You are on page 1of 26

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔواﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ–ﻣراﻛش‪-‬‬


‫ﻣﺎﺳﺗر اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫‪-‬اﻟﻔوج اﻟﺛﺎﻟث‪-‬‬

‫إﺷراف اﻟدﻛﺗورة ‪:‬‬ ‫ﻣن اﻧﺟﺎز اﻟطﻠﺑﺔ‪:‬‬


‫ﻧﺎدﯾﺔ أﯾوب‬ ‫ھﺷﺎم ﺣﯾﻣﻲ‬

‫ﻋﺛﻣﺎن ﻟﻌزﯾري‬

‫ﺣﻣزة أﻣﯾن‬
‫ﺳﻣﯾر ﺣوﺳوت‬

‫اﻟﺴ�ﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﯿﺔ ‪2022/2021‬‬


‫ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺧﺗﺻرات‪:‬‬

‫ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬ ‫‪:‬‬ ‫ق‪ .‬م ‪.‬م‬

‫ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‬ ‫‪:‬‬ ‫ق ‪.‬م ‪.‬ج‬

‫اﻟﺻﻔﺣﺔ‬ ‫‪:‬‬ ‫ص‬

‫ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‬ ‫‪:‬‬ ‫م ‪.‬س‬

‫اﻟطﺑﻌﺔ‬ ‫‪:‬‬ ‫ط‬


‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﻻ ﺟدال أن‪ ،‬ﻣﺎ ﺗﻌرﻓﮫ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣن ﺗطور ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻘﻧﻲ‪ ،‬ﯾﺳﺗﻠزم ﻣن ﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ‬
‫اﻟراھن ﺟﻌل ﻣﺟﺎل اﻟﺧﺑرة ﻣﺗﺳﻌﺎ وﻣﺗﻌددا ﻻ ﯾﻘﻊ ﺗﺣت اﻟﺣﺻر وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾﺑرز ذﻟك ﺗﻧوع اﻟﺧﺑرة‪،‬‬
‫ﺑﺗﻧوع ﻣﺟﺎﻻﺗﮭﺎ ﺣﯾث ﻧﺟد ھﻧﺎك اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﺟﺎل اﻟطب واﻟﺷــواھد اﻟطﺑﯾﺔ‪ ،‬ھﻧﺎك‬
‫ﻛذﻟك اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌﻘﺎري واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺳﻣﺔ أو ﺗﺗﮭدم اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ أو أﺳﺑﺎب‬
‫اﻻﻧﮭﯾﺎر أو ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺿﺎر اﻟﺟوار ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻣﺛﻼ ﺑﺎﻟﺣﺎﺋط اﻟﻣﺷﺗرك أو ﻓﺗﺢ‬
‫ﻣطﻼت إﻟﻰ ﻏﯾرھﺎ ﻣن أﻧواع اﻟﺧﺑرات‪...‬‬
‫واﻟﺧﺑرة ﻟﯾﺳت وﻟﯾدة اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﻟﻲ وإﻧﻣﺎ ھﻲ وﻟﯾدة ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻋرﯾﻘﺔ‪ ،‬وﻗد ﺷﮭدت ﺗﻌدﯾﻼت‬
‫ﻋﺑر ﻣراﺣل اﻟﺗطور ﺣﺗﻰ اﺣﺗﺿﻧﺗﮭﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑدورھﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ﻋرف اﻟﺧﺑرة‬
‫ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ ﻟﺗﺄﺳﯾس روﻣﺎ ﻏﯾر أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺣدودة وﻻ ﺗﺗﻌدى اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻛﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﺑﺎﻟﺟوار واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺣﻣل أرﻣﻠﺔ أو زوﺟﺔ ﻣطﻠﻘﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑدورھﺎ أوﻟت اھﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﺑﯾرا ﻟﻠﺧﺑرة إذ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺧﺑﯾر اﺳم ﻣن أﺳﻣﺎء ﷲ‬
‫اﻟﺣﺳﻧﻰ وﻣﻌﻧﺎه اﻹﻟﻣﺎم ﺑظواھر وﺑواطن اﻷﺷﯾﺎء‪ ،‬وﺗﻌﺗﺑر ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء ﻣن اﻟﻣﮭن اﻟﺗﻲ أﻓرد ﻟﮭﺎ‬
‫اﻟﻣﺷرع ﺗﻧظﯾﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻘواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻠزم اﻟﺧﺑﯾر ﺑﺎﻟﺗﻘﯾد ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﺣﯾث أﻓرز ﻟﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون ‪45.00‬‬
‫ﻟﯾﻧظﻣﮭﺎ‪.‬‬
‫وﺗﻌد ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء ﻣن اﻟﻣﮭن اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﻘﺿﺎء‪ ،‬ﻛون اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾطﻠب إﺟراء ﺧﺑرة ﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ ﻗﺑل‬
‫اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻧﺎزﻟﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮫ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ رﻏم ﻛوﻧﮫ ﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻻ أﻧﮫ ﺗﻌوزه‬
‫اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﺑﻌدة ﻣﺟﺎﻻت أﺧرى ﻓﺎﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﻠﺣﻛم‬
‫ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧوازل اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻛوﻧﮭﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ إﺟراء ﺧﺑرة ﺗﻘﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﮫ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ھو ﻓﻧﻲ أو ﺗﻘﻧﻲ ﻟﺗﻛوﯾن ﻓﻛرة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺣول اﻟدﻋوى‪ ،‬دون أن ﯾﻛون اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻠزﻣﺎ‬
‫ﺑﺎﻷخ ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫أھﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع‪:‬‬
‫ﺗﺑرز أھﻣﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﻋدة ﻧواﺣﻲ ﻣﺗﻌدد ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‪:‬‬
‫اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺑﯾﺎن اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻘواﻋد واﻟﺿواﺑــط اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻣﮭﻧﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 45.00‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﺗﺟﻠﻰ اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑراء ﻓﻲ ﻛون‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻠزم ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺑﺈﺟراء ﺧﺑرة ﻟﻛﻲ ﯾﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣﻛﻣﺎ‪ ،‬وھﻛذا ﻓﺈن ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء‬
‫ھﻲ ﻣن اﻟﻣﮭن اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﻘﺿﺎء‪.‬‬

‫‪ 1‬ــ ﺟودﯾﺔ ﺧﻠﯾل‪ " ،‬اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌﻘﺎري " ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣراﻛش ‪2000‬ـ‪ ،2001‬ص ‪.12‬‬
‫‪1‬‬
‫اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫إن ھذا اﻟﻣوﺿوع ﺗﺗﺟﺎذﺑﮫ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷھﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻔﺎدھﺎ ﻣدى ﻣﺳﺎھﻣﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬
‫ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺎدام اﻧﮫ ﯾﻧﺗﻣﻲ ﻟﻣﮭﻧﺔ ﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﻘﺿﺎء‪.‬‬
‫ﺗﺗﻔرع ﻋن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣورﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﻣوﺿوع ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ‪:‬‬
‫ــ ﻣﺎ ﻣﻔﮭوم اﻟﺧﺑراء؟‬
‫ــ ﻣﺎ ھﻲ اﻟﺷروط أﻻزﻣﺔ ﻟوﻟوج ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء؟‬
‫ــ ﻛﯾف ﻧظم اﻟﻣﺷرع ﺿواﺑط ﺣﻘوق وﻣﮭﺎم اﻟﺧﺑراء؟‬
‫ــ ﻣﺎ ھﻲ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن إﺧﻼﻟﮭﺎ؟‬
‫اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﻌﺗﻣد‪:‬‬
‫ﺳﻧﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟوﺻﻔﻲ‪ ،‬اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻌززﯾن‬
‫ذﻟك ﺑﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﻧﮭﺟﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺟزاءات إﺧﻼل اﻟﺧﺑﯾر ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﮭﻧﺗﮫ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺨﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‬
‫اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ھﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ –وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻻﺳـﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﮭـﺎ ‪-‬‬
‫واﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﮭﺎ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ﺑﺷﺄن اﻟﻣﺳﺎﺋل ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ أو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻـﻌب ﻋﻠﯾﮭـﺎ‬
‫ﻟوﺣدھﺎ إدراﻛﮭﺎ أو اﺳﺗﺧﻼﺻﮭﺎ ﻟوﺣدھﺎ أو اﻟﺗﻘرﯾر ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ‪ .‬وھﻲ إﺟراء ﯾﺗﻣﯾز ﻋـن ﺑـﺎﻗﻲ إﺟـراءات‬
‫اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻷﺧرى ﻛﺎﻷﺑﺣﺎث واﻟﯾﻣﯾن وﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺧطوط ‪ ،...‬ﻟﻛوﻧﮭﺎ ﻻ ﺗرﺗﺑط ﺑﻘواﻋـد اﻹﺛﺑـﺎت‬
‫اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻗرار واﻟﻛﺗﺎﺑـﺔ واﻟﯾﻣـﯾن‬
‫وﺷﮭﺎدة اﻟﺷﮭود واﻟﻘرﯾﻧﺔ‪.‬ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ –اﻟﻔﺻول ﻣن ‪ 59‬إﻟﻰ ‪ - 66‬ﻧﻼﺣظ‬
‫أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﻌرف اﻟﺧﺑرة‪ ،‬ﻻ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة وﻻ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻗد أﺣﺎط‬
‫ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺑﺄﻏﻠب وأھم ﺟواﻧﺑﮭﺎ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻣﺳﺎﺋل ﺗﻘﻧﯾﺔ‬
‫وﻓﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑواﺳطﺔ أھل اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ } اﻟﻣطﻠب اﻷول {‪ ،‬واﻟذي‬
‫ﺗﺳﻧد ﻟﮫ اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻋن طرﯾﻖ ﺣﻛم ﺗﻣﮭﯾدي ﻗﺎﺿﻲ ﺑﺈﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ } اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ {‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻻول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻤﮭﻨﺔ اﻟﺨﺒﺮاء‬

‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺎﻧون ‪ 45.00‬اﻻطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﮭﻧﺔ ﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﻘﺿﺎء‬
‫ﻓﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة اﻻوﻟﻰ ﻣﻧﮫ ‪ ،‬ﻟﺷﻠك ﻓﻘد ﻋﻣد اﻟﻣﺷرع اﻟﻰ ﺗﻧزﯾﻣﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﮭم ﻧظرا ﻟﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺳطرة دﻋوى اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻓظﻼ ﻋن أﻧﮫ اوﻟﻰ اھﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ق م م وق م ج ‪.‬ﻟﻼﻟﻣﺎن ﺑﮭذا‬
‫اﻟﻣطﻠب وﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺗطرق اﻟﻰ ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﺧﺑرة )اﻟﻔﻘرة اﻻوﻟﻰ (ت ﺗم ﺑﻌد ذﻟك ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣﺳطرة‬
‫ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ (‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ ‪ :‬ﻣﺎھﯿﺔ اﻟﺨﺒﺮة اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ‬
‫ﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﮫ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ق م م ﻋﻣل إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم إﺟراء اﻟﺧﺑﯾر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره إﺟراء ﻣن‬
‫إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣن أﺟل ﺗﺳﮭﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣن ﺟﮭﺔ ‪ ،‬وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻌداﻟﺔ‬
‫واﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎﯩﯾﺔ ‪.‬ﻟذﻟك ﻓﻣن أﺟل دراﺳﺔ اﻟﻔﻘرة وﺟب ﻏﻠﯾﻧﺎ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗطرق ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺧﺑرة‬
‫وﺧﺻﺎﺋﺻﮭﺎ )اوﻻ ( ﺛم ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣﺳطرة ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى )ﺛﺎﻧﯾﺎ(‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌرﯾف وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺧﺑرة‬
‫ﯾﻌرف ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺧﺑرة ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ "إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﯾﻌﮭد ﺑﮭﺎ اﻟﻰ ﺗﻘﻧﻲ أو ﻓﻧﻲ‬
‫ﯾﻌﯾن ﻣن ﻟدن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن أﺟل اﺑداء رأي ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻗﻌﯾﺔ ﺗﺗطﻠب ﺗﻛوﯾﻧﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮫ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وﻻﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ أي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال اﺳﺗﺷﺎرة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ "‪.2‬وﻗد ﻋرﻓﮭﺎ ﺟﺎﻧب آﺧر ﺑﺄﻧﮭﺎ "إﺟراء‬
‫ﻟﻠﺗﺣﻘﯾﻖ ﯾﻌﮭد ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ ﺷﺧص ﻣﺧﺗص ﯾﻧﻌت ﺑﺎﻟﺧﺑﯾر ﻟﯾﻘوم ﺑﻣﮭﻣﺔ ﻣﺣددة ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑواﻗﻌﺔ أو‬
‫وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ﯾﺳﺗﻠزم ﺑﺣﺛﮭﺎ أو ﺗﻘدﯾرھﺎ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم إﺑداء رأي ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻣﺎ أو ﻓﻧﺎ ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻓﻲ‬

‫‪ADOLPHE RUOLT- codel de procudure civil annoté Rabat s.d.p652‬‬


‫‪3‬‬
‫اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي ﻟﯾﻘدم ﻟﮫ ﺑﯾﺎﻧﺎ أو رأﯾﺎ ﻓﻧﯾﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟوﺻول إﻟﯾﮫ وﺣده" ‪ 3‬وﻗد ﻧص اﻟﻔﺻل‬
‫‪ 59‬ﻣن ق م م ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻧﻘط اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺧﺑرة ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﺗﻛون ﺗﻘﻧﯾﺔ‬
‫ﻻﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭﺎﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون "‪.‬وﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 171‬ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ " ﯾﺟوز ﻟﻛل ھﯾﺄة ﻣن ھﯾﺋﺎت‬
‫اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أو اﻟﺣﻛم ﻛﻠﻣﺎ ﻋرﺿت ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻘﻧﯾﺔ أن ﺗﺄﻣر ﺑﻧدب ﺧﺑراء "‪ ،‬وﻧص ﻛذﻟك اﻟﻔﺻل ‪ 175‬ﻣن‬
‫ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون "أن ﻣﺄﻣورﯾﺔ اﻟﺧﺑراء ﻟﯾس اﻟﻐرض ﻣﻧﮭﺎ ﺳوى إﻣﻌﺎن اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﺗﻘﻧﯾﺔ ﯾﺟب داﺋﻣﺎ‬
‫أن ﺗوﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﻘرر اﻟﺻﺎدر ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺧﺑرة "‪.‬‬
‫ﻣن ﺟﮭﺗﮫ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‪-‬ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ‪ -‬ﻓﻲ أﺣد ﻗراراﺗﮫ ﻋرﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن‬
‫‪4‬‬
‫وﺳﺎﺋل اﻻﺛﺑﺎت ﺗﻣﻠك ﻣﻌﮭﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ‪.‬‬
‫وﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظرﻧﺎ ﯾﻛﻣن أن ﻧﻌرﻓﺔ اﻟﺧﺑرة ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﮭﺎرات واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ‬
‫اﻟﺧﺑﯾر ﻣن أﺟل ﺗﻧوﯾر ﺑﺻﯾرة اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ واﻹﻧﺻﺎف‪ .‬ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظرﻧﺎ‬
‫اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻋﻠﻰ ‪-‬ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ‪ -‬ﻓﯾﮫ ﻧوع ﻣن اﻟﻠﺑس إذ ﺧﻠط ﺑﯾن وﺳﺎﺋل‬
‫اﻻﺛﺑﺎت وإﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ‪ ،‬ﻓوﺳﺎﺋل اﻻﺛﺑﺎت ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻗظ ل ع أﻣﺎ اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ ق م م‬
‫ﺿﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ وﺷﺗﺎﻧﺎ ﺑﯾن اﻹﺛﺑﺎت واﻟﺗﺣﻘﯾﻖ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺄﻧواع ﻓﮭﻲ ﺗﻘﺳم اﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ‪:‬‬
‫‪-‬ﺧﺑرة ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ‪ :‬وھﻲ اﻟﺧﺑرة اﻟﺗﻲ ﯾطﻠب اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯩﺎﻟﻧﻘط اﻟﺗﻲ‬
‫ﺣددھﺎ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻷﻣر ‪ ،‬وﻗد ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ إﻣﺎ اﻟﺧﺑﯾر ﻧﻔﺳﮫ اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ أو ﺧﺑﯾر آﺧر ﯾﻌﯾﻧﮫ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗري اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻧﺟزة ﻋﻠﻰ ذﻣﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻧﻘﺻﺎن واﺿﺢ‪ ،‬او‬
‫أن اﻟﺧﺑﯾر ﻟم ﯾﺟب ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺋﻠﺔ واﻟﻧﻘط اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾن ﻣن أﺟﻠﮭﺎ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﺿﺎدة ‪:‬ﯾطﻠﺑﮭﺎ اﻟﺧﺻوم أو ﺗﺄﺛر ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﮭﺎ وﯾﻛون ﻣوﺿوﻋﮭﺎ‬
‫ﻣراﻗﺑﺔ ﺻﺣﺔ اﻟﻣﻌطﯾﺎت وﺳﻼﻣﺔ وﺻدق ﻣﺎ ﺧﻠﺻت إﻟﯾﮭﺎ ﻟﺧﺑرة اﻷوﻟﻰ وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد وﺟب‬
‫اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾﻧﮫ ‪-‬أي اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﺿﺎدة – ﻣﻊ اﻟﺧﺑرة اﻟﺟدﯾدة ٱذ أن ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗرﻓض ﻓﯾﮭﺎ‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ اﻟﺧﺑرة اﻷوﻟﻰ ﻷي ﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺑطﻼن واﻟذي ﯾﻛون ﻟﻌﯾب ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع أو‬
‫اﻟﺷﻛل‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪:‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺧﺑرة‬
‫ﺗﺗﻣﯾز اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟوھرﯾﺔ واﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻧﺟد‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺧﺑرة ﺗﻛون ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎس ‪ :‬ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 2‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 45.00‬ﺑﺈﻋﺗﺑﻐره إطﺎرا ﻣﻧظﻣﺎ ﻟﻣﮭﻧﺔ‬
‫اﻟﺧﺑراء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﮫ أن ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻰ اﻟﺧﺑرة ﻗﺻد اﻻﺳﺗﯩﻧﺎس ﻟﯾس إﻻ وﻻ ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ‬
‫ﺑﺎﻻﺧذ ﺑﮭﺎ ﻣﺑدﺋﯾﺎ‪.‬ﻟﻛن ﯾﺟب أن ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن ھﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺧﺑرة ﻣﮭﻣﺔ ﺟدا‬
‫ﻛﺎﻟﻣﺎدة اﻻﺳرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل وﻟو ﻟم ﯾﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ إﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻻﺧذ ﺑﮭﺎ او ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻛﻣﺎ ﻟو ﺗﻌﻠﻖ اﻻﻣر ﺑﺎﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ظﮭﯾر ‪ 1984‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺣوادث اﻟﺳﯾر‬

‫‪3‬واﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺧﺎﻟد اﻟﺷرﻗﺎوي اﻟﺳﻣوﻧﻲ ‪1998‬ﻗوم ﻣﺎﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﯩﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء‬


‫‪4‬اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻗرار ﻋدد ‪ 4963‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1984/5/29‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ 41‬ص ‪.245‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬اﻟﺧﺑرة ﺗﻛون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﻣر ﺗﻣﮭﯾدي‪ :‬ﻣن ﻣﻧطﻠﻖ أن اﻟﺧﺑرة إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻓﺈن‬
‫ذﻟك ﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﺗﻛون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﯾﻧﺗﮭﻲ ﺑﺄﻣر ﺗﻣﮭﯾدي ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑوﻟﮫ ﻓﮭو ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟﻣﻘﺎل‬
‫اﻷﺻﻠﻲ ‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﮫ ﺑﻣوﺟب ‪ 140‬ق م م ﻣﻊ اﻟﺟوھر ﻓﻲ آن واﺣد ‪ . 5‬وﻟﻛن اﻟﻧﻘﺎش واﻟﺳؤال‬
‫اﻟذي ﯾﺛﺎر ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ھو ﺳﻛوت اﻟﻣﺷرع ﻋن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺑرﯾر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟرﻓض طﻠب اﻟﺧﺑرة ‪.‬ﻻن‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻣﮭﯾدي ﯾﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﮫ ﻓرﺿﯾﺗﯾن ؛ اﻷوﻟﻰ ھﻲ ﻗﺑول اﻹذن ﺑﺎﻟﺧﺑرة واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋدم اﻷﺧذ‬
‫ﺑﺎﻟﺧﺑرة ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ق م م ﻋن ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ق م ج اﻟذي ﯾﻧص ﻓﯾﮭﺎ‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 171‬ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﮭﺎ ‪ 3‬ﻋﻠﻰ أن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻲ رﻓض إﺟراء اﻟﺧﺑرة ﻓﺈﻧﮫ‬
‫ﯾﻛون ﻣﻠزم ﺑﺈﺻدار أﻣر ﻣﻌﻠل وﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف ‪.‬وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ذھب اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ‬
‫أن اﻟﺣﻛم اﻟﺟﻧﺣﻲ اﻟذي أﻏﻔل اﻟﺟواب ﻋﻠﻰ طﻠب إﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺑرة طﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻌﺟز‬
‫‪6‬‬
‫اﻟﻼﺣﻖ ﺑﮫ‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﯾﻌﻣم وﺟوب ﺗﻌﻠﯾل رﻓض اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟطﻠب إﺟراء اﻟﺧﺑرة ﺳواء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣر‬
‫ﺑﻘﺎض ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟزﺟرﯾﺔ أو ﻗﺎض ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪ .‬إذ اﻋﺗر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻛل رﻓض ھذا‬
‫‪7‬‬
‫اﻟﺑﺎب ﻣن ﻏﯾر ﺗﻌﻠﯾل ﻣوﺟب ﻟﻠﻧﻘض ودون ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ او اﻟزﺟرﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺧﺑرة ﺗﻛون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﯾﯾن ‪ :‬إن ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر أﻣر ﻣوﻛول إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ‬
‫وﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 45.00‬اﻟذي ﺗﻔﯾد‬
‫اﻹﻣﻛﺎن ﻻ اﻟوﺟوب ﻓﮭو اﻟذي ﻟﮫ وﺣده ﺣﻖ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟطﻠب اﻟﺧﺑرة او ﻋدم إﺟراﺋﮭﺎ وﻻ رﻗﺎﺑﺔ‬
‫ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻛﻠب ﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب ﻣﺑررة‪ 8‬ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺻوم إﺟﺑﺎره ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻌﯾﯾن ﺧﺑﯾر ﺑذاﺗﮫ ﻓﻘد ﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 55‬ﻣن ق م م ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻷطراف أو‬
‫أﺣده أو ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ أن ﯾﺄﻣر ﻗﺑل اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺟوھر اﻟدﻋوى ﺑﺈﺟراء ﺧﺑرة أو وﻗوف ﻋﻠﻰ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن أو‬
‫ﺑﺣث أو ﺗﺣﻘﯾﻖ أو ﺧطوط او أي اﺟراء آﺧر ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ " ‪ .‬وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ھذا‬
‫اﻟﻧص ﯾﺗﻌﺎرض ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري ﺻراﺣﺔ ﺑﻘوﻟﮫ ‪ ":‬إذا اﺗﻔﻖ اﻟﺧﺻوم ﻋﻠﻰ إﺧﺗﯾﺎر‬
‫ﺧﺑﯾر أو ﺛﻼث ﺧﺑراء أﻗرت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﺗﻔﺎﻗﮭم " ‪.9‬‬
‫وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺧﺗﺎر ﺧﺑﯾر ﻣﻘﯾد ﻓﻲ ﺟدول اﻟﺧﺑراء ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﮫ أن ﯾﺧﺗﺎر ﺧﺑﯾرا ﺧﺎرج‬
‫اﻟﺟدول وذﻟك ﺑﺻﻔﺔ إﺳﺗﺛﻧﺎﯩﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎﻟم ﯾوﺟد ﺧﺑراء ﻣﻘﯾدﯾن ﻓﯾﮫ ‪ .‬وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي اﺧﺗﯾر ﺧﺎرج اﻟﺟدول أن ﯾؤدي اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻻي ﻋﯾﻧﮭﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗﺑل أداء ﻣﮭﻣﺗﮫ وإﻻ اﻋﺗﺑر ﻋﻣﻠﮫ ﺑﺎطﻼ ﺣﺗﻰ وﻟو أدى اﻟﯾﻣﯾن ﺑﻌد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﻣﮭﻣﺗﮫ او ﺑﻌد‬
‫اﻟﺑدأ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾدھﺎ‪.‬وھذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﮫ ق م م ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﮫ " وﻋﻧد ﻋدم وﺟود ﺧﺑﯾر ﻣدرج ﺑﺎﻟﺟدول‬
‫ﯾﻣﻛن ﺑﺻﻔﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻌﯾن ﺧﺑﯾرا ﻟﮭذا اﻟﻧزاع ‪ ،‬وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر أن‬
‫ﯾؤدي اﻟﯾﻣﯾن أﻣﺎم اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﺑت ﻓﻲ اﻟﻧزاع ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘوم ﺑﺄﻣﺎﻧﺔوإﺧﻼص ﺑﺎﻟﻣﮭﻣﺔ‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬ط‪ 2‬اﻟرﺑﺎط ‪ 1983‬ص‪ 202‬ھ ‪83‬ﻗرار ﻋدد ‪ 757‬ﺑﺗﺎرﯾﺞ ‪ 1971/7/8‬أورده اﻟدﻛﺗور أﺣﻣد اﻟﺧﻣﻠﯾﺷﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ‪-‬ﺷرح‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﺑﺔ ‪-‬‬
‫‪7‬اﺑراھﯾم زﻋﯾم ‪-‬ﻧظﺎم اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ – ط‪ 1‬ﻣراﻛش ‪ 1993‬ص ‪43‬‬
‫‪8‬ﻣﺣﻣد اوﻏرﯾس "اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺣوادث اﻟﺷﻐل " ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺟرﯾدة اﻟﻌﻠم ‪ ،‬ﻋدد ‪ 16997‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪19/11/1996‬‬
‫‪9‬اﻟﻣﺎدة ‪ 136‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺛﺑﺎت‬
‫‪5‬‬
‫اﻟﻣﺳﻧد إﻟﯾﮫ وأن ﯾﻌطﻲ رأﯾﮫ ﺑﻛل ﺗﺟرد واﺳﺗﻘﻼل ﻣﺎﻟم ﯾﻌﻔﯾﮫ اﻻطراف ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﮭم ‪ .‬وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد‬
‫ﻧورد ﻗرارا ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض " اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم أداء اﻟﺧﺑﯾر ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن ﻧﻘطﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﺳك‬
‫‪10‬‬
‫ﺑﮭﺎ ﻟﻠطﻌن ﻓﻲ اﻟﺧﺑرة وﻟو ﺑﻌد إﺟراﺋﮭﺎ ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻔﺻل ‪ 59‬اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أﻋﻼه ‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪:‬ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ ﺗﺠﺮﯾﺢ اﻟﺨﺒﯿﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬
‫ان اﻗرار اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟﻸطراف ﺑﺎﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ھو ﺗﺟﺳﯾد ﻓﻌﻠﻲ ﻟﻣدى ﺣرص‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻧزاھﺔ اﻟﺧﺑراء وﺣﯾﺎدھم ‪ ،‬وﻛذا ﺟﻌل ﻛل ﺧﺑﯾر ﻻ ﯾﻧﺗدب إﻻ ﻓﯾﺈطﺎر ﺗﺧﺻﺻﮫ ﺣﺗﻰ‬
‫ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ أن ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﺷورة ﻣﻧﮫ ﺗﻛون ذات ﻣﺻداﻗﯾﺔ ﺗﻧور ﺑﺻﯾرة اﻟﻘﺎﺿﻲ وﺗﺟﻧﺑﮫ اﻟطﻌن‬
‫ﻓﯾﺗﻘرﯾره ﻣن طرف اﻟﺧﺻوم )أوﻻ( ‪.‬ھذا وﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ﻓﺈﻧﮫ وﺟب اﺗﺑﺎع ﻣﺳطرة إﺟراﺋﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ق م م )ﺛﺎﻧﯾﺎ(‬
‫أوﻻ ‪:‬ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر‬
‫ﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ ق م م ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹﺟراﯩﻲ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻧص ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﺻل ‪ 62‬ق م م ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ‪:‬‬
‫ﯾﻣﻛن ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﺗﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻟﻠﻘراﺑﺔ أو اﻟﻣﺻﺎھرة ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن أﺣد اﻷطراف‬
‫إﻟﻰ درﺟﺔ اﺑن اﻟﻌم اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﻊ إدﺧﺎل اﻟﻐﺎﯾﺔ‬
‫–إذا ﻛﺎن ھﻧﺎك ﻧزاع ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن أﺣد اﻷطراف؛‬
‫–إذا ﻋﯾن ﻹﻧﺟﺎز اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ؛‬
‫‪-‬إذا ﺳﺑﻖ ﻟﮫ أن أﺑدى رأﯾﺎ أو أدﻟﻰ ﺑﺷﮭﺎدة ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع؛‬
‫‪-‬إذا ﻛﺎن ﻣﺳﺗﺷﺎرا ﻷﺣد اﻷطراف؛‬
‫–ﻷي ﺳﺑب ﺧطﯾر آﺧر‪.‬‬
‫ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺑﯾر أن ﯾﺛﯾر أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﮫ‪.‬‬
‫ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻘدﯾم طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ داﺧل أﺟل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻘرر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر‪.‬‬
‫ﺗﺑت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ داﺧل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾﻣﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﻘﺑل ھذا اﻟﻣﻘرر أي‬
‫طﻌن إﻻ ﻣﻊ اﻟﺣﻛم اﻟﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺟوھر‪.‬‬
‫ﺑﻌد أن وﺟﮫ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ إﻧﺗﻘﺎدات ﻛﺛﯾرة ﻟﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل اﻋﻼه ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﻌدم ﺗﺣظﯾد اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﺄﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﺑﺷﻛل أﻛﺛر دﻗﺔ ووﺿوح ‪ ،‬ﻋﻣل أﺧﯾرا ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾﻠﮫ‬
‫ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ‪. 45.00‬‬
‫وھﻛذا ﺑﺎﺳﺗﻘراﺋﻧﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذا اﻟﻔﺻل ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺗﺟﺎوز اﻟﻧﻘﺎرص اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت‬
‫‪11‬‬
‫ﺗﻌﺗري اﻟﻔﺻل ‪ 62‬ﻣن ق م م ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﮫ وﻗﺎم ﺑﺗﻌداد أﺳﺑﺎب ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر وﺗوﺿﯾﺣﮭﺎ‬

‫‪10‬ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض رﻗم ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 18‬ﯾوﻧﯾو ‪ -1980‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻋﻠﻰ ‪ ،‬ﻋدد ‪ 3‬ص‪105‬‬
‫‪6‬‬
‫واﻟﺟدﯾﻰ ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظ أﯾﺿﺎ أن اﻟﻣﺷرع أﯾﺿﺎ ﻗد أﻋطﻰ ﻟﻠﺧﺑﯾر اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟرﯾﺢ ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﯾﯾﻧﮫ‬
‫وھذا ﯾﺟرﻧﺎ إﻟﻰ طرح ﺗﺳﺎؤل ﻣﻧطﻘﻲ وﻣﺷروع ‪ :‬أﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺑﯾر أﺳﺗﻌﻣﺎل ھذا اﻟﺳﺑب ﻟﻠﺗﮭرب ﻣن‬
‫اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﮭﻣﺗﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎﻧﺣﺳب رأﯾﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻻﯾﺟب اﺳﺗﻌﻣﺎل ھذا اﻟﺣﻖ او ھذه اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اطﻼﻗﮭﺎ ﺑل ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر أن ﯾﻘرن ﺗﺟرﯾﺢ ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺗﻌﻠﯾل واﺿﺢ وﺗﺳﺑﺑب ﻣﻘﺑول وﻣﻌﻘول‬
‫ﻓظﻼ ﻋﻠﻰ ھذا ﻓﻘد ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن ﺧﺑﯾر ﻏﯾر ﻣﺳﺟل ﻓﻲ ﺟدول اﻟﺧﺑراء ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﺧﺑﯾر او‬
‫ﺧﺑراء داﺧل اﻟﺟدول ﻓﻲ اﻟﺗﺧﺻص اﻟﻣطﻠوب ‪ .‬اﻻﺷﻛﺎل اﻟﻣطروح ھﻧﺎ ھل ﯾﺣﻖ ﻟﻼطراف ﻓﻲ ھذه‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 62‬ﺟﻌل ﻣن ﺑﯾن أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ أن ﯾﺗوﻓر‬
‫ﻋﻠﻰ اي ﺳﺑب ﺧطﯾر ﻣوﺟب ﻟﻠﺗﺟرﯾﺢ ؟‪.‬‬
‫ﺣﺳب راﯾﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﯾﺟب ﺑداﯾﺔ اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ اﻻن اﻟﺣﻛم اﻻﻣر ﺑﺎﺣراء اﻟﺧﺑرة ﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﻛون‬
‫ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ ﻟﻠﺳﺑب اﻟذي ﺟﻌل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻌﯾن ﺧﺑﯾرا ﻏﯾر ﻣﺳﺟل ﺑﺎﻟﺟدول ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟرﺟم ﻣن وﺟود ﺧﺑراء‬
‫ﺑﺎﻟﺟدول ﻟﮭم ﻧﻔس اﻟﺗﺧﺻص واﻟﺑﺣث ﺣول ﺟدﯾﺔ اﻟﺳﺑب اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻣن ﻋدﻣﮫ وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﯩﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺑﯾن ﻋدم ﺟدﯾﺔ اﻟﺳﺑب واﻻ اﻟﻌﻛس‪ ،.‬وﻧﺷﺑر‬
‫اﻟﻰ ان ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻘض اﻋﺗﺑرت ﻓﻲ أﺣد ﻗراراﺗﮭﺎ ان ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺳﺟل ﻓﻲ ﺟدول‬
‫اﻟﺧﺑراء ﻻ ﯾدﺧل ﺿﻣن اﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ‪.‬‬
‫وﻣن ﺟﮭﺔ اﺧرى ﻓﺎﻟﺗﺟرﯾﺢ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯩﺎﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻠﻘﺎﯩﯾﺎ وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ‬
‫ﺑﺎﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح اﻟﺧﺻوم او اﺗﻔﺎﻗﮭم وﯾﺳﺗﻔﺎد ذﻟك ﻣن اﻟﻔﺻل ‪ 62‬ق م م واﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ "ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟطرف ﺗوﺟد ﻟدﯾﮫ وﺳﺎﯩل ﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ اﻟﻘﺎﺿﯾﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ داﺧل ﺧﻣﺳﺔ اﯾﺎم ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ‬
‫ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر ‪."...‬ﻓﺎﻟﺧﺑراء اﻟذي اﺗﻔﻖ اﻟﺧﺻوم ﻋﻠﻰ اﺧﯾﺎرھم ﯾﻔﺗرض اﻟﻣﺷرع ﺗﻧﺎزل اﻟﺧﺻوم ﻋن‬
‫ﺗﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗﺑل اﺧﺗﯾﺎرھم ﻓﺎﻟﻣﻔروض ﻓﻲ اﻟﺧﺻوم اﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺧﺑﯾر ﻗﺑل اﻻﺗﻔﺎق‬
‫ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح اﻧﺗداﺑﮫ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪.‬‬
‫وﯾﺑﻘﻲ اﻟﻣﺷﻛل اﻟذي ﯾطرﺣﮫ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ھو اﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ‪،‬وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻧﺟد ﻣﺟﻣوﻋﺔ‬
‫ﻣن ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻟﻛن‪" ،‬ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﻧﻌﺗﮫ اﻟطﺎﻟﺑﺗﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻔﺻل‬
‫‪ 62‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " ﯾﻣﻛن ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ‬
‫ﻟﻠﻘراﺑﺔ او اﻟﻣﺻﺎھرة ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﺣد اﻷطراف اﻟﻰ درﺟﺔ اﺑن اﻟﻌم اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﻊ إدﺧﺎل اﻟﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬إذا ﻛﺎن‬
‫ھﻧﺎك ﻧزاع ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن أﺣد اﻷطراف‬
‫و إذا ﻋﯾن ﻻﻧﺟﺎز اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ‪ ،‬ةﯾﺗﻌﯾن ﺗﻘدﯾم طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ داﺧل أﺟل‬
‫ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾﻣﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﻘﺑل ھذا اﻟﻣﻘرر أي طﻌن اﻻ ﻣﻊ اﻟﺣﻛم اﻟﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺟوھر"‪,‬‬
‫واﻟﺛﺎﺑت أن طﺎﻟﺑﺔ اﻟﻧﻘض ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟم ﺗﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺧﺑﯾر‬
‫اﻟﻣﻌﯾن اﺑﺗداﺋﯾﺎ اﻻ ﺑﻌد إﻧﺟﺎز اﻟﺧﺑرة وﺗﻌﯾن اﻟﻣﻠف ﻣن ﺟدﯾد ﺑﺟﻠﺳﺎت اﻟﺣﻛم‪ ،‬وذﻟك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣذﻛرﺗﮭﺎ‬
‫ﺑﻌد اﻟﺧﺑرة اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﺑﺟﻠﺳﺔ ‪ 2011/3/2‬ﻋﻠﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻗد ﺗوﺻﻠت ﺑﺎﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻟﺣﺿور إﺟراءات‬
‫اﻟﺧﺑرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2011/1/13‬ﺣﺳب اﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﻣرﺟوع اﻟﺑرﯾد اﻟﻣرﻓﻖ ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑرة‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻌﮫ‬

‫‪11‬اﻟﻔﺻل ‪ 62‬ﻣن ق م م ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﮫ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ‪ 85.00‬اﻟﺻﺎدر ‪" 26/12/ 200‬ﯾﺗﻌﯾن ﻋل اﻟطرف اﻟذي ﺗوﺟد وﺳﺎﺋل‬
‫ﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ داﺧل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر ‪ ،‬ﺑطﻠب ﻣوﻗﻊ ﻣﻧﮫ أو ﻣن وﻛﯾﻠﮫ ﻣﺑﯾﻧﺎ‬
‫اﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ‪ ،‬ﯾﺑت ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ دون ﺗﺄﺧﯾر وﻻ ﯾﻘﺑل إﻻ ﻟﻠﻘراﺑﺔ اﻟﻘرﯾﺑﺔ أو ﻷﺳﺑﺎب ﺧطﯾرة أﺧرى"‬
‫‪7‬‬
‫ﻣﺎ أﺛﯾر ﻓﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻏﯾر ﺟدﯾر ﺑﺎﻻﻋﺗﺑﺎر واﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر أﺳﺎس‪ .‬اﻟﻘــرار ﻋـدد ‪ 1163‬اﻟﻣؤرخ‬
‫ﻓـﻲ ‪ 2013/9/12‬ﻣﻠف اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋــــدد ‪"2012/1/5/1140‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻣﺳطرة ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫إن اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻣﺳﺎﻟﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺎر ﻗﺑل ﺑدأ‬
‫‪12‬‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻓﻲ اﻟﺟوھر ‪ ،‬وإﻻ ﻋﺎدت ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ‪ 49‬ﻣن ق م م‬
‫وھﻛذا ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻘدﯾم طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﻋﯾن اﻟﺧﺑﯾر ﺧﻼل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻎ طﺎﻟب‬
‫اﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﻘرار اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر ‪،‬ﻋﻠﻰ ان ﯾﻛون ﻣوﻗﻌﺎ ﻏﻠﯾﮫ ﻣﻧﮫ او ﻣن وﻛﯾﻠﮫ ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ أﺳﺑﺎب‬
‫اﻟﺗﺟرﯾﺢ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺿﻣﺎر ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺄن " اﻷﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﺧﺑﯾر او اﺳﺗﺑداﻟﮫ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن‬
‫ﯾﺑﻠﻎ ﻟﻣن ﯾﻌﻧﯾﮫ اﻷﻣر ﻟﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﮭم ﻓﻲ اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻗﺑل اﻟﻘﯾﺎ ﺑﺈﺟراءات اﻟﺧﺑﯾر وان ﻋدم‬
‫اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭذا اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ﺣﺗﻣﺎ ﺑطﻼن ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺣراءات اﻟﻼﺣﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑرة ﻣﺎدام ﻣن ﯾﻌﻧﯾﮫ‬
‫اﻷﻣر ﻗد ﺗﻣﺳك ﺑﮭذا اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﮫ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر " ‪.‬وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻘدﯾم‬
‫طﻠب ﺗﺟرﯾﺢ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﻋﯾن اﻟﺧﺑﯾر ﺧﻼل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻎ طﺎﻟب اﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻣﻛﺗوﺑﺎ ﻣوﻗﻌﺎ ﻣن طﺎﻟب اﻟﺗﺟرﯾﺢ أو ﻣن ﻗﺑل وﻛﯾﻠﮫ ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ان‬
‫ﯾﺗﺿﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ‪.‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم اﻟﺑت ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ داﺧل اﺟل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣدﯾد‬
‫ھذا اﻟﻣدى اﻟزﻣﻧﻲ ﺟدﯾدا ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺈﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺑت ﻓﻲ‬
‫طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ دون ﺗﺄﺧﯾر ‪ ،‬وﻋﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋﺎﻣﺔ وﻏﺎﻣﺿﺔ ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗﺄﺗﻲ ﺑﮭﺎ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟداﺧل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫‪13‬‬
‫اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻟﺔ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر أن ھذا اﻟﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ ﻣن ﺟدﯾد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﺟل‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ‪ ،‬اﺟل ﺳﻘوط ﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر إﻻ أن ھذه اﻟﻣدة ﺗﺑﻘﻰ ﻗﺎﺻرة وﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ‬
‫ﯾﺻﻌب ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻛﺗﺷﺎف أﺳﺑﺎب ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺧطﯾرة ﻣﻧﮭﺎ واﻟﻐﺎﻣﺿﺔ ورﺟوﻋﺎ إﻟﻰ طﺎﻟب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻓﯾﺟب‬
‫إن ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﯾﮭﺎ اﻟﺧﺻم ﻓﻲ ادﻋﺎﺋﮫ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻣل اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺄﯾد طﻠﺑﮫ طﺑﻘﺎ‬
‫ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ طﻠب ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﺟرﯾﺢ وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات اﻟﺧﺑرة اذا ﻛﺎﻧت ﻗد ﺑدأت ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺧﺑﯾر‬
‫ﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن او اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺄﻣورﯾﺗﮫ إﻻ ﺑﻌد اﻟﻔﺻل ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ أو إﺻدار اﻟﺣﻛم‬
‫ﺑﺷﺄﻧﮫ ‪.‬‬
‫وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻋبء إﺛﺑﺎت أﺳﺑﺎب ھذا اﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺗﻲ ﯾدﻋﯾﮭﺎ وذﻟك ﺑﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ‪،‬‬
‫وﯾﻧﺿر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ دﻋوى اﻟﺗﺟرﯾﺢ وﯾﺻر ﺣﻛﻣﺎ ﻓﻲ ظرف ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﯾداع‬
‫طﺎﻟب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ھذا اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 145‬ﻣن اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺻري ‪ ،‬ﻟﻛن‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﺟزز اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ اﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌراﻗﻲ ﻗد أﺟﺎز اﻟﻛﻌن ﻓﯾﮫ ﻣﻊ اﻟﺣﻛم اﻟﺑت ﻓﻲ‬

‫‪12‬ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻘض ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 17‬ﻣﺎرس ‪ ، 1988‬ﻋدد ‪ 521‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 1817‬أو رده ﻣﺣﻣد ﺑﻔﻘﯾر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون‬
‫اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﯩﻲ ‪.‬ﻣﻧﺷورات اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﯩﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪.2009‬اﻟﻌدد اﻟﺧﺎﻣس‬
‫‪13‬أﻧظر اﻟﻔﺻل ‪ 49‬ق م م‬
‫‪8‬‬
‫اﻟﻣوﺿوع ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 136‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺛﺑﺎت‪ .‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧص ﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن‬
‫طﻌن ھذا اﻟﺣﻛم إﻻ ﻣﻊ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟوھر‪.‬‬
‫وﻣﻧﺟﮭﺔ أﺧرى وﺣﺳب رأﯾﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻧﺟد ان اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻗد أﻏﻔل ﻣﺳﺎﻟﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ‬
‫ﻣﺧﺎﺻﻣﺔ اﻟﺧﺑﯾر ‪ ،‬اذ اﻧﮫ ﻟﯾس ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ذﻟك وان ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﺑدوره ﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر‬
‫ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 61‬ﻟﻣﺎ ﺗﺣدث ﻋن اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻣﺎ ﯾرﺗﻛب ﺧطﺄ ﯾوﺟب اﻟﺗﻌوﯾض‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﯾﮭو ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻣﻊ دﻋوى اﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ ﻣﺎ دام أن ھذه اﻻﺧﯾرة ھﻲ دﻋوى ﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز‬
‫‪.‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع ان ﯾﺗدﺧل وﯾﺿﯾف ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ ﻻﻧﮭﺎ ﺳﺗﺣﻘﻖ ﻻﺷك ﻋداﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻘﺎﺿﯾن وطﻣﺄﻧﯾﺗﺔ ﻟﮭم‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﺤﻘﻮق وﻣﮭﺎم اﻟﺨﺒﺮاء‬


‫ﻻ ﺟدال أن‪ ،‬أي ﻣﮭﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻗد أﺧﺻﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﻧظﯾم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺣﻛم ﯾﺳﺎر آﻟﯾﺎت ﺗﺧﻠﯾﻖ اﻟﻣﮭن‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷﻌر ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون ‪ 45.00‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن‪ ،‬ﻗد ﻋﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻌﯾل ﻛل ﻣﺎ ھو ﻣﺗﻌﻠﻖ ﻣن إﺟراءات اﻻﻧﺧراط واﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﯾد‬
‫ﻓﻲ ﺟدول اﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن‪ ،‬وﺗﻌرﯾﻔﮫ ﻟﻠﻣﮭﻧﺔ وﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﮭم اﻟﻣﮭﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﻋﻣل ﻓﻲ إطﺎر‬
‫اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺣﻘوق ووﺟﺑﺎت اﻟﺧﺑراء‪ ،‬ﺑﺗﻔﻌﯾل ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑراء‪ ،‬ﺳﻌﯾﺎ‬
‫ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻣﻧﺎخ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻣل ﺑﺄرﯾﺣﯾﺔ } اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ {‪،‬ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﺧﺑرة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أو اﻟودﯾﺔ‬
‫ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺑﯾن أطراﻓﮭﺎ أو اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﺷﺧص ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﮫ ﻟﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻧزاع ﻗد‬
‫ﯾﻧﺷﺄ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﺎﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﺗم ﻋﺎدة إﻻ ﺑـﺄﻣر ﻣـن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﻋﺎدة ﻣن‬
‫ﺧﻼل ﺣﻛم ﺗﻣﮭﯾدي ﺑﺗﻌﯾﯾن ﺧﺑﯾر واﺣد أو أﻛﺛر ﻣﺗﻰ اﺳـﺗدﻋت ظروف اﻟﻧزاع ذﻟك‪ .‬ﺣﯾث أﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣن‬
‫إﺻدار ھذا اﻟﺣﻛم ﻟﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر وﺗﺣدﯾد اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑـﮫ } اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ{‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺣــــــــﻘﻮق اﻟﺨﺒﺮاء‬

‫إن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء ﻟﯾﺳت ﻓﻘط‪ ،‬ذات ارﺗﺑﺎط ﺑﺎﻟﻣﮭﻧﺔ ﻛﻛل‪ ،‬ﺑل ﺗﻧﺻرف‬
‫إﻟﻰ ﺷﺧص اﻟﺧﺑﯾر ﺑﺻﻔﺗﮫ إﻧﺳﺎﻧﺎ ﻟﻘول ﷲ ﻋز وﺟل ‪} :‬وﻟَﻘَ ْد َﻛ ﱠر ْﻣﻧَﺎ ﺑَﻧِﻲ آ َد َم َو َﺣ َﻣ ْﻠﻧَﺎ ُھ ْم ﻓِﻲ ْاﻟﺑَ ِ ّر َو ْاﻟﺑَ ْﺣ ِر‬
‫ﺧﻠَ ْﻘﻧَﺎ ﺗ َ ْﻔﺿﯾﻼً { ‪14‬‬
‫ِ‬ ‫ت َوﻓَﺿ ْﱠﻠﻧَﺎ ُھ ْم َﻋﻠَﻰ َﻛﺛِ ٍ‬
‫ﯾر ِﻣ ﱠﻣ ْن َ‬ ‫َو َرزَ ْﻗﻧَﺎ ُھ ْم ِﻣنَ ﱠ‬
‫اﻟط ِﯾّﺑَﺎ ِ‬
‫وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون ‪ 45.00‬ﻧﺟده ﺣدد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑراء‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺣﻖ ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫ﺗﻧص ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون ‪ 45.00‬ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺣﻖ ﻟﻠﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻌد ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟﺟدول اﻟوطﻧﻲ‬
‫ﻟﻠﺧﺑراء‪ ،‬اﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ ﺧﺑﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺣﺳب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة ‪ 11‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﻣﮭﻧﺔ " ﯾﺣﻣل‬

‫‪ 14‬ـ ﺳورة اﻹﺳراء‪ ،‬اﻵﯾﺔ ‪70‬‬


‫‪9‬‬
‫اﻟﺧﺑﯾر ﺑﻌد ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟﺟدول ﺻﻔﺔ "ﺧﺑﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻟدى ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف" اﻟﺗﻲ ﺳﺟل ﺑداﺋرة‬
‫اﺧﺗﺻﺎﺻﮭﺎ‪.‬‬

‫ﯾﺣﻣل اﻟﺧﺑﯾر ﺻﻔﺔ ﺧﺑﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﺳﺟل ﺑﺎﻟﺟدول اﻟوطﻧﻲ إذا ﺳﺟل ﺑﮭذا اﻟﺟدول‪.‬‬

‫ﯾﺟب أن ﯾﺗم اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ ﻧوع اﻟﺗﺧﺻص إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺻﻔﺔ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﺳﺟل ﻓﻲ أﺣد اﻟﺟدوﻟﯾن‬
‫اﻟﻣذﻛورﯾن‪.‬‬

‫إذا اﻛﺗﺳب اﻟﺧﺑﯾر ﺻﻔﺔ ﺧﺑﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﺳﺟل ﺑﺎﻟﺟدول اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺷﺎر إﻟﻰ ھذه اﻟﺻﻔﺔ أﻣﺎم‬
‫اﺳﻣﮫ اﻟﻣﺳﺟل ﺑﺟدول ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف‪.‬‬

‫ﯾﺟوز ﻟﻠﺧﺑﯾر اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺟدول إﺣدى ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﺑﺎﻟﺟدول اﻟوطﻧﻲ‪".‬‬
‫ﺳواء ﻛﺎن ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ أو‬ ‫‪15‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺣﻘوﻗﮫ اﻛﺗﺳﺎﺑﮫ ﺻﻔﺔ ﺧﺑﯾر‪ ،‬ﺗﺄدﯾﺗﮫ ﻟﻠﯾﻣﯾن‬
‫ﻣﻌﻧوي ‪.16‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺣﻘوق اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ اﻷﺗﻌﺎب‬
‫ﺗﻧدرج أﺗﻌﺎب اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻣـــﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺣددت ﻟﮫ ﻣن طرف‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،17‬واﻟﺗﻲ أوﻟﻰ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻧﺎﯾﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﻓﯾﮭﺎ‪ ،‬وﺗﻛون ھذه اﻷﺗﻌﺎب ﻣﺣددة‪ ،‬ﻣﺎ ﻟم ﯾطﻠب‬
‫اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﺣﺳب اﻹﻧﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ اﻧﺻرﻓت ﻟﻠﻣﮭﺎﻣﮫ‪.‬‬
‫ﺣﯾث أﻧﮫ ﯾﺄﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﯾداع اﻟﻣﺑﻠﻎ ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺑﻖ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ رﻓض اﻟﺧﺑرة‪ ،‬ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن أﺣد‬
‫اﻷطراف ﻗد اﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪ ،18‬وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر ﺗﺳﻠم أي ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن‬
‫اﻷطراف ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﻣن اﻟﺟدول‪ ،‬وﻓﻲ ﻧظرﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻊ ھذا ﯾﻌد إﺟراءا ﺻﺣﯾﺢ‬

‫‪15‬ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ : 18‬ﯾؤدي اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻧد ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺟدول ﻷول ﻣرة اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﻲ ﺳﺟل ﺑداﺋرﺗﮭﺎ‬
‫‪:‬‬

‫" أﻗﺳم ﺑﺎ� اﻟﻌظﯾم أن أؤدي ﻣﮭﺎم اﻟﺧﺑرة اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻌﮭد ﺑﮭﺎ إﻟﻲ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وإﺧﻼص وﻧزاھﺔ‪ ،‬وأن أﺑدي رأﯾﻲ ﺑﻛل ﺗﺟرد واﺳﺗﻘﻼل‬
‫وأن أﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺳر اﻟﻣﮭﻧﻲ"‪.‬‬

‫ﻻ ﺗﺟدد اﻟﯾﻣﯾن ﻣﺎ دام اﻟﺧﺑﯾر ﻣﺳﺟﻼ ﻓﻲ اﻟﺟدول‪.‬‬

‫‪16‬ـ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ " :19‬ﯾؤدي اﻟﯾﻣﯾن ﻋن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻣﻣﺛﻠﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪".‬‬

‫‪ 17‬ـ ﺳﻧﻔﺻل ﻓﻲ ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﻣواﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‪ ،‬ﺑﻣﮭﺎم اﻟﺧﺑﯾرـ واﺟﺑﺎﺗﮫ ــ‪.‬‬
‫‪5‬ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪" :25‬ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺧﺑﯾر أن ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن إﻧﺟﺎز اﻟﺧﺑرة ﻋﻧد ﺗﻌﯾﯾﻧﮫ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮭﺎ أن اﻷﺗﻌﺎب اﻟﻣﺣددة ﻟﮫ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﻟﮫ ﺑﻌد اﻹﻧﺟﺎز طﻠب أﺗﻌﺎب إﺿﺎﻓﯾﺔ وﻓﻖ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ"‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻣﺷرع ﻣﻧﮫ ﺻرف ﺗﺣﯾﯾد اﻟﺷﺑﮭﺎت ﻋن اﻟﺧﺑﯾر‪ ،‬ﺳﯾﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠﻘت ﻣﮭﻣﺗﮫ ﺑﻧدب ﻣن طرف‬
‫‪19‬‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‪ ،‬وﺑﮭذا ﺗﻛون ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬اﻟﻤﮭﺎم اﻟﻤﻨﻮطﺔ ﺑﺎﻟﺨﺒﯿﺮ‬

‫ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻣﮭﯾدي ‪ 20‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑﺷﺄن اﻧﺗداب اﻟﺧﺑﯾر أو ﻋدة ﺧﺑراء ﻣﺳﺎﺋل ﻋدﯾدة‬
‫ﻣﻧﮭﺎ‪ :‬ﺗﺣدﯾد ﻣﮭﻣﺔ اﻟﺧﺑﯾر واﻷﺗﻌﺎب اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﮫ ﺛم اﻷﺟل اﻟﻣﺿروب ﻟﮫ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﮭﻣﺗﮫ‪.‬‬
‫ﻣن اﻟواﺟب ﺗﺣدﯾد ﻣﮭﻣﺔ اﻟﺧﺑﯾر أو اﻟﺧﺑراء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌددھم ﺗﺣدﯾد ﺟد دﻗﯾﻖ‪ ،‬ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟـﻰ‬
‫ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺎﺗﺧﺎذھﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﯾﻧﺗﮫ ﺗﺳﮭﯾﻼ ﻟﻘﯾﺎﻣﮫ ﺑﻣﮭﺎﻣﮫ ‪ .‬وﻣﺎ‬
‫ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﯾﮫ ھو أن اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻗد ﺗﺗﺧذ ﺻورا ﺛﻼﺛﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ‪La Constatation :‬‬
‫اﻻﺳﺗﺷﺎرة ‪La Consultation :‬‬
‫اﻟﺧﺑرة ‪L'expertise :‬‬
‫‪-‬إن اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن وﺻف ﻣﺎدي ﻟﻠﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﻧزاع دون إﺑداء أي رأي ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺟﮫ‪ .‬إن‬
‫ﻛل ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﯾﻌﺗﺑر دﻟﯾﻼ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻘول ﻛﻠﻣﺗﮭﺎ ﻓﯾﮫ‪ ،‬وإﻻ ﻛﺎن‬
‫ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻣﻌﯾﺑﺎ‪ .‬واﻻﺳﺗﺷﺎرة ھﻲ طﻠب رأي ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻻ ﺗﺗﺳم ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾد اﻟﻛﺑﯾر ‪ .‬إﻧﮫ ﻣن ﺑﺎب اﻷﻣﺎﻧﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﮭﻧﺔ‪ ،‬أﻧﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺧﺗص ﻟﻺﻓﺗﺎء ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣوﺿوع اﻟذي اﺳﺗﺷﯾر ﻓﯾﮫ‪ ،‬أن ﯾرﻓض اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺧﺑرة ﻟﻠﺳﺑب ذاﺗﮫ‪ ،‬وھو إن ﻓﻌل ﻻ ﺗﺗﺳم ﻋﺎدة‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾد اﻟﻛﺑﯾر‪.‬‬
‫إﻧﮫ ﻣن ﺑﺎب اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﮭﻧﺔ‪ ،‬أﻧﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﻧﮫ‬
‫ﻏﯾر ﻣﺧﺗص ﻟﻺﻓﺗﺎء ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع اﻟذي اﺳﺗﺷﯾر ﻓﯾﮫ‪ ،‬أن ﯾرﻓض اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺧﺑرة ﻟﻠﺳﺑب ذاﺗﮫ‪ ،‬وھو إن‬
‫ﻓﻌل ﻻ ﯾﻛون ﻣﻣﺗﻧﻌﺎ ﻋن أداء اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﮫ‪.‬‬

‫‪ 19‬ـ ﺑﺧﺻوص ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﻗواﻋد ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻟم ﯾﺣددھﺎ‬
‫ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻧﺑﺎطﮭﺎ ﻣن ﻣﻔﮭوم اﻟﻔﻘرﺗﯾن اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل ‪ 59‬ﻣن ق م م ﺣﯾث ﻧص ‪:‬‬
‫" ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻧﻘط اﻟﺗﻲ ﺗﺟرى اﻟﺧﺑرة ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل أﺳﺋﻠﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر أن ﯾﻘدم ﺟواﺑﺎ ﻣﺣددا وواﺿﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺳؤال ﻓﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺟواب ﻋﻠﻰ أي ﺳؤال ﯾﺧرج ﻋن‬
‫اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ وﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون‪".‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﺟد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ أﺧد ﺑﺎﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﺧﺑﯾر واﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 194‬ﻣن ق م ج ‪:‬‬
‫"ﯾﻘوم اﻟﺧﺑﯾر أو اﻟﺧﺑراء ﺑﻣﮭﻣﺗﮭم ﺗﺣت ﻣراﻗﺑﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أو اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﺿﯾﺔ أو اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﺗﻌﯾﻧﮫ‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء"‬

‫‪ 20‬ـ ﯾﻌد اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻣﮭﯾدي إذا ﻗﺿﻰ ﺑﺈﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أو ﺑث ﻓﻲ ﺟزء ﻣن اﻟﻣوﺿوع‪ ،‬ﺛم أﻣر ﺑﺈﺟراء ﻣن إﺟراء‬
‫ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻣذﻛورة وﻻﺗﻧﻔﻰ ﻋﻧﮫ ﺻﻔﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻣﮭﯾدي إن أﻣر ﺑﺈﺟراء ﺧﺑرة ﺛم ﺑت ﻓﻲ ﺟزء ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع طﺎﻟﻣﺎ ﻟم‬
‫ﺗرﻓﻊ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾدھﺎ ﻋن اﻟﻧزاع‪ ،....‬ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ع ‪1287‬ت‪ 14\12\2006‬ﻓﻲ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ع‪،68‬‬
‫ص‪163‬‬
‫‪11‬‬
‫اﻷﺗﻌـﺎب ھﻲ اﻟﻣﻘـﺎﺑل اﻟﻧﻘدي اﻟواﺟب دﻓﻌﮫ ﻟﻠﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳـوف ﯾﻘـوم ﺑﺈﻧﺟﺎزھـﺎ‪،‬‬
‫واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟطرف اﻟﻣﻠزم ﺑدﻓﻌﮫ ﻣن اﻟﺧﺻوم‪ ،‬وﻗد ﺗوزﻋﮫ ﻣﻧﺎﺻﻔﺔ ﺑﯾن اﻟﺧﺻﻣﯾن ﻓـﻲ‬
‫ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪.21‬‬
‫ﺗوﺿﻊ اﻷﺗﻌﺎب ﺑﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻣﻧﻊ أن ﯾﺳﻠﻣﮭﺎ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﺧﺑﯾر‪ " .‬إن‬
‫اﻟﺧﺑﯾـر ﯾﺳﺗوﻓﻲ أﺗﻌﺎﺑﮫ ﻣن ذﻟك اﻟﺻﻧدوق ﻓور وﺿﻊ ﺗﻘرﯾره ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﻣﻔروﻗﺎ ﺑﺑﯾﺎن أو ﻛﺷـف‬
‫ﺑـﺎﻷﺟور ﯾﻛون ﻣﺣررا وﺟوﺑﺎ وﻓﻖ اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﮭﯾﺄ ﻣن طرف وزارة اﻟﻌدل ‪.‬ي‪‬ؤﺗﻰ ﺑﮭذا اﻟﺑﯾـﺎن‬
‫إﻟـﻰ اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺳﻌﯾر ﻟﻠﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟوارد ﻓﯾﮫ واﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣوال‬
‫ﻣﺳﺎوﯾﺎ ﻟﻠﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﺳﺑﻖ اﻗﺗراﺣﮫ ﻣن ﻟدن اﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬وذﻟك إذا اﻋﺗﺑر ھذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﺗﺳدﯾد ﺻـواﺋر‬
‫اﻟﺧﺑـرة ‪ ...‬ﯾﻣﻠـك اﻟﻘﺎﺿﻲ أﯾﺿﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻸﻣر ﺑﺄداء أﺗﻌﺎب ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫‪22‬‬
‫ي‪‬ـدﻋﻲ ﻓﯾﮭـﺎ ھـذا اﻷﺧﯾر ﻟﺗﻘدﯾم إﯾﺿﺎﺣﺎت ﻋن ﺑﻌض اﻟﻧﻘط اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾره‬
‫إذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔروض أن ﺗﺗﺣدد أﺗﻌﺎب اﻟﺧﺑﯾر اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أھﻣﯾﺔ وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣطﻠوب‬
‫إﻧﺟـﺎزه‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣن ﺣﻘﮫ – اﻟﺧﺑﯾر ‪ -‬ھو وأﯾﺿﺎ أطراف اﻟﻧزاع اﻟطﻌن ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻘدر ﻣن‬
‫‪23‬‬
‫طرف ﻗﺎﺿﻲ‬
‫اﻟﻣوﺿوع ‪.‬وأﻣﺎم ﻋدم ﺗﺳدﯾد أﺟرة اﻟﺧﺑﯾر‪ ،‬وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ أﻣﺎم إﻣﻛﺎﻧﯾﺗﯾن‬
‫وھﻣﺎ‪ :‬إﻣﺎ اﻟﺗﻐﺎﺿـﻲ ﻋن اﻟﺧﺑرة‪ ،‬وإﻣﺎ رﻓض طﻠب اﻟدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ‪ .‬واﻟذي ﺣدا ﺑﺎﻟﻣﺷرع إﻟﻰ‬
‫ﺳﻠوك ھذا اﻟﻣوﻗف ھو أن اﻟدﻋوى ﻗد ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑرة‪ ،‬وﻗد ﻻ ﺗﻛون ھذه اﻟﺧﺑرة ﺿرورﯾﺔ ﺟدا‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻋﺗﻣـﺎدا ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺗﮫ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺗﻘرﯾر اﻟﻣوﻗف اﻟواﺟب اﺗﺑﺎﻋﮫ ﺣﺳب ظروف ﻛل‬
‫ﻧزاع‪.‬‬
‫اﻷﺟل اﻟﻣﺿروب ﻟﻠﺧﺑﯾر ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗدب ﻣن أﺟﻠﮭﺎ ‪.‬اﻟﻘﺎﻋدة أﻧﮫ ﻣن اﻟواﺟب ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺣدد اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺟب أن ﺗﻧﺟز ﺧﻼﻟﮫ اﻟﺧﺑرة‪ ،‬طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل ‪ 60‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪ ، 24‬واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وھﻲ ﺗﺣدد أﺟل اﻟﺧﺑرة ﯾﺟب أن ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺑرة ذاﺗﮭﺎ‬
‫واﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗظر اﻟﺧﺑﯾر‪ .‬ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﯾس ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺧﺑﯾر ﻣن طﻠب ﻣﮭﻠﺔ‬
‫إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت ﺗﺑرﯾراﺗﮫ واﻗﻌﯾﺔ وﻣﻌﻘوﻟﺔ‪ .‬ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺻدر أﻣرا ﺑﺗﻣدﯾد أﺟل‬
‫اﻟﺧﺑرة‪ ،‬ﺑﻌد أن ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑﯾر ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ دﻋﺗﮫ إﻟﻰ طﻠب‬
‫اﻟﺗﻣدﯾد‪.‬‬

‫‪ 21‬ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 124‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ " :‬ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﻣﺻﺎرﯾف ﻋﻠﻰ ﻛل طرف ﺧﺳر اﻟدﻋوى ﺳواء ﻛﺎن ﻣن‬
‫اﻟﺧواص أو إدارة ﻋﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﯾﺟوز اﻟﺣﻛم ﺑﺣﺳب ظروف اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺻﺎرﯾف ﺑﯾن اﻷطراف ﻛﻼ أو ﺑﻌﺿﺎ "‪.‬‬
‫‪ 22‬ــ ﺑراھﯾم زﻋﯾر " ﻧظﺎم اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ‪ ،‬ﺗﺣﻠﯾل ﻣﻘﺎرن وﺗطﺑﯾﻘـﻲ " دار ﺗﻧﻣـل ﻟﻠطﺑﺎﻋـﺔ واﻟﻧﺷـر‪ ،‬ﻣراﻛش‪.‬‬
‫‪. 1983‬ص‪.11‬‬
‫‪ 23‬ــ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 127‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ " :‬ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺑﯾر وﻟﻠﺗرﺟﻣﺎن وﻟﻸطراف اﻟﺗﻌرض ﻋﻠـﻰ اﻷﻣـر اﻟﺻﺎدر‬
‫ﺑﺗﻘدﯾر اﻷﺗﻌﺎب ﺧﻼل ﻋﺷرة أﯾﺎم ﻣن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أﻣﺎم رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ‪ .‬ﻻ ﯾﻘﺑل اﻷﻣر اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ھذا اﻟﺗﻌرض اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف‬
‫‪.‬‬
‫‪ 24‬ــ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 60‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪" :‬إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻘرﯾر ﻣﻛﺗوﺑﺎ ﺣدد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر أن‬
‫ﯾﺿﻌﮫ ﻓﯾﮫ وﺗُﺑﻠﻎ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط اﻷطراف ﺑﻣﺟرد وﺿﻊ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻣذﻛور ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻷﺧذ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﮫ ‪ .‬إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻘرﯾر ﺷﻔوﯾﺎ ﺣدد‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻟﮭﺎ اﻷطراف ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﯾﻘدم اﻟﺧﺑﯾر ﺗﻘرﯾره اﻟذي ﯾﺿﻣن ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﻣﺳﺗﻘل"‪. ...‬‬
‫‪12‬‬
‫ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر أن ﯾودع ﺗﻘرﯾره ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﯾﻧﺗﮫ‪ ،‬وذﻟك ﻓﻲ اﻷﺟل‬
‫اﻟﻣﺣدد ﻟﮫ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﮭﻣﺗﮫ‪ .‬ﻟذﻟك ﻓﻌﻠﯾﮫ ﺑﻌد إﻧﮭﺎء ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻔﻧﯾد اﻟﺧﺑرة أن ﯾﺿﻊ ﺗﻘرﯾرا ﻟﻠﺧﺑرة ﯾﺿﻣن‬
‫ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ ﻣن إﺟراءات وأﻋﻣﺎل وﻣﺎ اﺳﺗﺧﻠﺻﮫ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ وھو ﺑﺻدد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺄﻣورﯾﺔ اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﮫ‬
‫‪25‬‬
‫ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﮫ‬
‫‪.‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺣدﯾد اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر‬
‫ﺧﻼﻟﮫ أن ﯾﺿﻊ ﺗﻘرﯾره‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻔﺻل‪ 281‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻗد ﺣدد أﺟﻼ أﻗﺻﻰ ﻹﯾداع‬
‫اﻟﺗﻘرﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻗﺻﺎه ﺷﮭر واﺣد ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﻣر أو اﻟﻘرار اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺧﺑرة ‪.‬‬
‫ﻏﯾر أﻧﮫ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺣﺗرام اﻟﺧﺑﯾر ﻟﻠﻧﻘط اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻔﻧﯾﺔ‪ ،‬ھل ﯾرﺗب ﺑذﻟك ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ‬
‫واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ؟‬

‫اﻟﻤﺒـــﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺨﺒﯿﺮ اﻟﻤﮭﻨﯿﺔ واﻷﺧﻼﻗﯿﺔ‬


‫إن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ھﻲ ﺟزاء اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام أدﺑﻲ أو ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬
‫اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ ﻻ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧون وﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺟزاء ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬وإﻧﻣﺎ‬
‫ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﺄﻧﯾب اﻟﺿﻣﯾر أو اﺳﺗﻧﻛﺎر اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﻠﻔﻌل اﻟﻣرﺗﻛب‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﺗﺗرﺗب ﻋﺎدة‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﺗﻧظﻣﮫ وﺗﺣﻣﯾﮫ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓﺟزاؤھﺎ ﻣﺎدي ﺗﺗﻛﻔل ﺑﮫ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﺑواﺳطﺔ وﺳﺎﺋل اﻟﺟﺑر واﻹﻛراه اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪ ،‬وﻋﻣوﻣﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻘﮭﺎ اﻟﻣدﻧﻲ‬
‫ﺗﺳﺗوﺟب اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر } اﻟﻣطﻠب اﻷول {‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻘﺗﺿﻲ‬
‫اﻟﺿرورة اﻟﺗطرق ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑر }اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ {‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻷدﺑﯿﺔ واﻟﺘﺄدﯾﺒﯿﺔ ﻟﻠﺨﺒﯿﺮ‬


‫ﺳﻧﻘﺳم ھذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ } اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ {‪ ،‬ﺛم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ } اﻟﻔﻘرة‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ {‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻷدﺑﯿﺔ‬
‫ﺗﺗﻣﺛل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑواﺟب أﺧﻼﻗﻲ ﺗﻔرﺿﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﺎدات اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ﻣﺛﻼ‬
‫اﻟﺗﺣﻠﻲ ﺑﺑﻌض اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻟﺻدق واﻟﺟدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﺣﺗرام اﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻣﺿروﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﺧﺻوم ‪ 26‬واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن ﻛل ﻣﺎ ﯾﺿﻊ اﻟﺷﺧص ﻋﺎدة ﻣوﺿﻊ ﺷﺑﮭﺔ أﻣﺎم اﻟﻧﺎس‪... .‬‬
‫إن ﺗﺣدﯾد ﻋﺎدات وآداب وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ واﺿﺣﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﮭن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪ ،‬وﻣن‬
‫ذﻟك ﻣﺛﻼ ﻣﮭﻧﺔ اﻟطب واﻟﺻﯾدﻟﺔ واﻟﮭﻧدﺳﺔ ‪ ...‬وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻌﯾن ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ‬
‫ﻣﮭﻧﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﮭو ﯾﺧﺿﻊ ﻵداب وأﺧﻼﻗﯾﺎت ﻣﮭﻧﺗﮫ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻠﺗزم ﺑﮭﺎ‬
‫وھو ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﮫ ﻛﺧﺑﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻛم‪.‬‬

‫‪ 25‬ــ ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟدوﺑﻲ اﻹدرﯾﺳﻲ "إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﻲ" رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬دﻣﺷﻖ‪، 1990 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ 26‬ـ ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور‪ .‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ .‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪.149‬‬
‫‪13‬‬
‫إن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ ﻻ ﯾﻧظﻣﮭﺎ ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬وھﻲ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟدﻋوى‬
‫ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗُرﻓﻊ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم‪ .‬ﻓﮭﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻋن اﺗﺻﺎف اﻟﺧﺑﯾر ﺑﺑﻌض اﻷوﺻﺎف اﻟﻣذﻣوﻣﺔ ﻛﺎﻟﻛذب‬
‫أو اﻟﻧﻔﺎق أو ﻋدم اﻟﺟدﯾﺔ ‪ ...‬اﻟﺦ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺗﻰ اﻧﻌدﻣت ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻘد ﺗوﺟد ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻧظﻣﮭﺎ اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﺟل ﻓروع اﻟﺧﺑراء ﻗد ﻧظﻣوا أﻧﻔﺳﮭم ﻓﻲ إطﺎر‬
‫ﺟﻣﻌﯾﺎت‪ ،‬واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ھذا اﻟﺗﻧظﯾم ھو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﮭﺎ اﻟﻣﮭﻧﺔ‪.‬‬
‫ﻣن اﻟﺻﻌب أﺣﯾﺎﻧﺎ وﺿﻊ ﺣدود ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻷوﺻﺎف واﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗرﺗب ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أدﺑﯾﺔ ﻓﻘط‪ ،‬ﻟﻛن ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎدي اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﺎﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ھﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗﺎﻧون‬
‫ﻷن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣدى ﺗوﻓر ﺗطﺑﯾﻖ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣن ﻋدﻣﮭﺎ‪ .‬ﻟذا ﻓﻛﻠﻣﺎ ظل اﻟوﺻف‬
‫اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣﺟرد ﺻﻔﺔ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﺑﺳﻣﻌﺔ اﻟﻣﻣﺎرس اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺑﻘﻰ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻧﺗﺣول‬
‫إﻟﻰ إطﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﺑرز ذﻟك اﻟوﺻف ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻓﺄﺣدث ﺿررا ﻣﺎدﯾﺎ‬
‫أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻟﻠﻐﯾر‪.‬‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ رﻏم أﻧﮫ ﻟم ﯾﻧص ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎل اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﻣﮭﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﺿﻣﻧﮫ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻣؤدى ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺧﺑﯾر ﻗﺑل ﻣزاوﻟﺗﮫ ﻟﻌﻣﻠﮫ‪ ،‬وﻧص اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻛﺎﻣل ھو‪ ":‬أﻗﺳم ﺑﺎ� اﻟﻌظﯾم أن‬
‫أؤدي ﻣﮭﺎم اﻟﺧﺑرة اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻌﮭد ﺑﮭﺎ إﻟﻲ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وإﺧﻼص وﻧزاھﺔ‪ ،‬وأن أﺑدي رأﯾﻲ ﺑﻛل ﺗﺟرد‬
‫واﺳﺗﻘﻼل‪ ،‬وأن أﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺳر اﻟﻣﮭﻧﻲ‪.".‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﺟب ﻣﻼﺣظﺗﮫ ھو أن ﺑﻌض اﻷوﺻﺎف اﻟﺗﻲ ﻧﺷﺄت أدﺑﯾﺔ ﻗد ﺗﺣوﻟت ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت – ﻧﺗﯾﺟﺔ‬
‫ﺗطور اﻟﻘطﺎع‪ -‬ﻋن طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﻌد أﺣد ﯾﻧﺎزع ﻓﻲ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺗﮭﺎ ﻣﺛل وﺟوب إرﺷﺎد‬
‫اﻷطراف ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺧﺑﯾر وﺳداد اﻟﻧﺻﯾﺣﺔ ﻟﮭم‪ ،‬ﺣﯾث ﺻدر ﻋن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣﻛم ﻣﻔﺎده أن‬
‫اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﯾﺑدي ﻣﺟرد رأي ﺷﺧﺻﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺗﻘدﯾر ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ اﻟدﻋوى‪،‬‬
‫ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻛﺎھﻠﮫ إﻻ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أدﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﺄدﯾﺒﯿﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺄدﯾب اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻗد ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض‬
‫ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻗﺎﻧون ‪ 45-00‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﻋﻠﻰ أن اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﺣل‬
‫ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إذا أﺧل اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑرة أو أﺧل ﺑواﺟﺑﺎﺗﮫ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ أو‬
‫ﺑﺧﺻﺎل اﻟﻣروءة واﻟﺷرف واﻟﻧزاھﺔ‪ .‬واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل‬
‫اﻟﺣﺻر وھﻲ إﻣﺎ اﻹﻧذار أو اﻟﺗوﺑﯾﺦ أو اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣؤﻗت ﻣن ﻣزاوﻟﺔ اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣدة ﻻ ﺗزﯾد ﻋن‬
‫ﺳﻧﺔ أو اﻟﺗﺷطﯾب ﻣن اﻟﺟدول وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 34‬ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫ان اﻟواﺟب ذﻛر ﺑﻌض اﻹﯾﺿﺎﺣﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺧﺑراء‪ .‬أﻧﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﻊ اﻟﻣؤﻗت ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣدة ﻻ ﺗزﯾد ﻋن‬
‫ﺳﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺧﺑﯾر ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺧﺑرة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أو اﻟﺣرة ﺧﻼل ﻣدة اﻟﻣﻧﻊ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺗﺷطﯾب ﻣن اﻟﺟدول ﻓﻼ‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم دون ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﺑﻘﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻣﺣت ﺑﺈدراج اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﺟدول اﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ھﻲ اﻟﺗﻲ‬
‫ﻟﮭﺎ ﺣﻖ اﻟﺗﺄدﯾب‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺣدث ﺑوزارة اﻟﻌدل ﻟﺟﻧﺔ‬
‫ﯾﻌﮭد إﻟﯾﮭﺎ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺗُﺟﺎه اﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن‪ ،‬ھذه اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﺣﺳب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت‬

‫‪14‬‬
‫اﻟﻔﺻل ‪ 9‬ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣن وزﯾر اﻟﻌدل وﺛﻼﺛﺔ رؤﺳﺎء أوﻟﯾن ﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﺧﺑﯾران ﻗﺿﺎﺋﯾﺎن‬
‫ﻣن ﺑﯾﻧﮭم رﺋﯾس اﻟﮭﯾﺋﺔ أو ﻣن ﯾﻧﺗدب ﻟﮭذه اﻟﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗﺧذ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻗراراﺗﮭﺎ ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻷﻋﺿﺎﺋﮭﺎ ‪.‬‬
‫إن ﻗرار اﻟﻠﺟﻧﺔ ھو ﻗرار إداري ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ﻣن أﺟل اﻟﺷطط ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 41‬ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون ‪.27‬‬
‫أﯾﺿﺎ ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻗد ﺳﻣﺢ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺑﺈﻧزال ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ طﺑﻘﺎ‬
‫ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل ‪ 61‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ‪ ... " :‬ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي‬
‫ﻟم ﯾﻘم ﺑﺎﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﮫ أو رﻓﺿﮭﺎ ﺑدون ﻋذر ﻣﻘﺑول ﺑﺎﻟﻣﺻﺎرﯾف واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن‬
‫ﺗﺄﺧﯾر إﻧﺟﺎز اﻟﺧﺑرة ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﺿرر‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻐراﻣﺔ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺧزﯾﻧﺔ‪ .".‬إﻻ أن ھذه‬
‫اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ھﻲ اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ وﻟﯾﺳت إﻟزاﻣﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﻟﻣﺻطﻠﺢ‬
‫اﻹﻣﻛﺎن وﻟﯾس اﻟوﺟوب "ﯾﻣﻛن"‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﻠﺨﺒﯿﺮ‬


‫ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻌﻠوم ﻓﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻋﻘدﯾﺔ وﻗد ﺗﻛون ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﺣﺳب ﺗﻛﯾﻔﮭﺎ‪.‬ﺳواء ﺗﻌﻠﻖ‬
‫اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد أو ﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم إﻧﮭﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﺣﻘﻘﺎن إﻻ ﺑﺗوﻓر ﺗﻼث ﺷروط‬
‫رﺋﯾﺳﯾﺔ *اﻟﺧطﺄ*اﻟﺿرر*اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﺗﻛب وﺿرر اﻟﺣﺎل اﻟﻣﺣﻘﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻛﯾف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﺎﻟرأي اﻟذي ﺳﺎد ﻗدﯾﻣﺎ ھو أن اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﺗﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫ﻟﻣﺳﻌدﺗﮭﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻛﯾل ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻟداﻟك ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر‬
‫ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣدﻧﯾﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻛن ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ اﺗﺿﺢ ﻓﺳﺎد ھدا اﻟﺗﻛﯾف وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌدﻣﺎ ﻗررت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ أن اﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن اﻟﻣﻌﯾﻧﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﺑرون وﻛﻼء ﻋن اﻟﺧﺻوم ‪.28‬‬
‫واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ھدا اﻟﺗﻛﯾف اﻷﺧﯾر اﺳﺗﻘر اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء ﺳواء اﻟﻔرﻧﺳﻲ أو اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺧﺑﯾر‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺗﻰ ارﺗﻛب ﺧطﺄ ﻣﮭﻧﯾﺎ أﺿر ﺑﺄﺣد اﻟﺧﺻوم ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ ﻟﻠﺨﺒﯿﺮ‬

‫إن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر ھﻲ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ارﺗﻛﺎﺑﮫ ﻷﺧطﺎء أو أﻓﻌﺎل ﺗﺿر ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ أﺣد‬
‫اﻟﺧﺻوم أو ھﻣﺎ ﻣﻌﺎ وﻟﻣزﯾد ﻣن اﻹﯾﺿﺎح ﺣول ھدا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن إﻟﻘﺎء‬
‫اﻟﺿوء ﺣول اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﮭﺎ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر‪.‬‬
‫=<اﻟﺧطﺄ‪ :‬ﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﺻر أﻧواع اﻟﺧطﺄ اﻟﺗﻘﺻﯾري اﻟﻣوﺟب ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻋﻣوﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟرد اﻟﺧطﺄ ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ھﻲ إﻣﺎ ﺳﻠوك اﻟﺧﺑﯾر و ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻧﺣراﻓﺎ ﻋن اﻟﻣﺑﺎدئ‬
‫اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻟﻠﻣﮭﻧﺔ ‪-‬اﻟﻧزاھﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ‪-‬أو ﺧروج اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﮭﻣﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﺻول اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﺗﺧﺻﺻﮫ‬

‫‪ 27‬ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 41‬ﻣن ﻗﺎﻧون ‪ 45-00‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن‪ " :‬ﺗﻛون اﻟﻣﻘررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺟﺎوز ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ‪ ،‬طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد واﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪01 -90‬اﻟﻣﺣدﺛﺔ‬
‫ﺑﻣوﺟﺑﮫ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪.".‬‬

‫‪ -28‬ﻋﻠﻲ اﻟﺣدﯾدي‪" ،‬اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺻورة ‪ ،1993‬ص‪.429 :‬‬
‫‪15‬‬
‫وإﻣﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺟﺎھل اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺧﺑرة ﻛﺗﺄﺧره ﻓﻲ إﯾداع ﺗﻘرﯾره أو ﺗﻠﻔﻲ أﺗﻌﺎب ﻣﺑﺎﺷرة‬
‫ﻣن اﻟﺧﺻوم‪.‬‬
‫وﺑدﻟك ﻓﺎﻟﺧﺑﯾر ﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺧطﺎء اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن إھﻣﺎل ﺳواء ﻗﺑل ﻣﺻﺎدﻗﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾره أو ﺑﻌدھﺎ ﻓﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﺗﻘوم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻧظري ﻓﺎﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻌﯾن ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺳﺄل ﻣدﻧﯾﺎ ﻋن اﻟﺿرر اﻟﺣﺎﺻل ﻟﻠﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﻣﻧﻰ‬
‫اﺗﺿﺢ أﻧﮫ ﻏﯾر ﻣؤھل ﻟﻠﺧﺑرة اﻟﺗﻲ أﻧﺗدب ﻟﮭﺎ دون أن ﯾﻧﺑﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﻟﻰ داﻟك ﻋﻧد ﺗﻌﯾﻧﮫ‪.‬‬
‫=<اﻟﺿرر‪ :‬اﻟﺿرر ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﯾﻛون إﻣﺎ ﻣﺎدﯾﺎ أو أدﺑﯾﺎ‪ .‬اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي ھو‬
‫اﻹﺧﻼل ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺿرور ﻓﻲ ﺷﻌوره أو ﻋﺎطﻔﺗﮫ أو ﻛراﻣﺗﮫ أو ﺷرﻓﮫ‪.29‬‬
‫إن وﻗوع اﻟﺿرر ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪ ،‬وﻻ رﻗﺎﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣﯾت ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﮭدا‬
‫اﻟﻣﺟﻠس‪...":‬ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻗﺗﻧﺎﻋﮭﺎ ﺑوﺟود ﺿرر ﯾﺷﻛل ﻧﻘطﺔ واﻗﻌﯾﺔ ﻻ ﺗﺳري ﻋﻠﯾﮭﺎ رﻗﺎﺑﺔ‬
‫‪30‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ‪"...‬‬
‫=<اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ‪:‬ﻣﻌﻧﺎھﺎ أن ﺗوﺟد راﺑطﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﺧﺑﯾر واﻟﺿرر اﻟذي‬
‫أﺻﺎب اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪77‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود‬
‫اﻟﻣﻐرﺑﻲ‪:‬ﻛل ﻓﻌل ارﺗﻛﺑﮫ اﻹﻧﺳﺎن ﻋن ﺑﯾﻧﺔ واﺧﺗﯾﺎر وﻣن وﻏﯾر أن ﯾﺳﻣﺢ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫ﻓﺄﺣدث ﺿررا ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻟﻠﻐﯾر أﻟزم ﻣرﺗﻛﺑﮫ ﺑﺗﻌوﯾض ھدا اﻟﺿرر إد ﺗﺑت أن داﻟك اﻟﻔﻌل‬
‫ھو اﻟﺳﺑب اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺣﺻول اﻟﺿرر وﻛل ﺷرط ﻣﺧﺎﻟف ﻟذﻟك ﯾﻛون ﻋدﯾم اﻷﺛر "‪:‬‬
‫رﻏم أن اﻷﻣر ﯾﺑدو ﺳﮭﻼ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ إﻻ أن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﯾﮫ أﺣﯾﺎﻧﺎ إﺛﺑﺎت ھده اﻟﻌﻼﻗﺔ‬
‫اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر وداﻟك ﻷن ﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﻘﯾد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻠﮫ أن ﯾﺄﺧذ ﺑﮫ ﻛﻼ أو‬
‫ﺑﻌﺿﺎ وﻻ ﯾﺄﺧذ ﺑﮫ ﻣطﻠﻘﺎ‪ ،‬وﻛذﻟك ﺣﺗﻰ إن أﺧد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑﯾر ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺑﻧﻲ ﺣﻛﻣﮫ ﻋﻠﯾﮫ وﺣده‬
‫ﺑل ھﻧﺎك ﻋﻧﺎﺻر أﺧرى ﺗﺗﺿﺎﻓر ﻣﻊ اﻟﺗﻘرﯾر ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘود ﻏﺎﻟﺑﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺣوال ﻣﺗﻰ أﺗﺑت اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﺧطﺄ اﻟﺧﺑﯾر واﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﮫ ﻣن ﺟراء اﻟﺧطﺄ ﻗﺎﻣت‬
‫ﻗرﯾﻧﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻌﻛس ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫إن ﺟزاء اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺟﺑر اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑت اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ‬
‫دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‪.‬إن اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﺗﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫ھده اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﯾﺟب رﻓﻌﮭﺎ ﻗﺑل ﺗﻘﺎدﻣﮭﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل ‪ 106‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود‬
‫اﻟﻣﻐرﺑﻲ‪.31‬‬

‫‪ -29‬أﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور‪" ،‬اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ"‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪ ،200‬ص‪.167 :‬‬
‫‪ -30‬ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﻠﻰ )ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ(‪ ،‬ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 29‬أﺑرﯾل ‪ ،1970‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻌدد‬
‫‪ ،119‬ص‪.496 :‬‬
‫‪ -31‬ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 106‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻐرﺑﻲ‪" :‬ان دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻣن ﺟراء ﺟرﯾﻣﺔ أو ﺷﺑﮫ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺗﻘﺎدم‬
‫ﺑﻣﺿﻲ ﺧﻣس ﺳﻧوات ﺗﺑﺗدئ ﻣن اﻟوﻗت اﻟذي ﺑﻠﻎ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻔرﯾﻖ اﻟﻣﺗﺿرر اﻟﺿرر وﻣن ھو اﻟﻣﺳؤول ﻋﻧﮫ‪ ،‬وﺗﺗﻘﺎدم ﻓﻲ‬
‫ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﺑﻣﺿﻲ ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﺗﺑﺗدئ ﻣن وﻗت ﺣدوث اﻟﺿرر‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫إدا ﺗﺑﺗت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﮫ ﯾﺟب أن ﯾﻐطﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺿرار اﻟﻣﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻟرﺑﺢ اﻟﺿﺎﺋﻊ اﻟذي ﻓوت ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻛﺎﻣل اﻟﻧظر ﻓﻲ أن ﺗﻘدر اﻷﺿرار‬
‫ﺣﺳﺑﻣﺎ إدا ﻛﺎﻧت ﻗد ﻧﺗﺟت ﻋن ﺳﮭو أو إﻏﻔﺎل ﺑﺳﯾط أو ﺟﺎءت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻏش أو ﺗدﻟﯾس‪.‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ ﻟﻠﺨﺒﯿﺮ‬

‫ان اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﺗﻌﯾﻧﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻻﻧﺟﺎز ﺧﺑرة ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ‬
‫ﻛﻣﺎ أﺳﻠﻔﻧﺎ اﻟذﻛر‪ ،‬واﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذا اﻟﺷﻖ اﻟﺗﻘﺻﯾري ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر‪ ،‬ﻓﻧﺟده ﯾﺳﺎءل ﻛذﻟك ﻋﻘدﯾﺎ‪ ،‬اذ‬
‫ﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺧﺑرة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺧﺑرة ﺣرة وﻛﺎن اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻧﺟز ﻟﻠﺧﺑرة ﻏﯾر ﻣﻌﯾن ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺧﺑﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻘدﯾﺔ وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر إن اﻟﺧﺑرة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ھﻲ ﻋﻘد ﺑﯾن اﻟﺧﺑﯾر واﻟﺷﺧص طﺎﻟب‬
‫اﻟﺧﺑرة‪ ،‬ھذا وﯾﺗﺧد ﻋﻘد اﻟﺧﺑرة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺻورﺗﯾن ﻓﻘد ﺗﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺗﻔﺎق ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ﻟﻠﺟوء اﻟﻰ‬
‫ﺧﺑﯾر ﻟﯾﻧﺟز ﻟﮭﻣﺎ ﺧﺑرة ﻗد ﯾﺳﺗﻌﯾﻧﺎن ﺑﮭﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﻓﻲ ﻧزاع أو ﻏﯾره وﻗد ﺗﻛون ﻛذﻟك ﻋن طرﯾﻖ اﺗﻔﺎق‬
‫ﺷﺧص ﻣﻊ ﺧﺑﯾر ﻛﻲ ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﮫ ﻓﻲ دﻋوى ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﻐﯾر واﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮫ اﺳم‬
‫اﻟﺧﺑﯾر" اﻻﺳﺗﺷﺎري "‪.‬‬
‫وﻓﻲ ھﺎﺗﯾن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن إذا ارﺗﻛب اﻟﺧﺑﯾر ﺧطﺄ وأدى ذﻟك إﻟﻰ ﺿرر ﻟﻣن أﻧﺟزت اﻟﺧﺑرة ﻟﺻﺎﻟﺣﮫ‪،‬‬
‫واﺛﺑت ھذا اﻷﺧﯾر ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﺧطﺄ اﻟﺧﺑﯾر واﻟﺿرر اﻟﺣﺎﺻل ﻟﮫ ﻗﺎﻣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر واﻟﺗﻲ‬
‫‪32‬‬
‫أﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻘدﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ‬

‫‪ -32‬ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.173 :‬‬


‫‪17‬‬
‫ﺧﺎﺗــــــﻤﺔ‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ھذا اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺧﺑﯾر‪ ،‬ﻧرﯾد أن ﻧﺄﻛد أن اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺟوھرھﺎ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﺗﻧوﯾر اﻟﻣﺣﺎﻛم‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻧوﯾر‬
‫اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ داﺋﻣﺎ اﻷﺧذ ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺧﺑرة دون ﻓﺣص وﻻ ﺗﻣﻌن‪ ،‬ﻷن اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻧد إﻧﺟﺎزه ﻟﻣﮭﻣﺗﮫ ﻗد ﺗﻛون ﻟﮫ‬
‫ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺗظﻠﯾل اﻟﻌداﻟﺔ‪ ،‬وھذا ﻣﺎ ﻓطن إﻟﯾﮫ اﻟﻣﺷرع ﺣﯾث أﻛد ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺄﺧذ ﺑﺗﻘرﯾر‬
‫اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗﺋﻧﺎس ‪ .‬ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ھذا اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗواﺿﻊ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻛل‬
‫ﺟواﻧب اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ‬
‫اﺟﺗﮭﺎدات ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وﻓﻘﮭﯾﺔ ﻟﺗدﻋﯾم اﻟﻣوﺿوع‪ ،‬ﻟذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أن ﯾﺳد ﺑﻌض‬
‫اﻟﺛﻐرات اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗري ﻣوﺿوع اﻟﺧﺑرة وأن ﯾﻌطﯾﮭﺎ اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ إﺟراءات‬
‫اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻷﺧرى‪ ،‬ﻟﮭذا ﻧﻘﺗرح ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﻣن اﻟﻣﮭن اﻟﻣﺳﺎﻋدة‬
‫ﻟﻠﻘﺿﺎء‪ ،‬وﻟﻛون ﺗﻧﺻب ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ‪ ،‬ﻻﺑد ﻣن أن ﺗﻌﻣل ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫إﺻدار ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑراء‪ ،‬ﺷﺄﻧﮭﺎ ﺷﺄن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻸﻣن‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫اﻟﻤﻠﺤﻖ‪:‬‬

‫‪19‬‬
20
21
‫ﻻﺋﺤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‪:‬‬

‫ﻤؤﻟﻔﺎت‪:‬‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور "اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ"‬
‫ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ‪.2000‬‬

‫ﺑراھﯾم زﻋﯾر " ﻧظﺎم اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ‪ ،‬ﺗﺣﻠﯾل ﻣﻘﺎرن وﺗطﺑﯾﻘـﻲ " دار‬
‫ﺗﻧﻣـل ﻟﻠطﺑﺎﻋـﺔ واﻟﻧﺷـر‪ ،‬ﻣراﻛش‪.1983 .‬‬

‫ﺧﺎﻟد اﻟﺷرﻗﺎوي اﻟﺳﻣوﻧﻲ ‪1998‬ﻗوم ﻣﺎﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﯩﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون واﻻﺟﺗﮭﺎد‬


‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬

‫اﻟدﻛﺗور أﺣﻣد اﻟﺧﻣﻠﯾﺷﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ‪-‬ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﺑﺔ –‬

‫إﺑراھﯾم زﻋﯾم ‪-‬ﻧظﺎم اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ – ط‪ 1‬ﻣراﻛش ‪1993‬‬

‫ﻣﺣﻣد ﺑﻔﻘﯾر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﯩﻲ ‪.‬ﻣﻧﺷورات اﻟدراﺳﺎت‬


‫اﻟﻘﺿﺎﯩﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪.2009‬اﻟﻌدد اﻟﺧﺎﻣس‬

‫ﻋﻠﻲ اﻟﺣدﯾدي‪" ،‬اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺻورة‬


‫‪،1993‬‬

‫‪ADOLPHE RUOLT- codel de procudure civil annoté Rabat‬‬


‫‪s.d.p65‬‬

‫‪22‬‬
‫رﺳﺎﺋل‪:‬‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟدوﺑﻲ اﻹدرﯾﺳﻲ "إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﻲ" رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬دﻣﺷﻖ‪1990 ،‬‬

‫ﻣﻘﺎﻻت‪:‬‬
‫ﻣﺣﻣد اوﻏرﯾس "اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺣوادث اﻟﺷﻐل " ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺟرﯾدة‬
‫اﻟﻌﻠم ‪ ،‬ﻋدد ‪ 16997‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪19/11/1996‬‬

‫‪23‬‬
‫اﻟﻔﮭرس‪:‬‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ ‪1 ................................................................................ :‬‬


‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ‪3 ...............‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻻول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء ‪3 .......................................‬‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ‪ :‬ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪3 .............................................‬‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪:‬ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪6 .................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺣﻘوق وﻣﮭﺎم اﻟﺧﺑراء ‪9...........................‬‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺣــــــــﻘوق اﻟﺧﺑراء ‪9 .................................................‬‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻟﻣﮭﺎم اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑﯾر ‪11 .............................................‬‬
‫اﻟﻣﺑـــﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ‪13.............................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر ‪13...............................‬‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ ‪13 ..................................................‬‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ‪14 ..................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر ‪15 ............................................‬‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر ‪15 ......................................‬‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر ‪17 ...........................................‬‬
‫ﺧﺎﺗــــــﻣﺔ‪18 ............................................................................ :‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣﻖ‪19 ............................................................................... :‬‬

‫‪24‬‬

You might also like