Professional Documents
Culture Documents
ﺑﻘول اﷲ أﺑدء و إﻟﻰ أﻋز اﻟﻧﺎس أﻫدي إﻟﻰ ﺷﺧﺻﯾن ﻫﻣﺎ أﻗرب اﻟﻧﺎس و أﺷد ﺣرﺻﺎ و ﺳؤاﻻ ﻋﻧﻲ
و إﻟﻰ رﻣز اﻟوﻓﺎء و ﻓﯾض اﻟﺳﺧﺎء إﻟﻰ ﻣن ﻗﺎل ﻓﯾﻬﺎ رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ و ﺳﻠم " اﻟﺟﻧﺔ ﺗﺣت أﻗدام
اﻷﻣﻬﺎت " إﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺳﻬرت اﻟﻠﯾﺎﻟﻲ ﻣن أﺟل راﺣﺗﻲ و أﺿﺎءت ﻟﻲ درﺑﻲ واﻟدﺗﻲ أطﺎل اﷲ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻣرﻫﺎ و ﺧﻔض
ﻣﻘدﻣ ـــــــــــــــــــــــﺔ
ﻟﻘد أدى اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة ،إﻟﻰ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت و اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺑﯾن اﻷﻓراد ،ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم ﺑﯾن ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد.
ﻧﺟد ﺷﺧﺻﺎ ﯾﻘوم ﺑﺗﻌﯾﯾن ﺷﺧص آﺧر ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻫذا اﻷﺧﯾر ،و ﻫﻧﺎ ﯾﺻطﻠﺢ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻋﻘدا ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن،
ﻓﻔﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى ﻛﺎﻟﻘﺎﻧون ﻋﻧد اﻟﺑﺎﺑﻠﯾﯾن ﻛﺎن ﯾﻌرف ﺑﻌﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟذي أوﻻﻩ ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،و ﻛﺎﻧت ﻣﺳؤ وﻟﯾﺔ
اﻟﻣﻘﺎول آﻧذاك ﻣﺷددة ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌروﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ،و إﻧﻣﺎ ﻋرﻓﻪ ﻣﺧﺗﻠطﺎ ﺑﻌﻘد اﻹﯾﺟﺎر ﻣن ﺟﻬﺔ
و ﺑﻌﻘد اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،إذ إﻧﻪ ﺷﺑﻪ ﻋﻣل اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ ﻣن ﺣﯾث إﻣﻛﺎن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ).(1
و ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻌد اﻟﻌﻘود ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ،ﻟﺗﻣﻛﯾن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ،و ﻟﻛن ﯾﻛون وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون و ﻟﻣﺎ
ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،و ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻧﺟدﻩ ﻗد ﻧظم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟذي ﻫو ﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣواد 549إﻟﻰ
ﻏﺎﯾﺔ 570و ﻫذا ﺿﻣن اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺗﺎﺳﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ،ﺿﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﻌﻧون ﺑﺎﻹﻟﺗز اﻣﺎت و اﻟﻌﻘود ،و ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع ﻗد أﺣدث أو ل ﺗﻌدﯾل ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد إﻻ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2005ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم
10/05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2005/06/20اﻟذي ﯾﻌدل و ﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم 58/75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1975/09/26و
اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم.
ﯾﻌد ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻌﻘود ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص أطراﻓﻪ
ﻣن ﺟﻬﺔ و ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟواﻧب اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ،إذ ﯾﺣرص أطراف اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم أﺣﻛﺎﻣﻪ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﺑﻧود
ﯾﺗﻔﻘون ﻋﻠﯾﻬﺎ ،و ﯾﺳﺗﺄﻧﺳون ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط و اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ ﻫﯾﺋﺎت ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،و ﻛذﻟك
ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷطراف اﻟداﺧﻠﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻬو ﺑذﻟك ﻣوﺿوع ﻟﻪ أﻫداف ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ،و ﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ
اﻷﻫداف اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ﻫو اﻟﻬدف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺟﺎد ﺗﺣﻠﯾل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﻐﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻘدﯾم ﺗوﺻﯾﺎت ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
1راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟك ﺟﻌﻔر اﻟﻔﺿﯾﻠﻲ .اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ ...اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ .دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗطور اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و ﻣﻌرزة ﺑﺎﻟﻘرارات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .د ط.
ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ .ﻋﻣﺎن .اﻷردن .د ﺳﻧﺔ .ص .366
1
ﻣ ـ ـ ـﻘدﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
ﺣول اﻟﻧﻘﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗري ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ،ﻛﻣﺎ ﻫﻧﺎك ﻫدف اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ رﻋﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد و اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﯾﻛون وﺳﯾﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و ﻛذﻟك ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺗﻧظﯾﻣﺎ ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﺗطور اﻟذي ﻟﺣﻘﻪ ،و وﺿﻌت ﻟﻪ ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ
ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﺗﻪ ﯾﻧﻔرد ﺑﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺳﺗﻘل ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘود.
إن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع "اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و آﺛﺎرﻩ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري" ،ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدة دواﻓﻊ
ﻣﻧﻬﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ ،و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻫذا اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺻﺎر ﯾﺣﺗل اﻟﺣﯾز اﻷﻛﺑر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ ،و ﻣن
ﻫم اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺳؤ وﻟون ﻋن أداء ﻫذا اﻟﻌﻣل ،و ﻣﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ أوﺟﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺿرر اﻟﻐﯾر.
أﻣﺎ اﻟدواﻓﻊ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ أول اﻷﻣر ﺗم اﻗﺗراح اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﻗﺑل ﻣﯾدان اﻟﺗﻛوﯾن ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث
ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع أﺻﺑﺢ اﻟداﻓﻊ ﻫو ﻋدم ﺣﺻول اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﺣث ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر،
و ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي أﺣدﺛﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 10/05اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ.
ﻓﻲ ظل ﺗﻌدد و اﺧﺗﻼف اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ،و ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺣور دراﺳﺗﻲ ،وﺟدﺗﻪ
ﯾﺛﯾر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤ ﻻت و ﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﻫو اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ظل
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ؟
و ﻣن ﺑﯾن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻧﺟد :ﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ؟ و ﻛﯾف ﯾﺗم إﺑراﻣﻪ؟ و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺑرام اﻟﻌﻘد
ﺑﯾن رب اﻟﻌﻣل و اﻟﻣﻘﺎول وﯾﻘوم ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺗﻌﯾﯾن أطراف ﺟدد ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣﻠزم ﺑﻘﯾﺎﻣﻪ ،و ظﻬر ﻋﯾب ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺟز ﻋﻠﻰ ﻣن ﺗﻘوم اﻟﻣﺳؤ وﻟﯾﺔ؟ و ﻣﺎ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎول و اﻟطرف اﻟﺧﺎرج ﻋن اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ؟.
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻗﻣت ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،و ذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻛﺎﻣل
اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ،ﻓﺎﻟﻣﻧﻬﺞ اﻷول اﻟذي اﺳﺗﺧدﻣﺗﻪ ﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ،و ﻫذا ﻣن ﺧﻼل إﺧﺿﺎع اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺑﺳﯾط و ﺗﺟزﺋﺗﻬﺎ ،و ﺑﻬذا إﻋطﺎء اﻟﻣﻐزى ﻣن اﻟﻧص ،ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻌﻧت ﺑﺎﻟﻣﻧﻬﺞ
اﻟوﺻﻔﻲ اﻟذي ﯾظﻬر ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،وﻫذا ﺑﻬدف ﺗﺑﺳﯾط اﻟﻣوﺿوع ،و ﺗﺳﻬﯾل و ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻌﺎﻟﻣﻪ ﺑﺷﻛل
ﯾﺣﻘق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﺑﺣث.
إن ﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟم ﯾﻧل ﻧﺻﯾﺑﻪ ﻣن اﻟﺑﺣث ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻼ ﺗﺗوﻓر إﻻ ﺛﻼﺛﺔ
ﻣؤﻟﻔﺎت ﻓﻘط ،ﻓﺎﻷول ﻟﻸﺳﺗﺎذ ﺑﺟﺎوي ﻣدﻧﻲ ،ﺑﻌﻧوان ﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﻘد اﻟﻌﻣل و ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ و ﻧﻘدﯾﺔ،
و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻸﺳﺗﺎذ ﺣﺳﯾن اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﺑﻌﻧوان اﻧﺣﻼل اﻟﻌﻘد ،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺣول ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ و ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و ﻫو ﻓﻲ
2
ﻣ ـ ـ ـﻘدﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
اﻷﺻل ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع اﻟﻌﻘود و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر .2004 ،و اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ رﺳﺎﻟﺔ
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻓرع ﻗﺎﻧون ﻋﻘﺎري ،ﻟﻸﺳﺗﺎذ ﺗوﻓﯾق زﯾداﻧﻲ ،ﺑﻌﻧوان اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء
أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ.2010/2009 ،
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ،اﻋﺗﻣدت ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و ﻗﺳﻣﻧﺎ ﻫذا اﻟﻔﺻل
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ أﺷﻛﺎل إﺑرام ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ. إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن
أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و اﻧﻘﺿﺄﻫﺎ ﻗﺳﻣﻧﺎﻩ إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ﻓﺎﻟﻣﺑﺣث اﻷول آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
3
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ،و ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺧدﻣﺎت و اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ،و ﻫذا ﻟﻣﺎ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﻘدرة و اﻟﻛﻔﺎءة ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت.
و ﺑﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧظم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺿﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
ﺣﺳب اﻟﻣواد ﻣن 549إﻟﻰ ،570وﻫذا ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻣﯾز و ﯾﻧﻔر د ﺑﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺳﺗﻘل ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود.
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻗﺳﻣت ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ،ﻓﺎﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ ﺑﻌﻧوان ﻣﻔﻬـ ــو م ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ أﺷﻛﺎل إﺑرا م اﻟﻣﻘﺎوﻟـ ــﺔ.
4
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
5
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
أوﻻ :اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻠﻐوي
أﺻل ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﺄﺧوذة ﻣن ﻓﻌل :ﻗﺎول]ه[ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﻣر ،أي ﺑﺎﺣﺛﻪ و ﺟﺎدﻟﻪ) ،(1اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫﻲ اﺗﻔﺎق ﺑﯾن
طرﻓﯾن ،اﺣدﻫﻣﺎ ﺑﺎن ﯾﻘوم ﻟﻸﺧر ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن ﺑﺄﺟر ﻣﺣدود ﻓﻲ ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ).(2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 549ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ أﻧﻬﺎ ":اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫﻲ ﻋﻘد
ﯾﺗﻌﻬد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أن ﯾﺻﻧﻊ ﺷﯾﺋﺎ أو أن ﯾؤدي ﻋﻣﻼ ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر" .
وﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺄن اﻟﻌﻘد ﻫو اﺗﻔﺎق ﺑﯾن طرﻓﯾن ،و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫﻲ اﺗﻔﺎق ﺑﯾن
اﻟﻣﻘﺎول و رب اﻟﻌﻣل ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘوم ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑدﻓﻊ أﺟر ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻌﻣل ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ،و ﻋﻠﯾﻪ ﻧﺟد أن
ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺣل ﻏﯾر ﻣوﺟود أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﺎﻗد ،إذ إﻧﻪ ﯾﻘوم اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎدﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻋﻧد دﺧول
اﻟﻌﻘد ﺣﯾز اﻟﻧﻔﺎذ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻬﻲ
ﻧﺟد اﻟﻔﻘﻪ ﻗد ﺣﺎول إﯾﺟﺎد ﺗﻌرﯾف ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﻋرﻓﻪ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺟﺎﻣﻊ ،و ﻣﺎﻧﻊ ،ﺣﯾث ﯾظﻬر ﻣن
ﺧﻼﻟﻪ أﻫم اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘد ،ﻧﺄﺧذ اﻟﺗﻌرﯾف اﻷول ﻟﻸﺳﺗﺎذﻣﺎزو ا )ﻫﻧري ﻟﯾون وﺟن( ،إذ ﻋرف ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ إذ ﻋرف ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺄﻧﻪ":اﻟﻌﻘد اﻟذي ﻋن طرﯾﻘﻪ ،ﯾﺗﻌﻬد ﺷﺧص ﯾﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻣﻘﺎول أو ﻣؤﺟر اﻟﻌﻣل ﻓﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ ﺷﺧص آﺧر ﯾﻘﺎل ﻟﻪ رب اﻟﻌﻣل أو اﻟﻌﻣﯾل ،ﺑﺄن ﯾﻧﻔذ ﻟﻪ ﻋﻣﻼ ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ،ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋﻧﻪ ودون أن ﺗﻛون
ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔِ ".
أﻣﺎ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﻟﻸﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟرزاق ﺣﺳﯾن ﯾﺎﺳﯾن اﻟذي ﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ":ﻋﻘد ﯾﺗﻌﻬد طرف ﻓﯾﻪ ﺑﺻﻧﻊ ﺷﻲء أو
أداء ﻋﻣل ﻟﺣﺳﺎب اﻟطرف اﻵﺧر ،ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن إدارﺗﻪ و إﺷراﻓﻪ").(3
1
ﻣﻧﺟد اﻟﻠﻐﺔ و اﻹﻋﻼم .طﺑﻌﺔ اﻟواﺣدة و اﻟﺛﻼﺛون .دار اﻟﻣﺷرق .ﺑﯾروت .ﻟﺑﻧﺎن .ص.663
2
اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﺟدﯾد ﻟﻠطﻼب .اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ .اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب .اﻟﺟزاﺋر .1991.ص .1119
3ﻋﺑد اﻟرزاق ﺣﺳﯾن ﯾﺎﺳﯾن .اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري و ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺑﻧﺎء .ﺷروطﻬﺎ .ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ و اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻓﯾﻬﺎ.
دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .ط .1دار اﻟﻣﻌﺎرف .أﺳﯾوط .ﻣﺻر .1987 .ص .87
6
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻧﺟد اﻟﻔﻘﯾﻬﯾن ﻗد اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣﻘﺎول ﻟﺻﺎﻟﺢ رب اﻟﻌﻣل،
ﯾﻛون ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ دون اﻟﺧﺿوع ﻟرﻗﺎﺑﺗﻪ و إدارﺗﻪ ،و ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼص ﺗﻌرﯾف ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺄﻧﻪ":ﻋﻘد
ﯾﺗﻌﻬد ﻓﯾﻪ ﺷﺧص ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻘوم ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن ﻟﺣﺳﺎب ﺷﺧص آﺧر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ،دون أن ﯾﺧﺿﻊ ﻹدارﺗﻪ و
)(1
إﺷراﻓﻪ".
راﺑﻌﺎ :أﻧواع اﻟﻣﻘﺎوﻻت
و ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ﺗﻧوﻋت اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺗﻧوﻋﺎ ﻛﺑﯾرا ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻧوع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺄداﺋﻬﺎ ،و ﻫذﻩ
اﻷﻋﻣﺎل ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﻘﺎوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﺑﺣﺳب اﻋﺗﺑﺎرات ﻋدﯾدة ﻫﻲ:
-1ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل :و ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن اﻷول ﻣﻘﺎوﻻت إﺟﺎرة و ﻫﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﻬد ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻣل ﻓﻘط ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﺗﺣت إدارة و إﺷراف اﻟطرف اﻵﺧر ،و ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻗد ﯾﻛون ﻏﯾر ﻣﺗﺻل
ﺑﺷﻲء ﻣﻌﯾن ،و إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻣﺗﺻﻼ ﺑﺷﻲء ﻣﻌﯾن ﺳواء ﻛﺎن ﻣوﺟودا وﻗت اﻟﻌﻘد أو ﻏﯾر ﻣوﺟود ،و ﻫذا اﻟﺷﻲء ﻻ
ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻟﻣﻘﺎول ﺑل ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻟطرف اﻵﺧر ﻟﻠﻌﻘد ،و إﻧﻣﺎ ﯾﻣﺎرس اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻌﻣل ﻓﻘط ،اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻘﺎوﻻت اﺳﺗﺻﻧﺎع و ﻫﻲ
اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﻬد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻣل و اﻟﻣﺎدة ﻣﻌﺎ ،و ﻋﻠﯾﻪ ﯾرى اﻟدﻛﺗور اﻟﻘرﻩ داﻏﻲ أن اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع ﻫو
ﻋﻘد ﯾﻛون اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ و ﻫو اﻟﻌﻣل و اﻟﻌﯾن ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ ،و ﯾﺟوز ﻓﯾﻪ ﺗﺄﺟﯾل اﻟﺛﻣن أو ﺗﻘﺳﯾطﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ
ﺗﻧﺷﯾط اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ و زﯾﺎدة اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﺎل.
-2ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﺣﺟم اﻟﻌﻣل:ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻣﻘﺎوﻻت ﺻﻐﯾر ة و ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول أﻋﻣﺎﻻ ﺻﻐﯾرة و ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺄﻋﻣﺎل
اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة ﻛﺎﻟﻧﺟﺎرة و ﻏﯾرﻫﺎ ،و أﺧرى ﻛﺑﯾرة و ﻫﻲ ﺗﺗﻧﺎول أﻋﻣﺎﻻ ﻛﺑﯾرة و ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﺷﯾﯾد اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ و
)2ا(.
اﻟﺟﺳور و اﻟﺳدود و ﻏﯾرﻩ
-3ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﺟﻧس اﻟﻌﻣل :و ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن اﻷوﻟﻰ ﻣﻘﺎوﻻت ﻣﺎدﯾﺔ و ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﻛﺈﻧﺷﺎءات اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ و اﻟﺟﺳور و اﻟﺳدود و ﻏﯾرﻫﺎ ،و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻘﺎوﻻت ﻋﻘﻠﯾﺔ و ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن
1د/ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﻣل) ﻣﻘﺎوﻟﺔ واﻟوﻛﺎﻟﺔ واﻟودﯾﻌﺔ واﻟﺣراﺳﺔ(.
اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎﺑﻊ .اﻟﺟزء اﻷول .ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف .إﺳﻛﻧدرﯾﺔ2004 .ـ ص.37
2ﻋﺎطف ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن أﺑوﻫرﺑﯾد .ﻋﻘود اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺎت ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ .ط .1دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ .اﻷردن .ﻋﻣﺎن.2006 .
ص.190-189
7
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
ﻣﺟﻬود ﻋﻘﻠﻲ و ﻟﯾس ﻣﺎدي ،ﻛﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ،و أﻋﻣﺎل ﻓﻧﯾﺔ ﻣﺛل ﺗﺻﻣﯾم ﯾﺿﻌﻪ اﻟﻣﻬﻧدس
اﻟﻣﻌﻣﺎري.
-4ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻣل :ﻓﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻣﻘﺎوﻻت ﻋﺎﻣﺔ و ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ و
ﻏﯾرﻫﺎ و ﺗﻛون اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ ،و إﻟﻰ ﻣﻘﺎوﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﻌﻠق أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻣراﻓق و ﻣﺻﺎﻟﺢ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻓراد و اﻟﺷرﻛﺎت و ﻻ ﺗﻛون اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻧﺟد أن اﻟﻌﻘد ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص و ﻣﻣﯾزات ﺑﺣﯾث ﻧﺟدﻩ ﻣن ﻋﻘود
اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ و ﻋﻘد رﺿﺎﺋﻲ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻋﻘد ﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧﺑﯾن رﻏم اﻻﻟﺗزام اﻟﺷﺧﺻﻲ اﻟذي ﯾﻧﺷﺄﻩ.
أوﻻ :ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘد رﺿﺎﺋﻲ
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟر ﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻻﻧﻌﻘﺎدﻩ ﺷﻛل ﺧﺎص) ،(2إذ إﻧﻪ ﯾﻧﻌﻘد ﺑﻣﺟرد ﺗراﺿﻲ
طرﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﯾﺟوز إﺑراﻣﻪ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﻣﺷﺎﻓﻬﺔ ،و ﺗﺑدو ﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة561
ﻣن ق م ج اﻟذي ﯾﺟﯾز ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﻻ ﯾطﺎﻟب ﺑﺄﯾﺔ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺟر ،ﻓﻘد اﺷﺗرط اﻟﻧص اﻟﻣذﻛور أن ﯾﺣﺻل ﻫذا
اﻻﺗﻔﺎق ﻛﺗﺎﺑﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ ﻗد اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺷﺎﻓﻬﺔ .
و اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟﯾﺳت ﺿرورﯾﺔ إﻻ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻟﯾس ﻻﻧﻌﻘﺎدﻫﺎ ،ﺣﺗﻰ و ﻟو ﺳﺑق إﺑرام اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ إﺟراء ﻣﻘﺎﯾﺳﺔ
ﻟﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر و اﻟﻣواﺻﻔﺎت ،ﻓﻠﯾس ذﻟك ﺿرورﯾﺎ ﻹﺑراﻣﻬﺎ ،و ﻟﻛن ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن أن ﯾﻛون ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘدا ﺷﻛﻠﯾﺎ ،إذا اﺷﺗرط ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟوﺟودﻩ ،ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗد ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت و ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر أن ﺗﺑرم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ ،و إﻻ اﻋﺗﺑر اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ و
1
ﺗوﻓﯾق زﯾداﻧﻲ .اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري.ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر .ﻋﻣﺎر رزﯾق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق .2010-2009 ،ص ص .11-10
2
ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ﺷﻧب .ﺷرح أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء .اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف .إﺳﻛﻧدرﯾﺔ .2004 .ص.17
3
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ .دون طﺑﻌﺔ .ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف .إﺳﻛﻧدرﯾﺔ .1992 .ص.19
9
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
و إن اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟذي ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺈﻧﺟﺎزﻩ ،و إن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻷﺻل ﻟﻪ طﺎﺑﻊ ﻣﺎدي ،إﻻ أﻧﻪ ﻣﻊ
اﻟﺗطور ،دﺧل اﻷداء ذو اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻌﻧوي أو اﻟذﻫﻧﻲ ﺿﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﻘﺎول ،ﻓﻘد أﺻﺑﺣت
ﺳﺗﺷﺎرات اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻟﻬﻧدﺳﯾﺔ أو ﻋﻘود اﻟﺧﺑر ة ،ﻣن ﻋﻘود اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟدارﺟﺔ ،و ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﺟوﻫر ﻋﻘد
ﻋﻘود اﻻ
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﺟﺳد ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻟد ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺗزام ﺑﺄداء ﻋﻣل ،و أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺄداء ﻋﻣل ﯾﺗﺟﺎوز ﻋﻘود اﻟﻣﻘﺎوﻻت
و ﯾﻣﺗد إﻟﻰ ﻋﻘود أﺧرى) ،(1و ﻫذا وﻧﻔﺗرض اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗدرا ﻣن اﻻﺳﺗﻐﻼﻟﯾﺔ ﻟدى اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺄداء اﻟﻌﻣل ،ﻓﺎﻟﻣﻘﺎول إذا
ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،إﻧﻣﺎ ﯾﻔﻌل ذﻟك ﺑﺎﺳﻣﻪ اﻟﺧﺎص ،ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن أي إدارة أو اﻋﺗراف ﻣن ﺟﺎﻧب رب
اﻟﻌﻣل ،و ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻬدف إﻟﯾﻬﺎ رب اﻟﻌﻣل ،و ﯾﺗرك ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر
اﻟوﺳﺎﺋل و اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ،دون أن ﯾﻛون ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾﺗدﺧل ﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺧﺗﯾﺎر و رﻗﺎﺑﺗﻪ).(2
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و ﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ﻋن اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى
ﻧﺟد ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺑرم ﺑﯾن طر ﻓﯾن ،و ﻟﻛل طرف ﻫدف ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻣن ﺧﻼل إﺑراﻣﻪ
ﻟﻠﻌﻘد ،ﻓﻧﺟد اﻟﻣﻘﺎول ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ وﻫو ﺑذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺎﺟرا ،و ﻧﺟد رب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺷﺧﺻﺎ ﻣدﻧﯾﺎ دوﻣﺎ
ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣدﻧﯾﺎ ،و ﻫﻧﺎ ﯾﺛﺎر إﺷﻛﺎل ﺣول اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﻫذا اﻟﻌﻘد ﯾﺛﯾر ﻣن ﺧﻼل ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ
)(3
أو ﻻ. ﻟﺑس و اﺧﺗﻼط ﺑﯾﻧﻪ و ﺑﯾناﻟﻌﻘود اﻷﺧر ى ﺳواء اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻓرﻋﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ،اﻷول ﺑﻌﻧوان اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻣﯾﯾز ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود.
اﻟﻔرع اﻷول :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
و ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد ﺳواء ﻛﺎن ﻣدﻧﯾﺎ أو ﺗﺟﺎرﯾﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﯾﺳﺗﻣد ﺻﻔﺗﻪ ﻣن أطراﻓﻪ ،ﻟذا ﯾﺟب
ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب رب اﻟﻌﻣل ﻣن ﺟﻬﺔ ،و اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
1
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص ص .13-12
2
ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ﺷﻧب .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.17
3ﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل .و ﻫﻲ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل .و ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ .و ﻋﻘد وﻛﺎﻟﺔ .و
ﻋﻘد ودﯾﻌﺔ .و ﻋﻘد اﻟﺣراﺳﺔ .و ﻛل ﻓﻲ ﻓﺻل ﺗﺣت اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺗﺎﺳﻊ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 549و ﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ.
10
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
أوﻻ :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرب اﻟﻌﻣل
إن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب رب اﻟﻌﻣل ﯾﻛون ﻋﺎدة ﻋﻘدا ﻣدﻧﯾﺎ أو ﺗﺟﺎرﯾﺎ ،و ذﻟك ﻷن رب اﻟﻌﻣل ﯾﻛون ﻓﻲ
اﻟﻐﺎﻟب ﻏﯾر ﺗﺎﺟر ،و ﻣﺛل ذﻟك أن ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺷﺧص ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎول ﻟﺑﻧﺎء ﻣﻧزل ،ﻓﻬﻧﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﻣدﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻬذا اﻟﺷﺧص ،ﺳواء ﻗدم اﻟﻣﺎدة اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﻣن ﻋﻧدﻩ أو ﻗدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول).(1
و ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻫذا إذا ﻛﺎن رب اﻟﻌﻣل ﺗﺎﺟرا ،و ﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﻣﻘﺎول ﻟﻛن اﻟﻌﻣل ﻟم ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺟﺎرﺗﻪ ،و إﻧﻣﺎ ﺗﻠﺑﯾﺔ
ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻛون ﻣدﻧﯾﺎ أﯾﺿﺎ ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ أﺑرم ﻋﻘد ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺷؤون ﺗﺟﺎرﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﻟو ﺗﻌﺎﻗد ﻣن أﺟل ﺗرﻣﯾم
)(2
اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ":ﯾﻌد ﻣﺣل ﺗﺟﺎرﺗﻪ ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ،و ﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ 4ﻣن ق ت ج
ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ :
-اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﺗﻪ أو ﺣﺎﺟﺎت ﻣﺗﺟرﻩ،
-اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎر".
و ﻛذﻟك ﯾﻌﺗﺑر رب اﻟﻌﻣل ﺗﺎﺟرا ،إذا ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﻧﺎء و اﻟﺗﺷﯾﯾد ،ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﻧﺟﺎز أو ﺗﺟدﯾد
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ أو اﻹﯾﺟﺎر ،إذ ﻫو ﺑذﻟك ﯾﻛﺗﺳب ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،و ﻫذا
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ 03/93اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1993/03/01و اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط
)(4 )(3
أﻋﻼﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾدﻋﻰ ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﯾﻣﺎرس اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎري
ﻣﺗﻌﺎﻣﻼ ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ.
و ﯾﻌد اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠون ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺗﺟﺎر ا ﺑﺎﺳـﺗﺛـﻧﺎء اﻟذﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم
اﻟﺧﺎﺻﺔ أو ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ ذﻟك".
1
ﺑﺟﺎوي اﻟﻣدﻧﻲ .اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﻘد اﻟﻌﻣل و ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ و ﻧﻘدﯾﺔ .دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ .اﻟﺟزاﺋر.2008 .
ص.93
2
اﻷﻣر 59/75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر .1975اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري.
3اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ .اﻟﻌدد .14ﺳﻧﺔ. 1993
4
اﻟﻣﺎدة 2ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻊ 03/93اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ":ﯾﺷﻣل اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﻧﺟﺎز أو ﺗﺟدﯾد
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺟﺎل ذات اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺳﻛﻧﻲ أو ﻣﺟﺎل ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻹﯾواء ﻧﺷﺎط ﺣرﻓﻲ أو ﺻﻧﺎﻋﻲ أو ﺗﺟﺎري"
11
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ
إن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻛون ﺗﺎرة ﻣدﻧﯾﺎ و أﺧرى ﺗﺟﺎرﯾﺎ ،ﺑﺣﺳب اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ ،و ﻧﺟد
اﻟﻣﻘﺎول اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺄﻋﻣﺎل ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﻧﺟﺎز و ﺗﺣدﯾد اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ و اﻹﯾﺟﺎر ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛﺗﺳب
أﯾﺿﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺎﺟرا وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻣذﻛور أﻧﻔﺎ ،ﻫذا و ﺗﻌﺗﺑر اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﺿﻣن اﻟﺑﻧﺎء و اﻟﺗﺷﯾﯾد وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻷوﻋﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أﻋﻣﺎﻻ ﺗﺟﺎرﯾﺔ و
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠون ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺟﺎرا و ﺗﻌد ﻋﻘودﻫم ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،و ذﻟك ﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ
ﻣنﻗﺎﻧون اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻘﺎر ي ،اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﻓﺿﻼ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺎدة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻷﻣر 59/75اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ ،ﺗﻌد أﻋﻣﺎﻻ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺣﻛم ﻏرﺿﻬﺎ ،اﻷﻋﻣﺎل
اﻵﺗﯾﺔ:
-ﻛل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﻧﺎء واﻟﺗﻬﯾﺋﺔ ﻷوﻋﯾﺔ ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﻗﺻد ﺑﯾﻌﻬﺎ أو ﺗـﺄﺟﯾرﻫﺎ،
-ﻛل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗوﺳطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﻌﻘﺎري ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﯾﻊ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ و ﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ .
-ﻛل ﻧﺷﺎطﺎت اﻹدارة و اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻌﻘﺎري ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻐﯾر".
و ﻗد ﻋددت اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ق ت ج اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﺿﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻘﺎري أﻋﻼﻩ،
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،إﻻ إذا وﻗﻌت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ و اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﺗﻌد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻣل أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﺛل اﻟﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻧﺻر ﺟوﻫري ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ﺗﻠك
اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﻗدرا ﻣن اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أو ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو زراﻋﯾﺔ
أو ﻣن ﻧوع اﻟﺧدﻣﺎت ،و ذﻟك ﺑﺗظﺎﻓ ـر ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺎدﯾﺔ )رأس ﻣﺎل( وﺑﺷرﯾﺔ )اﻟﻌﻣل( ،و ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻧﺻر
اﻻﺣﺗراف و اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ).(1
1
ﻧﺎدﯾﺔ ﻓﺿﯾل .اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري) اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﺗﺎﺟر ،اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري( .ط .6دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ .اﻟﺟزاﺋر .2004 .ص.80
12
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻣﯾﯾز ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋن اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى
إن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻣن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎول و رب اﻟﻌﻣل و
ﻛون اﻟﻌﻣل ﯾﺗم ﺑﻣﻘﺎﺑل أﺟر ،ﺗﺟﻌل ﻫذا اﻟﻌﻘد ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ﺳواء ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻋﻣل أو ﻏﯾرﻫﺎ.
أوﻻ :ﺗﻣﯾﯾز ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻟﻌﻣل اﻟوﻛﺎﻟﺔ و اﻟودﯾﻌﺔ وﻋﻘد اﻟﺣراﺳﺔ ،ﻣن ﺑﯾن اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل) ،(1اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﻠﺗﺑس ﺑﻬﺎ ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﻛﯾف ﻧﻣﯾز ﻋﻘد ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋن ﻛل ﻋﻘد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻟذا ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﻋﻘد اﻟﻌﻣل واﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻣﻊ ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
-1ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻋﻘد اﻟﻌﻣل و ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
إن ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ أن اﻟﺷﻛل اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻫو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن ﻟذا ﻓﻘد ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ
اﻟﻌﻘدان إﻻ أﻧﻬﻣﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎن ﻷن ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﯾﺗﻣﯾز ﻋن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺣق رب اﻟﻌﻣل و ﺗﺧوﯾﻠﻪ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗوﺟﯾﻪ أو
اﻹﺷراف ﺑﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺄداء ﻣﺎ ﻫو ﻣﻛﻠف ﺑﻪ ﺗﺣت إدارة و إﺷراف رب اﻟﻌﻣل ،و ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي أوردﻩ
اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻟﻌﻘد اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ":ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﺗﺣت إﺷراﻓﻪ
)(2
ﻣﺣددة". ﻏﯾر أو ﻣﺣددة ﻟﻣدة و ﻣﺣدد، أﺟر ﻣﻘﺎﺑل ﺗوﺟﯾﻬﻪ و
وﻗد أﺿﺣﻰ ﻣن اﻟراﺟﺢ ،ﯾﻧظر إﻟﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل و رب اﻟﻌﻣل ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ،ﻛﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز
ﺑﯾن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻧﺟد أن اﻟﻌﺎﻣل ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣرﻛز ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟرب اﻟﻌﻣل) ،(3أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌﻬود إﻟﯾﻪ ﻣﺳﺗﻘﻼ و ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻹﺷراف أو ﺗوﺟﯾﻪ ﻣن رب اﻟﻌﻣل ،ﻓﻬو اﻟذي ﯾﺧﺗﺎر أدواﺗﻪ
ﻣﻬﻣﺎﺗﻪ وﻣﻌﺎوﻧﯾﻪ و وﻗت اﻟﺗﻧﻔﯾذ و ﻛﯾﻔﯾﺗﻪ ﻣﺎدام ﻋﻣﻠﻪ ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ أﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد).(4
و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﻘد اﻟﻌﻣل و ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋدة آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أﻫﻣﻬﺎ:
1ﻗد ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن اﻟﺑﺎب 9واﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .و ﻗد ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﺑﻘﺎﻧون ﺧﺎص ﻫو 11/90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
190/04/21اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل.
أ/ﺑﺷﯾر ﻫدﻓﻲ .اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل .اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .دار اﻟرﯾﺣﺎﻧﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب .اﻟﺟزاﺋر .2003 .ص57 2
3ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﻣل)ﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﺎﻟﺔ ودﯾﻌﺔ و ﺣراﺳﺔ( .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
ص.11
4
أ /ﺑﺟﺎوي اﻟﻣدﻧﻲ .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.95
13
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
-ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﺎﻣل ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟرب اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 1/136ﻣن ق م ج) ،(1ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل رب اﻟﻌﻣل ﻣﺳؤ وﻻ ﻋن اﻟﺿرر
اﻟذي ﯾﺣدﺛﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻣﺗﻰ وﻗﻊ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄدﯾﺔ ﻋﻣﻠﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻪ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻌﻣل
ﻣﺳﺗﻘﻼ دون أن ﯾﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻣﻠﻪ ﻹﺷراف أو ﺗوﺟﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل رب اﻟﻌﻣل ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺳﺄل رب اﻟﻌﻣل ﻋن
أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﺿﺎرة.
-إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺷﻲء ﻣﻌﯾن و ﻫﻠك ﻫذا اﻟﺷﻲء ﺑﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ،ﻗﺑل ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟرب اﻟﻌﻣل ﻓﻠﯾس ﻟﻠﻣﻘﺎول أن
ﯾطﺎﻟب ﻻ ﺑﺄﺟرﻩ و ﻻ ﺑرد ﻧﻔﻘﺎﺗﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 568ق م ج ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺗﺣق أﺟرﻩ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻫﻼك
اﻟﺷﻲء.
-2ﺗﻣﯾﯾز ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋن ﻋﻘد اﻟوﻛﺎﻟﺔ
ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة 571ق م ج ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ":اﻟوﻛﺎﻟﺔ أو اﻹﻧﺎﺑﺔ ﻫو ﻋﻘد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﻔوض ﺷﺧص ﺷﺧﺻﺎ آﺧر
ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﺷﻲء ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣوﻛل و ﺑﺎﺳﻣﻪ" ،و ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺗﻔق اﻟوﻛﺎﻟﺔ و اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ أن ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ ﻛل
ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻫو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻟﺣﺳﺎب اﻵﺧر ،وﻟﻛن ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻌﻘدان ﻓﻲ أﻣر ﯾن أﺣدﻫﻣﺎ ﻣوﺿوﻋﻲ و اﻵﺧر ﺷﺧﺻﻲ).(2
ﻓﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺣل اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﺎدي.
أﻣﺎ اﻟﻣﯾزة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻫو ﻗﯾﺎم اﻟوﻛﯾل ﺑﻌﻣﻠﻪ ﺑﺎﺳم اﻟﻣوﻛل و ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ،ﻓﻛل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑرﻣﻬﺎ اﻟﻣوﻛل
ﺗﺿﺎف إﻟﯾﻪ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﻫو اﻟذي ﻋﻘدﻫﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ،إﻻ أن اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻌﻣل ﺑﺎﺳﻣﻪ اﻟﺧﺎص و ﻻ ﯾﻧوب ﻋﻧﻪ و ﻻ ﯾﻣﺛﻠﻪ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻣن أﻋﻣﺎل ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل اﻟﻣوﻛﻠﺔ إﻟﯾﻪ إﻧﻣﺎ ﺗﺿﺎف إﻟﯾﻪ ﺷﺧﺻﯾﺎ و ﺗﻧﺻرف إﻟﻰ رب اﻟﻌﻣل.
)(3
ﻓﻲ اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ: و ﺗﺑدوا أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و اﻟوﻛﺎﻟﺔ
-اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﻛون داﺋﻣﺎ ﺑﺄﺟر ،وﻣﺗﻰ ﻋﯾن اﻷﺟر ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ،أﻣﺎ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﻘد ﺗﻛون
ﺑﺄﺟر أو ﺑﻐﯾر أﺟر و إن ﻛﺎن اﻷﺻل ﻓﯾﻬﺎ أن ﺗﻛون ﺑﻐﯾر أﺟر ،و إذا ﻛﺎﻧت اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑﺄﺟر ،ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺟر
1ﻧﺻت ﻋﻠﻰ":ﯾﻛون اﻟﻣﺗﺑوع ﻣﺳؤوﻻ ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺣدﺛﻪ ﺗﺎﺑﻌﻪ ﺑﻔﻌﻠﻪ اﻟﺿﺎر ﻣﺗﻰ ﻛﺎن واﻗﻌﺎ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄدﯾﺔ وظﯾﻔﺗﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ أو
ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻬﺎ
1ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 581ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ >:اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺗﺑرﻋﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻔق ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﺻراﺣﺔ أو ﯾﺳﺗﺧﻠص ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻛﯾل<.
2
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 584ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ >:إذا وﻛل أﺷﺧﺎص ﻣﺗﻌددون وﻛﯾﻼ واﺣدا ﻓﻲ ﻋﻣل ﻣﺷﺗرك ﻛﺎن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوﻛﻠﯾن ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﺗﺟﺎﻩ
اﻟوﻛﯾل ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻔق ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ذﻟك.
3
ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻗﺎﺳم .اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة.اﻟﺑﯾﻊ-اﻟﺗﺄﻣﯾن)اﻟﺿﻣﺎن(-اﻻﯾﺟﺎر .دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ .د ط.ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ .ﺑﯾروت.
ﻟﺑﻧﺎن .2003 .ص4
15
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
-ﯾﺟوز ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾﺗﺣﻠل ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗﺑل إﺗﻣﺎم ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ،و ﻫذا وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 566
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ :ﯾﻣﻛن ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻌﻘد و ﯾو ﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ أي وﻗت
ﻗﺑل إﺗﻣﺎﻣﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻷي ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أن ﯾﺗﺣﻠل ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ﻣن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ.
-2ﺗﻣﯾﯾز ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋن اﻹﯾﺟﺎر
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 467ﻣن ق م ج اﻹﯾﺟﺎر"ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم اﻟﻣؤﺟر ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ أن ﯾﻣﻛن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻣن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺷﻲء
ﻣﻌﯾن ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻘﺎء أﺟر ﻣﻌﻠوم" ،إذن ﯾﺗﻣﯾز ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر ﻋن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ أن اﻟﻐرض ﻣن اﻷول ﻫو
)(1
و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾرد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل. اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣؤﺟر
)(2
ﺗﺑﺎر أﻣر ان:
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إذا اﺧﺗﻠط ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻊ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ واﺣدة ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾؤ ﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋ
-ﻓﺎﻷو ل :ﺗﺣري اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي وﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﻏﻠﺑﺔ أﺣد اﻟﻌﻘدﯾن ﻋﻠﻰ اﻵﺧر.
-و اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺣري اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرﻓﯾن اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻘد إن ﻛﺎن ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻧﺻﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل،
أم أﻧﻪ إﯾﺟﺎر أﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣؤﺟر ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ﻣﻌﯾن.
1
Frençois collart butilleut Philippe Delle becque. contrats civil et commerciaux. 3emeedition. Dalloz .
P565
2ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.40
16
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
1ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن .اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،واﻟوﻛﺎﻟﺔ ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ .د ط .ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ .ﻋﻣﺎن .اﻷردن.2007 .
ص.19
2ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص ص.37-36
3ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص20
4ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ﺷﻧب .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.72
18
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
واﻟﺗراﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﯾﺗطﻠب ﻓﯾﻪ أن ﯾﻛون ﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل أن ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن ،ﻛﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻌﻣل
ﻣﻣﻛﻧﺎ وﻣﺷروﻋﺎ ،و إﻻ ﻟﻣﺎ اﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد ﻷن اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣل ﺗﻌﻧﻲ اﻧﻌدام اﻹرادة اﻟﺟﺎدة إﻟﻰ اﻻﻟﺗزام ،و ﻋدم
ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ ﺗﻔﯾد أن اﻟﺑﺎﻋث ﻋﻠﯾﻪ ﻛﺎن ﻏﯾر ﻣﺷروع).(1
-3اﻟﺗراﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺟر :ﻛﻣﺎ ﯾﻠزم أﯾﺿﺎ أن ﯾﻘﻊ اﻟﺗراﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺟر ،ﺑﺄن ﯾواﻓق أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار اﻷﺟر
اﻟذي ﻋرﺿﻪ اﻟطرف اﻵﺧر ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا طﻠب اﻟﻣﻘﺎول أﺟرا ﻣﻌﯾﻧﺎ و واﻓق رب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أﺟر أﻗل ،ﻟم ﺗﻧﻌﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﻌدم ﺗﺣﻘق ﺗطﺎﺑق ﺑﯾن اﻹﯾﺟﺎب و اﻟﻘﺑول).(2
و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻣﻘﺎو ﻟﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ،و ﻫﻲ اﻟﺗراﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻌﻘد و ﻫذا ﺑرﺿﺎ أﺣد
اﻟطرﻓﯾن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﻋﻧﻪ ،و ﺗﺗﺟﻪ إرادة اﻟطرف اﻵﺧر إﻟﻰ دﻓﻊ اﻷﺟر ﻓﻲ
ﻣﻘﺎﺑل ﻫذا اﻟﻌﻣل ،و ﺣﺗﻰ ﯾﺗم اﻟﺗراﺿﻲ ﻫﻧﺎ ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻛون ﻣوﺟودا ،و أن ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎ ،و ﯾﻛﻔﻲ ﻓﯾﻪ أﻻّ ﯾﺧﺗﻠف
اﻟطرﻓﺎن ﺑﺷﺄن ﺗﺣدﯾدﻩ ﻋﻧد إﺑرام اﻟﻌﻘد ،ﻷن ﻫذا اﻻﺧﺗﻼف ﻫو اﻟذي ﯾﻧﻔﻲ وﺟود اﻟﺗراﺿﻲ ﻋﻠﯾﻪ ،أﻣﺎ إذا ﻏﻔل
اﻟطرﻓﺎن و ﻟم ﯾﺗطرﻗﺎ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾدﻩ ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﺷﻛل ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻣن إﺗﻣﺎم ﻫذا اﻟﻌﻘد.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺷروط ﺻﺣﺔ اﻟﺗراﺿﻲ
-1اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗراﺿﻲ :ﺣﺗﻰ ﺗﻛون إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﺗﺑرة ،و ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻸﺛر اﻟذي ﻫدﻓت إﻟﻰ إﺣداﺛﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﻠزم أن ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻪ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ،ﺑﺄن ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻐﺎ راﺷدا ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﻣﻘﺎول إﻣﺎ أن ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم
ﻋﻣﻠﻪ ،و ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺿﺎرﺑﺎ ﺑﻌﻣﻠﻪ ﻓﻘط ،و ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺿﺎرﺑﺎ ﺑﻌﻣﻠﻪ ،و
ﻗد ﯾﻠﺣق أﺿرارا ﺑرب اﻟﻌﻣل ،ﻓﯾﺻﺑﺢ ﻣﺳؤ وﻻ ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋن ﺗﻌوﯾﺿﻪ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻌﻘد ﯾﻛون
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟداﺋرة ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻊ و اﻟﺿرر.
و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺎول ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ و ﻫو اﻟﺻﻐﯾر اﻟﻣﻣﯾز ،و اﻟﻣﻌﺗوﻩ و اﻟﺳﻔﯾﻪ و ذوا اﻟﻐﻔﻠﺔ
ﻓﺈن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟذي ﯾﺑرﻣﻪ ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ).(3
ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي .ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣﺻري و اﻟﻣﻘﺎرن .د ط .ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف .اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ .2002 .ص.53 1
20
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
ﻋﻠﻰ أن اﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﻪ ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣﻘﺎول و
اﻟﻐﻠط ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب.
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣﻘﺎول ﻓﺈن ﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد أو ﻋدم ﻟزوﻣﻪ ،ﯾﺗوﻗف ﻓﯾﻪ اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ إذا
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد أو أﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﻛذﻟك) ،(1ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻘد
ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻻت اﻹﻧﺷﺎءات اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ،ﺣﯾث ﯾﺗوﺧﻰ رب اﻟﻌﻣل ﻣﻘﺎوﻻ ﻣوﺛوﻗﺎ ﺑﻪ ،ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎءﺗﻪ و
أﻣﺎﻧﺗﻪ ،ﻓﻔﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣﻘﺎول ﯾﺟﻌل اﻟﻌﻘد ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋﻠﻰ إﺟﺎزة رب اﻟﻌﻣل ﺻﺎﺣب
اﻟﻣﺷروع ﻓﻠﻪ أن ﯾﺟﯾز اﻟﻌﻘد أو ﯾطﺎﻟب ﺑﺈﺑطﺎﻟﻪ).(2
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻐﻠط ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻏﻠطﺎ ﻣﺎدﯾﺎ ﯾﺳﺗوﺟب اﻷﻣر ﺗﺻﺣﯾﺣﻪ ،دون أن ﯾﻛون ﻟﻠﻐﻠط
اﻟﻣذﻛور ﻣن أﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺎذ اﻟﻌﻘد ،ﻓﯾﻛون ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻧﺎﻓذا رﻏم وﺟود أن ﯾﻛون ﻟﻠﻐﻠط ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﻓﻲ
اﻟﺣﺳﺎب ،و ذﻟك ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 84ﻣن ق م ج اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ":ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘد ﻣﺟرد اﻟﻐﻠط
ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب و ﻻ ﻏﻼطﺎت اﻟﻘﻠم ،وﻟﻛن ﯾﺟب ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻐﻠط" ،ﻣﺛﺎل ذﻟك ﻓﻘد ﯾﻧﻘل ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن أو رﻗم ﻣﻌﯾن ﻓﻲ
ﺻﻔﺣﺔ ﻣن ﺻﻔﺣﺎت ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ إﻟﻰ ﺻﻔﺣﺔ أﺧرى ،ﻛﺄن ﯾﻛون ذﻟك اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻣﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ،ﺛم ﯾﻧﻘل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ
ﻋﺷر أﻻف دﯾﻧﺎر ،ﺣﯾث ﯾﺻﺣﺢ ذﻟك اﻟﻐﻠط و ﯾؤﺧذ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﺣﯾﺢ أي ﻣﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ،و ﻗد ﯾﺣﺻل اﻟﻐﻠط ﻓﻲ
ﺣﺎﺻل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺟﻣﻊ أو اﻟﺿرب ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول و اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ﻋﻠﻰ أﺟزاء اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و
أﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﺳﻌر اﻟﻣﺗر اﻟواﺣد ﻣن اﻟﺑﻧﺎء 50دج و ﻛﺎن ﻋدد اﻷﻣﺗﺎر ﻣن اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗزم
اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺈﻧﺟﺎزﻫﺎ 300ﻣﺗر ﻓﯾﻛون ﺣﺎﺻل اﻟﺿرب 15000دج و ﻫو اﻟﺣﺎﺻل اﻟﺻﺣﯾﺢ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾوﺿﻊ رﻗم
13000و ﻫو اﻟﺣﺎﺻل اﻟﻐﻠط ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﺗﺻﺣﯾﺣﻪ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
إن اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ رﻛن إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟرﺿﺎ ،وﻫو ذﻟك اﻷداء اﻟذي ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ،و ﯾﻛون
ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣزدوﺟﺎ ﻓﻬو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺗﻪ ،و ﻫو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﻟﺗزاﻣﺎت رب
اﻟﻌﻣل اﻷﺟر اﻟذي ﺗﻌﻬد ﺑدﻓﻌﻪ ﻟﻠﻣﻘﺎول.
ﻣﻌوض ﻋﺑد اﻟﺗواب.اﻟﻣرﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ...).ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ .(...ﻣﺟﻠد .7ط .7ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻔﻛر و اﻟﻘﺎﻧون 1
25
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
و ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺣدد أﺟر اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ رب اﻟﻌﻣل ،ﯾﺳﺗﺣق أﺟرا ﻋن ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﺻﻣﯾم
واﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ و أﺟرا آﺧر ﻋن إدارة اﻷﻋﻣﺎل ،و ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن أن ﯾﺣدد اﻻﺗﻔﺎق أﺟر اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن أو أﺣد
ﻟﻠﻌﻣﻠﯾن دون ﺗﺣدﯾد ﻧﺻﯾب ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺟر ،و ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻋﻬد إﻟﻰ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾن
ﻣﻌﺎ) ،(1و ﯾﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 563ﻣن ق م ج ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺑﯾن اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗطرق ﻓﯾﻬﺎ رب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار اﻷﺟر اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر،ﻏﯾر أﻧﻪ ﺗدارك
اﻟﻘﺻور اﻟذي اﻋﺗرى ﻧص اﻟﻣﺎدة و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 21ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ 07/94اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
،1994/05/18اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺷروط اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌﻣﺎري وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري) ،(2ﺣﯾن ﻗﺿت ﺑﺄن ﯾﺣدد
ﻗﺎﻧون اﻟوﺟﺑﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺗﻌﺎب اﻟﻣﻬﻧدﺳﯾن اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﯾن ،و اﻟﻐﺎﻟب أن ﺗﻛون أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون
ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن أﻋراف ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺻور إﺑرام ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﻗد ﯾﺑرم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎول و رب اﻟﻌﻣل ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘوم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو
ﺑواﺳطﺔ ﻋﻣﺎل ﯾﻌﻣﻠون ﺗﺣت إﺷراﻓﻪ و ﺗوﺟﯾﻬﻪ.
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻗد ﯾﺣﺻل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﻪ اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﻪ اﻧﺟﺎز أﻋﻣﺎل ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺗﺣﺗﺎج
إﻟﻰ ﺧﺑرات ﻋدﯾدة و ﺟﻬود ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻟوﺣدﻩ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﻣﻘﺎول آﺧر ،ﻟﯾﻘوم ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻣﺳﺗﻘﻼ ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ أو أن ﯾﻘوم ﺑﻛل اﻟﻌﻣل اﻟذي ﺗﻌﻬد اﻟﻣﻘﺎول اﻷول
ﺑﺈﻧﺟﺎزﻩ ،و ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﺑﺎطن أو ﻛﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ.
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺳﻣت ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ ﻓرﻋﯾن ،اﻷول ﺑﻌﻧوان إﺑرام اﻟﻌﻘد ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة –رب اﻟﻌﻣل و اﻟﻣﻘﺎول -و
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان إﺑرام اﻟﻌﻘد ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة-اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ.(3)-
27
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﻌوﯾض أي ﻣﻧﻬﺎ ﻋن اﻟوﻗت و اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺑذﻟت ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﻋداد اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ أو وﺿﻊ اﻟﺗﺻﻣﯾم).(1
و ﻟﻛن اﻟﺳؤال ﯾطرح ﺣول ﺣق ﻛل ﻣن اﻟﻣﻘﺎول و اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ،ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻋﻣل اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ أو
وﺿﻊ اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻗد ﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب رب اﻟﻌﻣل؟
و ﻋﻠﯾﻪ ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣرﻛز ﻣﻘﺎول إﻧﺟﺎز اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ و اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ إﻧﺟﺎز اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ و
اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺻرﻓﻬﺎ ﻣن أﺟل إﻋداد اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ رﻓﺿﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل رب اﻟﻌﻣل ،و ﻟو ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻫو ﻣن طﻠب ﻣﻧﻪ إﻋدادﻫﺎ ،و ﻫذا ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن
اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺎﺟرا و أﻧﻪ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺣﺳﺎب ﻧﻔﻘﺎﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺻروﻓﺎت اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ و ﻻ ﺗﻧﺗﻬﻲ إﻟﻰ
ﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﻣن ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ ﻣن ﻋﻣﻼﺋﻪ.
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد إﻟﻰ أن اﻗﺗران ﻗطﻊ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺑﺧطﺄ ﻣن رب اﻟﻌﻣل أو ﺗﻌﺳﻔﺎ ﻣﻧﻪ،
ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣﺳؤ وﻻ ﺗﻘﺻﯾر ﯾﺎ ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ ،و ذﻟك ﺑﻘدر اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺻرﻓﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن رﻓض رب اﻟﻌﻣل
اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﻊ ﻟﺟوﺋﻪ إﻟﻰ إﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول ،ﯾﻌطﻲ اﻟﺣق ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر أن ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﻪ
ﺑدﻋوى اﻹﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب) ،(2أﻣﺎ إذا ﻋﻬد رب اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﻣﻬﻧدس ﻣﻌﻣﺎري ﺑوﺿﻊ ﺗﺻﻣﯾم ﻟﺑﻧﺎء أو ﻣﻧﺷﺄة ﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ و إن ﻟم ﯾﻛن ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺈﺑرام ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﺻﻣﯾم ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻠزم ﺑﺄن ﯾدﻓﻊ ﻟﻠﻣﻬﻧدس
اﻟﻣﻌﻣﺎري أﺟرا ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟذي وﺿﻌﻪ ،و ﻣرﺟﻊ ذﻟك أن اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻫو ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻋﻣل ﻓﻧﻲ ذو ﻗﯾﻣﺔ ،و أن
إﺗﻔﺎق رب اﻟﻌﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻫو ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾرد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﻣﯾم).(3
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 563ﻣن ق م ج ،اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺑﺄن ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري أﺟرا ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن وﺿﻊ
اﻟﺗﺻﻣﯾم و ﻋﻣل اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ و آﺧر إدارة اﻷﻋﻣﺎل.
و ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻔﻬم ﻣن ﻣﺿﻣون ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﯾﺳﺗﺣق اﻷﺟر ﻋن وﺿﻊ اﻟﺗﺻﻣﯾم أو ﻋﻣل اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ
ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن إﺑرام ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﻋدﻣﻪ.
29
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
ﻓﻔﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ ،ﯾﺗﻘدم ﻛل ﻣﻘﺎول ﺑﻌطﺎء ﻣﻌﯾن ﻟﺗرﺳوا اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﻘدم ﻋﻠﻧﺎ أﻗل ﻋطﺎء،
و ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر إﯾﺟﺎﺑﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر إرﺳﺎء اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻗدم ﻋطﺎء ﻗﺑوﻻ ،ﻓﯾﺗم ﺣﯾﻧﺋذ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑرﺳو
اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ورد ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 69ﻣن ق م ج ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣظﺎرﯾف اﻟﻣﺧﺗوﻣﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗم ﻓﺗﺣﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﯾوم اﻟﻣﺣدد ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون رﺳو اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣن ﺗﻘدم ﺑﺄﻗل ﻋطﺎء ﻣن اﻟﻣﺗﺳﺎﺑﻘﯾن ،طﺎﻟﻣﺎ ﻗدم اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت
اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط).(1
و ﻗد ﯾﺣﺗﻔظ رب اﻟﻌﻣل ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ رﻓض أي ﻋطﺎء و ﻟو ﻛﺎن ﻫو اﻷﻗل ﻗﯾﻣﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻟﻌطﺎءات
اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،دون أن ﯾﻛون ﻣﻠزم ﺑﺗﺑرﯾر رﻓﺿﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﺄن ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﻣﻘدم اﻟﻌطﺎء
اﻷﻗل ﻗﯾﻣﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺣﺗﻔظ رب اﻟﻌﻣل ﺑﻬذا اﻟﺣق ،ﻓﺈن اﻟرأي اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﯾذﻫب إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن رب اﻟﻌﻣل
ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗ ﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﻣﻘدم اﻟﻌطﺎء اﻷﻗل ﻗﯾﻣﺔ ،و ذﻟك رﻏم أن ﻋﻣل اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر إﯾﺟﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣن
ﺟﺎﻧب رب اﻟﻌﻣل ،إذ ﻻ ﯾﻌدوا أن ﯾﻛون ﻣﺟرد دﻋوى إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻘدم ﺑﻌطﺎء ،و اﻟﺗﻘدم ﺑﻬذا اﻷﺧﯾر
ﻫو اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر إﯾﺟﺎﺑﺎ أﻣﺎ اﻟﻘﺑول ﻓﻼ ﯾﺗم إﻻ ﺑﻘﺑول اﻟﻌطﺎء اﻷﻗل ﻗﯾﻣﺔ).(2
و ﯾﻠﺗزم رب اﻟﻌﻣل اﻟذي أﻋﻠن ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ ﺑﻬذا اﻟﻘﺑول ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﻫو اﻟذي دﻋﺎ اﻟﻣﻘﺎول إﻟﻰ اﻟﺗﻘدم
ﺑﻌطﺎﺋﻪ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾرﻓض اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ ،إﻻ إذا اﺳﺗﻧد ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ أﺳﺑﺎب ﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﺈذا ﺗﻌﺳف رب اﻟﻌﻣل
ﻓﻲ رﻓﺿﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻘﺎول اﻟذي ﻗدم اﻟﻌطﺎء اﻷﻗل ﻗﯾﻣﺔ ،ﻋﻣﺎ أﻧﻔﻘﻪ ﻣن اﻟﻣﺻروﻓﺎت و ﻣﺎ ﻛﺎن
ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻛﺳﺑﻪ ﻟو أﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل).(3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﺑرام ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة
و ﻫﻧﺎ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ رب اﻟﻌﻣل ،إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﻣﻘﺎول آﺧر ﯾدﻋﻰ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻔرﻋﻲ ،إﻣﺎ
ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟذي اﻟﺗزم ﺑﺈﻧﺟﺎزﻩ أو ﺑﺟزء ﻣﻧﻪ ،و ﯾﺣدث ذﻟك ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ،إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﺟواﻧب ﻓﻧﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺧﺑرات ﻋدﯾدة و ﺟﻬود ﻛﺑﯾرة ،ﻻ ﯾطﺑق اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻟوﺣدﻩ.
1ﻏﺎزي ﺧﺎﻟد أﺑو ﻋراﺑﻲ .اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﺑﺎطن .دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻓﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ .ط .1دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ .ﻋﻣﺎن .2009 .ص.19
2
Jean-Bernard Auby et Hugues Perinet-Marequet. Droit de L’industrie et de la construction. 4eme édition.
Montchrestien.1995.p484 .
3ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.93
31
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أن ﯾﻌﻬد ﺑﺎﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﻣﻘﺎول آﺧر ،و ﯾﺷﻛل ﻫذا ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ﺷرطﺎ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﺿﻣﻧﯾﺎ ،ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﻘﺎول ﻣن اﻟﺗﻘﺎول
ﻣن اﻟﺑﺎطن).(1
و ﻣن وﺟد اﻟﺷرط اﻟﻣﺎﻧﻊ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﯾﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺑﻌدﻫﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎول أن
ﯾﻘﺎول ﻣن اﻟﺑﺎطن ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﺗﻧﺎزل رب اﻟﻌﻣل ﻋن اﻟﺷرط اﻟﻣﺎﻧﻊ أو ﺑﻌد ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟﻪ).(2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻋن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ.
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻣﺿﻣون ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻠﺗﺑس ﺑﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋن طرﯾق
اﻟﻐﯾر أﻫﻣﻬﺎ ﺣﺎﻟﺗﯾن ،اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻌﻘد ،وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن"اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ".
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻌﻘد :ﺑﺣﯾث ﯾﻌرف ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺄﻧﻪ ﻧﻘل ﻣرﻛز أﺣد
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﺣﻘوق و اﻟﺗزاﻣﺎت إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻟﻪ ،أو ﺣﻠول اﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻟﻪ ﻣﺣل اﻟﻣﺗﻧﺎزل
ﻓﻲ اﻟراﺑطﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻪ ﺑﺎﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻟدﯾﻪ)رب اﻟﻌﻣل( ،ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻌﻘد ﯾﺗﺿﻣن ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ﺣواﻟﺔ ﺣق و ﺣواﻟﺔ دﯾن إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻟﻪ ،و إذا ﻛﺎن ﯾﻛﻔﻲ ﻓﻲ
ﺣو اﻟﺔ اﻟﺣق إﺧطﺎر اﻟﻣدﯾن ﺑذﻟك ،ﻓﺈن ﺣواﻟﺔ اﻟدﯾن ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟداﺋن )رب اﻟﻌﻣل().(3
و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر ﻣواﻓﻘﺔ رب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎزل ،أﻧﻪ اﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻣوﺟود و ﺻﺣﯾﺢ و ﻧﺎﻓذ ﺑﯾن
طرﻓﯾﻪ)اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻣﺗﻧﺎزل واﻟﻣﺗﻧﺎزل إﻟﯾﻪ() ،(4و ﯾﺑرز اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ)اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﺑﺎطن( واﻟﺗﻧﺎزل
ﻋن اﻟﻌﻘد ،إذ إن اﻷوﻟﻰ طرﯾﻘﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد أي أن اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ ﻻ ﯾﻧﻘل اﻟﺗزاﻣﻪ ،ﺑل ﯾﻧﻔذﻩ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻘﺎول
اﻟﻔرﻋﻲ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﺗﻔﺗرض ﺑﻘﺎء اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ و ﺗﻛﻔل ﺗﻧﻔﯾذ ﺑﯾن طرﻓﯾﻪ).(5
ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻋﻘدا ﻣﺳﺗﻘﻼ ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗوازي ﻣﻊ اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ ،و ﺗﺧﺗﻠف ﺷروطﻬﺎ ﻋﻣﺎ ورد ﻓﯾﻪ ﻣن
وﺟوﻩ ﻛﺛﯾرة ،ﻓﻘد ﺗﻛون اﻷﺟرة ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ أﻗل ﻣن أو أﻋﻠﻰ ﻣن اﻷﺟرة ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،و ﻗد ﻻ ﯾوﺟد
اﻟﺷرط اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ و ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ،و ﻗد ﯾﺿﻊ اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ ﺷرطﺎ ﺟزاﺋﯾﺎ ﻓﻲ
.2004ص.94
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.544 4
34
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎدﻩ
35
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ﺑﻣﺟرد ﻗﯾﺎﻣﻪ و ﺗواﻓر أرﻛﺎﻧﻪ ﻣن رﺿﺎ و ﻣﺣل و ﺳﺑب ،ﺗﺑدأ آﺛﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﺳرﯾﺎن
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷطراف اﻟﻌﻘد ،إذ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻛل طرف اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺎﻟﻣﻘﺎول ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻣل
اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﻪ و رب اﻟﻌﻣل ﯾﻘوم ﺑدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻪ اﻟذي ﯾﺳﺗﺣق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻣل ،و ﻋﻠﯾﻪ ﻫﻧﺎك اﻟﺗزاﻣﺎت ﺻﺎدرة
ﻋن إرادة اﻟطرﻓﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻘد رﺿﺎﺋﻲ ،و ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺻﺎدر وﻓق ﻟﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع.
و ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﯾﻛون ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻗد وﺻل إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺧﯾرة و اﻻﻧﺗﻬﺎء ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس
ﺑﻌض اﻟﻌﻘود ﻓﻬﻧﺎك أﺳﺑﺎب ﻋﺎﻣﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻧﺻوص وﻓق اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣدﻧﻲ.
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺳﻣت ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ،ﻓﺎﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﺑﻌﻧوان آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان
اﻧﻘﺿﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
36
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ،ﻓﯾرﺗب اﻟﺗزاﻣﺎت ﻟﻛل ﻣن اﻟﻣﻘﺎول و أﺧرى ﻓﻲ ذﻣﺔ رب
اﻟﻌﻣل ،ﻓﺎﻷول ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ و ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟرب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد و ﯾﻠﺗزم ﺑﺿﻣﺎﻧﻪ ،و ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ﺗرﺗﺑت ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم رب اﻟﻌﻣل ﺑﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﻘﺎول ﻣن إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل
ودﻓﻊ ﻟﻪ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺳﺗﺣق ﺑﻌد ﺗﺳﻠﻣﻪ اﻟﻌﻣل ،و ﯾرﺗب ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ذﻟك.
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺳﻣت ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث إﻟﻰ ﻣطﻠﺑﯾن ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول ﺑﻌﻧوان اﻟﺗزاﻣﺎت رب اﻟﻌﻣل و ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ،و
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎول.
ﻧﺟد رب اﻟﻌﻣل ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﺎﻷول ﻫو ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﻘﺎول ﻣن اﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ،و اﻟﺛﺎﻧﻲ دﻓﻊ
اﻷﺟر اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻠﻣﻘﺎول و اﻟﺛﺎﻟث ﺗﺳﻠم اﻟﻌﻣل ﺑﻌد إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ،و ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ذﻟك رﺗب اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻪ ﺟزاءات.
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺳﻣت ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ ﻓرﻋﯾن اﻟﻔرع اﻷول ﺑﻌﻧوان اﻟﺗزاﻣﺎت رب اﻟﻌﻣل ،و اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رب اﻟﻌﻣل ﻋن إﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت.
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل أن ﯾﺣﺿر رﺧﺻﺔ اﻟﺑﻧﺎء و ﻛل اﻟﺗر اﺧﯾص اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻣﻘﺎول ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ
اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺣﺎﺋط اﻟﺟﺎر ﻣﺷﺗرﻛﺎ وﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻌﻪ ،و إذا ﺗﻌﻬد ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻣواد ﻓﯾﺟب ﺗﺣﺿﯾرﻫﺎ
و ﻛذﻟك اﻵﻻت و اﻟﻣﻌدات...اﻟﺦ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟرﺳوﻣﺎت و اﻟﻣواﺻﻔﺎت وﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻌرف
اﻟﺻﻧﻌﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻘﯾم ﻟﻪ ﻋﻘﺑﺎت ﺑﻌد أن اﺗﻔق ﻣﻌﻪ ،إﻻ ﻟﺳﺑب ﻣﺷروع ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻧﺻل ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد إﻻ
ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻘم ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ ﺟﺎز ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﯾﻧﺎ ﺣﯾث ﯾﺄﺗﻲ
)(1
ﺑﺎﻟﻣواد و اﻵﻻت و ﻛل اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﺗرﺧﯾص ﻣن اﻟﻘﺿﺎء و إذا ﻛﺎن ﺗدﺧل رب اﻟﻌﻣل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺿرورﯾﺎ
ﺟﺎز ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﻣﺎﻟﻲ و اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﺣﺻل ﻣن ﺟراء رب اﻟﻌﻣل
اﻟذي ﻟم ﯾﻘم ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ ﻧﺣو اﻟﻣﻘﺎول اﻟذي ﻟﻪ اﻟﺣق أن ﯾطﺎﻟب ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻣﻊ اﻟﺗﻌوﯾض و ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻘدﯾر ﻫذا
اﻟﺗﻌوﯾض).(1
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗزام رب اﻟﻌﻣل ﺑدﻓﻊ اﻷﺟر أﻫم اﻟﺗزام ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ،ﻷﻧﻪ ﯾﻣﺛل اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟذي ﻗﺻد اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﯾﻠﺗزم رب اﻟﻌﻣل ﺑدﻓﻊ اﻷﺟر اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎول دون زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎن ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
أورد ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،أﺟﺎز ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻌدﯾل اﻷﺟر اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،و ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻠﺗزم رب اﻟﻌﻣل ﺑدﻓﻊ اﻷﺟر
اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،أو اﻟذي ﺣددﻩ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻛوت اﻟطرﻓﯾن ﻋن ذﻟك ،ﺑﺣﯾث ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎول أو ورﺛﺗﻪ أو
ﺧﻠﻔﻪ اﻟﺧﺎص ﻛﻣﺎ ﻟو ﺣول ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻷﺟر إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ،إذ ﯾﺟب وﻓﺎءﻩ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎل ﻟﻪ).(2
إن اﻷﺻل ﻫو وﻓﺎء اﻷﺟر إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎول اﻟذي أﻧﺟز اﻟﻌﻣل ،و أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟداﺋﻧﻪ ﻣطﺎﻟﺑﺔ رب اﻟﻌﻣل ﺑدﻓﻊ ﻫذا
اﻷﺟر إﻟﯾﻬم ،إﻻ ﻋن طرﯾق اﻟدﻋوى ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﻓﻧﺟد اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺧرج ﻋن اﻷﺻل إذ ﻗرر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة1/565
ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﯾﻛون ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﯾن اﻟﻔرﻋﯾﯾن و اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ،ﺣق
ﻣطﺎﻟﺑﺔ رب اﻟﻌﻣل ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻣﺎ ﯾﺟﺎوز اﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻛون ﻣدﯾﻧﺎ ﺑﻪ اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ وﻗت رﻓﻊ اﻟدﻋوى ،و ﯾﻛون
ﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻔرﻋﻲ ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺣق ﺗﺟﺎﻩ ﻛل ﻣن اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ و رب اﻟﻌﻣل" ،و ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻛون ﻟﻌﻣﺎل
اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ و ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻟﻔرﻋﻲ ،اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺿﻲ أﺟورﻫم اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن
اﻷﺟر اﻟواﺟب ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ) ،(3و ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ذﻟك أن ﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ ﻣﻌﺳرا أو أن
ﯾﻛون داﺋﻧو ﻩ ﻗد رﺟﻌوا ﻋﻠﯾﻪ أوﻻ).(4
و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻔرﻋﻲ ﺑﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﺑﺎطن ،ﻓﻬﻧﺎ ﻧﺟد اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻔرﻋﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول
اﻷﺻﻠﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر رب اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻟﻔرﻋﻲ اﻷول ،ﻷن ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑق ﯾﺳﻣﺢ ﺑرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ رب
و ﯾﺗﺣدد اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟواﺟب ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل دﻓﻌﻪ إﻟﻰ داﺋﻧﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ ،ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻛون ﻣدﯾﻧﺎ ﺑﻪ ﻟﻪ
1
ﺑﺟﺎوي اﻟﻣدﻧﻲ .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص ص .108-107
2
ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.227
3ﻗرار رﻗم 76094ﻣؤرخ ﻓﻲ 1992/10/26ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻏﯾر ﻣﻧﺷور،أﻧظر ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻣر ﺑن ﺳﻌﯾد ،اﻹﺟﺗﻬﺎد
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .ط .1اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ .اﻟﺟزاﺋر .2001 .ص.205
4
ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ﺷﻧب .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.202
5ﻗراررﻗم30940ﻣؤرخ ﻓﻲ1983/03/16ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ .اﻟﻌدد اﻷول .ﻣﻧﺷورة ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻗﺳم
اﻟﻣﺳﺗﻧدات ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ .ﺳﻧﺔ .1990ص.15
38
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
وﻗت رﻓﻊ اﻟدﻋوى ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا ﻛﺎن رب اﻟﻌﻣل ﻗد وﻓﻰ ﺟزءا ﻣن اﻷﺟر ﻗﺑل رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل داﺋﻧﻲ
اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣﺗﺞ ﻋﻠﯾﻬم ﺑﻬذا اﻟوﻓﺎء ،ﻓﻼ ﯾﻠزم رب اﻟﻌﻣل ﺑﺄن ﯾدﻓﻊ ﻟﻬم إﻻ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ذﻣﺗﻪ) ،(1و ﻫﻧﺎ
ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع ﻗد أﺧطﺄ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة 1/565ﻣن ق م ج ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،ﺗﻔﯾد ﺑﺄن ﯾرﺟﻊ داﺋن اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ
ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻛون ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣدﯾﻧﺎ ﺑﻪ ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ وﻗت رﻓﻊ اﻟدﻋوى ،و ﻟذﻟك ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ
ﺗﻐﯾﯾرﻫﺎ ،ﺑﻣﺎ ﺗﺳﻣﺢ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻪ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟذي ﯾﻛون ﻣدﯾﻧﺎ ﺑﻪ ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ وﻗت رﻓﻊ اﻟدﻋوى.
و ﻋﻠﯾﻪ رب اﻟﻌﻣل ﻣﻠزم ﺑدﻓﻊ اﻷﺟر ﻋﻧد ﺗﺳﻠم اﻟﻌﻣل و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 559ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ ":ﺗدﻓﻊ اﻷﺟرة ﻋﻧد ﺗﺳﻠم اﻟﻌﻣل ،إﻻ إذا اﻗﺗﺿﻰ اﻟﻌرف أو اﻻﺗﻔﺎق ﺧﻼف ذﻟك" ،و اﻷﺻل أﻧﻪ ﻣﺗﻰ اﺗﻔﻘﺎ
اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﺟر ﻻ ﯾﺟوز ﻟطرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺗﻌدﯾﻠﻪ ،ﺳواء ﺑزﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎن ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻬﻣﺎ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ذﻟك،
و ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع أورد اﺳﺗﺛﻧﺎء أﻧﻪ ﯾﺟوز ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد دون ﺣﺎﺟﺔ ﻻﺗﻔﺎق
اﻟطرﻓﯾن ،و ﻫﻲ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أﺟر ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣﻘﺎﯾﺳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻌر اﻟوﺣدة
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺿطر اﻟﻣﻘﺎول إﻟﻰ ﻣﺟﺎوزة اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ ﻣﺟﺎوزة ﻣﺣﺳوﺳﺔ ،إذ ﯾﺗﺑﯾن أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل أﻧﻪ ﻣن اﻟﺿروري ﻣﺟﺎوزة
اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﻣﻘدرة ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ ﻣﺟﺎوزة ﺑﯾﻧﺔ ،و ﻻﺑد ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﯾﺧطر رب اﻟﻌﻣل ﻣﺗﻰ ﺗﺑﯾن ﻟﻪ ذﻟك ،ﻣﻊ
ﺑﯾﺎن ﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻌﻪ ﻣن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻛم ،ﻓﺎﻟﻌﺑرة ﺑﻬذا اﻟﻣﻘدار ﻻ ﺑﻣﻘدار اﻟزﯾﺎدة اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ) ،(2و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﺎدة 560ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ":إذا أﺑرم ﻋﻘد ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣﻘﺎﯾﺳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟوﺣدة ،و ﺗﺑﯾن أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل أﻧﻪ ﻣن
اﻟﺿروري ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﺎوزة اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ اﻟﻣﻘدرة ﻣﺟﺎوزة ﻣﺣﺳوﺳﺔ ،وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول أن ﯾﺧطر
رب اﻟﻌﻣل ﺑذﻟك ﻣﺑﯾﻧﺎ ﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻌﻪ ﻣن زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﻔﻌل ﺳﻘط ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﺳﺗرداد ﻣﺎ ﺟﺎوز ﺑﻪ ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت.
ﻓﺈذا اﻗﺗﺿت اﻟﺿرورة ﻣﺟﺎوزة اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﺎوزة ﺟﺳﯾﻣﺔ ،ﺟﺎز ﻟرب اﻟﻌﻣل أن
ﯾﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻌﻘد و ﯾوﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ذﻟك دون إﺑطﺎل ،ﻣﻊ إﯾﻔﺎء اﻟﻣﻘﺎول ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎ أﻧﺟزﻩ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل
ﻣﻘدرة وﻓﻘﺎ ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد ،و دون أن ﯾﻌوض ﻋﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻛﺳﺑﻪ ﻟو أﻧﻪ أﺗم اﻟﻌﻣل".
1ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ)ﻣﻘﺎوﻟﺔ .(..اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.214
2
ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص ص .205-204و اﻧطر اﻟﻣﺎدة 560اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ>:
39
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
وﺣﺳب اﻟﻔﻘر ة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻫﻧﺎك ﻓرﺿﯾن ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻷن ﻟﻛل ﻓرض ﺣﻛم ﺧﺎص ﺑﻪ،
ﻓﺈﻣﺎ أن ﺗﻛون اﻟﻣﺟﺎوزة اﻟﻣﺣﺳوﺳﺔ ﻏﯾر ﺟﺳﯾﻣﺔ و إﻣﺎ أن ﺗﻛون اﻟﻣﺟﺎوزة ﺟﺳﯾﻣﺔ ،و ﺗﻘدﯾر ذﻟك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﯾﻔﺻل
ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع دون رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬم ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ).(1
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺟﺎوزة ﻏﯾر اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ :ﻟم ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ ،و ﻟﻛن ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن رب
اﻟﻌﻣل ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺣﻠل ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺟﺎوزة اﻟﻣﺣﺳوﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ ،و أﻧﻪ ﺗﺟب زﯾﺎدة اﻷﺟر ﺑﻣﺎ
ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺎوزة ،ﺳواء واﻓق رب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ذﻟك أو ﻟم ﯾواﻓق.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺟﺎوزة اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ :إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺟﺎوزة اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗﺿﯾﻬﺎ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﺻﻣﯾم ﺟﺳﯾﻣﺔ ،ﻛﺎن ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾﺧﺗﺎر
أﻣرﯾن):(2
-اﻷول أن ﯾﺑﻘﻰ ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎول زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺟر ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺗﻲ اﻗﺗﺿﺗﻬﺎ اﻟﻣﺟﺎوزة ،و ﻻ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﺧطر رب اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
-اﻟﺛﺎﻧﻲ أن ﯾﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻌﻘد و ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﻘﺎول وﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،و ﻫذا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟزﯾﺎدة ﻣرﻫﻘﺔ
ﻟﻪ ،و ﻫﻧﺎ ﻋﻠﯾﻪ إﺧطﺎر اﻟﻣﻘﺎول دون إﺑطﺎء ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺳﺗﻣر ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ إذ ﯾﻌﺗﻘد ﺑﺄن رب اﻟﻌﻣل ﻗد
اﺧﺗﺎرﻩ ﻟﻠﺑﻘﺎء ﻣﻊ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺟر ،و ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾدﻋﻲ أﻧﻪ أﺧطر اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻌﻘد و طﻠب
ﻣﻧﻪ وﻗف ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،أن ﯾﺛﺑت ﺣﺻول اﻹﺧطﺎر اﻟذي ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ ﺷﻛل ﺧﺎص.
و ﻫﻧﺎ ﯾﻠﺗزم رب اﻟﻌﻣل ﺑﺈﯾﻔﺎء اﻟﻣﻘﺎول ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎ أﻧﺟزﻩ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل ﻣﻘدرة وﻓﻘﺎ ﻟﺷر وط اﻟﻌﻘد ،ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن
اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﻔﻘﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻌﻼ).(3
1إﺑراﻫﯾم ﺳﯾد أﺣﻣد ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟدﻓوع واﻟﺧﺻوم اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﻧﻘض اﻟﻣدﻧﻲ .ط .1دار اﻟﻌداﻟﺔ .اﻟﻘﺎﻫرة.
.2006ص.70
2
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص ص .201-200
3
ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.206
40
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أﺟر إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺻﻣﯾم ﻣﻌﯾن
)( 1
و ﻟﻺﻋﻣﺎل ﺑﻬﺎ ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓر اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ: ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 651ﻣن ق م ج
-أن ﯾﻛون اﻷﺟر ﻗد ﺣدد ﺑﻣﺑﻠﻎ إﺟﻣﺎﻟﻲ ،و ﯾﻌﺗﺑر ﻛذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻔق اﻟطرﻓﺎن وﻗت إﺑرام ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻋﻠﻰ أﺟر
ﻣﻌﯾن ﯾدﻓﻌﻪ رب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻛل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎول إﻧﺟﺎزﻫﺎ ،ﻓﯾﻛون ﺑذﻟك ﺗﺣدﯾد اﻷﺟر ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ،
ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،ﻷي ﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب.
-أن ﯾﺣدد اﻷﺟر ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺻﻣﯾم ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،و ﻻ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺻﻣﯾم ﻫﻧﺎ ﻣﺟرد اﻟﺗﻣﺛﯾل ﺑﺎﻟﺧطوط و
اﻟرﺳوﻣﺎت ،ﺑل ﻛل وﺻف ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻟﻣﻌﻬود ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎول ،و ذﻟك ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺑﯾن ﺣدود اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﻛﺎﻣل،
واﺿﺢ و ﻧﻬﺎﺋﻲ.
-أن ﯾﻛون ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﺑرﻣﺎ ﺑﯾن رب اﻟﻌﻣل و اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ ،ﻓﺈذا أﺑرم اﻟﻌﻘد ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ و اﻟﻣﻘﺎول
اﻟﻔرﻋﻲ ،و اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ إﺟراء اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺻﻣﯾم ﻣﻌﯾن ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺄﺟر إﺟﻣﺎﻟﻲ و ﺟزاﻓﻲ ،ﻓﻼ ﯾﺳري
ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة 561ﻣن ق م ج و إﻧﻣﺎ ﺗﺳري اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻬﻣﺎ؛ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻔرﻋﻲ
أن ﯾﻌدل ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ و ﻟو ﻣواﻓﻘﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ ،و دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ
اﻷﺟر اﻟزاﺋد ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻫذا اﻟﺗﻌدﯾل ،و ﻣﻊ ذﻟك ﯾﻛون ﻟﻪ ﺣق اﻟرﺟوع ﺑﺎﻷﺟر اﻟزاﺋد ﺣﺳب أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌدﯾل و ﻣداﻩ و
طﺑﯾﻌﺗﻪ و ﻧﻔﻘﺎﺗﻪ و ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻪ).(2
و ﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد أﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة 2/561ﻣن ق م ج ،ﺑﻔرﺿﯾن ﻟزﯾﺎدة اﻷﺟرة اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﺻﻣﯾم ﻣﻌﯾن:
اﻟﻔرض اﻷول أن ﯾﻛون ﺗﻌدﯾل اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺳﺑب ﺧطﺄ رب اﻟﻌﻣل أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﻌﻪ :إذا
ﺣدث ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم ﺗﻌدﯾل أو إﺿﺎﻓﺔ و ﻛﺎن ذﻟك راﺟﻌﺎ إﻟﻰ ﺧطﺄ ﻣن رب اﻟﻌﻣل ،ﺗﺣﻣل ﻫذا اﻷﺧﯾر زﯾﺎدة
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻠزﻣﻬﺎ ﻫذا اﻟﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ اﻷﺟر اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،و ﻻ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون رب اﻟﻌﻣل ﺳﻲء اﻟﻧﯾﺔ أو أن
ﯾﺛﺑت ﺗﻘﺻﯾر ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ ،إذ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟذي ﺗﺳﺑب ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻫو ﻓﻌل ﻣﻧﺳو ب
إﻟﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺗﻌدﯾل ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم أﺻﻼ طﺎﻟﻣﺎ رب اﻟﻌﻣل ﻗد ﺗﺳﺑب ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻓﻲ زﯾﺎدة
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،و ﻛذﻟك ﯾرﺟﻊ اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻟزﯾﺎدة إذا ﻛﺎن رب اﻟﻌﻣل ﻗد أذن ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل أو ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ.
1
اﻟﻣﺎدة 561ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ >>:إذ أﺑرم اﻟﻌﻘد ﺑﺄﺟر ﺟزاﻓﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺻﻣﯾم اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ رب اﻟﻌﻣل ،ﻓﻠﯾس ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺄﯾﺔ
زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺟر و ﻟو ﺣدث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﺻﻣﯾم ﺗﻌدﯾل أو إﺿﺎﻓﺔ ،إﻻ أن ﯾﻛون ذﻟك راﺟﻌﺎ إﻟﻰ ﺧطﺄ ﻣن رب اﻟﻌﻣل أو أن ﯾﺣﺻل ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق
ﻛﺗﺎﺑﺔ ،إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ ذاﺗﻪ ﻗد اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺷﺎﻓﻬﺔ.
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إذا اﻧﻬﺎر اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾن اﻟﺗزاﻣﺎت ﻛل ﻣن رب اﻟﻌﻣل و اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺳﺑب ﺣوادث اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن وﻗت إﺑرام
اﻟﺗﻌﺎﻗد ،و ﺗداﻋﻰ ﺑذﻟك اﻷﺳﺎس اﻟذي ﻗﺎم ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﺟﺎز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑزﯾﺎدة اﻷﺟر أو ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد<.
2
ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.210
41
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
اﻟﻔرض اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻧﻬﯾﺎر اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾن اﻟﺗزاﻣﺎت رب اﻟﻌﻣل و اﻟﻣﻘﺎول :إن اﻟﻣﺎدة 3/561ﻣن ق م ج
ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،ﻫﻲ ﺗطﺑﯾق واﺿﺢ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘرر ﻣﺑدؤ ﻫﺎ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
3/107ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون).(1
و ﻟﻛن إذا ﻛﺎﻧت ﺷروط ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﺑدﺋﻬﺎ اﻟﻌﺎم ﺗﺗﻔق ﻣﻊ ﺷروط اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ اﻟﺧﺎص
)(2
و ﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن اﻷﻣر ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻟزﯾﺎدة ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺟزاء ﻗﻠﯾل ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺧﺎص ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم،
اﻷﺟر ﺗواﻓر اﻟﺷرطﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 3/561ﻣن ق م ج ،ﻓﺎﻷول ﺑﺄن ﯾﻧﻬﺎر اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾن
اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرﻓﯾن ،و ﺗﻘدﯾر ﻣدى ﻫذا اﻻﻧﻬﯾﺎر ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﻬددا ﺑﺧﺳﺎرة ﻓﺎدﺣﺔ.و ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺳﺄﻟﺔ
ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﯾﻔﺻل اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺳﺗرﺷدا ﺑظروف و ﻣﻼﺑﺳﺎت ﻛل دﻋوى ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن اﻟظروف اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﺣﯾث ﻏﻧﺎﻩ أو ﻓﻘرﻩ ،و اﻟﺛﺎﻧﻲ أن ﯾﻛون ﻫذا اﻻﻧﻬﯾﺎر ﺑﺳﺑب ﺣوادث اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ و ﻋﺎﻣﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ
اﻟﺣﺳﺑﺎن وﻗت اﻟﺗﻌﺎﻗد و ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ.
ﯾرﺗﺑط اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﻣﻊ رب اﻟﻌﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺑﺈﻋداد اﻟﺗﺻﺎﻣﯾم و اﻟرﺳوم
اﻟﻬﻧدﺳﯾﺔ ﻗﺻد إﻧﺟﺎز ﻣﺷروع ﺑﻧﺎء ﻣﻌﯾن ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط و اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣدرﺟﺔ ﺑﻬذا اﻟﻌﻘد ،و طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﻔن و
أﺻول اﻟﻣﻬﻧﺔ و أﻋراﻓﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل أﺗﻌﺎب ﯾﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻣن رب اﻟﻌﻣل؛ و اﻟﻘﺎﻋدة أﻧﻪ ﻣﺗﻰ ﺣدد أﺟر اﻟﻣﻬﻧدس
)( 3
ﻏﯾر أن اﻟﻣﺎدة 2/563ﻣن ق م ج أوردت اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋدة ﺣﯾن ﻗﺿت اﻟﻣﻌﻣﺎري ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﺗﻌدﯾﻠﻪ،
ﺑﺄﻧﻪ":ﻏﯾر أﻧﻪ إذا ﻟم ﯾﺗم اﻟﻌﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟذي وﺿﻌﻪ اﻟﻣﻬﻧدس ،وﺟب ﺗﻘدﯾر اﻷﺟر ﺑﺣﺳب اﻟزﻣن اﻟذي
اﺳﺗﻐرﻗﻪ وﺿﻊ اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻟﻌﻣل ،".ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ذﻟك أﻧﻪ ﻗد ﯾطرأ ﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ أﺟر اﻟﻣﻬﻧدس
اﻟﻣﻌﻣﺎري ،إذا ﻟم ﯾﺗم اﻟﻌﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟذي ﺗوﻟﻰ اﺳﺗﻐر اق وﺿﻌﻪ ﻣن ﺣﯾث اﻟدﻗﺔ و اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ.
و اﻟﻐﺎﻟب أن ﯾؤدي ﺗﻘدﯾر اﻷﺟر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو إﻟﻰ إﻧﻘﺎص اﻷﺟر اﻟذي ﯾﺳﺗﺣﻘﻪ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ،ذﻟك أن
ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟذي أﻋدﻩ ﯾﻌﻧﻲ إﻋﻔﺎءﻩ ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻟو ﺗم اﻟﻌﻣل
1
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 107ﻣن ق ن ج>:ﻏﯾر أﻧﻪ إذا طرأت ﺣوادث اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ اﻟوﺳﻊ ﺗوﻗﻌﻬﺎ و ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺣدوﺛﻬﺎ أن ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام
اﻟﺗﻌﺎﻗدي ،و إن ﻟم ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ،ﺻﺎر ﻣرﻫﻘﺎ ﻟﻠﻣدﯾن ﺑﺣﯾث ﯾﻬدد ﺑﺧﺳﺎرة ﻓﺎدﺣﺔ ،ﺟﺎز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠظروف و ﺑﻌد ﻣراﻋﺎة ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطرﻓﯾن
أن ﯾرد اﻻﻟﺗزام اﻟﻣرﻫق إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟﻣﻌﻘول ،و ﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ ﻛل اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك<.
2ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾرد اﻻﻟﺗزام اﻟﻣرﻫق إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟﻣﻌﻘول ،ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠظروف و ﺑﻌد اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطرﻓﯾن ،و ﯾﺑطل ﻛل
اﺗﻔﺎق ﯾﺧﺎﻟف ذﻟك ،أﻣﺎ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺧﺎص ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟﯾز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﺣﻛم ﺑزﯾﺎدة اﻷﺟر ،أن ﯾﺣﻛم ﺑﻔﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز ذﻟك
ﻓﻲ اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻧظرﯾﺔ .أﻧظر ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل)ﻣﻘﺎوﻟﺔ .(..اﻟﻣرﺟﻊ
اﻟﺳﺎﺑق .ص.172
3
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص 222
42
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﺗﺻﻣﯾم ،ﻛﻣﺎ أن رب اﻟﻌﻣل ﻟم ﯾﺳﺗﻔد ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻧﻪ) ،(1ﻏﯾر أن اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﻻ ﯾﺳﺗﺣق أي أﺟر
إذا ﻛﺎن ﺧطﺄﻩ ﻫو اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﺗﺻﻣﯾﻣﻪ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻣﻌﯾﺑﺎ ،أو ﻏﯾر ﻣﺗطﺎﺑق ﻣﻊ ﻣﺎ
اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ.
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 558ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻌﻣل و ﯾﺿﻌﻪ ﺗﺣت ﺗﺻرف رب اﻟﻌﻣل،
وﺟب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺧﯾر أن ﯾﺑﺎدر إﻟﻰ ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻓﻲ أﻗرب وﻗت ﻣﻣﻛن ﺑﺣﺳب ﻣﺎ ﻫو ﺟﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ،ﻓﺈذا اﻣﺗﻧﻊ
دون ﺳﺑب ﻣﺷروع ﻋن اﻟﺗﺳﻠم رﻏم دﻋوﺗﻪ إﻟﻰ ذﻟك ﺑﺈﻧذار رﺳﻣﻲ ،اﻋﺗﺑر أن اﻟﻌﻣل ﻗد ﺳﻠم إﻟﯾﻪ ،و ﯾﺗﺣﻣل ﻛل ﻣﺎ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن آﺛﺎر" ،و ﻗد ﻋرف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺻري اﻟﺗﺳﻠم ﺑﺄﻧﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ ﯾﻌﻧﻲ اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻣن ﻗﺑل
)(2
رب اﻟﻌﻣل ،و ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗﻘﺑل اﻟﻌﻣل و اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌد ﻓﺣﺻﻪ.
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ﻻﺑﺎن ﺑﺄﻧﻪ":ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣﺿورﯾﺔ ﻣوﺿوﻋﻬﺎ اﻟﺗﺣﻘق ﻣن اﻛﺗﻣﺎل اﻷﻋﻣﺎل ،و ﻣن ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ طﺑﻘﺎ
)(3
ﻻﺷﺗراطﺎت اﻟﺻﻔﺔ "
إن اﻟﺗزام رب اﻟﻌﻣل ﺑﺗﺳﻠم اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻌد إﻧﺟﺎزﻩ ،ﯾﺳﺗو ﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻌﻣل ﻣواﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط و
اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أو طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺑﻪ اﻷﺻول اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻣل ،و ﻋﻠﻰ ذﻟك
ﯾﻌﺗﺑر رﻓض رب اﻟﻌﻣل ﺗﺳﻠم ﻣﺎ أﻧﺟزﻩ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺑررا ،إذا ﺟﺎء اﻟﻌﻣل ﻣﻌﯾﺑﺎ و ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻣﺎ ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻪ ،أو ﻟﻣﺎ
)(4
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ وﻗﻊ ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﺣول ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣو اﺻﻔﺎت ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻋرف اﻟﻣﻬﻧﺔ و أﺻوﻟﻬﺎ،
أو ﻻ ،ﺟﺎز اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺿر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻹﺛﺑﺎت ذﻟك ،و رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻣﻊ ﺗﻌﯾﯾن ﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣدﻋﻲ.
ﻗد ﺗﺄﺧذ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳﻠم ﻋدة أﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،إذ ﯾﻛون ﺗﺳﻠﻣﺎ ﻣؤﻗﺗﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﯾﺗﻔﺣص اﻟﻌﻣل ،و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻛﺗﺷﺎف
اﻟﻌﯾوب ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎول ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺣﻔظﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻟﯾﻘوم ﺑﺎﻹﺻﻼح ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣدة.
إذا أﺧل رب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﺟﺎز ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﯾطﻠب إﻣﺎ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ أو
اﻟﻔﺳﺦ ،دون إﺧﻼل ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ،ﺑﺷرط أن ﯾﻌذر اﻟﻣﻘﺎول رب اﻟﻌﻣل ﺑﺈﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ.
إذا أﺧل رب اﻟﻌﻣل ﺑدﻓﻊ اﻷﺟر ،ﺑﺄن ﻟم ﯾدﻓﻌﻪ ﻓﻲ وﻗت اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ أو ﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ أو أراد دﻓﻌﻪ و ﻟﻛن ﻓﻲ
ﻣﻛﺎن ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﻠزم ﻓﯾﻪ اﻟدﻓﻊ أو أﺧل ﺑﺄي اﻟﺗزام ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑدﻓﻊ اﻷﺟر ،ﺣق ﻟﻠﻣﻘﺎول
أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ أو ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد و ذﻟك دون اﻹﺧﻼل ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن.
و ﯾﻛون اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺑﺎﺳﺗﺻدار ﺣﻛم ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻷﺟر ،ﻓﺈن طﻠب اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻔﺳﺦ ﺧﺿﻊ ﻫذا
اﻟطﻠب ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﺳﯾرﻓض اﻟﻔﺳﺦ ﻋﺎدة إذا ﻛﺎن ﻣﺎ ﻟم ﯾوف ﺑﻪ رب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻷﺟر ﻗﻠﯾﻼ
و ﻟﻠﻣﻘﺎول ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻺﺧﺗﯾﺎرﯾن اﻟﻣﺗﻘدﻣﯾن أن ﯾﺣﺑس)(2ﻣﺎ أﻧﺟزﻩ ﻣن اﻟﻌﻣل ﺣﺗﻰ ﯾﻘوم رب اﻟﻌﻣل ﺑدﻓﻊ ﻣﺎ ﺑذﻣﺗﻪ
ﻣن أﺟور ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول ،و ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺑس ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﯾﺣﺑس اﻟﻌﻣل
ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗوﻓﻲ ﻛﺎﻣل أﺟرﻩ ،و ﻟﻛن إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻣﻘﺳﻣﺎ إﻟﻰ أﺟزاء ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﻘﺎول أﺟرا ﻋن ﻛل ﺟزء ﯾﺗم إﻧﺟﺎزﻩ،
ﻓﺈن ﺣق اﻟﺣﺑس ﻻ ﯾﻘﻊ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻷﺟزاء اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾدﻓﻊ اﻷﺟر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ.
و ﺣق اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﻛل ﺗﻠك اﻟﺧﯾﺎرات إﻧﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﻟﻪ ﻻ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺣﻛم ﺧﺎص ورد ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎول ،و إﻧﻣﺎ ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد و ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن.
اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أن رب اﻟﻌﻣل ﯾﻌد ﻣﺗﺳﻠﻣﺎ ﻟﻠﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﺗﻰ أﺗﻣﻪ اﻟﻣﻘﺎول و أﻧذرﻩ رﺳﻣﯾﺎ
ﺑوﺟوب اﻟﺗﺳﻠم ﻋن طرﯾق ﻣﺣﺿر ﻗﺿﺎﺋﻲ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 558ﻣن ق م ج و اﻟﺗﻲ ﺗﻧص
44
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﻋﻠﻰ...":ﻓﺈذا اﻣﺗﻧﻊ دون ﺳﺑب ﻣﺷروع ﻋن اﻟﺗﺳﻠم رﻏم دﻋوﺗﻪ إﻟﻰ ذﻟك ﺑﺈﻧذار رﺳﻣﻲ ،أﻋﺗﺑر أن اﻟﻌﻣل ﻗد ﺳﻠم
إﻟﯾﻪ ،و ﯾﺗﺣﻣل ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن أﺛﺎر."...
و ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗﺣﻣل رب اﻟﻌﻣل ﺗﺑﻌﺔ ﻫﻼك اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺟز و ﻛذا اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻣن أﺟل إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل
اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻗد أﻋذرﻩ ﺑﺗﺳﻠم اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺟز و ﻟم ﯾﻔﻌل ،أو ﻛﺎن ﻫﻼك اﻟﻌﻣل راﺟﻌﺎ إﻟﻰ رب
اﻟﻌﻣل أو ﻋﯾب ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎول ،و ﻫذا إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 3/568ﻣن ق م ج اﻟﺗﻲ ﻗررت ﻣﺎ
ﯾﻠﻲ ":ﻓﺈذا ﻛﺎن رب اﻟﻌﻣل ﻫو اﻟذي أﻋذر ﺑﺄن ﯾﺗﺳﻠم اﻟﺷﻲء أو ﺗﻠﻔﻪ راﺟﻌﺎ إﻟﻰ ﺧطﺈ ﻣﻧﻪ أو إﻟﻰ ﻋﯾب ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺗورﯾدﻫﺎ ﻛﺎن ﻫﻼك اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﯾﻪ و ﻛﺎن ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻟﺣق ﻓﻲ اﻷﺟر و ﻓﻲ إﺻﻼح اﻟﺿرر ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء".
ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻣﻘﺎول و اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري اﻟﻠذﯾن ﻋﻬد إﻟﯾﻬﻣﺎ ﺑﺗﺷﯾﯾد ﺑﻧﺎء أو ﻣﻧﺷﺄة ﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ أﺧرى أو
إﻋﺎدة ﺗﺷﯾﯾدﻫﺎ أو ﺗرﻣﯾﻣﻬﺎ أو ﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ،اﻣﺗﯾﺎزا ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺷﺂت ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻬﻣﺎ ﻓﻲ ذﻣﺔ رب
اﻟﻌﻣل ،و ذﻟك ﺑﻘدر ﻣﺎ زاد ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺑﺳﺑب اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ،ﻣﻊ وﺟوب ﻗﯾد ﻫذا اﻻﻣﺗﯾﺎز ،اﻟذي ﺗﻛون
ﻣرﺗﺑﺔ ﻣن ﯾوم اﻟﻘﯾد و ﻫذا وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 1000ﻣن ق م ج).(1
و ﯾﺗم ﻗﯾد اﻻﻣﺗﯾﺎز إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗد أﻓرغ اﺑﺗداء ﻓﻲ ورﻗﺔ رﺳﻣﯾﺔ ،ﺑﻣوﺟب ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺎول ﻗد
ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﺳﺗﺣق ﻟﻪ ﻓﻲ ذﻣﺔ رب اﻟﻌﻣل ،ﻓﯾﺗم ﻗﯾد ﻫذا اﻟﺣﻛم.
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗد ﯾﺻﺑﺢ ﺑﻼ ﻓﺎﺋدة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ إذا ﻟم ﺗﺑرم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل رﺳﻣﻲ ،و اﺿطر اﻟﻣﻘﺎول إﻟﻰ رﻓﻊ
دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻻﺳﺗﺻدار ﺣﻛم ﺑﺎﻷﺟر اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻪ ،إذ ﻗد ﯾﺗﺻرف رب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺣل اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠﻐﯾر ،ﺑﺣﯾث
)(2
ﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﻣﻘﺎو ل ﺗﺗﺑﻌﻪ إذا ﻣﺎ ﺻدر اﻟﺣﻛم ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ.
)(3
ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈذا أﻧﺟزﻩ اﻟﺗزم ﺑﺗﺳﻠﯾﻣﻪ إﻟﻰ رب اﻟﻌﻣل و أﺧﯾرا ﯾﻠﺗزم ﺑﺿﻣﺎن ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻘﺎول أﺳﺎﺳﺎ
ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟذي أﻧﺟزﻩ.
1
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 1000ﻋﻠﻰ أﻧﻪ":اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﯾن و اﻟﻣﻬﻧدﺳﯾن اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﯾن اﻟذﯾن ﻋﻬد إﻟﯾﻬم ﺑﺗﺷﯾﯾد أﺑﻧﯾﺔ أو ﻣﻧﺷﺂت أﺧرى ﻓﻲ إﻋﺎدة
ﺗﺷﯾﯾدﻫﺎ أو ﻓﻲ ﺗرﻣﯾﻣﻬﺎ أو ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ،ﯾﻛون ﻟﻬﺎ اﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺷﺂت ،و ﻟﻛن ﺑﻘد ﻣﺎ ﯾﻛون زاﺋد ﺑﺳﺑب ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر وﻗت
ﺑﯾﻌﻪ".
2
ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ﺷﻧب .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.236
3ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل)اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ .(..اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.60
45
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻧوﯾﻪ إﻟﻰ أن اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎول ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ،ﺑل ﻗد ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت أﺧرى ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و ﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﺻر ﻫذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﺳﻠطﺎن اﻹرادة ﯾﺟﯾز
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن إﻧﺷﺎء ﻣﺎ ﯾرﯾد ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،و ﻻ ﯾﺣد إرادﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺳوى ﻋدم ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻔﻘﺎن
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺳﻣت ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ ﻓرﻋﯾن اﻷول ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول ،و اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان اﻻﻟﺗزام
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎول و اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري.
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول أن ﯾﻧﺟز ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ و اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ و أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟواﺟب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ و
ﻫو اﻟﻣﺳؤ ول ﻋن ﺧطﺄﻩ و ﺧطﺄ ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ و ﯾﺣﺗرم اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،و ﻫو اﻟﻣﺳؤ ول ﻋن اﻻﺣﺗرام ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ أو ﺑﻘﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ،ﻓﺈذا ﻟم ﺗﻛن اﻟﺷروط ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﺟب اﺗﺑﺎع ﻣﺎ ﺗﻌﺎرﻓت
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷراﺋﻊ و أﺻﺣﺎب اﻟﻣﻬن و ﻏﯾرﻫم ﻟﯾﻛون اﻟﻌرف ﻫو اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﻌﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و ﻓروﻋﻪ و ﺷروطﻪ ﻟﻬم أﺻول و ﻗواﻧﯾن ﯾﺟب اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،و ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول أن
ﯾﺣﺿر ﻛل اﻷدوات اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎء ،و ﻫﻲ ﻣن واﺟﺑﺎﺗﻪ دون ﺷرط ﻣﺳﺑق ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻋرف اﻟﺣرﻓﺔ و اﻟﻌﻘد ﻏﯾر
ذﻟك ،إن اﻟﻣﻘﺎول ﻟﻪ أﺗﺑﺎع ﻣن اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﻬرة ،و ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﯾﻘوﻣون ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻹﻧﺟﺎز و ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎول
ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻹﺷراف و اﻟﺗوﺟﯾﻪ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻟﻌﻣل ﻣﺧﺗص ﺑﻪ دون ﺳواﻩ و ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻗد ﺗﻛون ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺔ
و ﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ،و ﯾﻛون ﻣﺳؤ وﻻ ﺣﺗﻰ اﻧﺗﻬﺎء اﻹﻧﺟﺎز اﻟﻣطﻠوب و ﻻ ﯾﺑرؤ ﻓﻲ أي ﺧطﺄ إﻻ ﻟﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ) ،(1أي أن
ﯾﻔﻲ ﺑﻛل اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ أﻣﺎ ﺑذل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﻓﻘد ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ ﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﺗد ﻓﻲ إﻧﺟﺎز
اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌﻬود ﺑﻪ إﻟﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻣل و ﯾﺗرك اﻟﻣﺎدة ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل و ﻫو ﻣﺳؤ ول ﻋن
ﺟودﺗﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎول أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻣل و اﻟﻣﺎدة ﻣﻌﺎ أو ﺑﺟزء ﻣن اﻟﻣﺎدة ﻓﻘط ،و ﻫو ﻣﺳؤ ول ﻋﻠﻰ ﺟودﺗﻬﺎ
و ﻋﻠﻰ ﻋﯾوﺑﻬﺎ اﻟﺧﻔﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﺋﻌﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﺿﻣﺎن اﻟﻌﯾوب اﻟﺧﻔﯾﺔ ،و ﺑﻌد ﻫذﻩ اﻟﺷروط و ﺑﻌد اﻹﻧﺟﺎز
ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﺗﺎ و ﺗﻧﻔذ آﺛﺎرﻩ.
1
ﺑﺟﺎوي اﻟﻣدﻧﻲ .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص ص.99-98
46
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌﻣل ﺑﻌد إﻧﺟﺎزﻩ إﻟﻰ رب اﻟﻌﻣل ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻟﻪ أن اﺳﺗﻠﻣﻪ ﻣن ﻫذا اﻷﺧﯾر ،ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ
ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻛﺎﻟﺗﺻﺎﻣﯾم و اﻟرﺳوﻣﺎت و اﻟرﺧص و ﻣﺳﺗﻧدات إﺛﺑﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ و اﻷدو ات و ﻏﯾرﻫﺎ ،ﻟم ﺗﻌد ﻫﻧﺎك
)(1
ﺣﺎﺟﺔ ﻹﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻋﻧدﻩ ﺑﻌد إﻧﺟﺎزﻩ ﻟﻠﻌﻣل.
و ﯾﻛون اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑوﺿﻊ اﻟﻌﻣل ﺗﺣت ﺗﺻرف رب اﻟﻌﻣل ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ دون ﻣﺎﻧﻊ ،و ﻻ ﯾﺷﺗرط
أن ﯾﺿﻊ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾدﻩ ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻣﺎ دام اﻟﻣﻘﺎول ﻗد أﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك ،و ﻫذا ﻫو اﻟﺗﺳﻠم و ﻟﯾس اﻟﺗﺳﻠﯾم ،و
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول أن ﯾﻧﻔذ اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﻣوﻋد اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﺔ ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك ﻣﯾﻌﺎد ﻣﺗﻔق
ﻋﻠﯾﻪ وﺟب أن ﯾﺗم اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ ﻣوﻋد ﻣﻌﻘول ،وﻓﻘﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل وﻟﻌرف اﻟﻣﻬﻧﺔ ،و ﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎل ﻓﺈن اﻟﺗﺳﻠﯾم
ﯾﺗرﺗب ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﺑﻣﺟرد إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻔق ﻋﻠﻰ ﻣﯾﻌﺎد آﺧر ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 1/281ﻣن ق م ج.
ﻻﺑد أن ﯾﺳﻠم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد ،و إذا ظﻬرت ظروف و ﻋواﻣل ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺗﻣدﯾد أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺗﻔق
ﻋﻠﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺗم اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺣددﻩ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ،وﺟب
اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺣددﻩ اﻟﻌرف ،ﻓﺈن ﻟم ﯾوﺟد اﺗﻔﺎق و ﻻ ﻋرف ،و ﻛﺎن اﻟﻌﻣل وارد ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ،ﻓﺈن
ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﻛﺎن وﺟودﻩ ،أﻣﺎ إذا ورد اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻘول ،ﺑﻘﻲ رب اﻟﻌﻣل ﺣﺎﺋزا ﻟﻪ ،ﻓﺈن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﯾﻛون ﻓﻲ
ﻣﻛﺎن وﺟود اﻟﻣﻧﻘول ،ﻓﺈذا اﻧﺗﻘﻠت ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﻧﻘول إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎول ،ﻛﺎن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ ﻣﻛﺎن وﺟود اﻟﻣﻧﻘول ،ﻓﺈذا اﻧﺗﻘﻠت
ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﻧﻘول إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎول ،ﻛﺎن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ ﻣوطن اﻟﻣﻘﺎول أو ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ ﻣرﻛز أﻋﻣﺎﻟﻪ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
أﻧﻪ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم و أن اﻟﻌﻣل ﺿﻣن ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻋﺎدة ،و ﻫذا طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك اﺗﻔﺎق أو ﻋرف ﯾﺧﺎﻟف
ذﻟك ،إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 283ﻣن ق م ج.
و ﺗﻛون ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول ،ﻣﺎ ﻟم ﯾوﺟد اﺗﻔﺎق أو ﻧص ﺧﺎص ﯾﻧظم ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﻠﯾم و اﻟطرف اﻟذي
ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ).(2
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول ﺿﻣﺎن اﻟﻌﯾوب اﻟﺧﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﻌﻣﻠﻪ ،و ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل)اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ .(..اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.،ص.117
2
ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 123اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ>:ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ،إذا ﻛﺎﻧت اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ اﻟوﻓﺎء ،ﺟﺎز ﻟﻛل ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أن
ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ إذا ﻟم ﯾﻘم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﻪ<.
47
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
-إذا ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺟز واﺿﺣﺎ ،ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي أم ﯾﻛﺗﺷﻔﻪ ،ﻓﺈن ﺗﺳﻠم رب اﻟﻌﻣل
ﻟﻠﻌﻣل دون اﻋﺗراض ،ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻗﺑل اﻟﻌﻣل ﻣﻌﯾﺑﺎ و ﻧزل ﻋن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول ،و ﻣن ﺛﻣﺔ
ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟﺿﻣﺎن).(1
-إذا ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﻟﯾس ﻣن اﻟوﺿوح ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن رب اﻟﻌﻣل ﻣن ﻛﺷﻔﻪ ﺣﺎل ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻣﻧﺟز ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻣﻘﺎول ،و ﻟم ﯾﻛن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻗد أﺧﻔﺎﻩ ﻏﺷﺎ ﻣﻧﻪ ﻋن رب اﻟﻌﻣل ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾظل اﻟﻣﻘﺎول ﺿﺎﻣﻧﺎ
ﻟﻠﻌﯾب ﻟﻠﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻬﺎ ﻋرف اﻟﻣﻬﻧﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻛﻣل ﻟﻠﻘﺎﻧون.
-ﻗد ﯾﻌﻣد اﻟﻣﻘﺎول إﻟﻰ إﺧﻔﺎء اﻟﻌﯾب أو اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻏﺷﺎ ﻣﻧﻪ.ﻓﻼ ﯾﺗﻣﻛن رب اﻟﻌﻣل
ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﯾب أو اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻗت ﺗﺳﻠﻣﻪ اﻟﻌﻣل ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﻟرب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول
)(2
ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن وﻓق ﻗواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ.
وﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻟﯾﺳت ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﺟوز ﺗﺷدﯾد اﻟﺿﻣﺎن أو
ﺗﺧﻔﯾﻔﻪ.
إذا أﺧل اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ذﻟك اﻹﺧﻼل ،و ﯾﺣق
ﻟرب اﻟﻌﻣل ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إﻣﺎ أن ﯾطﻠب اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ و إﻣﺎ إن ﯾطﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﻌوﯾض
ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن إن ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻘﺗﺿﻰ ،ﺑﺷرط أن ﯾﻌذر رب اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺈﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﻘواﻋد
اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻗد ﯾطﻠب رب اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ إذا ﻛﺎن ﻣﻣﻛﻧﺎ ،ﻓﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻹﺟﺑﺎر اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻠﻰ إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل،
ﻟﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ،ﻓﻼ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ إﻻ ﻋن طرﯾق ﻗﯾﺎم
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻔرض اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول ﻹﺟﺑﺎرﻩ ،ﻓﺈذا اﻣﺗﻧﻊ ﯾﺣﻛم ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻣﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ
اﻟﺿرر ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﺗﻛن ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ،ﺟﺎز ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﺑﻌد ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص ﻣن اﻟﻘﺿﺎء أن ﯾﻛﻠف
ﻣﻘﺎوﻻ آﺧر ﺑﺈﻛﻣﺎل اﻟﻌﻣل أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺛل اﻟﺷﻲء ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﻘﺎول اﻷول ،و ﻫﻧﺎ
1
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗﻠرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.146
2ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص .53
48
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﻧؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص ﻷن ﻟﺟوء رب اﻟﻌﻣل ﻟﻣﻘﺎول آﺧر ﻹﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل دون ﺗرﺧﯾص ﯾﻌد ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻷﺣﻛﺎم
)(1
اﻟﻣﺎدة 170ﻣن ق م ج.
و ﻗد ﯾطﻠب رب اﻟﻌﻣل ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻟﺟﺳﺎﻣﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزام ،وﯾﻛون طﻠﺑﻪ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ،
ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺳﺦ ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾﺳﺗرد ﻣﺎ ﻛﺎن ﻗد دﻓﻌﻪ ﻣن أﺟر ،وﻛذا ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻹﻧﺟﺎز
اﻟﻌﻣل).(2
-إن اﺳﺗﻌﻣﺎل رب اﻟﻌﻣل ﻟﺣﻘﻪ ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ أو اﻟﻔﺳﺦ ﻣﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ،ﻟﯾس ﻣرﺗﺑطﺎ
ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ،ﻓﻣﺗﻰ رأى رب اﻟﻌﻣل ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ أن اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
ﻣﻌﯾب أو ﻣﻧﺎف ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد ،ﻓﺈن ﻟﻪ أن ﯾﺗﺧذ اﻹﺟراءات ﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﻟﻪ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاء دون أن ﯾﻧﺗظر إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ
)(3
اﻟﻣدة.
-ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﻘﺎول ﺗﺑﻌﺔ ﻫﻼك اﻟﻌﻣل اﻟذي أﻧﺟزﻩ ،إذا أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺗﺳﻠﯾﻣﻪ إﻟﻰ رب اﻟﻌﻣل ،ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 1/ 568و 2ن ق م ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :إذا ﻫﻠك اﻟﺷﻲء ﺑﺳﺑب ﺣﺎدث ﻣﻔﺎﺟﻰء ﻗﺑل ﺗﺳﻠﻣﻪ إﻟﻰ رب
اﻟﻌﻣل ،ﻓﻠﯾس ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﯾطﺎﻟب ﻻ ﺑﺛﻣن ﻋﻣﻠﻪ و ﻻ ﺑرد ﻧﻔﻘﺎﺗﻪ ،و ﯾﻛون ﻫﻼك اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣن ﻗﺎم ﺑﺗورﯾدﻫﺎ
ﻣن اﻟطرﻓﯾن.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺎول ﻗد أﻋذر ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﺷﻲء أو ﻛﺎن ﻫﻼك اﻟﺷﻲء أو ﺗﻠﻔﻪ ﻗﺑل اﻟﺗﺳﻠﯾم راﺟﻌﺎ إﻟﻰ ﺧطﺋﻪ،
وﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻌوض ،".و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻫﻼك اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻗﺑل ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟرب اﻟﻌﻣل ﺑﺳﺑب ﺣﺎدث أو
ﻗوة ﻗﺎﻫرة ،ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول ،وﻟﯾس ﻟﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻷﺟر إﻻ إذا ﻛﺎن ﻗد أﻋذر رب اﻟﻌﻣل ﺑﺄن ﯾﺗﺳﻠم اﻟﻌﻣل
ﺑﻌد اﻧﺟﺎزﻩ.
و ﻫﻼك ﻣﺎدة اﻟﻌﻣل ﺑﺳﺑب ﺣﺎدث أو ﻗوة ﻗﺎﻫرة ،ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻣن ﻗﺎم ﺑﺗورﯾدﻫﺎ ،و إذا ﻗدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول و اﻧﻬﺎر
اﻟﺑﻧﺎء ﻗﺑل ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ،ﺗﺣﻣل ﺗﺑﻌﺔ ﻫذا اﻟﺗﻬدم و ﻻ ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻷﺟر وﻻ ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣواد اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻬﻠك
1ﻗراررﻗم،152934ﻣؤرخ ﻓﻲ .1998/03/11ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ .اﻟﻌدد اﻷول .ﺳﻧﺔ .1998ص.109
2
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص ص .122-121
3
اﻟﻣﺎد 553ﻣن ق م ج ﻧﺻت ﻋﻠﻰ>:إذا ﺛﺑت أﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻟﻌﻣل أن اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﻣﻌﯾب أو ﻣﻧﺎف ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد ،ﺟﺎز ﻟرب اﻟﻌﻣل
أن ﯾﻧذرﻩ ﺑﺄن ﯾﺻﺣﺢ ﻣن طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺧﻼل أﺟل ﻣﻌﻘول ﯾﻌﯾﻧﻪ ﻟﻪ ،ﻓﺈذا اﻧﻘﺿﻰ ﻫذا اﻷﺟل دون أن ﯾرﺟﻊ اﻟﻣﻘﺎول إﻟﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ،ﺟﺎز
ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾطﻠب إﻣﺎ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد و إﻣﺎ أن ﯾﻌﻬد إﻟﻰ ﻣﻘﺎول آﺧر ﺑﺎﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻘﺎول اﻷول طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 170أﻋﻼﻩ،
ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﺟوز طﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﺣﺎل دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﯾﯾن أﺟل إذا ﻛﺎن إﺻﻼح ﻣﺎ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن ﻋﯾﺑﺎ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ.<.
49
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
اﻟﻌﻣل ﺑﺧطﺄ اﻟﻣﻘﺎول ،ﺑﺄن ﯾﻛون ﻗد أﻋذر ﻣن ﻗﺑل رب اﻟﻌﻣل ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌﻣل ﻓﻠم ﯾﻔﻌل ،ﻓﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول ﻫو ﻣن
ﯾﺗﺣﻣل اﻟﺧﺳﺎرة ،ﻓﯾﻔﻘد ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻷﺟر و ﻧﻔﻘﺎت ﻋﻣﻠﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟرب اﻟﻌﻣل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء
)(1
ﻋن ﻛل ﺿرر آﺧر أﺻﺎﺑﻪ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري )اﻻﻟﺗزام اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎول و اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﺑﺿﻣﺎن اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ(
أﺣﺎط اﻟﻣﺷرع اﻷﺑﻧﯾﺔ و اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻷﺧرى ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﺣﯾث رﺗب ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﻘﺎول و اﻟﻣﻬﻧدس
اﻟﻣﻌﻣﺎري اﻟﻠذﯾن ﻗﺎﻣﺎ ﺑﺗﺷﯾﯾدﻫﺎ ،اﻟﺗزاﻣﺎ ﺑﺿﻣﺎﻧﻬﺎ ﻟﻣدة ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻣن وﻗت ﺗﺳﻠﻣﻬﺎ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣن طرف رب
اﻟﻌﻣل ،و ﻫو ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري.
ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع ﯾﻘﺻر ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﻧدس
اﻟﻣﻌﻣﺎري و ﻣﻘﺎول اﻟﺑﻧﺎء و اﻟﺗﺷﯾﯾد ،ﻏﯾر أن اﻟﻧطﺎق اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ﻋرف ﺗوﺳﯾﻌﺎ ،ﻓﻠم ﯾﻌد
ﻣﻘﺗﺻر ا ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻓﺣﺳب ،ﺑل اﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل أﺷﺧﺎﺻﺎ آﺧرﯾن ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﻧﺎء و اﻟﺗﺷﯾﯾد ،ﻣﺳﺎﯾرة ﻟﻠﺗطور
اﻟذي ﯾﻌرﻓﻪ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﺷﻣل اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻣراﻗب اﻟﻔﻧﻲ و ﻛذا اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ.
-اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري أﺷﺎر إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﺿﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة554ﻣن ق م ج اﻟﻣذﻛور أﻧﻔﺎ ،و ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،07/94اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺷروط اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌﻣﺎري و ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر،
ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﻣﺻطﻠﺢ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل و ﻋرﻓﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 9ﻣن
اﻟﻣرﺳوم ﺑﺄﻧﻪ":ﯾﻘﺻد ب-ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل-ﻓﻲ اﻟﻬﻧدﺳﺔ اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ ،ﻛل ﻣﻬﻧدس ﻣﻌﻣﺎري ﻣﻌﺗﻣد ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﺻور إﻧﺟﺎز
اﻟﺑﻧﺎء و ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ".
و ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﻪ اﻟﻬﻧدﺳﺔ اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري اﻟﻣﻌﺗﻣد ،أن ﯾﻛون ﻣﺳﺟﻼ ﻓﻲ
اﻟﺟدول اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻣﻬﻧدﺳﯾن اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﯾن ،ﻣﻊ وﺟوب ﺗواﻓر ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ-:أن ﯾﻛون اﻷﺷﺧﺎص ذوو
اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺣﺎﺋزون ﺷﻬﺎدة ﻣﻬﻧدس ﻣﻌﻣﺎري ﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ ﻣن اﻟدوﻟﺔ و أن اﻟدوﻟﺔ و أن ﯾﻛوﻧوا ﻗد ﻗﺎﻣوا ﺑﻔﺗرة
ﺗدرﯾب.
-أن ﯾﻛون اﻷﺷﺧﺎص ذوو اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﺣﺎﺋزون ﺷﻬﺎدة ﻣﻬﻧدس ﻣﻌﻣﺎري ﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ ،و
ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻣؤﻗﺗﺎ و ﯾﻣﻛن إﻟﻐﺎؤ ﻩ ،و ﺗﺣدد اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل و اﻹﻟﻐﺎء ﻋن طرﯾق
اﻟﺗﻧظﯾم).(1
-اﻟﻣﻘﺎول :ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،07/94ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أطﻠق ﻣﺻطﻠﺢ"ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻧﺗدب"
و ﻋرﻓﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻣرﺳوم ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ":ﯾﻘﺻد ﺑﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻧﺗدب ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ،
ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ،ﯾﻔوض ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺈﻧﺟﺎز ﺑﻧﺎء أو ﺗﺣوﯾﻠﻪ".
-اﻟﻣراﻗب اﻟﻔﻧﻲ :ﻧظﻣت ﻣﻬﻣﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﻧﺎء ﻷول ﻣرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻷﻣر85/71اﻟﻣؤرخ
ﻓﻲ 1971/12/29واﻟﻣﺗﺿﻣن إﺣداث ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎء و ﺗﺣدﯾد ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ) ،( 2ﺛم ﺑﻣوﺟب
)(3
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ رﻗم 205/86اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1986/08/19واﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎء.
و إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻬﻣﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﻧﺎء ﻗد ﻧظﻣت ﻣﻧذ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،إﻻ أن ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣراﻗب اﻟﻔﻧﻲ ﻟم
ﯾﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري إﻻ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 07/95اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1995/01/25اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت)،(4
اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم 07/80اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1980/08/09اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺄﻣﯾن) ،(5إذ ﻗﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
178ﻣﻧﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ »:ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري و اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن و ﻛذا اﻟﻣراﻗﺑﯾن اﻟﻔﻧﯾﯾن اﻛﺗﺗﺎب ﻋﻘد ﻟﺗﺄﻣﯾن
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬم اﻟﻌﺷرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 544ﻣن ق م ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﺑدأ ﺳرﯾﺎن ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣن اﻻﺳﺗﻼم
اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺷروع «.ﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻧص أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻧص اﻟﻣدﻧﻲ ﻟم ﯾذﻛر اﻟﻣراﻗﺑﯾن اﻟﻔﻧﯾﯾن.
-اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ :ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻬﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻧﺟﺎز أو ﺗﺟدﯾد
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ أو اﻹﯾﺟﺎر أو ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎت ﺧﺎﺻﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ ﻧص اﻟﻣﺎدة 2ﻣن
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ 03/93اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻘﺎري ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد اﻷول ﻣن ﻗواﻋد ﻫذا اﻟﺿﻣﺎن ﻫو رب اﻟﻌﻣل ،ﺑﯾد أن ﺣق اﻟرﺟوع ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ،ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﺗد إﻟﻰ
اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم و اﻟﺧﺎص و ﻛذا إﻟﻰ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ﻟﻠﺑﻧﺎء.
1
اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ 07/94اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺷروط اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌﻣﺎري و ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﻬﻧدس.
2اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ .اﻟﻌدد .04ﺳﻧﺔ .1972
3اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ .اﻟﻌدد .34ﺳﻧﺔ .1986
4اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ .اﻟﻌدد .13ﺳﻧﺔ .1995
5
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ .اﻟﻌدد .33ﺳﻧﺔ .1980
51
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
)(1
ﻣﻘﺎ ﻻ ﻛﺎن أو ﻣﻬﻧدﺳﺎ ﻣﻌﻣﺎرﯾﺎ.
-رب اﻟﻌﻣل :ﻷن اﻟﺿﻣﺎن ﻣﻘرر أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ،ﻓﻬو اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻟﻣﺷﯾد و
و ﻗد أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣﺻطﻠﺢ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع و ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ" :ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﯾﺗﺣﻣل ﺑﻧﻔﺳﻪ
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻛﻠﯾف ﻣن ﯾﻧﺟز أو ﯾﺣول ﺑﻧﺎء ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻗطﻌﺔ أرﺿﯾﺔ ﯾﻛون ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻬﺎ أو ﺣﺎﺋز ﺣﻘوق اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ،
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﻧظﯾم و اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﻣﺎ" .
و ﻟﻛن إذا ﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ ﻣﻊ ﻣﻘﺎول ﻓرﻋﻲ ،ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺿﻣﺎن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ رب ﻋﻣﻠﻪ ﻷن أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻻ
ﺗﺳري ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ وﻫذا ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 554ﻣن ق م ج ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر.
-اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم :اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻣﺎدة 108ﻣن ق م ج اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻧﺻراف أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن و اﻟﺧﻠف
اﻟﻌﺎم ،ﻓﺈن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟرب اﻟﻌﻣل ﺗﻧﺗﻘل ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻌﺎم ،و أﻫم ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق
ﻣﺑﺎﺷرة دﻋوى اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ،و ﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 2/178ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ »:و ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻫذا اﻟﺿﻣﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع و/أو ﻣﻼﻛﯾﻪ اﻟﻣﺗﺗﺎﻟﯾن ،إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻧﻘﺿﺎء أﺟل اﻟﺿﻣﺎن«.
-اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص :إن اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣق ﻫﻧﺎ ،ﯾﺟد ﺳﻧدﻩ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 109ﻣن ق م ج ،إذ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻧص اﻟﻣذﻛور ،ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﺻراف آﺛﺎر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص ﻟﻛل ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﺷف اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 2/178ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
07/95ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر.
-اﻟﻣﺎﻟﻛون اﻟﻣﺷﺗرﻛون ﻟﻠﺑﻧﺎء :ﻧظﻣت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ و اﻟﺑﻧﺎﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري أول ﻣرة ﺑﺄﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺛم ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ رﻗم 666/83اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1983/11/12اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ و اﻟﺑﻧﺎﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ) ،(2و ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋدل و ﺗﻣم ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم59/94
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1994/03/07اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ و ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺑﻧﺎﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ).(3
ﯾﺷﺗرط ﻟﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد و أﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ،ﺗواﻓر ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ و ﻫﻲ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ و أﺧرى ﺷﻛﻠﯾﺔ ،ﻓﺎﻷوﻟﻰ
ﻻﺑد ﻣن أن ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و ﻫﻧﺎ ﻧﺟد اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺷﺗرطﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟرﺟوع ﻋﻠﯾﻪ
1
Philipe le Tourneau.La responsabilité chvil. 3emeédition. Dalloz. 1982. p422 .
2اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ .اﻟﻌدد .47ﺳﻧﺔ.1983
3اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ .اﻟﻌدد .13ﺳﻧﺔ.1994
52
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ،أن ﯾﻛون ﻣﻊ رب اﻟﻌﻣل ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ) ،(1و ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺣل ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﺗﺷﯾﯾد ﺑﻧﺎء أو ﻣﻧﺷﺄة ،إذ أن اﻟﻣﺷرع ﻋرف اﻟﺑﻧﺎء ﺑﺄﻧﻪ»:ﻛل ﺑﻧﺎﯾﺔ أو ﻣﻧﺷﺄة ﯾوﺟﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﺳﻛن أو اﻟﺗﺟﻬﯾز أو
اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري أو اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﻘﻠﯾدي أو اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻼﺣﻲ أو اﻟﺧدﻣﺎت" ) ،(2و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺷﺂت
اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻘد ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 2/23ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك ،اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ، 1988/05/15اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺎت
ﻣﻣﺎرﺳﺔ و ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺷﻐﺎل ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺑﻧﺎء و أﺟر ذﻟك ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ" ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﻧﺷـﺂت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ،اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣرﺗﺑطﺔ
ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧﺷﺂت ،و اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﻘﯾود اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،و أن ﺗﻛون ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل" ﻛذﻟك ﺣﺻول ﺗﻬدم ﻛﻠﻲ أو ﺟزﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء أو اﻟﻣﻧﺷﺄ اﻟﺛﺎﺑت أو ظﻬور ﻋﯾب ﺑﻪ.
و ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻧﺟد ﻣدة اﻟﺿﻣﺎن ،و ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،أن ﯾﺣدث ﺗﻬدم
ﻛﻠﻲ أو ﺟزﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء أو اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺛﺎﺑت ،أو ﯾظﻬر ﺑﻪ ﻋﯾب ﻣؤﺛر ،ﺧﻼل ﻋﺷر ﺳﻧوات ،ﺗﺣﺳب ﻣن وﻗت
اﻟﺗﺳﻠم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻣل) (،3و ﺗرﻓﻊ دﻋو ى اﻟﺿﻣﺎن ﻓﻲ ﺧﻼل ﺛﻼث اﻟﺳﻧوات ،ﺗﺑدأ ﻓﻲ اﻟﺳرﯾﺎن ﻣن وﻗت اﻟﺗﻬدم أو
4
اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻌﯾب.
ﺷدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ،ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﻗد ﯾﺷﻛﻠﻪ اﻧﻬﯾﺎر اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ و اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻣن
ﺧطر ﻋﻠﻰ اﻷرواح و اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ،و ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧﺟد أﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ،ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻵﺗﯾﺔ:
-ﺗﻌﻠق أﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم :وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة556ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ":ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ
ﻛل ﺷرط ﯾﻘﺻد ﺑﻪ إﻋﻔﺎء اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري و اﻟﻣﻘﺎول ﻣن اﻟﺿﻣﺎن أو اﻟﺣد ﻣﻧﻪ".
-ﻣﺑدأ اﻟﺗﺿﺎﻣن ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري :و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 554ﻣن ق م ج ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،ﺑﺣﯾث ﯾﺿﻣن
اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري و اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻣن ﺗﻬدم أو ﻋﯾوب اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ أو اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺗﻲ أﻗﺎﻣﻬﺎ.
-اﻓﺗراض اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑﻬﺎ أﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري :و ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن رب اﻟﻌﻣل ﻻ ﯾﻛﻠف ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻟﺧطﺄ
ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري أو اﻟﻣﻘﺎول ،ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﻟرﺟوع ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري،
1إﺑراﻫﯾم ﺳﯾد أﺣﻣد ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧدس .ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧدس و اﻟﻣﻘﺎول ﻋن ﻋﯾوب اﻟﺑﻧﺎء ﻓﻘﻬﺎ و ﻗﺿﺎء .ط .1اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث.+
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2003 .ص.87
2
اﻟﻘﺎﻧون 15/08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .2008/07/20اﻟذي ﯾﺣدد ﻗواﻋد ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﺑﻧﺎء و اﺗﻣﺎم إﻧﺟﺎزﻩ .راﺟﻊ ج ر ج ج .ع .44ﺳﻧﺔ.2008
3
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 3/554ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري .ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر.
4
اﻟﻣﺎدة 557ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »:ﺗﺗﻘﺎدم دﻋﺎوى اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻣن وﻗت ﺣﺻول اﻟﺗﻬدم أو اﻛﺗﺷﺎف
اﻟﻌﯾب«.
53
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﻣن اﻟﻣﻌروف ﻗﺎﻧوﻧﺎ أن ﻛل اﻟﺗزام ﻣﺂﻟﻪ اﻻﻧﻘﺿﺎء ،إذ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻼﻟﺗزام أن ﯾﻛون أﺑدﯾﺎ ،و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻌدة أﺳﺑﺎب ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﻬو ﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﻻﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣﺄﻟوف و اﻟﻣﻌﺗﺎد ﺑﺗﻧﻔﯾذﻩ و
ﻫو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟوﻓﺎء ،و ﻛذﻟك ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ و ﻫذﻩ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﻧﺟد ﺳﺑﺑﯾن
ﺧﺎﺻﯾن ﻟﻼﻧﻘﺿﺎء ﻧص ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري.
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻫﻲ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 566اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻌﻘد ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ،وﻛذﻟك ﺣﺳب
اﻟﻣﺎدة 569ﻧﺻت ﻋﻠﻰ وﻓﺎة اﻟﻣﻘﺎول.
و ﻟﺗﻔﺳﯾر وﺗﺣﻠﯾل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ،ﺳﺄﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث إﻟﻰ ﻣطﻠﺑﯾن ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول ﺑﻌﻧوان
اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﻧﺗﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﻧوان اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻﻧﺗﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ﺑﺎﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻬو ﯾﻧﺗﻬﻲ إﻣﺎ ﺑﺗﻧﻔﯾذﻩ أو أن ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻗﺑل ذﻟك.
أﻣﺎ اﻧﺗﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻓﯾﺗﺿﻣن ﻗﯾﺎم ﻛل ﻣن رب اﻟﻌﻣل و اﻟﻣﻘﺎول ﺑﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت اﺗﺟﺎﻩ
ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣن اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌﻘد.
ﻛذﻟك ﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ دون ﺗﻧﻔﯾذ ،ﻛﻣﺎ ﻟو اﺗﻔق طرﻓﺎﻩ ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻬﺎﺋﻪ وﻫذا ﻫو اﻟﺗﻘﺎﺑل ﻣن اﻟﻌﻘد أو إذا أﺧل
أﺣدﻫﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗزام ،ﻓﺗﻣﺳك اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ،و ﯾﻧﻘﺿﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ أﯾﺿﺎ دون ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻣﺗﻰ اﺳﺗﺣﺎل ﻫذا
اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
و ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻗﻣت ﺑﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ ﻓرﻋﯾن ،ﻓﺎﻟﻔرع اﻷول ﺑﻌﻧوان اﻧﻘﺿﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ،و اﻟﻔرع
اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻗﺑل اﻟﺗﻧﻔﯾذ .
54
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
و ﻫﻧﺎ ﻧﺟد ﺣﺎﻟﺗﯾن ﻟﻺﻧﻘﺿﺎء) ،(1ﻓﻘد ﯾﻛون ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟطرﻓﯾن ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬم ،وﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺈﻧﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻣﻘﺎول.
إن اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﺗﺑرم ﻣن أﺟﻠﻪ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫو إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ وﺗﺳﻠﯾﻣﻪ إﻟﻰ رب اﻟﻌﻣل ،وﻗﺎم
ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن ﺟﻬﺗﻪ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﺑﺗﺳﻠم اﻟﻌﻣل ﺑﻌد إﻧﺟﺎزﻩ وﺳداد اﻷﺟر ،ﻟم ﯾﻌد ﯾوﺟد ﻫﻧﺎك ﻣﺳوغ ﻟﺑﻘﺎء ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻗد ﻻ ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ﺗﻣﺎﻣﺎ ،وذﻟك إن ﻛﺎن ﻟرب اﻟﻌﻣل ﺣق اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن.
ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺑﻧﺎء و اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ) ،(2ﺣﯾث ﯾﻌﻣل اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري و اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء ﻣن ﺗﻬدم ﻛﻠﻲ أو ﺟزﺋﻲ أو ﻣﺎ ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ ﻣن ﻋﯾوب ﺧﻼل ﻋﺷرة ﺳﻧوات ﻣن وﻗت اﻟﺗﺳﻠﯾم
)(3
اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻣل.
ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﻣﺣﻠﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄداءات دورﯾﺔ ﻟﻣدة ﻣﺣددة ،ﻣﺛﻠﻣﺎ
ﻫو ﻋﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ،ﻛﺄن ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻣﺛﻼ ﻣﺎﻟك ﻋﻣﺎرة ﻣﻊ ﻣﻘﺎول ﻣن أﺟل ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺻﻌد
اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ ﻛل ﺛﻼث أﺷﻬر ﻟﻣدة أرﺑﻊ ﺳﻧوات ،ﻓﯾﻛون اﻟزﻣن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧﺻر ﺟوﻫري ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ،
) (4
و ﯾﺟوز ﺗﺟدﯾد ﺗﻠك اﻟﻣدة ،ﺳواء ﺻراﺣﺔ وﻣن ﺛم ﺗﻧﺗﻬﻲ وﯾزول ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء ﻣدة اﻷرﺑﻊ ﺳﻧوات اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻬﺎ،
ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ﻟﻔﺗرة أﺧرى ،أو ﺿﻣﻧﯾﺎ ﺑﺄن ﯾﺳﺗﻣر اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ أداء ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﻣواﻋﯾدﻩ
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺑﻌﻠم رب اﻟﻌﻣل و دون اﻋﺗراض ﻣﻧﻪ).(5
1اﺧﺗرت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻛﻠﻣﺔ اﻻﻧﻘﺿﺎء ﻻن اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﻗد أﺗم ﻓﻌﻼ و اﻧﻘﺿﻰ ﺑﻌﻛس ﻛﻠﻣﺔ اﻧﺣﻼل اﻟﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻗﺑل أن ﯾﻧﻔذ اﻟﻌﻘد أو ﻗﺑل
أن ﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذﻩ .ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام .اﻟﺟزء اﻷول.د د ن .2008-2007 .ص. 566
2ﻣﺤﻤﺪ ﻟﺒﯿﺐ ﺷﻨﺐ .اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .ص .227
3ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺎدة 554ﻣﻦ ق م ج.
4ﻗﻠﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح .اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .ص .259
5ﻣﺤﻤﺪ ﻟﺒﯿﺐ ﺷﻨﺐ .اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .ص .238
55
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
و ﯾﻼﺣظ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺿﻣﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﺗﺣدﯾد ﯾﻛون ﺑﻧﻔس ﺷروط اﻟﻌﻘد اﻟﺳﺎﺑق وﻟﻛن ﻟﻣدة
ﻏﯾر ﻣﺣدودة ،و ﯾﻛون ﻟﻛل ﻣن طرﻓﯾﻪ إﻧﻬﺎء اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ أي وﻗت ﺑﻌد إﺧطﺎر ﯾرﺳل ﻣن أﺣد اﻷطراف إﻟﻰ
اﻟطرف اﻷﺧر.
ﯾﺟب ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻟﻣﺎ اﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﻪ وﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ ،و ﻻ ﯾﻘﺗﺻر اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﺣﺳب،
ﺑل ﯾﺗﻧﺎول أﯾﺿﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣن ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎﺗﻪ وﻓق ﻟﻠﻘﺎﻧون و اﻟﻌداﻟﺔ ﯾﺣﺳن طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزام .اﻟﻣﺎدة 107ﻣن ق م ج
)(1
و ان اﻟﻌﻘد ﯾﻌﺗﺑر ﻗﺎﻧو ن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ و ﺣﺳن ﻧﯾﺔ.
ﻗد ﯾﻧﺣل ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذﻩ اﻧﺗﻬﺎء ﻏﯾر ﻣﺄﻟوف ،و ﻟﻛﻧﻪ اﻧﺗﻬﺎء ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﻟﻌل أﻫم أﺳﺑﺎب
اﻧﺗﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذﻩ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ :اﻟﺗﻘﺎﯾل و اﻟﻔﺳﺦ و اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
و ﻟم ﯾﻌرض اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻟﻬذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻣﻛﺗﻔﯾﺎ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا اﻟﺳﺑب اﻷﺧﯾر ﻣﻧﻬﺎ
و ﻫو اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻓﻘد ﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻧﺻﺎ ﺻرﯾﺣﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻌرض ﺑﻌد ذﻟك ﻣن ﯾﺗﺣﻣل ﺗﺑﻌﺔ ﻫﻼك اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
ﯾﻌرف اﻟﺗﻘﺎﺑل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ":اﺗﻔﺎق ﺑﯾن أطراف اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ إﻧﻬﺎﺋﻪ ،وﻫو ﯾﺗم ﺑﺈﯾﺟﺎب أو ﻗﺑول ﺑطرﯾﻘﺔ ﺻر ﯾﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﯾﺔ
و ﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﺗﻘﺎﺑل أﺛر رﺟﻌﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺻل ،إﻻ اﺗﻔق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻟﻪ ﻫذا اﻷﺛر). "(2
و ﯾﻼﺣظ أﻧﻪ ﻟم ﯾرد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻧص ﺣرﻓﻲ ﺻرﯾﺢ ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻹﻗﺎﻟﺔ ﻛﻧظﺎم ،و ان ﻛﺎن ﻗد
أﻗرﻩ ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 106ﻣن ق م ج ،ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن ":ﻟﻌﻘد ﺷرﻋﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻼ ﯾﺟوز
ﻧﻘﺿﻪ و ﻻ ﺗﻌدﯾﻠﻪ إﻻ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن أو ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون" ،ﻓﯾﻔﻬم ﻣن اﻟﻧص أن اﻟﻌﻘد ﯾﺟوز ﻧﻘﺿﻪ
أﻣﺎ ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون و إﻣﺎ ﺑواﺳطﺔ اﺗﻔﺎق طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ذﻟك ،و ﻋﻠﯾﻪ ﻗد ﯾﺗﻔق اﻟﻣﻘﺎول و رب
اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﺣﻠل ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣن اﻟﻌﻘد ﺑﺈرادﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﺳواء ﻗﺑل اﻟﺑدء ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
أو ﺑﻌد اﻟﺑدء ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ و ﻗﺑل اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣﻧﻪ ،ﻓﻛﻣﺎ اﻧﻌﻘدت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺗراﺿﻲ اﻟطرﻓﯾن ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻛذﻟك ﺑﺗراﺿﯾﻬﻣﺎ،3
وﺑذﻟك ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺈرادﺗﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﻻ ﺑﺈرادة آﺣﺎدﻫﻣﺎ ﻓﺣﺳب ،و ﯾﻐﻠب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﯾﺳوي اﻟطرﻓﺎن
1ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻨﮭﻮري . .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص .218
2ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام .ص . 566
3ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص95
56
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﻣﺎ ،و ﯾﺿﻣﻧﺎن إﻗﺎﻟﺔ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ اﻵﺧر ﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت أو ﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻧﻬﺎ ،أﻣﺎ إذا ﺳﻛت اﻟطرﻓﺎن ﻋن
)(1
ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﺳرت اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻣﺑدأ اﻟﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب.
ﻟﻘد ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧظرﯾﺔ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 119وﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ ﻣن ق م ج ،ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻧﺣﻼل اﻟﻌﻘد،
و ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟﻣواد أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن و ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،أﻣﺎ ﺑﻘﺑﺔ اﻟﻣواد
اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،و اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻓﺗﻌد ﻣﺟرد ﺗطﺑﯾق ﻟﻠﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم و ﻻ ﺗﺧرج ﻋن ﻧظﺎﻣﻪ ﻛﻣﺎ
ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻧص ﻋن اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون آﺧر وﻫو ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﻫذا ﺣﺳب ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة
112ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون).(2
إن ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻫو ﺣل اﻟراﺑطﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﻣﺗﻰ أﺧل اﻟطرف اﻷﺧر ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ،ﻓﺎﻟﻔﺳﺦ ﺟزاء إﺧﻼل أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن
ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﻟﯾﺗﺣرر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘد).(3
و وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدﺗﯾن 119و 120ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﺎن اﻟﻔﺳﺦ ﻗد ﯾﻛون أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء)اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ(،
و ﻗد ﯾﻛون ﺑﺎﺗﻔﺎق طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد)اﻟﻔﺳﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ(.
أ-اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ :و ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺿرورة اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣل اﻟراﺑطﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟداﺋن
اﻟﻣﻠﺗزم ،و ﻟﻘد ﻗررﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 119ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،و ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟطﻠب
اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1أن ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ،و ﻫو اﻟﺷرط اﻟﻣﺗﺣﻘق ﺑﺧﺻوص ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
-2أن ﯾﺧل أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺻورة ﻛﻠﯾﺔ أو ﺟزﺋﯾﺔ أو ﺣﺗﻰ اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ،
طﺎﻟﻣﺎ أﻧﻪ ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺧطﺄ أو إﻫﻣﺎل أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن.
3ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري . .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص569
57
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
-4ﯾﺟب ﻋﻠﻰ طﺎﻟب اﻟﻔﺳﺦ ،أن ﯾﻘوم ﻗﺑل رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﺑﺈﻋداد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر اﻟﻣﻘﺻر ،ﻣطﺎﻟب إﯾﺎﻩ ﺑﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ.
و ﯾﺧﺿﻊ طﻠب اﻟﻔﺳﺦ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﻠﻪ أن ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻣدﯾن
أﺟﻼ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ،أو أن ﯾرﻓض طﻠب اﻟﻔﺳﺦ ،إذا ﻛﺎن ﻣﺎ ﻟم ﯾوف ﺑﻪ اﻟﻣدﯾن ﻗﻠﯾل اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛﺎﻣل
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 2/119ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري.
ب-اﻟﻔﺳﺦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ :و ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ،ﻋﻧد ﺣﺻول إﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﻋﻘدي ﻣن ﻗﺑل
أﺣدﻫﻣﺎ ،دون ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ،و ﻗد ورد ذﻛرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 120ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،و ﻋﻠﯾﻪ
ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة):(1
-1أن ﯾﺣﺻل اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺳﺦ ،و ﯾﻛو ن اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻪ اﺳﺗﺑﻌﺎد دور اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺷﻛل ﻗطﻌﻲ.
-2ﯾﺟب ﻋﻠﻰ طﺎﻟب اﻟﻔﺳﺦ إﻋذار اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ اﻟذي أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ،ﻣطﺎﻟب إﯾﺎﻩ ﺑﺗﻧﻔﯾذ.
و ﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎن ﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻛون ﺿرورﯾﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد ﺣﺻول ﻧزاع ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد
ﺑﺷﺄن اﻟﺣق ﻓﻲ ﻓﺳﺧﻪ ،إﻻ أن دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل أﻫﻣﻬﺎ):(2
-1اﻟﺗﺣﻘق ﻣن وﺟود اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ،ﯾﺳﺗﺑﻌد ﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء.
-2اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﻗﯾﺎم اﻟداﺋن ﺑﺈﻋذار اﻟﻣدﯾن.
-3اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺣﺻول ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ
و ﯾﻛون ذﻟك اﻟﺣﻛم ﻫﻧﺎ ﺣﻛﻣﺎ ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻟﻠﻔﺳﺦ وﻟﯾس ﻣﻧﺷﺄ ،ﺑﻌﻛس اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
ﻋن إرادﺗﻪ.
1اﻟﻣﺎدة120ﻋﻠﻰ>>ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻘد ﻣﻔﺳوﺧﺎ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻧد ﻋدم اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋﻧﻪ ﺑﻣﺟرد ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺷروط
اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ و ﺑدون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ.
و ﻫذا اﻟﺷرط ﻻ ﯾﻌﻔﻲ ﻣن اﻻﻋذار اﻟذي ﯾﺣدد ﺣﺳب اﻟﻌرف ﻋﻧد ﻋدم ﺗﺣدﯾدﻩ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن<<
2ﺣﺳﯾن اﻟﺗوﻧﺳﻲ .اﻧﺣﻼل اﻟﻌﻘد،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺣول ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻟﺔ .ط .1دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ .اﻟﺟزاﺋر .2007 .ص ص.99-89
58
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
و ﻋﻠﯾﻪ إذا أﺛﺑت اﻟﻣﻘﺎول أن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻋﻬد ﺑﻪ إﻟﯾﻪ رب اﻟﻌﻣل ،ﻗد أﺻﺑﺢ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻟﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ﻻ ﯾد ﻟﻪ ﻓﯾﻪ،
ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧزع ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷرض ﻣن رب اﻟﻌﻣل ﻣن أﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻟﺳﺑب
أﺟﻧﺑﻲ ،و ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟﺗزام رب اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻪ ،و ﯾﻧﻔﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 121
ﻣن ق م ج اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﻪ":ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ،إذا اﻧﻘﺿﻰ اﻟﺗزام ﺑﺳﺑب اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،اﻧﻘﺿت ﻣﻌﻪ
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻪ ،وﯾﻧﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون".
و ﻣﺗﻰ اﻧﺗﻬﻰ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻻﻧﻔﺳﺎخ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻣﺗﻘدم ،اﺳﺗﺣق اﻟﻣﻘﺎول ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﺑﻣوﺟب ﻣﺑدأ اﻹﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب،
ﻻ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﻗد اﻧﺗﻬت).(1
و ﻗد أوﺿﺢ ﻧص اﻟﻣﺎدة 570ﻣن ق م ج ذﻟك ﻓﻲ ﺧﺻوص ﻣوت اﻟﻣﻘﺎول ﺑﻌد أن أﻟﺣﻘت ﺑﻪ أن ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣﻘﺎول
ﻋﺎﺟزا ﻋن إﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل ﺑﺳﺑب ﻻ ﯾد ﻟﻪ ﻓﯾﻪ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﻘﺎول ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣن رب اﻟﻌﻣل أﻗل اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن،
ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎ أﻧﻔﻘﻪ ﻣن ﻣﺎﻟﻪ و وﻗﺗﻪ ،و ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎ اﺳﺗﻔﺎد ﺑﻪ رب اﻟﻌﻣل).(2
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﻘد ،ﻫﻧﺎك أﺳﺑﺎب ﺧﺎﺻﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻬﻣﺎ اﻟﻌﻘد ،و ﻗد أو ردﻫﺎ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري.
و اﻟﺳﺑب اﻷول ﻫو ﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و ﻫذا ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 566ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻟﺳﺑب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻣﻘﺎول ،و ﻫذا ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 569ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
اﻟﺟزاﺋري.
و ﻋﻠﯾﻪ ﻣن أﺟل اﻟﺗوﺿﯾﺢ أﻛﺛر ،ﻗﻣت ﺑﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ ﻓرﻋﯾن ،ﻓﺎﻟﻔرع اﻷول ﺑﻌﻧوان ﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل ﻣن
اﻟﻣﻘﺎول. وﻓﺎة ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌﻧوان اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻔرع و اﻟﻣﻧﻔردة، ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘد
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة
ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻣﺎدة 566ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑﺄﻧﻪ":ﯾﻣﻛن ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻌﻘد و ﯾوﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ
أي وﻗت ﻗﺑل إﺗﻣﺎﻣﻪ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌوض اﻟﻣﻘﺎول ﻋن ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ أﻧﻔﻘﻪ ﻣن اﻟﻣﺻروﻓﺎت و ﻣﺎ أﻧﺟزﻩ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل و ﻣﺎ
ﻛﺎن ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻛﺳﺑﻪ ﻟو أﻧﻪ أﺗم اﻟﻌﻣل.
1ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ،اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل)اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و.(..اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.219
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ .ص.220
59
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺧﻔض ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻋﻣﺎ ﻓﺎت اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﻛﺳب إذا ﻛﺎﻧت اﻟظروف
ﺗﺟﻌل ﻫذا اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻋﺎدﻻ ،و ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص أن ﺗﻧﻘص ﻣﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول ﻗد اﻗﺗﺻد ﻣن ﺟراء
ﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻌﻘد و ﻣﺎ ﯾﻛون ﻗد ﻛﺳﺑﻪ ﺑﺎﺳﺗﺧدام وﻗﺗﻪ ﻓﻲ أﻣر آﺧر".
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ،أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾرﺟﻊ ﻋن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و ﯾﺗﺣﻠل ﻣﻧﻪ ﺑﺈرادﺗﻪ
اﻟﻣﻧﻔردة ،ﺑﺷرط ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻣﺎ ﺗﻛﻔﻠﻪ ﻣن ﻧﻔﻘﺎت و ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن ﻛﺳب ،و ﻻ ﺷك ﻓﻲ أن ذﻟك ﺧﯾر ﻟرب
اﻟﻌﻣل ،ﺑدﻻ ﻣن اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ و اﻹﻧﻔﺎق ﻓﻲ ﻏﯾر ﻓﺎﺋدة).(1
و ﻗد ﯾوﺣﻲ إﻋطﺎء اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻫذﻩ اﻟرﺧﺻﺔ ﻟرب اﻟﻌﻣل ،أن ﻓﻲ ذﻟك ﺧروج ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻧﻘﺿﻪ و ﻻ ﺗﻌدﯾﻠﻪ إﻻ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻬﻣﺎ أو ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺎﯾر طﺑﯾﻌﺔ
ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾﻌدل ﻋن ﺗﻧﻔﯾذا ﻋﯾﻧﯾﺎ ،إﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﻬذا ﻻ
ﯾﻌﻔﯾﻪ ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌوﯾض.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول ،ﻓﺎﻷﻣر ﻣﺧﺗﻠف ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ أن ﯾﺗم اﻟﻌﻣل ،و ﻣن أﺟل ذﻟك إﺑرام ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻟم ﯾﺟز اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣﻘﺎول أن ﯾﺗﺣﻠل ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ،ﻛﻣﺎ أﺟﺎزﻩ ذﻟك ﻟرب
اﻟﻌﻣل ،ﺑل ﺟﻌل ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر اﻟﺣق ﻓﻲ إﺟﺑﺎر اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ ،دون أن ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑطرﯾﻘﺔ
اﻟﺗﻌوﯾض.
أﻣﺎ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 566اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻋﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن
ﻛﺳﺑﻪ ،ﺑل و ﺗوﺟب إﻧﻘﺎص ﻫذا اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﻘدر ﻣﺎ إﻗﺗﺻدﻩ اﻟﻣﻘﺎول ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم إﺗﻣﺎم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ،و ﻣﺎ ﻛﺳﺑﻪ ﻣن
اﺳﺗﺧدام وﻗﺗﻪ ﻓﻲ أﻣر آﺧر ،ﻓﻠﯾس ﻫذا أﯾﺿﺎ إﻻ ﺗطﺑﯾق ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﻋﻧد ﺣﺳﺎب اﻟﺧﺳﺎرة
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم إﺗﻣﺎم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﯾﺟب ﺧﺻم ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﺣﻣﻠﻪ ﻓﻌل ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺧﺳﺎرة ،ﺑﺳﺑب
وﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و ﻋدم اﻟﻣﺿﻲ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻋﻧد ﺣﺳﺎب اﻟﻛﺳب اﻟذي ﻓﺎت اﻟﻣﻘﺎول ،ﯾﺗﻌﯾن
ﻛذﻟك ﺧﺻم ﻣﺎ ﻟم ﯾﻔﺗﻪ ﻓﻌﻼ ،إذا ﻛﺎن ﻗد اﺳﺗﺧدم وﻗﺗﻪ ﻓﻲ أﻣر آﺧر ﻋﺎد ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻛﺳب ﻣﻌﯾن.
و ﻟﺗﺣﻠﯾل أﻛﺛر ﻟﻣﺿﻣون اﻟﻣﺎدة 566ﻣن ق م ج ،ﻧرى أن ﻧﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺳﺄﻟﺗﯾن
أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ،ﺗﺗﻌﻠق اﻷوﻟﻰ ﺑﺷروط ﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ،أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺗﺷﻣل ﺑﯾﺎن
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك.
ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 566ﻣن ق م ج ،أﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﺗواﻓر ﺷروطﺎ أرﺑﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن رب اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺣﻠل ﻣن ﻋﻘد
اﻟﺷرط اﻷول و ﻫو ﻋدم ﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ :إذا أﺗم اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،ﻟم ﯾﻌد ﻫﻧﺎك ﻣﻌﻧﻰ
ﻹﻋطﺎء رب اﻟﻌﻣل ﺣق اﻟﺗﺣﻠل ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،إذ ﯾﻠﺗزم رب اﻟﻌﻣل ﺣﯾﻧﻬﺎ ﺑدﻓﻊ اﻷﺟر ﻛﺎﻣﻼ ﻛﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﻘﺎول،
ﻓﺄوﻟﻰ أن ﯾدﻓﻌﻪ أﺟرا ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﺗم ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،ذﻟك أن اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺗﺧوﯾل رب اﻟﻌﻣل ﺳﻠطﺔ إﻧﻬﺎء اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺈرادﺗﻪ
اﻟﻣﻧﻔردة ،ﻫﻲ ﻣﻧﻊ اﻟﻣﻘﺎول ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل أو ﻧﻔﻘﺎت ﯾراﻫﺎ رب اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺟدﯾﺔ أو ﻏﯾر ﻧﺎﻓﻌﺔ ،و ﻗﺻر ﻣﺎ
ﯾﺟب دﻓﻌﻪ ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺻرﻓﻬﺎ ﻓﻌﻼ ،و ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﻛﺎن ﺳﯾﻛﺳﺑﻪ ﻟو أﻧﻪ أﺗم اﻟﻌﻣل ،ﻓﻌﻧدﻫﺎ
ﺳﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول ﻗد أﻧق ﻛل ﻣﺎ ﻫو ﺿروري ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ).(1
و ﯾﺛﺑت ﺣق رب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻧذ إﺑرام اﻟﻌﻘد ،و ﻟو ﻟم ﯾﺷرع اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق
ﻋﻠﯾﻪ ،واﻟﺗﺣﻠل ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة ﯾﻛون أﯾﺳر ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺗﻌوﯾض
اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻠﻣﻘﺎول ﺳﯾﻛون أﻗل.
و ﯾﺑﻘﻰ ﺣق رب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠل ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗﺎﺋﻣﺎ ،ﺣﺗﻰ ﺑﻌد ﺷروع اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ،طﺎﻟﻣﺎ ﻟم
ﯾﺗﻣﻪ ﺑﻌد ،ﻓﺈذا أﺗﻣﻪ و أﻋذر رب اﻟﻌﻣل أن ﯾﺗﺳﻠﻣﻬـ ﻓﻘد رب اﻟﻌﻣل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ).( 2
اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ و ﻫو اﻟطرف اﻟذي ﯾﺗﺟﻠل ﻣن اﻟﻌﻘد ﻫو رب اﻟﻌﻣل :إن ﺣق إﻧﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة
ﻣﻘرر ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 566ﻣن ق م ج ﻟرب اﻟﻌﻣل ،ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺗﺣﻠل ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،إﻻ إذا اﺗﻔق
ﻋﻠﻰ ذﻟك ،و ﻟﻛن إذا ﻋﻬد اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻌﻣل ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ إﻟﻰ ﻣﻘﺎول ﻓرﻋﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺻﺑﺢ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ رب ﻋﻣل ﻓﻲ
ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻬذا اﻷﺧﯾر ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﻛون ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ إﻧﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ).( 3
و ﯾﻧﺗﻘل ﺣق رب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ إﻧﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة إﻟﻰ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص) ،(4ﻓﻠورﺛﺔ رب اﻟﻌﻣل ﻟﻌد
ﻣوﺗﻪ أن ﯾﺳﺗﻌﻣﻠوا ﻫذا اﻟﺣق ،ﻓﺈذا ﺗﻌدد اﻟورﺛﺔ و اﺳﺗﻣر اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﺷﺎﺋﻌﺎ ﻟﺣﺳﺎﺑﻬم ،ﺟﺎز ﻟﻣن ﯾﻣﻠك
ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻟﻌﻣل أن ﯾﻧﻬﻲ اﻟﻌﻘد ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺻرﻓﺎ ﻓﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻌﻣل ،ﻓﺗﻣﻠﻛﻪ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 720ﻣن ق م ج ،اﻟﺗﻲ ﻗررت أن>>:ﻟﻠﺷرﻛﺎء اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺛﻼث أرﺑﺎع اﻟﻣﺎل اﻟﺷﺎﺋﻊ أن
1
ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ﺷﻧب .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.250
2
ﻗدري ﻟﺑﯾب ﺷﻧب .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.286
3
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.262
4
ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.269
61
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﯾﻘرروا اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ إذا اﺳﺗﻧدوا ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ أﺳﺑﺎب ﻗوﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﻠﻧوا ﺑﻌﻘد ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ،ﻗراراﺗﻬم إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﺷرﻛﺎء ،و ﻟﻣن ﺧﺎﻟف ﻣن ﻫؤﻻء ﺣق اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺧﻼل ﺷﻬرﯾن ﻣن وﻗت اﻹﻋﻼن ،و ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗﻛون ﻗﺳﻣﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﺷﺎﺋﻊ ﺿﺎرة ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرﻛﺎء ،أن ﺗﻘدر ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠظروف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﺻرف واﺟﺑﺎ".
ﻛذﻟك ﯾﺟوز ﻟﻠﺧﻠف اﻟﺧﺎص أن ﯾﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﺈذا ﻧزل رب اﻟﻌﻣل ﻋن ﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ إﻟﻰ
ﻏﯾرﻩ ،ﻛﺎن ﻟﻬذا اﻟﻐﯾر أن ﯾﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻌﻘد ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة.
اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻟث و ﻫو أن ﯾﻛون ﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ راﺟﻌﺎ إﻟﻰ إرادﺗﻪ ،و ﻟﯾس ﻟﺧطﺄ اﻟﻣﻘﺎول :ﻓﺈذا
ارﺗﻛب ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺧطﺄ ﻣﺧﻼ ﺑذﻟك ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﺟﺎز ﻟرب اﻟﻌﻣل ﺑﻌد إﻋذار
اﻟﻣﻘﺎول ،أن ﯾطﻠب اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ ،ﺑﺈﺟﺑﺎر اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻠﻰ إﺻﻼح ﺧطﺋﻪ ﻋﯾﻧﺎ ،ﻣﻊ اﻟﻣﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻣﺣل
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،أو أن ﯾطﻠب ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن ،إن ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻘﺗﺿﻰ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 1/119ﻣن
ق م ج ،و ﯾﻼﺣظ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا طﻠب رب اﻟﻌﻣل ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺎول ﻻ ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض
)( 1
. اﻟﻛﺎﻣل ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ ذﻟك ،ﻟو أن رب اﻟﻌﻣل ﺗﺣﻠل ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
اﻟﺷرط اﻟراﺑﻊ و ﻫو أﻻ ﯾﺷﺗرط اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ :إن ﺣق رب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ
اﻟﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻌد ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻘﺎول ،ﻟﯾس ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﻓﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ،ﻓﻘد
ﯾﺗﻔق اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز ﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ دون أن ﯾدﻓﻊ أي ﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﻘﺎول ،إﻻ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ أﺛرى ﺑﻪ
ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻫذا اﻷﺧﯾر,
-1اﻧﺗﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع ﻓﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل رب اﻟﻌﻣل ،ﻓﯾﺻﺑﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑدﻓﻊ اﻷﺟر ،و ﻻ
اﻟﻣﻘﺎول ﻣﻠزم ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ).(2
-2اﻟﺗزام رب اﻟﻌﻣل ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻘﺎول ﻋن ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ أﻧﻔﻘﻪ ﻣن اﻟﻣﺻروﻓﺎت ،و ﻣﺎ أﻧﺟزﻩ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل ،و ﻣﺎ ﻛﺎن
ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻛﺳﺑﻪ ﻟو أﻧﻪ أﺗم اﻟﻌﻣل ،و ﻣﺻدر ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻫو ﻧص اﻟﻣﺎدة 566ﻣن ق م ج ،ﻻ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻘد
اﻧﺗﻬﻰ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﻠﺗزم رب اﻟﻌﻣل ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
1
ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة)ﻣﻘﺎوﻟﺔ .( ...،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.229
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.ص.232
62
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
أ -ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻘﺎول ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺗﻲ أﻧﻔﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ،و ﻟو ﻟم ﺗﻌد ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل
ﺑﺄي ﻓﺎﺋدة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻋﻣﺎ أﻧﺟزﻩ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل).(1
ب -ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻛﺳﺑﻪ ﻟو أﺗم اﻟﻌﻣل ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻘدرة ﺑﺄﺟر إﺟﻣﺎﻟﻲ ،ﻓﺈن
ﻛﺳب اﻟﻣﻘﺎول ﯾﺗﺣدد ﺑﺎﻟﻔرق ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺟر ،و ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،أﻣﺎ إذا
ﻛﺎن أﺟر اﻟﻣﻘﺎول ﻣﻘدار ﺑﺳﻌر اﻟوﺣدة ،ﻓﺈن ﻛﺳب اﻟﻣﻘﺎول ﯾﺣدد ﺑﺎﻟﻔرق ﺑﯾن أﺟر ﻛل وﺣدة ﻣن وﺣدات
اﻟﻌﻣل و ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻧﺟﺎزﻩ ،و ﯾﻛون ﻣﺟﻣوع اﻟﻛﺳب اﻟذي ﻓﺎﺗﻪ ﻫو اﻟﻔرق ﻣﺿﺎﻋﻔﺎ ﺑﻣﻘدار ﻋدد
وﺣدات اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ)'.(2
-3ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻋﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن ﻛﺳب ،إذا ﻛﺎﻧت اﻟظروف ﺗﺟﻌل ﻫذا اﻟﺗﺧﻔﯾض
ﻋﺎدﻻ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة2/566ﻣن ق م ج ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،ﻓﺈذا اﺗﺿﺢ ﺑﻌد أن أوﻗف اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﺣﺳب اﻟرﺑﺢ
اﻟذي ﻓﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺻرﻓﻬﺎ ،أﻧﻪ ﻟو أﺗم اﻟﻌﻣل ﻟﻛﻠﻔﻪ أﻛﺛر،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻرﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر وأﺟور اﻟﻌﻣﺎل،
ﻫﻧﺎ ﺟﺎز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗﺧﻔﯾض اﻟرﺑﺢ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﺎ ظﻬر ﻣن ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور.
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 569ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ":ﯾﻧﻘﺿﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ إذا أﺧذت ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣؤﻫﻼت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻗت
إﺑرام اﻟﺗﻌﺎﻗد و إن ﻛﺎن اﻷﻣر ﺧﻼف ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ وﻻ ﯾﺟوز ﻟرب اﻟﻌﻣل ﻓﺳﺧﻪ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 2/552ﻣن ق م ج إﻻ إذا ﻟم ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ ورﺛﺔ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ)ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻌﻣل(.
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 570ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ذاﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ >>:إذا اﻧﻘﺿﻰ اﻟﻌﻘد ﺑﻣوت اﻟﻣﻘﺎول وﺟب ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌﻣل أن
ﯾدﻓﻊ ﻟﻠﺗرﻛﺔ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎ ﺗم ﻣن اﻷﻋﻣﺎل و ﻣﺎ أﻧﻔق ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم ،و ذﻟك ﺑﻘدر اﻟﻧﻔﻊ اﻟذي ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻫذﻩ
اﻷﻋﻣﺎل و اﻟﻧﻔﻘﺎت".
ﻧﺷﯾر ﺑداﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 1/566أﻋﻼﻩ ،ﺗﺛﯾر ﺑﻌض اﻟﻠﺑس و اﻟﻐﻣوض ،ﻓﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟرب اﻟﻌﻣل ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ،2/552واﺿﺢ أن اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻛﺎن ﯾﻘﺻد اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 1/566ﻣن ق م ج ،اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز ﻟرب اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺣﻠل ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة و اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ﺗﻔﺻﯾﻠﻬﺎ ،و ﻟﯾس اﻟﻣﺎدة2/522ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋﻣﺎ ﯾﻣﻛن
أن ﯾﻘﺻد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 569ﻣن ق م ج.
أوﻻ :أﺛر ﻣوت أﺣد طرﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﻘد
اﻷﺻل أن ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻛل ﻣن طرﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،و ﻫذا ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟذي ﯾﺑﻘﻰ ﻧﺎﻓذا ﻣﻠزﻣﺎ ﻟورﺛﺗﻪ و ﻟو ﻛﺎن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻋﻬد ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎول ﻟن ﯾﻔﯾدﻫم ،أو
أﻧﻬم ﻻ ﯾﺳﺗﺣﺳﻧون اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
و ﻟﻛن ﯾﺟوز ﻟورﺛﺔ رب اﻟﻌﻣل ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺟوز ﻟﻣورﺛﻬم ﻟو أﻧﻪ ﻛﺎن ﺣﯾﺎ ،و ﻫو أن ﯾﺗﺣﻠﻠوا ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗﺑل
إﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ) ،( 1طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 566ﻣن ق م ج ،ﺑﺷرط أن ﯾﻌوﺿوا اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﻪ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﺎﻷﺻل ﻛذﻟك أن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻻ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﻣوﺗﻪ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻣﺎ ﯾﻬم رب اﻟﻌﻣل ﻫو أن ﯾﻧﺟز
اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋﻣن ﯾﻘوم ﺑﻬذا اﻟﻌﻣل ،و ﻟذﻟك ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ
ﻟﻣﺎ ﻫو ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ رب اﻟﻌﻣل ،ﻓﻼ ﯾﻛون ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر أن ﯾﺗﺿرر ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻧﻔﺳﻪ ،أﻣﺎ
إذا ﻟم ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ ورﺛﺔ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ،ﺳواء ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻟﺧﺑرة
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك أو اﻟﻘدرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾطﻠب ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺳﺑب وﻓﺎة اﻟﻣﻘﺎول،
و ﯾﻘدر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﯾﻧﺋذ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟورﺛﺔ ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ،ﻓﯾﺣﻛم ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد أو ﯾرﻓﺿﻪ).(2
ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟورﺛﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﺟﻬﺗﻬم أﯾﺿﺎ ،إذا ﻛﺎﻧوا ﻻ ﯾﺣﺗرﻓون ﻣﻬﻧﺔ ﻣورﺛﻬم ،أن ﯾطﻠﺑوا ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد،
ﻣﺗﻰ أﺻر رب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أﻟﺗﻧﻔﯾذ ،و ﯾﻛون ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗﻘدﯾر ﻫذا اﻟطﻠب ﺑﻪ أو ﯾرﻓﺿﻪ).(3
و ﻟﻛن إذا ﻛﺎن اﻷﺻل ﻫو أن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻟﯾﺳت ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ﺗﺑرم ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎوﻻت،
ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻷول ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣؤﻫﻼت) ،(4ﻫﻲ دﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ
اﻟذي ﯾدﻓﻊ رب اﻟﻌﻣل إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ ،ﻓﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻧﻘﺿﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻣوت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻣوت اﻟﻣﻘﺎول وﻓق
ﻟﻠﻣﺎدة 569ق م ج.
1
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.263
2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ .ص263
3ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص .97
4
اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول :ﺟﻣﯾﻊ ﺻﻔﺎﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ذاﺗﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل وﻓق ﻟﻣﺎ اﺗﺟﻬت إﻟﯾﻪ إرادة
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﻓﯾدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻷﻣﺎﻧﺔ و ﺣﺳن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ و ﺗﺧﺻﺻﻪ ﻓﻲ ﻧوع
اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و ﻣﺎ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺷﻬﺎدات اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﺧﺻص و اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ و اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻛﺳﺑﻪ
ﺗﺟرﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗدﻋم ﺧﺑرﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾﺔ ،راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ﻋﻧﺑر،ص ص 266-265
64
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
و اﻟﺑث ﻓﻲ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻣؤﻫﻼت اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﯾﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻻ ﺑﺳت ﻫذا اﻟﺗﻌﺎﻗد ،و ﻣن ذﻟك طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل ،إن ﻛﺎن ﻋﻣﻼ ﻓﻧﯾﺎ دﻗﯾﻘﺎ،
ﯾﺗطﻠب ﻣﻘﺎوﻻ ﻣﺗﺧﺻﺻﺎ أم أﻧﻪ ﻋﻣل ﻋﺎدي ﺑﺳﯾط ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻣراﻋﺎة أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻌﻣل و ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
و ﻓﻲ ﻛل ذﻟك ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،ﻓﻬﻲ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد).(1
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻣؤﻫﻼت اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺳﺎﺑق و ﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎول،ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ،دون ﺣﺎﺟﺔ ﻟطﻠب ﻓﺳﺧﻪ ،ﻻ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ رب اﻟﻌﻣل و ﻻ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ورﺛﺔ
اﻟﻣﻘﺎول.
و ﯾﻧطﺑق ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺳواء اﻗﺗﺻر اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﻋﻣﻠﻪ ،أم اﻟﺗزام ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﺑﺗورﯾد اﻟﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ
ﻻﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ،و ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ أﺻﻠﯾﺔ أو ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ،و ﺳواء ﻛﺎن اﻷﺟر ﺟزاﻓﺎ أو ﺑﺳﻌر اﻟوﺣدة و أﯾﺎ
ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
و إذا ﻛﺎن رب اﻟﻌﻣل ﻗد ﻋﻬد إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،و دو ن ﺗﻘﺳﯾم ﻟﻠﻌﻣل
ﻋﻠﯾﻬم ،ﻓﺈن ﻣوت أﺣدﻫم ﻻ ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ إﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ،ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﻘد ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﻶﺧرﯾن ،ﻣﺎ ﻟم
ﯾﺗﺿﻣن ﺷرطﺎ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﺷﺗراﻛﻬﻣﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ).(2
إن اﻧﺗﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻻ ﯾﺛﯾر أي إﺷﻛﺎل ،إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺎول ﻗد ﺗوﻓﻲ ﻗﺑل أن ﯾﺑدأ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ،
و دون أن ﯾﻛون ﻗد ﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﺷراء ﺷﻲء ﻣن اﻷدوات أو اﻟﻣواد اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻧﺟﺎزﻩ ،إذ ﯾﺗﺣﻠل ﻣﻧﻪ ﻛل ﻣن رب
اﻟﻌﻣل و ورﺛﺔ اﻟﻣﻘﺎول دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﺻﻔﯾﺔ ﻟﻣرﻛز ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ،ﻓﻼ ﯾرﺟﻊ أﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺑﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ،إﻻ إذا
(. )3
ﻛﺎن رب اﻟﻌﻣل ﻗد دﻓﻊ ﺟزء ﻣن اﻷﺟر إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗﺑل وﻓﺎﺗﻪ ،ﻓﺈن ﻟﻪ أن ﯾﺳﺗردﻩ
وﻟﻛن ﻗد ﺗﺣدث وﻓﺎة اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻌد أن ﯾﻛون ﻗد ﺑدأ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﺎﺷﺗرى اﻟﻣﺎدة اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز
اﻟﻌﻣل ،و ﺑدأ اﻟﻌﻣل ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أو ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾﻛون رب اﻟﻌﻣل ﻗد ﻗدﻣﻬﺎ ،ﻓﺎﻧﻔق ﻣﺻروﻓﺎت و ﺑذل
1
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.264
2
ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ﺷﻧب .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.242
3
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.265
65
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﺟﻬدا ووﻗﺗﺎ ﺣﺗﻰ أﻧﺟز ﺟزءا ﻣن اﻟﻌﻣل أو ﻣﻬد ﻻﻧﺟﺎزﻩ ،ﻓﻛﯾف ﺗﺗم ﺗﺻﻔﯾﺔ ﻣراﻛز ﻛل ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ؟
أﺟﺎﺑت ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﺎدة 1/570ﻣن ق م ج ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،ﺑﺄﻧﻪ إذا اﻧﻘﺿﻰ اﻟﻌﻘد ﺑﻣوت اﻟﻣﻘﺎول ،وﺟب ﻋﻠﻰ رب
اﻟﻌﻣل أن ﯾدﻓﻊ ﻟﻠﺗرﻛﺔ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎ ﺗم ﻣن اﻷﻋﻣﺎل ،و ﻣﺎ أﻧﻔق ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم ،و ذﻟك ﺑﻘدر اﻟﻧﻔﻊ اﻟذي ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻪ ﻣن
اﻷﻋﻣﺎل و اﻟﻧﻔﻘﺎت ،و ﻋﻠﻰ ذﻟك إذا ﻛﺎن رب اﻟﻌﻣل ﻫو اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻗدم اﻟﻣواد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن
اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗﺑل ﺗﻣﺎم ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،ﯾﺟﯾز ﻟرب اﻟﻌﻣل اﺳﺗرداد ﺗﻠك اﻟﻣواد ،و ﻟﻛن ﯾﻠﺗزم ﺑﺄن ﯾدﻓﻊ ﻟورﺛﺔ اﻟﻣﻘﺎول
ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻗﺑل وﻓﺎﺗﻪ ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻛن اﻷﺟر ﻣﺣددا ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﻗدر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﯾﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﺎﯾﯾر
اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 562ﻣن ق م ج ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷﺟر ﻣﺣددا ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﻓﺈن اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻣﺎ أﻧﺟزﻩ اﻟﻣﻘﺎول ﻣن
ﻋﻣل ﺗﻘدر ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺎ ﺗم ﻣن اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻬﺎ و اﻟﻣﺣدد أﺟرﻫﺎ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎن اﻷﺟر
اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻣل ﻫو ﺛﻼﺛﻣﺎﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ،و أﻧﺟز اﻟﻣﻘﺎول ﻗﺑل ﻣوﺗﻪ ﺛﻠث اﻟﻌﻣل ،اﻟﺗزم رب
اﻟﻌﻣل ﺑﺄن ﯾدﻓﻊ ﻟورﺛﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ،ﻛﻣﺎ ﯾﻠﺗزم رب اﻟﻌﻣل ﺑﺄن ﯾدﻓﻊ ﻟورﺛﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎ أﻧﻔﻘﻪ
ﻣن ﻣﺻروﻓﺎت ﻻزﻣﺔ ﻹﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل اﻟذي ﺑدأﻩ ،و ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎﺗﻪ دون اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣﻧﻪ).(1
ﻏﯾر أﻧﻪ اﻟﺗزام رب اﻟﻌﻣل ﺑﺄن ﯾدﻓﻊ ﻟﺗرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎ ﺗم ﻣن أﻋﻣﺎل و أﺗﻔق ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم ،ﻣﺷروط ﺑﺄن
ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل و اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻪ ،إذ ﯾﺗﺣدد ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﺑﻘدر اﻟﻧﻔﻊ اﻟذي ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻧﻬﺎ).(2
أﻣﺎ إذا اﻟﻣﻘﺎول ﻫو اﻟذي ﻗدم اﻟﻣواد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﺗظل ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻪ طوال ﻣدة طوال
ﻣدة اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،و ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ ورﺛﺗﻪ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ.
ﻓﺎﻷﺻل أن اﻟﻣﻘﺎول ﻻ ﯾﻠزم ﺑﺗﺳﻠﯾم ﻫذﻩ اﻟﻣواد إﻟﻰ رب اﻟﻌﻣل ،طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﻧﺗﻪ ﻣن إﻧﺟﺎزﻩ اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ،
إﻻ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺧرج ﻋن ﻫذا اﻷﺻل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠورﺛﺔ ،ﻓﻘررت اﻟﻔﻘر ة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 570ﻣن ق م ج،
ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗم إﻋدادﻫﺎ و اﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﺑدء ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾدﻓﻊ
ﻋﻧﻬﺎ ﻟورﺛﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋﺎدﻻ ،و ﯾراﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻫذا اﻟﺗﻌوﯾض ﻗﯾﻣﺔ ﺗﻠك اﻟﻣواد و ﻓﺎﺋدﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠورﺛﺔ
أﻧﻔﺳﻬم ،ﻓﻘد ﺗﻧﻌدم ﻫذﻩ اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬم ،ﻓﯾﺟد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺑررا ﻷن ﯾﻛون ﻣﺎ ﯾﺣﻛم ﺑﻪ ﻣن ﺗﻌوﯾض أﻗل
ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻧد ﺷراء ﺗﻠك اﻟﻣواد).(3
1
ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ﺷﻧب .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص ص .244-243
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ .ص.244
3
ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص ص.267-266
66
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
و ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻠﺣق ﺑﻣوت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،أن ﯾﺻﺑﺢ ﻋﺎﺟزا ﻋن إﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل ﺑﺳﺑب ﻻ ﯾد ﻟﻪ ﻓﯾﻪ ،وﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻣﺎدة 3/570ﻣن ق م ج ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،ﻛﺄن ﯾﺻﺎب ﺑﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻋﻠﯾﻪ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻓﺈذا ﺣﺻل ﻋﺟز اﻟﻣﻘﺎول ﺑﻌد أن ﺑدأ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻣﻘﺎول ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أن رب اﻟﻌﻣل
ﯾﺳﺗﻠزم ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻘﺎول وﻟﯾس ورﺛﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﻻ ﯾزال ﺣﯾﺎ).(1
1
ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .ص.288
67
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ
ﺧﻼﺻﺔ:
و ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ آﺛﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و اﻧﻘﺿﺄﻩ ،إﻻ أن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺗرﺗب آﺛﺎرﻩ ﺑﻣﺟرد
اﻧﻌﻘﺎدﻩ ،ﻓﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻛل طرف اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗز اﻣﺎﺗﻪ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻻﺧﻼل ﺑذﻟك.
ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺷرع رﺗب ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و ﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ،اﻟﺗزاﻣﺎ ﺑﺿﻣﺎن اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻘﯾﻣﺎﻧﻬﺎ ،ﻟﻣدة ﻋﺷر 10ﺳﻧوات ﻣن وﻗت ﺗﺳﻠﻣﻬﺎ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣن ﻗﺑل رب اﻟﻌﻣل ،و ﻧظم ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﺑﺄﺣﻛﺎم
اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺟﻌﻠﺗﻪ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻓﻘد رأﯾﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﻛون ﻷﺳﺑﺎب ﻋدﯾدة ،ﻓﻘد ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺄﺳﺑﺎب ﻋﺎﻣﺔ و ذﻟك ﺑﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻌﻘد ﻣن ﺧﻼل ﻛل ﻣن طرﻓﯾﻪ ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ أو ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻛذﻟك ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﯾل أو اﻟﻔﺳﺦ أو اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻟﺳﺑﺑﯾن ﺧﺎﺻﯾن ﺑﻪ دون ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ،أوردﻫﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﯾﺗﻣﺛل اﻟﺳﺑب اﻷول ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل ﺑﺎرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ﻣن
ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،و اﻟﺳﺑب اﻟﺛﺎﻧﻲ و ﻫو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻣﻘﺎول.
68
ﺧﺎﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
ﺧﺎﺗﻣــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ و اﻟﺑﺣث ﻟﻺطﺎراﻟﻘﺎﻧون ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋر ي ،ﻧﺟد أن ﻣﻌظم اﻟﻧﺻوص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻧظﻣت ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ و ذﻟك ﺑﺳﺑب اﻟﻘﺻور اﻟذي اﻋﺗﺑراﻫﺎ،
و إﻣﺎ ذﻟك ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل و ﻫذا ﺑﺗﺟﺳﯾد ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻏﯾر اﻟدﻗﯾﻘﺔ م اﻟﻐﯾر اﻟواﺿﺣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻟﺑس و
ﻏﻣوض ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ،و ﻛذا ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺿﻣون ﺣﯾث ﻟم ﯾﺗطرق إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺟواﻧب اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ.
و ﻗد ﺗوﺻﻠت ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ و اﻟﺗوﺻﯾﺎت:
أوﻻ :اﻟﻧﺗﺎﺋــــــــــــــــــــــــــــــﺞ:
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻟﻠدراﺳﺔ ﻧﺧﻠص إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
إن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺻﺎر ﻣن اﻟﻌﻘود اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص ،و ﻫذا ﺑﻐﯾﺔ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت و اﻷﻋﻣﺎل ،و ﺑﺳﺑب ﺗﻌدد أﺷﻛﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و ﺻورﻫﺎ و ﻛذا ﺗﻧوع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾرد
ﻋﻠﯾﻬﺎ ،و ﻫذا ﺟﻌﻠﻪ ﯾﻧﺗﺷر ﺑﺻورة واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس و ﻫذا
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻣران.
و ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻣت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺑﺗﻧظﯾم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺳﺗﻘل ،ﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ،ﻏﯾر أﻧﻪ
ﯾﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ﻣن اﻷﺣﻛﺎم ،ﺳﯾﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﻌﻘﺎدﻩ و ﺷروط ذﻟك ،و
ﻧﺟد أﻫم أﺳﺑﺎب إﻧﺗﺷﺎر ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻫو ﻋدم ﺧﺿوﻋﻪ إﻟﻰ ﺷرط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،و ﻫذا ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﻌد ﻫذا
اﻟﺷرط أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ و ﻏﯾﺎﺑﻬﺎ ﯾﺄدي إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد ،و ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫو ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ
ﺳﻠطﺎن اﻹرادة ،و ﻫذا ﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻧﺷﺋﻪ اﻷطراف ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﺣول اﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب إﻧﺟﺎزﻩ ﻣن
اﻟﻣﻘﺎول ،و ﻛذا اﻷﺟر اﻟذي ﯾدﻓﻌﻪ رب اﻟﻌﻣل ﻟﻪ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك.
و ﻧﺟد ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫو اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺑﻣﺟرد اﻧﻌﻘﺎدﻫﺎ ،ﯾﺑدأ آﺛﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﺳرﯾﺎن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل طرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،إذ
ﯾﺳﺗوﺟب ﻗﯾﺎم ﻛل طرف ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻌﻘد و ﺣﺳن ﻧﯾﺔ ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك رﺗب ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق
اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺗﺿﺎﻣن ﻣﻊ اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ،و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ،و ﻫو
ﺿﻣﺎن ﻟﻣدة ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻣن وﻗت اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟرب اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﯾداﻫﺎ ،و ﻗد ﺗم ﺗﻧظﯾم
ذﻟك ﺑﺄﺣﻛﺎم اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾﻪ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
68
ﺧﺎﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
و رﻏم اﻟﻣﯾزات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘد إﻻ أﻧﻪ ﻻﺑد ﻟﻪ ﻣن أن ﯾﻧﻘﺿﻲ و ﯾﻧﺗﻬﻲ ،و ﻫﻧﺎ ﻧﺟدﻩ ﻛﻐﯾرﻩ ﯾﻧﻘﺿﻲ ﺑﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻌﻘد و ﻫو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب إﻧﺟﺎزﻩ ،و ﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺣﻠول أﺟل أو اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة اﻟﻌﻘد ،و ﻫﻧﺎ ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع ﻗد
أوﺟد ﺣﺎﻟﺗﯾن ﺧﺎﺻﺗﯾن ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ دون ﻏﯾرﻩ ،و ﻫو أﻧﻪ ﺳﻣﺢ ﻟرب اﻟﻌﻣل أن ﯾﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة
دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎول ،و اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ أن ﯾﻣوت اﻟﻣﻘﺎول ﺷرط أن ﺗﻛون ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺣل
اﻋﺗﺑﺎر.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗوﺻﯾـــــــــــــﺎت:
رﻏم أن اﻟﻣﺷرع ﻧظم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،و ﻫذا ﺑﻐﯾﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺑﯾن اﻷﻓراد و ﻟﺿﻣﺎن
اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻟم ﯾوﻓق ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧﺻوص ،و ﻛذا ﻟم ﯾﻘم
اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﻌزﯾز و ﺗﻔﺳﯾر ﺑﻌض ﻣن اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗرﯾﻬﺎ اﻟﻐﻣوض ،و ﻋﻠﯾﻪ أﻗوم ﺑوﺿﻊ ﺑﻌض اﻟﺗوﺻﯾﺎت ﺗﺧص
ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
-ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 549ﻣن ق م ج اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧت ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ ،رﻏم أن ﻫذﻩ ﻣﯾزة ﻓرﯾدة ﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻫذا
اﻟﻌﻘد ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ ،أﻧﻪ ﻟم ﯾﻘم ﺑﺎﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎول و رب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،إذ أن
اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﻪ ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،دون أن ﯾﺧﺿﻊ ﻻدارة و اﺷراف رب اﻟﻌﻣل ،و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺗرض أن ﺗﺷﻣﻠﻪ
ﻧص اﻟﻣﺎدة.
-ﻛﻣﺎ أﻋﺗﻘد أن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﯾﻌﯾد ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة ،554و ﻫذا ﺑﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻓﻘرﺗﯾن ،إذ أن اﻻﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ
ﻧص اﻟﻣﺎدة إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻏﯾر ﻣوﺟودة ،و ﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻧص ﻏﺎﻣض و ﻏﯾر واﺿﺢ.
-ﻛﻣﺎ ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 565ﻣن ق م ج ،اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟوز اﻟرﺟوع إﻟﻰ رب اﻟﻌﻣل ﺑﻣﺎ ﯾﺟﺎوز
اﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻛون ﻣدﯾﻧﺎ ﺑﻪ ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻷﺻﻠﻲ وﻗت رﻓﻊ اﻟدﻋوى ،ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن اﻟﻔرﻋﯾﯾن و اﻟﻌﻣﺎل اﻟذي
ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻋﻧد اﻟﻣﻘﺎول ،و ﻫذا ﻏﯾر ﺟﺎﺋز و ﻫو ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ و ﻻ ﻫو ﻣﻧطﻘﻲ ،إذ ﻻ ﺗﺟوز اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟدﯾن إﻻ
ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻓﻘط.
-ﻛﻣﺎ وﺟدت اﻟﻣﺎدة 569ﻣن ق م ج ،أﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑﺈﺣﺎﻟﺗﻧﺎ إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 2/552و ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻻ ﺗﻣد ﻟﻠﻧص
اﻷول ﺑﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ،إذ أن اﻟﻧص اﻷول ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺄن اﻟﻌﻘد ﯾﻧﻘﺿﻲ ﺑوﻓﺎة اﻟﻣﻘﺎول و ﺗﻘوم ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻧص
اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن 2/552إذ أﻧﻬﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ إﻟزام اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺄن ﯾﺄﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻪ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﻣن آﻻت
و أدوات إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﻪ ،و ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻌدل اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 1/566ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل
ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
69
ﺧﺎﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
-و ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 563ﻣن ق م ج ،ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري أﺟرا ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن وﺿﻊ
اﻟﺗﺻﻣﯾم و ﻋﻣل اﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ و آﺧر ﻋن إدارة اﻷﻋﻣﺎل ،و ﯾﺣدد اﻷﺟرة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻌﻘد.
و ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﯾﻘوم ﺑﺗﻌدﯾل اﻷﺟر اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻠﻣﻬﻧدس وﻓق ﻗﺎﻧون اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﻬﻧدﺳﺔ
اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺗﻌﺎب ﻋﻧد إﺑر ام اﻟﻌﻘد.
70
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ:
-اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
أ /اﻷواﻣر
-اﻷﻣر85/71اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1971/12/29واﻟﻣﺗﺿﻣن إﺣداث ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎء و ﺗﺣدﯾد ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ
اﻷﺳﺎﺳﻲ.
-اﻷﻣر رﻗم 59/75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر .1975اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري.اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم
-اﻷﻣر 15/08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .2008/07/20اﻟذي ﯾﺣدد ﻗواﻋد ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﺑﻧﺎء و اﺗﻣﺎم إﻧﺟﺎزﻩ .اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ
71
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ
ب /اﻟﻣراﺳﯾم
-اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ .03/93اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .1993/03/01اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻘﺎري .اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ
-اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 59/94اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1994/03/07اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ و
-اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ رﻗم 205/86اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1986/08/19و اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎء.
-اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ رﻗم 666/83اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1983/11/12اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ و اﻟﺑﻧﺎﯾﺎت
-اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .1988/05/15اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺎت ﻣﻣﺎرﺳﺔ و ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺷﻐﺎل ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺑﻧﺎء
72
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ
-اﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب:
-إﺑراﻫﯾم ﺳﯾد أﺣﻣد .ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧدس و اﻟﻣﻘﺎول ﻋن ﻋﯾوب اﻟﺑﻧﺎء ﻓﻘﻬﺎ و ﻗﺿﺎء .اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .اﻟﻣﻛﺗب
-إﺑراﻫﯾم ﺳﯾد أﺣﻣد .ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟدﻓوع و اﻟﺧﺻو م اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﻧﻘض اﻟﻣدﻧﻲ.
-أﻧور اﻟﻌﻣروﺳﻲ .اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .ط .1ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف .اﻷﺳﻛﻧدرﯾﺔ2003 .
-ﺑﺷﯾر ﻫدﻓﻲ .اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل .اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .دار اﻟرﯾﺣﺎﻧﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب .اﻟﺟزاﺋر2003 .
-ﺟﻌﻔر اﻟﻔﺿﯾﻠﻲ .اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ ...اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ .دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗطور اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و ﻣﻌز زة ﺑﺎﻟﻘرارات
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .د ط .ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ .ﻋﻣﺎن .اﻷردن .د ﺳﻧﺔ طﺑﻊ.
-ﺣﺳﯾن اﻟﺗوﻧﺳﻲ .اﻧﺣﻼل اﻟﻌﻘد .دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺣول ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻟﺔ .دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ .اﻟﺟزاﺋر .اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷول2007 .
-ﺧﺎﻟد ﻏﺎزي أﺑو ﻋراﺑﻲ .اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﺑﺎطن .دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻓﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ .اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر
-ﻋﺎطف ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن أﺑوﻫرﺑﯾد .ﻋﻘود اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺎت ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ .ط .1دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ.
-ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام .اﻟﺟزء اﻷول .ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف.
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2003 .
73
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ
-ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري .اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﻣل) ﻣﻘﺎوﻟﺔ واﻟوﻛﺎﻟﺔ
واﻟودﯾﻌﺔ واﻟﺣراﺳﺔ .اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎﺑﻊ .اﻟﺟزء اﻷول .ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف .إﺳﻛﻧدرﯾﺔ2004 .ـ
-ﻋﺑد اﻟرزاق ﺣﺳﯾن ﯾﺎﺳﯾن .اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري و ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺑﻧﺎء .ﺷروطﻬﺎ .ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ و
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻓﯾﻬﺎ .دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .ط .1دار اﻟﻣﻌﺎرف .أﺳﯾوط .ﻣﺻر.1987 .
-ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي .ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣﺻري و اﻟﻣﻘﺎرن .ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف .اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ2002 .
-ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن .اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و اﻟوﻛﺎﻟﺔ و اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ .ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.
-ﻋﻣر ﺑن ﺳﻌﯾد .اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .اﻟطﺑﻌﺔ .اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ.
اﻟﺟزاﺋر.2001 .
-ﻓﺗﯾﺣﺔ ﻗرة .أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ .دون طﺑﻌﺔ .ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف .إﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1992 .
-ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻗﺎﺳم .اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة.اﻟﺑﯾﻊ-اﻟﺗﺄﻣﯾن)اﻟﺿﻣﺎن(-اﻹﯾﺟﺎر .دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ .د ط.
-ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻣﻧﺻور .اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ .طﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر .اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1999 .
-ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ﺷﻧب .ﺷرح أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء .اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف.
إﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2004 .
-ﻣﻌوض ﻋﺑد اﻟﺗواب.اﻟﻣرﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ...).ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.(..ﻣﺟﻠد.7ط .7ﻣﻛﺗﺑﺔ
74
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ
-ﻣﻠﺣم ﻣﺎرون ﻛرم.اﻟﺟر م اﻟﻣدﻧﻲ .دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون و اﻟﻔﻘﻪ و اﻹﺟﺗﻬﺎد .ط .1ﻣﻛﺗﺑﺔ زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ و
-ﻧﺎدﯾﺔ ﻓﺿﯾل .اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري) اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﺗﺎﺟر ،اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري( .اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ .دﯾوان
-ﻧﺑﯾل ﺳﻌد .اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻌﻘد .د ط .دار اﻟﻣﻌﺎرف .اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ .د س ط.
-اﻟرﺳﺎﺋل ﺑﺣوث
-ﺗوﻓﯾق زﯾداﻧﻲ ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﺿوء أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾرـ
ﻋﻣﺎر رزﯾق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق .2010-2009 ،
-اﻟﻣﺟﻼت و اﻟﻣﻘﺎﻻت
-اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻗﺳم اﻟﻣﺳﺗﻧدات و اﻟﻧﺷر ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ .اﻟﻌدد اﻷول ﺳﻧﺔ 1990
-اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻗﺳم اﻟﻣﺳﺗﻧدات و اﻟﻧﺷر ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ .اﻟﻌدد اﻷول ،ﺳﻧﺔ.1998
-اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻗﺳم اﻟﻣﺳﺗﻧدات و اﻟﻧﺷر ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ .اﻟﻌدد اﻷول .ﺳﻧﺔ 2003
-اﻟﻘواﻣﯾس
-ﻣﻧﺟد اﻟﻠﻐﺔ و اﻹﻋﻼم .طﺑﻌﺔ اﻟواﺣدة و اﻟﺛﺎﻟﺛﯾن .دار اﻟﻣﺷرق .ﺑﯾروت .ﻟﺑﻧﺎن.
75
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ
ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ:ﺛﺎﻧﯾﺎ
-
Jean-Bernard Auby et Hugues Prinet-Marquet. Droit de L’industrie et de la
- Huet Jérôme. Traité de droit civil. Les principaux contrats spéciaux. Presse
Faculté de droit de Ben aknoun. Université d’Alger. Volume 42. Éditions l’office
76
ﻓﻬرس اﻻﺧﺗﺻﺎرات
-4اﻟطﺑﻌﺔ -4ط
-6اﻟﺻﻔﺣﺔ -6ص
-8ﻋدد
-8ع
70
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
ﻓﮭرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟﻌﻧوان........................................................................... .......................اﻟﺻﻔﺣﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﺗﻣﯾﯾز ﻫﺎ ﻋن اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى 10.........................
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل35....................................................................................
77
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺗزاﻣﺎت رب اﻟﻌﻣل و ﺟزاء اﻹﺧﻼل ﺑذﻟك37...........................................
ﻓﻬرس اﻟﺑﺣث77.......................................................................................
78
ﻣﻠﺧص
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن أﻫم اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت و اﻷﻋﻣﺎل ،ﻧظرا
ﻟﺗﻌدد أﺷﻛﺎل و ﺻور ﻫذا اﻟﻌﻘد و ﺗﻧوع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾرد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس،
و أﺧﯾرا ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻷﺳﺑﺎب ﻋدﯾدة ،ﻗد ﯾﻛون ذﻟك ﺑﺻورة ﻣﺄﻟوﻓﺔ و ﻣﻌﺗﺎدة ﺑﺗﻧﻔﯾذﻩ و ﺑﺳﺑﺑﺎن ﺧﺎﺻﺎن ﺑﻪ
أوردﻫﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،و ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﺣﺎﻟﺗﻲ ،ﺗﺣﻠل رب اﻟﻌﻣل ﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة و ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻣﻘﺎول.
اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ:
ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،اﻟﻣﻘﺎول ،رب اﻟﻌﻣل ،اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺷري ،اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ،اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري.
79