
‫للمستهلك وضمانة صحية بالنسبة له‪.‬‬
‫ب‪-‬التقييد لثبوت مرض متعلق بالحيوانات محل املتاجرة ‪ :‬يتعين اتخاذ إجراءات‬
‫وقائية ورفض السماح بدخول بعض الحيوانات واملنتجات الحيوانية أو ذات املصدر الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيواني‬
‫إلى الوطن ‪ ،‬إذا تبين أن الحيوانات مصابة بمرض من تلك التي تعين التصريح بها أو تب ـ ـ ـ ـ ـدي‬
‫عالمات منسوبة من تلك ألامراض‪ ،‬أو كانت على اتصال بحـ ـ ـيوانات مص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابة بمثل هذا املرض‬
‫‪ ،809‬فمثال يش ـ ـترط إرفاق استيراد الخيول بشهادة صحية تثبت عدم مالحظة أي حالة لطاعون‬
‫الخيل خالل السنتين املاضيتي ـن في البلد املصدر وعدم تلقيح البلد ضد املرض املذكور منذ ‪52‬‬
‫شهر على ألاقل مع إلزامية التصريح باملرض في هذا البلد منذ سنتين على ألاقل‪ 810‬وأن يرفق كل‬
‫خيل بشهادة طبية تسلم ‪ 0‬أيام قبل شحنه وتثبت عدم ظهور عالمة مرض يمكن الكشف عنه‬
‫سريريا‪.811‬‬
‫إثبات أن الخيول تم تلقيحها منذ أكثر من ‪ 51‬يوم وأقل من سنة عند تاريخ إرساله‪.‬‬
‫كما يتعين إثبات إخضاع الخيول لبعض الفحوص وإظهار منها نتيجة سلبية أثناء الثالثين يوما‬
‫التي ت ـ ـس ـ ـ ـبق إرساله‪ ،‬ومن تلك الفحوص نجد البحث في بعض ألامراض في الخي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول مثل‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقر الدم املعدي‪ ،‬حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلق الخيول‪ ،‬مرض البيرو بالزما‪ ،‬التهاب املفاصل‪ ،‬مرض التهاب الرحم‬
‫املعدي عند إلاناث‪.812‬‬

‫‪- 808‬املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ، 88-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪- 809‬املادة ‪ 19‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪- 810‬املادة ‪ 0‬فقرة أ من القرار املؤرخ في ‪ 5‬فيفري ‪ ،5991‬يحدد الشروط الصحية للحيوانات املطلوبة عند استيراد وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصدير‬
‫الخيول‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 811‬املادة ‪ 1‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ – 812‬الفقرات ب و ج من املادة ‪ 0‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪331‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ج‪-‬تقييد املبادالت التجارية الدولية بضرورة الحصول على وثيقة تعريفية ‪ :‬من ذلك ما‬
‫تقرر عند استيراد وتصدير الخيول‪ ،‬أين يجب أن ترفق كل عملية استيراد أو تصـ ـدير مرفق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫بوثائق رسمية تثبت تعريفه وتبين بالتدقيق أوصافه بيانيا أو رسميا‪.‬‬
‫كما يحضر املتاجرة بالحيوانات واملنتجات إن كانت ال تطابق الظروف ألاصلية وال املعايير‬
‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحية والنوعية املحددة‪ ،‬إن كانت الشهادة البيطرية التي يجب أن تصاحب الحيوانات‬
‫واملنتجات الحيوانات أو ذات املصدر الحيواني غير موجودة أو فيها عيب أو غير مطابقة مع‬
‫إلارسال أو انتهت مدة صالحيتها‪.813‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫الصحة النباتية‬
‫تنص املادتين ‪ 2‬و ‪ 0‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 059-30‬الذي يحدد مبادئ إعداد‬
‫تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدابير الص ـحة والصحة النباتية واعتمادها وتنفيذها على‪ »:‬يعد تدبير الصحة والصحة‬
‫النباتية كل تدبير أو ت ـ ـ ـ ـنظيم إداري يهدف إلى حماية صحة ‪....‬أو وقاية النباتات من ألاخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطار‬
‫الناتجة عن دخ ـ ـ ـ ـ ـ ـول أو توطين أو ان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتشار الكائنات الضارة وألامراض أو الكائنات املسببة‬
‫لألمراض«‬
‫»يمكن اتخاذ كل تدابير الصحة والصحة النباتية الالزمة لحماية صحة و‪ ...‬أو وقاية‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنباتات بشرط أن ال تكون هذه التدابير متعارضة مع الاتفاقيات التي تحكم التجارة «‪.‬‬
‫انطالقا من ما سبق‪ ،‬نستشف أن املشرع الجزائري طبق في أحكام املرسوم الـ ـ ـتنفيذي‬
‫رقم ‪ 059-30‬مبادئ حماية الصحة النباتية املنصوص عليها في اتفاقية مراكش بشكل واضح‪،‬‬
‫مسايرا بذلك ما ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـملـ ـ ـيه مبادئ املنظمة العاملية للتجارة ‪.‬‬
‫تم تنظيم مجال الصحة النباتية على املستوى الدولي بموجب الاتفاقية ألاساسية في هذا‬
‫املجـ ـال وهي اتفاقية الصحة والصحة النباتية (أوال)‪ ،‬وكرس املشرع الجزائري على صعيد وطني‬

‫‪ - 813‬الفقرات ‪ 2‬و ‪ 0‬من املادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ ،39-99‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪332‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حماية قانو ـنية لل ـ ـ ـ ـ ـصحة النباتية بموجب قانون حماية الصحة النباتية رقم ‪ ،51-91‬وتقررت‬
‫الحماية بموجب إصدار مجم ـ ـ ـ ـ ـ ـوعة من النصوص التنظيمية الحقا (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تقرير حماية للصحة النباتية‬
‫اعتنت مجموعة من الاتفاقيات الدولية بحماية الصحة النباتية‪ ،‬إال أن اتفاقية الصحة‬
‫النبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتية تعد من أهمها ‪ ،‬وإلى جانبها نجد اتفاق حماية الصحة والصحة النباتية الصادرة عن‬
‫املن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظمة العاملية للتجارة‪ ،‬والذي يعد بدوره اتفاق أساس ي في مجال حماية الصحة‬
‫النباتية ذو العالقة بالتجارة الدولية بشكل مباشر‪.‬‬
‫‪:1‬الاتفاقية الدولية لحماية النباتات‬
‫تعتبر الاتفاقية الدولية لحماية النباتات عمود التشريع الدولي للقضايا املتعلقة بالصحة‬
‫النباتية وهي تابعة ملنظمة ألاغذية والزراعة لألمم املتحدة‪.‬‬
‫تعترف الاتفاقية باتفاقية تدابير الصحة والصحة النباتية وتأخذ بأحكامها ‪ ،‬أوكل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت‬
‫لها مهمة وضع مقاييس دولية لإلجراءات الخاصة بصحة النبات‪ ،‬تصدر بشكل توصيات إلى‬
‫الحكومات ملساعدتها في ح ـ ـ ـ ـ ـماية ثرواتها النباتية من آلافات التي يمكن أن تنتقل بواسطة‬
‫التجارة الدولية للنباتات ومنت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجاتها‪ ،‬كما تق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم إلارشادات الالزمة للقيام بعمليات تحليل‬
‫املخاطر لآلفات النب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتية لتقرير ما إذا كانت إحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدى آلافات لها انعكاسات اقتصادية هامة‬
‫على املنطقة ويطلق على آفة زراعية معينة‪ ،‬اسم آفة حجرية تس ـ ـتدعي املكافحة‪.814‬‬
‫‪ :5‬الاتفاق بشأن تدابير الصحة والصحة النباتية ‪SPS‬‬
‫تضمن الاتفاق بشأن تطبيق تدابير حماية الصحة والصحة النباتية تدابير تت ـ ـعلق بحماية‬
‫الص ـ ـ ـ ـحة النباتية مثلما يظهر من عنوان الاتفاق بجانب الصحة البشرية والحيوانية‪.815‬‬

‫‪814‬‬
‫‪- SPS Accord sur l’application des Mesures Sanitaires et Phytosanitaires, in‬‬
‫‪http://wto.org/french/docs-f/legal-f/17-tbt.pdf.‬‬
‫‪815‬‬
‫‪- VARELLA Marcelo D , « Propriété intellectuelle et semences : les moyens du contrôle des‬‬
‫‪exportations agricoles par les entreprises multinationales », p.31 .‬‬
‫‪- CHAUMONT Anne- Claire, L’objet de développement durable de l’organisation mondiale du‬‬
‫‪commerce, op cit, p. 213.‬‬
‫‪333‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حيث يتقرر للبلدان ألاعضاء حق اتخاذ تدابير من أجل حماية النباتات وصـ ـحتها بالق ـ ـدر‬
‫الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـافي وبالشكل املوازي مع التزامات البلدان ألاعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضاء طبقا ألح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكام اتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاقية الجات‬
‫‪ ،5990‬وضـ ـ ـرورة استناد ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذه التدابير إلى تدابير ومبادئ علمية كافية‪.816‬‬
‫كما يلزم الاتفاق ضمان الدول ألاعضاء عدم تمييز تدابير حماية صحة النبات بص ـ ـ ـ ـ ـ ـورة‬
‫تحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكمية أو دون مبرر بين الدول ألاعضاء التي تسود فيها أوضاع مطابقة أو مماثلة بما في ذلك‬
‫التمييز بـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أراضـ ـ ـ ـ ـ ــيها وأراض ي بلدان أعضاء أخرى‪ ،‬وال يجوز تطبي ـ ـق هذه التدابير بط ـ ـ ـ ـ ـ ـريقة‬
‫تشكل ق ـ ـ ـ ـ ـ ـيودا م ـ ـ ـ ـ ـ ـقنعة على الت ـ ـ ـجارة الدولية‪.817‬‬
‫ثانيا‪ :‬إرساء املشرع الجزائري لحماية الصحة النباتية‬
‫تم تكريس حماية قانونية للنباتات سواء ما تعلق بالحماية الخاصة بها أو بت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأثير هذه‬
‫ألاخـ ـ ـ ـ ـيرة عـ ـلى صحة إلانسان في ظل النظام الاشتراكي‪ ،‬وبالضبط بموجب القانون رقم ‪51-91‬‬
‫امل ـتعلق بحـ ـ ـ ـ ـ ـماية ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة النباتات‪ ،‬أين يمكن أن نعتمد على بعض النصوص القانونية‪،‬‬
‫والتي من خاللها يتحدد إلاطار القانوني املقرر لصحة النباتات‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من‬
‫النصوص التنظيمية‪ ،‬وتم املصادقة على اتفاقيات عديدة في هذا املجال من أجل تدعيم مجال‬
‫حماية صحة النباتات من جانب آخر‪ ،‬يجد املتعامل الاقتصادي نف ـ ـ ـ ـ ـسه أمام مجموعة من‬
‫الضوابط أثناء إجراء عمليات الاستيراد والتصدير‪ ،‬قد يتم اعتبارها قيودا ترد على مبدـ ـ ـأ حرية‬
‫املبادالت التجارية الدولية ‪.‬‬
‫‪ :1‬إلاطار القانوني للحماية القانونية للصحة النباتية‬
‫كرس املشرع الجزائري مجموعة من ألاحكام من أجل حماية صحة النباتات‪ ،‬ضمن‬
‫الباب الثاني م ـن قانون حماية الصحة تحت عنوان مراقبة الصحة النباتية‪ ،‬وكذلك ضمن‬
‫أحكام القانون رقم ‪ 30-31‬املتعلق بالبذور والشتائل‪.818‬‬

‫‪ =-816‬الفقرتين ‪ 2‬و ‪ 2‬و‪ 0‬من الاتفاق بشأن تطبيق تدابير الصحة والصحة النباتية‪ ،‬نقـ ـ ـ ـ ـ ـال عن سمير محمد عبد العزيز‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.522‬‬
‫‪- 817‬الفقرة ‪ 0‬من الاتفاق بشأن تطبيق تدابير الصحة والصحة النباتية‪ ،‬نقال عن املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.520‬‬
‫‪ - 818‬قانون رقم ‪ 30-31‬مؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ،2331‬يتعلق بالبذور والشتائل‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،55‬الصادر في ‪ 9‬فيفري ‪.2331‬‬
‫‪334‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫صدرت الحقا مجموعة من النصوص التنظيمية في نفس إلاطار‪ ،‬ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجد من ذلك ق ـ ـ ـ ـ ـرار‬
‫ديسمبر ‪ ،2333‬يمنع استيراد وإنتاج وتوزيع وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسويق واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتعمال املادة‬ ‫صادر في ‪20‬‬
‫النـ ـ ـ ـ ـ ـباتية املغيرة وراثيا‪ ،819‬و قرار مؤرخ في ‪ 50‬جويلية ‪ 2332‬يحدد قائمة من أنواع النباتات‬
‫الخاضعة للترخيص التقني املسبق لالستيراد والق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواعد الخاصة بصحة النباتات‪ ،820‬وتم‬
‫تدعيم ألامر باملصادقة على مجموعة من الاتفاقيات الثنائية ‪ ،‬آخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرها نجد اتفاق جزائري مع‬
‫بولونيا في شان حماية النباتات و الحجر الزراعي ‪.821‬‬
‫نستخلص مما سبق‪ ،‬أن املشرع الجزائري قد وضع نطاق حماية للنباتات والتعامل بها‬
‫من خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالل الاستيراد والتصدير بالشكل الذي يستجيب ملتطلبات التماش ي مع املنظومة‬
‫القانونية العاملية في مجال حماية النباتات‪.‬‬
‫‪ : 5‬تقييد حرية املبادالت التجارية الدولية حماية للصحة النباتية‬
‫عمال بقاعدة لكل مبدأ استثناء‪ ،‬يستنطق هذا الشق من الدراسة نفسه بالحديث عن‬
‫مب ـدأ ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرية الاستثمار في مجال التجارة الخارجية عن طريق الاستيراد والتصدير‪ ،‬والاستثناءات‬
‫التي ترد عليه بتقييد ن ـوع ما املبدأ من خالل مجموعة من الضوابط تتع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلق في هذا املقام‬
‫بصـ ـ ـ ـ ـحة النباتات وأحيانا تأثير هذه ألاخيرة على صحة إلانسان و ذلك ما يتعلق بالخصوص‬
‫بضرورة الحصول على رخصة لالستيراد و للتصدير‪ ،‬ال ـ ـ ـ ـ ـخضوع إلجراءات املراقبة أو حتى اشتراط‬
‫مواصفات صحية نباتية متعلق بكل نوع من النباتات‪.‬‬

‫‪- 819‬قرار صادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2333‬يمنع استيراد وإنتاج وتوزيع وتسويق واستعمال املادة النباتية املغيرة وراثيا ‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،32‬الصادر في ‪ 2‬جويلية ‪.2335‬‬
‫‪ - 820‬قرار صادر في ‪ 20‬جويلية ‪ ،2332‬يحدد قائمة أنواع النباتات الخاضعة للترخيص التقني املسبق لالستيراد والق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواعد‬
‫الخاصة ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصحة النباتات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،12‬الصادر في ‪ 51‬سبتمبر ‪.2332‬‬
‫‪ – 821‬ذلك بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 92-51‬مؤرخ في ‪ 0‬مارس ‪ ،2351‬يتضمن التصديق على مذكرة التفاهم بين حكـ ـ ـ ـ ــومة‬
‫الجم ـ ـ ـ ـ ــهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية و حكومة جمهورية بولونيا املوقـ ـ ـ ــعة بالجزائر في ‪ 23‬أفريل ‪ ،2351‬ج ‪.‬ر ‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،51‬الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادر في ‪ 9‬مارس ‪.2351‬‬
‫‪335‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ ‪-‬تقييد املبادالت التجارية الدولية بضرورة الحصول على شهادة صحية نباتية‬
‫يشترط أن تكون النباتات واملنتجات النب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتية وألاج ـ ـ ـ ـ ـ ـهزة الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـباتية املسموح‬
‫باستيرادها‪ ،‬مصحوبة ع ـ ـ ـند دخولها التراب الوطني بشهادة للصحة النباتية تسلمها املصالح‬
‫الرسمية في البلد ألاصلي‪ ،‬تشهد بأنها سـ ـليمة من ألاجسام الضارة وتستجيب للمت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطلبات‬
‫القانونية‪ ،‬ويشترط أن تكون شهادة الصحة النباتية معدة وفـ ـ ـ ـ ـق نموذج الاتفاقية الدولية‬
‫لحماية النباتات و تتحرر بثالث لغات العربية‪ ،‬الفرنسية والانجليزية ‪.822‬‬
‫تم مؤخرا اتخاذ إجراءات جديدة في إطار تسليم شهادات الصحة النباتية‪ ،‬وذلك‬
‫بت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقرير إمكـ ـ ـانية تسليمها من قبل مفتش ي الصحة على مستوى املصالح الوالئية للفالحة‬
‫باملناطق املعروفة بإنتاجها الكبير مثل عين الدفلى‪ ،‬معسكر والوادي بدال من الحصول عليها على‬
‫مستوى املفتشية املركزية بالعاصمة‪.823‬‬
‫ب‪-‬الحظر حماية للصحة البشرية من أضرار النباتات‬
‫تحسبا لألضرار التي قد تنقلها النبتات أثناء دخولها إلى التراب الوطني‪ ،‬يحظر دخول‬
‫ألاجسام الضارة أو النباتات أو منتجات نباتية أو أجهزة نباتية أو مواد أخرى ناقلة أو حتى يمكن‬
‫أن تكون ناقلة ألجسام ضارة‪.‬‬
‫ومن أجل التحقق من ذلك الش يء‪ ،‬تجبر إدارة الجمارك على مراقبة النبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتات‬
‫واملنتجات‪ ،‬املـ ـ ـ ـ ـ ـغلفات واملصندقات النباتية ووسائل النقل وجميع ألاشياء ألاخرى التي يمكن أن‬
‫‪824.‬‬ ‫تنقل أجساما ضارة‬
‫ج‪ -‬تقييد املبادالت التجارية الدولية بضرورة الحصول على رخصة نباتية‪ :‬يتعين على‬
‫مستوردو ومحترفو النباتات واملنتجات النباتية وألاجهزة النباتية أو غيرها من املـ ـواد التي يمكن أن‬
‫تنقل أجساما ضارة على امتالك رخصة للصحة النباتية لالستيراد تسلم من طرف سلطة‬

‫‪ - 822‬املادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪ ،51-91‬يتعلق بالصحة النباتية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪823‬‬
‫‪. http://www.elkhabar.com/press/article‬‬
‫‪ -824‬املواد ‪ 50‬و ‪ 51‬من القانون رقم ‪ ،51-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪336‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كما يتم إخضاع مجموعة محددة من النباتات لترخيص تقني مسبق‬ ‫الص ـ ـحة النبات‪،825‬‬
‫لالستيراد مسـ ـ ـلم من طـ ـ ـ ـرف وزير الفالحة بموجب طلب مقدم من طرف املستورد ‪.826‬‬
‫يتم إيداع طلب الترخيص لدى وزارة الفالحة والتنمية الريفية ثالثين ي ـ ـ ـوما على ألاقل‬
‫قبل التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاريخ املحدد لعملية الاستيراد ‪ ،‬على أن يتم الرد في غضون ‪ 25‬يوما ابتداء من تاريخ‬
‫إيداع امللف املقدم‪ ،‬أين ت ـ ـ ـكون مدة صالحية الترخيص ‪ 0‬أشهر ابتداء من تاريخ التوقيع عليه‪.827‬‬
‫غير أنه يالحظ عدم تحديد مصير طلب الحصول على الترخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيص التقني املسبق بعد‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـوات املدة القانونية املقررة للرد‪ ،‬فهل يعد ذلك قبول أو رفض ضمني؟‪.‬‬
‫د‪ -‬تقييد املبادالت التجارية الدولية بضرورة مراعاة مواصفات خاصة بكل نبتة‬
‫تم تحديد مجموعة من املواصفات املتعلقة بالصحة النباتية وأجزاء النباتات وأجزاء‬
‫ال ـ ـ ـنباتات الحية لألنواع املثمرة والتزيينية‪ ،828‬حيث اشترط املشرع أن تكون املادة النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـباتية‬
‫املرسلة واملوجهة للغرس صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادرة مباشرة من حقول إنتاج مصادق عليها رسميا بعد إجراء‬
‫التحاليل الضرورية واملصرح بسالمتها من الكائ ـ ـ ـ ـ ـ ـنات املضرة املحددة في امللحق ‪( 0‬أ‪ ،‬ج) ‪، 829‬‬
‫كما تم تحديد مواصفات خاصة بكل نوع من النباتات وهي املواصفات الصحية الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـباتية‬
‫الخاصة بدرنات البطاطا‪ ،830‬املواصفات الصحية النباتية الخاصة ببذور الحبوب والحبوب‬
‫الجافة والبقوليات العلفية ‪ ،831‬ومواصفات صحية نباتية خاصة مثل نخيل التزيين‪.832‬‬

‫‪ - 825‬املادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪ ،51-91‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 826‬تم وضع نموذج عن الترخيص التقني املسبق في امللحق ‪( 5‬أ‪ ،‬ب) املرفق بالق ـ ـ ـ ـ ـرار املؤرخ في ‪ 50‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويلية ‪ ،2332‬الذي‬
‫يـ ـ ـ ـ ــحدد قائم ـ ــة أنواع النباتات الخاضعة للترخيص التقني املسبق لالستيراد والقواعد الخاصة بصحة النباتات‪ ،‬تتمثل هذه‬
‫النباتات حسب املادة ‪ 2‬من ال ـ ـ ــقانون نفسه في‪ :‬أنواع أشجار الفواكه املثمرة والنباتات التزيينية باستثناء الفـ ـ ــواكه والبذور‬
‫املن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتمية إلى بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــض الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصائل منها املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــشمش واللوز‪ ،‬إلاجاص‪ ،‬التين‪ ،‬الزيتون‪ ،‬درنات الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطاطا املوج ـ ـ ـ ـ ــهة‬
‫للبذور أو الاست ـ ـ ـ ـ ـ ــهالك أو التحويل‪ ،‬شتالت الفرولة‪ ،‬بصيالت الثوم وال ـ ـ ـ ـ ـ ــبصل‪ ،‬أنواع ال ـ ـ ـ ـ ـ ــبصيالت الزهرية‪ ،‬بذور الحبوب‪،‬‬
‫بذور الحبوب الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافة أو البقوليات والبقوليات العلفية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 827‬املادة ‪ 0‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪-828‬املادة ‪ 0‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 829‬أنظر املادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ ،51-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 830‬أنظر املواد ‪ 55‬و ‪ 52‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 831‬أنظر املادة ‪ 50‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪337‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املطلب الثاني‬
‫احترام إجراءات املطابقة‬
‫تعطي إجراءات مطابقة مدروسة بشكل محكم مكانة هامة ملنتجات أي بل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬
‫سواء على املستوى الداخلي أو الدولي‪ ،‬إذ يجعل منها منتجات ذات جودة ونوعية مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتبرة ‪،‬‬
‫ترقى بها إلى املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـستوى الاقتصادي املطلوب‪ ،‬بالشكل الذي يحقق لها حصة في السوق الوطنية‬
‫ويمكنها من اقتـ ـ ـ ـ ـ ـحام ومن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـافسة ألاسواق الخارجية‪.‬‬
‫في هذا إلاطار سنتطرق للمقصود باملطابقة (الفرع ألاول)‪ ،‬وإلجراءات املطابقة الواجب‬
‫مراعاتها أثناء أثناء ممارسة املبادالت التجارية الدولية (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫املقصود بإجراء املطابقة‬


‫نتطرق في هذا الفرع لتعريف إجراء املطابقة (أوال )‪ ،‬تمييز إجراء املطابقة عن ب ـ ـعض‬
‫املف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاهيم املشابهة له (ثانيا)‪ ،‬مضمون وكيفية إلاشهاد على املطابقة (ثالثا)‪ ،‬والهيئات‬
‫املختصة بإجراء املطابقة (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف إجراء املطابقة‬
‫يتعين تصدير واستيراد السلع والبضائع وفق مواصفات قياسية مطابقة للمتطلبات‬
‫الرسمية التي تفرضها التنظيمات السارية املفعول‪ ،‬واملطبقة بموجب مجموعة من الهيئات‬
‫املؤهلة ملنح شهادة املطابقة‪.‬‬
‫يراد بإجراء املطابقة كل إلاجراءات املستخدمة بشكل مباشر أو غير مباشر لتحديد‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدى احترام الشروط ذات الصلة باللوائح الفنية واملواصفات‪ ،833‬وإثبات أن املتطلبات‬

‫=‪ - 832‬أنظر املواد ‪ 51 ،50‬و ‪ 51‬من القانون رقم ‪ ،51-91‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -833‬املادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 30-30‬مؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ ،2330‬يتعلق بالتقييس ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،05‬الصادر في ‪ 21‬جويلية‬
‫‪ ،2330‬املع ـ ـ ـدل واملتمم بموجب القانون رقم ‪ 30-51‬مؤرخ في ‪59‬جوان ‪ ،2351‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ، 01‬الصادر في ‪ 22‬جوان‬
‫‪.2351‬‬
‫‪338‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الخصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوصية املتعلقة بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنتوج أو مسار أو نظام شخص أو هيئة تم احترامها‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق أخذ عينات‪ ،‬إجراء تج ـ ـارب‪ ،‬تفتيش‪ ،‬إج ـراء التقييم‪،‬التحقـ ـ ـ ـ ـ ـيق‪ ،‬إلاش ـ ـ ـهاد على املطابقة‪،‬‬
‫إجراءات التسجيل‪ ،‬الاعتماد واملصادقة‪.834‬‬
‫يدخل كذلك في مفهوم املواصفة القياسية الخصائص التقنية للمنتوج من أوزان‬
‫وأحـ ـ ـ ـجام‪ ،‬وحدات وأوصاف محددة للعناصر املستعملة في املنتوج والتي يجب أن تظهر فوق كل‬
‫منتوج معروض لالس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتهالك والذي تم استيراده أو تصديره‪ ،‬حيث اعتنى املشرع الجزائري‬
‫بمسألة تنظيم الوسم بموجب قانون حم ـ ـ ـاية املستهلك لسنة ‪ 5999‬وكذلك في أحكام املرسوم‬
‫‪ ،‬وتطرقت املادة ‪ 3‬فقرة ‪ 4‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن القانون رقم ‪ 30-39‬املتعلق‬ ‫‪835011-93‬‬ ‫التنفيذي رقم‬
‫بحماية املستهلك ملفهوم الوسم‪ ،836‬واملادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 011-93‬املعدل‬
‫واملتمم‪.837‬‬
‫نالحظ أن املرسوم التنفيذي تطرق لبيانات الوسم بشكل واضح ودقيق وبشكل‬
‫مف ـ ـ ـ ـ ـ ـصل ‪،‬إال أن قانون حماية املستهلك كان أكثر دقة‪ ،‬حيث حدد بيانات الوسم بنوع من‬
‫التفصيل‪ ،‬كما أن املرسـ ـ ـ ـ ـوم التنفيذي بموجب تعديله قد أعطى تعريفا مختصرا باملقارنة مع‬
‫التعريف الوارد قبل التعديل وأكثر دقة‪ ،838‬مما يعطي انطباعا بعدم الاهتمام الكافي بهذا إلاجراء‬

‫‪ - 834‬راجع املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 011-31‬مؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،2331‬يتعلق باملطابقة‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،93‬الصادر‬
‫في ‪ 55‬ديس ـ ـمبر ‪.2331‬‬
‫‪-835‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 011-93‬مؤرخ في ‪ 53‬نوفمبر ‪ ،5993‬يتعلق بوسم السلع الغذائية وعرضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،13‬الصادر في ‪ 25‬نوفمبر ‪ ،5993‬معدل ومتمم بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 090-31‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2331‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،90‬الصادر في ‪ 21‬ديسمبر ‪. 2331‬‬
‫‪-836‬تنص المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،93-90‬يتعلق بحماية المســـــتهلك وقمع الغش على‪ " :‬كل الـ ـ ـ ـبيانات أو الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكتابات‬
‫أو إلاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارات أو العالمات أو املميزات أو الصور أو التماثيل أو الرموز املرت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبطة بسلعة ‪ ،‬تظهر على كل غالف أو‬
‫وثي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ قة أو الفتة أو سمة أو ملصقة أو بطاقة أو ختم أو معلقة مرفقة أو دالة على طبيعة منتوج مهما كان شكلها أو‬
‫سندها ‪ ،‬بغض الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظر عن طريقة وضعها" ‪.‬‬

‫‪ -837‬تعتبر املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 011-93‬الوسم بأنه ‪" :‬كل نص مكتوب أو مطبوع أو كل عرض بياني يظهر‬
‫على ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبطاقة الذي يرفق باملنتوج أو يوضع قرب هذا ألاخير ألجل ترقية البيع"‪.‬‬

‫‪ - 838‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 019-50‬مؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪ ،2350‬يحدد الشروط والكيفيات املتعلقة باملستهلك ‪،‬ج ‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،19‬الصادر في ‪ 59‬نوفمبر ‪ ، 2350.‬حيث تطرق بموجب نص املادة ‪ 52‬منه في القسم الثاني إلى البيانات إلالزامية ‪.‬‬
‫‪339‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املهم الذي يدخل ضمن النظام القانوني لحماية املستهلك مثلما يحدث في الدول املتقدمة حتى‬
‫الدول املجاورة ‪ ،‬فحتى التنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيق بين هذه املفاهيم وإلادماج بينها وبين الفروع القانونية‬
‫ألاخرى‪ ،‬مثل إدماجه كمفهوم في قانون الاستهالك وربطه بينه وبين قانون البيئة مثال‪.839‬‬
‫‪-‬إجراءات الوسم‪ :‬إضافة قانون الوسم املعدل واملتمم بيانات إضافية‬
‫أضاف املرسوم التنفيذي رقم ‪ 091-31‬بيانات الوسم إلالزامية لتصبح ‪ 55‬بيان إلزامي‬
‫بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدال من ‪ 1‬بيانات قبل التعديل‪ ،‬ولعل استدراك املشرع الجزائري ملجموعة البيانات بموجب‬
‫التعديل أهمية يستفيد منها املستهلك في الدرجة ألاولى وتشكل التزامات تقع على العون‬
‫الاقتصادي من جهة أخرى ‪ ،‬حيث حددت ب ـ ـ ـيانات الوسم بموجب نص املادة ‪ 1‬املرسوم‬
‫التن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفيذي رقم ‪ 840363-09‬على ‪ 6‬بيانات إلزامية‪ ،‬وتم إضافة ‪ 1‬بيانات وسم إلزامية بموجب‬
‫أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪.841 019-50‬‬

‫‪-‬و تعرف املادة ‪ 0‬فقرة ‪ 50‬من القانون نفسه الوسم بأنه‪" :‬وصف لخصائص التغذية ملادة غذائية قصد إعالم املستهلك"‪.‬‬
‫‪839‬‬
‫‪-BOY Laurence, « les programmes d’étiquetage écologique en Europe », revue internationale de‬‬
‫‪droit économique, n° 1, De Boeck, Bruxelles, 2007, p. 9.‬‬
‫‪-840‬تنص المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 323-09‬على‪ :‬الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسمية الخاصة بالبيع‪ ،‬ذكر قائمة التوابل عند‬
‫الاقتضاء‪ ،‬الكمية الصافية املعبر عنها بوحدة الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــظام الطولي‪ ،‬تاريخ الصنع املعبر عنها بعبارة صنع في‪ .....‬وألاجل‬
‫ألاقص ى لصالحية استهالكه املعبر عنه "يستهلك قبل‪"....‬وكذا شروط الحفظ‪ ،‬الاسم واسم الشركة أو العالمة املسجلة‬
‫وعنوان الشخص املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤول عن صناعة السلعة وتوظيبها أو توزيعها أو استيرادها و طريقة الاستعمال أو شروط‬
‫التناول ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخاصة عند الضرورة‪.‬‬

‫‪–841‬نشير أن املرسوم التنفيذي رقم ‪ 019-50‬مؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪ ،2350‬يحدد الش ـ ـروط والكيـ ـ ـ ـ ـ ـفيات املت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلقة‬
‫بامل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـستهلك ‪ ،‬مرج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع سابق‪ ،‬قد تطرق بموجب نص املادة ‪ 52‬منه في القسم الثاني إلى البيانات إلالزامية ‪ : .‬تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسمية‬
‫البيع‪ ،‬الكمية الصافية للمواد املعبأة مسبقا‪ ،‬اسم الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركة أو عنوانها أو العالمة املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجلة وعنوان املنتج أو‬
‫املوضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب أو املوزع واملـ ـ ـتورد إذا كانت املادة مستوردة ‪ ،‬البلد ألاصلي أو بلد املنشأ‪ ،‬تحديد حصة الصنع‪ ،‬طريقة‬
‫الاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتعمال واحتياطات الاستعمال في حالة ما إذا كان إغفاله ال يسـ ـ ـ ـ ـ ـمح باســتعمال مناسب للمادة الغذائية‪ ،‬تاريخ‬
‫الصنع أو التوض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيب أو تاريخ الصالحية الدنيا أو في حالة امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواد الغذائية السريعة التلف ميكروبيولوجيا ‪ ،‬التاريخ‬
‫ألاقص ى لالس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتهالك‪ ،‬قائمة املكونات‪ ،‬الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروط ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخاصة بالحفظ‪ ،‬بيان نسبة حجم الكحول املكتسب‬
‫للمشروبات التي تحتوي على أكثر من ‪ % 52‬من الكحول حسب الحجم‪ ،‬إذا اقتض ى الحال بيان مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالجة باألنش ـ ـطة‬
‫ألايونية أو معالجة بواسطة ألاي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــونات أو رمز إلاش ـ ــعاع العالي بقرب اسم الغذاء مباشرة‪.‬‬
‫‪340‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يستخلص مما تقدم أن املشرع وسع من نطاق البيانات إلالزامية املرتبـ ــطة بالوسم‬
‫وذل ـ ـ ـك بالتـ ـ ـطرق ألول مرة للبلد ألاصلي أو بلد املنشأ وذلك استجابة ملقتضيات املقاييس الدولية‬
‫وما تنص عل ـ ـ ـيه اتفـ ـ ـ ـ ـاقيـ ـات املنظمة العاملية للتجارة في مسألة ضرورة التطرق لبلد املنشأ وذلك‬
‫في اتفاقية قواعد املنـ ـ ـ ـ ـ ـشأ‪ ،‬كما تط ـ ـرق املشرع بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 090-31‬في‬
‫الفقرات من ‪ 9‬إلى الفقرة ‪ 55‬إليها ألول مرة ‪ ،‬وذلك في إطار التكيف مع املستجدات العاملية في‬
‫مجال الوسم وما تقض ي به املدونة الوطنية للمدونة الغذائية بحي ـ ـ ـ ـ ـث أن إنشاء اللجنة‬
‫يستجيب في عملها مع تكريس قواعد تتفق على املستوى الدولي في مجال امل ـ ـ ـ ـ ـعايير الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذائية‬
‫الغذائية‪842.‬‬ ‫املنصوص عليها في املدونة‬
‫كما يتوجب تحرير البيانات باللغة العربية واختياريا بلغة أو بلغات أخرى سهلة‬
‫الاستيعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاب وتكون مرئية وواضحة‪.843‬‬
‫صدرت تعليمة وزارية في مسألة الالتزام املتعلق بضرورة وسم السلع باللغة العربية‪ ،‬تلزم‬
‫املست ـ ـوردين ضرورة أن يرد الوسم باللغة العربية كشرط لدخول املنتجات املراد بيعها على‬
‫ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالتها إلى إلاقليم الج ـ ـ ـ ـ ـزائري وتسويقها محليا‪ ،‬وذلك عمال باألحكام الواردة في املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪. 019 -50‬‬
‫‪-‬الاستثناءات التي ترد على التقيد ببعض بيانات الوسم‬
‫استثناء عن املبدأ الذي يقض ي بضرورة التزام املنتج بكل بيانات الوسم والتي سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبق‬
‫التـ ـ ـ ـطرق إليها آنفا‪ ،‬وردت بعض الاستثناءات على بعض البيانات من بينها عدم اشتراط ذكر‬
‫تاريخ الصالحية الدنيا وال ـ ـتاريخ ألاقص ى لالستهالك ‪.844‬‬

‫‪-842‬وذلك بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 11-31‬مؤرخ في ‪ 03‬جانفي ‪ ،2331‬يتضمن إنشاء اللجنة الوطنية للمدونة الغذائية‬
‫وت ـ ـ ـحديد مهامها ونتظيمها‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،53‬الصادر في ‪ 1‬فيفري ‪.2331‬‬
‫‪-843‬املادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 011-93‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-844‬الفواكه والخضر الطازجة التي لم تقشر وتقطع أو تت ـ ـ ـعرض ملع ـ ــالجات أخـ ـ ـ ـرى مم ـ ـ ـ ــاثلة‪ ،‬الخ ـ ــمور واملشروبات الكح ـ ـ ـ ـ ـولية‬
‫والخمور املزبدة والخمور املعطرة وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواد مماثلة محصل عليها من فواكه أخرى غ ــير العنب واملشروبات املصنعة من‬
‫الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنب أو عصير العني‪ ،‬املشـ ـ ـ ـ ــروبات املحتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوية على نسبة ‪/ 53‬أو أكـ ـ ـ ـ ـ ــثر من الكحول في حجمها‪ ،‬منتوجات املخابز‬
‫والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحلويات التي تستهلك عادة بحكم طبيعتها في حدود ‪.....‬من تاريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخ تحضيرها‪ ،‬الخل‪ ،‬امللح ذو النوعية الغذائية‪،‬‬
‫‪341‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا ‪ :‬تمييز إجراء املطابقة عن بعض املفاهيم املشابهة له‬

‫باعتبار أن إجراء املطابقة مفهوم قد يقترب مع بعض املفاهيم املشابهة له‪ ،‬مما قد يؤدي‬
‫إلى الخلط بيم مجموع هذه املفاهيم‪ ،‬لذلك يتعين التمييز بين كل من املطابقة والجودة‪ ،‬وبينه‬
‫وبين التقييس‪.‬‬
‫‪-1‬تمييز إجراء املطابقة عن الجودة‬
‫يراد باملطابقة استجابة كل منتوج موضوع الاستهالك للشروط املتضمنة لللوائح الفنية‬
‫واملتطلبات الصحية والبيئية والسالمة وألامن الخاص به‪ ،‬في حين يراد بالجودة تلك الع ـملية‬
‫الدي ـ ـناميكية املرتبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطة بالبضائع والخدمات والعمليات وألاشخاص القائمين عليها وبيئات‬
‫عملها وتسعى إلى أن تتطابق مع توقـ ـ ـ ـ ـعات عناصرها أو أن تتجاوزها‪.845‬‬
‫نالحظ أن الجودة أو النوعية تشملها املطابقة‪ ،‬أي نقول عن منتوج أنه ذو جودة عالية‬
‫حينما يستجيب ملجموعة من اللوائح الفنية واملواصفات الخاصة به‪.‬‬
‫‪ -5‬تمييز إجراء املطابقة عن التقييس‬
‫يراد بإجراء املطابقة لغة انسجام وتش ـ ـ ـ ـ ـ ـابه تام في التفاصيل وتوافق بين ج ـ ـ ـ ـ ـزءان‬
‫مترابطان‪ ،‬وقانونا يراد به كل إلاجراءات املستخدمة بشكل مباشر أو غير مباشر لتحديد مدى‬
‫احترام الشروط ذات الصلة باللوائ ـ ـ ـ ـح الفنية واملواصفات‪ ،‬ويمكن تعريف التقييس بالنشاط‬
‫الخاص املتعلق بوضع أحكام ذات استـع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمال مشـ ـ ـ ـ ـترك ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتكرر في مواجهة مشاكل‬
‫حقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقية أو محتملة‪ ،‬يكون الغرض منها تحقيق الدرجة امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثلى من التنـ ـ ـ ـ ـظيم في إطار‬
‫معين‪ ،‬وبالتالي التقييس وسيلة أو معيار للحديث عن املطابقة ‪.‬‬

‫=السكر من النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع الصلب‪ ،‬املنتوجات الس ـ ـ ـ ـ ــكرية املركبة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكر املع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطر أو الليمون‪ ،‬علك املضغ‬
‫ومنتوجات مماثلة للمضغ‪ ،‬راجع أحكام املادة ‪ 55‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 011-93‬املعدل واملتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 845‬حمود خضير كاظم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪-‬يعرف قاموس أكسفورد إلانجليزي الجودة بمسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتوى شيئ مقارنة بأشياء أخرى من نفـ ـ ـ ـ ــس النوع وهي درجة امتياز‬
‫ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيئ ما‪ ،‬ويعرفها قاموس ألاعمال التجارية ويخص نوع الجودة املرتبطة بالتصنيع‪ ،‬بأنها مقياس لالمتياز أو حال الخلو من‬
‫العيوب والنواقص والاختالفات املهمة والناتجة عن الالتزام الصارم واملستدام ‪ ،‬نقال عن‪:‬‬
‫‪Conférence des nations unies sur le commerce et le développement, (module de formation concernant‬‬
‫‪l’accord sanitaire et phytosanitaire), op cit, p. 7.‬‬
‫‪342‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثالثا‪ :‬مضمون وكيفية إلاشهاد على املطابقة‬

‫نتطرق تبعا لكل من مضمون إلاشهاد على املطابقة وكيفية إلاشهاد عليها‪.‬‬
‫‪-1‬مضمون إلاشهاد على املطابقة‬
‫إلاشهاد على املطابقة يكون إما إشهاد على املطابقة متعلق باألشخاص وذلك في م ـ ـ ـسألة‬
‫التقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيم والاعتراف العلني بالكفاءة التقنية لشخص في أدائه لعمل محدد‪ ،‬أو إشهاد على‬
‫املطابقة مت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق بمن ـ ـ ـ ـ ـتوج وذلك باإلثبات مطابقة املنتوج لصفات دقيقة أو لقواعد محددة‬
‫سابقة وخاضعة ملـ ـ ـ ـ ـ ـراقبة ص ـ ـ ـارمة‪ ،‬وكذلك إشهاد على املطابقة متعلق بالنظام والذي يضم‬
‫تسيير الجودة‪ ،‬تس ـ ـيير البيئة والسالمة الغذائية‪ ،‬وتسي ـ ـ ـ ـير الصحة والسالمة في الوسط املنهي‪.846‬‬
‫‪ -5‬كيفية إلاشهاد على املطابقة‪ :‬يتم إلاشهاد على املطابقة عن طريق تسليم وثائق‬
‫إثبات املطابقة للمواص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفات واللوائح الفن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية املالئمة أو رخص حق استعمال عالمات‬
‫املطابقة من طرف الهيئات املختصة بإجراء املطابقة ‪.847‬‬
‫بينما املنتوجات املوجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهة لالس ـ ـ ـ ـ ـ ـتهالك والاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعمال التي تمس السالمة لصـ ـ ـ ـحية‬
‫والبيئة‪ ،‬فتخضع إلشهاد إجباري على مطابقة املنتجات‪.848‬‬
‫يتوجب أن تحمل املنتجات املستوردة عالمة أو شهادة املطابقة‪ ،849‬املطابقة إلاجبارية‬
‫والتي تس ـلم من طرف الهيئات املؤهلة لبلد املنشأ واملعترف بها من طرف املعهد الجزائري‬
‫للتقييس‪ ،‬ويمن ـ ـع دخول امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنتجات التي ال تحمل عالمة املطابقة إلاجبارية وتسويقها داخل‬
‫التراب الوطني‪.850‬‬

‫‪ –846‬بودهان موس ى‪ ،‬النظام القانوني للتقييس ( نصوص تشريعية وأخرى تنظيمية)‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2355 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -847‬املادة ‪ 55‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،011-31‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -848‬املادة ‪ 50‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪-849‬يجب الحصول على شهادة املطابقة قبل عرض املنتوج لالستهالك بعد تنفيذ التزامات التخليص الجمركي‪ ،‬وذلك وفـ ـ ـ ـ ـ ـق‬
‫ما يقـ ـ ـ ـ ـض ي به أح ـ ـ ـ ـ ـكام القرار الوزاري املشترك مؤرخ في ‪ 0‬مارس ‪ ،5991‬يحدد قائمة املنـ ـ ـ ـ ـ ـتوجات املستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوردة الخاضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعة‬
‫ملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراق ـ ـ ـ ـبة املطـ ـ ـ ـ ـابقـ ـ ـة والنوعية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 0‬مارس ‪.5991‬‬
‫‪- 850‬املادة ‪ 51‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪343‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫رابعا‪ :‬الهيئات املختصة بإجراء املطابقة‬


‫تتمثل الهيئات املختصة بإجراء املطابقة في ما يلي‪:‬‬
‫يتمثل نشاطها في خدمات الاختبار‪ ،‬التجربة والقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـياس‪ ،‬املعايرة وأخـ ـ ـ ـذ‬ ‫‪-1‬املخابر‪:‬‬
‫والتحليل التي تسمح بالتحقق من املطابقة مع‬ ‫ع ـ ـ ـ ـ ـينات‪ ،‬إج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء فحوصات‪ ،‬التحقق‬
‫املواصفات واللوائح الفنية‪.851‬‬
‫تقوم هيئات التقييس بإجراء املطابقة عن ط ـ ـ ـ ـ ـ ـريق فح ـ ـ ـ ـ ـص‬ ‫‪-5‬هيئات التقييس‪:‬‬
‫تص ـ ـ ـ ـ ـ ـميم‪ ،‬منتوج أو مسار أو منشأة ‪ ،‬أو تحديد مطابقتها ملتطلبات خصوصية‪ ،‬أو على أساس‬
‫حكم احترافي ملتطلبات عامة‪.852‬‬
‫‪-3‬هيئات إلاشهاد على املطابقة‪ :‬تتولى الهيئة عموما القيام بإصدار ضمان مكتـ ـ ـوب‬
‫ملط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابقة مواصفة أو الئحة فنية‪ ،‬أو مرجع مؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس على نتائج التحليل أو التجربة في‬
‫املخ ـ ـ ـ ـ ـ ـبر أو على تقرير دقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيق‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫إجراءات املطابقة أثناء الاستيراد و التصدير‬
‫نتطرق تبعا إلجراءات املطابقة التي يجب الاعتداد بها أثناء الاستيراد (أوال)‪ ،‬ثم أثناء‬
‫التصـ ـ ـ ـدير ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إجراءات املطابقة أثناء الاستيراد‬
‫أوجب القانون الجزائري على املستورد توضيح مواصف ـ ـات املنتوج في دفتر الشـ ـ ـ ـروط‬
‫وفي ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطلبية والقيام بإجراءات تحاليل الجودة ومراقبة امل ـ ـطابقة ‪ ،‬وإثبات لألع ـ ـ ـ ـ ـ ـوان‬
‫املكلف ـ ـ ـ ـ ـ ـين بمـ ـ ـ ـ ـراقبة النوعية وق ـ ـ ـمع الغش‪ ،‬أن املادة املستوردة تطابق املقاييس املعتمدة‬
‫واملواصف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات القانونية والتنظيمية‪ ،‬وأن يست ـ ـ ـ ـ ـجيب املنتوج للرغبات املشروعة لالستهالك‬

‫‪- 851‬املادة ‪ 2‬من أح ـ ـ ـ ـ ـكام القرار الوزاري املشترك مؤرخ في ‪ 0‬مارس ‪ ،5991‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 852‬املادة ‪ 1‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪344‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خاصة ما يتعلق بطبيعته وصنفه ومنشئه ومميزاته ألاساسية وتركيب ـ ـ ـه ونسبة املقومات الالزمة‬
‫له‪ ،‬هويته وكمياته‪.853‬‬
‫تخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضع املنت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجات املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوردة ملراقبة املط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابقة على مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوى املراكز‬
‫الح ـ ـ ـدودي ـ ـ ـ ـ ـ ـة‪ ،‬البرية‪ ،‬الب ـ ـ ـ ـ ـحرية والجوية‪ ،‬وهذا من طرف املفتشيات الحدودية التابعة لإلدارة‬
‫املكلفة بحماية املستهلك وقمع الغش‪ ،854‬وتتم عملية املراقبة قبل جمركة املنتوجات‬
‫املستوردة وذلك على أساس ملف يقدمه املستورد أو ممثله امل ـ ـؤهل قانونا إلى املفتشية‬
‫الحدودية‪ ،‬ونجد عدة طرق ملراقبة مطابقة املنتوجات‪ ،‬وتتمثل في كل مـ ـ ـ ـ ـن فح ـ ـ ـ ـ ـ ـص‬
‫الوثائق املكونة للملف محل املراقبة ‪ ،855‬املراقبة بالعين املجردة للمنتوج‪.856‬‬
‫نالحظ أن املشرع أدرج أحكام جديدة في أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 011-31‬وذلك بان‬
‫أدرج فيه أحكام جديدة تتعلق بتوسيع عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليات مراقبة مطابقة كل املنتوجات‬
‫املس ـ ـ ـ ـ ـتوردة‪ ،‬وذلك بأن خ ـ ـ ـ ـ ـص مراق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبة املنتوجات املست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوردة عبر الح ـ ـ ـ ـدود بثالث‬
‫آليات‪ ،‬وتتمثل في كل من عدم منح رخصة دخول املنتوج إال بعد استكمال إجراءات الفحص‬
‫أو في حال ع ـ ـدم وجود أي ض ـ ـ ـ ـ ـرورة للجوء إليها وذلك بفحص الوثائق‪ ،‬وطريقة أو‪/‬و املراقبة‬

‫‪ - 853‬املادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ ،30-39‬يتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 854‬املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 011-31‬مؤرخ في ‪ 53‬ديسمبر ‪ ،2331‬يحدد شروط مراقبة مطابقة املنتوجات‬
‫املستوردة عبر الحـ ـ ـ ـدود وكيفيات ذلك ‪،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،93‬الصادر في ‪ 55‬ديسمبر ‪.2331‬‬
‫‪ -855‬إذ يشمل امللف عدة وثائق تتمثل أساسا في وثيقة التصريح باستيراد منتوج‪ ،‬نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخة طبق ألاصل مص ـ ـادق عليها م ـ ـ ـ ـ ـ ـن‬
‫مستخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرج السجل التجاري‪ ،‬نسخة طبق ألاصل مصادق عليها للفاتورة‪ ،‬نسخة أص ـ ـ ـلية لكل وثيقة أخرى تطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالب بها‬
‫املفتشية الحدودية تتعلق بمطابقة املنتوجات املستوردة ‪ ،‬وذلك وفق ما تم تحديده بموجب نص املادة ‪ 0‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪ -856‬تتم طريقة مراقبة املنتوجات املستوردة بالعين املجردة من خالل التأكد من مـ ـ ـ ـ ـطابقة املنتوج إلى شروط است ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعماله‬
‫أو تخزينه‪ ،‬التأكد من مطابقة املنتوج للبيانات املتعلقة بالوسم‪ ،‬ال ـ ـ ـ ـ ـ ـتأكد من عدم وجود أي تلف أو تل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوث محتمل‬
‫للمنتوج‪ ،‬راجع نص املادة ‪ 1‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪-‬أما عن كيفية اقتطاع عينات فيتم على أساس نتائج فحص الوثائق أو الرقابة بالعين املجردة املنجزة ‪ ،‬املنشأ والطـ ـ ـ ـ ـبيعة‬
‫والن ـ ـ ـ ـوع ‪ ،‬الغـ ـ ـ ـ ـ ـرض ومستوى الخطر الذي يشكله املنتوج‪ ،‬السوابق املتعلقة باملنتوج وباملستورد‪ ،‬و كذلك موثوقية عملية‬
‫التفتيش املنجزة على مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـستوى البلد املصدر وأماكن املناولة ‪ ،‬وألاولويات التي تحددها إلادارة املكلفة بحماية املستـ ـ ـ ـ ـ ـهلك‬
‫وقمع الغش‪ ،‬وذلك وفق نص املادة ‪ 9‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪345‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بالعين املجردة والتي يمكن أن تسـ ـ ـ ـ ـ ـتكمل باقتطاع عينات‪ ،‬نجد كذلك طريقة رقابة مطابقة‬
‫املنتوجات املستوردة بالعين املجردة باقتطاع عينات‪.857‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات املطابقة أثناء التصدير‬
‫يتضمن إجراء مراعاة مطابقة املنتوجات أثناء التص ـ ـ ـ ـ ـدير أساسا ض ـ ـ ـ ـرورة حيازة املص ـ ـ ـدر‬
‫ل ـ ـ ـشهادة التفتيش‪ ،‬واحترام شروط إعدادها‪.‬‬
‫‪-1‬حيازة شهادة التفتيش‪ :‬نتطرق تبعا ملضمون شهادة التفتيش و شروط تحريرها‪.‬‬
‫أ‪-‬مضمون شهادة التفتيش‪ :‬يتعين على املصدر أن يحوز على شهادة التف ـ ـتيش وقت‬
‫خـ ـ ـ ـ ـروج املواد املعدة للتصدير من التراب الوطني‪ ،‬على أساس أن الشهادة تثبت مطابقة وجود‬
‫املنتوجات‪858.‬‬

‫تعفى املواد الفالحية‪ ،‬الزراعية‪ ،‬الغذائية من شهادة التفت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيش عندما تحظى بع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالمة‬
‫الجودة أو التس ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية ألاصلية التي تسلما هيئة مؤهلة لهذا الغرض‪ ،‬بينما املوارد الصناعية‬
‫فتحل العالمة أو شهادة امل ـ ـ ـ ـطابقة التي تعدها هيئة مؤهلة لهذا الغرض محل شهادة‬
‫التفتيش‪.859‬‬
‫ب ‪-‬شروط تحرير شهادة التفتيش‪ :‬يتم تحرير شهادة الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفتيش بالرجوع إلى‬
‫املقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاييس أو املواصفات املقررة في الشروط الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعاقدية‪ ،‬التنظيم القانوني للب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلد‬
‫املستورد‪ ،‬املقاييس واملواصفات املتوفرة على الصعيد الدولي‪ ،‬املقاييس واملواصفات املصادق‬
‫عليها في املخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطط الوطني‪ ،‬وكذلك املقاييس واملواصفات املعم ـ ـ ـول بها في مؤسسة املصدر‪.860‬‬

‫‪ - 857‬طريقة رقابة مطابقة املنتوجات املستوردة بالعين املجردة باقتطاع عينات‪:‬تتم بالنقل الفوري أو بطريقة تحول دون‬
‫أي تلف للمنتوج إلى مخبر مراقبة الجودة وقمع الغش‪ ،‬أو أي مخبر معتمد لغرض إجراء التحاليل‪ ،‬الاخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتبارات أو‬
‫التـ ـ ـ ـجارب عليها‪ ،‬املادة ‪ 52‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 011-31‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪ - 858‬بودهان موس ى‪ ،‬النظام القانوني للتقييس ( نصوص تشريعية وأخرى تنظيمية)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ - 859‬بركات كريمة‪ ،‬حماية أمن املستهلك في ظل اقتصاد السوق( دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.513‬‬
‫‪ - 860‬ومن ألاحكام الدولية التقييسية نجد مثال اتفاقية إنشاء املنظمة العربية للمواصفات واملقاييس بجامعة الـ ـدول العربية‬
‫املوقعة بتاريـ ـ ـ ـخ ‪ 52‬ديسمبر ‪ ،5911‬اتفاقية الشراكة الجزائرية مع املجموعة ألاوربية‪ ،‬اتفاقية إنشاء املنظمة العربية للتنمية‬
‫‪346‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-5‬اشتراط شهادة املطابقة بنمط جديد‬


‫يتعين على املتعاملين الاقتصاديين الناشطين في قطاع استيراد املـ ـ ـ ـ ـ ـواد ألاول ـ ـية‬
‫واملن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجات والبضائع املوجهة إلعادة البيع على حالتها ابتداء من سنة ‪ ،2350‬العمل بشـ ـ ـ ـ ـ ـهادة‬
‫تثب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت احترامهم لج ـودة املنتجات وشروط التخزين والنقل‪ . 861‬وتعد الشهادة وثيقة إدارية يتم‬
‫الحصول عليها من طرف املديريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات إلاقليمية املتخصصة‪ ،‬وهو بمثابة ترخيص للسماح‬
‫باستيراد املنتجات املذكورة في املرسوم‪ ،‬بش ـ ـ ـرط احترام الشروط املفروضة ملمارسة نشاطه‬
‫وذلك في املجاالت الثالثة املع ـ ـنية بهذا إلاجراء واملتمث ـ ـ ـ ـ ـ ـلة في منـ ـ ـ ـ ـ ـشآت التخزين‪ ،‬التوزيع‪ ،‬وسائل‬
‫النقل ومراقبة املنتجات‪.‬‬
‫نشير أن هذا إلاجراء دخل حيز النفاذ بعد سنة من صدور املرسوم التنفيذي لسنة‬
‫‪.8622350‬‬
‫املطلب الثالث‬
‫احترام إجراءات التقييس‬
‫في ظل انفتاح السوق الدولية وزيادة حجم املبادالت التجارية واستخدام العديد‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن الـ ـ ـ ـ ـدول تكنولوجيا حديثة بمواصفات ووحدات تقييس موحدة‪ ،‬ونتيجة لذلك يبرز‬
‫الاهتمام بمفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهوم التقييس وتنظيمه وتبني نظام وطني موحد في شأنه‪ ،‬خاص ـ ـ ـ ـة وأنه‬
‫بسبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب التنويع والدقة املعت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمدة في ال ـ ـ ـ ـتجارة الخارجية‪ ،‬تجد الدولة نفسها في مواجهة‬

‫= الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناعية املوقعة ب ـ ـ ـ ـتاريخ ‪ 50‬م ـ ـ ـ ـاي ‪ ،5919‬الاتفاقية الدولية املتضمنة حماية حقوق امللكية الصناعية املوقعة في فرنسا‬
‫في ‪ 23‬مارس ‪ 5990‬والتي انضمت إليها الجزائر سنة ‪ 5911‬بموجب ألامر رقم ‪ 09-11‬مؤرخ في ‪ 21‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيفري ‪ 5911‬املـ ـ ـ ـ ـ ـعدل‬
‫واملتمم‪ ،‬أن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــظر بودهان موس ى‪ ،‬النظام القان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوني للتقييس ( نص ـ ـ ـ ـ ـوص تشريعية وأخرى تنظيمية)‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‬
‫‪.591‬‬
‫‪- 861‬حيث تم تعديل أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 505-50‬مؤرخ في ‪ 53‬أفريل ‪ ،2350‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،25‬الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادر في ‪20‬‬
‫أفريل ‪ ،2350‬يع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدل ويتمم املرسوم التنفيذي رقم ‪ 019-31‬مؤرخ في ‪ 03‬نوفمبر ‪ ،2331‬الذي يحدد كيفيات مم ـ ـ ـ ـ ـارسة‬
‫نشاط استيراد املواد ألاولية واملنتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجات والبضائع املوجهة إلعادة البيع على حالتها‪،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،19‬الصادر في ‪30‬‬
‫ديسمبر ‪.2331‬‬
‫‪ -862‬وذلك ما ورد في أحكام نص املادة ‪ 0‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،505-50‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪347‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫سلسلة من املواصفات من أنظمة مختلفة للتقييس والرضوخ غالبا الختيارات الشريك التجاري‬
‫وتصبح ملحقا ألنظمة التقييس ألاجنبية املرتبطة بها على املست ـ ـ ـ ـ ـ ـوى الاقتصادي والتكنولوجي‪.‬‬
‫مما يلحق أضرارا باالقتصاد الوطني بحكم مركز الانت ـ ـظار والض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعف الذي ست ـ ـ ـ ـ ـجد‬
‫املؤس ـ ـ ـ ـ ـسات نفسها‪ ،‬إذ التوفر على أداة تنافسية كنظام وطني للتقي ـ ـيس‪ ،‬يمكن الدولة‬
‫ومؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـساتها من الدخول دون شروط في ألاسواق الخارجية ‪.‬‬
‫وأمام هذه الاعتبارات يعد التقييس أسلوب تقني حتمي وضروري لدفع عجلة التطور‬
‫الاقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتصادي (الفرع ألاول)‪ ،‬يتعين من أجل إعماله احترام مجموعة من املواصفات أثناء‬
‫نشاطي الاستيراد والتصدير (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬
‫التقييس أسلوب تقني اقتصادي ضروري‬
‫يعد نظام تقييس من بين العوامل التي يقـ ـ ـ ـ ـاس بها درجة تقدم الدول‪ ،‬ويستند إلى‬
‫وح ـ ـ ـ ـ ـدات ق ـ ـ ـ ـياس وأساليب تقنية موحدة‪ ،‬يجدر الت ـ ـ ـطرق للم ـ ـقصود بالتق ـ ـييس (أوال)‪ ،‬والهيئات‬
‫املكلفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة بإجرائه (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املقصود بالتقييس‬
‫كل إلاجراءات املستخدمة بشكل مباشر أو غير مباشر لتحديد‬ ‫املطابقة‪863‬‬ ‫يراد بإجراء‬
‫بالتقييس‪864‬‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـدى احترام الشروط ذات الصلة باللوائح الفنية واملواصفات‪ ،‬بينما يقصد‬
‫النشاط الخاص املت ـ ـ ـعلق بوضع أحكام ذات استعمال مش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـترك ومتكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرر في مواجهة‬

‫‪ -863‬املادة ‪ 5/2‬من القانون رقم ‪ 30-51‬مؤرخ في ‪59‬جوان ‪ ،2351‬يعدل ويتم ـ ـ ـ ـ ـ ـم الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ 30-30‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪20‬‬
‫جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوان ‪ ،2330‬واملتع ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـق بالتقييس‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 22‬جوان ‪.2351‬‬
‫‪-864‬لم يدقق املشرع الجزائري في املواصفة القياسية املرتبطة باالستيراد أو التصدير‪ ،‬وال نجد أي إشارة إلى هذه املسألة وذلك‬
‫في كل الن ـصـ ـ ـ ـوص التنظيمية املرتبطة سواء بالتقييس أو املطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابقة‪ ،‬وتم تنظيم هذه املسألة بموجب نصوص قانونية دولية‬
‫‪ ،‬ونـ ـ ـ ـجد من ذلك اتفاقية ألاورج ـ ـواي للصحة والصحة النباتية التي تشجع البلدان وتحثهم على اعتماد متطلبات قياسية‬
‫دولية مـ ـ ـ ــثل تل ـ ــك التي وض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعتها لج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنة ال ـ ـ ـ ـ ـ ــدس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتور الغذائي‪ ،‬املنظمة العاملية لصحة الحيوان والاتفاقية الدولية لوقاية‬
‫النباتات‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪-Conférence des nations unies sur le commerce et le développement, (module de formation‬‬
‫‪concernant l’accord sanitaire et phytosanitaire),, op cit, p. 49.‬‬
‫‪348‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مش ـ ـ ـ ـ ـاكل حقيقية أو محتملة‪ ،‬يكون الغرض منها تحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقـ ـيق الدرجة املثلى من التنظيم في إطار‬
‫معين‪ ،‬ويقدم وثائق مرجعية تحتوي على حلول ملشاكل تقنية وتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجاريـ ـة تخص املنتوجات‬
‫والسلع والخدمات التي تطرح بصفة متكررة في العالقات بين ال ـ ـ ـشركاء الاقتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادييـ ـن‪.865‬‬
‫يتم الرجوع إلى أحكام اتفاقية ‪ ،SPS‬من أجل املوازنة بين مبدأ تحرير املبادالت التجارية‬
‫الدولية‪ ،‬وإعمال مقاييس مرتبطة بحماية صحة وأمن املستهلك الغذائي‪ ،‬وذلك كمبادئ توص ي‬
‫عليها املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬وتشدد على احترامها من طرف الدول ألاعضاء أو الدول الراغبة في‬
‫الانضمام إليها‪.866‬‬
‫ثانيا‪ :‬الهيئات املكلفة بالتقييس‬
‫رغبة املشرع الجزائري ضمان خدمات ومنتجات تحقق احتياجات املستهلك تكون ذات‬
‫جودة ونوعية عالية ‪ ،867‬وضمان تطوير أداء املؤسسات الجزائرية ونوعية منتجاتها‪ ،‬كرس‬
‫مجموعة من الهيئات تت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمثل في التالي‪:‬‬
‫‪-1‬املجلس الوطني للتقييس‪ :‬يعد املجلس جهاز استشاري في مجال التقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـييس‪ ،‬مكلـ ـف‬
‫أسـ ـ ـ ـ ـ ـاسا باقتراح عناصر السياسة الوطنية للتقييس وكذا الاستراتيجيات والتدابير الكفيلة‬
‫بتطوير النظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام الوط ـني للتقييس وترقيته‪ ،‬إبداء الرأي في مشاريع الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبرامج الوطـ ـ ـ ـنية‬

‫‪ - 865‬التعامل باملواصفات يشكل حاليا اللغة الفنية املتفق عليها للتبادل والتفاهم على املـ ـ ـ ـ ـستوى الدولي ‪،‬وتظهر املواصـ ـ ـ ـ ـفات‬
‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلى شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكل اتفاق ـ ـيات موثقة‪ ،‬وقد جاء تعريفها متضمنا لهذا املعنى في دليل إلايزو ‪ 99‬املعت ـ ـ ـ ـمد دوليا بأن املواصفة عبارة‬
‫عن وثـ ـ ـ ـيقة معدة باالتفاق ومصادق علـ ـ ـيها من جهات معتمدة‪ ،‬والتي تقدم لالستعمال املشترك واملتكرر قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوانين وخطوط‬
‫إرشادية أو خاصيات متعلقة بالنشاطات أو نتائجها‪ ،‬ونجد ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدة أنواع من املواصفات مثل تلك الخاصة بمنتوج معين‬
‫وأخرى خاصة بأسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاليب التجريب والتحليل‪...‬الخ ‪ ،‬أن ـ ـ ـ ـ ـ ـظر بركات كريمة‪ ،‬ح ـ ـ ـ ـ ـ ـماية أم ـ ـ ـ ـن املستهلك في ظل اقتصاد‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسوق‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.512‬‬
‫‪866‬‬
‫‪-NGO Mai-anh, « La conciliation entre les impératifs de sécurité alimentaire et la liberté du‬‬
‫‪commerce et d’industrie », revue international de droit économique, n° 1, De Boeck, Bruxelles, 2007,‬‬
‫‪p. 400.‬‬
‫‪-867‬نجد كذلك تنظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيمات دولية تتكفل بوضع املوصفات القياسية لألغذية من أجل حماية املستهلك على املسـ ـ ـ ـتوى‬
‫الدولي‪ ،‬ومن أهمها نجد هيـ ـ ـ ـئة دستور ألاغذية‪ ،‬اللجنة الاقتصادية ألاوربية التابعة لألمم املتحدة‪ ،‬املنظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة الدولية‬
‫للتقييس‪ ،‬املنظمة الدولية لألوزان واملقاسات‪ ،‬الاتح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد الدولي للقياس‪ ،‬اللجنة الدولية للمواصـ ـ ـ ـ ـفات امليكروبيوول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجية‬
‫لألغذية‪ ،‬عن نوي هناء‪ " ،‬دور املواصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفات الق ـ ـ ـ ـياسية في ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن وجودة املواد الغذائية‪-‬دراسة في املواصفات‬
‫التنظيمية الجزائرية‪ ،-‬مجلة الفكر‪ ،‬عدد ‪ ،50‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص ‪011.‬‬
‫‪349‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫للتقيي ـ ـ ـ ـ ـ ـس املعروض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة عليه عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن طري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق دراستها‪ ،‬متابعة البرامج الوطنية للتقييس وتقييم‬
‫تطبيقها‪.868‬‬
‫‪-5‬املعهد الجزائري للتقييس ‪ :‬تم إنشاء املعهد كهيئة عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـومية ذات طابع صناعي‬
‫وتجاري‪ ،869‬ويع ـ ـمل تحت إشراف الوزير املكلف بالتقييس‪ ،870‬بعدما كان يعمل تحت إشراف‬
‫وزارة الصناعة واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة وترقية الاستثمار في ظل أحكام املرسوم‬
‫التنفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذي رقم ‪ ،19-99‬ويعد أول هي ـ ـ ـ ـ ـ ـئة تصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنيف جزائرية‪ ،‬حيث كانت مهمتها تنحصر في‬
‫التصديق على املنتجات‪ ،‬تمكن مؤخرا من استكمال عم ـ ـ ـلية التصديق على أنظمة تسيير‬
‫النوعية‪ ،‬وهي عملية تسمح للمعهد باالنضمام إلى نادي املؤسسات الدولية للت ـ ـ ـ ـ ـ ـصديق على‬
‫أنظمة تسيير النوعية ‪.‬‬
‫كما يسعى املعهد إلى تطبيق أحكام قانون املالية التكميلي لعام ‪ 2339‬في مجال فرض‬
‫شهادة املطابقة بالنسبة للمنتجات التي تدخل إلى الجزائر‪ ،871‬باإلضافة إلى التصديق على‬
‫منتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجات الخدمات مث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل مجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال الفندقة واملطاعم‪.872‬‬
‫‪-3‬اللجان التقنية الوطنية للتقييس‪ :‬اللجان التقنية الوطنية للتقييس و التي كانت‬
‫تسمى باللجان التقنية الوطنية في ظل أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،010-31‬تمارس مهامها‬

‫‪ – 868‬املادة ‪ 0‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 010-31‬مؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،2331‬يتعلق بتن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظيم التقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيس و سيره‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،93‬الص ـ ـ ـ ـ ـادر في ‪ 55‬ديسمبر ‪ ،2331‬معدل ومتمم بموجب املرسوم التنفـ ـ ـيذي رقم ‪ ،020-51‬مؤرخ في ‪ 50‬ديسمبر ‪،2351‬‬
‫ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 51‬ديسمبر ‪.2351‬‬
‫‪ - 869‬ذلك بمقتض ى أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-99‬مؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ ،5999‬يتضمن إنشاء املعهد الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائري‬
‫للتقييس و يحدد قان ـ ـ ـ ـ ـ ـونه ألاساس ي ‪،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،55‬الصادر في ‪ 5‬مارس ‪ ،5999‬معدل و متمم بـ ـ ـ ـ ـموجب املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 23-55‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 21‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفي ‪ ،2355‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،1‬الصادر في ‪ 1‬مارس ‪.2355‬‬
‫‪ - 870‬املادة ‪ 1‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 871‬ذلك بموجب نص املادة ‪ 01‬من ألامر رقم ‪ ،35-39‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2339‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 872‬يعد املعهد الوحيد من نوعه على املستوى الوطني‪ ،‬بينما باقي املكاتب التي تنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشط في هذا الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمجال وطنيا هي مكاتب‬
‫أجنبية ‪ ،‬تقوم بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـملية التصديق خارج الوطن‪ ،‬حيث تم التصديق في ‪ 2351‬على ‪ 01‬منتوج و ‪ 51‬مؤسسة و تم إبرام ‪1‬‬
‫اتفاقيات مع كل من روسيا‪ ،‬إلامارات ال ـ ـ ـعربية املتحدة‪ ،‬قطر‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬مما يساهم في محاربة دخول املنتجات املقلدة إلى‬
‫الجزائر ‪.‬‬
‫‪350‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تحت م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسؤولية امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعهد الجزائري للتقييس‪ ،‬أين تنشأ لكل نشاط أو مجموعة أنشطة‬
‫تقييسية لجنة تقنية وطنية‪.873‬‬
‫تكلف هذه اللجان كل حسب ميدان اختصاصها أساسا بإعداد مشاريع برامج‬
‫التق ـ ـ ـ ـييس ومـ ـ ـ ـ ـشاريـ ـع املواصفات‪ ،‬تبليغ مشاريع املواصفات إلى املعهد الجزائري للتقييس قصد‬
‫إجراء تحقيق عمومي‪ ،‬الفحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص الدوري للمواصفات الوطنية‪ ،‬فحص مشاريع املواصفات‬
‫الدولية والجهوية الواردة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن الل ـ ـ ـ ـجان التـ ـ ـ ـ ـقنية املماثلة التابعة للهيئات الدولية والجهوية‬
‫والتي تكون الجزائر طرفا فيها ‪.874‬‬
‫تعد هذه الهيئات كيان يثبت كفاءته التقنية‬ ‫‪-4‬الهيئات ذات النشاطات التقييسية‪:‬‬
‫لتـ ـ ـ ـنشيط ألاشغال في ميدان التقييس‪ ،‬يلتزم بقبول مبادئ حسن املمارسة التي تنص عليها‬
‫املعاهدات الدولية ‪.‬‬
‫تقوم أساسا بإعداد مشاريع املواصفات وفقا إلجماع أطراف أصحاب املصلحة‪.875‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫ضرورة احترام إجراءات التقييس أثناء الاستيراد والتصدير‬
‫يلعب التقييس دورا هاما على مستوى كل من التصدير والاستيراد‪ ،‬وذلك بالنظر إلى‬
‫الالتزام الذي يقع على عاتق كل من املستورد (أوال)‪ ،‬واملصدر (ثانيا) بمراعاة مجموعة من‬
‫املقاييس واملواصفات اللصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيقة بالسلعة أو البضاعة محل املبادلة التجارية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬احترام املستورد للمواصفات القياسية‬
‫يتعين على املستورد التأكد من ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـودة السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلع املستوردة وم ـ ـ ـ ـ ـ ـدى مطـ ـ ـ ـ ـ ـابق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتها‬
‫للمواص ـ ـ ـ ـ ـفـ ـات التعاقدية‪ ،876‬وذلك بأن يتفاد اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد س ـ ـ ـ ـ ـلع سبق رف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضها من ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهات‬

‫‪ - 873‬املادة ‪ 9‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،010-31‬املعدلة واملتممة بموجب املادة ‪ 5‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-51‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬
‫‪ - 874‬املادة ‪ 53‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 875‬أنظر املواد ‪ 55‬و ‪ 52‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-51‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 876‬بركات كريمة‪ ،‬حماية أمن املستهلك في ظل اقتصاد السوق‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.501‬‬
‫‪351‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أخرى أو اس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ذات جـ ـ ـ ـ ـودة رديئة‪ ،‬باعتبار أن الحكم سلعة أنها ذو جودة عالية‬
‫مرتبط غالبا بالعمل بسلسلة من املواصفات املطلـ ـ ـوبة في املجال املحدد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬احترام املصدر للمواصفات القياسية‬

‫من بين ما يسعى إليه التقييس‪ ،‬هو تطبيقه ألساليب خاصة باإلنتاج تكون مطابقة‬
‫ملعايير الجـ ـ ـ ـ ـودة والدقة املتعاقد عليها من أجل كسب الثقة ملنتجاتها وصناعاتها داخليا وبالتالي‬
‫عرضها على الخارج‪.877‬‬

‫‪- 877‬نوي هناء‪ " ،‬دور املوصفات القياسية في ضمن سالمة وجودة املواد الغذائية‪-‬دراسة في املواص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفات التنظيمية‬
‫الجزائرية‪ ،"-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.010‬‬

‫‪352‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املبحث الثاني‬
‫البيئة ذات العالقة بالتجارة الخارجية‬
‫الاهتمام بقضية البيئة أمر حديث العهد‪ ،‬حيث تم تهميش حماية البيـ ـئة قـ ـ ـ ـ ـ ـبل‬
‫ال ـ ـ ـ ـستينات‪ ،‬واست ـ ـ ـمر الوضع إلى أن ظهرت جمعيات حماية البيئة في شمال أوربا‪ ،‬وصدور‬
‫إعالنات عن الكـ ـ ـ ـ ـوارث إلايكولوج ـ ـ ـ ـ ـ ـية والتلوث الخطير الذي عرفه العالم‪ ،‬مما ساهم في إرساء‬
‫وعي عالمي لتكريس قواعد دولية من أجل ح ـمايـ ـ ـ ـة البيئة‪ ،‬حيث تم عقد مجموعة كبيرة من‬
‫الاتفاقيات الدولية في مجال البيئة وأولها عقد مؤتمر ألامم املتحدة للبيئة إلانسانية في‬
‫ستوكهولم في ‪ 21‬جوان ‪ 5912‬حيث تضمن جدول أعمالها تأثير النشاط إلانساني ع ـ ـ ـ ـ ـلى البيئة‬
‫الطبيعية وكيفية تحقيق تنمية اقتصادية باملحافظة على البيئة‪.‬‬
‫مع تزايد اهتمام الدول بملف البيئة‪ ،‬تم عقد مؤتمر ألامم املتحدة للبيئة والتنمية‬
‫املنعقد في ريو دي جانيرو في جوان‪ ، 5992‬الذي وضع مجموعة من املبادئ يسير عليها العالم‪،‬‬
‫كما تم إرفاق املؤتمر باإلعـ ـ ـ ـ ـالن عن خطة عمل مفصلة عرفت باسم جدول أعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال القرن‬
‫‪ ،25‬تم فرض موضوع التجارة والبيئة كموض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع اهتمام دولي جديد نتيجة املناقشات التي‬
‫أسفرت عن هذا املؤتمر‪ ،‬وبالرغم من تطرق مثل هذه املؤت ـ ـ ـ ـ ـمرات مللف البيئة‪ ،‬إال أن ربط‬
‫امللف بالتجارة الدولية كان جد محتشم‪.878‬‬
‫يعود غموض ملف البيئة ذو العالقة بالتجارة إلى صعوبة تحقيق توافق بينهما‪ ،‬فإذا كانت‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـجارة الدولية هدفها تحرير املبادالت التجارية الدولية ووضع سوقا دولية تعتريها حركة‬
‫نشيطة للسلع وال ـ ـ ـ ـبضائع والخدمات دون أي عراقيل‪ ،‬نجد أن البيئة تهدف إلى التقييد من تلك‬
‫الحرية الاقتصادية والت ـ ـ ـ ـ ـجارية وذلك أمام ما تسببه التجارة الدولية من استنزاف للموارد‬
‫الطبيعية وملوثات طبيعية نتيجة العملية إلانتاجية من ملوثات طبيعية ونفايات وكوارث طبيعية‬
‫مثل التصحر و الانقراض الحيواني والنباتي‪ ،‬بمعنى آخر تحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرير املبادالت التجارية ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمس‬

‫‪878‬‬
‫‪-MALJEAN- DUBOIS Sandrine, « la portée de la norme du droit international de‬‬
‫‪l’environnement à l’égard des entreprises », revue internationale de droit économique, n° 1, De‬‬
‫‪Boeck, Bruxelles, 2012, p. 95.‬‬
‫‪353‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب ـ ـيئة بمعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناه ـ ـ ـ ـ ـ ـا الواس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع وذل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك م ـ ـ ـ ـ ـا تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلـ ـ ـ ـ ـ ـق بال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثروة‬


‫الحيـ ـوانية‪ ،‬النباتية‪ ،‬ألارض‪ ،‬الهواء‪...‬الخ‪.‬‬
‫الجات ومن بعدها‬ ‫بينما تم التطرق مللف البيئة بشكل خاص بموجب أحكام‬
‫املن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظمة العاملية للتجارة‪ ،‬حيث عرف مسار تكريس ملف البيئة ذو العالقة بالتجارة الدولية‬
‫تطورات تضمنـ ـتها خاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الاتفاقيات التي أسفرت عنها جولة ألاورغواي (املطلب ألاول)‪ ،‬ولم‬
‫يتم إدراج ملف البيئة فعليا حتى بـ ـ ـ ـ ـ ـعد تأسيس جهاز املنظمة العاملية للتجارة بموجب اتفاق‬
‫مراكش وذلك بالرغم من عقد سلسلة كبيرة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن املؤتمرات آخرها مؤتمر باريس للبيئة‬
‫املنعقد في نوفمبر ‪ ( 2351‬املطلب الثاني)‪ ،‬ولم يقف املشرع الجزائري بمعزل عن ما حدث في‬
‫العالم في خصوص البيئة‪ ،‬بل تفاعل هو آلاخر عن طريق إرسائه نظام قانوني وط ـ ـني للبيئة‬
‫مستقى من مجمل القوانين الاتفاقية التي انضمت إليها سواء الثنائية أو املتعددة ألاط ـ ـ ـ ـراف‬
‫(املطلب الثالث)‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬

‫البيئة قبل نشوء املنظمة العاملية للتجارة‬


‫اعتبرت اتفاقية الجات تنظيما مؤقتا للمبادالت التجارية الدولية بالنظر إلى الهدف الذي‬
‫كانت تصبو إليه الدول املوقعة عليها في عام ‪ ،5901‬وهو إنشاء منظمة عاملية تجارية تنظم‬
‫املبادالت التجارية وتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكون بذلك قطبا ثالثا يقوم بجانب صندوق النقد الدولي في مجال النقد‬
‫الدولي و البنك العالمي في مجال الت ـ ـ ـ ـ ـمويل الدولي‪.‬‬
‫تم إظهار البعد البيئي في الاتفاق العام من خالل مبادئه وأحكامه بطرق خاصة (الفرع‬
‫ألاول)‪ ،‬كما تم الاهتمام بالبيئة في عدد من الاتفاقيات التجارية لجولة ألاورجواي (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع ألاول‬

‫التكريس املحتشم مللف البيئة في ظل اتفاقية الجات‬


‫لم تكن حماية البيئة موضع اهتمام اتفاقية الجات‪ ،‬بل ركزت اهتمامها على مواضيع‬
‫التجارة الدولي ـة بمفهومها الضيق‪ ،‬ولم يرق مفهوم البيئة إلى مستوى إدراك آلاثار التي قد تلحقها‬
‫التجارة الدولية على البي ـ ـ ـ ـ ـ ـئة عن طريق تأثير زيادة التبادل التجاري على املوارد الطبيعية التي تعد‬
‫املصدر ألاساس ي لع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـملية التص ـ ـ ـ ـ ـ ـنيع وإلانتاج‪ ،‬كما أن فرض قيود تجارية ألغراض بيئية قد‬
‫يترتب عليها آثار على البيئة ‪ ،‬وبغض النظر عن الكيفية التي تطرق لها اتفاق الجات مللف البيئة‬
‫املرتبط بالتجارة الدولية‪ ،‬إال أن املسألة تم الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطرق إليها (أوال)‪ ،‬بل أكثر من ذلك تم تقرير‬
‫مبادئ وتقارير من أجل حماية البيئة ذو العالقة بالتجارة الدولية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬كيفية تطرق اتفاق الجات مللف البيئة املرتبط بالتجارة الدولية‬
‫تطرقت اتفاقية الجات مللف البيئة باملفهوم الخـ ـ ـ ـاص الذي كان ين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظر إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيه في‬
‫ت ـ ـ ـ ـ ـ ـلك الحقـ ـ ـ ـ ـ ـبة التاريخية ‪ ،879‬وذلك بالنص على إجراءات تجارية ألغراض بيئـ ـ ـ ـ ـية يتم اتخاذها‬
‫من جانب واحد حيث تم إدراجها بصيغة استثنائية للمادة ‪ 23‬من الاتفاق العام ‪.‬‬
‫‪-1‬مضمون نص املادة ‪ 59‬من الاتفاق العام‬
‫تنص املادة ‪ 59‬من اتفاق الجات على‪:‬‬
‫"ال ش يء في الاتفاقية سوف يفسر منع إقرار أو تنفيذ هذه إلاجراءات من قبل أي‬
‫طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف متعاقد بشرط عدم تطبيقها بأسلوب يشكل وسيلة للتمييز غير املبرر والتحكمي ما‬
‫بين الدول التي تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسود فيها نفس الظروف أو تعد تقييدا مقنعا للتجارة الدولية"‪880.‬‬

‫يفهم من نص املادة ‪ ،‬أنه تم الاعتراف لألطراف املتعاقدة تطبيق إلاج ـ ـراءات الض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرورية‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـواردة في الفقرتين ب و ز من نص املادة‪ ،‬وهو ما يسمى بشرط النطاق الذي يدخل في إطاره‬

‫‪879‬‬
‫‪-CARREAU Dominique et JUILLARD Patrick, Droit international économique, op cit, p. 401.‬‬
‫‪ –880‬نقال عن الكسان رزق هللا وسيم وجيه‪ ،‬ألابعاد الاقتصادية والبيئية التفاقية الجات وأثرها على التنمية التكنولوج ـية في‬
‫البيئة ال ـ ـ ـ ـمصرية ( دراسة تطبيقية على قطاع الصناعات الالكترونية )‪ ،‬دراسة مقدمة من أجل الحصول على درجة املاجستير‬
‫في العلوم البيئية‪ ،‬ج ـ ـ ـ ـ ـامعة عي ـ ـن الشمس‪ ،‬القاهرة ‪ ،2331 ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪355‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املع ـ ـ ـ ـ ـ ـامالت الب ـ ـ ـ ـ ـيئية ذو الطابع التجاري والتي تطبق عليها نص املادة ‪ 23‬والاستثناءات الواردة‬
‫التمييز‪882.‬‬ ‫في الفقرتين ب و ز منه‪ ،881‬ونج ـ ـ ـد كذلك شرطي الضرورة وعدم‬
‫‪ -5‬ملف البيئة تضمنه الاستثناء على نص املادة ‪ 59‬من الاتفاق العام‬
‫يمكن للدول املتعاقدة وفقا ملا ورد في نص الفقرة ب من نص املادة ‪ ،23‬اتخاذ إجراءات‬
‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرورية لحماية صحة إلانسان الحيوان والنبات‪ ،‬بينما تقر الفقرة ز أنه يمكنها اتخاذ‬
‫إجراءات متعلقة بحماية املوارد الطبيعية املستنزفة‪.‬‬
‫مما يفهم أن حماية السياسة العامة مقيد بصيغة مزدوجة‪ ،‬فمن جهة يتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب على‬
‫ال ـ ـ ـ ـدول ع ـ ـ ـدم تطبيق إلاجراءات بشكل تمييزي غير مبرر ما بين الدول‪ ،‬ومن جهة أخرى ضرورة‬
‫أن ال تش ـ ـ ـ ـ ـ ـكل قـ ـيدا أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام املبادالت التجارية الدولية‪.883‬‬
‫ثانيا‪:‬املبادئ والتقارير املكرسة لحماية البيئة ذو العالقة بالتجارة الدولية‬
‫وضعت اتفاقية الجات مجموعة من املبادئ البي ـ ـ ـ ـ ـئية ذات العالقة بالتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة‬
‫الدولي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة والتي يتم اعتمادها في ظل املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬كما نجد في نف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس إلاطار‬
‫مجموعة من التقارير صادرة من طرف اتفاق ‪.GATT‬‬

‫‪- 881‬ويقصد بشرط النطاق وضع تعريف و تحديد العناصر التي تدخل في مفهومه بالنظر إلى مضمون الفقرتين ب و ز من نص‬
‫املادة ‪ 23‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـن الاتفاق العام‪ ،‬أي املوارد الطبيعية املستنزفة و حماية صحة إلانسان‪ ،‬الحيوان والنبات‪ ،‬أنظر الكسان رزق‬
‫هللا وسي ـ ـ ـم وجيه‪ ، ،‬ألاب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عاد الاقتصادية والبيئية التفاقية الجات وأثرها على التنمية التكنولوجية في البيئة املصرية‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرجع سابق‪ ،‬ص ‪.511‬‬
‫‪ –882‬يقصد بشرط الضرورة وفقا ملا ورد في نص الفقرة ب من املادة ‪ 23‬من الاتفاق العام ضرورة بح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـث الدول ألاعضاء‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلى السياسات البيئية ألاكثر كفاءة وأقال تقييدا للتجارة الدولية ففي هذا الغرض مثال قررت هيئة املستشارين أن‬
‫استب ـ ـ ـ ـ ـ ـدال إجراء القيود التجارية بحملة إع ـ ـالمية ضد التدخين طريقة مثلى‪.‬‬
‫‪-‬بينما شرط عدم التمييز أو الحماية الفعلية يراد به عدم التمييز غير املبرر بين املنتجات املحلية واملستوردة ‪ ،‬راجع وسيم‬
‫وجيه ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.511-511‬‬
‫‪- CARREAU Dominique et JUILLARD Patrick, Droit international économique, op cit , p.‬‬
‫‪883‬‬

‫‪402.‬‬

‫‪356‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-1‬املبادئ املكرسة لحماية البيئة ذو العالقة بالتجارة الدولية‬


‫تضمنت اتفاقية ‪ GATT‬العديد من املبادئ ذات العالقة بالبيئة والتجارة الدول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية‬
‫أين سنتطرق ألهمها وذلك كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪-‬مبدأ الدولة ألاولى بالرعاية‬
‫تطرقت للمبدأ نص املادة ‪ 5‬من الاتفاق‪ ،‬ويراد به عدم معاملة أي دولة من الدول‬
‫ألاعضاء معامـ ـلة تفضيلية باملقارنة مع غيرها من الدول‪ ،‬وباملعنى املعاكس فمنح أي س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلعة‬
‫أو خدمة بلد عضو معاملة خاصة ينجر عنه استفادة كل باقي الدول ألاعضاء بنفس تلك املعاملة‬
‫وذلك دون أي قيد أو شرط مسبق‪.‬‬
‫ذلك بهدف استقرار املزايا النسبية التي يتمتع بها املنتجون ألاجانب ألاقل تكلفة بغض‬
‫النظر ع ـ ـ ـ ـ ـن أحكام القيمة في بلد الاستيراد‪ ،‬وعلى سبيل املثال لجوء بلجيكا إلى إلاعفاء الضريبي‬
‫املحلي على وارداتها م ـ ـ ـ ـن الدول التي تخضع لقوانين ألامان الاجتماعي اعتبر متناقض مع عدم‬
‫مشروطية الدولة ألاكثر رعاية‪.884‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ املعاملة الوطنية‬
‫تطرقت إليه نص املاد الثالثة من الاتفاق العام والذي يراد به منع اعتماد الدولة‬
‫املستوردة سياسات بيئية معينة في بلدها كحجة للتمييز بين منتجات الدول ألاخرى وذل ـ ـ ـ ـك عمال‬
‫بالقواعد التي تن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادي بت ـ ـ ـ ـ ـحرير التجارة الدولية من حيث الضرائب الداخلية واملعايير واللوائح‬
‫القانونية‪.885‬‬

‫‪ - 884‬الكسان رزق هللا وسيم وجيه‪ ،‬ألابعاد الاقتصادية والبيئية التفاقية الجات وأثرها على التن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمية التكنولوجية في‬
‫الب ـ ـ ـ ـ ـيئة املصرية‪ ،‬مرجـ ـ ـ ـع سابق‪ ،‬ص ‪.511‬‬
‫‪ - 885‬عوض هللا صفوت عبد السالم ‪ ،‬تحرير التجارة العاملية وآثارها املحتملة على البي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـئة والتنمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية ‪ ،‬دار الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،5999 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪357‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الغرض من إقرار مفهوم املنتوج املماثل هو منع إلاجراءات الحمائية على أسـ ـ ـ ـ ـ ـاس‬
‫طريق ـ ـ ـ ـة ص ـ ـ ـ ـ ـنعها وتكييفها بالسلع الجيدة أو الرديئة حينما تختلف فقط في طريقة إلانتاج‬
‫والصنع‪.886‬‬
‫ج‪ -‬مبدأ إلغاء القيود الكمية‬
‫تطرقت املادة ‪ 55‬من الاتفاق العام للمبدأ‪ ،‬أين يحظر على الدول املتعاقدة في الاتفاقية‬
‫فرض حـ ـدود كمية للتحكم في الصادرات أو الواردات من خالل الحصص أو تراخيص‬
‫الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد أو التصدير أو إلاجـ ـ ـ ـراءات املشابهة املتعلقة بالواردات أو الصادرات السلعية ‪.‬‬
‫تترتب على مبدأ حظر القيود الكمية آثارا معتبرة‪ ،‬كحظر التجارة في بع ـ ـ ـ ـ ـ ـض فصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائل‬
‫الح ـ ـ ـ ـيوانات املعرضة لالنقراض‪.887‬‬
‫وقعت أحداث قضية التخفيض من حجم واردات النمسا من الخشب الاستوائي في عام‬
‫‪ ،5992‬أيـ ـن أصدرت هذه ألاخيرة قانونا يمنع استيراد الخشب من الدول التي ال تقوم‬
‫باستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغالل غابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتها استغ ـالال مستداما‪ ،‬مما نتج عنه احتجاج شديد من طرف دول‬
‫الجنوب باعتباره قانونا يميز بين قانون النم ـ ـسا الوطني والخشب الاستوائي الذي حظي بمعاملة‬
‫تفضيلية‪ ،‬وهددوها بتوقيع عقوبات تجارية عليها في حال ع ـ ـدم إلغاء القانون‪ ،‬الش يء الذي‬
‫أسفر عنه فعال حل املسألة بعيدا عن جهاز تسوية الن ـ ـ ـ ـ ـزاعات على مستـ ـ ـ ـ ـوى الجـ ـ ـ ـ ـات وذلك‬
‫بإلغاء ذلك القانون فور ذلك‪.888‬‬

‫‪886‬‬
‫‪-LONDON Caroline, Commerce et environnement, PUF, Paris, 2001, p. 05.‬‬
‫‪ -887‬الكسان رزق هللا وسيم وجيه‪ ،‬ألابعاد الاقتصادية والبيئية التفاق ـ ـ ـية الجات وأثرها ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلى الت ـ ـ ـ ـ ـ ـنمية التكنولوجية في‬
‫البيئة املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.519‬‬
‫‪ - 888‬زيد املال صافية‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي‪ ،‬رسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة مقدمة لنيل‬
‫شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهادة دك ـ ـ ـ ـ ـ ـتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص القانون الدولي‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،2350 ،‬ص ‪.232 -235‬‬
‫‪358‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪- 5‬التقارير املكرسة لحماية البيئة ذو العالقة بالتجارة الدولية‬


‫وردت في هذا إلاطار تقرير مجموعة العمل وتقرير ألامانة العامة لالتفاق العام للتعريفات‬
‫الجمركية والتجارة‪ ،‬تقرير مجموعة العمل‪ ،889‬تقرير ألامانة العامة لالتفاق العام للتعريفات‬
‫الجمركية والتجارة‪.890‬‬

‫‪ - 889‬أثناء العمل لتحضيري ملؤتمر البيئة إلانسانية في ستوكهولم املنعقد سنة ‪ ،5912‬طلب ألامين العام للم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤتمر من أمانة‬
‫الاتفاق العام أن تقدم مساهمة في هذا املؤتمر‪ ،‬واستجابة لهذا الطلب حضرت ألامانة دراسة بعنوان السيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطرة على التلوث‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصناعي و التجارة الدولية‪ ،‬أين ركزت على أثر سياسات حماية البيئة على التجارة الدولية وإلاقرار بحـ ـ ـ ـاجة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحكومات‬
‫لوضع السياسات الالزمة لحماية البيئة دون أن تكون ع ـ ـائقا أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام التجارة الدولية‪ ،‬وفي نفس العام تم عقد اجتماع‪ ،‬أين تم‬
‫الاتفاق فيه على إنشاء مجموعة عمل تدعى "مجموعة الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدابير البيئية والتجارة الدولية "‪ ،‬مهمتها ألاساسية البحث في‬
‫موضوع التدابير الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيئية إلانسانية على أن يتم العمل بها بناء على طلب أحد ألاطراف‪ ،‬مع إلاشارة إلى أنـ ـ ـه لم يدخل‬
‫الاتفاق =حيز الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفاذ بتاتا وذلك لعدم طلب ذلك من طرف أي دولة ‪ ،‬وفي سنة ‪ 5915‬عرض املدير العام التفاق‪GATT‬‬
‫على ألاطراف =املتعاقدة في الاتفاق البـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحث في آلاثار املحتملة للسياسات البيئية على التجارة الدولية‪ ،‬وقد اقترحت بعض‬
‫الدول املتعاقدة إنشـ ـ ـ ـ ـ ـاء آل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية في الاتف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاق إلجراء دراسة أكثر شموال ‪ ،2‬و تم التطرق ملسألة مدى تقييد القواعد البيئية‬
‫للتجارة في جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـولة طوكيو املمتدة ما بين ‪ 5910‬و‪ 5919‬وتم التفاوض حول ضرورة إدخال إصالحات على الاتفاق وذلك في‬
‫مختلف املج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاالت كالزراعة‪ ،‬الخدمات‪ ...‬كما تم التطرق في جولة ألاورجواي مرة أخرى مللف البيئة في الفترة ما بين ‪5991‬‬
‫و‪ 5990‬و بشكل أكثر جدية هذه املرة‪ ،‬أين تم إدراج املسألة في العديد من الاتف ـ ـ ـ ـ ـ ـاقيات التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارية املتعددة ألاطراف‬
‫كاالتفاق بشان الزراعة‪ ،‬اتفاق تطبيق تدابير الصحة والصحة النباتية‪ ،‬أنظر ‪:‬‬

‫‪NGO Mai anh, « La conciliation entre les impératifs de sécurité alimentaire et la liberté du‬‬
‫‪commerce dans l’accord SPS », revue internationale de droit économique, n° 1, De Boeck, Bruxelles,‬‬
‫‪2007, p. 404.‬‬

‫‪ - 890‬قرر املجلس العام التفاق ‪ GATT‬في أكتوبر ‪ ،5995‬أن يساهم الاتفاق العام في مؤتمر ألامم املتحدة للبيئة والتـ ـ ـ ـنمية‬
‫والذي سينعقد في سن ـ ـ ـ ـة ‪ ،5992‬حيث ساهم بتقرير كان قد أعدته ألامانة العامة لالتفاق العام حول التجارة والبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـئة والذي‬
‫يخص العناصر ألاساسية التي تض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمنها املقترح املقدم من طرف دول ألاسيان والقسم الخاص بالتجارة والبيئة من التقرير‬
‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـنوي لالتفاق العام لسنة ‪ ،25995‬وفي عام ‪ 5992‬نشرت ألامانة العامة لالتفاق تقريرا يسمى "التجارة والبيئة" ومن بين‬
‫ما تم الت ـ ـ ـ ـ ـوصل إليه هو التأكيد على الدخل الفردي والنمو التجاري في حمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاية البيئة وضرورة إعادة الاعتبار لها واستجماع‬
‫الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهود الدولية واستبدالها باإلجراءات الوطنية في هذا إلاطار‪ ،‬راجع في هذا الخصوص‪:‬‬
‫‪-Conférence des nations unies sur le commerce et le développement, (module de formation‬‬
‫‪concernant l’accord sanitaire et phytosanitaire), op cit, p. 7.‬‬
‫‪359‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثاني‬
‫البيئة في ظل الاتفاقيات الناتجة عن جولة ألاورجواي‬
‫كان إبرام اتفاقية مراكش املنشئة للمنظمة العاملية للتجارة من أهم نتائج جولة‬
‫ألاورج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواي والتي حلت محل اتفاقية ‪ ، GATT‬كما تم تسجيل نتائج جد هامة‪ ،‬ومن أهم‬
‫ذلك نجد تحرير املواد الزراعـ ـية ألول مرة‪ ،‬باإلضافة إلى الاتفاقيات ألاخ ـرى التي عالجت‬
‫مخ ـ ـ ـ ـ ـ ـتلف املج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاالت مث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدمات‪ ،‬امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلكي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الفكرية‪ ،‬الخدمات‪ ،‬الاستثمار املرتبط‬
‫بالتجارة‪...‬إلخ‪.‬‬
‫بالرغم من أن البيئة لم تسطر في جدول أعمال جولة ألاورجواي بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكل رس ـ ـ ـ ـ ـ ـمي‪ ،‬إال‬
‫أنـ ـ ـ ـ ـه ظـ ـهرت الاعتبارات البيئية بشدة في الوسط التجاري الدولي والتيقن من عدم إمكان تجاهل‬
‫ذلك امللف‪ ،‬كمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا تم التطرق في بعض الاتفاقيات إلى مج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموعة من ألاحكام ذات ال ـ ـ ـ ـ ـ ـبعد‬
‫البيئي‪ ،‬ومن أهمها نجد مج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموعة م ـ ـ ـ ـ ـن الاتفاقيات الخاصة بتجارة السلع (أوال)‪ ،‬والاتفاقيات‬
‫الصادرة في مجال امللكية الفكرية والخ ـ ـ ـ ـ ـدمات (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الاتفاقات املرتبطة بالتجارة بالسلع‬
‫يعد كل من الاتفاق بشأن الصحة والصحة النباتية‪ ،‬اتفاق الزراعة‪ ،‬الاتفاق بشأن‬
‫إلاغراق‪ ،‬الاتفاق حول الحواجز الفنية في التجارة من أهم اتفاقيات السلع التي تطرقت للبيئة‬
‫ذات العالقة بالتج ـ ـ ـارة الدولية‪.‬‬
‫‪- 1‬الاتفاق بشأن الزراعة‪ :AA‬اهتم اتفاق الزراعة بم ـ ـ ـ ـ ـ ـلف البي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــئة ذو الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالقة‬
‫بالتج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الدولية‪ ،‬ويتبين ذلك في الفقرة ‪ 1‬من ديباجة الاتفاق التي تقر بأن املفاوضات‬
‫التجارية املتعددة ألاطراف يجب أن تأخذ في اعتبارها ما يطلق عليه املصالح غير التجارية‬
‫للزراعة والتي تتمثل في كل من ألامن الغذائي‪ ،‬حماية البيئة‪ ،‬التنمية الريفية والعمالة‪ ،‬كما تشير‬

‫‪360‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نص املادة ‪ 23‬منه إلى أهمية املصالح غير التجارية ومنها ح ـ ـماية البيئة عند اسمرار تنفيذ برنامج‬
‫إصالح التجارة في السلع الزراعية‪.891‬‬
‫كما تمت إلاشارة في امللحق الثاني من هذا الاتفاق بالسماح للدول ألاعضاء اتخاذ‬
‫إجراءات خ ـ ـ ـاصة بالدعم املحلي العتبارات بيئية التي ال تخضع لاللتزام الوارد في الاتفاق بخفض‬
‫الدعم للزراعة‬
‫املكثفة والتي تعتمد على املبيدات وتعطي هذه الاست ـ ـثناءات أوج ـ ـ ـ ـ ـ ـه مخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتلفة من‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـدعم البي ـ ـ ـ ـئي للزراعة ‪ ،‬كذلك استخدام قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواعد الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجات للـ ـ ـ ـ ـحد من استخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدام‬
‫إلاجراءات املتع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلقة بصـ ـ ـ ـ ـ ـحة إلان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسان‪ ،‬الحيوان‪ ،‬النبات ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشكل غير مبرر مما يؤدي إلى‬
‫تقييد التجارة الزراعية طاملا أغلقت ألاسواق اتجاه صادرات الدول النامية بالقيود الصحية ‪. 892‬‬
‫‪ 5‬الاتفاق بشأن تدابير الصحة والصحة النباتية ‪ :‬جاء الاتفاق بشأن تدابير الصـ ـ ـ ـ ـ ـحة‬
‫والصحة النباتية تطبيقا لنص املادة ‪ 23‬فقرة ب من اتفاق الجات‪ ،‬التي تتضمن الاستثناءات‬
‫على الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة الدولية واملتمثلة في تلك التدابير الضرورية التي تتخذها الدول من أجل حماية‬
‫صحة إلانسان‪ ،‬الحيوان والنبات‪.‬‬
‫يعد الاتفاق قانون خاص بتطبيق تدابير الصحة والصحة النباتية‪ ،‬تتقيد به الدول في‬
‫تطبيق ن ـ ـص املادة ‪ 23‬من الاتفاق العام في املجال الزراعي والصحة النباتية بالشكل الذي ال‬
‫يعيق املبادالت الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارية الدولية‪ ،‬ووفق ما تنص عليه املادة ‪ 2‬فقرة ‪ 8‬من اتفاق ‪ SPS‬يحق‬
‫لكل دولة ترى أن الدولة املصدرة تقـ ـ ـ ـيد صادراتها بدون الاستناد إلى مقاييس وإرشادات‬
‫وتوصيات دولية مناسبة ولحق ـ ـ ـ ـ ـ ـها ضرر من جراء ذلـ ـ ـ ـ ـك أن التقييد أن تطلب توضيحا من‬
‫طرف تلك الدول ‪. 893‬‬

‫‪ -891‬الكسان رزق هللا وسيم وجيه ‪ ،‬ألابعاد الاقتصادية والبيئية التفاقية الجات وأثرها على التنمية التكنولوجية في البيئة‬
‫املصرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.511‬‬
‫‪ –892‬عدلي ناشد سوزي‪ ،‬اتفاقية العوائق الفنية أمام التجارة‪ :‬تقييد أم تحرير للتجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪–893‬سمير محمد عبد العزيز‪ ،‬التجارة الدولية بين جات ‪ 90‬واملنظمة ‪ ،....‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.521‬‬
‫‪361‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عمال بنص املادة ‪ 3‬فقرة ‪ 2‬من اتفاق‪ ،SPS‬ال يمكن ألي دولة عضو في املنظمة رفض‬
‫استيراد منتوج من دولة طرف أخرى ما لم يثبت علميا خطورته على البيئة أو على صحة‬
‫إلانسان وليس مجرد شكوك‪.894‬‬
‫كما تسمح الاتفاقية للدول ألاعضاء في ‪ SPS‬اتخاذ تدابير احتياطية عند عدم وجود‬
‫اليقين العلمي حول آلاثار الضارة‪.‬‬
‫‪ 3-‬الاتفاق حول العوائق الفنية في التجارة ‪AOTC‬‬

‫لم تتطرق اتفاقية الجات إلى املقاييس الفنية والعوائق التجارية‪ 895‬إال بصورة هامشية‬
‫ونجد ذلك في املواد ‪ 1 ،0 ،0‬من الاتفاقية ‪.‬‬
‫ما يميز هذه الجولة عن باقي الجوالت الستة السابقة‪ ،896‬هي مناقشتها لعوائق تجارية لم‬
‫يتم مناقشتها آنفا‪ ،897‬باإلضافة إلى خفض التعريفات الجمركية التي ال طاملا تم مناقشتها في‬
‫الجوالت التي سبقتها‪.898‬‬
‫أبرمت اتفاقية العوائق الفنية أمام التجارة‪ ،‬والتي تقوم باستخدام معايير دولية موحدة‬
‫بدال مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن املعايير الوطنية لتحقيق أهداف أمنية‪ ،‬صحية وبيئية بشرط أال تشكل عائقا أمام‬
‫املبادالت التجارية الدولية ‪899‬حيث أشارت ديباجة الاتفاقية إلى إمكانية اتخاذ أي بلد إلاجراءات‬
‫الالزمة لضمان نوعية صادراته أو لحماية حياة أو صحة إلانسان أو الحيوان أو النبات وحماية‬

‫‪ -894‬زيد املال صافية‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ -895‬اتفاقية العوائق الفنية في التجارة ‪ ،‬منشور على املوقع ‪:‬‬
‫‪-Accord sur les Obstacles techniques au Commerce, http://www.wto.org/french/docs-‬‬
‫‪f/legalf17tppt.pdf‬‬
‫‪- 896‬وتتمثل الجوالت الستة التي سبقت جولة طوكيو لسنة ‪ ،5919‬في كل من جولة جن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيف ‪ ،5901‬أنس ي س ـ ـ ـ ـ ـ ـنة‬
‫‪ ،5909‬ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوركاي من ‪ ،5912-5915‬جولة جنيف ‪ ،5911-5910‬ديلون ‪ ،5915-5913‬كندي ‪ ،5911-5910‬طوكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيو‬
‫‪ ،59119-5910‬ألارج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواي ألاولى من ‪ 5995- 5911‬وجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـولة ألاورجواي الثانية من ‪.5990-5995‬‬
‫‪-897‬ومن العوائق التجارية التي ناقشتها جولة طوكيو‪ ،‬نجد إلاعانات والرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازية أو التعويض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية‪ ،‬إج ـ ـراءات‬
‫تراخيص الاستيراد‪ ،‬التقييم الجمركي‪ ،‬املشتريات الحكومية والعوائق الفنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية‪ ،‬أنظر في هذا الخصوص عدلي ناشد‬
‫سوزي‪ ،‬اتفـ ـ ـ ـاقية الـ ـ ـ ـ ـ ـعوائق الفنية أمام التجارة‪ :‬تقييد أم تحرير للتجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ =- 898‬زيد املال صافية‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫‪ - 899‬عدلي ناشد سوزي‪ ،‬اتفاقية العوائق الفنية أمام التجارة‪ :‬تقييد أم تحرير للتجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪362‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫البيئة‪ ،900‬ووفق ما ورد في نـ ـ ـ ـ ـ ـص امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة ‪ 2‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـقرة ‪ 2‬من الاتفاقية فإنه يتعين على الدول‬
‫ألاعضاء عدم إعداد القواعد الفنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية أو اعتمادها أو تطبيقها بشكل يت ـ ـ ـ ـ ـجاوز الغرض‬
‫املشروع‪ ،‬مع مراعاة املخاطر التي قد يثيرها عدم تحقيقه‪ ،‬ومن بين هذه ألاغراض املشروعة‬
‫متطلبات ألامن القومي ومنع ممارسات الغش وحماية حياة أو صحة إلانس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان أو الحيوان‬
‫أو النبات أو حماية البيئة‪.‬‬
‫‪AMA‬‬ ‫‪ -4‬اتفاق مكافحة إلاغراق‬
‫يقصد باإلغراق البيئي غزو أسواق الدول امللتزمة بيئيا بسلع مستوردة من طرف الدول‬
‫التي تحققت لها امليزة التنافسية بسبب انخفاض تكلفة حماية البيئة بها‪.‬‬
‫لم تتطرق اتفاقية مكافحة إلاغراق بشكل صريح ملوضوع البيئة‪ ،‬إال أن هناك فقط بعض‬
‫الاقتراحات من طرف املنتجين الذين تخضع طرق إنتاجهم لرقابة بيئية صارمة‪ ،‬تسبب لهم نوعا‬
‫من إلاغراق البيئي م ـ ـ ـ ـما يضر بالدول املستوردة نتيجة إلاخالل بقواعد التجارة العادلة‪.901‬‬
‫ثانيا‪ :‬الاتفاق املتعلق بالخدمات و امللكية الفكرية‬
‫على غرار اتفاقيات ألاورجواي املتعلقة بالسلع‪ ،‬نجد اتفاقيتين تطرقتا ملوضوع البيئة ذات‬
‫ال ـ ـ ـ ـعالق ـة بالتجارة الدولية‪ ،‬وهما الاتفاق بشأن أوجه حقوق امللكية الفكرية املرتبطة بالتجارة‬
‫والاتفاق العام ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول التجارة في الخدمات‪.‬‬
‫‪-1‬الاتفاق بشأن أوجه حقوق امللكية الفكرية املرتبطة بالتجارة ‪ADPIC‬‬

‫يعد مجال امللكية الفكرية من بين النتائج املهمة التي أسفرت عنها جولة ألاورجواي‬
‫املنشئة للمنظمة العاملية للتجارة في الشق الذي يربطها بالتجارة الدولية فقط‪ ،‬بينما الشق آلاخر‬
‫فهو من اختصاص امل ـ ـ ـ ـنظمة الدولية لحماية امللكية الفكرية‪ ،‬وهو اتفاق يسمح ويبين لل ـ ـ ـ ـدول‬
‫ألاعضاء كيفية حماية مل ـ ـ ـ ـكيتها الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكرية واختراعاتها و براءاتها وكيفية تدوينها والاعتراف بها‪.‬‬

‫‪ - 900‬سمير محمد عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬التجارة العاملية في جات ‪ 90‬واملنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬مرجع سابق‪.505 ،‬‬
‫‪ -901‬الكسان رزق هللا وسيم وجيه ‪ ،‬ألابعاد الاقتصادية والبيئية التفاقية الجات وأثرها على التنمية التكنولوجية في البيئة‬
‫املصرية‪ ،‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرجع سابق‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪363‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لقد كان البعد البيئي أحد املبادئ التي تقوم عليها الاتفاقية‪ ،‬حيث أن املادة ‪ 53‬فقرة ‪5‬‬
‫منه تؤكد على حق الدول في الامتناع عن منح براءات الاختراع إذا ما كان استغاللها تجاريا في‬
‫أراضيها ضروريا لحماية النظـ ـام العام وألاخالق الفاضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلة بما في ذلك حـ ـ ـ ـ ـ ـماية الصحة‬
‫البشرية‪ ،‬الحيوانية والنباتية وتجنب أضرار البيئة‪ ،‬بي ـنما الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 53‬تعطي للدول‬
‫الحق في تطبيق الاستثناء أثناء منح براءة الاخـ ــتراع و ذلك في ما يخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص طرق التشخيص‬
‫والعالج والعمليات الجراحية الالزمة ملعالجة الب ـشر والحيوانات‪ ،‬النباتات والحيـ ـ ـ ـوان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات‬
‫بخالف ألاحياء الدقيقة والطرق البيولوجية التي تستخدم معظمها في إنتاج ال ـ ـ ـ ـ ـنباتات‬
‫والحيوانات‪ ،‬وال يتضمن هذا الاستثناء ألاساليب والطرق غير البيولوجية الدقيقة‪.902‬‬
‫‪-5‬الاتفاق العام حول التجارة في الخدمات‪AGCS‬‬

‫تنص املادة ‪ 50‬من الاتفاق العام حول التجارة في الخدمات على‪:‬‬


‫" مع مراعاة اشتراط عدم تطبيق قواعد إلاجراءات بطريقة تجعل منها وسيلة للتمييز‬
‫الت ـ ـ ـعسفي وغير املبرر بين البلدان التي تسود فيها ظروف مشابهة أو قيدا مقنعا على التجارة‬
‫في الخدمات‪ ،‬ليس في هذا الاتفاق ما يمكن تفسيره على أنه يمنع أي عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضو من اع ـ ـ ـ ـ ـ ـتماد‬
‫أو تطبيق إجراءات‪:‬‬
‫‪-‬ضرورية لحماية آلاداب العامة و للحفاظ على النظام العام‪.‬‬
‫‪-‬ضرورية لحماية الصحة البشرية‪ ،‬الحيوانية والنباتية‪".903‬‬
‫يتضح من خالل نص املادة‪ ،‬أن الاتفاقية لم تتطرق بشكل صريح ملوضوع البيئة بالرغم‬
‫من وضـ ـ ـوح احتالل قطاع الخدمات أكثر من ثلثي حجم املبادالت التجارية الدولية ‪.‬‬
‫كما أن نص املادة ‪ 50‬يذكرنا بنص املادة ‪ 23‬فقرة ب من اتفاقية الجات‪ ،‬وذلك‬
‫لتشابههما في املنطوق و الحكم‪.‬‬

‫‪ -902‬الكسان رزق هللا وسيم وجيه ‪ ،‬ألابعاد الاقتصادية والبيئية التفاقية الجات وأثرها على التنمية التكنولوجية في البيئة‬
‫املصرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.510‬‬
‫‪ -903‬نقال عن ‪ :‬سمير محمد عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪،‬التجارة العاملية في جات ‪ 90‬واملنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‬
‫‪.005‬‬
‫‪364‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫قامت أمانة الجات خالل جولة ألاورجواي بإع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداد ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة لتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصـ ـ ـ ـ ـ ـنيف ألانشـ ـ ـ ـ ـطة‬
‫الخدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية املختلفة‪ ،‬وذلك اعتمادا على التصنيف املركزي للمنتج لألمم املتحدة‪ ،‬حيث قسمت‬
‫ألانش ـ ـ ـ ـ ـ ـطة الخدمية إلى ‪ 52‬قطاع والتي تم اعتمادها من مجموعة املفاوضات حول الخدمات‬
‫ومن ذلك نجد خدمات إن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشائ ـ ـ ـ ـ ـ ـية وم ـ ـا يتصل بها من خدمات هندس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية‪ ،‬خـ ـدمات‬
‫ألاعم ـ ـ ـ ـال‪ ،‬الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدمات الص ـ ـ ـ ـ ـحية والاج ـ ـ ـ ـ ـ ـتماعية‪ ،‬والخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدمات البيئية‪ ،‬وتنقسم هذه ألاخيرة‬
‫بدورها إلى ‪ 0‬مجموعات فرعية وذلك إلى كل من‪ :‬خدمات املجاري‪ ،‬خ ـ ـ ـ ـدمات التخلص من‬
‫النفايات‪ ،‬خدمات الصرف الصحي وما يتصل بها من خدمات و خدمات أخرى‪ ،‬بينما تشمل هذه‬
‫ألاخيرة خدمات البيئة التي لم يتم إلاشارة إليها في القائمة بشكل محـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد م ـ ـ ـ ـ ـ ـثل تنظ ـ ـ ـ ـ ـ ـيف‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغازات املستنفذة‪ ،‬خدمات خفض الضوضاء‪ ،‬خدمات حماية الطبيعة واملناظر الطبيعية‪.904‬‬
‫تبين انه لم يعرض أي نزاع أمام هيئة تسوية الخالفات حول تطبيق الاتفاقية العامة‬
‫للت ـ ـ ـ ـجارة في الخدمات ولم يتم أي إعالن من طرف أي دولة حول اتخاذ تدابير بيئية تقيد التجارة‬
‫في الخدمات‪.905‬‬
‫املطلب الثاني‬

‫البيئة بعد نشوء املنظمة العاملية للتجارة‬


‫استمر تنظيم املبادالت التجارية الدولية بموجب اتفاقية الجات إلى غاية أن كانت من بين‬
‫أهم نتـ ـائج جولة ألاورجواي إنشاء املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬وبذلك تم إنشاء لجنة التجارة‬
‫والبيئة كأول إطار مؤسساتي تهتم بدراسة العالقة بين التجارة والبيئة والتي توصلت من خالل‬
‫أشغالها إلى ضرورة تحقيق التنافس بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـين السياسات على املستويين املحلي والدولي في مجال‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة والبيئة‪ ،‬رغـ ـ ـ ـ ـ ـم أن تقاريره ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا لم تتضمـ ـ ـ ـ ـ ـن سوى توصيات حول املسائل التي تم‬
‫التطرق إليها‪.906‬‬

‫‪ -904‬الكسان رزق هللا وسيم وجيه‪ ، ،‬ألابعاد الاقتصادية والبيئية التفاقية الجات وأثرها على التنمية التكنولوجية في‬
‫الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيئة املصرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪593‬و ‪595‬‬
‫‪ - 905‬زيد املال صافية‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪ - 906‬باستثناء التقرير الذي تضمنه مؤتمر سنغافورة في سنة ‪.5991‬‬
‫‪365‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مما يعني أن املنظمة العاملية للتجارة حذت حذو اتفاقية الجات في مسألة الاهتمام‬
‫بمسألة ال ـ ـ ـ ـ ـبيئة ذات العالقة بالجارة الدولية‪ ،‬والدليل على ذلك صدور كل قرارات جهاز تسوية‬
‫النزاعات على مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوى املنظمة العاملية للتجارة لصالح حرية التجارة على حساب حماية‬
‫البيئة وذلك في النزاعات التي جمعت بي ـ ـن اعتبارات بيئية وأخرى تجارية دولية في مسألة تحريرها‬
‫(الفرع ألاول)‪ ،‬كما تم عقد عدة مؤتمرات موضوعها البيئة والتجارة الدولية أين كان آخرها‬
‫مؤتمر باريس املنعقد في نوفمبر ‪(2351‬الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع ألاول‬

‫غياب إلادماج الفعلي للبيئة في ظل املنظمة العاملية للتجارة‬


‫لم تتطرق املنظمة العاملية للتجارة مللف البيئة ذو العالقة بالتجارة الدولية بشكل دقيق‬
‫منظم لـ ـ ـهذا الشق املهم من مجال التجارة الدولية‪ ،‬والذي إن كان أنصار حرية التجارة الدولية‬
‫تنادي بإقامة سوق دول ـية حرة ال تشوبها أية عراقيل وحواجز‪ ،‬يستاء أنصار حماية البيئة من‬
‫التحرير التام للمبادالت التجارية بالنظر إلى آلاثار السلبية على البيئة خاصة في تلك الدول التي ال‬
‫تلتزم بشروط وإجراءات بيئية مناسبة خاصة ب ـ ـع ـ ـد ظهور الفكر الليبرالي في القرن ‪ 25‬بنمط‬
‫جديد يقوم أساسا على استنزاف املوارد الطبيعية خاصة منها مـ ـوارد الدول النامية‪.‬‬
‫رغم ذلك التعارض في آلاراء أثبت الواقع تأييد املجتمع الدولي لقضية التحرير على‬
‫‪ORD‬‬ ‫قضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية ح ـ ـ ـماية البيئة (أوال)‪ ،‬و ما يؤكد ذلك خاصة تلك القرارات الصادرة من طرف‬
‫(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬سطو حرية التجارة على حماية البيئة‬
‫لم تخصص املنظمة العاملية للتجارة اهتماما خاصا بقضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية البيئة املرت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبطة‬
‫بالتجارة الدولية‪ ،‬بحيث أنه ال نجد قواعد ومبادئ قانونية صريحة نصت عليها إحدى الاتفاقات‬
‫املنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـئة للمنظمة‪ ،‬إال أنه صدر قـ ـرار وزاري في ‪ 50‬أفريل ‪ 5990‬تم اتخاذه في نهاية التوقيع‬

‫‪366‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫على الاتفاقية املنشئة للمنظمة العاملية للتجارة أث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناء ندوة مراكش‪ ،‬يتضمن إنشاء لجنة‬
‫التجارة والبيئة‪ ،‬حيث اعتبرت املهام املوكلة لها واسعة تعمل على دراسـ ـة العالقة بين إلاجراءات‬
‫التجارية وإلاجراءات البيئية وذلك في كل من تجارة السلع‪ ،‬البضائع وحقوق املل ـ ـ ـكية الفكرية‪ ،‬مع‬
‫ضرورة إدالئها بالتوصيات في إطار إدالء تعديالت على النظام التجاري املتعدد ألاطراف وذل ـ ـ ـ ـ ـك‬
‫حينما تقتض ي إلى ذلك الضرورة‪.907‬‬
‫ثانيا‪:‬اجتهاد قضائي ليس في صالح البيئة‬
‫عرضت على جهاز ‪ ORD‬قضايا متعددة كان موضوع نزاعها البيئة وتحرير التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬فك ـ ـ ـانت معظم قرارات فرق العمل املتخصصة أو حتى جهاز الاستئناف في حاالت أخرى‬
‫تفصل لصالح تحرير التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الدولية‪ ،‬ومن بين أهم تلك الع ـ ـ ـ ـوامل التي تؤدي إلى تلك‬
‫النتيجة‪ ،‬وجود صعوبة عدم التوافق بين إلاجراءات املحلية مع تلك املعمول بها دوليا‪.908‬‬
‫‪-1‬تسوية نزاعات تجارية مرتبطة بالبيئة‬
‫لعبت آلية تسوية الخالفات التابعة للمنظمة العاملية للتجارة دورا في إبراز الب ـ ـيئة‬
‫وعالقتها بالتج ـ ـ ـارة الدولية وذلك من خالل العديد من الخالفات التي تم تسويتها أمام الجهاز رغم‬
‫إمكانية تسويتها خارج املنظمة في إطار آلاليات املوجودة في الاتفاقيات البيئية املتعددة ألاطراف‬
‫نظرا لعدم فعالية وضعف آلي ـ ـات تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوية الخالفات في الاتفاقيات البيئية املتعددة ألاطراف‬
‫وعدم وجود جهاز مركزي منتدب للنظر في كل الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالفات الدولية املتصلة بأحكام الاتفاقيات‬
‫البيئية املتعددة ألاطراف‪.909‬‬
‫لقد سبق لجهاز تسوية النزاعات على مستوى الجات من خالل فرق العمل النظر في‬
‫مجم ـ ـ ـ ـ ـ ـوعة من الخالفات نشأت نتيجة القيود الواردة على الصادرات العتبارات حماية البيئة‬
‫مثل قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسجائر املستوردة إلى تايلندا أين تم تكييف القضية بأنها حماية للصحة‬
‫العمومية وفقا لنص امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة ‪ 23‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـن الاتفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاق العام‪ ،‬وكذلك قضية التونة أين حظرت‬

‫‪907‬‬
‫‪- CARREAU Dominique et JUILLARD Patrick, Droit international économique, op cit , p.103 .‬‬
‫‪ - 908‬عدلي ناشد سوزي‪ ،‬اتفاقية العوائق الفنية أمام التجارة‪ :‬تقييد أم تحرير للتجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪909‬‬
‫‪- CARREAU Dominique et JUILLARD Patrick, Droit international économique, op cit , p.104.‬‬

‫‪367‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫و‪.‬م‪.‬أ استيراد التونة من املكسيك بالنظر إلى وس ـ ـ ـ ـ ـائل الصيد املستخدمة والتي ال تستثني‬
‫الدالفين الذي هو حيوان محمي من طرف القانون ألامريكي‪ ،‬بح ـ ـ ـ ـيث تم تجميد تطبيق تقارير‬
‫الفرق املتخصصة في كل من سنة ‪ 5995‬و‪ 5990‬ملعارضة و‪ .‬م ‪.‬أ في كل مرة‪.910‬‬
‫‪-5‬استنباط صعوبات تطابق إلاجراءات الوطنية لحماية البيئة مع حرية املبادالت‬
‫التجارية الدولية‬
‫تبين لجهاز تسوية النزاعات على مستوى املنظمة العاملية للتجارة عدم التوافق بين‬
‫إلاجراءات الوطنية لحماية البيئة باملقارنة مع حرية املبادالت التجارية الدولية وذلك من خالل‬
‫سلسلة من القضايا املع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروضة أمامه‪ ،‬فمن ذلك مثال نجد‪ :‬قضية التونة القادمة من‬
‫املكسيك واملقاربة املستنبطة في ظل الجات تبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقى نفسها بدون أي تغيير‪.‬‬
‫إذا كان يمكن اعتبار إجراءات حماية البيئة مغطاة باالستثناءات الخاصة الواردة في‬
‫نـ ـص املادة ‪ 23‬من الاتفاق العام‪ ،‬إال أنه يجب تطبيقها وفق املبادئ املنص ـ ـ ـ ـ ـوص عليها في‬
‫مض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمون املادة‪ ،‬وذلك عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم استخدامها كوسيلة تمييزية غير مبررة بين الدول‪ ،‬وال تشكل‬
‫قيودا على املبادالت لتجارية الدولية‪.911‬‬
‫اعتمادا على ما سبق ذكره‪ ،‬كان البد انتظار قضية ألاسبستوس‪ Amiante‬لسنة ‪2335‬‬
‫للحصول على قرار صادر من طرف جهاز ‪ ،ORD‬والذي يعد الوحيد من نوعه للحد آلان والذي‬
‫ص ـ ـدر لصالح ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماية البيئة على حساب حرية املبادالت التجارية الدولية‪.912‬‬
‫بينما القرارات املتعلقة مثال بقضية البنزين الحديثة والتقليدية لعام ‪ ،5991‬قـ ـ ـ ـضية‬
‫‪913.‬‬ ‫الهرمونات لعام ‪ ،5991‬قضية السلمون لعام ‪ ،5999‬صدرت كلها لصالح الحرية التجارية‬

‫‪ -910‬قايدي سامية‪ ،‬البيئة والتجارة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪911‬‬
‫‪-LAKHAL Mourad, Les accords environnementaux matériaux et le droit du commerce‬‬
‫‪international (recherche d’une articulation matérielle), mémoire en vue de l’obtention du diplôme de‬‬
‫‪=magister en droit, option droit de la coopération internationale, université mouloud Mammeri , tizi‬‬
‫‪ouzou, 2010, p.810 .‬‬
‫‪912‬‬
‫‪-CARREAU Dominique et JUILLARD Patrick , Droit international économique , op cit , p.‬‬
‫‪101.‬‬
‫‪913‬‬
‫‪-Idem, p. 403-404.‬‬

‫‪368‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثاني‬
‫عن تطرق مؤتمرات لجنة التجارة والبيئة لقضية البيئة ذو العالقة بالتجارة الدولية‬
‫عرف موضوع التجارة والبيئة مراحل عديدة ومتفاوتة التطور وألاهمية من خالل‬
‫مجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوعة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن املؤتمرات املنعقدة في ظل لجنة التجارة والبيئة والتي انعقدت في ‪ 51‬افريل‬
‫‪ 5990‬باقتراح من و‪.‬م‪.‬أ في املراحل ألاخيرة من جولة ألاورجواي‪ ،‬محاولة إيجاد توافق بين النظام‬
‫البيئي املتعدد ألاط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف وتح ـ ـ ـ ـ ـرير املب ـ ـ ـ ـ ـادالت التجارية الدولية‪.‬‬
‫أوال‪:‬املؤتمرات املنعقدة قبل ‪5992‬‬
‫نجد في هدا إلاطار ‪ 1‬مؤتمرات وتتمثل في كل من مؤتمر سنغافورة لسنة ‪ ،1006‬أين‬
‫تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم التط ـرق ملوضوع التجارة والبيئة من طرف الدول املتقدمة ومحاولة إبرام اتفاق بيئي‬
‫متعدد ألاطراف‪ ،‬إال أن ذل ـ ـ ـك لم يتوج بالنجاح ‪ ،‬بل لم يتم دراسة تأثير البيئة على التجارة‬
‫واكتفت باالعتراف بضرورة التع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاون أك ـ ـ ـ ـث ـر مع املنظمات غير الحكومية وحق الجمهور في‬
‫الحصول على وثائق ‪ OMC‬في مجال البيئة‪ ،1‬مؤتمر جنيف لس ـ ـ ـنة ‪ 1003‬والذي سجل عدم‬
‫تطرقه ملوضوع البيئة والتجارة نظرا ملواتاة انعقاده للذكرى الخمسين لنشأة النظام التجاري‬
‫املتعدد ألاطراف الذي أسس بمقتض ى اتفاقية الجات لعام‪ ،914 5901‬مؤتمر سياتل لـ ـ ـسنة‬
‫‪.1000‬‬
‫أين أعلن فيه الرئيس ألامريكي بيل كلينتون أمام املؤتمر عن إصراره على إدراج‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقضايا العمالية والبيئية ضمن موضوعات ألالفية الجديدة ملنظمة التجارة العاملية‪ ،‬كما‬
‫اقترح فرض عقوبات اقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص ـ ـادية لضمان التزام دول العالم باملعايير العمالية التي لم يوضح‬
‫طبيعتها‪ ،‬فشهد املؤتمر صراعا ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـويا بين الـ ـدول الرأسمالية الصناعية املتقدمة التي اصطفت‬
‫في مواجهة الدول النامية التي كانت أيضا كتلة واح ـ ـ ـ ـ ـ ـدة تقري ـبا فيما يتعلق بقضية املعايير‬
‫البيئية و العمالية‪ ،‬كما رفضت و‪.‬م‪.‬أ طرح موضوع الكائنات املحورية جينيا كأخذ املواضيع‬

‫‪-CHAUMONT Anne- Claire, L’objet de développement durable de l’organisation mondiale du‬‬


‫‪914‬‬

‫‪commerce, L’harmattan, Paris, 2008, p. 63.‬‬


‫‪369‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الهامة للتفاوض‪ ،‬فاقترحت أوروبا إنشاء مجموعة خاصة لغرض دراسة مسألة السالمة‬
‫إلاح ـ ـ ـيائية من أجل أن يجرى املؤتمر في أحسن الظروف‪.915‬‬
‫مؤتمر الدوحة لسنة ‪ : 5991‬الذي أدرج ملف البيئة في قمة الدوحة لنوفمبر ‪2335‬‬
‫وذل ـ ـ ـك بع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد ظهور عالقات عميقة بين التجارة والبيئة ‪ ،‬حيث تم توضيح العالقات بين قواعد‬
‫املنظمة العاملية للتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة والالتزامات التجارية الخاصة التي تضمنتها الاتفاقيات املبرمة في إطار‬
‫حماية البيئة والعمل على إنقاص والحد من العراقيل الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمركية وغير الجمركية الخاصة‬
‫بال ـ ـ ـ ـ ـ ـسلع و الخدمات البيئية‪ ،916‬مؤتمر تانكوك لس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة ‪ 5993‬املنعقد باملكسيك‪ ،‬حيث تم‬
‫تسجيل تجاهل التطـرق لاللتزامات التي اتخ ـ ـ ـ ـذتها الدول على عاتق ـ ـ ـ ـها في مج ـ ـ ـ ـال التنمية‬
‫املستدامة في إطار قمة جوهانسبورغ ‪.917‬‬
‫ثانيا‪ :‬املؤتمرات املنعقدة بعد عام ‪5992‬‬
‫نجد ‪ 1‬مؤتمرات وأولها مؤتمر هونكوج لسنة ‪ ،5992‬حيث تم إدراج موضوع التجارة‬
‫والبيئة في ظـ ـ ـ ـ ـل املفاوضات التي أجريت بين الدول ألاعضاء‪ ،‬وتم التركيز على مج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموعة من‬
‫املسائل‪ ،‬منها مسألة التوفيق بـ ـ ـ ـين قانون ‪ OMC‬والاتفاقيات البيئية‪ ،‬تحرير تجارة املوارد‬
‫والخدمات البيئية كاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعمال مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفيات اله ـ ـواء أو تقديم خ ـ ـ ـ ـ ـدمات استشارية إلدارة املياه‬
‫املستعملة‪ ،‬وانتهت املفاوضات دون أي نتيجة‪ ،918‬مؤتـ ـ ـ ـ ـمر داف ـ ـوس ‪ 5993‬أين اك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتفت لجنة‬
‫التجارة البيئة بتقديم ملخص عن التقارير املقدمة من طرف ألاعضاء ولم تت ـ ـمكن من صياغة‬
‫وإعداد توصيات واضحة في شأن امللف‪ ،919‬مؤتمر جنيف لسنة ‪ ،5990‬وف ـ ـ ــيه اجت ـ ـ ـمعت‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدول ألاطراف في املنظمة في مؤتمر الوزاري السابع بجنيف تحت عنوان النظام التجاري‬
‫املتع ـ ـ ـدد ألاطراف والب ـ ـيئة الاقتصادية الع ـ ـ ـ ـاملية الحالية‪.‬‬

‫‪ -915‬الكسان رزق هللا وسيم وجيه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.599‬‬


‫‪- CARREAU Dominique et JUILLARD Patrick , Droit international économique, op cit , p.‬‬
‫‪916‬‬

‫‪104.‬‬
‫‪ -917‬الكسان رزق هللا وسيم وجيه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪- CHAUMONT Anne- Claire, L’objet de développement durable de l’organisation mondiale du‬‬
‫‪918‬‬

‫‪commerce, op cit, p. 213.‬‬


‫‪ -919‬زيد املال صافية‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪370‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اهتم املؤتمر على وضع برنامج عمل لتدعيم قدرات الدول النامية لالستفادة من‬
‫ألغراض بيئية في سوق التصدير واملساهمة فعليا في املقاييس الدولية‬ ‫العنوتة‪620‬‬ ‫نظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام‬
‫البـ ـيئية وتحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديد آثار املس ـ ـ ـ ـ ـاهمة في املقاييس الدولية البيئية وتحديد آثار التدابير البيئية على‬
‫نفاذ املنتوجات إلى ألاسواق الخاصة بالبيئة للدول النامية والدول ألاقل تطورا‪.921‬‬
‫اجتمعت الدول ألاطراف في مؤتمر جنيف ‪ 5911‬في إطار لجنة التجارة والبيئة في دورة‬
‫استثنائية‪ ،‬أين استأنفت املفاوضات التي تهدف إلى التقليص من عوائق التجارة في الخدمات‬
‫البـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيئية وتق ـ ـ ـليص الت ـ ـ ـ ـ ـباعد بيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن اتفاقيات ‪ OMC‬والاتفاقيات البيئية‪.922‬‬
‫مؤتمر باريس‪ : 5912‬إنعقد في باريس مؤتمر وقمة املناخ والاحتباس الحراري من ‪03‬‬
‫نوفمبر ‪ 2351‬إلى ‪ 55‬ديسمبر ‪ 2351‬بحضور أكثر من ‪ 503‬بلد‪ ،‬برئاسة الرئيسين ألامريكي‬
‫والروس ي‪ ،‬وذلك من أجل الحد من الاحتباس الحراري ومحاربة ارتفاع درجات الحرارة بمقدار‬
‫درجتين خالل السنوات القادمة‪.923‬‬
‫إن التغير املناخي قد يحدث أضرار معتبرة في املناخ كما يقول ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـباحثون في م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجال‬
‫البيئة‪ ،‬فهناك مثال خطر الفيضانات التي قد تجتاح دول الع ـ ـالم وتغرق بعض املدن الساحلية‬

‫‪–620‬وتعد العنوتة البيئية من املواضيع التي تحض ى بنصيب كبير من املداوالت داخل لجنة التجارة والبيئة واللجنة املعن ـ ـية‬
‫باتفاق الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوائق الفنية للتجارة‪ ،‬وتعد في ألاصل اختيارية‪ ،‬غير أنه في ظل املتطلبات الجديدة للسوق الدولية ‪ ،‬أصبحت‬
‫معيارا جديدا ألغلب الص ـ ـ ـ ـ ـادرات خاصة منها الزراعية ذات القيمة املضافة حيث يستدل بها على درجة الجودة ومستوى‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنافسية أين تم إعدادها من طرف الدول املتقدمة فقط دون مشاركة من الدول النامية ‪ ،‬ومن أهم العالمات البيئية‬
‫التي توضح درجة التأثير على الصحة العامة والبيئة نجد عالمة ‪BLUE ANGEL‬ألاملان ـ ـية ‪ISC CONTROL‬‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهولوندية‪ ،‬و ‪ NF‬الفرنسية ‪ ،‬باإلضافة إلى العالمات البيئية الخاصة بجودة التعبئة والتغليف وإدارة املخلفات مثل‪:‬‬
‫‪ GREEN POT‬ألاملانية ‪ ECO-EMBALLAGES‬الفرنسية‪ ،‬أنظـ ـر في هذا الخصوص بوجالل صالح الدين‪ »،‬حماية‬
‫البيئة في ظل القانون الدولي والتشريع الجزائري« ‪ ،‬مداخلة ألقيت ض ـ ـ ـمن أشغال امللتقى الوطني حول النظام القانوني لحماية‬
‫البيئة في ظل التشريع الجزائري‪،‬مرجع س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪–921‬حسونة عبد الغني‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتدامة‪ ،‬رس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة مقدمة لنيل ش ـهادة الدكتوراه في‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون‪ ،‬تخ ـ ـ ـصص قان ـ ـ ـون ألاعمال‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2350-2352 ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -922‬زيد املال صافية‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪-923‬حيث صادقت الجزائر على الاتفاق بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 212-51‬مؤرخ في ‪ 50‬أكتوبر ‪ ،2351‬يتضمن التصديق‬
‫على اتفاق باريس حول التغييرات املناخية املعتمد بباريس في ‪ 52‬ديسمبر ‪ ،2351‬ج ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،13‬الصادر في ‪ 50‬أكتوبر‬
‫‪.2351‬‬
‫‪371‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتهدد ماليين البشر‪ ،‬كما أن ألارض القابلة للزراعة سوف تتناقص‪ ،‬وح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدوث موجات جفاف‬
‫وتصحر ملساحات كبيرة في ألارض‪ ،‬كما سيؤثر على ألامن الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذائي العالمي وخصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوصا‬
‫البلدان إلافريقية الفقيرة التي تعاني من نقص في الغذاء‪ ،‬وهنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاك ع ـ ـ ـدة أسبـ ـ ـ ـ ـ ـاب ت ـ ـ ـ ـ ـؤثر على‬
‫الاح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتباس الحراري‪ ،‬من أهمها الغازات املنبعثة من املصانع املوجودة في الدول الصناعية‬
‫الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبرى مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثل أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريكا وأوروبا ‪ ،‬كما تشترك الدول آلاسيوية الصناعية والشرق أوسطية‬
‫وخصوصا املدن املنتجة للبترول‪.‬‬
‫اعتبر املؤتمر كغيره من املؤتمرات املتعلقة باملناخ منبه للدول املنتجة للنفط‪ ،‬وينذرها‬
‫بأن علـ ـ ـ ـ ـ ـيها إيجاد مصادر بديلة في أسرع وقت ممكن وإال فان هامش الربح قد يتعرض إلى الابتزاز‬
‫من الدول الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناعية التي تعتبر املتهم ألاول في عملية الاحتباس الحراري‪.924‬‬
‫املطلب الثالث‬
‫مدى اعتناق املشرع الجزائري مللف البيئة ذو العالقة بالتجارة الدولية‬
‫تحاول الجزائر جاهدة إلى اعتناق املبادئ القانونية الدولية من ـ ـ ـ ـ ـهج النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام‬
‫التـ ـ ـ ـ ـجـ ـاري املتـ ـ ـ ـ ـ ـعدد ألاطراف‪ ،‬ومحاولة التوفيق بين تحرير املبادالت التجارية الدولية وحماية‬
‫البيئة في إطار التنمية املست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدامة وذلك بنفس الوتيرة املفروضة من طرف الدول الصناعية‬
‫الكبرى وبنفس الطريقة التي تجد الدول السارية في طريق النمو نفسها خاضعة للنظام الدولي‬
‫والذي يقوم على حرية التجارة الدولية والتوفيق بينها وبين حماية البيئة بموجب الاتفاقيات‬
‫التجارية املتعددة ألاطراف ذو العالقة بالبيئة‪ ،‬ألامر الذي انعكس على التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشريع الداخلي ال‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحال (الفرع ألاول)‪ ،‬وأكثر من ذلك تم تكريس مبادئ قانونية دولية في إطار تفعيل‬
‫حم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاية البيئة (الفرع الثاني)‪ ،‬و تقرير رسوم إيكولوجية تطبيقا خاصة ملبدأ امللوث الدافع‬
‫(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪ ،, come/view article.aspx://ccicre:http- 924‬تم الاطالع عليه في ‪ 51‬سبتمبر ‪. 2351‬‬

‫‪372‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع ألاول‬
‫مسار التكريس القانوني للبيئة في التشريع الجزائري‬
‫لقد تفاوت اهتمام الجزائر بملف البيئة بصفة عامة و موضوع البيئة ذو العالقة‬
‫بالتج ـ ـارة الدولية بصفة خاصة بتطور النظام إلايديولوجي والاقتصادي املنتهج في الجزائر وذلك‬
‫سواء كان على املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوى الوطني(أوال) أو على املستوى الدولي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬على املستوى الدولي‬
‫شاركت الجزائر في عدة محافل دولية في إطار البيئة بصفة عامة‪ ،‬منها ندوة ستوكهولم‬
‫وقمة الجزائر لدول عدم الانحياز ومصادقة الجزائر على العديد من الاتفاقيات منها اتف ـ ـ ـ ـ ـ ـاقية‬
‫ندوة س ـ ـ ـ ـ ـ ـتوكهولم لس ـ ـ ـ ـنة ‪ ،5912‬قمة ألارض بريو ديجانيرو سنة ‪ 5992‬والتي تعد نقطة تحول‬
‫كبرى في السياسة الدولية بصـ ـفة عامة والسياسة الجزائرية بصفة خاصة‪ ،‬وندوة جوهانسبورغ‬
‫لسنة ‪.2332‬‬
‫ثانيا‪ :‬على املستوى الوطني‬
‫تأخرت الجزائر في إدراج الاعتبارات البيئية ضمن التخطيط الاقتصادي وذلك نظرا‬
‫لغياب سياسة بيئية واضحة‪ ،‬ولم تتخذ الجزائر موقف ايجابي في هدا املجال إال في مطلع‬
‫السبعينات‪ ،‬أين ظهرت ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوادر تشريعية تجسد اهتمام الدولة بحماية البيئة وذلك بإنشاء‬
‫املجلس الوطني للبيئة كهيئة استشارية تق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم اقتراحات في مجال حماية البيئة‪ ،‬وصدور قانون‬
‫البيئة لعام ‪ 5990‬الذي يعد نقطة تحول هامة في م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلف البيئة في الجزائر وحماية الثروات‬
‫الطبيعية بمختلف أشكالها‪.‬‬
‫تم دسترة املبدأ بموجب دستور ‪ 5999‬الذي اعتبرها مصلحة عامة‪ ،‬كما تم إلاشارة في‬
‫قوانين البلدية والوالية وكذلك قانون الصحة و حماية الصحة النباتية والحيوانية التي صدرت‬
‫في الثمانينات والتي رب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطت بين البيئة وتلك املجاالت إلى مسألة البيئة‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫آخر هذه النصوص القانونية‪ ،‬صدور القانون رقم ‪ 53-30‬املتعلق بالبيئة والتنمية‬
‫املستدامة وال ـ ـذي أشار وألول مرة وربط بين حماية البيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬كما تم إقرار‬
‫الجزائي‪925.‬‬ ‫مب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادئ حماية البيئة ودعـ ـ ـ ـ ـمها بالجانب الردعي‬
‫الفرع الثاني‬
‫تكريس مبادئ قانونية تفعيال لحماية البيئة ذو العالقة بالتجارة الدولية‬
‫تحتوي البلدان املصنعة على مقاييس بيئية عالية وقيود بيئية صارمة تفرضها على‬
‫الدول النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامية تحت غطاء حماية البيئة وذلك بضرورة صنع املنتوجات والسلع التي‬
‫تستوردها بنفس املواصفات التي لديها وإال تقوم بفرض رسوم تعويضية أو ضرائب بيئية تحد‬
‫من دخولها إلى أسواقها املحلية‪.926‬‬
‫استجابة لالعتبارات الدولية البيئية ورغبة الجزائر في الانخ ـ ـ ـراط أكثر في النظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام‬
‫التـ ـ ـ ـ ـ ـجاري الدولي كرست املبادئ الدولية في إطار تفعيل التنمية املستدامة‪.‬‬
‫وتتمثل هذه املبادئ في مبدأ النش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاط الوقائي أو مب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدأ الوقاية (أوال)‪ ،‬مبدأ‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحيطة ( ثانيا)‪ ،‬مبدأ امللوث الدافع ( ثالثا)‪ ،‬ومبدأ دراسات التأثير البيئي (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ الوقاية‬
‫تم تكريس املبدأ في القانون الدولي واعتنقه املشرع الجزائري‪.‬‬
‫‪-1‬املقصود باملبدأ‪ :‬لم يتطرق املشرع الجزائري بموجب نص املادة ‪ 0‬فقرة ‪ 1‬من القانون‬
‫رقم ‪ 53-30‬لتعريف املبدأ‪ ،‬أين حذا بذلك حذو املشرع الفرنس ي واكتفى باإلشارة إليه‪ ،‬كما ربط‬
‫مبدأ الوقاية وتص ـ ـ ـ ـحيح ألاضرار البيئية باألولوية عند املصدر‪.‬‬

‫‪ - 925‬قانون رقم ‪ 53-30‬مؤرخ في ‪ 59‬جويلية ‪ ،2330‬يتعلق بحـماية البيئة في إطار التنمية املـ ـ ـستدامة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪،00‬‬
‫الصادر في ‪ 21‬جويلة ‪.2330‬‬
‫‪- 926‬الشحات أحمد يوسف‪ ،‬الترتيبات الحماية في ظل املن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظمة العاملية للتجارة‪ ،‬دار النيل للطب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاعة‬
‫والنش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‪ ،‬القاهرة ‪ ،2335 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪374‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويراد به اتخاذ مجموعة من التدابير وإلاجراءات الوقائية منعا لوقوع الضرر البيئي‬
‫والحد من التلوث و ذلك قبل حدوثه‪ ،‬إذ أن حق الدول في استغالل ثرواتها املختلفة ومواردها‬
‫الطبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعية يتوقف ع ـ ـ ـ ـند عدم التسبب في تلوث عابر للحدود‪.‬‬
‫ظهر مبدأ الوقاية ألول مرة في قضية مصهر تراييل لعام ‪ 5905‬ثم تطور إلى مبدأ العناية‬
‫الواج ـ ـ ـبة في ظل لجنة القانون الدولي‪.927‬‬
‫‪-5‬نطاق تطبيقه‪ :‬تم التأكيد على املبدأ في العديد من الاتفاقيات الدولية املتعلقة بحماية‬
‫البيئة مثل اتفاقية جنيف الخاصة بأعالي البحار لعام ‪ 5919‬واتفاقية بازل لعام ‪.5999‬‬
‫نص عليه املشرع الجزائري بموجب نص املادة ‪ 3‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 19-93‬وذلك‬
‫بنصها‪:‬‬
‫"مبدأ النشاط الوقائي وتصحيح ألاضرار البيئية باألولوية عند املصدر ويكون ذلك باستعمال‬
‫أحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسن التقنيات املتوفرة وبتكلفة اقتصادية مقبولة ويلزم كل شخص يمكن أن يلحق‬
‫نشاطه ضرر كبيرا بالبيئة مراعاة مصالح الغير قبل التصرف"‪.‬‬
‫حيث ربط املشرع بين مبدأ الوقاية وتصحيح ألاضرار البيئية‪ ،‬ويتعين لتطبيق املبدأ أن‬
‫تكون ألاضرار الواجب تفاديها معروفة‪ ،‬وذلك باستخدام أحسن التقنيات املتوفرة‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬مبدأ الحيطة عرف القانون الدولي منذ السبعينات تطورا ملحوظا ملسايرة مختلف‬
‫ألاخ ـ ـ ـ ـ ـطار الجديدة‪ ،‬فبعدما كان مجرد قانون يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخذ عادة في حاالت الاستعجال ملواجهة‬
‫الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوارث‪ ،‬دخل مرحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلة جديدة ‪ ،‬إذ أصبح قانونا موجها أيضا نحو املستقبل في إطار‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬فماذا يراد به‪ ،‬ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا هو نطاق تطبيقه‪.‬‬
‫‪-1‬تعريفه ‪ :‬يقصد بمبدأ الحيطة إلزام الدول اتخاذ التدابير الالزمة الستدراك تدهور‬
‫البيئة‪ ،‬كما أن الضرر الذي يسعى مبدأ الاحتياط منع وقوعه هو ضرر يستعص ي على املعرفة‬
‫العلميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتاحة أن تؤكد وقوعه أو تحدد آثاره ونتائجه على البيئة‪ ،‬وأن يكون هناك عدم‬

‫‪ - 927‬راجع تفاصيل هذه القضية زيد املال صافية‪ ،‬حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماية البيئة في إطار التنمية املس ـ ـ ـ ـ ـ ـتدامة على ضوء أحكام القانون‬
‫الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.532‬‬

‫‪375‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وجود يقين علمي فيما يتعلق بماهية الضرر‪ ،928‬يتصف مبدأ الحيطة بالتسبيق والتوقع والذي‬
‫يقوم على معطيات علمية مجردة ودراسة احتماالت وق ـ ـ ـ ـ ـ ـوع وتحقق الضرر في املستقبل‪ ،‬وتم‬
‫النص على املبدأ ضمن املبدأ الخامس عشر من إعالن ريو حول البـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيئة والتنمية وقبله في ظل‬
‫امليثاق العالمي للطبيعة لعام ‪ 5992‬واعتنقته أغلبية الاتفاقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيات املوقعة في مج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال‬
‫البيئة‪ ،929‬والذي حث الحكومات على عدم منح ترخيص ملزاولة النشاطات التي لها آثار ضارة على‬
‫البي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـئة والطبيعة كتدبير احتياطي للوقاية من آلاثار الخطيرة‪.‬‬
‫نص املشرع الجزائري على املبدأ بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب الفقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ‪ 1‬من املادة ‪ 0‬من الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم‬
‫‪ ،93053-30‬ح ـ ـيث ربط تطبيقه بوجود أضرار جسيمة محتملة لم يتوصل العلم إلى توفير‬
‫معلومات دقيقة عن تلك ألاض ـ ـ ـرار وعدم توفر تقنيات متطورة ملكافحتها‪.‬‬
‫‪-5‬القيمة القانونية للمبدأ‪ :‬أثير جدل فقهي حول القيمة القانونية للمبدأ‪ ،‬فمن الفقه‬
‫من اعتـ ـبره قاعدة عرفية ملزمة ألنه لقي بقبول الدول‪ ،‬ومن الفقه من يعتبره قاعدة قانونية‬
‫اتفاقية بشرط أن يـ ـ ـ ـ ـ ـك ـ ـون املبدأ منصوص عليه في إطار نص ذو طبيعة قانونية وأن يصبح ملزما‬
‫للمخاطبين به‪ ،‬كما تماطل القضاء في إدراج املبدأ ولم يتم ذلك إال في بعض القضايا البيئية التي‬
‫ينقصها معلومات عملية حول ألاخطار الجسيمة ‪.931‬‬
‫و في ظل هذه التباينات حول القيمة القانونية للمبدأ نجد أن تحديد نطاقه في حد ذاته‬
‫مبني ع ـ ـ ـ ـ ـلى اعتبارات بعدم توافر اليقين العلمي وهي املصطلحات التي اعتمدتها معظم‬
‫‪ ،‬وذلك بمجرد توافر شكوك حول خطر محتمل‬ ‫الصميم‪932‬‬ ‫التشريعات الدولية في ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا‬

‫‪-928‬محمد ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـافي يوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـف‪ ،‬مبدأ الاح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتياط لوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع ألاضرار البـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيئية‪ :‬دراسة في إطار القانون الدولي‪ ،‬دار‬
‫النهضة الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2331 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪929‬‬
‫‪-PIERRE Marie, Droit international publique, 4ème édition, Dalloz, Paris, 1998, p. 101.‬‬
‫‪-930‬و ذلك بنصها‪ :‬مبدأ الحيطة الذي يجب بمقتضاه أال يكون عدم توافر التقنيات نظرا للمعارف العلمية والتقنية الحالية‬
‫سببا في اتخاذ التدابير الفعلية واملتناسبة للوقاية من خطر ألاضرار الجسيمة املضرة بالبيئة‪.‬‬
‫‪ - 931‬صعيدي عبد هللا‪ ،‬النمو الاقتصادي والتوازن البيئي ( تقييم أثر النشاط الاقتصادي على عناصر النظام البيئي)‪ ،‬دار‬
‫النهـ ـ ـ ـ ـ ـضة العـ ـ ـ ـربية للنشر‪ ،‬القاهرة ‪ ،2332 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ – 932‬و في هذا الصدد نجد أن املشرع الجزائري استعمل مصطلح عدم توافر التقنيات نظرا للمعارف العلمية والتقنية الحالية‬
‫س ـ ـ ـ ـببا في تأخير اتخاذ التدابير الفعلية و ذلك في نص الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،53-30‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪376‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يقدره الخبراء وفقا ملعايير علمية محددة وتحديد موضوع الخطر بحد ذاته‪ ،‬بشرط أن تكون‬
‫التدابير الاحتياطية مناسبة ملستوى الحماية املراد تح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقيقها وضرورة أن ال تكون هذه التدابير‬
‫تعسفية تمييزية‪.933‬‬
‫ثالثا‪:‬مبدأ امللوث الدافع‬
‫تم النص على املبدأ عام ‪ 5912‬كتوصية من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وذلك‬
‫بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب الاتفاق الذي حدث بين أعضاء هذه املنظمة حول وضع سياسة تنمية قائمة على‬
‫أساس هذا املبدأ‪ ،‬وبصفة قانونية تم النص عليه في إعالن ريو لعام ‪ 5992‬في املادة ‪ 51‬منه أين‬
‫تم إدخال مبدأ التكاليف البيئية ضمن عناصر إلانتاج‪.934‬‬
‫‪-1‬موقف املشرع الجزائري من مبدأ امللوث الدافع‬
‫اعتمد املشرع الجزائري مفهوم بسيط للملوث‪ ،‬حيث رب ـ ـ ـ ـ ـطه بالنشـ ـ ـ ـ ـ ـاط الذي يقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم‬
‫به املتع ـ ـ ـ ـامل الاقتصادي دون تعريفه الذي يخضع حسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب قانون املنشآت املصنفة لعام‬
‫‪ ،5999‬إما إلى تصريح رئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيس املجلس الشعبي البلدي أو إلى ترخيص الوالي أو وزير البيئة‬
‫بحسب خطورة النشاط وهو املعيار الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذي اعتمده املشرع الجزائري في قانون املالية‬
‫لعام‪ ،935 2332‬يتمثل هذا املعيار في خطورة النشاط الذي يم ـ ـ ـ ـارسه العون الاقتصادي‪.936‬‬
‫يعرف املبدأ اقتصاديا أن السلع الاقتصادية املعروضة في السوق عليها أن تعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكس‬
‫كلفة امل ـ ـ ـ ـ ـوارد املستعملة بما في ذلك املوارد البيئية‪ ،‬إذ أن إلقاء نفايات في الطبيعة وعدم دفع‬
‫ثمن املوارد البيئية يؤدي على القضاء عليها‪ ،937‬بينما يراد من الناحية السياسية إرادة السلطة‬
‫الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامة في توفير ألاعباء املالية املتـ ـ ـ ـعلقة بالتخلص من التلوث لصالح الخزينة العامة‬

‫‪ -933‬حسونة عبد الغني‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 934‬زيد املال صافية‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.059‬‬
‫‪ - 935‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 009-99‬مؤرخ في ‪ 0‬نوفمبر ‪ ،5999‬يضبط التنظيم املطبق على املنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشأة املص ـ ـ ـ ـنفة ويح ـ ـ ـدد‬
‫قائمتها‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‪ ،92‬الصادر قي ‪ 0‬نوفمبر ‪.5999‬‬
‫‪ –936‬الحلو ماجد راغب‪ ،‬قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة‪( ،‬املقصود بالتلوث‪ ،‬معايير الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماية‪ ،‬الضبط إلاداري‬
‫والبيئة‪ ،‬التنقية القانونية لحماية البيئة)‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،2332 ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪937‬‬
‫‪-BARDE Jean Philippe, Economie et politique de l’environnement ,PUF, 2ème édition, Paris, 1992,‬‬
‫‪p. 210.‬‬
‫‪377‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتحميلها للمتسببين في التلوث‪ ،938‬مما يعني إلقاء عبئ التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكلفة الاجتماعية للتلوث على الذي‬
‫يحدثه وليس على الجماعة ‪.‬‬
‫‪ 5‬نطاق تطبيقه‪ :‬يشمل مبدأ امللوث الدافع التعويض عن ألاضرار املباشرة التي يتسبب‬
‫فيها امللوث للبيئة أو نفقات الوقاية بالنسبة للنشاطات الخ ـ ـطيرة أو الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاصة‪ ،‬باإلض ـ ـ ـ ـ ـ ـافة إلى‬
‫م ـ ـ ـ ـصاريف إلاج ـ ـ ـ ـراءات إلادارية‪ ،‬ألاضرار املتبقية‪ ،‬حاالت التلوث عن طريق الح ـ ـ ـ ـ ـوادث‪ ،‬مجاالت‬
‫التلوث غير املشروع‪ ،‬وهو ح ـ ـ ـ ـ ـ ـالة تجاوز أحد امللوثين العتبة املسموح بها للتلوث وسبب‬
‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـررا للغير فإنه يلتزم بالتعويض ويدفع غرامة‪.939‬‬
‫في حين يبقى املشكل ألاساس ي هو تحديد التزامات امللوث‪ ،‬التي يجب أن يقوم بها دون‬
‫الاعتماد على مساعدات إال عند الضرورة‪ ،‬حيث لم تدفع فرنسا تكاليف التقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليص من مادة‬
‫الكلور‪ ،‬إذ ساه ـ ـ ـ ـمت كل من أملانيا وسويسرا باسم التضامن الدولي ودفعت هولندا الدولة‬
‫الضحية ‪ %00‬من تكلفة التلوث‪.940‬‬
‫رابعا‪:‬مبدأ دراسات التأثير البيئي‬
‫ظهرت دراسات التأثير البيئي ابتداء من إعالن ستوكهولم لعام ‪ 5912‬كتقنية دولية‬
‫مشـ ـ ـروع ـ ـة دوليا حيث تطرقت الفقرة ‪ 1‬من ديباجة إلاعالن لتأثير نشاطات إلانسان على البيئة‬
‫في منظ ـ ـ ـ ـور شامل‪ ،‬وأول من كرسها هي و‪.‬م‪.‬أ وتبعتها من بعد ذلك عدة دول منها فرنسا سنة‬
‫‪ 5911‬والجزائر عام‪ ،5990‬الذي يصفها بأنها وسيلة للنهوض بحماية البيئة‪ ،941‬فماذا يراد باملبدأ‬
‫وما هي حدود نطاقه‪.‬‬
‫‪-1‬عن ظهور املبدأ وتعريفه‬

‫‪938‬‬
‫‪-BARDE Jean Philippe, Economie et politique de l’environnement ,PUF, 2ème édition, Paris, 1992,‬‬
‫‪p. 188.‬‬
‫‪939‬‬
‫‪-MALINGREY Philippe, Introduction au droit de l’environnement, 2ème édition, Lavoisier, Paris,‬‬
‫‪2004, p. 5.‬‬
‫‪ - 940‬دعبس يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرى‪ ،‬البيئة والتن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمية املست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدامة‪ ،‬قضايا وتحديات وحل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول‪ ،‬الجزء ألاول‪،‬‬
‫مطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبعة الجالل‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،2331 ،‬ص‪.19‬‬

‫‪ - 941‬املادة ‪ 50‬من القانون رقم ‪ 30-90‬مؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ،5990‬يتعلق بحم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاية بالبيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،1‬الصادر في ‪1‬‬
‫في ـ ـ ـ ـ ـ ـفري ‪( ،5990‬ملغى بموجب القانون رقم ‪ 53-30‬املتعلق بالبيئة)‪.‬‬
‫‪378‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تطرقت عدة مصادر إلى املبدأ‪ ،‬نجد من ذلك إعالن منظمة التعاون والتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنمية‬
‫الاقتصادية حول السياسة والبيئة عام ‪ ،5910‬وتوجيهية برنامج ألامم املتحدة للبيئة لعام ‪5991‬‬
‫حول ألاهداف ومبادئ تقييم التأثير على البيئة والتي تشترط الحصول على رخصة من السلطات‬
‫املختصة قبل ممارسة أي نشاط يؤثر على البيئة إال بعد إجراء دراسة مسبقة‪.‬‬
‫إال أن جل الاتفاقيات والتشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريعات الوط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنية لم تقـ ـ ـ ـ ـدم لنا تعري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفا حول مبدأ‬
‫دراس ـ ـ ـ ـ ـ ـة التأثير البيئي‪ ،‬فنجد أن املشرع الجزائري أشار في نص املادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪53-30‬‬
‫إلى معيار حجم املن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشأة إلعمال املبدأ وذلك بإخضاع جميع ألاشغال وأعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمال التهيئة‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواء كانت عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامة أو خاصـ ـ ـ ـ ـ ـة إلى دراسة التأثير‪ ،‬فكلما كانت املنشأة كبيرة كانت الانبعاث‬
‫الصادر منها كبير‪.‬‬
‫كذلك أضاف معيار آلاثار و ألابعاد التي تسببها املنشاة على البيئة‪ ،‬إال أنه كان من ألاجدر‬
‫النص على ضرورة توافر املعيارين معا في املشروع نفسه‪ ،‬إذ العبرة بحجم انعكاساته على البيئة‬
‫وليس بحجمها‪.942‬‬
‫‪-5‬نطاق تطبيقه ميز املشرع الجزائري بين املشاريع التي تخضع لدراسة التأثير على‬
‫املش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاريع وتلك التي تخضع ملوجز التأثير‪ ،943‬وأحالت املادة ‪ 550‬من القانون رقم ‪53-30‬‬
‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبط القائمتي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن إلى موج ـ ـ ـ ـب التنظيم‪ ،944‬ولم يكتف املشرع بالتعريف العام للمنشآت‬
‫املصنفة‪ ،‬وإن ـ ـ ـما قام بتحديد قائمة دقيقة لكل أنواع املنشآت التي تخضع لضرورة الترخيص‪.‬‬

‫‪ - 942‬زيد املال صافية‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.090‬‬
‫‪ - 943‬تنص املادة ‪ 51‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،53-30‬مرجع سابق‪ ،‬على‪ :‬قائمة ألاشغال التي بسبب أهمية تأثيرها على‬
‫البـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيئة تخ ـ ـ ـ ـ ـضع إلجـ ـ ـ ـراءات دراسـ ـ ـ ـة التأثير‪ ،‬وقائمة ألاشغال التي بسبب ضعف تأثرها على البيئة‪ ،‬تخضع إلجراءات‬
‫موجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـز التأثير‪.‬‬
‫‪- 944‬حيث صدر املرسوم التنفيذي رقم ‪ 501-31‬مؤرخ في ‪ 59‬ماي ‪ ،2331‬يتعلق بتحديد مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات‬
‫املصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 22‬ماي ‪ ،2331‬كما أرفق املرسوم التنفيذي‬
‫بملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحقين يحددان على سبيل الحصر قائمة املشاريع التي تخضع سواء لدراسة التأثير أو ملوجز التأثير‪ ،‬بينما يتضمن امللحق‬
‫ألاول قائمة املشاريع التي تخ ـ ـ ـ ـ ـ ـضع لدراس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة التأثير واملحصورة في ‪ 29‬مشروع‪ ،‬أما موجز التأثير الذي هو عبارة عن تقرير‬
‫يشير إلى مدى احترام املشروع للبيئة ‪ ،‬وإجراء دراسة مخففة لتقليص قائمة املشاريع التي تخضع لدراسة تأثير خفيف و جعل‬
‫إلاجراءات أكثر مرونة‪.‬‬
‫‪379‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بمفهوم املخالفة‪ ،‬فإن عدم ورود اسم منشأة ما ضمن مجموعة املنشآت الواردة في هذه‬
‫القائمة يقتض ي عدم حاجة هذه املنشأة إلى الحصول على ترخيص مسبق من إلادارة‪.‬‬
‫املختصة بعد تقديم دراسة التأثير أو موجز التأثير من طرف صاحب املنشأة ‪.945‬‬
‫وفي حال افتراض أن تلك املنشأة غير املدرجة ضمن القائمة التي تتطلب الترخيص تكون‬
‫ل ـ ـ ـ ـها آثار سلبية على البيئة‪ ،‬فيحيلنا املشرع الجزائري في هذه املسألة إلى نص املادة ‪ 21‬من‬
‫القان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون رقم ‪. 94653 -30‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫تكريس الرسوم البيئية ‪:‬تفعيال لحماية البيئة أم تقييد حرية املبادالت التجارية‬
‫قامت لجنة التجارة والبيئة بتخصيص بند مستقل في جدول أعمالها لتحديد العالقة‬
‫بين أحـ ـ ـ ـ ـ ـكام النظام التجاري متعدد ألاطراف والرسوم والضرائب املفروضة ألغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراض بيئية‬
‫(البند الثالث)‪ ،‬كمـ ـ ـ ـا أن اتفاقيات ‪ OMC‬ذات العالقة بالبيئة ال تمنع أي دولة انتهاج سياسات‬
‫ولوائح ضريبية معينة فيما ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتعلق بحماية البيئة طاملا اقتصر تطبيقها على املستهلكين‬
‫واملنتجين املحليين فقط‪ ، 947‬ووفق املذكرة الجبائية لوزارة املالية الفرنسية فتعد رسوما بيئية‬
‫تلك الرسوم التي تخضع لها مادة عند طرحها لالستهالك نتيجة ألاض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرار البيئية التي تنتج‬
‫عنها‪.948‬‬

‫‪- 945‬و يراد بالرخصة تلك الوثيقة إلادارية التي يجب أن تحصل عليها املنشاة املصنفة الصناعية والتجارية من إلادارة املختصة‬
‫وذلك بس ـ ـ ـ ـ ـب املضايقات واملخاطر التي قد تسببها في ما يتعلق باألمن العام و الصحة والنظافة العمومية أو البيئة مما يستدعي‬
‫خضوعها لرقابة خ ـ ـ ـ ـ ـاص ـ ـة بهدف منع مخاطرها أو مضايقاتها ‪ ،‬منها خطر الانفجار والدخان والروائح‪ ،‬أنظر نص املادة ‪ 11‬من‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،330-08‬يضبط التنظيم املطبق على املنشأة املصنفة ويحدد قائمتها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -946‬حيث تنص املادة على‪ ":‬عندما تنجم عن استغالل منشأة غير واردة في قائمة املنشآت املصنفة‪ ،‬أخطار أو أضرار تمس‬
‫باملصالح املذكورة في نص املادة ‪ 18‬من نفس القانون ‪ ،‬وبناء على تقرير من مصالح البيئة يعذر الوالي املستغل ويحدد له‬
‫أجال التخاذ التدابير الضرورية إلزالة ألاخطار وألاضرار املثبتة"‪.‬‬

‫‪ - 947‬شاهين ماجدة‪ ،‬املنظمة العاملية للتجارة ‪ :‬تقييم الاتفاقيات وتحديات التطبيق‪ ،‬ألاهرام الاقتصادية‪ ،‬القاهرة‪2331 ،‬ـ‪،‬‬
‫ص ‪.290‬‬
‫‪ - 948‬دعبس يسرى‪ ،‬البيئة والتنمية املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتدامة‪ ،‬قضايا وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحديات وحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلول‪ ،‬الجزء ألاول‪ ،‬مط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبعة‬
‫الجالل‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،2331 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪380‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تتدخل الدولة بموجب الرسوم إلايكولوجية من أجل تدعيم حماية البيئة واملحافظة‬
‫على امل ـ ـ ـ ـ ـ ـوارد الطبيعية‪ ،‬ونجد أن املشرع الجزائري كرس سياسة الرسوم البيئية (أوال)‪ ،‬وذلك‬
‫بجل أنواعها (ثانيا) ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـما تقررت طريقة لتحصيل الرسوم إلايكولوجية (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املقصود بالرسم البيئي‬
‫هناك مجموعة من التعاريف للرسم البيئي‪ ،‬فوفقا ملذكرة الجباية لوزارة املالية‬
‫الفرنسية فإن الرسم البيئي هو الرسم التي تخضع لها مادة عند طرحها لالستهالك نتيجة ألاضرار‬
‫البيئية التي تنتج عنها‪.‬‬
‫ورد تعريفه في إحدى نشرات إلاتحاد ألاوروبي إلاعالمية‪ ،‬بأن الرسوم الجبائية تعتبر‬
‫بيئية إذ ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان الوعاء له آثار سلبية على البيئة‪.949‬‬
‫الرسم كذلك اقتطاع مالي إلزامي يقرر من طرف السلطات العامة على امللوث الدافع‬
‫ليسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاهم في رقابة وإصالح البيئة ودفعه لتغيير سلوكه لصالح البيئة‪ ،‬أين تتخذ عدة صور‬
‫من رسوم‪ ،‬شبه رس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم ورسوم اتنفاع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الرسوم‬
‫هناك ثالث أنواع من الرسوم‪ :‬الرسوم على الانبعاثات‪ ،‬الرسوم على املنتجات‪ ،‬رسوم‬
‫الانتفاع‪.‬‬
‫‪ -1‬الرسوم على الانبعاثات عبارة عن اقتطاع مالي يفرض على النفايات واملخلفات‬
‫املترتبة على بعض ألانشطة امللوثة يفرض على املتسببين في هذه النفايات و تطبيقها مرتبط‬
‫بالتل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوث ال ـ ـ ـ ـناجم عن مص ـ ـ ـ ـادر ثابتة‪ ،‬ومقدارها مرتبط بحجم املخلفات‪.‬‬
‫‪-5‬الرسوم على املنتجات هي اقتطاعات تفرض على منتوجات محـ ـ ـ ـ ـ ـ ـددة تلحق أضرار‬
‫بالبيئة‪ ،‬ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتم تطبيق هذا النوع من الرسوم حينما يستحيل تطبيق الرسم على الانبعاثات وهو‬
‫رسم متباين غير مح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد‬

‫‪- 949‬حجارة ربيحة‪ ،‬حرية املبادرة في التجارة الخارجية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.511‬‬
‫‪381‬‬
‫احترام إجراءات تكميلية لإلجراءات الجمركية املرتبطة بالتجارة الخارجية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫القيمة يختلف باختالف املنتوج مثل الرسوم التي تفرض على املبيدات الحشرية وألاسمدة‬
‫واملواد السامة‪.‬‬
‫‪-3‬رسوم الانتفاع تهدف إلى تمويل بعض املرافق العالقة بالبيئة مقابل الخدمة التي‬
‫يقدمها مثل رسوم تطهير املياه ورفع النفايات املنزلية وعائداتها والتي تهدف إلى املساهمة في‬
‫تغطية التكاليف الالزمة لح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماية البيئة‪.950‬‬

‫‪- 950‬زيد املال صافية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬


‫‪382‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫تتيح دراسة موضوع حرية الاستثمار في التجارة الخارجية بين املستجدات التشريعية‬
‫والتنظيمية املختلفة‪ ،‬الت ـ ـ ـطلع لألهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمية البالغة التي تكتسيها التجارة الخارجية كق ـ ـ ـ ـطاع‬
‫استراتيجي وحساس في املنظومة الاقتص ـ ـ ـ ـادية والاستثم ـ ـ ـ ـ ـار في قطاعي الت ـ ـ ـ ـصدير والاستيراد‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـارج املحـ ـ ـ ـ ـروقات‪ ،‬وأهميته في رفع واردات الدولة من العملة الصعبة من خالل نشاط‬
‫التصدير على وجه الخصوص‪ ،‬وذلك عن طريق إرساء آلاليات القانونية التي تستقطب املستثمر‬
‫ألاجنبي والذي يتدخل بجانب املصدر واملستورد الجزائري املقيم‪ ،‬عن طريق الاستثمار ألاجنبي‬
‫أوال ثم الدخول في نشاطات التصدير والاستيراد ثانيا‪.‬‬
‫يتميز تنظيم حرية املبادالت التجارية والاستثمار فيها بالتذبذب في حاالت معينة‪ ،‬وعدم‬
‫وضوح موقف املشرع الجزائري أحيانا أخرى‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بحرية املبادالت التجارية بحد‬
‫ذاته ‪ ،‬حيث أن قطاع التجارة الخارجية قطاع لطاملا ميزه احتكار الدولة بشكل مطلق أحيانا‬
‫وبشكل من الليونة أحيانا أخرى‪ ،‬لتطلق املجال للحرية واملبادرة لطائفة واسعة من املتدخلين في‬
‫القطاع‪ ،‬لكنها سرعان ما عادت من جديد بتشريعات جديدة خاصة منذ منتصف ‪ ،9002‬إثر‬
‫صدور قانون املالية التكميلي لنفس السنة ‪ ،‬وبعدها مباشرة صدرت ترسانة من النصوص‬
‫القانونية والتنظيمية مرتبطة أساسا بالوضعية الاقتصادية واملالية التي تعيشها الجزائر‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب انخفاض أسعار املحروقات‪.‬‬
‫يضطلع قطاع التجارة الخارجية بجانب مجموعة من القطاعات‪ ،‬على أهمية كبيرة من‬
‫حيث اعتباره مصدرا يتم اللجوء إليه للحصول على واردات من العملة الصعبة‪ ،‬وهو ما يوحي‬
‫في العموم على إعطاء دور للدولة في تنظيم التجارة الخارجية وذلك بموجب تدخلها من خالل‬
‫مجموعة من آلاليات مكرسة في نصوص مبعثرة‪ ،‬وقد أكد املشرع الدستوري هذا التوجه من‬
‫خالل التعديل الدستوري لسنة ‪ 9002‬وبالضبط في املادة ‪ 90‬منه‪ ،‬مما قد يخلق تناقض مع‬
‫مبدأ التحرير التام للمبادالت التجارية املقررة لطائفة واسعة من ألاعوان الاقتصاديين‪ ،‬إذ انه‬
‫من جهة تم تكريس املبدأ دستوريا وقانونيا‪ ،‬وذلك تماشيا مع املبادئ التي أقرتها املنظمة العاملية‬
‫للتج ـ ـ ـ ـارة في هذا الشأن ‪ ،‬بالخصوص مبدأ التبادل الحر أو تحرير املبادالت التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارية‬
‫الدولية‪ ،‬والذي يقض ي عمل الدول ألاعضاء في املنظمة أو الراغبة في الانضمام ‪ ،‬العمل على إزالة‬
‫كل القيود والعراقيل التي تحول دون تحقيق املبدأ املنشود‪.‬‬
‫‪384‬‬
‫خاتمة‬

‫إن ألاحكام التي تحيط بتطبيق املبدأ‪ ،‬تشير إلى محاولة املشرع التضييق منه‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫من خالل مجموعة من املؤشرات‪ ،‬تم جمعها من خالل دراسة مختلف النصوص القانونية‬
‫التشريعية منها والتنظيمية املؤطرة لنشاط املبادالت التجارية في الجزائر‪.‬‬
‫تتمخض عن دراستنا مجموعة من النتائج‪ ،‬أين يمكن تعدادها في ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬يعتبر قانون الاستيراد والتصدير بمثابة النص املرجعي في السياسة التشريعية‬
‫للتجارة الخارجية ومجموعة أخرى من النصوص التنظيمية التي جاءت تطبيقا لبعض‬
‫نصوصه‪ ،‬في وقت أثار القانون رقم ‪ 01-01‬مؤرخ في جويلية ‪ ،9001‬املعدل واملتمم لألمر رقم‬
‫‪ 00-00‬مجموعة من التساؤالت‪ ،‬خاصة منها التساؤل عن املحاور التي تم تعديلها ‪ ،‬وتلك التي لم‬
‫يمسسها تعديل‪.‬‬
‫تعديل القانون رقم ‪ 01-01‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ 00-00‬يحمل في طياته الكـ ـثير‪،‬‬
‫وذلك قياسا للوضعية الاقتصادية الجزائرية واملبادئ التي تحكم التجارة الدولية والتي تعمل‬
‫املنظمة العاملية للتجارة على تجسيده ـ ـ ــا‪ ،‬حيث نجد أن املشرع الجزائري يؤكد على تحريره‬
‫لقطاع التجارة الخارجية وتم التأكيد على تكريس مبدأ حرية املبادالت التجارية‪ ،‬بشرط أن‬
‫يمارس في إطار احترام مقتضيات النظام العام وآلاداب العامة‪ ،‬صحة إلانسان والحيوان والنبات‬
‫والتراث الثقافي والبيولوجي وحماية البيئة‪،‬‬
‫للتذكير‪ ،‬فقد أضاف تعديل قانون الاستيراد والتصدير رقم ‪ 01-01‬مجـ ـ ـ ـموعة من‬
‫املفاهيم‪ ،‬حيث أنه يوسع من املجاالت التي يجب اح ـ ـ ـ ـترامها أثناء م ـ ـ ـ ـ ـمارسة حرية املبـ ـ ـ ـادالت‬
‫التجارية‪ ،‬فباإلضافة إلى ضرورة احترام ألامن والنظام العام وآلاداب العامة الواردة في نص املادة‬
‫‪ 09‬من ألامر رقم ‪ ،00-00‬يضيف املشرع بموجب نص املادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ 01-01‬ضرورة‬
‫حماية صحة ألاشخاص والحيوانات والثروة الحيوانية والنباتية ووقاية النباتات والثروة‬
‫البيولوجية وبالبيئة والتراث الثقافي والتاريخي‪ ،‬وذلك تطبيقا للمبادئ التي نصت عليها الاتفاقيات‬
‫املنشئة للمنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يعتبر نشاط املبادالت التجارية اقتصادي بطبيعته‪ ،‬ومن خصائصه نستشف أنه‬
‫يمكن اعتباره نشط مقنن‪ ،‬وذلك إعماال بخصائص النشاطات املقننة التي تنطبق عليه من كل‬

‫‪385‬‬
‫خاتمة‬

‫املواصفات‪ ،‬حيث أن فرض إجراءات الحصول على رخصة مسبقة من أجل استيراد مجموعة‬
‫واسعة من املنتوجات البضائع من خالل نظام الحصص‪ ،‬والذي اعتبرته املنظمة العاملية للتجارة‬
‫قيد يرد على حرية املبادالت التجارية الدولية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬لم يكن املشرع الجزائري واضحا في ألاحكام املنظمة لألعوان الاقتصاديين‬
‫املستثمرين في مجال الاستيراد والتصدير‪ ،‬فلم يحدد مثال الطبيعة القانونية للشركات التجارية‬
‫املستثمرة في هذا القطاع فيما إذا كانت شركات أشخاص أو شركات أموال‪ ،‬وذلك بالرغم من‬
‫استدراكه ملسألة تحديد الرأسمال املكون للشركة الاستيراد والتصدير بموجب أحكام قانون‬
‫املالية التكميلي لسنة ‪ ،9001‬وأعاد النظر في املسألة بأن فتح رأسمالها بموجب تعديل القانون‬
‫التجاري لسنة ‪.9001‬‬
‫رابعا‪ :‬ال يسمح للشخص الطبيعي ممارسة نشاط الاستيراد إال في مسألة املنتوجات التي‬
‫يحتاجها من أجل مزاولة مشروعه الاستثماري‪ ،‬مما يشكل قيدا على حريته في هذا املجال‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عدم وضع إطار قانوني خاص بالشركات املتعددة الج ـ ـ ـ ـنسيات املستثمرة في‬
‫الجزائر‪ ،‬وخضوعها للقواعد العامة‪ ،‬مما يخلق لبسا لهذه الشركات‪ ،‬وترددها في املبادرة‬
‫لالستثمار في الجزائر‪ ،‬خاصة في مجال الامتيازات والحوافز‪ ،‬واملعاملة التمييزية الواضحة بين‬
‫املستثمر ألاجنبي والوطني ‪ ،‬وتلك معطيات قانونية تقع بجانب عدم تحسب املشرع للهيمنة‬
‫والتعسف الذي تعتمده مثل تلك الشركات العمالقة‪ ،‬وكذلك إمكانية الاستفادة من خبرتها‬
‫ومعرفتها الفنية ‪ ،‬الش يء الذي قد يفسر ندرتها في الجزائر وعدم نشاطها إال في ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطاع‬
‫املحروقات‪ ،‬مما يجعل الجزائر قليلة الخبرة في مجال التعامل مع تلك الشركات‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬تواجد الدولة من خالل الهيئات املمثلة لها في مجال الاستيراد والتصدير‪ ،‬مما‬
‫يفسر الطابع الحمائي الذي ترغب اعتماده وبطريقة غير مباشرة في هذا القطاع‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬تكريس املشرع لحرية التبادل ‪ ،‬وتردد من طرف السلطات إعمال املبدأ‪ ،‬مما‬
‫يفسر عدم استعداد املنشآت القاعدية الاقتصادية مواجهة ومنافسة الشركات الدولية‪.‬‬

‫‪386‬‬
‫خاتمة‬

‫ثامنا‪ :‬عدم غرس الروح التنافسية لدى القطاع الخاص في الجزائر‪ ،‬نتج عنه إقصائه في‬
‫املحافل الدولية‪ ،‬وعدم إنتاجه منتوجات صالحة للتصدير تنافس املنتوجات ألاجنبية ووفق‬
‫مواصفات إلايزو العاملية ‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬مح ـ ـ ـ ـ ـدودية وعدم كفاية املنتوجات التي تص ـ ـ ـ ـ ـدرها املؤس ـ ـ ـ ـسات الجزائرية إلى‬
‫الخارج‪ ،‬والتي تقتصر على الزيوت‪ ،‬التمور والتين املجفف‪ ،‬ومحدودية املشتري في السوق العربية‬
‫وإلافريقية‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬عدم نجاعة اتفاقات الشراكة التي أبرمتها الجزائر مع شركائها الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرب‬
‫وألاوروبيين‪ ،‬وذلك بالنظر إلى النتائج السلبية املحققة من ورائها ‪ ،‬وتحقق قاعدة عدم توازي‬
‫ألاشكال‪ ،‬ألامر الذي يعيد طرح التساؤل الذي يقض ي بأسباب إبرام تلك الاتفاقيات ودراسة‬
‫آلاثار وألابعاد املترتبة عنه‪ ،‬وهل كان إبرام الاتفـ ـ ـ ـ ــاقات من أجل تحقيق مصالح شخصية على‬
‫حس ـ ـ ـ ـ ـاب الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصالح العام‪ ،‬والدليل القاطع هو ارتفاع فاتورة الواردات من الدول الشريكة‬
‫مقابل صادرات ضئيلة الحجم واملستوى‪.‬‬
‫إحدى عشر‪ :‬محدودية نسبة رأسمال الذي يشارك به املستثمر ألاجنبي ‪ ،‬مما ينفره من‬
‫الاستثمار في جل القطاعات ومنها قطاع التجارة الخارجية‪.‬‬
‫اثن عشر‪ :‬إقحام املستثمر في مـ ـ ـ ـ ـجال التجارة الخارجية بض ـ ـ ـ ـ ـ ـرورة احترام مجـ ـ ـ ـ ـ ـموعة‬
‫من املبادئ‪ ،‬والتي تم النص عليها في كل من قانون الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتيراد والت ـ ـ ـ ـصدير‪ ،‬قانون الجمارك‪،‬‬
‫قانون التقييس‪ ،‬قانون املطابقة‪ ،‬قانون الوسم‪ ،‬قانون حماية البيئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة والتنمية املستدامة‪،‬‬
‫فكثرة املبادئ‪ ،‬وإلاجراءات قد تخرج ألامر من مسألة تنظيم وببط قطاع التجارة الخارجية إلى‬
‫مسألة قيود وعراقيل تواجه العون الاقتصادي املبادر في هذا امل ـ ـ ـ ـ ـ ـجال الحساس‪ ،‬والذي قد‬
‫يكون مجاال تستنجد به السلطات الحاكمة من أجل إعادة دفع الاقتصاد الوطني إلى التنمية‪،‬‬
‫بدال من إرساء سياسة تقشفية استجابة النخفاض أسعار املحروقات‪ ،‬واستعمال احتياطي‬
‫النقد‪.‬‬
‫ثالث عشر‪ :‬ينص املشرع على إمكانية اللجوء إلى انتهاج رخص الاستيراد والتصدير‬
‫ويدقق فيها‪ ،‬كما أتت النصوص القانونية والتنظيمية وعلى رأسها التعديل الدستوري ألاخير‬

‫‪387‬‬
‫خاتمة‬

‫بجملة من التنظيمات وإلاجراءات في سبيل تنظيم التجارة الخارجية واملبادالت التجارية الدولية‬
‫نظرا لعدم الاستقرار والعوائق التي يتخبط فيها القطاع في عدة مجاالت وعلى عدة مستويات‪.‬‬
‫يشهد قطاع التجارة الخارجية مجموعة من العراقيل‪ ،‬نجد من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬في مجال إلاجراءات الجمركية‪:‬‬
‫من أهم الصعوبات التي تعيق النشاط الجمركي نجد‪:‬‬
‫‪-‬التأخر وطول مدة التفتيش والجمركية‬
‫يعاني وكالء العبور واملصرحون الجمركيين متاعب كبيرة في جمركة سلعهم نتيجة التـ ـ ـ ـأخر الكبير‬
‫في برمجة تفتيش حاويات زبائنهم‪ ،‬حيث كثيرا ما تصل مدة انتظار الحصول على موعد التفتيش‬
‫قرابة ثالثة أسابيع كاملة‪ ،‬مما يكلف املستوردين واملتعاملين الاقتصاديين خسائر مالية كبيرة‪.‬‬
‫‪-‬سرقة الحاويات‬
‫تتكرر سرقة الحاويات وذلك في مختلف املوانئ الجزائرية‪ ،‬حيث تسجل حاالت سـ ـ ـ ـ ـ ـرقة‬
‫يوميا‪ ،‬الكثير منها تكون سرقات دقيقة جدا‪ ،‬أي يتم اختيار الحاويات التي تضم مواد ذات قيمة‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل نشاط رفع البضائع بدون رخصة‬
‫تفشت على مستوى املوانئ صفقات است ـ ـ ـ ـغالل أنشطة املوانئ بدون رخصة‪ ،‬وذل ـ ـ ـ ـك بتلقي‬
‫مسؤولين كبار رشاوى مقابل السماح ملنافسيهما بإدخال راف ـ ـ ـعات البضائع إلى امليناء الستغالل‬
‫نشاط نقل السلع والحاويات من البواخر‪.‬‬
‫‪-‬التهرب والغش الجمركي والضريبي‬
‫تكشف مصادر مسؤولة باملديرية العامة للجمارك عن أرقام مخيفة حول نت ـ ـ ـ ـ ـ ـائج تحق ـ ـيق ـ ـ ـات‬
‫فرق الجمارك ملكافحة الغش والتهريب الذين يخالفون إجراءات املراقبة في املـ ـ ـوانئ واملـ ـ ـعابر‪،‬‬
‫وأح ـ ـ ـيانا في إجراءات املراقبة البعدية أو الالحقة ومخالفة شروط الاستفادة من دعم الدولة في‬
‫إطار الاس ـ ـتثمار وحتى دعم تشغيل الشباب والتزوير ومخالفة إجراءات التوطين البنكي‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -‬إبرام صفقات تجارية في مج ـ ـ ـ ـ ـال التج ـ ـ ـ ـ ـارة الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارجية مخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالفة للتشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريع‬
‫قضية إبرام عقود مخالفة للتشريع والتبديد العمدي للمال العام واستغالل النفوذ‬
‫وذلك بإبرام صفقات بالتراض ي بدال من املناقصة‪.‬‬
‫‪-2‬في شأن الاستثمار ألاجنبي في مجال التجارة الخارجية‬
‫‪-‬يبحث املستثمر ألاجنبي في الدولة املضيفة على نظام قانوني فعال‪ ،‬دقيق وخاصة‬
‫الاستقرار القانوني والسياس ي‪ ،‬وهو ألامر الذي تعاني منه املنظومة القانونية في الجزائر‪ ،‬فنجد‬
‫أن أي قانون ما يلبث أن يستقر إال ويأتي تعديل جديد يزعزعه‪ ،‬فقبل صدور قانون املالية‬
‫التكميلي لسنة ‪ ،9002‬ثبت صدور تعليمة من الوزير ألاول سنة ‪ 9002‬موجهة ملختلف الوزارات‬
‫واملؤسسات العامة‪ ،‬مرتبطة باالستثمار ألاجنبي ضاربة عرض الحائط قاعدة توازي ألاشكال‪ ،‬ألن‬
‫التنظيمات الداخلية من املفروض اقتصار دورها على تقديم التعليمات والتوجيهات والتفسيرات‬
‫للموبفين التابعين لنفس القطاع أو لقطاعات أخرى‪ ،‬وفي هذه الحالة جاءت التعليمة لتعدل‬
‫نص ذو طابع تشريعي متمثل في ألامر رقم ‪.00/00‬‬
‫مثل هذه التعديالت تشكل تعديات صارخة على القواعد القانونية للدولة‪ ،‬وفي الوقت‬
‫ذاته تشكك في نوايا السلطات العمومية‪ ،‬وتجعل املستثمر يحس بالقلق ملا يستثم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر أموال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه‪،‬‬
‫كذلك ما يهم املستثمر ليس الحوافز الجبائية واملالية وإنما مدى توفر محيط غير بيروقراطي‬
‫وشفاف واستقرار قانوني يوفر ضمانات لالستثمار ويسمح بتقليص آجال تنفيذ املشاريع‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬تهيئة إلاطار القانوني املناسب ال بد أن ُيكلل بتدفق الاستثمارات ألاجنبية‪ ،‬غير أن‬
‫املعطيات املمنوحة من الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار تثبت وجود فارق بين النوايا وانجاز‬
‫الاستثمارات على أرض الواقع ‪ ،‬فثبت من التقارير الوطنية السيما ألاجنبية منها‪ّ ،‬أن الاختالف بين‬
‫النوايا وواقع إنجاز الاستثمارات يعود ملناخ الاستثمار في الجزائر‪ ،‬حيث كشف التقرير الصادر‬
‫عن البنك الدولي لسنة ‪ ،9009‬والذي يخص وضع ألاعمال في ‪ 071‬دولة عبر العالم‪ ،‬أن‬
‫مؤشرات مناخ الاستثمار في الجزائر لم يعرف تحسنا ‪ ،‬بل عرف تقهقرا بسبب الصعوبات التي‬
‫تواجه املستثمر ألاجنبي لتواصل البيروقراطية املتفشية‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫خاتمة‬

‫‪-‬إثقال كاهل املستثمر ألاجنبي بإجراءات معقدة وأحيانا تمييزية باملقارنة مع تلك‬
‫املفروضة على املستثمر الوطني‪ ،‬ألامر الذي يثقل كاهله ويقتل روح املبادرة والعزيمة فيه وتفقده‬
‫الثقة في إلادارة الجزائرية وذلك بإعطاء مالمح إلادارة غير العادلة‪ ،‬غير الواضحة وغير الجدية‪.‬‬
‫‪-‬إقحام املستثمر ألاجنبي بممارسة نشاطه الاستثماري في إطار شراكة تقدر ب ‪ 02%‬مع‬
‫مساهم وطني مقيم يمتلك ‪ %10‬من الرأسمال الاجتماعي‪ ،‬فمثل هذا إلاجراء يحتمل نوعين من‬
‫املالحظات منها ما هي إيجابية ومنها ما هي سلبية‪:‬‬
‫‪-‬الجانب إلايجابي‪:‬‬
‫إن توزيع هذه النسب وتغليب نسبة ‪% 10‬بالنسبة للمستثمر الوطني املقيم‪ ،‬تقصد به‬
‫الدولة تغليب املصالح الوطنية عن املص ـ ـالح ألاجنبية ودف ـ ـ ـ ـع الاستثمارات الوطني ـ ـ ـ ـة الراكدة نحو‬
‫التنم ـ ـ ـ ـية والدخول في الحلقة الاقتصادية من خالل إدماجها مع مشاريع أجنبية‪.‬‬
‫كما أن الدولة من خالل هذا إلاجراء تفرض نوع من سيادتها فوق إقليمها والتحكم في‬
‫جزئيات منظومتها القانونية والاقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب السلبي‪:‬‬
‫إن املستثمر ألاجنبي حينما يحتكر مجال التكنولوجيا أو الاستثمار‪ ،‬وال يجد فيه شريك‬
‫وطني يمتاز بالخبرة واملعرفة الفنية في نفس مجال استثماره فعليا‪ ،‬مثل هذا ألامر قد يجعل‬
‫املستثمر ألاجنبي يكيف مشروعه الاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثماري بالفاشل منذ بدايته أو حتى في مرحـ ـ ـلة‬
‫التفاوض‪ ،‬ألامر الذي يعجزه وينفره مسبقا من الاستمرار في املشروع‪.‬‬
‫‪-3‬في شأن مدى إمكانية ضبط قطاع التجارة الخارجية ملوجهة الظروف املالية‬
‫والاقتصادية في الجزائر‬
‫تعتمد الجزائر في الحصول على العملة الصعبة على قطاع املحروقات وذلك منذ‬
‫الاستقالل إلى يومنا هذا‪ ،‬ذلك بالرغم من كل الجهود املبذولة في سبيل ترقية املؤسسات‬
‫الاقتصادية والتصدير خارج هذا القطاع‪ ،‬ولقد أثر انخفاض أسعار البترول في ألاسواق العاملية‬
‫إلى أقل ‪ 00‬دوالر للبرميل على الخزينة العمومية الجزائرية‪ ،‬وعلى القرارات الاقتصادية‬

‫‪390‬‬
‫خاتمة‬

‫والسياسية املتخذة في البالد من مصير املشاريع املبرمجة قبل ألازمة‪ ،‬وعلى مختلف املشاريع‬
‫والبرامج‪.‬‬
‫مما يؤكد مرة أخرى وفي سنة ‪ ،9002‬أن اقتصاد الجزائر هش وذلك في غياب إلانتاج‬
‫والتصدير خارج املحروقات وعدم فاعلية املؤسسات الاقتصادية في الجزائر‪.‬‬
‫إن ثمة عقبات قانونية كثيرة ال تزال مطروحة‪ ،‬يتعلق بعضها ببقاء بعض النقائص في‬
‫تشريع الاستيراد والتصدير‪ ،‬وكذلك ثغرات قانونية‪ ،‬والبعض آلاخر يكمن في غموض بعض‬
‫إلاجراءات القانونية ‪.‬‬
‫على ضوء املالحظات والنتائج السابقة‪ ،‬وانطالقا منها ‪ ،‬يمكن أن نورد مجموعة من‬
‫التوصيات والتي يمكن تلخيصها في ما يلي ‪:‬‬
‫أوال‪:‬جمع النصوص القانونية املنظمة للتجارة الخارجية‬
‫إن ما يميز التجارة الخارجية هو تشعب مجاالتها وكثرة النصوص القانونية والتنظيمية‬
‫املنظمة للمبادالت التجارية الدولية‪ ،‬ألامر الذي يعقد مسألة الاستثمار واملبادرة فيها‪ ،‬وذلك‬
‫سواء للمستثمر الوطني وخاصة للمستثمر ألاجنبي‪ ،‬إذ أن النظام الجمركي يحكمه نصوص‬
‫قانونية خاصة به‪ ،‬النظام الضريبي والنظام امل ـ ـ ـالي و‪،‬أنظمة البنك املركزي أيضا تخص قطاع‬
‫التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الخارجية‪.‬‬
‫لذلك نقترح إصدار تقنين يدعى بتقنين التجارة الخارجية على املستوى الداخلي‪ ،‬مثل ما‬
‫القانون التجاري الداخلي‪ ،‬بالشكل الذي يبسط املبادرة في هذا القطاع الحساس‪ ،‬خاصة بكون‬
‫أن املصادر القانونية التي تحكمه هي مصادر دولية‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬إدخال قطاع الخدمات بجانب السلع والبضائع‬
‫إذ طاملا انتقد تشريع الاستيراد والتصدير لسنة ‪ 9000‬والقانون املعدل له ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسنة‬
‫‪ ،9001‬بتهميش قطاع الخدمات وعدم توحيد القواعد القانونية التي تحكم كال من القطاعين‬
‫وذلك بالرغم من أهمية قطاع الخدمات الذي أصبح مجال ضروري تعلق به املستهلك الجزائري‬
‫مؤخرا بشكل متقدم جدا‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫خاتمة‬

‫ثالثا‪ :‬تقوية املؤسسات الاقتصادية من أجل الانضمام إلى املنظمة العاملية للتجارة‬
‫إن إعادة هيكلة املؤسسات الاقتصادية وتقوية ركائزها بالشكل الذي يجعل منها‬
‫مؤسسات منتجة ومنافسة للمؤسسات الدولية‪ ،‬من أجل أن تتمكن من مواجهة ومنافسة‬
‫املؤسسات الدولية ضرورة قصوى‪ ،‬من أجل التمكن من الانضمام إلى أكبر تكتل اقتصادي‬
‫تجاري عالمي‪ ،‬إذ التواجد أمام اقتصاد جزائري قوي سيبعد التخوفات وفرضيات عدم التمكن‬
‫من مواجهة املؤسسات الاقتصادية الدولية ال محال‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إزالة إلاجراءات املفروضة مؤخرا على املتعامل في التجارة الخارجية بزوال‬
‫الظرف املالي الحالي في الجزائر‬
‫تقض ي التشريعات الدولية ومنها تلك التي أبرمت الجزائر معها اتفاقات شراكة‪ ،‬بإمكانية‬
‫اللجوء إلى إجراءات استثنائية منها نظام الحصص والرخص‪ ،‬والتي تعد في ألاصل إج ـ ـ ـ ـ ـراءات‬
‫حمائية‪ ،‬بشرط إزالتها والتخلي عنها بمجرد تجاوز البلد آلاخذ بها الظرف الاقتصادي واملالي الذي‬
‫دفعها إلى اتخاذ مثل تلك إلاجراءات‪ ،‬وفي هذا الصدد مثال‪ ،‬تقض ي نص املادة ‪ 11‬من الاتفاق‬
‫التجاري العربي الحر على أنه"يجوز ألي دولة طرف أن تطلب فرض بعض الرسوم والضرائب‬
‫ذات ألاثر املماثل أو القيود الكمية وإلادارية أو الاحتفاظ بالقائم منها وذلك بصفة مؤقتة‬
‫لضمان نمو إنتاج محلي معين على أن يقر املجلس ذلك وللمدة التي يحددها"‪.‬‬
‫نجد في نفس الصدد‪ ،‬نص املادة ‪ 11‬من اتفاق الشراكة ألاورو‪ -‬جزائري والذي ينص‬
‫على‪ " :‬يمكن للجزائر أن تتخذ تدابير استثنائية في شكل زيادة حقوق أو استرجاعها لفترة‬
‫محدودة ‪ ...‬وال يمكن تطبيق هذه التدابير إال على الصناعات الفتية أو على بعض الصناعات‬
‫التي تخضع إلعادة الهيكلة أو تواجه صعوبات‪".....‬‬
‫مما يجعلنا طرح تساؤل من الصعب إلاجابة عليه‪ ،‬أال وهو مدى احترام الجزائر ملثل تلك‬
‫النصوص والالتزامات‪ ،‬ذلك من أجل أن تتطابق التزامات الجزائر مع تعهداتها الدولية‪.‬‬
‫الوقت وحده كفيل باإلجابة على التساؤل‪ ،‬وذلك في دراسات الحقة إن شاء هللا‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫خاتمة‬

‫خامسا‪ :‬تفعيل الصادرات خارج املحروقات‬


‫إن التمكن من إحياء القطاعات الاقتصادية من صناعة‪ ،‬تجارة وزراعة‪ ،‬وذلك بإرساء كل‬
‫آلاليات الحديثة‪ ،‬من إعادة بناء املؤسسات العمومية الاقتصادية وتجهيزها بالوسائل املادية‬
‫والبشرية املختصة‪ ،‬تشجيع الاستثمار ألاجنبي والوطني بالشكل الذي يضمن تحقيق املردودية‬
‫الاقتصادية‪ ،‬وخاصة الاستثمار في القطاعات الضرورية وغير الكمالية بالشكل الذي يحقق على‬
‫ألاقل الاكتفاء الذاتي وتفادي الاستيراد في املواد الجزائرية الصنع‪ ،‬مما يقلل فواتير العملة‬
‫الصعبة للواردات ويحقق توازن ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫كذلك تشجيع إلانتاج املحلي خاصة الزراعية منها وإرساء معالم التصدير‪ ،‬ألامر الذي‬
‫يعود على الاقتصاد الوطني بمداخيل العملة الصعبة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬إعادة تنظيم قطاع الجمارك‬
‫يع ـ ـ ـ ـ ـ ـاني ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاع الجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارك ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن صعوبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات في‬
‫والتهرب الجمركي والضريبي‪ ،‬عدم‬ ‫التسـ ـ ـ ـ ـ ـيير‪ ،‬البرمـ ـ ـ ـ ـج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‪ ،‬الت ـ ـ ـ ـنظيم‪ ،‬الفساد‪ ،‬التهريب‬
‫الامتثال للنصوص القانونية في إبرام الصفقات والعقود التـ ـ ـ ـجارية الدول ـ ـ ـ ـية‪ ،‬وك ـ ـ ـ ـذلك خرق‬
‫أح ـ ـ ـ ـكام وق ـ ـ ـ ـواعد الص ـ ـ ـ ـرف في التوطين املص ـ ـ ـ ـرفي للص ـ ـ ـادرات والواردات‪ ،‬وذلك بالرغم من وجود‬
‫ووضوح النصوص القانونية في كل تلك املسائل‪ ،‬بالتالي يتعين إعادة النظر في الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪-0‬التشديد في إجراءات التصريحات املوجزة منها واملفصلة والحرص على مطابقتها‬
‫للتصريحات املدلى بها من طرف ألاعوان الاقتصاديين‪.‬‬
‫‪ -9‬إعمال وتفعيل الجانب الرقابي والقمعي على مستوى كل القطاعات التي تمت بالعالقة‬
‫بقطاع التجارة الخارجية من جمارك وضرائب وبنوك‪.‬‬
‫‪-0‬التشديد في جانب الرقابة السابقة وخاصة الالحقة إلجراءات الجمركة‪.‬‬
‫‪-0‬العمل على إنماء روح التنظيم واملبادرة الفردية لدى كل عون جمارك أو في القطاع‬
‫الجمركي والضريبي ‪.‬‬

‫‪393‬‬
‫خاتمة‬

‫‪-1‬إعداد دورات وتربصات دورية ألعوان الجمارك‪ ،‬وذلك بهدف الوصول إلى قطاع‬
‫جمارك بأعوان محترفين‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬اشتراط مستورد ومصدر جزائري محترف‬
‫ينشط حاليا في قطاع التجارة الخارجية عموما مستوردون ومصدرون غير محترفين‪ ،‬إذ‬
‫يتم ممارسة نشاط املبادالت التجارية بالطريقة التي تجني ألاكثر ربحا كاستيراد منتجات وبضائع‬
‫ذات الجودة والنوعية الرديئة من املناطق ألاسيوية كالصين وبنغالديش‪ ،‬فتم إغراق السوق‬
‫بمنتجات وصلت إلى إلاضرار بصحة املستهلك نظرا لعدم توفرها على املواصفات القياسية‬
‫العاملية للجودة والنوعية‪.‬‬
‫نظرا لخطورة املوقف والحالة التي آلت إليها السوق الجزائرية‪ ،‬يتعين وضع شروط صارمة في‬
‫املستورد واملصدر الذي يبادر في املبادالت التجارية الدولية بالـ ـ ـشكل الذي يضفي على نشاط‬
‫التجارة الخارجية تنظيما محكما والذي سيعود بالف ـ ـائدة على املستهلك وصحته‪ ،‬فيتم اشتراط‬
‫مثال مس ـ ـتوى علمي معـ ـ ـين وتخصصات معينة كخـريجي الجامعات من شهادات الاقتص ـ ـاد‪،‬‬
‫ال ـ ـقانون والتجارة واملالية التي لها عالقة مباشرة بامليدان‪ ،‬باإلضافة إلى تنظيم أكثر في إجراءات‬
‫الاستيراد‪ ،‬والحرص على احترامها‪.‬‬
‫إن ما يمكن الخروج به من كل هذه املالحظات‪ ،‬الاقتراحات والتوصيات‪ ،‬هو أن‬
‫املنظومة القانونية املنظمة لحرية املبادالت التجارية الدولية والاستثمار فيها من خالل نشاطي‬
‫الاستيراد والتصدير ينقصها الدقة والتفصيل‪ ،‬حيث تم النص على مبدأ تحرير املبادالت التجارية‬
‫بموجب ألامر رقم ‪ ،00-00‬وتم التأكيد على املبدأ في تعديله بموجب القانون رقم ‪ ،01-01‬مع‬
‫ورود نص تأسيس ي في بل التعديل الدستوري في سنة ‪ ،9002‬والذي يؤكد منعرج الدولة‬
‫الجديد في تدخلها في تنظيم التجارة الخارجية‪ ،‬والذي تم تطبيقه جليا بموجب مجموعة من‬
‫النصوص القانونية والتنظيمية الصادرة خاصة في الفترة املمتدة ما بين ‪.9002‬‬
‫غير أن التكريس كان باهري‪ ،‬تحكمه حاليا بروف واعتبارات اقتصادية وعلى رأسها‬
‫انخفاض أسعار املحروقات وعدم التمكن من التصدير خارج القطاع‪ ،‬والقول أن حرية الاستثمار‬
‫في التجارة الخارجية حرية مقيدة‪ ،‬بل نقترب أكثر إلى انتهاج نظام الحمائية بأساليب مشروعة‬

‫‪394‬‬
‫خاتمة‬

‫وذلك إعماال باالستثناء الوارد على مبدأ التبادل الحر الذي تقض ي به املنظمة العاملية للتجارة‪،‬‬
‫واملتمثل في ضرورة استخدام الدول التعريفة الجمركية كوسيلة وحيدة للحماية دون الحواجز‬
‫غير الجمركية وعلى رأسها نظام الحصص كمبدأ‪ ،‬مع إمكانية اللجوء إلى هذه ألاخيرة في حال‬
‫عجزت الدول على مواجهة العجز في ميزان مدفوعاتها‪ ،‬ومن أجل حماية املنتجات الزراعية في‬
‫مجال الواردات وحماية أسعارها من التدهور‪.‬‬

‫‪395‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة املراجع‬

‫أوال‪:‬باللغة العربية‬

‫‪ .I‬الكتب‬
‫‪ .1‬التل نادر إدريس‪ ،‬آفاق اق ـ ـ ـ ـ ـ ـتصاد ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسوق(حركة التقدم الـ ـ ـ ـ ـ ـتقني‪:‬ازدهار أم انـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهيار‬
‫للرأسمالية؟)‪ ،‬د‪.‬د‪.‬ن‪ ،‬عمان‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ .2‬الشحات أحمد يوسف‪ ،‬الترتيبات الحمائية في ظل املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬دار النيل‬
‫للطباعةوالنشر‪ ،‬القاهرة‪.2001 ،‬‬
‫‪ .3‬الحطاب إياد عصام‪ ،‬مكافحة إلاغراق ‪ :‬التدابير القانونية في القوانين والاتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2001 ،‬‬
‫‪ .4‬الحلو ماجد راغب‪ ،‬قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة (املقصود بالتلوث‪ ،‬معايير‬
‫الحماية‪ ،‬الضبط إلاداري والبيئة‪ ،‬التنقية القانونية لحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماية البيئة)‪ ،‬منش ـ ـ ـ ـ ـأة‬
‫املعارف‪ ،‬إلاسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫‪ .5‬السويقي مختار ‪ ،‬الاستيراد والتصدير والنقل‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.1992 ،‬‬
‫‪ ،_____________ .6‬الاستيراد والتصدير والنقل‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ .7‬الشناق معين فندي‪ ،‬الاحتكار واملمارسات املقيدة للمنافسة في ضوء قوانين املنافسة‬
‫والاتفاقيات الدولية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2010 ،‬‬
‫‪ .2‬أكرم عبد الرحيم‪ ،‬التحـ ـ ـ ـ ـديات املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتقبلية للتكتل الاقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادي العربي‪ ،‬العربية‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ .9‬الكردي جمال محمود‪ ،‬عقود بيع ألاسلحة في النطاق الدولي (مدى مشروعيته والقانون‬
‫الواجب التطبيق عليها)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1997،‬‬
‫‪ .10‬النجار فريد تسويق الصادرات العربية‪( ،‬آليات تفعيل التسويق الدولي ومناطق التجارة‬
‫الحرة العربية الكبرى)‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪397‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺮاﺟﻊ‬

‫‪ .11‬ﺑﺮادة ﻏ ـ ـ ـ ـﺰ ﻮل أﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ و ﺳﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اد و ﺷ ـ ﺎﻟﻴﺎت اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻧﻮﻧﻴﺔ )دراﺳ ـ ـ ـ ـﺔ‬


‫وﺗﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻧﺼﻮص ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ(‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺎط‪.1993 ،‬‬
‫‪ .12‬ﺑﻮد ﺎن ﻣﻮ ‪ ،‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﻟﻠﺘﻘﻴ ﺲ )ﻧﺼﻮص ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وأﺧﺮى ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﻨﻘﺤﺔ‬
‫ﺑﺄﺣﺪث ﻌﺪﻳﻼ ﺎ(‪ ،‬داراﻟ ﺪى ﻟﻠ ﺸﺮ‪،‬ا ﺰاﺋﺮ‪.2011،‬‬
‫‪ .13‬ﺑﻦ ﺑﻮﺧﻤ ﺲ ﻋ ﺑﻮ ﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻤﺎﻳﺔ اﳌﺴ ﻠﻚ واﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌ ﺗﺒﺔ ﻋ ﺎ‬
‫اﻟ ﺸﺮ ﻊ ا ﺰاﺋﺮي‪ ،‬داراﻟ ﺪى ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟ ﺸﺮ‪ ،‬ا ﺰاﺋﺮ‪.2000 ،‬‬
‫‪ .14‬ﺗﻮﻓﻴﻖ اﳌﺪ ﻲ‪ ،‬اﻟﻐﺮب اﻟﻌﺮ ﻲ وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺄزق اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ ﺗﺤﺎد ور ﻲ‪ ،‬دار ﻟﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨﺎن‬
‫ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟ ﺸﺮ‪ ،‬ﺑ وت‪.2004 ،‬‬
‫‪ .15‬ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼل وﻓﺎء ﻣﺤﻤﺪﻳﻦ‪ ،‬ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺒ ﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻮث ﺑﺎﻟﺰ ﺖ‪ ،‬دار‬
‫اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠﺎﻣﻌﺔ ا ﺪﻳﺪة ﻟﻠ ﺸﺮ‪ ،‬ﺳﻜﻨﺪر ﺔ‪.2001،‬‬
‫‪ .16‬ﺣﺴ ن ﻋﻮض ﷲ ز ﺐ‪ ،‬ﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪو ‪ ،‬اﻟﺪارا ﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻜﻨﺪر ﺔ‪.2000 ،‬‬
‫‪ .17‬ﺣﺴ ن ﺷﻤﺖ ﻧﻴﻔ ن‪ ،‬اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ وﺗﺄﺛ ﺎ ﻋ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ واﻟﻌﺮ ﻴﺔ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ا ﺎم‪ ، 16‬ﺳﻜﻨﺪر ﺔ‪.2010 ،‬‬

‫ﻳﺰو ‪ ،2000:9000‬دار ﺻﻔﺎء‬ ‫‪ .18‬ﺣﻤﻮد ﺧﻀ ﺎﺿﻢ‪ ،‬اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﻘﻴﺎ‬


‫ﻟﻠ ﺸﺮواﻟﺘﻮز ﻊ‪ ،‬ﻋﻤﺎن‪.2010 ،‬‬

‫ﻋﻼم اﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠﺎري واﳌﻔﺎوﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ ،‬دﻳﻮان‬ ‫‪ .19‬ﺧﺎﻟﺺ ﺻﺎ ‪،‬‬
‫اﳌﻄﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮﻋﺎت ا ﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ا ﺰاﺋﺮ‪.2001 ،‬‬
‫‪ .20‬ﺧﻼف ﻋﺒﺪ ا ﺎﺑﺮ ﺧﻼف‪ ،‬اﻟﻘﻴﻮد ا ﻤﺮﻛﻴﺔ وﺗﻄﻮر اﻟﺘﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪول ﺧﺬة‬
‫ﻃﺮ ﻖ اﻟﻨﻤﻮ‪ ،‬داراﻟﻔﻜﺮاﻟﻌﺮ ﻲ‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫ﻓﺮاج‬ ‫ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎوض ﺣ‬ ‫‪ .21‬ﺧﻼف ﻋﺒﺪ اﳌﻨﻌﻢ‪ ،‬ا ﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ‬
‫ا ﻤﺮ ﻲ‪ ،‬داراﻟ ﻀﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎ ﺮة‪.1983 ،‬‬
‫‪398‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .22‬دعبس يسرى‪ ،‬البيئ ـ ـ ـ ـة والتنم ـ ـ ـية املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتدامة‪ ،‬قضايا وتحديات وحلول‪ ،‬مط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبعة‬
‫الجالل‪ ،‬إلاسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪ .23‬رعد حسن الصرن‪ ،‬أساسيات التجارة الدولية املعاصرة (مدخل تنـ ـ ـ ـ ـ ـظيمي تكاملي‬
‫تحليلي)‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الرضا للنشر‪ ،‬دمشق‪.2001 ،‬‬
‫‪ .24‬سعد هللا عمر‪ ،‬قانون التجارة الدولية(مصادر قانون التجارة الدولية‪ ،‬عقود التجارة‬
‫الدوليةحل نزاعات التجارة الدولية) ‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2007،‬‬
‫‪ ،_____________ .25‬القانون الدولي لألعمال‪( ،‬ألاسس واملداخيل النظرية‪ ،‬صيغ عقود‬
‫ألاعمال املتداولة‪ ،‬آلاليات الوطنية والدولية)‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ .26‬سلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمانعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبد العزيز عبد الرحيم ‪ ،‬التـ ـ ـ ـ ـ ـبادل التجاري(ألاسس‪،‬العوملة والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجارة‬
‫إلالكترونية)‪ ،‬ط‪ ،1‬الحامد للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪.2004 ،‬‬
‫‪ .27‬سمير مح ـ ـمد عبد العزيز‪،‬التج ـ ـارة العاملية بين جات ‪ 94‬ومنظ ـمة التجارة العاملية‪ ،‬مكتبة‬
‫إلاشعاع للطباعة‪ ،‬إلاسكندرية‪.2001،‬‬
‫‪ .22‬س ي علي أحمد‪ ،‬النظام القانوني للشركات عبر الوطنية املعاصرة والقانون الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدولي‬
‫العام‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .29‬ش ـ ـ ـاهين مـ ـ ـاجدة‪ ،‬املنظـ ـمة العاملية للتجارة‪ :‬تقييـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم الاتفاقيات وتح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديات‬
‫التط ـ ـ ـ ـبيق‪ ،‬ألاهرام الاقتصادية‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬ـ‬
‫‪ .30‬صعيدي عبد هللا‪ ،‬النمو الاقتصادي والتوازن البيئي(تقييم أثر النشاط الاقتصادي على‬
‫عناصر النظام البيئي)‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ .31‬صفوت عبد السالم عوض هللا‪ ،‬تحرير التجارة العاملية وآثارها املحتملة على البيئة‬
‫والتنمية‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪.1999 ،‬‬

‫‪399‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .32‬صفوت قابل محمد‪ ،‬تحرير التجارة الدولية بين التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأييد واملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعارضة‪ ،‬دار الحكمة‬
‫للنشر‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬

‫‪ .33‬طالب حسن موس ى‪ ،‬قانون الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة الدولية‪ ،‬ط ‪ ،5‬دار الث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬ع ـ ـ ـ ـمان‪.2012 ،‬‬

‫‪ .34‬عبد الباسط وف ـ ـ ـ ـ ـ ـا‪ ،‬النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظم الجمركية (دراسة في فكر التعريفة الجمركية‬
‫ومست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقبلها في الجات) ‪ ،‬مطبعة إلاسراء‪ ،‬إلاسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ ،_____________ .35‬دراسات في مشكالت الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجارة الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخارجية‪ ،‬دار النهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـضة‬
‫العربية‪ ،‬حلوان‪.2000 ،‬‬
‫‪ .36‬عبد الغفار هناء‪ ،‬الاستثمار ألاجنبي املباشر والتجارة الدولية(الصين نموذجا)‪،‬بيت‬
‫الحكمة للطباعة والنشر‪ ،‬بغداد‪.2002 ،‬‬
‫‪ .37‬عجة الجياللي‪ ،‬التجربة الجزائرية في تنظيم التجارة الخارجية ‪ :‬من احتكار الدولة إلى‬
‫احتكار الخواص‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .32‬عدلي ناشد سوزي‪ ،‬اتفاقية العوائق الفنية أمام الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة‪ :‬تقييد أم تح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرير التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬ط ‪ ،1‬منشورات حلب الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2010 ،‬‬
‫‪ .39‬عدون ناصر دادي‪ ،‬اقتصاد املؤسسات‪ ،‬دار املحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪.1992 ،‬‬
‫‪ ،_____________ .40‬الجزائر واملنظمة العاملية للتجارة ( أسباب الانضمام‪ ،‬النتائج املرتقبة‬
‫ومعالجتها)‪ ،‬دار املحمدية العامة ‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .41‬عزمي محمد مدحت‪ ،‬الواردات والصادرات والت ـ ـ ـ ـ ـ ـعريفة الجمركية (مع دراسة للسوق‬
‫الع ـ ـ ـ ـ ـ ـربية املشتركة)‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة إلاشعاع الفنية‪ ،‬إلاسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪ .42‬عمـ ـ ـ ـ ـ ـور عمار‪ ،‬الوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيز في ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون التجاري ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجزائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـري‪ ،‬دار املع ـ ـ ـ ـ ـ ـرفة‬
‫للطب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاعة والنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشر‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪400‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .43‬عوابدي عمار‪ ،‬مبدأ الديمقراطية إلادارية‪ ،‬د‪ .‬د‪ .‬ن‪ ،‬الجزائر‪.1924 ،‬‬
‫‪ .44‬عيس ى رياض‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسات الاقتصادية الاشتراكية في الجزائر‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1927 ،‬‬
‫‪ .45‬فوضيل نادية‪ ،‬القانون التجاري الجزائري(ألاعمال التجارية‪،‬التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاجر‪،‬املحل‬
‫التجاري)‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2001،‬‬
‫‪ .46‬قادري عبد العزيز‪ ،‬الاستثمارات الدولية (التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬ضمان‬
‫الاستثمارات)‪،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2003،‬‬
‫‪ .47‬كبارهفواز سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالم‪ ،‬قانون التجـ ـ ـ ـ ـ ـارة الدولية (نشأته‪ ،‬مضـ ـ ـ ـ ـ ـمونه‪ ،‬ف ـ ـ ـرقاؤه)‪ ،‬الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزء‬
‫‪ ،1‬املجلد ‪ ،2‬املنشورات الحقوقية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.2003،‬‬
‫‪ .42‬لطرش طاهر‪ ،‬تقنيات البنوك(دراسة في طرق استخدام النقود من طرف البنوك مع‬
‫إلاشارة إلى التجربة الجزائرية)‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .49‬محرزي محمد عباس‪ ،‬اقتصاديات الج ـ ـ ـ ـ ـباية والض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرائب‪ ،‬دارهومة للـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .50‬محمد صافي يوسف‪ ،‬مبدأ الاحتياط لوقوع ألاضرار البي ـ ـ ـ ـ ـ ـئية‪ :‬دراسة في إطار القانون‬
‫الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ .51‬مـ ـ ـ ـروك نص ـ ـ ـ ـ ـ ـر الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدين‪ ،‬تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوية املنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـازعات في إطار مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنظمة الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة‬
‫العاملية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .52‬مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوض ع ـ ـ ــبد التواب‪ ،‬الوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيط في ش ـ ـ ـ ــرح ق ـ ـ ـ ـ ـ ــانوني ألاسلـ ــحةوالذخـ ـ ـ ــائر والتشرد‬
‫والاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتباه‪ ،‬منش ـ ـ ـ ـ ـ ــأة املعارف‪ ،‬إلاسكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪ .53‬موالي أس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماء‪ ،‬النظام الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمركي في ظل قانون التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة الدولية‪ ،‬دار‬
‫هومة‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪401‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .54‬يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور س ي محمد‪ ،‬الض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوابط القانونية لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحرية الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنافسية في الجزائر‪ ،‬دار‬
‫هومة‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .II‬ألاطروحات واملذكرات الجامعية‬

‫أ‪-‬ألاطروحات‬

‫‪ .1‬أحمد محمد مصطفى نصير‪ ،‬دور الدولة إزاء الاستثمار‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪.2009 ،‬‬
‫‪ .2‬الكسان رزق هللا وسيم وجيه‪ ،‬الاقتصادية والبيئة ‪:‬اتفاقية الجات وأثرها على التنمية‬
‫التكنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـولوجية في الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيئة املصرية(دراسة تطبيقية على قطاع الصناعات‬
‫إلالكترونية)‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في القانون‪ ،‬معهد الدراسات‬
‫والبحوث البيئية‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬

‫‪ .3‬إرزيل الكاهنة‪ ،‬دور آلية تأمين القرض عند التصدير في التجارة الخارجية (دراسة‬
‫مقارنة)‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم‪،‬فرع القانون‪،‬جامعة مولود معمري تيزي‬
‫وزو‪.2009 ،‬‬

‫‪ .4‬أوباية مليكة‪ ،‬املعاملة إلادارية لالستثمارات في النشاطات املالية وفقا لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون‬


‫الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬فرع القانون‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري تيزي وزو‪.2016 ،‬‬
‫‪ .5‬بركات كريمة‪ ،‬حماية أمن املستهلك في ظل اقتصاد السوق( دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل درجة الدكتوراه في العل ـ ـ ـ ـ ـ ـوم‪ ،‬تخص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص قانون‪ ،‬جامعة مول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود معمري‪،‬‬
‫تيزي وزو‪.2014 ،‬‬

‫‪402‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .6‬بعداش بوبكر‪ ،‬مظاهر العوملة من خالل نشاط الشركات العاملية املتعددة الجنسيات‪:‬‬
‫حالة قطاع البترول‪ ،‬أطروحة مقدمة للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم‬
‫الاقتصادية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2010-2009 ،3‬‬
‫‪ .7‬بلحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل إلاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالحات الاق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتصادية في‬
‫الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2013 ،‬‬

‫‪ .2‬حسونة عبد الغني‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في الق ـ ـ ـ ـ ـ ـانون‪ ،‬تخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصص ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون ألاعمال‪ ،‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة مح ـ ـ ـ ـ ـ ـمد‬
‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيضر‪ ،‬بسكرة‪.2013-2012 ،‬‬

‫‪ .9‬زيد املال صافية‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية املستدامة على ضوء أحكام القانون‬
‫الدولي‪ ،‬رسالة مقدمة لن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيل ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهادة دك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص القانون‬
‫الدولي‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.2013 ،‬‬
‫‪ .10‬شيخ ناجية‪ ،‬خصوصيات جريمة الصرف في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصصالقانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2012 ،‬‬
‫‪ .11‬عمورة جمال ‪ ،‬دراسة تحليلية وتقييمية التفاقيات الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراكة العربية‬
‫ألاورومتوسطية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية‪ ،‬فرع تحليل‬
‫اقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006-2005 ،‬‬
‫‪ .12‬قايدي سامية‪ ،‬البيئة والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة الدولية‪ ،‬مذكرة لن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيل درجـ ـ ـ ـ ـ ـة الدكتوراه في‬
‫العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2009 ،‬‬

‫‪403‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .13‬كتو محمد شريف‪ ،‬املمارسات املنافية للمنافسة في القانون الجزائري(دراسة مقارنة‬


‫بالـ ـ ـ ـ ـ ـقانون الفرنس ي)‪ ،‬أطروحة لنيل درجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة دك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوراه في الق ـ ـ ـ ـ ـ ـانون‪ ،‬فرع القانون‬
‫العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2005-2004 ،‬‬
‫‪ .14‬معاشو عمار‪ ،‬الضمانات في العقود الاقتصادية الدولية في التجربة الجزائرية (في عقود‬
‫املفتاح وإلانتاج في اليد)‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه في القانون‪ ،‬فرع القانون الدولي‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬معهد العلوم القانونية وإلادارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1992 ،‬‬
‫‪ .15‬معيفي لعزيز‪ ،‬الوسائل القانونية لتفعيل الاستثمارات في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل درجة‬
‫دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2015 ،‬‬
‫‪ .16‬والي نادية‪ ،‬النظام القانوني لالستثمار ومدى فعالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيته في استقطاب الاستثمارات‬
‫ألاجنبية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2015 ،‬‬

‫ب‪-‬املذكرات‬

‫‪ .1‬إرزيل الكاهنة‪ ،‬النظام القانوني لتأمين القرض عند التصدير‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون ألاعمال‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪-2001 ،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ .2‬الرفاعي سوسن‪ ،‬الترتيبات الحمائية ملنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫درجة املاجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون الدولي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمشق‪. 2007 ،‬‬
‫‪ .3‬أوشن ليلى‪ ،‬الشراكة ألاجنبية واملؤسسة الاقتصادية الجزائرية‪ ،‬مذكرة لنيل درجة‬
‫املاجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون التعاون الدولي‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2،‬‬

‫‪404‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .4‬أولد رابح صافية‪ ،‬مبدأ حرية الصناعة والتجارة في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاج ـ ـ ـ ـ ـ ـستير في القانون‪ ،‬فرع قانون ألاعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪. 2002 ،‬‬
‫‪. .5‬بركات أحمد‪ ،‬الاستيراد والتصدير بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‬
‫في العل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم الاقت ـ ـ ـص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادية‪ ،‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرع التخ ـ ـ ـطيط‪ ،‬معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهد العـ ـ ـ ـلوم‬
‫الاق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتصادية‪ ،‬الجزائر‪.1999 -1992،‬‬
‫‪ .6‬بركات كريمة‪ ،‬حماية املستهلك من املخاطر الناجمة عن استعمال املنتوجات والخدمات‬
‫(دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة لنيل درجة املاجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون ألاعمال‪ ،‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة‬
‫مولود مـ ـ ـ ـ ـ ـعمري‪ ،‬تيزي وزو‪. 2004-2003،‬‬
‫‪ .7‬بن عنتر ليلى‪ ،‬مدى تحفيز استثمارات ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشركات املت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعددة الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنسيات في‬
‫القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون الجـ ـ ـ ـزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في القانون‪ ،‬فرع ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون‬
‫ألاع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمال‪ ،‬ج ـ ـ ـ ـ ـامعة محمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪.2006 ،‬‬
‫‪ .2‬بورويس عبد العالي‪ ،‬دور النظام الجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـركي في تحرير التجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة الخارجية‪ :‬حالة‬
‫الجزائر‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاد‪ ،‬فرع التحليل‬
‫الاقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1997 -1996،‬‬
‫‪ .9‬بولحبال نوارة‪ ،‬تطور عالقة الدولة بمؤسسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتها العمومية الاقتصادية في النـ ـ ـ ـ ـ ـظام‬
‫الجزائري‪ ،‬رس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالة مقدمة لنيل شهادة املاج ـ ـ ـ ـ ـستير في القانون‪ ،‬فرع قانون‬
‫املؤسسات‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪. 2003 ،‬‬
‫‪ .10‬ثلجون شميسة‪ ،‬الشراكة كوسيلة قانونية لتفعيل الاستثمار ألاجنبي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة املاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـستير في ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون‪ ،‬فرع قـ ـ ـ ـ ـ ـانون ألاعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال‪ ،‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعة محـ ـ ـ ـ ـ ـمد‬
‫بوقرة‪ ،‬بومرداس‪.2006 ،‬‬

‫‪405‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .11‬دباح نادية‪ ،‬دراسة واقع املقاوالتية في الجزائر وآفاقها(‪ ،)2009-2000‬رسالة لنيل درجة‬
‫املاجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص إدارة أعمال‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2012-2011 ،3‬‬
‫‪ .12‬حجارة ربيحة‪ ،‬حرية املبادرة في التجارة الخارجية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـستير في‬
‫القانون‪ ،‬فرع قانون ألاعمال‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزيوزو‪.2007،‬‬
‫‪ .13‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬دور تحرير التجارة الخارجية في ترقية الصادرات خارج املحروقات في‬
‫ظل التطورات الدولية الراهنة‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير‬
‫في العلوم الاقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد دولي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2013-2012 ،‬‬
‫‪ .14‬خطاب محمد‪ ،‬الغش التجاري الدولي‪ ،‬مذكرة لنيل درجة املاجستير في القانون‪ ،‬فرع‬
‫القانون الدولي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمشق‪.2005-2004 ،‬‬
‫‪ .15‬زايد حيزية‪ ،‬الضرائب على التجارة الخارجية‪ :‬الواقع وآلافاق‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة‬
‫املاجستير في العلوم الاقتصادية‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬كلية العلوم الاقتصادية وعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2002،‬‬
‫‪ .16‬شرفاوي عائشة‪ ،‬تطور التجارة في ظل التحـ ـ ـ ـ ـ ـوالت الاقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادية الحالية‪ :‬حالة‬
‫الجزائر‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـستير في العل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية‪ ،‬فرع‬
‫التسيير‪ ،‬معهد الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوم الاقتصادية‪،‬جـ ـ ـ ـ ـامعة الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .17‬صـ ـ ـ ـ ـبايحي ربيعة‪ ،‬أثر الطبيعة العمومية للمؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسة الاقتصادية على صفتها‬
‫التجارية‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬تيزي‬
‫وزو‪.1997-1996 ،‬‬
‫‪ .12‬طاشت الطاهر‪ ،‬تأثير انضمام الجزائر إلى املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاجستير في القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2013 ،‬‬

‫‪406‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .19‬عثماني أح ـ ـ ـ ـ ـ ـسين‪ ،‬استرات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيجيات الشركات املتـ ـ ـ ـ ـ ـعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـددة الجنسيات في عوملة‬
‫الاقتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاد‪ ،‬مذك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة لنيل ش ـ ـ ـهادة املاج ـ ـ ـستير في الاقتصاد‪ ،‬فـ ـ ـرع اقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاد‬
‫التنمية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2003-2002 ،‬‬
‫‪ .20‬عبديش ليلى‪ ،‬اختصاص منح الاعتماد لدى السلطات إلادارية املستقلة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاجستير في القانون‪ ،‬فرع تحوالت الدولة‪ ،‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2010 ،‬‬
‫‪ .11‬علودة نجمة دامية‪ ،‬دور املؤسسات املصرفية في التجارة الخارجية‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل‬
‫شهادة املاجستير في الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون‪ ،‬فرع القانون الدولي لألع ـ ـ ـ ـ ـمال‪ ،‬جامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعة مولود‬
‫معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2004 ،‬‬
‫‪ .11‬املقاالت و املداخالت‬

‫أ‪-‬املقاالت‬

‫‪ .1‬إرزيل الكاهنة‪»،‬التعليق على ألامر رقم ‪ ،04-03‬املتعل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق بالقواعد العامة املطبـ ـ ـ ـ ـقة‬
‫علىعمل ـ ـيات استيراد البضائع وتصديرها«‪ ،‬املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجلة النقدية للقانون والع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوم‬
‫السياسية‪ ،‬عدد ‪ ،02‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2006 ،‬ص ص ‪.102 -75‬‬

‫‪ »،_____________ .2‬عن أقلمة محيط ألاعمال في الجزائر«‪ ،‬املجلة النقدية للقانون‬


‫والع ـ ـ ـ ـ ـلوم السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـياسية‪ ،‬ع ـ ـ ـ ـ ـدد ‪،1‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2013 ،‬ص ص ‪-40‬‬
‫‪.63‬‬

‫الدور الجديد للسلطات التقليدية في ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبط النشـاط‬ ‫‪» ،_____________ .3‬‬


‫الاقتصادي«‪ ،‬املجلة النقدية للقانون والعلوم الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـياسية‪ ،‬عدد ‪ ،2‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.465-440‬‬

‫‪407‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .4‬الحوش ي ياسر‪ » ،‬تأثير اتفاقيات تحرير التج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة العاملية في تطوير القوانين الداخلية«‪،‬‬
‫مجلة جامعة دمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشق للعلوم الاقتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،20‬عدد ‪ ،02‬دمشق‪،‬‬
‫‪ ، 2004‬ص ص ‪.109-73‬‬

‫‪ .5‬بريبش سعيد‪ » ،‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الصناعية الخاصة في الجزائر‪ ،‬دورها‬


‫ومكانتها في الاقتصاد الوطني« ‪ ،‬مجلة آفاق‪ ،‬عدد ‪ ،5‬الجزائر‪ ،2001،‬ص ص ‪.40-26‬‬

‫‪ .6‬بن عنتر عبد الرحمن‪ » ،‬واقع إلابداع في املؤسسات الصغيرة واملت ـ ـ ـ ـ ـوسطة بالجـ ـ ـ ـ ـ ـزائر‪:‬‬
‫دراسة ميـ ـ ـدانية«‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوم الاقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادية والق ـ ـ ـ ـ ـ ـانونية‪ ،‬املجلد‬
‫‪ ،24‬عدد ‪ ،1‬دمش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق‪ ،2002 ،‬ص ص ‪. 175-145‬‬

‫‪» ،_____________ .7‬واقع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وآفاقها املستقبلية «‪ ،‬مجلة‬


‫العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬عدد‪ ،01‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.162-159‬‬

‫‪ .2‬بهلولي فيصل‪»،‬التجارة الخارجية الرئيسية بين اتفاق الشراكة ألاورو‪-‬متوسطية‬


‫والانضمام إلى منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظمة الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة العاملية«‪ ،‬مجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلة الباحث‪ ،‬عدد ‪ ،11‬جامعة‬
‫البليدة‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.125-110‬‬

‫‪ .9‬بوكروح نورالدين‪ » ،‬النظام التجاري املتعدد ألاطراف وملف انضمام الجزائر إلى املنظمة‬
‫العاملية للتجارة«‪ ،‬مجلة الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكر البرملاني‪ ،‬عدد ‪ ،40‬الجزائر‪ 04 ،‬أكتوبر ‪ ،2003‬ص ص‬
‫‪.140-1‬‬

‫‪ .10‬بنشوزي عي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس ى‪ ،‬الداوي الشيخ‪ »،‬تنمية العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالقات مع الزبائن عامل أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاس ي‬
‫الستمرارية امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤسسات‪ :‬تجربة بنك ال ـ ـ ـ ـ ـ ـفالحة والتن ـ ـمية الريف ـ ـ ـ ـ ـية( املديرية الج ـ ـ ـ ـ ـ ـهوية‬
‫لورقلة)«‪ ،‬مج ـ ـ ـ ـ ـلة الـ ـ ـ ـب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاحث‪ ،‬عدد ‪ ،10‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة قاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪،2012 ،‬‬
‫ص ص ‪.375-367‬‬

‫‪408‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .11‬تشام فاروق‪ » ،‬ألاجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنبية امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـباشرة في الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائر وأثرهـ ـ ـا على ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتنمية‬
‫الاقت ـ ـ ـ ـصادية «‪ ،‬مجلة الجامعة ألاسمرية‪ ،‬عدد ‪ ،12‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ص ‪.13-1‬‬

‫‪ .12‬تواتي نصيرة‪ » ،‬نح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو تجميد الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتثمار ألاجنبي في الجزائر‪-‬القط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاع املصرفي‬
‫نموذجا‪ ،« -‬امل ـ ـجلة ألاكاديمية للب ـ ـ ـ ـ ـ ـحث ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانوني‪ ،‬كليـ ـ ـ ـ ـة الحـ ـ ـ ـ ـ ـقوق والع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوم‬
‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـياسية‪ ،‬جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة بجـ ـ ـ ـ ـاية‪ ،‬مجلد ‪ ،09‬عدد‪ ،2014 ،01‬ص ص‪.35-23‬‬

‫‪ .13‬حافظ الحماقي يمن‪ » ،‬ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمويل الصادرات كأحد املتغيرات املؤثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة على تنمية‬
‫الصادرات في مصر«‪ ،‬املجلة العلمية لالقتصاد والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬جامعة عين‬
‫شمس‪ ،1996 ،‬ص ص ‪.345 -313‬‬

‫‪ .14‬حجارة ربيحة‪»،‬وضع قطاع التجارة الخارجية في الجزائر‪ :‬تراجع في التح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرير أم ض ـ ـ ـ ـبط‬
‫للقطاع«‪ ،‬امل ـ ـ ـجلة ألاكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬كلية الحقوق وال ـ ـ ـ ـ ـ ـعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫بجاية‪ ،‬مجلد ‪ ،09‬ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،2016 ،2‬ص ص‪.363-341‬‬

‫‪ .15‬حسين نوارة‪ » ،‬واقع وآفاق الش ـ ـ ـ ـ ـ ـراكة مع الاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحاد ألاوروبي«‪ ،‬ال ـ ـ ـمجلة ال ـ ـنقدية‬
‫للقانون والع ـ ـ ـلوم السياسية‪ ،‬عدد ‪ ، 2‬جامعة مولود معم ـ ـري ‪ ،‬تيزي وزو ‪،2007،‬ص‬
‫ص ‪.105 -26‬‬

‫‪ .16‬حيدر رمضان عبد السالم‪»،‬تسويق وتوزيع السلع واملن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجات«‪ ،‬مجلة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجامعة‬
‫ألاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمرية‪ ،‬عـ ـ ـدد ‪ ،12‬طرابلس ‪ ،‬ص ص ‪.567-537‬‬

‫‪ .17‬دراجي السعيد‪ »،‬دور املؤسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسات الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغيرة واملت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوسطة في الخوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصة‬
‫بالجزائر« ‪ ،‬م ـ ـ ـ ـ ـجلة جـ ـ ـامعة ألامير عبد الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقادر للعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوم إلاسالمية‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،26‬سبتمبر‪ ،2002‬ص ص ‪.196-172‬‬

‫‪409‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .12‬دربال عبد القادر‪ ،‬زايري بلقاسم‪ » ،‬تأثير الشراكة ألاورو‪-‬متوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطية على أداء‬
‫القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطاع الصناعي في الجزائر« ‪ ،‬مجلة الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلوم الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫عدد ‪ ،1‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.32-1‬‬

‫‪ .19‬رايس فضيل‪ »،‬تحوالت السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة ‪ ، «2009-200‬مج ـ ـ ـ ـ ـلة‬
‫الباحث‪ ،‬عدد ‪،1‬الجزائر‪ ،2012 ،‬صص ‪.23-75‬‬

‫‪ .20‬زايري بلقاسم‪ »،‬السي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاسة املرافقة لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنجاح منطقة التبادل الح ـ ـ ـ ـ ـر ما بين دول الاتحاد‬
‫ألاوربي في الجزائر«‪ ،‬مجلة اقتصاد شمال إفريقيا‪ ،‬عدد ‪ ،3‬ص ص ‪.20-45‬‬

‫‪ .21‬زنداقي سهيلة‪» ،‬دور اتفاق الشراكة في تحفيز الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادرات مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن املؤسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسات‬
‫الجزائرية «‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬رقم ‪ ،7‬جامعة تلمسان‪ ،2009 ،‬ص‬
‫ص‪.570 -536‬‬

‫‪ .22‬زوبيري سفيان‪ » ،‬القيود القانونية الواردة على الاستثمار ألاجنبي في ظل التشريعات‬


‫الحالية‪ :‬ضبط للنشاط الاقتصادي أم عودة إلى الدولة املتدخلة؟ «‪ ،‬املجلة ألاكاديمية‬
‫للبحث القانوني‪ ،‬املجلد‪ ،07‬عدد ‪ ،01‬جامعة بجاية‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.126-104‬‬
‫‪ .23‬زياني طاهر‪-‬بوزيام محمد‪» ،‬املقاييس البيئية والتجارة الدولية«‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانونية وإلادارية‪ ،‬كلـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقوق‪ ،‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة أبو ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكر بلـ ـ ـ ـ ـ ـقايد‪،‬‬
‫تلمس ـ ـ ـ ـ ـ ـان‪ ،‬عدد ‪ ،01‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ص ‪.29-21‬‬

‫‪ .24‬زيدات أحمد نوري‪ » ،‬تغليب مصلحة البائع على مصلحة املشتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـري في عم ـ ـلية‬
‫الاع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتماد املستندي«‪ ،‬مجلة دراسات‪ ،‬مجلد ‪ ،29‬عدد‪ ،01‬عمان‪ ، 2002 ،‬ص ص‬
‫‪.69-56‬‬

‫‪410‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺮاﺟﻊ‬

‫ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺰاﺋﺮ‪ :‬اﻟﻮاﻗﻊ‬ ‫ﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫‪ .25‬ﺳﻌﻴﺪي وﺻﺎف‪ » ،‬ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات واﻟﻨﻤﻮ‬


‫واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت «‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ‪ ،‬ﻋﺪد ‪،1‬ا ﺰاﺋﺮ‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.17-6‬‬

‫‪ .26‬ﻋﺒﺪ اﳌﺠﻴﺪ زﻋﻼ ﻲ‪ » ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋ اﻟﺼﺮف ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺰاﺋﺮ‪ :‬ﺟﻮاﻧﺐ ﺗﻨﻈﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤﻴﺔ‬


‫وﺟ ـ ـ ـ ـﺰاﺋﻴﺔ « ‪ ،‬اﳌﺠﻠﺔ ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺰاﺋﺮ ﺔ ﻟﻠﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮم اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و ﻗﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼﺎدﻳﺔ‬
‫واﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺰء ‪ ،39‬رﻗﻢ‪،01‬ا ﺰاﺋﺮ‪ ،2001،‬ص ص ‪.23-09‬‬

‫‪ .27‬ﻋﻴﺎش ﻗﻮ ﺪر‪ ،‬إﺑﺮا ﻴﻤﻲ ﻋﺒﺪ ﷲ‪ »،‬آﺛﺎر اﻧﻀﻤﺎم ا ﺰاﺋﺮ إ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة‬
‫ﺑﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻦ اﻟ ﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎؤم واﻟﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔﺎؤل «‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻗﺘ ـ ـ ـ ـ ـﺼﺎدﻳﺎت ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤﺎل‬
‫إﻓﺮ ﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ‪ ،‬ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺰاﺋﺮ‪ ،‬ﻋﺪد‪ ،2005 ،2‬ص ص‪.17-1‬‬

‫‪ .28‬ﻋﻴﺒﻮط ﻣﺤﻨﺪ وﻋ ‪»،‬ﻋﻘﺪ ﺳ ﺜﻤﺎر‪ :‬ﺑ ن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪاﺧ واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو ‪ :‬ﺑ ن اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺪاﺧ واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو «‪ ،‬ﻣﺠﻠـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ إدارة‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،41‬ﻣﺠﻠﺪ ‪ ،21‬ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺰاﺋﺮ‪ ،2011 ،‬ص ص‬
‫‪.71-53‬‬

‫ﻗﺘﺼﺎد ا ﺰاﺋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮي وآﺛﺎر ﺎ‬ ‫ﻋﻔﺎءات اﻟﻀﺮ ﻴﺔ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ‪ » ،‬ﺳﻴﺎﺳﺔ‬ ‫‪ .29‬ﻓﺮ‬
‫ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ«‪ ،‬اﳌﺠﻠﺔ ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺰاﺋﺮ ﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و ﻗﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼﺎدﻳﺔ‬
‫واﻟﺴ ـ ـ ـ ـﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ا ﺰء ‪ ،39‬رﻗﻢ ‪ ،01‬ا ـ ـ ـ ـﺰاﺋﺮ‪ ،2001 ،‬ص ص ‪. 84-63‬‬

‫‪ .30‬ﻌﻤﻮن إﻳﻤﺎن‪ ،‬ﺑﻦ اﻟﺰاوي ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق‪»،‬دراﺳﺔ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻﻧﺤﺮاف ﺳﻌﺮاﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮف ا ﻘﻴﻘﻲ‬
‫ﻋﻦ ﻣﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘﻮاﻩ اﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاز ﻲ ا ﺰاﺋﺮ« ‪ ،‬ﻣﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،10‬ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي‬
‫ﻣﺮ ﺎح‪ ،‬ورﻗﻠﺔ‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.98-85‬‬

‫‪ .31‬ﻧﻮي ﻨﺎء‪» ،‬دور اﳌﻮﺻﻔﺎت اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤﻦ ﺳﻼﻣﺔ وﺟﻮدة اﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ‪-‬دراﺳﺔ‬
‫اﳌﻮاﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤﻴﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﺔ‪ ،«-‬ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠﻠﺔ اﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜﺮ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،13‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ‪ ،‬ﺴﻜﺮة‪ ،‬ﺻﺺ ‪.568-545‬‬

‫‪411‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .32‬وناس يحي‪ » ،‬تبلور التنمية املستديمة من خالل التجربة الجزائرية «‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية وإلادارية‪ ،‬كلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقوق‪ ،‬جامعة أبو بكر بل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،01‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ص ‪.20 -30‬‬
‫‪ .33‬يوسفي محمد‪» ،‬مضمون أحكام ألامر رقم ‪ 03-01‬املتعلق بتطوير الاستثمار املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في‬
‫‪ 20‬أوت ‪ 2001‬ومدى قدرته على تشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجيع الاستـ ـ ـ ـ ـ ـثمارات الوطنية وألاجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنبية «‪،‬‬
‫مجلة إدارة‪ ،‬عدد ‪ ،23‬الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائر‪ ،2002 ،‬ص ص‪.51-21‬‬

‫‪ .34‬وصاف سعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيدي‪ »،‬تن ـ ـ ـ ـمية الصادرات والنمو الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادي في ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجزائر‪ ،‬الواقع‬
‫وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتحديات«‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد ‪ ،1‬الجزائر‪ ،2002 ،‬صص ‪.12-6‬‬

‫‪ .35‬يحياوي محمد‪ » ،‬دور تكنولوجيا املعلومات والات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاالت في تأهيل املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪ ،‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجلة البحوث والدراسات العلمية « ‪ ،‬مجلة البحوث والدراسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات‬
‫العلمية‪ ،‬الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجزء ‪ ،2‬عدد ‪ ،2‬جام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعة املدية‪ ،2014 ،‬ص ‪.60-41‬‬

‫ب‪-‬املداخالت‬
‫‪ .1‬إرزيل الكاهنة‪»،‬مكانة البـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنوك واملؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسات املالية الج ـ ـ ـ ـ ـ ـزائرية في التجارة‬
‫الخارجية«‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول إلاصالحات البنكية في‬
‫الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق وآلاداب‪ ،‬جامعة ‪ 2‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬ص ص ‪.17-1‬‬

‫‪ .2‬بعتاش ليلى‪» ،‬تبني آلاليات املستحدثة في التمويل ضرورة لترقية املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة بالجزائر«‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول عقود ألاعمال‬
‫ودورها في تطوير الاقتصاد الوطني‪ ،‬أيام ‪ 16‬و‪ 17‬ماي ‪ ،2012‬جامعة عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبد الرحمن‬
‫ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬ص ص ‪.420-456‬‬

‫‪412‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .3‬بوجاللصالح الدين‪ »،‬حماية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبيئة في ظل الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون الدولي والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشريع‬


‫الجزائري«‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول النظام القانوني لحماية‬
‫البيئة في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬يومي ‪ 9‬و‪ 10‬ديسمبر ‪ ،2013‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 2‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬ص ص ‪.13-1‬‬

‫‪ .4‬بوخيرة حسين‪ »،‬استخدام البنوك الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائرية لوسائل الدف ـ ـ ـ ـ ـ ـع في الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجارة‬
‫الخارجية« ‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول إلاصالحات البنكية في‬
‫الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق وآلاداب‪ ،‬جامعة ‪ 2‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬ص ص ‪.123-157‬‬

‫‪ .5‬بودالل علي‪ ،‬شليل عبد اللطيف‪ ،‬بن يشو فتحي‪ »،‬السياسة الجـ ـ ـبائية للجزائر في‬
‫ضوء إلاصالحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات الاقتصادية‪ :‬تجارب وآفاق«‪ ،‬مداخلة ألقـ ـ ـ ـيت ضمن أش ـ ـ ـ ـ ـغال‬
‫امللت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقى الوطنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ح ـ ـ ـ ـ ـ ـول السي ـاسة الجبائية الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجزائرية في ألالفية الثالثة‪،‬أيام‬
‫‪ 12-11‬ماي ‪ ،2003‬كل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية ال ـ ـ ـعلوم الاقتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية وعلـ ـ ـ ـ ـ ـوم التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس ـ ـيير‪ ،‬جامعة‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعد دحلب‪ ،‬البليدة ‪ ،2003،‬ص ص ‪. 65-59‬‬

‫بوشارب ناصر‪»،‬دور املؤسسات املالية في ترقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطوير ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجارة الخارجية‬ ‫‪.6‬‬

‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارج املحروقات«‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول ترقية الصادرات‬
‫خارج املحروقات في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 11‬و‪ 12‬مارس ‪ ،2014‬جامعة مولود معم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـري تيزي‬
‫وزو‪ ،‬ص ص ‪ ،44-23‬منشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـورة على موقع كلية الحقوق‪www.fdsp.ummto.dz‬‬

‫بلحارث ليندة‪ »،‬إلاجراءات املتبعة من طرف السلطات العـ ـ ـ ـمومية من أجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ترق ـ ـ ـ ـية‬ ‫‪.7‬‬

‫الصـ ـ ـ ـ ـ ـادرات خارجاملحروقات«‪ ،‬مداخلة قدمت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول ترقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية‬
‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادرات خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارج املحروقات‪ ،‬أيام ‪ 11‬و‪ 12‬مارس ‪ ،2014‬جامعة مولود معمري‪،‬‬
‫تيزي وزو‪ ،2014 ،‬ص ص ‪ ،15-1‬من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشورة على املوقع ‪www.fdsp.ummto.dz‬‬

‫‪413‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .2‬بلغرسة عبد اللطيف‪ »،‬املؤسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسات الاقتصادية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـجزائرية في ظل إلاصالحات‬


‫املال ـ ـ ـ ـيةواملصرف ـ ـ ـية‪ ،‬دراس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة تحليلية ورؤية مستقبلية«‪ ،‬مداخلة قدمت ضمن أش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغال‬
‫امللتـ ـ ـ ـقى الوطني حول املؤسسة الاقتصادية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجزائرية وتحديات املناخ الاقتـ ـ ـ ـصادي‬
‫الجديد‪ ،‬أيام ‪ 22‬و‪ 23‬أفريل ‪ ،2003‬جامعة املدية‪ ،‬صص ‪ ،93-103‬من ـ ـ ـ ـ ـشورة على املوقع‬
‫‪www.ingdz.com.‬‬

‫‪ .9‬بن بعالشخاليدة‪»،‬إلاطار القانوني والتنظيمي لتشجيع قطاع الصادرات خارج‬


‫املحروقات«‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول ترقية الصادرات خارج‬
‫املحروقات في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 11‬و‪ 12‬مارس ‪ ،2014‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة مولود م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعمري تيزي‬
‫وزو‪،‬صص‪ ،12-1‬منـ ـ ـ ـشورة على املوقع ‪www.fdsp.ummto.dz‬‬

‫‪ .10‬جعدي شريفة‪ ،‬نمر محمد الخطيب و بركة محمد‪»،‬أثر الش ـ ـ ـ ـركات املتعددة الجنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيات‬
‫على الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنمية املحلية في الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنوب الجزائري خالل الفترة ‪ ، «2012-2006‬املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجلة‬
‫الج ـ ـ ـ ـ ـزائرية للتنمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية الاقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادية‪ ،‬عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،1‬ديسمبر ‪ ،2014‬صص ‪ ،23 -1‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقال‬
‫منشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور ة على املوقع‪http://dspace.univ-ouargla.dz‬‬

‫‪ .11‬حسين فريدة‪ » ،‬فعلية القطاع الخاص بين الواقع وواقع الواقع«‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن‬
‫أشغال امللتقى الوطني حول ترقية الص ـ ـ ـ ـ ـ ـادرات خارج املح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروقات في الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائر‪ ،‬يومي‬
‫‪ 11‬و‪ 12‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارس ‪ ،2014‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬ص ص‪ ،10-1‬منشورة‬
‫‪www.fdsp.ummto.dz‬‬ ‫على املوقع‬

‫‪ .12‬زكري إيمان‪» ،‬أسباب ق ـ ـ ـ ـ ـصور عقود ألاعمال في تمويلها للمشاريع الاقتصادية في‬
‫الجزائر«‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول عقود ألاعمال ودورها في‬
‫تطوير الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصاد الوطني‪ ،‬أيام ‪ 16‬و‪ 17‬ماي ‪ ،2012‬جـ ـ ـ ـامـ ـ ـ ـ ـ ـعة ع ـ ـ ـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ـ ـد الرح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن‬
‫ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬ص ص ‪.550-540‬‬
‫‪414‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .13‬قادري لطفي محمد الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالح‪»،‬حماية املنافسة في الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارة الدولية كداعم لالستثمار‬
‫ألاجنبي«‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال امللتقى الوطني حول إلاطار القانوني لالستثمار في‬
‫الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ج ـ ـ ـ ـ ـ ـامعة جياللي ليابس‪ ،‬ص ص ‪.21-1‬‬

‫‪ .41‬قتال منير‪»،‬اله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيئات املرافقة لدعم ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادرات خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارج املح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروقات في‬
‫الجزائر« ‪ ،‬مداخلة ألق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيت ضمن أش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغال امللتقى الوطني حول ترقية الصادرات‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارج املح ـ ـروقات في الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـج ـ ـ ـزائر‪ ،‬يومي ‪ 11‬و‪ 12‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارس ‪ ،2014‬جامعة م ـ ـ ـ ـ ـ ـولود‬
‫ص ص‪ ،11-1‬من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشور على املوقع ‪www.fdsp.ummto.dz‬‬ ‫معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمري تيزي وزو‪،‬‬

‫‪ .15‬كتوش عاشور وقورين حاج قويدر‪»،‬دور الاعتماد املس ـ ـ ـ ـ ـ ـتندي في تمويل التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬حالة مؤسسة ‪ ،SNVI‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول‬
‫سياسات التمويل وأثرها على الاقتصاديات واملؤسسات النامية«‪،‬أيام ‪ 22- 21‬نوفمبر‬
‫‪ ،2006‬جامعة بسكرة‪ ،‬ص ص ‪.420-456‬‬

‫‪ .16‬كسال سامية‪ » ،‬مبدأ حرية التجارة والص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناعة أسـ ـاس قان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوني للمنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـافسة‬
‫الحرة «‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلةألقيت ضمن أشغال امللتقى الوطني حول حرية امل ـ ـ ـ ـ ـنافسة في‬
‫التشريع الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائري‪ ،‬أيام ‪ 4 ،3‬أف ـ ـ ـ ـ ـ ـريل ‪ ،2013‬كلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية الح ـ ـ ـ ـقوق والع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلوم‬
‫الس ـ ـ ـ ـياسية‪ ،‬جـ ـ ـ ـ ـامعة عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابة‪ ،‬ص ص ‪ ،25 -1‬املنشـ ـ ـ ـ ـور ة على املوقع‬
‫‪www.dr.assan.over.blog.com‬‬

‫‪ .17‬كمال رزيق وفارس مسدور‪»،‬الشراكة ألاوروبية بين واقع الاقتصاد الجزائري‬


‫والطموحات التوسعية القتصاد الاتحاد ألاوروبي«‪ ،‬مداخلة ألقيت ضمن أشغال امللتقى‬
‫الوطني حول ألالفية الثالثة‪ ،‬كلية العلوم الاقت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادية والتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسيير‪ ،‬جامعة سعد‬
‫دحلب‪ ،‬البليدة‪ ،‬ماي ‪ ،2002‬ص ص ‪.24-4‬‬

‫‪415‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬ ‫‪.III‬‬

‫أ‪-‬الدساتير‬

‫دستور ‪،1976‬صادر بموجب ألامر رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 97-76‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 22‬ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوفمبر ‪،1976‬ج‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،94‬الصادر في ‪ 24‬نوفمبر ‪.1976‬‬
‫دستور ‪ ،1929‬منشور بموجب املرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم الرئاس ي رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 12-29‬مؤرخ في ‪22‬‬ ‫‪.2‬‬
‫فيفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري ‪ ،1929‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،09‬الصادر في ‪ 1‬مارس ‪.1929‬‬
‫دستور ‪ ،1996‬منشور بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 432-96‬مؤرخ في ‪ 7‬ديـ ـ ـ ـ ـ ـسمبر‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ،1996‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ر عدد ‪،76‬الصادر ‪ 2‬ديسمبر ‪ ،1996‬املتمم بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتوجب القانون رقم‬
‫‪ 03-02‬مؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪،2002‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عدد ‪ ،25‬الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادر في ‪ 14‬أفريل‬
‫‪،2002‬املعدل املتمم بموجب القانون رقم ‪ ،19-02‬مؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2002‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ر‬
‫عدد ‪ ،63‬الصادر في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2002‬معدل ومتمم بموجب القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪01-16‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ ،2016‬يتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعديل الدستوري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،14‬الصـ ـادر في ‪ 17‬م ـ ـ ـ ـ ـارس ‪ )2016‬استدراكج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج عدد ‪ ،46‬الصادر في ‪ 3‬أوت‬
‫‪. (2016‬‬

‫ب‪ -‬املواثيق‬

‫‪ .1‬امليثاق الوطني للجمهورية الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،1926‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،7‬الصادر في ‪ 16‬فيفري ‪.1926‬‬

‫‪416‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫ت‪-‬الاتفاقيات الدولية‬

‫‪ .1‬قانون رقم ‪09-91‬مؤرخ في ‪ 27‬أفريل‪ ،1991‬يتضمن املوافقة على الاتفاقية الدولية حول‬
‫النظام املنسق لتعيين وترميز البضائع املحررة ببروكسل في ‪ 14‬جوان ‪ ،1923‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ، 20‬الصادر في ‪ 1‬ماي ‪.1991‬‬
‫‪ .2‬مرسوم رئاس ي رقم ‪122-02‬مؤرخ في ‪ 7‬أفريل ‪ ،2002‬يتضمن التصديق على الاتفاق‬
‫املتضمن إنشاء املنظمة الدولية للكروم والخموراملنع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقد بباريس في ‪ 03‬أفريل‬
‫‪،2001‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪ .‬ج عدد ‪،24‬الصادر في ‪ 10‬أفريل ‪.2002‬‬
‫‪ .3‬مرسوم رئاس ي رقم ‪223-04‬مؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ ،2004‬يتضمن التصديق على اتفاقية تيسير‬
‫وتنمية التبادل التجاري بين الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدول العربية املحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـررة بتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـونس في ‪ 27‬في ـ ـ ـ ـ ـفري‬
‫‪،1921‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،49‬الصادر في ‪ 2‬أوت‪. 2004‬‬
‫‪ .4‬قانون رقم ‪ 05-05‬مؤرخ في ‪ 26‬أفريل ‪ ،2005‬يتضمن املوافقة على الاتفاق ألاوربي‬
‫املتوسطي لتأسيس شراكة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من جهة‬
‫واملجموعة ألاوربية والدول ألاعضاء فيه من جهة أخرى من جهة أخرى‪ ،‬املوقع بفالونسيا‬
‫يوم ‪ 22‬أفريل ‪ ،2002‬وكذا مالحقه من رقم ‪ 01‬إلى رقم ‪ 06‬والبروتوكوالت من رقم ‪01‬‬
‫إلى رقم ‪ 07‬والوثـ ـ ـ ـ ـيقة النهائية املرفقة به ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،30‬الصادر في ‪ 27‬أفريل‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ .5‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ 159-05‬مؤرخ في ‪ 27‬أفريل ‪،2005‬يتضمن التصديق على الاتفاق‬
‫ألاوربي املتوسطي لتأسيس شراكة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من‬
‫جهة واملجموعة ألاوربية والدول ألاعضاء فيه من جهة أخرى‪،‬املوقع بفالونسيا يوم ‪22‬‬
‫أفريل ‪،2002‬وكذا مالحقه من رقم ‪ 01‬إلى رقم ‪ 06‬والبروتوكوالت من رقم ‪ 01‬إلى رقم ‪07‬‬
‫والوثيقة النهائية املرفقة به‪،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪،31‬الصادر في ‪ 30‬أفريل‪.2005‬‬
‫‪417‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .6‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ 262-09‬مؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،2009‬يتضمن التصديق على البروتوكول‬


‫الثاني التفاقية الهاي لعام ‪ 1954‬الخاصة بحماية املمتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح‬
‫املصادق عليه بالهاي في ‪ 26‬مارس ‪ ،2009‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،51‬الصادر في ‪ 6‬سبتمبر ‪.2009‬‬

‫‪ .7‬مـ ـ ـ ـ ـرس ـ ـ ـ ـ ـوم رئاس ي رقم ‪ 269-09‬م ـ ـ ـؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،2009‬يتض ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـن الت ـ ـ ـ ـ ـصديق على‬
‫الاتـ ـ ـفاقيةبشأن حماية التراث الثقافي املغمور باملياه املعتمدة من طرف الدورة الواحدة‬
‫والث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالثين للمؤتمر العام لليونسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكو في ‪ 2‬نوفمبر ‪ ،2001‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،51‬الصادر‬
‫في ‪ 6‬سبتمبر ‪.2009‬‬

‫‪ .2‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ 92-16‬مؤرخ في ‪ 3‬مارس ‪ ،2016‬يتضمن التصديق على مذكرة‬


‫التفاهم بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية‬
‫بولونيا املوقعة بالجزائر في ‪ 20‬أفريل ‪ ،2015‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،15‬الصادر في ‪ 9‬مارس‬
‫‪.2016‬‬

‫‪ .9‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ ،262-16‬مؤرخ في ‪ 13‬أكتوبر ‪ ،2016‬يتضمن التصديق على اتفاق‬


‫باريس حول التغيرات املناخية املعت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمد بباريس في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2015‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،60‬الصادر في ‪ 13‬أكتوبر ‪.2016‬‬

‫ث‪-‬النصوص التشريعية‬

‫أمر رقم ‪ 74-71‬مؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،1971‬يتعلق بالتسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيير الاشتراكي‬ ‫‪.1‬‬


‫للمؤسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسات‪ ،‬ج‪ .‬رج‪.‬ج عـ ـ ـ ـ ـ ـدد‪ ، 98‬الصادر في ‪ 29‬نوفمبر ‪.1971‬‬
‫أمر رقم ‪ 11-74‬مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،1974‬يتضمن تحرير تجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة التصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدير‪،‬ج‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،14‬الصادر في ‪ 15‬فيفري ‪(1974‬ملغى)‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر رقم ‪ 12-74‬مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،1974‬ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتعلق بشروط است ـ ـ ـيراد‬ ‫‪.3‬‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبضائع‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عـ ـ ـ ـ ـ ـدد‪ ،14‬الصادر في ‪ 15‬فيفري‪(1974‬ملغى)‪.‬‬

‫أمر رقم ‪ 09-74‬مؤرخ ‪ 30‬جانفي ‪ ،1974‬يتضمن تعديل القانون رقم ‪ ،90-67‬مؤرخ‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ 17‬جوان ‪ ،1967‬يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪ .‬ر ‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،13‬الصادر في‬
‫‪ 12‬فيفري ‪.1974‬‬

‫أمر رقم ‪ 52-75‬م ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 26‬سبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتمبر ‪ ،1975‬يتـ ـ ـ ـ ـ ـضمن الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمدني‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،101‬الصادر في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،1975‬معدل ومتمم‪.‬‬

‫أمر رقم ‪ 59-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،101‬الصادر في ‪ 19‬س ـ ـ ـ ـ ـ ـبتمبر‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ ، 1975‬معدل ومتمم بموجبمرسوم تشريعي رقم ‪ 02-93‬مؤرخ في ‪ 25‬أفريل‪ ،1993‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ، 27‬الصادر في ‪ 27‬أفريل ‪ ،1993‬معدل ومتمم بموجب قانون رقم ‪ 20-15‬مؤرخ في‬
‫‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،71‬الصادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬يتضمن القانون التجاري‬
‫‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ 02-72‬مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،1972‬يتعلق باحتكار الدولة للتجارة‬ ‫‪.7‬‬


‫الخارجية‪،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،07‬الصادر في ‪ 4‬فيفري ‪(1972‬ملغى)‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ 03-23‬مؤرخ في ‪ 5‬فيفري ‪ ،1923‬يتعلق بح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماية بالـ ـ ـ ـ ـ ـبيئة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬ ‫‪.8‬‬
‫عدد ‪ ،6‬الصادر في ‪ 2‬فيفري ‪(.1923‬ملغى بموجب القانون رقم ‪ 10-03‬املتعلق بالبيئة)‪.‬‬

‫قانون رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 05-25‬مؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ ،1925‬يتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق بح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماية الصح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬ ‫‪.9‬‬


‫وترقيتها‪،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،02‬الصادر في ‪ 17‬ديسمبر ‪،1925‬املعدل واملتمم بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 09-92‬مؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪،1992‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،61‬الصادر في ‪23‬‬

‫‪419‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫أوت‪ ،1992‬وبم ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب القانون رقم ‪ 13-02‬مؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪،2002‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،44‬الصادر في ‪ 3‬أوت ‪.2002‬‬

‫‪ .11‬قانون رقم ‪ 17-27‬مؤرخ في ‪01‬أوت‪ ،1927‬يتعلق بالص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة النباتية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،32‬الصادر في ‪ 05‬أوت‪. 1927‬‬

‫‪ .11‬قانون رقم ‪ 01-22‬مؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ ،1922‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات‬


‫العمومية الاقتصادية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،02‬الصادر في ‪ 13‬جانفي ‪.1922‬‬
‫‪ .11‬قانون رقم ‪ 02-22‬مؤرخ في ‪ 26‬أفريل ‪ ،1922‬يتعلق بنشاطات الطب البيطري وحماية‬
‫الصحة الحيوانية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،04‬الصادر في ‪ 27‬أفريل ‪.1922‬‬
‫‪ .13‬قانون رقم ‪ 25-22‬مؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ ،1922‬يتعلق بتوجيه الاستثمارات الاقتصادية‬
‫الخـ ـ ــاصة الوطنية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،22‬الصادر في ‪ 13‬جويلية ‪( 1922‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .14‬قانون رقم ‪ 29-22‬مؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،1929‬يتعلق بممارسة اح ـ ـ ـ ـتكار الدولة للتجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،29‬الصادر في ‪ 20‬أوت ‪(1929‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .15‬قانون رقم ‪ 02-29‬مؤرخ في ‪ 07‬فيفري ‪ ،1929‬يتعلق بالقواعد الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامة لحماية‬
‫املستهلك‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،06‬الصادر في ‪ 2‬فيفري‪ ( 1929‬قانون ملغى)‪.‬‬
‫‪ .16‬قانون رقم ‪ 10-90‬مؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1990‬يتعلق بالن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقد والقرض‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد‪ ،16‬الصادر في ‪ 14‬أفريل ‪( 1990‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .17‬مرسوم تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشريعي رقم ‪ 12-93‬مؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر‪ ،1993‬يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق بترقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫الاستثمار‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،64‬الصادر في ‪ 10‬أكتوبر ‪( 1993‬ملغى بموجب القانون رقم‬
‫‪.)03-01‬‬
‫‪ .18‬أمر رقم ‪ 25-95‬مؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،1995‬يتعلق بتسيير رؤوس ألاموال التجارية‬
‫التابعة للدولة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،55‬الصادر في ‪ 27‬سبتمبر ‪.1995‬‬
‫‪420‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .19‬أمر رقم ‪ 27-95‬مؤرخ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ ،1995‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،1996‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،22‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.1995‬‬

‫‪ .11‬أمر رقم ‪ 06-96‬مؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪ ،1996‬يتعلق بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتأمين الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرض عند‬


‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصدير‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،03‬الصادر في ‪ 14‬جانفي ‪.1996‬‬
‫‪ .11‬أمر رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 06-97‬مؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ ،1997‬يتعلق بالعـ ـ ـ ـتاد الحربي‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،6‬الصادر في ‪ 22‬جانفي ‪.1997‬‬

‫‪ .11‬قانون رقم ‪ 04-92‬مؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ ،1992‬يتعلق بالتراث الثقافي‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،44‬الصادر في ‪ 17‬جويلية ‪. 1992‬‬

‫‪ .13‬قانون رقم ‪ 12-92‬مؤرخ في‪31‬ديسمبر‪ ،1998‬ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتضمن قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون املالية لسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة‬
‫‪ ،1999‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،92‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.1992‬‬
‫‪ .14‬قانون رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 11-99‬مؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ ،1999‬يتضمن قانون املالية لس ـ ـ ـ ـ ـ ـنة‬
‫‪ ،2000‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،92‬الصادر في ‪ 25‬ديسمبر ‪.1999‬‬
‫‪ .15‬أمر رقم ‪ 02-01‬مـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ ،2001‬يتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن تأسيس تعري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفة جمـ ـ ـ ـ ـ ـركية‬
‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديدة‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،47‬الصادر في ‪ 22‬أوت ‪.2001‬‬
‫‪ .16‬أمر رقم‪ 03-01‬مؤرخ في ‪20‬أوت ‪ ،2001‬يتعلق بتطوير الاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتثمار‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،47‬الصادر في ‪ 22‬أوت ‪ ،2001‬معدل ومتمم بموجب ألامر رقم ‪ 02-06‬مؤرخ في ‪15‬‬
‫جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـويلية ‪ ،2006‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد‪ ،47‬الصادر في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2006‬معدل ومتمم‬
‫بموجب ألامر رقم ‪ 01-09‬مؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2009‬يتضمن قانون املالية التكميلي‬
‫لسنة ‪ ،2009‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،44‬الصادر في ‪ 26‬جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـويلية ‪ ،2009‬معدل ومتمم‬
‫بموجب ألامر رقم ‪ 01-10‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،49‬الصادر في ‪29‬‬

‫‪421‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫أوت ‪ ،2010‬معدل وم ـ ـ ـ ـ ـ ـتمم بموج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب القانون رقم ‪ 12-12‬مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر‬


‫‪ ،2012‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2013‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،72‬الصادر في ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ ،2012‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 02-13‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2013‬يتضمن‬
‫قانون املالية لس ـ ـ ـ ـنة ‪ ،2014‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،62‬ال ـ ـ ـصادر في ‪ 31‬ديسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمبر ‪ ،2013‬معدل‬
‫ومتمم بـ ـ ـ ـ ـ ـموجب الـ ـ ـ ـ ـقانون رقم ‪ 10-14‬مؤرخ في ‪ 30‬ديس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمبر ‪ ،2014‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،72‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2014‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪10-14‬‬
‫مؤرخ في ‪ 30‬ديس ـ ـ ـ ـ ــمبر ‪ ،2014‬يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2015‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬عدد‬
‫‪ ،72‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2014‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 12-15‬مؤرخ في‬
‫‪ 30‬ديسمبر‪ ،2015‬يتض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن قانون املالية ل ـ ـ ـ ـ ـسنة ‪ ،2016‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪،72‬الصادر‬
‫في ‪ 31‬ديسمبر ‪ ( ،2015‬ألغيت معظم أحكامه ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموجب القانون رقم ‪ ،09-16‬يتعلق‬
‫بترقية الاستثمار)‪.‬‬
‫‪ .17‬قانون رقم ‪ 12-01‬مؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2001‬يتضمن القانون التوجيهي لترقية‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،77‬الصادر في ‪ 15‬ديسمبر ‪.2001‬‬

‫‪ .18‬قانونرقم ‪ 21-01‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2001‬يتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن قانون املاليـ ـ ـ ـ ـ ـة‬


‫لسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة ‪ ،2002‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،79‬الصادر في ‪ 23‬ديسمبر ‪.2002‬‬

‫‪ .19‬قانون رقم ‪ 11-02‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،2002‬يتض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن قانون املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالية لسنة‬
‫‪ ،2003‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـ ـدد ‪ ،26‬الصادر في ‪ 25‬ديسمبر ‪.2002‬‬
‫‪ .31‬قانون رقم ‪ 10-03‬مؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية‬
‫املستدامة‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،43‬الصادر في ‪ 26‬جويلة ‪.2003‬‬
‫‪ .31‬أمر رقم ‪ 04-03‬مؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬يتعلق بالقواعد العامة املطبقة على عمليات‬
‫استيراد البضائع وتصديرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‪ ،43‬الصادر في ‪ 20‬جويلية ‪ ،2003‬معدل‬
‫‪422‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫ومتمم بموج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون رقم ‪ 15-15‬مؤرخ في ‪15‬جويلية ‪ ،2015‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬


‫‪ ،41‬الصادر في ‪ 29‬جويلية ‪.2015‬‬
‫‪ .31‬أمر رقم ‪ 03-03‬مؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬يتعلق باملنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،43‬الصادر‬
‫في ‪ 20‬جويلية ‪ ،2003‬مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدل ومتمم بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب ألامر رقم ‪ 12-02‬مؤرخ في ‪ 25‬جوان‬
‫‪ ،2002‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،36‬الصادر في ‪ 2‬جويلية ‪ ،2002‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم‬
‫‪ 05-10‬مؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ ،2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،46‬الصادر في ‪ 12‬أوت ‪.2010‬‬

‫‪ .33‬أمر رقم ‪ 11-03‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬يتعلق بالن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقد والقرض‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،52‬الصادر في ‪ 27‬أوت ‪ ،2003‬املعدل واملتمم بموجب ألام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر رقم ‪ 04-10‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ‬
‫في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬جع ـ ـ ـ ـدد ‪ ،50‬الصادر في ‪ 01‬سبتمبر‪ ،2010‬معدل ومتمم‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 02-13‬م ـ ـؤرخ في ‪ 30‬ديس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمبر ‪ ،2013‬يتضمن قانون املالية لسنة‬
‫‪ ،2014‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪،62‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪،2013‬معدل ومتمم بموجب القانون‬
‫رقم ‪ 14-16‬مؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2016‬يتضـ ـ ـ ـ ـ ـمن قانون ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمالية ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسنة‬
‫‪ ،2017‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ، 77‬الصادر في ‪ 29‬ديسمبر ‪.2016‬‬

‫‪ .34‬قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانون رقم ‪ 04-04‬مؤرخ في ‪ 23‬جويلية ‪ ،2004‬يت ـ ـ ـ ـ ـ ـعلق بالت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقييس‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،41‬الصادر في ‪ 27‬جويلية ‪ ،2004‬املعدل واملتمم بموجب القان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون رقم ‪ 04-16‬مؤرخ في‬
‫‪19‬جوان ‪ ،2016‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،37‬الصادر في ‪ 22‬جوان ‪.2016‬‬

‫‪ .35‬قانون رقم ‪ 03-05‬مؤرخ في ‪ 6‬فيفري ‪ ،2005‬يتعلق بالبذور والشتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائل‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،11‬الصادر في ‪ 9‬فيفري ‪.2005‬‬

‫‪ .36‬قانون رقم ‪ 05-05‬مؤرخ في ‪ 25‬جويلية ‪ ،2005‬يتض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن قانون املالية التكميلي لسنة‬
‫‪ ،2005‬ج‪ .‬ر ‪.‬ج ‪ .‬جعدد ‪ ،52‬الصادر في ‪ 26‬جويلية ‪.2005‬‬

‫‪423‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺮاﺟﻊ‬

‫‪ 25‬ﻓﻴﻔﺮي ‪ ،2009‬ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤﺎﻳﺔ اﳌﺴ ﻠﻚ وﻗﻤﻊ‬ ‫‪ .37‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 03-09‬ﻣﺆرخ‬


‫اﻟﻐﺶ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ﻋﺪد ‪ ،15‬اﻟﺼﺎدر ‪ 08‬ﻣﺎرس ‪.2009‬‬

‫‪ 22‬ﻣﺎي‪ ،2009‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻜﻤﻴ ﻟﺴﻨﺔ‬ ‫‪ .38‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 01-09‬ﻣﺆرخ‬


‫‪ ،2009‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ﻋﺪد ‪ ،44‬اﻟﺼﺎدر ‪ 26‬ﻣﺎي ‪ ،2009‬ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ ‪.‬‬

‫‪ 29‬د ﺴﻤ ‪ ،2010‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ج‬ ‫‪ .39‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 13-10‬ﻣﺆرخ‬


‫‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ﻋ ـ ـ ـ ـ ـﺪد ‪ ،80‬اﻟﺼﺎدر ‪ 30‬د ﺴﻤ ‪.2010‬‬

‫‪ 18‬ﺟﻮ ﻠﻴﺔ ‪ ،2011‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻜﻤﻴ ﻟﺴ ـ ـ ـﻨﺔ‬ ‫‪ .40‬أﻣﺮ رﻗﻢ ‪11-11‬ﻣﺆرخ‬
‫‪،2011‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ﻋﺪد ‪ ،40‬اﻟﺼﺎدر ‪ 20‬ﺟﻮ ﻠﻴﺔ ‪.2011‬‬

‫‪ 28‬د ﺴﻤ ‪،2011‬ﻳﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻀﻤﻦ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ‬ ‫‪ .41‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪16-11‬ﻣـ ـ ـ ـ ـﺆرخ‬
‫‪ 29‬د ﺴﻤ ‪.2011‬‬ ‫‪ ،2012‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ﻋﺪدـ‪ ،72‬اﻟﺼﺎدر‬

‫‪26‬د ﺴﻤ ‪ ،2012‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮن اﳌﺎﻟﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ ﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨﺔ‬ ‫‪ .42‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 12-12‬ﻣﺆرخ‬
‫‪،2013‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ﻋﺪد ‪ ،72‬اﻟﺼﺎدر ‪ 30‬د ﺴﻤ ‪.2012‬‬

‫‪ 30‬د ﺴﻤ ‪،2013‬ﻳﺘﻀـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ‬ ‫‪ .43‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪08-13‬ﻣﺆرخ‬
‫‪،2014‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج ﻋـ ـ ـ ـ ـﺪد ‪،68‬اﻟﺼﺎدر ‪ 31‬د ﺴﻤ ‪.2013‬‬
‫‪ 23‬ﺟﻮ ﻠﻴﺔ ‪ ،2015‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻜﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴﻨﺔ‬ ‫‪ .44‬أﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 01-15‬ﻣﺆرخ‬
‫‪ ،2015‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج ﻋﺪد ‪ ،40‬اﻟﺼﺎدر ‪ 23‬ﺟﻮ ﻠﻴﺔ ‪.2015‬‬

‫‪ 30‬د ﺴﻤ ‪ ،2015‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟـ ـ ـ ـ ـﺴﻨﺔ‬ ‫‪ .45‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 18-15‬ﻣﺆرخ‬


‫‪ ،2016‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج ﻋﺪد ‪،72‬اﻟﺼﺎدر ‪ 31‬د ﺴﻤ ‪.2015‬‬

‫‪ 3‬أوت ‪ ،2016‬ﻳﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌﻠﻖ ﺑ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴﺔ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ﻋﺪد‬ ‫‪ .46‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 09-16‬ﻣﺆرخ‬
‫‪ ،46‬اﻟﺼﺎدر ‪ 3‬أوت ‪.2016‬‬
‫‪424‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .47‬قانون رقم ‪ 14-16‬مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،2016‬يتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن قانون املال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـية لسنة‬
‫‪ ،2017‬ر‪.‬ج‪.‬ج عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪،77‬الصادر في ‪ 29‬ديسمبر ‪.2016‬‬
‫‪ .48‬قانون رقم ‪ 04-17‬مؤرخ في ‪ 16‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيفري ‪ ،2017‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،11‬يتضمن قانون‬
‫الجمارك‪ ،‬الصادر في ‪ 19‬فيفري ‪ ، ،2017‬يعدل ويتمم الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقانون رقم ‪ 10-92‬مؤرخ في‬
‫‪ 22‬أوت ‪ ،1992‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،61‬الصادر في ‪ 23‬أوت ‪ ،1992‬يعدل ويتمم القانون رقم‬
‫‪ 07-79‬مؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪ ،1979‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،30‬الصادر في ‪ 24‬جويلية ‪.1979‬‬

‫‪ .49‬قانون رقم ‪ 02-17‬مؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪ ،2017‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات‬


‫الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،02‬الصادر في ‪ 11‬جانفي ‪.2017‬‬

‫ج‪-‬النصوص التنظيمية‬

‫ج‪-1-‬املراسيم التنفيذية‬
‫مرسوم رقم ‪ 201-22‬مؤرخ في ‪18‬أكتوبر ‪ ،1922‬يتضمن إلغاء جميع ألاحكام التنظيمية‬ ‫‪.1‬‬
‫التي تخول املؤسسات الاشتراكية ذات الطابع الاقتصادي التفرد بأي نشاط اقـ ـ ـ ـ ـ ـتصادي‬
‫أو احتكار للتجارة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،42‬الصادر في ‪ 19‬أكتوبر ‪.1922‬مرسوم تنفيذي رقم‬
‫‪ 367-90‬مؤرخ في ‪ 10‬نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوفمبر ‪ ،1990‬يتعلق بوسم السلع الغذائية وعرضها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،50‬الصادر في ‪ 21‬نوفمبر ‪ ،1990‬معدل ومتمم بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪-05‬‬
‫‪ 424‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2005‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،23‬الصادر في ‪ 25‬ديسمبر ‪.2005‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 37-91‬مؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ ،1991‬يتعلق بشروط التدخل في‬ ‫‪.1‬‬
‫مجال التجارة الخارجية‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،12‬الصادر ‪ 20‬مارس‪.1991‬‬

‫‪425‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 225-92‬مؤرخ في‪ 6‬جويلية ‪ ،1992‬يتعلق برخص استغالل‬ ‫‪.3‬‬
‫مؤسسة إلنتاج املنتجات الصيدالنية و‪/‬أو توزيعها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،53‬الصادر في ‪12‬‬
‫جويلية ‪.1992‬‬
‫‪ .4‬مرسوم رقم ‪ 95-63‬مؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،1963‬يتعلق بتنظيم وسير املؤسسة املسيرة‬
‫ذاتيا‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‪ ،51‬الصادر في ‪ 22‬مارس ‪.1963‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪320-94‬مؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،1994‬يتعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلق باملنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاطق‬ ‫‪.5‬‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحرة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،67‬الصادر في ‪ 19‬أكتوبر ‪.1994‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 93-96‬مؤرخفي ‪ 3‬مارس ‪ ،1996‬يتضمن إنشاء غرف التجارة‬ ‫‪.6‬‬
‫والصناعة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،16‬الصادر في ‪ 6‬مارس ‪.1996‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 327-96‬مؤرخ في ‪ 1‬أكتوبر ‪ ،1996‬يتعلق بإنشاء الديوان الجزائري‬ ‫‪.7‬‬
‫لترقية التجارة الخارجية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ، 52‬الصادر في ‪ 6‬أكتوبر ‪.1996‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 429-97‬مؤرخ في ‪ 11‬نوفمبر ‪ ، 1997‬يتعلق بالخصائص التقنية‬ ‫‪.8‬‬
‫املطبقة على املنسوجات النسيجية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،75‬الصادر في ‪ 12‬نوفمبر ‪.1997‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 69-92‬مؤرخ في ‪ 21‬فيفري ‪ ،1992‬يتضمن إنشاء املعهد الجزائري‬ ‫‪.9‬‬
‫للتقييس ويحدد قانونه ألاساس ي‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،11‬الصادر في ‪ 1‬مارس ‪ ،1992‬معدل‬
‫ومتمم بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 20-11‬مؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ ،2011‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،6‬الصادر في ‪ 30‬جانفي ‪.2011‬‬

‫‪ .11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 315-92‬مؤرخ في ‪ 3‬أكتوبر ‪ ،1992‬يتمم املرسوم التنفيذي رقم‬


‫‪ 363-95‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 11‬نوفمبر ‪ ،1995‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،62‬الصادر في ‪ 12‬نوفـ ـ ـ ـ ـ ـمبر‬
‫‪ ،1995‬يحدد كيفيات التفتيش البيطري للحيوانات الحية أو املنتوجات آلاتية من‬

‫‪426‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫أصل حيواني املخصصة لالستهالك البشري‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،74‬الصادر في ‪ 5‬أكتوبر‬
‫‪.1992‬‬

‫‪ .11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 339-92‬مؤرخ في ‪ 3‬نوفمبر ‪ ،1992‬يضبط التنظيم املطبق على‬


‫املنشأة املصنفة ويحدد قائمتها‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‪ ،22‬الصادر في ‪ 4‬نوفمبر ‪.1992‬‬

‫‪ .11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 102-09‬مؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ ،2009‬يح ـ ـ ـ ـدد إلاجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات املطبقة عند‬
‫استيراد وتصدير ألادوية ذات الاستعمال البيطري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،16‬الصادر في ‪ 15‬مارس‬
‫‪.2009‬‬

‫‪ .13‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـرسوم تنفيذي رقم ‪ 69-10‬مؤرخ في ‪ 31‬جانفي ‪ ،2010‬يحدد إلاجراءات املطبقة عند‬
‫استيراد وتص ـ ـ ـ ـ ـدير مواد الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحة النباتية ذات الاستعمال الفالحي‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد‬
‫‪ ،9‬الصادر في ‪ 3‬فيفري ‪.‬‬

‫‪ .14‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 197-11‬مـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 22‬ماي ‪ ،2011‬يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحدد ألاح ـ ـكام املتعلقة‬
‫بحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيازة الح ـ ـ ـ ـيوانـاتالطريدة املولودة واملرباة في م ـ ـ ـ ـ ـراكز تربية الحيوانات أو عرضها للبيـ ـ ـع‬
‫وب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيعها أو شرائها أو ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيعها بالتجول أو تصديرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،29‬الصادر في‬
‫‪ 22‬ماي ‪.2011‬‬

‫‪ .15‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 174-04‬مؤرخ في ‪ 12‬جوان ‪ ،2004‬يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية‬


‫لترقية التجارة الخارجية وتنظيمها وسيرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،39‬الصادر في ‪ 16‬جوان‬
‫‪.2004‬‬

‫‪ .16‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 319-04‬مؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2004‬يتعلق بشفافية تدابير الصحة‬


‫والصحة النباتية والعراقيل التقنية للتجارة‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،64‬الصادر في ‪ 10‬أكتوبر‪.‬‬

‫‪427‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .17‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 320-04‬مؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2004‬يحدد مبادئ إعداد تدابير‬


‫الصحة والصحة النباتية واعتمادها وتنفيذها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،64‬الصادر في ‪ 10‬أكتوبر‬
‫‪.2004‬‬

‫‪ .18‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 331-04‬مؤرخ في ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،2004‬يتضمن تنظيم نشاطات صنع‬


‫املواد التبغية واستيرادها وتوزيعها‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،66‬الصادر في ‪ 20‬أكتوبر ‪.2004‬‬

‫‪ .19‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 67-05‬مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،2005‬يتضمن إنشاء اللجنة الوطنية‬


‫للمدونة الغذائية وتحديد مهامها وتنظيمها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،10‬الصادر في ‪6‬‬
‫فيفري‪.2005‬‬

‫‪ .11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،222-05‬مؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2005‬يحدد شروط تنفيذ الحق‬


‫ضد إلاغراق وكيفياته‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،43‬الصادر في ‪ 22‬جويلية ‪. 2005‬‬

‫‪ .11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 465-05‬مؤرخ في ‪ 6‬ديس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمبر ‪ ،2005‬يت ـ ـ ـ ـ ـعلق بامل ـ ـ ـ ـ ـطابقة‪ ،‬ج‪.‬‬
‫ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،20‬الصادر في ‪ 11‬ديسمبر ‪.2005‬‬

‫‪ .11‬مرسوم تنفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيذي رقم ‪ 464-05‬مؤرخ في ‪ 6‬ديسمبر ‪ ،2005‬يتعلق بتن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظيم‬


‫التقي ـ ـيس‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬جعدد‪ ،20‬الصادر في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،2005‬معدل ومتمم بموجب املرسوم‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنفيذي رقم ‪ 324-16‬مؤرخ في ‪ 13‬ديسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمبر ‪ ،2016‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،73‬الصادر‬
‫في ‪ 15‬ديسمبر ‪.2016‬‬

‫‪ .13‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 467-05‬مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،2005‬يحدد شروط مراقبة مطابقة‬


‫املنتوجات املستوردة عبر الحدود وكيفيات ذلك ‪،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،20‬الصادر في ‪11‬‬
‫ديسمبر ‪.2005‬‬

‫‪428‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .14‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 119-07‬مؤرخ في ‪ 23‬أفريل ‪ ،1997‬يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية‬


‫للوساطة والضبط العقاري ويحدد قانونها ألاساس ي املعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدل واملتمم‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،27‬الصادر في ‪ 25‬أفريل ‪.2007‬‬

‫‪ .15‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 145-07‬مؤرخ في ‪ 19‬ماي ‪ ،2007‬يتعلق بتحديد مجال تطبيق‬


‫ومحتوى وكيفيات املصادقة على دراسة وموجز الت ـ ـ ـ ـ ـ ـأثير على البيئة ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،34‬الصادر في ‪ 22‬ماي ‪.2007‬‬

‫‪ .16‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 102-09‬مؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ ،2009‬يح ـ ـ ـ ـدد إلاجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات املطبقة عند‬
‫استيراد وتصدير ألادوية ذات الاستعمال البيطري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،16‬الصادر في ‪ 15‬مارس‬
‫‪.2009‬‬

‫‪ .17‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 121-09‬مؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ ،2009‬يحدد شروط ممارسة أنشطة‬


‫استيراد املواد ألاولية واملنتوجات والبضائع املوجهة إلعادة البيع على حالتها من طرف‬
‫الشركات التجارية التي يكون فيها الشركاء أجانب‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،30‬الصادر في ‪30‬‬
‫ماي ‪ ،2009‬معدل ومتمم بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 296-09‬مؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر‬
‫‪ ،2009‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،51‬الصادر في ‪ 06‬سبتمبر ‪.2009‬‬
‫‪ .18‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 243-09‬مؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2009‬يحدد هوامش الربح القصوى‬
‫بالجملة والتج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزئة املطبقة على الاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمنت البورتالندي املركب واملوضب‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،44‬الصادر في ‪ 26‬جويلية ‪.2009‬‬
‫‪ .19‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرسوم تنفيذي رقم ‪ 69-10‬مؤرخ في ‪ 31‬جانفي ‪ ،2010‬يحدد إلاجراءات املطبقة عند‬
‫استيراد وتصدير مواد الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصحة النباتية ذات الاستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعمال الفالحي‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد‬
‫‪ ،9‬الصادر في ‪ 3‬فيفري ‪.‬‬

‫‪429‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ . .31‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،29-10‬مؤرخ في ‪ 10‬مارس‪ ،2010‬يحدد كيفيات متابعة الواردات‬


‫املعفاة من الحقوق الجمركية في إطار اتفاقيات الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبادل الحر‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،17‬الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادر في ‪ 14‬مارس ‪ ،2010‬املعدل واملتمم بموجب املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،25-13‬مؤرخ في ‪ 6‬فيفري ‪ ،2013‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،9‬ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصادر في ‪ 10‬فيفري ‪،2013‬‬
‫املتمم بموجب املرسوم التنفيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذي رقم ‪ ،219-14‬م ـ ـ ـؤرخ في ‪ 11‬أوت ‪،2014‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،49‬الصادر في ‪ 20‬أوت ‪.2014‬‬

‫‪ .31‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 222-10‬مؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،2010‬يتعلق باألشخاص املؤهلين‬


‫بالتصريح املفصل‪،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،71‬الصادر في ‪ 24‬نوفمبر ‪.2010‬‬

‫‪ .31‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 197-11‬مؤرخ في ‪ 22‬ماي ‪ ،2011‬يحدد ألاحكام املتعلقة بحيازة‬


‫الحيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوانات الطريدة املولودة واملرباة في مراكز تربية الحيوانات أو عرضها للبيع وبيعها‬
‫أو شرائها أو بيعها بالت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجول أو تصديرها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،29‬الصادر في ‪ 22‬ماي‬
‫‪.2011‬‬

‫‪ .33‬مرس ـ ـ ـ ـ ـ ـوم تنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفيذي رق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪ 141-13‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤرخ في ‪ 10‬أفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريل ‪ ،2013‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،21‬الصادر في ‪ 23‬أفريل ‪ ،2013‬يعدل ويتمم املرسوم التنفيذي رقم ‪ 452-05‬مؤرخ في‬
‫‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2005‬يحدد كيفيات ممارسة نشاط استيراد املواد ألاولية واملنتوجات‬
‫والبضائع املوجهة إلعادة البيع على ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالتها‪،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،72‬الصادر في ‪04‬‬
‫ديسمبر ‪.2005‬‬

‫‪ .34‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 372-13‬مؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪ ،2013‬يحدد الشروط والكيفيات املتعلقة‬


‫باملستهلك ‪،‬ج ‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،52‬الصادر في ‪ 12‬نوفمبر ‪.2013‬‬

‫‪430‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .35‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 52-15‬مؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،2015‬يحدد شروط وكيفيات ممارسة‬


‫نشاط وكالء املركبات الجديدة‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‪ ، 05‬الصادر في ‪ 2‬فيفري ‪.2015‬‬
‫‪ .36‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 169-15‬مؤرخ في ‪ 23‬جويلية ‪ ،2015‬يحدد كيفيات الاعتماد ملمارسة‬
‫نشاط استيراد الذهب والفضة والبالتين الخام نصف املصنعة واملصنعة ونشاط‬
‫استرجاع املعادن الثمينة وتأهيلها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،36‬الصادر في ‪ 1‬جويلية ‪.2015‬‬

‫‪ .37‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 234-15‬مؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ ،2015‬يحدد شروط وكيفيات ممارسة‬


‫ألانشطة واملهن املنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظمة الخاضـ ـ ـ ـ ـ ـعة للتس ـ ـ ـ ـجيل في الس ـ ـ ـ ـ ـجل التجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫‪ ،42‬الصادر في ‪ 9‬سبتمبر ‪.2015‬‬

‫‪ .38‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 249-15‬مؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ ،2015‬يحدد محتوى وتمحور وكذا شروط‬
‫تسيير وتحيين مدونة ألانش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطة الاقتصادية الخاض ـ ـ ـ ـ ـعة للتسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجيل في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،52‬مؤرخ في ‪ 30‬سبتمبر ‪.2015‬‬

‫‪ .39‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 100-17‬مؤرخ في ‪ 5‬مارس ‪ ،2017‬يعدل ويتمم املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 356-06‬مؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،2006‬يتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار‬
‫وتنظيمها وسيرها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،16‬الصادر في ‪ 2‬مارس ‪2017‬‬

‫‪ .41‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 102-17‬مؤرخ في ‪ 5‬مارس ‪ ،2017‬يحدد كيفيات تسجيل الاستثمارات‬


‫وكذا شكل ونتائج الشهادة املتعلقة بها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،16‬الصادر في ‪ 2‬مارس ‪.2017‬‬

‫ج‪-2-‬القرارات‬
‫قرار وزاري صادر في ‪ 25‬جانفي ‪ ،1995‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،2‬الصادر في ‪ 22‬جانفي ‪.1995‬‬ ‫‪.1‬‬

‫قرار مؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ،1997‬يحدد الشروط الصحية للحيوانات املطلوبة عند استيراد‬ ‫‪.1‬‬

‫وتصدير الخيول‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،36‬الصادر في ‪ 1‬جوان ‪.1997‬‬

‫‪431‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫قرار مؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ،1997‬يحدد الشروط الصحية للحيوانات املطلوبة عند استيراد‬ ‫‪.3‬‬

‫وتصدير الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيول‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،36‬الصادر في ‪ 1‬جوان‪.1997‬‬

‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 3‬مارس ‪ ،1997‬يحدد قائمة املن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتوجات املستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوردة‬ ‫‪.4‬‬

‫الخاضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعة ملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراق ـ ـ ـ ـبة املطـ ـ ـ ـ ـابقـ ـ ـة والنوعية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ـ ـدد ‪ ،34‬الصادر في ‪ 4‬مارس ‪.1997‬‬

‫قرار صادر في ‪ 1‬جويلية ‪ ،2000‬يتضمن منع اس ـ ـتيراد أطر العـ ـجالت املست ـ ـ ـ ـعملة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬ ‫‪.5‬‬

‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،43‬الصادر في ‪ 19‬جويلية ‪.2000‬‬

‫قرار صادر في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،2000‬يمنع استيراد وإنتاج وتوزيع وتسويق واس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتعمال املادة‬ ‫‪.6‬‬

‫النباتية املغـيرة وراثيا‪،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،02‬الصادر في ‪ 2‬جويلية ‪.2001‬‬

‫قرار صادر في ‪ 24‬جويلية ‪ ،2002‬يحدد قائمة أنواع النباتات الخاضعة للترخيص التقني املسبق‬ ‫‪.7‬‬

‫لالستيراد والقواعد الخاصة ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـصحة النباتات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،62‬الصادر في ‪ 15‬سبتمبر‬
‫‪.2002‬‬

‫قرار صادر في ‪ 6‬جوان ‪ ،2005‬يحدد دفتر الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروط الت ـ ـ ـ ـقنية الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخاصة باستيراد املنتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجات‬ ‫‪.8‬‬

‫‪ ،46‬الصادر في ‪ 6‬جوان ‪.2005‬‬ ‫الصيدالنية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد‬

‫قرار مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2002‬يعدل ويتمم القرار املؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2002‬يتعلق بمنع‬ ‫‪.9‬‬

‫استيراد املنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجات الصيدالنية واملستلزمات الطبية املوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهة لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطب‬


‫الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشري املصـ ـ ـ ـ ـ ـنعة في الجزائر‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،70‬الصادر في ‪ 14‬ديسمبر ‪.2002‬‬

‫‪ .11‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 23‬جويلية ‪ ،2015‬يتعلق بكيفي ـ ـات تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطبيق املرس ـ ـ ـوم‬
‫التن ـ ـ ـفيذي رقم‪ 52 -15‬م ـ ـؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2015‬يـ ـ ـ ـحدد شروط وكيفيات ممـ ـ ـارسة‬
‫نشاط وكالء املركبات الجديدة‪،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،41‬الصادر في ‪ 29‬جويلية ‪.2015‬‬

‫‪432‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫ج‪-3-‬األنظمة‬
‫‪ .1‬نظام رقم ‪ 03-91‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ،1991‬يتعلق بشروط القيام بع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمليات استيراد‬
‫السل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع إلى الجزائر وتمويلها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،23‬الصادر في ‪ 25‬مارس ‪.1992‬‬

‫‪ .2‬نظام رقم ‪ 13-91‬مؤرخ في ‪ 14‬أوت‪ ،1991‬يتعلق بالتوطين والتسوية املالية للصـ ـادرات غير‬
‫املحروقات‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،30‬الصادر في ‪ 22‬أفريل ‪( ،1992‬امللغى بموجب النظام رقم‬
‫‪.)01-07‬‬

‫‪ .3‬نظام رقم ‪ 01-07‬مؤرخفي ‪ 03‬فيفري ‪ ،2007‬يتعلق بالقواعد املطبقة على املعامالت‬


‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجارية مع الخارج والحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابات بالعملة الصعبة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،31‬الصادر في ‪13‬‬
‫ماي ‪ ،2007‬معدل ومتمم بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوجب ال ـ ـ ـ ـ ـ ـنظام رقم ‪ 06-11‬مؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪،2011‬‬
‫ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،15‬الصادر في ‪ 15‬فيفري ‪ ،2012‬معدل ومتمم بموجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظام رقم‬
‫‪ 01-16‬مؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ ،2016‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬جعدد‪ ،17‬الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادر في ‪ 16‬مارس ‪ ،2016‬معدل‬
‫ومتمم بموجب النظام رقم ‪ 04-16‬مؤرخ في ‪ 17‬نوفمبر ‪ ،2016‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،72‬الصـ ـ ـادر‬
‫في ‪ 13‬ديسمبر ‪.2016‬‬

‫ثانيا ‪:‬باللغة الفرنسية‬

‫‪I Ouvrages‬‬

‫‪1. BARDE Jean Philippe, Economie et politique de l’environnement,2éme‬‬


‫‪édition,PUF, Paris ,1992.‬‬
‫‪2. BARKATY Chelby, Les textes juridiques du commerce extérieur tunisien,‬‬
‫‪(organisation, fonctionnement, procédures…), C.L.E, Tunis ,2000.‬‬
‫‪3. BOUQUIN Jean Paul, FANCHON Mireille, Importer, édition Delmas,‬‬
‫‪Paris, 2006.‬‬

‫‪433‬‬
‫قائمة املراجع‬

4. CARREAU Dominique et JUILLARD Patrick, Droit international


économique, 5ème édition, Dalloz, Paris, 2013.
5. CHAUMONT Anne- Claire, L’objet du développement durable de
l’organisation mondiale du commerce, L’harmattan, Paris, 2008.
6. CHAVRIN Robert, L’investissement international et le droit au
développement, Harmattan, Paris, S.A.E.
7. CHEVALLIER François, Les entreprises publiques en France, La
documentation française, Paris, 1979.

8. DAOUDI Tahar, Techniques du commerce international, éditions Arabian


el hilal, Rabat ,1997.

9. DUFOR Genevieve, « Analyses des accords SPS, OTC du GATT »,


Bruylant , Paris. 2011.

10. ECREMENT Marc, Indépendance politique et libéralisation économique :


un quart de siècle du développement de l’Algérie 1962- 1985, OPU, Alger,
1986.

11. FONTAGNE Lionel, ToubaL Farid, investissement direct étranger et


performances des entreprises, PUF, Paris, 2010.

12. FRANCIS Leonard, Exporter vers les marchés industriels (les stratégies,
les marchés, les organisations, et les hommes), 2éme édition, Lausane , Paris,
1995.

13. GILLES Anne, La définition de l’investissement international, Larcier,


Paris, 2012.

14. GUENDOUZI Brahim, Relations économiques internationales, édition El


Maarifa, Alger, 1998.
15. Jean-Michel et DELEBECQUE Philippe,Droitdu commerceinternational,
2ème édition Dalloz, Paris, 1999.

434
‫قائمة املراجع‬

16. KESSEDJIAN Catherine, droit du commerce international, PUF, Paris,


2013.
17. LE LOUP Jean –Marie, Les agents commerciaux (statut juridique et
stratégie professionnelles), 4ème édition, Delmas, Paris, 1998.
18. LONDON Caroline, Commerce et environnement, PUF, Paris, 2001.

19. MAHDI Haroun, Le régime des investissements en Algérie, Litec, Paris,


2000.

20. MANSOURI Mansour, Système et pratiques bancaires en Algérie, (textes,


jurisprudence ; commentaires), éditions Houma, Alger, 2006.

21. MALINGREY Philippe, Introduction au droit de l’environnement, 2ème


édition, Lavoisier, Paris, 2004.

22. MENOUER Mustapha, Droit de la concurrence, éditions Berti, Alger,


2013.
23. MERCADAL. B, MACQUEVON.P, Initiation au droit des affaires,
éditions juridiques Le Febure, Paris, 1988.
24. MOHAMED CHERIF Fatima Zohra, L’activité portuaire et maritime de
l’Algérie (problème et perspectives), OPU, Alger, 2004.
25. MONOD Didier -Pierre, L’action commerciale à l’international (aspects
marketing, financier et juridique), Edition Eska, Paris, 1994.
26. PAULET Jean pierre, Les multinationales : frein ou moteur de l’économie,
Ellipses, Paris, 1997.

27. PAVEAU j, DUPHIL. J, « et al »,Exporter, 18ème édition, Foucher, Paris,


2003.

28. PIERRE Marie, Droit international public, 4ème édition, Dalloz, Paris, 1998.

29. SADOWSKY Marilyne,Droit de l’OMC, Droit de l’union européenne et


fiscalité directe,Larcier, Paris, 2013.

435
‫قائمة املراجع‬

30. SOREL Jean-Marc, Inde- Restrictions quantitatives à l’importation de


produit agricoles, textiles et industriels, La jurisprudence de l’OMC, LGDJ,
Paris 1992.
31. TERKI Noureddine,Les sociétés étrangères en Algérie, OPU, Alger, 1976.

32. YVARD Bernard, Economie de l’union européenne, Dunod, Paris, 2003.


33. ZOUAIMIA Rachid, Le droit de la concurrence, Editions Belkeise, Alger,
2013.

II- Thèses et mémoires

A- THESES

1. ATTIA Nabila, La mise en échec du principe de la liberté du commerce et


d’industrie : l’exemple de l’Algérie, thèse pour l’obtention de doctorat en droit,
université Panthéon-Assas, Paris 2, 2009.
2. .BERTRAND Thomas, La protection de la santé comme limite à la liberté
d’entreprendre, thèse pour l’obtention de doctorat en droit multilatéral et droit
de la coopération économiques des affaires internationales, université de
Bordeaux 5, 2013.
3. DELVOLVE Véronique, La liberté d’entreprendre, thèse pour le doctorat en
droit, université Panthéon-Assas, Paris 2, 2002.
4. DIAO Ying, L’accord antidumping de l’OMC et sa mise en œuvre en Chine,
université Panthéon Assas, Paris 2, 2009.
5. GOUBI Nadji, Politique d’attractivité et investissement direct étranger,
application d’un panel de 15 pays en développement, thèse de doctorat en droit,
université Panthéon Assas, Paris 2, 2012.
6. EL MIDAOUI Yasmina, L’investissement en droit marocain : essai sur une
définition de l’investissement en droit du commerce international, thèse de
doctorat en droit, université Panthéon Assas, Paris 2, 2010.

436
‫قائمة املراجع‬

7. NGUYEN Thithayhang, Liberté du commerce international des marchandises


et mesures sanitaires et phytosanitaires, thèse pour l’obtention du grade de
docteur en droit, option droit public, université de Montpellier 1, 2006.
8. RADICE ZORILA Carmen, L’évolution du droit international en matière
d’investissement directs étrangers, thèse pour le grade de docteur en droit public,
université d’Auvergne Clermont, 2007.
9. SAMSON Mélanie, Protection de la santé et droit international
économique : la sécurité sanitaire à l’épreuve de la globalisation des
échanges commerciaux, thèse pour le grade de doctorat en droit, université
Panthéon Sorbonne, Paris 1, 2010.

B- Mémoires

1. LAKHAL Mourad, Les accords environnementaux matériaux et le droit du


commerce international (recherche d’une articulation matérielle), mémoire en
vue de l’obtention du diplôme de magister en droit, option droit de la
coopération internationale, université mouloud Mammeri, tiziouzou , 2010.
2. MOUHOUBI Kamel, L’entreprise publique autonome et le marché, mémoire
en vu d’obtention du grade de magister en droit , option droit des entreprises,
institut de droit et des sciences juridiques de Ben Aknoun, université
d’Alger,1998.
3. OUAMAR. Hamid, Etude d’une opération d’exportation, cas « ENIEM »,
Mémoire pour l’obtention du diplôme de magister en sciences économiques,
option commerce international et transit, Alger, 1998.

III- Articles et actes de colloques

A-Articles

1. AMOKRANE Abdelaziz, BEKOUR Farida, « Les investissements


directs étrangers comme forme de redéploiement stratégique des

437
‫قائمة املراجع‬

entreprises publiques algériennes : Etat des lieux et perspectives »,


RASJEP, n°1, Alger, 2011, pp.5-36.

2. ARAB Yasmina, « OMC :Principes économiques etnormes


sociales »,RASJEP, n°2, Alger, 2001, pp. 93-105.

3. BAGHZOUZ Aomar,« Le partenariat euro- méditerranéen enjeux et


perspectives pour les pays du Maghreb »,inune décennie de relation
internationale 90-2000, publication du centre de documentation et de recherche
administrative, Alger, 2001, pp. 137-185.

4. BELKAID Akram, « une dynamique d’alliance au nom de la souveraineté


nationale »,revue confluences Méditerranée, n°71, Alger, 2009, pp. 165-174.

5. BENCHENEE Ali, « Enseignements de la pratique contractuelle algérienne et


autonomie de l’entreprise publique », RASJEP, Vol 28 , n° 2, Alger, 1989, pp.
255-262.

6. BLOCH-LAINE François, « L’entreprise dans les mutations de


l’économie : Etude à la mémoire du doyen AZA Pierre, Aspect
contemporain du droit des affaires et de l’entreprise, édition Cujas, Paris,
1980, pp. 27-33.

7. BENHAMOU A, « Le cadre juridique du commerce extérieur de l’Algérie »,


revue Idara, Alger, 1999, pp. 19-53.

8. BENTOUMI Mohamed, « Notes sur les mutations récentes du droit de


l’investissement étranger », RASJEP, n°1, 2010, pp. 21-47.

9.BLOCH-LAINE François, « L’entreprise dans les mutations de l’économie :


Etude à la mémoire du doyen AZA Pierre, Aspect contemporain du droit
des affaires et de l’entreprise, édition Cujas, Paris, 1980, pp. 27-33.

10. BOUSSOUMAH Mohamed, « La notion d’entreprise publique en droit


algérien », RASJEP, volume 27, n° 1, Alger, mars 1989, pp. 29-87.

438
‫قائمة املراجع‬

11. BOUZIDI Nachida, « Les enjeux économiques de l’accord d’association


Algérie-union Européenne », revue Idara, n° 24, Alger, 2002, pp. 74-85.
12. BOUZIDI M’HAMSADJI Nachida , «L’autonomie de l’entreprise publique
de l’Etat sur le commerce extérieur », RASJEP, vol 28, n°2 , Alger, 1989, pp.
263-281.

13. BOY Laurence, « les programmes d’étiquetage écologique en Europe », revue


internationale de droit économique, n° 1, De Boeck, Bruxelles, 2007, pp. 5-21.

14.BRAHIMI Mohamed, « Quelques questions à la réforme de l’entreprise


publique (loi n° 88-01), RASJEP,n° 72, n ° 1, Alger, 1989, pp. 89-143.

15. DE ZELECOURT, Jaques et XAVIER Theulet, « Aides à l’export : un


dispositif d’appui adapté aux PME », revue le MOCI, Alger, janvier 2002, pp.
64 -79.

16. GAGNE Gilbert, « Evolution de la politique Américaine en matière de


protection de l’investissement étranger », in l’investissement et la nouvelle
économie mondiale (Trajectoires nationales, réseaux mondiaux et normes
internationales),Bruylant, Bruxelles, 1992, pp. 225-238.

17. GOLDMAN Berthold, « La liberté du commerce dans les pays développés »,


inLiberté et droit économique, (textes réunis par FARJAT Gérard et REMICHE
Bernard), Association internationale du droit économique, De boeck, Bruxelles,
1992, pp. 87-110.

18.GUESMI Ammar, « Le monopole de l’Etat algérien sur le commerce extérieur


et la nouvelle réglementation concernant les grossistes et les
concessionnaires », RASJEP, vol 28, n°4, Alger, 1991, pp. 791-835.

19. LARRANCHI Marie pierre, « Les obligations de recours à la norme technique


dans le droit de l’OMC », inLes enjeux de la normalisation technique
internationale entre environnement, santé et commerce international, le centre
d’études et de recherches internationales et communautaires, université d’AIX
– MARSEILLE 3, 2010, pp. 120-175.
439
‫قائمة املراجع‬

20.MALJEAN- DUBOIS Sandrine, « la portée de la norme du droit international


de l’environnement à l’égard des entreprises », revue internationale de droit
économique, n° 1, De Boeck, Bruxelles, 2012, pp. 93-113.

21.MERZOUAGUIMihoub et TALAHIT Fatiha, « les paradoxes de la


souveraineté économique en Algérie », revue confluences Méditerranée, n°71,
Alger, 2009, pp. 21-39.

22.NGO Mai anh, « La conciliation entre les impératifs de sécurité alimentaire et


la liberté du commerce dans l’accord SPS », revue internationale de droit
économique, n° 1, De Boeck, Bruxelles, 2007, pp. 400-425.

23.RIOUX Michèle, Théories des firmes multinationales et des réseaux


économiques transnationaux, inL’investissement et la nouvelle économie
mondiale (trajectoires nationales, réseaux mondiaux et normes
internationales),S la direction de ARES Mathieu et BOULANGER Eric,
Bruylant, Bruxelles, 2012, pp. 41-77.

24.SALAH Mohamed, « La liberté du commerce dans les pays en développement


et droit économique »,inLiberté et droit économique,(textes réunis par FARJAT
Gérard et REMICHE Bernard), Association internationale du droit
économique, De Boeck, Bruxelles, 1992, pp. 111-131.

25.SIDLAKHDAR Mohamed Rachid, « Le cadre légal de la concurrence », revue


Mutation, n° 12, Alger, 1995, pp. 25-39.

26.STEINDORFT Ernst, « Liberté, Egalité : opposition ou complémentarité »,


inLiberté et droit économique, (textes réunis par FARJAT Gérard et REMICHE
Bernard), Association internationale du droit économique, De Boeck, Bruxelles,
1992, p. 77-84.

27.TE HAMI M, « pourquoi adhérer à l’OMC », revue d’économie et de


statistiqueappliquée, n° 02, Alger, 2003, pp. 27-50.

440
‫قائمة املراجع‬

28.VADCAR Corinne, « Le projet d’accord multilatéral sur l’investissement :


problématique de l’adhésion des pays du sud », journal du droit international,
janvier- mars 1998, Editions du Juris - Classeur, Paris, 1998, pp. 9-35.

29.VARELLA Marcelo D , « Propriété intellectuelle et semences : les moyens du


contrôle des exportations agricoles par les entreprises multinationales », revue
internationale de droit économique, n° 2, De Boeck, Bruxelles, 2006, pp. 211.
232.

30. ZOUAIMIA Rachid, « L’ambivalence de l’entreprise publique en Algérie »,


RASJEP, Vol 27, n ° 1, Alger, 1989, pp. 145- 166.

31.____________, « Le régime de l’investissement international en Algérie »,


RASJEP, n° 3, Alger, 1991, pp. 403, 431.

32._____________, « Le régime de l’investissement étranger en Algérie », JDI,


n°3, Paris, 1993, pp. 566-598.

33._____________,« Le régime des investissements étrangers à l’épreuve de la


résurgence de l’état dirigiste en Algérie », RASJEP, n°2, Alger, 2011, pp. 5-38.

34._____________,« De l’état interventionniste à l’état régulateur : exemple


algérien », revue critique de droit et de sciences politiques, n°1, Université de
Bejaia, 2008, pp. 07-42

35._____________, « Réflexion sur la sécurité juridique de l’investissement


étranger en Algérie », revue académique de la recherche juridique, n° 1,
Université de Bejaia, 2010, pp. 4-25.

36._____________, « le cadre juridique des investissements en Algérie : les figures


de la régression », revue académique de la recherche juridique, n°2, 2013, pp.
5-22.

B-Actes de colloques

1. Djamel Eddine, « Les exportations hors hydrocarbures dans le cadre de


l’accord d’association union européenne : cas des exportations agricoles et agro

441
‫قائمة املراجع‬

alimentaires », colloque sur la promotion des exportations hors hydrocarbures


en Algérie, 11 et 12 mars 2014, université mouloud Mammeri, tiziouzou, pp.1-
23, publié sur le site de la faculté de droit : www.fdsp.ummto.dz

2. HAMDAOUI Taous, « Bilan des réformes du secteur industriel en Algérie »,


colloque sur l’entreprise économique algérienne face aux défis de nouveau
processus économique, les journées du 22 et 23 avril 2003, publié sur le site
www.ingdz.com

IV-Encyclopédies

1. HOGUET J-A, « Douane », Encyclopédie Dalloz, Paris, 1994.

2. GUIBAL Michel, « commerce et industrie », Encyclopédie Dalloz, Paris,


septembre 1994. .

V-Texte juridique étranger

1. Code du commerce français, 99ème éditions, DALLOZ, Paris, 2004.

VI-Documents

1. Conférence des nations unies sur le commerce et le développement, (module de


formation concernant l’accord sanitaire et phytosanitaire), New York et Genève,
2005, publiée sur le site www.unctad.org.

VII-Références internet

1. www.minicommerce.gov.dz

2. www.douanealgérie.gov.dz

3. www.mincommerce.gov.dz/arab
4. http://www.elkhabar.com/press/article/101197
5. http://www.elkhabar.com/press/article/3030/

6. www.alaraby.co.uk/termofservice

7. www.alaraby.com

442
‫قائمة املراجع‬

8. www.djazairess.com/echaab/42555
9. www.aniref.dz

10. https://www.alaraby.co.uk/economy/2016/،

11. www.wto.org/french/docs-f/legal-f17tppt.pdf.

12. www.arabicuniversity-contrises
13. www.ingdz.com
14. www.wto.org/french/docs-f/legal-f/17-tbt.pdf.

443
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺨﺘﺼﺮات‪1..................................................................................................................................‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪3 ----------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﺒﺎب ول‬
‫ﻃﺎراﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‪12‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ ول‬
‫ﻋ اف‪14‬‬ ‫ﺗﻜﺮ ﺲ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‪ :‬ﻣﻦ اﻟ ﻤ ﺶ إ‬

‫اﳌﺒﺤﺚ ول‪ :‬ﻋﻦ ﺗﺤﺮ ﺮ ﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻇﻞ اﻟﻨﺼﻮص ا ﺎﻟﻴﺔ ‪15 ---------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬اﻟﺘﻜﺮ ﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‪15 ----------------------------‬‬
‫ﺮ ﺔ اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪16 ------------------------------------‬‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬اﻟﺘﻜﺮ ﺲ اﻟﺪو‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻇﻞ ا ﺎت ‪16 --------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻇﻞ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪17 ----------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺗﺤﺮ ﺮاﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪17 ----------------------------------------‬‬ ‫‪-1‬ﻣﺴﺎراﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة‬
‫‪-2‬ﻣﺪى ﺗﺤﺮ ﺮاﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪17 ----------------------------------‬‬
‫‪-3‬ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﺴﺎراﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﺗﺤﺮ ﺮاﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪18 ----------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﻜﺮ ﺲ اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﺮ ﺔ اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪20 -------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻋﺘﻨﺎق اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻟﻠﻤﺒﺪأ ‪20 -------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﻟﻠﻤﺒﺪأ ‪21 -----------------------------------------------------------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﺘﻜﺮ ﺲ اﻟ ﺸﺮ‬
‫‪-1‬اﻟﺘﻜﺮ ﺲ اﻟﺮﺳ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﺮ رﻗﻢ‪21..................................................................................... 0403‬‬
‫ﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮن ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻟﺴﻨﺔ ‪212015‬‬ ‫‪-2‬اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋ ﺗﺤﺮﺮ ﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪22 ---------------------------‬‬

‫‪445‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﺗﻤﻴ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻦ ﻌﺾ ا ﺮ ﺎت ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘﺼﺎدﻳﺔ‬


‫اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ‪22 -----------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻤﻴ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﺮ ﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﺘﺠﺎرة ‪22 ---------------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺤﺮ ﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﺘﺠﺎرة ‪23 -----------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﺑ ن ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ وﺣﺮ ﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﺘﺠﺎرة ‪23 -------------------‬‬
‫ﻣﺮ رﻗﻢ‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﻤﻴ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﻮاردة‬
‫‪24 --------------------------------------------------------------------------------------------------- 09-16‬‬
‫ﻣﺮ رﻗﻢ ‪24 --------------------------------------------- 09-16‬‬ ‫‪-1‬ﻣﻀﻤﻮن ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﻮاردة‬
‫‪ -2‬ﻣﻌﺎﻳﺮاﻟﺘﻤﻴ ﺑ ن اﳌﺒﺪأﻳﻦ ‪25 ---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -3‬ﻣﻌﺎﻳﺮ اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﺑ ن اﳌﺒﺪأﻳﻦ ‪27 ------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﻤﻴ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻦ ﻌﺾ ا ﺮ ﺎت ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫ﺧﺮى ‪28 ---------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻤﻴ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﺮ ﺔ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ‪28 --------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﻨﺎﻓﺴﺔدﻋﺎﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق ‪28 ----------------------------------------------------------‬‬
‫‪29 -----------------------------------------------------‬‬ ‫‪ -2‬ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﺸﺎط ﺗﻨﺎﻓ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﻤﻴ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﺮ ﺔ اﳌﺒﺎدرة ‪29 --------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺤﺮ ﺔ اﳌﺒﺎدرة‪29....................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺒﺪأ اﳌﺒﺎدرة ﺸﻤﻞ ﻣﺒﺪأ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪31 ----------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺗﻤﻴ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎراﳌﻘﺮرة اﺗﻔﺎق إﺟﺮاءات ﺳ ﺜﻤﺎر‬
‫اﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎر‪31 ------------------------------------------------------------- M.I.C ou T.R.I.M.S‬‬
‫‪ -1‬ﺳ ﺜﻤﺎراﻟﺪو اﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﺮ ﻤﺲ أو ﻣﻴﻚ ‪31 --------------------‬‬
‫‪-2‬ﻣﺒﺪأ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺳ ﺜﻤﺎراﻟﺪو ذو اﻟﻌﻼﻗﺔ‬

‫‪446‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪33 ---------------------------------------------------------------------------------------‬‬


‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﻟ ﺸﺎط اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪33 ------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻗ اب ﻣﻦ اﻋﺘﺒﺎر ﺸﺎط اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺸﺎط ﻣﻘ ن‪34 ---------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﺗﻄﺎﺑﻖ ﻌﺮ ﻒ اﻟ ﺸﺎﻃﺎت اﳌﻘﻨﻨﺔ ﻣﻊ ﻌﺮ ﻒ ﺸﺎﻃﻲ ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪34 --------------------‬‬
‫‪ -2‬ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟ ﺸﺎﻃﺎت اﳌﻘﻨﻨﺔ ﻣﻊ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺸﺎﻃﻲ ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪36 ---------------‬‬
‫‪ -3‬أﻧﻮاع اﻟﻘﻴﻮد اﻟ ﻳﻔﺮﺿ ﺎ ﺗﻘﻨ ن ﺸﺎط اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪37 ----------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺪى اﻋﺘﺒﺎراﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺸﺎط اﺳ اﺗﻴ ‪38 -------------------------------------‬‬
‫‪ :1‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟ ﺸﺎﻃﺎت ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ‪38 -----------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :2‬ﻣ رات إﻣ ﺎﻧﻴﺔ اﻋﺘﺒﺎر ﺸﺎط اﳌﺒﺎدﻻت ا ﺎرﺟﻴﺔ ﺸﺎط اﺳ اﺗﻴ ‪39 ----------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ ﻟ ﺴﺖ ﻣﻦ اﻟ ﺸﺎﻃﺎت اﳌﺨﺼﺼﺔ ‪39 ------------------------------------------‬‬
‫‪ :1‬ﻣﻀﻤﻮن اﻟ ﺸﺎﻃﺎت اﳌﺤﻈﻮرة ﻟﻠﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺪو ‪40 -------------------------------------------‬‬
‫‪ :2‬أﺳﺎس اﺣﺘ ﺎراﻟ ﺸﺎط ﻓ ﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺪول ‪41 ------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻗﺮاءة اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﻮاردة ﻋ أﺣ ﺎم ﻗﺎﻧﻮن ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻟﺴﻨﺔ ‪41 2015‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪:‬ا ﻘﺎﺋﻖ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮن ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪42 ---------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪:‬اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪42 -------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬اﻟﻌﻮاﻣﻞ دار ﺔ ‪43 -----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪:‬ﻋﺪم ﻣﺴﺎس اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻟﻸﺳﺲ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟ ﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪44 --------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺎ اﺣﺘﻔﻆ ﺑﮫ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ‪44 ----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ا ﺪﻳﺪ اﻟﺬي أ ﻰ ﺑﮫ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ‪45 --------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬أ ﻌﺎد ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪47 ----------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬ا ﺮ ﺔ اﻟﺘﺠﺎر ﺔ ﺑ ن اﻟﺘﺤﺮﺮواﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ‪47 ------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول ‪:‬أﻧﺼﺎر ﺗﻘﻴﻴﺪ ا ﺮ ﺔ اﻟﺘﺠﺎر ﺔ ‪48 -----------------------------------------------------------‬‬

‫‪447‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫أوﻻ‪ :‬اﳌﻘﺼﻮد ﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻘﻴﻴﺪ ا ﺮ ﺔ اﻟﺘﺠﺎر ﺔ ‪48 -------------------------------------------------------‬‬


‫أﻧﺼﺎرﺗﻘﻴﻴﺪ ﺣﺮ ﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ‪48 ---------------------------------------------------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ ‪:‬أﻧﺼﺎرا ﺮ ﺔ اﻟﺘﺠﺎر ﺔ ‪49 ------------------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ارﺗﺒﺎط ﺗﺤﺮ ﺮاﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮأﺳﻤﺎ ‪50 -----------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟ أدت إ ﺗﺤﺮﺮاﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪50 ---------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬ا ﻴﺎراﻟﻨﻈﺎم ﺷ ا ﻲ ‪51 -------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻋ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪51 --------------------------------------‬‬
‫‪ -3‬ﻐ دور اﻟﺪوﻟﺔ اﻟ ﺸﺎط ﻗﺘﺼﺎدي ‪51 ------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-4‬ﺑﺮوزاﻟﻌﻮﳌﺔ ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪51 ----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-5‬ا ﻤﺎﻳﺔ ﺗﺆدي إ إﻓﻘﺎراﻟﺪول ‪52 ----------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻧ ﺎج اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ واﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺤﺮﺮ ‪52 -------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺤﺮر ﺔ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ‪52 -------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﻣﻦ ﺗﻘﻴﻴﺪ إ ﺗﺤﺮ ﺮاﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ‪53 -------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬ارﺗﺒﺎط ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم ﻗﺘﺼﺎدي اﳌﻨﺘ ‪54 --‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺣﺘﻤﻴﺔ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺗﺤﺮ ﺮاﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪54 -------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺪى اﻟ ام اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺑﻤﺒﺪأ ﺗﺤﺮﺮاﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪55 -------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻣﺪى ﺗﺄﺛ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺤﺮر ﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﻋ اﻟ ﺸﺮ ﻌﺎت اﻟﺪاﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬
‫ﻋﻀﺎء ‪55 --------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﻟ ام اﻟﺪول ﻋﻀﺎء ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﺸﺮ ﻌﺎ ﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﺘﻼءم وﻣﺒﺎدئ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ ـﻠﻤﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪55 ---------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﻋﻀﺎء ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﻳﻞ وﻓﻖ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﺑﻔﺮض اﻟﻌﻮﳌﺔ وﻟ ﺲ‬ ‫‪ -2‬اﻟ ام اﻟﺪول ﻏ‬
‫ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪56 --------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪448‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﻋﻮدة اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺘﺪﺧﻠﺔ إ ﺣﻘﻞ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻇﻞ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت ﺧ ة ‪57 -‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬أﺳﺒﺎب ﻋﻮدة اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪58 ---------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬أﺳﺒﺎب اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪58 --------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎ ﺗﺠﺎر ﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪59 -----------------------------------------‬‬
‫ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪59 ------------‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪:‬اﳌﻈﺎ ﺮاﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻌﻮدة اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺘﺪﺧﻠﺔ إ ﻣﺠﺎ‬
‫أوﻻ‪ :‬رﺧﺼﺔ ﺳﺘ اد أو اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪59 ---------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪:1‬رﺧﺺ ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮاﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪60 ----------------------------------------------------------------‬‬
‫‪:2‬رﺧﺺ ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪61 ------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬رﺧﺼﺔ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ إﻃﺎراﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺘﺒﺎدل ا ﺮ ‪61 -----------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻋﻦ أﺣ ﺎم ﺣﺮ ﺔ اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ :‬ﺗﺄﻣﻼت اﳌﺒﺎدئ وﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎر ﺎت‬
‫اﻟﻘﻮاﻋﺪ‪61........................................................................................................................‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪:‬اﺣ ام ﻣﺒﺎدئ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪62 -------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﻤﻴ ‪62 ---------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺒﺪأ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ‪63 -----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻣﺒﺪأ ﺣﺮ ﺔ اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ ‪63 -------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﺣ ام ﻗﻮاﻋﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ذات ﻃﺎ ﻊ إداري ‪63 -----------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬إﺟﺮاء ﺗﺮاﺧﻴﺺ ﺳﺘ اد ‪64 -------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :1‬ﺗﺮاﺧﻴﺺ ﺳﺘ اد ‪64 -----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﺗﺮاﺧﻴﺺ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪65 -----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة اﳌ ﺸﺄ ‪65 --------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :1‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﻘﺎﻋﺪة اﳌ ﺸﺄ ‪65 -----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :2‬ﻣﺤﺘﻮى ﺗﻔﺎق ﺣﻮل ﻗﻮاﻋﺪ اﳌ ﺸﺄ ‪67 ----------------------------------------------------------------‬‬

‫‪449‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﺣ ام إﺟﺮاءات اﳌﺠﺎل ا ﻤﺮ ﻲ‪67 -------------------------------------------------------------‬‬


‫‪ :1‬ﺗﻘﺪﻳﺮاﻟﺮﺳﻮم ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪67 ----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﻦ‪70.......................................................................................................................‬‬ ‫‪ :2‬اﻟﻔﺤﺺ ﻗﺒﻞ اﻟ‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﺣ ام ﻗﻮاﻋﺪ ذات ﻃﺎ ﻊ وﻗﺎ ﻲ ‪72 -------------------------------------------------------‬‬
‫ﻏﺮاق واﻟﺪﻋﻢ ‪72 -------------------------------------------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﺣﻈﺮﺳﻴﺎﺳ‬
‫‪ :1‬ﺣﻈﺮﺳﻴﺎﺳﺔ ﻏﺮاق ‪72 --------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :2‬ﺣﻈﺮﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪﻋﻢ ‪75 ---------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣ ﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاءات اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ‪77 ---------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :1‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺘﺪاﺑ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ‪77 --------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :2‬ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺘﺪاﺑ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ‪78 -----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ‪78 ----------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ‬
‫ﻓﺌﺔ اﳌﺴ ﺜﻤﺮ ﻦ اﻟﻨﺎﺷﻄ ن ﺣﻘﻞ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‪80‬‬
‫اﳌﺒﺤﺚ ول‪:‬اﳌﺴ ﺜﻤﺮاﻟﻮﻃ ‪82 ------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪:‬اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ‪ :‬ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ أو إﺣﺪى ﻣﺆﺳﺴﺎ ﺎ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪82 -----------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﺗﻄﻮر ﻇ ﻮر اﻟﺪوﻟﺔ ا ﻘﻞ اﻟﺘﺠﺎري ‪83 -------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻇﻞ اﻟﻨﻈﺎم ﻗﻄﺎ و ﺷ ا ﻲ ‪83 -------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻇﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮأﺳﻤﺎ ‪83 -------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺑﺮوزاﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻮن ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪84 ---------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﺠﺎل اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻇﻞ اﺣﺘ ﺎر ﺸﺎط‬
‫اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪86...............................................................................................................................‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻌﺪ ﺗﺤﺮﺮ ﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪88 ---------------------------‬‬

‫‪450‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬اﳌﺆﺷﺮات اﻟﺪاﻟﺔ ﻋ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﻛﻌﻮن اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪89 ------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﺣﺘ ﺎراﳌﻄﻠﻖ ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻣﻦ واﻟﺴﻴﺎدة‪90 ----------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ إ ﺟﺎﻧﺐ ا ﻮاص ﻇﻞ ﺗﺤﺮ ﺮاﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪90 -------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺧﻀﻮع اﻟﺪوﻟﺔ ﻷﺣ ﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺟﻨ وأﺣ ﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ا ﺎص ‪91 -------------------‬‬
‫‪92 ---------------------------------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﺧﻀﻮع اﻟﺪوﻟﺔ ﻷﺣ ﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺟﻨ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺧﻀﻮع اﻟﺪوﻟﺔ ﻷﺣ ﺎم ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪92 ---------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﻟﻘﻄﺎع ا ﺎص‪94 ------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬اﻟﺘﺎﺟﺮ ‪95 ------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺺ ﻃﺒﻴ ‪95 -----------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪:‬اﻟﺘﺎﺟﺮ‬
‫ﺺ ﻣﻌﻨﻮي‪ :‬اﻟﺸﺮ ﺎت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ ‪96 -----------------------------------------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﺘﺎﺟﺮ‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﻟﻮﺳﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎري ‪98 -----------------------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎري ‪98 ----------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ واﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﻮﺳﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎري ‪99 ----------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻮﺳﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎري ‪99 -------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﻮﺳﻴﻂ اﻟﺘﺠﺎري ‪100 -------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬آﺛﺎراﻟﺒﻴﻊ ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ وﺳﻴﻂ ﺗﺠﺎري ‪100 ------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﺛﺎراﻟﺘﺠﺎر ﺔ واﳌﺎﻟﻴﺔ ‪101 ------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﺛﺎر دار ﺔ‪102 ----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐ ة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ‪102 -----------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻘﺎر ﺎت وﺿﻊ ﻌﺮ ﻒ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐ ة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ‪103 -------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﻌﺮ ﻒ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐ ة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ‪103 ----------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬أﻧﻮاع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐ ة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ‪104 ------------------------------------------------------------‬‬

‫‪451‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐ ة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻛﻌﻮن اﻗﺘﺼﺎدي ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪105 ------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻋﺮاﻗﻴﻞ ﺗﻮاﺟﮫ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐ ة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ إﻃﺎر ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة‬
‫ا ﺎرﺟﻴﺔ‪106 -----------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬ﺻﻌﻮ ﺎت وﻋﺮاﻗﻴﻞ إدار ﺔ ‪106 --------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺮاﻗﻴﻞ ذو ﻃﺎ ﻊ ﺟﻤﺮ ﻲ ‪107 --------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-3‬ﻧﻘﺺ اﻟﺪﻋﻢ واﳌﺘﺎ ﻌﺔ ‪107 -----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﳌﺴ ﺜﻤﺮ ﺟﻨ ‪ :‬اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻛﻨﻤﻮذج ‪109 -----------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬ﻃﺎراﳌﻔﺎ ﻴ ﻟﻠﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ‪110 ------------------------------------‬‬
‫ﻟ ﺸﺄة اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ‪110 -------------------------------‬‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪:‬اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﺎر‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻋ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺪو ‪111 ------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬ﻇ ﻮر ﺎ اﻟﻘﺎرة ور ﻴﺔ ‪111 -------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﻇ ﻮر ﺎ اﻟﻘﺎرة ﻣﺮﻜﻴﺔ ‪112 -----------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻇ ﻮر اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ا ﺰاﺋﺮ‪113 ---------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ‪113 -----------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻘﺎر ﺔ ﺣﻮل ﻌﺮ ﻒ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ‪113 ------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﻟﺘﻌﺮ ﻒ اﻟﻔﻘ ﻟﻠﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ‪114 -------------------------------------------------‬‬
‫ﻟﻠﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت‪115 ---------------------------------------------‬‬ ‫‪-2‬اﻟﺘﻌﺮ ﻒ ﺻﻄﻼ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ ﻌﺾ اﻟ ﻴﺌﺎت ﻟﻠﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ‪116 ---------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﻌﺮ ﻒ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪116 ---------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﻌﺮ ﻒ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪116 ----------------------------------------------------‬‬
‫‪ -3‬ﻌﺮ ﻒ اﻟﺴﻮق ور ﻴﺔ اﳌﺸ ﻛﺔ ‪117 -----------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺳﻮاق اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪118 -----‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﻧﺪﻣﺎج ﻃﺮ ﻖ ﻟﻨﻔﺎذ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت إ‬

‫‪452‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻧﺪﻣﺎج اﻟﺪو ‪118 ----------------------------------------------------------------------------------‬‬


‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻧﺪﻣﺎج اﻟﺪاﺧ ‪120 -------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻧﺪﻣﺎج ﺣﺴﺐ اﳌﻔ ﻮم ﻗﺘﺼﺎدي‪120 ----------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻮﺟﮫ ﻟﻼﺳ ﺜﻤﺎر ﺟﻨ اﳌﺒﺎﺷﺮ ‪121 -----------------‬‬
‫ا ﺰاﺋﺮ ‪122 ------------------------------------‬‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﻣﻔﺎ ﻴﻢ ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻮل ﺳ ﺜﻤﺎر ﺟﻨ‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻋ ﻣﺠﺎل ﺳ ﺜﻤﺎر ﺟﻨ اﳌﺒﺎﺷﺮ ‪122 ---------------‬‬
‫ﺴ ﻨﺪ إﻟ ﺎ اﳌﺴ ﺜﻤﺮ ﺟﻨ ﻻﺧﺘﻴﺎرﻣﺸﺮوﻋﮫ ﺳ ﺜﻤﺎري ‪124 --------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﳌﻌﺎﻳ اﻟ‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﻣ ﺎﻧﺔ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت اﻟ ﺸﺮ ﻊ ا ﺰاﺋﺮي‪126 -------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬إﺧﻀﺎع اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪126 --------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﺗﺨﻀﻊ ﻟﮫ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﺄﺳ ﺲ ‪126 -----------------‬‬
‫‪-2‬ﺟ ﺴﻴﺔ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت اﻟ ﺸﺮ ﻊ ا ﺰاﺋﺮي ‪128 ------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﺣ ام اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻣﺒﺎدئ وﻗﻮاﻋﺪ ﺳ ﺜﻤﺎر ﺟﻨ ‪129 -------------------‬‬
‫ﺔ اﻟ ﺸﺮ ﺔ ا ﻴﻮاﻧﻴﺔ واﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ‪129 ------------------------------------------------------‬‬ ‫‪-1‬ﻣﺠﺎل اﻟ‬
‫‪-2‬ﻣﺠﺎل اﻟﺒ ﺌﺔ ‪132 ----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-3‬ﻣﺠﺎل اﻟ اث اﻟﺜﻘﺎ ‪133 -------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺗﺄﺛ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪134 ------------------------‬‬
‫ﺳ ﺜﻤﺎرات اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﳌﺒﺎدﻻت‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﺗﺄﺛ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻋ‬
‫اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪135 --------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺳ ﺜﻤﺎراﻟﺪو ‪135 -----------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﺗﺄﺛ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻋ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﺄﺛ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻋ اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪136 -----------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﺄﺛ اﻟﺸﺮ ﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ا ﺴﻴﺎت ﻋ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ا ﺰاﺋﺮ ‪136 ------------‬‬

‫‪453‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫ﻣﺠﺎﻻت ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‪138‬‬
‫اﳌﺒﺤﺚ ول‪ :‬اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪139 ------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬ﺳﻴﻄﺮة ﻗﻄﺎع اﳌﺤﺮوﻗﺎت ﻋ ﺻﺎدرات ا ﺰاﺋﺮ‪139 -----------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﻣﻔ ﻮم اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ‪140 ------------------------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﺮوﺗﻤﻴ ﻩ ﻋﻦ اﻟ ﺴﻮ ﻖ ‪140 ------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪140 ---------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﺗﻤﻴ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻋﻦ اﻟ ﺴﻮ ﻖ ‪141 ----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-3‬ﺗﻤﻴ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻋﻦ اﻟ ﺴﻮ ﻖ ‪141 -----------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﻀﻤﻮن ﺻﺎدرات ا ﺰاﺋﺮ ‪142 ---------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﻣﻀﻤﻮن ﺻﺎدرات ا ﺰاﺋﺮ إﻃﺎراﺗﻔﺎق اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ ﺗﺤﺎد ور ﻲ ‪142 ------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﻣﻀﻤﻮن ﺻﺎدرات ﻟ ﺰاﺋﺮﺧﺎرج اﺗﻔﺎق اﻟﺸﺮاﻛﺔ ‪143 ------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﻟﺘﻮز ﻊ ا ﻐﺮا ﻟﺼﺎدرات ا ﺰاﺋﺮ‪143 -----------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬وﺿﻌﻴﺔ ﺸﺎط اﻟﺼﺎدرات ‪144 ------------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪:‬ﺻﻌﻮ ﺔ ﺗﻄﻮ ﺮ اﻟ ﺸﺎط ﺑﺎﻟﻨﻈﺮإ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ دار ﺔ ‪144 ------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺻﻌﻮ ﺔ ﺗﻄﻮ ﺮ اﻟ ﺸﺎط ﺑﺎﻟﻨﻈﺮإ وﺿﻌﻴﺔ ﻗﺘﺼﺎد ا ﺰاﺋﺮي ‪145 -----------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺻﻌﻮ ﺔ ﺗﻄﻮ ﺮ اﻟ ﺸﺎط ﺑﺎﻟﻨﻈﺮإ اﻟﺸﺮوط اﳌﺘﻄﻠﺒﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪146 -----------‬‬
‫ا ﺰاﺋﺮ‪148 -----------------‬‬ ‫ﻮد اﳌﻘﺮرة ﻟﺘﺤﻔ اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﳌﺤﺮوﻗﺎت‬ ‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ا‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﺗﻜﺮ ﺲ أﺟ ﺰة إدار ﺔ ‪148 -------------------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻜﺮ ﺲ أﺟ ﺰة إﻃﺎرﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ‪148 -------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻮﻃ ﻟ ﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات‪149 -----------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬اﻟﺼﻨﺪوق ا ﺎص ﺑ ﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ‪149 -------------------------------------------------------------‬‬

‫‪454‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫‪- 3‬اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟ ﻗﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪149 -------------------------------------------------------‬‬


‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﻜﺮ ﺲ أﺟ ﺰة إﻃﺎرﺗﻨﻈﻴﻢ وﺿﻤﺎن اﻟﺼﺎدرات ‪150 --------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﻟﻐﺮﻓﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪150 --------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬اﻟﺸﺮﻛﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﺔ ﻟﺘﺄﻣ ن وﺿﻤﺎن اﻟﺼﺎدرات ‪150 ----------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺗﻨﻈﻴﻤﺎت وﺗﺠﻤﻌﺎت إﻃﺎرﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﳌﺤﺮوﻗﺎت ‪151 ---------------------------‬‬
‫‪-1‬ا ﻤﻌﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﺪر ﻦ‪151 ----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺟﺰاﺋﺮي ﻟﻌﺎم ‪151 -------------------------------------------------------------- 2008‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬وﺿﻊ أﺳﺲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﺘﺤﻔ اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﳌﺤﺮوﻗﺎت ‪152 --------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺳﻌﺮاﻟﺼﺮف ‪152 ---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﺄﻣ ن وﺿﻤﺎن اﻟﺼﺎدرات ‪153 ----------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺗﻤﻮ ﻞ اﻟﺼﺎدرات ‪153 -------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬إﺟﺮاءات اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪154 -----------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬إﺟﺮاءات ﺗﺤﻀ ﻳﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪154 -------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺿﺮورة اﻟﺪراﻳﺔ ﺴﻮق اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ‪154 ----------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬دراﺳﺔ اﻟﺴﻮق ‪154 --------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﻮق اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ‪155 -------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﻘﺪﻳﺮوﺿﻌﻴﺔ وﻣﺮﻛﺰاﳌﺸ ي ‪155 ------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸ ي ‪155 -------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺒﻠﺪ اﳌﺸ ي ‪156 --------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ اﻟﺴﺎري اﳌﻔﻌﻮل‪157 ----------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬إﺟﺮاءات ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪157 --------------------------------------------------‬‬
‫ﻦ ‪157 --------------------------------------------------------------‬‬ ‫ﺴﺒﻖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟ‬ ‫أوﻻ‪:‬اﳌﺮاﺣﻞ اﻟ‬

‫‪455‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬اﳌﺴ ﻨﺪات اﳌﺒﺪﺋﻴﺔ ‪158 ------------------------------------------------------------------------------‬‬


‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬اﳌﺴ ﻨﺪات اﻟ ﺎﺋﻴﺔ ‪160 ------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺳﺘ اد ‪162 -----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬ﺗﺒﻌﻴﺔ ﻗﺘﺼﺎد ا ﺰاﺋﺮي ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻮاردات ‪162 -------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﻟﻴﺎت اﳌﻜﺮﺳﺔ ﺳ ﻴﻞ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻓﺎﺗﻮرة اﻟﻮاردات ا ﺰاﺋﺮ ‪163 -------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺸﺪد ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺠﺎﻻت ﺳﺘ اد ‪164 ------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺎﺧﺮة ‪164 -------------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻨﻈﻴﻢ اﺳﺘ اد اﻟﺬ ﺐ واﻟﺒﻼﺗ ن ا ﺎم وا‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺸﺪد ﻻﺳﺘ اد اﻟﺴﻴﺎرات ‪165 -----------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻣﻦ ﺗﻘﻨ ن ﺳﻌﺮ ﺳﻤﻨﺖ إ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﺳﺘ ادﻩ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻧﻈﺎم ا ﺼﺺ ‪166 -------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺟﺮاءات اﳌﺘﺒﻌﺔ أﺛﻨﺎء ﺳﺘ اد ‪167 ---------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪:‬اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻤ ﻴﺪﻳﺔ ﻟ ﺸﺎط ﺳﺘ اد ‪168 ---------------------------------------------------‬‬
‫ﺳﻌﺎر ‪168 ---------------------------------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﺗﺤﺪﻳﺪ وﺳﺎﺋﻞ ا ﺼﻮل ﻋ‬
‫‪-1‬اﻟ ﺸﺮات اﻟﺪور ﺔ ‪168 -----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﺸﺮات اﻟﺒﻮرﺻﺎت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ‪168 ------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪3‬اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﳌﺘﻄﻮرة ‪168 --------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ا ﺼﻮل ﻋ اﻟﻌﺮوض ‪169 ----------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﺪ اﻟﺸﺮاء ‪170 --------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺘﻮﻃ ن اﻟﺒﻨ ﻲ ‪170 ----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬إﻋﺪاد ﺷ ﺎدة إﺟﺮاءات ﺳﺘ اد وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺳﺘﻤﺎرة اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ‪170 ------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ وإﺻﺪارأﻣﺮاﻟﺸﺮاء ‪170 ---------------------------------------------------------------‬‬
‫را ﻌﺎ‪ :‬اﺧﺘﻴﺎرإﺣﺪى ﻃﺮق اﻟﺪﻓﻊ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻨﻈﺎم رﻗﻢ ‪171 -----------------------------------------01-07‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻧﻈﺎم اﳌﻨﺎﻃﻖ ا ﺮة و ﺗﺠﺮ ﺔ ا ﺰاﺋﺮاﻟﻔﺎﺷﻠﺔ‪ :‬ﺗﻔﻮ ﺖ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺘﺨﻠﺺ‬

‫‪456‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻴﺔ اﻟﻮاردات ﺧﺎرج اﳌﺤﺮوﻗﺎت ‪172 ---------------------------------------------------------------‬‬


‫ﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺮة ﻣﻊ ﺗﺤﺎد ور ﻲ ‪172 ------------------------‬‬ ‫ﺸﺎء اﻟﺘﺪر‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻃﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺒﺎدل ا ﺮﺑ ن ا ﺰاﺋﺮودول ﺗﺤﺎد ور ﻲ ‪173 ---------------------‬‬
‫‪ -1‬ﻟﻐﺎء اﻟﻔﻮري ﻟ ﻘﻮق واﻟﺮﺳﻮم ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ذات ﺛﺮاﳌﻤﺎﺛﻞ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻮاردة‬
‫اﳌ ﻖ رﻗﻢ ‪ 2‬ﻣﻦ اﺗﻔﺎق ا ﺰاﺋﺮو ﺗﺤﺎد ور ﻲ ‪174 -------------------------------------------------‬‬
‫ﻟ ﻘﻮق واﻟﺮﺳﻮم ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ذات ﺛﺮاﳌﻤﺎﺛﻞ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻮاردة‬ ‫‪ -2‬ﻟﻐﺎء اﻟﺘﺪر‬
‫اﳌ ﻖ رﻗﻢ ‪ 3‬ﻣﻦ اﺗﻔﺎق ا ﺰاﺋﺮو ﺗﺤﺎد ور ﻲ ‪174 ----------------------------------------------‬‬
‫ﻟ ﻘﻮق واﻟﺮﺳﻮم ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ذات ﺛﺮاﳌﻤﺎﺛﻞ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﺎت ﺧﺮى ﻏ اﻟﻮاردة‬ ‫‪ -3‬ﻟﻐﺎء اﻟﺘﺪر‬
‫اﳌ ﻖ رﻗﻢ ‪ 2‬و‪ 3‬ﻣﻦ اﺗﻔﺎق ا ﺰاﺋﺮو ﺗﺤﺎد ور ﻲ ‪175 ----------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺪى إﻣ ﺎﻧﻴﺔ إ ﺸﺎء ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺒﺎدل ﺣﺮأورو ﺟﺰاﺋﺮ ﺔ ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺰر ﺔ ‪176 -------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺗﺄﺟﻴﻞ إ ﺸﺎء ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺒﺎدل ا ﺮﺑ ن ا ﺰاﺋﺮو دول ﺗﺤﺎد ورو ﻲ إ ﺳﻨﺔ ‪178 -- 2020‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺒﺎدل ا ﺮ إﻃﺎراﺗﻔﺎق اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﻌﺮ ﻲ ا ﺮ ‪179 --------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻃﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﻻﻧﻀﻤﺎم ا ﺰاﺋﺮإ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﻌﺮ ﻲ ا ﺮ‪180 ---------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﺸﺄة ﺗﻔﺎق ‪180 ---------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﻣﻀﻤﻮن اﻟ ﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗ ﺴ وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري ﺑ ن اﻟﺪول‬
‫اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ‪181 -----------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -3‬ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺮة ﺿﻤﻦ اﻟﺘﻜﺘﻼت ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪183 --------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﻈﺮوف اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻧﻀﻤﺎم ا ﺰاﺋﺮإ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﻌﺮ ﻲ ا ﺮ ‪184 ----------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬آﻟﻴﺎت ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗﻔﺎق ﻣﻦ ﻃﺮف ا ﺰاﺋﺮ ‪184 -----------------------------------------------------‬‬

‫‪-1‬ﺗﻨﺼ ﺐ ﻨﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ وﻣﺘﺎ ﻌﺔ اﺗﻔﺎق اﻟﺘﺒﺎدل ا ﺮ ‪185 -----------------------------------------------‬‬

‫‪ -2‬إﻧﺠﺎزﻣﺨ ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻣﺪى ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ اﳌﻨﺘﻮﺟﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﳌﺴﺘﻮردة ‪185 ------------------------------‬‬

‫‪457‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫‪-3‬ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻣﺴﺘﻮردة ﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻠﺘﺒﺎدل ا ﺮ ‪185 ----------------------‬‬


‫را ﻌﺎ‪ :‬ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻧﻀﻤﺎم ا ﺰاﺋﺮإ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﻌﺮ ﻲ ا ﺮ ‪186 ------------------------------------‬‬

‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎ ﻲ‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‪188‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ ول‬
‫وﺿﻊ آﻟﻴﺎت ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‪191‬‬
‫اﳌﺒﺤﺚ ول‪:‬آﻟﻴﺎت اﻟﺮﺧﺺ ‪193 -------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ول ‪ :‬رﺧﺼﺔ ﺳﺘ اد و‪/‬أو اﻟﺘﺼﺪﻳﺮاﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪194 ------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬رﺧﺺ ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪194 ---------‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﻟﺮﺧﺺ ﺳﺘ اد و اﻟﺘﺼﺪﻳﺮاﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪195 ----------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪:‬ﺗﻄﺎﺑﻖ أﺣ ﺎم ﺗﺮاﺧﻴﺺ ﺳﺘ اد اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ اﺗﻔﺎق ﺗﺮاﺧﻴﺺ ﺳﺘ اد ا ﺎص ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة‪196 ----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬أﺣ ﺎم رﺧﺺ ﺳﺘ اد و اﻟﺘﺼﺪﻳﺮاﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪198 ----------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺮاﻋﺎة ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاءات ﻣﻦ أﺟﻞ ا ﺼﻮل ﻋ اﻟﺮﺧﺼﺔ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪198 ----------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﻠﻒ داري اﻟﻮاﺟﺐ ﻣﺮاﻋﺎﺗﮫ‪198 --------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺔ اﻟ ﻳﻮدع أﻣﺎﻣ ﺎ اﳌﻠﻒ داري ‪199 ------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪-2‬ا‬
‫ﺔ اﳌﺎﻧﺤﺔ ﻟﻠﺮﺧﺼﺔ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ‪199 ---------------------------------------------------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ا‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬اﳌﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟ ﺗﻤﻨﺢ ﻓ ﺎ اﻟﺮﺧﺼﺔ ‪199 --------------------------------------------------------‬‬
‫را ﻌﺎ‪:‬ﻣﺪة اﻧﻘﻀﺎء اﻟﺮﺧﺼﺔ ‪199 --------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬رﺧﺺ ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪200 ------------------------------------------‬‬

‫‪458‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﻌﺮ ﻒ رﺧﺺ ﺳﺘ اد و اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ‪200 ------------------------------------‬‬


‫أوﻻ ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﻟﺮﺧﺺ ﺳﺘ اد و اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪201 -----------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﺗﻄﺮق اﺗﻔﺎق اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﻹﺟﺮاءات رﺧﺺ ﺳﺘ اد و اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻏ‬
‫اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪202 -----------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ رﺧﺺ ﺳﺘ اد و اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪203 --------------------------------‬‬
‫‪203 --------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪:‬ﻟﻠﺮﺧﺼﺔ ﻃﺎ ﻊ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﻟﻠﺮﺧﺼﺔ ﻃﺎ ﻊ ﺗﺠﺎري ‪203 ---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬ﻟﻠﺮﺧﺼﺔ ﻃﺎ ﻊ إداري ‪204 ----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫را ﻌﺎ‪:‬اﻟﺮﺧﺼﺔ ﺗﻤﻨﺢ ﳌﺪة ﻣﺤﺪدة ‪204 --------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬رﺧﺼﺔ ﻟ ﻞ ﺣﺼﺔ واﺣﺪة ‪204 -------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﺒﺪأ ‪204 ------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﺳﺘ ﻨﺎء اﻟﻮارد ﻋ اﳌﺒﺪأ ‪204 -------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ‪ :‬اﻟﺮﺧﺼﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺮ ﺪ ‪205 ---------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬أﺣ ﺎم رﺧﺺ ﺳﺘ اد و اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪205 ----------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪:‬إﺟﺮاءات ا ﺼﻮل ﻋ رﺧﺼﺔ ﺳﺘ اد و اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪205 ---------------------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﻠﻒ داري اﻟﻮاﺟﺐ ﻣﺮاﻋﺎﺗﮫ‪205 --------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺔ اﻟ ﻳﻮدع أﻣﺎﻣ ﺎ اﳌﻠﻒ داري ‪206 ------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪-2‬ا‬
‫‪-3‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺷﻌﺎرﺑﻔﺘﺢ ﻧﻈﺎم ا ﺼﺺ ‪206 --------------------------------------------------------‬‬
‫ﺔ اﳌﺎﻧﺤﺔ ﻟﻠﺮﺧﺼﺔ ﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪208 ----------------------------------------------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ا‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬ﻣﺪة ﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﺮﺧﺼﺔ ﻏ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ‪209 -----------------------------------------------------------‬‬
‫را ﻌﺎ ‪:‬ﺣﺎل رﻓﺾ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﺢ اﻟﺮﺧﺼﺔ ‪209 ---------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬ﻣﺪة اﻧﻘﻀﺎء اﻟﺮﺧﺼﺔ ‪209 ----------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪459‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫‪-1‬اﻟﻄﺮﻘﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ ‪209 ------------------------------------------------------------------------------------‬‬


‫‪-2‬اﻟﻄﺮﻘﺔ ﻏ اﻟﻌﺎدﻳﺔ ‪210 -------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺮا ﻊ‪:‬دﺧﻮل ﻧﻈﺎم اﻟﺮﺧﺺ ﺣ اﻟﻨﻔﺎذ ﻣﻄﻠﻊ ‪210 ----------------------------------- 2016‬‬
‫أوﻻ‪:‬ﻓﺘﺢ ا ﺼﺺ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻻﺳﺘ اد اﳌﻨﺘﻮﺟﺎت ا ﺎﺿﻌﺔ ﻟﻨﻈﺎم رﺧﺺ ﺳﺘ اد إﻃﺎر‬
‫اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺸﺮاﻛﺔ ‪210 -------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬ﻓﺘﺢ ا ﺼﺺ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻻﺳﺘ اد ﻣﻨﺘﻮﺟﺎت ﻣﻦ ﺗﺤﺎد ورو ﻲ ‪210 --------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﻓﺘﺢ ا ﺼﺺ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻻﺳﺘ اد ﻣﻨﺘﻮﺟﺎت ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻠﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري ا ﺮ ‪213 --------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﻣﻔﺎوﺿﺎت ا ﺰاﺋﺮﻣﻊ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪214 ----------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬ﻣﻀﻤﻮن ﻣﻔﺎوﺿﺎت ا ﺰاﺋﺮﻣﻊ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪214 ---------------------------------------‬‬
‫‪-2‬رﺧﺺ ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮوﻣﺪى ﻣﻄﺎﺑﻘﺘﮫ ﻻﻟ اﻣﺎت ا ﺰاﺋﺮاﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪215 -------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ إﻃﺎراﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺘﺒﺎدل ا ﺮ‪216 - .‬‬

‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﻌﺮ ﻒ ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ إﻃﺎراﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺘﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎدل ا ﺮ‬

‫وﺧﺼﺎﺋﺼﮫ ‪217 --------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ إﻃﺎراﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺘﺒﺎدل ا ﺮ ‪217 --------------‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ إﻃﺎراﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺘﺒﺎدل ا ﺮ ‪217 -----------‬‬

‫‪-1‬ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ رﺧﺼﺔ ‪218 ---------------------------------------------‬‬

‫‪-2‬ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ إﺟﺮاء إداري ‪218 -----------------------------------------------‬‬

‫‪-3‬ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻄﻠﺐ ﻮ ﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ‪218 ------------------------------‬‬

‫‪-4‬ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ إﺟﺮاء ﻣﺤﺪد اﳌﺪة ‪219 ----------------------------------------‬‬

‫‪-5‬ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ إﺟﺮاء أﺻ ‪219 -----------------------------------------------‬‬


‫‪460‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺿﺮورة ﻣﺮاﻋﺎة إﺟﺮاءات ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﺄﺷ ة ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪220 --‬‬

‫أوﻻ‪:‬إﻳﺪاع ﻣﻠﻒ إداري ﺎﻣﻞ ‪220 -------------------------------------------------------------------------‬‬


‫ﺺ ﻃﺒﻴ ‪220 ---------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪-1‬اﳌﺴﺘﻮرد‬
‫ﺺ ﻣﻌﻨﻮي ‪221 -------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪ -2‬اﳌﺴﺘﻮرد‬

‫ﺔ دار ﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ‪221 ---------------------------------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬إﻳﺪاع اﳌﻠﻒ داري أﻣﺎ ا‬

‫‪ -1‬ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻀﺎ ﻊ اﳌﺴﺘﻮردة ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻋ ﺣﺎﻟ ﺎ ‪221 ---------------------------------------------------‬‬

‫‪-2‬ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻀﺎ ﻊ اﳌﺴﺘﻮردة ﻣﻦ ﻃﺮف ﻣﻨﺘﺠ ن ‪222 --------------------------------------------------‬‬

‫ﺐ ﻣ ﺎ ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ اﳌﺆﺷﺮﻋﻠﻴﮫ ‪222 --------‬‬ ‫ﺔ دار ﺔ اﻟ‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬ا‬

‫را ﻌﺎ‪ :‬ﻣﺪة ﻣﻨﺢ ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء وﻣﺪة ﺻﻼﺣﻴﺘﮫ ‪222 -------------------------------------------------------‬‬

‫‪:1‬ﻣﺪة ﻣﻨﺢ ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﻣﻦ ا ﻘﻮق ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪222 ---------------------------------------------------‬‬

‫‪ :2‬ﻣﺪة ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻋﻔﺎء ‪222 ------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬اﻟﺸﺮوط اﳌﺘﻄﻠﺒﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ﺣ اﻟﻨﻔﺎذ‪223 ----------------------------------‬‬

‫أوﻻ‪:‬ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء اﳌﺆﺷﺮﻋﻠﻴﮫ أﻣﺎم إدارة ا ﻤﺎرك ‪223 ---------------------------------------‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺘﺜﺎل ﻟﺘﺼﺮ ﺢ ﺟﻤﺮ ﻲ ﻳﻼﺋﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻃﻠﺐ ﻋﻔﺎء ‪223 -----------------------------------------‬‬

‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ‪:‬آﻟﻴﺎت رﻗﺎﺑﺔ اﳌﺸﺎر ﻊ ﺳ ﺜﻤﺎر ﺔ ﺟﻨ ﻴﺔ إﻃﺎرﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎط اﻟﺘﺠﺎرة‬


‫ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪224 ----------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻴﻞ ﻣﺤﻞ إﺟﺮاء اﻟﺘﺼﺮ ﺢ ‪227 ---------------------------------------‬‬ ‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪:‬ﺣﻠﻮل إﺟﺮاء اﻟ‬
‫ﻴﻞ ﻛﺈﺟﺮاء ﺗ ﺴﻴﻄﻲ ﻟﻼﺳ ﺜﻤﺎر ‪227 -------------------------------------------------‬‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪:‬اﻟ‬

‫‪461‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﻴﻞ ‪228 --------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﳌﺮاد ﺑﺈﺟﺮاء اﻟ‬


‫ﻴﻞ إﺟﺮاء ﺟﺪﻳﺪ أﻣﺎم اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎر ‪230 ----------------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬اﻟ‬
‫ﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎرة‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻣﺪى اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎرﺑﺎﻻﺳ ﺜﻤﺎرات‬
‫ا ﺎرﺟﻴﺔ‪231 ----------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻄﺎق ﺳ ﺜﻤﺎراﻟﻮارد اﳌﺎدة ‪ 2‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪231 -------------------------- 09-16‬‬
‫‪-2‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﺰاﻳﺎ اﻟ ﺗﻤﻨﺤ ﺎ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎر ‪233 -------------------------------‬‬
‫‪-3‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟ اﻋﺎت ‪234 ---------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﻴﻞ أﻣﺎم اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎر ‪234 -------------------‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﻨﻔﻴﺬ إﺟﺮاء اﻟ‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎر ‪234 ----------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣ ﺎم اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﺳ ﺜﻤﺎر ‪235 ------------------------------------------------------‬‬
‫ﻴﻞ ‪236 --------------------------------------------‬‬ ‫ﻞ وﺛﻴﻘﺔ اﻟ‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬آﺟﺎل اﻧﺠﺎز ﺳ ﺜﻤﺎرﻣ‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ ‪:‬اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻛﻘﻴﺪ ﻋ ﺣﺮ ﺔ ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪236 ------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬اﻟﺘﻌﺮ ﻒ ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ ‪236 ---------------------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ اﻟﺸﺮاﻛﺔ ‪237 ----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﺟﻨ ﻴﺔ ‪237 -----------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﻤﻴ اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻋﻦ ﻌﺾ اﳌﻔﺎ ﻴﻢ اﳌﺸﺎ ﺔ ﻟ ﺎ ‪238 -------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪:‬ﺗﻤﻴ اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻋﻦ ﻧﺪﻣﺎج و ﻗﺘﻨﺎء ‪238 ---------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﺗﻤﻴ اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﺟﻨ ﻴﺔ ﻋﻦ ﺳ ﺜﻤﺎر ﺟﻨ اﳌﺒﺎﺷﺮ‪238 ----------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬ﺗﻤﻴ اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﺟﻨ ﻴﺔ ‪238 -----------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬ﻣﻀﻤﻮن اﻟ ام اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟ ﻓﺮﺿ ﺎ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪2009‬‬
‫اﳌﻌﺪل و اﳌﺘﻤﻢ ‪239 ---------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﳌﺼ ﺔ ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﺳ ﺜﻤﺎر ﺟﻨ‬

‫‪462‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪241 --------------------------------------------------------------------------‬‬


‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﺗﻔﺴ ﻋﻮدة اﻟﺪوﻟﺔ ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 2009‬و‪241 --------------------------------------------------------------------------2010‬‬
‫أوﻻ‪ :‬رﻏﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ إﻋﺎدة ﻴ ﻠﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪242 ---------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬إرﺟﺎع ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ا ﺪﻳﺪة إ اﻟ اﺟﻊ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻧﻔﺘﺎح ﻗﺘﺼﺎدي ‪243 ------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﻔﺴ ﺗﺪاﺑ ﻗﻮاﻧ ن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨ ‪244 ------------------------------------ 2010 2009‬‬
‫أوﻻ‪ :‬رﻏﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ إﻋﺎدة ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪244 ---------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﺰاﻣﻦ ﺗﺪاﺑ ﻗﻮاﻧ ن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨ ‪ 2009‬و‪ 2010‬ﻣﻊ زﻣﺔ ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ‪244 ---------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﺳﺘﻔﺎدة اﻟﺪوﻟﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﺔ ﻣﻦ إﻋﺎدة اﻟﺘﻔﺎوض ﻻﺗﻔﺎق اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ ﺗﺤﺎد ور ﻲ ‪245 ----‬‬
‫را ﻌﺎ‪:‬إرﺳﺎء ﻗﻴﻮد ﻣﺠﺎﻻت ﺳ ﺜﻤﺎر ‪245 -------------------------------------------------------------‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ‬

‫ﺿﺮورة اﺣ ام ﻧﻈﻤﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ و ا ﺒﺎﺋﻴﺔ‪247‬‬

‫اﳌﺒﺤﺚ ول‪ :‬اﺣ ام إﺟﺮاءات اﻟﺼﺮف ‪249 ------------------------------------------------------------‬‬


‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬ﺗﻮﻃ ن اﻟﺼﺎدرات‪250 ---------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺘﻮﻃ ن اﻟﺼﺎدرات ‪251 -----------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻮﻃ ن اﻟﺒﻨ ﻲ ﻟﻠﺼﺎدرات ‪252 ---------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪:‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﺘﺢ ﻣﻠﻒ ﺗﻮﻃ ن اﻟﺼﺎدرات ‪252 ------------------------------------------------------------‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺴﻴ ﻣﻠﻒ ﺗﻮﻃ ن اﻟﺼﺎدرات ‪252 ----------------------------------------------------------‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻣﻠﻒ ﺗﻮﻃ ن اﻟﺼﺎدرات ‪253 -------------------------------------------------------‬‬


‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬ﺗﻮﻃ ن اﻟﻮاردات ‪254 --------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪463‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫اﻟﻔﺮع ول‪:‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺘﻮﻃ ن اﻟﻮاردات ‪255 -------------------------------------------------------------‬‬


‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻮﻃ ن اﻟﺒﻨ ﻲ ﻟﻠﻮاردات‪256 ----------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﺘﺢ ﻣﻠﻒ ﺗﻮﻃ ن اﻟﻮاردات ‪256 ------------------------------------------------------------‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺴﻴ ﻣﻠﻒ ﺗﻮﻃ ن اﻟﻮاردات ‪257 -----------------------------------------------------------‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻣﻠﻒ ﺗﻮﻃ ن اﻟﻮاردات ‪257 ---------------------------------------------------------‬‬


‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬اﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﻓﻊ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ‪258 - 2017‬‬

‫ﻋﺘﻤﺎد اﳌﺴ ﻨﺪي واﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳌﺴ ﻨﺪي ﻛﻄﺮق وﺣﻴﺪة ﻟﻠﺪﻓﻊ‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬إﻟﻐﺎء وﺳﻴﻠ‬

‫اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‪260 -------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺑﻘﺎء ﻋﺘﻤﺎد اﳌﺴ ﻨﺪي واﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳌﺴ ﻨﺪي ﺿﻤﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﻓﻊ اﻟﺘﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎرة‬
‫ا ﺎرﺟﻴﺔ‪262 ...........................................................................................................................................‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻋﺘﻤﺎد اﳌﺴ ﻨﺪي‪263 -------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪-1‬ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﺘﻤﺎد اﳌﺴ ﻨﺪي ‪263 -------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪-2‬ﻣﺪى ﺗﻨﻈﻴﻢ اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﻟﻼﻋﺘﻤﺎد اﳌﺴ ﻨﺪي ‪268 -----------------------------------------------‬‬

‫‪ :-3‬ﻣﻀﻤﻮن اﻟ ام ﻋﺘﻤﺎد اﳌﺴ ﻨﺪي ﻮﺳﻴﻠﺔ دﻓﻊ أﺛﻨﺎء ﺳﺘ اد ‪270 ------------------------------‬‬

‫‪:1‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳌﺴ ﻨﺪي و ﺧﻄﻮات اﻧﺠﺎزﻩ ‪271 ------------------------------------------------‬‬

‫‪ :2‬أﻧﻮاع اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳌﺴ ﻨﺪي ‪274 ------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ :3‬ﻣﻀﻤﻮن اﻟ ام اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳌﺴ ﻨﺪي ﻮﺳﻴﻠﺔ دﻓﻊ إ أﺛﻨﺎء ﺳﺘ اد ‪276 ---------------------------‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻌﻠﻴﻘﺎت ﺣﻮل اﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﺪﻓﻊ اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪276 --------------------‬‬

‫‪464‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ‪:‬اﺣ ام ﺟﺮاءات ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪278 ---------------------------------------------------------‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬إﺣﻀﺎراﻟﺴﻠﻊ و اﻟﺒﻀﺎ ﻊ إ ا ﻤﺎرك ووﺿﻊ اﻟﻴﺪ ﻋﻠ ﺎ ‪278 --------------------------‬‬

‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬إﺣﻀﺎراﻟﺴﻠﻊ و اﻟﺒﻀﺎ ﻊ إ ا ﻤﺎرك ‪279 ------------------------------------------------‬‬


‫أوﻻ‪ :‬اﳌﻘﺼﻮد ﻌﻤﻠﻴﺔ إﺣﻀﺎراﻟﺴﻠﻊ و اﻟﺒﻀﺎ ﻊ إ ا ﻤﺎرك ‪279 --------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﳌﺴﺆول ﻋﻦ إﺣﻀﺎراﻟﺴﻠﻊ و اﻟﺒﻀﺎ ﻊ إ ا ﻤﺎرك واﳌﺪة اﳌﺘﻄﻠﺒﺔ ﻟﻼﻧﺠﺎز ‪280 --------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﺴﺆول ﻋﻦ إﺣﻀﺎراﻟﺴﻠﻊ و اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ‪280 -----------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﻣﺪة إﻧﺠﺎزاﻟ ام إﺣﻀﺎراﻟﺴﻠﻊ و اﻟﺒﻀﺎ ﻊ إ ا ﻤﺎرك ‪281 -----------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻧﺎﻗﻞ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ أﺛﻨﺎء إﺣﻀﺎراﻟﺴﻠﻊ و اﻟﺒﻀﺎ ﻊ إ ا ﻤﺎرك ‪281 ---------------------‬‬
‫‪:1‬ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻧﺎﻗﻞ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘﻠ ﺎ ﺑﺤﺮا ‪281 -----------------------------------------------------‬‬
‫‪:2‬ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻧﺎﻗﻞ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻘﻞ ﺑﺮا ‪282 -------------------------------------------------------‬‬
‫‪:3‬ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻧﺎﻗﻞ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻘﻞ ﺟﻮا ‪282 -----------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﻟ ام ﺑﺈﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮ ﺤﺎت ‪283 ----------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪:‬اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻮﺟﺰ ‪283 ----------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :1‬ﻌﺮ ﻒ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻮﺟﺰ ‪284 ----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬اﳌﺴﺆول ﻋﻦ إﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻮﺟﺰ ‪284 -------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :3‬اﳌﺪة اﻟﻮاﺟﺐ ﻣﺮاﻋﺎ ﺎ ﻹﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻮﺟﺰ ‪284 -------------------------------------------------‬‬
‫‪:4‬ﻣﺒﺎدئ ﻋﺎﻣﺔ ﻹﻧﺠﺎزﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻮﺟﺰ ‪284 ------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ‪285 -------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪:1‬ﺣﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ ا ﻤﺮ ﻲ اﳌﻔﺼﻞ ‪285 ----------------------------------------------------------‬‬
‫ﺎص اﳌﺆ ﻠﻮن ﻹﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ‪288 ---------------------------------------------------‬‬ ‫‪:2‬‬
‫‪:3‬اﳌﺮاﺣﻞ اﻟ ﻳﻤﺮ ﺎ إﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮ ﺢ اﳌﻔﺼﻞ ‪290 -----------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬ﻟ ام ﺑﺮﻓﻊ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ‪294 ---------------------------------------------------------------‬‬
‫‪465‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫أوﻻ‪ :‬اﳌﻘﺼﻮد ﻌﻤﻠﻴﺔ رﻓﻊ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ‪294 ------------------------------------------------------------------‬‬


‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬أﺣ ﺎم ﺧﺎﺻﺔ رﻓﻊ اﻟﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ‪295 ------------------------------------------------------‬‬
‫‪:1‬اﳌﺒﺪأ إﺟﺮاء رﻓﻊ اﻟﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ‪295 -------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :2‬ﺳﺘ ﻨﺎءات اﻟﻮاردة ﻋﻦ ﻣﺒﺪأ رﻓﻊ اﻟﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺒﻀﺎ ﻊ ‪295 --------------------------------------------‬‬
‫ﺎص اﳌﺆ ﻠﺔ ﻻﻧﺠﺎزﻋﻤﻠﻴﺔ رﻓﻊ اﻟﻴﺪ واﳌﺪة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺬﻟﻚ ‪296 -----------------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬‬
‫‪ :1‬اﳌﺴﺆول ‪296 --------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪:2‬ﻣﺪة ﻧﺠﺎز ‪296 -----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬دﻓﻊ اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ أﺛﻨﺎء ﺳ ﺜﻤﺎر اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪297 ------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﺣﻮل ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت دﻓﻊ اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ أﺛﻨﺎء ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪298 -------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻔ ﻮم اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪298 ---------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﻌﺮ ﻒ اﻟﻀﺮﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪298 -----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪:2‬أﻧﻮاع اﻟﻀﺮاﺋﺐ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪300 --------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :3‬ﺗﻘﻨﻴﺎت ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻀﺮﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪301 ---------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺼﻔﻴﺔ ا ﻘﻮق واﻟﺮﺳﻮم ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪301 -----------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﳌ ﻠﻒ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ واﳌﺪة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﳌﺤﺪدة ﻟﺬﻟﻚ‪302 ------------------------‬‬
‫ﺺ اﳌ ﻠﻒ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪302 --------------------------------------------------‬‬ ‫‪:1‬اﻟ‬
‫‪:2‬اﳌﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟ ام ‪302 -----------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﺄﺳ ﺲ اﻟﻨﻈﺎم ا ﻤﺮ ﻲ ﻋ أﺳﺲ دوﻟﻴﺔ ‪302 ----------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﺄﺳ ﺲ اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ وﻓﻖ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟ ﻴﺌﺎت اﳌﺆﻃﺮة ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪303 -----------------‬‬
‫‪:1‬ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة وﻣﻦ ﻌﺪ ﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ‪303 -----------------------------------------‬‬
‫‪ :2‬ﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮ ﻔﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرة )ا ﺎت ‪303 ------------------------------------------‬‬
‫‪:3‬اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪305 ----------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪466‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﻨﻈﻤﺔ ا ﻤﺎرك اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ واﻟﻨﻈﺎم اﳌ ﺴﻖ اﻟﻌﺎﻟ ﻟﻠﺘﻌﺮ ﻔﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪306 --------------------‬‬
‫‪ :1‬ﻣﻨﻈﻤﺔ ا ﻤﺎرك اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ‪306 --------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ :2‬اﻟﻨﻈﺎم اﳌ ﺴﻖ اﻟﻌﺎﻟ ﻟﻠﺘﻌﺮ ﻔﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ‪307 -----------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﺔ ﻣﻮاﺗﻴﺔ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪309 ------------------------------‬‬
‫‪:1‬اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ إﻃﺎراﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪310 --------------------------------------------‬‬
‫‪:2‬ﺗﻄﺎﺑﻖ اﻟﻀﺮ ﺒﺔ ا ﻤﺮﻛﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺒﺎدئ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪310 --------------------------------‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫اﺣ ام إﺟﺮاءات ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻟﻺﺟﺮاءات ا ﻤﺮﻛﻴﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ‪311‬‬

‫اﳌﺒﺤﺚ ول‪ :‬اﺣ ام إﺟﺮاءات ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪314 ---------------------------------‬‬
‫ﺔ‪315 ------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫ﺔ اﻟ ﺸﺮ ﺔ ‪316 ---------------------------------------------------------------‬‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫ﺔ اﻟ ﺸﺮ ﺔ‪316 ----------------------------------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻄﻮر ﻣﻔ ﻮم ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫ﺔ اﻟ ﺸﺮﺔ ‪317 ------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪ :1‬ﻌﺮ ﻒ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫ﺔ اﻟ ﺸﺮﺔ ‪318 ------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪:2‬ﺗﻮﺳﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﻔ ﻮم اﻟ‬
‫ﺔ وﻣﺒﺪأ ﺗﺤﺮ ﺮاﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪319 ----------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬إرﺳﺎء رواﺑﻂ ﺑ ن ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫ﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ‪320 --------------------------------------------- SPS‬‬ ‫ﺔ واﻟ‬ ‫‪ :1‬ﺗﻔﺎق ﺸﺄن ﺗﺪاﺑ اﻟ‬
‫ﺔ ‪321 --------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪:2‬ﺗﻜﺮ ﺲ ‪ SPS‬آﻟﻴﺎت ﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫ﺔ اﻟ ﺸﺮﺔ‪323 -----------------‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺣﺮ ﺔ اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻛﺄﺳﺎس ﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫‪:1‬اﻋﺘﻤﺎد إﺟﺮاءات ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎج اﻟﻮﻃ ‪324 -----------------------------------------------------------‬‬
‫‪:2‬اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳌﻮاد اﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻴﺔ ‪325 -------------------------------------------------------‬‬

‫‪467‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫ﺔ ا ﻴﻮاﻧﻴﺔ ‪325 -------------------------------------------------------------‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬


‫ﺔ ا ﻴﻮاﻧﻴﺔ ‪326 ----------------------------------------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻘﺮ ﺮ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠ‬
‫ﺔ ا ﻴﻮاﻧﻴﺔ‪326 --------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪:1‬ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟ‬
‫ﺔ ‪327 ---------------------------------------------------------------- SPS‬‬ ‫‪ :2‬ﺗﻔﺎق ﺸﺄن ﺗﺪاﺑ اﻟ‬
‫ﻟ ﻴﻮاﻧﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ‪327 --------------------------‬‬ ‫ﻴﻮاﻧﺎت اﻟ و اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺼ‬ ‫‪:3‬اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺼ‬
‫ﺔ ا ﻴﻮاﻧﻴﺔ ‪328 ------------------------------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬إرﺳﺎء اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫ﺔ ا ﻴﻮاﻧﻴﺔ ‪329 ----------‬‬ ‫‪:1‬إﻃﺎرا ﻤﺎﻳﺔ اﳌﻘﺮرة ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي إﻃﺎرﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫ﺔ ا ﻴﻮاﻧﻴﺔ ‪330 --------------------‬‬ ‫‪ :2‬ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺣﺮ ﺔ اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ إﻃﺎر ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫ﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ‪332 ----------------------------------------------------------------------‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻟ‬
‫ﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ‪333 -------------------------------------------------------------------‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻘﺮ ﺮﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠ‬
‫‪ :1‬ﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻤﺎﻳﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ‪333 ----------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ‪333 -------------------------------------------- SPS‬‬ ‫ﺔ واﻟ‬ ‫‪ :2‬ﺗﻔﺎق ﺸﺄن ﺗﺪاﺑ اﻟ‬
‫ﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ‪334 ---------------------------------------------‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬إرﺳﺎء اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﻤﺎﻳﺔ اﻟ‬
‫ﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ‪334 ----------------------------------------------‬‬ ‫‪ :1‬ﻃﺎراﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﻟ ﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠ‬
‫ﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ‪335 --------------------------------‬‬ ‫‪:2‬ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺣﺮ ﺔ اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠ‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﺣ ام إﺟﺮاءات اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ‪338 -----------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺈﺟﺮاء اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ‪338 --------------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ إﺟﺮاء اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ‪338 --------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﻤﻴ إﺟﺮاء اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ ﻌﺾ اﳌﻔﺎ ﻴﻢ اﳌﺸﺎ ﺔ ﻟﮫ ‪342 ----------------------------------------‬‬
‫‪-1‬ﺗﻤﻴ إﺟﺮاء اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ ا ﻮدة ‪342 ------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﺗﻤﻴ إﺟﺮاء اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻴ ﺲ ‪342 ---------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬ﻣﻀﻤﻮن وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺷ ﺎد ﻋ اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ‪343 --------------------------------------------------------‬‬

‫‪468‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫‪-1‬ﻣﻀﻤﻮن ﺷ ﺎد ﻋ اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ‪343 --------------------------------------------------------------------‬‬


‫‪ -2‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺷ ﺎد ﻋ اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ‪343 ----------------------------------------------------------------------‬‬
‫را ﻌﺎ‪:‬اﻟ ﻴﺌﺎت اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﺈﺟﺮاء اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ‪344 -------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﺨﺎﺑﺮ‪344 -----------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﻴﺌﺎت اﻟﺘﻘﻴ ﺲ ‪344 ------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -3‬ﻴﺌﺎت ﺷ ﺎد ﻋ اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ‪344 ----------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬إﺟﺮاءات اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ أﺛﻨﺎء ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪344 ----------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬إﺟﺮاءات اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ أﺛﻨﺎء ﺳﺘ اد ‪344 --------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬إﺟﺮاءات اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪346 -------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬ﺣﻴﺎزة ﺷ ﺎدة اﻟﺘﻔﺘ ﺶ ‪346 -----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬اﺷ اط ﺷ ﺎدة اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﺑﻨﻤﻂ ﺟﺪﻳﺪ ‪347 ------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﺣ ام إﺟﺮاءات اﻟﺘﻘﻴ ﺲ ‪347 ---------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬اﻟﺘﻘﻴ ﺲ أﺳﻠﻮب ﺗﻘ اﻗﺘﺼﺎدي ﺿﺮوري‪348 --------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺘﻘﻴ ﺲ ‪348 ------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟ ﻴﺌﺎت اﳌ ﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﻴ ﺲ ‪349 --------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃ ﻟﻠﺘﻘﻴ ﺲ ‪349 --------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬اﳌﻌ ﺪ ا ﺰاﺋﺮي ﻟﻠﺘﻘﻴ ﺲ ‪350 --------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-3‬اﻟ ﺎن اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪350 ---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-4‬اﻟ ﻴﺌﺎت ذات اﻟ ﺸﺎﻃﺎت اﻟﺘﻘﻴ ﺴﻴﺔ ‪351 --------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺿﺮورة اﺣ ام إﺟﺮاءات اﻟﺘﻘﻴ ﺲ أﺛﻨﺎء ﺳﺘ اد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ‪351 ----------------------‬‬
‫أوﻻ‪:‬اﺣ ام اﳌﺴﺘﻮرد ﻟﻠﻤﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ‪351 -------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬اﺣ ام اﳌﺼﺪرﻟﻠﻤﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ‪352 ---------------------------------------------------------‬‬

‫‪469‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﻟﺒ ﺌﺔ ذو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ا ﺎرﺟﻴﺔ ‪353 ----------------------------------------------‬‬


‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬اﻟﺒ ﺌﺔ ﻗﺒﻞ ﺸﻮء اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪355 -----------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬اﻟﺘﻜﺮ ﺲ اﳌﺤ ﺸﻢ ﳌﻠﻒ اﻟﺒ ﺌﺔ ﻇﻞ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ا ﺎت ‪355 ------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻄﺮق اﺗﻔﺎق ا ﺎت ﳌﻠﻒ اﻟﺒ ﺌﺔ اﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪355 --------------------------‬‬
‫‪-1‬ﻣﻀﻤﻮن ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪ 20‬ﻣﻦ ﺗﻔﺎق اﻟﻌﺎم ‪355 -------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﻣﻠﻒ اﻟﺒ ﺌﺔ ﺗﻀﻤﻨﮫ ﺳﺘ ﻨﺎء ﻋ ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪ 20‬ﻣﻦ ﺗﻔﺎق اﻟﻌﺎم ‪356 --------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬اﳌﺒﺎدئ واﻟﺘﻘﺎر ﺮاﳌﻜﺮﺳﺔ ﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒ ﺌﺔ ذو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪356 ----------------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﺒﺎدئ اﳌﻜﺮﺳﺔ ﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒ ﺌﺔ ذو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪357 ------------------------------------‬‬
‫‪- 2‬اﻟﺘﻘﺎر ﺮاﳌﻜﺮﺳﺔ ﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒ ﺌﺔ ذو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪359 ----------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﻟﺒ ﺌﺔ ﻇﻞ ﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺟﻮﻟﺔ ورﺟﻮاي ‪360 ---------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻔﺎﻗﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ﺑﺎﻟﺴﻠﻊ ‪360 -----------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﺗﻔﺎق ﺸﺄن اﻟﺰراﻋﺔ‪360 ----------------------------------------------------------------------- AA‬‬
‫ﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ‪361 -------------------------------------------------‬‬ ‫ﺔ واﻟ‬ ‫‪ - 2‬ﺗﻔﺎق ﺸﺄن ﺗﺪاﺑ اﻟ‬
‫‪ -3‬ﺗﻔﺎق ﺣﻮل ا ﻮاﺟﺰاﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ‪362 ---------------------------------------------- AOTC‬‬
‫‪ -4‬اﺗﻔﺎق ﻣ ﺎﻓﺤﺔ ﻏﺮاق ‪363 ----------------------------------------------------------------- AMA‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﻔﺎق اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎ ﺪﻣﺎت و اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﺔ ‪363 -------------------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﺗﻔﺎق ﺸﺄن أوﺟﮫ ﺣﻘﻮق اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮ ﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ‪363 ---------------------- ADPIC‬‬
‫‪ -2‬ﺗﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺣﻮل اﻟﺘﺠﺎرة ا ﺪﻣﺎت‪364 ------------------------------------------------ AGCS‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﻟﺒ ﺌﺔ ﻌﺪ ﺸﻮء اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪365 ----------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﻏﻴﺎب دﻣﺎج اﻟﻔﻌ ﻟﻠﺒ ﺌﺔ ﻇﻞ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ‪366 ---------------------‬‬
‫أوﻻ‪:‬ﺳﻄﻮ ﺣﺮ ﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ﻋ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒ ﺌﺔ‪366 ----------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬اﺟ ﺎد ﻗﻀﺎ ﻲ ﻟ ﺲ ﺻﺎ اﻟﺒ ﺌﺔ ‪367 -----------------------------------------------------------‬‬

‫‪470‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫‪ -1‬ﺴﻮ ﺔ ﻧﺰاﻋﺎت ﺗﺠﺎر ﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺒ ﺌﺔ ‪367 ------------------------------------------------------------‬‬


‫‪-2‬اﺳﺘ ﺒﺎط ﺻﻌﻮ ﺎت ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺟﺮاءات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒ ﺌﺔ ﻣﻊ ﺣﺮ ﺔ اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠﺎر ﺔ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪368 ------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﻋﻦ ﺗﻄﺮق ﻣﺆﺗﻤﺮات ﻨﺔ اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺒ ﺌﺔ ﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺒ ﺌﺔ ذو اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪369 -------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪:‬اﳌﺆﺗﻤﺮات اﳌﻨﻌﻘﺪة ﻗﺒﻞ ‪369 ------------------------------------------------------------------ 2005‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬اﳌﺆﺗﻤﺮات اﳌﻨﻌﻘﺪة ﻌﺪ ﻋﺎم ‪370 ------------------------------------------------------------ 2005‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﺪى اﻋﺘﻨﺎق اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﳌﻠﻒ اﻟﺒ ﺌﺔ ذو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪372 ------‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﻣﺴﺎراﻟﺘﻜﺮﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﻟﻠﺒ ﺌﺔ اﻟ ﺸﺮﻊ‪373 -------------------------------------------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻋ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺪو ‪373 ----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻋ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃ ‪373 --------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﻜﺮ ﺲ ﻣﺒﺎدئ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻔﻌﻴﻼ ﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒ ﺌﺔ ذو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪374 -------‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺒﺪأ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ‪374 -------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-1‬اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﳌﺒﺪأ ‪374 -------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﻴﻘﮫ ‪375 ---------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﻣﺒﺪأ ا ﻴﻄﺔ ‪375 ------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﻌﺮ ﻔﮫ‪375 -----------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﻴﻘﮫ ‪376 ---------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ اﳌﻠﻮث اﻟﺪاﻓﻊ ‪377 ---------------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬ﻌﺮ ﻒ ﻣﺒﺪأ اﳌﻠﻮث اﻟﺪاﻓﻊ ‪377 ------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -2‬ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﻴﻘﮫ ‪378 --------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫را ﻌﺎ‪:‬ﻣﺒﺪأ دراﺳﺎت اﻟﺘﺄﺛ اﻟﺒﻴ ‪378 ---------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪471‬‬
‫ﻓ ﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت‬

‫‪-1‬ﻋﻦ ﻇ ﻮر اﳌﺒﺪأ و ﻌﺮ ﻔﮫ‪379 ---------------------------------------------------------------------------‬‬


‫‪ -2‬ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﻴﻘﮫ ‪379 --------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺗﻜﺮ ﺲ رﺳﻮم ﺑﻴ ﻴﺔ ﺗﻔﻌﻴﻼ ﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒ ﺌﺔ‪380..................................................................‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴ ﻴﺔ ‪381 -------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬أﻧﻮاع اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴ ﻴﺔ‪381................................................................................................................‬‬
‫ﻧﺒﻌﺎﺛﺎت ‪381 ----------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪-1‬اﻟﺮﺳﻮم ﻋ‬
‫‪-2‬اﻟﺮﺳﻮم ﻋ اﳌﻨﺘﺠﺎت ‪381 ------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-3‬رﺳﻮم ﻧﺘﻔﺎع ‪382 --------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‪383 --------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺮاﺟﻊ ‪396 ----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻔ ﺮس‪444 ------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﳌ ﺺ‬

‫‪472‬‬
La liberté d’investissement ‫حرية الاستثمار في التجارة‬
dans le commerce extérieur
‫الخارجية‬

Résumé ‫ملخص‬
Le principe de la liberté d’investissement dans
‫تم تكريس مبدأ حرية الاستثمار في التجارة‬
le commerce extérieur a été concrétisé par la loi
n° 03-04 relative aux règles applicables sur les ‫الخارجية رسميا بموجب أحكام ألامر رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬
importations et les exportations ; ce qui a ‫ الذي‬،‫ املتعلق باالستيراد والتصدير‬30-30
permis l’implication de plusieurs opérateurs
‫أزال الاحتكار الطويل املفروض على القطاع من‬
économiques nationaux et étrangers, tendant à
relever la dynamique du commerce extérieur, à ‫ وفسح املجال لطائفة واسعة من‬،‫طرف الدولة‬
condition de respecter un certain nombre de
‫ألاعوان الاقـ ـ ـ ـ ـ ـتصاديين سـ ـ ـ ـ ـ ـواء كانوا وط ـ ـ ـ ـ ـ ـنيين‬
principes et de règles mises en vigueur inspirés
des conventions de l’OMC. ‫ بشرط‬،‫أو أجانب الاستثمار في التجارة الخارجية‬
L’Etat resurgit donc à nouveau dans le secteur ‫احترام مجموعة من القواعد واملبادئ القانونية‬
économique par un ensemble d’instruments,
‫ تطبيقا لتلك‬،‫التي كرسها املشرع الجزائري‬
comme les licences d’import/d’export,
l’instauration du système des contingents qui ‫املنصوص عليها في صلب اتفاقيات املنظمة‬
s’ajoutent aux procédures douanières et fiscales
.‫العاملية للتجارة‬
lentes et restrictives.
L’introduction de ces mesures vient après la ‫ارتبطت إلاجراءات التي اتخذها املشرع في إطار‬
chute des prix des hydrocarbures et l’incapacité ‫الدور التدخلي للدولة بمج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـموعة من‬
des entreprises exportatrices qui peinent à
‫ خاصة منها ما يتعلق بانخفاض أسعار‬،‫الظروف‬
investir le champ du commerce extérieur ; ce
qui constitue des entraves, voire des atteintes ‫ ألامر الذي‬،‫املحروقات وانعدام التصدير خارجها‬
aux obligations internationales de l’Algérie, et
‫يحد من مبدأ حرية الاستثمار في التجارة‬
remet en cause le principe même de libre
échange promulgué et défendu par l’OMC au ‫ ويمس بالتزامات الجزائر‬،‫الخارجية من جهة‬
moment où l’Algérie continue à négocier son ‫ وذلك في الوقت الذي‬،‫الدولية من جهة أخرى‬
adhésion à cette grande institution économique.
‫تستمر مفاوضاتها من أجل الانضمام إلى املنظمة‬
‫العاملية للتجارة‬

You might also like