Professional Documents
Culture Documents
ﻣﻘدﻣــﺔ :
اﻷﺻل أن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣدﯾن ﻻﻟﺗزاﻣﮫ ﯾﻛون اﺧﺗﯾﺎرﯾﺎ ﺑدون ﺗدﺧل أي طرف ،ﻟﻛﻧﮫ ﻗد ﯾرﻓض اﻟﺗﻧﻔﯾذ
اﻻﺧﺗﯾﺎري ﻓﯾ ﺗﺣرك ﻋﻧﺻر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﮫ وﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﻣﺑﺎﺷرا
أوﻋن طرﯾق اﻟﺣﺟز ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﮭو اﻟذي ﯾﺻ ل ﻣن ﺧﻼﻟﮫ اﻟداﺋن إﻟﻰ اﺳﺗﻔﺎء ﺣﻘﮫ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ
،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻼ 1
ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣدﯾن و اﻟذي ﻗد ﯾﻛون إﻣﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ أو ﺑﻣﻘﺎﺑل
ﯾﺻل اﻟداﺋن إﻟﻰ اﺳﺗﯾﻔﺎء دﯾﻧﮫ ﻓﯾﮫ إﻻ ﻋن طرﯾق اﺗﺧﺎذ إﺟراءات اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻣدﯾن وﺑﯾﻌﮭﺎ ﻣﺗﻰ
ﺗواﻓرت ﺷروط ﺣد دھﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،و ﯾﮭدف اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري إﻟﻰ إﺷﺑﺎع رﻏﺑﺔ اﻟداﺋن ﺑﺗﺣوﯾل ﻣﺎل ﻣﻌﯾن ﻣن أﻣوال
اﻟﻣدﯾن إﻟﻰ ﻧﻘود ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗوﻓﻲ ﻣﻧﮭﺎ ﺣﻘوﻗﮫ ،وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﯾﺗم ﺗﺣت إﺷراف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ورﻗﺎﺑﺗﮭﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب داﺋن ﺣﺎﻣل ﻟﺳﻧد ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﮫ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺷروط واﻷﺷﻛﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻗﺻد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﺣﻘوﻗﮫ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن ﻗﮭرا ﻋﻧﮫ .
ﺗﻌﺗﺑر أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﺿﺎﻣﻧﺔ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑدﯾوﻧﮫ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 188ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،وﻋﻠﯾﮫ
ﯾﻣﻛن إﺧﺿﺎﻋﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻧﻘوﻻت أم ﻋﻘﺎرات ،واﻷﺻل أن ﯾﺗم اﻟﺗﻧﻔﯾذ أوﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﻓﺈن
ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺟودة أو ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﯾﻠﺟﺄ اﻟداﺋن إﻟﻰ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﮭﺎ اﻟﻣدﯾن ﻟوﺿﻌﮭﺎ ﺗﺣت ﯾد اﻟﻘﺿﺎء
و ﺑﯾﻌﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﺣﻘﮫ ﻣﻧﮭﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﺑﯾل اﻷﺧﯾر اﻟذي
ﯾﺳﻠﻛﮫ اﻟداﺋن ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣدﯾن ﺑﻐرض اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟدﯾن .
و ﻧظرا ﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻣن اﻟﻣﻧظورﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺈن اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات ﯾﺧﺿﻊ
اﻟﻣﻠﻐﻰ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 2
ﻟﺗداﺑﯾر وﺷﻛﻠﯾﺎت و إﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ ﻧظﻣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻷﻣر 154 -66
3 09 - 08واﻟذي ﺟﺎء ﺑﺄﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﺟ ز ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎرات اﻟﻣدﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺷﮭرة اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق
اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺷﻣﻠﮭﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺳﺢ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻣﻘرر إداري أو ﺳﻧد ﻋرﻓﻲ ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻘـﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ ،إذ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻹﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻟظﺎھرة ﺗراﻛم اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺑﻘﺎء أﺻﺣﺎﺑﮭﺎ
1ـ دﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ،طرق اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ ، 2001ﺻﻔﺣﺔ . 06
2ـ اﻷﻣر 66ـ 154اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 08 :ﺟوان 1966اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ .
3ـ اﻟﻘﺎﻧون 08ـ 09اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25 :ﻓﯾﻔري 2008اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ.
1
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻋﺎﺟزﯾن ﻋن ﺗﺣﺻﯾل دﯾوﻧﮭم ﻣن ﺟﮭﺔ ،و ﺗوﺳﯾﻊ داﺋرة اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم و ﺗﺳﮭﯾل ﻋﻣل اﻟﻣﺣﺿرﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾد ھده اﻟﺳﻧدات وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى .
وﻻ ﻧﻣﯾز ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﺑﯾن اﻟﻌﻘﺎر ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ واﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ،ﻓﺎﻟﻌﻘﺎر ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ ھو ﻛل ﺷﻲء ﻣﺳﺗﻘر ﺑﺣﯾز
وﺗﺎﺑت ﻓﯾﮫ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻧﻘﻠﮫ ﻣﻧﮫ دون ﺗﻠف و ﻛل ﻣﺎ ﻋدا ذﻟك ﻣن ﺷﻲء ﻓﮭو ﻣﻧﻘول ، 1ﺳواء ﻛﺎن أرﺿﺎ زراﻋﯾﺔ
أو ﻏﯾر زراﻋﯾﺔ أو ﻣﻧﺷﺂت وﻣﺑﺎﻧﻲ ) ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺛﻣﺎر واﻟﻣزروﻋﺎت ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﺟز ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣﺟز ﻋﻘﺎري إﻻ ﻣﻊ
اﻷرض ،و إذا ﺣﺟز ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﺣﺟز ﺣﺟز ﻣﻧﻘول ( ،وﯾﻣﻛن اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﺑرﻣﺗﮫ ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟرﻗﺑﺔ أو ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر) أﻣﺎ ﺣﻘﻲ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل و اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺟز
ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﻣﺎ ﺣﻘﯾن ﺷﺧﺻﯾﯾن ،وﻛذﻟك اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺛﻠﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺛل ﺣق اﻻرﺗﻔﺎق ( ،أﻣﺎ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ﻓﮭو ﻛل ﻣﻧﻘول ﯾﺿﻌﮫ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻲ ﻋﻘﺎر
ﯾﻣﻠﻛﮫ رﺻدا ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺔ ھذا اﻟﻌﻘﺎر أو اﺳﺗﻐﻼﻟﮫ و ﯾﺣﺟز ﻋﻠﯾﮫ ﺣﺟزا ﻋﻘﺎرﯾﺎ ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻘﺗرن ذﻟك ﺑﺎﻟﺣﺟز
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﺧﺻص ﻟﺧذﻣﺗﮫ ﻛﺎﻵﻻت اﻟﻣﻌدة ﻟزراﻋﺔ اﻷرض وﺣراﺳﺗﮭﺎ ﻣﺛﻼ .
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺳﻧﺣﺎول أن ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﻧﺎ ھذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات ﻏﯾر اﻟﻣﺷﮭرة ﻣﻘﺗﺻرﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات ﺑطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
1ـ اﻟﻣﺎدة 683ﻓﻘرة 1ﻣن اﻷﻣر 58 -75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1975/09/26و اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم .
2
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻣﻘدﻣــــﺔ :
اﻟﺧﺎﺗﻣــــــــﺔ
3