Professional Documents
Culture Documents
اق
ﻣﻘدﻣﺔ :
ﯾﻌد اﻷﺻل ﻓﻲ اﻷﻓﻌﺎل اﻹﺑﺎﺣﺔ ﻣن أﻫم اﻟﻣﺑﺎدئ واﻷﺳس اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺣب اﻟذات واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﻣﻠك واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻷﺧرﯾﯾن ،ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﻧزﻋﺔ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﺧرﯾﯾن وﺣرﯾﺎﺗﻬم
ورﻏﺑﺎﺗﻬم ﻓﻛﺎن ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن أن ﺗوﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﺣدود وﻗﯾود ﯾﺿﺑطﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟﻔرض
ﺳﻠطﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻬدد اﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﺳﺗﻘرارﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾس ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌد
اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻟﺗﺣدﯾد داﺋرة اﻟﺗﺟرﯾم وﺣدود اﻟﻌﻘﺎب .
إن ﻣﻧﺎط اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﯾدرس ﺟوﻫر ﻗﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻠﻣوس اﻟذي ﯾدرس ﻣﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،
وﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﻬم ﻣن ﺷروع وﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،واﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺣﺳﻲ اﻟذي ﯾدرس اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻌﻧوي
ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﺧطﺄ وﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻬﻣﺎ ﻣن ﻣﻔﺎﻫﯾم وﻋﻧﺎﺻر ...
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻗﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺗوﻓر أرﻛﺎﻧﻬﺎ إﻻ اﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻔﻌﯾل آﻟﯾﺔ اﻟردع واﻟﻌﻘﺎب إﻻ
ﺑﺈﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺻدرﻫﺎ ﻗﺎﻋدة اﻷﺻل ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺑراءة ﻓﺎﻟﻣﺗﻬم ﯾﺑﻘﻰ ﺑريء ﺣﺗﻰ
ﺗﺛﺑت ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إداﻧﺗﻪ ،وﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ،وﻫﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف ﺧطورة
اﻟﺟرﯾﻣﺔ وطﺑﯾﻌﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ،واﻷﻛﯾد أن ﻫﻧﺎك أﺟﻬزة ﺗﺗوﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣن ﻟﺣظﺔ ارﺗﻛﺎب
اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺻدور اﻟﺣﻛم ،وﯾﺗوﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ واﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ،
وﻋﻠﯾﻪ ﺳوف ﻧﺣﺎول أن ﻧﺷرح ﻣﺣطﺎت وﻣراﺣل إﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻟﺣظﺔ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ
إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎور اﻵﺗﯾﺔ :
اﻟﻣﺣور اﻷول اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
1
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
2
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
Corinne Renault . Procédure pénale .Gualino éditeur . paris.2006.p21
1
ﺣﺳن ﺟوﺧذار ،أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﯾﻧظرﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋﻲ إﻟﯾﻬﺎ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺷق ،2002-2001 ،ص 1
3
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
ﻋﻣر ﺧوري،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق 2005،2006 ،ص 2
2
أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺟوﻫري اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 03-83اﻟﻣؤرخ 13ﻓﯾﻔري ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1982ﻛﻣﺎ ﻋدل ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر - 15
02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 07ﺷوال ﻋﺎم 1436اﻟﻣواﻓق ل 23ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2015وﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07-17اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻣﺎرس
2017اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻋدد ،39واﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10-19اﻟﻣواﻓق ل 11دﯾﺳﻣﺑر ،2019اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد78
4
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺣﺗﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟزاء ﻋﻘوﺑﺔ ﻛﺎن أم ﺗدﺑﯾ ار1وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﯾﻘول ﺑﺗﺑﻌﯾﺔ ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت إذ ﻻ ﯾﺗﺻ ـ ـ ــور وﺟود اﻷول دون اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻫو اﻟرأي
اﻟراﺟﺢ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾرى ﺑﻌض أﺧر أن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘل ﺑذاﺗﻪ وﻣﻛﻣ ـ ـ ـ ــل ﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻛﻣﺎ رأى ﻓرﯾق ﺛﺎﻟث أن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات ﻣﻌﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ
ﺗﻌﺑﯾ ـ ـ ــر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وﻫو رأي ﻻ ﯾﺳﺗﻧد ﻟﻠﻌﻠم وﻻ ﻟﻠواﻗﻊ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ :
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻫو اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات وﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻗﺎﺻـ ـ ار ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﻬو ﺧﺎص ﯾﻘﯾد اﻟﻌﺎمٕ ،واذا وﺟد ﺑﻪ ﻧﻘص أﺳﺗﻛﻣل
ﺑﺎﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ وﻟﻬذا ﯾﻘﺎل أن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓرع ﯾﺗﺑﻊ اﻷﺻل)ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ( ﺑدﻟﯾل إﺣﺎﻟــﺔ ﻧﺻوص اﻷول ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﻣﺛﻼ ﺑﺗﻘﺎدم
اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫــو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺣﻛﺎم طرق وﻣواﻋﯾد
2
اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور وﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﯾﺧﺎطﺑﺎن ﻣﺣﺎﻛم
ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﺟﻬﺎز ﻗﺿﺎﺋﻲ واﺣد ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﻧﺗﻣﯾﺎن إﻟﻰ ﺟﻬﺎز ﻗﺿﺎﺋﻲ
واﺣد ،ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﻧﺗﻣﯾﺎن اﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ واﺣدة ،وﻗد ﺗﻧﻌﻘد
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟواﺣدة ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺣﻛﻣﺔ أول درﺟﺔ أوﺛﺎﻧﻲ درﺟﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣرة
1ﻋﺑد اﷲ أوﻫﺎﯾﺑﯾﺔ " ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري " اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،دار ﻫوﻣﻪ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﺑوزرﯾﻌــﺔ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ،2013ص .28
2
إﺳﺣﺎق إﺑراﻫﯾم ﻣﻧﺻور " ،ﻣوﺟز ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹﺟرام وﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎب " اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر
اﻟﻌﺎﺻﻣـ ــﺔ 1991ص 118
5
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺛم اﻟدﻋﺎوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣرة أﺧرى ﺑل أن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن ﻛﻌﻠﻧﯾﺔ
1
اﻟﺟﻠﺳﺎت ،واﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ،وﺷﻔوﯾﺔ اﻟﻣراﻓﻌﺎت ،وﺧﺿوع اﻷﺣﻛﺎم ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻧﻘض
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟدﺳﺗور :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ
اﻟدﺳﺗور أﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳﻣو ﯾﺟب اﺣﺗراﻣﻬﺎ و أدرﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺣﯾﺎة اﻷﻓراد وﺷؤوﻧﻬم ،وﻟﻘد ﻛرس ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾر ﺟﻬﺎز اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﻓراد ﻣن
ﺿرورة ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﻣﯾﻊ واﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ،وﺿﻣﺎن ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ
3
، واﻟﻣﺳﺎواة ، 2وﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻬم ﺣﺗﻰ ﺗﺛﺑت إداﻧﺗﻪ ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ
5
وﺿﻣﺎن اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺗﯾن ، 4واﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ :ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﻗواﻋد
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﺻﻧﺎﻋﺔ ﻧﺻوﺻﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛﻌﻠﻣﻲ اﻹﺟرام واﻟﻌﻘﺎب ﻣن ﺧﻼل ﺗﻐﯾﯾر اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻣﺎ
ﯾﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وظروف ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ،وﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،وﻣدى ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟردع اﻟﺧﺎص.
1
اﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻠﻘﺎﻧﻲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء اﻷول ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،
اﻟﺟزاﺋر ،2005 ،ص 8ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر ،
،2016ص 15
8اﻟﻣﺎدة 167ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 442-20اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﺟﻣﺎدى اﻷول ﻋﺎﻣﺔ 1442اﻟﻣواﻓق 30دﯾﺳﻣﺑر ﺳﻧﺔ
2020اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﺻدار اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺗﺎء أول ﻧوﻓﻣﺑر ﺳﻧﺔ ، 2020اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد
82
3اﻟﻣﺎدة 41ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري 2020
4
اﻟﻣﺎدة 165ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري 2020
5اﻟﻣﺎدة 46ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري 2020
6
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1و ﯾﻌرف ﻋﻠم اﻹﺟرام ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﻛﺳﻠوك ﻓردي وﻛظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺳﺗﻬدف ﺗﺣﻠﯾل ا ﺑﺳط
اﻟﻌواﻣل اﻟداﻓﻌﺔ إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻛون ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ( ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﺣول ﻣﻔﻬوم ﻋﻠم اﻹﺟرام اﻧظر ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ ،ﻋﻠم
اﻹﺟرام وﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎب ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﻟﺑﻧﺎن ،2000صG.stefani. G levasseur.R-Jamber 11
merlin, criminelogi et semcences penitentiare.wed.DALLez.1976 p1.
2
ﻣﻧﺻور رﺣﻣﺎﻧﻲ " :ﻋﻠم اﻹﺟرام واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ " دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ، 2006ص 38
اﻟﻣﺎدة 50ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2015اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،39اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ
153ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2015،
7
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻌﻠم اﻟﻌﻘﺎب :ﯾﻌرف ﻋﻠم اﻹﺟرام ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻓرع
ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻐرض اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣن ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،واﺧﺗﯾﺎر أﻧﺳب
اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﺟزاء ﻛﻲ ﯾﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ، 1وﯾﺑدو ﺗﺄﺛر ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﺑﻌﻠم اﻟﻌﻘﺎب ﻓﻲ أن ﻣﻌظم ﻗواﻧﯾن اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻗد أﺧ ــذت ﺑﻧظﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ،إذ أن ﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺣدﯾث ﯾﺑﺣث ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎ ار أﻧﺳب اﻟط ـ ــرق ﻟﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻌﻘوﺑﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻼءم وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺟرم ،وذﻟك ﺑﺗﻌدﯾل ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺗﺧﻔﯾﻔﺎ أو ﺗﺷدﯾدا
ﺣﺳﺑﻣﺎ ﯾ ـراﻩ اﻟﻘﺎﺋﻣون ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ)إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ( ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗطور ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ،إذ
أن ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾ ـ ــﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻗد ﻧﺻت ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻟﺳﺟون ﻋﻠﻰ اﻷﺧذ ﺑﻧظﺎم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ وﺷﺑﻪ اﻟﻣﻔﺗوﺣـ ـ ـ ـ ــﺔ وأﻛﺛر ﻣن ﻫذا أن ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻛﻘﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻧﺻ ـ ـ ـ ــت ﻋﻠﻰ وﺟود ﻗﺎﺿﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻛﺿﻣﺎن
ﻟﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌداﻟﺔ ٕوادارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ،ﻣن ﺧ ـ ــﻼل إﺷراﻓﻪ ﻋﻠﻰ رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ وﺗﺻﻧﯾف
اﻟﻣﺟرﻣﯾن.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻧظم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻧظم اﻹﺟراﺋﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
اﻟواﺟب إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣن اﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،واﺧﺗﻠﻔت اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟوﺻول
إﻟﻰ ذﻟك ﺑﺣﺳب اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﺑﻠد 2وﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺳوف ﻧﺟﯾز ﺷرﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
اﻷﺗﻲ :
اﻟﻣطﻠب اﻷول اﻟﻧظﺎم اﻻﺗﻬﺎﻣﻲ :ﯾﻌد اﻟﻧظﺎم أﻻﺗﻬﺎﻣﻲ أﻗدم ﻧظم ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺧﺻوﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،ﻣﻘﺗﺿﺎﻩ أن اﻻﺗﻬﺎم ﺣـ ـ ــق ﺧﺎص ﻟﻠﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ،وﯾﻼﺣق
1
إﺳﺣﺎق إﺑراﻫﯾم ﻣﻧﺻور ،ﻣوﺟز ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹﺟرام وﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎب ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،
،1991ص115
2ﺧﻠﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،دار ﺑﻠﻘﯾس اﻟﺟزاﺋر ،2016
ص 18
8
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﺟﺎﻧﻲ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﺧﺗﺎرﻩ ،وﻟﻘد ﺗطور ﻫذﻩ اﻟﻧظﺎم ﻣﻊ ﻣرور اﻟزﻣن ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻣن
ﺣق أي ﺷﺧص ﻣن أﻫل اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ أو ﻣن أﻓـ ـ ـ ـراد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن
اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻫذا اﻟﻣﻼﺣق ﻗ ـ ــد أﺻﺎﺑﻪ ﺿرر ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻟﯾس ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ
ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوى.
وﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﺧﺻﺎﺋص أﻫﻣﻬﺎ ﻫﻲ:
-1إﻟﻘﺎء ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت واﻻﺗﻬﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ أو اﻟﻣﺿرور ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻣن ﺷﺎﻫدﻫﺎ أو
أي ﻓرد ﻣن وﻟﺷﻌب ،ﻓﻼ ﺗﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ واﺛﺑﺎت اﻟﺗﻬﻣﺔ وﻣﺑﺎﺷرة اﻻﺗﻬﺎم
أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء.
-2ﯾﻔﺻل اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﻛم ﯾﺧﺗﺎرﻩ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﻣﺗﻬم طﺑﻘﺎ ﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ﻣﻌﯾﻧـ ـ ـ ــﺔ ﻛﺎﻧت
-3طﺑﯾﻌﺔ اﻹﺟراءات ﺷﻔﻬﯾﺔ وﻋﻠﻧﯾﺔ وﺣﺿورﯾﺔ ،إذ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗدوﯾن أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،واﻻﺗﻬﺎم
ﻋﻠﻧــﯾﺎ ﺑﺣﺿرة اﻟﺧﺻوم)اﻟﻣﺗﻬم واﻟﻣﺿرور( وﻏﯾرﻫم ﻣن اﻟﻧﺎس
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻧﻘﯾب واﻟﺗﺣري :ظﻬر ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻠﻧظﺎم أﻻﺗﻬﺎﻣﻲ ﺣﯾث ﺑﺗطور
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أﺻﺑﺣت وظﯾﻔﺔ اﻟدوﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺣﺻورة ﻓﻲ اﻷﻣن اﻟﺧﺎرﺟﻲ)ﻣرﻓق اﻟدﻓﺎع( واﻷﻣن
اﻟداﺧﻠﻲ)ﻣرﻓق اﻟﺷرطﺔ(ٕ ،واﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌدل ﺑﯾ ـ ــن اﻟﻧﺎس )ﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء( وﺑﺗﺷﻛل اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ظﻬرت ﻗوة اﻟدوﻟﺔ وأﺧذت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻟﻸﻓراد ٕواﻗﺎﻣﺔ ﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن وأﺻﺑﺢ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺣق ﺗﻌﻘب وﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﻣﺟــرد وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ
وﻟو ﻟم ﯾﺑﻠﻎ ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻣﺟﻧﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﺧﺻﺎﺋص أﻫﻣﻬﺎ
إﻟﻘﺎء ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ ﻫﯾﺋﺔ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗﺗﺎﺑﻊ اﻟﺟﺎﻧﻲ وﺗﻘدﻣﻪ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ وﺗﻘﯾﯾم اﻷدﻟﺔ -
وﺣدﻫم. ﻟﻸﻓراد اﻟﺳﻠطﺔ ﻫذﻩ ﯾﺟﻌل اﻟذي اﻻﺗﻬﺎﻣﻲ اﻟﻧظﺎم ﻋﻛس ﺿ ــدﻩ
-2ﯾﻔﺻل اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﻌﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أي ﻣوظف ﻋﺎم وﻟﯾس ﻣﺧﺗﺎ ار ﻣن
ﻗﺑل اﻷطراف ﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻣﻣﺎ أدى ﻟزوال اﻟﺗﺣﻛم أو اﻟﻘﺿﺎء اﻻﺧﺗﯾﺎري.
9
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
03ـ اﻹﺟراءات ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻼﻧﯾﺔ وﻗد ﺗﻛون ﺳرﯾﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﺻوم إذ ﻗد ﺗﺗﺧذ ﻓﻲ
ﻏﯾﺎﺑﻬم
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠط :أﺧذ ﺑﻣزاﯾﺎ اﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن وﺗﻔﺎدى ﻋﯾوﺑﻬﻣﺎ ،ﻟذﻟك ﻓﻬو ﻣزﯾﺢ
ﻟﻬﻣﺎ وﺑﻪ أﺧذت أﻏﻠب اﻟدول ﺣﺎﻟ ـ ــﯾﺎ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر
-ﯾﺑﺎﺷر اﻻﺗﻬﺎم أﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ أﺻﻠﯾﺔ وﯾﺟوز ﺑﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻣﺟﻧﻰ
ﻋﻠﯾـﻪ أو اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
-ﺗﻣر اﻟدﻋوى ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري)اﻻﺳﺗدﻻل( ﺛم ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،وﻓﯾﻬـ ــﻣﺎ ﺗﻛون
اﻹﺟراءات ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﺳرﯾﺔ ﺛم ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ وﻓﯾﻬﺎ ﺗﻛون اﻹﺟراءات ﺷﻔﻬﯾﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ ﺣﺿورﯾﺔ ﻣدوﻧﺔ.
ﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟﻌﺎم واﻟﺿرر اﻟﺧﺎص أي ﺑﯾن اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫﻲ ﻣﻠك ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ
واﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ وﻫﻲ ﻣﻠك ﻟﻸﻓراد
ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺗﻬﻣﺔ أي ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﺗﺿرر ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
1
ﯾﻌﯾن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ودورﻩ اﯾﺟﺎﺑﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻧظﻣﺔ :ﺣﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻷﺧذ
ﺑﻣزاﯾﺎ اﻟﻧظﺎﻣﯾن ﻣﺗﺄﺛ ار ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠط وﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﺄﺛر
-ﯾﻔﺻل اﻟدﻋوى ﻗﺎﺿﻲ ﻣﻌﯾن ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺣﻛم ﺣﺳب اﻗﺗﻧﺎﻋﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ
اﻟﻣﻛ ــون ﻣن ﻓﺣص اﻷدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﻧﺎﯾﺎت ،طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 307ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
،وﻣن اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ أﻣﺎﻣﻪ ﺣﺿورﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻐﯾرﻫﺎ ،طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 212ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون.
ﺗﺣرك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ، 1وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﻐل ﯾد اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻗد ﯾﻛون ﺳﺑﺑﻬﺎ
1
ﻋﻣر ﺧوري،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 05
10
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟرواﺑط اﻷﺳرﯾﺔ ،أو طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻣل اﻟﺟﺎﻧﻲ إذا ﻛﺎن ﻣﺛﻼ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﺻﺎﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ اﻧﻪ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﺗﺿرر ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺷﻛوى ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎدﻋﺎء ﻣدﻧﻲ أو
ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور.
ﯾﺗم اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳرﯾﺔ ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 11ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" ﺗﻛون إﺟراءات اﻟﺗﺣري واﻟﺗﺣﻘﯾق ﺳرﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك دون اﻹﺿرار
ﺑﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ".
1
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 29ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " ﺗﺑﺎﺷر اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗطﺎﻟب ﺑﺗطﺑﯾق
اﻟﻘﺎﻧون وﻫﻲ ﺗﻣﺛل أﻣﺎم ﻛل ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ "
11
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
12
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ واﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ،واﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧول ﻟﻬﺎ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
وأﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎءﻫﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول ﺗﻌرﯾف اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ :ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ﻟم
ﯾﻌرف اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إذ اﻛﺗﻔﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻧـ ــص ﻋﻠﻰ أن " اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﯾﺣرﻛﻬﺎ وﯾﺑﺎﺷرﻫﺎ رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء أو اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﻌﻬود إﻟﯾﻬم ﺑﻬﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز أﯾﺿﺎ ﻟﻠطرف اﻟﻣﺿرور ،أن ﯾﺣرك ﻫذﻩ اﻟدﻋوى طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻣﺣ ــددة
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون " وﻣﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻹﺟراءات ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗص ﻹﺛﺑﺎت وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻧﺳﺑﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ
واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺻدور ﺣﻛم ﻓﺎﺻل ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﺟزاء اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧون.
واﻟﻌﻠﺔ ﻣن وﺟود اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﺳﺎﻫم
ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺛﺑت ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ذﻟك ،ﻓﻼ ﯾﺗﺄﺛر ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎم ﺑﺗﻌﻠﯾق اﻟﻣﺷرع ﺣق اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑوﺟوب ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى أو طﻠب أو اذن أو
ﺑﺈﻋطﺎء اﻟﺣق اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛوى ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎدﻋﺎء
ﻣدﻧﻲ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،أو ﺑﺗﻛﻠﯾف اﻟﻣﺑﺎﺷر أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻷن ﻣﻔﻬوم اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
1
ﻫذﻩ اﻟﺻور ﻻ ﯾﺧرج ﻋن ﻧطﺎق ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون وﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
وﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص ﻧﺟﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ :
ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ :ﺗﻌﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ أن اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻬﺎ طﺑﯾﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ ذﻟك ﻷﻧﻬﺎ
ﻣﻠك ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﺗدﺧل ﻣن أﺟل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى وﺗﻣﺛﯾﻠﻪ
أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ارﺗﺎى أن ﯾﺗم ﺗﻔوﯾض ﻫذا اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﻣﺛﻠﻪ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر
،ﺗﻧوب ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻗﺗﺿﺎء اﻟﺣق وﻣواﺻﻠﺔ إﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺑﻐرض ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب ، 2وﻻ ﺗﺗﺄﺛر
-1أوﻫﺎﺑﯾﺔ ﻋﺑد اﷲ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟطﺑﻌﺔ ،2004دار ﻫﻣوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ص .46
2
ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري ،اﻟﺟزء اﻷول ،دون طﺑﻌﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،
اﻟﻘﺎﻫرة ،205-2004،ص 76
13
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺗﻌﻠﯾق اﻟﻣﺷرع ﺣق أو ﺣرﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻ
ﺑﻌد ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى أو طﻠب أو إذن ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺣددة ﻓﻲ ﺟراﺋم ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻓﺿﻼ
ﻋﻠﻰ أن اﻻدﻋﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ﯾﻛون وﻓق ﺷروط ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺣﺻر وﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻓﻲ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻻ ﺗﻧﻔﻲ ﻋن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻣوﻣﻲ .
ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ :إن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣرك وﺗﺑﺎﺷر اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص
اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺣرﯾك واﻟﻣﺎدة 29ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ،وﻫذا ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 36اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص :ﯾﻘوم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺗﻠﻘﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿر واﻟﺷﻛﺎوى واﻟﺑﻼﻏﺎت
وﯾﻘرر ﻣﺎ ﯾﺗﺧذ ﺑﺷﻛﻠﻬﺎ ،1وﯾﻔﻬم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة ﺑﺎن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻘدر ﻣن اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ
ﺑﯾن ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺣﻔظ اﻷوراق ،وﻟﻛن إذا ﺣرﻛت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻔﻘد ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺳﺣب اﻟدﻋوى أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ ﻻن
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى أﺻﺑﺢ ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق أو ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم
وﻗﺿﺎء اﻟﺣﻛم.
ﻋدم اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﺎزل :إذا ﻛﺎﻧت اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻗﺑل رﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻓﻠﯾس ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻧﺎزل ﻋن ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣرك اﻟدﻋوى أو رﻓﻌﻬﺎ إذا
ﻣﺎ ﻗررت ﺣﻔظ ﻟدﻋوى ،ﻓﺑﻣﺟرد أن ﺗظﻬر أدﻟﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺗﻬﺎم ،ﻓﻠﻬﺎ أن
ﺗﺗراﺟﻊ ﻋن ﻗرارﻫﺎ وﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى ﻣن ﺟدﯾد ،أﻣﺎ إذا اﺧﺗﺎرت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﺑداﯾﺔ
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى ﻓﻠﯾس ﻟﻬﺎ أن ﺗﺗﺎزل ﻋﻧﻬﺎ أو ﺗﺳﺣﺑﻬﺎ ذﻟك ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺑﻣﺟرد رﻓﻌﻬﺎ ﺗﺧرج ﻣن
2
ﺣوزﺗﻬﺎ
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 8
2
ﺧﻠﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 130
14
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ :ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻟﻔﻛرة اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﯾﺣق ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺟرد وﺻول ﺧﺑر أو ﻧﺑﺄ وﻗوع
اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻟﻰ ﻋﻠﻣﻬﺎ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون
ﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى أو طﻠب أو إذن ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧول ﻟﻬﺎ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ :وﻧﻘﺻد ﺑﻬذا ﻣن ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫﻧﺎ ﻫﻧﺎك اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫﻲ أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫﻧﺎك ﺟﻬﺎت أﺧرى ﻣﻧﺢ ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺻﻼﺣﯾﺔ
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﺗوﻓرت ﺷروط ذﻟك.
اﻟﻔرع اﻷول اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﻘوم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫذا ﻛﺄﺻل ﻋﺎم
ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و ﺗﺗﺣدث ﺑﺎﺳﻣﻪ و ﺗطﺎﻟب ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل
طﻠﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﺿرر :ﻓﻠﻪ أن ﯾﺣرك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﯾﻛون ﻫذا ﺑﺗﻛﻠﯾف ﻣﺑﺎﺷر
ﺑﺎﻟﺣﺿور أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﺧص ﻫذا ﺑﺟراﺋم اﻷﺳرة ٕواﺻدار ﺷﯾك ﺑدون رﺻﯾد ورد ﻫذا ﻓﻲ
ﻧص اﻟﻣﺎدة 337ﻣﻛرر ق ا ج .و ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺗﺿرر أﯾﺿﺎ أن ﯾﻘدم ﺷﻛوى ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎدﻋﺎء
ﻣدﻧﻲ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق و ﻫذا وﻓﻘﺎ اﻟﻣﺎدة 72ق اج "ﯾﺟوز ﻟﻛل ﺷﺧص ﻣﺗﺿرر ﻣن
ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ ان ﯾدﻋﻲ ﻣدﻧﯾﺎ ﺑﺎن ﯾﺗﻘدم ﺑﺷﻛواﻩ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص"
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ﻗﺿﺎة اﻟﺣﻛم :أﻋطﺎﻫم اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ان ﺣدث ﻣﺎ ﯾﺧل
ﺑﺎﻟﻧظﺎم داﺧل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ و ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺟراﺋم اﻟﺟﻠﺳﺎت و اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻟﻬﺎ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ ﺗﻘدﯾم طﻠﺑﺎﺗﻬﺎ
ﺑﺧﺻوص ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ داﺧل ﺟﻠﺳﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ .1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ :إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎﻋدة أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣدﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻏرار
ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻗد ﺧرج ﻋن ﺗﻠك اﻟﻘﺎﻋدة ،وأورد ﻗﯾود ﺗﺣد ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
1
اﻧظر اﻟﻣواد 295و 567و 571ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
15
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻣؤدى ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻣﻠك ﻣﺑﺎﺷرة
ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى إﻻ ﺑﻌد زوال ﺗﻠك اﻟﻘﯾود ،ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع ﻗدر
ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر أن ﯾﺗرك ﻷﺷﺧﺎص أو ﻟﺟﻬﺎت ﻣﺣددة أﻣر ﺗﻘدﯾر
ﺗﺣرﯾك أو ﻋدم ﺗﺣرﯾك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،واﺳﺗﻠزم ﻟﻛﻲ ﺗﺳﺗرد اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ
إﺟراء ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ
اﻟﻔرع اﻷول اﻟﺷﻛوى :ﻧﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﺷﻛوى ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ "إﺟراء ﯾﺑﺎﺷر ﻣن ﺷﺧص ﻣﻌﯾن
وﻫو اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺟراﺋم ﻣﺣددة ،ﯾﻌﺑر ﺑﻪ ﻋن إرادﺗﻪ اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷﻛو ﻓﻲ ﺣﻘﻪ".1
واﺳﺗﻠزم اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ﻣن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺗﺎرﻛﺎ ذﻟك ﻟﺗﻘدﯾرﻩ ،وﻟذﻟك ﻓﻬﻲ ﺣق ﺷﺧﺻﻲ
ﯾﻣﺎرﺳﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو ﺑوﻛﯾل ﺧﺎص ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻛﯾل ،ﻓﻠﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ
ﻟدى اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ وﯾﻧﻘﺿﻲ ﻫذا اﻟﺣق ﺑوﻓﺎة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ وﻟو ﻟم ﯾﺻﻔﺢ ﻋن اﻟﺟﺎﻧﻲ أو ﻟم
ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ.
ٕواذا ﺗﻌدد ﻣن ﯾﺗطﻠب اﻟﻘﺎﻧون ﺷﻛواﻫم ﺑﺷﺄن ﺟرﯾﻣﺔ واﺣدة ﻓﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﺷﻛو أﺣدﻫم ﻋدا ﺟرﯾﻣﺔ
اﻟزﻧﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻧظ ار ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﺳﺗﻠزم ﺷﻛوى اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎٕ ،واذا ﺗﻌددت اﻟﺟراﺋم ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﺷﻛو اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﻬﺎٕ ،واذا ﻛﺎن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻏﯾر أﻫل ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى
ﻗدﻣﻬﺎ ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ :وﻟﻰ اﻟﻧﻔس إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺟراﺋم اﻟﻧﻔس أو اﻻﻋﺗﺑﺎر وﻫو أو
اﻟوﺻﻲ أو اﻟﻘﯾم ﻋﻠﯾﻪ إذا ﻛﺎﻧت ﻣن ﺟراﺋم اﻟﻣﺎل.
ٕواذا اﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﺻﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻘدم اﻟﺷﻛوى ﻛﺻﻔﺔ اﻟزوج ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟزﻧﺎ أو اﺳﺗﻠزم
راﺑطﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﻘدم اﻟﺷﻛوى وﺑﯾن اﻟﻣﺗﻬم ﻛﺎﻟﻣﺻﺎﻫرة وﺟب ﺗواﻓر ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ أو اﻟراﺑطﺔ
وﻗت ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ،ﻓﻠو طﻠق اﻟزوج زوﺟﺔ طﻼﻗﺎ ﺑﺎﺋﻧﺎ ﻗﺑل ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ﺳﻘط ﺣﻘﻪ ﻓﻲ
ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ،أﻣﺎ إذا ﺣدث اﻟطﻼق ﺑﻌد اﻟﺷﻛوى ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺣول دون اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ.
16
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣﺑﺎﺷرﺗﻬﺎ ،وﻟذﻟك ﻓﻬﻲ ﺗﻘدم إﻟﻰ
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑذﻟك اﻹﺟراء أو إﻟﻰ أﺣد ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑوﺻﻔﻪ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻬد ﺑﺈﺟراءاﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى أو إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑرﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة
أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑطرﯾق اﻻدﻋﺎء اﻟﻣﺑﺎﺷر.1
و ﯾﺳﺗوي ﻓﻲ اﻟﺷﻛوى أن ﺗﻛون ﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﺷﻔﺎﻫﺔ وﺑﺄﯾﺔ ﻋﺑﺎرات ﻣﺎ داﻣت داﻟﺔ ﻋﻠﻰ رﻏﺑﺔ
اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻬم ،وﻟﯾس ﻣﺟرد طﻠب أﺧذ ﺗﻌﻬد ﺑﻌدم ﺗﻛرار
اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو طﻠب اﻟﺻﻠﺢ2.
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر إذا ﻗﯾد اﻟﻣﺷرع ﺣرﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﺑﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ﻣن
اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻋدم اﺳﺗطﺎﻋﺗﻬﺎ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻧد وﻗوع ﻫذﻩ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺑل ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى .ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺣرﻛت اﻟدﻋوى ﻗﺑل ذﻟك ﻓﺎن ﻋﻣﻠﻬﺎ وﻛل ﻣﺎ اﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻪ
ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ،ﻓﻣﺎ ﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎطل ﻓﻬو ﺑﺎطل ،وﺿرورة ﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻘواﻋد
اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﻛل إﺟراء ﯾﺗم ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻬﺎ ﯾﻌد ﺑﺎطﻼ وﯾﻣﻛن اﻟدﻓﻊ
ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻟﻌدم ﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ﻓﻲ أي ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻟو ﻷول ﻣرة أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
وﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ذاﺗﻬﺎ .3
وﻟزوم اﻟﺷﻛوى ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى ﻓﺣﺳب ﺑل ﯾﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل
ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺟرم ﻣﺷﻬودا أو ﻏﯾر ﻣﺷﻬود إﻻ إذا ﻧص
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻧﻪ إذا ﺑﺎدرت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺛم
ﺗﻘدم اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺷﻛواﻩ ،ﻓﺎن ﺧطواﺗﻪ ﻫذﻩ ﻻ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ
ﺳﺑﻘﺗﻬﺎ ،وﯾﺗوﺟب إﻋﺎدﺗﻬﺎ ﻣن ﺟدﯾد.4
1أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻠﻘﺎﻧﻲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2005،ص2
2
أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻠﻘﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 43
3
رؤوف ﻋﺑﯾد ،ﻣﺑﺎدئ اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر ،ص .66
4
ﺣﺳن اﻟﺟوﺧذار ،أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،دﻣﺷق ،2002-2001 ،ص .87
17
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﻟﻘد ورد اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻋﻠﻰ أﻧواع اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز
ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ إﻻ ﺑﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ﻣن اﻟﺿﺣﯾﺔ
اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 339ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت إذ ﻗﯾد اﻟﻣﺷرع ﺗﺣرﯾك
ﺗم ّ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ّ
اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﺿرورة ﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ﻣن اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ،ﻣراﻋﺎة ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻷﺳرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻧواة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻋﻣﺎدﻩ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺿد اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ وﺷرﯾﻛﻪ إﻻ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى اﻟزوج اﻟﻣﺿرور إذ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺻراﺣﺔ
اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 339ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :وﻻ ﺗﺗﺧذ اﻹﺟراءات إﻻ ﺑﻧﺎءا
ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺿرورٕ ،وان ﺻﻔﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺿﻊ ﺣدا ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ".
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﺟﻌل ﺻﻔﺢ اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ،أي ﺳﺣب اﻟﺷﻛوى أو ﺗﻧﺎزﻟﻪ ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺷﺄن ﺟﻧﺣﺔ
اﻟزﻧﺎ ﺑﻌد ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺿﻊ ﺣدا ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﺈن ﺣﺻل اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى أﺛﻧﺎء
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﺻدر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﻣر ﺑﺄﻻ وﺟﻪ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔٕ ،وان ﺣﺻل اﻟﺗﻧﺎزل
أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺗﺻدر ﺟﻬﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻌروﺿﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟدﻋوى ﺣﻛم ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
أﻣﺎ إذا ﺣﺻل اﻟﺗﻧﺎزل ﺑﻌد ﺻدور ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ وﺑﺎت ﻣﺳﺗوﻓﻲ ﻟﻛل طرق اﻟطﻌن؛ ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺛﯾر
اﻟﺗﺳﺎؤل إن ﻛﺎن ذﻟك ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ وﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻣذﻛور ،أو أﻧﻪ ﻻ ﯾﻛون ﻟذﻟك
أي ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم؟1.
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﺎدة 340ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻠﻐﺎة ﻓﻲ 1982
ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 04-82اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 13ﻓﺑراﯾر 1982اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻛﺎﻧت
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :إن ﺻﻔﺢ اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ﯾﺿﻊ ﺣدا ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺗﺧذة ﺿد زوﺟﻪٕ ،وان
اﻟﺻﻔﺢ اﻟذي ﯾﻣﻧﺢ ﺑﻌد ﺻدور ﺣﻛم ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن ﯾوﻗف آﺛﺎر ذﻟك اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزوج
اﻟذي ﺻدر اﻟﺻﻔﺢ ﻟﺻﺎﻟﺣﺔ" .ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟزوج اﻟﻣﺿرور
1
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .30
18
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺑﻌد ﺻدور ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ وﺑﺎت ﻣﺳﺗوﻓﻲ ﻟﻛل طرق اﻟطﻌن ،ﻛﺎن ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي أﺟري ﻋﻠﻰ
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺳﻧﺔ 1982ﯾؤدي إﻟﻰ وﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻣذﻛور ،إﻻ أﻧﻪ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻧص اﻟﻣﺎدة
340ﺗﻠك ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة 339ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1982اﻟﺗﻲ أدرﺟت ﺑﻬﺎ
اﻟﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :وﻻ ﺗﺗﺧذ اﻹﺟراءات إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى اﻟزوج
اﻟﻣﺿرورٕ ،وان ﺻﻔﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺿﻊ ﺣد ﻟﻛل ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ" ،أﺻﺑﺢ ﺗﻧﺎزل اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ﻋن
اﻟﺷﻛوى ذو أﺛر إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﯾر اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻘط إذا ﻛﺎن ذﻟك ﻗد ﺣﺻل أﺛﻧﺎء ﺳﯾر
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ،أﻣﺎ إذا ﺣﺻل ذﻟك ﺑﻌد ﺻدور اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟدﻋوى واﺳﺗﻧﻔﺎذ ﻛل طرق اﻟطﻌن ،ﻓﺈن
ذﻟك ﻟﯾس ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ وﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.1
اﻟﺳرﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن اﻷزواج واﻷﻗﺎرب واﻟﺣواﺷﻲ واﻷﺻﻬﺎر ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ:2
ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 369ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺷرط ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ﺑﺷﺄن ﻫذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم ،ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳرﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن اﻷﻗﺎرب واﻟﺣواﺷﻲ واﻷﺻﻬﺎر ﻟﻐﺎﯾﺔ
اﻟدرﺟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،أﺿﺎف اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي أﺟري ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم
19-15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30دﯾﺳﻣﺑر 2015اﻟﺳرﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن اﻷزواج أﯾﺿﺎ .إذ أﺻﺑﺣت
اﻟﻣﺎدة 369ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﻣوﺟب اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي أﺟري ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺗﻧص
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﻻ ﯾﺟوز اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳرﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن اﻷزواج
واﻷﻗﺎرب واﻟﺣواﺷﻲ واﻷﺻﻬﺎر ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺿرور،
واﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى ﯾﺿﻊ ﺣدا ﻟﻬذﻩ اﻹﺟراءات".
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺷﻛوى اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺿرور ﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﺟراﺋم ،وأن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى ﺑﻌد ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺷﺄن ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ،ﯾؤدي إﻟﻰ
وﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻋﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ ،وﻟﻛن ﻫذا اﻷﺛر ﻻ ﯾﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل اﻷﺷﺧﺎص اﻵﺧرﯾن ﻣن ﻏﯾر
1
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .31
2
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص . 322
19
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﯾن ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺧﻔﺎء ،وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة
369ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
ﺟراﺋم اﻟﻧﺻب وﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ٕواﺧﻔﺎء اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن اﻷزواج واﻷﻗﺎرب واﻟﺣواﺷﻲ
واﻷﺻﻬﺎر ﺣﺗﻰ اﻟدرﺟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ:
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 373ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺷرط اﻟﺷﻛوى ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻧﺣﺔ اﻟﻧﺻب اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ
ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ،وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 377ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺷرط اﻟﺷﻛوى
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻧﺣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 389ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻘﯾد
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺧﻔﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن اﻷﻗﺎرب واﻟﺣواﺷﻲ واﻷﺻﻬﺎر ﺣﺗﻰ اﻟدرﺟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ.1
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟراﺋم أﯾﺿﺎء ﻓﺈن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺿرور ﯾؤدي إﻟﻰ
وﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ،ﻓﺈذا ﺣﺻل اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى أﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﺻدر
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﻣر ﺑﺄﻻ وﺟﻪ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ؛ ٕواذا ﺣﺻل اﻟﺗﻧﺎزل أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺗﺻدر ﺟﻬﺔ اﻟﺣﻛم
اﻟﻣﻌروﺿﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟدﻋوى ﺣﻛم ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ؛ أﻣﺎ ﺑﻌد ﺻدور اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺻﯾرورﺗﻪ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ وﺑﺎﺗﺎ ،ﻓﺈن ﻻ ﺗﺄﺛﯾر ﺑﻌد ذﻟك ﻟﻠﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى ،وﻻ ﯾؤدي ذﻟك
إﻟﻰ وﻗف ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﻪ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
- ﺟﻧﺣﺔ ﺗرك اﻷﺳرة :وﻫﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص واﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 330ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﺗﺗﺣﻘق ﺑﺗﺧﻠﻲ أﺣد اﻟواﻟدﯾن ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ ﺗﺟﺎﻩ اﻷﺳرة اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻷﺑوﯾﺔ أو اﻟوﺻﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺗرك ﻣﻘر اﻷﺳرة ﻟﻣدة ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺷﻬرﯾن دون ﺳﺑب ﺟدي ،ودون
أن ﯾﺗرك ﻷوﻻدﻩ ﻣﺎﻻ ﯾﻧﻔﻘون ﻣﻧﻪ ،ودون أن ﯾﺗرك ﻣن ﯾﺗوﻟﻰ رﻋﺎﯾﺗﻬم واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺷؤوﻧﻬم
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗﯾد اﻟﻣﺷرع ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺿرورة ﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ﻣن اﻟزوج اﻟذي
إذ ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻧص اﻟﻣذﻛور ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :وﻓﻲ ﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻘر اﻷﺳرة،
1
وﻗ ـ ـ ـ ــد ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻣﺷ ـ ـ ـ ــرع ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣ ـ ـ ـ ــﺎدة 368ﻣ ـ ـ ـ ــن ﻗ ـ ـ ـ ــﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑ ـ ـ ـ ــﺎت ﻗﺑ ـ ـ ـ ــل اﻟﺗﻌ ـ ـ ـ ــدﯾل ﻻ ﯾﻌﺎﻗ ـ ـ ـ ــب ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـرﻗﺎت ﺑ ـ ـ ـ ــﯾن
اﻷزواج.
20
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن 1و 2ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻻ ﺗﺗﺧذ إﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى اﻟزوج اﻟﻣﺗروك،
وﯾﺿﻊ ﺻﻔﺢ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﺣدا ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ".
ﻓﺎﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى ﯾﻛون ﻣﻘﺑوﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺻدور ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ
وﺑﺎت ،أﻣﺎ إذا ﺣﺻل اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى وﺻﯾرورﺗﻪ ﺣﺎﺋ از ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾوﻗف اﻟﺗﻧﺎزل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟطــــــﻠـــــــب :ﯾﻌرف اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ذﻟك اﻟﺑﻼغ اﻟﻣﻛﺗوب اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ ﻣوظف
ﯾﻣﺛل ﻫﯾﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺿد ﺷﺧص ارﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون
ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻣﻧﻪ 1أو ﺑﻼغ ﯾﺻدر ﻋن ﻫﯾﺋﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﻣﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﻗد ﻣﺳت ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ,ﻟذﻟك أوﺟب اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ إﺣدى اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟطﻠب ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى ﺑﺷﺄن ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ,وﻟﻘد ﺟﺎء اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺛل
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﻣواد 161ﻏﺎﻟﻰ 164ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺎ
ﯾل:
اﻟﻣﺎدة " 161ﻛل ﺷﺧص ﻣﻛﻠف ﯾﺗﺧﻠﻰ إﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ أو ﻛﻌﺿو ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ ﺗورﯾد أو ﻣﻘﺎوﻻت
أو وﻛﺎﻻت ﺗﻌﻣل ﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﯾش اﻟوطﻧﻲ اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﻬد إﻟﯾﻬم ﻣﺎ ﻟم
ﺗﻛرﻫﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗوة ﻗﺎﻫرة ﯾﻌﺎﻗب ب ,"...وﻛذﻟك ﻣﺗﻌﻬدي اﻟﺗﻣوﯾن أو ﻋﻣﻼﺋﻬم أﯾﺿﺎ ﻋﻧد
ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ,وﯾﻌﺎﻗب اﻟﻣوظﻔون و اﻟوﻛﻼء و اﻟﻣﻧدوﺑون أو اﻟﻣﺄﺟورون ﻣن اﻟدوﻟﺔ
اﻟذﯾن ﺣﺿروا أو ﺳﺎﻋدوا اﻟﺟﻧﺎة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠف ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺧدﻣﺎﺗﻬم ب"...
اﻟﻣﺎدة " :162ﺑﺧﺻوص اﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب ﻣن اﻟﻣذﻛورﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 1611ﻋﻧد ﺗﺄﺧﯾرﻫم
ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻠك اﻟﺧدﻣﺎت".
1
ﺧﻠﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 192
21
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣﺎدة " : 163اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻣﻣن ﺳﺑق ذﻛرﻫم ﻓﻲ اﻟﻣواد ) (1633-162-161ﻻ
ﯾﺟوز ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى ﻣن وزﯾر اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ ,وذﻟك
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 164ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧص:
" ...وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺳم اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻣواد ) -162-161
1633ق ع ﻻ ﯾﺟوز ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ إﻻ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى ﻣن وزﯾر اﻟدﻓﺎع
اﻟوطﻧﻲ".
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻠﻔظ اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 164ﻫو اﻟﺷﻛوى ﻓﺎن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻪ أﺻﻼ ﻫو اﻟطﻠب طﺎﻟﻣﺎ
أن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻣواد 163-162-161ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺗﻣس ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻫﯾﺋﺎت ﻋﺎﻣﺔ.1
وﻣن ﺷروط اﻟطﻠب أن ﯾﻛون ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﻻ ﺷﻔﻬﯾﺎ ,واﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﯾﻛون ﻟﺷﺧص ذي ﺻﻔﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ﻻ ﯾﺳﻘط إﻻ ﺑﺳﻘوط اﻟدﻋوى ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ,ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻻ ﯾﺗﺄﺛر ﺑوﻓﺎة ﻣن ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﺑل
ﯾﺑﻘﻰ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ و ﻟﯾس اﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪٕ ,واذا ﻗﺎم ﻣﺻدر اﻟطﻠب ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزل
ﻋﻧﻪ ﺑﻌد ﺗﻘدﯾﻣﻪ ,ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻧﻘﺿﻲ ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻛون اﻟﺗﻧﺎزل ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ.
ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺧﺻﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺗﺻدر ﻣن اﻟﻬﯾﺋﺔ أو اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث اﻹذن:
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣوظف اﻟذي ارﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻗد وﺿﻊ اﻹذن ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﺛل
ﻧواب اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻧظ ار ﻟﻣﻬﺎﻣﻬم اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ وﻟﺗﻣﺗﻌﻬم ﺑﺎﻟﺣﺻﺎﻧﺔ 2أو ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺣﺎﻻت ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ ﻫﯾﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ إﻻ اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ إذن ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣﻠون ﺑﻬﺎ ،وذﻟك ﺑﻘﺻد ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬؤﻻء
ﻟﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬم ﻋﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ ،وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺗﺷﻣل اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء أو
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ أو أﻋﺿﺎء اﻟﺳﻠك اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ.
1
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺣددة ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺗوﺟد ﺟراﺋم أﺧرى ﻣﻘﯾدة ﺑطﻠب ﻣﺛل ﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 259ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك ،
وﺟراﺋم اﻟﺻرف وﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال ﻣن واﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﻓﻼ ﺗﺗﺣرك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ إﻻ ﺑﻌد ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻣن اﻟوزﯾر
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﺣد ﻣﻣﺛﻠﯾﻪ ،وﻛذا اﻟﺟراﺋم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﺑﻌد ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻣن ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ
إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ
2
ﺧﻠﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 192
22
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻋﺿو اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 129ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري 2020ﺗﻧص
ﺑﺎﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة رﺑط اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﺑﺄﻋﻣﺎل وﻣﻬﺎم ﻧﺎﺋب اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ.
وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 130ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻋﺿو اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺣل ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد ﺗﻧﺎزل ﺻرﯾﺢ ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻋن
ﺣﺿﺎﻧﺗﻪ
وﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ،ﯾﻣﻛن ﺟﻬﺎت اﻹﺧطﺎر إﺧطﺎر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
ﻻﺳﺗﺻدار ﻗرار ﺑﺷﺎن رﻓﻊ اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ .
واﻟﻣﻼﺣظ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻧﻪ ﯾﻣﻛن رﻓﻊ اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﻋن ﻋﺿو اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ وذﻟك إﻣﺎ ﺑﺗﺻرﯾﺢ ﻣﻧﻪ ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزل
أو أن ﯾﺧطر اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻟرﻓﻊ اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﻋﻠﯾﻪ
ﻛﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 131ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري 2020ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠﺑس اﺣد اﻟﻧواب أو اﺣد
أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺑﺟﻧﺣﺔ أو ﺟﻧﺎﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﺗوﻗﯾﻔﻪ ،وﯾﺣﺿر ﺑذﻟك ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوطﻧﻲ ،أو ﻣﻛﺗب ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓو ار
ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻣﺧطر أن ﯾطﻠب إﯾﻘﺎف اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ و إطﻼق ﺳراح اﻟﻧﺎﺋب أو ﻋﺿو ﻣﺟﻠس
اﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 130أﻋﻼﻩ"
واﻟﻣﻼﺣظ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻧﻪ ﯾﺗوﻗف اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻣﺗﻠﺑس ﺑﺟﻧﺣﺔ أو ﺟﻧﺎﯾﺔ – ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطورﺗﻬﻣﺎ -
ﻣﻊ إﺧطﺎر ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ أو ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ وﯾﻣﻛن ﻟﻛﻼﻫﻣﺎ طﻠب إﯾﻘﺎف
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ٕواطﻼق ﺳراح اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻣوﻗوف ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻌﻣل ﺑﻌد إطﻼق ﺳراﺣﻪ ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة
.103
23
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﻛذﻟك ﯾﺗﻣﺗﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﺳﻠك اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ ﺑﺣﺻﺎﻧﺔ دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﯾف ﻓﻼ ﯾﻣﻛن
ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬم ﺟزاﺋﯾﺎ إﻻ وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ وﻋﻧدﻣﺎ ﯾوﺟﻪ اﻻﺗﻬﺎم إﻟﻰ أﺣد اﻟﻘﺿﺎة ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻪ
ﺟرﯾﻣﺔ ﻓﺎن ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ –)ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ( -ﻻ ﺗﺗم إﻻ ﺑﻌد إذن ﺻرﯾﺢ ﻣن ذوي اﻟﺷﺄن
– اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻟدى اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أو وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ – و ﯾﻧﺗدب ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن
ﻏﯾر اﻟﻣﺟﻠس اﻟذي ﯾﻌﻣل ﺑﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺣل اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻪ ﻫذا ﺣﺳب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 575و 576و 577ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري .ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 575
ﻋﻠﻰ:
"إذا ﻛﺎن اﻻﺗﻬﺎم ﻣوﺟﻪ إﻟﻰ أﺣد أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أو رﺋﯾس ﻣﺣﻛﻣﺔ أو وﻛﯾل
ﺟﻣﻬورﯾﺔ أرﺳل اﻟﻣﻠف ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗدرﯾﺟﯾﺔ ﻣن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻟدى
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟذي ﯾرﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟرﺋﯾس اﻷول ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ إذا ﻣﺎ ﻗرر أن ﺛﻣﺔ ﻣﺣﻼ
ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ،و ﯾﻧﺗدب اﻟرﺋﯾس اﻷول ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻗﺎﺿﯾﺎ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﺧﺎرج داﺋرة اﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺟﻠس اﻟذي ﯾﻘوم ﻓﯾﻪ رﺟل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ.
ﻓﺈذا اﻧﺗﻬﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﺣﯾل اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﻘر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو
أﻣﺎم ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺑداﺋرة اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ".
و اﻟﻣﺎدة 576اﻟﺗﻲ ﺗﻧص" :إذا ﻛﺎن اﻻﺗﻬﺎم ﻣوﺟﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺎم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﺑﻣﺟرد إﺧطﺎرﻩ ﺑﺎﻟدﻋوى ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﻣﻠف إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻟدى اﻟﻣﺟﻠس ,ﻓﺈذا ﻣﺎ رأى أن ﺛﻣﺔ
ﻣﺣل ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻋرض اﻷﻣر ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟذي ﯾﺄﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﻣﻌرﻓﺔ أﺣد
ﻗﺿﺎة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﺧﺗﺎر ﻣن ﺧﺎرج داﺋرة اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎﺷر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻬم أﻋﻣﺎل
وظﯾﻔﺗﻪ.
ﻓﺎن اﻧﺗﻬﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﺣﯾل اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻣﻘر ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق أو أﻣﺎم ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺑداﺋرة اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ."1
1
ﻟﻠﺗوﺳﻊ أﻛﺛر اﻧظر اﻟﻣﺎدة 577وﻣﺎﯾﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
24
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻷﺳﺑﺎب ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ:
ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ
وﻓﺎة اﻟﻣﺗﻬم :ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 167ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري " : 2020ﺗﺧﺿﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
إﻟﻰ ﻣﺑدأﯾن ﻣﻬﻣﯾن ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ" واﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﯾﺄﺧذ ﺑﻛﻠﯾﻬﻣﺎ وﯾﺗﻣﺛل ﻣﺑدأ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ أن اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺗطﺑق ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم دون ﻏﯾرﻩ أي اﻟذي ﻟﯾس ﻟﻪ
ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻬﺎ ،وﻋﻠﯾﻪ ﺗﻧﻘﺿﻲ ﺑوﻓﺎة اﻟﻣﺗﻬم ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟوﻓﺎة ﻗﺑل أو ﺑﻌد ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ووﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﺣﻛم ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى ﻟوﻓﺎة اﻟﻣﺗﻬم
اﻟﺗﻘﺎدم :ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻣرور ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻫذﻩ اﻟﻣدة ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 07ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﻧﺎﯾﺎت ﻣدﺗﻬﺎ 10ﺳﻧوات ﯾﺑدأ ﺣﺳﺎﺑﻬﺎ
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ إذا ﻟم ﺗﺗﺧذ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ أي إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق أﻣﺎ إذا ﺣرﻛت
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺷﺄن ﺗﻠك اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﺈن ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم ﯾﺑدأ ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﻬﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
آﺧر إﺟراء وﻫذا ﺣﺳب اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ) (02/7واﻟﻣﺎدة 08ﺣددت ﻣدة
اﻟﺗﻘﺎدم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻧﺢ وﻫﻲ 3ﺳﻧوات ﺗﺣﺳب ﺣﺳب ﻣﺎ ذﻛر ﺳﺎﻟﻔﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 02/7أي ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻣن آﺧر إﺟراء إذا ﺣرﻛت اﻟدﻋوى ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 09ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻘد ﺣددت ﻟﻧﺎ ﻣدة ﺗﻘﺎدم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺳﻧﺔ واﺣدة ﯾﺑدأ ﺣﺳﺎﺑﻬﺎ
ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 02/7إج داﺋﻣﺎ
وﺗﻘﺎدم اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻻ ﯾؤﺛر ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﺳرﯾﺎن اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة
ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻻﻧﻘﺿﺎء وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻧﺟد أن اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ
اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﻧﻘﺿﻲ ﺑﻣرور 15ﺳﻧﺔ ﻣن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ
اﻟﻌﻔو اﻟﺷﺎﻣل :وﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻌﻔو ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ٕوازاﻟﺔ اﻟﺻﻔﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻋن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم
ﻓﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑذﻟك اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ واﻟﻌﻔو اﻟﺷﺎﻣل ﯾﻛون ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻧص
ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺻﺎدر ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻪ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻬم واﻷﺷﺧﺎص
25
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﯾن ﺑﺳﺑب ﻣﺷﺎرﻛﺎﺗﻬم ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﺗوﺻف ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟدﺳﺗور ﻫو اﻟذي أﻋطﻰ اﻟﺣق
ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ...}} 07/ 122ﻗواﻋد ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻌﻔو اﻟﺷﺎﻣل{{ أﻣﺎ اﻟﻌﻔو اﻟﺧﺎص ﻓﻬو ﻣن
اﺧﺗﺻﺎص رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣﺳب م 7/77ﻣن اﻟدﺳﺗور
ﺻدور ﺣﻛم ﺣﺎﺋز ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻪ :وﻣﻌﻧﺎﻩ ﻻ ﯾﺟوز إﻋﺎدة ﺗﺣرﯾك أو رﻓﻊ ﻟﻠدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺷﺄن ﺟرﯾﻣﺔ ﻛﺎﻧت ﻗد ﺣرﻛت ﻣن ﻗﺑل وﺻدر ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺣﻛم ﺑﺎت
ﻓﻣﺛﻼ إذا ﺗﺎﺑﻌت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺟﻧﺣﺔ ﺳرﻗﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ أﻣوال أﺣﻣد وﻗدم أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﺣﻛﻣت ﺑﺈداﻧﺗﻪ وﻗﺿت ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز
ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ وﻻ إداﻧﺗﻪ واﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ واﻗﻌﺔ اﻟﺳرﻗﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﺣﻛم
اﻟﺳﺎﺑق ﻗد ﺣﺎز ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﻪ أي اﺳﺗوﻓﻰ ﻛل طرق اﻟطﻌن وﻟﻛن إذا ﺣﺻل وأن
أﻋﺎدت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺣرﯾك دﻋوى ﺑﺷﺄن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺿد ﻧﻔس اﻟﺷﺧص ﺟﺎز ﻟﻠﻣﺗﻬم أو
ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ اﻟدﻓﻊ ﺑﺳﻘوط اﻟدﻋوى ﻟﺳﺑق اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ
اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻧص اﻟﻣﻌﺎﻗب :ﻓﻣﺛﻼ وﻗﻊ ﺗﺣرﯾك ﻟﻠدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺟرﯾﻣﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻗﺑل ﺻدور اﻟﺣﻛم ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺻدر ﻧص ﺟدﯾد ﯾﻠﻐﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟدﻋوى
ﺗﺳﻘط وﺗﻧﻘﺿﻲ ٕواذا وﺻﻠت اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
واﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻧﺎك اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻﻧﻘﺿﺎﺋﻬﺎ
وﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى ﻓﻲ اﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺟراﺋم ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻣﺣددة ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون
ﺳﻠﻔﺎ وﻫﻲ أﺳﺑﺎب ﻻ ﯾﺗﻌدى أﺛرﻫﺎ ﻣﺎ ﯾﻘررﻩ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻬﺎ ﻣن ﻧطﺎق وﻧﻠﺧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
ﺳﺣب اﻟﺷﻛوى، :ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 06ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
واﻟﺷﻛوى اﻟﻣﻘﺻودة ﻫﻲ اﻟﺷﻛوى اﻟﺗﻲ اﺷﺗرطﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻧﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 337ﻣﻛرر وﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﺟراﺋم اﻟزﻧﺎ ،ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،اﻟﺳرﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﺻﻬﺎر
واﻷﻗﺎرب ﺣﺗﻰ اﻟدرﺟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ....وﺳﺣب اﻟﺷﻛوى أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﻌد ﻋﻣل أو ﺗﺻرف ﯾﻘوم
26
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺑﻪ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ أو ﻣﻣﺛﻠﻪ أو وﻛﯾﻠﻪ اﻟﺧﺎص وﯾﻬدف ﺑﻪ إﻟﻰ وﻗف أﺛر ﺷﻛواﻩ وﻫو وﻗف اﻟﺳﯾر
1
ﻓﻲ إﺟراءات اﻟدﻋوى ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺻﻠﺢ :ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة 459ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ " اﻟﺻﻠﺢ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻘد ﯾﻧﻬﻲ ﺑﻪ اﻟطرﻓﺎن ﻧزاﻋﺎ
ﻗﺎﺋﻣﺎ أو ﯾﺗﻘﯾﺎن ﺑﻪ ﻧزاﻋﺎ ﻣﺣﺗﻣﻼ وذﻟك ﺑﺎن ﯾﺗﻧﺎزل ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺑﺎدل ﻋن ﺣﻘﻪ ،
وﻧﺻت" اﻟﻣﺎدة 461ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻋﻠﻰ "ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻟﻛن ﯾﺟوز اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻣن أﺛﺎرﻩ اﻧﻪ ﯾﻧﻬﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 462ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ وﯾﻌرف اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ إﺟراء ﯾﺗم ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺗﻬم أو ﺑﯾن ﻫذا
اﻷﺧﯾر اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ وﻗف اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻬم ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع ﺑطرﯾق
ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﺟﯾزﻩ اﻟﻘﺎﻧون وﺑﺣدد ﺷروطﻪ ،"2واﻟﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻠﺢ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻘﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎدﺗﯾن 389 ،381ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك ﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺣرﻛت اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺻﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك ﻣﻊ اﻹدارة وﯾﻘدم اﻟﻣﺣﺿر ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﯾﺣﻛم
ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻷﻣﺛﻠﺔ ﻛﺛﯾرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﺎﻛم ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺻﻠﺢ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﺈذا ﺗﺻﺎﻟﺣت اﻟزوﺟﺔ ﺑزوﺟﻬﺎ واﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾدﻓﻊ اﻟزوج اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ :ﻛرس اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم02-15
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﯾوﻟﯾو 2015اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﻌدﯾل
1ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻓؤاد اﻟﻔﻘﻲ ،اﻟﺷﻛوى واﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة،
ﺳﻧﺔ ،2012ص .50
2
-ﺟﯾﻼﻟﻲ ﻋﺑد اﻟﺣق ﻧظﺎم اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻗﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﺑﺎدﯾس ،ﻣﺳﺗﻐﺎﻧم ﺳﻧﺔ ،2017ص 19و ص 20.
27
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟذي ﻣس اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ وﺑﺳﺣب اﻟﺷﻛوى إذا ﻛﺎﻧت ﺷرطﺎ ﻻزﻣﺎ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ "
وﻟﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻹﺟراء اﺳﺗﺣدث اﻟﻣﺷرع ﻧﺻوﺻﺎ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻣوﺟب
ﺗﻌدﯾل 2015وﻫﻲ اﻟﻣواد ﻣن 37ﻣﻛرر إﻟﻰ 37ﻣﻛرر 9
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻧﺟدﻫﺎ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﺷﻘﯾن ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻛﻠﻣﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ اﺳم
ﻣؤﻧث ﻣﻧﺳوب إﻟﻰ ﺟزاء أو ﻋﻘوﺑﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ 1أﻣﺎ اﻟوﺳطﺔ ﻓﻬﻲ ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوﺳط واﻟﺗدﺧل
ﻹﺻﻼح ذات اﻟﺑﯾن ،أو ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت 2
وﺗﻌرف اﻟوﺳﺎطﺔ اﺻطﻼﺣﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ واﺣدة ﻣن اﻟﺣﻠول اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻧزﻋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘوم
ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻣﺟﺎل اﻷطراف اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ ﻟﻼﻟﺗﻘﺎء واﻟﺗﺣﺎور وﺗﻘرﯾب وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر ،ﺑواﺳطﺔ
ﺷﺧص ﻣﺣﺎﯾد ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ودي ﯾﻘﺑﻠﻪ طرﻓﻲ اﻟﻧزاع 3
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺑﺎﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻛرر ﻟم ﯾﺷر إﻟﻰ
ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ إﻻ إن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔلّ ﻋرﻓﻬﺎ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 02ﻓﻘرة : " 06اﻟوﺳﺎطﺔ
:آﻟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ إﺑرام اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟطﻔل اﻟﺟﺎﻧﺢ وﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﺑﯾن
اﻟﺿﺣﯾﺔ أو ذوي ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،و ﺗﻬدف إﻟﻰ إﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت وﺟﺑر اﻟﺿرر اﻟذي
ﺗﻌرﺿت ﻟﻪ اﻟﺿﺣﯾﺔ ووﺿﻊ ﺣد ﻵﺛﺎر اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة إدﻣﺎج اﻟطﻔل4
اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻷﻣور إﻟﻰ ﻧﺻﺎﺑﻬﺎ ،وﻛذا ﺣﺻول اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺗﻬدف
ﺗﻌوﯾض ﺳواء ﻛﺎن ﺗﻌوﯾض ﻣﺎﻟﻲ أو ﻋﯾﻧﻲ ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻣﻧﻪ ،وﻫذا
3ﻣﺣﻣد ﻋرﺑﻲ ﻋرﺑﻲ ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،اﻟﺟﺎﻣﻊ ،اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﺑﯾروت ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر .ص 33
2ﺟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـران ﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻌود اﻟ ارﺋـ ـ ـ ـ ـ ــد ،ﻣﻌﺟـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻟﻐـ ـ ـ ـ ـ ــوي ،اﻟطﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻌﺔ ،دار اﻟﻣﻼﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن ﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ــروت ،ﻟﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ،1992 ،
ص 832
3ارﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻊ أﻛﺛ ـ ـ ـ ـ ــر ﺧ ـ ـ ـ ـ ــﻼف ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗﺢ ،ﻣﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟوﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎطﺔ ﻟﺗﺳ ـ ـ ـ ـ ــوﯾﺔ اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـزاع اﻹداري ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧون اﻟﺟ ازﺋ ـ ـ ـ ـ ــري ،رﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺔ
ﻣﻘدﻣـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻧﯾـ ـ ـ ــل ﺷـ ـ ـ ــﻬﺎدة دﻛﺗـ ـ ـ ــوراﻩ ﻋﻠـ ـ ـ ــوم ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﻘـ ـ ـ ــوق ،ﻛﻠﯾـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺣﻘـ ـ ـ ــوق واﻟﻌﻠـ ـ ـ ــوم اﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ـ ــﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺣﻣـ ـ ـ ــد ﺧﯾﺿـ ـ ـ ــر،
ﺑﺳﻛرة2015-2014 ،
4ﻗﺎﻧون رﻗم 12-15ﻣؤرخ ﻓﻲ 28رﻣﺿﺎن ﻋﺎم 1436اﻟﻣواﻓق 15ﯾوﻟﯾو ﺳﻧﺔ ،2015ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم 39اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 19ﯾوﻟﯾو 2015
28
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر ﻣﻧن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﯾﺗﺿﻣن اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺧﺻوص ،ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-إﻋﺎدة اﻟﺣﺎل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ,
-ﺗﻌوﯾض ﻣﺎﻟﻲ ،أو ﻋﯾﻧﻲ ﻋن اﻟﺿرر .
-ﻛل اﺗﻔﺎق آﺧر ﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون ﯾﺗوﺻل إﻟﯾﻪ اﻷطراف
ﻛﻣﺎ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺟﻧب طول اﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﺗوﻓﯾر ﻋﻠﻰ أطرف اﻟﻧزاع اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ
ﺗﺛﻘﻠﻬم .
وﻟﺗﻔﻌﯾل اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر ﺷروط ﻧذﻛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
اﻟﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ :ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﺣﻘق اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
37ﻣﻛر ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " ﯾﺟوز ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻗﺑل أي ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ان
ﯾﻘرر ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣﻧﻪ أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﺿﺣﯾﺔ أو اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ ﻣﻧﻪ إﺟراء وﺳﺎطﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن
ﺷﺎﻧﻬﺎ وﺿﻊ ﺣد ﻟﻺﺧﻼل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﺟﺑر اﻟﺿرر اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺗﺗم اﻟوﺳﺎطﺔ
ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎق ﻣﻛﺗوب ﺑﯾن ﻣرﺗﻛب اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺟرﻣﺔ واﻟﺿﺣﯾﺔ " واﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 1ﺑﻧﺻﻬﺎ:
ﯾﺷﺗرط ﻹﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ﻗﺑول اﻟﺿﺣﯾﺔ واﻟﻣﺷﺗﻛﻲ ﻣﻧﻪ وﯾﺟوز ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ"
واﻟﻣﺎدة 111ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل "،ﯾﻘوم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺈﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو
ﯾﻛﻠف ﺑذﻟك أﺣد ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ أو أﺣد ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .ﺗﺗم اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑطﻠب ﻣن اﻟطﻔل أو
ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ أو ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻣن ﻗﺑل وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ.
ٕواذا ﻗرر وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟطﻔل وﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ واﻟﺿﺣﯾﺔ أو
ذوي ﺣﻘوﻗﻬﺎ وﯾﺳﺗطﻠﻊ رأي ﻛل ﻣﻧﻬم"
و ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 112ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل" ﯾﺣرر اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﯾوﻗﻌﻪ
اﻟوﺳﯾط وﺑﻘﯾﺔ اﻷطراف وﺗﺳﻠم ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ إﻟﻰ ﻛل طرف"..
29
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
و ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص أن اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﻛون
ﻣن ﻗﺑل وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﻫو أﻣر ﺟوازي ،وﯾﻌود إﺳﻧﺎد اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ إﻟﻰ وﻛﯾل
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﺗرﯾد أن ﺗﺗﻧﺎزل ﻛﻠﯾﺔ ﻋن ﻣﻬﻣﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌدل ﻋﻠﻰ أطراف
اﻟﺧﺻوﻣﺔ واﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ذﻟك وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﺟد ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل وﺳﻊ أطراف اﻟوﺳﺎطﺔ
ﺑﺈدﺧﺎل اﺣد ﻣﺳﺎﻋد وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو اﺣد ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ 1وﯾﺟب
ﻟﺗطﺑﯾق اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ان ﯾﻛون ﻗﺑل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى أي أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك دﻋوى ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
ﻣطروﺣﺔ أﻣﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺿرورة ﺗواﻓر وﺟود ﺟرﯾﻣﺔ وﻓق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﺑدأ
اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻧﺗﻔﺎء ﻣواﻧﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
واﻟﻌﻘﺎب
ﻛﻣﺎ ﺗﺗطﻠب اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﺛﺑﺎت ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻣﻧﻌﺎ
ﻟﻼﺧﺗﻼف و اﻟﺗﺿﺎرب ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ أن ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ إﺟراءاﺗﻬﺎ ﺑدءا ﻣن اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺣﺗﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺑﺗﺿﻣﯾن ﻫوﯾﺔ وﻋﻧوان اﻷطراف وﻋرﺿﺎ وﺟﯾ از ﻟﻸﻓﻌﺎل ،وﺗﺎرﯾﺦ
وﻣﻛﺎن وﻗوﻋﻬﺎ وﻣﺿﻣون اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ وأﺟﺎل ﺗﻧﻔﯾذﻩ . 2وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﯾﻣﻛن ﻟﻸطراف
اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻹﺟراءات وﻣدى ﺻﺣﺗﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ وأﻫﻣﻬﺎ ﺿرورة ﺗوﻓر رﺿﺎ اﻷطراف وذﻟك ﺑﻘﺑول
ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻋن طرﯾق اﻟوﺳﺎطﺔ ،وﺣﺳب ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة ﻓﺈن اﻟوﺳﯾط )وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ(
ﻟﯾس ﺑﻣﻘدورﻩ إﻟزام اﻷطراف ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع ﺑطرﯾق اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑل ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﻣواﻓﻘﺔ أطراف اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺿﺣﯾﺔ واﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﻣواﻓﻘﺔ اﻷطراف ﺷرط ﺟوﻫري ﻟﻠﺳﯾر ﻓﻲ
1واﻟﻣﺣ ـ ـ ـ ــددﯾن ﺑﻣوﺟ ـ ـ ـ ــب اﻟﻘﺳ ـ ـ ـ ــم اﻟﺛ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﻛﺗ ـ ـ ـ ــﺎب اﻷول ﻣ ـ ـ ـ ــن ﻗــ ـ ـ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـ ـ ـ ـراءات اﻟﺟزاﺋﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣ ـ ـ ـ ــﺎدة 15
إﻟﻰ 18ﻣﻛرر
2اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 3ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
30
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ 1واﻟﻣﻼﺣظ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻟﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن اﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﺿرور واﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻛون اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻣﺻطﻠﺢ اﺷﻣل
وﯾﻘﺻد ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﻟﺣﻘﻪ اﻟﺿرر ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻣﺳت ﺣﻘﺎ ﻣن ﺣﻘوﻗﻪ
أو ﺣرﯾﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻬذا ﻣﻧﺣﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب إﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ٕ ،واذا ﻛﺎﻧت اﻟوﺳﺎطﺔ
ﺑطﻠب ﻣن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو ﺣﺗﻰ اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ ﻣﻧﻪ ﻓﻼﺑد ﻣن أﺧذ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺿﺣﯾﺔ وﻫذا ﯾﻌد
أﺣد ﻣظﺎﻫر اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ دو ار ﺑﺎر از ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﺗﻌد اﻟوﺳﺎطﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل ﺣﻘوق اﻟﺿﺣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗوﺻﯾﺔ رﻗم 99اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷورﺑﻲ ﻓﻲ 1999-09 15واﻟﻧﻲ ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﺣﺻول ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻋﺗذار أو ﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ
اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ وﻫذا ﻫو ﺟوﻫر اﻟوﺳﺎطﺔ 2
أﻣﺎ اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ ﻣﻧﻪ ﻓﻬو ﻛل ﻣن اﻗﺗرف ﻓﻌﻼ إﺟراﻣﯾﺎ ،وﺑﻬذا ﯾﻘﺗرب ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺑﺎﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ
ﺧﺎﺻﺔ وان إﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﺗم ﻗﺑل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺷﺗﺑﺎﻩ ،أي
ﻗﺑل أن ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺷﺧص ﻣﺗﻬﻣﺎ ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻫﻲ اﻷﺳﺎس اﻟذي ﯾﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺗﻬﺎم ،
وﺗﺗﺿﻣن اﻟوﺳﺎطﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺑول اﻟوﺳﺎطﺔ ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن
ﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺑدأ ﺣق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﺎﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ
ﺗﺟﻧﺑﺎ ﻟﻣﺳﺎوئ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ 3
وﻟﻘد ﺣدد ﺣﺻ ار اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻗﺑول اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﯾﻪ وﻫذا ﺑﻣوﺟب ﻧص
اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 2ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت " ﯾﻣﻛن ان ﺗطﺑق اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻣواد اﻟﺟﻧﺢ ﻋﻠﻰ
1ﻫوام ﻋﻼوة ،اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑدﯾل ﻟﺣل اﻟﻧزاع وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و أﻹدارﯾﺔ أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﺷرﯾﻌﺔ و ﻗﺎﻧون ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ، ،2012-2013ص 82
2
ﻧـ ـ ـ ـ ــورة ﺑـ ـ ـ ـ ــن ﺑـ ـ ـ ـ ــو ﻋﺑـ ـ ـ ـ ــد اﷲ ،اﻟوﺳـ ـ ـ ـ ــﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻗـ ـ ـ ـ ــﺎﻧون اﻹﺟ ـ ـ ـ ـ ـراءات اﻟﺟزاﺋﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺟ ازﺋـ ـ ـ ـ ــري ،ﻣﺟﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺑﺎﺣـ ـ ـ ـ ــث
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﻌﺎﺷر ،ﺟﺎﻧﻔﻲ ،2017،ص219
3ﻧورة ﺑن ﺑو ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 133
31
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺟراﺋم اﻟﺳب واﻟﻘذف واﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﺗﻬدﯾد واﻟوﺷﺎﯾﺔ اﻟﻛﺎذﺑﺔ وﺗر اﻷﺳرة
واﻻﻣﺗﻧﺎع اﻟﻌﻣدي ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻧﻔﻘﺔ وﻋدم ﺗﺳﻠﯾم طﻔل واﻻﺳﺗﯾﻼء ﺑطرﯾق اﻟﻐش ﻋل أﻣوال
اﻹرث ﻗﺑل ﻗﺳﻣﺗﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ أﺷﯾﺎء ﻣﺷﺗرﻛﺔ أو أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ٕواﺻدار ﺷﯾك ﺑدون رﺻﯾد
واﻟﺗﺧرﯾب أو اﻹﺗﻼف اﻟﻌﻣدي ﻷﻣوال اﻟﻐﯾر ﺟﻧﺢ اﻟﺿرب واﻟﺟروح ﻏﯾر اﻟﻌﻣدﯾﺔ واﻟﻌﻣدﯾﺔ
وﺟراﺋم اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﺑدون ﺳﺑق اﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد أو اﺳﺗﻌل اﻟﺳﻼح
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ واﻟرﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻠك اﻟﻐﯾر واﺳﺗﻬﻼك ﻣﺄﻛوﻻت او ﻣﺷروﺑﺎت أو
اﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧدﻣﺎت اﺧرى ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﺎﯾل".
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻔﻬوم اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺣدوث اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺧطورﺗﻬﺎ اﻹﺟراﻣﯾﺔ دﻋوى ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻣﺛل
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﺗطﺑﯾق اﺷد اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺧل ﺑﺄﻣﻧﻪ واﺳﺗﻘ اررﻩ ،واﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ اﻟدﻋوى
ﺗﺣرك دﻋوى ﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺗﺑﻊ اﻟدﻋوى ﻋﻣوﻣﯾﺔ وﺗﺗﻘﯾد ﺑﻬﺎ ،وان ﻛﺎن ﻫدﻓﻬﺎ ﻻ ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟردع اﻟﻌﺎم ٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫدﻓﻬﺎ ﺟﺑر اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﺗﻌوﯾﺿﻪ ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ
ﻟﺣﻘت ﺑﻪ .ﻓﻣﺛﻼ إذا ﺣدﺛت ﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺗل ﻓﺎن ﻫﻧﺎك دﻋوﺗﯾن ﺗﺗﺣرﻛﺎ دﻋوى ﻋﻣوﻣﯾﺔ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﺎﻋل
ﻟﻛوﻧﻪ ﻓﻌﻠﻪ ﯾﺧﺎﻟف اﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾﻬدد أﻣﻧﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺿرورة ﺗﺳﻠﯾط اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻋل
ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻋﺑرة ﻟﻐﯾرﻩ ،وﺣﺗﻰ ﺗﺳود دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻓرادﻫﺎ .ﻛﻣﺎ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻘﺗل
دﻋوى ﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﯾرﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﺿﺣﯾﺔ أب ﻟﻪ أﺳرة
ﻓﺎﻷﻛﯾد أن وﻓﺎﺗﻪ ﺗوﺛر ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻟﺗﻬﺎ ﻣﺎدﯾﺎ ،وﻋﻠﻰ ﻏﯾﺎﺑﻪ ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺗوﺟب اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻫذﻩ
اﻵﺛﺎر.
اﻟﻣطﻠب اﻷول ﺗﻌرﯾف اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ :ﺗﻌرف اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم
1
ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ" ﻫﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ ﻣن ﻟﺣﻘﻪ ﺿرر ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻪ ،ﺑﯾد أﻧﻪ ﻟﯾﺳت ﻛل اﻟدﻋوى أﺳﺎﺳﻬﺎ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﯾﺟوز طرﺣﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم
1
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 3ﻓﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ " ﯾﺟوز ﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﻊ اﻟدﻋوى اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
وﻗت واﺣد أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ" .
32
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ٕواﻧﻣﺎ اﻟﻣراد ﻫﻧﺎ ﻫو اﻟدﻋوى ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ أﺣدﺛﺗﻬﺎ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ" .1أو ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎم ﻣﻣن ﻟﺣﻘﻪ ﺿرر ﻣن ﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑطﻠب اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻪ 2وﺗﺧﺗﻠف اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
ﻋن اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻵﺗﯾﺔ
ﻓﺄﺣد اﻟﺧﺻﻣﯾن ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫـ ــو اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ * ﻣن ﺣﯾث اﻟﺧﺻوم
ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺳﺑﺑﻬﺎ إﺧﻼل اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺄﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
* ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوﺿوع ﻓﻣوﺿوع اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻘﺎب اﻟﺟﺎﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺣﯾــن ﯾﺧﺗﺻم ﻓﻲ
اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺧﺻﻣﺎن ﯾﻣﺛل ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﺳﺑﺑﻬﺎ ﻫو اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣـ ـ ـ ــق
3
اﻟﻣﺟﻧﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،وﻣوﺿوﻋﻬﺎ ﻫو اﻟﺗﻌوﯾض
* ﻣن ﺣﯾث اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻛﻼ ﻣن اﻟدﻋوﯾﯾن ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻷﺧرى ،ﻓﻼ ﯾﺗوﻗف رﻓﻊ إﺣداﻫﻣﺎ
ﻋﻠﻰ إرادة ﺻﺎﺣب اﻟﺣــق ﻓﻲ اﻷﺧرى ،وﻻ ﯾؤﺛر ﺳﻘوط إﺣداﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرار اﻷﺧرى.
إﻻ أﻧﻪ ﻧظ ار ﻷن ﻣﻧﺷﺄ اﻟدﻋوﺗﯾن واﺣد ﻫو اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،أﺟﯾز ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ 4رﻓﻊ ادﻋﺎﺋﻪ ﻣﺑﺎﺷـرة
أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻻدﻋﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ ﺗوﻗف اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ إذ ﻗد ﯾؤﺛر اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟدﻋوى
اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ أطراف اﻟﻧزاع ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ :ﯾﺗطﻠب رﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ
اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ وﺟود أطراف ﻟﻬم ﻋﺎدﺗﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻫﻣﺎ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣدﻧﯾﺎ وﻫو اﻟﻔﺎﻋل أو
ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟذي ﯾﺷﻛل ﻋدوان ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟدﯾرة ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،وﯾﻬدد ﺳﻼﻣﺔ أﻓراد
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ أﺑداﻧﻬم وذﻣﻣﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﯾﻌﺻف ﺑﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﺷﺧص اﻟﺛﺎﻧﻲ
1
- -ﺣﺳن ﺻﺎدق اﻟﻣرﺻﻔﺎوي ،أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ﻣﺻر ،1981
ص .184
2
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 227
.3ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،ﻣذﻛرات ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 14
4ـ .ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 18 13 ،12
33
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ وﻫو اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺿرر ﻓﻘد
ﯾﻛون ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ.
اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻣدﻧﯾﺎ :ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن
رﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ورﺛﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻣﺗﻬم ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن رﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳؤول ﻋن اﻟﺣﻘوق
اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺳوف ﻧﺷرﺣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ
-1اﻟﻣﺗﻬم :وﻫو اﻟذي وﺟﻬت ﻟﻪ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻬﻣﺔ ﻻرﺗﻛﺎﺑﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺳواء ﻛﺎن ﻓﺎﻋﻼ أﺻﻠﯾﺎ
1
أو ﺷرﯾﻛﺎ ٕواذا ﺗﻌدد اﻟﻣﺗﻬﻣون ﻓﯾﻛوﻧون ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﻓﻲ دﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض
-2ورﺛﺔ اﻟﻣﺗﻬم :ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑوﻓﺎة اﻟﺷﺧص اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ
إﻻ اﻧﻪ ﻻ ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑوﻓﺎة اﻟﻣﺗﻬم إذ ﯾﻣﻛن رﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟورﺛﺔ ﻓﻲ ﺣدود
اﻟﺗرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻛﻬﺎ ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺗرك ﺗرﻛﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﺿرر أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار
اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﻪ ﻣن اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟورﺛﺔ.
-3اﻟﻣﺳؤول ﻋن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ إن ﺗوﻓر ﻣﺎﻧﻊ ﻣن ﻣواﻧﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗرﻓﻊ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة
ﻋن اﻟﻣﺗﻬم وﯾﻌﻔﺎ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب إﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺿرور ﻣطﺎﻟﺑﺔ
اﻟﻣﺳؤول ﻋن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن :اﻷوﻟﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻً ﻋن ﻣراﻗﺑﺔ
ﻏﯾرﻩ وﺣددت اﻟﻣﺎدة 1/134ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر.
ﻗﺎﻧوﻧﺎ أو اﺗﻔﺎق رﻗﺎﺑﺔ ﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ رﻗﺎﺑﺔ ﺑﺳﺑب ﻗﺻرﻩ أو ﺑﺳﺑب
" ﻛل ﻣن ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ ً
ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺟﺳﻣﯾﺔ."...
ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻪ أي ﺗوﺟد راﺑطﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻣدﻧﯾﺎ وﻫذا ﻣﺎ
واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻐﯾر ً
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 136ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ " ﯾﻛون اﻟﻣﺗﺑوع ﻣﺳؤوﻻً ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺣدﺛﻪ
اﻗﻌﺎ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄدﯾﺔ وظﯾﻔﺗﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ أو ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻬﺎ،
ﺗﺎﺑﻌﻪ ﺑﻔﻌﻠﻪ اﻟﺿﺎر ﻣﺗﻰ ﻛﺎن و ً
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 30
34
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 230
2
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 234
35
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
طﻠﺑﻪٕ ،واذ ﺗم ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺟﻧﺎة ﯾﺗﻘﺎﺳﻣون اﻟﺗﻌوﯾض وﯾﺗﺿﺎﻣﻧون
1
ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض
اﻟﺗﻌوﯾض اﻷدﺑﻲ واﻟﻧﻘدي :ﻗد ﯾطﻠب اﻟﻣﺿرور ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺣﻛم ﻟﻪ ﺑﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﻓﻲ
اﻟﺟراﺋد واﻟﺻﺣف اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺗﻌوﯾض وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﺎدة
2
ﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻣس اﻟﺷرف واﻟﻛراﻣﺔ ﻣن اﺟل إﻋﺎدة اﻻﻋﺗﺑﺎر
1ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 126ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻋﻠﻰ" إذا ﺗﻌدد اﻟﻣﺳؤوﻟون ﻋن ﻓﻌل ﺿﺎر ﻛﺎﻧوا ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺗزاﻣﻬم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض
اﻟﺿرر وﺗﻛون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي إﻻ إذا ﻋﯾن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻧﺻﯾب ﻛل ﻣﻧﻬم ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض
2
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 29
36
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
وظﻬرت ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻋﻧد ﺑﻌض اﻟﺷﻌوب اﻟﻘدﯾﻣﺔ )ﻣﻔﺎﻫﯾم ﺟزاﺋﯾﺔ( ﻣﺗطورة ﻛﻐﻠﻲ ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن وﻫو ﺣﻲ ﻓﻲ اﻟزﯾت ،أو
ﺗﻣزﯾق أﻋﺿﺎءﻩ وﺗﻌذﯾﺑﻪ ﻗﺑل ﻗﺗﻠﻪ.
2
راﺟﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ،ﻟﺑﻧﺎن ،
،2002ص 22
3ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت-
ﻟﺑﻧﺎن،1998،ص 20
37
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﻓﻲ ظل ﻋدم ﺗوﺿﯾﺢ ﻓﻛرة اﻟﻌﻘﺎب واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧول ﻟﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾطﻪ ﺗﻛوﻧت اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻛﺗل
اﻟﻌﺷﺎﺋر ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻹﯾﻣﺎﻧﻬم ﺑﺄﺻﻠﻬم اﻟواﺣد أو ﻟﺧوﻓﻬم ﻣن اﻻﺿﻣﺣﻼل واﻟدﻣﺎر
اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﻓﻛرة اﻻﻧﺗﻘﺎم واﻟﺛﺄر اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ وﺑﺳﺑب ﻫذا اﻷﺧﯾر ظﻬرت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺿرورة
ﺗﻘﯾﯾدﻩ ﺑﻘﯾود ﺗﺣول ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﻐﺎﻻت ،وﺳﺎﻋد ﻓﻲ ذﻟك ﻧﻔوذ وﺳﻠطﺎن رؤﺳﺎء اﻟﻘﺑﺎﺋل
وﺗدﺧﻠﻬم ﻟﻣﻧﻊ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘوة واﻟﺣد ﻣن أﺛﺎر اﻻﻧﺗﻘﺎم واﻗﺗﺻﺎرﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻘط
دون ﯾﻣﺗد إﻟﻰ أﻗﺎرﺑﻪ ،وﻫﻛذا ﻋرف ﻧظﺎم اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﺟﺎﻧﻲ أو ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻷﺳرة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ
واﻟذي ﺗطور ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﻘﺻﺎص اﻟذي ﯾﺣﻛﻣﻪ ﻣﺑدأ اﻟﻌﯾن ﺑﺎﻟﻌﯾن واﻟﺳن ﺑﺎﻟﺳن1
وﺑﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﻛوﻧت اﻟﻣدن اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻣﺛل روﻣﺎ واﺳﺑرطﺔ وأﺛﯾﻧﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺣوﻟت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد
إﻟﻰ دول ﺣدﯾﺛﺔ وﻛﺎن ﻋﻠﻰ رأس ﻛل دوﻟﺔ ﺣﺎﻛم أو أﻣﯾر ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﺳﯾﯾر ﺷؤوﻧﻬﺎ واﺗﺳم اﻟﻌﻘﺎب
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺑﺎﻟﻼﻋدل وﻋدم ﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ واﻟﺗﻧﻛﯾل ﺑﺎﻟﻔﺎﻋل وﺗﺳﻠﯾط ﻋﻠﯾﻪ اﺷد
اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدم ﺗوﺿﯾﺢ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺣظورة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻷﻓﻌﺎل
اﻹﺑﺎﺣﺔ وﺳﯾطرة اﻟﺣﺎﻛم ٕواﺗﺑﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ٕواداﻧﺔ ﻣن ﯾﺷﺎءون وﺗﺑرﺋﺔ ﻣن ﯾﺷﺎءون .اﻷﻣر
اﻟذي أدى إﻟﻰ ظﻬور ﻓﻛر ﺟزاﺋﻲ ﻣﺳﺗﻣر وﻣﺗواﺻل ﯾﻛﺎﻓﺢ ﻣن أﺟل ﺗﺣدﯾد اﻟﺟراﺋم واﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ وﺗﺣدﯾد اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﺗﻣﺧﺿت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺗﻛرﯾس ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻧﺻوص اﻟداﺧﻠﯾﺔ
وﺗوﻟﻲ أﺟﻬزة ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻛﺟﻬﺎز اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﻌﻘﺎب وﺗطﻬﯾرﻩ ﻣن اﻟﺟﻧﺎة
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﻌد اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺟﻬﺎز ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻫﺎم ﻓﻲ ﻗطﺎع
اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺧل ﺑﺄﻣﻧﻪ واﺳﺗﻘ اررﻩ ،وﺗﺟﺳد دوﻟﺔ
اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟﻧﺎة ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ داﺧﻠﻬﺎ واﻟﺗﻲ
ﺗﻬدد ﻛﯾﺎﻧﻬﺎ وﻛﯾﺎن أﻓرادﻫﺎ.
1
ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص20
38
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣطﻠب اﻷول ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ:اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻪ ﺣول ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻬﻧﺎك رأي اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻫﯾﺋﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺳﻠطﺔ اﺗﻬﺎم واﻻﺗﻬﺎم ﻧﻘﺻد
ﺑﻪ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣﺑﺎﺷرﺗﻬﺎ وأﻧﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟوزﯾر اﻟﻌدل اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ورأي ﺛﺎﻧﻲ ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ ﻫﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ذات ﺻﺑﻐﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻛﺿﺑط
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿر واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻌض إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس واﻟﺗﻲ ﻫﻲ
أﺻﻼ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وأﻧﻬﺎ ﻫﯾﺋﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻧﻌﻘد
ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة إﻻ ﺑﺣﺿور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣﺎ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻟث ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ ﻫﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻫﺎﺗﻪ
ﻫﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺣﯾث ﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻛﺳﻠطﺔ اﺗﻬﺎم
وﻫو اﻷﺻل واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت أﺧرى ﻛﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ .1ﻓﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ
ﺟﻬﺎز ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺟﻧﺎﺋﻲ ﯾﻘوم ﺑﺗﺣرﯾك و ﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﻫﻲ ﺟﻬﺔ ﺗﺗﺧذ ﺻﻔﺔ
اﻟﺧﺻم ،وﺗﺗﺷﻛل ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎة ،وﻫؤﻻء اﻟﻘﺿﺎة ﯾﺗوزﻋون ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
ﺑﻛل درﺟﺗﻪ.
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ) :اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ( وﻫو ﯾﻣﺛل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣﺎم أﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد وﯾﻘوم ﺑﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺳﺎﻋد اﻷول واﻟذي ﯾﻧوﺑﻪ ﻋﻧد ﻏﯾﺎﺑﻪ ﻛﻣﺎ
ﯾوﺟد ﻧواب ﻋﺎﻣون ﻣﺳﺎﻋدون ﯾﻘوﻣون ﺑﻣﺳﺎﻋد اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم واﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺳﺎﻋد اﻷول
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ :وﯾوﺟد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻩ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم واﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﻠس واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺟﻠس إﻣﺎ ﺑواﺳطﺗﻪ أو
ﺑواﺳطﺔ اﺣد ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 35ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻛﻣﺎ
ﯾوﺟد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺳﺎﻋد اﻷول واﻟﻧواب اﻟﻌﺎﻣون اﻟﻣﺳﺎﻋدون
ﯾﺳﺎﻋدون اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎﺑﻪ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﺛﻠون اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم.
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 10
39
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ :ﯾﻘوم ﺑﺗﻣﺛﯾل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﯾﺳﺎﻋدﻩ واﺣد أو أﻛﺛر
ﻣن وﻛﻼء ﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺳﺎﻋدون وﻛﻠﻬم ﯾﻌﻣﻠون ﺗﺣت إدارة ٕواﺷراف اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 35ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻣﻼﺣظﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻻ ﺗوﺟد اﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ واﻟﻧﺎﺋب
اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص ﻧﺟﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
* وﺣدة اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﺗرﻛز اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوي اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻬو ﯾﺣرك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﯾﺑﺷرﻫﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو ﺑواﺳطﺔ اﺣد
ﻣرؤوﺳﯾﻪ ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ 1و ﺗﺑدو ﻣظﺎﻫر ﻫذﻩ اﻟوﺣدة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن:
* اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗدرﯾﺟﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑذﻟك أن ﯾﻛون ﻟﻠرﺋﯾس ﺳﻠطﺔ اﻹﺷراف و اﻟرﻗﺎﺑﺔ إدارﯾﺎ و ﺗﻘﻧﯾﺎ
ﻋﻠﻲ ﻣرؤوﺳﯾﻪ ﻓﻠﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ أﻣر ﻣرؤوﺳﯾﻪ ﺑﺎﺗﺧﺎذ إﺟراء ﻣﺎ ﻛﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو
رﻓﻌﻬﺎ"و ﯾﺑﺎﺷر أﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺣت إﺷراف اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم( ,وﺗﻧص
اﻟﻣﺎدة 31ﻋﻠﻲ" ﯾﻠﺗزم ﻣﻣﺛﻠو اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺗﻘدﯾم طﻠﺑﺎت ﻣﻛﺗوﺑﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرد
إﻟﯾﻬم ﻋن طرﯾق اﻟﺗدرﯾﺟﻲ( ،ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ "
ﯾﺻوغ ﻟوزﯾر اﻟﻌدل أن ﯾﺧطر اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻛﻣﺎ ﯾﺻوغ ﻟﻪ
ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﺑﺗﻛﻠﯾﻔﻪ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺄن ﯾﺑﺎﺷر وان ﯾﻌﻬد ﺑﻣﺑﺎﺷرة ﻣﺗﺎﺑﻌﺎت أو ﯾﺧطر اﻟﺟﻬﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺑﻣﺎ ﯾراﻩ ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻣن طﻠﺑﺎت ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ،وﯾﻔﻬم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة أن أﻋﺿﺎء
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺳؤوﻟون أﻣﺎم وزﯾر اﻟﻌدل وﺧﺎﺿﻌون ﻟرﻗﺎﺑﺗﻪ ٕواﺷراﻓﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ أي
ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ .وﻫذا ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻗﺿﺎة اﻟﺣﻛم اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺧﺿﻌون ﻓﻲ أداء وظﺎﺋﻔﻬم
2
ﻟﻐﯾر ﺿﻣﺎﺋرﻫم وﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون
1
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 33ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
اﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻠﻘﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 34
40
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
* ﻋدم اﻟﺗﺟزﺋﺔ :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺷﺧص واﺣد و ﺟﻬﺎز ﯾﻛﻣل
أﻋﺿﺎؤﻩ ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض ،و أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﯾﺷﻛﻠون ﻫﯾﺋﺔ واﺣدة و ﺻدور أي ﻗرار ﻣن أي ﻋﺿو
ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺎن ذﻟك ﻻ ﯾﺗم ﺑﺄﺳﻣﺎﺋﻬم و إﻧﻣﺎ ﺑﺎﺳم ﻫﯾﺋﺗﻬم ،و ﯾﺟوز ﻷي ﻋﺿو
ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣرﻛﻬﺎ ﻋﺿو آﺧر ﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ
ﻣن ﻣراﺣل اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻟﻛن ﯾﻛون ذﻟك ﺑﺎﺣﺗرام اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ و اﻟدرﺟﺔ واﺣﺗرام
ﻗﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ.
* ﺣرﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل :إن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺑﺣث و اﻟﺗﺣري ﺗﺗطﻠب أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺟﻬﺎز
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻘدر ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،و ﻫذا ﻷﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﯾﻔﺔ اﻻﺗﻬﺎم و اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ،ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋن أﯾﺔ ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ أو ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺄﻣر اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ ﺷﺧص و ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺑﺳط أراﺋﻬﺎ ﻟدي
ﺟﻬﺎت اﻟﺣﻛم.
* ﻋدم ﺟواز رد أﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 555ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
"ﻻ ﯾﺟوز رد رﺟﺎل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ" ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺧﺻﻣﺎ أﺻﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫذا ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻗﺿﺎة اﻟﺣﻛم اﻟﻠذﯾن ﯾﺟوز ردﻫم إذا ﺗوﻓر ﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 55ن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .
* اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ : 1ﯾﻌﺗﺑر أﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺿﺎة وﯾﻛﻔل ذﻟك اﺳﺗﻘﻼل
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻫو اﺳﺗﻘﻼل ﺿروري ﯾﻣﻠﯾﻪ طﺑﯾﻌﺔ دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﺳﻌﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﻗد أﯾد اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟدوﻟﻲ اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻟﺳﻧﺔ
1964ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﻣﻊ ﻫذا اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻣﺎ ﯾﺧوﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻟوزﯾر اﻟﻌدل ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ
أﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺣﺳن أداﺋﻬم ﻷﻋﻣﺎﻟﻬم ﺑوﺻﻔﻬم ﻣوظﻔﯾن
1
اﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻠﻘﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 37
41
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻋﻣوﻣﯾﯾن ﺑو ازرة اﻟﻌدل ٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﺳﻠطﺗﻪ ﺗﻛﻠﯾف اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﺑﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
أو اﺗﺧﺎذ أي إﺟراء ﻓﯾﻬﺎ.
أﻣﺎ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن ﻗﺿﺎء اﻟﺣﻛم ﻓﻬو أﻛﺛر رﺳوﺧﺎ ﻓرﻏم اﻋﺗﺑﺎر أﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء ،ورﻏم أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ورﻏم أﻧﻬﺎ
ﺗﺗوﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻗ اررات اﻟﻘﺿﺎء ،أن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻷﺧر ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺳﻠطﺔ اﺗﻬﺎم واﻟﻘﺿﺎء ﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛم أو ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﻬﺎم
ﻋدم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻗﺿﺎة اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﯾﻌد أﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾن
ﻋن ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ واﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺧذة ﻣن ﻗﺑﻠﻬم ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺈذا ﺻدر ﻣﺛﻼ ﺣﻛم
ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺑراءة اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﻬم ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض أو اﻟﻣﺻﺎرﯾف وﻣﻧﻪ
ﻓﻌﺿو اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺳؤول ﻣدﻧﯾﺎ وﻻ ﺟزاﺋﯾﺎ ﻋﻣﺎ ﺑدر ﻣﻧﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﺟﻠﺳﺎت او ﺟراء
ﺗﺣرﯾﻛﻪ وﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﺎ ﺻدر ﻣﻧﻪ ﯾﻣﺛل ﺧطﺄ ﻣﻬﻧﯾﺎ ،ﺣﯾﻧﺋذ ﻗد
ﯾﻛون ﻣﺣل ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إذا ﻣﺎ ﺛﺑت ﺿدﻩ ذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎة
1
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬم
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻬﺎم
واﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧﻼل اﺗﻬﺎم اﻟﺟﻧﺎة ،واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗطﺑﯾق أﺷد
اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﯾﻬم ﻛﻣﺎ ﺗﺗوﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻗﺻد اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟم
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ٕ ،واذا ﻛﺎن ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻟﻧوﻋﻲ
ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻣﺎرس ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﺎن ﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣﻠﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻣﺎرس ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣدودﻩ.
1
ﻣﺣﻣد ﺻﺑﺣﻲ ﻧﺟم ﻋرب ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1988 ،ص 13
42
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﯾﺗﻣﺛل ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم اﻟﻣطﻠب اﻷول اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺟﻬﺔ اﺗﻬﺎم:
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ وظﯾﻔﺔ اﻻﺗﻬﺎم اﺑﺗدءا ﻣن ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى و ﻣﺑﺎﺷرﺗﻬﺎ ،وﺑﻧﺎءا
ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺎدة 36ﻓﺎن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﻘوم ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺷﻛﺎوى و اﻟﻣﺣﺎﺿر و اﻟﺑﻼﻏﺎت وﯾﻘرر ﻣﺎ ﯾﺗﺧذ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ.
-ﯾﺑﺎﺷر ﺑﻧﻔﺳﻪ أو ﯾﺄﻣر ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﺟﻣﯾﻊ إﺟراءات ﻟﻠﺑﺣث و اﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
-ﯾدﯾر ﻧﺷﺎط ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و ﯾراﻗب ﺗداﺑﯾر اﻟوﻗف ﻟﻠﻧظر.
-ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر ﻓﯾﻬﺎ أو ﺗﺄﻣر ﺑﺣﻔظﻬﺎ
ﺑﻘرار ﻗﺎﺑل داﺋﻣﺎ ﻟﻺﻟﻐﺎء.
-ﯾﺑدي أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺎ ﯾراﻩ ﻻزﻣﺎ ﻣن طﻠﺑﺎت.
-ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻗ اررات اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺟﻬﺎت اﻟﺣﻛم.
و ﺗﺗوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑﺣث و اﻟﺗﺣري اﻹدارة و اﻹﺷراف ﻋﻠﻲ ﺟﻬﺎت اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،إذ
ﯾﻘوم رﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﯾﻬم ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ,وﺣﺿور وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﻛﺎن اﻟﺣﺎدث ﯾرﺗب رﻓﻊ ﯾد ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋن
اﻟﺑﺣث و اﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺗﻠﺑس ﺑﻬﺎ ,و ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ﻣﺑﺎﺷرة اﻹﺟراءات
ﺑﻧﻔﺳﻪ أو ﺗﻛﻠﯾف اﻟﺿﺎﺑط ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻹﺟراءات
ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﻣﺣﺎﺿر ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذي ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ
اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣث و اﻟﺗﺣري.
ﻛﻣﺎ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻣﺗﻬﻣﯾن و
و ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﺗراﻩ ﻻزﻣﺎ ﻣن طﻠﺑﺎت ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﻣﺎم ﺟﻬﺔ اﻟﺣﻛم ،2و 1
اﻟﺷﻬود
1
اﻟﻣﺎدة 288ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2اﻟﻣﺎدة 289ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
43
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﺑﺎﻟطﻌن ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف و اﻟﻧﻘض ﻓﻲ اﻷواﻣر و اﻷﺣﻛﺎم و اﻟﻘ اررات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ
1
ﯾﻘررﻩ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺟﻬﺔ ﺗﺣﻘﯾق :ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻣﻬﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﯾظﻬر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺛﻼ إﺻدار اﻷﻣر ﺑﺎﻹﺣﺿﺎر 2إذ
ﯾﺟوز ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إﺻدارﻩ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﻠﺑس ﺑﻬﺎ ،واﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﻫو اﻗﺗﯾﺎد اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ
ﻣن طرف اﺣد أﻋوان اﻟﻘوة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻣﺛوﻟﻪ أﻣﺎم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ، 3ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟوﻛﯾل
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻠﺑس ﺑﻬﺎ أن ﯾﺳﻣﻊ اﻟﺷﻬود أو إﺟراء اﻟﺗﻔﺗﯾش ،وطﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة
57ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﺟوز ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ دواﺋر اﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺗﺎﺧﻣﺔ ﻟداﺋرة اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟذي ﯾزاول ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻬﺎم وظﯾﻔﺗﻪ ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﺣرﯾﺎﺗﻪ إذا
ﺗطﻠﺑت ذﻟك ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺷرﯾطﺔ إﻋﻼم زﻣﯾﻠﺔ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذي ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ داﺋرة
اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ،وأن ﯾذﻛر ﻓﻲ ﻣﺣﺿرﻩ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ اﻗﺗﺿت ﻫذا اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻛﻣﺎ ﯾﺣﯾط اﻟﻧﺎﺋب
اﻟﻌﺎم ﻋﻠم ﺑﻪ .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل وﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﯾﺟب أن ﯾﻛون
ﻣﺣﺻور ﻓﻲ داﺋرة ﻣﺣددة ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ أن ﯾﺗﺟﺎوز وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
إﻗﻠﯾم ﺑﻠدﯾﺔ ﺣﺎﺳﻲ ﺑﺣﺑﺢ ﺻﻼﺣﯾﺎت وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى إﻗﻠﯾم ﺑﻠدﯾﺔ ﻣﺳﻌد وان ﻛﺎن
ﯾﺟﻣﻌﻬﻣﺎ ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎﺋﻲ واﺣد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى وﻻﯾﺔ اﻟﺟﻠﻔﺔ ﻓﺈذا ﺣدﺛت ﻣﺛﻼ ﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺗل ﻓﻲ إﻗﻠﯾم
ﺑﻠدﯾﺔ ﺣﺎﺳﻲ ﺑﺣﺑﺢ ﻻ ﯾﺗدﺧل وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻠدﯾﺔ ﻣﺳﻌد ﻷﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ داﺋرة إﻗﻠﯾﻣﻪ،
وﯾﺗﺣدد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ أو اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﺑﻣﻛﺎن إﻗﺎﻣﺔ
1
اﻟﻣواد ،497 ،495 ، 420 417ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 58ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 14
44
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
أﺣد اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬم ﻓﯾﻬﺎ أو ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗم ﻓﻲ داﺋرﺗﻪ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ
1
اﺣد ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص ﺣﺗﻰ و ﻟو ﺣﺻل ﻫذا اﻟﻘﺑض ﻟﺳﺑب أﺧر
وﻣﻌﻧﻰ ﻫذا اﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن ﯾﻛون ﻣﺧﺗﺻﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
وﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ إﻻ إذا ﺗﺣﻘﻘت ﻟدﯾﻪ واﺣدة ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻣﺎﻛن ،أﻣﺎ إذا ﺗواﻓرت ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻓﻲ
أﻛﺛر ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﯾﻧﻌﻘد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ،وﻟﻛن أﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺗﺻﻠت ﺑﻣﻠف اﻟدﻋوى ﻗﺑل
ﻏﯾرﻫﺎ ﺳﺗﻛون ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ،وان ﻛﺎن اﻟﺣﻛم ﻣن أﯾﻬم ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص
ﯾﺷﻛل ﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون.2
وﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إﻟﻰ داﺋرة ﻣﺣﺎﻛم أﺧرى ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﻣﺧدرات
واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت ،وﺟراﺋم
ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال واﻹرﻫﺎب واﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺻرف.3
1
اﻟﻣﺎدة 37ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 31ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص إﺿﺎﻓﻲ ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﺟﻧﺣﺔ ﻋدم ﺗﺳدﯾد ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻧﺻوص واﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 331ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
ﻓﻘد أﺿﺎف اﻟﻣﺷرع اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوطن أو ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘرر ﻟﻪ ﻗﺑض اﻟﻧﻔﻘﺔ أو اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﻣﻌوﻧﺔ .ﻟﻠﺗوﺳﻊ
أﻛﺗر ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .راﺟﻊ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 142
3
اﻟﻣﺎدة 37ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
45
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
46
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺳﺑﻌﺔ ﻓﻘرات ﻛل ﻓﻘرة ﺧﺻﺻت أﺷﺧﺎص ﻣن ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻫم ﻋﻠﻰ ﺛﻼث أﻧواع
* ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑﺎط ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧو:
ﻫم رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ،ﺿﺎﺑط ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ ،ﻣﺣﺎﻓظﻲ اﻟﺷرطﺔ ،وﺿﺑﺎط
اﻟﺷرطﺔ ﻓﻲ اﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 15اﻟﻔﻘرة ﻣن 1إﻟﻰ 04ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
* ﻓﺋﺔ اﻟﺿﺎﺑط ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻗرار:
ﯾرﺷﺢ أﻓرادﻫﺎ ﻟذﻟك وﻟﯾﺻﺑﺢ اﻟﺷﺧص اﻟﺿﺎﺑط ﻻﺑد ﻣن اﺳﺗﺻدار ﻗرار ﻣن اﻟوزﯾرﯾن وزﯾر
اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ ووزﯾر اﻟﻌدل أو وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻟﻛن ﻟﻠﺗرﺷﺢ ﻟﻬذا اﻟﻣﻧﺻب ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓر
ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﺧص
-أن ﯾﻛون اﻟﻣرﺷﺢ ﻟﺻﻔﺔ اﻟﺿﺎﺑط ﻣن اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻔﻘرﺗﯾن 5و 6ﻣن اﻟﻣﺎدة 15
-أن ﯾﻛون اﻟﻣرﺷﺢ ﻗد أﻣﺿﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻧوات ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن ذوي اﻟرﺗب ﻓﻲ
اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ
-اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟوزﯾرﯾن وزﯾر اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ ووزﯾر اﻟﻌدل أو وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ
* ﻓﺋﺔ ﻣﺳﺗﺧدﻣو ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣن اﻟﻌﺳﻛري:
ﯾﻣﻛن ﻟﺿﺑﺎط وﺿﺑﺎط ﺻف ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣن اﻟﻌﺳﻛري وﺑﻘرار ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن وزﯾري اﻟﻌدل
1
واﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻋوان ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و اﻷﻋوان اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺑﻌض ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ :ﺣدد
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺔ أﻋوان ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻣن ﯾﺗوﻟﻰ
ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وظﯾﻔﺗﻪ
* أﻋوان اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ :ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻠﻣﺎدة 19ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻧﺟدﻫﺎ ﺣددت
أﻋوان ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و ﻫم :ﻣوظﻔو ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرطﺔ ،وذوو اﻟرﺗب ﻓﻲ اﻟدرك
1
اﻟﻣﺎدة 07/15ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
47
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟوطﻧﻲ ،رﺟﺎل اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ ،ﻣﺳﺗﺧدﻣوا ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣن اﻟﻌﺳﻛري اﻟذﯾن ﻟﯾﺳت ﻟﻬم ﺻﻔﺔ
1
ﺿﺑﺎط ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ
* اﻟﻣوظﻔون واﻷﻋوان اﻟﻣﻛﻠﻔون ﺑﺑﻌض ﻣﻬﺎم اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ:2ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﺿﺑﺎط
3
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن ذﻛرﻫم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻫم :اﻟوﻻة
واﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺎت وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷراﺿﻲ واﺳﺗﺻﻼﺣﻬﺎ ،4واﻟﻧوع اﻵﺧر ذﻛر ﻓﻲ
ﻧﺻوص أﺧرى ﺧﺎﺻﺔ ﻛﻣﻔﺗﺷوا اﻟﻌﻣل ،أﻋوان اﻟﺟﻣﺎرك، 5واﻟﻣﻬﻧدﺳون وﻣﻬﻧدﺳو اﻷﺷﻐﺎل،
ﻣﻔﺗﺷوا اﻷﺳﻌﺎر ﻣﻔﺗﺷوا اﻟﺗﺟﺎرة ،6أﻋوان اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﺑﺎﺗﯾﺔ ،أﻋوان اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ :إن أﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻫم
ﯾﻣﺎرﺳون ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬم ﻓﻲ إﺟراء اﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﺷﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ،ﻣﻘﯾدﯾن ﻓﻲ
ذﻟك ﺑﻧطﺎق ﻣﺣدد ﯾﺳﻣﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﻣﻧﻬم ﻣن ﻫم ﻣﻘﯾدﯾن ﺑﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺟراﺋم
دون ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻛﺄﻋوان اﻟﺟﻣﺎرك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﻘط ﯾﺳﻣﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص
7
اﻟﻧوﻋﻲ
1ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻋﺿﺎء اﻟﺣرس اﻟﺑﻠدي ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 06ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 2655/96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ /03أوت 1996/
اﻟﺗﻲ ﺗﻧص"ﯾﻣﺎرس أﻋﺿﺎء ﻟﺣرس اﻟﺑﻠدي اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص
إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ وﯾﻘوﻣون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر واﻟوﺳﺎﺋل ،وﯾطﻠﻌون دون ﺗﻌطﯾل ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ
2ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 27ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" ﯾﺑﺎﺷر اﻟﻣوظﻔون وأﻋوان اﻹدارات واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻌض ﺳﻠطﺎت
اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎط ﺑﻬم ﺑﻣوﺟب ﻗواﻧﯾن ﺧﺎﺻﺔ وﻓق اﻷوﺿﺎع واﻟﺣدود اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﺑﺗﻠك اﻟﻘواﻧﯾن "
3
اﻟﻣﺎدة 28ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
4
اﻟﻣواد 24،25 ،21،22ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
5
اﻟﻣواد ﻣن 41إﻟﻰ 44ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك
اﻟﻣﺎدة 49ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02-04اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﯾوﻟﯾو 2004اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌدل
6واﻟﻣﺗﻣم
7
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 164
48
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ )اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ( :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ " اﻟﻣﺟﺎل اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ أو اﻟداﺋرة
اﻟﺣدودﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎﺷر ﻓﯾﻪ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﻋن
اﻟﺟرﯾﻣﺔ" 1وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 16ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" ﯾﻣﺎرس ﺿﺑﺎط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬم اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎﺷرون ﺿﻣﻧﻬﺎ وظﺎﺋﻔﻬم اﻟﻣﻌﺗﺎدة"
وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﻣﺗد اﺧﺗﺻﺎص ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ –اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل -ﻣﺑﺎﺷرة
ﻣﻬﺎﻣﻬم ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻬم ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻬﺎﻣﻬم ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
أرﺟﺎء اﻟوطن ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن أﺣد رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗﻌﯾن
ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺎﺑط إﺧطﺎر وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻪ إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻣس ﺑﺄﻣن
اﻟدوﻟﺔ.
أﻣﺎ إذا ﻛﻧﺎ ﺑﺻدد ﺟراﺋم ﻣوﺻوﻓﺔ ﺑﺎﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ أو اﻟﺗﺧرﯾﺑﯾﺔ ﻓﯾﻛون ﻟﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﺧﺗﺻﺎص ،وﻛذﻟك اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺿﺑﺎط ﺿﺑﺎط اﻟﺻف اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟﻸﻣن.
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ :ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻣدى اﺧﺗﺻﺎص ﻋﺿو اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن
اﻟﺟراﺋم دون ﻏﯾرﻫﺎ ،وﻗد ﻣﯾز اﻟﻣﺷرع ﺑﯾن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم ﻟﺑﻌض ﻓﺋﺎت أﻋﺿﺎء اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أي اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺎﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﺑﺷﺎن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟراﺋم دون ﺗﺣدﯾد ﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣﻧﻬﺎ،
واﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺧﺎص ﻟﺑﻌض اﻟﻔﺋﺎت اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﺑﺷﺎن ﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺟراﺋم
دون اﻷﻧواع اﻷﺧرى ﻣن اﻟﺟراﺋم ،و ﯾﺧﺗﻠف اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺻﻔﺔ رﺟل اﻟﺿﺑطﯾﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺿﺎﺑطﺎ ﻛﺎن أو ﻋوﻧﺎ أو ﻣوظﻔﺎ
2
-اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
1
-ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻐﺎت اﻟﺷﻛﺎوى
-اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﻋن اﻷدﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ
1
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 69
2
اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﻟﻣواد 12و 13و 18 17ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
49
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 17ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" ﯾﺑﺎﺷر ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣوﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن -12
13وﯾﺗﻠﻘون اﻟﺷﻛﺎوى واﻟﺑﻼﻏﺎت وﯾﻘوﻣون ﺑﺟﻣﻊ اﻻﺳﺗدﻻﻻت أو إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ "
50
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ واﺿﺣﺔ وﺻﺎرﺧﺔ ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻣﻧﻪ ،1وﯾﻌرف اﻟﺗﻠﺑس ﻓﻘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻘﺎرب
زﻣﻧﻲ ﺑﯾن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ و اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ وذﻟك إﻣﺎ ﺑﻣﺷﺎﻫدﺗﻬﺎ ﻋﻧد اﻻرﺗﻛﺎب أو ﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ ﻣﻧﻬﺎ
وﻻ زاﻟت اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗﺑﺛﺔ ﻛﻠﻬﺎ داﻟﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﻋﻘب اﻻرﺗﻛﺎب ﺑﺑرﻫﺔ ﯾﺳﯾرة وﺑزﻣن ﻗﻠﯾل ،وﻣن ﺛم
ﻓﺈن اﻟﺗﻠﺑس ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘول ﻋﻧﻪ أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻠك اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟواﻗﻌﺔ واﻟﺗﻲ أدﻟﺗﻬﺎ ظﺎﻫرة و واﺿﺣﺔ
ﺑﺣﯾث ﻣظﻧﺔ وﻗوع اﻟﺧطﺄ ﺣوﻟﻬﺎ طﻔﯾﻔﺔ واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءاﺗﻬﺎ ﯾﻌرﻗل ﺳﺑﯾل اﻟوﺻول
إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﻬﺎ وطﻣس ﻣﻌﺎﻟﻣﻬﺎ 2وﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻠﺑس وذﻛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﺣﺻر ﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة 41ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
وﻗﺑل ﺗﻧﺎول ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻠﺑس ﻧود اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻌل ﺣﺳﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺑﯾن أن اﻟﺗﻠﺑس ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﺗﺻف ﺑﻬﺎ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻻ اﻟﻣﺟرم ﻧﻔﺳﻪ ،ﻣﺛل ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧون ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ، 41ﺣﯾث ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺗﻛﻠم ﻋن ﻣﺷﺎﻫدة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣﺗﻠﺑﺳﺎ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ
واﻷﺻﺢ ﻫو أن ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺗﻠﺑﺳﺎ ﺑﻬﺎ وﻟو ﻟم ﯾﻌرف اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺣﯾث أن ﻣﺷﺎﻫدة ﺟﺛﺔ اﻟﻘﺗﯾل
ﻻ زاﻟت ﺗﻧزف دﻣﺎ أو ﺣرﯾﻘﺎ ﻻ زاﻟت اﻟﻧﺎر ﻣﺷﺗﻌﻠﺔ ﻓﯾﻪ وﻛل ﻫذﻩ اﻟﺻور ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺗﻠﺑس ﺑﻬﺎ
و إن ﻛﺎن ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣﺟﻬوﻻ .3
و ﻫذا ﻣﺎ ﻫو ﻣﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " :
ﺗوﺻف اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ أو اﻟﺟﻧﺣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠﺑس "...ﻓﺎﻟوﺻف ﻫﻧﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﺟﻧﺎﯾﺔ أو اﻟﺟﻧﺣﺔ
وﻟﯾس ﻟﻠﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ أو اﻟﻔﺎﻋل ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺔ أن ﻧص اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻋدة ﺗﻌﺑﯾرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻠﺑس و ذﻟك
ﻓﻲ ﻓﻘرات اﻟﻣﺎدة 41اﻟﺛﻼث .
1
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص 189
2وﻫذا ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗ اررﻩ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﯾوم 1964/10/27:ﺣﯾث ﻟم ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻟﻘﯾﺎم ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس ،ﺑل إن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس ﺗﻛون ﻗﺎﺋﻣﺔ ٕواﺟراءاﺗﻬﺎ ﺻﺣﯾﺣﺔ
ﻣﺎ داﻣت أدﻟﺗﻬﺎ ظﺎﻫرة وواﺿﺣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺗﺄﺧر ﻓﻲ إﺟراءاﺗﻬﺎ ﯾﻌرﻗل ﺳﺑﯾل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﯾﻬﺎ.
3
رؤوف ﻋﺑﯾد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 37
51
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 42
52
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
إﻟﻰ ﻣﺣل اﻟﺣﺎدث ﻣﺗﻰ أﺧطر ﺑﻪ ،وﻟﻘد ﻋرﻓﻬﺎ ﻣﺣﻣود ﻣﺻطﻔﻰ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟوﻗت اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺑﺎﺷرة
ﻟوﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ أي أن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗد اﻧﺗﻬت وﻟﻛن اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻻ زاﻟت ﻣﺳﺗﻣرة ﺣﻛﻣﺎ1
ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﺻﯾﺎح ﻣن طرف اﻟﻌﺎﻣﺔ :وﻫﻲ اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟﻠﺗﻠﺑس ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﺣﯾث
):ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ أو اﻟﺟﻧﺣﺔ ﻣﺗﻠﺑﺳﺎ ﺑﻬﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ...ﻗد ﺗﺗﺑﻌﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺑﺎﻟﺻﯾﺎح (..و اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﻠﻔظ ذﻫب ﺑﻌض اﻟﺷراح إﻟﻰ أن اﻟﺗﻠﺑس ﻧوﻋﺎن ،إﻣﺎ
ﺣﻘﯾﻘﻲٕ ،واﻣﺎ اﻋﺗﺑﺎري.
- 1أن ﯾﺗﺑﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ ذﻟك اﻟﻣرﺗﻛب ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ وﻫذا اﻟﺷرط ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ و ﻟﻛن
أﺧذﻩ ﺑﻬذا اﻹطﻼق ﻗد ﯾﺛﯾر ﺗﺳﺎؤﻻت ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ إذا أﺗﺑﻌﻪ اﻟﻣﺟﻧﻲ وﺣدﻩ ﻫل ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣن
اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس وﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻬﺎ أم ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ﺣﺗﻰ ﯾﻛون
ذﻟك اﻟﺗﺗﺑﻊ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ وﻣﻛون ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس؟ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﻧﺟدﻩ أﻓﺻﺢ ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،ﺣﯾث ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 30ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣﺻري
)وﺗﻛون ﻣﺗﻠﺑﺳﺎ ﺑﻬﺎ ﺣﺎل ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ أو ﻋﻘب ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﺑﺑرﻫﺔ ﯾﺳﯾرة وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺟرﯾﻣﺔ أﯾﺿﺎ ﻣﺗﻠﺑﺳﺎ
ﺑﻬﺎ إذا ﺗﺑﻊ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ،أو ﺗﺑﻌﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺻﯾﺎح إﺛر وﻗوﻋﻬﺎ(
-2أن ﯾﻛون ﻟﻬذا اﻟﺗﺗﺑﻊ ﻣظﻬ ار ﺧﺎرﺟﻲ ﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎح وذﻟك ﻷن ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻗﯾﺎم
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس وﻓق ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻫو ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺻﯾﺎح ،واﻟﻣﺷرع ﺻرﯾﺢ ﻓﻲ ﻧﺻﻪ ﻋﻠﻰ
ذﻟك ،ﺣﯾﺛت ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة ) : 41ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ أو اﻟﺟﻧﺣﺔ ﻣﺗﻠﺑﺳﺎ ﺑﻬﺎ
إذا ﻛﺎن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ إرﺗﻛﺎﺑﻪ إﯾﺎﻫﺎ ﻓﻲ وﻗت ﻗرﯾب ﺟدا ﻣن وﻗت وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗد
ﺗﺑﻌﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺻﯾﺎح ( وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن اﻟﻧص ﺻرﯾﺣﺎ وﺿرورة ﺗواﻓر اﻟﺻﯾﺎح ﺳواء أﻛﺎن
ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﺑﺎﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ واﻟﻣطﺎردة أوﻻ ،وﻣﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺗﺗﺑﻊ وﺣدﻩ دون اﻟﺻﯾﺎح
ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻘﯾﺎم ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس وﻟو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إﺷﺎﻋﺔ ﻋﺎﻣﺔ اﻧﺗﺷرت ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ذﻟك ﻷن اﻹﺷﺎﻋﺔ
ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي ،ﻣﻬﺎم اﻟﺷرطﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ إدارﯾﺎ و ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ1969 ،
1ص 253
53
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ٕوان أﻣﻛﻧﻬﺎ ﺗﻧﺑﯾﻪ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺣري أو اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﯾس ﻓﻲ اﺳﺗطﺎﻋﺗﻬﺎ أن
ﺗﻛون ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس وﻣن ﺗم ﻓﺈن رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟو ﻗﺎﻣوا ﺑﺄي ﻋﻣل ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻻ
ﯾزﯾد ﻋن ﻛوﻧﻪ ﺗﺣرﯾﺎ ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﻌﺎدﯾﺔ و اﻟﺻﯾﺎح اﻟﻣطﻠوب ﻫﻧﺎ ﻟﯾس ﻣﺷروطﺎ ﺑﺎﻟﺻوت
اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﺑل ﯾﻛﻔﻲ ﻓﯾﻪ أن ﯾﻛون ﻣﺳﻣوﻋﺎ ﺑﻧﺑﻰء ﻋن اﺳﺗﻐﺎﺛﺔ اﻟﺷﺧص و طﻠب اﻟﻣﺳﺎﻋدة
ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﺟﺎﻧﻲ و ﻋدم ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﻟﻔرار وﺑﻪ ،أي اﻟﺻﯾﺎح اﻟذي ﯾﻧﺗﺑﻪ ﻟﻪ اﻟﻣﺎرة
ﻟﻣﺣﺎﺻرﺗﻪ وﺿﺑطﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻧﺢ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات
اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ أﺣوال اﻟﺗﻠﺑس اﻷﺧرى إزاء ذﻟك اﻟﺷﺧص.
-3أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺗﻘﺎرب زﻣﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺗﺗﺑﻊ و وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﻛﻣﺎ ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ أن اﻟﺟﻧﺣﺔ أو اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﻠﺑﺳﺎ ﺑﻬﺎ أن ﯾﻛون اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻪ إﯾﺎﻫﺎ ﻓﻲ وﻗت ﻗرﯾب ﺟدا ﻣن وﻗت وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗد ﺗﺑﻌﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺑﺎﻟﺻﯾﺎح ،و ﻟﻛن ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع ذﻟك اﻟوﻗت اﻟﻘرﯾب ﺟدا ﺑل ﺗرك ذﻟك اﻷﻣر إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ
ﺗﻘدﯾر ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻓﯾﻪ إﻟﻰ رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع إﻻ أﻧﻪ ﻣﻊ ذﻟك ﯾﻔﻬم
ﻣن اﻟﻧص أﻧﻪ ﯾﻛون اﻟﺗﺗﺑﻊ ﻋﻘب وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺑﺎﺷرة1
وﺟود أﺷﯾﺎء أو أﺛﺎر أو ﻋﻼﻣﺎت ﺗدﻋو اﻟﻰ اﺣﺗﻣﺎل ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﺑﺎرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ :إن
وﺟود ﻋﻼﻣﺎت ﺑﺎﻟﻣﺗﻬم أو آﺛﺎر ﺑﻪ ﻻ ﺗﻘل أﻫﻣﯾﺔ ﻋن اﻟﺻورة ﻣن ﺣﻣل ﻟﻸﺳﻠﺣﺔ و اﻵﻻت
واﻷﻣﺗﻌﺔ ،وﺣﺳﻧﺎ ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﺳﺗدراﻛﻪ ﻫذا ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻراﺣﺔ دون أن ﯾﻬﻣﻠﻬﺎ ،ﻓﻣن
ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻠﺑس وﺟود ﺑﺎﻟﺷﺧص ﻋﻼﻣﺎت وآﺛﺎر ﺗدل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﺎﻋل أو ﺷرﯾك وﻫذﻩ اﻹﺷﺎرات و
ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺗﻘل ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت و اﻟﻘوة ﻋن ﺣﺎﻟﺔ ﺣﻣل اﻟﺳﻼح أو اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن
اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﻓرؤﯾﺔ اﻟﺷﺧص وﻋﻠﯾﻪ آﺛﺎر اﻟدﻣﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ طﻌن ﺑﺎﻟﺳﻛﯾن أو اﻟﺟروح أو اﻟﺧدوش اﻟﺟدﯾدة
ﻓﻲ وﺟﻬﻪ أو اﻟﻠﺑﺎس اﻟﻣﻠطﺦ ﺑﺎﻟدﻣﺎء ﺣﺎل اﻟرؤﯾﺔ ﻟﻪ ﻋﻘب ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻠﻬﺎ ﺗدل
1ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر،
ص 454
54
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻋﻠﻰ أن اﻟﺷﺧص ﻣﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻣرﺗﻛب ﻟﻬﺎ أﺻﻼ واﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻠزم وﺟود اﺗﻬﺎم اﻟﺷﺧص ﻟﻛﺛرة اﻟﻘراﺋن ﺣوﻟﻪ ٕواﻧﻣﺎ إﻛﺗﻔﻰ ﺑﻣﺎ ﯾدﻋو إﻟﻰ اﻓﺗراض ذﻟك
1
ﻓﻣﺟرد اﻻﻓﺗراض وﺣدﻩ ﻛﺎف ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ داﺧل ﻣﻧزل واﻛﺗﺷﺎف ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻠﺑس ﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﺎر
إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ) :
ﺗﺗﺳم ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺗﻠﺑس ﻛل ﺟﻧﺣﺔ أو ﺟﻧﺎﯾﺔ وﻗﻌت وﻟو ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟظروف اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻔﻘرﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﺗﯾن إذا ارﺗﻛﺑت ﻓﻲ ﻣﻧزل وﻛﺷف ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻧزل ﻋﻧﻬﺎ ﻋﻘب وﻗوﻋﻬﺎ وﺑﺎدر
ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء أﺣد ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻹﺛﺑﺎﺗﻬﺎ (.
ﻓﺎﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس ﻫذﻩ أن ﺗرﺗﻛب اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ أو اﻟﺟﻧﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻧزل ﺛم أﻛﺗﺷف
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻧزل ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑت ﻓﻲ وﻗت ﻣﻌﻠوم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻣﻧزل و ﯾﺑﺎدر
ﻓﻲ اﻟﺣﺎل إﺑﻼغ أﺣد ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟود ﺟﺛﺔ ﺑﻣﻧزل أو ﺳرﻗﺔ أو ﺟرﯾﻣﺔ
أﺧرى ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت و ﺗﺑﺎدر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ،ﻓﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗﺳم ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺗﻠﺑس ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ وﻗت ﻏﯾر ﻣﻌﻠوم وﻟم ﺗﻌرف
اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑت ﻓﯾﻬﺎ ،و ذﻟك ﻛﺄن ﺗرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻠﯾل ﻓﻲ ﺣدﯾﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ أو
ﺑﻌد اﻟﻐروب ﻣﺑﺎﺷرة و ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻧزل اﻟذي ﯾﺟد ﺟﺛﺔ ﻫﺎﻣدة ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﯾوم
اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺣدﯾﻘﺔ ﻣﻧزﻟﻪ و ﯾﺑﺎدر ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﺑﺈﺑﻼغ أﺣد ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و ﻹﺛﺑﺎت
اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﯾﻛون ﻓﻲ ﻋطﻠﺔ ﺻﯾﻔﯾﺔ و وﺟد ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻪ ﺟﺛﺔ ﻗﺗﯾل وﻋﻧد ﻋودﺗﻪ ﯾﻛﺗﺷﻔﻬﺎ و ﯾﺑﺎدر
أﯾﺿﺎ ﺑﺈﺑﻼغ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻛﺗﺷف ﺳرﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻪ و ﻟم ﯾﻌﻠم ﻣﺗﻰ وﻗﻌت ﺗﻠك اﻟﺳرﻗﺔ
ﻓﺈذا ﺑﺎدر ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻧزل ﺑﺈﺧطﺎر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓور إﻛﺗﺷﺎﻓﻪ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﻟﺗﺄﺗﻲ ﻹﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﻬﻧﺎ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺗﻠﺑﺳﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣدة أو اﻟوﻗت اﻟذي ارﺗﻛﺑت ﻓﯾﻪ
و اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﻣﺿت ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ وﺑﯾﻧﻬﺎ زﻣن وﺑﯾن اﻹﺑﻼغ ﻋﻧﻬﺎ.
1
ﻓﺗﺣﻲ ﺳرور ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة، 1980 ،
ص 35
55
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺷروط ﻗﯾﺎم ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس :ﻛﻲ ﯾؤﺧذ أو ﯾﻔﻌل اﻟﺗﻠﺑس اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 41ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﺟب ﺗوﻓر ﺷروط ﻧﺟﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ:
ﺗواﻓر ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺧﻣس اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
1
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻘﯾﺎس ﻋﻠﯾﻪ و اﻋﺗﺑر ذﻟك ﺧروج ﻋن ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ
أن ﯾﻛون اﻟﺗﻠﺑس ﺳﺎﺑﻘﺎ زﻣﻧﺎ ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﻻ ﯾﻛون اﻟﺗﻠﺑس ﻣﻧﺗﺟﺎ ﻟﻶﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣن ﻋﻠﻰ
اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز ﻟﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻠﺑس إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس
ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻔﺗﯾش وﺿﺑط اﻷﺷﯾﺎء إﻻ ﺑﻌد اﻛﺗﺷﺎف ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،و إﻻ ﻛﺎﻧت ﻛل اﻹﺟراءات
اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺑﺎطﻠﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑطﻼن اﻟدﻟﯾل اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ و اﻟﻣﺳﺗﻣد ﻣن
ذﻟك اﻹﺟراء أو اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺎطل.
ﻣﺷﺎﻫدة اﻟﺗﻠﺑس ﺑﻣﻌرﻓﺔ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺧول ﻟﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﺣﺎﻻت
اﻟﺗﻠﺑس و ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن ﯾﻛون ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻧﻔﺳﻪ ﻫو اﻟذي ﺿﺑط اﻟﻣﺗﻬم ﻣﺗﻠﺑﺳﺎ
ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺣﺎﺻر اﻟﺗﻠﺑس ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ أﯾﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﻠن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﺑرر ﻣﻧﺣﻪ ،و ﺗﺧوﯾﻠﻪ ﺗﻠك
اﻟﺳﻠطﺎت اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺷﺗرط ﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﺗﻠﺑس ﺻﺣﯾﺣﺎ و ﻣﻧﺗﺟﺎ آﺛﺎرﻩ أن
ﺗﻛون ﻣﺷﺎﻫدة ﻗد ﺗﻣت ﺑواﺳطﺔ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﺗﻣت ﺑواﺳطﺔ
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 43
56
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
رﺟﺎل آﺧرﯾن ﻣن اﻟﻘوة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو ﻣن ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﺞ آﺛﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻷن
ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟم ﯾﺷﺎﻫد ﺑﻧﻔﺳﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس اﻟواردة ذﻛرﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن ﺗﻠﻘﻲ ﻧﺑﺄ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻣﻊ أو اﻟﻘول أو اﻟرواﯾﺔ ﻻ
ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻛن ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠﺑس ﺑل ﯾﺟب ﺣﺗﻣﺎ أن ﯾﺷﺎﻫدﻫﺎ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﺑﻧﻔﺳﻪ وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﻗد ﻧص ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗواﻓر ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس ﺑﺟرﯾﻣﺔ إﺣ ارز ﺳﻼح ﻏﯾر
ﻣرﺧص ﺑﻪ ،وأن ﯾﻛون ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗد ﺗﻠﻘﻰ ﺑذﻟك ﻧﺑﺄ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋن طرﯾق اﻟرواﯾﺔ
ﻣن رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣﺷﺎﺟرة اﻟﺗﻲ ﻗﯾل ﺑﺄن اﻟﻣﺗﻬم ﻛﺎن ﯾطﻠق اﻟرﺻﺎص ﻓﯾﻬﺎ ﻣن
ﻣﺳدس ﻛﺑﯾر ﻛﺎن ﯾﺣﻣﻠﻪ1
أي ﯾﻛون اﻛﺗﺷﺎف اﻟﺗﻠﺑس و إﺛﺑﺎﺗﻪ ﻗد ﺗم ﺑطرﯾق ﻣﺷروع
ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﻠﺑس أن ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣن ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ٕوان
ﯾﺷﺎﻫدﻫﺎ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺷﺧﺻﯾﺎ ،ﺑل ﯾﻠزم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك أن ﺗﻛون ﻣﺷﺎﻫدﺗﻪ
ﻟﻬﺎ ﻗد ﺗﻣت ﺑطرﯾق ﻣﺷروع ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،و اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﻫو أن ﺗﻛون وﺳﯾﻠﺔ اﻟﻛﺷف
ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻠﺑس اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة ،41ﻣﺷروﻋﻪ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ
اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﺎن اﻹﺟراء ﺑﺎطﻼ ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻣﻛﻧﺎ أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
،و ﻟو اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﯾﻬﺎ طرق ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻹﺟراء اﻟﺑﺎطل ﻻ اﻟﺗﻠﺑس
ﯾرﺗب أي أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ.
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠﺑس :إذا ﻗﺎﻣت ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻠﺑس
اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﺳﺗوﻓت ﺷروطﻪ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﺿﺑﺎط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو وﺟوﺑﻲ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺟوازي
اﻹﺟراءات اﻟوﺟوﺑﯾﺔ وأﻫم ﻫذﻩ اﻹﺟراءات
1ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .456
57
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1اﻟﻣﺎدة 42ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟذي ﺑﻠﻎ ﺑﺟﻧﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠﺑس أن ﯾﺧطر
ﺑﻬﺎ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺛم ﯾﻧﺗﻘل ﺑدون ﺗﻣﻬل إﻟﻰ ﻣﻛﺎن اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ وﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ
ﯾﺧﺷﻰ أن ﺗﺧﺗﻔﻲ وأن ﯾﺿﺑط ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي إﻟﻰ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وأن ﯾﻌرض اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺿﺑوطﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻬﺎ"
58
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻟﺗﺣﻘق ﻣﻛن اﻟﻬوﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺳﺋﻠﺔ وطﻠب اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﻫذﻩ
اﻟﻬوﯾﺔ .
ﺿﺑط اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ واﻗﺗﯾﺎدﻩ إﻟﻰ أﻗرب ﻣرﻛز ﺷرطﺔ أو ﻓرﻗﺔ درك وطﻧﻲ وﻫذا اﻹﺟراء ﻣﻘرر ﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻧﺎس وﻟرﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻌرض اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﻋن طرﯾق
ﺗﻘﯾﯾد ﺣرﯾﺎﺗﻪ واﻗﺗﯾﺎدﻩ إﻟﻰ أﻗرب ﺿﺎﺑط ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 61ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ " ﯾﺣق ﻟﻛل ﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت أو اﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﻠﺑس ﺑﻬﺎ
واﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﺑس ﺿﺑط اﻟﻔﺎﻋل واﻗﺗﯾﺎدﻩ إﻟﻰ أﻗرب ﺿﺎﺑط ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ"
اﻷﻣر ﺑﻌدم اﻟﻣﺑﺎرﺣﺔ ﻟﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ :1وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ذﻟك اﻷﻣر اﻟذي ﯾوﺟﻬﻪ ﺿﺑﺎط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗواﺟد ﺑﻣﻛﺎن ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺗﻠﺑس ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺷﺧص أو ﻋدة أﺷﺧﺎص
2
ﯾﺗواﺟدون ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﻛﺎن ﺑﻌدم ﻣﻐﺎدرﺗﻬم
اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑراء :ﯾﻣﻛن ﻟﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻠﺑس ﺑﻬﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﻫل
اﻟﺧﺑرة واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻛﺎﻷطﺑﺎء واﻟﺧﺑراء و ﻏﯾرﻫم ﻣن ذوي اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣؤﻫﻠﯾن
3
ﻟﻔﺣص ﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟذي ﻣن ﺷﺎﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر :4ﯾﻌرف اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر ﺑﺄﻧﻪ" اﺟراء ﯾﻘوم ﺑﻪ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑوﺿﻊ
ﺷﺧص ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﺷرطﺔ أو اﻟدرك ﻟﻣدة ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻛﻠﻣﺎ دﻋﺗﻪ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق
6
ﻟذﻟك" 5وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻹﺟراء ﻣن اﺧطر اﻹﺟراءات ﻷﻧﻪ ﯾﻘﯾد ﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﺑﺎرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ
1
اﻟﻣﺎدة 49ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 83
3ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 49ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن" إذا اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر إﺟراء ﻣﻌﺎﯾﻧﺎت ﯾﻣﻛن ﺗﺄﺧﯾرﻫﺎ ﻓﺎﻟﺿﺎﺑط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﺄﺷﺧﺎص ﻣؤﻫﻠﯾن ﻟذﻟك و ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺳﺗدﻋﯾﻬم ﻟﻬذا اﻹﺟراء أن ﯾﺣﻠﻔوا
اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ إﺑداء رأﯾﻬم ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻠﯾﻪ ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺷرف واﻟﺿﻣﯾر"
4
اﻟﻣﺎدﺗﯾن 50و 51ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
5
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
6
ﻋﻣر ﺧوري اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 44
59
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدﺗﯾن 51و 65ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أﺻﺑﺣت أﺟﺎل اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر
ﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾدﻫﺎ ﺑﺈذن ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻣن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص ﺛﻼث ﻣرات إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ وﺟراﺋم ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال واﻹرﻫﺎب واﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺻرف ،أي أن ﻣدة اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷﻧواع ﻣن اﻟﺟراﺋم
أﺻﺑﺢ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻل إﻟﻰ ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد اﻟﻣدة اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر إﻟﻰ
ﺧﻣس ﻣرات إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺟراﺋم ﻣوﺻوﻓﺔ ﺑﺄﻓﻌﺎل إرﻫﺎﺑﯾﺔ أو ﺗﺧرﯾﺑﯾﺔ .أﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﺟراﺋم اﻟﻣﺧدرات ،ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر ﺛﻼث ﻣرات ﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 37ﻣن ﻗﺎﻧون
رﻗم 18-04اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2004-12-25اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧدرات واﻟﻣؤﺛرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ
.وﯾﺟوز ﺑﺻﻔﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣﻧﺢ ذﻟك اﻹذن ﺑﻘرار ﻣﺳﺑب دون ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﺧص إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ
اﻧﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺑﻘﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣواد 51و 51ﻣﻛرر 1و 52ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
واﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻟﺷﺧص اﻟﻣوﻗوف ﻟﻠﻧظر ﻣن اﺟل إﺣدى أﻧواع ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم
،واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﺑواﺟب ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ إﺧﺑﺎرﻩ ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺄﻓراد
ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ زﯾﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻪ وﯾوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﻪ ﻛل وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻻﺗﺻﺎل ﺑﻌﺎﺋﻠﺗﻪ وﻣن زﯾﺎرﺗﻬﺎ
1
ﻟﻪ وﺑواﺟﺑﻪ ﻓﻲ إﺧﺿﺎﻋﻪ ﻟﻠﻔﺣص اﻟطﺑﻲ
اﻟﺗﻔﺗﯾش :
إن ﺗﻔﺗﯾش اﻟﻣﻧﺎزل واﻟﻣﺣﻼت وﻣﻌﺎﯾﻧﺗﻬﺎ ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠوﺻول
ﻣن ﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ٕواﺳﻧﺎد اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻟﻰ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ،وﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﯾﺗﻌﻠق اﻟﺗﻔﺗﯾش ﺑﺻﻔﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص واﻟﺗﻔﺗﯾش ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،ﻓﻼ
ﯾﺟوز اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻬﻣﺔ ﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﺷﺧص اﻟﻣﻘﯾم ﻓﻲ
اﻟﻣﻧزل اﻟﻣراد ﺗﻔﺗﯾﺷﻪ وﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺷﺧص ﻗد ارﺗﻛب ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ أو اﺷﺗراك ﻓﯾﻬﺎ
أو ﺗوﺟد ﺿدﻩ أدﻟﺔ أو ﻗراﺋن ﻋﻠﻰ وﺟود أﺷﯾﺎء ﺑﺣوزﺗﻪ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ.
1
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،ﻣذﻛرات ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص112
60
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﻗد أوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة 44ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺗﯾش
وأﻟزﻣت ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻔﺗﯾش ،ﺑﺈﺟراءات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وواﺿﺣﺔ ،وﻻ
ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ أو ﺗﺟﺎوزﻫﺎ ٕواﻻ ﻛﺎن ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺎطﻼ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون.1
وﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻔﺗﯾش ﻣﺳﺎﻛن اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻬم أو ﻣﺣﻼﺗﻬم وﻓق اﻟﺷروط اﻵﺗﯾﺔ:
-1إذا وﻗﻊ اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻓﻲ ﻣﺳﻛن ﺷﺧص ﻗد ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾـﺟب ﻋﻠـﻰ
ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﯾﺟري ﻫذا اﻟﺗﻔﺗﯾش ﺑﺣﺿور اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ،أﻣﺎ إذا ﺗﻌذر
ﺣﺿورﻩ وﻗت إﺟراء اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻓﺈن ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﻠزم ﺑﺄن ﯾﻛﻠﻔﻪ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻣﻣﺛل ﻟﻪ
ﯾﺣﺿر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻔﺗﯾشٕ ،واذا أﻣﺗﻧﻊ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﻋن ﺗﻌﯾﯾن ﻣﻣﺛل ﻟﻪ أو ﻛﺎن ﻫﺎرﺑﺎ
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗدﻋﺎء ﺷﺎﻫدﯾن ﺑﺣﺿور ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻔﺗﯾش ،وﯾﻛون ﻫذان اﻟﺷﺎﻫدان ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺳﻠطﺔ .
-2أﻣﺎ إذا ﺟرى اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻓﻲ ﻣﺳﻛن ﺷﺧص أﺧر ﯾﺷﺗﺑﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺣوز أوراﻗﺎ أو أﺷﯾﺎء ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ
ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل اﻹﺟراﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﺣﺿورﻩ وﻗت اﺟراء اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻣن ﻗﺑل ﺿﺎﺑط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
أﻣﺎ إذا ﺗﻌذر ﺣﺿورﻩ ،ﻓﺈن ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﻠزم ﺑﺄن ﯾﻛﻠﻔﻪ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻣﻣﺛل ﻟﻪ ﯾﺣﺿر
ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻔﺗﯾش ٕواذا اﻣﺗﻧﻊ ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن ﺷﺎﻫدﯾن ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﺳﻠطﺗﻪ ،2أﻣﺎ
إذا ﺧﺎﻟف ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 45ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻟم ﯾﻠﺗزم ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 45ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﺈن ﻛل إﺟراءات اﻟﺗﻔﺗﯾش
ﺗﻛون ﺑﺎطﻠﺔ.
1ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 44اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﻻ ﯾﺟوز ﻟﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ
ﻣﺳﺎﻛن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾظﻬر أﻧﻬم ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ أو أﻧﻬم ﯾﺣرزون أوراﻗﺎ أو أﺷﯾﺎء ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ،
إﺟراء ﺗﻔﺗﯾش إﻻ ﺑﺈذن ﻣﻛﺗوب ﺻﺎدر ﻣن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ وﺟوب اﻻﺳﺗظﻬﺎر ﺑﻬذا اﻷﻣر ﻗﺑل اﻟدﺧول
إﻟﻰ اﻟﻣﻧزل و اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺗﯾش"
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 45ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
61
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ :ﺗﻌد اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﻧدب
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ واﺣد ﻫﻲ ﻋﻣل ﻣن أﻋﻣﺎل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﻔوض ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻗﺎﺿﯾﺎ أو ﺿﺎﺑطﺎ
ﻟﻠﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺎ ﻟﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻣل أو ﺑﻌض ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.و ﯾﻣﻛن أﯾﺿﺎ أن ﺗﻌرف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻔوﯾض ﻟﺑﻌض ﺳﻠطﺎت ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ
أو ﺿﺎﺑط ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ 1و ﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-1اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺷرﻋﯾﺔ :إن ﻫذا اﻟﺗﻔوﯾض ﻋﻣل ﻣﺷروع ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 138ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " ﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﻛﻠف ﺑطرﯾق
اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أي ﻗﺎض ﻣن ﻗﺿﺎة ﻣﺣﻛﻣﺗﻪ أو أي ﺿﺎﺑط ﻣن ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗص ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟداﺋرة أو أي ﻗﺎض ﻣن ﻗﺿﺎة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺎ ﯾراﻩ ﻻزﻣﺎ ﻣن
إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ﻛل ﻣﻧﻬم".
و ﯾذﻛر ﻓﻲ اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻧوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣوﺿوع اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ و ﺗؤرخ و ﺗوﻗﻊ ﻣن طرف
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي أﺻدرﻫﺎ وﺗﻣﻬر ﺑﺧﺗﻣﻪ
-2اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ رﺳﻣﯾﺔ و ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ :ﯾﻌد اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﻔذ ﻓﻲ إطﺎر اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺣﻛﻣﺎ
ﻋﻣﻼ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﻓﺎﻟﺷﺎﻫد اﻟذي ﯾدﻟﻲ ﺑﺷﻬﺎدﺗﻪ ﺑﻌد أداء اﻟﯾﻣﯾن ،و ﯾﻌﺗﻣد ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﯾب
ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺷﻬﺎدة و ﺗﺣﺿﺎ ﺑﻘﯾﻣﺔ و ﺣﺟﯾﺔ ﺗﻔوق ﺗﻠك اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣظﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺟرﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺗﻠﺑﺳﺔ أو ﻣﺣﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷوﻟﻲ و ذﻟك ﻻ ﯾﺷوب ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺣﺎل ﻣﺑدأ اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﺷﺧﺻﻲ
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ إﺻدار أﺣﻛﺎﻣﻪ .
-3اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺷﻛﻠﯾﺔ :إن ﺗﻔوﯾض ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﺑﻌض ﺳﻠطﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺿﺎﺑط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﻟﺷﻛﻠﯾﺎت ﺻﺎرﻣﺔ و ﻹﺟراءات ﻣﺣددة ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون و
1وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﻧدب ﺿﺎﺑطﺎ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ذﻟك أن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛﻘﺎﻋدة
ﻋﺎﻣﺔ ،ﺑل ﯾﺟوز ﻟﻪ ﻓﺣﺳب اﺳﺗﺛﻧﺎءا اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻌض إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻣن ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻ ﯾﻣﻠك ﺗﻔوﯾض اﻟﻐﯾر ﻓﯾﻪ أذ
ﻫو ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻣﻘﯾد ﺑﺈﺻدارﻩ ﻓﻲ ﺣدود ﺿﯾﻘﺔ ﺟدا .ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 109
62
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ذﻟك ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ
ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﺣﻘوق و ﺣرﯾﺎت .
و ﺗﻛون اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ و ﺗﺗﺿﻣن ﺧﺎﺻﺔ:
-طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣوﺿوع اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ.
-أن ﺗﻛون ﻣؤرﺧﺔ.
-أن ﺗﻛون ﻣوﻗﻌﺔ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻧﯾب و ﻣﻣﻬورة ﺑﺧﺗﻣﻪ.
-ﯾﺟب أن ﯾﺄﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻧﯾب ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة ﺑردع و
ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أي اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻷرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ و ظروف ﺗﺷدﯾدﻫﺎ
أو ﺗﺧﻔﯾﻔﻬﺎ .
* اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻹﺻدار اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ :اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ان اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺻدر ﻣن
1
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻟﻰ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ب -ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم و ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗوﻟﻰ أﺣد ﻗﺿﺎﺗﻬﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﻘﯾق إﺿﺎﻓﻲ ) أﻧظر اﻟﻣواد ﻣن
186إﻟﻰ 190ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ(.
ج -رﺋﯾس ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت :ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺄﻣر ﺑﺈﺟراء أﻋﻣﺎل ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛﺄن ﯾﻛون ﻣﻠف
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧﺎﻗﺻﺎ أو ﻋﻧد ظﻬور ﻋﻧﺎﺻر ﺟدﯾدة ﻓﯾﻪ ﺗﺗطﻠب ﻣزﯾدا ﻣن اﻟﺗﺣرﯾﺎت و ﺗدﻗﯾق و
ﺗﻣﺣﯾص ﺑﻌض ﺟواﻧب و ﻣﻼﺑﺳﺎت اﻟﻘﺿﯾﺔ.
د -اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ) ﺟﻬﺔ اﻟﺣﻛم ( :و ﯾﻛون ذﻟك ﻋﺎدة ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرﯾد ﺳﻣﺎع ﻣﺣﺑوس ﺧﺎرج داﺋرة
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص ﻣﺣﻠﯾﺎ .
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻣﻛن ﺗﻔوﯾﺿﻬم :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﺗﻔوض
ﻗﺎﺿﯾﺎ أو ﺿﺎﺑط ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراء و اﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
1
اﻧظر :اﻟﻣواد ﻣن 138إﻟﻰ 142ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
63
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
أ -ﯾﻣﻛن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ أن ﯾﻔوض أي ﻗﺎض ﻣن ﻗﺿﺎة اﻟﺗﺣﻘﯾق أو
أي ﺿﺎﺑط ﻣن ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل
ﺑﻬﺎ.
ب -ﯾﻣﻛن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺧﺎرج داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ أن ﯾﻔوض أي ﻗﺎض ﻣن ﻗﺿﺎة اﻟﺗﺣﻘﯾق و
ﯾﺟوز ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر أن ﯾﻔوض ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣوﺿوع اﻹﻧﺎﺑﺔ و ﻫو ﻣﺎ
ﯾﻌرف ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻔوﺿﺔ و ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻹﻧﺎﺑﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺧﺗﺻﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ ﻣﺎدﯾﺎ ﻓﻬﻧﺎك ﺳﻠطﺎت ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻ ﯾﺟوز
ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﻔوﺿﻬﺎ ﻟﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺎ ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻸﺷﺧﺎص ﻓﻬﻧﺎك ﻓﺋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺎﻟﺣﺻﺎﻧﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ
ﻛﺎﻟوزراء و اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﯾن و اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﯾن ﻣﺛﻼ أﻣﺎ أو ﯾﺗطﻠب ﺳﻣﺎﻋﻬم إﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرس ﻓﻲ ﻧطﺎﻗﻬﺎ ﻣﻬﺎﻣﻪ
اﻟﻣﻌﺗﺎدة.
آﺛﺎر اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﻧدوب ) ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ( ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﯾﻠﺗزم ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺣدود اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﻻ ﯾﺟوز ﻟﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﯾﻔوض ﺿﺎﺑط أﺧر ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻹﻧﺎﺑﺔ 1
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق47،
64
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 12اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﯾﺗوﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إدارة اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﯾﺷرف اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺑط
1اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑداﺋرة اﺧﺗﺻﺎص ﻛل ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎﺋﻲ ،وذﻟك ﺗﺣت
2
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 114
65
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟداﺋرة اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﯾﺄﺧذ ﻫذا اﻟﺗﻧﻘﯾط ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر
1
ﻋﻧد ﻛل ﺗرﻗﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 18ﻣﻛرر ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﺗﺗوﻟﻰ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺣق ﻣراﻗﺑﺔ أﻋﻣﺎل ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣوظﻔون واﻷﻋوان
اﻟﻣﻧوط ﺑﻬم ﺑﻌض ﻣﻬﺎم اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 206ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ،
وﻗد ﺣددت اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 207ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ طرق رﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﯾﻬﺎ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺣراﻓﺎت اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة وظﺎﺋﻔﻬم ،ﺑﺄن ﯾﻛون ذﻟك
أﻣﺎ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة وﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻧظر ﻗﺿﯾﺔ ﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ٕ ،واﻣﺎ ﺑطﻠب ﻣن اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم
أو ﻣن رﺋﯾﺳﻬﺎ.و إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟﻸﻣن ،ﻓطﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 207ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي أﺟري
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07 17اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17ﻣﺎرس 2017ﺗﻛون ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﺎﻟﺟزاﺋر
اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص وﺗﺣﺎل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻟدى ﻧﻔس
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وﺗﺟري ﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻣدى ﺻﺣﺔ ﻫذﻩ اﻻﻧﺣراﻓﺎت ،2وﻋﻧد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣﻧﻪ ﯾﺟوز
ﻟﻬﺎ أن ﺗﻘرر ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 09ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ام ﺗوﺟﯾﻪ إﻟﻰ ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﻲ اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﻼزﻣﺔ أو ﺗﻘرر إﯾﻘﺎﻓﻪ ﻣؤﻗﺗﺎ ﻋن ﻣﺑﺎﺷرة أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ ﻛﺿﺎﺑط
ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﺗﻘرر إﺳﻘﺎط ﻋﻧﻪ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ،دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗوﻗﻊ ﺿدﻩ ﻣن طرف رؤﺳﺎﺋﻪ اﻟﺗدرﯾﺟﯾﯾنٕ ،واذا ﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻟﻐرﻓﺔ ﻻﺗﻬﺎم أن اﻟوﻗﺎﺋﻊ
اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﻰ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻛون ﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺟراﺋم ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺗﺄﻣر ﻓﺿﻼ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﻣﻠف إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺋب ﻟﻌﺎم ،واﻟﻰ وزﯾر اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ إذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻣر
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟﻸﻣن ﻻﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء اﻟﻣﻼﺋم ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ،
3
أي ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺿد ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟك ﻻزﻣﺎ
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 48
2
اﻟﻣﺎدة 208ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق175 ،
66
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ :إن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺣﻣﻲ ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﻘرر ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻋﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻدر ﻋﻧﻪ ﻣن أﺧطﺎء
ﻣﻬﻧﯾﺔ أو ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻟﻔﻌل ﯾﺟرﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ورﺟل اﻷﻣن ﻋﻣوﻣﺎ
ﯾﻛون ﻣﺳﺋوﻻ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ وﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻣدﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻣن أﻓﻌﺎل ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ اﻹﺿرار
ﺑﺣﻘوق و ﺣرﯾﺎت اﻟﻣواطن ﺟراء اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘﺎﻧون أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ﺑطﻼن
اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺎﻟﻔوﻫﺎ أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬم.
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ :أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻗد ﯾرﺗﻛب ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺧطﺄ ﻣﻬﻧﯾﺎ ﯾﻧﺗﺞ
ﻋﻧﻪ ﺿرر ﻟﻠﻐﯾر ،ﻓﯾﻛون اﻟﻣﺧطﺊ ﻣﺳؤول ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ،و ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻫﻧﺎ اﻷﺷﺧﺎص
اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن أو اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن اﻟذﯾن ﻟﺣﻘﺗﻬم أﺿرار ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﺗﻛب.
وﯾﺗﻌرض ﻟﻠﺟزاءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و ﺗﻠك اﻟﺟزاءات ﺗﻧدرج إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ
درﺟﺎت ﺗﺷﻣل اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ اﻹﻧذار اﻟﺷﻔوي و اﻹﻧذار اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ و اﻟﺗوﺑﯾﺦ و اﻟﺗوﻗﯾف ﻋن
اﻟﻌﻣل ﻣن ﯾوم إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم و ﺗﺷﻣل اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾف ﻋن اﻟﻌﻣل ﻣن 4إﻟﻰ 8أﯾﺎم
واﻟﺷطب ﻣن ﺟدول اﻟﺗرﻗﯾﺔ أﻣﺎ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﺗﺷﻣل اﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري و اﻟﺗﻧزﯾل ﻓﻲ اﻟرﺗﺑﺔ
واﻟﻔﺻل ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر اﻟﻣﺳﺑق ،و اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت و اﻟﻔﺻل ﺑدون إﺷﻌﺎر ﻣﺳﺑق وﻻ ﺗﻌوﯾﺿﺎت .
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ :إذا ارﺗﻛب ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺟﻧﺎﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺔ و وظﯾﻔﺗﻪ أو
ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ و ﺣﺗﻰ أﺛﻧﺎء اﻟﻌطل ﯾﺗﺎﺑﻊ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ،ﻓﻣن ﯾﻔﺷﻲ ﺳر ﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﻔﺗﯾش أو
ﯾﻧﺗﻬك ﺣرﻣﺔ ﻣﻧزل أو ﯾﺗﻌدى ﻋﻠﻰ ﺣرﻣﺔ ﺷﺧص ﺑﺣﺑﺳﻪ أو اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ...اﻟﺦ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن طرف ﻣﺣﻘﻘﯾن ﺣﯾﺎدﯾﯾن و ﯾﺣﺎل أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗص
)اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدرك اﻟوطﻧﻲ و اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻋﺿﺎء اﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ(
وذﻟك ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻹﺟراءات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﻫﯾﺋﺔ ﻛﺿرورة إﺻدار أﻣر اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣن
طرف ﻗﺎﺋد اﻟﻬﯾﺋﺔ أو اﻟﺳﻠك اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ.وﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻣؤﻫل اﻷﻣر
ﺑﺗﻘدﯾم ﻣن ارﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﻣرؤوﺳﯾﻪ أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ ﻟﯾﺣﺎﻛم وﯾﻌﺎﻗب .
67
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ :طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ 1ﯾﺟوز ﻟﻣن ﻛﺎن ﺿﺣﯾﺔ أﻓﻌﺎل ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ
ﺻﺎدرة ﻣن ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق ﻋن طرﯾق
إﻗﺎﻣﺔ دﻋوى ﻣدﻧﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ. 2
1
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 124ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
2
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 48
68
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 11ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
ﺑوﻛﺣﯾل اﻷﺧﺿر ،اﻟﺣﺑس اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻟﺟزاﺋر ،1992،ص 191
69
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " ﯾﻧﺎط ﺑﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق إﺟراءات اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ،و ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن
ﯾﺷﺗرك ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻧظرﻫﺎ ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻗﺎﺿﯾﺎ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ٕواﻻ ﻛﺎن اﻟﺣﻛم ﺑﺎطﻼ"
وﯾﺗﻣﺗﻊ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص ﻧﺟﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
:/1ﺣﯾﺎدة ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﯾﻌد ﺣﯾﺎد ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن أﻫم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺑﺗداﺋﻲ وﻟذﻟك ﻓﻣﻬﻣﺗﻪ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن ﺟﻬﺔ اﻻﺗﻬﺎم واﻟﻣﺗﻬم أي ﻋدم ﻣﯾل
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺳﻠطﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻟﺗورﯾط اﻟﻣﺗﻬم وﻻ ﺗرﺗﻛز ﻋﻧﺎﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن دﻓﺎع
اﻟﻣﺗﻬم ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺑراءﺗﻪ ﻓﻐﺎﯾﺗﻪ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺻورﺗﻬﺎ اﻟﻣﺛﻠﻰ ٕواظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
1
دون ﺳواﻫﺎ
:/2ﻋدم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﻟﻛﻲ ﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ ﻻﺑد
أن ﯾؤﻣن ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ﻋﻣﻠﻪ ﻣن أﺧطﺎء ﻏﯾر اﻧﻪ إذا
ﺗﺟﺎوز ﺣدود ﺳﻠطﺗﻪ ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻪ ﺧطﺎ ﺟﺳﯾﻣﺎ أو ﻏﺷﺎً أو ﺗدﻟﯾﺳﺎً ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻘﻊ ﺗﺣت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.
:/3ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ ﻟﻠرد :ﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺗﻬم وﻣﺎ
ﯾﺻدر ﻋﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣل ﻗﺿﺎﺋﻲ وﻋﻠﯾﻪ أﻋطﻲ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﺗﻬم وﻟﻠﻣدﻧﻲ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب
ﺗﻧﺣﯾﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋن اﻟﻘﺿﯾﺔ وذﻟك ﺑواﺳطﺔ طﻠب ﯾوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫذا ﻋﻠﻰ
2
ﻋﻛس ﻋﺿو اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ردﻩ
ﻻ ﯾؤﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻷي ﺗﺑﻌﯾﺔ وﻻ ﺗوﺟﻪ :/ 4اﻧﻌدام اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗدرﯾﺟﯾﺔ :
ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت أو اﻷواﻣر ﺷﻔوﯾﺔ أو ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻻﺗﺧﺎذ إﺟراء ﻣن ﻟﻪ
3
إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق أﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
:/5ﻋدم ﺟواز اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺳﻠطﺗﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺣﻛم:1ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﺗﺧذ
إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ واﻟﻌﻛس
70
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺻﺣﯾﺢ أي ﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﺣﻘق ﻓﻲ دﻋوى وﯾﻔﺻل ﻓﻲ دﻋوى أﺧرى ﻟم ﯾﺣﻘق
2
ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺗﺻﺎل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ :ﯾﺗﺻل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﺑﺎﻟدﻋوي ﻋن طرﯾق ﻣﺎﯾﻠﻲ
-1اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 1/67ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
" ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﺟري ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ إﻻ ﺑﻣوﺟب طﻠب ﻣن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻹﺟراء
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣﺗﻰ و ﻟو ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺻدد ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ ﻣﺗﻠﺑس ﺑﻬﺎ ، ".ﻓﺎﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد
اﻧﺗﻬﺎﺋﻬﺎ ﻣن ﻋﻣﻠﻬﺎ ﺗرﺳل ﻣﺣﺎﺿرﻫﺎ ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذي ﯾرﺟﻊ ﻟﻪ أﻣر اﻟﺗﺻرف إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ
ﺑﺣﺛﻬﺎ و ﺗﺣرﯾﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺑﻼﻏﺎت و اﻟﺷﻛﺎوي اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 36ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟذي ﯾﻘدر ﻣدى ﺟدﯾﺗﻬﺎ ،و ﻫو ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾر و اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ
ﺑﯾن ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟدﻋوى أو ﺣﻔظ اﻷوراق ﺑﻌدم اﻟﺳﯾر ﻓﯾﻬﺎ ﻣن
اﺧﺗﺻﺎص وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﻗدر ﺟدﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﺷﻛﺎوي أو اﻟﺑﻼﻏﺎت و اﻟﻣﺣﺎﺿر و رأى
ﺿرورة ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻋﻣوﻣﺎ و اﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻧص ﺻرﯾﺢ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،و اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻘدم ﻟﻪ طﻠﺑﺎ ﻟﻪ ﻣﺗﻰ رأى ﺿرورة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﯾﻬﺎ ،وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم
أن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري وأﺳﺎس ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺿﯾﺔ
واﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺧﯾوطﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل وﺻف اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻌﺎﻟﻣﻬﺎ وﺟدﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﯾﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ
اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو ﻋدم ﺗﻛﯾﻔﻬﺎ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻘﺎدﻣﻬﺎ أو اﻧﻌدام
أرﻛﺎﻧﻬﺎ أو ﺗوﻓر ﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب اﻹﺑﺎﺣﺔ
واﻟطﻠب اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﯾطﻠب ﻓﯾﻪ ﻣﻧﻪ ﻓﺗﺢ ﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻣوﺿوع
ﻣﺎ ،ﻗد ﯾﻛون طﻠﺑﺎ ﺿد ﺷﺧص ﻣﻌﻠوم ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺿد ﺷﺧص ﻏﯾر ﻣﻌﻠوم،1
1
اﻟﻣﺎدة 38ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 51
71
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﯾﻠزﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑوﺟوب اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑطﻠﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ
اﻟطﻠب اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ ،ﻓﯾﺟوز ﻟﻬﺎ ﺗﻘدﯾم طﻠﺑﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 1/69إ.ج
"ﯾﺟوز ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺳواء ﻓﻲ طﻠب اﻓﺗﺗﺎﺣﻲ ﻹﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق أو ﺑطﻠب إﺿﺎﻓﻲ ﻓﻲ أي
ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺣﻘق ﻛل إﺟراء ﯾراﻩ ﻻزﻣﺎ ﻹظﻬﺎر
2
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ" .
- 2اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎدﻋﺎء ﻣدﻧﻲ :ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 72ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﻧﻪ )ﯾﺟوز ﻟﻛل ﺷﺧص ﯾدﻋﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺿﺎر ﺑﺟرﯾﻣﺔ أن ﯾدﻋﻲ ﻣدﻧﯾﺎ
3
ﺑﺎن ﯾﺗﻘدم ﺑﺷﻛواﻩ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص (
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻧﺟدﻩ ﻟم ﯾﺣدد ﺷﻛل ﻫذﻩ اﻟﺷﻛوى ﻓﯾﺟوز ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻛﺗﺎﺑﺎ
او ﺷﻔﺎﻫﯾﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ذاﺗﻪ أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ وﺗﺎرﯾﺦ وﻣﻛﺎن اﻟواﻗﻌﺔ واﻟﺷﺧص
اﻟذي ﯾﻌﺗﻘد اﻧﻪ اﻗﺗرﻓﻬﺎ وﻟﻛن ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ﻓﻘط ٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺿرور أن
ﯾﻌﻠن ﻓﻲ ﺷﻛواﻩ ﺑﺻﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻋن رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ٕواﻻ اﻋﺗﺑرت ﺷﻛواﻩ
ﻣﺟرد ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن وﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ ﻓﺣﺳب .
وﻣن ﺷروط ﺗﺣﻘق إﺟراء اﻟﺷﻛوى اﻟﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎﻻدﻋﺎء اﻟﻣدﻧﻲ
ﺗﺳﺑﯾق اﻟﻣﺻﺎرﯾف :إن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﺗطﻠب ﻣﺻﺎرﯾف وﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗق اﻟﺧزﯾﻧﺔ
ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑطﻠب ﻣن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﺎﻟﻣﻧطق واﻟﻌداﻟﺔ ﯾﻘﺗﺿﯾﺎن ﺑﺎن
ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎرﯾف إذا ﻣﺎ ﺑﺎدر ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻧﻔﺳﻪ وظﻬر
ﻣن ﺑﻌد ذﻟك ﻻ وﺟﻪ ﻹﻗﺎﻣﺗﻬﺎ وﻟﻬذا اﻟﺳﺑب اوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿرور أن ﯾودع ﻋﻠﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ
72
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﺿﺑط ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺻﺎرﯾف ﻣﺳﺑﻘﺎ ٕواﻻ ﻛﺎن ادﻋﺎؤﻩ ﻏﯾر ﻣﻘﺑول طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 75ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .
ﺗﻌﯾﯾن ﻣوطن ﻣﺧﺗﺎر :ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 75ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﻘﯾم ﺑداﺋرة اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﻌﯾن
ﻣوطﻧﺎ ﻣﺧﺗﺎ ار ﺑﻣوﺟب ﺗﺻرﯾﺢ ﻟدى ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏﯾر أن ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻹﺟراء ﻻ ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﻪ ﻋدم ادﻋﺎﺋﻪ ﻣدﻧﯾﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺳﻘط ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻌدم ﺗوﺻﻠﻪ ﺑﺎﻹﻋﻼن اﻟواﺟب ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ
إﻟﯾﻪ.
وﯾﻠﺟﺄ ﻋﺎدة اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺟﻧﺑﺎ ﻟطول اﻹﺟراءات وﺗﻘﻠﯾﺻﺎ ﻟﻠوﻗت ،
وﺣرﺻﺎ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف ﻣن طرف ﻗﺎﺿﻲ ﻻ أن ﯾﻛون ﻣن طرف
اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺟرى اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺗﺗﺑﻊ
1
ﻣﺟرﯾﺎت اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻧﻔﺳﻪ طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻫو ﻣن ﺣرﻛﻬﺎ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻋﻣﺎل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق 2:طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 68ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﻘوم
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ ﺿرورﯾﺔ ﻹظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑﻬﺎﻣﻪ
ﺑﺣرﯾﺔ ﺑدون ﻗﯾد ،وﻟﻛن ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﺧوﻟﻪ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون ،ودون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت
اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﯾﻬﺎ اﻟدﺳﺗور وﺧﺎﺻﺔ ﻗرﯾﻧﺔ ﺑراءة اﻟﻣﺗﻬم ﺣﺗﻰ ﺗﺛﺑت إداﻧﺗﻪ ﺑﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ وﺑﺎت،
وﻟﻘد ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل ﯾﺑﺎﺷرﻫﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳرح
اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺗﻬم أو اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﻧﯾب ﺷﺧص
أﺧر ﯾﺗوﻟﻰ ﺑﻌض ﻣﻬﺎﻣﻪ وﺳﻧﺟﯾز أﻋﻣﺎل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ:
1
ﺧﻠﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 250
2
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق53 ،
73
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣطﻠب اﻷول أﻋﻣﺎل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﺳرح اﻟﺟرﯾﻣﺔ :ﯾﺗوﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ارﺗﺑﺎط وﺛﯾق ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻣﺳرح
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وذﻟك ﻹﻋﺎدﺗﻬﺎ أو اﻟﺗﻌﻣق ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ٕوازاﻟﺔ اﻹﺑﻬﺎم ﻋن اﻷﻣور اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ
وأﻫم ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل
اﻻﻧﺗﻘﺎل واﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ :ﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي وﻗﻌت ﻓﯾﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﻹﺟراء اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻛﻠﻣﺎ رأى ﺿرورة ﻟذﻟك ﺑﻬدف إﺛﺑﺎت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻛﺎن واﻷﺷﯾﺎء
واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﻬذا اﻟﻌﻣل أي اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻟﻠﻣﻌﺎﯾﻧﺔ أﻣر ﻣﺗروك ﻟﺗﻘدﯾر
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وذﻟك ﺑﺣﺳب ظروف ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﺣﯾث أﻧﻪ ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﻻ ﻣﺑرر ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻬذا
اﻟﻌﻣل وﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻘب اﻧﺗﻘﺎﻟﻪ ﻟﻣﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ أن ﯾﺻطﺣب ﻣﻌﻪ اﻟﺧﺑراء اﻟﻠذﯾن ﯾﻔﯾدون
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛﺄﺧذ اﻟﺑﺻﻣﺎت واﻟﻣواد ﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ أو ﻟﺗﺻوﯾر اﻷﻣﺎﻛن واﻟﺟﺛث ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز إﻋﺎدة ﺗﻣﺛﯾل
1
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛﻣﺎ رآﻫﺎ اﻟﺷﻬود أو اﻟﺿﺣﯾﺔ أو اﻟﻣﺗﻬم
وﻗﺑل اﻻﻧﺗﻘﺎل ﯾﺧطر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذي ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣراﻓﻘﺗﻪ وﯾﺳﺗﻌﯾن
2
داﺋﻣﺎ ﺑﻛﺎﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي ﯾﺣرر ﻣﺣﺿر ﻋن ﻛل إﺟراء أو ﻋﻣل ﯾﻘوم ﺑﻪ
ﺗﻔﺗﯾش اﻟﻣﺳﺎﻛن:ﻧظم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﻔﺗﯾش و ﺣدود ﻣﺑﺎﺷرة ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣواد 83،82، 3/47 ،ﻣﻧﻪ ،ﻓﺗﻧص اﻟﻣﺎدة " 82إذا ﺣﺻل اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻓﻲ
ﻣﺳﻛن اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻌﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﻠﺗزم ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣواد ﻣن 45إﻟﻰ "… 47وﺗﻧص
اﻟﻣﺎدة " 83وﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدﺗﯾن 45و ،"… 47وﺗﻧص
اﻟﻣﺎدة 47ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ "ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺟراﺋم ﻣوﺻوﻓﺔ ﺑﺄﻓﻌﺎل إرﻫﺎﺑﯾﺔ أو ﺗﺧرﯾﺑﯾﺔ،
أو ﻧﻬﺎ ار وﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن ﯾﻣﻛن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﻘوم ﺑﺄﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻔﺗﯾش أو ﺣﺟز ﻟﯾﻼ
ﻋﻠﻰ اﻣﺗداد اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ أو ﯾﺄﻣر ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﺑذﻟك "
1
اﻟﻣﺎدة 79ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 80ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻟﻠﺗوﺳﻊ أﻧظر ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص54
74
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
واﻟﺗﻔﺗﯾش ﻛﺎﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﯾﺗطﻠب اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﻛن اﻟﻣراد ﺗﻔﺗﯾﺷﻬﺎ ،و ﻫو ﯾﻬدف ﻟﻠﺑﺣث ﻋن
دﻟﯾل ﺟرﯾﻣﺔ وﻗﻌت ﻓﻌﻼ وﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز أن ﯾﺳﺗﻧد اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎن وﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ
ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ وﻟو ﻛﺎﻧت ﻛل اﻟﺗﺣرﯾﺎت واﻟدﻻﺋل ﺗدل ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺳﺗﻘﻊ ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ،وﻫﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺧول ﻏﯾر اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻷﻣﻧﯾﺔ و اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ أو اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن
ﺗﻣﻧﻊ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،واﻟﺗﻔﺗﯾش ﻛﺈﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﺣﻘق ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻓﻲ أي
ﻣﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺳﻛن ﺑﻐرض اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﻓﻲ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
ﺿﺑط اﻷﺷﯾﺎء :ﯾﺟﯾز ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،أن ﯾﻘوم ﺑﺿﺑط و ﺣﺟز
اﻷﺷﯾﺎء و وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ أﺣراز ﻣﺧﺗوﻣﺔ ،إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﺷﯾﺎء واﻟوﺛﺎﺋق ﺗﻧﻔﻊ ﻓﻲ إظﻬﺎر
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺿر إﻓﺷﺎؤﻫﺎ ﺑﺳﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾق ،واﻟﺿﺑط ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻘﺗرﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش
اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺿﺑط ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔﯾد ﻓﻲ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ و ﻛﺷﻔﻬﺎ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز إذن ﻟﻠﻣﺣﻘق
أن ﯾﺿﺑط ﻏﯾر اﻷﺷﯾﺎء واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ ﻓﻲ إظﻬﺎرﻫﺎ أو اﻟﺗﻲ ﯾﺿر إﻓﺷﺎؤﻫﺎ ﺑﺳﯾر ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق،وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 84ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟوب إﺣﺻﺎء اﻷﺷﯾﺎء
واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﻓو ار ووﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ إﺣراز ﻣﺧﺗوﻣﺔٕ ،واذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺿﺑط ﻧﻘود أو ﺳﺑﺎﺋك
أو أوراق ﺗﺟﺎرﯾﺔ ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺟﺎز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻟﻠﻛﺎﺗب ﺑﺈﯾداﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧزﯾﻧﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ﻣن ﺿرورات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻹظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
ﺣﻘوق أطراف اﻟدﻋوى.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻋﻣﺎل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺷﻬود واﻟﻣﺷﺑﻪ ﻓﯾﻬم :ﯾﺳﻌﻰ ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ أﻗوال اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ واﻟﺷﻬود
وﻛل اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟﻬم ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﺣﺗﻰ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎدام ﯾرى أن
ﺳﻣﺎﻋﻬم ﻟﻪ اﺛر ﻓﻲ ﻣﺟرﯾﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺳﻧﺟﯾز أﻫم اﻷﻋﻣﺎل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
اﻻﺳﺗﺟواب و اﻟﻣواﺟﻬﺔ :إن اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم وﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑطرف اﻟدﻋوى ذو أﻫﻣﯾﺔ ﻗﺻوى ﻓﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق ٕواظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﺣﯾن ﻣﺛول
75
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣﺗﻬم أﻣﺎﻣﻪ ﻷول ﻣرة أن ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﻫوﯾﺗﻪ وان ﯾﺣﯾطﻪ ﻋﻠﻣﺎ ﺑﻛل واﻗﻌﺔ ﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ وﯾﻧﺑﻬﻪ
ﺑﺄﻧﻪ ﺣر ﻓﻲ ﻋدم اﻹدﻻء ﺑﺄي ﻗرار ﻛﺎن وﯾﻧوﻩ إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺣﻘق أن ﯾوﺟﻪ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎن ﯾﺧﺗﺎر ﻣﺣﺎﻣﯾﺎ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋﻧﻪ ،وﻫذا ﻓﻲ إطﺎر ﺣق اﻟدﻓﺎع اﻟﻣﺧول ﻟﻪ
ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﺣﺎل اﻹﻓراج ﻋﻧﻪ أن ﯾﻘوم ﺑﺈﺧطﺎر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺄي ﺗﻐﯾﯾر ﯾط أر
ﻋﻠﻰ ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺗﻪ وان ﻟﻪ اﺧﺗﯾﺎر ﻣوطن ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎﺷر ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻬﺎﻣﻪ وﻟو ﻛﺎن ذﻟك ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ.1
ﺗﻔﺗﯾش اﻟﻣﺗﻬم:ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗواﻋد ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻧﺟدﻩ ﻟم ﯾﻧظم ﺗﻔﺗﯾش اﻷﺷﺧﺎص
أﺻﻼ ،ﻓﺗﻔﺗﯾش اﻷﺷﺧﺎص ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫﻲ ﻗواﻋد ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ وﺟوب اﺣﺗرام ﺣﻘوق
اﻷﻓراد ﺑﻌدم اﻟﺗﻌرض ﻟﻬم إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻗﺎﻧوﻧﺎ أن ﯾﺟري ﺗﻔﺗﯾﺷﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺧص وﺟﻬت ﻟﻪ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺗﻬﺎﻣﺎ
ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ ﻓﻲ طﻠﺑﻬﺎ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ أو طﻠب إﺿﺎﻓﻲ ،أو ﻛل ﺷﺧص ﯾوﺟﻪ ﻟﻪ ﻫو
– أي ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق – اﻻﺗﻬﺎم ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 67ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻐﯾر اﻟﻣﺗﻬم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﺗﻔﺗﯾﺷﻪ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﻔﺗﯾش اﻟﻣﺳﻛن اﻟذي ﯾﺣﺗﻣل أن ﺗوﺟد ﻓﯾﻪ
أﺷﯾﺎء ﺗﻔﯾد ﻓﻲ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،أو إذا ﻗﺎﻣت ﺿدﻩ دﻻﺋل ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎزﺗﻪ أﺷﯾﺎء ذات ﻋﻼﻗﺔ
ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺗﺣﻘﯾق.
ﺳﻣﺎع اﻟﺷﻬود :ﻧظﻣت ﺳﻣﺎع اﻟﺷﻬود اﻟﻣواد ﻣن 88إﻟﻰ 99ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
واﻟﺷﻬﺎدة ﻫﻲ اﻹدﻻء ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻛﻣﺎ ﺷﺎﻫدﻫﺎ اﻟﺷﺧص ﺑﺄﺣد ﺣواﺳﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ
وﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻹظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﻣﺎ اﻹدﻻء ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أﻣﺎم ﺿﺎﺑط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻬو ﻣﺟرد ﺳﻣﺎع أﻗوال أي إﺟراء ﻣن إﺟراءات ﺟﻣﻊ اﻻﺳﺗدﻻﻻت،2
وﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺳﻠطﺔ اﺳﺗدﻋﺎء أي ﺷﺧص ﯾرى ﻓﺎﺋدة ﻓﻲ ﺳﻣﺎع ﺷﻬﺎدﺗﻪ وﯾﺗم اﻻﺳﺗدﻋﺎء
ﺑواﺳطﺔ اﺣد أﻋوان اﻟﻘوة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺳﻠم ﻧﺳﺧﺔ ﻣن طﻠب اﻻﺳﺗدﻋﺎء إﻟﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣطﻠوب
1
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 105ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 56
76
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺣﺿورﻩ ﯾﺗﻌﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺧص اﺳﺗدﻋﻲ ﻟﻠﺷﻬﺎدة أن ﯾﺣﺿر ،و ﯾؤدي اﻟﯾﻣﯾن
وﯾدﻟﻲ ﺑﺷﻬﺎدﺗﻪ ٕ ،واذا ﻟم ﯾﺣﺿر ﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
اﺳﺗﺣﺿﺎرﻩ ﺟﺑ ار ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘوة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻐراﻣﺔ ﺗﺗراوح ﻣن 200إﻟﻰ 2000
دج ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﺗوﻗﯾﻊ ﻧﻔس اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﻫد اﻟذي ﯾﻣﺗﻧﻊ رﻏم ﺣﺿورﻩ ﻋن أداء اﻟﯾﻣﯾن أو
اﻹدﻻء ﺑﺷﻬﺎدﺗﻪ وﯾﺻدر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺣﻘق اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ،وﻻ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻗﺎﺑﻼ ﻷي
طﻌن ،وﻗد ﯾﺗﻧﻘل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺳﻣﺎع ﺷﻬﺎدة اﻟﺷﺎﻫد اﻟذي ﺗﻌذر ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺿور ﻟﺳﺑب ﻗﺎﻧوﻧﻲ أﻣﺎ
إذا أدى اﻟﺷﺎﻫد ﻛذﺑﺎ ﻋدم اﻟﻘدرة واﻻﺳﺗطﺎﻋﺔ ﻟﻠﺣﺿور ﺟﺎز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﺗﺧذ ﺿدﻫم
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 97ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .1
وﯾؤدي اﻟﺷﻬود ﺷﻬﺎدﺗﻬم أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺑﻣﺳﺎﻋدة ﻛﺎﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﯾطﻠب ﻣن اﻟﺷﻬود
ﻗﺑل ﺳﻣﺎع ﺷﻬﺎدﺗﻬم ﻋن اﻟوﻗﺎﺋﻊ أن ﯾذﻛر ﻛل ﻣﻧﻬم اﺳﻣﻪ وﻟﻘﺑﻪ وﻋﻣرﻩ وﺣﺎﻟﺗﻪ وﻣﻬﻧﺗﻪ وﺳﻛﻧﻪ
وﺗﻘرﯾر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﻪ ﻗراﺑﺔ أو ﻧﺳب ﺑﺎﻟﻣﺗﻬم أو ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻓﺎﻗدا ﻟﻸﻫﻠﯾﺔ وﯾﻧوﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر
ﻋن ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ واﻷﺟوﺑﺔ وﯾؤدي ﻛل ﺷﺎﻫد ﺷﻬﺎدﺗﻪ وﯾدﻩ اﻟﯾﻣﻧﻰ ﻣرﻓوﻋﺔ ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻵﺗﯾﺔ :
" أﻗﺳم ﺑﺎﷲ اﻟﻌظﯾم أن أﺗﻛﻠم ﺑﻐﯾر ﺣﻘد وﻻ ﺧوف وأن أﻗول ﻛل اﻟﺣق وﻻ ﺷﻲء ﻏﯾر اﻟﺣق
" وﺗﺳﻣﻊ ﺷﻬﺎدة اﻟﻘﺻر إﻟﻰ ﻣن 16ﺳﻧﺔ ﺑﻐﯾر ﺣﻠف.
وﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺳﻠطﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺷﺎﻫد وﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺷﻬود أﺧرى أو ﺑﺎﻟﻣﺗﻬم ﻧﻔﺳﻪ ﻛﻣﺎ ﻟﻪ أن
ﯾﺟرى ﻣن ﺟدﯾد ﻛل اﻹﺟراءات واﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾراﻩ ﻻزﻣﺎ
وﺿرورﯾﺎ ﻟﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﯾوﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺻﻔﺣﺔ ﻣن ﺻﻔﺣﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺣﻘق
وﻛﺎﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺷﺎﻫد ﻫو اﻟﻣﺗرﺟم أن وﺟد.
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﻘوم ﺑﻧﻔﺳﻪ ﺑﺟﻣﯾﻊ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق 1ﻛﻘﺎﻋدة 2
وﻣﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن
ﻋﺎﻣﺔ ﻏﯾر اﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﺷﺧص ﻏﯾرﻩ ﯾﻧوﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣﻬﺎﻣﻪ وﻓق اﻟﻘﺎﻧون ﺣﯾث
1
واﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن أداء اﻟﺷﻬﺎدة ﻫﻲ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن 200إﻟﻰ 2000دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري
2ﺗﺿﻣن اﻟﻣواد ﻣن 138إﻟﻰ 142ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﻧدب اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
77
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﯾﻣﻛن ﻟﻪ ان ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﻘﺿﺎة أو ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إذا
ﺗﻌذر ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻟﻛل إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق.2
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق:
ﯾﺻدر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷواﻣر ﻣﻧﻬﺎ اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﻪ ،وﻣﻧﻬﺎ
اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﺗﻛون أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻣﻧﻬﺎ اﻷواﻣر اﻟﺻﺎدرة ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻧﺟﯾز
ﻫذﻩ اﻷواﻣر ﻋﺑر اﻟﻣراﺣل اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻵﺗﯾﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻷول أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق :إن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻ ﯾﺑﺎﺷر
اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻻ ﺑﺄﺣد اﻟطرﯾﻘﺗﯾن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋن طرﯾق طﻠب ﻣن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ 3واﻟطرﯾﻘﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ ﺷﻛوى ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎدﻋﺎء ﻣدﻧﻲ 4وﻓﻲ ﻛﻠﺗﻲ اﻟطرﯾﻘﺗﯾن ﯾﻛون ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﻔﺗﺢ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻋﻧد اﻟﺑدء ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أي ﺑﻣﺟرد وﺿﻊ ﯾدﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻠف اﻟﻘﺿﯾﺔ ﯾﻣﻛن
أن ﯾﺻدر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷواﻣر أﻫﻣﻬﺎ:
اﻷﻣر ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص :ﺑﻣﺟرد وﺻول اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻗﺑل اﻟﺧوض
ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،واﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺗﺄﻛد ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن اﻧﻪ ﻣﺧﺗص ﺧﺎﺻﺔ وان
ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﻌد ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﻋﻠﯾﻪ إذا ﺗﺑﯾن ﺑﺄﻧﻪ ﻏﯾر
ﻣﺧﺗص ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺻدر أﻣ ار ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻛﺄن ﯾﻛون اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ﻓﻲ اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻬم وﺿﻌﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﻛﻘﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷطﻔﺎل أو ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 1/68ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " ﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﺟﻣﯾﻊ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ
ﯾراﻫﺎ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﺑﺎﻟﺗﺣري ﻋن أدﻟﺔ اﻻﺗﻬﺎم وأدﻟﺔ اﻟﻧﻔﻲ "
" 2ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 6/68ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " و إذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺗﻌذر ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﻘوم ﺑﻧﻔﺳﻪ ﺑﺟﻣﯾﻊ
إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺟﺎز ﻟﻪ أن ﯾﻧدب ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺗﻔﻧﯾد أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻼزﻣﺔ ﺿﻣن اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد "142-138
3
أﻧظر اﻟﻣﺎدة ،67-66ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
4
أﻧظر اﻟﻣﺎدة ،72ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
78
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻌﺳﻛري ﻛﻣﺎ اﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﻧﻪ ﻏﯾر ﻣﺧﺗص ﻣﺣﻠﯾﺎ أﺻدر أﻣ ار
ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ 1وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 77ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
اﻷﻣر ﺑﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﯾﺗﺣدد اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺣﻠﯾﺎ ﺑﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو
ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ أﺣد اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻗﺗراﻓﻬﺎ أو ﺑﻣﺣل اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ أﺣد
ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻘﺑض ﻗد ﺣﺻل اﻟﺳﺑب أﺧر، 2..و ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﺗد
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﺧﺻوص ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ إذا ارﺗﻛﺑت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑداﺋرة
اﺧﺗﺻﺎص أﻛﺛر ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ أو ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻬﻣون ﯾﻘﯾﻣون ﺑداﺋرة اﺧﺗﺻﺎص أﻛﺛر ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ أو
أﻟﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ﺑداﺋرة اﺧﺗﺻﺎص أﻛﺛر ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﺗﺧﻠﻰ ﻋن
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أﺧرى ﺑﻌد
اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ وﺗﺟﻧب إﺻدار أواﻣر أو أﺣﻛﺎم
3
ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﺑﺧﺻوص ﻧﻔس اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺟرﻣﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺧﻼل ﺳﯾر
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺈﺻدار ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷواﻣر اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺑﺣث ﺑﻌﻣق ﻓﻲ ﻣﺟرﯾﺎت اﻟﻘﺿﯾﺔ وﺳﺑل
ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻛﺷف اﻟﻠﺛم ﻋن اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﯾﺣوم ﺣول ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ،وأﻫم ﻫذﻩ اﻷواﻣر:
اﻷﻣر ﺑﺎﻹﺣﺿﺎر:ﯾﻌد إﺟراء اﻷﻣر ﺑﺎﻹﺣﺿﺎر ﻣن أﻫم إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﺄﻣر ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺷﺧص اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟﺣﺿور أﻣﺎﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻣﺣددة ﻟﻪ ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت وﻗد
1ﯾﺗﺣدد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ أو اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﺑﻣﻛﺎن إﻗﺎﻣﺔ أﺣد اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ
ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬم ﻓﯾﻬﺎ أو ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗم ﻓﻲ داﺋرﺗﻪ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﺣد ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص ﺣﺗﻰ و ﻟو ﺣﺻل ﻫذا اﻟﻘﺑض ﻟﺳﺑب
أﺧر
2
ﯾﺟوز ﺗﻣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻟﻰ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣﺎﻛم أﺧرى ،ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻓﻲ ﺟراﺋم
اﻟﻣﺧدرات واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت وﺟراﺋم ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال
واﻹرﻫﺎب واﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺻرف.
3
أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟ ازﺋر،2018 ،ص 69
79
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 110ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻷﻣر ﺑﺎﻹﺣﺿﺎر ﻫو ذﻟك اﻟذي ﯾﺻدرﻩ
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻟﻲ اﻟﻘوة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻻﻗﺗﯾﺎد اﻟﻣﺗﻬم وﻣﺛوﻟﻪ أﻣﺎﻣﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻔور .
وإذا ﻗﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺈﺻدار أﻣر اﻹﺣﺿﺎر طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 109ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺣوﻟﻪ إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟدى ﻧﻔس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﯾؤﺷر ﻋﻠﯾﻪ ،1وﯾرﺳل
ﺑﻣﻌرﻓﺗﻪ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ إﻟﻰ اﻟﻌون اﻟﻣﻛﻠف واﻟذي ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻣﺳﻛن اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺻﺎدر
ﺿدﻩ اﻷﻣر ،إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺳﻛن ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي اﺻدر
اﻷﻣر أو ﺑداﺋرة اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﺟد ﺑﻬﺎ ﻣﺻدر اﻷﻣر.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﯾﺑﺣث ﻋﻧﻪ ﯾﺳﻛن ﺧﺎرج داﺋرة اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺣﻘق اﻟذي أﻣر ﺑﺎﻹﺣﺿﺎر ،ﻓﺎن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾرﺳل إﺻدار اﻷﻣر
إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﺟد ﺑداﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﺳﻛن اﻟﻣﺗﻬم
اﻟذي ﯾﺑﺣث ﻋﻧﻪ ،وﯾﻘوم ﺑﺈرﺳﺎل اﻷﻣر إﻟﻰ ﺿﺎﺑط أو ﻋون اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗﻧﻔﯾذ
اﻷﻣر.
* اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻘﺑض :إن اﻷﻣر ﺑﺗوﻗﯾف اﻟﻣﺗﻬم أو اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻌد ﻣن أﻫم و اﺧطر اﻷواﻣر
اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻪ ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 119ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﻗدس ﺣرﯾﺔ ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻲ
ﯾﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻟوطﻧﻲ وﯾﺣﻣﯾﻬﺎ اﻟدﺳﺗور
وﯾﻌرف اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻧﻪ اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺻدر إﻟﻲ اﻟﻘوة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺗﻬم
وﺳوﻗﻪ إﻟﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧوﻩ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر ﺣﯾث ﯾﺟري ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ وﺣﺑﺳﻪ .أو ﻫو أﻣر
ﻗﺿﺎﻧﻲ ﯾﺻدرﻩ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻟﻲ رﺟﺎل اﻟﻘوة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻘﺻد اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻣﻌﻧﻲ
وﺗوﻗﯾﻔﻪ ﺛم ﺳوﻗﻪ أو اﻗﺗﯾﺎدﻩ ﻓو ار إﻟﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣرٕ ،واﯾداﻋﻪ اﻟﺳﺟن
ﻣؤﻗﺗﺎ ﻣن اﺟل اﺳﺗﺟواﺑﻪ ﺧﻼل ﺛﻣﺎﻧﻲ و أرﺑﻌﯾن ﺳﺎﻋﺔ ﻣن ﺳﺎﻋﺔ ﺗوﻗﯾﻔﻪ واﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻪ
ﺗﺄﺷﯾرة وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ و ﻟﯾﺳت ﺷرطﺎ ﻟﺻﺣﺔ اﻷواﻣر و إﻧﻣﺎ ﻫﻲ إﺟراء ﺷﻛﻠﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻻن اﻷواﻣر ﺗرﺳل ﺑﻣﻌرﻓﺔ
1وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
80
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ٕواﯾداﻋﻪ .1وﺣﺗﻰ ﯾﻧﺗﺞ اﻷﻣر أﺛﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺟب ذﻛر ﻫوﯾﺔ اﻟﻣﺗﻬم أي اﻻﺳم واﻟﻠﻘب وﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﻣﯾﻼد واﻟﻣﻬﻧﺔ واﻟﻌﻧوان ..وذﻛر ﻧوع اﻟﺗﻬﻣﺔ أي اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﻣﻊ اﻟﻣواد
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ،وان ﺗوﻗﻊ وﺗؤرخ ﻣن طرف ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي أﺻدرﻫﺎ ،وﺗﻣﻬر
ﺑﺧﺗﻣﻪ.2
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق :إن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌد
إﺗﻣﺎﻣﻪ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق أو اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣﻧﻪ ﯾﻛون ﺗوﺻل إﻟﻰ ﻋدة ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺗرﺟم ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷواﻣر ﻧﺟﯾز أﻫﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
اﻷﻣر ﺑﺄن ﻻ وﺟﻪ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ :ﯾﻌرف اﻷﻣر ﺑﺎﻷوﺟﻪ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻧظﺎم إﺟراﺋﻲ ﻟﻠﺣد ﻣن
اﻟﻠﺟوء اﻟﻣﻔرط ﻟﻠﺣﺑس ﺑﻔرض اﻟﺗزاﻣﺎت ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم3وﯾﻌرف ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ
اﻧﻪ ذﻟك اﻷﻣر ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺗﻘرر ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋدم اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﺗواﻓر ﺳﺑب
ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺣول دون ذﻟك" ،4ﯾﻌﺗﺑر اﻷﻣر ﺑﺄﻻ وﺟﻪ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى ،أو ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﺑﻌدم وﺟود ﻣﻘﺗﺿﻲ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﻛﺷف ﻋﻧﻪ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﻋدم وﺟود
5
أﺳﺎس ﻛﺎف ﻟﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ"
وﯾﺗم إﺻدار أﻣر ﺑﺎﻷوﺟﻪ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺑﻧﺎءاً ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺛﻼ إذا ﻛﺎﻧت اﻟواﻗﻌﺔ ﺗﺗﻌﻠق
ﺑﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﻻ أن رﻛن ﻣن أرﻛﺎﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺗوﻓرة ،أو إذا ﻛﺎﻧت اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟذي
اﻧﺗﻬﻰ إﻟﯾﻪ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻ ﺗﻛون أﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
81
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
أو إذا ﺗوﻓرت ﺟﻣﯾﻊ أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻻ أﻧﻪ ﺗوﻓر ﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب اﻹﺑﺎﺣﺔ أو ﻣﺎﻧﻊ ﻣن ﻣواﻧﻊ
اﻟﻌﻘﺎب ﻛﺎﻟﺟﻧون 1أو ﻟﻌدم ﺟواز رﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟﺳرﻗﺔ ﺑﯾن اﻷزواج أو وﻓﺎة اﻟﻣﺗﻬم و
اﻟﺗﻘﺎدم واﻟﻌﻔو اﻟﺷﺎﻣل ٕواﻟﻐﺎء اﻟﻘﺎﻧون وﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻪ وﺳﺣب اﻟﺷﻛوى إذا ﻛﺎن اﻟﺷرط
ﻻزﻣﺎ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺟﯾزﻫﺎ ﺻراﺣﺔ.2
أﻣﺎ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺻورﺗﯾن اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻋدم
ﻣﻌرﻓﺔ ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺄن ﻓﺗﺢ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺿد ﺷﺧص ﻏﯾر ﻣﺳﻣﻰ وﺑﻘﻲ ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻣﺟﻬوﻻ ﻓﺎﻟﻣﻧطق وﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌداﻟﺔ ﯾﻘﺗﺿﯾﺎن ﺑﺎن ﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻠف اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﺎﻗﻲ أو
ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻟدى اﻟﻣﺣﻘق ﺑدون ﺟدوى ﻣﺎدام ﻟﻘﺎﻧون ﯾﺟﯾز اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣرة أﺧرى ﻣﺗﻰ ﻋرف
ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ .
واﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻋدم وﺟود دﻻﺋل ﻛﺎﻓﯾﺔ ﺿد اﻟﻣﺗﻬم واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟدﻻﺋل اﻟﻘراﺋن
اﻟﻘطﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻧﺗﺟﻬﺎ ﻗﺎض اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻣد ﻣن اﻟواﻗﻊ.
اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣﺑس اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻛﻣﺑدأ ﻋﺎم إﺟراء اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت
إﺟراءات اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﺄﻣر ﺑﺣﺑس اﻟﻣﺗﻬم
اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ وأن ﯾﺑﻘﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 123ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،و ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف
اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺄﻧﻪ " إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ذو طﺎﺑﻊ
اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﯾﺳﻠب ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻘرار ﻣﺳﺑب ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻬم ،اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ
ﺑﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎﻗﺑﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﺑس ،ﺑﺈﯾداﻋﻪ إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣذﻛرة إﯾداع
3
ﻣﺣددة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣدﯾد وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺿواﺑط اﻟﺗﻲ ﻗررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون".
1
اﻟﻣﺎدة 47ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
2
اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3
اﻷﺧﺿر ﺑوﻛﺣﯾل ،اﻟﺣﺑس اﻹﺣﺗﯾﺎطﻲ واﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1992 ،ص 9
82
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
واﻟﻬدف ﻣن ﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن ﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﺿرورة اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺿﻣﺎن
ﺳﻼﻣﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ اﻟﻣﺗﻬم ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻌداﻟﺔ ﺗﺳﺗدﻋﯾﻪ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق وﻗت ﻣﺎ اﺣﺗﺎﺟت
ﻟذﻟك ﻟﻠﺳﯾر ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﻣﻠف ،واﻟوﻗوف ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﺗﻐﯾﯾر أدﻟﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣﻌﺎﻟﻣﻬﺎ أو اﻟﺗﺄﺛﯾر
ﻋﻠﻰ أطراﻓﻬﺎ ﻛﺎﻟﺷﻬود و اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ .ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﺣد
ذاﺗﻪ ﻣن ﻣﺧﺎطر اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣﻧﻪ ،وﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺗﻪ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ،أو دون ﻋودﺗﻪ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺟدﯾد ،وﻗد
ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻣن أﺳﺑﺎب ﺗﻬدﺋﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺷﻌورﻩ ﺑﺑﺷﺎﻋﺔ وﻓظﺎﻋﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ.1
وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻣدة اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت ﺑﺄرﺑﻌﺔ أﺷﻬر ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 124ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻗﯾد ﺳﻠطﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻣدﯾد
آﺟﺎل اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت و ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣرة واﺣدة ﻓﻘط ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ذات
وﺻف ﺟﻧﺎﺋﻲ .
إﻻ أن اﻟﻣﺎدة 125ﻣﻛرر ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺳﻣﺣت ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻣدﯾد
اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت ﻟﻣرﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ٕواذا اﺣﺗﺎج ﻟﻣدة إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن أﺟل إﺗﻣﺎم إﺟراءات
اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻪ أن ﯾطﻠب ﻣن ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺗﻣدﯾد اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر أﺧرى
أي ﯾﺻﺑﺢ ﺗﻣدﯾد اﻟﺣﺑس ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺛﻼث ﻣرات ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻋﻧد إﯾداع
اﻟﻣﺗﻬم أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر ﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ ﻣدة اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت ﺳﺗﺔ ﻋﺷرة ﺷﻬرا ،ﺷرط أن ﯾﻘدم طﻠﺑﺎ
ﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻓﻲ أﺟل ﺷﻬر ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة ﻫذا اﻟﺣﺑس ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘرر ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم
ﺗﻣدﯾد ﻣدة اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت ﻷرﺑﻌﺔ أﺷﻬر ﻓﻘط ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد.
إﻻ أﻧﻪ ﻧظ ار ﻟﺧطورة ﻫذا اﻹﺟراء و اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﺑس اﻟﻣﺗﻬم ﻣؤﻗﺗﺎ ،واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺧطﯾرة
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻪ ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﻣس ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ،2ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع أﻟزم ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ
ﻣوﺿوع ﺣﺑس اﻟﻣﺗﻬم ﻣؤﻗﺗﺎ ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺟﺎل ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣدة ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
1
ﻣﻛﻲ ﺑن ﺳرﺣﺎن ،اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺑراءة ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد
،02ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌﯾدة ،2018 ،ص .590
2
ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص565:
83
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺣﺑس ﻣن طرف ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﯾﻔرج ﻋن
اﻟﻣﺗﻬم ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ٕواﻻ اﻋﺗﺑر ﺣﺑﺳﻪ ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻘرر إﺟراء ﺗﺣﻘﯾق إﺿﺎﻓﻲ أو ﯾﻛون ﻣﺣﺑوﺳﺎ
ﻟﺳﺑب آﺧر ،وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 179ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻟﻧﺎ
اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ وﺣرص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻗدس ﻣﺎ ﺣﻣﺎﻩ اﻟﻘﺎﻧون
* اﻷﻣر ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ :ﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺄﻣر اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ
أ -اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت و اﻟﺟﻧﺢ :إذا رأى ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻧﻪ ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟدﻋوى
دﻻﺋل ﻛﺎﻓﯾﺔ ﺿد اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ارﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو اﻟﺟﻧﺣﺔ أﻣر ﺑﺈﯾداع ﻣﻠف اﻟﻘﺿﯾﺔ إﻟﻰ
وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن إﺑداء رأﯾﻪ ﻓﯾﻪ ،وأن ﯾﻘدم طﻠﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻓﻲ
ظرف ﻋﺷرة أﯾﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﻣر اﻟﻣﺣﻘق وأﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻣﺎس ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ
ﺣول اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ ﻻزﻣﺔ.
وﺑﻌد إﻋﺎدة اﻟﻣﻠف إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺷﻣوﻻ ﺑﺎﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﯾﺗﺻرف اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺣﺳﺑﻣﺎ ﯾراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ رأي اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ،وأﻣﺎ ﺑﻌدم
اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرط أن ﯾﺳﺑب أﻣرﻩ ﺗﺳﺑﺑﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
وﺑﻌد إﺗﻣﺎم اﻹﺟراءات ﯾﺄﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟدﻋوى إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت أو اﻟﺟﻧﺢ ﺣﺳب وﺻف اﻟﺟرﯾﻣﺔ .
-اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم إذا رأى ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن اﻷﻓﻌﺎل اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﺗﻛﯾف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ
ﺟﻧﺎﯾﺔ ﯾﺣﯾل ﻣﻠف اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻷﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ وﻫﻲ ﻏرﻓﺔ
اﻻﺗﻬﺎم .1
* اﻷﻣر ﺑﺎﻟوﺿﻊ ﺗﺣت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ :اﺳﺗﺣدث اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧظﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
وﻛﺎن ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﻪ ﻛﺑدﯾل ﻟﻧظﺎم اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 05/68اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 4ﻣﺎرس
1
اﻟﻣﺎدة 166ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
84
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
85
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
اﻧظر اﻟﻣﺎدﺗﯾن 125ﻣﻛرر 2واﻟﻣﺎدة 127ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 326
3
اﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻠﻘﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 306
86
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﻣﻣﺎ ﯾﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن ﺗﻌﯾﯾن أﻋﺿﺎء ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﻘرار ﻣن وزﯾر اﻟﻌدل ﯾﻣﻛن أن ﯾؤﺛر
ﻓﻲ ﻣﻬﺎم اﻟﻐرﻓﺔ ﻷن اﻟوزﯾر ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾؤﺛر أو ﯾﺿﻐط ﻋﻠﻰ أﻋﺿﺎء اﻟﻐرﻓﺔ ﻷﻧﻬم ﯾﺧﺿﻌون
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﯾﻪ ﻟﻛوﻧﻬم ﻫو اﻟذي ﻋﯾﻧﻬم ﺑﻘرار ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ إﻧﻬﺎء ﻣﻬﺎﻣﻬم ﺑﻘرار
ﻓﻲ أي وﻗت.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺧﺻﺎﺋص ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم :ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص
ﻧﺟﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
ﻓﻼ ﯾﺳﻣﺢ ﻷي طرف ﺣﺿور اﻟﺗدوﯾن واﻟﺳرﯾــﺔ :ﺗﺗم ﻣداوﻻت ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﺷﻛل ﺳري
اﻟﻣداوﻻت ،ﻷن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾ ـرة ﺗﺗم ﺑﯾن رﺋﯾﺳﻬﺎ و اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن ﻓﻘط ،ﻛﻣﺎ ﺗﻣﺗﺎز أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺗم اﻹﺟراءات أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋن طرﯾق ﻣذﻛرات و طﻠﺑﺎت ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ .
ﻋﻼﻧﯾﺔ اﻟﺟﻠﺳﺔ :ﯾﺟوز ﻷطراف اﻟﻘﺿﯾﺔ وﻣﺣﺎﻣﯾﻬم ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺔ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻛﻣﺎ أن
ﻣﻧطوق ﻏرﻓﺔ اﻹﺗﻬﺎم ﯾﺗم ﻋﻼﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﺻوم .
اﻟﺳـــرﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات :وﻫﻲ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص أﻋﻣﺎل ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ،ﺣﯾث أوﺟب ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻓﻲ أﻗرب وﻗت ﻣﻣﻛن ،ﺣﺳب اﻟﻣﺎدﺗﯾن 178و 179
ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
اﻟﺣﺿورﯾﺔ واﻟوﺟﺎﻫﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﺻوم:1ﯾﻘوم اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺗﻬم واﻟﻣدﻋﻲ
اﻟﻣدﻧﻲ وﻣﺣﺎﻣﯾﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺟﻠﺳﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ
اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺣﯾث ﯾرﺳل اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ ﻛل ﺧﺻم ﻓﻲ ﻣوطﻧﻪ
اﻟﻣﺧﺗﺎر ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺧﺗﯾﺎر ﻣوطن ﻓﺎﻟﻲ أﺧر ﻋﻧوان أﻋطﺎﻩ.
وﺗﺧﺗﻠف اﻟﻣﻬﻠﺔ اﻟﻣﺣددة ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ إرﺳﺎل اﻟﺧطﺎب اﻟﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺟﻠﺳﺔ ﻓﻔﻲ
اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻬم ﻣﺣﺑوﺳﺎ ﻣؤﻗﺗﺎ ﯾﺟب أﻻ ﺗﺗﻌدى اﻟﻣﻬﻠﺔ 48ﺳﺎﻋﺔ إﻣﺎ ﻓﻲ
اﻷﺣوال اﻷﺧرى ﻓﻬﻲ ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ،وﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻠﺔ ﯾﺗم إﯾداع ﻣﻠف اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣرﻓﻘﺎ ﺑطﻠﺑﺎت
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 69
87
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻟدى ﻗﻠم ﻛﺗﺎب ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﺣﯾث ﯾوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف ﻣﺣﺎﻣﻲ
1
اﻟﻣﺗﻬم واﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻼطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ
وﻟﻘد ﺳﻣﺢ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﺧﺻوم وﻣﺣﺎﻣﯾﻬم اﻟﺣﺿور أﺛﻧﺎء اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻘدﻫﺎ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم وﻟﻛل
طرف اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺷﻔوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗراﻫﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗوﺿﯾﺢ وﺗدﻋﯾم طﻠﺑﺎﺗﻪ.
وﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺄﻣر ﻓﯾﻬﺎ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺧﺻوم ﺑﺎﻟﺣﺿور ﺷﺧﺻﯾﺎ ،وﺗﻘدﯾم أدﻟﺔ اﻻﺗﻬﺎم
ﯾﺣﺿر ﻣﻌﻬم ﻣﺣﺎﻣوﻫم ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز ﺳﻣﺎع اﻟﻣﺗﻬم أو اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ أو إﺟراء ﻣواﺟﻬﺔ
2
ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ اﻻ ﺑﺣﺿور ﻣوﻛﻠﻪ او ﺑﻌد دﻋوﺗﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻧﺎزل ﺻراﺣﺔ ﻋن ذﻟك
و ﺗﻧﻌﻘد ﺟﻠﺳﺎت ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 177ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
إﻣﺎ ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء ﻣن رﺋﯾﺳﻬﺎ أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻠﻣﺎ اﻗﺗﺿت اﻟﺿرورة ﻟذﻟك وﯾﻔﻬم
ﻣن ﻫذا أن اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺟﻠﺳﺎت ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻷي ﺗﻧﺎوب زﻣﻧﻲ ﻣﺣدد ﻛﺑﺎﻗﻲ اﻟﻐرف ﺑل ﯾﻣﻛن أن
ﺗﻧﻌﻘد ﻓﻲ أي وﻗت ﺗدﻋو ﻓﯾﻪ اﻟﺿرورة ﻟذﻟك ،و اﻟﺳﺑب ﯾﻌود إﻟﻰ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ أو اﻷواﻣر
اﻟﻣﺣﺎﻟــﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺣرﯾﺎت اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣﺑوﺳﯾن اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ )أواﻣر اﺳﺗﺋﻧﺎف ،
ﺗﺟدﯾد اﻟﺣﺑس اﻹﺣﺗﯾﺎطﻲ أو اﻹﻓراج اﻟﻣؤﻗت (.3
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم :ﺗﺗوﻟﻰ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌدة ﺻﻼﺣﯾﺎت وﺳﻠطﺎت ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﺳﺗﺄﻧف أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﻫو رﻗﺎﺑﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗراﻗب أﻋﻣﺎل ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺗوﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺄدﯾﺑﻬم ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻛﻬﯾﺋﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﻷواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﺗﺗوﻟﻰ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم
اﺳﺗﺄﻧف أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻷﺷﺧﺎص أو اﻷطراف اﻟذﯾن ﺧول ﻟﻬم
اﻟﻘﺎﻧون ذﻟك وﺳﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷطراف ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
1
اﻟﻣﺎدة 182ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدﺗﯾن 105واﻟﻣﺎدة 184ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑﺎرش ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دار اﻟﺷﻬﺎب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،ﺑﺎﺗﻧﺔ 1986 ،ص .239
88
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻔرع اﻷول اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﺧول ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺣق اﺳﺗﺋﻧﺎف أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﺧول
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 170إﻟﻰ 173ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺟﻬﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ أن ﺗﺳﺗﺄﻧف أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧذﻛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ :ﯾﺣق ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﺳﺗﺄﻧف أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 1/171ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ":ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾﺳﺗﺄﻧف
أﻣﺎم ﻋرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺟﻣﯾﻊ أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق "...
و ﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن ذﻟك ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 166ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺛﻧﻲ
أﻣر إرﺳﺎل اﻟﻣﻠف إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز
اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻬﺎ ﻛﺎﻷواﻣر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و أواﻣر ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑراء ،و أواﻣر اﻟﺗﻔﺗﯾش .
واﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم أﻋطﻰ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺣق اﺳﺗﺋﻧﺎف أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت
ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء أﻣر إرﺳﺎل اﻟﻣﺳﺗﻧدات إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ 1و ذﻟك ﻣن أﺟل ﺗدارك أﺧطﺎء و ﻛﯾل
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣرﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أن ﯾﻣﺎرس ﻫذا اﻟﺣق ﺧﻼل ﻣدة اﻟﻌﺷرﯾن ﯾوﻣﺎ
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﺻدور أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﻣﺗﻬم أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ إن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟم ﯾﻣﻧﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺋﻧﺎف
أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻠﻣﺗﻬم ﺑل ﻗﺻرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ
اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾد ﻣن ﺣرﯾﺗﻪ ﻛﺎﻷﻣر ﺑرﻓض طﻠب اﻹﻓراج اﻟﻣؤﻗت 2أو اﻷﻣر ﺑﺗﻣدﯾد اﻟﺣﺑس
4
اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ، 3و ﻛذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑول طﻠب اﻹدﻋﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ﻣن أي طرف ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷواﻣر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﺗﻠﻘﺎء
ﻧﻔﺳﻪ أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ دﻓﻊ أﺣد اﻟﺧﺻوم ﺑﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص.
1
ﺟﻼل ﺛروت ،أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺑﯾروت، ،1996 ،ص 159
2
اﻟﻣﺎدة 127ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3
اﻟﻣﺎدة 125ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
4
اﻟﻣﺎدة 274ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
89
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 172ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻧﺟدﻫﺎ ﺣددت ﺷروط أو ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻋرﯾﺿﺔ ﺗودع ﻟدى ﻗﻠم ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ
ظرف ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻣن ﯾوم ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﺗﻬم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 168ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺣﯾث
ﯾﺳﺟل ﻣﺣﺿر اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻣن طرﻓﻬم أو ﻣن طرف ﻣﺣﺎﻣﯾﻬم إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﺗﻬم أو
اﻟطرف اﻟﻣدﻧﻲ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﺟﻣﯾﻊ أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺑل ﻗﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ
ﺗﻣس ﺑﻣﺻﻠﺣﺗﻬﻣﺎ أو ﺣﻘوﻗﻬﻣﺎ وﻫذا ﻋﻛس وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ و اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم اﻟﻠذان أﻋطﻰ ﻟﻬﻣﺎ
اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻠطﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺋﻧﺎف أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟطرف اﻟﻣدﻧﻲ أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ :ﺧول ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ او ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ
اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻷواﻣر اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻛﺎﻷﻣر اﻟﺻﺎدر ﺑﺄﻻ
وﺟﻪ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أو اﻷﻣر ﺑرﻓض اﻹدﻋﺎء اﻟﻣدﻧﻲ أو اﻷﻣر ﺑﻌدم إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق و ذﻟك طﺑﻘﺎ
ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 173ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻟطﻌن ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق :إذا ﻗﺎﻣت اﺣد اﻷطراف
اﻟﻣﺧول ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺎﺳﺗﺎ ﻧف أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﻣﺎم ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻓﻠﻬذﻩ اﻷﺧﯾر اﻟﺣق
اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻪ و ﻣن آﺛﺎر اﻟطﻌن ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ أواﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺧﺎﺻﺔ أواﻣر اﻟﺣﺑس
اﻟﻣؤﻗت أو اﻹﻓراج ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
إذا ﻛﺎن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻗد اﺳﺗﻌﻣل ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟطﻌن اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 170ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وطﻌن ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎم ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻓﻲ أﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻓراج ﻋن
اﻟﻣﺗﻬم ﺻﺎدر ﻋن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻓﺈن ﻣن آﺛﺎر ﻫذا اﻟطﻌن أن ﯾوﻗف ﺳرﯾﺎن اﻷﻣر ﺑﺎﻹﻓراج
ﻋن اﻟﻣﺗﻬم إﻟﻰ ﺣﯾن اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻣن طرف ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم .
إذا ﺗم اﻟطﻌن ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻣن طرف اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 171ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣر ﺑﺎﻹﻓراج ،ﻓﺈن أﺛر اﻟطﻌن ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﺳﻠﺑﯾﺎ أي ﻻ ﯾوﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
90
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻬم ﻫو اﻟذي طﻌن ﺑﺎﻹﺳﺗﻧﺋﺎف أﻣﺎم ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻓﻲ أﻣر ﺗﻣدﯾد اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت
أو ﻓﻲ أﻣر رﻓض طﻠﺑﻪ اﻟراﻣﻲ إﻟﻰ اﻹﻓراج ،ﻓﺈن طﻌﻧﻪ ﻻ ﯾﻛون ﻟﻪ أﺛر إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ
ﺳﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺑل ﯾﺗﺎﺑﻊ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻟﻰ أن ﺗﻔﺻل ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻓﻲ
طﻠب اﻟﻣﺗﻬم.1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺟﻬﺔ رﻗﺎﺑﺔ
ﺧول اﻟﻣﺷرع ﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼﻻت
واﻷﺧطﺎء اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻬم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺑﺎﺷرﺗﻬم ﻟوظﺎﺋﻔﻬم ،ﺣﯾث ﯾرﻓﻊ اﻷﻣر اﻟﺻﺎدر ﺿد ﺿﺑﺎط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم إﻣﺎ ﻣن طرف اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم أو ﻣن طرف رﺋﯾس ﻏرﻓﺔ
اﻻﺗﻬﺎم ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة أن ﺗﻧظر ﻓﻲ ذﻟك و ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻧظرﻫﺎ ﻓﻲ
ﻗﺿﯾﺔ ﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 207ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺟﻬﺔ
رﻗﺎﺑﯾﺔ ﺗراﻗب أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻣﻠك ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم طﺑﻘﺎ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣراﻗﺑﺔ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق
وﻣدى ﺻﺣﺗﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻫو وارد ﻓﻲ ﻧﺻوص اﻟﻣواد 159،160 ، 157ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
ﻓﺈذا ﺧﺎﻟف أﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻗﺎﻋدة ﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات أو أي ﺣق ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع
أو ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع أو ﺣﻘوق أي ﺧﺻم ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺟﺎز اﻟﻘرار ﺑﺑطﻼن 2ﻫذا اﻹﺟراء اﻟﻣﺧﺎﻟف ،
وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﺑﺑطﻼن اﻹﺟراءات اﻟﻼﺣﻘﺔ.3
1
اﻟﻣﺎدة 172ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
ﯾﻌرف اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﺟزاء ﯾﻠﺣق إﺟراء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ أو إﻏﻔﺎﻟﻪ ﻟﻘﺎﻋدة ﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﻋدم
إﻧﺗﺎﺟﻪ ﻷي اﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺑطﻼن ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻧظر :اﺣﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ،2005 ،ص 11وﻣﺎﯾﻠﯾﻬﺎ
3
ﺧﻠﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 333
91
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
اﻧظر اﻟﻣواد ﻣن 676إﻟﻰ 693ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
اﻧظر اﻟﻣواد ﻣن 677إﻟﻰ 678ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ رد اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون
3
اﻧظر اﻟﻣواد ﻣن 679إﻟﻰ 193ﻣﻛرر 1ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
92
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 79
2
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص 342وﻣﺎﯾﻠﯾﻬﺎ
3
ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣواد ﻣن 328إﻟﻰ 333ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
93
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺧﻣس ﺳﻧوات أو ﺑﻐراﻣﺔ ﺗزﯾد ﻋن 2000دج أﻣﺎ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﻬﻲ ﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻟﻣدة اﻗل ﻣن ﺷﻬرﯾن أو ﺑﻐراﻣﺔ 200دج ﻓﺄﻗل ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺛﻣﺔ ﻣﺻﺎدرة
1
ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﻣﺿﺑوطﺔ أم ﻟم ﺗﻛن وﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ ﺗﻠك اﻷﺷﯾﺎء
وﯾﺗﺣدد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﺟﻧﺢ ﺑﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن
اﻟﻣﺗواﺟد ﻓﯾﻪ ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻬم أو ﺑﻣﻛﺎن اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﺣﺗﻰ و ﻟو ﻛﺎن اﻟﻘﺑض ﻟﺳﺑب
أﺧر ،واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻫﻲ إﻣﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑت ﻓﻲ
2
داﺋرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺗواﺟدة ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻬم
وﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت إﻟﻰ ﻣﺣﺎﻛم أﺧرى ﻓﻲ ﺟراﺋم
اﻟﻣﺧدرات واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ
3
ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت وﺟراﺋم ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال واﻹرﻫﺎب
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺳﯾر اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ :ﯾﻧظر اﻟﻣﺟﻠس
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺄﻧف اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ) اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ (وﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ) ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت(
اﻟﻔرع اﻷول اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ :ﺗﺷﻛل ﻟدى ﻛل ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻏرﻓﺔ
ﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﺳﺗﺄﻧف أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺣﺿورﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،وﻫﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن
ﺛﻼث ﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﯾﻌﯾﻧون ﻣن ﺑﯾن ﻗﺿﺎة اﻟﻣﺟﻠس وﯾﻘوم اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم أو اﺣد
ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣﺎ ﻣﻬﻣﺔ ﻗﻠم اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻛﺎﺗب اﻟﺟﻠﺳﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز
ﻟﻘﺿﺎة اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻠذﯾن ﯾﻔﺻﻠون ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أن ﯾﻛون ﻗد ﺳﺑق ﻟﻬم أن ﺷﺎرﻛوا ﻓﻲ إﺻدار
4
اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ أو ﺑﺎﺷروا إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ
1
اﻟﻣﺎدة 328ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 80
3
اﻟﻣﺎدة 329ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
4
ﻟﻠﺗوﺳﻊ اﻧظر ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 81
94
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﯾوﺟد ﺑﻣﻘر ﻛل ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت:
اﺑﺗداﺋﯾﺔ وﻣﺣﻛﻣﺔ ﺟﻧﺎﯾﺎت اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﺗﺧﺗﺻﺎن ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣوﺻوﻓﺔ ﺟﻧﺎﯾﺎت وﻛذا
اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬﺎ 1وﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 249ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻣل اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺟزاﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ،وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﺗﻛون ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ﺳن اﻟرﺷد
اﻟﺟزاﺋﻲ واﻟﻣﺣدد ﺑـ 18ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،واﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺳن اﻟرﺷد اﻟﺟزاﺋﻲ ﯾﺗﺣدد ﺑﺳن اﻟﻣﺟرم
ﯾوم ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
واﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 2/252ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻏﯾر
أن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﻣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻟﻠﻣﺎدة 188ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
.1إذا ارﺗﻛﺑت ﻓﻲ وﻗت واﺣد ﻣن ﻋدة أﺷﺧﺎص ﻣﺟﺗﻣﻌﯾن.
.2إذا ارﺗﻛﺑت ﻣن أﺷﺧﺎص ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﺣﺗﻰ و ﻟو ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﺗﻔرﻗﺔ و ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻟﻛن
ﻋﻠﻰ أﺛر ﺗدﺑﯾر إﺟراﻣﻲ ﺳﺎﺑق ﺑﯾﻧﻬم.
.3إذا ﻛﺎن اﻟﺟﻧﺎة ﻗد ارﺗﻛﺑوا ﺑﻌض ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل ارﺗﻛﺎب اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى
أو ﺗﺳﻬﯾل ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ أو إﺗﻣﺎم ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ أو ﺟﻌﻠﻬم ﻓﻲ ﻣﺄﻣن ﻣن اﻟﻌﻘﺎب.
.4أو ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﻧﺗزﻋﺔ أو اﻟﻣﺧﺗﻠﺳﺔ أو اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ ﻗد
أﺧﻔﯾت ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ"
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﺳﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻛل اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ
اﻟﺑﻌض وﻟو وﻗﻌت ﻓﻲ دواﺋر اﺧﺗﺻﺎص ﻟﻣﺟﺎﻟس ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وذﻟك ﻟﺗﻔﺎدي ﺻدور أﺣﻛﺎم
ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻋن وﻗﺎﺋﻊ ﻣرﺗﺑطﺔ.
1
اﻟﻣﺎدة 248ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
95
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﻘﺿﺎة وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة )(258
ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن» :ﺗﺗﺷﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣن
ﻗﺎض ﺑرﺗﺑﺔ ﻣﺳﺗﺷﺎر ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،رﺋﯾﺳﺎ ،وﻣن ﻗﺎﺿﯾﯾن ﻣﺳﺎﻋدﯾن،...
ﺗﺗﺷﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﻣن ﻗﺎض ﺑرﺗﺑﺔ رﺋﯾس ﻏرﻓﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ
اﻷﻗل رﺋﯾﺳﺎ ،وﻣن ﻗﺎﺿﯾﯾن ﻣﺳﺎﻋدﯾن ،...وﺗﺗﺷﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ وﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ،ﻋﻧد اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹرﻫﺎب واﻟﻣﺧدرات واﻟﺗﻬرﯾب ،ﻣن
اﻟﻘﺿﺎة ﻓﻘط .ﯾﻣﻛن ،ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ،اﻧﺗداب ﻗﺎض أو أﻛﺛر ﻣن ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎﺋﻲ آﺧر ،ﻗﺻد
اﺳﺗﻛﻣﺎل ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ،...ﯾﻌﯾن ﺑﺄﻣر ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أﯾﺿﺎ ﻗﺎض
اﺣﺗﯾﺎطﻲ ،...ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﺎل وﺟود ﻣﺎﻧﻊ.«...
ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻬذا اﻟﻧص ،ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑرﺗﺑﺔ ﻣﺳﺗﺷﺎر ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وﻗﺎﺿﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت
اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﺑرﺗﺑﺔ رﺋﯾس ﻏرﻓﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وﻫذا ﯾﻌد إﺟراء ﺟوﻫرﯾﺔ ﯾﺗﻌﯾن
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎة ذﻛر رﺗﺑﻬم ﻓﻲ دﯾﺑﺎﺟﺔ اﻷﺣﻛﺎمٕ ،واﻻ ﻋد ذﻟك اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋﻧﻪ ﺑﺎطﻼ.1
واﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻘﺿﺎة ﻻﺑد ان ﯾﻛون ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﻣﺣﻠﻔﯾن ،و اﻟﻣﺷرع
2
ﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﻣﺣﻠﻔﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋري ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07-17
اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ،ﻓﺎﻟﻘﺿﺎء ﯾﺻدر أﺣﻛﺎﻣﻪ ﺑﺎﺳم اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري وﻏﯾﺎب اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ذﻟك
ﯾﺧﺎﻟف ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ،3ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﺷﻌب ﻓﺈن ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻓﻲ
ﻣﻠﯾﻛﺔ درﯾﺎد ،ﻣﻼﺣظﺎت ﺣول ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07/17اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 2017/03/27اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم
ﻟﻘﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري وﻓق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ،اﻟﻌدد 03
،2020،1ص 579
2اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 28ﺟﻣﺎدى اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣواﻓق ﻟـ 27ﻣﺎرس ﺳﻧﺔ 2017اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗم ﻟﻸﻣر رﻗم 155-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 18
ﺻﻔر ﻋﺎم 1386اﻟﻣواﻓق ل 08ﯾوﻧﯾو ﺳﻧﺔ 1966اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3
ﺑﺎﺳﺗﻘراء ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ﺧﻼل ﻣراﺣل ﺗطورﻩ ﺑﺷﺄن ﺗﺷﻛﯾل
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋدد اﻟﻣﺣﻠﻔﯾن ،ﻧﻼﺣظ أﻧﻪ ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﺳﺗﺔ ﻣﺣﻠﻔﯾن طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 07ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم 146-63
96
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟزاﺋﻲ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌﺎرف ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺗوﻻﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎة اﻟﻣﺣﺗرﻓون ﻣن ﺟﻬﺔٕ ،واﻟﻰ ﺗﻌﺑﯾر
ﻋن رأي اﻟﺷﻌب ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﺧطر
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﺑل أن ﻫﻧﺎك أﻧظﻣﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺧول اﻟﻣﺣﻠﻔﯾن وﺣدﻫم اﺗﺧﺎذ
اﻟﻘرار ﺑﺎﻹداﻧﺔ أو اﻟﺑراءة ﻣﺛل :اﻟﻧظﺎم اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﻲ ،1و ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎة ﻓﻘط ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ أو
اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺑراءة و ﻣﻧﻬﺎ اﻧﺟﻠﺗ ار و ﺑﻼد اﻟﻐﺎل -إﺳﺑﺎﻧﯾﺎ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ
ﺑﻠﺟﯾﻛﺎ ﻓﯾﺗداول اﻟﻣﺣﻠﻔون وﺣدﻫم ﺣول اﻹداﻧﺔ ﻓﺈذا ﺛﺑﺗت ﯾﺷﺎرﻛون ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣﻊ
اﻟﻘﺿﺎة ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗوﺟد أﻧظﻣﺔ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﻣﺣﻠﻔﯾن و اﻟﻘﺿﺎة ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﯾﺷﺎرﻛون
ﻛﻠﻬم ﻓﻲ اﻟﻣداوﻟﺔ ﺣول اﻹداﻧﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣﻌﺎ وﻣﻧﻬﺎ ﻓرﻧﺳﺎ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ٕواﯾطﺎﻟﯾﺎ ٕواذا ﻛﺎﻧت ﻟﻛل ﻧظﺎم
ﺳﻠﺑﯾﺎت و إﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﺧﺗﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﻣزدوج ﻣﻊ ﺟﻌل أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء
ﻣن اﻟﻣﺣﻠﻔﯾن ﻣﻘﺎﺑل 3ﻗﺿﺎة ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻣن اﻟﺟ ارﺋم ﻫﻲ اﻹرﻫﺎب واﻟﻣﺧدرات
2
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ واﻟﺗﻬرﯾب ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻠﻔﯾن ﺑﺣﯾث ﯾﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎة اﻟﻣﺣﺗرﻓون وﺣدﻫم
اﻟﻘﺿﺎة ﻻﺑد ﻣن ﺣﺿور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎم ﻓوﺟودﻫﺎ ﯾﻌﺗﺑر أﻣ ار ﺟوﻫرﯾﺎ و ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﺣﯾث
أن ﻋدم ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺣﻛم ﯾﻌرض أﺣﻛﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻟﻠﻧﻘض واﻹﺑطﺎل. 3
أﺻﺑﺣوا أرﺑﻌﺔ ﺑﻣوﺟب ﺻدور ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 155-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 18ﺻﻔر ﻋﺎم 1386ه اﻟﻣواﻓق
08ﯾوﻧﯾو 1966م ،ﻟﯾﺧﻔض ﻋددﻫم إﻟﻰ اﺛﻧﯾن ﻓﻘط ،ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 10-95اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﻓﺑراﯾر 1995ﻟﯾرﻓﻌﻬم إﻟﻰ
أرﺑﻌﺔ ﻣﺣﻠﻔﯾن ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07-17اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻣﺎرس .2017
ﻫذﻩ اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ أﺿﻔت ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ ،وﻫو ﻣﺑدأ ﺗم ﺗﻛرﯾﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن
اﻟﻣﺎدة ) (164ﻣن دﺳﺗور 2016اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ...» :ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﯾﻧﻬم ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺳﺎﻋدون ﺷﻌﺑﯾون ﺣﺳب اﻟﺷروط
اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون« ،راﺟﻊ ﻣﻠﯾﻛﺔ درﯾﺎد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 571
ﺳﯾدﻫم ﻣﺧﺗﺎر ،ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت وﻗ اررات اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻐرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻋدد
1ﺧﺎص ،ص 87
2
اﻟﻣﺎدة 258ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 256ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘوم ﺑﻣﻬﺎم ﺑﻣﻬﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﻧﺎﺋب
اﻟﻌﺎم أو اﺣد ﻗﺿﺎة اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
97
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﺗﻛﻣن اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻣل ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ
ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ذﻟك ﺑﺎﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻣوﺿﺣﺔ أدﻟﺔ اﻹداﻧﺔ أو اﻟﺑراءة ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء وﺗﻣﺎﺷﯾﺎ
ﻣﻊ ذﻟك ﺗﻘوم ﺑﺗﻘدﯾم طﻠﺑﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺣﻛم ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون.1
و ﯾﻌﺎون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺔ أﻣﯾن ﺿﺑط ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﺣﺿور أﻣﯾن اﻟﺿﺑط ﺑﺟﻠﺳﺎت ﻣﺣﺎﻛم
اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت أﻣر ﺟوﻫري وﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻛﺗﻣل اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﺑدوﻧﻪ ،ﻓﻬو اﻟﺷﺎﻫد اﻟﻣﺳﺟل
ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾدور أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺗم ﺷﻔوﯾﺎ ،وأن ﻣﺣﺿر اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟذي ﯾﺣررﻩ أﻣﯾن
اﻟﺿﺑط ﯾﻌد وﺛﯾﻘﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﻣرﺟﻌﺎ ﻟﻛل ﻣﺎ ﺣدث ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺔ ،ﻟذا ﻓﺈﻧﻪ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻘﻊ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻋﻠﻰ
أﺣﺳن أﻣﻧﺎء اﻟﺿﺑط ﻟﺗﻌﯾﯾﻧﻬم ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت و ﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﺣﺿور أﻣﯾن اﻟﺿﺑط طﯾﻠﺔ
2
إﺟراءات اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ أﻣر ﺿروري ﻟﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻟﻣراﻓﻌﺎت
ﺳﯾر اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ :ﺗﺗم إﺟراءات اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋﺑر ﺟﻬﺗﯾن اﻟﺟﻬﺔ اﻷول وﻫﻲ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ،وﻓﻲ ﻗ اررات ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم،
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻓﻲ
اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
وﺗﻌد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوﺿوع ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ،
ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻘﺗﺻر دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻬﺎ ﺑطرﯾق
اﻟﻧﻘض ﻟﻠﻘﺎﻧون أم ﻻ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻗﺿت ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ٕواﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن ﺟدﯾد ﻋﻠﻰ
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﻬﺎ ﺑﺗﺷﻛﯾﻠﺔ أﺧرى. 3
1
ﺣزﯾط ﻣﺣﻣد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق505 ،
2
اﻟﻣﺎدة 257ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 82
98
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 82
2ﺗﻌد إﺟراءات اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ وﺗﺷﻣل وﺟوب إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
ووﺟوب ﺣﺿور ﻣﺣﺎم ،وﺳرﯾﺔ اﻟﻣراﻓﻌﺎت ،وﻋدم ﺟواز اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣدث اﻟذي ﻟم ﯾﻛﻣل ﺳن ﻋﺷر ﺳﻧوات ،وﻋدم ﺟواز
ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺎت ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺗداﺑﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أو اﻟﺗﻬذﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث اﻟذي ﯾﺗراوح ﺳﻧﻪ ﺑﯾن 10ﺳﻧوات و 13ﺳﻧﺔ ،وﺗطﺑﯾق
ﻋﻘوﺑﺎت ﻣﺧﻔﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث اﻟذي ﯾﺗراوح ﺳﻧﻪ ﺑﯾن 13ﺳﻧﺔ و 18ﺳﻧﺔ .ﻛﻣﺎ ﯾﺧﺗص ﻗﺿﺎء اﻷﺣداث ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ﻣن
اﻟﺧطر اﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺳﻼﻣﺗﻪ اﻟﺑدﻧﯾﺔ أو اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أو اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ .ﻋﻣورة ﻣﺣﻣد
،اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺿﺎء اﻷﺣداث ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﻌﺎﺷر ،ﺟوان
،2018ص 336
3اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻫو اﻟﺳﻠطﺔ أو اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻻ ﯾﻛون ﻗﺳم
اﻷﺣداث ﻣﺧﺗﺻﺎ ﺑﻧظر اﻟدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ إﻟﯾﻪ ،إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﺧﺗﺻﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻬو اﺧﺗﺻﺎص ﺷﺧﺻﻲ وﻣن
ﺣﯾث اﻟﻣﻛﺎن ﻓﻬو اﺧﺗﺻﺎص ﻣﻛﺎﻧﻲ وﻣن ﺣﯾث ﻧوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻬو اﺧﺗﺻﺎص ﻧوﻋﻲ .زﯾﻧب اﺣﻣد ﻋوﯾن ،ﻗﺿﺎء اﻷﺣداث ،
99
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 80ﻣن ﻗﺎﻧون 12 /15اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﯾن
ﻓﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻘﻊ ﺑﻣﻘر اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻗﺎض أو ﻗﺿﺎة ﯾﺧﺗﺎرون ﻟﻛﻔﺎءﺗﻬم أو ﻟﻠﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾوﻟوﻧﻬﺎ ﻟﻸﺣداث وذﻟك ﺑﻘرار ﻣن وزﯾر اﻟﻌدل ﻟﻣدة 03أﻋوام ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻷﺧرى ﻓﺈن
ﻗﺿﺎة اﻷﺣداث ﯾﻌﯾﻧون ﺑﻣوﺟب أﻣر ﺻﺎدر ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب
اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم.2
و ﺗﻧﻘﺳم اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذﻫﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺣداث إﻟﻰ ﺗداﺑﯾر أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺣدث وأﺧرى
ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣﻧﻬﺎ وﻧﺟﯾز أﻫﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ:
-1 اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﺗﺧذة أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻷﺣداث ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ
اﻟﺣدث ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 33ﻣن ﻗﺎﻧون » 12-15ﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺣداث ﺑﺈﻋﻼم اﻟطﻔل أو
ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ ﺑﺎﻟﻌرﯾﺿﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﯾﻪ ﻓو ار وﯾﻘوم ﺑﺳﻣﺎع أﻗواﻟﻬﺎ وﺗﻠﻘﻲ إزاﺋﻬﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟوﺿﻌﯾﺔ
اﻟطﻔل وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ«.
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻠﻘﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺣداث ﻛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑوﺿﻌﯾﺔ اﻟطﻔل وﻛذا
ﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻛل ﺷﺧص ﯾرى ﻓﺎﺋدة ﻣن ﺳﻣﺎﻋﻪ وﻟﻪ أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوﺳط
اﻟﻣﻔﺗوح.
وﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻷﺣداث أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 35ﻣن ﻗﺎﻧون 12/15اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل أن ﯾﺗﺧذ ﺑﺷﺄن اﻟطﻔل وﺑﻣوﺟب أﻣر ﺑﺎﻟﺣراﺳﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر ﻣﻧﻬﺎ
ﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻣن اﻷﺳري ﻟﻠطﻔل وﻫﻲ
دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟدار اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻻردن،2003 ،
ص 131
1
و Cf Guichard Serge , Buisson Jacques , Procédure pénale , litec, paris, 4 ed,2209,p189
اﻧظر ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل
2
ﺗﻧص ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻌﻬد إﻟﻰ ﻣﺳﺗﺷﺎر أو أﻛﺛر ﻣن أﻋﺿﺎء
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻣﻬﺎم اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن اﻟﻣﻧدوﺑﯾن ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺣداث و ذﻟك ﺑﻘرار ﻣن وزﯾر اﻟﻌدل
100
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺗدﺑﯾر اﻟﺗﺳﻠﯾم :ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع *
اﻟﺟزاﺋري إﻗرار ﺗدﺑﯾر اﻟﺗﺳﻠﯾم ،واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﺗدﺑﯾر ﻫو اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺣدث اﻟﺗﻲ
ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﺻﻠﺢ ﺣﺎﻟﻪ وﯾرﻛز ﺳﻠوﻛﻪ وﯾﻧدرج ﺗﺣت ﻟواءﻩ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر
* إﺑﻘﺎء اﻟطﻔل ﻓﻲ أﺳرﺗﻪ :وﻫذا أﻣر طﺑﯾﻌﻲ ﻷن اﻷﺳرة ﻫﻲ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟذي
ﯾﻔﺗرض أن ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ اﻟطﻔل .وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ إﺣدى ﻗ اررات ﻣؤﺗﻣر اﻟﺑﯾت اﻷﺑﯾض ،ﻋن
اﻟطﻔوﻟﺔ اﻟذي اﻧﻌﻘد ﻓﻲ واﺷﻧطن ﻋﺎم 1909أن ﺣﯾﺎة اﻷﺳرة ﻫﻲ أﺣﻠﻰ وأﺟﻣل ﻣﺎ أﻧﺗﺟﺗﻪ
اﻟﺣﺿﺎرة وﻻ ﯾﺟب أن ﯾﺣرم ﻣﻧﻬﺎ اﻟطﻔل إﻻ ﺗﺣت ظروف ﻗﺎﻫرة وﻣﻠزﻣﺔ 1وﻟﻘد أﻛد ﻗﺎﻧون
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل أن اﻷﺳرة ﻫﻲ اﻟوﺳط اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻧﻣو اﻟطﻔل 2وﻻ ﯾﺟوز ﻓﺻﻠﻪ ﻣن أﺳرﺗﻪ إﻻ إذا
اﺳﺗدﻋت ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﻔﺿﻠﻰ ذﻟك وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟواﻟدﯾن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل وﺿرورة
3
ﺗﺄﻣﯾن ظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻧﻣوﻩ ﻓﻲ ﺣدود إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻗدراﺗﻬﻣﺎ.
-ﺗﺳﻠﯾم اﻟطﻔل ﻟواﻟدﻩ أو ﻟواﻟدﺗﻪ اﻟذي ﻻ ﯾﻣﺎرس ﺣق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻗد
ﺳﻘطت ﻋﻧﻪ .إن أول ﺟﻬﺔ ﯾﺳﻠم إﻟﯾﻬﺎ اﻟطﻔل اﻟﻣﻌرض ﻟﻠﺧطر إﻟﻰ اﻟواﻟدﯾن وﻫذا ﻣﺎ ﺗﻌﺎرف
ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻷﺳرة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺿم اﻷب واﻷم اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن
ﻟﻠطﻔل 4ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ واﻟدان ﻓﺄﺣدﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل وﺗﺗﺟﺳد ﻟﻧﺎ ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻓﻲ اﻧﻔﺻﺎﻟﻬﻣﺎ أو
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة أﺣدﻫﻣﺎ.
* ﺗﺳﻠﯾم اﻟطﻔل إﻟﻰ ﺷﺧص أو ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺟدﯾرﯾن ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ وﺗﺗﺟﺳد ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻋدم وﺟود اﻟواﻟدﯾن أو أﺣدﻫﻣﺎ أو اﻧﻌدام اﻟوﻟﻲ اﻟﺷرﻋﻲ أو ﻋدم ﺗوﻓر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ
1
أﺣﻣد اﻟﻌﻣري ,اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن ,اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ,ﻣطﻠﻌﺔ ﺳورﯾﺎ ,دﻣﺷق , 1985ص . 94
2
اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل
3
اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل
)(4
أﺣﻣد اﻟﻌﻣري ،اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.94 :
101
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻠﯾم اﻟطﻔل إﻟﻰ ﺷﺧص أو ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺟدﯾرة ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻧﻣو اﻟطﻔل
ٕوادراﻛﻪ ﻟﻠﺣﯾﺎة واﻟﻌﯾش داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.1
ﻛﻣﺎ ﯾﻬدف ﻫذا اﻟﺗدﺑﯾر إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث ﺿﻣن ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗواﻓر
ﻓﯾﻬﺎ اﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻟﻌطف واﻟﺣﻧﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﺑدد ﻣﯾول اﻟﺷر وﺗﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ ﻣﯾول اﻟﺧﯾر وﻛذﻟك اﻷﺳرة
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﺗﺣﻔظ اﻟﺣدث ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﺗﺷﺑﻪ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺑﯾﺋﺗﻪ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ.2
أﻣﺎ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑوﺿﻊ اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣراﻛز ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ إذا اﻗﺗﺿت ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ذﻟك وﻫﻲ
ﺗداﺑﯾر اﻹﯾواء :ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻣﺎدة 36ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻷﺣداث أن
ﯾﺄﻣر ﺑوﺿﻊ اﻟطﻔل ﺑﺻﻔﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻓﻲ ﻣرﻛز ﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷطﻔﺎل أو ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ
ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔوﻟﺔ وﺗﻌد اﻟﻣراﻛز اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺣداث ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺣﺎﻛم اﻷﺣداث ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺣﺎﻻت اﻟﺧطر اﻟﺗﻲ ﯾوﺟﻬﻬﺎ اﻟطﻔل
وﻟﻬذا ﻋﻣدت ﻣﻌظم اﻟدول ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺑﺈﻧﺷﺎء أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻫد.3
وﺗﻌد ﺟﻬود ﺟرﯾﺳﻛوم Griscomوزﻣﻼءﻩ أول اﻟﻠﺑﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻹﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ
ﻟﻌﻼج اﻹﻧﺣراف ﺳﻧﺔ 1831ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻧﯾوﯾورك وﺗﻧﺗﺷر اﻟﯾوم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ ﻟﻌﻼج
اﻷﺣداث اﻟﻣﻧﺣرﻓﯾن ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ،4واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن إﯾﺟﺎد ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻫد
إﺑﻌﺎد اﻷﺣداث واﻟﺟﺎﻧﺣﯾن اﻟذﯾن ﻗﺿت ﻋﻠﯾﻬم ظروف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋن اﻟﺳﺟون اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﻌﻠﯾﻣﻬم
ﻧظرﯾﺎ وﺗدرﯾﺑﻬم ﻣﻬﻧﯾﺎ وﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗواﻫم اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺑدﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻌودوا ﻣواطﻧﯾن ﺻﺎﻟﺣﯾن.5
1
ﺗﻧص ااﻟﻣﺎدة 7ﻣن ﻗﺎﻧون أﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن "إذا ﻟم ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ أﺑوي اﻟﺣدث أو ﻓﻲ وﻟﯾﻪ اﻟﺷرﻋﻲ ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ،
أو ﻟم ﯾﻛن ﺑﺎﺳﺗطﺎﻋﺗﻬم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗرﺑﯾﺗﻪ ﯾﺳﻠم إﻟﻰ أﺣد أﻓراد أﺳرﺗﻪ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺳﻠم إﻟﯾﻪ اﻟﺣدث أن ﯾﺗﻌﻬد ﺑﺈﺗﺑﺎع
إرﺷﺎدات اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك واﻟﻣﻼﺣظ إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺳوري رﻛز ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺗﻛون ﻷﺣد أﻓراد اﻟطﻔل
)(2ﺑﻠﻘﺎﺳم ﺳوﯾﻘﺎت ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﻔل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ورﻗﻠﺔ ،2011-2010 ،ص.50 :
)(3
ﻣﻠﯾﻛﺔ ﺣﺟﺎج ،اﻟﺗداﺑﯾر اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺣداث ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ أﻋدت ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟدﺑﻠوم ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،2006-2005 ،ص.38:
)(4
أﺣﻣد اﻟﻌﻣري ،اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺣرﻓﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.103 :
)(5
أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻛرﯾز ،اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻹﻧﺷﺎد ،دﻣﺷق ،1980 ،ص.103 :
102
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
إﻟﺣﺎق اﻟطﻔل اﻟﻣﻌرض ﻟﻠﺧطر إﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ إﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ إذا ﻛﺎن اﻟطﻔل ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻛﻔل
ﺻﺣﻲ :واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﺗدﺑﯾر إﺧﺿﺎع اﻟطﻔل ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻌﺿوي واﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻔردي واﻟﺟﻣﺎﻋﻲ
ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﻣرض أﺣد ﻋواﻣل اﻧﺣراف اﻟطﻔل وﯾﻛون ﻋﻼﺟﻪ وﺷﻔﺎؤﻩ ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﻫو
اﺳﺗﺋﺻﺎل ﻷﺣد اﻟﻌواﻣل اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻟدﯾﻪ ،ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك أن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳم واﻟﻧﻔس ﻣن اﻟﻌﻠل
واﻷﺳﻘﺎم ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺳﻠﯾم واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ).(1
ﻛﻣﺎ ﯾﺗوﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺣداث دراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟطﻔل ﺧﺎﺻﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
واﻟﻔﺣوص اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﻠوك وﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣﻊ ذﻟك إذا ﺗوﻓرت ﻟدﯾﻪ ﻋﻧﺎﺻر
ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر أن ﯾﺻرف اﻟﻧظر ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر أو أن ﯾﺄﻣر ﺑﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ.
وﻣﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن اﻟﻣﺷرع اﺷﺗراط ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 37أﻧﻪ »ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﻣدة اﻟﺗداﺑﯾر
اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 35و 36ﺳﺗﺔ أﺷﻬر وﯾﻌﻠم ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺣداث اﻟطﻔل
أو ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ ﺑﺎﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﻣﺗﺧذة ﺧﻼل ﺛﻣﺎن وأرﺑﻌﯾن ﺳﺎﻋﺔ ﻣن ﺻدروﻫﺎ ﺑﺄﯾﺔ
وﺳﯾﻠﺔ«.
-2اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﺗﺧذة ﺑﻌد اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻷﺣداث ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن
اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻷﻣر ﺑﺗداﺑﯾر ﻣﺗﻌددة ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطﻔل أﻫﻣﻬﺎ.
. -3اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻷﻣن اﻷﺳري :إن اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻗرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
ﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺗﺧﺎذﻫﺎ أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻫﻲ ﺗﺳﻠﯾم اﻟطﻔل ﻟواﻟدﻩ أو ﻟواﻟدﺗﻪ اﻟذي
ﻻ ﯾﻣﺎرس ﺣق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ،ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻗد ﺳﻘطت ﻋﻧﻪ ﺑﺣﻛم ،و ﺗﺳﻠﯾم اﻟطﻔل إﻟﻰ ﺷﺧص أو
ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺟدﯾرﯾن ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ
وﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻷﺣداث ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال أن ﯾﻛﻠف ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوﺳط اﻟﻣﻔﺗوح ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
وﻣﻼﺣظﺔ اﻟطﻔل وﺗﻘدﯾم اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗرﺑﯾﺗﻪ وﺗﻛوﯾﻧﻪ
ورﻋﺎﯾﺗﻪ ،ﻣﻊ وﺟوب ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﺗﻘرﯾ ار دورﯾﺎ ﺣول ﺗطور وﺿﻌﯾﺔ اﻟطﻔل .
)(1
ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ ،ﻋﻠم اﻹﺟرام وﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎب ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص 139
103
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑوﺿﻊ اﻟطﻔل داﺧل ﻣراﻛز ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ :أﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻗﺎﻧون
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل أن ﯾﺄﻣر ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺣداث ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑوﺿﻊ اﻟطﻔل ﺑﻣرﻛز
ﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﺧطر و ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔوﻟﺔ وﻟﻘد ﺗم ﺷرح
ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺷرح اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﺗﺧذة أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟطﻔل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر.
وﺗﺗﻣﯾز اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﺗﺧذة ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟطﻔل أن ﻣدة إﻗرارﻫﺎ ﻓﻘط ﺳﻧﺗﯾن
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﺗﺟدﯾد ،وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺟﺎوز ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻠوغ اﻟطﻔل ﺳن اﻟرﺷد اﻟﺟزاﺋﻲ
ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻷﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻷﺣداث ﻋﻧد اﻟﺿرورة أن ﯾﻣدد اﻟﻣدة إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ إﺣدى
وﻋﺷرﯾن 21ﺳﻧﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن ﺳﻠم إﻟﯾﻪ اﻟطﻔل أو ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻌﻧﻲ أو ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ،
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر ﺑﻣوﺟب أﻣر ﻣن ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺣداث اﻟﻣﺧﺗص ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب
اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﻣﺟرد أن ﯾﺻﺑﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻔل ﺑﻧﻔﺳﻪ .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري :ﺧﺻص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋﻲ ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص
ﺑﺎﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟو ازرة اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻧﺗﻣﺎﺋﻬم ﻟﻬذا اﻟﻘطﺎع ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﺟﻧﺎة أو
ﺿﺣﺎﯾﺎ ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺟذور ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺟدﻩ ﺗﺄﺳس ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 242-24
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22أوت ،1964اﻟذي أﻧﺷﺄ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ،ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم
ﻋرﻓت ﺗطو ار ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ إﺻدار اﻷﻣر رﻗم 28-71اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22أﻓرﯾل ﺳﻧﺔ 1971اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري ،اﻟذي ﺣﻘق ﺑﺻدورﻩ ﺗﻘدﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺷرﻋﯾﺔ اﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل إدراج اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻣﺑﺎدئ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدي ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎﻣﻪ.1
وازداد ﺗطورﻩ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺿﻣﺎن اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ،ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 14-18اﻟﻣﺗﻌﻠق
2
ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري
ﺟﺑﺎر ﺻﻼح اﻟدﯾن ،اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2006،
1ص43
2
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 14-18اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 29ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2018اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16ذي اﻟﻘﻌدة ﻋﺎم 1439اﻟﻣواﻓق 9ﯾوﻟﯾو ﺳﻧﺔ 2018
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺻﻔر ﻋﺎم 1391اﻟﻣواﻓق 22اﺑرﯾل ﺳﻧﺔ 1971واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري
104
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري
2
اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري
3
اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري
105
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﺗﻌدل ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗزاﻣن ﻣﻊ ﻛل ﺗﻧﻘﯾل ،وﺗوﺿﻊ ﻟدى ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺿﺑط اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ.
وﯾﻣﺎرس اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺳﻛري واﻟوﻛﯾل اﻟﻌﺳﻛري ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﻣﺎ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون.
ﯾﻛﻠف اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺳﻛري واﻟوﻛﯾل اﻟﻌﺳﻛري ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﻹدارة واﻻﻧﺿﺑﺎط.1
1
اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري
106
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 101
2
ﺗﻧﺎوﻟت أﺣﻛﺎم اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣواد ﻣن 409إﻟﻰ 415ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3
أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻠﻘﺎﻧﻲ" ،ﻣﺑﺎدئ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري" ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ،
،1999ص .517
107
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
أو ﻫﻲ طرﯾق ﻋﺎدي ﻟﻠطﻌن ﻻ ﯾﺟوز إﻻ ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻐﯾﺎﺑﯾﺔ ،وﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﯾﻌﺎد ﻧظر اﻟدﻋوى
أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﺗﻲ أﺻدرت اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻣﺗﻬم واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ
1
ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺗﻬم ﻣن اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻪ
وﺗﺗﻣﺛل ﺷروط اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ
أن ﯾﻛون اﻟﺣﻛم ﻏﯾﺎﺑﯾﺎ :إن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻐﯾﺎﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﻟم ﯾﺗﺳﻠم ورﻗﺔ اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﺷﺧﺻﯾﺎ ،وﻟم ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺣﺿور
ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ واﻟﻣراﻓﻌﺎت ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺣﻛم ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﺟﺎزت ﻓﯾﻪ
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ 2طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،وﺑذﻟك ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 1/409ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ "ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻏﯾﺎﺑﯾﺎ ،ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﻪ إذا ﻣﺎ ﻗدم اﻟﻣﺗﻬم
ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻩ
أن ﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﻐﯾﺎﺑﻲ ﺻﺎدر ﻓﻲ ﺟﻧﺣﺔ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ :ﯾﺟب إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛون اﻟﺣﻛم ﻏﯾﺎﺑﯾﺎ
أن ﯾﻛون ﺻﺎد ار ﻓﻲ ﺟﻧﺣﺔ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرت اﻟﺣﻛم ﻣوﺿوع
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ إذ ﯾﺳﺗوي أن ﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﻐﯾﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺣﺔ أو اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺻﺎد ار ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أو
ﻣن ﻣﺟﻠس أو ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻗد ﻓﺻﻠت ﻓﯾﻬﺎ ﻟﺳﺑب أو ﻵﺧر وﻗد
ﻧص اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹﺟراءات اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻧﻔس اﻷﺳﻠوب وﻧﻔس اﻹﺟراءات
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ.
وﯾﺟب أن ﯾﻘدم اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﺧﻼل 10أﯾﺎم اﻋﺗﺑﺎر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم ﻣوﺿوع
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﻬم ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﯾوم اﻷﺧﯾر ﻫو ﯾوم ﻋطﻠﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﻓﯾﻣﺗد
اﻟﻣﯾﻌﺎد إﻟﻰ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ .3
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 101
2ﻣوﻻي ﻣﻠﯾﺎﻧﻲ ﺑﻐدادي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .460
3
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 1/411ق إ ج":ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻏﯾﺎﺑﯾﺎ إﻟﻰ اﻟطرف اﻟﻣﺗﺧﻠف ﻋن اﻟﺣﺿور وﯾﻧوﻩ ﻓﻲ ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ أن
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺟﺎﺋزة اﻟﻘﺑول ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ 10أﯾﺎم اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم إذا ﻛﺎن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﻬم وﺗﻣدد ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻠﺔ إﻟﻰ
ﺷﻬرﯾن إذا ﻛﺎن اﻟطرف اﻟﻣﺗﺧﻠف ﯾﻘﯾم ﺧﺎرج اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ"
108
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 412ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ إذا ﻟم ﯾﺣﺻل ﺗﺑﻠﯾﻎ
اﻟﺣﻛم اﻟﻐﯾﺎﺑﻲ ﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﻬم ﺗﻌﯾن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ
واﻟﺗﻲ ﺗﺳري اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟﺣﻛم ﺑﺂﺧر ﻣوطن ﻛﺎن ﯾﺳﻛﻧﻪ اﻟﻣﺗﻬم أو إﻟﻰ ﻣﻘر اﻟﻣﺟﻠس
اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻪ اﻟﻣﺗﻬم أو إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟدى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ٕواذا ﻟم ﯾﺣﺻل
اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﻟم ﯾﺧﻠص ﻣن أي إﺟراء ﺗﻧﻔﯾذي ﻣﺎ ،أن اﻟﻣﺗﻬم ﻗد أﺣﯾط ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺣﻛم اﻹداﻧﺔ
ﻓﺈن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺗﻛون ﺟﺎﺋزة اﻟﻘﺑول ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻧﻘﺿﺎء ﻣواﻋﯾد
اﻟﺳﻘوط اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ،وﺗﺳري ﻣﻬﻠﺔ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫذﻩ اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن اﻟﯾوم اﻟذي أﺣﯾط
ﺑﻪ اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟﻐﯾﺎﺑﻲ.
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ إذا ﺗوﻓرت ﺷروطﻬﺎ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻣن ﺟدﯾد 1أﻣﺎم ﻧﻔس
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرت اﻟﺣﻛم اﻟﻐﯾﺎﺑﻲ ،وﯾﺗوﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ
وﻫﻲ وﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻌﺎرض ﻓﯾﻪ ﻣﻊ ﻋدم إﻣﻛﺎن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣرة أﺧرى ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر
ﻓﻲ ﻏﯾﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرض اﻟذي ﺗﻐﯾب ﻋن اﻟﺣﺿور ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف :ﯾﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف طرﯾق طﻌن ﻋﺎدي ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻣن
ﻣﺣﻛﻣﺔ درﺟﺔ أوﻟﻰ )ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺟﻧﺢ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت( ،واﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﻫو طرح اﻟدﻋوى ﻣن ﺟدﯾد أﻣﺎم
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.2
اﻟﻔرع اﻷول اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻬﺎ :ﺣددت اﻟﻣﺎدة 416ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف
- 1اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻣواد اﻟﺟﻧﺢ اذا ﻗﺿت ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺣﺑس أو ﻏراﻣﺔ ﺗﺗﺟﺎوز 20.000دج
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ و 100.000دج ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي واﻷﺣﻛﺎم ﺑﺎﻟﺑراءة .
1
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 409ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻏﯾﺎﺑﯾﺎ ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﻪ
إذا ﻗدم اﻟﻣﺗﻬم ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،وﯾﺟوز أن ﺗﻧﺣﺻر ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﻪ اﻟﺣﻛم ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ "
2
ﻧظﻣت أﺣﻛﺎم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣواد ﻣن 416إﻟﻰ 438ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟ ارءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
109
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
-2اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻣواد اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺗﻠك اﻟﻣﺷﻣوﻟﺔ
ﺑوﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ"
وﻣﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ أو اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ أو اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺻل ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل
1
ﻋﺎرﺿﺔ أو دﻓوع ﻓﻬﻲ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف ﻟوﺣدﻫﺎ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧول ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺣددت اﻟﻣﺎدة 417ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻷطراف أو اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣق ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﻫﻲ
اﻟﻣﺗﻬم
واﻟﻣﺳؤول ﻋن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ووﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
واﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم
واﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎﺷر ﻓﯾﻬﺎ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
واﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ.
و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣدﻧﻲ ﯾﺗﻌﻠق ﺣق اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟﻣﺗﻬم واﻟﻣﺳؤول ﻋن اﻟﺣﻘوق
اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ﻣﯾﻌﺎد اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ٕواﺟراءاﺗﻪ :ﯾرﻓﻊ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ 10أﯾﺎم اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ﯾوم
اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟﺣﺿوري ﻏﯾر أن ﻣﻬﻠﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻻ ﺗﺳري إﻻ اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺷﺧﺻﻲ
أو ﻟﻠﻣواطن ٕ ،واﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﻘر اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي أو اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺣﻛم إذا ﻛﺎن ﻗد
ﺻدر ﻏﯾﺎﺑﯾﺎ أو ﺑﺗﻛرر اﻟﻐﯾﺎب أو ﺣﺿورﯾﺎ ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد 345
و ) 347ﻓﻘرة 1و (3و350
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف أﺣد اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ اﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻣﻘررة ﯾﻛون ﻟﻠﺧﺻوم اﻵﺧرﯾن ﻣﻬﻠﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ
ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻟرﻓﻊ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف.2
1
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 103
2
اﻟﻣﺎدة 418ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
110
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﯾرﻓﻊ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺗﻘرﯾر ﻛﺗﺎﺑﻲ أو ﺷﻔوي ﺑﻘﻠم ﻛﺗﺎب اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدر اﻟﺣﻛم اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ
1
وﯾﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أﺛران ﻫﻣﺎ:
اﻷﺛر اﻷول :ﻫو وﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ واﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف
وذﻟك ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 425ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ "ﯾوﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم أﺛﻧﺎء
ﻣﻬﻠﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وأﺛﻧﺎء دﻋوى اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣواد )357اﻟﻔﻘرة 2و،(3و365
و " 427 ،419واﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ أن اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺣﻛم ﯾوﻗف ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،إذ ﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺣﻛم أﺿ ار ار ﯾﺻﻌب إﺻﻼﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن ﻏﯾر أن ﻟﻬذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة اﺳﺗﺛﻧﺎءات أﻫﻣﻬﺎ :
ﯾﻔرج ﻓﻲ اﻟﺣﺎل وﻓو ار ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﺑراءﺗﻪ أو ﺑﺈﻋﻔﺎﺋﻪ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺔ أو اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ
ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم أو ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣﻊ إﯾﻘﺎف اﻟﺗﻧﻔﯾذ أو ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ ،وذﻟك رﻏم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻣﺎ
ﻟم ﯾﻛن ﻣﺣﺑوﺳﺎ ﻟﺳﺑب أﺧر وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 365ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
اﻷﺛر اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺛرﻩ اﻟﻧﺎﻗل واﻟذي ﻣﻔﺎدﻩ أن اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﯾﻘﺗﺿﻲ إﻋﺎدة طرح اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن ﺟدﯾد
أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻓﻲ ﺣدود اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣرﻓوع إﻟﯾﻪ.
ﻏﯾر أن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻧظرﻩ ﻟﻠدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ إﻟﯾﻪ ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ،ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ
أن ﯾﺗﻘﯾد ﺑﻘﯾود ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺣدد اﻹطﺎر اﻟذي ﯾﻧظر ﻓﯾﻪ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف واﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ أﺛﻧﺎء
اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﻘﯾد اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ طرﺣت أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﺑﻣوﺿوع اﻟﺗﻘرﯾر
اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺧﺻم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف )ﻧﯾﺎﺑﺔ ،ﻣﺗﻬم ،ﻣﺳؤول ﻋن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻣدﻋﻲ ﻣدﻧﻲ(،
وﯾﻔﺻل اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﻣواد اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻣﺷﻛﻼ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل
ﻣن رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء ،وﯾﻘوم اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم أو اﺣد ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ ﺑﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻬﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﻣﺎل
اﻟﺿﺑط ﯾؤدﯾﻬﺎ ﻛﺎﺗب اﻟﺟﻠﺳﺔ. 2
1
اﻟﻣﺎدة 420ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
اﻟﻣﺎدة 249ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
111
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ أﺣﻛﺎم اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﺑﻣوﺟب اﻟﻣواد ﻣن 495إﻟﻰ 528ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻠﻘﺎﻧﻲ" ،ﻣﺑﺎدئ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري" ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزء ،3ط
،1999ص .531
3
رؤوف ﻋﺑﯾد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .816
112
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم وﻗ اررات اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ آﺧر درﺟﺔ ﻓﻲ
ﻣواد اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ أو اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻘرار ﻣﺳﺗﻘل ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص أو اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻬﻲ اﻟﺳﯾر
ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻓﻲ ﻗ اررات اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟذي ﺗﺿرر ﻣﻧﻪ اﻟطﺎﻋن رﻏم ﻋدم
اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻪ
ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم وﻗ اررات اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ أﺧر درﺟﺔ ﻓﻲ
1
ﻣواد اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑوﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
أن ﯾﻛون اﻟﺣﻛم ﻗطﻌﯾﺎ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ﻓﺎﻷﺻل اﻟﻌﺎم أن اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻻ ﯾﺟوز إﻻ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع وﻫﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘطﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ،دون اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ
أو اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ أو اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟوﻗﺗﯾﺔ أو اﻷوﻟﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز اﻟطﻌن ﻓﯾﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ
اﻟﻧﻘض اﺳﺗﻘﻼﻻ ٕواﻧﻣﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻔﺎﺻل ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻧﻘض
ﺗﺑﯾن اﻟﻣﺎدة 497ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺣق وﻫﻲ -
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ أو ﻣن ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ أو اﻟوﻛﯾل اﻟﻣﻔوض ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑﺗوﻛﯾل ﺧﺎص
اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ إﻣﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو ﺑﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ﻣن اﻟﻣﺳؤول ﻣدﻧﯾﺎ"...
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ﻣﯾﻌﺎد اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض :إن ﻣﯾﻌﺎد اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻫو ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم وذﻟك ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟﺟﻣﯾﻊ أطراف اﻟدﻋوى ﻓﯾﺟوز اﻟطﻌن ﻓور ﺻدور اﻟﺣﻛم أو ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ
ﻟﯾوم ﺻدورﻩ ،ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷطراف اﻟدﻋوى اﻟذﯾن ﺣﺿروا أو ﺣﺿر ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﻬم ﯾوم اﻟﻧطق
1
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 496ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻓﯾﻬﺎ
113
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺑﺎﻟﺣﻛمٕ .واذا ﻛﺎن اﻟﯾوم اﻷﺧﯾر ﻟﯾس ﻣن أﯾﺎم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺗﻪ أو ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻪ ﺗﻣدد اﻟﻣﻬﻠﺔ
إﻟﻰ ﯾوم ﺗﺎﻟﻲ ﻣن أﯾﺎم اﻟﻌﻣل.1
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :أوﺟﻪ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 500ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ":ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﺑﻧﻰ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض إﻻ
ﻋﻠﻰ اﻷوﺟﻪ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص -2 ،ﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ -3. ،ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻗواﻋد ﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات،
-4اﻧﻌدام أو ﻗﺻور اﻷﺳﺑﺎب -5 ،إﻏﻔﺎل اﻟﻔﺻل ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟطﻠب أو ﻓﻲ أﺣد طﻠﺑﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ-6 ،ﺗﻧﺎﻗض اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻣن ﺟﻬﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ آﺧر درﺟﺔ أو اﻟﺗﻧﺎﻗض
ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﻪ اﻟﺣﻛم ﻧﻔﺳﻪ أو اﻟﻘرار -7 ،ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون أو ﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻘﻪ -8 ،اﻧﻌدام
اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ .وﯾﺟوز ﻟﻠﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ أن ﺗﺛﯾر ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ إﻟﻰ اﻷوﺟﻪ ﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر"
وﻟﻠطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض أﺛر أﻫﻣﻬﺎ إﯾﻘﺎف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم ﺧﻼل ﻣﯾﻌﺎد اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘضٕ ،واذا رﻓﻊ اﻟطﻌن
ﻓﺈﻟﻰ أن ﯾﺻدر اﻟﻘرار ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟطﻌن وﻻ ﯾوﻗف اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم
2
واﻟﻘ اررات اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑدﻣﺞ اﻟﻌﻘوﺑﺎت أو اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺗﻣﺎس إﻋﺎدة اﻟﻧظر :ﯾﻌد اﻟﺗﻣﺎس إﻋﺎدة اﻟﻧظر طرﯾق طﻌن ﻏﯾر ﻋﺎدي
وﺟﻌﻠﻪ اﻟﻣﺷرع وﺳﯾﻠﺔ ﻹﺛﺑﺎت ﺑراءة اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ،وﻗد ﻗﺻرﻩ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ
ﺣﺎزت ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻪ ،وﻛﺎﻧت ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻓﻲ ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ
اﻟﻔرع اﻷول ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻣﺎس إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﯾﻌرف إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﺑﺄﻧﻪ طرﯾق ﻟﻠطﻌن ﻏﯾر ﻋﺎدي
ﯾﻘوم أﺻﻼ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ وﻟﯾس اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ
اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ،وﻗد ﻗﺻرﻩ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 531ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .أو ﻫو طرﯾق طﻌن ﻏﯾر ﻋﺎدي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ ﺧطﺄ ﻗﺿﺎﺋﻲ ،
وذﻟك ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم واﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑت ﻗوة
1
اﻟﻣﺎدة 498ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
اﻟﻣﺎدة 499ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
114
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻪ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻓﻲ ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ ﺗﺑﯾن أن أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻏﯾر
ﺻﺣﯾﺢ.1
531ﻣن ﻗﺎﻧون وﻟﺗﺣﻘق اﻟﺗﻣﺎس إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر ﺷروط ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻧﺻﻬﺎ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻣﺎس إﻋﺎدة اﻟﻧظر إﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم
اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻷﺣﻛﺎم إذا ﺣﺎزت ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻪ وﻛﺎﻧت ﺗﻘﺿﻲ
ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻓﻲ ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ وﯾﺟب أن ﺗؤﺳس
إﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺗﻧدات ﺑﻌد اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻓﻲ ﺟﻧﺎﯾﺔ ﻗﺗل ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﯾﺎم أدﻟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ
وﺟود اﻟﻣﺟﻧﻲ اﻟﻣزﻋوم ﻗﺗﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة.
أو إذا أدﯾن ﺑﺷﻬﺎدة اﻟزور ﺿد اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﺷﺎﻫد ،ﺳﺑق أن ﺳﺎﻫم ﺑﺷﻬﺎدﺗﻪ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت إداﻧﺔ
اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ.
أو ﻋﻠﻰ إداﻧﺔ ﻣﺗﻬم آﺧر ﻣن أﺟل ارﺗﻛﺎب اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ أو اﻟﺟﻧﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗوﻓﯾق
ﺑﯾن اﻟﺣﻛﻣﯾن.
أو أﺧﯾ ار ﺑﻛﺷف واﻗﻌﺔ ﺟدﯾدة أو ﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺗﻧدات ﻛﺎﻧت ﻣﺟﻬوﻟﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎة اﻟذﯾن ﺣﻛﻣوا
ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻣﻊ اﻧﻪ ﯾﺑدو ﻣﻧﻬﺎ ان ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ اﻟﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺑراءة اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺎس إﻋﺎدة اﻟﻧظر وﻣواﻋﯾدﻩ
ﯾرﻓﻊ طﻠب إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷوﺟﻪ اﻟﺛﻼث اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣﺑﺎﺷرة إﻣﺎ ﻣن وزﯾر
اﻟﻌدل أو اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ أو ﻧﺎﺋﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم أﻫﻠﯾﺗﻪ أو ﻣن زوﺟﻪ أو ﻓروﻋﻪ أو
أﺻوﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎﺗﻪ أو ﺑﺛﺑوت ﻏﯾﺑﺗﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ذﻟك ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ أو اﻟﻣﺳؤول ﻋن
اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻷن طﻠب إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻷـﺣﻛﺎم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﺎﻹداﻧﺔ.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ واﻟوﺟﻪ اﻟراﺑﻊ ﯾﺗم طﻠب إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻣن اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم وﺣدﻩ ﺳواء ﻣن
2
ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ أو ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب أﺻﺣﺎب اﻟﺷﺄن
1
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص390
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 531ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
115
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﻻ ﯾوﺟد ﻣﯾﻌﺎد ﻟطﻠب إﻋﺎدة اﻻﻟﺗﻣﺎس ،ﻓﻠم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﯾﻌﺎد ﻣﺣدد ﻟﺗﻘرﯾر طﻠب إﻋﺎدة
اﻟﻧظر ﻓﻬو ﺟﺎﺋز ﻓﻲ أي وﻗت وﻻ ﯾﺳﻘط اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﺑﻣﺿﻲ ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻓﻲ ﻫذا ﯾﻣﺗﺎز
طﻠب إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر طرق اﻟطﻌن اﻷﺧرى اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ واﻻﺳﺗﺋﻧﺎف واﻟﻧﻘض اﻟذي ﺣدد
ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣواﻋﯾد ﻣﻌﻠوﻣﺔ ٕواﻻ ﺳﻘط اﻟﺣق ﻓﯾﻬﺎ.
116
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
1
وﯾﺳﻣﻰ اﻟدﻟﯾل ﺛﺑﺗﺎ ،إذ ﻫو ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﺣق ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ ﺑﻌد أن ﻛﺎن ﻣﺗزﻟزﻻ ﺑﯾن اﻟﻣﺗداﻋﯾﯾن ،ﻓﯾﻘﺎل »:ﻻ أﺣﻛم ﺑﻛذا
إﻻ ﯾﺛﺑت أي ﺑﺣﺟﺔ ﺗﺛﺑت اﻟﺷﻲء اﻟﻣدﻋﯽ« ﻓﻣﻔﻬوم اﻹﺛﺑﺎت ﻋﻧد ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ :ﺗﺄﯾﯾد وﺟود ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن اﻟﺣﻘﺎﺋق ﺑﺄي دﻟﯾل ﻣن
اﻷدﻟﺔ .ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺣﯾط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷروق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ص 288
2
ﺳورة اﻟرﻋد ،اﻻﯾﺔ39
117
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﯾﻌرف اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻣوﺿوع اﻹﺛﺑﺎت
اﻟﺟزاﺋﻲ ﯾﺗﺿﻣن إﺛﺑﺎت وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،ﻧﺳﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟﻠﻣﺗﻬم ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص إذا
ﻛﺎن ﻫو اﻟﺟﺎﻧﻲ.1
أو ﻫو إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﯾراد ﺑﻪ إﺛﺑﺎت اﻟوﻗﺎﺋﻊ
ﻟﺗوﺿﯾﺢ وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﺷﺎرع وﺣﻘﯾﻘﺔ ﻗﺻدﻩ ﻓﺎﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون وﺗﻔﺳﯾرﻩ وﻫو
ﻋﻣل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ 2واﻟﻣﻼﺣظ أن ﻧطﺎق اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل أﻣﺎم ﻗﺿﺎة
اﻟﺣﻛم ﺑل أﻧﻪ ﯾﺗﺳﻊ ﻹﻗﺎﻣﺗﻪ أﻣﺎم ﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑل وﺳﻠطﺔ اﻻﺳﺗدﻻل ﻛذﻟك وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن
ﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أوﺳﻊ ﻣن أن ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ وﺗﻌﺑﯾر إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل ﯾﺷﻣل
اﻟﺗﻧﻘﯾب ﻋﻧﻪ ﺛم ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﺛم ﺗﻘدﯾرﻩ ﻓﻘد أﺧﺿﻊ اﻟﺷﺎرع ﻛل ذﻟك ﻟﻘواﻋد ﺗﺣﻛﻣﻪ.3
وﯾﺣﺗل ﻋﻧﺻر اﻹﺛﺑﺎت ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣرﻣوﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
واﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻫو اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق وﻹﻟزام اﻵﺧرﯾن ﺑﺎﻟواﺟﺑﺎت،
وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﯾس ﻟﻠﺣق آﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻌﺟز ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻋن إﺛﺑﺎﺗﻪ ،إذ أن إﺛﺑﺎت اﻟﻔﻌل
اﻟﻣوﻟد ﻟﻠﺣق ﻫو اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻫذا اﻟﺣق ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ وﯾﺗﺟرد اﻟﺣق ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻪ إذا ﻟم ﯾﻘم
اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ وﺟودﻩ أو ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎدث أو اﻟﻔﻌل اﻟﻣوﻟد ﻟﻪ ،ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺣﺎدث أو اﻟﻔﻌل
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ أو ﻣﺎدﯾﺎ ﻓﺎﻹﺛﺑﺎت ﻫو ﻗﯾﺎم اﻟﺣق وﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ﯾﻘﺎل ﺣﯾث ﻻ إﺛﺑﺎت. 4...
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻣﯾﯾز اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ ﻋن اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣدﻧﻲ ﺗﺷﺗرك اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟدﻋوى
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻷدﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻪ ﻟﺗﻛوﯾن إﻗﻧﺎﻋﻪ ٕواﺻدار
ﺣﻛﻣﻪ ،وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟدﻋوﺗﯾن أن ﺗﻘدم اﻷدﻟﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺧﺻم اﻵﺧر ،ﻣﻊ ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن
1
اﻟﻌرﺑﻲ ﺷﺣط ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن
ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2006 ،ص .09
2
ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1982 ،ص.417
3
ﻓوزﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1987 ،ص .283
4
ﻣﻧﺎﻧﻲ ﻓراح ،أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2008 ،ص.9
118
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ واﻟﺗﺄﻛد ﻣﻧﻬﺎ ،وﻋدا ذﻟك ﻓﺈن ﻧظﺎم اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﻧظﺎم اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣدﻧﻲ
ﻓﻲ ﻋدة ﻓروق ﺟوﻫرﯾﺔ.1
ﻓﻣن ﺣﯾث اﻟﻐرض ﻣن اﻹﺛﺑﺎت ،ﻓﺎﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣن أن
ﺗظل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺣل ﺑﺣث وﺗﻧﻘﯾب إﻟﻰ أن ﺗﺻل ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻌﻠم واﻟﯾﻘﯾن ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻘدم اﻟدﻟﯾل اﻟﻛﺎﻣل
ﻋﻠﻰ إداﻧﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﻣﺎ ،ﺑل ﯾﺟب اﻟﺣﻛم ﺑﺑراءﺗﻪ ﻷن
اﻷﺻل ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺑراءة إﻟﻰ أن ﺗﺛﺑت إداﻧﺗﻪ ﺑدﻟﯾل ﺗﻘﺑﻠﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﻻ ﯾدع ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺷك ﻓﯾﻪ،
أﻣﺎ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﯾﻔﺗرض اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻧزاع ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣق
ﯾدﻋﻰ ﺑﻪ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ.
وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﻻ ﺗطﺑق ﺑﺎﻟﺿرورة ﻓﻲ
ﻣﯾدان اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﺎﻻﻋﺗراف ﻣﺛﻼ اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻹﻗرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻬو وﺳﯾﻠﺔ إﺛﺑﺎت
ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣواد اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وﻗد ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة 341ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري
اﻹﻗرار أﻧﻪ "اﻹﻗرار ﻫو ِاﻋﺗراف اﻟﺧﺻم أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺑواﻗﻌﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣدﻋﻰ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ وذﻟك
أﺛﻧﺎء اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟواﻗﻌﺔ"
وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 342ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون "اﻹﻗرار ﺣﺟﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘر وﻻ ﯾﺗﺟ أز اﻹﻗرار ﻋﻠﻲ
ﺻﺎﺣﺑﻪ إﻻ إذا ﻗﺎم ﻋﻠﻰ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺗﻌددة و ﻛﺎن وﺟود واﻗﻌﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺗﻣﺎ وﺟود اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻷﺧرى "
ﻓﻘﺎﻋدة ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻹﻗرار ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣدﻧﻲ ﻻ ﺗطﺑق ﻓﻲ
اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫدا أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﺟزﺋﺔ إﻗرار اﻟﻣﺗﻬم ،ﻓﯾﺟوز
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾرﻓﺿﻪ ﻛﻛل أو ﯾﺄﺧذ ﺑﻌض ﻋﻧﺎﺻرﻩ و ﯾﺳﺗﺑﻌد اﻟﺑﻌض اﻷﺧر.
1اﻟﯾﺄس أ ﺑو ﻋﯾد ،ﻧظرﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟزﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،
.2005ص 05
119
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺑﺎدئ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﻌدة ﻣﺑﺎدئ ﻧﺟﯾز
أﻫﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
اﻟﻔرع اﻷول ﻣﺑدأ اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﺷﺧﺻﻲ )اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ( ﺗﻌد أﻗدس وأﻋظم اﻟﻣﻬﺎم
اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫﻲ ﺗﻘدﯾر اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ
اﻟﺧﺻوﻣﺎت ﺑﺣﻛم ﻋﺎدل ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻣظﻠوم ﺣﻘﻪ وﯾرﺟز اﻟظﺎﻟم ﻋن ﻏﯾﻪ ،وﯾﺣﻘق ﺑذﻟك ﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻔرد واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺗﻠك ﻫﻲ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻛﺿرورة ﻻ ﺑدﯾل ﻋﻧﻬﺎ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻟدول
َﻫﻠِﻬَﺎ َ ٕوِا َذا واﻟﺣﺿﺎرات ،ودﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ﴿ :إِ ﱠن اﻟﻠﱠﻪ ﯾﺄْﻣرُﻛم أَن ﺗُؤﱡدوا ْاﻷَﻣ َﺎﻧ ِ
ﺎت إِﻟَ ٰﻰ أ ْ َ َ َ َ ُُ ْ
ﯾر﴾،1 ﺻ ًا ﺎس أَن ﺗَ ْﺣ ُﻛﻣوا ﺑِﺎْﻟﻌ ْد ِل إِ ﱠن اﻟﻠﱠﻪ ﻧِ ِﻌ ﱠﻣﺎ ﯾ ِﻌظُ ُﻛم ﺑِ ِﻪ إِ ﱠن اﻟﻠﱠﻪ َﻛﺎن ﺳ ِﻣﯾﻌﺎ ﺑ ِ
َﺣ َﻛ ْﻣﺗُم َﺑ ْﯾ َن اﻟﱠﻧ ِ
َ َ َ ً َ َ َ َ ُ
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺑد أن ﯾرﺟﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ ﺿﻣﯾرﻩ ﻗﺻد ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ،طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘدﯾر اﻷدﻟﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎﻋﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ ،وﺑﻣﻌﻧﻰ أﺧر أن ﻫذﻩ اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧﺷﺎط
ﻋﻘﻠﻲ ،ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﺷرع ﻻ ﯾﺗدﺧل ﻟﯾﺑﯾن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ ﻟﺗرﺟﻣﺗﻬﺎ إﻟﻰ واﻗﻊ
ﻣﻧﺗﺞ ،ﻓﻠم ﯾرﺳم ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻛﯾف ﯾﻔﻛر وﻻ ﻛﯾف ﯾﺷﻛل ﻣﻌﺎدﻟﺗﻪ اﻟذﻫﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻘدﯾر اﻷدﻟﺔ
ﻟﯾﺻل ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔٕ ،واﻧﻣﺎ وﺿﻊ ﺿواﺑط وﺣدد ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺗرﺗب ﻓور ﻗﯾﺎم ﻣﻘدﻣﺎﺗﻬﺎ،
وﻟﻬذا ﻓﺈن اﻟﺟﻬد اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ اﻟذي ﯾﺑدﻟﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻣﻛون ﻟﻘﻧﺎﻋﺗﻪ
ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﻓرز اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن اﻟدﻟﯾل ﻣﺣل ﺗﻘدﯾرﻩ.2
وﻟﻌل اﻟﻬدف ﻣن ﻣﺑدأ اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻫو اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟواﻗﻊ
اﻹﺟراﻣﻲ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن اﻗﺗﻧﺎﻋﻪ وﻋﻘﯾدﺗﻪ وﻫو ﺑذﻟك
ﻣﻠزم ﺑﺄن ﯾؤﺳس ﺣﻛﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺟزم ﺑﺎﻟﯾﻘﯾن دون اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺷك ﻷن ذﻟك ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن
ﯾﻛون اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻬم وﻓق ﻗﺎﻋدة "اﻟﺷك ﯾﻔﺳر ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻬم" وﻛذﻟك "ﻣﺑدأ ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة".
وﻟذﻟك ﻻﺑد أن ﯾﻌطﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻷدﻟﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ
أﻣﺎﻣﻪ ﻓﻲ اﻟدﻋوى وﯾﺄﺧذ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻘﺗﻧﻊ ﺑﺻﺣﺗﻪ ﻛدﻟﯾل وﯾﺗرك ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺗﻧﻊ ﺑﻪ ،وﯾطﻣﺋن إﻟﯾﻪ
1
ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء ،اﻵﯾﺔ 58
2
اﻟﻌرﺑﻲ ﺷﺣط ،ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 22
120
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺿﻣﯾرﻩ ﺳواء ﻹﺛﺑﺎت اﻹداﻧﺔ أو إﺛﺑﺎت اﻟﺑراءة ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن ﻫﻧﺎك ﻣﺑررات ﻋدﯾدة ﺗﻣﻠﻲ ﻣﻧﺢ
ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺳﻠم ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن
اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺧرى.
ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﺗﺿﻣﻧت ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺎدة 212ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻧﺻﻬﺎ " :ﯾﺟوز إﺛﺑﺎت اﻟﺟراﺋم ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﻣن طرق اﻹﺛﺑﺎت ﻣﺎﻋدا
اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ذﻟك ،ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺻدر ﺣﻛﻣﻪ ﺗﺑﻌﺎ ﻻﻗﺗﻧﺎﻋﻪ اﻟﺧﺎص .وﻻ
ﯾﺻوغ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺑﻧﻲ ﻗ اررﻩ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌرض اﻟﻣراﻓﻌﺎت ،واﻟﺗﻲ
ﺣﺻﻠت اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺿورﯾﺎ أﻣﺎﻣﻪ "1.
وﯾﻘول اﻷﺳﺗﺎذ " :ﺑﯾرﻧﺎرﺑوﻟوك وﻫﺎرﯾﺗﯾﻧﻲ ﻣﺎﺗﺳوﺑوﻟوا" :إن اﻷطراف ﯾﻣﻛﻧﻬم اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
2
ﺑﺄي طرﯾق ﻣن طرق اﻹﺛﺑﺎت دون أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك أي ﺗرﺗﯾب ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ".
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﯾﻌد ﻧظﺎم اﻹﺛﺑﺎت ﻣن أﻛﺛر اﻟﻧظم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗطورا ،وﻗد ﻣرت ﻧظم اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ ﻣراﺣل
ﺧﻣس ﻣن ﻣراﺣل اﻟﺗطور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻫﻲ:3
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺣرﯾﺔ وﻛﺎن اﻟﺳﺣرة واﻟﻌراﻓون ﯾﻠﺟؤون ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺷﻌوذة واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﺣر ﻟﻣﻌرﻓﺔ
ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
1وﻗد أﻛدت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣ ار ار ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت و ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻣن دﯾﺳﻣﺑر ،1984
ﻓﺻﻼ ﻓﻲ اﻟطﻌن رﻗم 17628اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﻪ" :ﺣﯾث أن ﻣﺎ ﯾﻧﻌﺎﻩ اﻟطﺎﻋن ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﯾﺗﻌﻠق ﻓﻌﻼ ﺑﺗﻘدﯾر
اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻷدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت اﻟذي ﯾدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ،وﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻣن ﻛﺎﻧت اﻷﺳﺋﻠﺔ
اﻟﻣطروﺣﺔ واﻷﺟوﺑﺔ اﻟﻣﻌطﺎة ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻌﻠﯾل وﻗد وﻗﻌت ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ .اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ،
اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،1989 ،ص 230
2
Bénarde Bouloc et Hacitini Masoupulou, Droit pénal général et procédure pénale , 17
édition, Dalloz, paris,2009,p242
3
Feveice (E) le sociologie criminelle, paris, 1971, p 87
121
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ أو ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎم إﻟﻰ اﻵﻟﻬﺔ وﻓﯾﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻠﺟﺄ اﻟﺑﺷرﯾﺔ إﻟﻰ أﺳﺎﻟﯾب ﻏﯾﺑﯾﺔ
ﺗزﻋم أﻧﻬﺎ ﺗﺗﺻل ﺑﺎﻟﻘوى اﻟﺧﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗؤﻫﻠﻬﺎ ﻟﺗدﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
ﻣرﺣﻠﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ :وﻓﯾﻬﺎ ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻷدﻟﺔ وﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺑﺻورة ﺣﺻرﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺧروج ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ :وﻓﯾﻬﺎ ﺗﺗﻌدد اﻷدﻟﺔ وﺗﺗﻧوع ﻷن أﺳﺎس اﻹﺛﺑﺎت ﻓﯾﻬﺎ ﯾرﺗﻛز إﻟﻰ
ﺿﻣﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻗﻧﺎﻋﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
ﻣرﺣﻠﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ :وﻓﯾﻬﺎ ﯾﻛون ﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺣري اﻟﻌﻠﻣﻲ دور أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
وﺑﻌد ﻣور اﻟزﻣن ﺑﻘﻲ ﻧظﺎﻣﯾن ﻟﻺﺛﺑﺎت ﻧظﺎم اﻷدﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻧظﺎم اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑروز ﻧظﺎم ﺟدﯾد ﻟﻺﺛﺑﺎت ﻫو ﻧظﺎم اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻷول وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﺗﻌددت وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ أطراف اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻹﺛﺑﺎت ﻛل ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﺗدﻋﯾﻪ ﺳواء ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻣدﻋﻲ أو اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﻪ أو اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺳﻧﺟﯾز ﺷرﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
اﻻﻋﺗراف ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔِ :
اﻻﻋﺗراف ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن اﻟﻔرع اﻷول ِ
1
،وﯾﻌرف اﻻﻋﺗراف ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻫو إﻗرار ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﺛﺑﺎت ﯾﺗرك ﻟﺣرﯾﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺻﺎدر ﻣن اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻪ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻬﻣﺔ و اﻻﻋﺗراف ﻫو ﺗﺻرﯾﺢ ﺻﺎدر
ﻣن اﻟﻣﺗﻬم ﻧﻔﺳﻪ و ﯾﻘر ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ أﻧﻪ ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧﺳوب إﻟﯾﻪ إﻣﺎ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ،وﻟﻣﺎ
ﯾﻛن إﻗرار اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ اﻗرب إﻟﻰ اﻟﺻدق ﻣن ﺷﻬﺎدﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ ﻓﻬو أﻗوى ﻣن اﻟﺷﻬﺎدة،
ﺑل أن اﻻﻋﺗراف إذا ﺗم ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻬو أﻗوى ﻣن اﻟﺷﻬﺎدة ﺑل أن اﻻﻋﺗراف إذا ﺗم ﺑﻬذا
اﻟﻣﻌﻧﻰ واطﻣﺄﻧت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻬو ﺳﯾد اﻷدﻟﺔ.2
وﯾﺗﺣﻘق اﻻﻋﺗراف ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺗوﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﻧﺟﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
1
اﻟﻣﺎدة 213ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
راﺟﻊ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 50
122
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻹﻗرار اﻟﺻﺎدر ﻣن ﻣﺟﻧون أو ﺻﻐﯾر اﻟﺳن أو اﻟواﻗﻊ ﺗﺣت اﻹﻛراﻩ أو اﻟﺳﻛر ِاﺿطراري
ﺑﺳﺑب اﻟﺧﻣر أو اﻟﻣﺧدرات أو اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر ﻛﻣﺎ ﯾﺑطل ِ
اﻻﻋﺗراف إذا وﻗﻊ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻏش أو ﺧداع أو
ِاﺣﺗﯾﺎل ٕ ،واذا ﺗﻌﻣد اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺻﻣت ﻓﻼ ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك اﻧﻪ ﻣدان ﻓﻘد ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺻﻣت اﻟﻣﺗﻌﻣد
وﻟﯾد أﺳﺑﺎب ﻋدﯾدة وﻋﻠﯾﻪ إذا رﻓض اﻟﻣﺗﻬم اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻘق أو اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺗﺧذ
ﻣن اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﻫذﻩ ﻗرﯾﻧﺔ ﺿدﻩ أو إﻛراﻫﻪ ﻟﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻼم ٕواﻻ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑطﻼن
اﻻﺳﺗﺟواب واﻟﺣﻛم اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ.1
-أن ﯾﻛون اﻟﺷﺧص ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ ﻣوﺟودا ِﻓﺎن ﺣدﺛت اﻟوﻓﺎة ﻗﺑل
رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﺗﻌﯾن إﺻدار أﻣر ﺑﺣﻔظ اﻟدﻋوى ،وِان ﻛﺎﻧت اﻟوﻓﺎة أﺛﻧﺎء ﺳﯾرﻫﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻓﯾﺗﻌﯾن اﻟﺣﻛم ِﺑﺎﻧﻘﺿﺎﺋﻬﺎ.
اﻻﻋﺗراف ﺻرﯾﺢ ﻻ ﯾﺣﻣل أي ﺗﺄوﯾل ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط ﻟوﺿوح اﻻﻋﺗراف ﻫﻧﺎ ِاﺳﺗﻌﻣﺎل
-أن ﯾﻛون ِ
ﻋﺑﺎرات دون ﻏﯾرﻫﺎ ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن ﺗدل أﻗوال اﻟﻣﺗﻬم ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت أﻧﻬﺎ إﻗرار ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻧﺻب
ﻏﻠﻲ ﻧﻔس اﻟواﻗﻌﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺗﻬﻣﺔ.2
-أن ﯾﺻدر اﻻﻋﺗراف أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﻪ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾس ﺣﻛﻣﻪ أﻣﺎ
اﻻﻋﺗراف أﻣﺎم اﻟﺿﺑطﯾﺔ أو ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ِ
اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻼ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ أي ﻻﺑد أن ﯾﻛون
اﻻﻋﺗراف أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء .3
-أن ﯾﺻد ار ﻻﻋﺗراف ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻲ إﺟراءات ﺻﺣﯾﺣﺔ ﺣﯾث ﯾﺗطﻠب اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺛﻼ أن ﯾﻛون
اﻟﺗﻔﺗﯾش أو اﻟﻘﺑض ﺻﺣﯾﺣﺎ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻹﺟراء اﻟذي ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻹﺟراء ﺑﺎطﻼ ﻓﯾﻛون
اﻻﻋﺗراف ﺑﺎطﻼ .4
1
اﻟﻌرﺑﻲ ﺷﺣط ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 90
2
ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 114
3
زﺑدة ﻣﺳﻌود ،اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﺟزاﺋر ،1989 ،ص 23
4
ﺟﻼل ﺛروت ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 482
123
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
أﻣﺎ ﻋن ﺷﻛل اﻻﻋﺗراف ﻓﻘد ﯾﻛون ﺷﻔﻬﯾﺎ أو ﻣﻛﺗوﺑﺎ أو أي ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻛﺎف ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت واﻻﻋﺗراف
اﻟﺷﻔﻬﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺛﺑت ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﻣﺣﺿر اﻻﺳﺗﺟواب أو ﯾدﻟﻲ ﺑﻪ اﻟﻣﺗﻬم ﻟﻘﺿﻲ
اﻟﺣﻛم أﺛﻧﺎء ِاﺳﺗﺟواﺑﻪ ﯾوم اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،وﻫو ﺳواء ﻛﺎن ﺷﻔﻬﯾﺎ أو ﻣﻛﺗوﺑﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ و ِاﻗﺗﻧﺎﻋﻪ. 1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺷﻬـﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ 2:ﺗﻌرف اﻟﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة أﻗوال ﺗﺻدر ﻣن
ﺷﺧص ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟواﻗﻌﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ذاﺗﻬﺎ وﻋﺎﻧﻬﺎ ﺑﺣواﺳﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻣﻊ أو اﻟﺑﺻر أو اﻟﺷم
أو اﻟدوق أو اﻟﻠﻣس ،وﻟﻬذا ﻗﯾل ﺑﺎن اﻟﺷﻬود ﻫم ﻋﯾون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وأذاﻧﻬﺎ 3وﻫﻲ دﻟﯾل ﺷﻔوي
وﻫدا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 233ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ "ﯾؤدي اﻟﺷﻬود ﺷﻬﺎدﺗﻬم
ﺷﻔوﯾﺎ ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻬم ﺑﺻﻔﺔ ِاﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺳﺗﻧدات ﺑﺗﺻرﯾﺢ ﻣن اﻟرﺋﯾس ،وﯾﻘوم
اﻟرﺋﯾس ﺑﻌد أداء ﻛل ﺷﺎﻫد ﻟﺷﻬﺎدﺗﻪ ﺑﺗوﺟﯾﻪ ﻣﺎ ﯾراﻩ ﻻزﻣﺎ ﻣن أﺳﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﻫد وﻣﺎ ﯾﻘﺗرﺣﻪ
ﻋﻠﯾﻪ أطراف اﻟدﻋوى ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ إن ﻛﺎن ﺛﻣﺔ ﻣﺣل ﻟذﻟك ،وﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣرﯾﺔ ﺗوﺟﯾﻪ ﻣﺎ ﺗراﻩ
ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن واﻟﻰ اﻟﺷﻬود ،وﯾﺟوز ﻟﻠﺷﺎﻫد أن ﯾﻧﺳﺣب ﻣن ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺟﻠﺳﺔ
ﺑﻌد أداء ﺷﻬﺎدﺗﻪ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘرر اﻟرﺋﯾس ﻏﯾر ذﻟك"
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﺷﺎﻫد ﻻ ﯾﺣﺳن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﯾﺟوز اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺗرﺟم ٕواذا ﻛﺎن أﺻﻣﺎ أو أﺑﻛﻣﺎ
ﺗوﺿﻊ اﻷﺳﺋﻠﺔ و ﺗﻛون اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ و إذا ﻟم ﯾﻛن ﯾﻌرف اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﯾﻧدب ﻟﻪ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺗرﺟﻣﺎ ﻗﺎد ار ﻋﻠﻲ اﻟﺗﺣدث ﻣﻌﻪ وﯾذﻛر ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر ِاﺳم اﻟﻣﺗرﺟم اﻟﻣﻧﺗدب
4
وﻟﻘﺑﻪ وﻣﻬﻧﺗﻪ وﯾﻧوﻩ ﻋن ﺣﻠﻔﻪ اﻟﯾﻣﯾن ﺛم ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺿر"
1
راﺟﻊ ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص90
2ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺣﻛﺎم ﺷﻬﺎدة اﻟﺷﻬود ﻛدﻟﯾل ﻟﻺﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 220إﻟﻰ 238ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3
اﻟﻌرﺑﻲ ﺷﺣط ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 99
4اﻟﻣﺎدة 92ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
124
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﺷﻬﺎدة اﻟﺷﻬود دﻟﯾﻼ ﻟﻼﺑﺛﺎت ﯾﻌﺗد ﺑﻪ ،ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓر اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ 1أن ﯾﻛون
ﻓﻲ اﺳﺗطﺎﻋﺔ اﻟﺷﺎﻫد أداء اﻟﺷﻬﺎدة أي ﻗﺎد ار ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﺳواء ﺑﺎﻟﻛﻼم أو اﻹﺷﺎرة
أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو اﻟرﺳم .
أن ﺗﻧﺻب اﻟﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أدرﻛﻪ اﻟﺷﺎﻫد ﻣن وﻗﺎﺋﻊ ﺑﺣواﺳﻪ أو ﻋﻠﻰ ظروف ذات ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ
وﺻف اﻟﺟرﯾﻣﺔ و ﺗﻘدﯾر ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ ﻛوﺟود ﺻﻠﺔ اﻟﻘراﺑﺔ أو اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻹﺟراﻣﻲ ﻟﻠﻣﺗﻬم .
أن ﺗﻛون ﺻﺎدرة ﻋن ﺷﺎﻫد ﺑﻠﻎ 16ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ و إﻻ ﺳﻣﻌت ﻋﻠﻲ ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗدﻻل ﺑدون
ﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن. 2
أن ﯾﺣﻠف اﻟﺷﺎﻫد اﻟﯾﻣﯾن ﻗﺑل أداء اﻟﺷﻬﺎدة ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 227ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " ﯾﺣﻠف اﻟﺷﻬود ﻗﺑل أداء ﺷﻬﺎدﺗﻬم اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة "93وﺗﻌد
ﻻﺧد
ﺷﻬﺎدة اﻟﺷﻬود ﻛدﻟﯾل إﺛﺑﺎت ﯾرﺟﻊ إﻟﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻟذﻟك ﺟﺎز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ا ْ
ﺑﺎﻟﺷﻬﺎدة ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ أو رﻓﺿﻬﺎ أو ﺗرﺟﯾﺢ ﺷﻬﺎدة ﺷﺎﻫد ﻋﻠﻰ أﺧرى .3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻛﺂﻟﯾﺔ إﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻣﺷﺎﻫدة واﺛﺑﺎت
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻬﺎ وﺗﻔﯾد ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﺛﺑﺎت
ﺣﺎﻟﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟﻬم ﺻﻠﺔ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻬﺎ وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى إﺛﺑﺎت ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﻣﺎدﯾﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ .4
و اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻛﺈﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﺗرك أﻣر ﺗﻘدﯾر ﻣدى ﺿرورﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻘق،
ﻓﺈذا ﺑﺎدر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺈﺟراء اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ وﺟب ﻋﻠﯾﻪ ِ
اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻲ ﻣﻛﺎن ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ٕواﺟراء اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻗﺑل زوال أﺛﺎر اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﺗﻐﯾر ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻣﻛﺎن ﺧوﻓﺎ ﻣن ﺿﯾﺎع اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إذا
79ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات ﺗﺑﺎطﺄ اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻟﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة
ﻫﻼﻟﻲ ﻋﺑد اﻟﻼﻩ اﺣﻣد ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر ،ص 799
1وﻣﺎﯾﻠﯾﻬﺎ
2اﻟﻣﺎدة 228ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ "ﺗﺳﻣﻊ ﺷﻬﺎدة اﻟﻘﺻر اﻟذﯾن ﻟم ﯾﻛﻣﻠوا اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻋﺷر ﺑﻐﯾر ﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن
3
اﻟﻌرﺑﻲ ﺷﺣط ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 120
4
ﻓوزﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق332 ،
125
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " ﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ أﻣﺎﻛن وﻗوع اﻟﺟراﺋم ﻹﺟراء ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺎت
اﻷزﻣﺔ أو ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺗﻔﺗﯾﺷﻬﺎ ،وﯾﺧطر ﺑداﻟك وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذي ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣراﻓﻘﺗﻪ وﯾﺳﺗﻌﯾن
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق داﺋﻣﺎ ﺑﻛﺎﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾق وﯾﺣرر ﻣﺣﺿ ار ﺑﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻣن إﺟراءات ".
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ :ﺗﻠﻌب اﻷدﻟﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻬﻲ أوراق ﺗﺣﻣل
ﺑﯾﺎﻧﺎت و ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺳﻧﻘوم ﺑﺷرﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ
اﻟﻣـﺣﺎﺿر أو اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺣررﻫﺎ ﺟﻬﺎت ﺟﻣﻊ اﻻﺳﺗدﻻﻻت وﺟﻬﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﺗﻌد أﻫم
اﻟﻣﺣررات ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و دﻟﯾﻼ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟراﺋم وﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﻣﺣﺿر واﻟﺗﻘرﯾر أﻫﻣﯾﺔ إﻻ
إذا ﻛﺎن ﺻﺣﯾﺣﺎ ﺑﺗواﻓر ﺷروطﻪ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ وﯾﻛون ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻛﺎﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻫو اﻟذي ﺣررﻩ أﺛﻧﺎء ﻣﺑﺎﺷرة أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ و ﺗﺿﻣن ﻣوﺿوع داﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق ِاﺧﺗﺻﺎﺻﻪ. 1
وﺗﻧﻘﺳم اﻟﻣﺣﺎﺿر إﻟﻰ أﻧواع ﻓﻬﻧﺎك ﻣﺣـﺎﺿر ﺟﻣﻊ اﻻﺳﺗدﻻﻻت :وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﻲ
ﯾﺣررﻫﺎ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺗﺗﺿﻣن إﺟراءات اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري و ِ
اﻻﺳﺗدﻻل ﻋن اﻟﺟراﺋم
وﻋن ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ،وﻟﻘد أوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﯾﺣرروا ﻣﺣﺎﺿر ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﻬم
وﯾوﻗﻌون ﻋﻠﯾﻬﺎ وﯾﺑﯾﻧون ﻓﯾﻬﺎ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣوا ﺑﻬﺎ و ﯾرﺳﻠوﻧﻬﺎ إﻟﻲ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﯾﻘرر
ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻣﺎ ﯾﺗﺣذﻩ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ . 2وﻫﻧﺎك ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﺗﻲ
ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣري ﻛل أدﻟﺔ ِ
اﻻﺗﻬﺎم وأدﻟﺔ
اﻟﻧﻔﻲ .
1
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 214ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " ﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﻣﺣﺿر أو اﻟﺗﻘرﯾر ﻗوة اﻹﺛﺑﺎت أﻻ آدا ﻛﺎن ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺷﻛل و ﯾﻛون ﻗد ﺣررﻩ واﺿﻌﻪ أﺛﻧﺎء ﻣﺑﺎﺷرة أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ و أورد ﻓﯾﻪ ﻋن ﻣوﺿوع داﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻣﺎ ﻗد راﻩ
أو ﺳﻣﻌﻪ أو ﻋﺎﯾﻧﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ"
2
اﻟﻣﺎدة 18ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
126
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺣﯾث ﺗﺣرر ﻣﺣﺎﺿر ﻋن ﻫدﻩ اﻹﺟراءات و ﯾؤﺷر ﻛﺎﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾق أو ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺗدب ﻋﻠﻲ ﻛل ﻧﺳﺧﺔ و ﺗرﻗم ،ﻛﻣﺎ ﺗﺟرد ﺟﻣﯾﻊ أوراق ﻣﻠف اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻣﻌرﻓﺔ ﻛﺎﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾق
أوﻻ ﺑﺄول ﺣﺳب ﺗﺣرﯾرﻫﺎ أو ورودﻫﺎ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق .ﻛﻣﺎ ﺗوﺟد اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻫﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﻲ ﯾﺣررﻫﺎ اﻟﻣوظﻔون أو أﻋوان اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ و اﻹدارات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟدﯾن أﻧﯾط
1
ﺑﻬم ﺑﻌض ﻣﻬﺎم اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗواﻧﯾن ﺧﺎﺻﺔ
وﺗﺧﺿﻊ اﻟﻣﺣﺎﺿر ﻣﺛل ﺑﺎﻗﻲ أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت إﻟﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺗﻘﯾد ﺑﻬﺎ
ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾس ﺣﻛﻣﻪ ﻛﺄﺻل اﻟﻣﺎدة 2/212ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻏﯾر أﻧﻪ ﻫﻧﺎك
ﻣﺣﺎﺿر ﻟﻬﺎ ﺣﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺎﻟم ﯾﺛﺑت ﻋﻛﺳﻬﺎ ﻛﺎﻟﻣﺎدة 55ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﺑﺎﺗﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻧﻪ " ﺗﺻﻠﺢ اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﻲ ﯾﺣررﻫﺎ اﻷﻋوان واﻟﻣوظﻔون اﻟﻣذﻛرون ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 53دﻟﯾﻼ
أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ أن ﯾﺛﺑت ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف ذﻟك. 2
اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس اﻟﺧﺑرة :اﻟﺧﺑرة ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل ﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،وﻫﻲ
إﻋطﺎء أو إدﻻء أﻫل ﻓن أو ﻋﻠم ﻣﻌﯾن ﺑرأﯾﻬم ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﻓﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﻠك اﻟﻔﻧون أو اﻟﻌﻠوم،
ﻛﻔﺣص ﺟﺛﺔ اﻟﻘﺗﯾل ﻟﺗﺣدﯾد ﺳﺑب اﻟوﻓﺎة وﻣﺿﺎﻫﺎة اﻟﺧطوط ﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﺗزوﯾر.3
1
وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن
*اﻟﻘﺎﻧون 10-98اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1998/08/02اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣـﺎدة 241ﻣﻧـﻪ و اﻟﺗـﻲ أﺟـﺎزت
ﻷﻋوان اﻟﺟﻣﺎرك ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺎﺿر ﺑداﻟك .
*اﻟﻘـﺎﻧون رﻗـم 11-90اﻟﻣــؤرخ ﻓـﻲ 1990/04/21اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﻌﻼﻗـﺎت اﻟﻌﻣــل ﻻﺳـﯾﻣﺎ اﻟﻣــﺎدة 138ﻣـن ق ا ج اﻟﺗــﻲ
أﺟﺎزت ﻟﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻫدا اﻟﻘﺎﻧون و ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر .
*اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 17-87اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1987/08/01اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﺑﺎﺗﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 53ﻣﻧﻪ
*اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-36اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1996/07/15اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 1/143ﻣﻧﻪ
*اﻟﻘـ ــﺎﻧون رﻗـ ــم 04-05اﻟﻣـ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ 2005/02/06اﻟﻣﺗﺿـ ــﻣن ﺗﻧظـ ــﯾم اﻟﺳـ ــﺟون و إﻋـ ــﺎدة اﻹدﻣـ ــﺎج اﻻﺟﺗﻣـ ــﺎﻋﻲ
ﻟﻠﻣﺣﺑوﺳﯾن ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 171ﻣﻧﻪ
2
ﻟﻠﺗوﺳﻊ اﻧظر ،ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 91
3
اﻟﻌرﺑﻲ ﺷﺣط ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 141
127
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛﺄﺻل أن ﯾﺧﺗﺎر اﻟﺧﺑﯾر ﻣن ﺑﯾن اﻟﺧﺑراء اﻟﻣﺳﺟﻠﯾن ﻓﻲ ﺟدول اﻟﻣﺟﻠس
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺣﯾث ﯾﻧص ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻲ أن ﯾﻌد ﻛل ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺟدول
ﺑﺎﻟﺧﺑراء اﻟﻣﻌﺗﻣدﯾن ﻟدﯾﻪ ﺑﻌد اﺳﺗطﻼع رأي اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو أن ﯾﺧﺗﺎر اﻟﺧﺑﯾر اﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻘرار
ﻣﺳﺑب ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز أن ﯾﺗﻌدد اﻟﺧﺑراء ﻓﻼ ﯾﻘﺗﺻر اﻟﻧدب ﻋﻠﻲ ﺧﺑﯾر واﺣد.1
وﯾؤدي اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﯾﻣﯾن ﻣرة واﺣدة ﻋﻧد ﺗﻘﯾدﻩ ،وﯾؤدي اﻟﺧﺑﯾر
اﻟﻣﺧﺗﺎر ﺧﺎرج اﻟﺟدول اﻟﯾﻣﯾن ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﯾﺧﺗﺎر ﻓﯾﻬﺎ ﻷداء ﺧﺑرة ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻟﯾﻣﯾن ﻫﻲ "أﻗﺳم
ﺑﺎﷲ اﻟﻌظﯾم ﺑﺄن أﻗوم ﺑﺄداء ﻣﻬﻣﺗﻲ ﻛﺧﺑﯾر ﻋﻠﻲ ﺧﯾر وﺟﻪ و ﺑﻛل إﺧﻼص وأن أﺑدي رأي ﺑﻛل
ﻧزاﻫﺔ واﺳﺗﻘﻼل.
وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻣطﻠق اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﺧﺑراء ﻣن ﺗﻘﺎرﯾر ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻘﺗﻧﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻘرﯾر
اﻟﺧﺑﯾر ﺟﺎز ﻧدب أﺧر ﻟﻣﻌرﻓﺔ رأي ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻟﺔ ﻟم ﯾﺟزم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺧﺑﯾر اﻷول ﻛﻣﺎ
ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺧﺑﯾر إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﺿﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻷﺧذ
ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑﯾر ﻛدﻟﯾل إﺛﺑﺎت إﻻ إذا طرح ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ وﻧﺎﻗﺷﻪ اﻟﺧﺻوم.2
اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس اﻟﻘراﺋن :
ﺗﻌرف اﻟﻘرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺻﻠﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺷﺋﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﯾن وﻗﺎﺋﻊ ﻣﻌﯾﻧﺔ
أي اﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣطﻠوب إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﻣن واﻗﻌﺔ أﺧرى ﻗﺎم ﻋﻠﯾﻬﺎ دﻟﯾل ﻟﻺﺛﺑﺎت وﻣﺛﺎل اﻟﻘراﺋن
ﻓﻲ اﻟدﻋوي اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أن ﯾﺗﻬم ﺷﺧص ﺑﺳرﻗﺔ ﻣﻧزل دون وﺟود أي ﺷﺎﻫد وﻟﻛن ﻋﻧد أﺧد
اﻟﺑﺻﻣﺎت اﺗﺿﺢ أﻧﻬﺎ ﻧﻔس ﺑﺻﻣﺎت اﻟﻣﺗﻬم و ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻌد ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺳرﻗﺔ أو ﺿﺑط
اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ و ﺑﺣوزﺗﻪ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺳروﻗﺔ ،ﻓﺣﯾﺎزة اﻷﺷﯾﺎء ﺗﻌﺗﺑر ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻪ اﻟﺳرﻗﺔ،
وﻫﻲ ﺑذﻟك ﺗﻌد دﻟﯾل إﺛﺑﺎت ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻷدﻟﺔ اﻷﺧرى ﺣﯾث ﺗرد ﻣﺑﺎﺷرة
3
ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣراد إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ
1
اﻟﻣﺎدة 147ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
2
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 91
3ﻟﻌرﺑﻲ ﺷﺣط ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص159
128
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
وﺗﻧﻘﺳم اﻟﻘراﺋن إﻟﻰ ﻗراﺋن ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻗراﺋن ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻘراﺋن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ 1ﻫﻲ ﺗﻠك
اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻻ ﯾﺗرك ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺣرﯾﺔ اﻻﺳﺗﻧﺗﺎج ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ،ﺑل
ﯾﻠزﻣﻪ أن ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻧﻬﺎ داﺋﻣﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻟﻘراﺋن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑدورﻫﺎ ﻧوﻋﺎن ﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻘﺑل
اﻟﻌﻛس ،ﻣﺛل اﻓﺗراض اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﻟﻣﺟرد ﻧﺷرﻩ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وﻗرﯾﻧﺔ اﻧﻌدام اﻟﺗﻣﯾﯾز
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻧون وﻗرﯾﻧﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت ﻋﻛﺳﻬﺎ ﻣﺛل ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠم ﺻﺎﺣب اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﺑﻔﺳﺎد
ﺑﺿﺎﻋﺗﻪ اﻟﻣوﺟودة ﻋﻧدﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺣل .2أﻣﺎ اﻟﻘراﺋن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﺳﺗﻧﺗﺎج ﯾﺳﺗﺧﻠﺻﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻣن واﻗﻌﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻟﻠﺣﻛم ﻓﻲ واﻗﻌﺔ ﻣﺟﻬوﻟﺔ اي ﻛل اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ أن
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﺛﺑوت اﻟﺗﻬﻣﺔ أو ﺑراءة اﻟﻣﺗﻬم وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺣﺻر اﻟﻘراﺋن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻘد ﯾﺳﺗﺧﻠص
ﻣن وﺟود ﺷﻌر اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺟﺳد اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻬﺎ أو اﺳﺗﻧﺗﺎج ﻣرﺗﻛب
3
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﻣﺎﺿﯾﻪ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺟراﺋم ﺑطرﯾﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺛﻼ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻧظ ار ﻟﻠﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺗﺣﻘق ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ،وﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣن وﺳﺎﺋل
ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ،ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻧﻘﻠب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻣﺗﻬم ﻟﺗظﻠﯾل اﻟﻌداﻟﺔ ،إذ اﻟﻣﺟرم ﻟم
ﯾﺗردد ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟراﺋم ،اﻷﻣر اﻟذي ﺗﺗطﻠب
ﻣن رﺟﺎل اﻷﻣن واﻟﻘﺎﻧون أن ﯾﺗﺻدوا ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ
ﻛﺷف ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻌﻠم اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺛﺑﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن أﺟل ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺗﯾﺎر اﻹﺟراﻣﻲ. 4
وﯾﻌود أﺻل ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻓﻲ أواﺧر
اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ،وأول ﻣن ﺗﻧﺑﺄ ﺑﻧظﺎم اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻔﻘﯾﻪ " ﻓﯾرى ،"Ferriﺣﯾث أﺷﺎر إﻟﻰ
أن اﻟﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻬﺎﺋل ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺎﻻت ﺳوف ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
1
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 58
2
راﺟﻊ أﻛﺛر ﺑن اﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ،ﺷﻼﻟﻲ رﺿﺎ ،ﻣدﺧل ﻟﻌﻠم اﻟﻘﺎﻧون ،دار اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﺟﻠﻔﺔ، 2008،ص 92
3
ﻋﻣر ﺧوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 95
ﻣﺣﻣد أﻣﯾن اﻟﺧرﺷﺔ ،ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺻوت واﻟﺻورة ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن 2015 ،ص
314
129
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻫذا وﻗد أودع أﻓﻛﺎرﻩ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺷﻬﯾر " "LASOCIOLOGIE CRIMINELLEإذ اﻗﺗرح ﻧظﺎﻣﺎ ﻟﻺﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
اﻟﻌﻠﻣﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻷﺧذ ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت واﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
ﻓﻲ اﻟدﻋوى وﻣن أﺳﺎﻟﯾﺑﻪ اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ :اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧوﯾم اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲ ،واﺳﺗﺧدام
اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر ،ﺗﺳﺟﯾل ﺗﻐﯾرات ﺿﻐط اﻟدم ﺑواﺳطﺔ ﺟﻬﺎز ﯾﺳﻣﻰ ""SPHYGMOGRAPHE
واﺳﺗﺧدام ﻓﻧون اﻟﺗﺻوﯾر وأﺟﻬزة اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻌﯾﯾن ﻫوﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻋن طرﯾق ﺗﺣﻠﯾل ﺟزء
أو أﺟزاء ﻣن ﺣﺎﻣض اﻟ ـ) (DNAاﻟﻣﺗﻣرﻛز ﻓﻲ ﻧواة أي ﺧﻠﯾﺔ ﻣن ﺧﻼﯾﺎ ﺟﺳﻣﻪ.1
اﻟﻔرع اﻷول اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﯾﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﺗﻌرف اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﯾﺔ
ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " ﻫﻲ اﻟﺻﻔﺎت اﻟوراﺛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻘل ﻣن اﻷﺻول إﻟﻰ اﻟﻔروع ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺣدﯾد
ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻛل ﻓرد ﻋن طرﯾق ﺗﺣﻠﯾل ﺟزء ﻣن ﺣﺎﻣض اﻟـ) (DNAاﻟذي ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﯾﻪ ﺧﻼﯾﺎ
ﺟﺳدﻩ.2
وﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﯾﺔ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ:
-1ﻫﻲ أﺳﺎس اﻟﻔﺻل اﻟدﻗﯾق ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺳرﻗﺔ ,واﻟﻘﺗل واﻻﻏﺗﺻﺎب ،إذ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎل أي ﺷﻲء
ﻣﺗﺧﻠف ﻋن اﻟﻣﺟرم ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ )ﻛﺟزء ﻣن ﺟﻠدﻩ ،أو ﻟﺣﻣﻪ ,أو دﻣﻪ ،أو ﺷﻌرﻩ ،أو
ﻟﻌﺎﺑﻪ ،أو ﻣﻧﯾﻪ (...واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼص ) (DNAﻣﻧﻬﺎ وﻟو ﻣر ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗت طوﯾل.
-2ﯾﺗﯾﺢ اﺳﺗﺧدام اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﯾﺔ اﻛﺗﺷﺎف آﻻف اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﻗﯾدت ﺿد ﻣﺟﻬول ،وﻗد ﻓﺗﺣت
اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟدﯾد ،وﻗد ﺑرأت اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﯾﺔ ﻣﺋﺎت اﻷﺷﺧﺎص ﻣن ﺟراﺋم اﻟﻘﺗل,
واﻻﻏﺗﺻﺎب ﻛﻣﺎ أداﻧت آﺧرﯾن.3
130
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺻﻣﺔ اﻟﺻوت ﻛوﺳﯾﻠﺔ إﺛﺑﺎت ﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﺑرزت ﺑﺻﻣﺔ
اﻟﺻوت ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺛﺑﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛواﺣدة ﻣن
اﻟﺑﺻﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﺷﺧص اﻟﺟﺎﻧﻲ ،وﯾﺣدث ﺻوت اﻹﻧﺳﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻫﺗزاز اﻷوﺗﺎر اﻟﺻوﺗﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﺣﻧﺟرة ﻟﻔﻌل ﻫواء اﻟزﻓﯾر ،ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻌﺿﻼت اﻟﻣﺟﺎورة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻬﺎ ﺗﺳﻌﺔ ﻏﺿﺎرﯾف
ﺻﻐﯾرة ﺗﺷﺗرك ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺷﻔﺎﻩ واﻟﻠﺳﺎن ،واﻟﺣﻧﺟرة؛ ﻟﺗﺧرج ﻧﺑرة ﺻوﺗﯾﺔ ﺗﻣﯾز اﻹﻧﺳﺎن ﻋن
ﻏﯾرﻩ .وﻗد أﺛﺑﺗت اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ أن ﺑﺻﻣﺎت اﻟﺻوت ﻻ ﺗﺗطﺎﺑق ،ﻓﻛل ﺷﺧص ﻣﻧﺎ ﯾوﻟد
ﺑﺻوت ﻣﻣﯾز ،ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻵﺧر ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺻوﺗﻪ،
أﺻﺑﺢ ﻣن اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺣدﺛت ﺗطو ار ﻫﺎﺋﻼ.1
وﻓﻲ ﻋﺎم 1941ﻗﺎﻣت و ازرة اﻟدﻓﺎع ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﺷرﻛﺔ ﺑل ﺗﯾﻠﻧوى ﺑﺈﻧﺗﺎج ﺟﻬﺎز
اﻟطﯾف اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻻﺳﺑﻛﺗر وﺟراف" ،وﻟم ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻗﺑل ﻋﺎم 1960
وﻫو اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﻌرﺿت ﻓﯾﻪ ﻣﺧﺗﻠف ﺷرﻛﺎت اﻟطﯾران ﺑﻧﯾوﯾورك ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻹﻧذارات ﻋن
وﺟود ﻗﻧﺎﺑل .وطﻠﺑت ﻣﻛﺎﺗب اﻟﺷرطﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﻣﻐﺎل ﺑل ﻟﻠﺗﻠﯾﻔون ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف
ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺟﻬوﻟﯾن اﻟذﯾن ﻗﺎﻣوا ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ،وﻗﺎم ﻋﺎﻟم اﻟﻔﯾزﯾﺎء )م.ل.ج ﻛﯾرﺳﺗﺎ( واﻟذي
ﻋﻣل ﺑﺎﻟﻣﺷروع اﻷﺻﻠﻲ ﻟو ازرة اﻟدﻓﺎع ،ﺑدراﺳﺔ اﺳﺗﻐرﻗت ﻋﺎﻣﯾن؛ ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ درﺟﺔ دﻗﺔ
ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ طرﯾﻘﺔ ﻗﯾﺎس اﻟﺳﻣﻊ؛ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺻوت .وﻓﻲ ﻋﺎم 1971ﺗﻣﻛن )د .أوﺳﻛﺎر
ﺗوزي( أﺳﺗﺎذ ﻋﻠم اﻷﺻوات ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﯾﺗﺷﺟﺎن ﻣن ﺗﺄﻛﯾد ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻛﯾرش ،وﺗﺑﯾن ﻟﻪ :أن ﻫذﻩ
اﻟطرﯾﻘﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣﻊ ﻧﺳﺑﺔ ﺧطﺄ ﺗﺑﻠﻎ .%2وﻓﻲ ﻋﺎم 1973ﺗﻣﻛن )ل .ل ﺳرﻛوﻓﺳﻛﻲ( ﻣﺣﻠل
اﻟﺗﺳﺟﯾﻼت اﻟﺻوﺗﯾﺔ واﻟﻣﻠﺣق ﺑﺷرطﺔ وﻻﯾﺔ ﻣﯾﺗﺷﺟﺎن ﻣن إﺛﺑﺎت دﻗﺔ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ،وﻗد
اﺳﺗﻛﻣﻠت اﻟﺗﺟﺎرب ﺗﺣت رﻋﺎﯾﺔ ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﯾن اﻟﻣﺣﻠﻠﯾن اﻟرﺳﻣﯾﺔ ) ،(AoAcاﻟذﯾن طو ار
اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ،وﻗﺿﻰ اﻟزوج اﻟدﻛﺗور ﺳﺎم ﻓﻲ اﻟﺳﺟن ﻋﺷر ﺳﻧوات ،ﺛم أﻋﯾدت ﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ ﻋﺎم ،1965وﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺑراءﺗﻪ ،اﻟﺗﻲ
ﻟم ﯾﻘﺗﻧﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾرون ﻣﻧﺎر ﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟﺟرﯾوي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق52 ،
1
أﻣﺎل ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﯾوﺳف ﺣﺳن ،اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،2012-2011 ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط.
131
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟطرﯾﻘﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺑﻌد إﺟراء ﺗﺟﺎرب ﻋدﯾدة ،ﻟم ﯾﺣدث ﺧﻼﻟﻬﺎ أي ﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﺑﺻﻣﺔ اﻟﻌﯾن ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﺗﻌد ﺑﺻﻣﺔ اﻟﻌﯾن
ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺷﻔﻬﺎ اﻷطﺑﺎء ،وﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وأوروﺑﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ،وﻫﻲ أﻛﺛر دﻗﺔ ﻣن ﺑﺻﻣﺎت اﻟﯾد ،ﻷن ﻟﻛل ﻋﯾن ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﻓﻼ
ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣﻊ ﻏﯾرﻫﺎ؛ وﻟو ﻛﺎﻧت ﻟﻧﻔس اﻟﺷﺧص .وﯾﺗم أﺧذ ﺑﺻﻣﺔ اﻟﻌﯾن ﻋن طرﯾق اﻟﻧظر ﻓﻲ
ﻋدﺳﺔ ﺟﻬﺎز ﺗم ﺗﺻﻣﯾﻣﻪ ﻟﻬذا اﻟﻐرض ،اﻟذي ﯾﻘوم ﺑدورﻩ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎط ﺻورة ﻟﺷﺑﻛﯾﺔ اﻟﻌﯾن ،وﻋﻧد
اﻻﺷﺗﺑﺎﻩ ﻓﻲ أي ﺷﺧص ،ﯾﺗم اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ زر ﻣﻌﯾن ﺑﺎﻟﺟﻬﺎز ،ﻓﺗﺗم ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺻورﺗﻪ ﺑﺎﻟﺻورة
اﻟﻣﺧزﻧﺔ ﻓﻲ ذاﻛرة اﻟﺟﻬﺎز ،وﻻ ﯾزﯾد اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺳﺗﻐرﻗﻪ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﺎﻧﯾﺔ وﻧﺻف.
وﺗﺗﻧوع ﺑﺻﻣﺔ اﻟﻌﯾن إﻟﻰ ﻋدة أﻧواع ﻓﻬﻧﺎك :ﺑﺻﻣﺔ ﻟﻘﺎع اﻟﻌﯾن )اﻟﺷﺑﻛﯾﺔ( ،وﺑﺻﻣﺔ
اﻟﻘزﺣﯾﺔ وﺑﺻﻣﺔ اﻻﻧﺣراف اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﯾن.2
ﺑوﺻﺑﻊ ﻓؤاد ،اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﯾﺔ وﻣدى ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت وﻧﻔﻲ اﻟﻧﺳب ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
1ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ2013 ،
2أﻣﺎل ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﯾوﺳف ﺣﺳن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 54
132
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
133
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
اﻟﻣﺻﺎدر
اﻟﻘران اﻟﻛرﯾم
ﻣﺣﻣد ﻋرﺑﻲ ﻋرﺑﻲ ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،اﻟﺟﺎﻣﻊ ،اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﺑﯾروت ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر
ﺟﺑران ﻣﺳﻌود اﻟراﺋد ،ﻣﻌﺟم ﻟﻐوي ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ،دار اﻟﻣﻼﯾﯾن ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن .1992 ،
ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺣﯾط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷروق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺻر.
اﻟﻛﺗب
ﺣﺳن ﺟوﺧذار ،أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﯾﻧظرﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﺟزاﺋﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺷق.2002-2001 ،
ﻋﺑد اﷲ أوﻫﺎﯾﺑﯾﺔ " :ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري " اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،دار ﻫوﻣﻪ
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر .2013
إﺳﺣﺎق إﺑراﻫﯾم ﻣﻧﺻور " ،ﻣوﺟز ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹﺟرام وﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎب " اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣـ ــﺔ 1991
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،دار ﺑﻠﻘﯾس، ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ،
اﻟﺟزاﺋر . 2016 ،
ﺑن اﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ،ﺷﻼﻟﻲ رﺿﺎ ،ﻣدﺧل ﻟﻌﻠم اﻟﻘﺎﻧون ،دار اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ،
اﻟﺟﻠﻔﺔ2008،
ﻣﻧﺻور رﺣﻣﺎﻧﻲ " ،ﻋﻠم اﻹﺟرام واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ " دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ،
اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر 2006
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط " ،ﻣذﻛرات ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،
2018
134
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري ،اﻟﺟزء اﻷول ،دون طﺑﻌﺔ ،
دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.2005-2004،
أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻠﻘﺎﻧﻲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟراﺑﻌﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ.2005،
رؤوف ﻋﺑﯾد ،ﻣﺑﺎدئ اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
ﺑدون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر.
ﻣﺣﻣد ﺻﺑﺣﻲ ﻧﺟم ﻋرب ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻟﺟزاﺋر.1988 ،
ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي ،ﻣﻬﺎم اﻟﺷرطﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ إدارﯾﺎ و ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،
ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف1969 ،
ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دار
اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر.
ﻣﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ﺳرور ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة 1980 ، ،
ﺑوﻛﺣﯾل اﻷﺧﺿر ،اﻟﺣﺑس اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن،
دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.1992،
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑﺎرش،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دار اﻟﺷﻬﺎب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،ﺑﺎﺗﻧﺔ ،1986
ﺟﻼل ﺛروت )أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ – ﺳﯾر اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ( اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
ﺑﯾروت.1962 ،
أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻠﻘﺎﻧﻲ" ،ﻣﺑﺎدئ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري" ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺳﻧﺔ .1999
ﻣوﻻي ﻣﻠﯾﺎﻧﻲ ﺑﻐدادي، ،اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري.1992 ،
135
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻋوض ﻣﺣﻣد ﻋوض" ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ" ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر .
إﺳﺣﺎق إﺑراﻫﯾم ﻣﻧﺻور" ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ " ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر 2005 ،
ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ ،ﻋﻠم اﻹﺟرام وﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎب ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﻟﺑﻧﺎن
2000
اﺣﻣد ﺧﺎﻟد ،وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار ﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن2013 ،
إﺳﺣﺎق إﺑراﻫﯾم ﻣﻧﺻور ،ﻣوﺟز ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹﺟرام وﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎب ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر1991 ،
اﻟﯾﺄس أ ﺑو ﻋﯾد ،ﻧظرﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟزﯾن
اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن .2005 ،
أوﻫﺎﺑﯾﺔ ﻋﺑد اﷲ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،دار ﻫﻣوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋر.
. 2004
ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ
اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ،ﻟﺑﻧﺎن2002 ،
ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ
اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن.1998،
ﺣﺳن ﺻﺎدق اﻟﻣوﺻﻔﺎوي ،أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف
،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر1981 ،
أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟ ازﺋر.1992 ،
136
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
137
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ ،ﻋﻠم اﻹﺟرام وﻋﻠم اﻟﻌﻘﺎب ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر.2000 ،
-اﺣﻣد أﻣﯾن اﻟﺧرﺷﺔ ،ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺻوت واﻟﺻورة ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن2015 ،
اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
ﻫوام ﻋﻼوة ،اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑدﯾل ﻟﺣل اﻟﻧزاع وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ و أﻹدارﯾﺔ أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﺷرﯾﻌﺔ و
ﻗﺎﻧون ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر،
ﺑﺎﺗﻧﺔ.2012-2013
ﺟﺑﺎر ﺻﻼح اﻟدﯾن ،اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،أطروﺣﺔ
دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر .2006،
ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻓؤاد ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﺣﻲ اﻟﻔﻘﻲ ،اﻟﺷﻛوى واﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺣﺻول
ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،ﺳﻧﺔ .2012
ﺧﻼف ﻓﺎﺗﺢ ،ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻋﻠوم ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر،
ﺑﺳﻛرة.2015-2014 ،
ﺑوﺻﺑﻊ ﻓؤاد ،اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﯾﺔ وﻣدى ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت وﻧﻔﻲ اﻟﻧﺳب ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗر
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ2013 ،
ﺑﻠﻘﺎﺳم ﺳوﯾﻘﺎت ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﻔل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ورﻗﻠﺔ.2011-2010 ،
ﻣﻧﺎر ﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟﺟرﯾوي ،اﻟﺑﺻﻣﺔ اﻟوراﺛﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗر،
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺧﻠﯾﺟﯾﺔ ،ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺣرﯾن.2009 ،
138
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
ﻣﻠﯾﻛﺔ ﺣﺟﺎج ،اﻟﺗداﺑﯾر اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺣداث ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ أﻋدت ﻟﻧﯾل
درﺟﺔ اﻟدﺑﻠوم ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق2006-2005 ،
اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
ﻧورة ﺑن ﺑو ﻋﺑد اﷲ ،اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺎﺣث
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﻌﺎﺷر ،ﺟﺎﻧﻔﻲ.2017،
ﻣﻠﯾﻛﺔ درﯾﺎد ،ﻣﻼﺣظﺎت ﺣول ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07/17اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ
2017/03/27اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري وﻓق اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ،اﻟﻌدد 2020، 03
ﺳﯾدﻫم ﻣﺧﺗﺎر ،ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت وﻗ اررات اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻐرﻓﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻋدد ﺧﺎص .
ﻣﻛﻲ ﺑن ﺳرﺣﺎن ،اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺑراءة ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ،02ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌﯾدة.2018 ،
ﻋﻣورة ﻣﺣﻣد ،اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺿﺎء اﻷﺣداث ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﻌﺎﺷر ،ﺟوان .2018
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ1989 ،
* اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 03-83اﻟﻣؤرخ 13ﻓﯾﻔري ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1982ﻛﻣﺎ ﻋدل ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر 02- 15
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 07ﺷوال ﻋﺎم 1436اﻟﻣواﻓق ل 23ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2015وﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم -17
07اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻣﺎرس 2017اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻋدد ،39واﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10-19
اﻟﻣواﻓق ل 11دﯾﺳﻣﺑر ،2019اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد78
-اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 442-20اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﺟﻣﺎدى اﻷول ﻋﺎﻣﺔ 1442اﻟﻣواﻓق 30
دﯾﺳﻣﺑر ﺳﻧﺔ 2020اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﺻدار اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺗﺎء أول
139
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
ﻧوﻓﻣﺑر ﺳﻧﺔ 2020ج-ر-ج-ج اﻟﻌدد 82اﻟﻣﻌدل ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم ّ 01-16
06/03/2016ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد14
اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 2016/03/07اﻟﻣﻌدل ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 438-96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ -12-07
1996اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﺻدار ﻧص ﺗﻌدﯾل دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺗﺎء 1996-11 -28اﻟﻌدة 76اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ . 1996-12-08
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 12-15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 28 28رﻣﺿﺎن ﻋﺎم 1436اﻟﻣواﻓق ل 15ﯾوﻧﯾو 2015
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد .39
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 14-18اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 29ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2018اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16ذي اﻟﻘﻌدة ﻋﺎم 1439
اﻟﻣواﻓق 9ﯾوﻟﯾو ﺳﻧﺔ 2018اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺻﻔر ﻋﺎم 1391اﻟﻣواﻓق 22اﺑرﯾل ﺳﻧﺔ
1971واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري
اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
- Feveice (E) le sociologie criminelle, paris, 1971
- ; Gaston Stefani, GorgesLevasseur,ernard Bouloc , procedure penale
dalloz ;1996
- G.stefani. G levasseur.R-Jamber merlin, criminelogi et semcences
penitentiare.wed.DALLez.1976
- Cf Guinchard Serge , Buisson Jacques , Procedure penale , litec, paris, 4
ed,2209,
- Corinne Renault . Procédure pénale .Gualino éditeur . paris.2006
140
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
اﻟﻔﻬرس
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان
1 ﻣﻘدﻣﺔ
3 اﻟﻣﺣور اﻷول:اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﻔﻬوم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
3 اﻟﻣطﻠب اﻷول .ﺗﻌرﯾف ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
4 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى
6 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
8 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻧظم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
8 اﻟﻣطﻠب اﻷول اﻟﻧظﺎم اﻷﺗﻬﺎﻣﻲ
9 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻧﻘﯾب واﻟﺗﺣري
10 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠط
10 اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ :ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻧظﻣﺔ
12 اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟدﻋوى اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ
12 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
13 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
15 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧول ﻟﻬﺎ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
15 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
25 اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ :أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
32 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻔﻬوم اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
32 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
33 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أطراف اﻟﻧزاع ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
35 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
37 اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
38 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول:ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
141
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
142
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
143
اءاٮ ا ا ٔ
نا ٕ اٮ
144