You are on page 1of 72

‫جامعـة الشهيــد محــه خلرض‪ -‬الـــــوادي‬

‫لكية احلقـــوق والعلــــوم الس ياسيـــة‬


‫قســــــم احلقـــــوق‬

‫رهــن المحل التجــاري‬


‫مذكـرة تخرج ضمن متطمبات الحصول عمى شهـادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص‪ :‬قانون أعمال‬

‫إعداد الطالبين‪:‬‬
‫الصغير أحمد‬
‫خالدي المشري‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫االسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬الوادي‬ ‫د‪ .‬محمودي بشير‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬الوادي‬ ‫وكواك الشريف‬ ‫‌أ‪-‬‬

‫مناقشا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬الوادي‬ ‫حمواجي عبد الرؤوف‬ ‫‌أ‪.‬‬

‫السنة الجامعية‪1027 -1026 :‬‬


‫ﭧﭐﭨ ﭐﱡﭐ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ‬
‫ﱦﱨﱩ‬
‫ﱧ‬ ‫ﱢﱣﱤﱥ‬
‫ﱫﱭﱮﱯﱰﱱﱠ‬ ‫ﱬ‬ ‫ﱪ‬
‫الفتح‪٤ :‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫أشكس اهلل‪ ,‬الري أهلوين الطوٌح‪ً ,‬سدد هسعاي‪.‬‬

‫ًأتقدم بٌفري الشكس ًالعسفاى‪ ,‬لألستاذ الدكتٌز ‪ً :‬كٌاك الشسٌف‪ ,‬الري‬

‫أشسف على ىرا البحث‪ً ,‬أهدنً بتٌجٍياتو ًتٌصٍاتو‪ً ,‬كاى هثاال للعامل‬

‫احملاًز املتٌاضع‪.‬‬

‫كوا أشكس األساترة الكسام‪ ,‬أعضاء جلنت املناقشت ‪:‬‬

‫على تفضلين مبناقشت ىره السسالت ‪.‬‬


‫اإلهداء‬
‫أهدي هرا العمل املتواضع إىل‪:‬‬

‫أبي الغايل وإىل النوز الري يضيء طسيقي‬

‫يف الدنيا أمي الغالية‬

‫وإىل أخواتي العزيزات وأخوتي األعزاء‬

‫إىل أستاذي وقدوتي يف هرا املساز العلمي‬

‫وكواك الشسيف‬

‫إىل من مجعتين هبم األقداز وكانوا صحبيت‬

‫األخياز‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫إن من أىم ما نتج عن تطور المجتمعات البشرية وانتقاليا من اإلقتصاد البدائي إلى‬
‫االقتصاد الصناعي المتطور أدى إلى ظيور صور جديدة لممكية األموال المستثمرة‪ ,‬حيث لم‬
‫تعد مقتصرة عمى األشياء المادية من العقارات والمنقوالت المادية‪ ,‬بل أصبحت تشمل عمى‬
‫طائفة من األموال ذات أىمية بالغة في النشاط االقتصادي ومن أمثمة ذلك المحل التجاري‪,‬‬
‫الذي يكرس وحدة قائمة بذاتو ومنفصل عمى العناصر التي يشمل عمييا‪ ,‬وليذا يجوز‬
‫لصاحبو التصرف فيو لذا يعتبر المحل قابال لإلنتقال عن طريق االرث وقابمة لإلحالة بين‬
‫األحياء إما بصفة مجانية كأن يوىب واما بمقابل كان يتم بيعو أو تأجيره الى الغير ورىنو ‪.‬‬
‫و تجدر المالحظة أن المشرع الجزائري أخذ بنفس مسمك المشرع الفرنسي ونظم بنوع‬
‫من الدقة التصرفات التي ترد عمى المحل التجاري ومن أىميا رىن المحل التجاري ‪.‬‬
‫حيث أن المحل التجاري منقول مادي و معنوي يجوز رىنو ‪,‬ولكن تطبيق الرىن‬
‫الحيازي عمى المحل التجاري يؤدي إلى حرمان التجار من إستغالل متجره‪ ,‬حيث يجب في‬
‫الرىن الحيازي عمى الراىن تسميم الشئ المرىون إلى الدائن حيث أجاز المشرع الجزائري رىن‬
‫المحل التجاري مع بقائو في حيازة الراىن ‪ ,‬حيث نصت عميو المادة ‪ 111‬من التقنيين‬
‫التجاري ال يخول رىن المحل التجاري لمدائن المرتين الحق في التنازل لو عن مقابل مالو‬
‫من ديون وتسديدىا ‪.‬‬
‫ومن األسباب التي أدت إجازة رىن المحل التجاري دون نقل حيازتو أن المحل‬
‫التجاري ذو مركز ثابت ومن الممكن شير التصرفات التي ترد عميو ‪ ,‬كما أنو ال يخضع‬
‫لقاعدة الحيازة في المنقول سند الممكية ‪,‬األمر الذي يمكن معو إحترام حق الدائن المرتين في‬
‫التتبع‪.‬‬
‫ومنو نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫كيف عالج المشرع الجزائري رىن المحل التجاري ؟وفيما تتمثل تطبيقاتو وأثاره؟‬

‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫األىمية دراسة الموضوع ‪:‬‬

‫األىمية الموضوعية ‪:‬‬

‫من األىمية الموضوعية الداعية لغمار ىذا الموضوع ىي التعقيدات العممية و العممية و‬
‫الفقيية التي يكتنفيا رىن المحل التجاري ‪ ,‬و خاصة من خالل تنظيم المشرع وما جرى عميو‬
‫قضاء وفقياء وليذا أصبح الموضوع الدراسة وىي رىن المحل التجاري ذات أىمية عممية‬
‫تستحق البحث ‪.‬‬

‫األىمية الذاتية ‪:‬‬

‫وىي إث ارء المكتبة الوطنية ‪ ,‬وخاصة ما يعانيو ىذا الموضوع من نقص في الدراسة ففي‬
‫دراسات المقارنة نجدىا تتناول القانون التجاري بصفة مجممة‪ ,‬وان وجدا ىذا الموضوع‬
‫فبشكل مبسط دراسات تخوض في مسائل رىن المحل التجاري بشكل عميق‪ ,‬أين تتناول‬
‫األحكام القانونية وكذا الق اررات القضائية الفاصمة في منازعات رىن المحل التجاري و األراء‬
‫الفقيية في ىذا المجال ليذه األسباب جعمني أميل إلى ىذا الموضوع ‪.‬‬

‫المنيج المتبع ‪:‬‬

‫لقد اتبعنا في ىذه الدراسة المنيج التحميمي و الوصفي وفي بعض أجزاء ىذا الموضوع فرض‬
‫النيج المقارن نفسو السيما عند األحكام األجنبية واتباع المنيج المقارن في ىذا المجال ليس‬
‫من أجل المقارنة وانما جعمنيا كأداة مساعدة لموصول إلى بعض الحقائق‪.‬‬

‫وانطالقا من اإل شكالية المطروحة و التي فرضت التقسيم الثنائي لمموضوع البحث‬
‫حيث تم تقسيم الموضوع الى فصمين تطرقنا في الفصل األول إلى مفيوم المحل التجاري‬
‫والرىن الخاص بو حيث تناولنا في ىذا الفصل مفيوم المحل التجاري ومفيوم الرىن ‪,‬أما في‬
‫الفصل الثاني تطرقنا إلى تطبيقات وأثار رىن المحل التجاري حيث تناولنا فيو تطبيقات رىن‬
‫المحل التجاري و أثار وانقضاء رىن المحل التجاري حسب خطة التالية‪:‬‬

‫‌ب‬
‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬مفيوم المحل التجاري والرىن الخاص بو‬


‫المبحث األول‪ :‬مفيوم المحل التجاري‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفيوم الرىن المحل التجاري‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تطبيقات وآثار الرىن المحل التجاري‬


‫المبحث األول‪ :‬تطبيقات الرىن المحل التجاري‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آثار وانقضاء رىن المحل التجاري‬

‫‌ج‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‬
‫مفهىم احملل التجاري والرهن اخلاص به‬

‫‪3‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫لما كان المحل التجاري من األموال المنقولة‪ ،‬فإن التاجر ال يستطيع أن يحصل عمى‬
‫اإلئتمان بضمانو إال عن طريق رىنو رىنا حيازيا وانتقال حيازتو إلى الدائن المرتين مما يستتبع‬
‫حرمان التاجر من إستغالل متجره‪ ،‬وتيسي ار ألمر اإلئتمان التجاري‪ ،‬وتمكينا لمتاجر من‬
‫اإلقتراض بضمان المحل التجاري دون أن يتجرد من حيازتو‪ ،‬أجاز المشرع رىن المحال‬
‫التجارية مع بقائيا في حيازة الراىن‪ ،‬ومما ميد لذلك أن المحل التجاري ذو مركز ثابت ومن‬
‫الممكن شير التصرفات التي ترد عميو‪ ،‬كما أنو ال يخضع لقاعدة الحيازة في المنقول سند‬
‫الممكية‪ ،‬مما يمكن معو إحترام حق الدائن المرتين في التتبع‪.‬ولقد قسمنا ىذا الفصل الى‬
‫مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول مفيوم المحل التجاري‬
‫وفي المبحث الثاني الرىن الخاص بو‬

‫‪4‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مفيوم المحل التجاري‬


‫تميز المحل التجاري بعناية بالغة من طرف المشرع الجزائري وما لو من أىمية في‬
‫الحياة التجارية‪ ،‬وقد نظم المشرع التجاري أحكامو في نصوص قانونية ابتداء من المادة ‪ 78‬من‬
‫القانون التجاري الجزائري‪ ،‬وعميو سنحاول في ىذا المبحث أن نتطرق ‪:‬‬
‫إلى تعريف المحل التجاري وخصائصو في المطمب األول‬
‫والى الطبيعة القانونية لممحل التجاري في المطمب الثاني‬
‫والى العناصر المكونة لو في المطمب الثالث‬

‫‪5‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب األول ‪ :‬تعريف وخصائص المحل التجاري‬


‫سنتطرق في ىذا المطمب إلى تعريف المحل التجاري في الفرع األول والى خصائصو فرع ثاني‬
‫الفرع األول تعريف المحل التجاري‬

‫لقد جاءت عدة تعريفات في المحل التجاري منيا أن المحل ىو مال منقول معنوي يشمل‬
‫اتصال التاجر بعمالئو واعتيادىم التردد عمى المتجر نتيجة عناصر اإلستغالل التجاري‪ .‬وىناك‬
‫من عرفو بأنو ''كتمة من األموال المنقولة تخصص لممارسة مينة التجارة‪ ،‬وتتضمن بصفة‬
‫أصمية بعض مقومات معنوية‪ ،‬وقد تشمل عمى مقومات أخرى مادية'' ‪ .‬وىناك من عرفو بأنو‬
‫'' مجموع أموال مادية ومعنوية تخصص لمزاولة مينة التجارة‪ ،‬وقد يسمى بالمتجر أو المصنع‬
‫بحسب ما إذا كان مخصصا لمزاولة التجارة بالمعنى الضيق أو لمزاولة الصناعة‪.1‬‬
‫يتبين من نص المادة ‪ 78‬من قانون التجاري أن المحل التجاري ال ينحصر نفعو في‬
‫المكان الذي يباشر فيو التاجر تجارتو بل المحل التجاري ىو مجموعة من األموال المادية‬
‫والمعنوية يستخدميا التاجر في مباشرة نشاطو التجاري‪.‬‬
‫وىناك من عرفو أيضا‪ ،‬أن المحل التجاري يتشكل عمى مجموعة من عناصر مادية‬
‫ومعنوية وذلك كالبضائع وأثاث المحل واآلالت اإلسم التجاري واألسعار والرخص واإليجارات‬
‫والمحل التجاري يتكون من العناصر مادية وعناصر معنوية‪.2‬‬
‫نجد محكمة النقد المصرية عرفتو بأنو '' المتجر الذي يشمل عناصر مادية وأخرى معنوية‬
‫ىي عماد فكرتو وأىم عناصره وال يمزم توافرىا جميعيا لتكوينو بل يكتفي بوجود بعضيا ويتوقف‬
‫تحديد العناصر التي ال غنى عنيا بوجود المحل التجاري عمى نوع التجارة التي يزاوليا ''‬
‫كما يعتبر المحل التجاري منقول معنوي منفصل عن األموال المستحقة في التجارة ويشمل‬
‫مجموعة عناصر المادية المخصصة لمزاولة المين التجارية وغيرىا ‪.‬‬

‫‪1‬نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري (األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ط‪ ،5‬ص‪176‬‬
‫‪2‬رزق اهلل العربي بن المييدي‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪6‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫كما عرفة الدكتور عمي حسين يونس بأنو ''مجموعة من األموال المنقولة المادية والمعنوية‬
‫‪1‬‬
‫تألفت معا ورتبت بقصد إستغالل تجاري والحصول عمى العمالء''‪.‬‬
‫أستند البعض عمى عنصر العمالء فعرفوه بأنو ''ممكية معنوية تتكون من حق االتصال‬
‫بالعمالء وترتبط أساسا بعناصر االستغالل '' ‪.‬‬
‫وميما اختمفت اآلراء فأن المحل التجاري ىو عبارة عن مال معنوي منقول يقوم عمى‬
‫ضرورة ممارسة نشاط تجاري مشروع‪ ،‬إذ ال وجود لممحل التجاري إال إذا كان النشاط من طبيعة‬
‫تجارية‪ ،‬أما في المين المدنية‪ ،‬فإنو يمتنع تطبيق أحكام المحل التجاري حتى لو كانت ىذه‬
‫‪2‬‬
‫المين تقوم عمى عنصر اإلتصال بالعمالء‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬خصائص المحل التجاري‬

‫المحل التجاري عبارة عن مجموعة قيم أو عناصر يتم تخصيصيا لإلستغالل التجاري لكن‬
‫التساؤل عما إذا كان لممحل التجاري وجود متميز عن وجود العناصر المكونة‪ ،‬فإذا أعتبر‬
‫المحل التجاري قائما إستقالال عن العناصر المكونة لو كان ذلك إق ار ار بطبيعتو المالية‪ ،‬و تنقسم‬
‫األموال إلى منقوالت‪ ،‬وقد رأينا أن العقار الذي يممكو التاجر ويزاول فيو نشاطو التجاري ال‬
‫يدخل ضمن عناصر المحل التجاري إذا كان لممحل التجاري طبيعة منقولة فالمنقوالت بدورىا‬
‫‪3‬‬
‫تنقسم إلى مادية ومعنوية‪ ،‬كما أن المحل يضم عناصر متعددة بعضيا اآلخر معنوي‪.‬‬
‫أوال‪:‬المحل التجاري مال منقول‪:‬‬

‫يتكون المحل التجاري من عناصر متعددة تتسم جميعيا بالطبيعة المنقولة‪ ،‬فالبضائع‬
‫واآلالت والمعدات عناصر مادية من المنقوالت‪ ،‬والعمالء والشيرة والعنوان التجاري واإلسم‬

‫‪1‬نعامي حنان‪ ،‬امتياز بائع المحال التجاري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شيادة الميسانس في الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬ورقمة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2013/2012 ،‬ص ‪5-4‬‬
‫‪2‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 176‬‬
‫‪3‬ىاني دويدار‪ ،‬مقدمات القانون التجاري لنظرية األعمال التجارية‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬مطابع مكتبة اإلشعاع الفنية‪،‬‬
‫‪.1996‬ص‪.225‬‬

‫‪7‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫التجاري وحق اإليجار والرخص واإلعتمادات وحقوق الممكية الصناعية والتجارية وحقوق‬
‫‪1‬‬
‫الممكية األدبية والفنية كميا عناصر منقولة ‪.‬‬
‫فممكية العقار ال تدخل ضمن عناصر المحل التجاري‪ ،‬واذا ماكان العقار مستأجر فال‬
‫يتمتع التاجر المستأجر إال بحق شخص إزاء المؤجر صاحب العقار‪ ،‬والحق الشخصي من‬
‫طبيعة منقولة وتعريف القانون لمعقار ال ينطبق عمى المحل التجاري فالعقار حسب نص المادة‬
‫‪ 683‬من القانون المدني التجاري‪.‬‬
‫ىو "كل شيء مستقر بحيزه وثابت فيو ال يمكن نقمو منو دون تمف‪ ،‬وكل ما عدا ذلك من‬
‫‪2‬‬
‫شيء فيو مال منقول"‬
‫ثانيا‪:‬المحل التجاري مال معنوي‬

‫المحل التجاري مال منقول معنوي وان كانت تدخل في تكوينو عناصر مادية كالمعدات‬
‫والبضائع‪ ،‬لكن وجود ىذه العناصر ال يؤثر في طبيعة المحل التجاري الذي يتميز بعدم ماديتو‪،‬‬
‫ولكن أىم عناصره ىي عناصر معنوية كعنصر االتصال بالعمالء فيو عنصر إجباري وكذا‬
‫عنصر الحق في اإليجار ورغم أنو منقول معنوي فيو ذو طبيعة خاصة فال يخضع لجميع‬
‫أحكام األموال المنقولة العادية وال يخضع لقاعدة الحيازة في المنقول سند الممكية‪ 3‬فيي تنطبق‬
‫عمى المنقوالت المادية‪ ،‬لذا إذا بيع المحل التجاري لشخصين عمى التوالي فإن ممكية المحل‬
‫تثبت لممشتري األول حتى ولو كان الثاني قد حاز المحل األول‪ ،‬ومع ذلك يستطيع الحائز‬
‫حسن النية كسب ممكيتو العناصر المادية كالبضائع واآلالت والمعدات إستنادا إلى القاعدة‬
‫‪4‬‬
‫المذكورة ألن ىذه العناصر تحتفظ بطبيعتيا الخاصة داخل المحل التجاري‪.‬‬

‫‪1‬مقدم مبروك‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪، 2011،‬ص ‪.55‬‬
‫‪2‬أنظر المادة ‪ 683‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪3‬مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل بندق‪ ،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬القاىرة‪ ،‬جميورية مصر العربية‪،2006 ،‬‬
‫ص‪.622‬‬
‫‪4‬مقدم مبروك‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪8‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث أن المحل التجاري ىو من األموال المعنوية‪ ،‬وحق الممكية الذي يرد عميو ىو أيضا‬
‫حق ممكية معنوية‪ ،‬وىنا ينبغي التمييز بين حق الممكية المعنوية‪ ،‬وحق الممكية المادية‪ ،‬فالممكية‬
‫المادية ترد عمى أشياء مادية أما الممكية المعنوية فترد عمى عناصر معنوية‪ ،‬صحيح إن المحل‬
‫التجاري يتكون من عناصر مادية مثل البضائع والميمات واألثاث وغيرىا‪ ،‬ويتكون أيضا من‬
‫عناصر معنوية مثل حقوق الممكية الصناعية والحق في اإليجار واالتصال بالعمالء‪ ،‬لكن ذلك‬
‫ال يجعل ممكية المحل التجاري ذات طبيعة مختمطة إذ أن العناصر المعنوية ىي األقوى تأثي ار‬
‫فيو يعتبر حق ممكية معنوية‪.‬‬
‫ثالثا المحل التجاري ذو طابع تجاري‬

‫"يكون المحل التجاري موجودا من الناحية القانونية إال إذا تم تكريسو لمقيام بإحدى عمميات‬
‫االستغالل التجاري‪ ،‬أو مباشرة أحد األعمال التجارية‪ ،‬فالمنشأة التي تتولى القيام بمشروع‬
‫اقتصادي أو استثماري معين‪ ،‬كالمشروعات الزراعية أو العمميات اإلستراتيجية كصيد األسماك‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ال يمكن اعتبارىا في عداد المجال التجارية‪".‬‬
‫ويشترط لكسب المحل التجاري وصف التجارية أن يكون الغرض من تكوينو القيام بأعمال‬
‫تجارية كالتوريد والوكالة بعمولة‪ ،‬فبعض المجال تستوجب االتصال بالعمالء والحق في اإلجارة‬
‫وتستخدم بعض المعدات‪ ،‬إال أنو ال يمكن اعتبارىا من المجال التجارية‪ ،‬كونيا تقوم بأعمال‬
‫‪2‬‬
‫مدنية كما ىو الشأن بالنسبة لمجال الطبيب والمحامي والخبير‪.‬‬
‫ويعني ذلك أن الصفة التجارية لالستغالل يخمق بذات المحل نشأ من أجمو فيصبح محل‬
‫تجاريا يؤمو العمالء ىذه الصفة ويصبح اتصاليم بالمحل عنص ار من عناصره لذلك ال يتصور‬
‫التنازل عن المحل التجاري بغير التنازل عن العمالء‪ ،‬بل ال يوجد المحل التجاري‪ ،‬مالم يكن لو‬
‫عمالء‪ ،3‬وىكذا استغمت الصفة التجارية لممحل التجاري باعتباره ماال منقوال معنويا عن الصفة‬

‫‪1‬محمد فريد العريني‪ ،‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول األعمال التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬المحل التجاري‪ ،،‬دار‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬جميورية مصر العربية‪ 1998 ،،‬ص‪.357‬‬
‫‪2‬مقدم مبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57 .56‬‬
‫‪3‬عمي حسن يونس‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬الفكر العربي‪ .1963 ،‬ص‪.36‬‬

‫‪01‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫التجارية لمقائم باستغاللو‪ ،‬ذلك أن القائم ال يكتب صفة التاجر بمجرد أنو أستغل ىذا المحل‪،‬‬
‫إنما يشترط باعتباره أن يباشر ىذا االستغالل عمى وجو االحتراف وأن يكون أىال لمباشرة‬
‫التجارة‪ ،‬فإذا أستغل شخص محال تجاريا لبضعة أيام مثال فإنو ال يكتسب صفة التاجر‪ ،‬وىذا ال‬
‫‪1‬‬
‫يغير من الصفة التجارية لممحل‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬الطبيعة القانونية لممحل التجاري‬
‫عرف الفقو التجاري اختالفا كبي ار حول تحديد الطبيعة القانونية لممحل التجاري‪ ،‬وانحصر‬
‫االختالف في ثالث نظريات‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نظرية المجموع القانوني‬

‫ومؤداىا اعتبار المحل التجاري مجموعا قانونيا لو ذمة مالية مستقمة متميزة عن ذمة التاجر‬
‫‪،‬وليا حقوقيا وعمييا التزاماتيا الناشئة عن االستغالل التجاري والمستقمة عن بقية حقوق‬
‫وااللتزامات التاجر‪ ،‬ومن ثم ينفرد دائنو المحل التجاري بالتنفيذ عميو دون مزاحمة الدائنين‬
‫اآلخرين لصاحب المحل التجاري‪،‬و يعتبر شخصا معنويا يتمتع بالشخصية المعنوية وترجع ىذه‬
‫‪2‬‬
‫النظرية إلى الفقو األلماني الذي يجيز مبدأ تعدد الذمم لشخص واحد‪.‬‬
‫أما القانون الجزائري‪ ،‬فإنو يأخذ بمبدأ وحدة الذمة المالية‪ ،‬الذي يعني أن لكل شخص ذمة‬
‫مالية واحدة ميما تعددت أوجو أنشطتو التي ستمارسيا‪ ،‬وتطبيقا لذلك تعد أموال التاجر جميعيا‪،‬‬
‫وليس فقط محمو التجاري بمثابة ضمان عام لكافة ديونو المستحقة لمغير والناتجة عن نشاطو‬
‫التجاري‪ ،‬كما يحق لدائني التاجر العاديين مزاحمة دائنيو التجاريين في التنفيذ والحجز عميو‬
‫‪3‬‬
‫استيفاء لحقوقيم لديو‪.‬‬

‫‪1‬فرحة زواري صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬القسم األول المحل التجاري والحقوق الفكرية‪ ،،‬بن خمدون‪،‬‬
‫الجزائر‪ .2001،‬ص ‪.183 -182‬‬
‫‪2‬عمار عمورة‪ ،‬العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪3‬مقدم مبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪00‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫النقد الموجو ليذه النظرية‪:‬‬

‫وجيت ليذه النظرية انتقادات منيا ال يجوز اعتبار المحل التجاري شخصا معنويا نظ ار‬
‫لفقدان مقومات الشخصية المعنوية ذلك‪ ،‬ألن االعتراف بالشخصية المعنوية وسيمة يقصد منيا‬
‫تسيير قيام الروابط القانونية بين مجموع معين ‪،‬وبين الغير وال تظير حكمة ذلك بالنسبة لممحل‬
‫التجاري إذ أن الفائدة من إسناد ىذه الروابط إلى المحل التجاري دون الشخص القانوني‪ ،‬وفضال‬
‫‪1‬‬
‫عن ذلك فإن القانوني التجاري الجزائري ال يعتبر المحل التجاري شخصا معنويا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬نظرية المجموع الواقعي‬

‫ترى ىذه النظرية أن المحل التجاري ال يعتبر مجموعا قانونيا من األموال ولكن رابطة فعمية‬
‫واقعية بين مختمف عناصر المحل التجاري‪ ،‬بغرض االستغالل وبالتالي يكون المحل التجاري‬
‫محال لمتصرفات القانونية كالبيع والرىن‪.2‬‬
‫ويرى أنصار ىذه النظرية المحل التجاري ليس وحدة قانونية مستقمة بديونو وحقوقو‪ ،‬وانما‬
‫ىو وحدة عناصر فعمية أو واقعية‪ ،‬أي أن عدة عناصر اجتمعت معا بقصد مباشرة استغالل‬
‫تجاري دون أن يترتب عمى ذلك ذمة مالية مستقمة عن ذمة مالكو أو وجود كيان قانوني‬
‫مستقل‪ ،‬وبالتالي ال يترتب عمى التنازل عن المحل التجاري التنازل عمى الحقوق وااللتزامات‬
‫الشخصية المتعمقة بالمتجر ونشاطو التجاري إال إذا اتفق عمى ذلك صراحة‪ ،‬ويذكر أنصار ىذا‬
‫الرأي أن الذي يترتب عمى ىذه الوحدة الفعمية لعناصر المتجر وجود مال منقول ذو طبعة‬
‫‪3‬‬
‫خاصة مستقمة عن طبعة عناصره المكونة لو‪.‬‬
‫بالرغم من أن ىذه النظرية تؤدي إلى الفصل بين المحل التجاري وعناصره إال أنيا تفتقر‬
‫إلى مدلول قانوني محدد‪ ،‬فإما أن نكون إزاء مجموعة يعترف بو القانون فنكون حينئذ أمام‬

‫‪1‬نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪2‬محمد أنور حماده‪ ،‬التصرفات القانونية الواردة عمى المحل التجاري‪ ،‬البيع‪ ،‬الرىن‪ ،‬التأجير‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪،‬جميورية مصر العربية‪ ،2001 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪3‬سميحة القيموبي‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬بيع المحل التجاري‪ ،‬رىنو‪ ،‬تأجيره‪ ،‬استغاللو‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار النيضة العربية‪،2000 ،‬‬
‫ص ‪.59‬‬

‫‪01‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫مجموعة قانوني وىذا يعيدنا إلى النظرية السابقة ويعرضيا لذات االنتقادات‪ ،‬واما أن نكون إزاء‬
‫‪1‬‬
‫مجموع ال يعترف بو القانون وىو حينئذ مخالف ألحكام القانون وال يعتمد بو‪.‬‬
‫النقد الموجو ليذه النظرية‪:‬‬

‫ورغم أن ىذه النظرية أخذت بفكرة أن المحل التجاري منقول معنوي رغم ما تضمنو من‬
‫عناصر مادية ولكن يؤخذ عمييا أن فكرة المجموع الواقعي ليس ليا مدلول قانوني محدد وبالتالي‬
‫‪2‬‬
‫ال تؤدي إلى تحديد الطبيعة القانونية لممحل التجاري‪.‬‬
‫فإصطالح المجموع الواقعي يثبتو وجود وضعية واقعية دون تقديم تحميل ليذه الوضعية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫فميس ليذه النظرية مدلول قانوني معين ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية الممكية المعنوية‬

‫وترى ىذه النظرية أن ذمة التاجر حق لو عمى المحل التجاري وىي حق ممكية معنوية‬
‫حيث يخصص التاجر جزء من ذمتو المالية دون إنفصال عن ذمتو المالية لغرض معين ىو‬
‫إستغالليا في عمل تجاري‪.‬‬
‫فحقو عمى مجموع ىذه العناصر ىو حق مال معنوي يرد عمى مجموع العناصر التي تسمى‬
‫المحل التجاري وتسمى الممكية التجارية ترتب لو حق إستغالل المحل والحماية من المنافسة‬
‫غير المشروعة‪.‬‬
‫وحق الممكية التجارية ىو حق مؤقت تزول بتوقف التاجر عن إستغالل المحل التجاري‪،‬‬
‫ولذلك فإن المحل التجاري بدوره لو قيمة ونظام قانوني يختمف عن النظام الذي يسري عمى كل‬
‫‪4‬‬
‫عنصر من عناصره‪.‬‬

‫‪1‬غمار عمورة‪ ،‬العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬داخل الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪2‬محمد أنور حماده‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪3‬أحمد محرز‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1982 ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪4‬محمد أنور حماده‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.11-10‬‬

‫‪02‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫والمحل التجاري بيذا المعنى يكون موضوعا لحق ممكيتو مستقل وقائم بذاتو فيتضمن بذلك‬
‫احتكا ار لإلستغالل الذي يمكن اإلحتجاج بو في مواجية الكافة‪ ،‬كما تحميو دعوى مستقمة ىي‬
‫‪1‬‬
‫دعوى المنافسة غير المشروعة وذلك عمى نمط دعوي اإلستحقاق التي تحمي الممكية المادية‪.‬‬
‫وأن الرأي الغالب في الفقو يرجع ىذه النظرية نظ ار إلتفاقيا مع حقيقة المحل التجاري‬
‫وجوىره‪.2‬‬
‫المطمب الثالث‪:‬العناصر المكونة لممحل التجاري‬
‫يضم المحل التجاري نوعين من العناصر‪ ،‬عناصر معنوية‪ ،‬وعناصر مادية‪ ،‬فالعناصر‬
‫المادية ال تعتبر من العناصر الضرورية في المحل التجاري وال يؤثر غيابيا عمى وجود المحل‬
‫التجاري‪ ،‬أما العناصر المعنوية فيمزم توافر بعضيا حتى نكون بصدد محل تجاري‪ ،‬وال يكون‬
‫‪3‬‬
‫لممحل التجاري وجودا دون ىذه العناصر‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬العناصر المعنوية‬

‫يقصد بالعناصر المعنوية لممحل التجاري مجموع األموال المنقولة المعنوية المستغمة في‬
‫النشاط التجاري‪ ،‬وأىم العناصر المعنوية مايمي‪:‬العمالء والشيرة التجارية‪ ،‬العنوان التجاري‪،‬اإلسم‬
‫التجاري‪ ،‬الحق في اإليجار‪ ،‬حقوق الممكية الصناعية والتجارية‪ ،‬حقوق الممكية األدبية والفنية‪،‬‬
‫الرخص واإلعتمادات اإلدارية‪ ،‬وحسب نص المادة ‪ 78‬من القانون التجاري فإنيا وردت عمى‬
‫سبيل المثال بإعتبارىا أىم العناصر المعنوية التي تدخل عادة في تكوين المجال التجارية‬
‫وسنتطرق ليذه العناصر المعنوية كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪:‬االتصال بالعمالء‬

‫وىم زبائن المحل التجاري الذين يتعاممون معو ويألفونو يحرص التاجر عمى اإلتصال بيم‬
‫‪4‬‬
‫لتطوير العالقة معيم تحقيقا لإلستم اررية في التعامل مع المحل‪.‬‬

‫‪1‬محمد فريد العريفي‪ ،‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.370‬‬


‫‪2‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪3‬محسن شفيق‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري‪ ،‬القاىرة‪،‬جميورية مصر العربية‪. 1957 ،‬ص‪.301‬‬
‫‪4‬محمد أنور حماده‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪03‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫ينصرف عنصر اإلتصال بالعمالء إلى حق التاجر صاحب المحل التجاري في الحفاظ‬
‫عمى عمالئو وزبنائو الذين يتعودون إرتياد محمو‪ ،‬فال شك أن من مصمحة التاجر أن يحرص‬
‫عمى استمرار عالقتو بعمالئو‪ ،‬بل وتنمية ىذه العالقات تحقيقا اإلزدىار متجره‪ ،‬فعنصر‬
‫اإلتصال بالعمالء ال يعني أن لمتاجر حقا عمى عمالئو أو أنو أصبح يمتمك ىؤالء العمالء‪،‬‬
‫عمى أن حق اإلتصال بالعمالء يعني أن لمتاجر المحافظة عمى عمالئو بمنع غيره من التجار‬
‫‪1‬‬
‫والمنافسين من صرف ىؤالء العمالء عن المحل التجاري بوسائل غير مشروعة‪.‬‬
‫وعميو فإن اإلتصال بالعمالء يقصد بو اإلتصال بسبب المزايا التي يتمتع بيا‪.‬والمقصود‬
‫بالعمالء األشخاص الذين يترددون عميو قصد تمبية رغباتيم الشرائية سواء كان ىذا التردد‬
‫الزبائن عمى متجره ‪،‬وال يتحقق ذلك إال من خالل إجتذابيم عن طريق جميع مالديو من إمكانات‬
‫(جودة‪ ،‬نوعية‪ ،‬جمال)‪ ،‬مصطمح الشيرة أو السمعة التجارية أو عبارة المركز القانوني فيجب‬
‫طرح ىذه المصطمحات جانبا ألنيا غير مالئمة ىذا ما يدفعيا إلى إقت ارح إستعمال عبارة‬
‫"اإلتصال بالزبائن العرضيين"‪.2‬‬
‫ثانيا‪:‬السمعة التجارية‬

‫وىي قدرة المحل عمى إستيعاب واستقبال عمالء جدد غير العمالء الثابتين في التعامل معو‬
‫‪3‬‬
‫نتيجة لتطوير قدرة المحل بزيادة العمالء‪.‬‬
‫وعنصر السمعة التجارية حق مالي ال يمكن التصرف فيو وينظم القانون حمايتو عن طريق‬
‫دعوى المنافسة غير المشروعة حيث أرجع الفقيو ‪ Ripert‬فيرى أن عنصر اإلتصال بالعمالء‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ىو ما ينتظره التاجر من نمو وازدىار متجره‪.‬‬

‫‪1‬محمد فريد العريني‪ ،‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.338 .337‬‬
‫‪2‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬القسم األول‪ ،‬المحل التجاري والحقوق الفكرية‪ ،،‬بن خمدون‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2001،‬ص‪.13‬‬
‫‪3‬محمد أنور حماده‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪4‬سميحة القيموبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪04‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪:‬العنوان التجاري‬

‫يقصد بتمك التسمية المبتكرة والعالمة المميزة التي يضعيا التاجر واجية محل التاجر حتى‬
‫‪1‬‬
‫يتميز عن غيره من المحالت التجارية‪.‬‬
‫واذا وجد العنوان التجاري فإنو يوضع عمى واجية المحل وعمى األوراق التجارية وعمى‬
‫سيارات العمل التابعة لممحل التجاري ليكتسب ىذا العنوان التجاري شيرة لدى الجميور‪ ،‬وليذا‬
‫ليس من مصمحة التاجر إستعمال تسمية عادية أو شائعة بل من األفضل لو إستعمال تسمية‬
‫مبتكرة حتى يستفيد من الحماية المقررة عكس التسمية الشائعة‪ ،‬ومن التسميات المبتكرة مثل‬
‫"فندق ميموز بالص" "فندق بالز""مرطبات دليس" فمثل ىذه التسمية تستوجب الحماية كونيا‬
‫غير شائعة وتتعمق بمحالت أصبحت معروفة بيا تميزىا عن غيرىا ويشترط في التسمية أن ال‬
‫‪2‬‬
‫تكون مخالفة لمنظام العام واألدب العام‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اإلسم التجاري‬

‫ىو اإلسم الذي يعرفو بو العمالء ويستغمو التاجر لمزاولو واستغالل نشاطو‪، 3‬يطمقو صاحب‬
‫أو المستغل المحل التجاري وقد يكون إسم الشخص المالك لممحل وقد يكون إسما مبتك ار حتى‬
‫يميز عن بقية المحال التجارية مثل فندق "شيراطون" وفي حالة ما إذا أطمق صاحب المحل‬
‫إسمو المدين باإلسم التجاري بل يبقى كل واحد منيما متمي از عن اآلخر إذا اإلسم التجاري ىو‬
‫‪4‬‬
‫عنصر من عناصر المحل ومن ثمة يجوز التصرف فيو‪ ،‬كمما انصب التصرف عمى المحل‬
‫فاإلسم التجاري يختمف عن اإل سم المدين فاألول يعتبر من الحقوق المالية في حين يعتبر‬
‫‪5‬‬
‫االسم من الحقوق المصيقة بالشخصية‪.‬‬

‫‪1‬ىاني دويدار‪ ،‬التنظيم القانوني لمتجارة واألعمال التجارية‪ ،‬السجل التجاري‪ ،‬الدفاتر التجارية‪ ،‬المحل التجاري‪ ،،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪،‬االسكندرية‪ ،‬جميورية مصر العربية‪ .2001 ،‬ص‪.249‬‬
‫‪2‬مقدم مبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪3‬محمد أنور حمادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪4‬نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪5‬‬
‫عمي البارودي‪ ،‬القانون التجاري المبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1971 ،‬ص ‪. 467‬‬

‫‪05‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫إال أنو يالحظ أن االسم التجاري ىو العنصر الذي يتحقق بو إرتباط العمالء بمحل تجاري‬
‫معين‪ ،‬لذلك يكون عنص ار من عناصر المحل وال يجوز التصرف فيو إستقالال عن التصرف في‬
‫المحل التجاري‪ ،‬ويالحظ أنو في حالة إستغالل الشركة محل تجاري يكون اإلسم التجاري إسم‬
‫الشركة أو عنوانيا بحسب األحوال‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الحق في اإلجارة‬

‫إن الغرض األكثر شيوعا ىو أن يكون التاجر مستأج ار لمعقار أو لجزء منو يزاول فيو‬
‫نشاطو‪ ،‬والحق الناشئ عن العالقة االيجارية التي تربطو بمؤجر العقار – ويعرف بالحق في‬
‫اإلجارة يدخل ضمن عناصر المحل التجاري‪.‬‬
‫ويعتبر الحق في اإلجارة من العناصر اليامة في المحل التجاري فيو من جانب السند‬
‫القانوني لمزاولة النشاط في العقار الذي ال يممكو التاجر أن موقع المحل قد يمثل عنص ار‬
‫جوىريا في إجتذاب العمالء إلى المحل‪.1‬‬
‫ك أن يزاول التاجر نشاطو التجاري في مكان معين‪ ،‬غير أن فترة المكان ليست محل لحق‬
‫اإليجار إال إذا كان التاجر مستأجر لممكان الذي يمارس فيو يقع في منطقة تكثر فييا األسواق‬
‫‪2‬‬
‫واألنشطة المماثمة بحيث يسيل عمى العمالء إجراء المقارنة بينيا واإلقبال عمى الشراء‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬حقوق الممكية الصناعية‬

‫يشمل إصطالح الممكية الصناعية الحقوق التي ترد عمى براءات االختراع والرسوم والنماذج‬
‫الصناعية والعالمات التجارية واإلسم التجاري‪ ،‬وتدخل حقوق الممكية الصناعية في تكوين‬
‫المحل التجاري‪ ،‬وقد تكون عنص ار جوىريا فيو تستمد منو كل قيمتيا‪ ،‬ويخضع كل من ىذه‬
‫الحقوق لنظام قانوني خاص‪ ،‬ويجوز التنازل عنيا عمى حدة أو مع الحل التجاري فيما عدا‬

‫‪ -1‬ىاني دوايدار‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬التنظيم القانوني لمتجارة‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬الممكية التجارية والصناعية‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬كمية الحقوق جامعة اإلسكندرية‪ ،‬جميورية مصر العربية‪ ،2004 ،‬ص‪.271‬‬
‫‪2‬عمي حسن يونس‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬جميورية مصر العربية‪ ،1998 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪06‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلسم التجاري والعالمة التجارية الذين ال يجوز التصرف فييما إستقالال عن التصرف في‬
‫‪1‬‬
‫المحل التجاري‪ ،‬وستكون حقوق الممكية الصناعية محل دراسة خاصة فيما بعد‪.‬‬
‫فقد يستخدم التجار فنونا إنتاجية مبتكرة عند صناعة السمعة‪ ،‬وقد يعمد التاجر إلى تمييز‬
‫منتجاتو برسم أو نموذج مبتكر أو بوضع عالمة مميزىا عمييا‪ ،‬ويقصد بحقوق الممكية‬
‫‪2‬‬
‫الصناعية تمك الحقوق التي تتقرر لمتاجر عمى عناصر تمييز منتجاتو‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬حقوق الممكية األدبية والفنية‬

‫حقوق الممكية األدبية والفنية ىي حقوق المؤلفين عمى مصنفاتيم المبتكرة في اآلداب‬
‫والفنون والعموم‪ ،‬وقد توجد حقوق الممكية والفنية بين العناصر المعنوية لممحل التجاري‪ ،‬وقد‬
‫تكون ىي العن صر الجوىري في المحل كما ىو الشأن في دور النشر التي تشتري حقوق‬
‫المؤلفين وتقوم بنشرىا بأية طريقة من طرق النشر‪ 3‬وتأخذ حقوق الممكية األدبية والفنية أىمية‬
‫كبيرة في بعض أنواع المجال التجارية كالمالىي العمومية من مسارح ودور السينما وقاعات‬
‫الموسيقى‪ ،‬فضال عن أىميتيا بالنسبة إلى نشاط إستغالل برامج الحاسب اآللي نظ ار لحماية ىذه‬
‫‪4‬‬
‫البرامج تحت مظمة حق المؤلف‪.‬‬
‫واذا كانت ىذه المصنفات تعد أعماال مدينة بالنسبة لمشخص القائم بيا فإن عممية التوسط‬
‫في تداوليا وبيعيا إلى الجميور يعد عمال تجاريا‪ ،‬ومثال ذلك دور النشر التي تقوم بشراء حقوق‬
‫‪5‬‬
‫المؤلفين والممحنين وطباعتيا وبيعيا‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬الرخص واإلجازات‬

‫الرخص واإلجازات ىي التي تصدرىا اإلدارة بناء عمى شروطك خاصة إلمكان ممارسة‬
‫أنواع معينة من اإلستغالل التجاري كرخصة إستغالل مقيى أو مميى‪ ،‬أو فندق أو مصنع‪،‬وتعد‬

‫‪1‬مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجاري التجار الشركات التجارية‪ ،‬المحل التجاري‬
‫الممكية الصناعية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬جميورية مصر العربية‪ ،2007 ،‬ص ‪.652‬‬
‫‪2‬ىاني دويدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪3‬مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل أنوار بندق‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.653‬‬
‫‪4‬ىاني دويدار‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪5‬محمد فريد العريني‪ ،‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.347‬‬

‫‪07‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫الرخص واإلجازات عنص ار من عناصر المحل التجاري التي تنتقل إلى مشترى المحل ما لم تكن‬
‫ذات طابع شخص محض ومالم يوجد شرط صريح يقضي بفصميا عن المحل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العناصر المادية‬

‫تكمن العناصر المادية في البضائع والميمات‪:‬‬


‫أوال‪ :‬البضائع‬

‫يقصد البضائع في ىذا الصدد المنقوالت المعدة لمبيع سواء كانت مصنوعة أو مواد أولية‬
‫معدة لمتصنيع‪ ،‬ومجموع البضائع بأسره يعد عنص ار من عناصر المحل التجاري‪ ،‬وتختمف أىمية‬
‫البضائع كعنصر من عنا صر المحل التجاري بحسب نوع التجارة‪ ،‬ففي تجارة التجزئة يكون‬
‫لمبضائع أىمية كبيرة وفي أحوال أخرى تكون أىميتيا ضئيمة‪ ،‬بل قد ينعدم ىذا العنصر بالنسبة‬
‫لبعض المحال كالبنوك ومنشآت النقل‪ ،‬ولما كانت البضائع معدا لمبيع وكان مجموعيا يتغير‬
‫من يوم ألخر فإنو ال يمكن اعتبارىا عنص ار دائما لممحل التجاري رغم أنيا تمثل قيمة ينبغي‬
‫‪1‬‬
‫االعتداد بيا‪ ،‬وىذا ما يفسر أن البضائع ال يشمميا رىن المحل التجاري‪.‬‬
‫ولكي تدخل البضائع ضمن عناصر المحل التجاري يجب أن تكون ممموكة لمتاجر الذي‬
‫يستغل المحل‪.‬‬
‫وال تمثل البضائع ذات األىمية بالنسبة إلى مختمف المحال التجارية‪ ،‬فيي تأخذ أىمية‬
‫الصناعة أو تجارة الجممة بينما ال نجد ليا وجود في مجاالت أخرى‬ ‫قصوى في مجال‬
‫كالعمميات المصرفية‪.‬‬
‫ويالحظ أن البضائع ليست من العناصر الثابتة في المحل التجاري ألنيا محل لمتبديل‬
‫‪2‬‬
‫المستمر نتيجة عمميا البيع والشراء‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.649-648‬‬
‫‪2‬ىاني دويدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.279-278‬‬

‫‪08‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬الميمات‬

‫يقصد بالميمات أو المعدات المنقوالت التي تستعمل في إستغالل المحل كاآلالت التي‬
‫تستخدم في صنع المنتجات أو إصالحيا وسيارات النقل‪ ،‬وينصرف إصطالح الميمات أيضا‬
‫إلى األثاث التجاري وىو األثاث المستخدم في التجارة كالمكاتب والمقاعد والخزائن والرفوف‬
‫واآلالت الكاتبة والحاسبة‪ ،‬ويالحظ أنو إذا كان التاجر يزاول تجارتو في عقار إستغالل المحل‬
‫‪1‬‬
‫تعتبر عقا ار بالتخصيص رغم طبيعتيا المنقولة‪ ،‬و يجوز أن يشمميا رىن المحل التجاري‪.‬‬
‫ويالحظ أن األشياء التي تكون من طبيعة واحدة قد تعد من البضائع بالنسبة إلى بعض‬
‫المحال التجارية في حين تعد من الميمات بالنسبة إلى بعضيا اآلخر‪ ،‬فالمواشي‪ ،‬التي يطرحيا‬
‫التاجر لمبيع تكون من قبيل البضائع في حين أن المواشي التي يستخرج منيا مصنع األلبان‬
‫المبن تعد من الميمات والعبرة دائما بالغرض الذي يخصص لو الشيء‪ ،‬فإن كان معدا لمبيع‬
‫عدا من البضائع وان كان يستخدم في إنتاج السمعة أو الخدمة يكون من الميمات‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.648‬‬

‫‪11‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني ‪:‬مفيوم الرىن المحل التجاري‬


‫لما كان المحل التجاري مال منقوال‪ ،‬وكان رىن المنقول يتم عن طريق الرىن الحيازي‬
‫فإن ذ لك يستدعي نقل حيازة المحل التجاري من المدين الراىن الى الدائن المرتين‪ ،‬وحرمانو‬
‫من إستغاللو لذلك نظمت مختمف تشريعات و القوانين وأحكام خاصة لمرىن محل التجاري وذلك‬
‫من خالل تعريف رىن محل التجاري وكذلك بما يتمتع من خصائص مختمفة حيث قامت أيضا‬
‫بوضع قواعد إلنشاء عقد ىذا الرىن‪.‬‬
‫ومن خالل ىذا المبحث سنقف عمى كل من تعريف وخصائص الرىن وانشاء الرىن‬
‫بالتفصيل من خالل مطمبين ‪:‬‬
‫المطمب األول ‪:‬تعريف وخصائص الرىن المحل التجاري ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬إنشاء عقد رىن محل التجاري‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب األول ‪ :‬تعريف الرىن وخصائص رىن المحل التجاري‬


‫بعدما تحدثنا في المبحث األول عند المحل التجاري وخصائصو وطبيعتو القانونية‬
‫سنتحدث في مبحثنا ىذا إلى مفيوم الرىن وىذا ما سنتطرق إليو في مطمبنا ىذا حيث قسمنا ىذا‬
‫المطمب إلى فرعين حيث سنتطرق في الفرع األول إلى تعريف الرىن وخصائصو في فرع‬
‫الثاني‪.‬‬
‫الفرع االول ‪:‬تعريف رىن المحل التجاري‬

‫عرفو بعض الفقياء بأنو حق عيني تبعي تقرر لمصمحة الدائن الذي يعرف بالمرتين‪،‬‬
‫ويقرره لشخص عمى مال لو ضمانا لدين في ذمتو‪ ،‬ويسمى حينئذ راىنا أو جانب الضمان العام‬
‫‪1‬‬
‫المقرر عمى ذمة مدينة إلبقاء مخاطر إعسار األخير‪.‬‬
‫وكذلك يعرف عمى أنو ىو الرىن الذي يعتقد ضمانا لدين تجاري أي أن العبرة في تحديد‬
‫صفة الرىن ىي طبيعة الدين المضمون وىذا منطقي ألن الرىن تابع لمدين المضمون‪ ،‬والفرع‬
‫يجب أن يتبع األصل ‪.‬وعمى ذلك يكون الرىن تجاريا إذا كان يضمن الوفاء بدين تجاري‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ويكون الرىن مدينا إذا كان الدين المضمون مدنيا‪.‬‬
‫وعرفو كذلك المشرع العماني في المادة ‪ 217‬من القانون التجارة حيث نص عمى ذلك‬
‫بالقول‪ :‬يكون الرىن تجاريا بالنسبة إلى جميع ذوي الشأن فيو‪ ،‬إذا تقرر عمى مال منقول ضمانا‬
‫لدين يعتبر تجاريا بالنسبة إلى مدين ‪.‬‬
‫يتضح من المادة المذكورة‪ ،‬أن المشرع يعتبر عقد الرىن تجاري‪ ،‬متى ماكان قد تقرر عمى‬
‫‪3‬‬
‫مال منقول‪ ،‬وكأن لضمان دين تجاري بالنسبة لممدين الراىن‪.‬‬

‫‪-1‬حمو أبو حمو‪ ،‬قانون التجاري‪ ،‬الشركة العربية المتحدة لمتسويق والتوريدات بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬جميورية‬
‫مصرالعربية‪ ،2009 ،‬ص ‪276-275‬‬
‫‪-2‬عبد الحميد لشواربي‪ ،‬االلتزامات والعقود التجارية وفقا لقانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة ‪ ،1999‬فقو ‪.‬القضاء ‪.‬التشريع ‪.‬مع صيغ‬
‫العقود والدعوى التجارية‪ ،‬األحكام العامة لاللتزامات ‪.‬عقود نقل التكنولوجيا ‪.‬عقود البيع التجاري ‪.‬عقود الرىن التجاري ‪.‬االداع‬
‫في المستودعات العامة‪ ،‬منشأة معارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬جميورية مصر العربية‪ ،‬ص‪634‬‬
‫‪3‬عادل عمي المقدادي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬وفقا األحكام قانون التجارة العماني رقم ‪ 55‬لسنة ‪،1990‬مفيوم العمل التجاري‬
‫‪.‬مصادر القانون التجاري العماني األعمال التجارية ‪.‬التجار ‪.‬المتجر ‪.‬العقود التجارية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،2007 ،‬ص‪.306‬‬

‫‪11‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫جاء في مادة (‪ )60‬من قانون التجارة األردني أن ‪ :‬الرىن التجاري الخاضع لمقواعد‬
‫المحددة فيما يمي يِؤمن بموجبو الدين التجاري‪.‬‬
‫حيث بينت ىذه المادة متى يعتبر الرىن تجاريا ويتضح مما ورد فييا إن طبيعة الرىن تتحدد‬
‫حسب طبيعة الدين المضمون فإذ كان الدين المراد ضمانو ىو نتيجة اإللتزام تجاري فعندئذ‬
‫‪1‬‬
‫يعتبر الرىن مدنيا أي يخضع لمقواعد الواردة بخصوص الرىن في القانون المدني‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬خصائص رىن المحل التجاري‬

‫من خالل التعريف نجد أن الرىن يمتاز بالخصائص التالية ‪:‬‬


‫أوال‪:‬أن الرىن ىو حق عيني تبعي‬
‫وبيذا يتفق كل من الرىن التجاري مع الرىن المدني حيث إن كالىما حق عيني تبعي يتبع‬
‫‪2‬‬
‫دينا أصميا فيو ال يقوم وحده ‪.‬‬
‫وعقد الرىن التجاري عقد تبعي بمعنى أنو يضمن دينا تجاريا ويبقى مابقي ىذا الدين‪ ،‬فإن‬
‫إنقض الدين المضمون بالرىن ألي سبب زال الرىن وذلك تطبيقا لقاعدة "إذا سقط األصل سقط‬
‫الفرع ‪"3‬‬
‫ثانيا ‪:‬أن الرىن التجاري عقد رضائي‬
‫ومعنى الرضائية أن العقد ال يمزم إلنعقاده شكال معينا‪ ،‬فالعقد يكون بتطابق اإليجاب‬
‫والقبول دون حاجة لمكتابة إذا لم يشترط المشرع كركن لصحة العقد بل جاءت الكتابة في بعض‬
‫‪4‬‬
‫حاالت الرىن ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عادل عمي المقدادي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.306‬‬
‫‪-2‬باسم حمد الطراونة‪ ،‬باسم محمد ممحم‪ ،‬شرح القانون التجاري‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬األعمال التجارية‬
‫والتجار‪ ،‬دفاتر التجارية‪ ،‬السجل التجاري‪ ،‬المتجر‪ ،‬العنوان التجاري‪ ،‬العقود التجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،2010 ،‬ص ‪200‬‬
‫‪-3‬عبد القادر حسين العطير‪ ،‬الوسيط في شرح القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬المحل التجاري‪،‬العقود التجارية‪،‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة عمان األىمية‪ ،‬مكتبة الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪،1999 ،‬ص‪228‬‬
‫‪-4‬باسم حمد الطراونة‪ ،‬باسم محمد ممحم‪ ،‬مرجع نفسو‪،‬ص‪.200‬‬

‫‪12‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫ويبقى عقد الرىن التجاري عقد رضائي يتم بمجرد تطابق إرادتين كل من الدائن والمدين فال‬
‫يشترط في إنشائو صيغة معينة فيجوز أن يعتقد بصورة شفيية أو كتابية وبموجب سند عادي أو‬
‫رسمي‪ ،‬وذلك انطالقا من حرية اإلثبات التي إستبقيا المشرع عمى عقد الرىن‪ ،‬وعمى ذلك فيجب‬
‫أن يتوفر سالمة الرضا وخموه من العيوب كما يجب أن يتوافر في الرىن األىمية الالزمة‬
‫لمتصرف في الشئ المرىون وأن يكون المال المرىون ممموكا وأن يكون ىذا المال مما يمكن‬
‫‪1‬‬
‫تسميمو ومما يمكن بيعو‪ ،‬وأن يكون قابال لمحيازة المادية أو الرمزية‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬أن الرىن التجاري ال يكون إال عمى منقول مادي أو معنوي‬
‫وبالتالي فإ ن الرىن الذي ينصب عمى عقار يكون رىنا مدنيا ويخضع لمقانون المدني ولو‬
‫كان يضمن دنيا تجاريا‪ ،‬ومن المقوالت التي يرد عمييا الرىن التجاري البضائع والسيارات‬
‫والسفن وغيرىا من المنقوالت المادية ‪،‬وكذلك المنقوالت المعنوية مثل السندات والديون وحقوق‬
‫‪2‬‬
‫الممكية الفكرية والصناعية وغيرىا‪.‬‬
‫إن األموال التي يجوز رىنيا إما تكون منقوالت مادية "الضائع واألشياء "واما أن تكون‬
‫منقوالت معنوية "السند االسمي ‪،‬السند األمر ‪،‬الديون العادية "وتجدر اإلشارة ىنا إلى أن ماورد‬
‫في تحديد األموال التي يجوز رىنيا جاء عمى سبيل المثال ال الحصر ألن القوانين الخاصة‬
‫‪3‬‬
‫تنظيم أحكام الرىن المنقوالت مادية ومعنوية أخرى باإلضافة لما ينظمو قانون التجارة‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪:‬إنشاء عقد رىن محل التجاري‬
‫البدا إلنشاء الرىن التجاري أن يكون المتعاقدان المدين الراىن والدائن المرتين يتمتع‬
‫بكامل األىمية وأن يكون المدين الراىن مالكا لممال المرىون سواء أكان المال المرىون منقوالت‬
‫مادية أو معنوية‪ ،‬وكذلك يجب أن يتضمن عقد الرىن تحديد مقدار الدين المضمون ومصدره‬
‫وتاريخ استحقاقو وبيان فيما إذا كان يترتب عميو فوائد أم ال وتحديد تاريخ إبرام عقد الرىن ‪.‬‬

‫‪-1‬عبد القادر حسين العطير‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.227‬‬


‫‪-2‬باسم حمد الطراونة‪ ،‬باسم محمد ممحم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪201-200‬‬
‫‪3‬خالد إبراىيم التالحمة‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬األوراق التجارية والعمميات‬
‫المصرفية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل لمنشر‪،2006 ،‬ص‪88‬‬

‫‪13‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫ومنو يجب التطرق إلى المنقوالت المادية ومنقوالت المعنوية‬


‫الفرع األول ‪:‬المنقوالت المادية (البضائع واألشياء)‬

‫يتم رىن المنقوالت المادية بإنتقال حيازتيا من المدين الراىن إلى الدائن المرتين أو إلى‬
‫شخص عادي متفق عميو بين الدائن والمدين ‪،‬والحيازة قد تكون فعمية وقد تكون رمزية ‪.‬‬
‫أوال‪:‬الحيازة الفعمية‬

‫وتعني أنو يجب عمى المدين أن يسمم البضائع واألشياء فعميا إلى الدائن أو الدائنين بحيث‬
‫‪1‬‬
‫يكون لمن إستمم المرىون حبسو لديو لحين سداد الدين المضمون‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬الحيازة الحكمية أو الرمزية‬

‫وىي بأن يتسمم الدائن المرتين صكا يمثل الشئ المرىون ويعطي حائزه دون غيره حق تسمم‬
‫ىذا الشئ ‪ ،‬وىذا يعني أن الدائن المرتين يعتبر حائز لمبضاعة بحيازتو السند أو الصك الذي‬
‫يمثل البضاعة التي يحوزىا حيازة رمزية ‪،‬وذلك كحيازتو لسند الشحن الذي يمثل البضاعة‬
‫المشحونة بح ار أو سند تخزينيا إذا كانت مودعة في مخزن عام ‪،‬فحيازة البضاعة نفسيا‬
‫‪2‬‬
‫مستنداتيا يشكل أي منيما ضمانا لممبمغ المقترض ‪.‬‬
‫وكذلك يكون تسميم األموال المنقولة رمزيا إلى ماجرى رىن أموال منقولة ‪،‬سبق وان تم‬
‫إيداعيا في مخزن قبل الرىن ‪،‬ورىن ىذه األموال يكون بتسميم مفاتيح المخزن ويمكن أن يكون‬
‫تسميم األموال المنقولة حكميا إلى الدائن المرتين ‪،‬وذلك في األحوال التي تكون فييا تمك‬
‫‪3‬‬
‫األموال مودعة ‪،‬مثال لدى الدائن المرتين قبل إبرام عقد الرىن التجاري عمييا ‪.‬‬
‫ويالحظ مما تقدم أن األصل في الرىن المنقوالت المادية أن تنتقل حيازتيا من المدين إلى‬
‫الدائن أو العدل ‪،‬إال أن ىذه القاعدة ليست مطمقة فيناك بعض المنقوالت المادية ذات الطبيعة‬
‫الخاصة كالسفن والمركبات ترىن رىنا طميقا ‪،‬أي إلشترط في حالة رىنيا أن تنقل حيازتيا إلى‬
‫الدائن المرتين ‪،‬فالسفينة يكفي لرىنيا أن يكون رىنيا مكتوبا أو أن يسجل في سجل السفينة‬

‫‪1‬خالد ابر ىيم التالحمة مرجع السابق‪،‬ص‪89‬‬


‫‪-2‬عادل عمي المقدادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪311-310‬‬
‫‪-3‬عبد القادر حسين العطير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪230-229‬‬

‫‪14‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫حتى يعتبر نافذ في مواجية الغير ‪،‬والسيارة يكفي لرىنيا تسجيل الرىن في سجميا بدائرة‬
‫الترخيص‪.1‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬منقوالت المعنوية‬

‫والتي تتمثل في انتقال حيازة األموال المنقولة غير المادية ‪.‬‬


‫وىي األموال التي وردت في المادة (‪)219‬من قانون التجارة العماني ‪،‬وىذه تشمل الحقوق‬
‫المثبتة في صكوك أو سندات إسمية كاألسيم والسندات ‪،‬وقد تكون ىذه الحقوق تتضمنيا‬
‫صكوك أو سندات األمر قابمة لمتظيير كاألوراق التجارية مثل الكمبيالة والسند لألمر ‪.‬وكذلك‬
‫سند الشحن المحرر لألمر أو قد تكون عبارة عن حقوق الراىن غير مثبتو في صكوك أسمية‬
‫ألمر ‪،‬كالشيادة التي تضمن الحق في براءة االختراع ‪.‬وسوف نتولى تباعا‪،‬تبيان كيفية إنتقال‬
‫‪2‬‬
‫حيازة ىذه األموال المنقولة ‪،‬لشخص أخر يترتب االتفاق عميو‪.‬‬
‫أوال ‪:‬السندات االسمية‬

‫ىي تمك التي تصدرىا الشركات كاألسيم األسمية والسندات وتتضمن حقوقا لصاحبيا وقد‬
‫جاء في الفقرة الثانية من المادة (‪ )61‬من قانون التجارة األردني بأنو " يجري رىن السند‬
‫اإلسمي بمعاممة إ نتقال عمى سبيل التأمين تسجل في سجالت المحل الذي أصدره وعمى السند‬
‫نفسو"‬
‫وعميو إذا أراد أحد المساىمين في شركة مساىمة عامة أن يرىن عددا من أسيمو لدى‬
‫‪3‬‬
‫شخص أخر ففي ىذه الحالة يجب تثبيت ذلك في سجال الشركة ‪.‬‬
‫والرىن الذي يقع عمى األسيم والسندات‪ ،‬ال يؤدي إلى إنتقال حيازة ىذه السندات إلى الدائن‬
‫المرتين ‪،‬وانما ىي تبقى لدى مالكيا‪ ،‬إال أن ىذا الرىن يمنع مالك السيم أو السند من بيعو إلى‬
‫الغير ‪،‬قبل تسديد مبمغ القرض‪ ،‬وليذا فإن الرىن ال يزول عن ىذه األسيم أو السندات إال بوفاء‬

‫‪-1‬خالد إبراىيم التالحمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪89‬‬


‫‪-2‬عادل عمي المقدادي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪311‬‬
‫‪3‬فوزي محمد سامي‪ ،‬شرح القانون التجاري‪ ،‬مصادر القانون التجاري ‪.‬األعمال التجارية لمتجار ‪.‬المتجر ‪.‬العقود التجارية‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪،2006 ،‬ص‪221‬‬

‫‪15‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫قيمة الدين الذي بذمة مالك األسيم أو السندات‪ ،‬أو قبل ذلك إذا وافقا الدائن المرتين عمى رفع‬
‫إشارة الحجز‪ ،‬أو قد يكون بناء عمى حكم قضائي صادر من محكمة مختصة بعد بيعيا في‬
‫المزاد العمني بناء عمى قرار من المحكمة ‪.1‬‬
‫وقد نظمت المادة (‪ )126‬من قانون الشركات األردني كيفية إجراء رىن السيم بقوليا ‪:‬‬
‫أ)يجوز رىن السيم في الشركة المساىمة العامة ويجب تثبيت الرىن في سجالت الشركة وفي‬
‫وثيقة المساىمة أو شيادة السيم ويكون لمشركة األولية عمى غيرىا في إستيفاء مالم يدفع من‬
‫األقساط المستحقة غير المسددة من قيمة السيم وذلك عمى الرغم من الرىن الواقع عمية عند‬
‫بيعو بالمزاد العمني ‪.‬‬
‫ب)يجب أن ينص عقد رىن السيم في الشركة عمى جميع الشروط المتعمقة بو ‪،‬وبخاصة الطرق‬
‫‪2‬‬
‫في العقد الذي ستؤول إليو أرباح السيم خالل مدة رىنو‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬السندات األمر‬

‫تناولت المادة (‪ )219‬من قانون التجارة العماني ‪،‬بيان الطريقة التي يجري فييا رىن‬
‫السندات من المدين الراىن إلى الدائن المرتين ‪،‬وذلك بتظيير ىذه الصكوك تظيير‪ ،‬تأمينيا‪،‬‬
‫بعبارة تدون عمييا تفيد ىذه التظيير‪ ،‬كأن يذكر أن قيمة لمضمان أو القيمة لمرىن ‪.‬وقد نصت‬
‫عمى ذالك المادة (‪)219‬بالقول "‪...‬ويتم رىن الحقوق الثابتة في صكوك األمر بتظيير فيو أن‬
‫‪3‬‬
‫القيمة لمضمان ‪"...‬‬
‫وكذلك عند رىن السندات ألمر يصار إلى تظيير السندات المذكورة تظيي ار تأمينيا ‪،‬كأن‬
‫يكتب أن قيمة وضعت تأمينا وفي ىذه الحالة يعتبر المظير إليو الدائن المرتين بموجب‬
‫التظيير التأميني ‪.‬‬

‫‪-1‬عادل عمي المقدادي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.313-312‬‬


‫‪-2‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪-3‬عادل عمي المقدادي‪ ،‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪313‬‬

‫‪16‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد جاء ذكر التظيير التأميني في المادة (‪)149‬من قانون التجارة األردني التي بينت‬
‫أحكامو حيث‪1‬تتضح من نص المادة (‪)219‬من قانون التجارة العماني أن المقصود بالصكوك‬
‫ألمر‪ ،‬ىي األوراق التجاري التي وردت في قانون التجارة العماني‪ ،‬كالكمبيالة‪ ،‬والسند لألمر‪ ،‬أما‬
‫الشيك فمكونو ال يتضمن آجال لموفاء ‪،‬حيث يستحق الوفاء لدى إلطالع‪ ،‬لذا كان بحاجة إلى‬
‫النقود‪ ،‬فال داعي لإلقتراض ورىن الشيك ‪،‬وانما بإمكانو التقدم لممصرف لقبض قيمة الشيك‬
‫‪،‬ألنو أداة وفاء مستحق الدفوع لدى اإلطالع‪.‬لذ نجد قوانين التجارة العربية إستبعدت خضوع‬
‫الشيك لمتظيير التأميني الذي يفيد الرىن ‪.‬وىناك سندات أخرى ‪،‬قابمة لمتظيير‪ ،‬ويجوز رىنيا‬
‫‪2‬‬
‫مثمما يجري رىن األوراق التجارية ‪.‬كسند الشحن إذا كان محرر األمر‪.‬‬
‫وىكذا نجد أن رىن السند األمر يكون بتدوين عبارة دالة عمى أن قيمة السند ىي لمضمان‬
‫أو لمرىن وعندئذ يسمم السند إلى الدائن المرتين الذي يعتبر حامال لمورقة التجارية ويستطيع أن‬
‫يقوم بما يقوم بو الحامل لكي يقبض قيمة السند عند حمول إستحقاقو وبالتالي يستوفي منيا دينو‬
‫إذا لم يكن المدين قد سدلو الدين قبل ذلك كما يتمتع الحامل (الدائن المرتين )حسن بالحماية‬
‫التي توفرىا لو قاعدة تظيير الدفوع بالتظيير ‪.3‬‬
‫ثالثا ‪:‬الديون العادية المترتبة لشخص معين‬
‫يجري رىن الديون العادية المترتبة لشخص معين بذمة شخص أخر في كل األحوال بسند‬
‫مكتوب ذي تاريخ ثابت‪ ،‬يبمغ لممدين الذي أقيم الرىن عمى دينو وىذا مانصت عميو مادة‬
‫(‪)61‬الفقرة الرابعة من قانون التجارة األردني‪ ،‬وعمى ذلك فإن قانون التجارة يشترط في رىن‬
‫الديون الكتابة وابالغ المدين لكي يكون عمى عمم بعقد الرىن‪ ،‬ومن تم ال تقوم بالوفاء لمراىن‬
‫متجاىال حق الدائن المرتين بينما ال يشترط القانون المدني الكتابة إال لنفاذ الرىن في مواجية‬
‫الغير‪ ،‬وىذا ما نصت عميو مادة (‪)1405‬من قانون مدني األردني ‪.4‬‬

‫‪-1‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع السابق‪،‬ص‪222‬‬


‫‪-2‬عادل عمي المقدادي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪313‬‬
‫‪-3‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪223‬‬
‫‪4‬خالد إبراىيمالتالحمة‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪90‬‬

‫‪17‬‬
‫مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬ ‫الفصل األول‬

‫وانما إشترط أن يتم إبالغ الرىن رسميا إلى المدين لكي يعتبر الرىن المذكور نافذا بحق‬
‫المدين المذكور واإلبالغ الرسمي يعني إبالغو بواسطة كاتب العدل وقد يرضى المدين بالرىن‬
‫الواقع عمى إلتزامو بالدين المرىون دون إعتراض وفي ىذه الحالة ال حاجة إلبالغو رسميا‬
‫‪1‬‬
‫بالرىن ىذا مايفيم من نص الفقرة األول من المادة (‪)1410‬من قانون المدني األردني‪.‬‬

‫‪1‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪224‬‬

‫‪18‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‬

‫تطبيقات وأثار رهن احملل التجاري‬

‫‪03‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعتبر رىن محل التجاري من التصرفات القانونية الخطيرة في حياة التاجر والتي تدخل‬
‫المشرع بقواعد تنظمو حماية لمتاجر الراىن ولمدائن المرتين والغير ‪.‬‬
‫حيث قرر لمرىن شروط موضوعية وأخرى شكمية لكون المحل التجاري يتكون من‬
‫عناصر معنوية وأخرى مادية ولذلك قرر المشرع قواعد لمرىن المحل التجاري دون نقل‬
‫الحيازة بأن نص عمى قاعدة شير الرىن حماية لمغير ولمدائن المرتين وحتى ال تمحق أضرار‬
‫بالتاجر الراىن عند مباشرة إستغاللو لممحل وتسير لإلئتمان التجاري وتمكين التاجر من‬
‫اإلقتراض بضمان المحل ‪.‬‬
‫حيث نظم المشرع مجموعة من النصوص التي كيفية إنياء وانقضاء وأثار رىن محل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫حيث قسمنا ىذا الفصل إلى مبحثين ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪:‬تطبيقات رىن المحل التجاري‬
‫المبحث الثاني ‪:‬أثار وانقضاء رىن المحل التجاري‬

‫‪03‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول ‪ :‬تطبيقات رهن المحل التجاري‬


‫قد يضطر التاجر صاحب المحل التجاري إلى تقديم محمو كضمان لمحصول عمى‬
‫اإلئتمان من الغير عن طريق رىنو بيدف دعم حركة نشاطو التجاري‪.‬‬
‫وبما أن محل التجاري من منقوالت فإنو يخضع لمقواعد العامة بإعتباره ماال منقوال لم‬
‫يكن جائز رىنو إال رىنا حيازيا وما يستتبعو ذلك من إنتقال حيازة المحل من المدين الراىن‬
‫إلى الدائن المرتين‪ ،‬ولكن ليصح ىذا عقد يجب عميو بتوفير كل من الشروط الموضوعية‬
‫والشكمية إلنشاء ىذا العقد‪ ،‬وكذلك يجب تحديد مجموعة عناصر المادية والمعنوية التي‬
‫يشمميا عقد الرىن بإضافة إلى شروط وموضوع الرىن محل التجاري‪ ،‬فإن المشرع نظم رىونا‬
‫حيازية وأخرى تابعة لو وأورد بشأنيا أحكاما خاصة‪ ،‬وذلك لموضوعيا ومصدرىا وغرضيا ‪.‬‬
‫حيث قسمنا ىذا المبحث إلى مطمبين ‪:‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬شروط وموضوع رىن المحل التجاري‬
‫المطمب الثاني ‪:‬الرىن الحيازي والرىن الحيازي القضائي لممحل التجاري‬

‫‪03‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب األول ‪:‬شروط وموضوع رهن المحل التجاري‬


‫لقيام رىن المحل التجاري يجب الراىن والمرتين إتباع الشروط الالزمة ومتمثل في‬
‫الشروط الموضوعية والشكمية وىذا لقيام برىن صحيح وكذلك تحديد موضوع الرىن وىذا ما‬
‫سنتطرق إليو في مطمبنا ىذا ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬شروط رهن المحل التجاري‬

‫ومنو فإن شروط المحل التجاري تنقسم إلى شروط الموضوعية وشروط شكمية‬
‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‬
‫وىي شروط متعمقة بالراىن وأخرى متعمقة بالعين المرىونة وأخرى متعمقة بالدين‬
‫المضمون‬
‫‪-1‬شروط متعمقة بالراهن‬
‫لكي يتم عقد الرىن صحيحا وجب أن يكون الراىن مالكا لممحل التجاري المرىونة فال‬
‫يستطيع التاجر الذي يمارس التجارة في شكل إيجار لمتسيير أو ما يسمى بالتسيير الحر أن‬
‫يقوم برىن المحل التجاري‪،‬ألن مثل ىذا التجار مجرد مستقل لممحل التجاري وليس مالكا لو‬
‫‪1‬‬
‫والقاعدة أن فاقد الشيء ال يعطيو ‪.‬‬
‫وكذلك يجب أن يكون الراىن متمتعا باألىمية القانونية‪ ،‬وأن يكون الرىن من أجل سبب‬
‫مشروع وأن تكون إرادة الراىن خالية من العيوب ‪.‬كما يجب أن يكون مالكا لمعين المرىونة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫أي لممحل التجاري أو ألحد عناصره المرىونة‪.‬‬
‫حيث يجب عمى الشريك غير المخول بالتصرف في األموال الشركة ال يقوم بإبرام العقد‬
‫الرىن إال عند موافقة أعضاء المجمس اإلدارة‪.3‬‬

‫‪-1‬عون ىندة‪ ،‬زين ربيعة‪ ،‬المحل التجاري في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ليسانس في العموم القانونية واإلدارية‪ ،‬معيد‬
‫العموم القانونية واإلدارية‪ ،‬مركز الجامعي‪ ،‬الوادي‪،2004 ،‬ص‪60‬‬
‫‪ 2‬بشٌر حمٌدانً‪ٌ ،‬وسف تواتً احمد‪ ،‬التصرفات الواردة على المحل التجاري‪ ،‬بٌع اجار رهن‪ ،‬مذكرة لسانس فً العلوم‬
‫القانونٌة و االدارٌة‪ ،‬معهد العلوم القانونٌة و االدارٌة‪ ،‬المركز الجامعً‪ ،‬الواي‪ ،6002 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪3‬‬
‫عون هندة‪ ،‬زٌن ربٌعة‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪00‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث نرى أن الولي بصفة عامة كان أبا أو أما أو جدا أو غيرىا ال يستطيع أن يرىن‬
‫المحل التجاري الممموك لولده القاصر وىد ما نصت عميو المادة (‪)6‬من القانون التجاري‬
‫والتي نصت عمى أن الوالي ال يستطيع التصرف في عقارات ولده القاصر حتى يقوم بطمب‬
‫من إذن من المحكمة‪ ،‬حيث أن المحل التجاري ال يقل أىمية عن العقار‪ ،‬وقد يتعداه من‬
‫حيث القيمة‪ ،‬مما يستوجب وحدة الحكم إلتحاد العمة‪.‬‬
‫وكذلك يمكن لممدين نفسو أن يصدر الرىن لضمان الدين عميو‪ ،‬كذلك يستطيع أن‬
‫يصدر من التاجر المالك لممحل ضمانا لدين غيره‪ ،‬وفي ىذه الحالة يسمى الراىن بالكفيل‬
‫العيني لكونو كفل دين غيره‪ ،‬حيث يخضع إلى جيتين من أحكام حيث إلى األحكام الرىن‬
‫من جية وألحكام الكفالة من جية أخرى‪ ،‬لكونو التأمين المقدم ليس ذمة الكفيل وانما عينا‬
‫معينة من ذمتو‪ ،‬والتي ىي في ىذه الحالة من المحل التجاري ونستطيع أن نتصور مثال اذا‬
‫كفل التاجر األب قرضا قام بإقتراض أحد أبنائو من بنك من أجل القيام بأحد المشروعات‪،‬‬
‫فتقدم األب لفائدة البنك المقرض بضمان قرض ابنو برىن المحل التجاري لفائدة الدائن‬
‫المقترض‪ ،‬وتكون العالقة ىنا عالقة ثالثية بين مدين‪ ،‬ودائن‪ ،‬الذي يمثالن في البنك‬
‫المقرض واإلبن المقترض والكفيل الراىن والدائن المرتين‪ ،‬المتمثالن في األب الكفيل والبنك‬
‫المكفول‪.1‬‬
‫‪-2‬الشرط الخاص بالعين المرهونة‬
‫نصت عميو المادة (‪)119‬من القانون التجاري من خالل الفقرة األول تنص عمى "ال‬
‫يجوز أن يشتمل الرىن الحيازي لممحل التجاري من األجزاء التابعة لو إال عنوان المحل‪،‬‬
‫واإلسم التجاري والحق في اإليجار والزبائن والشيرة التجارية واألثاث التجاري والمعدات‬
‫واالالت التي تستعمل في إستغالل المحل وبراءات االختراع والرخص والعالمات الصنع أو‬

‫‪1‬‬
‫بضير حميداني‪ ،‬يوسف تواتي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ض‪44-43‬‬

‫‪03‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التجارة والرسوم والنماذج الصناعية وعمى وجو العموم حقوق الممكية الصناعية واألدبية أو‬
‫‪1‬‬
‫التقنية المرتبطة بو"‬
‫كما أشارت الفقرة الثانية من المادة ‪ 119‬إلى الحالة التي فييا تعيين العناصر التي‬
‫يرد عمييا الرىن عمى وجو الدقة في عقد الرىن وذلك بنصيا "إذا لم يعين صراحة وعمى وجو‬
‫الدقة في العقد وما يتناولو الرىن فانو ال يكون شامال إال العنوان واإلسم التجاري والحق في‬
‫‪2‬‬
‫اإلجارة والزبائن والشيرة التجارية ‪.‬‬
‫أما الفقرة الثالثة من المادة ‪119‬من قانون التجاري تحدثت عن رىن المحل التجاري و‬
‫عمى فروعو حيث نصت "إذا احتوى الرىن الحيازي عمى المحل التجاري وفروعو‪ ،‬فيجب‬
‫‪3‬‬
‫تعيين مركز ىذه الفروع عمى وجو الدقة‪.‬‬
‫حيث نرى من خالل نص المادة (‪)119‬من القانون التجاري أن المشرع الجزائري‬
‫استبعد البضائع ولم يذكرىا عندما قام بذكر العناصر التي يرد عمييا الرىن‪ ،‬حيث نص عمى‬
‫ىذا بل أغمب التشريعات قامت بإستبعاد البضائع من الرىن المحل التجاري‪ ،‬وىذا األمر‬
‫ينطوي عمى غرض وحكمة كبيرة ألن البضائع وجدت في المحل التجاري من أجل التصرف‬
‫والتداول‪ ،‬ورىنيا يجعل منيا مجمدة وغير قابمة لمتعامل‪ ،‬مما تسبب ضرر لمتاجر‪ ،‬بتوقف‬
‫عمالئو‪4.‬‬ ‫أعمالو وقد يؤدي إلى ىالكيا نيائيا وقد يتجاوز ذلك إلى حد أن يفقد التاجر ثقة‬
‫‪ -3‬شروط متعمقة بالدين المضمون‬
‫يتم الرىن باعتباره تأمينا من أجل الحصول عمى االئتمان أي ضمانا لدين أو إلتزام‪،‬‬
‫ويجب أن يكون ىذا االلتزام ممكنا ومشروعا ومعينا أو قابال لمتعيين‪ ،‬كما يمكن أن يكون‬
‫موجود أو دينا مستقبميا‪ ،‬كما ىو الحال بالنسبة لمتاجر الذي يرىن محمو التجاري مقابل‬

‫‪-1‬المادة (‪)119‬من القانون التجاري‬


‫‪ -2‬عون ىندة‪ ،‬زين ربيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪61‬‬
‫‪- 3‬المادة (‪ )119‬من القانون التجاري‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬عون ىندة‪ ،‬زين ربيعة‪ ،‬مرجع نفسو ‪،‬ص ‪62-61‬‬

‫‪03‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ضمانو في صفقة ينوي الدخول فييا مستقبال‪ ،‬كأن يستورد بضاعة أو ينجز مشروعا‪ ،‬فيطمب‬
‫من البنك ضمانو في ما ىو مقدم عميو ‪.‬‬
‫ويعتبر في رأينا االلتزام المضمون بالنسبة لمدائن ىو السبب المباشر في رىن المحل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫حيث نرى أن ىذا ما يتعمق بالشروط الموضوعية وفي حقيقة األمر أنيا غير كافية‬
‫لقيام وانشاء عقد رىن المحل التجاري‪ ،‬ألن رىن محل التجاري ال يستمزم نزع حيازة المحل‬
‫التجاري مما الشك فيو أن ىذه القاعدة قد تكون سبب في بعض الغموض لدى الغير‪ ،‬حيث‬
‫يجب عند رىن المنقول انتقال الحيازة من المدين الراىن إلى الدائن المرتين‪ ،‬وابقاء المحل‬
‫التجاري عند التاجر دون نزع الحيازة حيث يواصل استغاللو وال يسمح بمعرفة الوضعية‬
‫الحقيقية لمتجار‪ ،‬ويمكن من ثم االعتقاد أن المتجر غير مثقل برىن‪ ،‬ومن أجل ىذا السبب‬
‫نص المشرع عمى شروط شكمية دقيقة‪ ،‬وكذلك مجموعة من إجراءات خاصة بنشر عممية‬
‫الرىن‪ ،‬قصد حماية الغير‪ ،‬يكون واضحا ومعموم بأن المحل أصبح موضوع رىن رغم أنو في‬
‫‪1‬‬ ‫يد التاجر‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬الشروط الشكمية‬
‫إ شترط المشرع الجزائري في عقد رىن المحل التجاري أن يصب العقد في شكل رسمي‬
‫وأن ينشر حسب القواعد المقرر قانونا‬
‫‪-1‬الرسمية ‪:‬‬
‫حسب نص المادة (‪)120‬من القانون التجاري فإن الرسمية شرط إلنعقاد عقد الرىن‬
‫وصحتو والوسيمة الوحيدة إلثباتو‪ ،‬غير أن المشرع أورد استثناء ليذه القاعدة في المادة‬
‫(‪ )1/177‬من القانون رقم ‪ 10-90‬المؤرخ في ‪ 1990/04/14‬المتعمق بالنقد والقرض‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬بشير حميداني‪ ،‬يوسف تواتي أحمد‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪45‬‬

‫‪03‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فأجازه أن تتم عممية رىن المحل التجاري لصالح البنوك أو المؤسسات المالية بموجب عقد‬
‫‪1‬‬
‫عرفي مسجل حسب األصول‪.‬‬
‫وكذلك حرص المشرع الجزائري عمى حماية األطراف المتعاقدة والغير حيث إشترط في‬
‫المادة (‪)120‬من قانون التجاري أن يفرغ رىن المحل التجاري في عقد رسمي‪ ،‬وىو ركن‬
‫شكمي ومن النظام العام وعند عدم قيام بركن الشكمي‪ ،‬يترتب عميو بطالن الرىن‪ ،‬كما ىو‬
‫الحال بيع محل التجاري ‪.‬‬
‫حيث نرى أن المشرع الجزائري أصاب عندما أشترط الرسمية في رىن محل التجاري‪،‬‬
‫كما ىو الحال عند قيام ببيعو وذلك لتسييل لمدائن المرتين من الحصول عمى حقو عند‬
‫أستحقاق ىذا الحق وحمول أجمو ‪ .‬حيث نرى أنو ال داعي إلى أن يقوم برفع دعوى عند‬
‫إستحقاق ىذا الحق وحمول الدين‪ ،‬ألن السند المتضمن لحقو ىو سند تنفيذي‪ ،‬حيث يقوم‬
‫بطمب إضفاء الصيغة التنفيذية عميو لمقيام بإجراءات الحجر التنفيذي‪ ،‬طبقا لما ىو‬
‫منصوص عميو في قانون اإلجراءات المدنية ‪ .‬حيث يكون ىذا ضمان قوي بالنسبة لمدائن‬
‫‪2.‬‬ ‫المرتين وتحقيق لمسرعة السائدة في عالم التجارة واألعمال‬
‫‪-2‬القيد رهن المحل في سجل التجاري‬
‫يجب أن يتم قيد الرىن في السجل التجاري الذي يمسك بكتابة المحكمة الكائن بدائرة‬
‫إختصاصيا المحل التجاري‪ ،‬وذلك حتى تتقرر مرتبة االمتياز أي حق األولوية والتتبع‪ ،‬وحق‬
‫األولوية ىو الذي يترتب لمدائن المرتين بحسب تاريخ قيده لمرىن فإذا ما تحدد الدائنون‬
‫المرتينون تكون األولوية لألسبقية في القيد‪.‬‬
‫أما حق التتبع وىو حق الدائن المرتين في التنفيذ عمى المحل التجاري في أي يد يكون‬
‫ولوا أنتقل إلى شخص أخر غير الراىن ‪.3‬‬

‫‪-1‬مقدم مبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪76‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-‬بشير حميداني‪ ،‬يوسف تواتي أحمد‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪46-45‬‬
‫‪ -3‬عون ىندة‪ ،‬زين ربيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪63‬‬

‫‪03‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقت بينت المادة (‪)121‬فقرة ‪،1-2،‬عمى أنو يجب القيام بقيد الرىن خالل ثالثين يوما‬
‫من تاريخ العقد التأسيسي‪ ،‬واال وقع تحت طائمة البطالن‪ ،‬ويجوز لكل ذي مصمحة وان كان‬
‫المدين نفسو أن يتمسك بيذا البطالن‪.1‬‬
‫وكذلك أن عممية قيد الرىن كانت تتم عمى مستوى كتابة ضبط المحكمة غير أن‬
‫المرسوم رقم ‪ 109-98‬المؤرخ في ‪ 1998/04/04 :‬حول ىذه الميام إلى المركز الوطني‬
‫لمسجل التجاري ومأموري المركز الوطني لمسجل التجاري عمى مستوى المحمي‪ .‬فأجاز أتمم‬
‫عممية رىن المحل التجاري لصالح البنوك أو المؤسسات المالية بموجب عقد عرفي مسجل‬
‫حسب األصول ‪.‬‬
‫ومنو نرى أنو ىناك بعد حاالت التي تستوجب أكثر من الرسمية والقيد في عقد وذلك‬
‫عند قيام بعقد الرىن لعناصر المعنوية ذات طبيعة خاصة والتي تتعمق بالممكية حقوق‬
‫الممكية والصناعية والتجارية‪ ،‬ففي ىذه الحاالت زيادة عمى الرسمية والقيد بالمركز الوطني‬
‫لمسجل التجاري يجب أن يخضع العناصر المعنوية خاصة‪ ،‬والتي تتعمق بالممكية حقوق‬
‫الممكية الصناعية والتجارية بعقد الرىن إلى القيد الخاص بالمعيد الوطني الجزائري لمممكية‬
‫الصناعية‪ ،‬حتى ينتج أثاره اتجاه الغير حيث أن عممية القيد بالمركز الوطني لمسجل التجاري‬
‫تتم بنفس الطريقة التي يتم بيا بيع محل التجاري ‪.‬حيث يتم النشر بالجريدة الرسمية‬
‫‪2‬‬
‫لإلعالنات القانونية وكذلك تتم في جرائد الوطنية المؤىمة لإلعالنات القانونية ‪.‬‬
‫حيث نصت المادة (‪ )120‬من قانون التجاري عمى أنو يثبت الرىن الحيازي بعقد‬
‫رسمي‪ ،‬يتقرر وجود االمتياز المترتب عمى الرىن بمجرد قيده بالسجل العمومي الذي يمسك‬
‫بكتابة المحكمة التي يستغل في نطاق دائرتيا المحل التجاري‪ ،‬ويجب إتمام نفس اإلجراء‬

‫‪ -1‬بشير حميداني‪ ،‬يوسف تواتي أحمد‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪46‬‬


‫‪2‬مقدم‪ ،‬مبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪77-76‬‬

‫‪03‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بكتابة المحكمة التي تقع بدائرتيا كل فروع من فروع المحل التجاري التي شمميا الرىن‬
‫‪1‬‬
‫الحيازي ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬موضوع رهن المحل التجاري‬

‫حددت المادة (‪ )119‬من التقنيين التجاري عمى سبيل الحصر العناصر التي يجوز أن‬
‫يشمميا الرىن‪ ،‬استبعد القانون البضائع مع بين عناصر المحل التجاري التي أجاز رىنيا وقد‬
‫أراد بذلك االحتفاظ بيا حرة لمصمحة الدائنين العاديين أن تعد البضائع عنصر جوىريا‬
‫‪2‬‬
‫يعتمدون عميو عند تعامميم مع المدين‪.‬‬
‫وفرق بين حالتين حالة تعيين العناصر التي تناوليا الرىن‪ ،‬وحالة عدم تعيين العناصر‬
‫‪3‬‬
‫التي تناوليا عقد الرىن‪.‬‬
‫أوال ‪:‬في حالة تعيين العناصر المرهونة في عقد الرهن‬
‫إن العناصر التي يتناوليا الرىن إذا حددت صراحة في العقد من قبل المتعاقدين‪ ،‬فال‬
‫شك أن الرىن يشمل في ىذه الحالة كل العناصر التي أدرجت في اتفاقيما غير أنو يتحتم‬
‫عمى أطراف العقد إدراج عنصر االتصال بالعمالء ضمن العناصر المرىونة نظر الطابعة‬
‫اإلجباري وغالبا ما يتفق المتعاقدان عمى إدراج كافة العناصر التي تؤثر تأثي ار ىاما في‬
‫اجتذاب الزبائن والحفاظ عمييم ‪.‬ليذا تعتبر عناصر ضرورية نظر لطبيعة ونوعية النشاط‬
‫‪4‬‬
‫الذي يزاولو التاجر الراىن‪ ،‬ولكن ال مانع أن يتفق الطرفان عمى إدراج عناصر إضافية ‪.‬‬
‫كما يستثنى من العناصر عنصر البضائع كونو قانونا وحسب نص المادة ‪ 119‬من‬
‫قانون التجاري‪ ،‬ال يمكن أن يكون محال لمرىن‪ ،‬والحكمة من ذلك إتاحة الفرصة لمتجار‬
‫‪5‬‬
‫الراىن لمواصمة استغالل محمو التجاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬عون ىندة‪ ،‬زين ربيعة‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪63‬‬
‫‪-2‬شادلي نور الدين‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬ص‪163‬‬
‫‪ -3‬مقدم مبروك‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ -4‬بشير حميداني‪ ،‬يوسف تواتي أحمد‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪40‬‬
‫‪ -5‬مقدم مبروك‪ ،‬المرجع نفسو‪،‬ص‪77‬‬

‫‪03‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وكذ لك يقصد بيا أيضا تحديد عناصر المحل التجاري المقرر رىنيا بعقد الرىن‪،‬‬
‫إضافة إلى عنصر العمالء والشيرة التجارية الذي يكون في جميع عمميات رىون المحل‬
‫‪1‬‬
‫التجارية لصفتو االلزمية ‪.‬‬
‫ومنو نرى أنو ال يجوز إدراج البضائع ضمن العناصر التي يشمميا الرىن الحيازي‬
‫لممحل التجاري وىذا ما نصت عميو المادة (‪)119‬فقرة ‪ 1‬من القانون التجاري والتي قامت‬
‫بتحديد العناصر التي تجوز أن يشمميا رىن المحل التجاري والتي ال يجوز إدراجيا‪ ،‬اذا ال‬
‫توجد البضائع في ىذه القائمة ‪ .‬وىذا التعداد ورد عمى سبيل الحصر‪ ،‬إذا نرى من خالل ىذا‬
‫نص أنو ال يمكن إدراج البضائع ضمن الرىن الحيازي لممحل التجاري وذلك لي اتاحة فرصة‬
‫لمتاجر الراىن مواصمة استغالل محمو التجاري‪ ،‬فتبقى البضائع قابمة لمبيع ألنيا معدة لذلك‪،‬‬
‫وال يمزم التاجر بتجميدىا لضمان حقوق الدائن المرتين‪ ،‬وكذلك ال يجوز لدائن المرتين أن‬
‫يتمسك بحقو في تتبع البضائع‪ ،‬حيث ال يستطيع أن يحتج بيد الحق في مواجية المشترين‬
‫حيث أنو ال يمنع عمى التاجر أن يقوم برىن البضائع من الناحية القانونية‪ ،‬لكن اذا قام بيده‬
‫عممية يستوجب عميو احترام الشروط العامة المنصوص عمييا صراحة في القانون المدني‪،‬‬
‫أي يجب أن يكون رىن البضائع بنزع حيازتيا‪ ،‬ولكن ال يستطيع التاجر رىن البضائع من‬
‫الناحية العممية ألنيا ضرورية لمتابعة نشاطو ‪.‬‬
‫وزيادة عمى ىذا ال يمكن أن يشمل رىن المحل التجاري الديون والحقوق الشخصية‬
‫الناجمة عن استثمار المتجر‪ ،‬كما نرى أيضا أنو ال يشمل العقارات والدفاتر التجارية كذلك‬
‫‪2‬‬
‫يعود ىذا إلى استبعاد ىذه العناصر من محتوى المحل التجاري ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬مقدم مبروك‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪77‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬بشير حميداني‪ ،‬يوسف تواتيأحمد‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪41-40‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا ‪:‬في حالة عدم تعيين العناصر المرهونة في عقد الرهن‬


‫في حالة سكوت المتعاقدان فمم يعينا عناصر المتجر التي يشمميا الرىن أي لم يتول‬
‫الطرفان تعيين في العقد العناصر التي تناوليا الرىن ويكون قد ذكر فقط في العقد أن الرىن‬
‫الحيازي يتعمق بالمحل التجاري ففي ىذه الحالة ال يرد الرىن إال عمى العناصر المعنوية‬
‫لممحل التجاري دون غيرىا وىي العنوان واإلسم التجاري والحق في اإلجارة والزبائن والشيرة‬
‫التجارية باعتبارىا عناصر أساسية في تكوين المحل وىذا ما نصت عميو صراحة المادة‬
‫‪1‬‬
‫‪ 119‬الفقرة ‪ 2‬قانون تجاري ‪.‬‬
‫ويتبين من ىذا لنص إن المشرع الجزائري وضع قاعدة مفسرة إلرادة الطرفين في العقد‬
‫في حالة سكوتيما عن العناصر التي تقع عمييا الرىن ‪.‬وما يمكن مالحظتو ىو أن الرىن‬
‫يصبح بمقتضى ىذه األحكام مرتبا عمى العناصر المعنوية لممتجر‪ ،‬فاستعادة العناصر‬
‫المادية يكاد يعتبر دليال عمى أن المشرع أراد عدم حرمان التاجر فييا حتى يستطيع متابعة‬
‫‪2‬‬
‫نشاطو‪.‬‬
‫وكذلك نصت المادة (‪)09‬الفقرة الثانية من قانون التجاري المصري عمى أنو اذا لم‬
‫يعين عمى وجو الدقة ما يتناولو الرىن لم يقع إال عمى العنوان واالسم التجاري والحق في‬
‫اإلجارة واإلتصال بالعمالء والسمعة التجارية‪ ،‬ويتضح من خالل ىده الفقرة أنو اذا لم يحدد‬
‫طرفي عقد الرىن المحل فإن الرىن ال يقع إال عمى اإلسم التجاري والعنوان والحق في‬
‫اإلجارة واإلتصال بالعمالء والسمعة التجارية‪ ،‬وذلك من أجل أن ىذه العناصر المعنوية تمثل‬
‫‪3‬‬
‫مقومات رئيسية لتكوين المحل التجاري وتستطيع عمى جذب العمالء ‪.‬‬
‫حيث نستخمص من خالل نص المادة (‪)119‬من القانون التجاري أنو تستمزم في بعض‬
‫العناصر بيانا صريحا في العقد حتى يشمميا الرىن الحيازي لممحل التجاري‪ ،‬وىي المعدات‬

‫‪ -1‬بن مخاطر ليمى ثورية‪ ،‬رىن المحل التجاري‪ ،‬مذكرة الميسانس‪،‬قسم الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم القانونية‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪،2014 ،‬ص‪17‬‬
‫‪ -2‬بشير حميداني‪ ،‬يوسف تواتي أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪41‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬محمد أنور حمادة‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪70‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واآلالت‪ ،‬وبراءات االختراع والرخص‪ ،‬وعالمات المصنع‪ ،‬والرسوم و النماذج الصناعية‪،‬‬


‫وبصورة حقوق الممكية الصناعية والتجارية‪ ،‬أو حقوق الممكية الفنية واألدبية المرتبطة بو ‪.‬‬
‫أما في حالة السكوت العقد عن ذكر العناصر التي يشمميا الرىن‪ ،‬ففي ىذه الحالة أنو‬
‫ال يرد إال عمى العناصر المعنوية لممحل التجاري‪ ،‬حيث أنو بعضيا إجباري‪ ،‬وبعضيا األخر‬
‫أساسي في تكوينو ‪.‬حيث أنو كان الرىن يقوم ويشمل براءة اختراع ففي ىذه الحالة تكون‬
‫الشيادة اإلضافية ليذه البراءة‪ ،‬والصادرة بعد الرىن وتتبع مصيرىا‪ ،‬وتخضع مثميا لمرىن ‪.‬اما‬
‫إذا كان الرىن الوارد عمى المحل التجاري يشمل فروع‪ ،‬فيجب عمى ىده الفروع تعيين مركزىا‬
‫عمى وجو الدقة في العقد‪ ،‬حيث أنو ال يرد الرىن عمى فروع إال إذا أتم تحديد موقعيا صراحة‬
‫‪1‬‬
‫في اتفاق الطرفين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬بشير حميداني‪ ،‬يوسف تواتي أحمد‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪42-41‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬الرهن الحيازي والرهن القضائي لممحل التجاري‬


‫بعدما تطرقنا إلى تعريف الرىن وشروطو الموضوعية والشكمية وموضوع رىن محل‬
‫التجاري فإن المشرع الجزائري نظم رىونا حيازية ومن خالل األحكام القانونية الخاصة‬
‫بالرىون الحيازية التي تقع عمى االالت والمعدات خاصة بالتجييز وكذلك نظم المشرع من‬
‫خالل حماية الدائن المرتين رىن حيازي القضائي لممحل التجاري وىذا ما سنتطرق إليو في‬
‫مطمبنا ىذا‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الرهن الحيازي لألدوات والمعدات الخاصة بالتجهيز‬

‫نص المشرع الجزائري صراحة في المادة (‪)151‬قانون التجاري الجزائري عمى أن‬
‫الرىن الحيازي لألدوات والمعدات الخاصة بالتجييز إذا اشتراىا تاجر فإنيا تخضع األحكام‬
‫الرىن الحيازي التالية ويقصد بيا أحكام المادة (‪)151‬إلى غاية المادة (‪)168‬قانون التجاري‬
‫الجزائري إضافة إلى القواعد المقررة لبيع المحالت التجارية ورىنيا الحيازي ولمنصوص‬
‫‪1‬‬
‫الالحقة‪.‬‬
‫تعتبر كذ لك ىي أموال منقولة موجودة في محل التجاري من استغاللو وفق موضوع‬
‫المحل التجاري كأدوات المصنع أو شركات المالحة أو النقل البري أو الجوي أو غيرىا‬
‫‪2‬‬
‫باعتبارىا أمواال منقولة فيي ترىن رىنا حيازيا ضمن المحل التجاري‪.‬‬
‫وعمى رغم من أن قانون التجاري أطمق عمى ىذا النوع من الرىن بالرىن الحيازي إال‬
‫أن حيازة المال المرىون ال يمكن أن تنتقل إلى الدائن المرتين‪ ،‬وذلك لنفس أسباب عدم نقل‬
‫الحيازة في رىن المحل التجاري‪ ،‬حيث يتم حرمان المدين من إستغالل عنصر من عناصر‬
‫اإلنتاج أو استغالل المحل التجاري بدون معدات وأدوات التجييز حيث جاء في نص المادة‬

‫‪ -1‬مقدم مبروك‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪85‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬العقود التجارية الجزائرية‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬بن عكنون ‪،‬الجزائر‪،2001،‬‬
‫ص‪520‬‬

‫‪30‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(‪) 154‬من القانون التجاري عمى أنو يجوز لمدائن المرتين أن يضع لوحة مثبتة عمى قطعة‬
‫‪1‬‬
‫أساسية من ىذه األدوات ما يشير إلى أنيا مرىونة وال يجوز أن يعارض في ذلك‪.‬‬
‫أوال‪:‬اإلجراءات الخاصة بالكتابة والشهر ‪.‬‬

‫وما يجب التأكد منو ىنا أن القانون التجاري في مادتو (‪)152‬أجاز أن يكون الرىن‬
‫الحيازي المتعمق باألدوات والمعدات الخاصة بتجييز المحل التجاري في شكل عقد رسمي أو‬
‫عرفي يسجل برسم محدد‪ ،‬عكس القاعدة الخاصة التي سنيا في المادة (‪ )120‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري‪ ،‬فالمشرع ىنا أجاز تطبيق القاعدة العامة والقاعدة الخاصة وترك االختيار‬
‫‪2‬‬
‫لألطراف‪،‬‬
‫ويعتبر الرىن الحاصل بموجب عقد البيع أذا تم لصالح البائع بينيما يعتبر حاصال‬
‫بموجب عقد‬
‫القرض أذا تم لصالح من قدم األموال الالزمة لدفعيا لمبائع‪ ،‬ويجب وصف ىذه‬
‫األدوات والمعدات الخاصة بالتجييز الميني يشكل دقيق في العقد بحيث يمكن تمييزىا عن‬
‫األموال األخرى من نفس النوع والممموكة لممؤسسة إضافية لذلك يجب بيان المكان توجد بو‬
‫األموال موضوع الرىن ‪.‬‬
‫وفي ىذا الصدد يجب أن يبين العقد إذا كانت األموال موجودة في مكان عمى وجو‬
‫‪3‬‬
‫ثابت أو إذا كانت قابمة لمنقل إلى مكان أخر ‪.‬‬
‫واذا انتقل حق الرىن الحيازي إلى حامل أخر عن طريق الحمول اإلتفاقي سواء بعقد‬
‫رسمي أو عرفي فيجب التأشير بو عمى ىامش القيد األصمي خالل ‪30‬يوما من عقد‬
‫الحمول إلى مأمور السجل التجاري المختص إقميميا‪ ،‬ويحتفظ ىذا االمتياز لمدة ‪ 05‬سنوات‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪521‬‬
‫‪ -2‬فؤاد فضالوي‪ ،‬محمد الصديق عباسي‪ ،‬العمميات الواردة عمى المحل التجاري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شيادة الميسانس‪ ،‬في‬
‫العموم القانونية واإلدارية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،2014 ،‬ص‪37‬‬
‫‪ -3‬بن مخاطر ليمى ثورية‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪21‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قابمة لمتجديد مرتين واذا لم يحدد في أجمو سقط الحق في التمسك باالمتياز ‪.‬وىذا ما أكدتو‬
‫‪1‬‬
‫المادة (‪)153‬قانون التجاري‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬حقوق الدائن المرتهن ‪.‬‬

‫ال يجوز لممدين الراىن التصرف في األموال المرىونة إال إذا حصل عمى إذن من‬
‫الدائن المرتين أو من قاضي األمور المستعجمة فميمتزم بالمحافظة عمييا ويحرص عمى عدم‬
‫إتالفيا أو إفسادىا أو اختالسيا‪ ،‬واال تعرض لعقوبات جزائية لكونو مرتكبا لجريمة خيانة‬
‫‪2‬‬
‫األمانة ‪.‬‬
‫وىذا ما نصت عميو المادة (‪)157‬قانون التجاري عمى إجراءات الرىن يجب إتباعيا‬
‫بغية حماية حقوق الدائنين المرتينين وبالتالي ال يمكن لممدين التصرف في األموال المرىونة‬
‫بكل حرية أي إذا أراد المدين بيع كل أو جزء من األموال المثقمة بالديون ‪.‬يجب عميو‬
‫حصول عمى موافقة الدائن المرتين أو إذن قاضي األمور المستعجمة ويترتب عمى ذلك زوال‬
‫حق التتبع الممنوح لمدائن المرتين‪ ،‬وفي حالة مخالفة ىذه األحكام يجب تطبيق الجزاءات‬
‫المنصوص عمييا في قانون العقوبات‪ ،‬ومن ثم يعد مرتبكا لجريمة خيانة ألمانة المدين الذي‬
‫لم يحترم النص القانوني تأسيسا عمى ىذا يعاقب بالحبس من ثالثة أشير إلى ثالث سنوات‬
‫‪3‬‬
‫وبغرامة من ‪ 500‬إلى ‪ 20000‬دج‪.‬‬
‫حيث إن الدائن المرتين فإنو يتمتع بحق األفضمية والتتبع لممال المرىون ويفضل عمى‬
‫باقي الدائنين بما فييم المرتين الذي وقع قيده عمى المحل التجاري ككل ‪.‬وكذا امتياز بائع‬
‫المحل التجاري بشرط أن يكون الدائن المرتين الواقع رىنو عمى كل اآلالت والمعدات قد أبمغ‬
‫ىؤالء بالرىن خالل شيرين من تاريخ إبرام عقد الرىن الحيازي واال سقط حقو في األفضمية‬
‫والتتبع وىذا ما نصت عميو (‪)159‬قانون التجاري الجزائري ‪.‬ويستثني من امتياز األفضمية‬

‫‪ -1‬مقدم مبروك‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪86‬‬


‫‪ -2‬فؤاد فضالوي‪ ،‬محمد الصديق عباسي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪38-37‬‬
‫‪ -3‬بن مخاطر ليمى ثورية‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المقرر لمدائن المرتين حسب نص المادة (‪)153‬قانون تجاري امتياز الخزينة والمصاريف‬
‫‪1‬‬
‫القضائية التي تنفق لممحافظة عمى الشي المرىون وأجور العمال‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الرهن الحيازي القضائي لممحل التجاري‬

‫كما أحاط المشرع الجزائري الدائن المرتين بالحماية في قانون التجاري وىذا مارأيناه‬
‫سابقا فقد عمل أيضا عمى حمايتو من خالل قانون اإلجراءات المدنية وىذا يتضح من نص‬
‫المادة (‪)347‬القانون التجاري ‪.‬والحجز التحفظي حسب نص المادة (‪)345‬من قانون‬
‫إجراءات المدنية ال يصدر إال في حالة الضرورة ويتصدر بأمر في ذيل العريضة وألثر‬
‫الوحيد ىو منع المدين من التصرف في أموالو المنقولة‪ ،‬أض ار ار بالدائنين ووضعيا تحت‬
‫‪2‬‬
‫تصرف القضاء‪.‬‬
‫ومنو حيث نصت المادة (‪ )646‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أن‬
‫الحجز التحفظي ىو قيام بوضع أموال المدين المنقولة المادية والعقارية تحت تصرف‬
‫القضاء وعدم تصرف فييا‪ ،‬يقع ىذا الحجز عمى مسؤولية الدائن ومنو يجوز لمدائن طمب‬
‫الحجز التحفظي عمى ىذه المنقوالت وذلك إذا كان حاصال لسند أو في حالة كان لديو‬
‫مسوغات ظاىرة‪ ،‬حيث نصت عميو المادة (‪)647‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية وىذا‬
‫لقضاء الموضوع سمطة واسعة في تقدير الوقائع حيث يجوز لو في أحدى ىاتين الحالتين أن‬
‫يقوم بطمب قيد الرىن الحيازي عمى المحل التجاري لممدين‪ ،‬وكذالك يجوز لمدائن تقديم‬
‫عريضة لرئيس المحكمة وذلك من أجل الحصول كل قيد عمى المحل التجاري حيث يمتزم‬
‫بتقديم طمب تثبيت الحجز في أجل ال يتجاوز خمسة عشرة يوما ويكون ذلك من صدور أمر‬
‫رئيس المحكمة وفي حالة تأخر في أجال محددة إعتبرت اإلجراءات التحفظية باطمة وىذا‬
‫ماتناولتو مادة (‪)648‬من القانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في نصيا يقدم طمب تثبيت‬
‫الحجز أمام نفس قاضي الموضوع بمذكرة إظافية تضم إلى الدعوى لمفصل فييما معا وبحكم‬

‫‪ -1‬مقدم مبروك‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪87‬‬


‫‪ -2‬فؤاد فضالوي‪ ،‬محمد الصديق عباسي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪38‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واحد‪ ،‬دون مراعاة األجل المنصوص عميو في المادة (‪)662‬من قانون إجراءات مدنية‬
‫‪1‬‬
‫وادارية ‪.‬‬
‫وكذلك نرى أنو إذا وقع الحجز التحفظي عمى أموال منقولة موجودة في حيازة المدين‬
‫حيث يقوم القائم بتحرير التنفيذ محضر جرد ليا حيث أنو إذا تعمق الحجز بأشياء مادية أو‬
‫بمسوغات حيث يقوم بذكر في ىذا المحضر وصفيا وقيمة تقديرىا أما اذا تعمق أمر بالمحل‬
‫التجارة‪ ،‬أو أحد عناصره‪ ،‬فانو يذكر في محضر وصف تقديري لمعناصر المادية ليذا‬
‫المحل حيث يتعين عمى القائم بالتنفيذ في مدة ‪ 8‬أيام من تاريخ تحرير المحضر ودلك من‬
‫خالل قيد الحجز في السجل التجاري لإلثبات بو فيما يخص العناصر الغير مادية لممحل‬
‫التجاري ويتحصل عمى ىذا القيد التاجر أو الشركة التجارية حتى وأن أىممت تسجيميا‬
‫بالسجل التجاري ويكون القيد المرتين ودلك بمنع المدين التصرف في األموال المحجوز‬
‫عمييا في حين يجب عمى أن قيد نيائي ينبغي أن يتم في ظرف شير من تاريخ الذي‬
‫اكتسب فيو الحكم الفاصل في ىذا الموضوع قوة الشئ المقضي فيو ويكون ىذا بناء عمى‬
‫‪2‬‬
‫النسخة من التنفيذية ليذا الحكم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬بن مخاطر ليمى ثورية‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪24‬‬
‫‪2‬‬
‫فؤاد فضالوي‪ ،‬محمد الصديق عباسي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪38‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار وانقضاء رهن المحل التجاري‬


‫متى تم عقد الرىن التجاري فإنو يرتب حقوقا والتزامات عمى كل من الدائن المرتين‬
‫والمدين الراىن ألنيم األطراف المعنويين برىن المحل التجاري إال أن الدائنين العاديين تتأثر‬
‫مراكزىم القانونية كذلك بالرىن الذي يقرره المدين عمى المحل التجاري الممموك لو‪ ،‬وينقضي‬
‫الرىن التجاري ب تسديد قيمة الدين المضمون بالرىن أو باتخاذ اإلجراءات الالزمة لبيع المال‬
‫المرىون‪ ،‬وسوف نتطرق إلى‪:‬‬
‫آثار رىن المحل التجاري في المطمب األول‬
‫انقضاء الرىن المحل التجاري في المطمب الثاني‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب األول‪ :‬آثار رهن المحل التجاري‬


‫يترتب الرىن المحل التجاري آثار مختمفة أطرافو المدين الراىن والدائن المرتين وتتعدى‬
‫إلى غير الدائنين العاديين‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬آثار الرهن بالنسبة إلى الراهن‬

‫ال يترتب عمى إنشاء الرىن انتقال حيازة المحل التجاري إلى الدائن المرتين إال أن‬
‫المشرع خشي أن ييمل الراىن في الحفاظ عمى عناصر المحل التجاري وألزما الراىن‬
‫بالمحافظة عمى األشياء المرىونة‪ ،‬وال يكون لمراىن الرجوع عمى الدائن إال أن المشرع خشي‬
‫أن ييمل الراىن في الحفاظ عمى عناصر المحل التجاري وألزما الراىن بالمحافظة عمى‬
‫األشياء المرىونة‪ ،‬وال يكون لمراىن الرجوع عمى الدائن المرتين بالنفقات التي يتكبدىا في‬
‫سبيل حفظ تمك األشياء ويعاقب بالعقوبة المقررة لجريمة خيانة األمانة كل من بدد أو أتمف‬
‫عمدا إض ار ار بالغير ميمات أو آالت أولئك المحل المرىونة منو ووفقا لمقواعد العامة يترتب‬
‫‪1‬‬
‫عمى إضعاف المدين لمتأمينات التي قدميا لمدائن سقوط أجل الدين‬
‫و يستبقي الراىن حيازتو لممحل التجاري مما يسمح لو باإلستمرار في اإلستغالل رغم‬
‫‪2‬‬
‫الرىن‪.‬‬
‫يظل المدين عمى رأس تجارتو في محمو التجاري يستثمره اإلستثمار العادي فال يتخمى‬
‫عنو لمدائن المرتين وال لغيره‪ ،‬وال يجوز لمدائن المرتين أن يتدخل أو يشرف عمى اإلستثمار‬
‫إال إذا تضمن اإلتفاق نصا يخول لو ذلك‪ ،‬كذلك يستطيع المدين إن يتصرف في المحل‬
‫التجاري بالبيع أو بترتيب رىون أخرى وال يضار الدائن المرتين من ذلك ألن حقو مضمون‬
‫بحق التقدم والتتبع‪ ،‬عمى أن حق الدائن المرتين عمى المحل التجاري يقيد الراىن مع ذلك‬
‫‪3‬‬
‫بااللتزامات الالزمة لحفظ ىذا الحق‪.‬‬

‫‪1‬ىاني دويدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.329-328‬‬


‫‪2‬مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.680‬‬
‫‪3‬عمي البارودي‪ ،‬العقود وعمميات البنوك التجارية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،،‬إسكندرية‪ ،‬جميورية مصرالعربية‪،2001،‬‬
‫ص ‪.135‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فإذا تعرضت الميمات أو اآلالت أو أثاث المحل التجاري التي يشمميا الرىن لمتبديد أو‬
‫لإلتالف العمدي من جانب المدين الراىن‪ ،‬حكم عميو بالعقوبة المقررة في المادة ‪ 34‬من‬
‫قانون العقوبات الخاصة بجريمة خيانة األمانة وىي الحبس وجواز الحكم بغرامة ال تتعدى‬
‫‪1‬‬
‫مائة جنيو‪.‬‬
‫عمى أن إحتفاظ التاجر المدين بحيازة محمو التجاري رغم رىنو وان كان يخولو بعض‬
‫الحقوق‪ ،‬يفرض عميو في المقابل واجب المحافظة عمى محمو المرىون وعناصره األساسية‬
‫‪2‬‬
‫بحالة جيدة دون أن يكون لو الحق في الرجوع عمى الدائن المرتين بشيء فني مقابل ذلك‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثار الرهن بالنسبة إلى الدائن المرتهن‬

‫لمدائن المرتين مثمو‪ ،‬في ذلك مثل البائع الممتاز أن يستوفي حقو من ثمن المحل‬
‫المرىون متقدما عمى الدائنين المقيدين التالين لو في المرتبة‪ ،‬وأن يتبع المحل المرىون إذا‬
‫خرج من ممك الراىن وحق الدائن المرتين عمى عكس امتياز البائع ال يتجزأ‪ ،‬بحيث يكون‬
‫مجموع العناصر المرىونة ضمانا لمدين بأسره فال يتحرر عنصر منيا تبعا لموفاء بجزء من‬
‫الدين ولذلك يكون من المفيد لبائع المحل ضمانا ال استيفاء الثمن أن يحصل عمى رىن ال‬
‫‪3‬‬
‫يخضع لمتجزئة المفروضة عمى االمتياز‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حق األولوية‬

‫يكون لمدائن المرتين استيفاء حقو من ثمن المحل التجاري في حالة بيعو باألولوية عمى‬
‫الدائنين العاديين والدائنين أصحاب الحقوق المضمونة التالين لو في المرتبة‪.‬‬

‫‪ 1‬عمي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري األعمال التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬األموال التجارية‪ ،‬الشركات التجارية‪،‬‬
‫عمميات البنوك واألوراق التجارية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،1999 ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪2‬محمد السيد الفقي القانون التجاري الجديد‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬األموال التجارية‪ ،‬در المطبوعات الجامعية‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق جامعة االسكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪300‬‬
‫‪3‬‬
‫مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.680‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬حق التتبع‬

‫ال يترتب عمى إنشاء الرىن عمى يد الراىن عن التصرف في المحل التجاري الذي‬
‫يممكو ويستطيع الدائن المرتين متى كان الرىن مقيدا وفق اإلجراءات القانونية أن يتتبع‬
‫المحل التجاري‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عدم قابمية لالنقسام‬
‫أن كل عنصر من عناصر المحل التجاري ضمان لكل الدين وأن كل جزء من الدين‬
‫مضمون بكافو عناصر المحل التجاري‬
‫رابعا‪ :‬تفاجي فسخ إيجار العقار‬
‫لمدائن المرتين سبيال لتفادي فسخ عقد اإليجار إذا قام بأداء األجرة التي تشغل ذمة‬
‫‪1‬‬
‫الراىن‪.‬‬
‫و في الوقت نفسو يمتزم الدائن بالمحافظة عمى األموال المسممة إليو والعناية بيا عناية‬
‫الرجل المعتاد وأن يتخذ كافة التدابير اإلحتياطية التي تحفظ حقوق المدين الراىن وفقا‬
‫لطبيعة الشيء المرىون مثل قطع مرور الزمن عمى الدين المسمم إليو عمى سبيل الرىن‬
‫واجراء االحتجاج في السندات واستبقاء القيمة والمستحقات فيو مسئول عن ىالكو أو تعيبو‬
‫ما لم يثبت أن ذك يرجع إلى سبب أجنبي ال يدلو فيو‪ ،‬واذا زالت يده عنو دون إرادتو كما لو‬
‫‪2‬‬
‫ضاع أو سرق فإن لو الحق في المطالبة باسترداده باستعمال دعوى االستحقاق‪.‬‬
‫فيما سبق أن رىن المحل التجاري ال يؤدي إلى إنتقال حيازتو إلى الدائن المرتين بل‬
‫يظل المدين الراىن محتفظا بيا‪ ،‬فإذا تصرف المدين في المحل المرىون ولم يقم بأداء الدين‬
‫في ميعاد إستحقاقو جاز لمدائن المرتين أن يتتبع المحل تحت يد الحائز لمتنفيذ عميو و‬
‫إستيفاء حقو من ثم بيعو‪ ،‬وال يجوز لمحائز في ىذه الحالة‪ ،‬حتى ولو كان حسن النية أن‬

‫‪1‬ىاني دويدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.334-333-332-330‬‬


‫‪2‬عبد القادر حسين العطير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.237‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتمسك في مواجية الدائن المرتين بقاعدة الحيازة في المنقول سند الممكية ألن ىذه القاعدة ال‬
‫‪1‬‬
‫تشري سوى عمى المنقوالت المادية فقط‪.‬‬
‫لمدائن المرتين إذا لجأ الى الحجز والتنفيذ عمى المحل المرىون أن يستوفي حقو من‬
‫ثمنو باألولوية أو بالتقدم عمى غيره من الدائنين العاديين أو الدائنيين المرتينيين التالين لو‬
‫من حيث قيد الرىن‪ ،‬ويتميز حق الدائن المرتين عمى عكس حق إمتياز البائع بعدم قابميتو‬
‫لمتجزئة‪ ،‬وتعمقو جون تمييز بالثمن اإلجمالي لمعناصر المعنوية والميمات محل الرىن‪ ،‬فال‬
‫يتحرر أي عنصر من ىذه العناصر من الرىن إال بعد حصول الدائن المرتين عمى دينو‬
‫‪2‬‬
‫بالكامل‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬آثار الرهن بالنسبة إلى الدائنين العاديين‬

‫ولمدائنين العاديين السابقين عمى قيد الرىن‪ ،‬متى كانت ديونيم متعمقة باالستغالل‬
‫المحل التجاري وأصابيم ضرر من ترتيب الرىن كما إذا كان الدين المضمون بالرىن‬
‫يستغرق قيمة المحل ولم تكن لممدين أموال أخرى غير المحل التجاري ليؤالء الدائنين أن‬
‫‪3‬‬
‫يطمبوا إلى القضاء الحكم بسقوط األجل وسداد ديونيم قبل مواعيد إستحقاقيا‪.‬‬
‫ذلك أنو ال يمكن المطالبة بإسقاط آجال الديون إال إذا توافرت الشروط التالي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون الدين عاديا وبالتالي ال يتقرر حق طمب إسقاط األجل لمدائنين أصحاب‬
‫الحقوق المرىونة التالين عمى الدائن المرتين‬
‫ثانيا ‪ :‬أن يكون الدين سابقا في نشأتو عمى قيد الرىن‪ :‬ذلك أن الدائن العادي يكون في ىذه‬
‫الحالة قد حول عمى قيمة المحل التجاري كجزء من الضمان العام لمدينة قبل تعمق الرىن‬
‫بو‪.‬‬

‫‪1‬عمي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬


‫‪2‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.302‬‬
‫‪3‬مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل أنور بندق‪،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪.680‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا ‪ :‬أن يكون الدين متعمقا باستغالل المحل التجاري‪ :‬ألن الدائن يعول عمى قيمة المحل‬
‫‪1‬‬
‫التجاري في تعاممو مع التاجر بمناسبة نشاطو التجاري‬
‫دائنو التاجر العاديون يعودون عمى محمو التجاري إلستيفاء حقوقيم‪ ،‬وقد يحدث أن‬
‫التاجر برىن محمو التجاري وكانت الديون‬ ‫تتعرض ىذه الحقوق لمضياع فيما لو قام‬
‫المضمونة بالرىن كبيرة‪ ،‬لذا وخروجا عمى القواعد العامة التي تقضي بعدم سقوط حق المدين‬
‫في األجل بسبب إضعاف التأمين ما لم يكن األمر متعمقا بتأمين خاص نص القانون ‪11‬‬
‫لسنة ‪ 1940‬عمى أحقية لمدائنين العاديين في طمب الحكم بسقوط األجل والحصول عمى‬
‫حقوقيم قبل مواعيد إستحقاقيا ومع ذلك يشترط إلجابو ىذا الطمب ضرورة توافر الثالثة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون الدين سابقا عمى قيد الرىن‬
‫‪ .2‬أن يكون سبب الدين مرتبطا بإستغالل المحل التجاري المرىون‬
‫‪ .3‬أن يمحق الدائن العادي ضرر من جراء رىن المحل التجاري وىي مسألة يترك أمر‬
‫تقديرىا لقاضي الموضوع طبقا لسمطتو التقديرية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬انقضاء رهن المحل التجاري‬
‫ينقضي الرىن التجاري بتسديد قيمة الدين أو بتنازل الدائن المرتين عن حقو وينقضي‬
‫أيضا عند تممك الدائن المرتين لممال المرىون أو ىالك ىذا المال وىذا ما سنوضحو‬
‫فيمايمي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تسديد قيمة الدين أو تنازل الدائن عنه حقه بالرهن صراحة أو ضمنا‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن الوفاء بالدين ال يقتصر عمى أصل الدين بل يشمل كذلك النفقات‬
‫الضرورية التي أداىا الدائن المرتين عن الراىن ومصروفات عقد الرىن والفوائد إتفاقية كانت‬
‫أم قانونية إ لى أن الوفاء يجب أن يكون كامال‪ ،‬فإن أوفى المدين بجزء من الدين فمو يمزم‬
‫برفع الرىن عن المال المرىون‪ ،‬ومن جية أخرى إذا فرض أن الدائن عجز عن إرجاع‬

‫‪1‬ىاني دويدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.336‬‬

‫‪30‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشيء المرىون فإن لممدين الحق في مطالبتو بتعويض يعادل قيمة الشيء المرىون إضافة‬
‫إلى مطالبتو بأي أضرار نجمت عن عدم الرد‪ ،‬ويقوم مقام الوفاء بالدين المضمون بالرىن‬
‫تنازل الدائن عن حقو بالرىن صراحة أو ضمنا‪ ،‬والحالة األخيرة تكون بإعادة المال المرىون‬
‫‪1‬‬
‫إلى المدين الراىن دون مطالبتو بتقديم شيء آخر بدلو‪.‬‬
‫ينقضي الرىن إما بفك الرىن‪ ،‬الوفاء بالدين يكون المدين قد استممو من الدائن المرتين‪،‬‬
‫وقد ينقضي الرىن بطمبو الدائن المرتين ببيع المحل التجاري‪ ،‬نتيجة عدم الوفاء بالدين وتقرر‬
‫المحكمة إعادة إعالن المحل التجاري إلى المزايدة العمنية‪ ،‬كما ينقضي رىن أدوان ومعدات‬
‫التجييز بمرور خمس سنوات إعتبار من تاريخ تسجيمو في السجل التجاري أو آخر إجراء‬
‫لو‪ ،‬ويمكن تجديده قبل إنتياء المدة المذكورة وتجدد مرة أخرى فقط قبل إنتياء المدة الثانية(‬
‫المادة ‪ 161‬من قانون التجارة)‪ ،‬واذا لم تتم إجراءات التجديد قبل المرىون‪ ،‬وينتيي رىن‬
‫‪2‬‬
‫أدوات ومعدات التجييز بيالكيا‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬عند تممك الدائن المرتهن لمشيء المرهون أو عند هالك الشيء المرهون‬

‫عقد الرىن ينتيي باإلستناد إلى القواعد العامة‪ ،‬بوفاء المدين الراىن لمدين الذي بذمتو‬
‫لمدائن المرتين‪ ،‬وذلك ألن الرىن حق تابع لمدين يزول بزوال ىذا األخير‪ ،‬كما ينقضي‬
‫استحقاقو وبيع المال المرىون عن طريق القضاء بإتباع اإلجراءات‪ ،‬وعقد الرىن يمكن أن‬
‫ينقضي باالستناد إلى المادة (‪ )228‬بتممك الدائن المرتين لممال المرىون أو جزء منو يساوي‬
‫قيمة الدين‪ ،‬وذلك باالتفاق مع المدين الراىن بشرط أن يكون ذلك بعد حمول أجل الدين‪ ،‬كما‬
‫ينقضي عقد الرىن التجاري بيالك المال المرىون أو تمفو إذا كان ينقضي عقد الرىن‬
‫التجاري بيالك المال المرىون أو تمفو إذا كان ذلك اليالك أو التمف ناتجا عن تقصير من‬
‫جانب الدائن المرتين‪ ،‬ويمكن أن يزول الرىن‪ ،‬إذا ماتنازل الدائن المرتين عن الرىن صراحة‬

‫‪1‬عبد القادر حسين العطير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.238‬‬


‫‪2‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪536-5335‬‬

‫‪33‬‬
‫تطبيق ات وآثار رهن المحل التجاري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أو ضمنا‪ ،‬والحالة األخيرة تكون بإعادة المال المرىون إلى المدين الراىن دون مطالبتو بتقديم‬
‫‪1‬‬
‫شيء آخر بدلو‪.‬‬
‫ينقضي الرىن التجاري بإنقضاء اإللتزام أو الدين الموثق بو بالوفاء أو بالتقادم كما‬
‫ينقضي بتنازل الدائن المرتين عنو‪ ،‬وكذلك ينقضي الرىن التجاري بإتحاد الذمة سواء بإنتقال‬
‫ممكية المال المرىون إلى الدائن المرتين أو بالعكس بإنتقال حق الرىن إلى المدين الراىن‪،‬‬
‫وأخي ار ينقضي الرىن التجاري بيالك محمو‪ ،‬أي المال المرىون وبالعكس ال ينقضي الرىن ال‬
‫‪2‬‬
‫بموت المدين الراىن وبموت الدائن المرتين بل يبقى قائما عند الورثة حتى إنقضاء الدين‪.‬‬
‫يمكننا أن نوجز حاالت إنقضاء الرىن التجاري كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬عند انقضاء الدين المضمون بالرىن ذلك ألن الرىن ىو دين تابع يتبع وجودا وعدما‪.‬‬
‫‪ .2‬عند تنازل الدائن المرتين عن حقو في الرىن صراحة أو داللة‪.‬‬
‫‪ .3‬عند تممك الدائن المرتين لمشيء المرىون كأن يتفق مع المدين الراىن شرائو بثمن معين‬
‫وذلك قبل حمول أجل الدين المضمون‪.‬‬
‫‪ .4‬عند ىالك الشيء المرىون‪.‬‬
‫والبد أن نشير بعدم إنقضاء الرىن بموت الدائن المرتين أو المدين الراىن ويبقى الرىن‬
‫‪3‬‬
‫لدى الورثة لحين وفاء الدين المضمون‪.‬‬

‫‪ .1‬عادل عمي المقدادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 328 – 327‬‬


‫‪.2‬أكرم يا ممكي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬في األعمال التجارية والتاجر والمتجر وا لعقود التجارية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مكتبة دار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،1998 ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪ .3‬فوزي محمد سامي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.234-233‬‬

‫‪33‬‬
‫الخاتمة‬

‫خاتمة‬
‫تميز المحل التجاري بعناية بالغة من طرف المشرع الج ازئري وما لو من‬
‫أىمية في الحياة التجارية‪ ,‬وقد نظم المشرع التجاري أحكامو في نصوص قانونية‬
‫إبتداء من المادة ‪ 87‬من القانون التجاري الجزائري‪ ,‬والحضنا أن المحل التجاري‬
‫مجموعة من أموال منقولة و معنوية مجتمعة لممارسة نشاط تجاري حيث يكون‬
‫ىذا األخير من أموال معنوية متمثمة في السمعة التجارية والعمالء والعنوان‬
‫التجاري والحق في االيجار ومن العناصر المادية المعدات واألدوات والبضائع‬
‫ولعمى أىم عنصر يقوم عميو المحل التجاري ىو عنصر العمالء‪.‬‬
‫يرد عمى المحل التجاري عدة تصرفات قانونية من بيع ورىن وايجار‪ ,‬األمر‬
‫الذي أدى المشرع التجاري إلى تنظيم أحكام ليذه التصرفات في نصوص قانونية‪,‬‬
‫ولعمى أىم تصرف يرد عمى المحل التجاري ىو الرىن لما لو من دور ىام في‬
‫الميدان التجاري‪ ,‬فيو يشمل عمى أحكام خاصة‪ ,‬فقد يضطر التاجر إلى توسيع‬
‫تجارتو أو تنشيطيا فال يجد أمامو إال االقتراض‪ ,‬وليست لو اية ضمانة تشجع‬
‫المقرض عمى قرض التاجر إال محمو التجاري‪ ,‬مما يحتم عميو رىنو مقابل المبالغ‬
‫التي تسمميا من المقرض سواء كان شخصا عاديا أو اعتباريا كبنك‪ ,‬وباعتبار أن‬
‫المحل التجاري مال منقول يجوز لمتاجر رىن المحل التجاري‪ ,‬عمما بأن التاجر‬
‫القائم برىن محمو ال ييدف إلى التنازل عن حيازة واستغالل المحل التجاري ألن‬
‫القصد من ىذه العممية ىو الحصول عمى قروض من أجل مواصمة إستغالل‬
‫األمثل لمتجره‪ ,‬ولقيام الرىن يجب عمى الراىن والمرتين إتباع الشروط الالزمة‬
‫والتي تتمثل في الشروط الشكمية والموضوعية ويترتب عمى الرىن اثار تختمف‬

‫‪65‬‬
‫الخاتمة‬

‫بالنسبة إلى الراىن وكذلك بالنسبة الدائن المرتين وبالنسبة الى الدائنين العاديين‬
‫وينقضي الرىن بتسديد قيمة الدين أو تنازل الدائن عن حقو أو عند تممك الدائن‬
‫المرتين لممال المرىون و كذلك ينقضي بيالك الشئ المرىون‪.‬‬
‫ومن جممة النتائج التي توصمنا إلييا نذكر‪:‬‬

‫أن عقد رىن المحل التجاري من العقود الشكمية وحرصا دائما عمى حماية الثقة و‬
‫اإلئتمان و السرعة في المعامالت التجارية‪ ,‬فقد وضع المشرع قواعد خاصة‬
‫تنظمو‪ ,‬فأجاز لمتاجر رىن محمو كضمان لمحصول عمى قرض من الغير دون نقل‬
‫حيازتو‪ ,‬لكن قد ألزم المشرع المتعاقدين بإستكمال جميع إجراءات المعينة المتمثمة‬
‫في قيد الرىن واشياره ليعمم بو الكافة وحتى يكون عقد الرىن صحيحا و ساريا في‬
‫حق الغير وىذا لتسييل دعم حركة نشاطو التجاري ‪.‬‬

‫وبما أن المحل التجاري مال معنوي منقول فيو يقوم عمى عناصر تدخل في‬
‫تكوينو‪ ,‬قد تكون مادية أو معنوية‪ ,‬لذلك وجب بيان العناصر األساسية الجوىرية‬
‫الواجب توفرىا في المحل التجاري عمى وجو اإللزام‪ ,‬وعمى ىذا األساس قد نص‬
‫المشرع في المادة ‪ 21‬ق تجاري عمى ىاتو العناصر المتمثمة في عنصر اإلتصال‬
‫بدونيما‪,‬‬ ‫بالعمالء و الشيرة التجارية‪ ,‬فال نتصور وجود رىن محل تجاري‬
‫ويالحظ أيضا أن المشرع قد استبعد البضائع عن الرىن باعتبارىا معدة أصال‬
‫لمبيع وتتميز بعدم الثبات واإلستقرار في المحل التجاري‪ ,‬فال يؤثر غيابيا عمى‬
‫وجود المحل التجاري‪ ,‬و ينبغي مراعاة أنو و إن كان من المتفق عميو أنو ال‬
‫يشترط توافر كل العناصر المعنوية في كل محل تجاري فإن األمر يختمف فيما‬

‫‪65‬‬
‫الخاتمة‬

‫يخص بعنصر االتصال بالعمالء‪ ,‬حيث يمزم توافره في كل محل تجاري باعتباره‬
‫العنصر المعنوي الرئيسي لقيام المحل التجاري ‪.‬‬

‫واستخمصت من ىذا البحث أنو وجب بيان العناصر التي ينصب عمييا الرىن‬
‫واال وقع بحكم القانون عمى العناصر المعنوية المبينة في نص القانوني‪ ,‬فالمشرع‬
‫نظم رىونا حيازتو من نوع خاص نظ ار لموضوعيا أو نظ ار لمصدرىا و المتمثمة‬
‫في الرىن الحيازي لألدوات والمعدات الخاصة بالتجييز والرىن الحيازي القضائي‪,‬‬
‫فيجب إتباع اإلجراءات الالزمة عند الرىن وىذا بغية حماية حقوق الدائنين‬
‫المرتينين ألنو في حالة مخالفة ىذه األحكام وجب تطبيق عمييا جزاءات‬
‫منصوص عمييا في قانون العقوبات‪ ,‬وعمى ىذا األساس وضع بعض التدابير‬
‫التحفظية عند الرىن الحيازي القضائي التي تيدف إلى منع المدين الراىن من‬
‫التصرف في أموالو المرىونة إضرار بالدائن‪.‬‬

‫ونستخمص من ىذا البحث أيضا أن رىن المحل التجاري يقدم وفق إتفاق‬
‫الطرفين من خالل إستكمال جميع إجراءات والشروط الخاصة بو‪ ,‬وىذا حتى يكون‬
‫عقد الرىن صحيح وحماية لمصالح الدائنين وضمان حقوقيم فيكون العقد ساري‬
‫المفعول قانونا فيرتب لمدائن المرتين حق عيني عمى رىن المحل التجاري فيخولو‬
‫ميزتي األولوية في إستيفاء حقو بما قرره لو القانون من إمتياز عمى المال لمرىون‬
‫باألولوية عمى غيره من دائني التاجر الراىن بحسب مرتبة قيده‪ ,‬وكذلك قرر لو‬
‫حق التتبع المحل في أي يد يكون‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الخاتمة‬

‫و إظافة لذلك وضع المشرع ضمانات لحماية الدائن المرتين وذلك بإلزامو‬
‫المدين بالمحافظة عمى األموال المرىونة وفرض عقوبات جنائية في حالة إقدامو‬
‫عمى إتالفيا بأي طريقة تؤدي إلى إنقاص أو تعطيل حقوق الدائن المرتين‪ ,‬إما‬
‫بالنسبة لمراىن المعين فيبقى حائ از عمى المحل التجاري دون تجريده‪ ,‬لم واصمة‬
‫استغاللو التجاري رغم وقوع رىن عمييا‪ ,‬وىناك أثار تترتب لمغير المتمثمين في‬
‫الدائنين العاديين الذين تكون ديونيم متعمقة بإستغالل المحل التجاري طمب الحكم‬
‫بسقوط اآلجال وسداد ديونيم قبل مواعيد إستحقاقيا إذا أصابيم ضرر من ذلك‬
‫القيد‪ ,‬وكذلك في حالة ما إذا كان الدين ينقضي الرىن بأي سبب من أسباب‬
‫انقضاء الدين بصفة عامة أو عن طريق التنفيذ عمى المحل المرىون عند الوفاء‬
‫بالدين في ميعاد االستحقاق‪.‬‬

‫وعميو فإن التوصيات الواجب اتخاذىا نذكر ما يمي ‪:‬‬


‫‪ -2‬عمى مستوى التشريعي‬
‫منظومة تشريعية تنظم عممية رىن المحل التجاري بشكل مفصل و مبسط من‬
‫الناحية الموضوع و االجرائية‪.‬‬
‫‪ -1‬عمى مستوى القضاء‬
‫وعمى صعيد الغرفة التجارية لممحكمة العميا نشر الق اررات في المجالت القضائية‬
‫عمى شكل واسع‪.‬‬
‫‪ -3‬عمى مستوى الفقو‬
‫نشر اراء الفقياء وخاصة فقياء القانون التجاري من خالل دوريات ومجالت عممية‬
‫محكمة عمى شكل مقاالت عممية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -4‬الزيادة في حماية القانون ألطراف عالقة رىن المحل التجاري وذلك من‬
‫خالل إبراز أىم اإللتزمات المتقابمة ألطراف الرىن‪.‬‬
‫‪ -5‬عمى مستوى تنفيد رىن المحل التجاري‬
‫ىناك إشكاالت في التنفيد وخاصة تنفيد الرىن و ىذا ما يجعل ىناك ضرورة من‬
‫حيث إبراز دور المحضر القضائي و دور رئيس المحكمة الفاصل في المسائل‬
‫اإلستعجالية لمنظر في إشكاالت التنفيد‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ق ائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬النصوص القانونية‬
‫أ‪-‬القوانين‬
‫‪-1‬القانون التجاري‬
‫‪-2‬القانون المدني‬
‫ثانيا ‪:‬الرسائل الجامعية‬
‫أ‪ :‬المذكرات‬
‫‪ .1‬بن مخاطر ليمى ثورية‪ ،‬رىن المحل التجاري‪ ،‬مذكرة الميسانس‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫القانونية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪.2014 ،‬‬
‫‪ .2‬عون ىندة‪ ،‬زين ربيعة‪ ،‬المحل التجاري في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ليسانس في‬
‫العموم القانونية واإلدارية‪ ،‬معيد العموم القانونية واإلدارية‪ ،‬مركز الجامعي‪ ،‬الوادي‪.2004 ،‬‬
‫‪ .3‬فؤاد فضالوي‪ ،‬محمد الصديق عباسي‪ ،‬العمميات الواردة عمى المحل التجاري‪ ،‬مذكرة‬
‫تخرج لنيل شيادة الميسانس‪ ،‬في العموم القانونية واإلدارية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2014 ،‬‬
‫‪ .4‬نعامي حنان‪ ،‬امتياز بائع المحال التجاري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شيادة الميسانس في‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬ورقمة‪ ،‬الجزائر‪.2013/2012 ،‬‬
‫‪ .5‬بشير حميداني‪ ،‬يوسف تواتي احمد‪ ،‬التصرفات الواردة عمى المحل التجاري‪ ،‬بيع اجار‬
‫رىن‪ ،‬مذكرة لسانس في العموم القانونية و االدارية‪ ،‬معيد العموم القانونية و االدارية‪ ،‬المركز‬
‫الجامعي‪ ،‬الوادي‪.2006 ،‬‬
‫ثالثا‪:‬المراجع المتخصصة‬
‫‪ -1‬سميحة القيموبي‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬بيع المحل التجاري‪ ،‬رىن‪ ،‬تأجيره استغاللو‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪.‬ندار النيضة‪ ،‬العربية‪ ،‬سنة ‪.2000‬‬

‫‪16‬‬
‫ق ائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -2‬شادلي نور الدين‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬دار‬
‫العموم لمنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميد لشواربي ‪،‬االلتزامات والعقود التجارية وفقا لقانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة‬
‫‪، 1999‬فقو ‪.‬القضاء ‪.‬التشريع ‪.‬مع صيغ العقود والدعوى التجارية ‪،‬األحكام العمة لاللتزامات‬
‫‪.‬عقود نقل التكنولوجيا ‪.‬عقود البيع التجاري ‪.‬عقود الرىن التجاري ‪.‬االداع في المستودعات‬
‫العامة ‪،‬منشأة معارف ‪،‬اإلسكندرية‪،‬جميورية مصر العربية‪.‬‬
‫‪ -4‬عمي حسن يونس‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬الفكر العربي‪.1963 ،‬‬
‫‪ -5‬عمي حسن يونس‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪1998 ،‬‬
‫‪ -6‬عمار عمورة‪ ،‬العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -7‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬القسم األول‪ ،‬المحل التجاري‬
‫والحقوق الفكرية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بن خمدون‪.2001 ،‬‬
‫‪ -8‬محمد أنور حمادة‪ ،‬التصرفات القانونية الواردة عمى المحل التجاري‪ ،‬طبعة ‪ ،2001‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪،‬جميورية مصر العربية‪.‬‬
‫‪ -9‬محمد فريد العريني‪ ،‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول األعمال‬
‫التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫جميورية مصر العربية‪1998 ،‬‬

‫‪ -10‬مقدم مبروك‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار ىومة‪.2011 ،‬‬


‫‪ -11‬نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪.5‬‬
‫‪ -12‬ىاني دويدار‪ ،‬التنظيم القانوني لمتجارة واألعمال التجارية‪ ،‬السجل التجاري‪ ،‬الدفاتر‬
‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية جميورية مصر العربية‪،‬‬ ‫التجارية‪ ،‬المحل التجاري‪،‬‬
‫‪.2001‬‬

‫‪16‬‬
‫ق ائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -13‬ىاني دويدار‪ ،‬مقدمات القانون التجاري لنظرية األعمال التجارية‪ ،‬المحل التجاري‪،‬‬
‫مطابع مكتبة اإلشعاع الفنية‪.1996 ،‬‬

‫رابعا‪:‬المراجع العامة‬
‫‪ -1‬أحمد محرز‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪.1982‬‬
‫‪ -2‬أكرم يا ممكي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬في األعمال التجارية والتاجر والمتجر وا لعقود التجارية‪،‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬مكتبة دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪.1998 ،‬‬
‫‪ -3‬باسم حمد الطراونة ‪،‬باسم محمد ممحم ‪،‬شرح القانون التجاري ‪،‬مبادئ القانون التجاري‪،‬‬
‫النظرية العامة‪ ،‬األعمال التجارية والتجار‪ ،‬دفاتر التجارية‪ ،‬السجل التجاري‪ ،‬المتجر‪ ،‬العنوان‬
‫التجاري‪ ،‬العقود التجارية ‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع ‪،‬عمان‪ ،‬األردن‬
‫‪.2010،‬‬
‫‪ -4‬حمو أبو حمو ‪،‬قانون التجاري ‪،‬الشركة العربية المتحدة لمتسويق والتوريدات بالتعاون مع‬
‫جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬مصر ‪.2009،‬‬
‫‪ -5‬خالد إبراىيم التالحمة‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري ‪،‬مبادئ القانون التجاري ‪،‬الشركات‬
‫التجارية ‪،‬األوراق التجارية والعمميات المصرفية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل لمنشر ‪.2006،‬‬
‫‪ -6‬رزق اهلل العربي بن المييدي‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -7‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬العقود التجارية الجزائرية‪ ،‬طبعة ‪ ،2001‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -8‬عادل عمي المقدادي ‪،‬القانون التجاري ‪،‬وفقا األحكام قانون التجارة العماني رقم ‪ 55‬لسنة‬
‫‪،1990‬مفيوم العمل التجاري ‪.‬مصادر القانون التجاري العماني األعمال التجارية ‪.‬التجار‬
‫‪.‬المتجر ‪.‬العقود التجارية ‪،‬دار الثقافة ‪.2007،‬‬

‫‪16‬‬
‫ق ائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -9‬عادل عمي المقدادي‪ ،‬قانون التجاري‪ ،‬مفيوم العمل التجاري‪ ،‬مصادر القانون التجاري‬
‫العماني‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬العقود التجارية‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪.2007 ،‬‬
‫‪ -10‬عبد القادر حسين العطير ‪،‬الوسيط في شرح القانون التجاري ‪،‬األعمال التجارية‬
‫‪،‬التجار ‪،‬المحل التجاري‪،‬العقود التجارية ‪،‬الجزء األول ‪،‬كمية الحقوق ‪،‬جامعة عمان األىمية‬
‫‪،‬مكتبة الثقافة لمنشر والتوزيع ‪،‬عمان ‪.1999،‬‬
‫‪ -11‬عمي البارودي‪ ،‬العقود وعمميات البنوك التجارية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،2001 ،‬‬
‫إسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -12‬عمي البارودي‪ ،‬القانون التجاري المبناني ‪،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪.1971‬‬
‫‪ -13‬عمي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري األعمال التجارية‪ ،‬التجار‪،‬‬
‫األموال التجارية‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬عمميات البنوك واألوراق التجارية‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪.1999 ،‬‬
‫‪. -14‬فوزي مح مد سامي ‪،‬شرح القانون التجاري‪ ،‬مصادر القانون التجاري ‪.‬األعمال‬
‫التجارية لمتجار ‪.‬المتجر ‪.‬العقود التجارية ‪،‬الجزء األول ‪،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‬
‫‪.2006،‬‬
‫‪ -15‬محسن شفيق‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري‪ ،‬القاىرة‪ ،‬طبعة ‪.1957‬‬
‫‪ -16‬مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجاري‬
‫التجار الشركات التجارية‪ ،‬المحل التجاري الممكية الصناعية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل بندق‪ ،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار الفكر‬ ‫‪-17‬‬
‫الجامعي‪.2006 ،‬‬
‫‪ -18‬نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪16‬‬
‫ق ائمة المصادر والمراجع‬

‫نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان‬ ‫‪-19‬‬
‫المطبوعات الجامعية‪.2003 ،‬‬
‫‪ -20‬ىاني دوايدار‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬التنظيم القانوني لمتجارة‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التجار‪،‬‬
‫الممكية التجارية والصناعية‪ ،‬كمية الحقوق جامعة اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -21‬محمد السيد الفقي القانون التجاري الجديد‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬األموال‬
‫التجارية‪ ،‬در المطبوعات الجامعية‪ ،‬كمية الحقوق جامعة االسكندرية جميورية مصر العربية‪،‬‬
‫‪.2000‬‬

‫‪16‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫الشكر والعرفان‬
‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬مفهوم المحل التجاري والرهن الخاص به‬
‫‪06‬‬ ‫المبحث االول مفهوم المحل التجاري‬
‫‪07‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف وخصائص المحل التجاري‬
‫‪07‬‬ ‫الفرع األول تعريف المحل التجاري‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص المحل التجاري‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬الطبيعة القانونية للمحل التجاري‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نظرية المجموع القانوني‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬نظرية المجموع الواقعي‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية الملكية المعنوية‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬العناصر المكونة للمحل التجاري‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪:‬العناصر المعنوية‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬العناصر المادية‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهوم الرهن المحل التجاري‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الرهن وخصائصه‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الرهن‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬خصائص الرهن التجاري‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬إنشاء عقد الرهن‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬المنقوالت المادية (البضائع واألشياء)‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬منقوالت المعنوية‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تطبيقات وأثار رهن المحل التجاري‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬تطبيقات رهن المحل التجاري‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪66‬‬


‫فهرس الموضوعات‬

‫‪33‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬شروط وموضوع رهن المحل التجاري‬


‫‪33‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬شروط رهن المحل التجاري‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬موضوع المحل التجاري‬
‫‪43‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الرهن الحيازي والرهن القضائي للمحل التجاري‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الرهن الحيازي لألدوات والمعدات الخاصة بالتجهيز‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬الرهن الحيازي القضائي للمحل التجاري‬
‫‪48‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آثار وانقضاء رهن المحل التجاري‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬آثار رهن المحل التجاري‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬آثار الرهن بالنسبة إلى الراهن‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬آثار الرهن بالنسبة إلى الدائن المرتهن‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬آثار الرهن بالنسبة إلى الدائنين العاديين‬
‫‪53‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء رهن المحل التجاري‬
‫الفرع األول‪ :‬تسديد قيمة الدين أو تنازل الدائن عنه حقه بالرهن صراحة أو ضمنا ‪53‬‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬عند تملك الدائن المرتهن للشيء المرهون أو عند هالك الشيء‬
‫المرهون‬
‫‪56‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪61‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪66‬‬ ‫الفهرس‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪67‬‬

You might also like