Professional Documents
Culture Documents
ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
ﺋﯾﺳﺎ
اﻷﺳﺗﺎذة :ﺣورﯾﺔ ﻣﺧﻠوﻓﻲ .............................................ر ً
وﻣﻘر ار
اﻷﺳﺗﺎذ :ﻣﺧﺗﺎر ﺑن ﻗوﯾﺔُ ......................................ﻣْﺷرِﻓًﺎ ّ ً
اﻷﺳﺗﺎذ :ﻣراد ﻗﺟﺎﻟﻲ ................................................ﻣﻣﺗﺣﻧﺎ
ﺛم اﻟﺷﻛر ﻟﻸﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف ﺑن ﻗوﯾﺔ ﻣﺧﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻬودات اﻟﺗﻲ ﺑذﻟﻬﺎ ﺑﺈﺷراﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﻌﻣل واﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ ﻟﻲ.
واﻷﺳﺗﺎذ ﺷﯾﻬﺎﻧﻲ ﺳﻣﯾر اﻟذي ﻟطﺎﻟﻣﺎ طرﺣت ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺳﺎؤﻻت وﻟم ﯾﺑﺧل ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﻷﺳﺎﺗذﺗﻲ أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ،ﻟﺗﻔﺿﻠﻬم ﻋﻠﯾﺎ ﺑﻘﺑول ﺗﺻﺣﯾﺢ ﻫذا اﻟﻌﻣل و إﺛراﺋﻪ،وﺗﻛﺑد
ﻋﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ و اﻻﻣﺗﺣﺎن.
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﯾﺣرص ﻛل داﺋن ﻟﺣق ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻟﺣﻘﻪ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﻟﻪ اﺳﺗﯾﻔﺎء دﯾﻧﻪ
ﻓﻲ ﻣوﻋد اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ ،وﯾﻘودﻩ ﻫذا اﻟﺣرص إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟذﻟك ،وﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل
ﻋرﻓت ﻣﻧذ زﻣن ﺑﻌﯾد ووﺿﻌت ﻟﺧدﻣﺔ اﻟداﺋن ﺗﺄﻣﯾﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ﻛﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻋﻠﻰ ﺗﻌدد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﻓﯾﺗﺣﻘق ﺿﻣﺎن
اﻟداﺋن ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺿم ذﻣﺔ أﺧرى إﻟﻰ ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن ،ﺣﯾث ﻟو ﯾﺗﻌرض اﻟﻣدﯾن ﻹﻋﺳﺎر ﺗﻛون اﻟذﻣﺔ
اﻷﺧرى ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن ،وﺑذﻟك ﺗﺗﺿﺎﻋف ﻓرص ﺣﺻول اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﺗﻌﺗﺑر أﻫم ﺻور اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ).(1
وﻟﻘد ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 644ﻣن ق.م.ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن:
»اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﯾﻛﻔل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺷﺧص ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزام ﺑﺄن ﯾﺗﻌﻬد ﻟﻠداﺋن ﺑﺄن ﯾﻔﻲ ﺑﻬذا اﻻﻟﺗزام إذا ﻟم
ﯾف ﺑﻪ اﻟﻣدﯾن ﻧﻔﺳﻪ«).(2
وﻣن اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن طرﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫﻣﺎ اﻟﻛﻔﯾل واﻟداﺋن ،أﻣﺎ اﻟﻣدﯾن ﻓﻠﯾس طرف ﻓﻲ
اﻟﻌﻘد ﻓﯾﺻﺢ أن ﺗﺗم دون ﻋﻠﻣﻪ أو رﻏم ﻣﻌﺎرﺿﺗﻪ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 647ﻣن ق.م.ج ،ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻻ
ﺗﺗﺻور ﺑﻐﯾر وﺟود اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣدﯾن.
وﻧﺟد أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﯾﺷﻣل ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻣن رواﺑط وﻫﻲ:
-1راﺑطﺔ ﺑﯾن اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن :ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟراﺑطﺔ ﻗد ﯾﺷﺗرط اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﺗﻘدﯾم ﻛﻔﯾل ﺣﺗﻰ
ﯾﻘﺑل اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺗرح ،وﯾﺣدث ذﻟك أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺧﺷﯾﺔ اﻟداﺋن ﻣن إﻋﺳﺎر اﻟﻣدﯾن
ﻓﯾطﻠب ﻣﻧﻪ ذﻟك.
)(1
ﻋﺑدﻩ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب وﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن،
،2005ص .8-7
)(2
اﻷﻣر رﻗم 75. 58اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون 07ـ 05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 13ﻣﺎي ) ،2007اﻟﺟرﯾدة
اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم 31اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ13ﻣﺎي.(2007
1
ﻣﻘدﻣﺔ
-2راﺑطﺔ ﺑﯾن اﻟﻣدﯾن واﻟﻛﻔﯾل :وﯾﻛون ﺣﺳب اﺗﻔﺎق ﻛﺄن ﯾﺗﻔق ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘوم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻟوﻓﺎء اﻟدﯾن
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﻓﺎء اﻟﻣدﯾن ﺑﻪ ،أو ﺑدون اﺗﻔﺎق ﻛﺄن ﯾﺗﻘدم اﻟﻛﻔﯾل ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﻟﺿﻣﺎن
اﻟﻣدﯾن ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﻰ ﻋﻠم أو ﺣﺗﻰ رﻏم ﻣﻌﺎرﺿﺗﻪ.
-3راﺑطﺔ ﺑﯾن اﻟداﺋن واﻟﻛﻔﯾل :وﻫﻲ أﺻل ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﺗﻌﻬد اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺄن ﯾوﻓﻲ
ﺑﺎﻻﻟﺗزام إذا ﻟم ﯾوف ﺑﻪ اﻟﻣدﯾن ﻧﻔﺳﻪ ،إذن طرﻓﺎ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫﻣﺎ اﻟداﺋن واﻟﻛﻔﯾل.
وﻟﻛﻲ ﯾﻧﻌﻘد ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻻ ﺑد أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ اﻷرﻛﺎن اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﺷﺗراطﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘود
ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ رﻛن اﻟﺗراﺿﻲ ،اﻟﺳﺑب ،واﻟﻣﺣل ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣوﺿوع
ﺑﺣﺛﻧﺎ ،وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻫذﻩ اﻷرﻛﺎن ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ
دراﺳﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺧﺻص أرﻛﺎن ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗرﻛﻬﺎ ﻟﻠﻘواﻋد
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود ﺑدون اﺳﺗﺛﻧﺎء ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻷرﻛﺎن ﺗﻌﺗﺑر اﻷﺳﺎس ﻻﻧﻌﻘﺎد أي
ﻋﻘد.
وﺳﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وذﻟك وﻓق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣﻊ
اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،وﻣن أﻫم اﻷﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر
ﻫذا اﻟﻣوﺿوع:
-اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺎﺳﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻼ ﺑد ﻣن إظﻬﺎر اﻷرﻛﺎن اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ.
-ﻋدم وﺟود دراﺳﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوعٕ ،وان وﺟدت ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟت ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ
وﻟم ﺗﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻷرﻛﺎن ،وأﺣﺎﻟت ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻗد ﺣﺎوﻟﻧﺎ أن ﺗﻛون دراﺳﺗﻧﺎ ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺑﺷﻛل واﺳﻊ وأﻛﺛر ﺗﻔﺻﯾﻼ.
-ﻛﺛرة اﻟﻛﺗب اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،و ﻧﻘص اﻟﻛﺗب ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوع
اﻷرﻛﺎن.
2
ﻣﻘدﻣﺔ
-ﻧﻘص اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوع أرﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وذﻟك ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻌود إﻟﻰ اﻟﻛﺗب
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام.
-ﻗﻠﺔ اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑت ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ.
-ﺻﻌوﺑﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ وذﻟك ﺑﺳﺑب اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻛﺗب اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻛﺗب اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ
اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻔﺻل ﻓﻲ أرﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ.
وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ ،ﻓﺈن ﻣﻌرﻓﺔ أرﻛﺎﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ
ﻗﯾﺎﻣﻪ واﻧﻌﻘﺎدﻩ ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ ،وﻛل طرف ﻓﯾﻪ ﯾطﻣﺋن ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ،وﻧﺟد أن اﻷرﻛﺎن
ﺗﻌﺗﺑر اﻷﺳﺎس ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻣن ﺧﻼل ﻛل ﻣﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﻧطرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
وﻗد اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﺣﯾث ﻗﻣﻧﺎ ﺑوﺻف أرﻛﺎن ﻋﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻟﻌرض أراء اﻟﻔﻘﻬﺎء وﻟﺗﻘﺻﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺷﺄن أرﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ،
وﻛذا اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن ﻟﺗﻣﺣﯾص آراء اﻟﻔﻘﻬﺎء ووﺟﻬﺎت ﻧظر اﻟﻣﺷرﻋﯾن اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺻري
واﻟﻔرﻧﺳﻲ.
3
ﻣﻘدﻣﺔ
4
ﻣﻘدﻣﺔ
5
اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻟﺻﺣﺔ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻪ رﺿﺎ طرﻓﯾﻪ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻛل
اﻟﻌﻘود ،إذ أﻧﻪ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة وﺷروط ﺻﺣﺗﻪ ،وﻛذﻟك ﻻﺑد
أن ﯾﻛون ﺳﺑب اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻣوﺟودا وﺻﺣﯾﺣﺎ ،وأن ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﺳﺑﺑﻪ ﻣﺷروع أي ﻏﯾر
ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻷدب اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﺗراﺿﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( واﻟﺳﺑب ﻓﻲ
ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
7
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﺑﻣﺎ أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛل ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘود ﻗواﻣﻪ اﻟرﺿﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺧﺿﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
اﻹرادة وﺻﺣﺔ ﺷرط اﻟﺗراﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻼﺑد أن ﯾﺗم ﺗﺑﺎدل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﯾن
ﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﯾن ﺳﻠﯾﻣﺗﯾن ﺻﺎدرﺗﯾن ﻣن طرﻓﯾن ﺣﺎﺋزﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ.
ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺷروط اﻧﻌﻘﺎد ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،وﺷروط
ﺻﺣﺔ اﻟﺗراﺿﻲ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﯾﺷﺗرط ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺻدور إﯾﺟﺎب وﻗﺑول طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،وذﻟك ﺑﺈﺣدى وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
اﻹرادة ،وأن ﯾﺗم ﺗطﺎﺑق اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻘد اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ،وذﻟك ﻣﺛل اﻟﻌﻘود
اﻷﺧرى.
وﯾﺟب ﻛذﻟك أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﻔﯾل
اﻟذي ﺳﯾﻘدﻣﻪ اﻟﻣدﯾن ﻛﺿﻣﺎن ﻟدﯾﻧﻪ.
ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻷول( ،وﺷروط اﻟﻛﻔﯾل اﻟذي
ﯾﻠﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
8
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 59ق.م.ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ» :ﯾﺗم اﻟﻌﻘد ﺑﻣﺟرد أن ﯾﺗﺑﺎدل اﻟطرﻓﺎن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
إرادﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﯾن دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ«.
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن أي ﻋﻘد ﻻ ﯾﺗم اﻧﻌﻘﺎدﻩ إﻻ ﺑﺗواﻓر رﺿﺎ طرﻓﯾﻪ ،ﺑﺣﯾث
ﯾﻘوم ﺑﺗﺑﺎدل ﻗﺑول أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻣﻊ إﯾﺟﺎب اﻟطرف اﻵﺧر ،وﻋﻠﯾﻪ ﻻﺑد ﻣن ﺗطﺎﺑق إرادﺗﻬﻣﺎ
ﺗﻣﺎﻣﺎ) ،(1ﻓﻔﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﺛﻼ إذا ﺗطﺎﺑق ﻗﺑول اﻟداﺋن ﻣﻊ إﯾﺟﺎب اﻟﻛﻔﯾل أو اﻟﻌﻛس ﯾﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد،
ﺑﻣﺎ أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫو ﻋﻘد رﺿﺎﺋﻲ وﻫﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑران طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد).(2
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻛﯾف ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺧﺻص ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ.
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 60ق.م.ج ﻋﻠﻰ أن»:اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻠﻔظ ،واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،أو ﺑﺎﻹﺷﺎرة
اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻋرﻓﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻣوﻗف ﻻ ﯾدع أي ﺷك ﻓﻲ دﻻﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺻود ﺻﺎﺣﺑﻪ.
وﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﺿﻣﻧﯾﺎ إذا ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون أو ﯾﺗﻔق اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ
أن ﯾﻛون ﺻرﯾﺣﺎ«.
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع ﺗرك ﺣرﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔرد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧوص اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﺑر ﺑﻬﺎ ﻋن إرادﺗﻪ ،وﻗد ﯾﻛون ذﻟك ﺑﺎﻟﻠﻔظ واﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻛﻼم اﻟذي ﯾﺗﻔوﻩ ﺑﻪ اﻟﺷﺧص ﻣﺑﺎﺷرة
أو ﻋن طرﯾق اﻟﻬﺎﺗف وﺑﺄي ﻟﻐﺔ ﻛﺎﻧت ﺷرط أن ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ،أو ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد
ﺗﻛون ﻋرﻓﯾﺔ أو رﺳﻣﯾﺔ و ﻗد ﺗﻛون ﺧطﯾﺔ أو ﺑﺎﻵﻟﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ ،أو ﺗﻛون ﺑﺎﻹﺷﺎرة اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﺑﯾن
)(1
ﻗدادة ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳﯾن ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2005 ،ص.33
)(2
ﺳﻌد ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ و اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ )اﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ ،ﺣق اﻻﺧﺗﺻﺎص ،اﻟرﻫن اﻟﺣﯾﺎزي ،ﺣﻘوق اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﻋﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻣﺻر ،2007 ،ص316؛ اﻟﻌﻣروﺳﻲ أﻧوار ،اﻟﺗﺿﺎﻣن ،واﻟﺗﺿﺎﻣم ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺻر ،1999 ،ص.242
9
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻧﺎس ﻛﻬز اﻟرأس أﻓﻘﯾﺎ وذﻟك ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟرﻓض أو ﻫزﻩ ﻋﻣودﯾﺎ وذﻟك ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ،أو
ﯾﻛون ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻣوﻗف ﻻ ﯾدع أي ﺷك ﻓﻲ دﻻﻟﺗﻪ ﻛﻌرض اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ).(1
وﻛذﻟك ﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﺿﻣﻧﯾﺎ إذا ﻟم ﯾﺧﺎﻟف اﻟﻘﺎﻧون أو ﻟم ﯾﺗﻔق
اﻷطراف ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك).(2
وﻧﺟد ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ أن اﻟداﺋن ﯾﻌﺑر ﻋن إرادﺗﻪ ﺳواء ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﯾﺎ ،ﺑل ﺣﺗﻰ
اﻟﺳﻛوت ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻧﻪ ﻗﺑوﻻ ،ﻓﻬو ﻻ ﯾﺛﯾر أي إﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﻪ ﺑﻣﺎ أن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
إﻟﯾﻪ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻧﻔﻌﺎ ﻣﺣﺿﺎ).(3
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﻣن اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻬو ﯾﺛﯾر إﺷﻛﺎﻻ :ﻫل ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﺗﻌﺑﯾرﻩ
ﺻرﯾﺣﺎ أم أﻧﻪ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون ﺿﻣﻧﯾﺎ؟
ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺣدد ﻣوﻗﻔﻪ ﻣن ذﻟك ﺑل اﻛﺗﻔﻰ ﻓﻘط ﺑﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻘواﻋد
اﻟﻌﺎﻣﺔ أي ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 60ق.م.ج وﻫو ﻗد ﯾﻛون ﺻرﯾﺣﺎ وﻗد ﯾﻛون ﺿﻣﻧﯾﺎ ،إﻻ أن ﻋﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد ﺗﺑرﻋﻲ اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن ﺧطورة ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻔﯾل وﯾﺣﻣﻠﻪ اﻟﺗزاﻣﺎت ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ
أن ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺻراﺣﺔ وﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻗﺻدﻩ).(4
وﻟﻬذا اﻟﺳﺑب اﺗﺟﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ وﺿﻊ ﻧص ﺻرﯾﺢ ﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2015
ق.م.ف أوﺟب ﺿﻣﻧﻬﺎ أن ﯾﻛون رﺿﺎ اﻟﻛﻔﯾل ﺻرﯾﺣﺎ).(5
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻓﻘد ﺛﺎر ﺟدل ﻓﻘﻬﻲ ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻛﻔﯾل ﻋن إرادﺗﻪ ،ﺣﯾث ﺗﺄﺛر ﺟﺎﻧب
ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺻري ،ﺑﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﯾﺷﺗرط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻛدﻟﯾل ﻋﻠﻰ
) (1ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ،اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2005 ،ص.82-81
) (2ﻗدادة ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .34
) (3ﺳﻌد ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.316
)(4
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺳﺎرة ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر،
،2004-2001ص.18
)(5
ﺳﻲ ﯾوﺳف زاﻫﯾﺔ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻷﻣل ﻟﻠﻧﺷر واﻟطﺑﺎﻋﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2001 ،ص.29
10
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺧطورة اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ،واﻟذي ﯾﺷﺗرط رﺿﺎ اﻟﻛﻔﯾل أن ﯾﻛون ﺻرﯾﺣﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة
663ق.م.م).(1
وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ أن ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻫذا اﻟرأي ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز أن ﯾﻛون
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﯾﺎ ،وﻻ ﺗﺧرج اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋن ﺣدود ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ،ﻷن اﺷﺗراط
)(2
ﻟﯾس دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ اﺷﺗراط أن ﯾﻛون رﺿﺎ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 773ق م م
ﺻرﯾﺣﺎ ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﺟوز إﺛﺑﺎت اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺎ ﯾﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠﻔﻬﺎ وﻟﻛن ﻧظ ار ﻟﺧطورة
اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن وﺿوح رﺿﺎﻩ).(3
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوﻛﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﻪ إذا أراد اﻟﻛﻔﯾل أن ﯾﻘدم ﺗوﻛﯾﻼ ﻟﺷﺧص ﻣن أﺟل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻼﺑد أن
ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗوﻛﯾل ﺧﺎﺻﺎ وﻣﺣدودا ،ﻷن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗﺑرع ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠداﺋن ﻓﺗﻛﻔﻲ
اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻷﻧﻪ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ).(4
ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 61ق.م.ج ﻓﺈن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﯾرﺗب آﺛﺎ ار ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ
ﻟﯾس ﻣﺟرد واﻗﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻘط ﯾﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺑل ﯾﺄﺧذﻫﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ،ﺑﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻘﺎﻧون
ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻐﯾر اﻟذي ﯾﺗﺻرف ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻫذا اﻟﺗﻌﺑﯾر ،وﺗﺗﻣﺛل آﺛﺎر ﻫذا اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدوﻟﻪ
ﻋﻧﻬﺎ وﺳﺑب ذﻟك ﺿر ار ﻟﻠﻐﯾر).(5
وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻟﺗﻌﺑﯾر ،ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻗﺑوﻻ وﻗد
ﯾﻛون إﯾﺟﺎﺑﺎ ،وﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ أﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
)(1
ﻗﺎﻧون رﻗم 131اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 09رﻣﺿﺎن1367ه اﻟﻣواﻓق ﻟـ 16ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1948م اﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻋدد رﻗم 108
ﻣﻛرر )أ( اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 22رﻣﺿﺎن 1367ه اﻟﻣواﻓق ﻟـ 29ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1948م.
)(2
اﻟﻣﺎدة 773ق.م .م ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
)(3
اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﻌﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار
إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻟﺑﻧﺎن ،1970 ،ص.79
)(4
ﺳﻲ ﯾوﺳف زاﻫﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.30
)(5
ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.85
11
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺣﯾث ﻧﺟد ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة وﺟود ﻓﻌﻠﻲ ووﺟود ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،واﻟوﺟود اﻟﻔﻌﻠﻲ ﯾﺗﺣﻘق ﺑﻣﺟرد
ﺻدور اﻟﻠﻔظ أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو اﻹﺷﺎرة أو اﺗﺧﺎذﻩ ﻣوﻗف ،أﻣﺎ اﻟوﺟود اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﯾﺗﺣﻘق ﻋﻧد وﺻول
اﻟﻠﻔظ أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣن وﺟﻪ إﻟﯾﻪ).(1
ﻓﺈذا ﺗواﺟد اﻟطرﻓﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻘد ،أو ﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﻋن طرﯾق اﻟﻬﺎﺗف ،ﻓﺈن
اﻟوﺟود اﻟﻔﻌﻠﻲ ﯾرﺗﺑط ﻣﻊ اﻟوﺟود اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﻋن طرﯾق اﻟرﺳﺎﻟﺔ،
ﻓﺈن اﻟوﺟود اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻻ ﯾﺗزاﻣن ﻣﻊ اﻟوﺟود اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻓﺎﻟوﺟود اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻛون وﻗت وﺻول اﻟرﺳﺎﻟﺔ
إﻟﻰ ﻣن وﺟﻬت إﻟﯾﻪ) ،(2ﻛﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 61ق.م.ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ» :ﯾﻌﺗﺑر وﺻول
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم ﺑﻪ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ذﻟك«.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻣﻌﺑر أو ﻓﻘد أﻫﻠﯾﺗﻪ ﻗﺑل إﻧﺗﺎج اﻟﺗﻌﺑﯾر أﺛرﻩ ،ﻓذﻟك ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺗرﺗﯾب
ﻫذا اﻷﺛر ﻋﻧد وﺻول اﻟﺗﻌﺑﯾر إﻟﻰ ﻋﻠم ﻣن وﺟﻪ إﻟﯾﻪ) ،(3ﻣﺛﺎل ذﻟك إذا ﻋﺑر اﻟﻛﻔﯾل ﻋن رﻏﺑﺗﻪ
ﻓﻲ أن ﯾﻛﻔل اﻟﻣدﯾن ﻓذﻟك اﻟﺗﻌﺑﯾر ﯾﻧﺗﺞ أﺛﺎرﻩ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ أو ﻓﻘداﻧﻪ ﻟﻸﻫﻠﯾﺔ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺣﺗﺎط ﻓﯾﻬﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﺗﻘﯾﯾد آﺛﺎر اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﻪ ﺑﺑﻘﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة أو ﻛﻣﺎل
أﻫﻠﯾﺗﻪ).(4
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺳﺗﺧﻠص أن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﻛون ﺑﺗطﺎﺑق إﯾﺟﺎب وﻗﺑول
ﻛﻼ ﻣن اﻟﻛﻔﯾل واﻟداﺋن ،وﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠداﺋن إﻣﺎ ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﯾﺎ أو ﺣﺗﻰ
اﻟﺳﻛوت ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻧﻪ ﻗﺑوﻻ ،أﻣﺎ اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻼﺑد أن ﯾﻛون ﺗﻌﺑﯾرﻩ ﻋن اﻹرادة ﺻراﺣﺔ ﻻ ﻟﺑس ﻓﯾﻪ.
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 646ق.م.ج ﻋﻠﻰ أن» :إذا اﻟﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾم ﻛﻔﯾل ،وﺟب أن ﯾﻘدم
ﺷﺧﺻﺎ ﻣوﺳرا وﻣﻘﯾﻣﺎ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ،وﻟﻪ أن ﯾﻘدم ﻋوﺿﺎ ﻋن اﻟﻛﻔﯾل ﺗﺄﻣﯾﻧﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎ«.
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻛﻔﯾل اﻟذي ﯾﻠﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ ،ﻻﺑد أن ﯾﻛون
ﻣوﺳرا ،وﺗﻛون إﻗﺎﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وﻟﻛن اﻟﻧص ﻟم ﯾذﻛر ﺷرطﺎ ﺿرورﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﻔﯾل واﻟذي ﯾﺗﻣﺛل
ﻓﻲ اﻷﻫﻠﯾﺔ ،وﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑرﻩ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣن أﻫم اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﻛﻔﯾل ﻟﻛﻲ ﺗﻧﻌﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ) ،(1وﺗﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﺄﻣﯾﻧﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻟﻠداﺋن ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوع اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أو ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ)*(.
واﻟﻐرض ﻣن ﺗﻘدﯾم اﻟﻛﻔﯾل ﻫو ﺗﺄﻣﯾن اﻟداﺋن ﻣن ﻣﺧﺎطر إﻋﺳﺎر اﻟﻣدﯾن ،وﺑذﻟك ﺗﻛون أﻣوال
اﻟﻛﻔﯾل ﺿﺎﻣﻧﺔ ﻟﻠداﺋن ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺎء دﯾﻧﻪ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻓﻲ):(2
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻛﻔﯾل اﻟذي ﯾﻠﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ ،أن ﯾﻛون ﻣﯾﺳور اﻟﺣﺎل أي ﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟذي ﯾﺿﻣﻧﻪ إذا ﻟزم اﻷﻣر ذﻟك ،وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻣﻌﺳر ﻻ
ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻬﺎ.
وﻋبء إﺛﺑﺎت ﯾﺳﺎر اﻟﻛﻔﯾل ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ،اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ ،وﯾﻘﺎس ﯾﺳﺎرﻩ ﺑﻣﺎ ﯾوﺟد ﻟدﯾﻪ
ﻣن اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن اﻟذي ﻛﻔﻠﻪ) ،(3ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻣﻧﻘوﻻت أو
ﻋﻘﺎرات ﺑﺷرط أن ﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ) ،(4أﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻘد اﺷﺗرط ﻹﺛﺑﺎت ﯾﺳﺎر
اﻟﻛﻔﯾل أن ﺗﻛون أﻣواﻟﻪ ﻋﻘﺎرات ﻓﻘط دون اﻷﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻟدﯾن ﺗﺟﺎرﯾﺎ أو زﻫﯾد
)(1
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار
اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2011 ،ص.23
)*(
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻛون ﻋﻧد ﻣﺎ ﯾﻠﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾم ﻛﻔﯾل ﻟﻠداﺋن ﯾﺿﻣن دﯾﻧﻪ وﺗﺣدث ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض اﻟداﺋن ﻣﻧﻊ اﻟﻣدﯾن
ﻗرض ،أﻣﺎ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾم ﻛﻔﯾل ﻟﻠداﺋن ،وأﻣﺎ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ
ﻣﺻدر اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻛﻔﯾل ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ.
)(2
ﻣﻧﺻور ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺋﺗﻣﺎن ،ﺻور اﻻﺋﺗﻣﺎن وﺿﻣﺎﻧﺎﺗﻪ واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻪ )اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ،
اﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ ،ﺣق اﻟﺗﺧﺻص ،اﻟرﻫن اﻟﺣﯾﺎزي ،ﺣﻘوق اﻻﻣﺗﯾﺎز( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ دار ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣﺻر ،2001 ،ص.82
)(3
ﺳﻲ ﯾوﺳف زاﻫﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.27
)(4
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص.24
13
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻘﯾﻣﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺋدة ﻓﻲ وﻗت وﺿﻊ ﺗﻘﻧﯾن ﻧﺎﺑوﻟﯾون ﻷن اﻟﻣﻧﻘول ﻓﻲ
ذﻟك اﻟوﻗت ﻛﺎن ﺗﺎﻓﻪ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻟدى اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ،وﻟﻛن ﺑﻌد ذﻟك ﺗﻌرﺿت ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة إﻟﻰ ﻧﻘد ﻛﺑﯾر ﻣن
اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺗﻐﯾر اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ).(1
وﻧﺟد أن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﯾﺳﺎر ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم
ﺑﺈﺧراج أﻣوال اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻣﺛﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟدﯾون إذا ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺣﺳﺎب اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗُظﻬر
ﯾﺳﺎر اﻟﻛﻔﯾل).(2
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع ﻧزاع ﺣول ﯾﺳﺎر اﻟﻛﻔﯾل ،ﻓﺈن اﻟﻣدﯾن ﻫو اﻟذي ﯾﺗﺣﻣل ﻋبء إﺛﺑﺎت ﯾﺳﺎرﻩ،
وذﻟك ﻋن طرﯾق إﺛﺑﺎﺗﻪ أن أﻣوال اﻟﻛﻔﯾل ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾنٕ ،واذا ﻣﺎ ادﻋﻰ اﻟداﺋن وﺟود دﯾون
ﺗﺳﺗﻐرق ﻛل أﻣوال اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻬو ﻣﻠزم ﺑﺈﺛﺑﺎت ذﻟك).(3
ٕواذا ﻛﺎﻧت أﻣوال اﻟﻛﻔﯾل ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ،ﻓﺈن اﻟﻛﻔﯾل ﻫﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر
ﻣوﺳر ،وﻋﻠﯾﻪ ﻻﺑد ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن آﺧر ٕواﻻ ﺳﻘط أﺟل اﻟدﯾن.
إن اﻟﻬدف ﻣن وﺿﻊ ﻫذا اﻟﺷرط واﺿﺢ ،وﻫو اﻟﺗﺳﻬﯾل ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل
ﻻﺳﺗﻔﺎء ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﻣدﯾن ،أي ﻋدم وﻓﺎء اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ).(4
)(1
ﺳﻲ ﯾوﺳف زاﻫﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.28
)(2
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص.24
)(3
ﻣﺣﻣدي ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﻣﺣﺎﺿرات ،ﻣﻌﻬد اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ،ﺑدون دار اﻟﻧﺷر ،ﺑن ﻋﻛﻧون ،اﻟﺟزاﺋر،1998 ،
ص.16
)(4
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص.24
14
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
»ﺷﺧﺻﺎ ﻣوﺳرا ،وﻣﻘﯾﻣﺎ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر« واﻟﻣﻘﺻود أﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل أﺟﻧﺑﯾﺎ وﻟﻛﻧﻪ ﻣﻘﯾم
ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻣوطﻧﻪ اﻟﻣﺧﺗﺎر).(1
ٕواذا ﻏﯾر اﻟﻛﻔﯾل ﻣوطﻧﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻟم ﯾﻌد ﻟﻪ ﻣوطن ﻣﻌﻠوم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن آﺧر ﺳواء ﺑﺗﻘدﯾم ﻛﻔﯾل آﺧر أ و ﺗﺄﻣﯾن ﻋﯾﻧﻲ ٕواﻻ ﺳﻘط أﺟل
اﻟدﯾن).(2
)(3 )*(
رﻏم أن اﻟﻣﺎدة إﻟﻰ اﻟﺷرطﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ،وﻫو ﺷرط ﺿروري ﯾﺿﺎف ﺷرط اﻷﻫﻠﯾﺔ
اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻟم ﺗﺷر إﻟﯾﻪ ،إﻻ أن ﻣﻌظم اﻟﻔﻘﻬﺎء اﺷﺗرطوﻩ ،واﻋﺗﺑروا اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟن ﺗﺗﺣﻘق ﺑدوﻧﻪ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
إذا ﻓﻘد اﻟﻛﻔﯾل اﻷﻫﻠﯾﺔ ﺑﻌد إﺑرام ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ذﻟك ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﺑﻘﻰ ﺻﺣﯾﺣﺔ
وﻣرﺗﺑﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ أﺛﺎرﻫﺎ ،واﻟداﺋن ﻻ ﯾطﺎﻟب اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن آﺧر ،ﻓﺎﻟﻌﺑرة ﻓﻲ اﻷﻫﻠﯾﺔ وﻗت إﺑرام
اﻟﻌﻘد).(4
وأﻣﺎ إذا ﺗﺧﻠف ﺷرطﻲ اﻟﯾﺳﺎر واﻹﻗﺎﻣﺔ ،أي إذا أﺻﺑﺢ اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻌﺳ ار أو ﻏﯾر ﻣوطﻧﻪ إﻟﻰ
اﻟﺧﺎرج ﻓذﻟك ﯾؤدي إﻟﻰ إﺿﻌﺎف اﻟﺿﻣﺎن ،وﻫﻧﺎ ﯾﻠزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن آﺧر أو ﺗﺣﻣﻠﻪ ﺳﻘوط
اﻷﺟل) ،(5وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼﺑد أن ﯾﺳﺗﻣر ﯾﺳﺎر اﻟﻛﻔﯾل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻛذﻟك ﻧﻔس اﻟﺷﻲء
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻹﻗﺎﻣﺔ ).(6
وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 646ق.م.ج ﻧﺟد أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف أﺣد ﻫذﯾن اﻟﺷرطﯾن ﯾﻠزم
)(1
ﺳﻲ ﯾوﺳف زاﻫﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.28
)(2
ﻣﺣﻣدي ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.16
)*( ﺳﻧﻔﺻل ﻓﻲ ﺷرط اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ،وذﻟك ﺿﻣن ﺷروط ﺻﺣﺔ اﻟﺗراﺿﻲ.
)(3
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص.25
)(4
ﺳﻲ ﯾوﺳف زاﻫﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.26
)(5
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟوﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ،
دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت ،ﻣﺻر ،1994 ،ص.27-26
)(6
ﺳﻲ ﯾوﺳف زاﻫﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.26
15
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
)*(
ﻛﺎفٕ ،واﻻ ﺳﻘط أﺟل اﻟدﯾن ،ﻟذا ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻘم ﺑذﻛر اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﺄﻣﯾن ﻋﯾﻧﻲ
ﻛﻔﯾل آﺧر ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﯾرى أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف اﻟﺷرطﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن ﺳﺎﺑﻘﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﺗﻘدﯾم ﻛﻔﯾل آﺧر ،وﻟﻛن إذا ﻛﺎن اﻟداﺋن ﻫو اﻟذي ﻗدم اﻟﻛﻔﯾل ﻓﺈﻧﻪ ﻫو اﻟذي ﯾﺗﺣﻣل
ﻧﺗﯾﺟﺔ إﻋﺳﺎرﻩ أو ﺗﻐﯾﯾر ﻣوطﻧﻪ).(1
إذن ﻻﺑد أن ﺗﺗوﻓر ﻫذﻩ اﻟﺷروط اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﻔﯾل اﻟذي ﯾﻠﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن
ﻧوع اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﺳواء ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أو ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻟﻛن ﻻ ﯾﺷﺗرط ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن
اﻟداﺋن واﻟﻛﻔﯾل ﺳواء ﺑدون ﻋﻠم اﻟﻣدﯾن أو ﺑﻌﻠﻣﻪ ،أو رﻏم ﻣﻌﺎرﺿﺗﻪ ،ﻷن اﻟﻣدﯾن ﻻ ﯾﺗﺣﻣل
إﻋﺳﺎر اﻟﻛﻔﯾل أو ﺗﻐﯾﯾر ﻣوطﻧﻪ).(2
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻛل ﻣﺗﻌﺎﻗد أن ﯾﻛون ﻛﺎﻣل اﻷﻫﻠﯾﺔ ﯾوم إﺑرام اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أي ﻋﻘد ﻛﺎن وﻣﻧﻬﺎ
ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻛذﻟك أن ﺗﻛون اﻹرادة اﻟﺗﻲ ﻋﺑر ﻋﻧﻬﺎ اﻟداﺋن واﻟﻛﻔﯾل ﻏﯾر ﻣﺷوﺑﺔ ﺑﺄي
ﻋﯾب ﻣن ﻋﯾوب اﻹرادة اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﻠط ،اﻟﺗدﻟﯾس ،اﻹﻛراﻩ واﻻﺳﺗﻐﻼل.
ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻷول( وﺳﻼﻣﺔ اﻟرﺿﺎ
ﻣن ﻋﯾوب اﻹرادة ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
إن ﻣوﺿوع اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ دراﺳﺔ أﻫﻠﯾﺔ اﻟداﺋن وأﻫﻠﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾل دون
)*( ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻌﯾﻧﻲ :ﻗد ﯾﻛون رﻫﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ أو رﻫﻧﺎ ﺣﯾﺎزﯾﺎ ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ﻛﺎﻓﻲ ﻟﺿﻣﺎن اﻟدﯾن.
)(1
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص.26
)(2
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص.27
16
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
أوﻻ-أﻫﻠﯾﺔ اﻟداﺋن
ﺑﻣﺎ أن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠداﺋن ﺗﺻرﻓﺎ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻣﺣﺿﺎ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻪ ﺳن اﻟﺗﻣﯾﯾز أي
أن ﯾﻛون ﺷﺧﺻﺎ ﻣﻣﯾ از وﻋﺎﻗﻼ) ،(1ﻓﻼ ﺗﺻﺢ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺟﻧون أو اﻟﺻﺑﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﻣﯾز،ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻟﯾﺳﺎ
أﻫﻼ ﻹﺻدار اﻟﻘﺑول اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر رﻛﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد).(2
ﺣﯾث أﺧذت ﺑﻬذا اﻟرأي ﻣﻌظم اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرط ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻗﺑول اﻟداﺋن،
ﻓﻼﺑد أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻘﺑول ،ﺑﻣﺎ أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﻋﻘود اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ ﻧﻔﻌﺎ ﻣﺣﺿﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
إﻟﯾﻪ ،ﺣﯾث ﯾﻛﻔﻲ أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻرف دون اﺷﺗراط ﺑﻠوﻏﻪ ﺳن اﻟرﺷد).(3
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﺗزام اﻟداﺋن ﻫو دﻓﻊ ﻋوض ﻟﻠﻛﻔﯾل ﻣﻘﺎﺑل ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ
ﻋﻣﻼ ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺻرف ،أي ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟداﺋرة ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻊ واﻟﺿرر ﺑﺣﯾث ﻻﺑد أن ﯾﺗﻣﺗﻊ
ﻓﯾﻬﺎ اﻟداﺋن ﺑﺄﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻرف واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺑﻠوغ ﺳن اﻟرﺷد ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛوﻧﻪ ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ
ﺗﻛون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺑطﺎل ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ).(4
إن اﻟﻛﻔﯾل ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻘدم ﻣﺗﺑرﻋﺎ ﻟﺿﻣﺎن اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن وذﻟك دون ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑل وﻻ
وﺟود ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻪ ﻓﯾﻬﺎ) ،(5وﻟذﻟك ﯾﺷﺗرط أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑرع أي ﺑﻠوﻏﻪ ﺳن
)(1
أم ﺳﺎﻣﻲ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ، http :// sciences juridiques. Almontada. net/t1367-topic ،ﯾوم 2014-10-27
ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ ،16:38 :ص.4
)(2
اﻟﺳرﺣﺎن إﺑراﻫﯾم ﻋدﻧﺎن ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة)،اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،2001 ،ص.191
) (3اﻟﺳرﺣﺎن إﺑراﻫﯾم ﻋدﻧﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.191
) (4زﻫران ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ) ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ ،ﺣق اﻻﺧﺗﺻﺎص ،اﻟرﻫن اﻟﺣﯾﺎزي ،ﺣﻘوق
اﻻﻣﺗﯾﺎز( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر ،2002 ،ص.76
) (5ﺳﻌد ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.318
17
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟرﺷد)19ﺳﻧﺔ( ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺟوز ﻣن اﻟﻘﺎﺻر أو اﻟﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﻪ)ٕ ، (1واﻻ ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﺑﺎطﻠﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺿﺎرة ﺿر ار ﻣﺣﺿﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ).(2
ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠوﻟﻲ أو اﻟوﺻﻲ أو اﻟﻘﯾم أن ﯾﻘوم ﺑﺈﺑرام ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﻘﺎﺻر أو
اﻟﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺈذن ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟواﺟب اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ أو
اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،ﻷﻧﻪ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺗﺑرع ﺑﻣﺎل اﻟﻘﺎﺻر أو اﻟﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﻪ) ،(3ﻟذا أوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل
اﻟﻣﺗﺑرع ﺑﻠوغ ﺳن اﻟرﺷد وﻋدم اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻪ).(4
ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أﻧﻪ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﺣﺳبٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﺟوز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻛذﻟك
ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺷرﯾك ﻛﺎﻣل اﻷﻫﻠﯾﺔ أن ﯾﻘوم ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﻫو ﺷرﯾك
ﻓﯾﻬﺎ ،وﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻠﺷرﻛﺔ أن ﺗﻘوم ﺑﻛﻔﺎﻟﺗﻪ أﯾﺿﺎ)ٕ ، (5واذا ﻣﻧﺢ اﻟﻛﻔﯾل ﺗوﻛﯾﻼ ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﺷﺧص
آﺧر ،ﻓﻼﺑد أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﻣوﻛل أو اﻟﻛﻔﯾل أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑرع ،وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟوﻛﯾل ذﻟك ،ﻷن اﻟﻌﻘد
ﯾﻧﺗﺞ أﺛرﻩ ﻓﻲ اﻟﺷﺧص اﻷﺻﻠﻲ وﻫو اﻟﻛﻔﯾل رﻏم أﻧﻬﺎ اﻧﻌﻘدت ﺑﺈرادة اﻟﻧﺎﺋب).(6
أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻣﻘﺎﺑل ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑذﻟك ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟداﺋرة ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻊ واﻟﺿرر،
ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑرع ﺑل ﺗﻛﻔﻲ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﺣﯾث ﯾﺟوز ﻟﻠﺻﺑﻲ اﻟﻣﻣﯾز وﻣن ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ
ﻣﺑﺎﺷرة ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ،وﻟﻛن ﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺑطﺎل).(7
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺳﺗﺧﻠص أن ﻟﻠﻛﻔﯾل ﺣق اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن اﻟﺗزاﻣﻪ ﻣﺗﻰ رأى أﻧﻪ ﻏﯾر ﻣؤﻫل
ﻹﺑرام ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود وﻟم ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑرع.
) (1أﺑو ﻣﺷﺎﯾﺦ ﺗوﻓﯾق ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺳﻌﺎد ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ ،أطروﺣﺔ ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ
ﻧﺎﺑﻠس ،ﻓﻠﺳطﯾن ،2006 ،ص.78
) (2ﺣﺳﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟداﯾم ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻛﺗﺄﻣﯾن ﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﺣﻘوق ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺻر ،2009 ،ص.148
) (3ﺳﻌد ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.318
) (4اﻟﻣﺎدة 40ق .م .ج .
)(5
اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺣدﯾث ،اﻟﺟزء اﻟﻌﺎﺷر ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ
اﻟﺳﺎﺑق ،ص.81
) (6أﺑو اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ ﺗوﻓﯾق ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺳﻌﺎد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.74
) (7ﺣﺳﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟداﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.149-148
18
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻟﻛﻲ ﯾﺗم إﺛﺑﺎت ﺻﺣﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﺟب وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﻻ ﯾﻛون رﺿﺎ طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد
ﻣﺷوب ﺑﻌﯾب ﻣن ﻋﯾوب اﻹرادة اﻟذي ﻗد ﯾﻠﺣﻘﻪ ﻛﺎﻟﻐﻠط أو اﻟﺗدﻟﯾس أو اﻻﺳﺗﻐﻼل أو اﻹﻛراﻩ).(1
وﺑﻣﺎ أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ﺣﯾث ﻻ ﯾﻧﺷﺊ اﻟﺗزاﻣﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب
أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻫو اﻟﻛﻔﯾل ،وﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﯾوب اﻹرادة ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدﯾن دون اﻟداﺋن اﻟذي
ﻟﯾس ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ طﻠب إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ،وﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟداﺋن اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻟﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن آﺧر أو ﺗﺣﻣل ﺳﻘوط اﻷﺟل ،وﻟﻘد ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﯾوب
ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 81إﻟﻰ 90ق م ج).(2
أوﻻ-اﻟﻐﻠط
ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻐﻠط ٕواﻧﻣﺎ ﺗرك ذﻟك ﻟﻠﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛل اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى
ﻛﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري واﻟﻔرﻧﺳﻲ) ،(3وﯾﻌرف اﻟﻐﻠط ﺑﺄﻧﻪ »وﻫم ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أﺛﻧﺎء إﺑراﻣﻪ
ﻟﻠﺗﺻرف ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﺻور اﻟﺷﻲء اﻟذي ﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ«) ،(4وﻛذﻟك ﯾﻣﻛن
ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »ﻓﻛرة أو ﺗﺻور ﺧﺎطﺊ أو ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﯾﻘوم ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﻋﻧﺻر ﻣن
ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻘد«).(5
ﻟﻛﻲ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﻐﻠط ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﺟوﻫرﯾﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 82ق م ج» :ﯾﻛون
اﻟﻐﻠط ﺟوﻫرﯾﺎ إذا ﺑﻠﻎ ﺣدا ﻣن اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻣﻌﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋن إﺑرام اﻟﻌﻘد ﻟو ﻟم ﯾﻘﻊ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻐﻠط.
-إذا وﻗﻊ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﻟﻠﺷﻲء ﯾراﻫﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺟوﻫرﯾﺔ ،أو ﯾﺟب اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻛذﻟك ﻧظ ار
ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد وﻟﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ
-إذا وﻗﻊ ﻓﻲ ذات اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أو ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﻣن ﺻﻔﺎﺗﻪ ،وﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟذات أو ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ
اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد«.
ﯾظﻬر ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص أن اﻟﻐﻠط اﻟﺟوﻫري إذا ﺑﻠﻎ ﺣدا ﻣن اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﺗﻧﻊ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن إﺑرام ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟو أﻧﻪ ظﻬر ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﺣﯾث ﯾﻛون ذﻟك اﻟﻐﻠط ﻫو اﻟداﻓﻊ
اﻟذي دﻓﻌﻪ ﻹﺑرام اﻟﻌﻘد).(1
وﯾﻛون اﻟﻐﻠط ﺟوﻫرﯾﺎ إذا وﻗﻊ ﻓﻲ ذات اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أو ﺻﻔﺔ ﻣن ﺻﻔﺎﺗﻪ ،وﻟﻛن ﻋﺎدة اﻟﻛﻔﯾل ﻻ
ﯾﻬﻣﻪ ﺷﺧص اﻟداﺋن ،ﻷن اﻟﺗزاﻣﻪ ﻣرﻛز ﻋﻠﻰ دﻋم اﻟﻣدﯾن ،ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻐﻠط ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن
وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن).(2
وﺑﻣﺎ أن اﻟﻣدﯾن وﺻﻔﺎﺗﻪ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﻓﺈن ﻛﺎن اﻋﺗﻘﺎد اﻟﻛﻔﯾل
أﻧﻪ ﯾﻘوم ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣدﯾن ﻣﻌﯾن ﺛم ظﻬر ﻟﻪ أن اﻟﻣدﯾن ﺷﺧص ﻏﯾر اﻟذي اﻋﺗﻘدﻩ ،أو اﻋﺗﻘد أن
اﻟﻣدﯾن ﺗﺎﺟر ظﻬر ﻟﻪ ﻏﯾر ذﻟك ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻛﻔﯾل طﻠب إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
اﻟﻐﻠط اﻟذي وﻗﻊ ﻓﯾﻪ).(3
واﻟﻛﻔﯾل ﯾﻘوم ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣدﯾن ودﻋﻣﺎ ﻟﻪ ﻓﺈن اﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﺷﺧﺻﻪ أو
ﺻﻔﺎﺗﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻏﻠطﺎ ﺟوﻫرﯾﺎ ﻛﺎﻋﺗﻘﺎدﻩ ﺑﺄن اﻟﻣدﯾن ﺻدﯾﻘﻪ أو أﺣد أﻗﺎرﺑﻪ وﺑﻌد ذﻟك ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻪ أﻧﻪ
ﻟﯾس اﻟﺷﺧص اﻟذي أراد ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻋﺗﻘﺎدﻩ أن اﻟﻣدﯾن ﻣوﺳرا ،وﻟﻛن ﺑﻌد ذﻟك
ﺗﺑﯾن أﻧﻪ ﻣﻌﺳر) ،(1وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻧﺟد أن ﻟﻠﻐﻠط ﻋدة ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻐﻠط ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ
اﻻﻟﺗزام أو ﻓﻲ ﻧطﺎﻗﻪ ﻓﻬﻧﺎ اﻟﻛﻔﯾل ﻻ ﯾﻌرف ﻣدى ﺧطورة اﻟﺗﺻرف اﻟذي ﯾﻘﺑل ﻋﻠﯾﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻣﻊ اﻟﺑﻧوك ﻋن طرﯾق ﻋﻘود اﻹذﻋﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﺣررة ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك ﻣﺳﺑﻘﺎ
وﻓﻘﺎ ﻟﺷروطﻬﺎ ﺣﯾث ﯾﺟد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻛﻔﯾل ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس ﻣرﻛز اﻟﻣدﯾن أو ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﺎ ﻣﻌﻪ دون أن
ﯾﻛون ﻟﻪ ﻋﻠم ﺑذﻟك ،ﻓﺈن رﺿﺎ اﻟﻛﻔﯾل ﺳﯾﻛون ﻻ ﻣﺣﺎل ﻣﺷوﺑﺎ ﺑﻌﯾب اﻟﻐﻠط.
وﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟﻐﻠط ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزام ﯾؤدي إﻟﻰ إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﺣﺳب رأي ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء،
ﻷﻧﻬم ﯾﻌﺗﺑرون اﻟﻛﻔﯾل ﻟم ﯾﻔﻬم ﻗﺻد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر رﺿﺎؤﻩ ﻏﺎﺋﺑﺎ).(2
ﻛذﻟك ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﻣﻘدار اﻻﻟﺗزام ﻛﺎﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟدﯾن ﻛﻠﻪ ،وﻟﻛن
ﻣﻘﺻود اﻟﻛﻔﯾل ﻣن ﻛل اﻟدﯾن ،اﻟدﯾن دون ﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻪ وﻣﺻروﻓﺎﺗﻪ ﻓﻠﻠﻛﻔﯾل ﺣق اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل ﻛل
ﻣﺎ زاد ﻋن اﻟدﯾن ﻣن ﻣﺻروﻓﺎت وﻣﻠﺣﻘﺎت ،وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣواد 82اﻟﻣذﻛورة
)،(
ق.م.ج ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﺑﺎرات اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ واﻟﻣﺑﻬﻣﺔ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟطرف ﺳﺎﺑﻘﺎ112،()104،
اﻟﻣذﻋن وﻟذﻟك ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ اﻟﺷق اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﺎرﯾف واﻟﻣﻠﺣﻘﺎت ﺑﺎطﻼ).(3
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺗدﻟﯾس
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 86ق م ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » :ﯾﺟوز إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﻟﻠﺗدﻟﯾس إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﯾل اﻟﺗﻲ
ﻟﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أو اﻟﻧﺎﺋب ﻋﻧﻪ ،ﻣن اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﻟوﻻﻫﺎ ﻟﻣﺎ أﺑرم اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻠﻌﻘد.
وﯾﻌﺗﺑر ﺗدﻟﯾﺳﺎ اﻟﺳﻛوت ﻋﻣدا ﻋن واﻗﻌﺔ أو ﻣﻼﺑﺳﺔ إذا ﺛﺑت أن اﻟﻣدﻟس ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن
ﻟﯾﺑرم اﻟﻌﻘد ﻟو ﻋﻠم ﺑﺗﻠك اﻟواﻗﻌﺔ أو ﻫذﻩ اﻟﻣﻼﺑﺳﺔ«.
وﯾﻔﻬم ﻣﻧﻪ أن اﻟﺗدﻟﯾس ﻋﯾب ﻣن ﻋﯾوب اﻹرادة واﻟﺗدﻟﯾس ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ» :اﻷﻋﻣﺎل
ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ أو اﻟﻣﻐﺷوﺷﺔ أو اﻷﻛﺎذﯾب أو اﻟﺗرددات ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺷﺧص أن ﯾﻐش
اﻟطرف اﻵﺧر ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ إﺑرام ﻋﻘد« ) ،(1ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻪ أﯾﺿﺎ أﻧﻪ» :إﯾﻘﺎع أﺣد اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ
اﻟﻐﻠط وﯾﻛون اﻟداﻓﻊ ﻟﻪ ﻹﺑرام اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ«).(2
وﻣن ﺧﻼل ﻫذﯾن اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻟﯾس اﻟﻌﯾب اﻟذي ﯾؤﺛر ﻓﻲ
اﻹرادةٕ ،واﻧﻣﺎ اﻟﻐﻠط اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻪ أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ إﯾﻬﺎﻣﻪ ﺑﻐﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋن طرﯾق ﺑﻌض
اﻟﺣﯾل اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر أو ﻣن اﻟﻐﯾر ،وﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟداﺋن ﻫو اﻟذي
ﯾﻘوم ﺑﺈﯾﻬﺎم اﻟﻛﻔﯾل ،وﻛذﻟك ﻗد ﯾﻛون ذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﻣدﯾن اﻟذي ﯾوﻫﻣﻪ أﻧﻪ ﻣوﺳر اﻟﺣﺎل ،وﻟذا
ﯾﺟب ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﻣن اﻟﺣﯾل اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟوﻻﻫﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻌﺎﻗد).(3
واﻟﺗدﻟﯾس ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻐﻠط ﻓﻲ أﻧﻪ ﯾﺻدر ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر أو اﻟﻐﯾر أﻣﺎ اﻟﻐﻠط ﻓﻣﺻدرﻩ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻧﻔﺳﻪ ،وﻟذﻟك ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺗدﻟﯾس اﻟذي اﺳﺗﻌﻣل
ﺿدﻩ ﻣن طرف اﻟداﺋن وذﻟك وﻓق ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 86ق.م.ج).(4
و ﯾﺣق ﻟﻪ ﻛذﻟك اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻدور اﻟﺗدﻟﯾس ﻣن اﻟﻐﯾر وذﻟك اﺳﺗﻧﺎدا
إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 87ق.م.ج.
وﻧﺟد أن ﻟﻠﺗدﻟﯾس ﻋدة ﺗطﺑﯾﻘﺎت ،ﻣﻧﻬﺎ أن ﯾﻛون اﻟﺗدﻟﯾس ﻣن اﻟداﺋن أو اﻟﻣدﯾن أو ﺑﺗواطؤ
ﻣﻧﻬﻣﺎ ،ﻣﺛﺎل ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄزم اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣدﯾن أﺛﻧﺎء إﺑرام ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻛﺗﻣﺎن اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ
اﻟﻛﻔﯾل ذﻟك ،ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻛﻔﯾل ﻗد وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺗدﻟﯾس وﯾﺣق ﻟﻪ طﻠب إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد.
)(1
Alex Weill et François Terré, op-cit, p196-197.
)( 2
ﻗدادة ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳﯾن،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .55
) (3ﺳﻌد ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.321
) (4ﻛودري ﻓﺎطﻣﺔ زﻫراء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.24-23
22
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
وﺑﻣﺎ أن اﻟﺗدﻟﯾس ﯾﻌﺗﺑر ﻋﯾب ﻣن ﻋﯾوب اﻹرادة ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﺷوء ﺣق اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ طﻠب
إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ،وﻟﻛن ﻋﻠﯾﻪ إﺛﺑﺎت أﻧﻪ وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺗدﻟﯾس اﻟذي ﺻدر ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر أو اﻟﻐﯾر)،(1
أي ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﻛون ﻣن اﻟداﺋن أو اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع اﻟﺗدﻟﯾس ﻣن اﻟﻐﯾر ﻓﻼ
ﯾﺟوز ﻟﻪ طﻠب إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد إﻻ إذا أﺛﺑت أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ ﻛﺎن ﯾﻌﻠم ﺑذﻟك أو ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔروض
أﻧﻪ ﯾﻌﻠم).(2
أﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻠم ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس اﻟذي ﯾﺻدر ﻣن اﻟﻐﯾر ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة )1116
ق.م.ف( ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻹﻛراﻩ اﻟﺻﺎدر ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﺟﻌﻠﻪ ﻣﺑطﻼ ﻟﻠﻌﻘد).(3
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻹﻛراﻩ
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 88ق.م.ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ» :ﯾﺟوز إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﻟﻺﻛراﻩ إذا ﺗﻌﺎﻗد ﺷﺧص ﺗﺣت
ﺳﻠطﺎن رﻫﺑﺔ ﺑﯾﻧﺔ ﺑﻌﺛﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ دون ﺣق«.
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﯾﻌﺗﺑر اﻹﻛراﻩ ﻋﯾﺑﺎ ﻣن اﻟﻌﯾوب
اﻟﺗﻲ ﺗﺷوب اﻹرادة ،وﺗﺟﻌل اﻟﻌﻘد ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل ،وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻹﻛراﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »اﻟرﻫﺑﺔ
واﻟﺧوف اﻟذي ﯾﻧﺷﺄ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،واﻟذي ﯾدﻓﻌﻪ ﻹﺑرام اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ « ).(4
وﻣـن اﻟﺗـﻌرﯾف ﻧﺳـﺗﺧﻠص أن اﻟرﻫ ـﺑﺔ واﻟﺧوف اﻟﻣـﺗوﻟد ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣـﺗﻌﺎﻗد ﺗﺟـﻌل إرادﺗـﻪ
ﻧﺎﻗﺻﺔ ﻓـﻲ إﺑرام اﻟﻌﻘد ،أي ﻟو ﻛﺎن ﻓﻲ ظروف ﻋﺎدﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﻌﺎﻗد) ،(5أﻣﺎ إذا ﻗﺎم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺈﺑرام ﻋـﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺿﻐط اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟطـﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ دﻓﻌﺗﻪ ﻟﺗـﻌﺎﻗد ﺑﺷروط ﻟـم
ﯾـﻛن ﻟﯾﻘﺑﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓـﻼ ﯾﻣﻛن ﻟـﻪ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟـﺗزاﻣﻪ ﺑﺳﺑب اﻹﻛراﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ).(6
اﻹﻛراﻩ ﻋﯾب ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﯾوب ،ﺣﯾث ﯾﻛون ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻛرﻩ ﻋﺎﻟﻣﺎ ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ أن
رﺿﺎءﻩ ﻣﻌﯾب ،وﯾﻘﻊ اﻹﻛراﻩ ﻟﻠﻛﻔﯾل إذا ﺗﻌﺎﻗد ﺗﺣت ﺳﻠطﺎن اﻟرﻫﺑﺔ واﻟﺧوف اﻟذي ﯾﺛﯾرﻩ اﻟداﺋن ﻓﯾﻪ
دون وﺟﻪ ﺣقٕ ،واذا ﺻدر اﻹﻛراﻩ ﻣن اﻟﻣدﯾن ﻓﻬو ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد إﻻ إذا ﻗﺎم
ﺑﺈﺛﺑﺎت أن اﻟداﺋن ﯾﻌﻠم ذﻟك أو ﻣن اﻟﻣﻔروض أﻧﻪ ﯾﻌﻠم) ،(1وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 89ق.ج.م ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ» :إذا ﺻدر اﻹﻛراﻩ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻠﯾس ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻛرﻩ أن ﯾطﺎﻟب إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد إﻻ إذا
أﺛﺑت أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﻛﺎن ﯾﻌﻠم أو ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔروض ﺣﺗﻣﺎ ﯾﻌﻠم ﺑﻬذا اﻹﻛراﻩ«.
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻧﺟد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻘد ﺗﺣت اﻹﻛراﻩ ،إذا ﻫدد اﻟزوج زوﺟﺗﻪ ﺑﺎﻟطﻼق ﻋﻠﻰ
أن ﺗﻛﻔﻠﻪ ﻓﻲ دﯾن ﻛﺑﯾر ،وﻫﻲ ﺗﻌﻠم أن زوﺟﻬﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ،وذﻟك إذا ﻛﺎن اﻟداﺋن اﻟذي
أﺑرم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﯾﻌﻠم أو ﻣن اﻟﻣﻔروض أﻧﻪ ﯾﻌﻠم ﺑﻣﺎ ﺷﺎب رﺿﺎء اﻟزوﺟﺔ ﻣن إﻛراﻩ ﺑﺳﺑب ﺿﻐط
زوﺟﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ).(2
ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻓﻲ اﻷﺧﯾر أن اﻹﻛراﻩ ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺑرام ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺣت ﺳﻠطﺎن اﻟرﻫﺑﺔ
واﻟﺧوف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺣق ﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻹﻛراﻩ ﺑﺳﺑب ﺿﻐط
اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺳﺑب
اﻹﻛراﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ.
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 90ق م ج اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ»:إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺗزاﻣﺎت أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ
ﻛﺛﯾرا ﻓﻲ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻫذا اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﻓﺎﺋدة ﺑﻣوﺟب اﻟﻌﻘد أو ﻣﻊ اﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ،وﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻐﺑون ﻟم ﯾﺑرم اﻟﻌﻘد إﻻ ﻷن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﻗد اﺳﺗﻐل
طﯾﺷﺎ ﺑﯾﻧﺎ أو ﻫوى ﺟﺎﻣﺣﺎ ،ﺟﺎز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻐﺑون ،أن ﯾﺑطل اﻟﻌﻘد أو
ﯾﻧﻘص اﻟﺗزاﻣﺎت ﻫذا اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد«.
)(1
ﻗودري ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫراء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.25
)(2
اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﻌﺎﺷر اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص.82
24
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
وﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص أن اﻻﺳﺗﻐﻼل ﯾﻌﺗﺑر ﻋﯾب ﻣن اﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗط أر ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻘد ،وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »:اﺳﺗﻐﻼل ﺷﺧص طﯾﺷﺎ ﺑﯾﻧﺎ أو ﻫوى ﺟﺎﻣﺣﺎ ﻓﻲ آﺧر ﺑﻐرض
دﻓﻌﻪ إﻟﻰ إﺑرام ﻋﻘد ﯾﺗﺣﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻻ ﺗﺗﻌﺎدل ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ« ).(1
وﯾظﻬر ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن اﻻﺳﺗﻐﻼل ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻓر ﻋﻧﺻرﯾن ﻣﺎدي
وﻣﻌﻧوي ،واﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺎدي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻼل اﻟﻣوﺟود ﺑﯾن اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﺑرع واﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣرﺟوة
ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻷﺧر) ،(2أﻣﺎ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻌف اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟطﯾش اﻟﺑﯾن أو
اﻟﻬوى اﻟﺟﺎﻣﺢ ).(3
إن اﻟﻣﺷرع ﻗد اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻋدم ﺗﻌﺎدل اﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑرﻋﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن إظﻬﺎر
اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﯾﻬﺎ ،وﻟﻌل أﺑرز ﻣﺛﺎل ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑرﻋﯾﺔ ﻫو ﺗﻘدم اﻷب ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﺑﻧﻪ اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺎﻗﺗراض
ﻗرﺿﺎ اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺎ ﻣن اﻟﺑﻧك ،دون ﻋزﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﺑﻧﻪ »اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻔﺗرض«
ودون ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ أي ﻣﻘﺎﺑل ﻣن اﻟﺑﻧك).(4
واﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻘم ﺑذﻛر اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑرﻋﯾﺔ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 90ق.م.ج ،و ﻟﻛﻧﻪ ﻟم
ﯾﻘم ﺑﺎﺳﺗﺑﻌﺎدﻫﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ذﻟك ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 90ق.م.ج اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺗﺧﺿﻊ ﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل).(5
ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 90ق.م.ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ» :وﯾﺟوز ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ
أن ﯾﺗوﻗﻰ اﻟطرف اﻵﺧر دﻋوى اﻹﺑطﺎل ،إذا ﻋرض ﻣﺎ ﯾراﻩ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟرﻓﻊ اﻟﻐﺑن«.
وﯾﺗﻣﺛل اﻟﺟزاء اﻟﻣﺗرﺗب ﻋن اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗواﻓر ﻋﻧﺎﺻرﻩ إﻣﺎ ﻓﻲ إﺑطﺎل اﻟﻌﻘدٕ ،واﻣﺎ ﻓﻲ
)(1
ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.151
)(2
ﻛودري ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫراء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.24
)(3
ﻗدادة ﺧﻠﯾل ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.64
)(4
ﻛودري ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫراء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.24
)(5
اﻟﻣﺎدة 90اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ق م ج.
25
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
إﻧﻘﺎص اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻐﺑون ،وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ذﻟك ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻣﺳك
ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﺑﺳﺑب اﻻﺳﺗﻐﻼل إﻻ ﻓﻲ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺑرام اﻟﻌﻘد) ،(1وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎدة 90ق.م.ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ»:وﯾﺟب أن ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﺑذﻟك ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻘدٕ ،واﻻ ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ«.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗوﺟد ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﺑب ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ
رﻏم أن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻧﻌﻘد ﺑﯾن اﻟﻛﻔﯾل واﻟداﺋن إﻻ أن ﻫﻧﺎك طرف ﺛﺎﻟث ﯾﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ وﻫو
اﻟﻣدﯾن ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺛﻼﺛﯾﺔ ،وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺳﺑب ﻣن أﻫم اﻷرﻛﺎن اﻟﺗﻲ
ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘود ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻫذا اﻟرﻛن.
وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺳﺑب ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،واﺛر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺳﺑب ٕواﺛﺑﺎﺗﻪ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺳﺑب
إن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺳﺑب أﺛﺎر ﺟدﻻ ﻛﺑﯾ ار ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﺣﯾث ظﻬرت ﻋدة ﻧظرﯾﺎت ﺗﺑﯾن ﻣدى
اﺧﺗﻼف آراء اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺣول ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺳﺑب ،ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ،
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﺟد رأﯾﺎ آﺧر ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻘد ﺗﺻرﻓﺎ ﯾﺗﺟرد ﻣن اﻟﺳﺑب.
ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺳﺑب ﺣﺳب اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ )اﻟﻔرع
اﻷول( ،اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺳﺑب ﺣﺳب اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،وﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
ﻣن اﻟﻧظرﯾﺗﯾن ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث( ،وﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗزام ﯾﺗﺟرد ﻣن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ(.
ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﺳﺑب أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻘود ﺷﻛﻠﯾﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﻛل ﻫو اﻟوﺣﯾد اﻟذي
ﯾﺟﻌل اﻟﻌﻘد ﺗﺎﻣﺎ ،رﻏم ذﻟك أﻧﺷﺋت آﻧذاك ﻋﻘودا ﻏﯾر ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻌﻘود اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﻌﻘود
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،واﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑرﻋﯾﺔ وﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹرادة ،وذﻟك ﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺳﺑب
27
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟذي ﺗﺗﺟﻪ إﻟﯾﻪ ﻫذﻩ اﻹرادة ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠﺳﺑب).(1
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﺟﻌل اﻟﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑرﻋﯾﺔ ﻛﻌﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫو
ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑرع أي ﻧﯾﺔ أداء ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺗﺑرع إﻟﯾﻪ ،وﺗرى ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻟﺳﺑب ﺷﻲء واﺣد ﻓﻲ ﻛل
اﻟﻌﻘود ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ ،وﻫو ﺷﻲء داﺧل اﻟﻌﻘد ،وﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻷﺷﺧﺎص ،وﻫذا اﻟﺳﺑب
ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟﻘﺻدي).(2
ﯾﻌرﻓﻪ أﻧﺻﺎر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ»:اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة أو اﻟﻐرض اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﯾﻘﺻد
اﻟﻣﻠﺗزم اﻟوﺻول إﻟﯾﻪ ﻣن وراء اﻟﺗزاﻣﻪ «).(3
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق أن اﻟﺳﺑب اﻟﻘﺻدي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺑﺎﻋث اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي أدى
إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد وذﻟك دون اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑرﻋﯾﺔ ﻛﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻧﺟد اﻟﺳﺑب
ﻓﯾﻬﺎ ﻫو ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑرع ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠداﺋن ﻫو ﺿﻣﺎن دﯾﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن ﻣن
اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ).(4
-1اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺳﺑب أﻣر داﺧﻠﻲ ﻟﻠﻌﻘد :ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻرﻩ ﻓﻼ
وﺟود ﻟﻌﻘد دون ﺳﺑب ،ﻓﻣﺛﻼ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺻور ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑدون ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑرع إذا ﻛﺎﻧت ﺑدون
ﻣﻘﺎﺑل ،وﻛذﻟك ﻻ وﺟود ﻟﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑرع إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻣﻘﺎﺑل ،وﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻠف اﻟﺳﺑب
اﻧﻌدام اﻟﻌﻘد).(5
)(1
ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.73
) (2ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.73
) (3ﻗدادة ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.74 - 73
) (4ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.190
) (5ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.191
28
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
-2وﺣدة اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻛل أﻧواع اﻟﻌﻘود :ﻻ ﯾﺗﻐﯾر اﻟﺳﺑب اﻟﻘﺻدي ﺑﺗﻐﯾر ﻣﺣل اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻛل
اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺳﺑب اﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻫو ﻣﺣل اﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﺑرع
ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫو ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑرع ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻌوض ﻧﺟد أن ﺳﺑب اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻫو
اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟذي ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟداﺋن أو اﻟﻣدﯾن ﻛﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻠﻘﻰ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺑﻧك
ﻣﻘﺎﺑﻼ).(1
-3ﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺳﺑب :ﺑﻣﺎ أن اﻟﺳﺑب اﻟﻘﺻدي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻐرض اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﻓﻬو ﻻ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻧواﯾﺎ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،وﻻ ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟداﻓﻊ اﻟذي دﻓﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد إﻟﻰ إﺑرام اﻟﻌﻘد ﺑل ﯾﻛﻔﻲ اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻐرض
اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﻗﺻدﻩ اﻟﻣﻠﺗزم أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﺎﻗد).(2
ﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﺳﺑب اﻟﻘﺻدي ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻣﻧﺗﺞ ﻟﻛﺎﻓﺔ أﺛﺎرﻩ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺷروط
ﺣﺳب اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
-1وﺟود اﻟﺳﺑب :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﺑب رﻛﻧﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠﻔﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻧﻌدام
اﻟﻌﻘد) ،(3وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺛﺎر ﻧزاع ﺑﯾن ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون ﺣول ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻻﺑد أن
ﯾﻛون ﻣﺳﺑﺑﺎ أم أﻧﻪ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون ﻣﺟرد ﻣن اﻟﺳﺑب) ،(4ﺣﯾث ﯾرى اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬم ﻛﺎﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد
اﻟرزاق اﻟﺳﻧﻬوري أن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺻرف ﯾﺗﺟرد ﻣن اﻟﺳﺑب ﻓﻼ ﺗﺑطل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻬﺎ ﺳﺑب
ﻣﺑﺎﺷر أو ﺣﺗﻰ ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺳﺑب ).(5
)(1
ﻛودري ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫراء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.19
)(2
ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.192-191
)(3
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻌﻘد واﻹرادة
اﻟﻣﻧﻔردة)دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ( ،دار اﻟﻬدى ﻟﻠﻧﺷر واﻟطﺑﺎﻋﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2009 ،ص.222
) (4ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق،
ﺗﺧﺻص ﻋﻘود وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑوﻣرداس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑودواو ،2009 ،ص.52
) (5اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻟﻣﺟﻠد اﻷول ﻧظرﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،اﻟﺟزء اﻷول ﻣﺻﺎدر
اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .100
29
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
-2ﺻﺣﺔ اﻟﺳﺑب :ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﺳﺑب ﺻﺣﯾﺣﺎ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺳﺑب ﻣوﻫوﻣﺎ أو ﺻورﯾﺎ ﯾﻛون
اﻟﺳﺑب ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ إذا ﻛﺎن ﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑل ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﻛون أﻛﺑر
)(1
ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟدﯾنٕ ،واﻻ ﻛﺎﻧت ﺑﺎطﻠﺔ ﻟﺻورﯾﺗﻬﺎ
-3ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺳﺑب :أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺷرط ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﺑﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب
ﺗﻛون ﺗﺑرﻋﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﺳﺑب ﻣﺷروﻋﺎ ،أي ﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﻻ ﺗﺗﻌﻠق اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﻪ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ أو ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻣﺛﻼ :أن ﯾﺗﻌﻬد
اﻟﺷﺧص ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟداﺋن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ أﻧﻪ ارﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺳﺑﺑﻪ ﺑﻣﺎ أن
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم).(2
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺑﺎﻋث أو اﻟداﻓﻊ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻋﻛس اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺗﺑرﻩ اﻟﻐرض اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ،وﺣﯾث ﻧﺟد اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻗدﻣت ﺗﺻو ار ﺟدﯾدا ﻟﻠﺳﺑب ﯾﺧﺗﻠف
ﻋن اﻟﺗﺻور اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻌرﯾف واﻟﺧﺻﺎﺋص واﻟﺷروط).(3
ﯾﻌرف أﻧﺻﺎر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟداﻓﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ»:ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟدواﻓﻊ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
اﻟﺗﻲ دﻓﻌت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد إﻟﻰ إﺑرام اﻟﻌﻘد « ).(4
وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺗﻌرﯾف أن اﻟﺳﺑب ﯾﻌﺗﺑر أﻣ ار داﺧﻠﯾﺎ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧواﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،وذﻟك ﯾؤدي
ﺑﻬم إﻟﻰ إﺑرام اﻟﻌﻘد.
)(1
ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.33
) (2اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻌﻘد واﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة،
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.323
) (3ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.197
)(4ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.197
30
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
-1اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺑﺎﻋث أﻣر ﺷﺧﺻﻲ أو ﻧﻔﺳﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧواﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن :ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﺑﺎﻋث ﯾﺧص
اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أي اﻟداﻓﻊ اﻟذي دﻓﻌﻪ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻓﻬو ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﺗﻌﺎﻗد إﻟﻰ أﺧر ،وﻛل ﻣﺗﻌﺎﻗد
ﻟدﯾﻪ داﻓﻊ ﺧﺎص ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻣﺛﻼ ﻧﺟد اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ أن إرادﺗﻪ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﻪ
إﻟﻰ اﻟﺗﺑرع ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن اﻟدﯾن ﻟﻠداﺋن).(1
-2اﻟﺑﺎﻋث أﻣر ﺧﺎرج ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد :ﻓﻬو ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺑﺣث ﻋﻧﻪ ﺧﺎرج اﻟﻌﻘد ،ذﻟك ﻷﻧﻪ ﯾزﯾد
ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ إﺛﺑﺎﺗﻪ ﻓﻬو أﻣر ﻧﻔﺳﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻹﻓﺻﺎح ﻋﻧﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ اﺷﺗراط ﻋﻠم
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻧواﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ.
-3اﻟﺑﺎﻋث أﻣر ﻣﺗﻐﯾر :ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻛذا ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺗﺻرﻓﺎت
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ اﻟﺑﺎﻋث ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟداﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻫو
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑل ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟداﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﯾﻬﺎ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻫو اﻟﺗﺑرع دون
ﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑل ﺟراء ذﻟك).(2
إن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺟﻌﻠت ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗوﻓر اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،وﻫذا اﻷﺧﯾر
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷرط اﻟوﺣﯾد اﻟذي أﺧذت ﺑﻪ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،وﻫذا اﻟﺷرط ﯾﺑﺣث ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟداﻓﻊ اﻟذي
دﻓﻊ اﻟﻛﻔﯾل إﻟﻰ اﻻﻟﺗزام ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻗﺻد اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ إﺳداء ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣدﯾن ،ﻓﺈن اﻟﺑﺎﻋث
ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎ).(3
)(1
اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻟﻣﺟﻠد اﻷول ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗزام ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،اﻟﺟزء اﻷول ﻣﺻﺎدر
اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .458-457
)(2
ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.200
)(3
ﺷرف اﻟدﯾن أﺣﻣد ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ)اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ ،اﻻﺧﺗﺻﺎص ،اﻻﻣﺗﯾﺎز( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دون دار
اﻟﻧﺷر ،اﻟﻛوﯾت ،دون ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر ،ص.27
31
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟداﻓﻊ ﻏﯾر ذﻟك ﯾﺑطل اﻟﺗزاﻣﻪ ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺳﺑب ،وﻟﻛﻲ ﯾﺑطل اﻟﺗزاﻣﻪ
ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟداﺋن ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟداﻓﻊ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﯾﺳﻬل ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻌﻠم ﺑﻪ ،وذﻟك
ﻣراﻋﺎة ﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت).(1
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك أن ﯾﻛﻔل ﺷﺧص ﻟﺧﻠﯾﻠﺗﻪ دﯾﻧﺎ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧر دون اﻟﺣﺻول ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﯾﺔ
ﻣﻘﺎﺑل ،ﺑل ﻟﻣﺟرد ﻛﺳب رﺿﺎﻫﺎ ﺑﻣﻌﺎﺷرﺗﻪ ،ﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺑﺎﻋث إﻟﯾﻪ ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ
ﻟﻶداب اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﻠﯾﻪ ﺗﺑطل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ).(2
وﺗﺗﺣﻘق ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺳﺑب اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺻد ﻣﻧﻬﺎ ﺿﻣﺎن اﻟﺗزام ﻻ
ﯾﻘرﻩ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣﺻدرﻩ ،ﻣﺛﻼ اﻟﻘﺻد ﻣن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫو ﺿﻣﺎن اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻣن
اﻟﻘﻣﺎر أو ﺷراء اﻟﻣﺧدرات).(3
وﺣﺗﻰ ﺗﺑطل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺳﺑب ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل إﺛﺑﺎت ذﻟك ،ﻛﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ إﺛﺑﺎت
ﻋﻠم اﻟداﺋن ﺑﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺳﺑب أو إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠم ﺑﻪ ،ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﺗزاﻣﻪ
اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﺑب ﻓﻠﻪ أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ طرق اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ ذﻟك.
وﻗد ذﻫب ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ ﻋدم ﺟواز اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺑﺎﻋث،
ﻷن ﺳﺑب اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺻرف ﻣﺟرد ،وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺑﻘﻰ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ
ﺳﺑب أو ﻛﺎن ﺳﺑﺑﻪ ﻏﯾر ﻣﺷروع).(4
ﻏﯾر أن ﻣﻌظم اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﻣﺻر ﯾرون ﻋﻛس ذﻟك ،وﻧظرﺗﻬم ﻓﻲ ذﻟك أن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ ﯾﺳﺗﻠزم أن ﯾﻛون ﻟﻼﻟﺗزام اﻹرادي ﺳﺑﺑﺎ ﻣﻘﺻودا ،وأن ﯾﻛون اﻟﺑﺎﻋث اﻟرﺋﯾﺳﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد
ﻣﺷروع )اﻟﻣﺎدة 139ق.م.م ،واﻟﻣﺎدة 1131ق.م.ف( ،وﺑذﻟك ﺗﺳﺗﺑﻌد ﻓﻛرة اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﺟرد
) (1أم ﺳﺎﻣﻲ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،http :// sciences juridiques. Ahlamontada. net/t1367-topic ،ﯾوم 2014-10-27
ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ ،16:38اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
)(2ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.66
)(3
ﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻣﺻر،1994 ،
ص.244
) (4ﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.244
32
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ،وﻟم ﺗوﺟد ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد اﺳﺗﺛﻧﻰ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣن ﻫذﻩ
اﻟﻘﺎﻋدة).(1
ﯾﺗﺣدد ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﺳﺑب ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻬﺎ ،وذﻟك
ﺣﺳب أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدﺗﯾن 97و 98ق.م.ج ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد رﻛز ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ
اﻟﺳﺑب ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 97ق.م.ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ» :إذا ﻛﺎن اﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟﺳﺑب ﻏﯾر ﻣﺷروع
أو ﻟﺳﺑب ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو ﻟﻶداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ«).(2
و ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 98ق.م.ج ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ أﻧﻪ»:ﻛل اﻟﺗزام ﻣﻔﺗرض أن ﻟﻪ ﺳﺑﺑﺎ ﻣﺷروﻋﺎ ،ﻣﺎ
ﻟم ﯾﻘﻊ اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ذﻟك.
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﺑب اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﻘوم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف
ذﻟك ،ﻓﺈذا ﻗﺎم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺻورﯾﺔ اﻟﺳﺑب ﻓﻌﻠﻰ ﻣن ﯾدﻋﻰ أن ﻟﻼﻟﺗزام ﺳﺑﺑﺎ آﺧر ﻣﺷروﻋﺎ أن
ﯾﺛﺑت ﻣﺎ ﯾدﻋﯾﻪ«).(3
إذا اﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺳﺑب ﻻ ﻓﻲ وﺟودﻩ ،ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺧذ
ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،وﻫذا اﻟﻣوﻗف ﻛﺎن ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ اﻟﻣﺣﯾط اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳﺎﺋد
أﺛﻧﺎء ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺳﻧﺔ ،1975ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﺟزاﺋر آﻧذاك ﺗطﻣﺢ إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ
اﺷﺗراﻛﻲ ،وﻟذﻟك ﻗﺎﻣت اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻛﻔل ﺑﻛل ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة ،وﻟذﻟك وﺿﻌت ﻋدة ﻗواﻧﯾن ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻬدف اﻟﻣﺳطر ،ﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﺗراﻗب ﻛل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺧل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺎﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ...اﻟﺦ.
)(1
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص.68
)(2
ﺳﻌد ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.344
)(3
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻌﻘد واﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة،
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.231
33
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺣﯾث أﻟزم اﻟﻘﺿﺎة ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﺛورة اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت واﻻطﻼع
ﻋﻠﻰ اﻟﻧواﯾﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أي اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟداﻓﻊ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد).(1
وﻟﻛن ﻫذا اﻟرأي ﺗﻌرض ﻟﻌدة اﻧﺗﻘﺎدات ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻧص اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
ﻣن ﺟﻬﺔٕ ،واﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗم اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن اﻟﻣذﻛورﺗﯾن ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى،
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧص اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻠﻣﺎدة 97ق.م.ج ﻣن ﺟﻬﺔ ﺗﺷﺗرط اﻟوﺟود ﻓﻲ اﻟﺳﺑب ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى
ﺗﺷﺗرط اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ).(2
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺎدﺗﯾن 98-97اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺣﺳب اﻟﻧص اﻟﻌرﺑﻲ ﺣﯾث أﺷﺎر اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ
»ﺳﺑب اﻻﻟﺗزام« ﻻ إﻟﻰ ﺳﺑب اﻟﻌﻘد ،وﻫذا ﯾﺑﯾن أن اﻟﻣﺷرع أﺧذ ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن
اﻟﻣﺷرع أﺧذ ﺑﺎزدواﺟﯾﺔ اﻟﺳﺑب ،ﺣﯾث أﺧذ ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ إذ ﺟﻌل ﻓﻲ اﻟﺳﺑب اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،وأﺧذ
ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ إذ ﺟﻌل ﻓﻲ اﻟﺳﺑب اﻟوﺟود ).(3
وﻟﻘد ﺟﻌﻠت ﻫذﻩ اﻟﺣﺟﺞ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﯾﻘوﻟون إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻛرس ازدواﺟﯾﺔ اﻟﺳﺑب
ﺑﺳﺑب ﺗﺄﺛرﻩ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،وﻋدم ﺗطﺎﺑق اﻟﻧص اﻟﻌرﺑﻲ ﻣﻊ اﻟﻧص اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻻ ﯾﺷﻛل ﻋﺎﺋﻘﺎ
ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري رﻏم اﻟﻧﻘص ﻓﻲ دﻗﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ،وذﻟك راﺟﻊ ﻟﺗﺄﺛر واﺿﻌﻲ اﻟﺗﻘﻧﯾن
)(4
اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ
ﻫﻧﺎك اﺗﺟﺎﻩ ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﯾرى ﺑﺄن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺻرف ﻣﺟرد ﻣن اﻟﺳﺑب ،وﺑدوﻧﻪ ﺗﻧﺷﺄ ﺻﺣﯾﺣﺔ
وﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ آﺛﺎرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ رﻏم اﻧﻌداﻣﻪ).(5
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺑﻘﻰ ﺻﺣﯾﺣﺎ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻹرادة اﻟظﺎﻫرة ﻓﯾﺗم اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ
ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻺرادة اﻟﺑﺎطﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﺟردﻫﺎ ﻣن ﻋﯾوب اﻹرادة اﻟﺑﺎطﻧﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن
طﻠب إﺑطﺎﻟﻬﺎ ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺳﺑب أو ﻟﻌﯾب ﻣن ﻋﯾوب اﻹرادة ،وﻟذﻟك ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل
ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻣرﺗﺑﺎ ﻟﻛﺎﻓﺔ آﺛﺎرﻩ).(1
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﺟرد ﺣﯾث ﻧﺟد اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟرﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﻘﻧﯾن اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ واﻟﺗﻘﻧﯾن
اﻟﻧﻣﺳﺎوي ﯾﺄﺧذون ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋدة ﺗطﺑﯾﻘﺎت ،ووﺿﻌوا ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺻرف اﻟﻣﺟرد ﺣﯾث ﺗﺟﺑر
اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟداﺋن وﻣدﯾﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﻣﺟردا ﻣن اﻟﺳﺑب وﯾﻘوم ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﺣﺗﻰ
ﻟو ﻛﺎن اﻟﺳﺑب ﻏﯾر ﻣوﺟود أو ﻏﯾر ﻣﺷروع ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣدﯾن اﻟرﺟوع ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن
إﻻ ﺑدﻋوى اﻹﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب).(2
أﻣﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﻓﻠم ﺗﺗﺟﺎﻫل اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺗﺻرف اﻟﻣﺟرد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء وذﻟك ﻟﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار ﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ،وﻧﺟد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﺟرد ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 296ق.م.ج وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء )،(3
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻧﺣو اﻟداﺋن ﻣﺟرد ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ اﻟﺗﻣﺳك ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟداﺋن ﺑﺎﻟدﻓوع اﻟﺗﻲ ﻟﻪ
اﻟﺣق اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟذي ﻛﻔﻠﻪ).(4
ﻓﺈذا ﻛﻔل اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ أن ﯾوﻓﻲ اﻟﻣدﯾن دﯾﻧﺎ آﺧر ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺛﻘﻼ ﺑرﻫن ﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﻛﻔول،
ٕواذا ﻟم ﯾوف ﺑﻪ اﻟﻣدﯾن ،ﻓﺈن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺑﻘﻰ ﻗﺎﺋﻣﺎ رﻏم ذﻟك ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻛﻔﯾل أن ﯾﺣﺗﺞ ﺑﻪ
ﻟدى اﻟداﺋن ﻹﺑطﺎل اﻟﺗزاﻣﻪ).(5
)(1
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص.78
)(2
اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻟﻣﺟﻠد اﻷول ﻧظرﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،اﻟﺟزء اﻷول ﻣﺻﺎدر
اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص -ص.468- 465:
) (3ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.205
)(4
ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.206
)(5
اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻷول ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗزام ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،اﻟﺟزء اﻷول ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام،
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.47
35
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ﺣﯾث ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻣن اﻟرواﺑط،
واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟداﺋن ﺑﺎﻟﻛﻔﯾل ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟداﺋن ﺑﺎﻟﻣدﯾن وﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﻛﻔﯾل ،ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ أﺛرت ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺳﺑب ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن إﺛﺑﺎت اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ.
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب أﺛر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑب )اﻟﻔرع اﻷول(ٕ ،واﺛﺑﺎت اﻟﺳﺑب
ﻓﻲ)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ أن اﻟﺳﺑب أﺛﺎر وﻣﺎ زال ﯾﺛﯾر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟدال واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ﺣول ﺗﺣدﯾدﻩ ،وﻫذا
راﺟﻊ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل إﻟﻰ أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘدا ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ،وﻧﺟد أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﻌﻘود ﯾﻛون ﺳﺑب اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻓﯾﻬﺎ وﺟود اﻟﺗزام ﺳﺎﺑق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن ﺳواء ﻛﺎن ﻣدﻧﻲ
أو طﺑﯾﻌﻲ أو ﻛﺎن ﺑﻣﻘﺎﺑل أو ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل).(1
ﺣﯾث ﯾﺗﻘدم اﻟﻛﻔﯾل ﻟداﺋن ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻟدﯾن اﻟذي ﻟﻪ ﻟدى اﻟﻣدﯾن دون أن ﯾﻛون
ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑذﻟك ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟداﺋن ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺗزام ﻣدﻧﻲ أو طﺑﯾﻌﻲ ،وﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺳؤال ﻣطروﺣﺎ،
ﻣﺎﻫﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن اﻟداﺋن واﻟﻛﻔﯾل؟ وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺳؤال ﻧﻌود إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟداﺋن ﺳﺑﺑﻪ ﻣﺳﺎﻋدة
اﻟﻣدﯾن ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن ﻣن اﻟداﺋن وذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ و اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺿﻣﺎن).(2
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل أن ﯾﻛون ﺳﺑﺑﻪ ﻣوﺟودا وذﻟك ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻠﺗزم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ
اﻟداﺋن دون ﺳﺑب ،وﯾﺳﺗوﺟب ﻓﻲ اﻟﺳﺑب اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻬو ﯾﻌﺗﺑر ﺳﺑب
ﻣوﺿوﻋﻲ وﻣﺟرد وﻣﺑﺎﺷر وﻏﯾر ﻣﺗﻐﯾر ،وﻋدم وﺟودﻩ ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎطﻼ،
وﻛذﻟك ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻓﯾﻪ اﻟداﻓﻊ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻓﻬو ﺷﺧﺻﻲ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻣﺗﻐﯾر ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻛﻔﯾل إﻟﻰ
آﺧر ،ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﯾﻛﻔل اﻟﻣدﯾن ﺑﺳﺑب راﺑطﺔ اﻟﻘراﺑﺔ ،ﻛﺎﻷب ﯾﻛﻔل اﺑﻧﻪ أو راﺑطﺔ اﻟﺻداﻗﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺟﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻣدﯾن ،أو ﺑﺳﺑب اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،أو ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺗزام ﻟﻠﻣدﯾن ،أو ﺑﺳﺑب ﻣﻘﺎﺑل
ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﻣدﯾن...اﻟﺦ ﻣن اﻟﺑواﻋث).(1
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺎﻋث أن ﯾﻛون رﺋﯾﺳﯾﺎ وﻣﺷروﻋﺎ وﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻪ ﻣن طرف اﻟداﺋن وذﻟك
ﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻔﺎﺟﺄ ،ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺳﺎﺑق اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘوم
ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ ﺧﻠﯾﻠﺗﻪ ﻻ ﻟﺷﻲء إﻻ ﻟﯾﺣﺿﻰ ﺑﻣﻌﺎﺷرﺗﻬﺎ ﻟﻪ ،ﻓﺎﻟداﻓﻊ ﻫﻧﺎ ﻏﯾر ﻣﺷروع ،ﻷﻧﻪ ﻣﺧﺎﻟف
ﻟﻶداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻛن ﻟﻛﻲ ﯾﺑطل اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑذﻟك).(2
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 98ق.م.ج ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﺑب اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻫو
اﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﻘوم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف ذﻟك ،ﻓﺈذا ﻗﺎم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺻورﯾﺔ اﻟﺳﺑب
ﻓﻌﻠﻰ ﻣن ﯾدﻋﻲ أن ﻟﻼﻟﺗزام ﺳﺑﺑﺎ آﺧر ﻣﺷروﻋﺎ ﯾﺛﺑت ﻣﺎ ﯾدﻋﯾﻪ«.
ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة أن ﺳﺑب اﻟذي ﯾﺗم ذﻛرﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﯾﻔﺗرض أﻧﻪ اﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
اﻟذي دﻓﻊ اﻟﻛﻔﯾل ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﻌﻠﻰ ﻣن ﯾدﻋﻲ أﻧﻪ ﻟﯾس اﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أن ﯾﺛﺑت ﻋدم وﺟودﻩ أو ﻋدم
ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ أو أﻧﻪ ﺻوري ،وﯾﻛون اﻹﺛﺑﺎت طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت).(3
وﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ إذا ﺛﺎر اﻟﻧزاع ﺣول وﺟود اﻟﺳﺑب أو ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ ﻓﺈن ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﯾﻘﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل ،إذ ﻋﻠﯾﻪ إﺛﺑﺎت ﻋدم وﺟودﻩ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻛذﻟك إﺛﺑﺎت
ﻋﻠم اﻟداﺋن ﺑذﻟك اﻟﺑﺎﻋث اﻟذي دﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد أو إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك ،وﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﻠﺟوء ﻓﻲ ذﻟك
إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ طرق اﻹﺛﺑﺎت).(4
وﻧﺳﺗﺧﻠص أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﻧﻌﻘد ﻻﺑد أن ﯾﻛون رﺿﺎ طرﻓﯾﻪ ﺻﺣﯾﺣﺎ ،أي ﯾﻛون ﺗﻌﺑﯾر
ﻋن إرادة ﻛل ﻣن اﻟﻛﻔﯾل و اﻟداﺋن واﺿﺣﺎ ،ﻛذﻟك ﻻﺑد أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬﻣﺎ اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﺑراﻣﻪ،
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻﺑد أن ﺗﻛون إرادﺗﻬﺎ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣق اﻟﻌﻘود ﻛﺎﻟﻐﻠط واﻟﺗدﻟﯾس ....اﻟﺦ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺳﺑب اﻻﻟﺗزام ﻣوﺟودا وﻣﺷروﻋﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﺗم اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض
اﻟﻔﻘﻬﺎء ،أﻣﺎ اﻟﺑﻌض اﻷﺧر ﻓﯾرى أﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺟرد ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺳﺑب ،أي ﯾﺗم ﺑدون ﺳﺑب
أو ﺣﺗﻰ ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ.
ﻛﻣﺎ ﻧﺳﺗﺧﻠص أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ أدت إﻟﻰ ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺣدﯾد ﺳﺑب
اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻹﺛﺑﺎﺗﻪ ﯾﺟب اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت.
38
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل وﺟود اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول أو ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ ﻟﻠوﺟود ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول(
وﺻﺣﺔ اﻻﻟﺗزام ﻟﻣﻛﻔول وﺗﻌﯾﻧﻪ ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
40
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﺗﺑرم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﺿﻣﺎن دﯾن ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن ،ﺣﯾث ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣن ﺟراء
ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟداﺋن وﯾﻘوم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺿﻣﺎﻧﻬﺎ وﻟﯾس ﻣن اﻟﺿروري وﺟود اﻟدﯾن اﻟﻣﻛﻔول وﻗت إﺑرام
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗوﺟد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻛﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟدﯾن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ أو اﻟدﯾن اﻟﺷرطﻲ أو ﺣﺗﻰ ﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻟدﯾن اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،وﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام
اﻟﺷرطﻲ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻫو ذﻟك اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﻟم ﯾﻧﺷﺄ ﺑﻌد وﻟﻛﻧﻪ ﯾﺣﺗﻣل ﻧﺷوﺋﻪ ﺑﻌد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،أي
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗوﺟد ﻗﺑل وﺟود اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول.
وﺣﯾث ﺗﺟوز ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗزام ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻛﻔول ﻣﺳﺑﻘﺎ ،وﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻠﻛﻔﯾل
اﻟرﺟوع ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ أي وﻗت ﺷﺎء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة أو ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة واﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول
ﻟم ﯾﻧﺷﺄ ﺑﻌد.
وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﺟواز ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻓﻲ)اﻟﻔرع اﻷول( ،وﺣق اﻟرﺟوع
ﻋن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،وأﺛﺎر ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻓﻲ )اﻟﻔرع
اﻟﺛﺎﻟث(.
41
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 650ق.م.ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ»:ﺗﺟوز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدﯾن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ
إذا ﺣدد ﻣﻘدﻣﺎ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻛﻔول«.
وﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺟﺎز ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟدﯾن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ وﻟﻛن اﺷﺗرط ﺗﺣدﯾد
ﻣﻘدار اﻟدﯾن اﻟﻣﻛﻔول ،اﻟذي ﯾﻛون اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻷﻗﺻﻰ اﻟذي ﯾﻘوم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻛﻔﺎﻟﺗﻪ ،ﻓﻣﺛﻼ إذا ﻗﺎم
ﺷﺧص ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ ﺷﺧص أﺧر ﻓﺗﺢ اﻋﺗﻣﺎد ﻟدى اﻟﺑﻧك ،وﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار)اﻟﻣﺑﻠﻎ( اﻟذي ﻗﺎم
ﺑﻛﻔﺎﻟﺗﻪ و ذﻟك ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾل) ،(1ﻷن اﻟﻛﻔﯾل ﻋﺎدة ﻻ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑل ﻣن وراء ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ).(2
وﻛذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن اﻟدﯾن اﻟذي ﯾﻛﻠﻔﻪ ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن
اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﻬﻲ إﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟدﯾن ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻣﺑﻠﻎ
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ) ،(3ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﺑﺎطﻠﺔ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،ﻟﻛن ﺛﺎر ﺟدال ﻛﺑﯾر ﺣول
ﺗﺄﺻﯾل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدﯾن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ،وﯾرى اﻟرأي اﻟﺳﺎﺋد ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻌﻘد
ﻋﻠﻰ ﺷرط واﻗف وﺗﺗﺣﻘق ﺑوﺟود اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن ،وﻧﺟد ﻛذﻟك اﻟﻘﺎﻧون أﺟﺎز أن
ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺎ ،وذﻟك ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 92ق.م.ج» ﯾﺟوز
أن ﯾﻛون ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ وﻣﺣﻘﻘﺎ«.
وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﺣﻘوق ﻟم ﺗﻧﺷﺄ ﺑﻌد ﺑﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺳﺗﻧﺷﺄ
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺻورة ﻣن ﺻور ﻫذا اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﺣق ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ،وﻫو ﺿﻣﺎن ﻫذا
اﻟﺣق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟودﻩ).(4
وﻟﻘد اﻧﺗﻘد ﻫذا اﻟرأي ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط اﻟواﻗف ،وﻫو اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول
ﻓﺈن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻌﺗﺑر طﺑﻘﺎ ﻟﻸﺛر اﻟرﺟﻌﻲ ﻣوﺟودة ﻣن وﻗت اﻧﻌﻘﺎدﻫﺎ ،أي ﻗﺑل وﺟود اﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول
) (1اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺟزء اﻟﻌﺎﺷر اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.53
)(2
ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.41
)(3
ﺗﺗﺎﻏو ﺳﻣﯾر ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ )اﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ ،ﺣق اﻻﺧﺗﺻﺎص ،اﻟرﻫن اﻟﺣﯾﺎزي ،ﺣﻘوق اﻻﻣﺗﯾﺎز ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ،
ﻗﺎﻧون اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻌﻘﺎري( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر ،2008 ،ص.45
)(4
ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.42
42
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
دون أن ﺗﻛون ﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﯾﻪ ،وﻟﻬذا ﯾﺗوﺻل أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟرأي إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣﺷرع ﻗد اﺳﺗﺛﻧﻰ
ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻣن ﻗﺎﻋدة وﺟوب ارﺗﻛﺎزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام ﻣوﺟود ﻋﻧد إﺑراﻣﻬﺎ).(1
ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻟم ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﻣوﺟودا وﻗت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﻟﻛن
اﺷﺗرط ﻓﻘط ﺻﺣﺔ اﻻﻟﺗزام ،وﻟﻛﻲ ﯾﻛون ﻛذﻟك ﻻ ﺑد أن ﯾﻛون وﻓق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ وﺿﻌت ﻣن
طرف اﻟﻔﻘﻪ ،واﻟﺗﻲ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﻣﻣﻛﻧﺎ،
ﻷن ﺷرط اﻹﻣﻛﺎن ﻻ ﯾﻘﺗﺿﻲ وﺟود اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠوﺟود ،واﻻﻟﺗزام
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ داﺋﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻣﻛن اﻟوﺟود).(2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣق اﻟرﺟوع ﻓﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺎدة 650ق.م.ج ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ،
ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣق ﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟرﺟوع ﻋن ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ ﻓﻲ أي وﻗت ﺷﺎء ﻣﺎ دام اﻟدﯾن ﻟم ﯾﻧﺷﺄ ﺑﻌد ﻓﻲ ذﻣﺔ
اﻟﻣدﯾن) ،(3وﻟﻛن ﯾﺷﺗرط إﺧطﺎر اﻟداﺋن ﺑﻘ اررﻩ ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻋن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ).(4
ٕواذا ﻧﺷﺄ اﻟدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻗﺑل وﺻول رﺟوع اﻟﻛﻔﯾل ﻋن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟداﺋن ،ﻓﻬﻧﺎ اﻟﻛﻔﯾل
ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﺗزاﻣﻪ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺷوء ﺟزء ﻣن اﻟدﯾن ﻓﺎﻟﻛﻔﯾل ﯾﻛون ﺿﺎﻣﻧﺎ ﻓﻘط ﻟﻠﺟزء
اﻟذي ﻧﺷﺄ ﻗﺑل اﻟرﺟوع).(5
أﻣﺎ إذا ﺗم ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻠزم ﺑﺿﻣﺎن ذﻟك اﻻﻟﺗزام
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣدة ،أﻣﺎ إذا اﻧﻘﺿت ﺗﻠك اﻟﻣدة دون ﻧﺷوء اﻻﻟﺗزام ﻓﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻛﺄن
ﻟم ﺗﻛن ﻓور اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة دون اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻻﺗﺧﺎذ أي إﺟراء ،ﺣﯾث ﺗﻛون إرادة اﻟﻛﻔﯾل اﺗﺟﻬت
ﻹﺣداث ﻫذا اﻷﺛر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻧﺷوء اﻟدﯾن ﺧﻼﻟﻬﺎ ،وﻫذﻩ اﻹرادة ﺗﻛون ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻹرادة اﻟداﺋن
ﻋﻠﻰ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد إذا ﻟم ﯾﻧﺷﺄ اﻟدﯾن ﺧﻼل اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ).(6
)(1
ﺗﻧﺎﻏو ﺳﻣﯾر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.46
)(2
ﺗﻧﺎﻏو ﺳﻣﯾر ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.46
) (3اﻟﻣﺎدة 650ق .م .ج ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 778ق .م .م.
)(4
ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.43
)(5
ﺗﻧﺎﻏو ﺳﻣﯾر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.47
)(6
طﻠﺑﺔ أﻧوار ،اﻟﻌﻘود اﻟﺻﻐﯾرة )اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ،دون ﺑﻠد اﻟﻧﺷر ،2004 ،ص
.349-348
43
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺣﯾث ﻻ ﯾوﺟد ﺷﻛل ﺧﺎص ﻟرﺟوع اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟرﺟوع ﺳواء ﺑﺈﻋذار
رﺳﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﯾد ﻣﺣﺿر ﯾوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟداﺋن ،أو ﻋن طرﯾق ﺧطﺎب ﻣﺳﺟل أو ﻏﯾر ﻣﺳﺟل أو
ﺷﻔﺎﻫﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻛﻔﯾل إﺛﺑﺎت ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺈﺧطﺎر اﻟداﺋن ﺑﺎﻟرﺟوع ،وﯾﻧﺗﺞ ﻫذا اﻷﺧﯾر أﺛﺎرﻩ ﻓور
وﺻوﻟﻪ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟداﺋن).(1
وﻧﺟد أن ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟدﯾون اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻧﺗﺷرت ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ،ﻷن اﻟداﺋن ﯾﻔﺿل
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن ﺣﻘﻪ ﻗﺑل ﻣﻧﺢ اﺋﺗﻣﺎﻧﻪ ﻟﻠﻣدﯾن ،وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧﺟد :ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد
اﻟذي ﯾﺗم ﻓﺗﺣﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أﺣد ﻋﻣﻼءﻩ ﺣﯾث ﯾﺗﻌﻬد اﻟﻛﻔﯾل ﻟﻠﺑﻧك ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ أن ﯾﺿﻣن ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﯾﻧﺷﺄ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻌﻣﯾل اﻟذي ﻓﺗﺢ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ،
ﻓدﯾن اﻟﻌﻣﯾل ﻻ ﯾﻧﺷﺄ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺑﻧك إﻻ ﻣن وﻗت اﻟﺳﺣب ﻓﻌﻼ ،أﻣﺎ ﻗﺑل ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر
دﯾﻧﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗوﺟد ﻟﺿﻣﺎن ﻫذا اﻟدﯾن ﻋﻧد ﻧﺷوﺋﻪٕ ،واذا ﻟم ﯾﻧﺷﺄ ﺧﻼل اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﺣق ﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟرﺟوع ﻋﻧﻬﺎ).(2
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣدﯾن أن ﯾﻘدم ﺷﺧﺻﺎ ﻛﻔﯾﻼ ﯾﺿﻣﻧﻪ ﻟدى ﻣﺗﺟر ﻣﻌﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﻋﺳﻰ أن
ﯾﺷﺗرﯾﻪ ،ﻓﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل ﺿﺎﻣﻧﺎ ﻟﺛﻣن اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم اﻟﻣدﯾن ﺑﺷراﺋﻬﺎ ،وذﻟك ﻗﺑل وﺟود ﻫذا
اﻟدﯾن ،ﻓﺈذا ﺗم وﺟودﻩ ﯾﻛﻔﻠﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘدار اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ).(3
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺳﺗﺧﻠص أن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﺗﺟوز ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ ﻗﺑل وﺟودﻩ وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﺗرﻛﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﺗﺻرف ﺑﺎطل وﺗﺑطل ﻣﻌﻪ ﺗﺑﻌﺎ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وذﻟك وﻓق ﻣﺎ ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 92ﻓﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ق.م.ج ﻋﻠﻰ أن »:ﻏﯾر أن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﺗرﻛﻪ إﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة
ﺑﺎطﻼ وﻟو ﻛﺎن ﺑرﺿﺎﻩ ،إﻻ ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون«.
)(1
طﻠﺑﺔ أﻧوار ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.349
) (2اﻟﺑﻛري ﻣﺣﻣد ﻋزﻣﻲ ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار
ﻣﺣﻣود ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2006 ،ص.61
)(3
اﻟﺷﻬﺎوي ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﺗﺿﺎﻣن و اﻟﺗﺿﺎﻣم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر،2002 ،
ص.82
44
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ -ﻋدم ﺗﻌﯾﯾن ﻣدة اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ:ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻛﻔﯾل أن ﯾﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن إذا ﻗﺎم
ﺑﺈﺧطﺎر اﻟداﺋن ﺑرﺟوﻋﻪ ﻋن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ و ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذا اﻟرﺟوع وﺻوﻟﻪ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟداﺋن ﻗﺑل ﻧﺷوء
اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺷوء اﻟدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻗﺑل وﺻول اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟداﺋن ﻓﻼ أﺛر
ﻟﻠرﺟوع اﻟﻛﻔﯾل ﻋن اﻟﺗزاﻣﻪ وﯾﺳﺄل ﻋﻠﯾﻪ ،و إذا ﻧﺷﺄ ﺟزء ﻣن اﻟدﯾن ﻓﯾﻘﺗﺻر ﺿﻣﺎن اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﯾﻪ
ﻓﻘط).(1
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ -ﺗﻌﯾﯾن ﻣدة اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ :ﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل ﻣﺳؤوﻻ ﻋﻣﺎ ﯾﻧﺷﺄ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن
ﺧﻼل اﻟﻣدة ،وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟرﺟوع ﻋن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ طوال ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﺑﺷرط أﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ
اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔٕ ،واذا اﻧﻘﺿت اﻟﻣدة دون أن ﯾﻧﺷﺄ اﻟدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﺑرﺋت ذﻣﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ،أﻣﺎ
إذا ﻟم ﯾﻧﺷﺄ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن إﻻ ﺟزء ﻣن اﻟدﯾن ﻓﺈن اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺳﺄل ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺟزء ). (2
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻻﻟﺗزام اﻟﺷرطﻲ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﻪ أﻣر ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻏﯾر ﻣﺣﻘق اﻟوﻗوع ،ﯾﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﻘﻪ أو ﺗﺧﻠﻔﻪ
وﺟود اﻟﺗزام أو زواﻟﻪ ،ﻓﺎﻟﺷرط إﻣﺎ ﯾﻛون واﻗﻔﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ وﺟود اﻻﻟﺗزامٕ ،واﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﺎﺳﺧﺎ ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﻪ زوال اﻻﻟﺗزام ،وﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 650ق.م.ج ﻋﻠﻰ ﺟواز ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟدﯾن
اﻟﻣﺷروط.
وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷرط اﻟواﻗف ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻷول(،
وﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷرط ﻓﺎﺳﺦ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
)(1
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص.45
)(2
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.44
45
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟﺷرط اﻟواﻗف ،اﻟﺷرط اﻟذي ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﻘﻪ وﺟود اﻻﻟﺗزام ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠﻔﻪ ﻻ
ﯾﺧرج اﻻﻟﺗزام إﻟﻰ اﻟوﺟود) ،(1وﻣﺛﺎل ذﻟك إذا اﺷﺗرط اﻟﻛﻔﯾل ﻟﻧﻔﺎذ ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﺑﯾﻊ ﻋﯾن ﻣﻠوﻛﻪ
ﻟﻪ ﺧﻼل أﺟل ﻣﻌﯾن ،ﻓﺈذا ﺗم اﻟﺑﯾﻊ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط اﻟواﻗف وﻧﻔذت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺗﻣﻛن
ﻣن ﺑﯾﻌﻬﺎ ﺧﻼل ذﻟك اﻷﺟل ،ﻓﺈن اﻟﺷرط ﻗد ﺗﺧﻠف ﻓﻼ ﺗﻧﻔذ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﯾﺻﺑﺢ اﻟدﯾن ﻏﯾر ﻣﻛﻔول
وﯾﻧﺣﺻر اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾن ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻗد اﺷﺗرط ﺗﻘدﯾم ﻛﻔﯾل آﺧر).(2
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﯾﻛون ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻼﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أن
ﻣﺻﯾر اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻣرﺗﺑط ﺑﻣﺻﯾر اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن وﻓﻘﺎ ﻟﺗﺣﻘق اﻟﺷرط أو ﺗﺧﻠﻔﻪ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام
اﻟﻣﻛﻔول ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷرط واﻗف ﻓﺈن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻛون ﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ذات اﻟﺷرط).(4
ﻓﺈذا ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط اﻟواﻗف أﺻﺑﺢ اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻧﺎﻓذا وأﺻﺑﺢ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻧﺎﻓذا أﯾﺿﺎ
) (1اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،اﻷوﺻﺎف-اﻟﺣواﻟﺔ-
اﻻﻧﻘﺿﺎء ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ،1958 ،ص.27
)(2
طﻠﺑﺔ أﻧوار ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .353
)(3
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص-
ص.511 - 501 :
) (4ﺣﺳﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟداﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .192
46
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وذﻟك ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠﻔﻪ زال اﻟدﯾن ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ وأﻋﺗﺑر ﻛﺄﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ،وﻛذﻟك ﯾزول
ﻣﻌﻪ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ).(1
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺷرط اﻟواﻗف أﺛﺎر وذﻟك أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﻠﯾق وﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﻌﻠﯾق.
-1أﺛﺎر اﻟﺷرط اﻟواﻗف أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﻠﯾق :ﺑﻣﺎ أن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻫو اﻟﺗزام ﺗﺎﺑﻊ ﻻﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن
اﻷﺻﻠﻲ ،ﻓﺈن أﺛﺎر اﻟﺷرط اﻟواﻗف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻔﯾل ﻫﻲ ﻧﻔس اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن،
ﺣﯾث ﯾﻛون ﻟداﺋن أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻟﺗﻌﻠﯾق ﺣق ﯾﻧﺷﺄ ﻟﻪ وﻗت اﻻﺗﻔﺎق وﻟﻛﻧﻪ ﺣق ﻣﻌﻠق وﺟودﻩ ﻋﻠﻰ
ﺷرط ،وﻫو ﺣق ﻏﯾر ﻣﻛﺗﻣل وﻗت إﺑراﻣﻪ ﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ:
-ﺷرط ﺗواﻓر اﻷﻫﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدﯾن واﻟﻛﻔﯾل وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘد وﻟﯾس وﻗت ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط.
-ﺣق اﻟداﺋن ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎري وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘد ﻻ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﯾﻛون ﻋﻧد
ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط.
-ﯾﺟوز ﻟﻠداﺋن اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﻌﻘﺎر ،وﻟﻛن ﻻ
ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟطﻌن ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎت ﻣدﯾﻧﻪ أو اﻟﻛﻔﯾل ﻋن طرﯾق اﻟدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻﯾﺔ)*( ،ﻷﻧﻪ ﯾﺷﺗرط
ﻓﯾﻬﺎ أن ﯾﻛون دﯾﻧﻪ ﻣﺳﺗﺣق اﻷداء وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻛوﻧﻪ ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷرط) ،(2وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﺎدة 206ق م ج »إذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط واﻗف،ﻓﻼ ﯾﻛون ﻧﺎﻓذا إﻻ إذا ﺗﺣﻘق
اﻟﺷرط أﻣﺎ ﻗﺑل ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط ،ﻓﻼ ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ،وﻻ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ
اﻻﺧﺗﯾﺎري،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠداﺋن أن ﯾﺗﺧذ ﻣن اﻹﺟراءات ﻣﺎ ﯾﺣﺎﻓظ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ«
-اﻟﻣدﯾن واﻟﻛﻔﯾل ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺎن ﺑﺎﻟوﻓﺎءٕ ،واذا وﻓﻰ أﺣدﻫﻣﺎ ﺑذﻟك ﻗﺑل ﺣﻠول أﺟل اﻟدﯾن ﺟﺎز ﻟﻪ أن
ﯾﺳﺗرد ﻣﺎ دﻓﻌﻪ.
-ﻋدم ﺟواز ﻟﻠداﺋن اﺗﺧﺎذ إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺿد اﻟﻣدﯾن أو اﻟﻛﻔﯾل ﻷن ﺣﻘﻪ ﻟم ﯾﺻﺑﺢ ﺑﻌد
ﻣﺳﺗﺣق اﻷداء ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 206ق م ج اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ،ﻟﻬذا ﻻ ﯾﺟوز اﻟطﻌن
ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣدﯾن أو اﻟﻛﻔﯾل ﻋن طرق اﻟدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻﯾﺔ.
).(1
-ﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﺳﺎب اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﺳﻘط إﻻ إذا ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط أي ﻣﻧذ ﺗﺣﻘﻘﻪ
أ -ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط :ﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺣق اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط ﻧﺎﻓذا ،ﻛﻣﺎ
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 208ق.م.ج ف 01ﻋﻠﻰ أن» :إذا ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط ﯾرﺟﻊ أﺛرﻩ إﻟﻰ اﻟﯾوم اﻟذي
ﻧﺷﺄ ﻓﯾﻪ اﻻﻟﺗزام ،إﻻ إذا ﺗﺑﯾن ﻣن إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أو ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد أن وﺟود اﻻﻟﺗزام ،أو
زواﻟﻪ ،إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﺷرط« ،أي ﯾﺻﺑﺢ اﻟدﯾن ﻣﺳﺗﺣق اﻷداء ،وﺗﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻣﻧوﻋﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﻠﯾق ،ﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣدﯾن ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟوﻓﺎء اﺧﺗﯾﺎرﯾﺎ أو
إﺟﺑﺎرﯾﺎ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﻓﺎﺋﻪ ﺑذﻟك ﯾﺣل اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻛﺎﻧﻪ ﻟﻠوﻓﺎء.
-ﯾﺟوز ﻟﻠداﺋن اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻﯾﺔ ﺗﻣﻬﯾدا ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ
أﻣوال اﻟﻣدﯾن ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ذﻟك ﯾﻧﻔذ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻛﻔﯾل.
-ﺑداﯾﺔ ﺣﺳﺎب ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﺳﻘط ﻟﺣق اﻟداﺋن.
-ﺟواز اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﺣق.
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛون ﻣوﺿوع اﻟﺗﺻرف ﻧﻘل ﺣق ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻌﯾن ﺑﺎﻟذات ﯾﺻﺑﺢ ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻣﺎﻟﻛﺎ
ﺧﺎﻟﺻﺎ ﻟداﺋن ،وﺗزول ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻣن اﻟﻣدﯾن أو اﻟﻛﻔﯾل ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ).(2
ب -ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف اﻟﺷرط اﻟواﻗف :ﺣﯾث ﯾﻧﻌدم اﻟﺣق اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﻘﻪ ،وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا
اﻟﺣق واﻻﻟﺗزام اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﻛﺄﻧﻬﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻬﻣﺎ وﺟود أﺻﻼ) ،(3وﻛذﻟك ﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
)(1
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .514-513
)(2
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص
.512
)(3
اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ﻧظرﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم :اﻷوﺻﺎف – اﻟﺣواﻟﺔ
– اﻻﻧﻘﺿﺎء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .67
48
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻻﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺗﺑﻊ اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ وﺟودﻩ أو اﻧﻌداﻣﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زوال
ﻛل اﻟﺗﺻرﻓﺎت واﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻣن طرف اﻟداﺋن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘﻪ اﻟذي
ﻛﺎن ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط).(1
اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ ﻫو ذﻟك اﻟﺷرط اﻟذي ﻻ ﯾﻘف إﻧﺗﺎج اﻹرادة أﺛرﻫﺎ أو وﺟود اﻻﻟﺗزامٕ ،واﻧﻣﺎ
ﯾؤدي ﺗﺣﻘﻘﻪ إﻟﻰ زوال ﻫذا اﻷﺛر أو اﻻﻟﺗزام) ،(2ﻣﺛﻼ أن ﯾﺿﻣن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻣدﯾن وﯾﻌﻠق ذﻟك ﻋﻠﻰ
ﺷرط ﻓﺎﺳﺦ وﻫو ﺣﺿور واﻟد اﻟﻣدﯾن ﻣن اﻟﺳﻔر ،وﺗﻛون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻧﺎﻓذة ﻓور إﺑرام اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﺗظل
ﻛذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﺣﺿر اﻟﻐﺎﺋب ،وﯾﺟوز ﺗﺣدﯾد أﺟل ﻟذﻟك ﺗﻔﺳﺦ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﯾﻪ إذا ﻟم ﯾﺣﺿر اﻟﻐﺎﺋب).(3
وﻟﻛﻲ ﯾﺗﺣﻘق اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗوﻓر ﺑﻌض اﻟﺷروط ﻓﯾﻪ ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛل اﻟﺷرط اﻟواﻗف
وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
-أن ﯾﻛون أﻣ ار ﻣﺷروﻋﺎ ﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ)ٕ ، (4واذا ﺗﺣﻘﻘت ﻛل ﻫذﻩ
اﻟﺷروط ﯾﻧﺗﺞ اﻟﺷرط ﻛﺎﻓﺔ آﺛﺎرﻩ.
ٕواذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط ﻓﺎﺳﺦ ،ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻗﺑل ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻧﺎﻓذا
)(1
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص
.522
)(2
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .497
)(3
طﻠﺑﺔ أﻧوار ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .353
)(4
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص-
ص.511- 501 :
49
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻣﺎ أﻧﻪ اﻟﺗزام ﺗﺎﺑﻊ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ ﯾزول اﻻﻟﺗزام
اﻟﻣﻛﻔول وﺗزول ﻣﻌﻪ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ ﯾﺳﺗﻘر اﻻﻟﺗزام
اﻷﺻﻠﻲ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ وﯾﺻﺑﺢ ﺑﺎﺗﺎ وﺗﺗﺑﻌﻪ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ذﻟك).(1
وﺑﻣﺎ أن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻼﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ،ﻓﺈن آﺛﺎر اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻔﯾل ﻫﻲ ﻧﻔس
اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ،ﺳواء ﺗﻛون أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﻠﯾق وﻛذﻟك ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﻌﻠﯾق.
-وﺟوب ﺗوﻓر أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣﻠﺗزم وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘد وﻟﯾس وﻗت ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدﯾن
واﻟﻛﻔﯾل.
-إﺧﺿﺎع ﺣق اﻟداﺋن إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎري وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘد وﻟﯾس وﻗت ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط أي ﻓﻲ
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﻧون وﻗت إﺑرام اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ.
-اﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻟﺣق ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺻرف ﻓﯾﻪ ،وﻗﺎﺑل أﯾﺿﺎ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل ﻋن طرﯾق اﻹرث ،وﻟﻛن ﻫذﻩ
اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻣﻬددة ﺑﺧطر اﻟزوال).(2
وﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك أﻧّﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻛون ﺣق اﻟداﺋن ﻣﺳﺗﺣق اﻷداء ،وﻟﯾس ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط ،ﻋﻛس اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺷرط اﻟواﻗف ﻓﻲ ﻛون ﺣق اﻟداﺋن ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق
اﻷداء ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا ﺟواز اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ،وﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك:
ّ -أن اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷرط ﻓﺎﺳﺦ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟوﻓﺎءٕ ،واذا وﻓﻰ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ
اﻟرﺟوع ﻋن وﻓﺎﺋﻪ واﺳﺗرداد ﻣﺎ دﻓﻌﻪٕ ،واذا ﻟم ﯾوف وﻗﺎم اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻘﺎﻣﻪ ووﻓﻰ وﻫو ﻛذﻟك ﻻ
ﯾﺟوز اﻟرﺟوع ﻋن وﻓﺎﺋﻪ واﺳﺗرداد ﻣﺎ دﻓﻌﻪ).(1
-ﺣﯾث ﺗﺑدأ ﺣﺳﺎب ّﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﺳﻘط ﻟﺣق اﻟداﺋن ﻣن وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘد إذا ﻟم ﯾطﺎﻟب ﺑﻪ،
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺗﺣﺳب ّﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻛﺗﺳب ﻟﻠﻣدﯾن اﻟذي اﻛﺗﺳب اﻟﺣق اﻟﻣﻘﺗرن ﺑﺷرط ﻓﺎﺳﺦ
ﻣن وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘدٕ ،واذا ﺗﺧﻠف اﻟﺷرط وﺗﻣت ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻛﺳب ﻫو ﺗﻠك اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑذﻟك اﻟﺗﻘﺎدم
ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻌﻘد ،وﺑذﻟك ﯾزول اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘق ﻫذا اﻟﺷرط وزال ﺑﺗﺣﻘﻘﻪ
اﻟﻌﻘد ظل أﺛر اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻛﺳب ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﺻرف إﻟﯾﻪ اﻟذي زال أﺛر اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ وأﺻﺑﺢ
ﻛﺄﻧّﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺣﺻل أﺻﻼ ،وﺑذﻟك ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻫو ﻛذﻟك ﻛﺄﻧّﻪ ﻟم ﯾﺣﺻل أﯾﺿﺎ.
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻔﺎء اﻟداﺋن ﺗﺣت ﺷرط ﻓﺎﺳﺦ اﻟدﯾن ﻣن ﻣدﯾﻧﻪ أو ﻣن اﻟﻛﻔﯾل ،ﺛم ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط،
ﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﯾن أو اﻟﻛﻔﯾل اﺳﺗرداد ﻣﺎ دﻓﻌﻪ.
-إذا ﺗﺻرف ﻓﯾﻪ اﻟداﺋن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ أو اﻧﺗﻘل إﻟﻰ ورﺛﺗﻪ ﻣن ﺑﻌدﻩ ،ﻓﺈﻧّﻪ ﯾﻧﺗﻘل إﻟﯾﻬم ﻣﺗﺻﻔﺎ
ﺑﺻﻔﺗﻪ ﺣق ﻣﻌرض ﻟﻠزوال.
-2آﺛﺎر اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﻌﻠﯾق :ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛون اﻻﻟﺗزام ﻣﻘﺗرﻧﺎ ﺑﺷرط ﻓﺎﺳﺦ ،واﻧﺗﻬﻰ
ﺗﻌﻠﯾﻘﻪ ﺳواء ﺑﺗﺣﻘﻘﻪ أو ﺑﻌدم ﺗﺣﻘﻘﻪ ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 207ق.م .ج ﻋﻠﻰ أﻧّﻪ:
»ﯾزول اﻻﻟﺗزام إذا ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ ،وﯾﻛون اﻟداﺋن ﻣﻠزﻣﺎ ﺑرد ﻣﺎ أﺧذﻩ ﻓﺈذ اﺳﺗﺣﺎل اﻟرد
ﺑﺳﺑب ﻫو ﻣﺳؤول ﻋﻧﻪ وﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر«.
)(1
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .516
)(2
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن،اﻟواﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص
.517-516
51
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻧص أن اﻟﺣق اﻟذي ﻛﺎن أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻣﺣﻘق وﺟودﻩ وﻣﺳﺗﺣق اﻷداء،
ﺣﯾث ﯾﺗم زواﻟﻪ ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ﻣن اﻟوﻗت اﻟذي ﻧﺷﺄ ﻓﯾﻪ إرادﺗﻲ اﻟطرﻓﻲ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻔﺳﺧﻪ ،وﻻ ﯾﺣﺗﺎج
إﻟﻰ اﺳﺗﺻدار ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻔﺳﺧﻪ ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﻛذﻟك ﺗزول ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾزول
ﺑﻬﺎ اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲٕ ،واذا اﺳﺗوﻓﻰ اﻟداﺋن اﻟدﯾن ﻣن اﻟ ﻣدﯾن أو اﻟﻛﻔﯾل ﯾﻠزم ﺑرد ﻣﺎ أﺧذﻩٕ ،واذا
اﺳﺗﺣﺎل اﻟرد وﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر إذا ﻛﺎن ﻫو اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك).(1
ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟدﯾن اﻟﻣﺿﺎف إﻟﻰ أﺟل ،وﯾﻛون ﻫذا اﻷﺟل ﻣﻘر ار ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣدﯾن ﻓﺈن
ﻟم ﯾﻛن اﻟدﯾن ﻣﻛﻔول ﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﯾن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﻫذا اﻷﺟل وﻗﯾﺎم ﺑﺎﻟوﻓﺎء.
ٕواذا ﺣدد اﻷﺟل ﻗﺑل ذﻟك اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﻫﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺎزل اﻟﻣدﯾن ﻋن ذﻟك
اﻷﺟل أو ﺳﻘوطﻪ ﻷي ﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ﻛﺎﻹﻓﻼس ،أو اﻹﻋﺳﺎر ،ﻓﺈن أﺟل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾظل ﻗﺎﺋﻣﺎ
ﻓﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﻪ اﻟدن ﺑﻌد ﺣﻠول ذﻟك اﻷﺟل).(2
وﺣﯾث أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﯾن واﻟداﺋن أن ﯾﺳوء ﻣرﻛز اﻟﻛﻔﯾل أو ﯾزﯾد ﻣن ﻋبء اﻟﺗزاﻣﻪٕ ،واذا
ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ أﺟل أو ﻋﻠﻰ ﺷرط أو ﺗﻧﺎزل اﻟﻣدﯾن ﻋن اﻷﺟل أو اﻟﺷرط
ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺗزاﻣﻪ ﻣﻧﺟزا ،ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺗﻧﺎزل ﻻ ﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل وﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻷﺟل أو ﺑﻌدم
ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط ،وﻛذﻟك ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺳﻘوط اﻷﺟل إذا ﻛﺎن ﺑﺧطﺄ ﻣن اﻟﻣدﯾن أو ﺑﻔﻌﻠﻪ
ﺣﯾث ﯾﺣق ﻟﻠﻛﻔﯾل رﻓض اﻟوﻓﺎء إﻟﻰ أن ﯾﺣل أﺟل اﻟدﯾن اﻟذي ﻛﺎن ﻣﺣدد ﻣن ﻗﺑل).(3
)(1
ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .523 – 522
)(2
طﻠﺑﺔ أﻧور ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .353
) (3ﺣﺳﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟداﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .193
52
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﯾﻘﻊ ﺑﯾن اﻟواﺟب اﻟﺧﻠﻘﻲ واﻻﻟﺗزام اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻓﺈذا
ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣدﻧﻲ ﻫو اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﺗﻘدم ﻟﻪ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺟﺑر اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ
ﺑﻛل اﻟطرق اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺟﺑر اﻟﻣدﯾن ﻓﯾﻪ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﺗﻌرﯾف اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻷول( ،واﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺗﺑر ﻓﯾﻬﺎ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،وأﺛﺎر اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث(.
اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ» :ذﻟك اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﯾﺗﺧﻠف ﻓﯾﻪ ﻋﻧﺻر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻼ
ﯾﻣﻛن إﺟﺑﺎر اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر
ﻣﺑﺎﺷرة«) ،(1وﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻻ ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ ﻋﻧﺻر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟذي ﯾﺟﺑر اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﺳواء ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أي ﻋن طرﯾق اﻟﻣدﯾن ﻧﻔﺳﻪ أو ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر
ﻣﺑﺎﺷرة أي ﻋن طرﯾق ﺗﻘدﯾم اﻟﻛﻔﯾل ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﻪ.
وﻟﻘد أﺛﺎرت ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﺟدﻻ ﺣﺎدا ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣﯾث ﻋﺎد ﺟﺎﻧب ﻣﻧﻬم إﻟﻰ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم اﻟﻠذان ﻛﺎﻧﺎ ﯾﺟﯾزان ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫذا اﻻﻟﺗزام ،واﺳﺗﻧدوا ﻟدﻋم
ﻫذا اﻟرأي إﻟﻰ ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2012ﻓﻘرة 02ﻗﺎﻧون ﻣدﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺟواز
ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗزام ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ ،وﻣﺎ دام اﻟﻣﺷرع ﯾﺟﯾز ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﯾﺟﯾز ﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑرون ﻛذﻟك اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ وﻓﺎءا ﺻﺣﯾﺣﺎ ،وﻟذﻟك ﻟﯾس ﻫﻧﺎك
ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫذا اﻻﻟﺗزام).(2
)(1
أﺑو ﺳﻌود رﻣﺿﺎن و زﻫران ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
ﻣﺻر ،1998 ،ص.67
)(2
ﻋﺑدﻩ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.41-40
53
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
أﻣﺎ ﺟﺎﻧب آﺧر ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻧﺗﻘد ﻫذا اﻟرأي ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﺎس
ﻋﻠﯾﻪ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﻛﻔل ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻧﻘص أﻫﻠﯾﺗﻪ ﺑﻛﻔﯾل أﺻﻼ،
ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣدﯾن أﺻﻠﻲ اﻟﺗزاﻣﻪ ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷرط واﻗف ،أي أﻧﻪ ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ ﻧﺎﻗص
اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻻﻟﺗزاﻣﻪ وﺗﻣﺳﻛﻪ ﺑﻧﻘص أﻫﻠﯾﺗﻪ ،وﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل ﻫو اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻼﻟﺗزام ،وﺑﻌد
اﺳﺗﺧﻼص اﻟرأي اﻷول ﻟﻘﺎﻋدة ﺟواز ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ وﻟﻛن ﯾرون ﻋدم ﺟواز ﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻷدﺑﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻫذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﻌﺗﺑر ﺣﺳب اﻟﺑﻌض اﻟﺗزاﻣﺎت
طﺑﯾﻌﯾﺔ).(1
ﺑﻣﺎ أن ﻣﻌظم اﻟﻔﻘﻬﺎء أﺟﻣﻌوا ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،وذﻟك ﻷن اﻟﺗزام
اﻟﻛﻔﯾل ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻼﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل
أﺷد ﻣن اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ،ﺣﯾث ﺗؤدي ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ إﻟﻰ إﺟﺑﺎر اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء
ﺑﻪ ﺑطرﯾق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ،أي ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟرﺟوع ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﻛﻔﯾل وذﻟك ﯾؤدي ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ
اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ).(2
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :إذا ﺗﻘدم ﺷﺧص ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗزام طﺑﯾﻌﻲ ،وﻫو ﻋﺎﻟم ﺑﺄن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول طﺑﯾﻌﻲ،
ﻓﺈن ا ﻟﻌﻘد ﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﻧﻌﻘد ﻛﻛﻔﺎﻟﺔ ٕواﻧﻣﺎ اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺻﺑﺢ ﻫو اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﺻﻔﺔ أﺻﻠﯾﺔ) ،(3رﻏم أن ﺑﻌض
اﻟﺷرح ﯾرون أن ﺗﻌﻬد اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك ،ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺗﻌﻬد ﻋن
اﻟﻐﯾر ،ﻓﻬو ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﯾﺗﻌﻬد ﺑﺣﻣل اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ ﻗﺑول اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪٕ ،واﻻ أﺻﺑﺢ ﻣﺳؤوﻻ ﻋن
اﻟدﯾن اﺗﺟﺎﻩ اﻟداﺋن ،ﺣﯾث أن ﺗﻌﻬدﻩ ﻗد ﺣول اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺗزام ﻣدﻧﻲ).(4
) (1أﺑو ﺳﻌود رﻣﺿﺎن و زﻫران ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.67
)(2
ﻣﻧﺻور ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .101-100
)(3
ﺗﻧﺎﻏو ﺳﻣﯾر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.43
)(4
ﺣﺳﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟداﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.182
54
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :إذا ﻛﻔل ﺷﺧص اﻟﺗزاﻣﺎ ﻣدﻧﯾﺎ ﺛم ﺗﺣول ذﻟك اﻻﻟﺗزام إﻟﻰ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،وﺑذﻟك
ﯾﺗﺣول أﯾﺿﺎ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل إﻟﻰ اﻟﺗزام طﺑﯾﻌﻲ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إذا ﻗﺎم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن
ﺑﺎﺧﺗﯾﺎرﻩ وﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك ﻻ ﯾﺣق ﻟﻪ اﺳﺗرداد ﻣﺎ دﻓﻌﻪ) ،(1وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 162ق.م .ج
ﻋﻠﻰ أن»:ﻻ ﯾﺳﺗرد اﻟﻣدﯾن ﻣﺎ أداﻩ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎرﻩ ،ﺑﻘﺻد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزام طﺑﯾﻌﻲ«.
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻘدﯾم اﻟﻛﻔﯾل ﻣن طرف اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ
ﻟﻠداﺋن ،ﻓﺈن ﻫذا ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣدﯾن أراد اﻟوﻓﺎء ،وﻟذﻟك ﯾﺗﺣول اﻟﺗزاﻣﻪ ﻣن اﻟﺗزام طﺑﯾﻌﻲ إﻟﻰ
اﻟﺗزام ﻣدﻧﻲ ،وﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﯾﺿﻣن اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ﻛﻔﯾﻼ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ).(2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :أﺛﺎر اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ
وﻣن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣذﻛور ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻧﺟد أن آﺛﺎر اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﻣرﯾن ﻫﻣﺎ:
اﻷول :ﺟواز اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ،أي ﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﯾن ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ وﻫو ﺣر ﻓﻠﻪ أن ﯾوﻓﻲ أم
ﻻ.
اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣﯾث أن اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣول ﻻﻟﺗزام ﻣدﻧﻲ ،وﻛﻼ اﻷﻣرﯾن ﻣﻧوط ﺑﺈرادة
اﻟﻣدﯾن ﻓﻬو ﻻ ﯾﺟﺑر ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﻟﻔﻘداﻧﻪ ﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻏﯾر ذﻟك
ﻣن اﻵﺛﺎر ﻓﻼ ﯾﺗﺻور وﺟودﻩ إﻻ ﻣﻊ ﺗوﻓر ﻋﻧﺻر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟذي ﯾﻔﺗﻘر إﻟﯾﻪ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ،
ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎدﻩ ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ وذﻟك ﻟﻌدم ﺟواز إﺟﺑﺎر اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء).(3
و ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺟد أن اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﻛل اﻻﻟﺗزام ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ وذﻟك
ﻟﺳﺑﺑﯾن:
-ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل أﺷد ﻣن اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ.
-ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﺗﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻹﺟﺑﺎر اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﻋن طرﯾق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ،إذ
ﯾﺟﺑر اﻟداﺋن اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ،ﺛم ﻟﻠﻛﻔﯾل ﺣق اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ،وﻫذا اﻷﻣر ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ
ﻣﻊ ﺗﻌرﯾف اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ).(4
)(1
ﺣﺳﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟداﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.183
)(2
ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.45
) (3ﺣﺳﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟداﺋم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.180
)(4
ﻋﺑدﻩ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص42؛ اﻟﺑﻛري ﻣﺣﻣد ﻋزﻣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.55 -54
55
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﺷرط اﻟوﺟود ﻟﻛﻲ ﺗرﺗب اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗزاﻣﺎ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺿﻣﺎن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ
اﻟﻣﻛﻔول ،ﺑل ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا اﻷﺧﯾر )اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول( ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ
ﺑﻌد ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺻدر اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﺳواء ﻛﺎن ﻋﻘد أو ﻏﯾر ﻋﻘد ،وﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 648
ق.م.ج ﻋﻠﻰ أن» :ﻻ ﺗﻛون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﺻﺣﯾﺣﺎ«.
وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺻﺣﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،وﺗﻌﯾﯾن أو ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ
ﻟﺗﻌﯾﯾن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
أﺷﺎرت اﻟﻣﺎدة 648ق.م.ج اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول
ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﺻﺢ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛون اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﺑﺎطل ﻷي ﺳﺑب ﻛﺎن ﻻ ﺗﺻﺢ ﻓﯾﻪ
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻟﻛن ﻻﺑد ﻣن ﺗﻣﯾﯾز ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺑطﻼن ﻣطﻠق أم أﻧﻪ ﻓﻘط ﻗﺎﺑل ﻟﻺﺑطﺎل ،وﻧﺿﯾف إﻟﻰ
ذﻟك ﺣﻛم ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ.
وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﺑﺎطل ﺑطﻼن ﻣطﻠق ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻷول( ،وﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻻﻟﺗزام اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻺﺑطﺎل ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،وﻛﻔﺎﻟﺔ ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث( ،أﺛﺎر اﻻﻟﺗزام
اﻟﻣﻛﻔول اﻟﺑﺎطل ﻓﻲ)اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ(.
ﺑﻣﺎ أن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﺗﺎﺑﻊ ﻻﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﺻﺣﺗﻪ ﺣﺗﻣﺎ ﺳﯾﺗﺑﻌﻪ ﻓﻲ ﺑطﻼﻧﻪ،
ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﯾﺗﺑﻌﻪ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل وﯾﻛون ﻫو ﻛذﻟك
56
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،ﺑﺣﯾث أن ﺑطﻼن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ وﻋدم وﺟودﻩ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ
وﺟود ﻣﺣل اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻛﻔﯾل ﯾﻘوم ﺑﺿﻣﺎن اﻟﺗزام ﻟﯾس ﻟﻪ وﺟود ﻗﺎﻧوﻧﻲ).(1
ﺣﯾث ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺎطﻼ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛون اﻟﻌﻘد اﻟذي أﻧﺷﺄﻩ اﻟﻣدﯾن واﻟداﺋن ﺑﺎطﻼ،
أو ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺧﺗﻼل أﺣد أرﻛﺎﻧﻪ ﻛﺎﻧﻌدام رﻛن اﻟﺗراﺿﻲ ،أو ﻛﺎن ﻣﺣﻠﻪ ﻏﯾر ﻣﻌﯾن أو
ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ،أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛون ﺳﺑﺑﻪ ﻏﯾر ﻣﺷروع...اﻟﺦ).(2
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﺑﺎطﻠﺔ ﻧﺟد اﻟدﯾن اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﻣﻘﺎﻣرة أو اﻟرﻫﺎن ،دﯾن اﻟرﺑﺎ اﻟﻔﺎﺣش ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ زﯾﺎدة ﻣﻘدار اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،اﻟدﯾن اﻟذي ﯾﻛون ﻣﺣﻠﻪ ﻏﯾر ﻣوﺟود ،اﻟدﯾن اﻟذي
ﯾﻛون ﻣﺻدرﻩ ﻫﺑﺔ ﺑﺎطﻠﺔ اﻟﺷﻛل...اﻟﺦ).(3
ﻓﺈذا ﻗﺎم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن ﻟﻠداﺋن رﻏم ﻫذا اﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺣق ﻟﻪ اﻟرﺟوع
ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﻻﻧﻌدام اﻟﺗزام ﻫذا اﻷﺧﯾر ،ﻷن اﻟرﺟوع ﯾﺗطﻠب وﺟود اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ،وﻟﻪ ﻓﻘط ﺣق
اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن ﺑدﻋوى دﻓﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣق أي ﺑطﻼن اﻟوﻓﺎء اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻛﻔﯾل ).(4
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟداﺋن ﻗﺎم ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺗﺳﻠﯾم ﻣﺣﻠﻪ ﻟﻠﻣدﯾن ،وﻟم ﯾﻘم ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ
اﻟﻣﻘﺎﺑل وأﺟﺑر اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﻣوﺟب ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻣدﯾن أﺛري ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻛﻔﯾل،
وﻟﻠﻛﻔﯾل ﺣق اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﺑدﻋوى اﻹﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب ،وﻣﺛﺎل ذﻟك أن ﯾﺑﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟك ﻋﻘﺎر
ﻷﺟﻧﺑﻲ وﯾﺳﻠﻣﻪ ﻟﻪ ﺑﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻛﻔﯾل ،ﺛم ﯾرﺟﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ وﯾﺻدر ﻗﺎﻧون ﯾﺟﯾز
ﻟﻸﺟﺎﻧب ﺗﻣﻠك ﻋﻘﺎرات ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق ﻣﻌﻪ إﺛراء اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻛﻔﯾل اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺎﻟوﻓﺎء
ﺑﺛﻣن اﻟدﯾن اﻟﻣﻛﻔول).(5
)(1
ﻣﻌطﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ ،ﻣﺻر،2009 ،
ص.61
)(2
ﻛﺑﺎرة ﻧزﯾﺔ ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة )اﻟﺑﯾﻊ ،اﻹﺟﺎزة ،اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ( ، ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،ﻟﺑﻧﺎن،2010 ،
ص.387
)(3
ﻛﺑﺎرة ﻧزﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.388
)(4
طﻠﺑﺔ أﻧوار ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.331
)(5
طﻠﺑﺔ أﻧوار اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.332-331
57
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﺑﻣﺎ أن اﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء
ﻧﻔﺳﻬﺎ ،وﻛذﻟك ﯾﺟوز ﻟﻛل ذي ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻪ ودﻋوى اﻟﺑطﻼن ﻻ ﺗﺳﻘط إﻻ ﺑﻣﺿﻲ 15ﺳﻧﺔ
ﻣن وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘد واﻟﺑطﻼن ﻻ ﯾزول ﺑﺎﻹﺟﺎزة).(1
اﻻﻟﺗزام اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻺﺑطﺎل ﻫو اﻟﺗزام ﺻﺣﯾﺢ ﯾﻧﺗﺞ ﻛﺎﻓﺔ آﺛﺎرﻩ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻘرر إﺑطﺎﻟﻪ ،وﻛذﻟك ﻛﻔﺎﻟﺔ
ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﺗﻛون ﺟﺎﺋزة وﺻﺣﯾﺣﺔ ،وﺗﺄﺧذ ﺣﻛم اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ،أي ﺗﺑﻘﻰ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻣﺎ دام
اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻣﺎزال ﻗﺎﺋﻣﺎ و ﻟم ﯾﺑطل ،ﻓﻬﻲ ﺗﺗﺑﻊ اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ اﻹﺟﺎزة أو ﻓﻲ اﻹﺑطﺎل،
وﺣﯾث ﯾﺗﻔق ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺑطﺎل ﻷي ﻋﯾب ﻣن اﻟﻌﯾوب ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة
اﻟﺣﻛم اﻟﺧﺎص ﺑﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ).(2
وﻟﻛن ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ ﻣﻌرﻓﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻛﻔﯾل ﯾﻌﻠم أن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻗﺎﺑل ﻟﻺﺑطﺎل أم ﻻ ،ﻓﺈذا
ﻛﺎن اﻟﻛﻔﯾل ﻻ ﯾﻌﻠم أن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻗﺎﺑل ﻟﻺﺑطﺎل ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺗﺑﻊ اﻻﻟﺗزام
اﻷﺻﻠﻲ ،ﻓﺗﺑطل ﺑﺈﺑطﺎﻟﻪ وﻻ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻠﯾﻬﺎ أي أﺛر ،ﻷن اﻟﻛﻔﯾل ﻟم ﯾﻛن ﯾﻘﺻد اﻻﻟﺗزام ﺑﺻﻔﺔ
أﺻﻠﯾﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎد ﻩ ﯾﻛﻔل اﻟﺗزاﻣﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ٕواذا أوﻓﻰ ﺑﺎﻟدﯾن ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﯾن ﺑﻣﺎ وﻓﺎﻩ ،واﻟﻛﻔﯾل ﯾﻌﺗﺑر ﻗد وﻗﻊ ﻓﻲ ﻏﻠط ﺟوﻫري وﻫو ﻣوﺿوع اﻟﺗزاﻣﻪ ،ﻓﯾﺣق ﻟﻪ طﻠب
إﺑطﺎل اﻟﺗزاﻣﻪ ﻣﺎ ﻟم ﯾطﻠب اﻟﻣدﯾن ذﻟك).(3
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻘﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻟﻺﺑطﺎلٕ ،واذا ﻟم ﯾﺗﻣﺳك اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﯾﻛون
اﻟﻛﻔﯾل ﻗد ﻧﻔذ اﻟﺗزاﻣﻪ ،أﻣﺎ إذا ﺗﻣﺳك اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻠﺗزﻣﺎ أﺻﻠﯾﺎ ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﻷﻧﻪ
ﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر).(4
وﻧﺟد أن اﻟﻌﻘد اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻺﺑطﺎل ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺎﻟﻌﻘد اﻟﺑﺎطل ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻛﻔﯾل ﻓﯾﻪ
)(1
اﻟﻣﺎدة 102ق .م .ج.
) (2ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺳﺎرة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.22
) (3أدوار ﻫﺎري ﻧﺟﯾم ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن واﻻﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دون دار اﻟﻧﺷر ،ﻟﺑﻧﺎن،1996 ،
ص.122
)(4
أﺑو ﺳﻌود رﻣﺿﺎن و زﻫران ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .72-71
58
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
إﺛﺎرة اﻟدﻓوع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟدﯾن اﻟﺗﻲ ﯾﺛﯾرﻫﺎ اﻟﻣدﯾن ،وﻟذﻟك إذا ﺗﻘرر إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﻧﺷﺄ ﻋﻧﻪ اﻟﺗزام
اﻟﻣﻛﻔول ﻣﺣل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻣدﯾن أو اﻟﻛﻔﯾل ،ﯾزول اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ﻓﯾﻌﺗﺑر
ﻛﺄﻧّﻪ ﻟم ﯾﻛن أﺻﻼ ،وﺗﺗﺑﻌﻪ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ذﻟك وﺗﻌد ﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن).(1
ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﯾن ،ﺣﯾث ﺗﺗﻣﺛل اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
649ق.م.ج واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » ﻣن ﻛﻔل اﻟﺗزام ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ وﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺳﺑب ﻧﻘص
اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻛﺎن ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام إذا ﻟم ﯾﻧﻔذﻩ اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻛﻔول،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة.«654
أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 654ق.م.ج ﻓﻘرة 02ﻓﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » ﻏﯾر أﻧﻪ إذا
ﻛﺎن اﻟوﺟﻪ اﻟذي ﯾﺣﺗﺞ ﺑﻪ اﻟﻣدﯾن ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﻘص أﻫﻠﯾﺗﻪ وﻛﺎن اﻟﻛﻔﯾل ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑذﻟك وﻗت
اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﻠﯾس ﻟﻪ أن ﯾﺣﺗﺞ ﺑﻬذا اﻟوﺟﻪ«.
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :ﻋدم ﻋﻠم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻧﻘص أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟذي ﯾﻛﻠﻔﻪ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻛﻔﯾل
ﻛﻔﯾﻼ ﻻ ﻣدﯾﻧﺎ أﺻﻠﯾﺎ ،وﺗﺳري ﻋﻠﯾﻪ ﺟﻣﯾﻊ أﺣﻛﺎم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻟﻪ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟدﻓوع اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻬﺎ
اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ،وﻟذﻟك ﯾﻛون ﻟﻠﻛﻔﯾل ﺣق اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻘﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻟﻺﺑطﺎل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺑطل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ،وﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻬذا اﻟدﻓﻊ ﺣﺗﻰ وﻟو أﺟﺎز اﻟﻣدﯾن اﻟﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺗم
إﻧﺷﺎءﻩ) ،(2وﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 654ق.م.ج اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر.
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أن ﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻧﻘص أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟذي ﯾﻛﻔﻠﻪ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل ﻛﻔﯾﻼ أﯾﺿﺎ ﻻ ﻣدﯾﻧﺎ أﺻﻠﯾﺎ ،وﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﺗﻣﺳك
اﻟﻣدﯾن ﺑﺑطﻼن اﻟﺗزاﻣﻪ و ﺣﻛم ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻛﺄﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ،ﻓﯾﺗﺑﻌﻪ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ ذﻟك ،أﻣﺎ
)(1
ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.47
) (2اﻟﺷﻬﺎوي ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص78 -77؛ اﻟﺑﻛري ﻣﺣﻣد ﻋزﻣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .56
59
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
إذا أﺟﺎز اﻟﻣدﯾن اﻟﺗزاﻣﻪ وظل ﻗﺎﺋﻣﺎ وﯾﻧﺗﺞ أﺛﺎرﻩ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺑﻌﺎ ﺗظل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ وﺗﻧﺗﺞ ﻫﻲ اﻷﺧرى
أﺛﺎرﻫﺎ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻛﻔﯾل أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن اﻟﺗزاﻣﻪ) ،(1وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 02/654
ق.م.ج.
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :أن ﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل ﻗد ﻛﻔل ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻧﻘص أﻫﻠﯾﺗﻪ ،وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌرﺿت
إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 649ق.م.ج اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون اﻟﻛﻔﯾل ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﻧﻘص أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣدﯾن ،وﻗﺻد ﺑﻛﻔﺎﻟﺗﻪ ﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء إذا
ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺎطﻼ ،وﺣﯾث اﻧﺻرﻓت ﻧﯾﺗﻪ إﻟﻰ ﺗﺄﻣﯾن اﻟداﺋن ﻣن ﺧطر ﺗﻣﺳك اﻟﻣدﯾن
ﺑﺎﻟﺑطﻼن اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺳﺑب ﻧﻘص أﻫﻠﯾﺗﻪ ،إذا ﻗﺎم اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﺗزاﻣﻪ ﯾﺣل اﻟﻛﻔﯾل ﻣﺣﻠﻪ
وﯾﻧﻔذ اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻣدﯾﻧﺎ أﺻﻠﯾﺎ.
أﻣﺎ إذا أﺟﺎز ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻌﻘد واﻧﻘﻠب اﻟﻌﻘد ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻧﺎﻓذا ﺑﺎﻹﺟﺎزة ،ﻓﺈن اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ
ﻫو اﻟذي ﯾﺻﺑﺢ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ،واﻟﻛﻔﯾل ﯾﻛون ﺿﺎﻣﻧﺎ ﻟﻠداﺋن ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻻﻟﺗزام،
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛﻔﯾﻼ وﻟﯾس ﻣدﯾﻧﺎ أﺻﻠﯾﺎ ،وﺗﺳري ﻋﻠﯾﻪ أﺣﻛﺎم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ).(2
ﻣﺗﻰ ﺗﻘرر ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ ﺳواء ﻛﺎن ﺑطﻼﻧﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ أو ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،وﯾﻛون اﻹﺑطﺎل
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑطﻼن اﻟﻧﺳﺑﻲ ﺑﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق ﻓﻼ ﺿرورة ﻟﺻدور ﺣﻛم
ﺑﺎﻟﺑطﻼن وﻟﻛن ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻟﺗﻘرﯾرﻩ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﯾرﺟﻊ اﻟطرﻓﯾن إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺎ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﯾﻛون ذﻟك ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ وﯾﻌ ﺗﺑر اﻟﻌﻘد ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ّأن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﻋﻘد ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻼﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ،وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻧﺟد :إذا ﻗﺎم ﺷﺧص ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ دﻓﻊ ﺛﻣن
اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم دﻓﻌﻪ ﻣن طرﻓﻪ ،وﺑﻌد ذﻟك ﺗﻘرر ﺑطﻼن اﻟﺑﯾﻊ ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل
)(1
ﻣرﺳﻲ ﻣﺣﻣد ﻛﺎﻣل ﺑﺎﺷﺎ ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﺟزء اﻷول )اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،اﻟﺳﻣﺳرة ،اﻟﺻﻠﺢ ،اﻟﺗﺣﻛﯾم،
اﻟودﯾﻌﺔ ،اﻟﺣراﺳﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر ،2005 ،ص -ص126 -124:؛ ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟواﻓﻲ ﺷرح
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.59
) (2اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﻌﺎﺷر اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص-
ص.50-48:
60
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﻛذﻟك ﻧﺟد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧون ﯾرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﺑﺎطل ﺑﻌض اﻵﺛﺎر اﻟﻌرﺿﯾﺔ ،ﻻ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻘدا وﻟﻛن واﻗﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﻛﺗﺣول اﻟﻌﻘد إﻟﻰ ﻋﻘد أﺧر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻓر ﻓﯾﻪ أرﻛﺎن ذﻟك اﻟﻌﻘد
أو إﻧﻘﺎﺻﻪ ﺑﺳﺑب ﺑطﻼن ﺷق ﻣﻌﯾن ﻣﻧﻪ ،وذﻟك اﻟﺷق ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﻘد).(2
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣول اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ اﻟﺑﺎطل إﻟﻰ ﻋﻘد أﺧر ،ﻓﺈن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻛذﻟك ﯾﺗﺣول إﻟﻰ
ﻛﻔﺎﻟﺔ ذﻟك اﻟﻌﻘد اﻟﺟدﯾد ﺑﻣﺎ أﻧﻪ اﻟﺗزام ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻼﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﺑطﻼﻧﻪ وﺻﺣﺗﻪ) ،(3وﺣﯾث ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة 105ق.م.ج ﻋﻠﻰ أن » :إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل وﺗوﻓرت ﻓﯾﻪ أرﻛﺎن ﻋﻘد
أﺧر ﻓﺈن اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺗوﻓرت أرﻛﺎﻧﻪ ،إذا ﺗﺑﯾن أن ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن
ﻛﺎﻧت ﺗﻧﺻرف إﻟﻰ إﺑرام ﻫذا اﻟﻌﻘد«.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺎطﻼ ﻓﻘط ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻪ وﻛﺎن ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗم إﻧﻘﺎص
ذﻟك اﻟﺟزء ،وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 104ق.م.ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » :إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺷق ﻣﻧﻪ ﺑﺎطﻼ أو
ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل ،ﻓﻬذا اﻟﺷق وﺣدﻩ ﻫو اﻟذي ﯾﺑطل ،إﻻ إذا ﺗﺑﯾن أن اﻟﻌﻘد ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﯾﺗم ﺑﻐﯾر اﻟﺷق
اﻟذي وﻗﻊ ﺑﺎطﻼ ،أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل ،ﻓﯾﺑطل اﻟﻌﻘد ﻛﻠﻪ«.
و ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص أﻧﻪ إذا ﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد ﺟزءا ﺑﺎطﻼ أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل وﻛﺎن
ذﻟك اﻟﺟزء ﻫو ﺟوﻫر اﻟﻌﻘد أي ﻟوﻻﻩ ﻟﻣﺎ ﺗم اﻟﻌﻘد ،ﻓﺈن اﻟﻌﻘد ﯾﺑطل ﻛﻠﻪ ٕواذا ﺗﻣت ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ ﺗﺑطل
ﻫﻲ ﻛذﻟك).(4
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ ﺟزءا ﺑﺎطﻼ ﻟﯾس ﻫو ﺟوﻫر اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻘﺗﺻر اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﯾﻪ وﺣدﻩ،
واﻟﻛﻔﯾل ﯾﻘوم ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺟزء اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻓﻘط ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻼﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ وﻣﺛﺎل ذﻟك :ﺷﺧص ﻛﻔل ﻣﺷﺗري
اﺷﺗرى ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺳﺎﻋﺎت ﻣﻌﺗﻘدا أن ﻛﻠﻬﺎ ﻣن اﻟذﻫب ﺛم ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻪ وﻗﻊ ﻓﻲ ﻏﻠط ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
أﻣﺎ اﻟﺷطر اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾﺷﻣل اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ وﻗﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻏﻠط ﻓﯾﻬﺎ ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺑطل اﻟﺷطر اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﯾﺑﻘﻰ اﻷول ﺻﺣﯾﺣﺎ ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻛذﻟك ﺗﺑطل ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻟﺛﺎﻧﻲ وﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺷطر اﻷول اﻟذي
ﯾﻌﺗﺑر ﺻﺣﯾﺣﺎ ،وﯾﻠﺗزم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ ذﻟك اﻟﺷطر وﺣدﻩ).(1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗﺣﻘق ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣل اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل إﻣﺎ ﺑﺣﻠول اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ دون أي
ﺗﻌدﯾل ﯾط أر ﻋﻠﯾﻪ ،وذﻟك ﺑﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔٕ ،واﻣﺎ ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻌرف
ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣددة.
وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ )اﻟﻔرع
اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
ﻫﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻘوم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺗزاﻣﻪٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن ﻓﻘط اﻟدﯾن اﻟذي
ﯾﻛﻔﻠﻪ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣﺣل اﻟﺗزاﻣﻪ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾن).(2
اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﯾﺗﻌﯾن ﺑﺗﻌﯾﯾن طرﻓﯾﻪ وﻣﺻدرﻩ وﻣﺣﻠﻪ ،ﻓﯾﺟب أوﻻ ﺗﻌﯾﯾن طرﻓﻲ اﻻﻟﺗزام
)(1
اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻌﻘد و اﻹرادة
اﻟﻣﻧﻔردة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .267-266
)(2
ﺗﻧﺎﻏو ﺳﻣﯾر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.51
62
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻷﺻﻠﻲ اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن ،وﺗﻌﯾﯾن اﻟداﺋن ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻣﺎ أﻧﻪ اﻟطرف اﻷﺻﻠﻲ ﻓﯾﻬﺎ،
وﻛذﻟك ﻻﺑد ﻣن ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣدﯾن اﻟذي ﯾﻘوم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻛﻔﺎﻟﺗﻪ رﻏم أﻧﻪ ﻟﯾس طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،وﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻪ
ﯾﻌرف اﻟﻛﻔﯾل أي ﻣدﯾن ﯾﻛﻔﻠﻪ ﻟﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌد اﻟوﻓﺎء ،وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻟﻠداﺋن
ﻟﻣﻌرﻓﺔ أي ﻣدﯾن ﯾﻛﻠﻔﻪٕ ،واذا ﺗﻣت ﺣواﻟﺔ اﻟدﯾن اﻟﻣﻛﻔول إﻟﻰ ﻣدﯾن آﺧر ﻓﻼ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻠﺗزﻣﺎ
ﺑﺎﻟدﯾن إﻻ إذا رﺿﻲ ﺑﺎﻟﺣواﻟﺔ) ،(1وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 254ق.م.ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص
ﻋﻠﻰ أن »:ﯾﺣﺎل اﻟدﯾن ﺑﻛﺎﻣل ﺿﻣﺎﻧﺎﺗﻪ.
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠﻛﻔﯾل،ﻋﯾﻧﯾﺎ ﻛﺎن أو ﺷﺧﺻﯾﺎ ،اﻟﺗزام ﺗﺟﺎﻩ اﻟداﺋن إﻻ إذا رﺿﻲ
ﺑﺎﻟﺣواﻟﺔ«.
ﻛذﻟك ﯾﺟب ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣل اﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻧﻘود ،أو ﻗﯾﺎم ﺑﻌﻣل أو
اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل ﻣﻌﯾنٕ ،واذا ﻛﺎن ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻧﻘود ﻓﯾذﻛر ﻗﯾﻣﺗﻪٕ ،واذا ﻛﺎن ﺑﺿﺎﻋﺔ ﯾﺣدد ﻧوﻋﻬﺎ
وﻣﻘدارﻫﺎ ،وﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ذﻟك اﻟﻣﻘدر اﻟﻣذﻛور وﻻ ﯾﺗﻌداﻩ).(2
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻛذﻟك ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺻدر اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ،وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ ذﻣﺔ ذات اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟداﺋن اﻟﻣﻛﻔول ﺑﻪ ،وأن ﺗﺣدﯾد ﻣﺻدر اﻻﻟﺗزام
اﻟﻣﺿﻣون ﯾﺳﺎﻋد اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺿﻣون ﻣن ﺣﯾث ﺻﺣﺗﻪ ،ﻧطﺎﻗﻪ ،واﻧﻘﺿﺎؤﻩ ،ﻣﻊ
ﻣﺎ ﻟﻬذا ﻣن أﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺗﺑﻌﯾﺗﻪ ﻟﻼﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ اﻟﻣﻛﻔول).(3
ﻓﺈذا ﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو دون ﺗﺣدﯾد اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ،ﻧﺟد أن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل
ﯾﻛون ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻻﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ أو
ﻏﯾر ﻣﺣددة ،ﻷن اﻟﻛﻔﯾل ﺟﻌل اﻟﺗزاﻣﻪ ﻏﯾر ﻣﺣدد أي ﻣطﻠﻘﺎ وﺟﻌﻠﻪ ﻣﺳﺎوﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ
ﻣﻘدارﻩ ،ﺷروطﻪ ،ﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻪ ،طرﯾﻘﺔ اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ وأوﺻﺎﻓﻪ...اﻟﺦ).(4
)(1
ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.49
)(2
ﺗﻧﺎﻏو ﺳﻣﯾر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.51
)(3
زﻫران ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.93
)(4
ﺷرف اﻟدﯾن أﺣﻣد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص39-38؛ زﻫران ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.95-94
63
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﺷﺎﻣﻼ ﻷﺻل اﻟدﯾن ،وﻛل ﻣﺎ ﯾﻠﺣﻘﻪ ﻣن ﻣﻠﺣﻘﺎت
وﻣﺻﺎرﯾف ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 653ق.م.ج.
-أﺻل اﻟدﯾن اﻟﻣﻛﻔول دون زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎن ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺣدد اﻟﻣﻘدار أو ﻏﯾر ﻣﺣدد
اﻟﻣﻘدار طﺎﻟﻣﺎ أﻧﻪ ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن.
-ﻣﻠﺣﻘﺎت ﻫذا اﻟدﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﺗواﺑﻌﻪ ﯾﺷﻣﻠﻬﺎ اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻛﺎﻟﻔواﺋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت
اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء ،وﻋن إﺧﻼل اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع ﻓرق ﺑﯾن ﻣﺻروﻓﺎت اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺻروﻓﺎت
وﻣﺻروﻓﺎت اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔق ﻓﻲ إﺟراءات رﺟوع اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﯾن ،وﻫﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻣﺿﻣون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ،واﻟﻘﺎﻧون أوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن اﻟرﺟوع أوﻻ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﯾن ﻗﺑل اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل) ،(2وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 660ق.م.ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص:
»ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠداﺋن أن ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل وﺣدﻩ إﻻ ﺑﻌد رﺟوﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن«.
أﻣﺎ اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻛﻣﺻﺎرﯾف ﺳﯾر اﻟدﻋوى ﻣﺛﻼ ،ﻓﻼ ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ اﻟﻛﻔﯾل إﻻ إذا أﺧطرﻩ
اﻟداﺋن ﺑﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﻟﻠﻣدﯾن ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﻗد ﯾوﻓﻲ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻬﺎ وﯾﺗﻔﺎدى اﻟﻣﺻروﻓﺎت ،ﻓﺄﻣﺎ إذا
اﻣﺗﻧﻊ اﻟﻛﻔﯾل ﻋن اﻟوﻓﺎء ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺳؤوﻻ ﻋﻠﯾﻬﺎ).(3
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﺣددة ﻓﺈن اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺳﺄل ﻋن أﺻل اﻟدﯾن اﻟﻣﻛﻔول وﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻪ وﺗواﺑﻌﻪ
ﻛﺎﻟﻔواﺋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﻛذﻟك ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء ،أو ﻋن إﺧﻼل اﻟﻣدﯾن
ﻋن اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻛﻔﯾل ﯾﺳﺄل ﻋن اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟدﯾن ﺳواء وﺟﻬت
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ إﻟﯾﻪ أو إﻟﻰ اﻟﻣدﯾن أو إﻟﯾﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ.
ﺣﯾث ﻧﺟد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺗرﺗب ﻛﺎﻓﺔ أﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن اﻟﻣﻛﻔول وﻛل ﻣﺎ ﯾﻠﺣﻘﻪ ،وﻧﺟد أن إذا
ﻛﺎﻧت ﻻﺣﻘﺔ ﻷﺧطﺎر اﻟداﺋن ﻟﻪ ﺑﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﻟﻠﻣدﯾن)ٕ ، (1واذا ﻟم ﯾﻘم اﻟداﺋن ﺑﺈﺧطﺎر اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﺗﺧﺎذ
اﻹﺟراءات ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﻣﻘﺻ ار وﯾﺗﺣﻣل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻘﺻﯾرﻩ ،ﻓﻼ ﺗﻣﺗد أﺛﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ وﯾﻛون
اﻟﻛﻔﯾل ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﻬﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻟو ﻗﺎم اﻟداﺋن ﺑﺈﺧطﺎر اﻟﻛﻔﯾل ﺑذﻟك ﻓرﺑﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺎﻟوﻓﺎء ،أﻣﺎ إذا ﻗﺎم
اﻟداﺋن ﺑﺈﺧطﺎرﻩ وﻟم ﯾوف ﻓﺈن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺷﻣل ﻛذﻟك اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻷوﻟﻰ أﯾﺿﺎ
وﺗﻣﺗد أﺛﺎرﻫﺎ إﻟﯾﻬﺎ).(2
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣددة ﻫﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﺑدﻗﺔ ،وﻣﻌﻧﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗزام
اﻟﻛﻔﯾل أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻛﻔول وﻻ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺿﻣون ،وﻻ اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد
ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ) ،(3وﻛذﻟك أﻻ ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل أﺷد ﻋﺑﺋﺎ ﻣن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ).(4
-1اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻛﻔول :إذا ﻗﺎم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ ﺷﺧص ﻣﻌﯾن ،ﻓﺈن ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ ﻻ
ﯾﺟب أن ﺗﺗﻌدى ﻫذا اﻟﺷﺧص إﻟﻰ ﻏﯾرﻩ ،ﻷن اﻟﻣدﯾن ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻ ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻛﻛل رﻏم
أﻧﻪ ﻟﯾس طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣدﯾن ﯾؤدي إﻟﻰ ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻟﻺﺑطﺎل ،ﻓﺈذا ﺗﻐﯾر اﻟﻣدﯾن
وﺣل ﻣﺣﻠﻪ ﻣدﯾن ﺟدﯾد ﻓﻬﻧﺎ اﻟﻛﻔﯾل ﻻ ﯾﻛﻔﻠﻪ إﻻ إذا رﺿﻲ ﺑذﻟك ،طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻧص اﻟﻣﺎدة 254ق.م.ج
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر).(5
-2اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول :ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ أﺻل اﻟدﯾن ﻓﻼ ﺗﻣﺗد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻓواﺋدﻩ
وﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻪ ،وﻣﺛﻼ إذا ﻗﺎم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﯾﻘﺗرﺿﻪ اﻟﻣدﯾن ﻣن اﻟداﺋن ﺑﻌد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﻓﺎﻟﻛﻔﯾل ﻣﻠزم
ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي اﻗﺗرﺿﻪ اﻟﻣدﯾن ﺑﻌد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﯾﺳﺄل ﻋن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي اﻗﺗرﺿﻪ ﻗﺑل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ٕواذا ﻗﺎم ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر ،ﻓﺈن ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ ﺗﻧﺻب ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن
ﻫذا اﻟﻌﻘد ،ﻓﻼ ﯾﺳﺄل ﻋن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗﺟدﯾد ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺗﺟدﯾدا ﺿﻣﻧﯾﺎ ،وﯾﻌﺗﺑر
اﻹﯾﺟﺎر ﻫﻧﺎ إﯾﺟﺎ ار ﺟدﯾدا ﻻ ﻣﺟرد اﻣﺗداد ﻟﻺﯾﺟﺎر اﻷﺻﻠﻲ).(1
-3اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ :إذا ارﺗﺿﻰ ﺷﺧص أن ﯾﻛﻔل اﻟﻣدﯾن إﻟﻰ
وﻗت ﻣﻌﯾن ،ﻓﻼ ﯾﺟوز أن ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺗزاﻣﻪ ﺣدود ﻫذﻩ اﻟﻣدة ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺣدد اﻟﻛﻔﯾل وﻗﺗﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺗﻧﺷﺄ
ﻓﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗُﺑ أر ذﻣﺔ اﻟﻛﻔﯾل إذا ﻟم ﯾﻧﺷﺄ
اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻣدة ،وﻗد ُ ﯾﻌﻠق اﻟﻛﻔﯾل اﻟﺗزاﻣﻪ ﻋﻠﻰ أﺟل واﻗف ﻓﻼ ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ إﻻ
اﺑﺗدءا ﻣن وﻗت ﻣﻌﯾن ،وﻗد ﯾُ ﻌﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺟل ﻓﺎﺳﺦ ﻓﻼ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻛﻔﯾل ﺿﺎﻣﻧﺎ ﻟﻠﻣدﯾن ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء
ذﻟك اﻟوﻗت).(2
-4ﻻﺑد أن ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل أﺧف ﻣن اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن :ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 652ق م ج ﻋﻠﻰ أن:
»ﻻ ﺗﺟوز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ أﻛﺑر ﻣﻣﺎ ﻫو ﻣﺳﺗﺣق ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن وﻻ ﺑﺷرط أﺷد ﻣن ﺷروط اﻟدﯾن
اﻟﻣﻛﻔول.
وﻟﻛن ﺗﺟوز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ أﻗل أو ﺷرط أﻫون« ،ﻫذا اﻟﻧص ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻘﯾدة
ﻟﻼﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ،ﻓطﺑﻘﺎ ﻟﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠداﺋن واﻟﻛﻔﯾل اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام ﺑﻣﺑﻠﻎ
أﻛﺑر ﻣن اﻟدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ﻣﺛﻼٕ ،واذا ﻛﺎن اﻟﻣدﯾن ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﻌﺷرة آﻻف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ﻓﻼ ﯾﻠزم اﻟﻛﻔﯾل
إﻻ ﺑدﻓﻊ ذﻟك اﻟﻣﺑﻠﻎ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ دﻓﻊ أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻧﺟ از
ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﻣﺿﺎف إﻟﻰ أﺟل ،أو ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﺗﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ
ﺷرط ،وﻛذﻟك ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون ﻣﯾﻌﺎد اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل أﻗرب ﻣن ﻣﯾﻌﺎد اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ،وﻻ ﯾﺟوز أن
)(1
أﺑو ﺳﻌود رﻣﺿﺎن وزﻫران ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.77
)(2
ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.51
66
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﯾﻠﺗزم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن أﺑﻌد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ﻣن اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﻠﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻓﯾﻪ...اﻟﺦ).(1
وﯾﻼﺣظ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل أﺷد ﻣن اﻟﺗزام
اﻟﻣدﯾن ﻓﻼ ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻪ إﺑطﺎل اﻟﻌﻘدٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾرد اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل إﻟﻰ ﺣدود اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ،ﺑﺣﯾث ﺗﻛون
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻓﻲ ﺣدود اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ،وذﻟك ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ إﻧﻘﺎص اﻟﻌﻘد أو اﻟﺑطﻼن
اﻟﺟزﺋﻲ) ،(2اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 104ق.م.ج اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﺑﻘﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ» :إذا
ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺷق ﻣﻧﻪ ﺑﺎطﻼ أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل ،ﻓﻬذا اﻟﺷق وﺣدﻩ ﻫو اﻟذي ﯾﺑطل ،إﻻ إذا ﺗﺑﯾن
أن اﻟﻌﻘد ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﯾﺗم ﺑﻐﯾر اﻟﺷق اﻟذي وﻗﻊ ﺑﺎطﻼ أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل ﻓﯾﺑطل اﻟﻌﻘد ﻛﻠﻪ«.
ٕواذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل أﺷد ﻣن اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ،ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻣﻔﻬوم
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون أﺧف ﻣﻧﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻛﻔﯾل ﺿﻣﺎن ﺟزء ﻣن اﻟدﯾن ﻓﻘط ،أو ﺿﻣﺎن
اﻟدﯾن اﻷﺻﻠﻲ دون ﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻪ وﻣﺻروﻓﺎﺗﻪ ،أو أن ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﻓﻲ أﺟل ﺑﻌﯾد أو اﻟوﻓﺎء ﻋﻠﻰ
أﻗﺳﺎط أو أن ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷرط ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻛون اﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻣﻧﺟزا ،ﻛﻣﺎ
ﯾﺟوز ﻟﻠﻛﻔﯾل اﺷﺗراط أن ﯾﻛون اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ﻓﻲ ﻣوطﻧﻪ ،وﻟو ﻛﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ
ﻣﻛﺎن آﺧر).(3
إذا ﻗﺎم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺿﻣﺎن اﻟدﯾن دون ﻓواﺋدﻩ وﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻪ ،ﻓﻬو ﻻ ﯾﺳﺄل ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻔواﺋد
واﻟﻣﻠﺣﻘﺎت ،ﻓﯾﺳﺄل ﻓﻘط ﻋن أﺻل اﻟدﯾن ،ﻓﻧﺟد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗرﺗب أﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﯾﻪ دون اﻟﻔواﺋد
واﻟﻣﻠﺣﻘﺎت) ،(4ﻓﻣﺛﻼ إذا ﻛﺎن أﺻل اﻟدﯾن ﻋﺷرة آﻻف دﯾﻧﺎر ﻓﻬو ﯾﺿﻣن ذﻟك ﻓﻘط ،ﻓﻼ ﯾﺿﻣن
ﻣﺎ ﯾﻧﺷﺄ ﻋﻧﻪ ﻣن ﻓواﺋد وﻣﻠﺣﻘﺎت).(5
)(1
ﺗﻧﺎﻏو ﺳﻣﯾر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.53
)(2
ﺗﻧﺎﻏو ﺳﻣﯾر ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص54
)(3
ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.52
)(4
ﺳﻲ ﯾوﺳف زاﻫﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.43
)(5ﺣﺳﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟداﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.207
67
اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
أﻣﺎ إذا ﻗﺎم اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺿﻣﺎن ﺟزء ﻣن اﻟدﯾن ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺄل ﻓﻘط ﻋن ذﻟك اﻟﺟزء ،ﻓﻼ ﯾﺳﺄل ﻋن
اﻟﺟزء اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻣن اﻟدﯾن ،ﻓﺈذن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗرﺗب أﺛﺎرﻫﺎ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺟزء اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ دون اﻟﺟزء
اﻷﺧر).(1
و ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺳﺗﺧﻠص أﻧﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ رﻛﻧﻲ اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﻣﺣل
اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣوﺟودا أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠوﺟود ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻛﺎﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ
واﻻﻟﺗزام اﻟﺷرطﻲ وﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﺻﺣﯾﺣﺎ و ﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن ،وﺑﺗوﻓر اﻟﻣﺣل ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ
اﻟﺷروط اﻟﻣذﻛورة ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻪ وﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ.
)(1
ﺳﻲ ﯾوﺳف زاﻫﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.43
68
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺧﻠص أن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ،ﻓﯾﺟب ﻻﻧﻌﻘﺎدﻫﺎ أن ﺗﺗوﻓر
ﻓﯾﻬﺎ أرﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ،وﻫﻲ اﻟﺗراﺿﻲ ،اﻟﺳﺑب و اﻟﻣﺣل ،واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ ،وﻟﻘد
ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻟرﻛﻧﻲ اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ،وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗطرﻗﻧﺎ ﻟرﻛن اﻟﻣﺣل.
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص رﻛن اﻟﺗراﺿﻲ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺗطﺎﺑق ﻓﯾﻪ إﯾﺟﺎب وﻗﺑول ﻛل ﻣن اﻟداﺋن
واﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﻬﻣﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادة اﻟﻛﻔﯾل ﺻرﯾﺣﺎ ﻻ ﯾدع
أي ﻣﺟﺎل ﻟﺷك ﻧظ ار ﻟﺧطورة اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ ،أﻣﺎ ﺗﻌﺑﯾر اﻟداﺋن ﻋن إرادﺗﻪ ﻻ ﯾﺷﺗرط أن
ﯾﻛون ﺻرﯾﺣﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﺣﺗﻰ اﻟﺳﻛوت ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻧﻪ ﻗﺑوﻻ.
وﻗد أوﺟب اﻟﻣﺷرع أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﻛﻔﯾل اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﻣدﯾن اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون ،وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 646ق.م.ج ﻛﺷرط اﻟﯾﺳﺎر واﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﺷرط اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟذي ﻟم ﺗﻘم اﻟﻣﺎدة ﺑذﻛرﻩ رﻏم أﻧﻪ ﺷرط ﻣﻬم ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف أﺣد ﻫذﻩ
اﻟﺷروط وﻟم ﯾﻘم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن أﺧر ﯾﺳﻘط أﺟل اﻟدﯾن وﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻟوﻓﺎء.
وﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﯾﺿﺎ أﻧﻪ ﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﺗراﺿﻲ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻻﺑد أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ أﻫﻠﯾﺔ اﻟداﺋن واﻟﻛﻔﯾل
دون اﻟﻧظر إﻟﻰ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣدﯾن ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص أﻫﻠﯾﺔ اﻟداﺋن ﻓﺗﻛﻔﻲ ﻓﯾﻪ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﺑﻣﺎ أن
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ ﻧﻔﻌﺎ ﻣﺣﺿﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ ،وﻛذﻟك ﻻﺑد أن ﺗﻛون اﻹرادة اﻟﻣﻌﺑر
ﻋﻧﻬﺎ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ ﺗﺷوﺑﻬﺎ ﻛﺎﻟﻐﻠط واﻹﻛراﻩ واﻟﺗدﻟﯾس واﻻﺳﺗﻐﻼل.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص رﻛن اﻟﺳﺑب ﻓﻠﻘد ﺛﺎر ﺧﻼف ﺣوﻟﻪ ،ﻓﻧﺟد اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑرﻩ اﻟﻐرض
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ،وﺗﺷﺗرط ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ واﻟوﺟود ﻟﺻﺣﺗﻪ ،أﻣﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻌﺗﺑرﻩ اﻟداﻓﻊ أو
اﻟﺑﺎﻋث ﻟﺗﻌﺎﻗد أي اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،وﺗﺷﺗرط ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻟﺻﺣﺗﻪ ،وﻧﺟد اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻗد أﺧذ ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺗﯾن ﻣﻌﺎ ،و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻧظرﯾﺗﯾن ﯾوﺟد رأي ﺛﺎﻟث ﯾرى أﻧﻪ
ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻟزوم ﻟوﺟود اﻟﺳﺑب ﻹﺑرام ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﯾﻌﺗﺑرون اﻟﻌﻘد ﺗﺻرف ﯾﺗﺟرد ﻣن
اﻟﺳﺑب،وذﻟك ﯾﺟﻌل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻧﻌﻘد ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك ﺳﺑب.
وﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻛذﻟك أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ،إذ ﯾﺷﺗﻣل ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻣن
69
ﺧﺎﺗﻣﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺎت ،وﻫﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟداﺋن وﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ أﺻﻠﯾﺔ ،وﻛذا ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻟداﺋن،
وأﺧﯾ ار ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﻛﻔﯾل ،وﻟﻘد أﺛﺎرت ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺟدﻻ ﻛﺑﯾ ار ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺣول ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﻓﻛرة اﻟﺳﺑب.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرﻛن اﻟﻣﺣل ﻓﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﻧﻪ رﻛن أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻛل ﻣن
اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ،أي ﺑوﺟودﻩ وﺻﺣﺗﻪ وﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻪ وﯾرﺗب ﻛﺎﻓﺔ أﺛﺎرﻩ ،وﻟﻛن ﻻ
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﺣل أن ﯾﻛون ﻣوﺟودا وﻗت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻛﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ وﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﺷرطﻲ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط واﻗف أو ﻛﺎن ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ
ﺷرط ﻓﺎﺳﺦ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻛذﻟك ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
و ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﯾﺿﺎ أن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ اﻟوﺟود ﻓﻘطٕ ،واﻧﻣﺎ ﻻﺑد أن ﯾﻛون
ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻣﻌﯾﻧﺎ ،وﻟﻛﻲ ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ﺳواء ﻛﺎن ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ أو
ﺑطﻼﻧﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎٕ ،واذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺳﺑب ﻧﻘص أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣدﯾن وﺗﻣﺳك ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﯾﺻﺑﺢ
اﻟﻛﻔﯾل ﻣدﯾﻧﺎ أﺻﻠﯾﺎ.
وﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﻌﯾﯾن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول أﻧﻪ ﯾﺗﺣﻘق إﻣﺎ ﺑﺣﻠول اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻣﺣل اﻟﺗزام
اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ دون أن ﯾط أر ﻋﻠﯾﻪ أي ﺗﻐﯾﯾر أو ﺗﻌدﯾل وذﻟك ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻣﻛن أن ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول ﻣن ﺣﯾث ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن ،وﻗت اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ،أطراف اﻟﻌﻘد ...اﻟﺦ
ﺣﺳب اﺗﻔﺎق اﻷطراف وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣددة.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗوﻓر اﻟﻣﺣل ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟوﺟود أو ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ ﻟﻠوﺟود،
وﺻﺣﺗﻪ ،واﻟﺗﻌﯾﯾن أو ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن ،ﻓﺈن اﻟﻌﻘد ﻟم ﯾﺳﺗوﻓﻲ اﻟرﻛن اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ رﻛن
اﻟﻣﺣل ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﺑطﺎﻟﻪ.
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻟدﯾﻧﺎ اﻗﺗراح ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص إﺿﺎﻓﺔ رﻛن راﺑﻊ واﻟذي ﯾﺑدو ﻟﻧﺎ رﻛن ﻣﻬم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ اﻷرﻛﺎن اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،واﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟرﻛن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ،أي إﯾﺟﺎد ﺷﻛل ﻣﻌﯾن ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻣﺎ أن
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وﻛذﻟك ﻧظ ار ﻟﻠﺧطورة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸطراف.
وﺑﺈﺿﺎﻓﺔ رﻛن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ إﻟﻰ اﻷرﻛﺎن اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻻﻧﻌﻘﺎدﻫﺎ ﻓﺈن ذﻟك ﯾوﻓر اﻵﻣﺎن واﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن
70
ﺧﺎﺗﻣﺔ
أطراف اﻟﻌﻘد،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺿﻣن اﻟداﺋن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺳﺗﯾﻔﺎء دﯾﻧﻪ ﻣن اﻟﻣدﯾن اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ
اﻟﻛﻔﯾل ﻻﺳﺗﯾﻔﺎءﻩ ،وﻛذﻟك اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﻟﻠداﺋن ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺳﻬل ﻋﻠﯾﻪ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﯾن ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ﻣﻧﻪ ،و ﺑﻬذا ﻧرى أن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻫﻲ رﻛن ﺿروري ﻟﻌﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ.
وﺑﻬذا اﻟﻘدر ﻧﻛون ﻗد وﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺑﺣﺛﻧﺎ اﻟذي ﻧراﻩ ﻣﺗواﺿﻌﺎ ،وﻧرﺟو أن ﻧﻛون ﻗد
ﺳﺎﻫﻣﻧﺎ وﻟو ﺑﻘدر ﺑﺳﯾط ﺑﺗﻘدﯾم إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﺈذا ﻗﺻرﻧﺎ ﻓﯾﻪ
ﻓذﻟك ﯾدل ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻹﻧﺳﺎنٕ ،واذا أﺟدﻧﺎ ﻓذﻟك ﺑﻔﺿل اﷲ وﻋون أﻫل اﻟﻔﺿل.
71
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ:
أوﻻ :اﻟﻛﺗب
-1اﻟﻛﺗب ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ:
-1أﺑو اﻟﺳﻌود رﻣﺿﺎن ﻣﺣﻣد و زﻫران ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،دار
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﻣﺻر.1998 ،
-2أدوار ﻫﺎري ﻧﺟﯾم ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن واﻻﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دون
دار اﻟﻧﺷر ، ،ﻟﺑﻧﺎن.1996 ،
-3اﻟﺑﻛري ﻣﺣﻣد ﻋزﻣﻲ ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ،اﻟﻣﺟﻠد
اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار ﻣﺣﻣود ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ، ،اﻟﻘﺎﻫرة.2006 ،
-5ﺣﺳﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟداﯾم ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻛﺗﺄﻣﯾن ﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﺣﻘوق،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،دار اﻟﻧﺷر
اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺻر.2009،
-6درﺑﺎل ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار
اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر.2004 ،
-7زﻫران ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ) ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ ،ﺣق
اﻻﺧﺗﺻﺎص ،اﻟرﻫن اﻟﺣﯾﺎزي ،ﺣﻘوق اﻻﻣﺗﯾﺎز(،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف،ﻣﺻر.2002 ،
-8اﻟﺳرﺣﺎن إﺑراﻫﯾم ﻋدﻧﺎن ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة)،اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ(،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن.2001 ،
72
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
-9ﺳﻌد ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ و اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ )اﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ ،ﺣق اﻻﺧﺗﺻﺎص ،اﻟرﻫن
اﻟﺣﯾﺎزي ،ﺣﻘوق اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ(،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻣﺻر.2007 ،
-10اﻟﺳﻌدي ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت،
ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻌﻘد واﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،دار
اﻟﻬدى ﻟﻠﻧﺷر واﻟطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر.2009 ،
-11ـ ـ ـ ـ ـ ـ ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﻌﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر.2011 ،
-12ﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر
و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻣﺻر.1994 ،
-13اﻟﺳﻧﻬوري ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻧظرﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،ﻷوﺻﺎف-اﻟﺣواﻟﺔ-اﻻﻧﻘﺿﺎء ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻹﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ،
.1958
-14ـ ـ ـ ـ ـ ـ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﻌﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻟﺑﻧﺎن.1970 ،
-15ـ ـ ـ ـ ـ ـ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﺟﻠد اﻷول ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗزام ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،اﻟﺟزء
اﻷول ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن.2000،
-16ﺳﻲ ﯾوﺳف زاﻫﯾﺔ ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻷﻣل ﻟﻠﻧﺷر واﻟطﺑﺎﻋﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ ،
اﻟﺟزاﺋر.2001 ،
73
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
-18اﻟﺷﻬﺎوي ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟﺗﺿﺎﻣن ،اﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري
واﻟﻣﻘﺎرن ،طﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف،ﻣﺻر .2002
-19طﻠﺑﺔ أﻧوار ،اﻟﻌﻘود اﻟﺻﻐﯾرة)اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث،
دون ﺑﻠد اﻟﻧﺷر.2004،
-20ﻋﺑدﻩ ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ)دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب
وﻣﻧﺷور زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن.2005 ،
-21ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
.2005 اﻟﺟزاﺋر، اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ، اﻟﻣطﺑوﻋﺎت دﯾوان اﻟﺳﺎدﺳﺔ، اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋري،
-22اﻟﻌﻣروﺳﻲ أﻧوار ،اﻟﺗﺿﺎﻣن ،و اﻟﺗﺿﺎﻣم ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار
اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺻر.1999،
-23ﻓﯾﻼﻟﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻟﺟزاﺋر.2005 ،
-24ﻗدادة ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳﯾن ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣﺻﺎدر
اﻻﻟﺗزام ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،اﻟﺟزاﺋر.2005 ،
-26ﻣﺣﻣدي ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﻣﺣﺎﺿرات ،ﻣﻌﻬد اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ،ﺑن ﻋﻛﻧون،
اﻟﺟزاﺋر.1998،
-27ﻣرﺳﻲ ﻣﺣﻣد ﻛﺎﻣل ﺑﺎﺷﺎ ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﺟزء اﻷول )اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ،
اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،اﻟﺳﻣﺳرة ،اﻟﺻﻠﺢ ،اﻟﺗﺣﻛﯾم ،اﻟودﯾﻌﺔ ،اﻟﺣراﺳﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر،
.2005
74
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
-28ﻣرﻗس ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟوﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻣﺟﻠد
اﻟراﺑﻊ ،أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،دار اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت ،ﻣﺻر1992 ،
-29ـ ـ ـ ـ ،اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت ،ﻣﺻر.1994 ،
-30ﻣﻌطﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات
اﻟﺣﻠﺑﻲ ،ﻣﺻر. 2009 ،
-31ﻣﻧﺻور ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺋﺗﻣﺎن ،ﺻور اﻻﺋﺗﻣﺎن وﺿﻣﺎﻧﺎﺗﻪ واﻟوﺳﺎﺋل
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻪ )اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ ،ﺣق اﻟﺗﺧﺻص ،اﻟرﻫن اﻟﺣﯾﺎزي ،ﺣﻘوق
اﻻﻣﺗﯾﺎز ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣﺻر.2001،
-2اﻟﻛﺗب ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ:
-Alex Weill et François Terré, Droit civil, les obligations, Dalloz, Deuscienne
édition, Paris, 1976 .
ﺛﺎﻧﯾﺎ:اﻟﻣذﻛرات اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ:
-1أﺑو ﻣﺷﺎﯾﺦ ﺗوﻓﯾق ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺳﻌﺎد ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﯾن ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،أطروﺣﺔ ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﺎﺑﻠس ،ﻓﻠﺳطﯾن.2006 ،
-2ﺑﺎﻗﻲ وداد ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻋﻘود وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑوﻣرداس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
ﺑودواو.2009 ،
-3ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺳﺎرة ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟﻣﻌﻬد
اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر ،اﻟﺟزاﺋر.2004-2001 ،
75
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
-4ﻛودري ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫراء ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﻔﯾل ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﺋﺗﻣﺎن ،ﻣذﻛرة ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع اﻟﻌﻘود واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر -2012 ،-1-
.2013
ﺛﺎﻟﺛﺎ:اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ:
-1أﻣر رﻗم 75-58اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون 05-07
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 13ﻣﺎي )2007اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم 31اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 13ﻣﺎي (2007
راﺑﻌﺎ:ﻣواﻗﻊ اﻻﻧﺗرﻧت:
76
اﻟﻔﻬرس
اﻟﻔﻬرس
اﻟﺷﻛر
اﻹﻫداء
ﻗﺎﺋﻣﺔ أﻫم اﻟﻣﺧﺗﺻرات
01 ﻣﻘدﻣﺔ..........................................................................
07 اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ................................
08 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﺗراﺿﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ........................................
08 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺷروط اﻧﻌﻘﺎد ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ....................................
09 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة وأﺛﺎرﻩ...................................
09 أوﻻ :اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة................................................
11 ﺛﺎﻧﯾﺎ :آﺛﺎر اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة...........................................
12 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷروط اﻟﻛﻔﯾل اﻟذي ﯾﻠﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ...................
13 أوﻻ :ﯾﺳﺎر اﻟﻛﻔﯾل......................................................
14 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻹﻗﺎﻣﺔ...........................................................
16 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷروط ﺻﺣﺔ اﻟﺗراﺿﻲ......................................
16 اﻟﻔرع اﻷول :اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ......................................
17 أوﻻ :أﻫﻠﯾﺔ اﻟداﺋن......................................................
17 ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾل......................................................
19 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﻼﻣﺔ اﻟرﺿﺎ ﻣن ﻋﯾوب اﻹرادة.............................
19 أوﻻ :اﻟﻐﻠط .............................................................
21 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗدﻟﯾس...........................................................
23 ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻹﻛراﻩ............................................................
24 راﺑﻌﺎ :اﻻﺳﺗﻐﻼل.........................................................
27 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ..........................................
27 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺳﺑب.............................................
77
اﻟﻔﻬرس
78
اﻟﻔﻬرس
54 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻓﯾﻬﺎ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ...............
55 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :أﺛﺎر اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾﻌﻲ........................................
56 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺻﺣﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول وﺗﻌﯾﯾﻧﻪ..................................
56 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺻﺣﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول .......................................
56 اﻟﻔرع اﻷول :ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﺑﺎطل ﺑطﻼن ﻣطﻠق............................
58 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻺﺑطﺎل..................................
59 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﻟﺗزام ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ..................................
60 اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :أﺛﺎر اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول اﻟﺑﺎطل.................................
62 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌﯾﯾن اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻛﻔول أو ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن.......................
62 اﻟﻔرع اﻷول اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ وأﺛﺎرﻫﺎ.......................................
62 أوﻻ :اﻟﻣﻘﺻود اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ...........................................
64 ﺛﺎﻧﯾﺎ:أﺛﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ................................................
65 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣددة وأﺛﺎرﻫﺎ.....................................
65 أوﻻ :اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣددة..........................................
67 ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﺛﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣددة...............................................
69 ﺧﺎﺗﻣﺔ..........................................................................
72 ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ..................................................................
77 اﻟﻔﻬرس........................................................................
79