Professional Documents
Culture Documents
2
ﻣﺣﺿر إﺟﺗﻣﺎع اﻟﻔرق اﻟﺑﯾداﻏوﺟﯾﺔ ﻟﻣﺎدة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
إﺟﺗﻣﻌت اﻟﻔرق اﻟﺑﯾداﻏوﺟﯾﺔ ﻟﻣﺎدة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﺑرﻣﺟﺔ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺣﻘوق ل م د ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺣﺎدي
ﻋﺷر ﺻﺑﺎﺣﺎ ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﺣﺎور اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﺑﺷﻘﯾﻬﺎ اﻟﺑﺣوث اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾراﻩ اﻷﺳﺎﺗذة
ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻓﻲ إطﺎر طرﯾﻘﺔ ﻋرﺿﻬﺎ وﻛذا ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾم اﻟطﻠﺑﺔ ،واﻧﺗﻬت اﻟﻔرﻗﺔ إﻟﻰ إﻋﺗﻣﺎد اﻟﺑﺣوث ااﻷﺗﯾﺔ ذﻛرﻫﺎ .
واﻋﺗﻣدت اﻟﻔرق ﺗوزﯾﻊ اﻟﺑﺣوث ﺑدون ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿرات اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ اﻟطﻠﺑﺔ وﻫذا ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ وﻣراﻋﺎة ﻟﻠﺣﺟم
اﻟﺳﺎﻋﻲ اﻟذي ط أر ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻐﯾﯾر ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﺑروﺗوﻛول اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺟﺎﺋﺣﺔ ﻛوروﻧﺎ وﺣرﺻﺎ ﻣن اﻷﺳﺎﺗذة
ﻋﻠﻰ ﺗﻐطﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري.
د /ﺿوﯾﻔﻲ ﻣﺣﻣد
4
ﻣراﺟﻊ ﯾﻣﻛن ﻟﻠطﺎﻟب اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾل ﻣﺎدة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
أوﻻ -اﻟﻛﺗب:
/ 1أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻣﺣرز :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري1995 ،
/ 2أﺣﻣد ﺑﻠودﻧﯾن :اﻟﻣﺧﺗﺻر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،دار ﺑﻠﻘﯾس اﻟﺟزاﺋر.2011 ،
/ 3أﻛﻣون ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم :اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،ﻗﺻر اﻟﻛﺗﺎب ،اﻟﺟزاﺋر.2006 ،
/ 4ﻧﺎدﯾﺔ ﻓﺿﯾل :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﺗﺎﺟر ،اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر .2007
/ 5ﺣﻠو أﺑو ﺣﻠو :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ.1992 ،
/ 6ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﻘﻠﯾوﺑﻲ :اﻟﻣوﺟز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﺗﺎﺟر ،اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،دار
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ .
/ 7ﺷﺎدﻟﻲ ﻧور اﻟدﯾن :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ﻣدﺧل ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ،دار
اﻟﻌﻠوم اﻟﺟزاﺋر .2003
/ 8ﻋﺑﺎس ﺣﻠﻣﻲ :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﺗﺎﺟر ،اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻧﺎﺑﺔ دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎﺗﺎﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر .1983
/ 9ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﺑﻘﯾرات :ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ،اﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر 2011
/ 11ﻋﻠﻲ ﺑن ﻏﺎﻧم :اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري وﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺟزاﺋر 2002
/ 12ﻋﻠﻲ ﺣﺳن ﯾوﻧس :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻر ،دون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر.
/ 13ﻋﻠﻲ ﺳﯾد ﻗﺎﺳم :دروس ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺷروع واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﻣﺷروع
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻔردي ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 17ﻟﺳﻧﺔ ،1999دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة.2001 ،
/ 15ﻓوزي ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ :ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣﺻﺎدر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
اﻟﺗﺎﺟر ،اﻟﻣﺗﺟر ،اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻣﺎن . 2004
/ 16ﻣﺣﻣد اﻷﻣﯾر ﯾوﺳف :اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ب دار اﻟﻧﺻر
ﻟﻠﺗوزﯾﻊ واﻟﻧﺷر ،اﻟﻘﺎﻫرة 2003
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻘواﻧﯾن:
/ 19اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري .
/ 20اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري .
5
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻷﻋــﻣـــﺎل اﻟﺗﺟــــﺎرﯾﺔ
وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺣﺳم اﻟﻣﺷرع ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﺻراﺣﺔ وﻟم ﯾﻌد ﺛﻣﺔ ﺷك ﻓﻲ ﺻﻔﺗﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
ﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻸﻓراد ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫذا اﻟوﺻف ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺷرع أراد إﺧﺿﺎع اﻟﻌﻣل ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ﻣﻌﯾن ﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻬم إﺧﺿﺎﻋﻪ ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ آﺧر ،واﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺗﻌدادﻩ ﻟﻬذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻧﺟدﻩ ﻟم
ﯾﺗﺑﻊ ﻣﻌﯾﺎ ار ﺛﺎﺑﺗﺎ ،ﻓﺄﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻣل ﺗﺟﺎرﯾﺎ وﻟو وﻗﻊ ﻣﻧﻔردا ،وﺗﺎرة أﺧرى ﯾﺷﺗرط ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﻟو ﺗم ﻣﺑﺎﺷرة ﻧﻔس اﻟﻌﻣل ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﻔردة ﻟﻣﺎ اﻋﺗﺑر ﺗﺟﺎرﯾﺎ ،وﻗد ﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ
اﻟﺣﺻر ﻷن اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطور ﻣﺳﺗﻣر ،وﻟدراﺳﺔ ﻣﺿﻣون ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻧﺗطرق ﻓﻲ :اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺣﺳب اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ،اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ.
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔردة ) اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري (.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔردة اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون دون اﻹﻋﺗداد ﺑﻌدد ﻣرات
ﻣزاوﻟﺗﻬﺎ ،أي ﺣﺗﻰ وﻟو ﺑوﺷرت ﻟﻣرة واﺣدة ﻓﻘط ،ودون إﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻬﺎ ،وﻫﻲ ﺗﺷﻣل ﺷراء اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﻹﻋﺎدة
ﺑﯾﻌﻬﺎ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ أو ﺑﻌد ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ وﺷﻐﻠﻬﺎ ،واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺻرف واﻟﺳﻣﺳرة وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟوﺳﺎطﺔ ﻟﺷراء وﺑﯾﻊ
اﻟﻌﻘﺎرات أو اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻘﯾم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﻛذا ﻛل ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻔن واﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺑﺣرﯾﺔ.
6
أوﻻ -اﻟﺷراء ﻷﺟل اﻟﺑﯾﻊ :ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺷراء ﻣن أﺟل اﻟﺑﯾﻊ ﻣن أﻫم ﻣظﺎﻫر اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋن طرﯾﻘﻬﺎ ﯾﺗم اﻟﺗﺑﺎدل
وﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروات ،وﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص وﯾﻌﻧﻲ أن ﯾﻛون
ﻫﻧﺎك ﺷراء ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺷراء وارد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻘول أو ﻋﻘﺎر ،وأن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺷراء ﺑﻘﺻد إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ.
– 1اﻟﺷرط اﻷول :اﻟﺷراء.
ﯾﺟب أن ﯾﺑدأ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺎﻟﺷراء ،وﻻ ﯾﻘﺻد ﻣن ﻛﻠﻣﺔ ﺷراء اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﻣﻘﺎﺑل
ﺑدل ﻧﻘدي ،ﺑل ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻛل ﺣﺎﻻت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﺑﻣﻘﺎﺑل ﺳواء ﻛﺎن ﻧﻘدﯾﺎ أو أي ﺛﻣن آﺧر ﻛﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر
ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ )ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺳﻠﻌﺔ( ،وﻛذا إﺳﺗﺋﺟﺎر اﻟﻌﯾن ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺷﻲء ﻣﻘﺎﺑل دﻓﻊ اﻷﺟر،
أﻣﺎ إذا إﻧﺗﻔﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﻼ ﯾﻛون ﻋﻧﺻر اﻟﺷراء ﻣﺣﻘﻘﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻟو إﻛﺗﺳب اﻟﺷﺧص أﻣواﻻ ﻋن طرﯾق اﻟﻬﺑﺔ أو اﻟوﺻﯾﺔ أو
اﻟﻣﯾراث ،وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻷول ﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟﻪ اﻟﺷراء ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻛﻣﺎ
ﻓﻲ ﺣﺎﻻت إﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛري إذ ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻧﺻر اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﺗداول اﻟﺛروات.
-1– 1ﻣدى ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ :ﺗﺳﺗﺑﻌد اﻟزراﻋﺔ ﻣن ﻧطﺎق اﻟﺗﺟﺎرة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﻌد اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣزارع ﺗﺟﺎرﯾﺔ وذﻟك ﻻﻧﺗﻔﺎء اﻟﺷراء ،ﻓﺑﯾﻊ اﻟﻣ ازرع ﻟﻣﺣﺻول أرﺿﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﻣدﻧﯾﺎ ،ﻷن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﻟم
ﯾﺳﺑﻘﻬﺎ اﻟﺷراء ﻓﯾطﺑق ﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻠزم إﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣﺻوﻻت اﻟزراﻋﯾﺔ ﺳواء ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺷراء اﻟﺑذور
واﻷﺳﻣدة وﺷراء اﻟﻣواﺷﻲ ﻟﺗرﺑﯾﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟزراﻋﯾﺔ وﻛذﻟك ﺷراء اﻵﻻت اﻟزراﻋﯾﺔ ،ﻓﺎﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟزراﻋﺔ ﻣن ﻧطﺎق
اﻟﺗﺟﺎرة ﺗﻘﻠﯾدا اﺳﺗﻘر ﻣﻧذ اﻟﻘدم ،وﯾرﺟﻊ إﻟﻰ أن اﻟزراﻋﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ظﻬورﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة ﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
وﻗد إﻧﺗﻘد ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﻣﺳﺄﻟﺔ إﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟزراﻋﺔ ﻣن ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺻورة ﻣطﻠﻘﺔ وذﻫب ﻫؤﻻء إﻟﻰ أن
اﻟﺗﻘدم واﻟﺗطور اﻟﺣدﯾث اﻟذي ط أر ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻐﻼل اﻟزراﻋﻲ ﻗد ﺷﺟﻊ ﻛﺛﯾ ار ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ
اﻟﺿﺧﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم ﯾﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻠﻪ وأﺳﺎﻟﯾﺑﻪ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺑﺎﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ
اﺳﺗﺧدام اﻟﻐﯾر أو اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﻬم واﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻵﻻت وطرق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﺋﺗﻣﺎن ﻣن
اﻟﺑﻧوك وﻛذﻟك اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت أو اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﻘد ﻧﺎدى ﻫذا اﻟﻔرﯾق ﻣن
اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﺳﺗﻐﻼل اﻟزراﻋﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺷﻛل اﻟﻣﺷروع أو اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗﯾﺎﺳﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻟذا ﻧﺎدى ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺿرورة إدﺧﺎل اﻟزراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎري.
وﻗد ﺛﺎر ﺧﻼف ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﺣول ﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ إو ﻋﺎدة ﺑﯾﻌﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣﻛﻣﻼ ﻟﻠﻧﺷﺎط
اﻟزراﻋﻲ ﯾﻌد اﻟﻌﻣل ﻣدﻧﯾﺎ ،أﻣﺎ إذا ﺗﻐﻠب اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻐﻼل اﻟزراﻋﻲ ﻓﯾﻛﺗﺳب اﻟﻌﻣل اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﺷﺎط اﻟرﺋﯾﺳﻲ أي اﻟﻌﺑرة ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻷﺻﻠﻲ .ﻟﻛن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺗظﻬر ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣدﯾد
اﻟﻧﺷﺎط اﻟرﺋﯾﺳﻲ وﻣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣزارع أﺻﺑﺢ ﯾﻣﺎرس أﻋﻣﺎل ﺗﺟﺎرﯾﺔ.
7
ﻣﺛﺎل إذا ﻗﺎم ﻣزارع ﺑﺗﺣوﯾل ﻣﻧﺗﺟﺎت أرﺿﻪ ﺛم ﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﻌد ﺻﻧﻌﻬﺎ ﻛﺗﺣوﯾل اﻟﻘﻣﺢ إﻟﻰ دﻗﯾق ،ﻓﺈذا إﻗﺗﺻر اﻟﻌﻣل
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ وﺣدﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺑدو ﻣﻌﻪ ﻫذا اﻟﻌﻣل ﺛﺎﻧوﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻣل اﻟزراﻋﺔ ،ﻓﻘدت اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ
طﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎري وﺗﺻﺑﺢ ﻋﻣﻼ ﻣدﻧﯾﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟزراﻋﻲ اﻟرﺋﯾﺳﻲ .أﻣﺎ إذا أﺧذت اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ﺣﺟﻣﺎ ﺿﺧﻣﺎ
ﯾﻐطﻲ اﻟﻌﻣل اﻟزراﻋﻲ ﺑﺣﯾث ﯾظﻬر ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﺟرد ﻋﻣل ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻣل ﻛﻛل ﯾﻌد ﺗﺟﺎري ﻛﻣﺎ ﻟو
ﻗﺎﻣت إﺣدى ﺷرﻛﺎت اﻟﺳﻛر ﺑﺷراء أو إﺳﺗﺋﺟﺎر أرض وزراﻋﺗﻬﺎ ﻗﺻﺑﺎ ﻟﻣد ﻣﺻﺎﻧﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ
اﻟﺳﻛر ،أو إذا اﻣﺗدت اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣزارع ﻟﺗﺷﻣل أﯾﺿﺎ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻐﯾر إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ.
وأﺧﯾ ار ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣزارع ﺑﺷراء ﻣﻧﺗﺟﺎت أرض اﻟﻐﯾر إو ﻋﺎدة ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ،ﻓﺈن ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻣدﻧﯾﺔ ﻫذا اﻟﻌﻣل
ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ اﺷﺗراﻫﺎ ﺗﻔوق أو ﺗﻘل ﻋن اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ أرﺿﻪ.
-2– 1ﻣدى ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟذﻫﻧﻲ واﻟﻔﻧﻲ :ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛري ﻣن اﻟﻣؤﻟف ﻧﻔﺳﻪ،
ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﺳﺑﻘﻪ ﺷراء وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻋﺗﺑر ﻣدﻧﯾﺎ ﺑﯾﻊ اﻟﻣؤﻟف ﻟﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ ،ﺳواء أﻗﺎم ﺑطﺑﻊ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ وﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﻪ وﻧﺷرﻩ
ﺑﻧﻔﺳﻪ أو ﻋﻬد ﺑذﻟك ﻟﻧﺎﺷر ،وﯾدﺧل ﻓﻲ ﻋداد اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺄﻟﯾف ورﺳم اﻟﻠوﺣﺎت وﻧﺣت اﻟﺗﻣﺎﺛﯾل
واﻟﺗﺻوﯾر واﻟﺗﻠﺣﯾن واﻹﺧراج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ أو اﻟﻣﺳرﺣﻲ واﻟﺗﻣﺛﯾل واﻟﻐﻧﺎء ،وﺗﺣﺗﻔظ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟﺟﺄ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ إﻟﻰ ﺷراء ﺑﻌض اﻷدوات واﻵﻻت ،ﻣﺛل اﻷوراق ﻟﻠﺗﺄﻟﯾف ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻷﻟوان
واﻟزﯾوت ﻟﻠرﺳم واﻵﻻت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﺗﻠﺣﯾن ،واﻷﺣﺟﺎر ﻟﻠﻧﺣت ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻬذﻩ اﻷدوات ﺗﻣﺛل ﺟﺎﻧﺑﺎ ﺛﺎﻧوﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ
اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز ﺑﺻﻔﺔ ﺟوﻫرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛري أو اﻟﻔﻧﻲ ذاﺗﻪ.
وﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟوﺿﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺻﺣﺎب اﻹﻧﺗﺎج اﻟذﻫﻧﻲ واﻟﻔﻧﻲ ،ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻛل ﻋﻣل ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﺗوﺳط ﻓﻲ
ﺗداول ﻫذا اﻹﻧﺗﺎج ﺑﯾن أﺻﺣﺎﺑﻪ واﻟﺟﻣﻬور ،ﻓﻬذا اﻟﻌﻣل ﯾﺗواﻓر ﻟﻪ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺷراء ﻣن أﺟل اﻟﺑﯾﻊ وﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ،
ﻓﺎﻟﻧﺎﺷر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺷراء أﻋﻣﺎل اﻟﻣؤﻟف ﻟطﺑﻌﻬﺎ ﺛم ﺑﯾﻌﻬﺎ ﺑﻌد ذﻟك ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑﻬدف اﻟرﺑﺢ إﻧﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻌﻣل ﺗﺟﺎري
ﯾﺧﺿﻊ ﻓﯾﻪ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،وﯾﻧطﺑق ذات اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﻣﻧﺗﺞ اﻟﻔﯾﻠم أو اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ أو ﻣوزع اﻷﺳطواﻧﺎت،
ﻓﻬدف ﻫؤﻻء ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻫو اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣل أﺻﺣﺎب اﻹﻧﺗﺎج اﻟذﻫﻧﻲ واﻟﻔﻧﻲ ذاﺗﻪ وﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﻣن وراء ذﻟك.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹﺻدار اﻟﺻﺣف واﻟﻣﺟﻼت ﻓﻘد ﺟرى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣﺎ إذا ﻛﺎن إﺻدار اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ
أو اﻟﻣﺟﻠﺔ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ ﺟﻧﻲ اﻟرﺑﺢ أو ﻻ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻹﺻدار ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ واﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﺗداول اﻷﻓﻛﺎر ،ﻓﺈن
ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻏرض اﻟﻣﺟﻠﺔ أو اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻧﺷر أﻓﻛﺎر
ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو أدﺑﯾﺔ أو إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو ﺻﺣﯾﺔ 1ﻛﺎﻟﻣﺟﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
ﻓﺈن إﺻدارﻫﺎ ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﻣدﻧﯾﺎ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻗﺎﻣت ﺑﻧﺷر إﻋﻼﻧﺎت طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻧﺷر اﻹﻋﻼﻧﺎت ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﺛﺎﻧوﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻐرض اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺻﺣﯾﻔﺔ أو اﻟﻣﺟﻠﺔ.
8
-3– 1ﻣدى ﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة :وﻣﺛﺎل ﻫذﻩ اﻟﻣﻬن اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،اﻟطب ،اﻟﻬﻧدﺳﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﻬن اﻟﺣرة
ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌﻣل اﻟﻌﻘﻠﻲ أﺳﺎﺳﺎ ﺣﯾث أن اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟرﺑﺢ داﻓﻊ ﺛﺎﻧوي ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل وﻫﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﻐﻼل ﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﻣﻠﻛﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ وﻫم ﯾﺑﺎﺷرون أﻋﻣﺎﻟﻬم إﻧﻣﺎ ﯾﻘدﻣون ﺧدﻣﺎت ﻟﻌﻣﻼﺋﻬم ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ﻫو ﻣن
ﻗﺑﯾل اﻹﻟﺗزام اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻗوام ﻣﺑﺎﺷرة ﻫذﻩ اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﯾن ﻣن ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ وﻋﻣﻼﺋﻪ
وﯾﺑﻘﻰ ﻋﻣل اﻟطﺑﯾب ﻣدﻧﯾﺎ وﻟو ﻣﺎرس ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻛﺑﯾﻊ اﻷدوﯾﺔ ﻟﻌﻣﻼﺋﻪ أو ﻗﺎم ﺑﺑﻧﺎء ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ،ﻷن ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻻ
ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق وظﯾﻔﺗﻪ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﻣل ﻣدﻧﻲ ﺑﺣث ،إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة ﯾﺗطﻠب
ﺗﺣﻘﯾق ﻋﻣل ﻓﻛري ﻣﺣض ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺗﺟﺎرة ﺗﺗطﻠب ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن إﻧﺟﺎز أﻋﻣﺎل ﻣﺎدﯾﺔ ،ﻛﻧﻘل اﻟﺳﻠﻊ ﻣن
ﻣﻛﺎن ﻵﺧر أو ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ﻗﺑل ﺑﯾﻌﻬﺎ .
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻓﺈن ﻋﻣل ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺣرة ﯾﻔﻘد ﺻﻔﺗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔ إذا ﺗﺟﺎوزت أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ
ﺣدود ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﻣﻬﻧﻲ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗراﺟﻊ اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺣرة إﻟﻰ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﺗﻘف ﺧﻠف اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ
وﺗﺗﺑﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺻﺑﺢ ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻗﯾﺎم أﺣد اﻷطﺑﺎء ﺑﺑﯾﻊ أدوﯾﺔ
وﻋﻘﺎرات طﺑﯾﺔ ﻷﺷﺧﺎص أﺧرى ﻏﯾر ﻣرﺿﺎﻩ ،أو ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ أو ﻣرﻛز طﺑﻲ ﯾﻘدم ﻓﯾﻪ ﻟﻣرﺿﺎﻩ ﺧدﻣﺔ
ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻐطﻲ اﻹﻗﺎﻣﺔ واﻷدوﯾﺔ واﻷﻏذﯾﺔ طوال ﻓﺗرة ﻋﻼﺟﻬم ،ﻓﺎﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺎت ﺻﺎرت ﻫﻲ ﻣوﺿوع
اﻟﻌﻣل اﻟرﺋﯾﺳﻲ واﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠطﺑﯾب ﻓﻲ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن.
وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﻌﻘﺎرات ﻻ ﺗﺗﺳم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﺑروح اﻟﺳرﻋﺔ واﻟﺗﺑﺳﯾط اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري،
ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺳﺎﯾر اﻟﺗطور اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣدﯾث ﻓﺄدﺧل اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻧظ ار ﻟﻛون ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة أﺻﺑﺣت ﺗﺷﻛل ﻣﺿﺎرﺑﺎت ﻋﻘﺎرﯾﺔ ذات أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺗﺗم ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺑرأس ﻣﺎل ﻛﺑﯾر اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ
إﺋﺗﻣﺎن ﻛﺑﯾر ﺑﺣﯾث ﻟو أﺧذﻧﺎ ﺑﻣدﻧﯾﺗﻬﺎ ﻟﺣرم اﻟﻐﯾر اﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﻬﺎ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري وﻣن
أﻫﻣﻬﺎ إﺷﻬﺎر إﻓﻼس ﻫؤﻻء اﻟﻣﺿﺎرﺑﯾن.
واﻟﺷراء ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ أو اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﺑﺣﺳب اﻟﻣﺂل واﻟﻣﻧﻘول ﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻧﻘﻠﻪ
وﺗﺣوﯾﻠﻪ ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ آﺧر دون ﺗﻠف أو ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺗﻪ ،وﯾﻛون اﻟﻣﻧﻘول ﻣﺎدﯾﺎ ﻛﺎﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬﺎ
واﻟﺳﻠﻊ ،وﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻛﺎﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري واﻟدﯾون واﻷﺳﻬم واﻟﺳﻧدات وﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻛﺑراءات اﻹﺧﺗراع واﻟﻌﻼﻣﺎت
واﻟرﺳوم واﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﯾﺟوز ﺷراؤﻫﺎ وﺑﯾﻌﻬﺎ أﺳوة ﺑﺎﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﻣﺎدﯾﺔ أﻣﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻻت
9
ﺑﺣﺳب اﻟﻣﺂل ﻓﻬو ﻋﻘﺎر ﺗﻘرر ﻣﺻﯾرﻩ ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻋﻠﻰ وﺷك اﻟﻬدم ﺑﺣﯾث ﯾدﺧل اﻹﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺎل
ﻣﻧﻘول ﺑﺣﺳب اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺻﯾر إﻟﯾﻬﺎ ﻗرﯾﺑﺎ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺷراء ﻣﻧزل ﺑﻘﺻد ﻫدﻣﻪ وﺑﯾﻌﻪ أﻧﻘﺎﺿﺎ ،أو ﺷراء
اﻷﺷﺟﺎر ﺑﻘﺻد ﻗطﻌﻬﺎ وﺑﯾﻌﻬﺎ أﺧﺷﺎﺑﺎ.
أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺷراء اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻬو ﺷراء اﻟﺣق اﻟﻌﻘﺎري ذاﺗﻪ ﻛﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،أﻣﺎ إﺳﺗﺋﺟﺎر ﻋﻘﺎر ﺑﻘﺻد إﻋﺎدة ﺗﺄﺟﯾرﻩ ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر
واردا ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻷﻧﻪ ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ وﻫﻲ ﻣﻧﻘول وﯾﻌﺗﺑر أﯾﺿﺎ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ﯾظل اﻟﻌﻣل ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﻗﺻد اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺗﺄﺟﯾر ﻋﻧد اﻟﺷراء ﺛم ﯾﻌدل اﻟﻣﺷﺗري أو
اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﺑﻌد ذﻟك وﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺎﻟﺷﻲء ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ،وﯾﺑﻘﻰ اﻟﻌﻣل ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺗم اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻌد ﺗﺣوﯾل اﻟﻣﻧﻘول
أو ﺗﺻﻧﯾﻌﻪ ﻛﺷراء اﻷﻗﻣﺷﺔ ﻷﺟل ﺻﻧﻌﻬﺎ ﺛﯾﺎﺑﺎ أو ﺷراء اﻟﺑرﺗﻘﺎل ﻷﺟل ﺗﺣوﯾﻠﻪ إﻟﻰ ﻋﺻﯾر .
وزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧﺻل إﻟﻰ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري وﻫﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ،ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺗﺗم ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻫدف ﻧﻬﺎﺋﻲ وﻫو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح ،أﻣﺎ إذا اﻧﺗﻘﻠت ﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ أو ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﺗوﻓرة ﻓﻼ
ﯾﻛون اﻟﻌﻣل ﺗﺟﺎرﯾﺎ ،ﻏﯾر أن ذﻟك ﻻ ﯾﻌد ﺷرطﺎ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري ﻟذﻟك ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻌﻣل ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺧﺳﺎرة .
وﻛذﻟك ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻌﻣل ﺗﺟﺎرﯾﺎ إذا ﻟﺟﺄ اﻟﻣﺷﺗري إﻟﻰ ﺑﯾﻊ اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﺑﺛﻣن اﻟﺷراء أو ﺑﺄﻗل ﻣﻧﻪ ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﺗﻠﻔﻬﺎ أو رﻏﺑﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ
اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻪ ﻷﻧﻪ ﯾﺄﻣل ﺑﻌد ذﻟك أن ﯾﺣﺗﻛر اﻟﺳوق وﯾرﻓﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﻌد ذﻟك ﺳﯾﺻل إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ اﻟﻼزم.
10
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺻرف.
ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺻرف ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ اﻟﺑﻧوك ،وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﻬﻲ أﻋﻣﺎل ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣوﺿوﻋﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺑﻧوك ،وﻟو ﺗﻣت ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﻔردة وﻟﺻﺎﻟﺢ ﺷﺧص ﻏﯾر ﺗﺎﺟر ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣﯾل أو اﻟزﺑون ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌد
أﻋﻣﺎﻻ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻌﻣﯾل ﺗﺎﺟ ار وﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺟﺎرﺗﻪ ،أو ﻛﺎن ﻏﯾر ﺗﺎﺟر وﻟﻛن
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺟراﻫﺎ ﻣﻊ اﻟﺑﻧك ﻛﺎﻧت ﺑﻐرض ﻋﻣل ﺗﺟﺎري ﻛﺷراء اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻷﺟل ﺑﯾﻌﻬﺎ.
وﯾﻘﺻد ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺻرف ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻧﻘود ،ﺳواء ﻧﻘود وطﻧﯾﺔ ﺑﻧﻘود أﺟﻧﺑﯾﺔ أو ﻧﻘود أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﻧﻘود أﺧرى ،وﯾﻛون اﻟﺻرف
ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن إﻣﺎ ﯾدوي أو ﻣﺣﻠﻲ ،أو ﺻرف ﻣﺳﺣوب .ﻓﺎﻟﺻرف اﻟﯾدوي ﯾﺗم ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺻرف اﻟﻣﺳﺣوب
ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﺻراف ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻧﻘود ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﻠم ﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﻧﻘودا أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد آﺧر.
وﺗﻌﺗﺑر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺻﺎرف ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻘﺎرات ﻛﺎﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ
اﻟﻣﺻﺎرف ﺑﺿﻣﺎن ﻋﻘﺎري .وﻟﻛن اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻻ ﺗﻼزم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺻرف ،وأﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣﯾل ﻓﺗﻌﺗﺑر
ﺗﺟﺎرﯾﺔ إذا ﻛﺎن ﺗﺎﺟ ار وﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺟﺎرﺗﻪ ،وﺗﻛون ﻟﻬﺎ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ إذا ﻟم ﯾﻛن ﺗﺎﺟ ار أو ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺟﺎرﺗﻪ،
وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن ﺻدﯾﻘﯾن ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ .أﻣﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﻧوك ﻓﺗﻌﺗﺑر ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ
ﻣن ﻗﺑﯾل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو وﻗﻌت ﻣرة واﺣدة.
وﯾﻔﺗرق اﻟﺳﻣﺳﺎر ﺑﻌﻣﻠﻪ ﻫذا ﻋن ﻋﻣل ﻛل ﻣن اﻟوﻛﯾل اﻟﺗﺟﺎري واﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﻌﻣوﻟﺔ ﻓﻬو إو ن ﻛﺎن ﯾﺗوﺳط ﺑﯾن طرﻓﻲ
اﻟﻌﻘد اﻟﻣراد إﺑراﻣﻪ ﻻ ﯾﻣﺛل أﯾﺎ ﻣﻧﻬﻣﺎ وﻻ ﯾﻌد طرﻓﺎ ﻣوﻗﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا ﻧﺟﺢ اﻟﺳﻣﺳﺎر ﻓﻲ وﺳﺎطﺗﻪ وأﺑرم
اﻟﻌﻘد ﺑﯾن طرﻓﯾﻪ ﻓﺈن أﯾﺔ ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت ﯾرﺗﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻌﻘد إﻧﻣﺎ ﺗﻛون ﻟﺻﺎﻟﺢ أو ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق طرﻓﯾﻪ ﻓﻘط ﺑﻣﻧﺄى ﻋن
اﻟﺳﻣﺳﺎر اﻟذي ﯾﻧﺗﻬﻲ دورﻩ ﺑﻣﺟرد إﺑرام اﻟﻌﻘد ﺳواء ﻧﻔذ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺑﻌد ذﻟك أم ﻟم ﯾﻧﻔذ ،ﻓﺎﻟﺳﻣﺳﺎر ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻏﯾر
ﻣﺳﺋول ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم إﺛر وﺳﺎطﺗﻪ ﻻ ﺑﺻﻔﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻻ ﻛﺿﺎﻣن ﻷﺣد طرﻓﯾﻪ .واﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗﺑر
ﺻراﺣﺔ ﻋﻣل اﻟﺳﻣﺳﺎر أﯾﺎ ﻛﺎن ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ دون ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺑرﻣﻬﺎ أﻛﺎﻧت ﻣدﻧﯾﺔ أم ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻟذا
ﻓﻌﻣل اﻟﺳﻣﺳﺎر ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻣﺳﺎر أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﺈن اﻷﻣر ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟذي ﯾﻘوﻣون ﺑﻪ وﻋﻠﻰ ﺻﻔﺗﻬم.
11
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺣﺳب اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔردة ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ طﺎﺋﻔﺔ أﺧرى ﻣن اﻷﻋﻣﺎل ﻻ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻻ إذا وﻗﻌت ﻓﻲ ﺻورة ﻣﻘﺎوﻟﺔ أو ﻣﺷروع ،أﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻷن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم وﺗﻧﺟز
ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻘﺎوﻻت ﻫﻲ ﻓﻲ ﺗزاﯾد ﻣﺳﺗﻣر وﺗطور ،وﻣن أﺟل اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻧﻘوم أوﻻ ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺛم ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ ﻧﺷﺎط ﻣل ﻣﻧﻬﺎ .
أوﻻ -ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ :ﺗﻛون اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ـ ـ ـ ـ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻬﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ
أو ﻓﻲ ﺷﻛل ﻏرض أو ﻣﺣل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷرﻛﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﺟﺎري ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻷﺳﺎس
اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري .وﻧﺑﺣث ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻣﯾﯾ از ﻟﻬﺎ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻣت ﻓﻲ
ﺷﻛل ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻪ
ﺑﺟﺎﻧب اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ أﻋﻣﺎﻻ ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗﻛﺗﺳب ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻬﺎ ﻓﺈن
اﻟﻣﺷرع ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إذا ﺗﻣت ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻘﺎوﻟﺔ.
ﺣﯾث ﻋرﻓﻬﺎ اﺳﻛﺎر ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻛرار اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻹﺣﺗراف ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم ﻣﻬﻧﻲ ﺳﺎﺑق ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﻻ ﺑد
ﻣن ﺗواﻓر ﻋﻧﺻرﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :
ـ ـ ـ ـ ﺗﻛرار اﻟﻌﻣل أي اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط ﺑﺻورة ﻣﻧﺗظﻣﺔ وﻣﻌﺗﺎدة
ـ ـ ـ ـ وﺟود ﺗﻧظﯾم ﻣﻬﻧﻲ :ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻻﻛﺗﺳﺎب اﻟﻌﻣل ﺻﻔﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ أن ﯾﻛون ﺑﺻورة ﻣﻌﺗﺎدة ﻗﺑل أن ﯾﻛون ﺑﺻورة ﺗﻧظﯾم
ﻣﺎدي ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط .ﻓﺑﺗﻛرار اﻟﻌﻣل ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻌﻣل
اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﺟﻠﻲ ﻋن اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﻧﻔرد وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﻛرار ﻻ ﯾﻛﻔﻲ وﺣدﻩ ﻹﺿﻔﺎء ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل إذا ﻟم ﺗﺗم ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﺑواﺳطﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل ﻣن ﺗوظﯾف اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﺗﺎد
واﻟﺗﺟﻬﯾزات وﺗوﻓر اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذا اﻟﻧﺷﺎط واﻟﻣﻬﯾﺄة واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟﻌﻣل.
1ـــــــ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺄﺟﯾر اﻟﻣﻧﻘوﻻت واﻟﻌﻘﺎرات :ﺗﺄﺟﯾر اﻟﻣﻧﻘوﻻت واﻟﻌﻘﺎرات ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ إذا ﺣدﺛت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﻛرار
واﺗﺧذت ﺷﻛﻼ ﻣﻧظﻣﺎ ﯾﺳﺗوي أن ﯾﻛون اﻟﺗﺄﺟﯾر وارد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻘول أو ﻋﻘﺎر ،وﻗد أﺿﻔﻰ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إذا ﺗم ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﺷروع اﻟﻬدف ﻣن وراءﻩ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ،ﻓﺄراد اﻟﻣﺷرع
ﺣﯾﻧﺋذ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻊ أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻓﺄﺻﺑﻎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺗﻲ ﺗزاوﻟﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷروﻋﺎت وأﺧﺿﻌﻬم ﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺳك اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ودﻓﻊ
12
اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﺛﺎل ذﻟك ﻗﯾﺎم ﺷﺧص ﺑﺗﺄﺟﯾر اﻟﺳﯾﺎرات أو ﺗﺄﺟﯾر ﻣﻧزل وﺟﻌﻠﻪ ﻓﻧدﻗﺎ أو
ﻣﻛﺎن ﻟﻠﻌﻼج أو ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم.
2ـــــــ ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻹﻧﺗﺎج أو اﻟﺗﺣوﯾل أو اﻹﺻﻼح :ﯾﺳﻣﯾﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻣﺷروع أو ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ،وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻧﺗﺎج
ﻣواد أوﻟﯾﺔ وﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻠﻊ ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻘﺿﺎء ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ،وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻋﻣﺎل داﺧﻠﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ،ذﻟك أن
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣوﯾل اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﯾﺔ أو اﻟﻣﺎدة ﻧﺻف اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ إﻟﻰ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻧﺗﺎج زراﻋﻲ أو ﻻ ،ﻛﻣن ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟزﯾﺗون وﯾﻘدﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺻرة ﻻﺳﺗﺧراج اﻟزﯾت ﻣﻧﻪ ،أو ﻛﻣن ﯾﻘوم
ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟﻘطن وﯾﻘوم ﺑﺗﺣوﯾﻠﻪ إﻟﻰ ﻧﺳﯾﺞ أو ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم وﺻﻧﺎﻋﺗﻬﺎ ﻛﺎﺳﺗﺧراج اﻟﺣدﯾد وﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﺎرات.
وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﯾن ﻋﻣل اﻟﻌﻣﺎل وﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﻓﺿﻼ ﻋن وﺟود
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وﻗﺻد ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌد اﻟﺻﺎﻧﻊ ﺗﺎﺟ ار وﻻ ﻓرق ﻓﻲ ذﻟك إن ﻛﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻧﻊ ﻗد اﺷﺗرى اﻟﺳﻠﻌﺔ
ﻟﺻﻧﻌﻬﺎ أو أﻧﻬﺎ ﺳﻠﻣت إﻟﯾﻪ ﻟﯾﺗوﻟﻰ ﺻﻧﻌﻬﺎ أو ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ أو إﺻﻼﺣﻬﺎ وﯾردﻫﺎ ﻟﻠﻌﻣﯾل ،ﻣﺛﺎل ذﻟك أن ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎول
ﺻﻧﺎﻋﺔ أﻗﻣﺷﺔ اﻟﻐﯾر أو طﺣن ﺣﺑوﺑﻪ أو إﺻﻼح ﺳﯾﺎرﺗﻪ ،ﻓﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟذي أﺧذ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
إﻧﻣﺎ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺷراء أو ﺑﯾﻊ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط ﺻﺎﻧﻊ واﻟذي ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ
ﻣﺎل اﻟﻐﯾر دون وﺟود ﺷراء أو ﺑﯾﻊ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺻﺎﻧﻊ.
وﯾﺳري اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎء أو اﻟﺣﻔر أو
ﻟﺗﻣﻬﯾد اﻷرض /ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗورﯾد أو اﻟﺧدﻣﺎت /ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﻧﺎﺟم أو اﻟﻣﻧﺎﺟم اﻟﺳطﺣﯾﺔ أو ﻣﻘﺎﻟﻊ اﻟﺣﺟﺎرة أو
ﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻷرض /ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻧﻘل واﻹﻧﺗﻘﺎل /ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﻼﻫﻲ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛري /ﻣﻘﺎوﻟﺔ
اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت /ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺧﺎزن اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ /ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺟدﯾدة ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ أو اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺟزﺋﺔ /ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺻﻧﻊ أو ﺷراء أو ﺑﯾﻊ أو إﻋﺎدة ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻔن ﻟﻠﻣﻼﺣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ.
14
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ.
اﻷﺻل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل ﺗﻛون ﻣدﻧﯾﺔ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻔﻘد ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﺗﺻﺑﺢ ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ
)أن اﻟﻔرع ﯾﺗﺑﻊ اﻷﺻل( ،وﻧظرﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﯾﺳت وﻟﯾدة اﻹﺟﺗﻬﺎد وﺣدﻩ ﺑل ﻫﻲ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﺟﺎري ﻧﻔﺳﻪ ،إذ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ،اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﺗﻪ أو ﺣﺎﺟﺎت ﻣﺗﺟرﻩ ،اﻹﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎر".
15
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ :أن ﯾﻛون اﻟﻌﻣل ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻧﺎﺷﺋﺎ ﻋن اﻹﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎر.
ﻻ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻘوم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﯾﻛون ﻋﻣﻠﻪ ﺗﺟﺎرﯾﺎ إﻧﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺳﺑب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﺣﺎﺟﺎت ﺗﺟﺎرﺗﻪ أو
ﺳﺑب ﺗﺟﺎرﺗﻪ ،وﻟﻬذا ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎﺳم آﺧر ﻫو ﻧظرﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺳﺑﺑﻬﺎ ،ﻓﻘﯾﺎم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻌﻣل ﻣدﻧﻲ
ﻣن أﺟل ﺗﺟﺎرﺗﻪ أو ﻟﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﯾﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣدﻧﻲ وﺻﻔﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ،وﻛﻣﺛﺎل ﻋن ذﻟك ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻘﻬﻰ اﻟذي
ﯾﺷﺗري ﻟوﺣﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻷﺣد ﻛﺑﺎر اﻟﻔﻧﺎﻧﯾن أو اﻟرﺳﺎﻣﯾن ﻓﯾزﯾن ﺑﻬﺎ ﺟد ارن ﻣﻘﻬﺎﻩ ،ﻓﺷراء ﻫذﻩ اﻟﻠوﺣﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣدﻧﯾﺎ ،ﻟﻛن
اﻟﻣﺷﺗري ﻫو ﺗﺎﺟر وﻟم ﯾﻛن ﺷراؤﻫﺎ ﻟﺗزﯾﯾن ﻣﻧزﻟﻪ إو ﻧﻣﺎ ﻟﺗزﯾﯾن ﻣﻘﻬﺎﻩ ﺑﺣﯾث ﯾﺿﻔﻲ ﻣﻧظرﻫﺎ اﻟﺟﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﻬﻰ،
وﺗﻌﺟب اﻟزﺑﺎﺋن ﻛﻣﺎ ﺗرﻓﻊ ﻣن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﻘﻬﻰ إﻟﻰ درﺟﺔ أﻋﻠﻰ ،ﻓﺎﻟﺑﺎﻋث ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻟﻠوﺣﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻫو ﺗﺟﺎري ﻣﻣﺎ
ﯾﺟﻌل ﺷراءﻫﺎ ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ.
واﻷﻣر ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺎ ﻧﺷﺎﻫدﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺗﻠﻔزة ﻣن دﻋوة اﻟﺟﻣﻬور ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﻣﺳﺎﺑﻘﺔ رﻣﺿﺎن
ﻣﻊ وﻋد اﻟﺟﻣﻬور ﺑﺄن اﻟﻔﺎﺋزﯾن ﺳﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﻫداﯾﺎ ﺗذﻛر وﺗظﻬر ﻓﻲ اﻟﺻورة ﻣن طرف ﺷرﻛﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻣل
ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻷول وﻫﻠﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻣل ﻣدﻧﻲ ﻷﻧﻪ ﺗﺑرﻋﻲ وﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﺧﺗﻔﻲ وراء وﻋد
أﺻﺣﺎب اﻟﺟواﺋز ﻣن اﻟﺗﺟﺎر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎر ﺑوﺟودﻫم وﻧزاﻫﺗﻬم واﻟدﻋﺎﯾﺔ ﻟﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻬم اﻟذي ﯾظﻬر ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺗﻠﻔزة
أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟواﺣد وﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻠب اﻟزﺑﺎﺋن ﻟﻠواﻋد ﺑﺎﻟﺟﺎﺋزة ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ اﻟﻘول أن اﻟوﻋد
ﺑﺎﻟﺟﺎﺋزة ﺻدر ﻣن ﺗﺎﺟر وﻟﺣﺎﺟﺎت ﺗﺟﺎرﺗﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟوﻋد ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ :ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﯾﻛﺗﺳب اﻟﻌﻣل اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟﺗﺑﻌﯾﺗﻪ ﻟﻌﻣل ﺗﺟﺎري ﻣوﺿوﻋﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻣل اﻟﻣدﻧﻲ ﯾﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ
16
أن اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻪ ﺗﺎﺟ ار ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺷﺋون ﺗﺟﺎرﺗﻪ ،وﻣﺛﺎل اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺷراء ﺳﯾﺎرة ﻟﺗوﺻﯾل اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﺑﺑﯾﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزل ،أو إﺑرام ﻋﻘود ﻟﺗوﺻﯾل اﻟﻛﻬرﺑﺎء أو اﻟﻣﯾﺎﻩ أو ﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺗﻠﻔون أو ﻟﺗﺟﻬﯾز ﻣﺣﻠﻪ اﻟﺗﺟﺎري
ﺑﺎﻷﺛﺎث اﻟﻼزم أو إﺟراء اﻟدﯾﻛورات أو إﺑرام ﻋﻘود اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻣوﺟودات ﻣﺣﻠﻪ اﻟﺗﺟﺎري ﺿد اﻟﺣرﯾق .
ﻓﻛل ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﺗﻌد ﺑﺣﺳب اﻷﺻل أﻋﻣﺎﻻ ﻣدﻧﯾﺔ ﻷن ﺷراﺋﻬﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﺑﻧﯾﺔ إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻘﺻد ﺗﺣﻘﯾق
اﻟرﺑﺢ ،إو ﻧﻣﺎ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻷن اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻬﺎ ﺗﺎﺟر ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷﺋون ﺗﺟﺎرﺗﻪ .وﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻛون
ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣل واﺿﺣﺔ ﺑﺣث ﯾﻛون ﻣن اﻟﺳﻬل ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﺎﺟر ﻗد ﻗﺎم ﺑﻪ ﻟﺣﺎﺟﺎت ﻓﯾﺻﺑﺢ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ أو
أﻧﻪ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻓﯾظل ﻣﺣﺗﻔظﺎ ﺑﺻﻔﺗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
وﻟﻛن ﻗد ﯾﺻﻌب ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﺗﺎﺟر ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺗﺟﺎرﺗﻪ أم ﻻ ،واﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﻔﻘﻪ واﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻊ اﻟﺗﺎﺟر ﺳواء ﻛﺎﻧوا ﺗﺟﺎر أو ﻣدﻧﯾﯾن ﺣﯾث اﻫﺗدى ﻫو اﻵﺧر إﻟﻰ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ
اﻟﺗﺎﺟر ﺗﻌﺗﺑر ﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻻ إذا ﺛﺑت ﻋﻛس ذﻟك.
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺑﻧك ﻷﺣد ﻋﻣﻼﺋﻪ ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﻧوك ،ﻓﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﺟﺎرﯾﺔ إذا ﺻدرت ﻣن أﺣد
اﻟﻣﺻﺎرف أو اﻟﺑﻧوك ﻟﻌﻣﯾل ﻣن ﻋﻣﻼﺋﻬﺎ ،ﻓﺗﻛون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﻧوك ﻋﻣﻼ
ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ.
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺗﺟﺎرﺗﻪ ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ إذا ﻗﺎم ﺑﻬﺎ
اﻟﻛﻔﯾل اﻟﺗﺎﺟر ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺗﺟﺎرﺗﻪ ،ﻛﺄن ﯾﻛﻔل ﺗﺎﺟر أﺣد ﻋﻣﻼﺋﻪ اﻟﺗﺟﺎر ﻟﯾﺗﺟﻧب ﻋﻧﻪ ﺧطر اﻹﻓﻼس وﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻪ ﻛﻌﻣﯾل
17
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻋﻘد اﻹﺳﺗﺧدام :إذا ﺗﻌﺎﻗد ﺗﺎﺟر ﻣﻊ ﻋﻣﺎل ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬم ﻓﻲ ﺷؤون ﺗﺟﺎرﺗﻪ ،ﻓﺎﻟﻌﻘد ﻫﻧﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺎﺟر ،وﯾظل ﻣﺣﺗﻔظﺎ ﺑﺻﻔﺗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﺷراء وﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري :إذا ﻛﺎن ﺷراء اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻣن ﻗﺑل ﺗﺎﺟر ﺑﻐرض اﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ
ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﺈن ﺧﻼﻓﺎ ﻓﻘﻬﯾﺎ ﻗد أﺛﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺷراء ﻏﯾر اﻟﺗﺎﺟر ﻟﻣﺣل ﺗﺟﺎري ﻛﻲ ﯾﺑدأ ﻓﯾﻪ ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﺗﺟﺎري ﻓﺎﻟﺑﻌض
ﯾرى ﺑﺄن ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻻ ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻷن اﻟﻣﺷﺗري ﻟم ﯾﻛﺗﺳب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻌد ،ﻟﻛن اﻟﻘﺿﺎء اﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ
أن ﺷراء اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﻐرض اﻹﺳﺗﻐﻼل ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻷﻧﻪ اﻟﺧطوة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻣﺗﻬﺎن اﻟﺗﺟﺎرة.
أﻣﺎ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ إذا ﻛﺎن ﺗﺎﺟ ار وﻗت اﻟﺑﯾﻊ ﻷﻧﻪ آﺧر ﻋﻣل ﻓﻲ
ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا اﻛﺗﺳب اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺣل ﺗﺟﺎري ﻋن طرﯾق اﻟﻣﯾراث اﻟﻬﺑﺔ واﻟوﺻﯾﺔ ،وﺑﺎﻋﻪ دون أن ﯾﺳﺗﺛﻣرﻩ
ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﻣدﻧﯾﺎ .واﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺟﻌل ﻛل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن رﻫن وﺑﯾﻊ
وﺷراء وﺗﺄﺟﯾر ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺣﺳب اﻟﺷﻛل.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -أﻋﻣﺎل اﻟﻔﺿﺎﻟﺔ واﻟدﻓﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣق :طﺑق اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﻔﺿﺎﻟﺔ
واﻟدﻓﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻛﻣﺎ ﻟو ﺗﺳﻠم ﺗﺎﺟر ﻣﺑﻠﻐﺎ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ﺛﻣن اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺎﻋﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑرد ﻣﺎ زاد ﻋﻠﻰ
اﻟﺛﻣن ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ،إذ ﯾﻠﺗزم ﺑرد اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟزاﺋد ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن ﻷﻧﻪ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق ،واﻟﺗزاﻣﻪ ﺑرد ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣق
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﻣﺗﺻل ﺑﺎﻟﺷؤون اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛذﻟك اﻟﺗزام اﻟﺗﺎﺟر ﺑرد ﻣﺎ ﺻرﻓﻪ اﻟﻔﺿوﻟﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
أﻋﻣﺎﻟﻪ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﺟﺎرة رب اﻟﻌﻣل ،ﻛﻣﺎ ﻟو ﺗدﺧل اﻟﻔﺿوﻟﻲ ﻟﯾدﻓﻊ ﻋن اﻟﺗﺎﺟر دﯾﻧﺎ أو ﻟﯾﺿﻣﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ.
18
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺧﺗﻠط.
ﻻ ﺑد ﻟﻛل ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺻﻔﺔ واﻟﻌﻣل إﻣﺎ أن ﯾﺻدر ﻋن ﺷﺧص واﺣد أو ﻋن ﺷﺧﺻﯾن ،ﻓﺈذا ﺻدر ﻋن ﺷﺧﺻﯾن
ﻓﺄﻛﺛر ،ﻓﻘد ﺗﻛون ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾن إذا ﻛﺎن ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺣﻛم ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ أو ﺟرى ﻣن ﻗﺑل ﺗﺎﺟرﯾن
ﻷﻣور ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﺟﺎرﺗﻬﻣﺎ ﻛﻌﻘود اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣن أﺟل ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﻌﻣﻠﻪ واﻟﺗﺎﺟر اﻟذي اﺣﺗرف ﺑﯾﻊ
ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت .وﻗد ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﺗﺟﺎري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻐﯾرﻩ ،ﻛﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺣﺻول
اﻷرض ﺑﯾن اﻟﻣ ازرع ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺣﺻول واﻟﺗﺎﺟر ،واﻟﻌﻘد ﺑﯾن اﻟﻣؤﻟف واﻟﻧﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ ﺣق اﻟﻧﺷر .وﻗد ﻻ ﺗﻘﺗﺻر
ﻧظرﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود ﻓﺣﺳب ﺑل ﺗﺗﻌداﻫﺎ إﻟﻰ اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻔﻌل اﻟﺿﺎر ،ﻓﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﺟر
ﻋن ﻓﻌﻠﻪ أو ﻓﻌل ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻪ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺣق اﻟﻣﺗﺿرر ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻟﯾﺳت طﺎﺋﻔﺔ راﺑﻌﺔ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ﻟذﻟك ﻟم ﯾرد ﻧص
ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧرج ﻣن ﻧطﺎق اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺣد أطراف اﻟﺗﺻرف وﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطرف اﻵﺧر ،ﻓﺈذا ﺑﺎع ﻣزارع ﻣﺣﺻول ﻣزرﻋﺗﻪ
إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻫﻧﺎ ﻣدﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطرﻓﯾن ،وﻟﻛن ﻟو ﻛﺎن ﻣﺷﺗري اﻟﻣﺣﺻول ﺗﺎﺟ ار وأﻋﺎد ﺑﯾﻊ ﻣﺎ اﺷﺗراﻩ
ﺑرﺑﺢ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺎﺟر وﻣدﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ.
19
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻹﺛﺑﺎت.
ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺄن ﻟﻣن ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺗﺟﺎرﯾﺎ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻘواﻋد اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻟﻣن ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﻣدﻧﯾﺎ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻘواﻋد اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ .وﺑﻣﺎ أن اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻟﺗﺟﺎري ﺣر أي ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺣق أن ﯾﺛﺑت ﺣﻘﻪ ﺑﻛﺎﻓﺔ طرق اﻹﺛﺑﺎت ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﺈن اﻷﻣر ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣدﻧﻲ ﻷن اﻹﺛﺑﺎت ﻓﯾﻪ ﻣﻘﯾد.
إذن ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻫذا اﻹﺧﺗﻼف ﻫو اﻟطرف اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺣﯾث ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺛﺑت ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺧﺻﻣﻪ اﻟذي ﯾﻌد
اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﻛﺎﻓﺔ طرق اﻹﺛﺑﺎت ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺣق اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﻪ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ ﻣن ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﻣن طﺑﯾﻌﺔ ﻣدﻧﯾﺔ إﻻ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﻣﺛل ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻣزدوج ﻟﻺﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﻋرﻗﻠﺔ اﻹﺋﺗﻣﺎن ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﺟﺎر ﻣﻊ ﻋﻣﻼﺋﻬم ﻣن ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻟذﻟك
أﺟﺎز اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﺗﺎﺟر اﻹﺛﺑﺎت ﺿد ﻋﻣﯾﻠﻪ ﺑﻛﺎﻓﺔ طرق اﻹﺛﺑﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ واﻟﻘراﺋن ﻛﻠﻣﺎ وﺟد ﻣﺎﻧﻊ أدﺑﻲ ﯾﺣول دون
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ دﻟﯾل ﻛﺗﺎﺑﻲ ،واﻋﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣﺎﻧﻊ اﻷدﺑﻲ ﻣﺎ ﺟرت ﺑﻪ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻬن ﻣن ﻋدم اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ دﻟﯾل ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻣن اﻟﻌﻣﻼء.
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،أﻧﻪ ﻗد ﯾﻛون ﺗﺎﺟ ار ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي،
ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻧص اﻟﻘدﯾم ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻓﻘط ﻋﺑﺎرة )ﯾﻌد ﺗﺎﺟ ار ﻛل ﻣن ﯾﺑﺎﺷر ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ وﯾﺗﺧذﻩ ﺣرﻓﺔ ﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻪ( ،ﻛﻣﺎ
إﺳﺗﺑدل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﺻطﻠﺢ ﺣرﻓﺔ ﺑﻣﺻطﻠﺢ ﻣﻬﻧﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻗد اﺷﺗرط ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء اﻟﻧص ﺷرطﺎن
ﻻﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﻫﻣﺎ:
ـ ـ ـ ﺷرط ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺷﺧص اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري .
ـ ـ ﺷرط إﺗﺧﺎذ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻪ .وﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدﺗﯾن اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﺟﺎري ﯾﺿﺎف ﺷرط ﺛﺎﻟث وﻫو أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺷﺧص ﻣؤﻫﻼ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة.
20
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺷﺧص اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗد أﺿﺎﻓﻪ إﻟﯾﻬﺎ
اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﺑطرﯾق اﻟﻘﯾﺎس ﻋﻠﻰ إﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل وﻟﯾس اﻟﺣﺻر ،ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ
اﻟﺷﺧص ﺑﺻورة ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﺑﻘﺻد اﺗﺧﺎذﻩ ﻣﻬﻧﺔ ﻻﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ وذﻟك ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻹﺳﺗﻘﻼل وﻟﯾس ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻐﯾر .
اﻟﻔرع اﻷول :أن ﯾﻘوم اﻟﺷﺧص ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﺳﻣﻪ وﻟﺣﺳﺎﺑﻪ)ﻣﺑدأ اﻹﺳﺗﻘﻼل(.
ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺷﺧص ﺑﺄﻋﻣﺎل ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﯾﺗﺧذﻫﺎ ﻣﻬﻧﺔ ﻟﻪ ﻗﺻد ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ إذا ﻟم ﺗﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ
اﻟﺧﺎص ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻹﺳﺗﻘﻼل ،ﻷن اﻟﺗﺟﺎرة ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻹﺋﺗﻣﺎن ،واﻹﺋﺗﻣﺎن ذو ﺻﻔﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ
وﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﺗﺑﻌﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﻓﻣن ﯾزاول اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻓﻲ ﻣزاوﻟﺗﻪ ﻟﻬذﻩ
اﻷﻋﻣﺎل وﯾﻠﺗزم ﺑﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﺳﻠﺑﺎ أو إﯾﺟﺎﺑﺎ ،ذﻟك أن ﺟوﻫر اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﻘﺻد ﺗﺣﻘﯾق
اﻟرﺑﺢ ﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﯾﻘﺑل ﻣن ﯾﻘوم ﺑﻬذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ،ﻓﻼ ﯾﻛﺗﺳب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر إﻻ ﻣن ﯾﺗﺣﻣل
ﻣﺧﺎطر اﻟﺗﺟﺎرة ،واﻟﺗﺟﺎرة ﺑﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺛﻘﺔ إو ﺋﺗﻣﺎن ﺗوﺣﻲ ﺑﻔﻛرة اﻹﺳﺗﻘﻼل ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري وﻋدم ﺧﺿوع اﻟﺗﺎﺟر
ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻪ ﻷي ﺷﺧص آﺧر ،ﻓﺎﻹﺳﺗﻘﻼل ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻬﻧﺔ ﺧﺻﯾﺻﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﻬﺎ ﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر .
وﻟﻬذا ﻻ ﯾﻌد اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣﺳﺗﺧدﻣون ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺟﺎ ار ،ﻷﻧﻬم ﻻ ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺣﺳﺎﺑﻬم اﻟﺧﺎص
ﺑل ﻟﺣﺳﺎب رب اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺗﺣﻣل وﺣدﻩ ﻣﺧﺎطر ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل وﺗرﺑطﻬم ﺑﻪ راﺑطﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﯾﺧﺿﻌون ﻟﺗوﺟﯾﻬﻪ
ورﻗﺎﺑﺗﻪ ،وﻛذﻟك ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟوﻛﻼء اﻟﻌﺎدﯾون ﺗﺟﺎ ار ﻷﻧﻬم ﻻ ﯾﻌﻣﻠون ﺑﺎﺳﻣﻬم وﻟﺣﺳﺎﺑﻬم ،إو ﻧﻣﺎ ﺑﺎﺳم وﻟﺣﺳﺎب ﻣوﻛﻠﯾﻬم .
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﻣﺎ ﯾﻌد ﺗﺎﺟ ار :ﻧﺗﻧﺎول ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣﺑدأ اﻹﺳﺗﻘﻼل ﻣن ﺣﯾث اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻣﺎرس
اﻟﺗﺟﺎرة ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺧﺎص وﯾﺗﺧذﻫﺎ ﻣﻬﻧﺔ ﻟﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﺗﺎﺟ ار .
أوﻻ -ﻣﺳﺗﺄﺟر اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري :ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳﺗﺄﺟر اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي ﯾﺑﺎﺷر إدارﺗﻪ ﺗﺎﺟ ار ﻷﻧﻪ ﻣدﯾر ﻟﻣﺷروع ﻣﺳﺗﻘل
ﻋن اﻟﻣؤﺟر ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺗﺣﻣل ﺧﺳﺎﺋرﻩ وﺗﻌود ﻋﻠﯾﻪ أرﺑﺎﺣﻪ ،أﻣﺎ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣؤﺟر ﻓﻬﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ ﻋﻘد إﯾﺟﺎر اﻟﻣﺣل
اﻟﺗﺟﺎري وﻟﯾﺳت ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﻘد ﻋﻣل.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﻌﻣوﻟﺔ :ﯾﻌﺗﺑر اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﻌﻣوﻟﺔ ﺗﺎﺟ ار ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﺳﻣﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ أﻣﺎم اﻟﻐﯾر إو ن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺗﻌﺎﻗد
ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ ،وﻫو ﺑذﻟك ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟوﻛﯾل اﻟﻌﺎدي اﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﺳم ﻏﯾرﻩ وﻓﻲ ﺣدود اﻷواﻣر اﻟﺻﺎدرة ﻟﻪ ﻣن اﻟﻣوﻛل،
وﻣﺛﺎل اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﻌﻣوﻟﺔ وﻛﻼء اﻟﻔﻧﺎﻧﯾن ﻟﻠﻣﺳﺎرح واﻟﺣﻔﻼت وﻛذﻟك اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﻌﻣوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﯾﺎرات أو اﻷﺛﺎث
21
واﻷدوات اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ،وﯾﺄﺧذ ﺣﻛم اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﻌﻣوﻟﺔ اﻟﺳﻣﺳﺎر ،ﺣﯾث ﯾﺑﺎﺷر ﻋﻣﻠﻪ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋﻣن ﯾﺗوﺳط ﻟﺻﺎﻟﺣﻬم ﻓﻲ
اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﺳم اﻟﻐﯾر أو ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻐﯾر ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺳﻣﺳرة اﻟﺗﻲ ﯾﺟرﯾﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻣﻼﺋﻪ راﻏﺑﯾﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻣدﯾر اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺷرﯾك اﻟﻣﺗﺿﺎﻣن :اﻟﺷرﯾك ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺎﺟ ار ﺳواء اﺷﺗرك ﻓﻲ إدارة اﻟﺷرﻛﺔ أم ﻻ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺳؤوﻻ ﻋن إﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺿﺎﻣن.
راﺑﻌﺎ -اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺳﺗﺗر واﻟﺗﺎﺟر اﻟظﺎﻫر :ﯾطرح إﺷﻛﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي ﯾﻣﺎرس اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﺳﺗﺗر وراء
إﺳم آﺧر ،وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﺎدة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣظر ﻋﻠﻰ ﺷﺧص اﻹﺗﺟﺎر ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون أو ﺗﻛون ﻟﻪ ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺗﺎر
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺎ ،ﻓﻧﺻﺑﺢ أﻣﺎم ﺗﺎﺟر ظﺎﻫر وﺷﺧص ﻣﺳﺗﺗر ﺣﻘﯾﻘﻲ ،وﻗد أﺛﯾر اﻟﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﺻﻔﺔ ﺣول ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت
اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻠﺣق ﻫذا اﻟﺷﺧص أو ﻻ.
ذﻫب رأي إﻟﻰ اﻟﻘول أن اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺳﺗﺗر ﻫو اﻟذي ﺗﺗﺣﻘق ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻷﺻﻠﻲ ،ﻓﻬو
ﯾﺿﺎرب ﺑﺄﻣواﻟﻪ وﯾﺗم اﻹﺳﺗﻐﻼل ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ ،وﻫو إن ﻗﺎم ﺑﻬذا اﻟﻌﻣل ﻣﺳﺗﺗ ار ﻷﻧﻪ ﯾﺧﺷﻰ اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وردﻋﺎ ﻟﻪ أﺻﺑﻐت اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻪ وﺧﺿﻊ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎر وأﻣﻛن ﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗﻔﻪ
ﻋن اﻟدﻓﻊ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون .
ﺑﯾﻧﻣﺎ ذﻫب رأي آﺧر إﻟﻰ اﻟﻘول أن اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻻ ﺗﺛﺑت إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺎﺟر اﻟظﺎﻫر اﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﺳﻣﻪ ﻣﻊ
اﻟﻐﯾر وﯾﻛﺗﺳب ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﻟﺣﺳﺎب ﻧﻔﺳﻪ ﻷن دور اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺳﺗﺗر ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗوظﯾف
اﻷﻣوال ﻓﻘط ،وﻻ ﯾﻛﻔﻲ أن ﻧﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﻣﺎ دام أن ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻻ ﺗﺗﻘرر إﻻ إذا ﻗﺎم اﻟﺷﺧص ﺑﺎﻟﻌﻣل
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﺣﺗرف .أﻣﺎ اﻟرأي اﻟراﺟﺢ ﻓﯾﺄﺧذ ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟظﺎﻫر ،أي أن اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾظﻬر أﻣﺎم اﻟﻧﺎس وﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬم
ﻫو اﻟذي ﯾﻌد ﺗﺎﺟ ار ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻣﺗداد ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺗر ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻬرب ﻣن اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
أوﻻ -اﻟﻌﻣﺎل :ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺎﺳم وﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺳﺗﺧدم وﻟﯾس ﺑﺎﺳﻣﻪ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﺗﺎﺟر
ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣل ﻓﻘط ،أي أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﺎرس ﻋﻣﻠﻪ إﺳﺗﻘﻼﻻ ﻋن اﻟﺗﺎﺟر ﺑل ﺗﺣت إﺷراﻓﻪ ،وﺗﻧﺻرف ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻟﻌﻣﻠﻪ
ﻟﻠﺗﺎﺟر رﺑﺣﺎ أو ﺧﺳﺎرة ،وﯾﻠﺗزم اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺎﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﻬذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ،إذن ﻓﺎﻟﻌﻣﺎل ﻟﯾﺳوا ﺗﺟﺎ ار ﺣﺗﻰ ﻟو
ﻛﺎن ﻣﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ إﺷراﻛﻬم ﻓﻲ اﻹدارة أو اﻷرﺑﺎح ،ذﻟك ﻷﻧﻪ ﺗرﺑطﻬم ﺑﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟوﻛﯾل اﻟﻌﺎدي :ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟوﻛﯾل اﻟﻌﺎدي ﺗﺎﺟ ار ،وذﻟك ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﻣﺎرس اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻪ ﺑﺎﺳم وﻟﺣﺳﺎب
اﻟوﻛﯾل ،وﺗﻧﺻرف ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﻪ إﻟﻰ ذﻣﺔ ﻣوﻛﻠﻪ ،وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﻣوﻛﻠﻪ ،ﻓﻼ
ﯾﺗﺣﻣل ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻣﻠﻪ ﺑل ﺗﻧﺻرف ﻛﺎﻓﺔ اﻹﻟﺗزاﻣﺎت إﻟﻰ ﻣن وﻛﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﻣل.
22
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻣدﯾر اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺷرﯾك ﻏﯾر اﻟﻣﺗﺿﺎﻣن :ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺎﺟ ار ﻣدﯾر اﻟﺷرﻛﺔ وﻻ ﻋﺿو ﻣﺟﻠس اﻹدارة ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ
اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ وﻻ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺗﺟﺎري وﻫذا ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت ﻟﻬم ﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻷرﺑﺎح وذﻟك ﻷن رﻛن اﻹﺳﺗﻘﻼل ﯾﻧﻘﺻﻬم ﻷﻧﻬم ﻻ
ﯾﺗﻌﺎﻗدون ﺑﺄﺳﻣﺎﺋﻬم وﻟﺣﺳﺎﺑﻬم اﻟﺧﺎص ،أي ﻻ ﯾﺑﺎﺷرون اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﺣﺳﺎﺑﻬم ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻘل.
راﺑﻌﺎ -ﻣدﯾر اﻟﺷرﻛﺔ ﻏﯾر اﻟﺷرﯾك :ﻣدﯾر اﻟﺷرﻛﺔ ﻏﯾر اﻟﺷرﯾك ﯾرﺗﺑط ﻣﻊ اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻋﻣل وﯾﻣﺎرس اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺟﺎري
ﺑﺎﺳم اﻟﺷرﻛﺔ وﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ وﻻ ﯾﻛﺗﺳب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر.
وﻗد ﺟﺎء اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟذﻛر أﻋﻼﻩ ،ﺑﺻﯾﺎﻏﺔ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري أﺷﻣل وأوﺳﻊ ﻣن
ﺳﺎﺑﻘﻪ وﻓﻲ آن واﺣد أدق ﻣﻧﻪ ،إذ ﺷﻣل اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ واﻟﻣﻌﻧوي اﻟذي ﯾﺗﺧذ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻬﻧﺔ ﻟﻪ ،و ﻗد
اﺳﺗﺑدل اﻟﻣﺷرع ﻛﻠﻣﺔ ﺣرﻓﺔ ﺑﻛﻠﻣﺔ ﻣﻬﻧﺔ وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة أوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﻣن اﻟﺣرﻓﺔ إذ اﻟﻣﻬﻧﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﻣﻬن واﻟﺣرف.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺣرﻓﺔ ﺗوﺣﻲ إﻟﻰ اﻟذﻫن ﺗﻠك اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﯾدوﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﺣﺳب ،ﺑﯾﻧﻣﺎ إﻣﺗﻬﺎن اﻟﺗﺟﺎرة ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺣﯾوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎري واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ.
23
ﻣﻌرﺿﻲ ﻓﻲ أﺣد ﻣﺟﺎﻻت ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺣرﻓﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎج
اﻟﻣواد واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺣرﻓﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت ،وﯾﻣﺎرس اﻟﺣرﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط إﻣﺎ ﻓردﯾﺎ أو ﺿﻣن ﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف إو ﻣﺎ ﺿﻣن ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف ،وﯾﺛﺑت ﻓﻲ ذﻟك ﺗﺄﻫﯾﻼ وﯾﺗوﻟﻰ ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻌﻣل إو دارة ﻧﺷﺎطﻪ وﺗﺳﯾﯾرﻩ وﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ.
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣرﻓﻲ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﯾدوﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎرﺗﻪ اﻟﻔردﯾﺔ أو ﺑﻣﺳﺎﻋدة ﻋدد ﻣن
اﻟﻌﻣﺎل ،ﺣﯾث ﯾﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻻﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺣرﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﯾدوﯾﺔ ﻓﻬو ﻋﻛس اﻟﺗﺎﺟر اﻟذي
ﯾﺿﺎرب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺟﺎرﺗﻪ ﯾﻘوم ﺑﺟﻧﻲ أرﺑﺎﺣﻪ ﻣن ﻧﺗﺎج ﻋﻣﻠﻪ اﻟﯾدوي ،ﺿف إﻟﻰ ذﻟك
ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﻣﺷرع ﺗوﻓر ﻣؤﻫﻼت اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن ﻻ ﯾﺷﺗرط ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺗﺎﺟر ﺣﯾث ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﻓﻲ أن
ﯾﻛون ﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﺗﺄﻫﯾﻠﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣرﻛز ﺗﻘﻧﻲ أو ﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﻪ .
وﻣن أﻣﺛﺎل اﻟﺣرﻓﻲ ،ﻣﺻﻠﺢ اﻷﺣذﯾﺔ ،اﻟﺧﯾﺎط ،اﻟﻧﺟﺎر ،اﻟﺣداد ،اﻟﺳﺎﻋﻲ ،اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ ،اﻟﺣﻼق اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﻲ ...واﺷﺗرط
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻻﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺣرﻓﻲ أن ﯾدﯾر ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻣﻠﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ وﯾﻌﻣل ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ وﯾﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻪ وﻟﻪ ﻓﻲ
ذﻟك أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻌدد ﻣن اﻟﻌﻣﺎل ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ وﺳﯾر ﻧﺷﺎطﻪ وﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﺗﺎﺟر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري
ﻓﺈن اﻟﺣرﻓﻲ ﺗﺛﺑت ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺣرﻓﻲ ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف ،وﻫو ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ
اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون.
وﯾﺗﻣﯾز ﻋﻣل اﻟﺣرﻓﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺔ ﺗﺗطﻠب ﻣؤﻫﻼت ﻣﻬﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻗدرات ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻬو ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﯾدوﯾﺔ دون إﻫﻣﺎل إﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑﻌض اﻵﻻت ﻣﺛل اﺳﺗﻌﻣﺎل آﻻت اﻟﺧﯾﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﯾﺎط ،وآﻻت ﻏﺳل اﻟﺷﻌر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺣﻼق ،ﻋﻛس اﻟﺗﺎﺟر اﻟذي ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ ﻣؤﻫل ﻣﻬﻧﻲ ،ﻟﻛن ﯾﻠﺗزم ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺎﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي ﯾﻛون
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري وﯾﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﻣﻣﺔ واﻟﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻪ وﻓﻲ
ﺣﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﯾﻧﻌﻘد اﻹﺧﺗﺻﺎﺻﻠﻠﻘﺳم اﻟﺗﺟﺎري ،أﻣﺎ اﻟﺣرﻓﻲ ﻓﯾﻘوم ﺑﻣﺳك ﺳﺟل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻪ ﺑﻌد ذﻟك ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﺣرﻓﻲ وﯾﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻷﻣر اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف وﺑﻌض
ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﻪ وﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﯾﻧﻌﻘد اﻹﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻘﺳم اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﻪ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
24
ﺗﺟﺎرﯾﺎ إﻻ أﻧﻪ ﯾﺑﺎﺷرﻩ ﺑﺻﻔﺔ ﻋرﺿﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺗظﻣﺔ ،وﻫذا ﺑﺧﻼف ﻣﺛﻼ ﻣن اﻋﺗﺎد ﺷراء ﻣﺣﺻول اﻟﻌﻧب أو اﻟﻣﺷﻣش
وذﻟك ﻷن اﻟﺷراء ﻻ ﯾﻘﺑل ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ أن ﯾﻣﺎرس إﻻ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻧﺿﺞ اﻟﻣﺣﺻول ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﺈن اﻟﻌﻣل وﻫو
ﺑﯾﻊ اﻷﺣذﯾﺔ أو اﻟﺣﻠوى ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﺎرس ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﺎم اﻟدراﺳﻲ أو ﻓﻲ اﻟﻣوﻟد ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﺎرس ﻓﻲ أوﻗﺎت
أﺧرى ،إن اﻋﺗﯾﺎد ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ﻻ ﺑﺻورة ﻋرﺿﯾﺔ وﻣﺗﻔرﻗﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﻘﺻد :وﻫو اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠﻣﻬﻧﺔ ﻓﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻹﻋﺗﯾﺎد ﺑﻘﺻد إﺗﺧﺎذ وﺿﻌﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻫﻲ اﻟظﻬور
ﺑﻣظﻬر ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻬﻧﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي ﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﺿرورة أن ﯾﻛون اﻟﻐرض ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻹﺳﺗﻣرار واﻹﻧﺗظﺎم ،ﻫو ﻛﺳب اﻟﻘوت واﻹرﺗزاق ﻣن وراء ذﻟك ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺈن ﺗواﻓر اﻹﻋﺗﯾﺎد
وﺣدﻩ ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗواﻓر اﻹﻣﺗﻬﺎن ،إو ﻧﻣﺎ ﻻ ﺑد أن ﯾﻘﺗرن ﻫذا اﻹﻋﺗﯾﺎد ﺑﻧﯾﺔ أو ﺑﻘﺻد اﻟﻌﯾش واﻹرﺗزاق.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺟﻧﺑﻲ اﻟذي ﯾﺑﻠﻎ ﺳن 19ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺎﻣل اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻟو ﻛﺎن طﺑﻘﺎ
ﻟﻘﺎﻧون دوﻟﺗﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ ،واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﻫو رﻏﺑﺔ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن
25
وﻋدم ﺗوﻓﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﺟﺎﻧب وأﻛﺛر ﻣن ذﻟك أراد اﻟﻣﺷرع أن ﯾوﻓر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ واﻟﺛﻘﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن
اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬم ﻣﻊ اﻷﺟﺎﻧب.
أﻣﺎ اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻣﺳﺎﻋدة زوﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻻ ﺗﻛﺗﺳب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﻬﺎ إﻻ ﻣﺟرد ﻣﺳﺎﻋدة
ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ وﻻ ﺗﻛﺗﺳب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر إﻻ إذا ﻣﺎرﺳت ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻣﻧﻔﺻﻼ وﻫو ﻧﻔس اﻟﺣﻛم اﻟذي
ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟزوج اﻟذي ﯾﺳﺎﻋد زوﺟﺗﻪ اﻟﺗﺎﺟرة ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎري ﺣﯾث ﻻ ﯾﻛﺗﺳب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر إﻻ إذا ﻣﺎرس ﻫو
اﻵﺧر ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن ﻋﻣل زوﺟﺗﻪ.
26
ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿراﺋب ،ﻟﻬذا أوﺟب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر ﻣﺳك اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻘﺻد ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻧﻔﺳﻪ وﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻏﯾرﻩ ﻋن
طرﯾق ﺗدوﯾن ﻛل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻋﻧد ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣرآة اﻟﺻﺎدﻗﺔ ﻟﺣرﻛﺗﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﻣﺳك اﻟدﻓﺎﺗر ﺑطرﯾﻘﺔ دﻗﯾﻘﺔ وﻣﻧﺗظﻣﺔ ﯾﻌود ﺑﺎﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر وﻋﻠﻰ داﺋﻧﯾﻪ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺑﯾﺎن اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ
ﻟﻠﺗﺎﺟر وﺑﯾﺎن ﻣﺎ ﻟﻪ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن دﯾون ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺟﺎرﺗﻪ ،إو ذا أﺷﻬر إﻓﻼﺳﻪ ﯾﺳﺗطﯾﻊ إﺛﺑﺎت ﺳﻼﻣﺔ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ وﺣﺳن
ﻧﯾﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﯾد أر ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﺧطر اﻟﺗﻌرض ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس أو ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ،ﻓﺎﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟدﻓﺎﺗر ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن
ﯾﻘﻧﻊ داﺋﻧﯾﻪ ﺑﺄن اﺧﺗﻼل ﺷؤوﻧﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ظروف ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺻﻠﺢ
اﻟواﻗﻲ ﻣن اﻹﻓﻼس ،ﻷن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗطﻠب ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﻣن اﻟﺻﻌب اﻓﺗراض ﺣﺳن ﻧﯾﺗﻪ إذا أﻫﻣل ﺗﻧﻔﯾذ اﻹﻟﺗزام
اﻟﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ وﻫو ﻣﺳك اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﻣﺗﻰ اﺳﺗﻌﻣل اﻟﺗﺎﺟر ﻫذﻩ اﻟدﻓﺎﺗر ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﻏﻧﻰ ﻋن ﺗﻘﯾﯾد ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﯾوﻣﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ،
وﯾﻛﺗﻔﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾد إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﯾوﻣﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﻓﺗرات ﻣﻧﺗظﻣﺔ ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺗﺑﻊ ﻫذا
اﻹﺟراء وﺟب اﻋﺗﺑﺎر دﻓﺎﺗر اﻟﯾوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دﻓﺗر ﯾوﻣﯾﺔ أﺻﻠﻲ ذي أﺟزاء ﻣﺗﻌددة إو ﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘواﻋد
اﻟﺗﻲ اﺳﺗوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻟﺿﻣﺎن اﻧﺗظﺎم اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر ﻣﺳﻛﻬﺎ.
-2دﻓﺗر اﻟﺟرد :أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﺎﺟر ﻣﺳك دﻓﺗر اﻟﺟرد ،ﯾﻘﯾد ﻓﯾﻪ ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺷروﻋﻪ اﻟﺗﺟﺎري وﻫﻲ ﻣﺎ ﻟﻠﺗﺎﺟر
ﻣن أﻣوال ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻣﻧﻘوﻟﺔ وﺣﻘوﻗﺎ ﻟدى اﻟﻐﯾر ،واﻟﺧﺻوم وﻫﻲ اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﻟﻠﻐﯾر وﯾدون ﻓﯾﻪ ﻓﺿﻼ
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﯾﺎن ﻟﻠﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻟدى اﻟﺗﺎﺟر ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ وﻣﺧﺎزﻧﻪ وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻣﻠﻬﺎ اﻟﺟرد اﻟذي ﯾﺟرﯾﻪ اﻟﺗﺎﺟر
27
ﺳﻧوﯾﺎ ،ﺣﯾث ﯾذﻛر ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺟرد ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،اﻷول ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔﺻﯾل اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻟدى اﻟﺗﺎﺟر ﻓﻲ
آﺧر ﻛل ﺳﻧﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺟرد اﻟﺳﻧوي ﺑﺣﯾث ﯾﺣدد ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ .
أﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘﯾد ﺻورة ﻣن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﻠﺗﺎﺟر وﻛذا ﺣﺳﺎب اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،وﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﺻول
ﺑﺎﻟﺧﺻوم ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺗﺎﺟر إذا ﻛﺎن ﺣﻘق رﺑﺣﺎ أم ﻻ ،وﯾﺟب أﻻ ﻧﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﺟرد واﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺟرد ﻫو ﺑﯾﺎن ﻟﻣوﺟودات
اﻟﺗﺎﺟر ،أﻣﺎ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾﺎن اﻟﻣرﻛز اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ أو اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
-2دﻓﺗر اﻟﺻﻧدوق أو اﻟﺧزاﻧﺔ :ﯾﺗم ﻓﯾﻪ إﺛﺑﺎت ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﺻﺎدرة واﻟواردة وﺑواﺳطﺗﻪ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺎﺟر أن ﯾﺗﺣﻘق
ﻣن ﻣﻘدار اﻟﻧﻘود اﻟﻣوﺟودة ﻟدﯾﻪ.
-3دﻓﺗر اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت واﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت :ﯾﺳﺟل ﻓﯾﻪ اﻟﺗﺎﺟر ﻛل اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﯾﻌﻬﺎ أو ﯾﺷﺗرﯾﻬﺎ.
-4دﻓﺗر اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﯾﺳﺟل ﻓﯾﻪ اﻟﺗﺎﺟر ﻣواﻋﯾد اﻹﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ أو ﻟﻐﯾرﻩ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻧظﯾم اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺟزاء ﻋدم ﻣﺳك وﺣﺟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت.
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﺗﻧظﯾم اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﺟزاء ﻋدم ﻣﺳك.
أوﻻ -ﺗﻧظﯾم اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣدة اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ :ﯾﺧﺿﻊ ﻣﺳك اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻷﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة
11واﻟﻣﺎدة 12ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺛﺑﺎت أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء أو أﻣﺎم ﻣﺻﺎﻟﺢ
28
اﻟﺿراﺋﺑو ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﺗرﻗﯾم ﺻﻔﺣﺎت اﻟدﻓﺗرﯾن ﻗﺑل اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرﺗﻬﺎ ﻧﺷﺎط اﻟﺗﺎﺟر ،ﻣﻊ ﻋدم اﺣﺗواء اﻟدﻓﺗرﯾن ﻋﻠﻰ أي ﻓراغ أو ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻬواﻣش أو
ﺗﺣﺷﯾر ،وﺗرﺟﻊ اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﺗﺎﺟر ﻣن ﺗﻌدﯾل أو ﻣﺣو ﻟﻠﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟدﻓﺗر ﺣﺳﺑﻣﺎ ﺗﻣﻠﯾﻪ ﻋﻠﯾﻪ
ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ وﻗﻊ أي ﺧطﺄ أﺛﻧﺎء ﻗﯾد إﺣدى اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻻ ﯾﺟوز ﺷطﺑﻬﺎ أو ﺗﺻﺣﯾﺣﻬﺎ إﻻ ﺑﻘﯾد ﺟدﯾد ﯾؤرخ
ﻣﻧذ ﺗﺎرﯾﺦ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﺧطﺄ .وﯾﺟب اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺗﻧدات ﻟﻣدة ﻋﺷر ﺳﻧوات وﻟﻠﺗﺎﺟر ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء
ﻫذﻩ اﻟﻣدة أن ﯾﻌدم دﻓﺎﺗرﻩ وﻣﺳﺗﻧداﺗﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ إﻟزاﻣﻪ ﺑﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء ﻫذﻩ اﻟﻣدة.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺟزاء ﻋدم ﻣﺳك اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ:
-1اﻟﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ :اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﻬﻣل اﻟذي ﻟم ﯾﻣﺳك اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻟم ﯾراع ﻓﯾﻬﺎ اﻷوﺿﺎع اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ
ﯾﺗﻌرض ﻟﺟزاء ﺣرﻣﺎﻧﻪ ﻣن ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻟﻠﻐﯾر ﻛدﻟﯾل ﻟﻺﺛﺑﺎت أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،وﯾﻛون اﻟﺗﺎﺟر ﻗد ﺣرم ﻧﻔﺳﻪ ﻣن دﻟﯾل ﻓﻲ
ﻣﺗﻧﺎول ﯾدﻩ ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺧﺻﻣﻪ ﺗﺎﺟ ار ،إذ ﯾﺳﻬل أن ﻧﺻل إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟدﻓﺗرﯾن ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ ﺑﺎﻟﺑﻌض ،ﻛﻣﺎ أن
اﻧﺗظﺎم ﻫذﻩ اﻟدﻓﺎﺗر ﺳﯾﺳﻬل ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿراﺋب اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗﺎﺟر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون ﻣﻌﺎﯾﯾر
ﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻧﺗظﺎم اﻟدﻓﺗر ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﻬﻣل اﻟﻣﻘﺻر ﻓﻲ
ﻣﺳك ﻫذﻩ اﻟدﻓﺎﺗر أو ﻋدم ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﯾﺣرﻣﻪ ﻣن إﺟراء ﺗﺳوﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﻌﻪ ﻟﻌدم ﺑﯾﺎن ﻣرﻛزﻩ اﻟﻣﺎﻟﻲ.
-2اﻟﺟزاءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻌد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر وﻣن
ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر اﻟذي ﺗوﻗف ﻋن دﻓﻊ دﯾوﻧﻪ وﻟم ﯾﻛن ﻗد أﻣﺳك ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺣﺳب ﻋرف اﻟﻣﻬﻧﺔ ﺣﯾث ﯾﻌد اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣرﺗﻛب
ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ذﻟك اﻟﺗﺎﺟر اﻟذي ﺗوﻗف ﻋن اﻟدﻓﻊ إذا ﻛﺎﻧت ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻪ ﻧﺎﻗﺻﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺗظﻣﺔ .ﻛﻣﺎ ﯾﻌد
ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﻠﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻛل ﺗﺎﺟر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ وﯾﻛون ﻗد أﺧﻔﻰ ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺎدة 390ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾﻠﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 383ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص
اﻟذﯾن ﺗﺛﺑت إداﻧﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر أو ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﯾﻌﺎﻗب ﻋن اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺷﻬرﯾن إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن،
وﻋن اﻹﻓﻼس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات ،وﯾﺟوز ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﻠس
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﺣق أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 14ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻟﻣدة ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷﻗل وﺧﻣس ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر.
29
ﻣﻧﺎﻗض ﻟدﻋواﻩ ،وﺗﺳﺗﻧد ﺣﺟﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﺿد ﺻﺎﺣﺑﻪ إﻟﻰ ﻛون اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﻗرار ﺧطﻲ ﺻﺎدر ﻋن
اﻟﺗﺎﺟر وﻫذا اﻹﻗرار ﻻ ﯾﺗﺟ أز إﻻ أن ﻗوة اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﻟﯾﺳت ﻣطﻠﻘﺔ ﺑل ﺗﺗرك ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻣﺎ أن
ﯾﺄﺧذ ﺑﻬﺎ أو ﯾﺗرﻛﻬﺎ ﺟﺎﻧﺑﺎ .
وﺧروﺟﺎ ﻋن اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم اﻟذي ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺷﺧص أن ﯾﺻﻧﻊ دﻟﯾﻼ ﻟﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻣﺢ ﻟﻠﺗﺎﺟر أن ﯾﺗﻣﺳك
ﺑدﻓﺎﺗرﻩ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻛدﻟﯾل ﻟﻪ ﻏﯾر أن ﺣﺟﺗﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب ﺧﺻﻣﻪ ﻛﺎن ﺗﺎﺟ ار أم ﻏﯾر ﺗﺎﺟر.
إذا ﻛﺎﻧت اﻟدﻋوى ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن ﺗﺎﺟرﯾن وﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻣور اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺟﺎز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻗﺑول اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻛﺈﺛﺑﺎت ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﺳﺗﺧﻼص ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧزاع
وﻟﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻻ ﺑد أن ﯾﻛون اﻟﻧزاع ﻗﺎﺋم ﺑﯾن ﺗﺎﺟرﯾن وﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻣل ﺗﺟﺎري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل ﻣن اﻟطرﻓﯾن وأن ﺗﻛون
دﻓﺎﺗر اﻟﺗﺎﺟر ﻣﻧﺗظﻣﺔ ،أﻣﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻓﻼ ﺗﻘﺑل ﻛﺣﺟﺔ إﺛﺑﺎت ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ﺑل ﺗﻌﺗﺑر ﻗرﯾﻧﺔ ﺿدﻩ ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻋدم
اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺎ ورد اﻟﻧص ﺑﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻹﻓﻼس واﻟﺗﻔﻠﯾس.
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﻣﺳﻛﻪ واﻟﻬدف ﻣن وﺿﻌﻪ.
أوﻻ -ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻫو دﻓﺗر ﻣرﻗم وﻣؤﺷر ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﺗﺳﺟل ﻓﯾﻪ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺎﺟر وﻧﺷﺎطﻪ ،وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻛل ﻗﯾد أو ﺗﻌدﯾل أو ﺷطب ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري،
ﻓﻌﻧد ﻗﯾد اﻟﺗﺎﺟر ﯾﺳﻠم ﻟﻪ ﻣﺳﺗﺧرج ﻋن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﻌد ﺳﻧدا رﺳﻣﯾﺎ ﯾؤﻫل اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻷﻫﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﺗﺟﺎري ،وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﺟل إﻻ ﺑﺎﻟﺗزوﯾر ،أي أن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻪ ﺣﺟﯾﺔ
ﻣطﻠﻘﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﺟﯾﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻧﻣوذج ﻣﺳﺗﺧرج اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :ﻓﻲ ﻋﺎم 2006ﺻدر ﻧص ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﺣدد ﻧﻣوذج وﻣﺣﺗوى ﻣﺳﺗﺧرج
اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﺛم ﺻدر ﻗرار ﻋن وزﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ 2007ﯾﺣدد ﻧﻣوذج ﻟﻣﺳﺗﺧرج اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺎﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻘﯾد
واﻟﺗﻌدﯾل واﻟﺷطب ،ﻫذا اﻟﻧﻣوذج ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺎح واﺣد ﻟﻠﻘﯾد اﻟﺛﺎﻧوي واﻟﺷطب ،وﺟﻧﺎﺣﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻧواع اﻷﺧرى
ﻣن اﻟﺗﺳﺟﯾل ،ﻫذا اﻟﻧﻣوذج ﯾطﺑﻊ ﻋﻠﻰ ورق ﻣﻘوى ﺑﻘﯾﺎس 15ﻋﻠﻰ 21ﺳﻧﺗﯾﻣﺗر ﻟﻛل ﺟﻧﺎح.
30
وﺿﻊ اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ﺳﺑﻌﺔ أﻟوان ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن أﻧواع اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﺎﻟﻠون اﻷزرق
ﻟﻠﻘﯾد أو اﻟﺗﻌدﯾل ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،واﻟﻠون اﻷﺧﺿر ﻟﻠﻘﯾد أو اﻟﺗﻌدﯾل ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ،واﻟﻠون اﻟﺑرﺗﻘﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﯾد أو
اﻟﺗﻌدﯾل ﻟﻠﻔروع واﻟﻣﻣﺛﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،واﻟﻠون اﻷﺻﻔر ﻟﻠﻘﯾد واﻟﺗﻌدﯾل ﻟﻠﺗﺎﺟر ﻏﯾر اﻟﻘﺎر ،واﻟﻠون اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﻲ
ﻟﻣؤﺟر اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌدﯾل ،واﻟﻠون اﻟرﻣﺎدي ﻟﻣؤﺟر اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌدﯾل ،وأﺧﯾ ار اﻟﻠون اﻷﺑﯾض ﻟﻠﺷطب ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو اﻟﻣﻌﻧوي.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﻣﺳك اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﻣﺳك اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻫو اﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﺟل
اﻟﺗﺟﺎري) ،(CNRCاﻟذي ﯾﻌد ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﺗﺷرف ﻋﻠﯾﻪ و ازرة اﻟﺗﺟﺎرة ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أن ﻫذا اﻟﻣرﻛز ﻛﺎن
ﺗﺣت وﺻﺎﯾﺔ وزﯾر اﻟﻌدﻟﻣن ﺳﻧﺔ 1990إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ،1997أﻣﺎ ﻗﺑل ﺳﻧﺔ 1990ﻓﻛﺎن ﺗﺣت وﺻﺎﯾﺔ و ازرة اﻟﺗﺟﺎرة.
وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾوﺟد ﻟﻠﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻓروع ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺎت ،ﺗﺗوﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺗﺟﺎر
ﺣﺳب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻛل ﻓرع.
راﺑﻌﺎ -اﻟﻬدف ﻣن اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :ﻫﻧﺎك ﻋدة أﻫداف ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻣﻧﻬﺎ:
* ﺣﺻر ﻋدد اﻟﺗﺟﺎر واﻟﻣﺗﺎﺟر وﺑﯾﺎن ﻧوع ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻟذﻟك ﺗﻛون ﻟﻪ وظﯾﻔﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ.
* ﺗﻣﻛﯾن ﻛل ذي ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣن أن ﯾﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺎﺟر اﻟذي ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ.
* ﯾﻌﺗﺑر أداة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻺﺷﻬﺎر ،ﻓﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 15ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،08-04اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،ﻓﺎﻹﺷﻬﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﯾﻌد إﺟراء إﻟزاﻣﻲ ﯾﻬدف ﻣن ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ إﻋﻼم اﻟﻐﯾر ﺑﺣﺎﻟﺔ وأﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺎﺟر وﺑﻌﻧوان اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﺗﺟﺎرﺗﻪ وﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري وﻛذا ﺗﺄﺟﯾر اﻟﺗﺳﯾﯾر وﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺷﺧص اﻻﻋﺗﺑﺎري وﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 12ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﺎﻟﻬدف ﻣن اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻫو إطﻼع اﻟﻐﯾر
ﺑﻣﺣﺗوى اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت واﻟﺗﺣوﯾﻼت واﻟﺗﻌدﯾﻼت واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣس رأس ﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ واﻟﺣﺳﺎﺑﺎت
وﺻﻼﺣﯾﺎت ﻫﯾﺋﺎت اﻹدارة أو اﻟﺗﺳﯾﯾر وﺣدودﻫﺎ وﻣدﺗﻬﺎ وﻏﯾرﻫﺎ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻠزﻣون ﺑﺎﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري وﻣواﻧﻊ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﯾﻪ.
ﻫﻧﺎك أﺷﺧﺎص ﻣﻠزﻣون ﺑﺎﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﻓﺋﺔ أﺧرﯨﯾﻣﻧﻊ ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﺣﺗﻰ وﻟو
اﻛﺗﺳﺑوا ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻣﻔﻬوﻣﺎﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري.
أوﻻ -اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻠزﻣون ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن 19و 20ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري،
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 08 -04واﻷﻣر رﻗم ،01 -96اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻠزﻣون ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري:
-ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر وﯾﻣﺎرس أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
-ﻛل ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﺗﺎﺟر ﺑﺣﺳب اﻟﺷﻛل ،ﻛﺎﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،أو ﺑﺣﺳب اﻟﻣوﺿوع.
31
-ﻛل ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻔﺗﺢ ﻓرع أو وﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
-ﻛل ﻣﻣﺛﻠﯾﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ.
-ﻣﺳﺗﺄﺟر اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري.
-اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺣرﻓﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻔﯾﯾن ﻣن اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻣﺎدة 7ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،08 -04وﻫم
اﻟﺣرﻓﻲ واﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ اﻟﺣرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺟل ﻓﻘط ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدﺗﯾن 11و 13ﻣن
اﻷﻣر رﻗم ،01-96أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺣرﻓﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻟدى ﻏرﻓﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 23ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،01 -96ﻛذﻟك ﻓﺈن اﻟﻔﻼﺣون ﻣﻌﻔﯾﯾن ﻣن اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ
اﻟﺗﺟﺎري ،وﻛذﻟك اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟرﺑﺢ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة واﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻣواﻧﻊ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :ﻧص اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 08 -04ﻋﻠﻰ طﺎﺋﻔﺗﯾن ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﯾﻣﻧﻊ ﺗﺳﺟﯾﻠﻬم
ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،اﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻬم ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﺟراﺋم ﻣﻌﯾﻧﺔ ،أﻣﺎ اﻟطﺎﺋﻔﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻬم
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻛوﻧون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺎﻓﻲ.
أ -اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻬم ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ :ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 08-04اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ،06-13
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻣﻧﻊ ﺗﺳﺟﯾﻠﻬم ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،وﻫم اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻬم ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ واﻟذﯾن ﻟم ﯾرد ﻟﻬم
اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻻرﺗﻛﺎﺑﻬم اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال ﻣن إو ﻟﻰ اﻟﺧﺎرج /إﻧﺗﺎج أو ﺗﺳوﯾق ﻣﻧﺗوج ﻣزور
وﻣﻐﺷوش ﻣوﺟﻪ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك /ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر أو ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس /اﻟرﺷوة /اﻟﺗﻘﻠﯾد أو اﻟﻣﺳﺎس
ﺑﺣﻘوق اﻟﻣؤﻟف واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺟﺎورة /اﻻﺗﺟﺎر ﺑﺎﻟﻣﺧدرات.
ب -اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣوﺟودون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺎف :ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 9ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،08-04ﻻ ﯾﺟوز ﻷي ﻛﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري إذا ﻛﺎن ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم ﺧﺎص ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺎف ،وﯾﻘﺻد ﺑﻬم اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻣﻧوﻋون ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة ،ﻛﺎﻟﻣوظﻔﯾن ،اﻷطﺑﺎء ،اﻟﻘﺿﺎة ،اﻟﻣوﺛﻘون ،وﻛل ﺷﺧص ﯾﻣﻧﻌﻪ ﻧص ﺧﺎص ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ،وذﻟك ﺑﺳﺑب
ﺗﻌﺎرﺿﻬﺎ ﻣﻊ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ.
32
ﻫذﻩ اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﻫو ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو أﻣن اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت واﻷﺷﺧﺎص ،أو اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺛروة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو اﻟﺻﺣﺔ أو اﻟﺑﯾﺋﺔ ،إذن ﻓﺎﻷﺻل أن اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﯾﺗم دون ﻗﯾد أو ﺷرط ،ﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض
اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﯾﺷﺗرط ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص ﻛﺷرط ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
ﻗﺑل 13ﯾوﻧﯾو ﺳﻧﺔ 2018ﻛﺎن ﯾﺷﺗرط ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻧﺷﺎط أو ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻘﻧﻧﺔ ﺿرورة اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
رﺧﺻﺔ أو اﻋﺗﻣﺎد ﻟﻛن ﺑﻌد ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ وﻋﻧد ﺗﻌدﯾل اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 08-04أﺻﺑﺢ ﻫذا اﻹﺟراء ﺿرورﯾﺎ ﻓﻘط ﻋﻧد
اﻟﺷروع اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ واﻟﻣﻬن اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻐﻼل ،أﻣﺎ ﻗﺑل ذﻟك وﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ
اﻻﻧﺟﺎز ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري دون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟرﺧﺻﺔ أو اﻻﻋﺗﻣﺎد إﻻ إذا وﺟد ﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ
ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺻﺑﺢ اﻟرﺧﺻﺔ أو اﻻﻋﺗﻣﺎد ﺷرطﺎ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
ﻣن ﺑﯾن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ ﻧﺟد اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻌد ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺣﺳب اﻟﻣوﺿوع ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة
2ﻓﻘرة 13ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ،ﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﻧص ﺧﺎص ﯾﺣدّد
ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ وﻫو ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ ،2003إذ ﯾﺟب أن ﺗﻘوم ﺑﻪ ﺑﻧوك أو ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ
ﺷﻛل ﺷرﻛﺎت ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ أو ﺷﻛل ﺗﻌﺎﺿدﯾﺔ ،أي ﻓﻲ ﺷﻛل ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ،وﻗﺑل ﻣﺑﺎﺷرة أي ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺻرﻓﯾﺔ ﯾﺟب
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص أوﻻ ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،ﺛم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻣن طرف ﻣﺣﺎﻓظ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر.
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :أﻧواع اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :ﺗوﺟد ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل وﻫﻲ :اﻟﻘﯾد ،اﻟﺗﻌدﯾل واﻟﺷطب.
أوﻻ -اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻫو ﻛل ﺗﺳﺟﯾل ﻟﺷﺧص ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،أو ﻟﺷﺧص
ﯾرﻏب ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،وﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 08-04ﻓﺎﻟﻘﯾد ﻟﻪ
طﺎﺑﻊ ﺷﺧﺻﻲ ،إذ ﯾﺳﻠم ﻟﻠﺗﺎﺟر رﻗم واﺣد ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻐﯾﯾرﻩ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺷطب ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري .وﯾوﺟد ﻧوﻋﯾن ﻟﻠﻘﯾد
ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻗﯾد رﺋﯾﺳﻲ وﻗﯾد ﺛﺎﻧوي ،ﻓﺎﻟﻘﯾد اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻫو أول ﺗﺳﺟﯾل ﻟﻠﺗﺎﺟر ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري أو ﻛل
ﺷﺧص ﯾرﻏب ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري ،أﻣﺎ اﻟﻘﯾد اﻟﺛﺎﻧوي ﻓﻬو اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟذي ﯾﺧص ﻧﺷﺎط أو أﻧﺷطﺔ ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ
اﻟﺗﺎﺟر اﻟذي ﺗم ﻗﯾدﻩ ﺑﺻﻔﺔ رﺋﯾﺳﺔ )ﻗﯾد رﺋﯾﺳﻲ( ،وﻫذا اﻟﻧﺷﺎط أو ﻫذﻩ اﻷﻧﺷطﺔ ﺗﻣﺛل اﻣﺗدادا ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟرﺋﯾﺳﻲ ،أو
ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﻧﺷطﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ أﺧرى .وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أن ﺗﻌدّد اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﺗﻌدّد
اﻟﺳﺟﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺑل أن اﻟﺗﺎﺟر ﻟﻪ ﺳﺟل ﺗﺟﺎري واﺣد وﻟو ﻣﺎرس أﻛﺛر ﻣن ﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري ،وﻫذا اﻷﻣر ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ
ﺗﺣﻘﯾق ﻣراﻗﺑﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺗﺎﺟر .إذن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﻘﯾد اﻟﺛﺎﻧوي ﻫو ﺗﺳﺟﯾل ﺛﺎن ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌد اﻟﻘﯾد اﻟرﺋﯾﺳﻲ ،وﻻ وﺟود ﻟﻠﻘﯾد
اﻟﺛﺎﻧوي دون ﻗﯾد رﺋﯾﺳﻲ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 14ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،111 -15ﯾﻛون ﺗﻌدﯾل ﻓﻲ
اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺈدﺧﺎل إﺿﺎﻓﺎت أو ﺗﺻﺣﯾﺣﺎت أو ﺣذف ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري أو ﺗﺟدﯾد ﻣدة ﺻﻼﺣﯾﺗﻪ إذا
33
ﻛﺎن ﻣﺣدد اﻟﻣدة ،إذن ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗﻌدﯾل اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري إذا ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك ﻗﯾد ﺑﺎﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﺎﻟﺗﻌدﯾل
ﯾﻛون ﺑﻌد اﻟﻘﯾد وﻟﯾس اﻟﻌﻛس ،واﻟﺗﻌدﯾل ﻗد ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﯾد اﻟرﺋﯾﺳﻲ أو اﻟﻘﯾد اﻟﺛﺎﻧوي.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﺷطب ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 22ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،111-15ﯾﺗم اﻟﺷطب ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﯾد
اﻟرﺋﯾﺳﻲ أو اﻟﻘﯾد اﻟﺛﺎﻧوي ،أﻣﺎ ﺣﺎﻻت اﻟﺷطب ﻓﻘد ﺣددﺗﻬﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة 20ﻣن اﻟﻣرﺳوم ﻧﻔﺳﻪ ،وﻫﻲ:
-اﻟﺗوﻗف اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻋن اﻟﻧﺷﺎط.
-وﻓﺎة اﻟﺗﺎﺟر.
-ﺣل اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
-ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﺷطب ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
-ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري ﺑﻣﺳﺗﺧرج ﺳﺟل ﺗﺟﺎري ﻣﻧﺗﻬﻲ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ.
أوﻻ -إﺟراءات اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :ﺗم ﺗﺣدﯾد ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 7إﻟﻰ 13ﻣن
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،111 -15ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﺷروط اﻟﻘﯾد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻣﻣﺿﻰ وﻣﺣرر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣﺎرات ﯾﺳﻠﻣﻬﺎ اﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
-ﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﯾﺛﺑت وﺟود ﻣﺣل ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ،ﻛﺗﻘدﯾم ﺳﻧد ﻣﻠﻛﯾﺔ أو ﻋﻘد إﯾﺟﺎر أو ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠوﻋﺎء اﻟﻌﻘﺎري
اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻓﯾﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ،أو ﻋﻘد أو ﻣﻘرر ﺗﺧﺻﯾص ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،ﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻘﺎر .أﻣﺎ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﻏﯾر اﻟﻘﺎر ﻓﯾﺷﺗرط ﺗﻘدﯾم ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﻣﻘرر ﺗﺧﺻﯾص ﻣﻛﺎن ﻣﻬﯾﺄ ﻟﻬذا
اﻟﻐرض ﺗﺳﻠﻣﻪ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،أو ﺗﻘدﯾم ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺑطﺎﻗﺔ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣرﻛﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﻊ ﺗﻘدﯾم
ﻣﺎ ﯾﺛﺑت اﻹﻗﺎﻣﺔ.
-ﺗﻘدﯾم وﺻل ﺗﺳدﯾد ﺣﻘوق اﻟطﺎﺑﻊ وﺣﻘوق اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
-إرﻓﺎق اﻟرﺧﺻﺔ أو اﻻﻋﺗﻣﺎد ﺑﻣﻠف اﻟﻘﯾد وﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت أو اﻟﻣﻬن اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ.
-زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺷروط ،وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺎﺟر اﻷﺟﻧﺑﻲ ،ﻓﯾﺷﺗرط ﺗﻘدﯾم ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻣﻘﯾم ﻟﻠﺗﺎﺟر اﻷﺟﻧﺑﻲ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻘﯾد ﻋﻠﻰ أﺳﺎس طﻠب ﻣﻣﺿﻰ وﻣﺣرر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣﺎرات ﯾﺳﻠﻣﻬﺎ اﻟﻣرﻛز
اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻫذا اﻟطﻠب ﯾﺟب إرﻓﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
34
-ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺔ ،أو ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻧص اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري.
-ﻧﺳﺧﺔ ﻣن إﻋﻼن ﻧﺷر اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷرة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻟﻧﺷرة ﯾﻣﺳﻛﻬﺎ
اﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
-ﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﯾﺛﺑت وﺟود ﻣﺣل ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ،ﻛﺗﻘدﯾم ﺳﻧد ﻣﻠﻛﯾﺔ أو ﻋﻘد إﯾﺟﺎر أو ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠوﻋﺎء اﻟﻌﻘﺎري
اﻟذي ﯾﺣوي اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ،أو ﻛل ﻋﻘد أو ﻣﻘرر ﺗﺧﺻﯾص ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ.
-ﺗﻘدﯾم وﺻل ﺗﺳدﯾد ﺣﻘوق اﻟطﺎﺑﻊ وﺣﻘوق اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
-إرﻓﺎق اﻟرﺧﺻﺔ و/أو اﻻﻋﺗﻣﺎد ﺑﻣﻠف اﻟﻘﯾد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت أو اﻟﻣﻬن اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔروع أو اﻟوﻛﺎﻻت أو اﻟﻣﻣﺛﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺷرﻛﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻘرﻫﺎ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﺑﺎﻟﺧﺎرج،
ﻓﻠﻘﯾدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﯾﺷﺗرط ﺗﻘدم اﻟطﻠب إو ﺛﺑﺎت اﻟﻣﺣل وﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻷم ﻣﺻﺎدق
ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﻘﻧﺻﻠﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﻣﺣﺿر اﻟﻣداوﻻت اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻓﺗﺢ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر،
ﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻘﻧﺻﻠﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗواﺟدة ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ،ﻟﻛن ﻣﺎ ﻫو اﻟﺣل ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾوﺟد ﺗﻣﺛﯾل دﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ ﻟﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻷم؟
ﺛﺎﻧﯾﺎ -إﺟراءات اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :ﺗم ﺗﺣدﯾد ﺷروط اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 15إﻟﻰ
18ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،111 -15ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﯾﺗم ﺗﻌدﯾل اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﺳﺎس طﻠب
ﻣﻣﺿﻰ وﻣﺣرر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣﺎرة ،أﺻل ﻣﺳﺗﺧرج اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺛﺑﺎت وﺟود ﻣﺣل ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة .أﻣﺎ
ﻋﻧد وﻓﺎة اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟﻣﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﯾﻣﻛن ﻣواﺻﻠﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
طﻠب ﻣﻣﺿﻰ وﻣﺣرر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣﺎرة ﯾﺳﻠﻣﻬﺎ اﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،أﺻل ﻣﺳﺗﺧرج اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري،
اﻟﻔرﯾﺿﺔ ،وﻛﺎﻟﺔ ﯾﺣررﻫﺎ اﻟﻣوﺛق ﯾﻛﻠف ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ اﻟورﺛﺔ ﺷﺧص ﺑﻣواﺻﻠﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﻣورﺛﺈﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﺗﻘدﯾم وﺻل ﺗﺳدﯾد ﺣﻘوق اﻟطﺎﺑﻊ وﺣﻘوق اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري أﻣﺎ اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ،ﻓﯾﺷﺗرط ﺗﻘدﯾم ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻣﻌدل ،وﻧﺳﺧﺔ ﻣن إﻋﻼن ﻧﺷر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻌدﻟﺔ
ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺷرة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟطﻠب وأﺻل ﻣﺳﺗﺧرج اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري إو ﺛﺑﺎت
وﺟود اﻟﻣﺣل وﺗﺳدﯾد ﺣﻘوق اﻟطﺎﺑﻊ واﻟﺗﺳﺟﯾل.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -إﺟراءات اﻟﺷطب ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري :ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 21ﻣﻧﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،11-15ﻓﺎﻟﺗﺎﺟر
اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺷطب ﻫو اﻟذي ﯾﻘدم طﻠب اﻟﺷطب ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎﺗﻪ ﯾﺗوﻟﻰ ذﻟك ورﺛﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺷطب ﻣن اﻟﺳﺟل
اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ،وﻫذا ﺑطﻠب ﻣن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣؤﻫﻠﺔﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺣﺗرام اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
35
أﻣﺎ ﻋن ﺷروط اﻟﺷطب ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻘد ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣواد ﻣن 22إﻟﻰ 24ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم -15
،111ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻠف اﻟﺷطب ﻣن:
-طﻠب ﻣﻣﺿﻰ وﻣﺣرر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣﺎرات ﯾﺳﻠﻣﻬﺎ اﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
-أﺻل ﻣﺳﺗﺧرج اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
-ﻣﺳﺗﺧرج ﻋن ﻋﻘد وﻓﺎة اﻟﺗﺎﺟر ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء.
-ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﺷطب ،ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ،ﻛﺎﻟﺗﺎﺟر اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري ﻗﺎر
دون ﺣﯾﺎزة ﻣﺣل ﺗﺟﺎري ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 39ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،08 -04وﻛﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎ أن ﺣﯾﺎزة ﻣﺣل ﺗﺟﺎري
ﻫو ﺷرط ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
-ﺷﻬﺎدة اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ.
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أن اﻟﻣﺎدة 21ﺗم ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺳﻧﺔ 1996ﺑﺎﻷﻣر رﻗم ،27-96ذﻟك أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل ﻛﺎﻧت
ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻗرﯾﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﺗﻘﺑل إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻛس ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻪ ﺑﻌد ﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة 21
أﺻﺑﺢ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﻟﻠﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻫو اﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﻘﯾد ﻟﯾس ﺷرطﺎ
ﻻﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﺑل ﻫو أﺛر ،ﻷن ﻋدم اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻣﻊ أن اﻟﺷﺧص ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺻﻔﺔ
اﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ ،ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 28ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﻣن
آﺛﺎر اﻟﻘﯾد ﻫو أن اﻟﺷرﻛﺔ ﻻ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻗﯾدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
36
إذن ﻓﺎﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﯾﻌد اﻟﺗزاﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻛل ﺗﺎﺟر ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﺗﻔرض
ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻘوﺑﺎت وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻐﯾر ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﻌد اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻗرﯾﻧﺔ
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻣﺎرس ﻫذا اﻟﺷﺧص أي ﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري.
أوﻻ -اﻟﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ :ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن 22و 24ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺷﺧص ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾد ﻓﻲ
اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻐﯾر أواﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ ﺑﺣﺟﺔ ﻋدم ﻗﯾدﻩ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت واﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣﻼزﻣﺔ ﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر .ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻐﯾر إﻻ ﺑﻌد إﺷﻬﺎرﻫﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،إﻻ إذا ﺛﺑت ﺑوﺳﺎﺋل اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻧﻪ
وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘد ﻛﺎن اﻟﻐﯾر ﻣطﻠﻌﯾن ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 25ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ﻛﺣﺎﻟﺔ اﻟرﺟوع
ﻋن ﺗرﺷﯾد اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻘﺎﺻر ،أو ﺻدور أﺣﻛﺎم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺣل ﺷرﻛﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،أو اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر .وﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻣوم ﻛل ﻣن ارﺗﻛب ﺧطﺄ ﻣﻠزم ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻟذي ﺗﺳﺑب ﻓﯾﻪ ﻟﻠﻐﯾر ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 124ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺟزاءات اﻹدارﯾﺔ :ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 31ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،08-04ﻓﺈن ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﯾﻣﺎرس
ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻗﺎ ار دون اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﯾﺗﻌرض ﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻏﻠق اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري .وﯾﺗم ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻫذﻩ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن طرف ﺿﺑﺎط وأﻋوان اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬم ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم
ﺑﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣوظﻔون ﻣؤﻫﻠون اﻟﺗﺎﺑﻌون ﻟﻸﺳﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة وﻛذﻟك
إدارة اﻟﺿراﺋب .إو ذا ﺗم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرة ﺗﺧرج ﻋن ﻣوﺿوع اﻟﻧﺷﺎط أو اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري
ﻓﯾﺗﻌرض اﻟﺗﺎﺟر إﻟﻰ اﻟﻐﻠق اﻹداري اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻣدة ﺷﻬر ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﺳوﯾﺔ وﺿﻌﯾﺗﻪ ﺧﻼل ﺷﻬرﯾن
ﯾﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟﺷطب ﻣن اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 31ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،08-04ﻓﺈن ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي
ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻗﺎ ار دون اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﻏراﻣﺔ ﻣن 10.000دج إﻟﻰ 100.000
دج .أﻣﺎ إذا ﻣﺎرس اﻟﺗﺎﺟر ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻣﺗﻧﻘﻼ ،دون اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﻏراﻣﺔ ﻣن 5000
دج إﻟﻰ 50.000دج ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻷﻋوان اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺣﺟز اﻟﺳﻠﻊ ووﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ.
37
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري
ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري وﻟم ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻔﻘﻪ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻣﺎﻧﻌﺎ ،ﻓذﻫب اﻟﺑﻌض إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف
اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻرﻩ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،وﻣﻧﻬم ﻣن ﻗﺻر ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣل وﻣﻧﻬم
ﻣن ﻋدد ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ دون ذﻛر ﻟﻌﻧﺎﺻرﻩ .وﻋﺑﺎرة اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻗدﯾﻣﺔ ،ﻛﺎﻧت ﺗدل ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗﻌرض أو
ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻪ اﻟﺗﺟﺎرة وﺗﻌرض ﻓﯾﻪ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ واﻟﺳﻠﻊ وﯾﺳﺗﻘﺑل ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻣﻼء وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟم ﯾﻛن ﯾﻌﺗﺑر وﺣدة ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻣﺎذا ﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري وﻣﺎ ﻫﻲ طﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ؟
ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎل ﻣﻧﻘول ﻣﻌﻧوي ﻣﺧﺻص ﻻﺳﺗﻐﻼل ﺗﺟﺎري أو ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻗد ﯾﺳﻣﻰ
ﺑﺎﻟﻣﺗﺟر أو اﻟﻣﺻﻧﻊ ﺗﺑﻊ ﻟﻧوع اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾزاوﻟﻪ اﻟﺷﺧص ،واﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري وأن ﻛﺎن ﯾﺷﻣل ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻟﺳﻠﻊ
واﻟﻣﻬﻣﺎت وﻋﻧﺎﺻر ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻛﺎﻟﻌﻧوان واﻹﺳم اﻟﺗﺟﺎري واﻟﺣق ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة واﻹﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﻌﻣﻼء واﻟﺳﻣﻌﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺣﻘوق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إﻻ أن ﻟﻪ ﻗﯾﻣﺔ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻋﻠﻰ ﺣدﻩ،
ﻓﺎﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﯾﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻣﻧظو ار إﻟﯾﻬﺎ ﻛوﺣدة ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﻘواﻋدﻫﺎ وأﺣﻛﺎﻣﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
ﻣن ﺧﻼل ﺗطور ﻓﻛرة اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺿﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري واﻛﺗﻔﻰ ﺑﺗﻌداد
ﻋﻧﺎﺻرﻩ ﺣﯾث ﺗﻌد اﻷﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري ﺟزءا ﻣن اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري .ﺟﺎءت ﻧظرﯾﺎت ﻓﻘﻬﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري
ﻧذﻛرﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ.
ﻧﺎدى ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻷﻟﻣﺎن واﻋﺗﺑرو اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ذﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺎﺟر ،وﺗوﺟد
ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﻛﺗﻠﺔ ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻣوﺣدة ﺑواﺳطﺔ ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ اﻟﻣﺷﺗرك واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري أي ذﻣﺔ
ﻣﺧﺻﺻﺔ ،وﻗد اﻗﺗرح ﻫذا اﻹﺗﺟﺎﻩ ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
واﻟذي ﯾﻛون ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﺣل .ﺑﯾد أن ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣرﻓوﺿﺔ ﻟﺳﺑب واﺿﺢ وﻫﺎم ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛون اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ
وﻛذﻟك اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﯾﻘوﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ وﺣدة اﻟذﻣﺔاﻟذي ﯾﻘرر أن أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﺿﺎﻣﻧﺔ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑدﯾوﻧﻪ.
38
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري.
ﻻ ﺗدﺧل اﻟﻣﺣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻋداد اﻷﻣوال اﻟﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ واﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣﺛل اﻟﻌﻘﺎرات ،ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋدة ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ
ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﺎدي واﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻣﻌﻧوي،و إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر أﺷﺎرت اﻟﻣﺎدة 78ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري.
39
ﻋﻧﺻر اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﻌﻣﻼء ﻋن ﻋﻧﺻر اﻟﺷﻬرة أو اﻟﺳﻣﻌﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل ذات طﺎﺑﻊ ﻋﯾﻧﻲ
ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ،وﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﺷﺄن ﻓﻲ إﺟﺗذاب اﻟﻌﻣﻼء ﻛطرﯾﻘﺔ ﻋرض اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ واﻟﻣظﻬر اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻣﺗﺟر
واﻟدﯾﻛور اﻟﺧﺎص ﺑواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺣل واﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻣﺗﺎز ،واﻟواﻗﻊ أن ﻛل ﻋﻧﺻر ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﻛﻣل اﻵﺧر ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫدف واﺣد ﻫو
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرار اﻗﺑﺎل اﻟﻌﻣﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺟر .وﻋﻧﺻري اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﻌﻣﻼء واﻟﺷﻬرة ﺣق ﻣﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺻرف
ﻓﯾﻪ وﯾﻧظم اﻟﻘﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻋن طرﯾق دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﻓﻲ ﺑﻌض أﻧواع اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻓﻲ ازدﻫﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ وﺟودﻫﺎ ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ
ﻣﻌﯾن ﻛﺎﻟﻣﻘﺎﻫﻲ واﻟﻣطﺎﻋم ،واﻟﺣﻠول ﻣﺣل اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺗﺟر ﻫو اﻟذي ﯾؤﻛد اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﻌﻣﻼء
وﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك ﻛﺎن ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺟر ﯾﺷﻣل أﯾﺿﺎ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﯾﺟﺎر اﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري ،وﻗد
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 172ﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻣﺗﺟر ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣول إﻟﯾﻪ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺣﻘوق
اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻹﺗﻣﺎم ﻣدة اﻻﺳﺗﻐﻼل.
40