Professional Documents
Culture Documents
ﻋﺛﻣﺎن ﻟﻌزﯾري
ﺣﻣزة أﻣﯾن
ﺳﻣﯾر ﺣوﺳوت
1ــ ﺟودﯾﺔ ﺧﻠﯾل " ،اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌﻘﺎري " ،رﺳﺎﻟﺔ دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣراﻛش 2000ـ ،2001ص .12
1
اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ:
إن ھذا اﻟﻣوﺿوع ﺗﺗﺟﺎذﺑﮫ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷھﻣﯾﺔ ،ﻣﻔﺎدھﺎ ﻣدى ﻣﺳﺎھﻣﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺎدام اﻧﮫ ﯾﻧﺗﻣﻲ ﻟﻣﮭﻧﺔ ﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﻘﺿﺎء.
ﺗﺗﻔرع ﻋن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣورﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﻣوﺿوع ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺳﺎؤﻻت :
ــ ﻣﺎ ﻣﻔﮭوم اﻟﺧﺑراء؟
ــ ﻣﺎ ھﻲ اﻟﺷروط أﻻزﻣﺔ ﻟوﻟوج ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء؟
ــ ﻛﯾف ﻧظم اﻟﻣﺷرع ﺿواﺑط ﺣﻘوق وﻣﮭﺎم اﻟﺧﺑراء؟
ــ ﻣﺎ ھﻲ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن إﺧﻼﻟﮭﺎ؟
اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﻌﺗﻣد:
ﺳﻧﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟوﺻﻔﻲ ،اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻣﻌززﯾن
ذﻟك ﺑﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﻧﮭﺟﻲ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺟزاءات إﺧﻼل اﻟﺧﺑﯾر ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﮭﻧﺗﮫ.
2
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول :اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺨﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ
اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ھﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ –وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻻﺳـﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﮭـﺎ -
واﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﮭﺎ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ﺑﺷﺄن اﻟﻣﺳﺎﺋل ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ أو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻـﻌب ﻋﻠﯾﮭـﺎ
ﻟوﺣدھﺎ إدراﻛﮭﺎ أو اﺳﺗﺧﻼﺻﮭﺎ ﻟوﺣدھﺎ أو اﻟﺗﻘرﯾر ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ .وھﻲ إﺟراء ﯾﺗﻣﯾز ﻋـن ﺑـﺎﻗﻲ إﺟـراءات
اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻷﺧرى ﻛﺎﻷﺑﺣﺎث واﻟﯾﻣﯾن وﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺧطوط ،...ﻟﻛوﻧﮭﺎ ﻻ ﺗرﺗﺑط ﺑﻘواﻋـد اﻹﺛﺑـﺎت
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻗرار واﻟﻛﺗﺎﺑـﺔ واﻟﯾﻣـﯾن
وﺷﮭﺎدة اﻟﺷﮭود واﻟﻘرﯾﻧﺔ.ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ –اﻟﻔﺻول ﻣن 59إﻟﻰ - 66ﻧﻼﺣظ
أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﻌرف اﻟﺧﺑرة ،ﻻ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة وﻻ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،وإن ﻛﺎن ﻗد أﺣﺎط
ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺑﺄﻏﻠب وأھم ﺟواﻧﺑﮭﺎ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻣﺳﺎﺋل ﺗﻘﻧﯾﺔ
وﻓﻧﯾﺔ ،ﺑواﺳطﺔ أھل اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ } اﻟﻣطﻠب اﻷول { ،واﻟذي
ﺗﺳﻧد ﻟﮫ اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻋن طرﯾﻖ ﺣﻛم ﺗﻣﮭﯾدي ﻗﺎﺿﻲ ﺑﺈﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ } اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ {.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺎﻧون 45.00اﻻطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﮭﻧﺔ ﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﻘﺿﺎء
ﻓﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة اﻻوﻟﻰ ﻣﻧﮫ ،ﻟﺷﻠك ﻓﻘد ﻋﻣد اﻟﻣﺷرع اﻟﻰ ﺗﻧزﯾﻣﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﮭم ﻧظرا ﻟﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣﺳطرة دﻋوى اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻓظﻼ ﻋن أﻧﮫ اوﻟﻰ اھﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ق م م وق م ج .ﻟﻼﻟﻣﺎن ﺑﮭذا
اﻟﻣطﻠب وﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺗطرق اﻟﻰ ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﺧﺑرة )اﻟﻔﻘرة اﻻوﻟﻰ (ت ﺗم ﺑﻌد ذﻟك ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣﺳطرة
ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ (
اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ :ﻣﺎھﯿﺔ اﻟﺨﺒﺮة اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ
ﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﮫ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ق م م ﻋﻣل إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم إﺟراء اﻟﺧﺑﯾر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره إﺟراء ﻣن
إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣن أﺟل ﺗﺳﮭﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣن ﺟﮭﺔ ،وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻌداﻟﺔ
واﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎﯩﯾﺔ .ﻟذﻟك ﻓﻣن أﺟل دراﺳﺔ اﻟﻔﻘرة وﺟب ﻏﻠﯾﻧﺎ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗطرق ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺧﺑرة
وﺧﺻﺎﺋﺻﮭﺎ )اوﻻ ( ﺛم ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣﺳطرة ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى )ﺛﺎﻧﯾﺎ(
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺧﺑرة
ﯾﻌرف ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺧﺑرة ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ "إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﯾﻌﮭد ﺑﮭﺎ اﻟﻰ ﺗﻘﻧﻲ أو ﻓﻧﻲ
ﯾﻌﯾن ﻣن ﻟدن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن أﺟل اﺑداء رأي ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻗﻌﯾﺔ ﺗﺗطﻠب ﺗﻛوﯾﻧﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ،وﻻﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ أي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال اﺳﺗﺷﺎرة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ".2وﻗد ﻋرﻓﮭﺎ ﺟﺎﻧب آﺧر ﺑﺄﻧﮭﺎ "إﺟراء
ﻟﻠﺗﺣﻘﯾﻖ ﯾﻌﮭد ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ ﺷﺧص ﻣﺧﺗص ﯾﻧﻌت ﺑﺎﻟﺧﺑﯾر ﻟﯾﻘوم ﺑﻣﮭﻣﺔ ﻣﺣددة ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑواﻗﻌﺔ أو
وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ﯾﺳﺗﻠزم ﺑﺣﺛﮭﺎ أو ﺗﻘدﯾرھﺎ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم إﺑداء رأي ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻣﺎ أو ﻓﻧﺎ ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻓﻲ
5
6ط 2اﻟرﺑﺎط 1983ص 202ھ 83ﻗرار ﻋدد 757ﺑﺗﺎرﯾﺞ 1971/7/8أورده اﻟدﻛﺗور أﺣﻣد اﻟﺧﻣﻠﯾﺷﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ -ﺷرح
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﺑﺔ -
7اﺑراھﯾم زﻋﯾم -ﻧظﺎم اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ – ط 1ﻣراﻛش 1993ص 43
8ﻣﺣﻣد اوﻏرﯾس "اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺣوادث اﻟﺷﻐل " ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺟرﯾدة اﻟﻌﻠم ،ﻋدد 16997ﺑﺗﺎرﯾﺦ
19/11/1996
9اﻟﻣﺎدة 136ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺛﺑﺎت
5
اﻟﻣﺳﻧد إﻟﯾﮫ وأن ﯾﻌطﻲ رأﯾﮫ ﺑﻛل ﺗﺟرد واﺳﺗﻘﻼل ﻣﺎﻟم ﯾﻌﻔﯾﮫ اﻻطراف ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﮭم .وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد
ﻧورد ﻗرارا ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض " اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم أداء اﻟﺧﺑﯾر ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن ﻧﻘطﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﺳك
10
ﺑﮭﺎ ﻟﻠطﻌن ﻓﻲ اﻟﺧﺑرة وﻟو ﺑﻌد إﺟراﺋﮭﺎ ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻔﺻل 59اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ أﻋﻼه .
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ :ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ ﺗﺠﺮﯾﺢ اﻟﺨﺒﯿﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ
ان اﻗرار اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟﻸطراف ﺑﺎﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ھو ﺗﺟﺳﯾد ﻓﻌﻠﻲ ﻟﻣدى ﺣرص
اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻧزاھﺔ اﻟﺧﺑراء وﺣﯾﺎدھم ،وﻛذا ﺟﻌل ﻛل ﺧﺑﯾر ﻻ ﯾﻧﺗدب إﻻ ﻓﯾﺈطﺎر ﺗﺧﺻﺻﮫ ﺣﺗﻰ
ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ أن ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﺷورة ﻣﻧﮫ ﺗﻛون ذات ﻣﺻداﻗﯾﺔ ﺗﻧور ﺑﺻﯾرة اﻟﻘﺎﺿﻲ وﺗﺟﻧﺑﮫ اﻟطﻌن
ﻓﯾﺗﻘرﯾره ﻣن طرف اﻟﺧﺻوم )أوﻻ( .ھذا وﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ﻓﺈﻧﮫ وﺟب اﺗﺑﺎع ﻣﺳطرة إﺟراﺋﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ق م م )ﺛﺎﻧﯾﺎ(
أوﻻ :ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر
ﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ ق م م ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹﺟراﯩﻲ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻧص ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل 62ق م م ﻋﻠﻰ أﻧﮫ :
ﯾﻣﻛن ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﺗﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻟﻠﻘراﺑﺔ أو اﻟﻣﺻﺎھرة ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن أﺣد اﻷطراف
إﻟﻰ درﺟﺔ اﺑن اﻟﻌم اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﻊ إدﺧﺎل اﻟﻐﺎﯾﺔ
–إذا ﻛﺎن ھﻧﺎك ﻧزاع ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن أﺣد اﻷطراف؛
–إذا ﻋﯾن ﻹﻧﺟﺎز اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ؛
-إذا ﺳﺑﻖ ﻟﮫ أن أﺑدى رأﯾﺎ أو أدﻟﻰ ﺑﺷﮭﺎدة ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع؛
-إذا ﻛﺎن ﻣﺳﺗﺷﺎرا ﻷﺣد اﻷطراف؛
–ﻷي ﺳﺑب ﺧطﯾر آﺧر.
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺑﯾر أن ﯾﺛﯾر أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﮫ.
ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻘدﯾم طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ داﺧل أﺟل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻘرر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر.
ﺗﺑت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ داﺧل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾﻣﮫ ،وﻻ ﯾﻘﺑل ھذا اﻟﻣﻘرر أي
طﻌن إﻻ ﻣﻊ اﻟﺣﻛم اﻟﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺟوھر.
ﺑﻌد أن وﺟﮫ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ إﻧﺗﻘﺎدات ﻛﺛﯾرة ﻟﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل اﻋﻼه ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ
ﺑﻌدم ﺗﺣظﯾد اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﺄﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﺑﺷﻛل أﻛﺛر دﻗﺔ ووﺿوح ،ﻋﻣل أﺧﯾرا ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾﻠﮫ
ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون . 45.00
وھﻛذا ﺑﺎﺳﺗﻘراﺋﻧﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھذا اﻟﻔﺻل ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺗﺟﺎوز اﻟﻧﻘﺎرص اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
11
ﺗﻌﺗري اﻟﻔﺻل 62ﻣن ق م م ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﮫ وﻗﺎم ﺑﺗﻌداد أﺳﺑﺎب ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر وﺗوﺿﯾﺣﮭﺎ
10ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض رﻗم ﻣؤرخ ﻓﻲ 18ﯾوﻧﯾو -1980ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻋﻠﻰ ،ﻋدد 3ص105
6
واﻟﺟدﯾﻰ ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظ أﯾﺿﺎ أن اﻟﻣﺷرع أﯾﺿﺎ ﻗد أﻋطﻰ ﻟﻠﺧﺑﯾر اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟرﯾﺢ ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﯾﯾﻧﮫ
وھذا ﯾﺟرﻧﺎ إﻟﻰ طرح ﺗﺳﺎؤل ﻣﻧطﻘﻲ وﻣﺷروع :أﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺑﯾر أﺳﺗﻌﻣﺎل ھذا اﻟﺳﺑب ﻟﻠﺗﮭرب ﻣن
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﮭﻣﺗﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎﻧﺣﺳب رأﯾﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻻﯾﺟب اﺳﺗﻌﻣﺎل ھذا اﻟﺣﻖ او ھذه اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اطﻼﻗﮭﺎ ﺑل ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر أن ﯾﻘرن ﺗﺟرﯾﺢ ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺗﻌﻠﯾل واﺿﺢ وﺗﺳﺑﺑب ﻣﻘﺑول وﻣﻌﻘول
ﻓظﻼ ﻋﻠﻰ ھذا ﻓﻘد ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن ﺧﺑﯾر ﻏﯾر ﻣﺳﺟل ﻓﻲ ﺟدول اﻟﺧﺑراء ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﺧﺑﯾر او
ﺧﺑراء داﺧل اﻟﺟدول ﻓﻲ اﻟﺗﺧﺻص اﻟﻣطﻠوب .اﻻﺷﻛﺎل اﻟﻣطروح ھﻧﺎ ھل ﯾﺣﻖ ﻟﻼطراف ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 62ﺟﻌل ﻣن ﺑﯾن أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ أن ﯾﺗوﻓر
ﻋﻠﻰ اي ﺳﺑب ﺧطﯾر ﻣوﺟب ﻟﻠﺗﺟرﯾﺢ ؟.
ﺣﺳب راﯾﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﯾﺟب ﺑداﯾﺔ اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ اﻻن اﻟﺣﻛم اﻻﻣر ﺑﺎﺣراء اﻟﺧﺑرة ﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﻛون
ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ ﻟﻠﺳﺑب اﻟذي ﺟﻌل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻌﯾن ﺧﺑﯾرا ﻏﯾر ﻣﺳﺟل ﺑﺎﻟﺟدول ،ﻋﻠﻰ اﻟرﺟم ﻣن وﺟود ﺧﺑراء
ﺑﺎﻟﺟدول ﻟﮭم ﻧﻔس اﻟﺗﺧﺻص واﻟﺑﺣث ﺣول ﺟدﯾﺔ اﻟﺳﺑب اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻣن ﻋدﻣﮫ وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﯩﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺑﯾن ﻋدم ﺟدﯾﺔ اﻟﺳﺑب واﻻ اﻟﻌﻛس ،.وﻧﺷﺑر
اﻟﻰ ان ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻘض اﻋﺗﺑرت ﻓﻲ أﺣد ﻗراراﺗﮭﺎ ان ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺳﺟل ﻓﻲ ﺟدول
اﻟﺧﺑراء ﻻ ﯾدﺧل ﺿﻣن اﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ.
وﻣن ﺟﮭﺔ اﺧرى ﻓﺎﻟﺗﺟرﯾﺢ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯩﺎﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻠﻘﺎﯩﯾﺎ وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ
ﺑﺎﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح اﻟﺧﺻوم او اﺗﻔﺎﻗﮭم وﯾﺳﺗﻔﺎد ذﻟك ﻣن اﻟﻔﺻل 62ق م م واﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ "ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟطرف ﺗوﺟد ﻟدﯾﮫ وﺳﺎﯩل ﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ اﻟﻘﺎﺿﯾﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ داﺧل ﺧﻣﺳﺔ اﯾﺎم ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ
ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر ."...ﻓﺎﻟﺧﺑراء اﻟذي اﺗﻔﻖ اﻟﺧﺻوم ﻋﻠﻰ اﺧﯾﺎرھم ﯾﻔﺗرض اﻟﻣﺷرع ﺗﻧﺎزل اﻟﺧﺻوم ﻋن
ﺗﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗﺑل اﺧﺗﯾﺎرھم ﻓﺎﻟﻣﻔروض ﻓﻲ اﻟﺧﺻوم اﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺧﺑﯾر ﻗﺑل اﻻﺗﻔﺎق
ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح اﻧﺗداﺑﮫ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ .
وﯾﺑﻘﻲ اﻟﻣﺷﻛل اﻟذي ﯾطرﺣﮫ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر ھو اﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻧﺟد ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻟﻛن" ،ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﻧﻌﺗﮫ اﻟطﺎﻟﺑﺗﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار ،ﻓﺈن اﻟﻔﺻل
62ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " ﯾﻣﻛن ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ
ﻟﻠﻘراﺑﺔ او اﻟﻣﺻﺎھرة ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﺣد اﻷطراف اﻟﻰ درﺟﺔ اﺑن اﻟﻌم اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﻊ إدﺧﺎل اﻟﻐﺎﯾﺔ ،إذا ﻛﺎن
ھﻧﺎك ﻧزاع ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن أﺣد اﻷطراف
و إذا ﻋﯾن ﻻﻧﺟﺎز اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ ،ةﯾﺗﻌﯾن ﺗﻘدﯾم طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ داﺧل أﺟل
ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾﻣﮫ ،وﻻ ﯾﻘﺑل ھذا اﻟﻣﻘرر أي طﻌن اﻻ ﻣﻊ اﻟﺣﻛم اﻟﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺟوھر",
واﻟﺛﺎﺑت أن طﺎﻟﺑﺔ اﻟﻧﻘض ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟم ﺗﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺧﺑﯾر
اﻟﻣﻌﯾن اﺑﺗداﺋﯾﺎ اﻻ ﺑﻌد إﻧﺟﺎز اﻟﺧﺑرة وﺗﻌﯾن اﻟﻣﻠف ﻣن ﺟدﯾد ﺑﺟﻠﺳﺎت اﻟﺣﻛم ،وذﻟك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣذﻛرﺗﮭﺎ
ﺑﻌد اﻟﺧﺑرة اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﺑﺟﻠﺳﺔ 2011/3/2ﻋﻠﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻗد ﺗوﺻﻠت ﺑﺎﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻟﺣﺿور إﺟراءات
اﻟﺧﺑرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2011/1/13ﺣﺳب اﻟﺛﺎﺑت ﻣن ﻣرﺟوع اﻟﺑرﯾد اﻟﻣرﻓﻖ ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑرة ،ﻣﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻌﮫ
11اﻟﻔﺻل 62ﻣن ق م م ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﮫ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 85.00اﻟﺻﺎدر " 26/12/ 200ﯾﺗﻌﯾن ﻋل اﻟطرف اﻟذي ﺗوﺟد وﺳﺎﺋل
ﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ داﺧل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر ،ﺑطﻠب ﻣوﻗﻊ ﻣﻧﮫ أو ﻣن وﻛﯾﻠﮫ ﻣﺑﯾﻧﺎ
اﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ،ﯾﺑت ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ دون ﺗﺄﺧﯾر وﻻ ﯾﻘﺑل إﻻ ﻟﻠﻘراﺑﺔ اﻟﻘرﯾﺑﺔ أو ﻷﺳﺑﺎب ﺧطﯾرة أﺧرى"
7
ﻣﺎ أﺛﯾر ﻓﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻏﯾر ﺟدﯾر ﺑﺎﻻﻋﺗﺑﺎر واﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر أﺳﺎس .اﻟﻘــرار ﻋـدد 1163اﻟﻣؤرخ
ﻓـﻲ 2013/9/12ﻣﻠف اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋــــدد "2012/1/5/1140
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﺳطرة ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
إن اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻣﺳﺎﻟﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺎر ﻗﺑل ﺑدأ
12
اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻓﻲ اﻟﺟوھر ،وإﻻ ﻋﺎدت ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت 49ﻣن ق م م
وھﻛذا ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻘدﯾم طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﻋﯾن اﻟﺧﺑﯾر ﺧﻼل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻎ طﺎﻟب
اﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﻘرار اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر ،ﻋﻠﻰ ان ﯾﻛون ﻣوﻗﻌﺎ ﻏﻠﯾﮫ ﻣﻧﮫ او ﻣن وﻛﯾﻠﮫ ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ أﺳﺑﺎب
اﻟﺗﺟرﯾﺢ .
وﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺿﻣﺎر ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺄن " اﻷﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﺧﺑﯾر او اﺳﺗﺑداﻟﮫ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن
ﯾﺑﻠﻎ ﻟﻣن ﯾﻌﻧﯾﮫ اﻷﻣر ﻟﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﮭم ﻓﻲ اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻗﺑل اﻟﻘﯾﺎ ﺑﺈﺟراءات اﻟﺧﺑﯾر وان ﻋدم
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭذا اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ﺣﺗﻣﺎ ﺑطﻼن ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺣراءات اﻟﻼﺣﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑرة ﻣﺎدام ﻣن ﯾﻌﻧﯾﮫ
اﻷﻣر ﻗد ﺗﻣﺳك ﺑﮭذا اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﮫ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر " .وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻘدﯾم
طﻠب ﺗﺟرﯾﺢ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﻋﯾن اﻟﺧﺑﯾر ﺧﻼل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻎ طﺎﻟب اﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻣﻛﺗوﺑﺎ ﻣوﻗﻌﺎ ﻣن طﺎﻟب اﻟﺗﺟرﯾﺢ أو ﻣن ﻗﺑل وﻛﯾﻠﮫ ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ان
ﯾﺗﺿﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺟرﯾﺢ .ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم اﻟﺑت ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ داﺧل اﺟل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ،وﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣدﯾد
ھذا اﻟﻣدى اﻟزﻣﻧﻲ ﺟدﯾدا ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺈﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺑت ﻓﻲ
طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ دون ﺗﺄﺧﯾر ،وﻋﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋﺎﻣﺔ وﻏﺎﻣﺿﺔ ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗﺄﺗﻲ ﺑﮭﺎ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟداﺧل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
13
اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻟﺔ ﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر أن ھذا اﻟﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ ﻣن ﺟدﯾد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﺟل
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ،اﺟل ﺳﻘوط ﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺧﺑﯾر إﻻ أن ھذه اﻟﻣدة ﺗﺑﻘﻰ ﻗﺎﺻرة وﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ
ﯾﺻﻌب ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻛﺗﺷﺎف أﺳﺑﺎب ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺧطﯾرة ﻣﻧﮭﺎ واﻟﻐﺎﻣﺿﺔ ورﺟوﻋﺎ إﻟﻰ طﺎﻟب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻓﯾﺟب
إن ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﯾﮭﺎ اﻟﺧﺻم ﻓﻲ ادﻋﺎﺋﮫ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻣل اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺄﯾد طﻠﺑﮫ طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ .
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ طﻠب ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﺟرﯾﺢ وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات اﻟﺧﺑرة اذا ﻛﺎﻧت ﻗد ﺑدأت ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺧﺑﯾر
ﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن او اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺄﻣورﯾﺗﮫ إﻻ ﺑﻌد اﻟﻔﺻل ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﺟرﯾﺢ أو إﺻدار اﻟﺣﻛم
ﺑﺷﺄﻧﮫ .
وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟرﯾﺢ ﻋبء إﺛﺑﺎت أﺳﺑﺎب ھذا اﻟﺗﺟرﯾﺢ اﻟﺗﻲ ﯾدﻋﯾﮭﺎ وذﻟك ﺑﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ،
وﯾﻧﺿر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ دﻋوى اﻟﺗﺟرﯾﺢ وﯾﺻر ﺣﻛﻣﺎ ﻓﻲ ظرف ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﯾداع
طﺎﻟب اﻟﺗﺟرﯾﺢ ھذا اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 145ﻣن اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺻري ،ﻟﻛن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﺟزز اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ اﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌراﻗﻲ ﻗد أﺟﺎز اﻟﻛﻌن ﻓﯾﮫ ﻣﻊ اﻟﺣﻛم اﻟﺑت ﻓﻲ
12ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻘض ﺑﺗﺎرﯾﺦ 17ﻣﺎرس ، 1988ﻋدد 521ﻣﻠف رﻗم ، 1817أو رده ﻣﺣﻣد ﺑﻔﻘﯾر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﯩﻲ .ﻣﻧﺷورات اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﯩﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .2009اﻟﻌدد اﻟﺧﺎﻣس
13أﻧظر اﻟﻔﺻل 49ق م م
8
اﻟﻣوﺿوع ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 136ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺛﺑﺎت .ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧص ﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن
طﻌن ھذا اﻟﺣﻛم إﻻ ﻣﻊ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟوھر.
وﻣﻧﺟﮭﺔ أﺧرى وﺣﺳب رأﯾﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻧﺟد ان اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻗد أﻏﻔل ﻣﺳﺎﻟﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
ﻣﺧﺎﺻﻣﺔ اﻟﺧﺑﯾر ،اذ اﻧﮫ ﻟﯾس ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ذﻟك وان ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﺑدوره ﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر
ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 61ﻟﻣﺎ ﺗﺣدث ﻋن اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻣﺎ ﯾرﺗﻛب ﺧطﺄ ﯾوﺟب اﻟﺗﻌوﯾض
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﯾﮭو ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻣﻊ دﻋوى اﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ ﻣﺎ دام أن ھذه اﻻﺧﯾرة ھﻲ دﻋوى ﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز
.وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع ان ﯾﺗدﺧل وﯾﺿﯾف ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ ﻻﻧﮭﺎ ﺳﺗﺣﻘﻖ ﻻﺷك ﻋداﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻘﺎﺿﯾن وطﻣﺄﻧﯾﺗﺔ ﻟﮭم
إن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﺑراء ﻟﯾﺳت ﻓﻘط ،ذات ارﺗﺑﺎط ﺑﺎﻟﻣﮭﻧﺔ ﻛﻛل ،ﺑل ﺗﻧﺻرف
إﻟﻰ ﺷﺧص اﻟﺧﺑﯾر ﺑﺻﻔﺗﮫ إﻧﺳﺎﻧﺎ ﻟﻘول ﷲ ﻋز وﺟل } :وﻟَﻘَ ْد َﻛ ﱠر ْﻣﻧَﺎ ﺑَﻧِﻲ آ َد َم َو َﺣ َﻣ ْﻠﻧَﺎ ُھ ْم ﻓِﻲ ْاﻟﺑَ ِ ّر َو ْاﻟﺑَ ْﺣ ِر
ﺧﻠَ ْﻘﻧَﺎ ﺗ َ ْﻔﺿﯾﻼً { 14
ِ ت َوﻓَﺿ ْﱠﻠﻧَﺎ ُھ ْم َﻋﻠَﻰ َﻛﺛِ ٍ
ﯾر ِﻣ ﱠﻣ ْن َ َو َرزَ ْﻗﻧَﺎ ُھ ْم ِﻣنَ ﱠ
اﻟط ِﯾّﺑَﺎ ِ
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون 45.00ﻧﺟده ﺣدد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑراء.
أوﻻ :اﻟﺣﻖ ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
ﺗﻧص ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون 45.00ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺣﻖ ﻟﻠﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻌد ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟﺟدول اﻟوطﻧﻲ
ﻟﻠﺧﺑراء ،اﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ ﺧﺑﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ،ﺣﺳب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﻣﮭﻧﺔ " ﯾﺣﻣل
ﯾﺣﻣل اﻟﺧﺑﯾر ﺻﻔﺔ ﺧﺑﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﺳﺟل ﺑﺎﻟﺟدول اﻟوطﻧﻲ إذا ﺳﺟل ﺑﮭذا اﻟﺟدول.
ﯾﺟب أن ﯾﺗم اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ ﻧوع اﻟﺗﺧﺻص إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺻﻔﺔ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﺳﺟل ﻓﻲ أﺣد اﻟﺟدوﻟﯾن
اﻟﻣذﻛورﯾن.
إذا اﻛﺗﺳب اﻟﺧﺑﯾر ﺻﻔﺔ ﺧﺑﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﺳﺟل ﺑﺎﻟﺟدول اﻟوطﻧﻲ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺷﺎر إﻟﻰ ھذه اﻟﺻﻔﺔ أﻣﺎم
اﺳﻣﮫ اﻟﻣﺳﺟل ﺑﺟدول ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف.
ﯾﺟوز ﻟﻠﺧﺑﯾر اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺟدول إﺣدى ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﺑﺎﻟﺟدول اﻟوطﻧﻲ".
ﺳواء ﻛﺎن ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ أو 15
ﻛﻣﺎ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺣﻘوﻗﮫ اﻛﺗﺳﺎﺑﮫ ﺻﻔﺔ ﺧﺑﯾر ،ﺗﺄدﯾﺗﮫ ﻟﻠﯾﻣﯾن
ﻣﻌﻧوي .16
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣﻘوق اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ اﻷﺗﻌﺎب
ﺗﻧدرج أﺗﻌﺎب اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻣـــﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﮭﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺣددت ﻟﮫ ﻣن طرف
اﻟﻘﺎﺿﻲ ،17واﻟﺗﻲ أوﻟﻰ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻧﺎﯾﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﻓﯾﮭﺎ ،وﺗﻛون ھذه اﻷﺗﻌﺎب ﻣﺣددة ،ﻣﺎ ﻟم ﯾطﻠب
اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﺣﺳب اﻹﻧﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ اﻧﺻرﻓت ﻟﻠﻣﮭﺎﻣﮫ.
ﺣﯾث أﻧﮫ ﯾﺄﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﯾداع اﻟﻣﺑﻠﻎ ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺑﻖ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ رﻓض اﻟﺧﺑرة ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن أﺣد
اﻷطراف ﻗد اﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،18وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر ﺗﺳﻠم أي ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن
اﻷطراف ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﻣن اﻟﺟدول ،وﻓﻲ ﻧظرﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻊ ھذا ﯾﻌد إﺟراءا ﺻﺣﯾﺢ
15ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة : 18ﯾؤدي اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻧد ﺗﺳﺟﯾﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺟدول ﻷول ﻣرة اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﻲ ﺳﺟل ﺑداﺋرﺗﮭﺎ
:
" أﻗﺳم ﺑﺎ� اﻟﻌظﯾم أن أؤدي ﻣﮭﺎم اﻟﺧﺑرة اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻌﮭد ﺑﮭﺎ إﻟﻲ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وإﺧﻼص وﻧزاھﺔ ،وأن أﺑدي رأﯾﻲ ﺑﻛل ﺗﺟرد واﺳﺗﻘﻼل
وأن أﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺳر اﻟﻣﮭﻧﻲ".
16ـ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة " :19ﯾؤدي اﻟﯾﻣﯾن ﻋن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻣﻣﺛﻠﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ".
17ـ ﺳﻧﻔﺻل ﻓﻲ ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﻣواﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ،ﺑﻣﮭﺎم اﻟﺧﺑﯾرـ واﺟﺑﺎﺗﮫ ــ.
5ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة " :25ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺧﺑﯾر أن ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن إﻧﺟﺎز اﻟﺧﺑرة ﻋﻧد ﺗﻌﯾﯾﻧﮫ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮭﺎ أن اﻷﺗﻌﺎب اﻟﻣﺣددة ﻟﮫ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن ﻟﮫ ﺑﻌد اﻹﻧﺟﺎز طﻠب أﺗﻌﺎب إﺿﺎﻓﯾﺔ وﻓﻖ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ".
10
ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻣﺷرع ﻣﻧﮫ ﺻرف ﺗﺣﯾﯾد اﻟﺷﺑﮭﺎت ﻋن اﻟﺧﺑﯾر ،ﺳﯾﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠﻘت ﻣﮭﻣﺗﮫ ﺑﻧدب ﻣن طرف
19
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﺑﮭذا ﺗﻛون ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ :اﻟﻤﮭﺎم اﻟﻤﻨﻮطﺔ ﺑﺎﻟﺨﺒﯿﺮ
ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻣﮭﯾدي 20اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑﺷﺄن اﻧﺗداب اﻟﺧﺑﯾر أو ﻋدة ﺧﺑراء ﻣﺳﺎﺋل ﻋدﯾدة
ﻣﻧﮭﺎ :ﺗﺣدﯾد ﻣﮭﻣﺔ اﻟﺧﺑﯾر واﻷﺗﻌﺎب اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﮫ ﺛم اﻷﺟل اﻟﻣﺿروب ﻟﮫ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﮭﻣﺗﮫ.
ﻣن اﻟواﺟب ﺗﺣدﯾد ﻣﮭﻣﺔ اﻟﺧﺑﯾر أو اﻟﺧﺑراء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌددھم ﺗﺣدﯾد ﺟد دﻗﯾﻖ ،ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟـﻰ
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺎﺗﺧﺎذھﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﯾﻧﺗﮫ ﺗﺳﮭﯾﻼ ﻟﻘﯾﺎﻣﮫ ﺑﻣﮭﺎﻣﮫ .وﻣﺎ
ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﯾﮫ ھو أن اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻗد ﺗﺗﺧذ ﺻورا ﺛﻼﺛﺔ:
اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ La Constatation :
اﻻﺳﺗﺷﺎرة La Consultation :
اﻟﺧﺑرة L'expertise :
-إن اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن وﺻف ﻣﺎدي ﻟﻠﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﻧزاع دون إﺑداء أي رأي ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺟﮫ .إن
ﻛل ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﯾﻌﺗﺑر دﻟﯾﻼ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻘول ﻛﻠﻣﺗﮭﺎ ﻓﯾﮫ ،وإﻻ ﻛﺎن
ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻣﻌﯾﺑﺎ .واﻻﺳﺗﺷﺎرة ھﻲ طﻠب رأي ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻻ ﺗﺗﺳم ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾد اﻟﻛﺑﯾر .إﻧﮫ ﻣن ﺑﺎب اﻷﻣﺎﻧﺔ
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﮭﻧﺔ ،أﻧﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺧﺗص ﻟﻺﻓﺗﺎء ﻓﻲ
اﻟﻣوﺿوع اﻟذي اﺳﺗﺷﯾر ﻓﯾﮫ ،أن ﯾرﻓض اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺧﺑرة ﻟﻠﺳﺑب ذاﺗﮫ ،وھو إن ﻓﻌل ﻻ ﺗﺗﺳم ﻋﺎدة
ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾد اﻟﻛﺑﯾر.
إﻧﮫ ﻣن ﺑﺎب اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﮭﻧﺔ ،أﻧﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﻧﮫ
ﻏﯾر ﻣﺧﺗص ﻟﻺﻓﺗﺎء ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع اﻟذي اﺳﺗﺷﯾر ﻓﯾﮫ ،أن ﯾرﻓض اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺧﺑرة ﻟﻠﺳﺑب ذاﺗﮫ ،وھو إن
ﻓﻌل ﻻ ﯾﻛون ﻣﻣﺗﻧﻌﺎ ﻋن أداء اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﮫ.
19ـ ﺑﺧﺻوص ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﻗواﻋد ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻟم ﯾﺣددھﺎ
ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻧﺑﺎطﮭﺎ ﻣن ﻣﻔﮭوم اﻟﻔﻘرﺗﯾن اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 59ﻣن ق م م ﺣﯾث ﻧص :
" ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻧﻘط اﻟﺗﻲ ﺗﺟرى اﻟﺧﺑرة ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل أﺳﺋﻠﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون.
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر أن ﯾﻘدم ﺟواﺑﺎ ﻣﺣددا وواﺿﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺳؤال ﻓﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺟواب ﻋﻠﻰ أي ﺳؤال ﯾﺧرج ﻋن
اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ وﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون".
ﻓﻲ ﺣﯾن ﺟد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ أﺧد ﺑﺎﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﺧﺑﯾر واﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 194ﻣن ق م ج :
"ﯾﻘوم اﻟﺧﺑﯾر أو اﻟﺧﺑراء ﺑﻣﮭﻣﺗﮭم ﺗﺣت ﻣراﻗﺑﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أو اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﺿﯾﺔ أو اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﺗﻌﯾﻧﮫ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء"
20ـ ﯾﻌد اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻣﮭﯾدي إذا ﻗﺿﻰ ﺑﺈﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أو ﺑث ﻓﻲ ﺟزء ﻣن اﻟﻣوﺿوع ،ﺛم أﻣر ﺑﺈﺟراء ﻣن إﺟراء
ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻣذﻛورة وﻻﺗﻧﻔﻰ ﻋﻧﮫ ﺻﻔﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻣﮭﯾدي إن أﻣر ﺑﺈﺟراء ﺧﺑرة ﺛم ﺑت ﻓﻲ ﺟزء ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع طﺎﻟﻣﺎ ﻟم
ﺗرﻓﻊ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾدھﺎ ﻋن اﻟﻧزاع ،....ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ع 1287ت 14\12\2006ﻓﻲ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ع،68
ص163
11
اﻷﺗﻌـﺎب ھﻲ اﻟﻣﻘـﺎﺑل اﻟﻧﻘدي اﻟواﺟب دﻓﻌﮫ ﻟﻠﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳـوف ﯾﻘـوم ﺑﺈﻧﺟﺎزھـﺎ،
واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟطرف اﻟﻣﻠزم ﺑدﻓﻌﮫ ﻣن اﻟﺧﺻوم ،وﻗد ﺗوزﻋﮫ ﻣﻧﺎﺻﻔﺔ ﺑﯾن اﻟﺧﺻﻣﯾن ﻓـﻲ
ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ .21
ﺗوﺿﻊ اﻷﺗﻌﺎب ﺑﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻧﻊ أن ﯾﺳﻠﻣﮭﺎ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﺧﺑﯾر " .إن
اﻟﺧﺑﯾـر ﯾﺳﺗوﻓﻲ أﺗﻌﺎﺑﮫ ﻣن ذﻟك اﻟﺻﻧدوق ﻓور وﺿﻊ ﺗﻘرﯾره ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﻣﻔروﻗﺎ ﺑﺑﯾﺎن أو ﻛﺷـف
ﺑـﺎﻷﺟور ﯾﻛون ﻣﺣررا وﺟوﺑﺎ وﻓﻖ اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﮭﯾﺄ ﻣن طرف وزارة اﻟﻌدل .يؤﺗﻰ ﺑﮭذا اﻟﺑﯾـﺎن
إﻟـﻰ اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺳﻌﯾر ﻟﻠﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟوارد ﻓﯾﮫ واﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣوال
ﻣﺳﺎوﯾﺎ ﻟﻠﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﺳﺑﻖ اﻗﺗراﺣﮫ ﻣن ﻟدن اﻟﻘﺎﺿﻲ ،وذﻟك إذا اﻋﺗﺑر ھذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﺗﺳدﯾد ﺻـواﺋر
اﻟﺧﺑـرة ...ﯾﻣﻠـك اﻟﻘﺎﺿﻲ أﯾﺿﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻸﻣر ﺑﺄداء أﺗﻌﺎب ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر ،ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ
22
يـدﻋﻲ ﻓﯾﮭـﺎ ھـذا اﻷﺧﯾر ﻟﺗﻘدﯾم إﯾﺿﺎﺣﺎت ﻋن ﺑﻌض اﻟﻧﻘط اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾره
إذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔروض أن ﺗﺗﺣدد أﺗﻌﺎب اﻟﺧﺑﯾر اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أھﻣﯾﺔ وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣطﻠوب
إﻧﺟـﺎزه ،ﻓﺈﻧﮫ ﻣن ﺣﻘﮫ – اﻟﺧﺑﯾر -ھو وأﯾﺿﺎ أطراف اﻟﻧزاع اﻟطﻌن ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻘدر ﻣن
23
طرف ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﻣوﺿوع .وأﻣﺎم ﻋدم ﺗﺳدﯾد أﺟرة اﻟﺧﺑﯾر ،وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ أﻣﺎم إﻣﻛﺎﻧﯾﺗﯾن
وھﻣﺎ :إﻣﺎ اﻟﺗﻐﺎﺿـﻲ ﻋن اﻟﺧﺑرة ،وإﻣﺎ رﻓض طﻠب اﻟدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ .واﻟذي ﺣدا ﺑﺎﻟﻣﺷرع إﻟﻰ
ﺳﻠوك ھذا اﻟﻣوﻗف ھو أن اﻟدﻋوى ﻗد ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑرة ،وﻗد ﻻ ﺗﻛون ھذه اﻟﺧﺑرة ﺿرورﯾﺔ ﺟدا.
ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻋﺗﻣـﺎدا ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺗﮫ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺗﻘرﯾر اﻟﻣوﻗف اﻟواﺟب اﺗﺑﺎﻋﮫ ﺣﺳب ظروف ﻛل
ﻧزاع.
اﻷﺟل اﻟﻣﺿروب ﻟﻠﺧﺑﯾر ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗدب ﻣن أﺟﻠﮭﺎ .اﻟﻘﺎﻋدة أﻧﮫ ﻣن اﻟواﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺣدد اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺟب أن ﺗﻧﺟز ﺧﻼﻟﮫ اﻟﺧﺑرة ،طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 60ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ، 24واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وھﻲ ﺗﺣدد أﺟل اﻟﺧﺑرة ﯾﺟب أن ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺑرة ذاﺗﮭﺎ
واﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗظر اﻟﺧﺑﯾر .ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﯾس ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺧﺑﯾر ﻣن طﻠب ﻣﮭﻠﺔ
إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت ﺗﺑرﯾراﺗﮫ واﻗﻌﯾﺔ وﻣﻌﻘوﻟﺔ .ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺻدر أﻣرا ﺑﺗﻣدﯾد أﺟل
اﻟﺧﺑرة ،ﺑﻌد أن ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑﯾر ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ دﻋﺗﮫ إﻟﻰ طﻠب
اﻟﺗﻣدﯾد.
21ـ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 124ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ " :ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﻣﺻﺎرﯾف ﻋﻠﻰ ﻛل طرف ﺧﺳر اﻟدﻋوى ﺳواء ﻛﺎن ﻣن
اﻟﺧواص أو إدارة ﻋﻣوﻣﯾﺔ
ﯾﺟوز اﻟﺣﻛم ﺑﺣﺳب ظروف اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺻﺎرﯾف ﺑﯾن اﻷطراف ﻛﻼ أو ﺑﻌﺿﺎ ".
22ــ ﺑراھﯾم زﻋﯾر " ﻧظﺎم اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﺗﺣﻠﯾل ﻣﻘﺎرن وﺗطﺑﯾﻘـﻲ " دار ﺗﻧﻣـل ﻟﻠطﺑﺎﻋـﺔ واﻟﻧﺷـر ،ﻣراﻛش.
. 1983ص.11
23ــ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 127ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ " :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺑﯾر وﻟﻠﺗرﺟﻣﺎن وﻟﻸطراف اﻟﺗﻌرض ﻋﻠـﻰ اﻷﻣـر اﻟﺻﺎدر
ﺑﺗﻘدﯾر اﻷﺗﻌﺎب ﺧﻼل ﻋﺷرة أﯾﺎم ﻣن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أﻣﺎم رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ .ﻻ ﯾﻘﺑل اﻷﻣر اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ھذا اﻟﺗﻌرض اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف
.
24ــ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 60ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ" :إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻘرﯾر ﻣﻛﺗوﺑﺎ ﺣدد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر أن
ﯾﺿﻌﮫ ﻓﯾﮫ وﺗُﺑﻠﻎ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط اﻷطراف ﺑﻣﺟرد وﺿﻊ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻣذﻛور ﺑﮭﺎ ،ﻷﺧذ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﮫ .إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻘرﯾر ﺷﻔوﯾﺎ ﺣدد
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻟﮭﺎ اﻷطراف ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﯾﻘدم اﻟﺧﺑﯾر ﺗﻘرﯾره اﻟذي ﯾﺿﻣن ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﻣﺳﺗﻘل". ...
12
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر أن ﯾودع ﺗﻘرﯾره ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﯾﻧﺗﮫ ،وذﻟك ﻓﻲ اﻷﺟل
اﻟﻣﺣدد ﻟﮫ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﮭﻣﺗﮫ .ﻟذﻟك ﻓﻌﻠﯾﮫ ﺑﻌد إﻧﮭﺎء ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻔﻧﯾد اﻟﺧﺑرة أن ﯾﺿﻊ ﺗﻘرﯾرا ﻟﻠﺧﺑرة ﯾﺿﻣن
ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ ﻣن إﺟراءات وأﻋﻣﺎل وﻣﺎ اﺳﺗﺧﻠﺻﮫ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ وھو ﺑﺻدد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺄﻣورﯾﺔ اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﮫ
25
ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﮫ
.ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺣدﯾد اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر
ﺧﻼﻟﮫ أن ﯾﺿﻊ ﺗﻘرﯾره ،ﻓﺈن اﻟﻔﺻل 281ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻗد ﺣدد أﺟﻼ أﻗﺻﻰ ﻹﯾداع
اﻟﺗﻘرﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻗﺻﺎه ﺷﮭر واﺣد ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﻣر أو اﻟﻘرار اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺧﺑرة .
ﻏﯾر أﻧﮫ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺣﺗرام اﻟﺧﺑﯾر ﻟﻠﻧﻘط اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،واﻟﻔﻧﯾﺔ ،ھل ﯾرﺗب ﺑذﻟك ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ
واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ؟
25ــ ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟدوﺑﻲ اﻹدرﯾﺳﻲ "إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﻲ" رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻌرﺑﻲ ،دﻣﺷﻖ، 1990 ،ص .3
26ـ ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ .اﻟﺻﻔﺣﺔ .149
13
إن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ ﻻ ﯾﻧظﻣﮭﺎ ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وھﻲ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟدﻋوى
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗُرﻓﻊ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم .ﻓﮭﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻋن اﺗﺻﺎف اﻟﺧﺑﯾر ﺑﺑﻌض اﻷوﺻﺎف اﻟﻣذﻣوﻣﺔ ﻛﺎﻟﻛذب
أو اﻟﻧﻔﺎق أو ﻋدم اﻟﺟدﯾﺔ ...اﻟﺦ ،ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺗﻰ اﻧﻌدﻣت ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻘد ﺗوﺟد ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب اﻟﺗﻲ
ﺗﻧظﻣﮭﺎ اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﺟل ﻓروع اﻟﺧﺑراء ﻗد ﻧظﻣوا أﻧﻔﺳﮭم ﻓﻲ إطﺎر
ﺟﻣﻌﯾﺎت ،واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ھذا اﻟﺗﻧظﯾم ھو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﮭﺎ اﻟﻣﮭﻧﺔ.
ﻣن اﻟﺻﻌب أﺣﯾﺎﻧﺎ وﺿﻊ ﺣدود ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻷوﺻﺎف واﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗرﺗب ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أدﺑﯾﺔ ﻓﻘط ،ﻟﻛن ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎدي اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﺎﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ھﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗﺎﻧون
ﻷن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣدى ﺗوﻓر ﺗطﺑﯾﻖ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣن ﻋدﻣﮭﺎ .ﻟذا ﻓﻛﻠﻣﺎ ظل اﻟوﺻف
اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣﺟرد ﺻﻔﺔ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﺑﺳﻣﻌﺔ اﻟﻣﻣﺎرس اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺑﻘﻰ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ ،وﻧﺗﺣول
إﻟﻰ إطﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﺑرز ذﻟك اﻟوﺻف ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻓﺄﺣدث ﺿررا ﻣﺎدﯾﺎ
أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻟﻠﻐﯾر.
اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ رﻏم أﻧﮫ ﻟم ﯾﻧص ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎل اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﻣﮭﻧﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﺿﻣﻧﮫ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ
اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻣؤدى ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺧﺑﯾر ﻗﺑل ﻣزاوﻟﺗﮫ ﻟﻌﻣﻠﮫ ،وﻧص اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻛﺎﻣل ھو ":أﻗﺳم ﺑﺎ� اﻟﻌظﯾم أن
أؤدي ﻣﮭﺎم اﻟﺧﺑرة اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻌﮭد ﺑﮭﺎ إﻟﻲ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وإﺧﻼص وﻧزاھﺔ ،وأن أﺑدي رأﯾﻲ ﺑﻛل ﺗﺟرد
واﺳﺗﻘﻼل ،وأن أﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺳر اﻟﻣﮭﻧﻲ.".
ﻣﺎ ﯾﺟب ﻣﻼﺣظﺗﮫ ھو أن ﺑﻌض اﻷوﺻﺎف اﻟﺗﻲ ﻧﺷﺄت أدﺑﯾﺔ ﻗد ﺗﺣوﻟت ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت – ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺗطور اﻟﻘطﺎع -ﻋن طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﻌد أﺣد ﯾﻧﺎزع ﻓﻲ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺗﮭﺎ ﻣﺛل وﺟوب إرﺷﺎد
اﻷطراف ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺧﺑﯾر وﺳداد اﻟﻧﺻﯾﺣﺔ ﻟﮭم ،ﺣﯾث ﺻدر ﻋن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣﻛم ﻣﻔﺎده أن
اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي ﯾﺑدي ﻣﺟرد رأي ﺷﺧﺻﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺗﻘدﯾر ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ اﻟدﻋوى،
ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻛﺎھﻠﮫ إﻻ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أدﺑﯾﺔ
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ :اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﺄدﯾﺒﯿﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺄدﯾب اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻗد ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻗﺎﻧون 45-00اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﻋﻠﻰ أن اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﺣل
ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إذا أﺧل اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑرة أو أﺧل ﺑواﺟﺑﺎﺗﮫ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ أو
ﺑﺧﺻﺎل اﻟﻣروءة واﻟﺷرف واﻟﻧزاھﺔ .واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﺣﺻر وھﻲ إﻣﺎ اﻹﻧذار أو اﻟﺗوﺑﯾﺦ أو اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣؤﻗت ﻣن ﻣزاوﻟﺔ اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣدة ﻻ ﺗزﯾد ﻋن
ﺳﻧﺔ أو اﻟﺗﺷطﯾب ﻣن اﻟﺟدول وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 34ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون.
ان اﻟواﺟب ذﻛر ﺑﻌض اﻹﯾﺿﺎﺣﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺧﺑراء .أﻧﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﻊ اﻟﻣؤﻗت ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣدة ﻻ ﺗزﯾد ﻋن
ﺳﻧﺔ ،ﻓﺎﻟﺧﺑﯾر ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺧﺑرة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أو اﻟﺣرة ﺧﻼل ﻣدة اﻟﻣﻧﻊ .أﻣﺎ اﻟﺗﺷطﯾب ﻣن اﻟﺟدول ﻓﻼ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم دون ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﺑﻘﺎ.
اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻣﺣت ﺑﺈدراج اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﺟدول اﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ھﻲ اﻟﺗﻲ
ﻟﮭﺎ ﺣﻖ اﻟﺗﺄدﯾب ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺣدث ﺑوزارة اﻟﻌدل ﻟﺟﻧﺔ
ﯾﻌﮭد إﻟﯾﮭﺎ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺗُﺟﺎه اﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ،ھذه اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﺣﺳب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
14
اﻟﻔﺻل 9ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣن وزﯾر اﻟﻌدل وﺛﻼﺛﺔ رؤﺳﺎء أوﻟﯾن ﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﺧﺑﯾران ﻗﺿﺎﺋﯾﺎن
ﻣن ﺑﯾﻧﮭم رﺋﯾس اﻟﮭﯾﺋﺔ أو ﻣن ﯾﻧﺗدب ﻟﮭذه اﻟﻐﺎﯾﺔ ،وﺗﺗﺧذ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻗراراﺗﮭﺎ ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻷﻋﺿﺎﺋﮭﺎ .
إن ﻗرار اﻟﻠﺟﻧﺔ ھو ﻗرار إداري ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ﻣن أﺟل اﻟﺷطط ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻹدارﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 41ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون .27
أﯾﺿﺎ ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻗد ﺳﻣﺢ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺑﺈﻧزال ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ طﺑﻘﺎ
ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 61ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ... " :ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر اﻟذي
ﻟم ﯾﻘم ﺑﺎﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﮫ أو رﻓﺿﮭﺎ ﺑدون ﻋذر ﻣﻘﺑول ﺑﺎﻟﻣﺻﺎرﯾف واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن
ﺗﺄﺧﯾر إﻧﺟﺎز اﻟﺧﺑرة ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﺿرر ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻐراﻣﺔ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺧزﯾﻧﺔ .".إﻻ أن ھذه
اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ھﻲ اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ وﻟﯾﺳت إﻟزاﻣﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﻟﻣﺻطﻠﺢ
اﻹﻣﻛﺎن وﻟﯾس اﻟوﺟوب "ﯾﻣﻛن".
إن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑﯾر ھﻲ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ارﺗﻛﺎﺑﮫ ﻷﺧطﺎء أو أﻓﻌﺎل ﺗﺿر ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ أﺣد
اﻟﺧﺻوم أو ھﻣﺎ ﻣﻌﺎ وﻟﻣزﯾد ﻣن اﻹﯾﺿﺎح ﺣول ھدا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن إﻟﻘﺎء
اﻟﺿوء ﺣول اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﮭﺎ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر.
=<اﻟﺧطﺄ :ﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﺻر أﻧواع اﻟﺧطﺄ اﻟﺗﻘﺻﯾري اﻟﻣوﺟب ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻋﻣوﻣﺎ
ﯾﻣﻛن اﻟرد اﻟﺧطﺄ ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ھﻲ إﻣﺎ ﺳﻠوك اﻟﺧﺑﯾر و ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻧﺣراﻓﺎ ﻋن اﻟﻣﺑﺎدئ
اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻟﻠﻣﮭﻧﺔ -اﻟﻧزاھﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ -أو ﺧروج اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﮭﻣﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﺻول اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﺗﺧﺻﺻﮫ
27ـ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻗﺎﻧون 45-00اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن " :ﺗﻛون اﻟﻣﻘررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺟﺎوز ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ،طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد واﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 01 -90اﻟﻣﺣدﺛﺔ
ﺑﻣوﺟﺑﮫ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ.".
-28ﻋﻠﻲ اﻟﺣدﯾدي" ،اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ" ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺻورة ،1993ص.429 :
15
وإﻣﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺟﺎھل اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺧﺑرة ﻛﺗﺄﺧره ﻓﻲ إﯾداع ﺗﻘرﯾره أو ﺗﻠﻔﻲ أﺗﻌﺎب ﻣﺑﺎﺷرة
ﻣن اﻟﺧﺻوم.
وﺑدﻟك ﻓﺎﻟﺧﺑﯾر ﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺧطﺎء اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن إھﻣﺎل ﺳواء ﻗﺑل ﻣﺻﺎدﻗﺔ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾره أو ﺑﻌدھﺎ ﻓﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﺗﻘوم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال.
وﻓﻲ ﻧظري ﻓﺎﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻌﯾن ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺳﺄل ﻣدﻧﯾﺎ ﻋن اﻟﺿرر اﻟﺣﺎﺻل ﻟﻠﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﻣﻧﻰ
اﺗﺿﺢ أﻧﮫ ﻏﯾر ﻣؤھل ﻟﻠﺧﺑرة اﻟﺗﻲ أﻧﺗدب ﻟﮭﺎ دون أن ﯾﻧﺑﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﻟﻰ داﻟك ﻋﻧد ﺗﻌﯾﻧﮫ.
=<اﻟﺿرر :اﻟﺿرر ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﯾﻛون إﻣﺎ ﻣﺎدﯾﺎ أو أدﺑﯾﺎ .اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي ھو
اﻹﺧﻼل ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺿرور ﻓﻲ ﺷﻌوره أو ﻋﺎطﻔﺗﮫ أو ﻛراﻣﺗﮫ أو ﺷرﻓﮫ.29
إن وﻗوع اﻟﺿرر ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،وﻻ رﻗﺎﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣﯾت ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﮭدا
اﻟﻣﺟﻠس...":ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻗﺗﻧﺎﻋﮭﺎ ﺑوﺟود ﺿرر ﯾﺷﻛل ﻧﻘطﺔ واﻗﻌﯾﺔ ﻻ ﺗﺳري ﻋﻠﯾﮭﺎ رﻗﺎﺑﺔ
30
اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ "...
=<اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ:ﻣﻌﻧﺎھﺎ أن ﺗوﺟد راﺑطﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﺧﺑﯾر واﻟﺿرر اﻟذي
أﺻﺎب اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 77ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود
اﻟﻣﻐرﺑﻲ:ﻛل ﻓﻌل ارﺗﻛﺑﮫ اﻹﻧﺳﺎن ﻋن ﺑﯾﻧﺔ واﺧﺗﯾﺎر وﻣن وﻏﯾر أن ﯾﺳﻣﺢ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﻧون
ﻓﺄﺣدث ﺿررا ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻟﻠﻐﯾر أﻟزم ﻣرﺗﻛﺑﮫ ﺑﺗﻌوﯾض ھدا اﻟﺿرر إد ﺗﺑت أن داﻟك اﻟﻔﻌل
ھو اﻟﺳﺑب اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺣﺻول اﻟﺿرر وﻛل ﺷرط ﻣﺧﺎﻟف ﻟذﻟك ﯾﻛون ﻋدﯾم اﻷﺛر ":
رﻏم أن اﻷﻣر ﯾﺑدو ﺳﮭﻼ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ إﻻ أن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﯾﮫ أﺣﯾﺎﻧﺎ إﺛﺑﺎت ھده اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر وداﻟك ﻷن ﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﻘﯾد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻠﮫ أن ﯾﺄﺧذ ﺑﮫ ﻛﻼ أو
ﺑﻌﺿﺎ وﻻ ﯾﺄﺧذ ﺑﮫ ﻣطﻠﻘﺎ ،وﻛذﻟك ﺣﺗﻰ إن أﺧد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑﯾر ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺑﻧﻲ ﺣﻛﻣﮫ ﻋﻠﯾﮫ وﺣده
ﺑل ھﻧﺎك ﻋﻧﺎﺻر أﺧرى ﺗﺗﺿﺎﻓر ﻣﻊ اﻟﺗﻘرﯾر ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘود ﻏﺎﻟﺑﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺣوال ﻣﺗﻰ أﺗﺑت اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﺧطﺄ اﻟﺧﺑﯾر واﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﮫ ﻣن ﺟراء اﻟﺧطﺄ ﻗﺎﻣت
ﻗرﯾﻧﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻌﻛس ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ.
إن ﺟزاء اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺟﺑر اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑت اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ
دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.إن اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﺗﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ھده اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﯾﺟب رﻓﻌﮭﺎ ﻗﺑل ﺗﻘﺎدﻣﮭﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 106ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود
اﻟﻣﻐرﺑﻲ.31
-29أﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور" ،اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ-دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ" ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،ط:
،200ص.167 :
-30ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﻠﻰ )ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾﺎ( ،ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29أﺑرﯾل ،1970ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﻌدد
،119ص.496 :
-31ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 106ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻐرﺑﻲ" :ان دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻣن ﺟراء ﺟرﯾﻣﺔ أو ﺷﺑﮫ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺗﻘﺎدم
ﺑﻣﺿﻲ ﺧﻣس ﺳﻧوات ﺗﺑﺗدئ ﻣن اﻟوﻗت اﻟذي ﺑﻠﻎ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻔرﯾﻖ اﻟﻣﺗﺿرر اﻟﺿرر وﻣن ھو اﻟﻣﺳؤول ﻋﻧﮫ ،وﺗﺗﻘﺎدم ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﺑﻣﺿﻲ ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﺗﺑﺗدئ ﻣن وﻗت ﺣدوث اﻟﺿرر.
16
إدا ﺗﺑﺗت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﮫ ﯾﺟب أن ﯾﻐطﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺿرار اﻟﻣﺎدﯾﺔ
واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻟرﺑﺢ اﻟﺿﺎﺋﻊ اﻟذي ﻓوت ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻛﺎﻣل اﻟﻧظر ﻓﻲ أن ﺗﻘدر اﻷﺿرار
ﺣﺳﺑﻣﺎ إدا ﻛﺎﻧت ﻗد ﻧﺗﺟت ﻋن ﺳﮭو أو إﻏﻔﺎل ﺑﺳﯾط أو ﺟﺎءت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻏش أو ﺗدﻟﯾس.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ :اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ ﻟﻠﺨﺒﯿﺮ
ان اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﺗﻌﯾﻧﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻻﻧﺟﺎز ﺧﺑرة ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ
ﻛﻣﺎ أﺳﻠﻔﻧﺎ اﻟذﻛر ،واﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذا اﻟﺷﻖ اﻟﺗﻘﺻﯾري ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر ،ﻓﻧﺟده ﯾﺳﺎءل ﻛذﻟك ﻋﻘدﯾﺎ ،اذ
ﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺧﺑرة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ.
ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺧﺑرة ﺣرة وﻛﺎن اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻧﺟز ﻟﻠﺧﺑرة ﻏﯾر ﻣﻌﯾن ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﻰ
اﻟﺧﺑﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻘدﯾﺔ وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر إن اﻟﺧﺑرة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ھﻲ ﻋﻘد ﺑﯾن اﻟﺧﺑﯾر واﻟﺷﺧص طﺎﻟب
اﻟﺧﺑرة ،ھذا وﯾﺗﺧد ﻋﻘد اﻟﺧﺑرة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺻورﺗﯾن ﻓﻘد ﺗﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺗﻔﺎق ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ﻟﻠﺟوء اﻟﻰ
ﺧﺑﯾر ﻟﯾﻧﺟز ﻟﮭﻣﺎ ﺧﺑرة ﻗد ﯾﺳﺗﻌﯾﻧﺎن ﺑﮭﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﻓﻲ ﻧزاع أو ﻏﯾره وﻗد ﺗﻛون ﻛذﻟك ﻋن طرﯾﻖ اﺗﻔﺎق
ﺷﺧص ﻣﻊ ﺧﺑﯾر ﻛﻲ ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﮫ ﻓﻲ دﻋوى ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﻐﯾر واﻟﺧﺑﯾر ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮫ اﺳم
اﻟﺧﺑﯾر" اﻻﺳﺗﺷﺎري ".
وﻓﻲ ھﺎﺗﯾن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن إذا ارﺗﻛب اﻟﺧﺑﯾر ﺧطﺄ وأدى ذﻟك إﻟﻰ ﺿرر ﻟﻣن أﻧﺟزت اﻟﺧﺑرة ﻟﺻﺎﻟﺣﮫ،
واﺛﺑت ھذا اﻷﺧﯾر ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﺧطﺄ اﻟﺧﺑﯾر واﻟﺿرر اﻟﺣﺎﺻل ﻟﮫ ﻗﺎﻣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾر واﻟﺗﻲ
32
أﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻘدﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ
18
اﻟﻤﻠﺤﻖ:
19
20
21
ﻻﺋﺤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ:
ﻤؤﻟﻔﺎت:
ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور "اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ"
ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء .2000
ﺑراھﯾم زﻋﯾر " ﻧظﺎم اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﺗﺣﻠﯾل ﻣﻘﺎرن وﺗطﺑﯾﻘـﻲ " دار
ﺗﻧﻣـل ﻟﻠطﺑﺎﻋـﺔ واﻟﻧﺷـر ،ﻣراﻛش.1983 .
22
رﺳﺎﺋل:
ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟدوﺑﻲ اﻹدرﯾﺳﻲ "إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﻲ" رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻌرﺑﻲ ،دﻣﺷﻖ1990 ،
ﻣﻘﺎﻻت:
ﻣﺣﻣد اوﻏرﯾس "اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺣوادث اﻟﺷﻐل " ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺟرﯾدة
اﻟﻌﻠم ،ﻋدد 16997ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19/11/1996
23
اﻟﻔﮭرس:
24