‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪-1-‬‬

‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ‬

‫ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻓﺮﻉ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬

‫ﲢﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ‪:‬‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ‪:‬‬

‫ﺧﻠﻮﰲ ﺭﺷﻴﺪ‬ ‫ﺭﲪﻮﱐ ﺑﻠﻔﺎﺿﻞ‬

‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﺸﲑ ﳏﻤﺪ ‪.............................‬ﺭﺋﻴـﺴﺎ‬

‫‪ -‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺧﻠﻮﰲ ﺭﺷﻴﺪ ‪ ............................‬ﻣﻘﺮﺭﺍ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﻮﺭ ﺳﻼﻣﻲ‪ ....................................‬ﻋﻀﻮﺍ‬
‫‪ -‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺟﺒﺎﺭﻱ ﺭﺿﺎ ‪........................................‬ﻋﻀﻮﺍ‬

‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪2013-2012 :‬‬

 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮﺍﺕ‬

‫‪-‬ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ و اﻹدارﯾﺔ‬

‫ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ‪.‬‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬م‬
‫ﺟﺮﯾﺪة رﺳﻤﯿﺔ‬ ‫ج ‪.‬ر‬
‫ﻗﺎﻧﻮن ﻋﻀﻮي‬ ‫ق ‪.‬ع‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء‬ ‫ق‪.‬أ‪ .‬ﻟﻠﻘﻀﺎء‬
‫ﻗﺎﻧﻮن إﺟﺮاءات ﺟﺰاﺋﯿﺔ‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬ج‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‬ ‫ﻗﺎﻧﻮن ع‬
‫ﻗﺎﻧﻮن إﺟﺮاءات ﺟﺒﺎﺋﯿﺔ‬ ‫ق‪.‬ج‪.‬ج‬
‫ﺻﻔﺤﺔ‬ ‫ص‬
‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‬

‫‪- C.J.A.F : Code de Justice Administratif Français‬‬

‫‪- Op.cit : référence précité‬‬
‫‪- p : page‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫ﻇﮭﺮ اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺳﻨﺔ ‪ ، 1806‬ﺑﺤﯿﺚ ﻧﺺ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 806‬ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎل ﺗﻄﺒﯿﻖ إﺟﺮاءات اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﺗﺪﺑﯿﺮ ﻣﺆﻗﺖ‬
‫واﻟﺒﺖ ﻓﻲ إﺷﻜﺎل اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬وﺑﻘﻲ ﻣﺤﺘﻮى ھﺬه اﻟﻤﺎدة ﺳﺎرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل‬
‫ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 157-62‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1962-12-31‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺗﻤﺪﯾﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ‬
‫اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻻ ﻣﺎ ﯾﺘﻨﺎﻓﻰ واﻟﺴﯿﺎدة اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ﺳﻨﺔ ‪ 1966‬ﺻﺪر اﻷﻣﺮ ‪ 154-66‬اﻟﻤﺆرخ‬
‫ﻓﻲ ‪ 1966-06-09‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﻤﻠﻐﻰ ‪ ، 1‬وﺗﻄﺮﻗﺖ اﻟﻤﺎدة ‪171‬‬
‫ﻣﻨﮫ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪ ،‬وﺑﻌﺪ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﺗﻄﻮﯾﺮ‬
‫وﺗﻮﺳﯿﻊ ﻣﺠﺎل ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﺼﻮص ‪ ،‬وﺑﺼﺪور اﻟﻘﺎﻧﻮن‪09-08‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺟﺴﺪ إﻃﺎر‬ ‫اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2008-02-25‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ‬
‫‪ ،‬ﺑﺘﻨﻮع ﻋﻨﺎﺻﺮه اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﺿﻲ‬ ‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻼﺋﻢ ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪ ،‬ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪ ،‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬و اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 917‬إﻟﻰ ‪ 948‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮة ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ھﺬا اﻟﻌﻨﺼﺮ ﺟﺪﯾﺮ ﺑﺠﺰء ھﺎم ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﻢ ﯾﻌﺮف اﻟﻤﺸﺮع اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري‪ ،‬واﻛﺘﻔﻰ ﺑﺘﺤﺪﯾﺪه ﻋﻨﺎﺻﺮه ﻓﻲ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ‬
‫ذﻛﺮھﺎ ‪ ،‬وﺗﻄﺮق اﻷﺳﺘﺎذ ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ إﻟﻰ ﻋﺒﺎرة ﻗﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﺑﺄﻧﮭﺎ " ﺗﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص ﺑﺎﻟﮭﯿﺎﻛﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ أﻣﺎﻣﮭﺎ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻤﺨﺘﺺ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ " ‪. 3‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﯾﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺪدھﺎ اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ – اﻟﻐﺮﻓﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ‪ -‬ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 2002-06-26‬إذ ﺟﺎء ﻓﯿﮫ‪ " :‬ﺣﯿﺚ أن اﻟﻤﺪﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﻌﻦ‬
‫ﻣﻄﺎﻟﺐ أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮد ‪ ،‬واﻧﮫ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺘﮫ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﮫ‬

‫‪1‬ج ر رﻗﻢ ‪ 44‬ﻟﺴﻨﺔ ‪1966‬‬

‫‪ 2‬ج ر رﻗﻢ ‪ 21‬ﻟﺴﻨﺔ ‪. 2008‬‬
‫‪ 3‬ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،2011 ،‬ص ‪133‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫ﺑﺈﺟﺮاء ﺧﺒﺮة وھﺬا ﻗﺒﻞ ﺿﯿﺎع اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺎدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وان ھﺪم ﻣﺤﻠﮫ ﯾﺘﻢ ﻓﻮر اﺧﻼﺋﮫ‬
‫ﻟﻸﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺘﻠﮭﺎ "‪ . 1‬ﻣﺎ ﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﻔﻘﮭﻲ واﻟﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻘﻀﺎء‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري أﻧﮫ ﯾﺘﺤﺪد ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻮﻓﺮ ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪،‬‬
‫واﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﯾﮭﺪف اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري إﻟﻰ ﺗﻮﻓﯿﺮ ﺿﻤﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﺗﺤﻤﻲ اﻟﻔﺮد اﻟﻤﮭﺪد ﻓﻲ‬
‫وﻗﺖ ﻣﻌﯿﻦ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﻣﺤﺘﻤﻞ اﻟﻮﻗﻮع ‪ ،‬وازدادت أھﻤﯿﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري‬
‫ﺑﺎﺗﺴﺎع ﻧﻄﺎق اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت وزﯾﺎدة ﻧﺸﺎط اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺬي ﻗﺪ ﯾﻤﺲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﺑﺤﻘﻮق‬
‫اﻷﻓﺮاد ﻣﻤﺎ زاد ﻣﻦ ﺿﺮورة وﺟﻮد وﺳﯿﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻤﻮاﻛﺒﺔ ھﺬا اﻟﻨﺸﺎط ﻟﻀﺒﻂ اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت‬
‫اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻧﺸﺎط اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺑﺮزت أھﻤﯿﺔ ﻗﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻤﺘﺰاﯾﺪة إﻟﻰ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ‬
‫اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﮭﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻄﺮف ﻣﻤﺘﺎز ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺤﺘﺎج‬
‫إﻟﻰ وﺳﯿﻠﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻜﺮﯾﺲ ازدواﺟﯿﺔ‬
‫ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ﺑﺪأت ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻣﻌﺎﻟﻤﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻟﮭﯿﺎﻛﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ‬
‫ﯾﻄﻤﺢ اﻟﻤﺘﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻛﺒﺮ ﺣﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ‬
‫واﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬
‫و اﺳﺘﮭﻞ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺒﺎب اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺑﻌﻨﻮان ﻓﻲ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪،‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﺪﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ھﻮ وﺟﻮد ﻗﻮاﻋﺪ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ ﺑﺎب ﺧﺎص ﺑﮭﺎ ﺿﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﺈن‬
‫ھﺬا اﻟﺒﺎب ﻻ ﯾﻤﻜﻦ دراﺳﺘﮫ ﺑﻤﻌﺰل ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ارﺗﺒﻄﺖ دراﺳﺔ‬
‫ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺪراﺳﺔ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬وﻻن اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻢ‬
‫ﯾﺨﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن ﺧﺎص ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﯾﺪرس اﻷﺣﻜﺎم‬
‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري واﻟﺮﺟﻮع ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺤﺎوﻟﺔ‬
‫ﻓﮭﻢ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻮاردة ﺿﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ﺑﻌﻨﻮان اﻷﺣﻜﺎم‬

‫‪ 1‬اﻟﻐﻮﺛﻲ ﺑﻦ ﻣﻠﺤﺔ ‪،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻞ وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪،‬اﻟﺪﯾﻮان اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺘﺮﺑﻮﯾﺔ ‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 2000 ،‬ص ‪12‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻵراء واﻟﺘﻔﺎﺳﯿﺮ اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻹﺟﺎﺑﺔ‬
‫ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻢ اﻻﺳﺘﻨﺎد إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻃﻦ‬
‫ﻟﻠﺮﺟﻮع إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﺟﻞ ﻓﮭﻢ اﻟﻨﺼﻮص ‪ ،‬و دﺧﻞ ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺣﯿﺰ اﻟﻨﻔﺎذ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪-02-25‬‬
‫‪ 2009‬أي ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺻﺪوره ﻓﻲ اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ھﺬا ﻟﻢ ﯾﻤﻨﻊ ﻣﻦ ان ﺗﺸﺘﻤﻞ ھﺬه‬
‫اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺸﮭﺎد ﺑﺎﻟﺘﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻋﻠﻰ‬
‫ﺿﻮء ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬رﻏﻢ ﻗﻠﺘﮭﺎ ﻟﺘﺒﯿﯿﻦ ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻄﺒﯿﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاد وﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻔﺎﺳﯿﺮ ﻏﯿﺮ‬
‫اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺘﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاد اﻷﺧﺮى ‪ ،‬ﻓﺘﻢ اﻻﺳﺘﺸﮭﺎد ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻘﺮارات واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺒﻌﺾ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪.‬‬
‫و ﺗﻢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻹﻋﺪاد ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ واﻟﻔﻘﮫ وﻛﺬﻟﻚ اﺟﺘﮭﺎد ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻢ‬
‫اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء ﻣﻦ زاوﯾﺘﯿﻦ ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻣﻘﺎرﻧﺔ ق إ م إ ﻣﻊ ق ا م اﻟﻤﻠﻐﻰ ‪،‬‬
‫و ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي واﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻔﻲ اﻟﺘﺤﻠﯿﻠﻲ‬
‫اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﮭﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺗﻤﺤﻮر ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﺣﻮل ﻣﺴﺎﺋﻞ رﺋﯿﺴﯿﺔ ﺗﺘﻄﺮق ﻟﮭﺎ ق إ م ا ‪ ،‬وھﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري‬
‫‪ ،‬وﺗﻌﺪد ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ھﺬا ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ ﺗﻢ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻰ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﻛﺬا ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪،‬‬
‫وﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ؟ ‪.‬‬
‫وﯾﻄﺮح ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻹداري ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ‪:‬‬
‫ﻣﺎ ھﻲ ﻣﻤﯿﺰات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ؟‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﺎ ھﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﺘﻲ ﺣﺪدھﺎ ق ا م إ ؟‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﺎ ھﻲ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ؟‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﺎ ھﻲ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ ھﺬه اﻻواﻣﺮ ؟‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وﯾﻤﻜﻦ إﺟﻤﺎل ھﺬه اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﻓﻲ اﻹﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫‪ -‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﺄﺛﲑ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬

‫ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ؟‪.‬‬

‫وﺗﻤﺎﺷﯿﺎ ﻣﻊ اﻹﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﺗﻢ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬ﺗﺄﺛﲑ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬

‫ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬ﺗﺄﺛﲑ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬

‫ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺼﻨﯿـــﻒ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫اﻟﻔﺼـﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ إﺟﺮاءات اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ وﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وآﺛﺎرھﺎ‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﺗﺄﺛﲑ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼــــــــﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺗﺄﺛــﲑ ﻗﺎﻧـــــﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري وﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻢ ھﺬﯾﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﻦ وان ﻋﻨﻮان اﻟﻔﺼﻞ ﯾﺸﯿﺮ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺠﺪات ق إ م إ ﻓﻲ‬
‫أﺣﻜﺎﻣﮫ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻘﺪ ورد ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻋﺪة ﻣﺮات ﻓﻲ‬
‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻌﻨﻮان اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ أﻣﺎم‬
‫اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ وأﺳﺘﮭﻞ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺑﻌﻨﻮان ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﻌﺪاد ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﯿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫اﻹداري وﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﺳﺎس ﻧﺘﻄﺮﻗﻔﻲ ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ إﻟىﺂﺛﺎرق إ م إ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري وﻧﻈﺎم ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻛﻤﺎ ﺳﯿﺘﻢ ﺗﻔﺼﯿﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺤﺜﯿﻦ‬
‫اﻟﺘﺎﻟﯿﯿﻦ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺗﺄﺛــﲑ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ‬

‫ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬

‫ﺍﳌﺒﺤـﺚ ﺍﻟﺜــﺎﱐ‪ :‬ﺗﺼﻨﻴـــﻒ ﺣـﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠــــﺎﻝ‬

‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺗﺄﺛــﲑ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ‬

‫ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬

‫ﺗﻢ ذﻛﺮ ﻗﺎﺿﯿﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻋﺪة ﻣﺮات ﻓﻲ ﻣﺴﺘﮭﻞ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري‪ ،‬وﻛﺬا ﻓﻲ ﻣﺴﺘﮭﻞ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ﻣﻦ ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﺒﺎب ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻋﻨﺎوﯾﻦ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺘﻦ ﻋﺪة ﻣﻮاد أﺧﺮى ‪،‬أﯾﻦ ﻛﺎن ذﻛﺮ‬
‫ﻗﺎﺿﯿﺎﻹﺳﺘﻌﺠﺎل ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫ﯾﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل اﻻﺧﺘﺼﺎص واﻟﺴﻠﻄﺎت وﻛﺬا اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺘﻲ إﺳﺘﮭﻞ ﺑﮭﺎ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ارﺗﺄﯾﺖ ﺗﻘﺴﯿﻢ ھﺬا اﻟﻤﺒﺤﺚ إﻟﻰ ﻣﻄﻠﺒﯿﻦ أﺳﺎﺳﯿﻦ‪ ،‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﶈﺎﻛﻤﺎﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬

‫ﯾﺘﻌﻠﻖ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻷوﻟﺒﺎﻟﻨﻈﺎم‬ ‫ﯾﺘﻤﺤﻮر ھﺬا اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺣﻮل ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ أﺳﺎﺳﯿﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﻠﻠﺘﺸﻜﯿﻠﺔاﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري واﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺴﻠﻄﺎت اﻟﻘﺎﺿﯿﺎﻹداري‬
‫واﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺎﻻﺧﺘﺼﺎص ﯾﺘﻢ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﮭﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺮوع ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻋﺎﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬

‫ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪1917‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ‪ ":‬ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﺎدةاﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﻨﻮط ﺑﮭﺎ‬
‫اﻟﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع "‪.‬‬

‫وﺗﺜﯿﺮ اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﺬﻛﻮرةﻓﻜﺮﺗﯿﻦ أﺳﺎﺳﯿﺘﯿﻦ‪،‬ﺗﺘﻌﻠﻖ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ‪ ،‬وﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻔﻜﺮة‬

‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺑﺪرﺟﺔ أﻋﻀﺎء اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اﻟﻤﺎدة‪ 917‬ﻣﻨﻖ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫أوﻻ‪:‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﯾﻨﺼﺐ اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺣﻮل ﻣﺪى ﺗﻨﺎﺳﺐ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﻣﻊ ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫اﻹداري ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﻌﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﺳﻮف أﺗﻲ ﻋﻠﻰ ذﻛﺮھﺎ‪ ،‬ﻓﮭﻨﺎك ﻣﻦ ﯾﺮى ﺑﺄن ھﺬا اﻟﺸﺮط‬
‫ﯾﺨﺘﻠﻒ واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﻢ اﻷﺳﺘﺎذﯾﻨﺒﺸﯿﺮ ﺑﻠﻌﯿﺪ واﻷﺳﺘﺎذ ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ‪،‬ﻓﯿﺮى‬
‫‪1‬‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل«‬ ‫اﻷﺳﺘﺎذ ﺑﺸﯿﺮ ﺑﻠﻌﯿﺪ » ﺑﺄن اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﺎﻟﺒﻂء ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﻨﻔﻲ ﻃﺒﯿﻌﺔ‬
‫‪،‬وﯾﺮى اﻷﺳﺘﺎذ ﺧﻠﻮﻓﻲ »ﺑﺄن ﺷﺮط اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻄﻠﻮب أﻣﺎم ﺟﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎء‬
‫اﻟﻌﺪﻟﻲ‪،‬وھﺬا ﻣﺎﻟﻢ ﯾﻈﮭﺮ ﻓﻲ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻔﻲ اﻟﻤﻮاد ‪305،300،302‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪،‬وﻟﻌﻞ‬
‫اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻢ ﯾﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﺘﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻘﻀﺎة‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﯾﻘﺮ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺤﺎﻛﻢ إدارﯾﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ«‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎﯾﻄﺮح اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺤﺪة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﯿﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ‪ 02/98‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ‬

‫ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‪،‬ﻻﺳﯿﻤﺎ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ‪، 356/98‬اﻟﻤﻌﺪل ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي‬
‫‪ 195-11‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 22‬ﻣﺎﯾﻮ ‪3 2011‬ﻓﺘﻨﺺ ﻣﺎدﺗﮭﺎﻟﺨﺎﻣﺴﺔ »ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻛﻞ ﻣﺤﻜﻤﺔ إدارﯾﺔ‬
‫ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻏﺮﻓﺔ " ‪ ،‬وﻋﻨﺪ اﻓﺘﺮاﺿﺄن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ‬
‫ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ رﺋﯿﺲ وﻣﺴﺘﺸﺎرﯾﻦ وﻣﺤﺎﻓﻆ دوﻟﺔ ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺮﺋﯿﺲ واﻟﻤﺴﺘﺸﺎرﯾﻦ ھﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ‬
‫ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﺈن ﻏﺎب أﺣﺪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎرﯾﻦ أو اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ‬
‫ﻗﻀﯿﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﻟﻮ ﺗﺼﺎدف وﺟﻮد دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻊ أﯾﺎم‬
‫اﻟﻌﻄﻞ ﻓﯿﺘﺼﻮر اﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﯾﻠﺰم ﻛﻞ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺪاوﻣﺔ ﻃﯿﻠﺔ أﯾﺎم اﻷﺳﺒﻮع‪ ،‬وﺑﻤﺎ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻃﺒﯿﻌﺔ ﺑﺸﺮﯾﺔ ﻓﯿﺘﻮﻗﻊ ﻏﯿﺎﺑﮫ ﺑﺴﺒﺐ‬
‫ﻣﺮض أو ﺣﺎدث ﻣﻔﺎﺟﺊ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺑﻠﻌﯿﺪ ﺑﺸﯿﺮ ‪ ،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻞ ﻓﻲ اﻷﻣﻮر اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻄﺎﺑﻊ ﻋﻤﺎر ﻗﺮﻓﻲ ﺑﺎﺗﻨﺔ ص‪15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- kHELLOUFI Rachid : l’impact du code de procédure civile et administrative sur le‬‬
‫‪contentieux administratif, revue edara ,2000 –n36 page71‬‬
‫‪3‬ج ررﻗﻢ ‪ 29‬ﻟﺴﻨﺔ ‪. 2011‬‬

‫‪7‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫وﻋﻠﯿﮫ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺪﻋﻮى اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻋﻀﺎء‪،‬ﻓﺸﺮط اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔاﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﯾﺒﺪو‬

‫ﻏﯿﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ‪،‬ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻹﻣﻜﺎﻧﯿﺎت اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺰﯾﺪ اﻷﻣﺮ ﺗﻌﻘﯿﺪا ﺣﺎﻟﺔ رد اﻟﻘﻀﺎة اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 877‬وﻣﺎﯾﻠﯿﮭﺎ‬
‫ﻣﻦ ق إ م إ ‪.‬‬

‫ﻓﻼ ﯾﺴﺘﺒﻌﺪ وﺟﻮد ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﺮد اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 877‬وﻣﺎ ﺗﺒﻌﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ أن أﻏﻠﺐ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻀﺎة ‪ ،‬ﻓﺄﯾﻦ ھﻮ ﻣﺤﻞ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ‪ ،‬أوﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ؟ ‪.‬‬

‫وﯾﻼﺣﻆ ﺑﺄﻧﺎﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﺨﻔﯿﻒ اﻟﻌﺐء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺘﺴﮭﯿﻞ دراﺳﺔ ﻣﻠﻒ‬
‫اﻟﺪﻋﻮى اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‪ ،‬وﯾﺸﺠﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذ أﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪.‬‬

‫وﻣﺎ ﯾﺒﺪو ل ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻠﯿﻞ ھﺬا اﻟﺸﺮط أﻧﮫ ﻻ ﯾﺴﺘﻘﯿﻤﻤﻊ ﻣﻨﻄﻖ وواﻗﻊ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﺒﺸﺮط‬
‫اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ورﺑﻤﺎ اﻋﺘﻤﺎد ﺗﻜﻮﯾﻨﻤﺘﺨﺼﺺ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﻟﯿﻜﻮن‬
‫ﺑﺪﯾﻠﻌﻦ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ‪.‬‬

‫وﯾﺮى اﻷﺳﺘﺎذ ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ "أن ﻟﻠﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ أﺛﺮ اﯾﺠﺎﺑﻲ ﻟﻜﻮن اﻷﻣﺮ اﻟﺼﺎدر ﻋﻨﮭﺎ‬
‫ﯾﺘﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﺪاوﻟﺔ وﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎة " ‪ ، 1‬وھﺬه اﻟﻤﯿﺰة ﺗﻀﻔﻲ ﻧﺘﯿﺠﺔ‬
‫أﺣﺴﻦ ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺧﺎﺻﯿﺔ اﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻟﻜﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻻ ﺳﯿﻤﺎ اﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج اﻟﻰ‬
‫اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻟﻠﺘﺪاول ﻓﯿﮭﺎ‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺭﺗﺒﺔ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻻﻹﺩﺍﺭﻱ‬

‫ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪"02/98‬ﯾﺠﺐ ﻟﺼﺤﺔ أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ أن ﺗﺘﺸﻜﻞ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻀﺎة ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﻢ رﺋﯿﺲ وﻣﺴﺎﻋﺪﯾﻦ اﺛﻨﺎن ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎر‪،‬ﯾﺨﻀﻊ ﻗﻀﺎة‬
‫‪.2‬‬
‫اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء"‬

‫‪1‬ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪139‬‬
‫‪2‬اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ق ‪ 02-98‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ‪ 30‬ﻣﺎﯾﻮ ﺳﻨﺔ‪ 1998‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ج ر رﻗﻢ ‪ 37‬ﻟﺴﻨﺔ ‪1998‬‬

‫‪8‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫وﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 917‬ﻣﻦ ق إ م إ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﻨﻮط ﺑﮭﺎ اﻟﺒﺖ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع " ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺮﺑﻂ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺼﯿﻦ اﻟﻤﺬﻛﻮرﯾﻦ أﻋﻼه ﻓﺎﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺪﻋﻮى اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‪ ،‬وﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ رﺋﯿﺲ وﻣﺴﺘﺸﺎرﯾﻦ اﺛﻨﯿﻦ وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺨﺒﺮة‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻟﺪى ﻗﻀﺎة اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال اﻟﻤﻄﺮوح ھﻞ اﻟﺨﺒﺮة اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﮭﺎ‬
‫ﻗﻀﺎة اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫واﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ؟ﻋﻠﻤﺎ أن اﻟﻘﻀﺎة ﯾﺨﻀﻌﻮن ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ‬
‫ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻛﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻤﺎدة ‪ 03‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي ‪ ،01/98‬واﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ﻷن‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻹدارﯾﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺘﺨﺼﺺ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫اﻟﺘﻜﻮﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻹدارﯾﺔ ورﺑﻤﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺮس ﺣﺘﻰ داﺧﻞ اﻹدارة ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﻀﺎة ﻟﺪى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻻدارﯾﺔ وﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﮭﻢ ﻻ ﯾﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻨﻈﺎم ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﺧﺎص ﺑﮭﻢ ‪ ،‬ﯾﺤﺪد ﻃﺒﯿﻌﺔ ﺗﻜﻮﯾﻨﮭﻢ وﺗﻤﺮﺳﮭﻢ ﺑﻤﺎ ﯾﺨﺪم ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﻨﺰاع اﻹداري ﺳﻮاء‬
‫ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮع او ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬

‫وھﺬا ﻣﺎ أﻛﺪه اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪ ﻛﺮﯾﻢ ﺑﻮدرﯾﻮة ﺑﻘﻮﻟﮫ ‪ ":‬ﺑﺄن اﻟﻘﻀﺎة ﯾﻔﺘﻘﺪون إﻟﻰ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻣﺘﺨﺼﺺ‬
‫‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﻨﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ أداء اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻻﺳﯿﻤﺎ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪،‬وﻋﻠﻰ وﺟﮫ‬
‫اﻟﺨﺼﻮص اﻟﻘﻀﺎء اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري"‪ 1‬ھﺬا ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أوﻟﻰ ‪.‬‬

‫وﻣﻦ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗﻀﺎة اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ﯾﺨﻀﻌﻮن ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء‬
‫ﺣﺴﺐ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ، 02/98‬وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ أﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻤﺎرس‬
‫ﻗﺎض ﻣﮭﺎﻣﮫ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻟﻤﺪة ﻋﺸﺮة ﺳﻨﻮات أو وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ أو ﻗﺎض ﻣﺪﻧﻲ ‪ ،‬ﺛﻢ‬
‫ﯾﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﺎر أو رﺋﯿﺲ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وھﺬا ﻻ ﯾﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﺘﺨﺼﺺ‬
‫وﯾﺆدي ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻋﺪم اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﻮﺿﻮع أو ﻗﻀﺎء‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻻﻹداري‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬ﺑﻮدرﯾﻮة ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ‪،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﻮاﻗﻊ واﻵﻓﺎق‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺪد‪ 6‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2005‬ص ‪09‬‬

‫‪9‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪:‬ﺻﻮﺭ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬

‫ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻤﺤﻮر اﻷﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ واﻻھﺘﻤﺎم‪ ،‬وﯾﺄﺧﺬ اﺧﺘﺼﺎص‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺻﻮرةاﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ‬
‫واﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺧﺘﺼﺎﺻﮫ ﻛﻘﺎض اﺳﺘﻌﺠﺎل‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﺳﺎس‬
‫ﺳﻮف ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق ﻟﻼﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ واﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻟﻘﺎض اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‬

‫ﺃﻭﻻ‪:‬ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ‬

‫ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻰ ﻣﺠﺎل اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﯿﻠﻠﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬واﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات اﻟﻮاردة ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬

‫‪-01‬ﻣﺠﺎل اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ‬

‫ﻛﺮس ق إ م إ اﻟﻤﻌﯿﺎر اﻟﻌﻀﻮي ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ‬

‫‪ 800‬و‪ 801‬ﻣﻦ ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﺪوﻟﺔ أو اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ أو‬
‫اﻟﻮﻻﯾﺔ أو إﺣﺪى اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻣﻊ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ‬
‫إﺳﺘﺜﻨﺎﺋﯿﻦ واردﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 802‬ﯾﺘﻌﻠﻘﺎن ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻄﺮق‪،‬واﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﻞ دﻋﻮى‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺮاﻣﯿﺔ ﻟﻄﻠﺐ ﺗﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ أو‬
‫ﻹﺣﺪى اﻟﺒﻠﺪﯾﺎت أو اﻟﻮﻻﯾﺎت أو اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺺ‬
‫ﺑﮭﺎ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺪﻟﻲ ‪.‬‬

‫وﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 02-98‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1998-05-30‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ‬

‫اﻹدارﯾﺔ‪ 1‬ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ‪" :‬ﺗﻨﺸﺄ ﻣﺤﺎﻛﻢ إدارﯾﺔ ﻛﺠﮭﺎت ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻹدارﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﯾﺤﺪد ﻋﺪدھﺎ واﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ "‪.‬‬

‫‪1‬ج ررﻗﻢ ‪ 37‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ 1998‬ص ‪8‬‬

‫‪10‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 917‬اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﻓﯿﻜﻮن ﺑﺬﻟﻜﺎﺧﺘﺼﺎص ﻗﺎض اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد‪ 800،801‬واﻟﻤﺎدة ‪ 917‬ﻣﻦ ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﺑﺄن ق إ م إ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻧﻔﺲ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﻤﻠﻐﻰ ‪ ،‬ﺑﻌﺪم اﻟﺘﻄﺮق ﻟﻤﻌﯿﺎر اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‬
‫واﻟﺬي ﯾﺴﺘﻌﺎن ﺑﮫ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ اﻻﺧﺘﺼﺎص‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﺟﺮى ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‬
‫وﻣﺎ ﯾﻨﺺ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 01-88‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﻮﺟﯿﮭﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ‪ 1‬ﻓﻲ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ‪56،55‬ﻣﻨﮫ‪.2‬‬

‫وﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﺳﺎس ﻓﺎﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮع أو ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﻌﻮد ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻣﺆھﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺔ ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫وﺑﺤﺴﺐ رأﯾﺎﻷﺳﺘﺎذ ﻏﻨﺎي رﻣﻀﺎن‪ " ،‬ﻓﺈﻧﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹدارﯾﺎﺳﺘﺮﺟﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﺘﻲ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺜﻞ اﺳﺘﺜﻨﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎدة ‪ 07‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻨﮭﺎ‬
‫اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻧﻮاﻋﺎﻹﯾﺠﺎر‪ ،‬واﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮاد اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ‪ ،‬واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ‪،‬‬
‫ﺑﻤﺎ ﯾﻌﻨﻲ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹدارﯾﺄﺻﺒﺢ ﻣﺨﺘﺼﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت ‪،‬ﻛﻤﺎ‬
‫وﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 09-08‬ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى ﺣﺪا ﻟﺒﻌﺾ اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﻣﻨﺢ اﺧﺘﺼﺎص‬

‫‪1‬ق رﻗﻢ ‪ 01-88‬ﻣﺆرخ ﻓﻲ ‪ 22‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 1988‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﻮﺟﯿﮭﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺮﯾﺪة‬
‫رﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد ‪ 02‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ 1988‬ص ‪30‬‬
‫‪2‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 55‬ﻣﻦ ق ‪ 01-88‬ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ‪ ":‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻣﺆھﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫أو ﺟﺰء ﻣﻦ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﻤﮭﻤﺔ اﻟﻤﻨﻮﻃﺔ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﺴﯿﯿﺮ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ھﺬا‬
‫اﻹﻃﺎر ‪ ،‬وﯾﺘﻢ اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻌﻘﺪ إداري ﻟﻼﻣﺘﯿﺎز‪ ،‬ودﻓﺘﺮ اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﻜﻮن ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻠﺤﻘﺎت اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻣﻦ طﺑﯿﻌﺔ إدارﯾﺔ " ‪.‬‬
‫وﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 56‬ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ‪ ":‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻣﺆھﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﺗﺴﻠﻢ ﺑﻤﻮﺟﺐ ذﻟﻚ وﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪوﻟﺔ وﻟﺤﺴﺎﺑﮭﺎ ﺗﺮﺧﯿﺼﺎت وإﺟﺎزات وﻋﻘﻮد إدارﯾﺔ أﺧﺮى ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﯿﻔﯿﺎت وﺷﺮوط‬
‫ﻣﻤﺎرﺳﺔ ھﺬه اﻟﺼﻼﺣﯿﺎت ‪ ،‬وﻛﺬا ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻣﻮﺿﻮع ﻧﻈﺎم ﻣﺼﻠﺤﺔ ﯾﻌﺪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﻊ‬
‫واﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻤﻌﻤﻮل ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫ﺗﺨﻀﻊ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة‪".‬‬

‫‪11‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ إﺷﻜﺎﻻت ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﺟﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔاﻹدارﯾﺔإﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ‬

‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻤﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻟﻌﺎدي ‪" ،‬وﺑﺬﻟﻚ ﯾﺒﺪو اﻧﮫ ﻛﺎن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻻ‬
‫ﯾﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻻزدواﺟﯿﺔ ‪ ،‬وﻛﺄن اﻟﻌﻘﻞ ﯾﺴﺘﺴﯿﻎ ﻗﺒﻮل ﻓﻜﺮة رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺎدي ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل‬
‫اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ ،‬ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﺾ إﺷﻜﺎﻻت ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﺣﺴﻢ اﻟﻤﺸﺮع‬
‫ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ 804‬ﻣﻦ ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا‪ ،‬واﻟﺘﻲ أﺳﻨﺪت اﻻﺧﺘﺼﺎص‬
‫‪1‬‬
‫إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻟﺘﻲ ﺻﺪرت ﻋﻨﮭﺎ اﻷﺣﻜﺎم ﻣﻮﺿﻮع اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ " ‪.‬‬

‫‪ -02‬اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات اﻟﻮاردة ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‬

‫رﻏﻢ ﺗﻜﺮﯾﺲ اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﻤﻌﯿﺎراﻟﻌﻀﻮي ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻹداري ‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺨﺼﻮص اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬إﻻأﻧﮫ أورد ﻧﻮﻋﯿﻦ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات ‪ ،‬ورد اﻟﻨﻮع اﻷول‬
‫ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 802‬ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﯿﻦ ‪ ،‬اﻻوﻟﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻄﺮق ‪ ،‬وﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﻞ دﻋﻮى ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺮاﻣﯿﺔ إﻟﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ‬
‫اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ أو ﻹﺣﺪى اﻟﻮﻻﯾﺎت أو اﻟﺒﻠﺪﯾﺎت او اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﯾﺘﻤﺜﻞ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات ﻓﻲ ﻗﺮارات ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ‪ ،‬ﻓﺘﻨﺺ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 63‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 12-08‬اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻸﻣﺮ ‪ 03-03‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‪ 2‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪" :‬‬
‫ﺗﻜﻮن ﻗﺮارات ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﻘﯿﺪة ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ‪ ،‬ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ أﻣﺎم‬
‫ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﺬي ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ أو‬
‫اﻟﻮزﯾﺮ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ﻓﻲ اﺟﻞ ﻻ ﯾﺘﺠﺎوز ﺷﮭﺮ واﺣﺪ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺘﻼم اﻟﻘﺮار‪"...‬‬
‫‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺎدة أن ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ رﻏﻢ اﻧﮫ ﯾﻜﺘﺴﻲ ﻃﺎﺑﻊ اﻟﻘﺮار اﻹداري‬
‫" ﺑﺄﻧﮫ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﯾﺼﺪر ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺈرادﺗﮭﺎ اﻟﻤﻨﻔﺮدة ﻟﮫ ﻃﺎﺑﻊ ﺗﻨﻔﯿﺬي وﯾﻠﺤﻖ‬
‫ذى ﺑﺬاﺗﮫ "‪ ،3‬إﻻ اﻧﮫ ﻻ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ ،‬وﺗﻜﯿﻒ أﻋﻤﺎل ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻤﺬﻛﻮر أﻋﻼه ﻛﻘﺮارات إدارﯾﺔ ‪ ،‬وذﻟﻚ " ﺑﺘﻄﺒﯿﻖ اﻟﻤﻌﯿﺎر اﻟﻌﻀﻮي اﻟﺬي ﯾﺴﻤﺢ‬

‫‪1‬أ ‪.‬ﻏﻨﺎي رﻣﻀﺎن ‪ ،‬ﻗﺮاءة أوﻟﯿﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ، 2009 ، 09‬ص‬
‫‪43‬‬
‫‪2‬أﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 03-03‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2003-07-19‬اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 12-08‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ب ق اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‪ ،‬ج ر ‪ 36‬ﻟﺴﻨﺔ‬
‫‪2008‬‬
‫‪ 3‬ﺳﻼﻣﻲ ﻋﻤﻮر ‪ ،‬اﻟﻮﺟﯿﺰ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، ،2010‬ص ‪75‬‬

‫‪12‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة‬ ‫ﺑﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺪر ﻋﻨﮭﺎ "‬
‫‪ 23‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪ 03-03‬ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺳﻠﻄﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ‪ ،‬واﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدرة ﻋﻨﮭﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ‬
‫‪2‬‬
‫ﻗﺮارات إدارﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﯾﺬﻛﺮ اﻷﺳﺘﺎذ أﺣﻤﺪ ﻣﺤﯿﻮ ‪ " :‬ﯾﻮﺟﺪ اﻟﻌﻤﻞ اﻹداري اﻟﻤﻨﻔﺮد ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺘﻤﻊ‬
‫ﺛﻼث ﺷﺮوط ‪ - :‬أن ﯾﺼﺪر اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺔ إدارﯾﺔ ‪ - ،‬أن ﯾﻜﻮن ﻋﻤﻼ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺎ ‪ - ،‬أن ﯾﻜﻮن‬
‫ﻟﮫ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻘﺮار اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي " ‪ ، 3.‬وھﻲ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻓﻲ ﻗﺮارات ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ‪.‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 802‬ﻣﻦ ق ‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا اﻟﺘﻲ أوردت اﺳﺘﺜﻨﺎءﯾﻦ ﻋﻠﻰ‬
‫اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﺗﺨﺘﺺ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﻄﺮق ‪،‬‬
‫وﻛﺬا اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﻞ دﻋﻮى ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺮاﻣﯿﺔ إﻟﻰ ﻃﻠﺐ ﺗﻌﻮﯾﺾ‬
‫اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ‪ ،‬أو ﻹﺣﺪى اﻟﻮﻻﯾﺎت أو اﻟﺒﻠﺪﯾﺎت أو اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﻹﻗﻠﻴﻤﻲ‬

‫‪-01‬أﺳﺎس ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ‬

‫ﻣﻦ ﺑﯿﻦ أھﻢ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ ق إ م إ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ھﻮ إﻟﻐﺎء اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ اﻟﺬي ﻛﺎن‬
‫ﺳﺎﺋﺪا ﻓﻲ اﻟﻐﺮف اﻹدارﯾﺔ اﻟﺠﮭﻮﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ‪ ،‬ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺮارات اﻟﻮﻻة وھﺬا ﻛﺎن ﯾﺸﻜﻞ‬
‫ﻣﺸﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺨﺼﻮم اﻹدارة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪،‬ﻧﺎھﯿﻚ ﻋﻦ ﻗﻀﺎء‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺸﺮع ﻗﺪ اﺗﺨﺬ ﺧﻄﻮﺗﯿﻦ أﺳﺎﺳﯿﺘﯿﻦ ﻋﻠﮭﻤﺎ ﺗﻜﻮﻧﺎ دﻋﺎﻣﺘﯿﻦ ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ‬
‫اﻹداري ‪ ،‬ﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﺪﻋﺎﻣﺔ اﻷوﻟىﻔﻲ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﻐﺮف اﻟﺠﮭﻮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻌﺪ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﻋﻦ‬
‫اﻟﻤﺘﻘﺎﺿﻲ ﻣﺴﯿﺮة ﯾﻮم أو ﯾﻮﻣﯿﻦ ﻣﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎﻗﺾ واﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﺬي ﯾﺤﺘﺎج ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن‬
‫إﻟﻰ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ أﺟﻞ ‪ 24‬ﺳﺎﻋﺔ أو ﺑﻤﺠﺮد ﺻﺪور اﻷﻣﺮ اﻟﻤﻤﮭﻮر ﺑﺎﻟﺼﯿﻐﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫‪1‬أﺣﻤﺪ ﻣﺤﯿﻮ ‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ د ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺮب ﺻﺎﺻﯿﻼ ‪ ،‬دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪،‬‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،1996 ،‬ص ‪310‬‬
‫‪2‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 23‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪ 03-03‬ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ‪ " :‬ﺗﻨﺸﺎ ﺳﻠﻄﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﺪﻋﻰ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ اﻟﻨﺺ "ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ" ‪،‬‬
‫ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﺗﻮﺿﻊ ﻟﺪى اﻟﻮزﯾﺮ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة " ‪.‬‬
‫‪3‬أﺣﻤﺪ ﻣﺤﯿﻮ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪292‬‬

‫‪13‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺎل إذا اﻗﺘﻀﺖ اﻟﻈﺮوف ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ذﻛﺮﺗﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 935‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬و أﻣﺎاﻟﺪﻋﺎﻣﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‬
‫ﻓﺘﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﺛﻤﺎﻧﻲ وأرﺑﻌﯿﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ إدارﯾﺔ)‪ ،(48‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻠﯿﺴﮭﻞ‬
‫اﻟﺘﻨﻘﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻤﺘﻘﺎﺿﻲ واﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﺟﺮاءات اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻖ إ م إ ﺣﺪد ھﺬا اﻷﺧﯿﺮاﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 803‬إﻟﻰ ‪806‬‬
‫‪،‬ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‪ " 803‬ﯾﺘﺤﺪد اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدﺗﯿﻦ‬
‫‪ 37‬و ‪ 38‬ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن" ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺗﺤﯿﻞ ﻟﻠﻤﻮاد ‪ 38، 37‬ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷول اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪،‬وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 37‬ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ‪ " :‬ﯾﺆول‬
‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﻣﻮﻃﻦ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫‪ ،‬وإن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ ﻣﻮﻃﻦ ﻣﻌﺮوف ‪ ،‬ﻓﯿﻌﻮد اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﯿﮭﺎ آﺧﺮ‬
‫ﻣﻮﻃﻦ ﻟﮫ ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺧﺘﯿﺎر ﻣﻮﻃﻦ ‪ ،‬ﯾﺆول اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﻮﻃﻦ اﻟﻤﺨﺘﺎر ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟﻚ " ‪ ،‬وﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ " : 38‬ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺪد اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ ،‬ﯾﺆول اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﻣﻮﻃﻦ أﺣﺪھﻢ" ‪.‬‬
‫وﺗﻀﯿﻒ اﻟﻤﺎدة ‪ 804‬ﺗﺤﺪﯾﺪ أﺧﺮ ﯾﺘﻤﯿﺰ ﻋﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ 37‬و‪38‬‬
‫اﻟﻤﺤﺎل إﻟﯿﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ‪ ، 803‬ﻓﻨﺼﺖ ﻋﻠﻰ ‪ " :‬ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ‪ 803‬أﻋﻼه ﺗﺮﻓﻊ‬
‫اﻟﺪﻋﺎوى وﺟﻮﺑﺎ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺒﯿﻨﺔ أدﻧﺎه ‪:‬‬
‫‪-01‬ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻀﺮاﺋﺐ آو اﻟﺮﺳﻮم أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﻣﻜﺎن‬
‫ﻓﺮض اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ أو اﻟﺮﺳﻢ‬
‫‪-02‬ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﻣﻜﺎن ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻷﺷﻐﺎل ‪.‬‬
‫‪-03‬ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻌﻘﻮد اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﯿﻌﺘﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﻣﻜﺎن إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ أو ﺗﻨﻔﯿﺬه ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫‪-04‬ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﻇﻔﯿﻦ آوأﻋﻮان اﻟﺪوﻟﺔ أو ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص‬

‫اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﻣﻜﺎن اﻟﺘﻌﯿﯿﻦ‪.‬‬
‫‪-05‬ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻄﺒﯿﺔ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﻣﻜﺎن‬
‫اﻟﺘﻌﯿﯿﻦ ‪.‬‬
‫‪-06‬ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺘﻮرﯾﺪات أو اﻷﺷﻐﺎل أو ﺗﺄﺟﯿﺮ ﺧﺪﻣﺎت ﻓﻨﯿﺔ او ﺻﻨﺎﻋﯿﺔ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ‪ ،‬ﻣﻜﺎن إﺑﺮام اﻻﺗﻔﺎق أو ﻣﻜﺎن ﺗﻨﻔﯿﺬه إذا ﻛﺎن اﺣﺪ‬
‫اﻷﻃﺮاف ﻣﻘﯿﻤﺎ ﺑﮫ ‪.‬‬
‫‪-07‬ﻓﻲ ﻣﺎدة ﺗﻌﻮﯾﺾ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺟﻨﺎﯾﺔ أو ﺟﻨﺤﺔ أو ﻓﻌﻞ ﺗﻘﺼﯿﺮي أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﻣﻜﺎن وﻗﻮع اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر ‪.‬‬
‫‪-08‬ﻓﻲ ﻣﺎدة إﺷﻜﺎﻻت ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﺣﻜﺎم ‪ ،‬اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬أﻣﺎم‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺪر ﻋﻨﮭﺎ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﺷﻜﺎل ‪.".‬‬
‫وﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﻛﺘﻤﺎل ﻋﺪد اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ﺻﺪور ق إ م إ وأﻣﺎم ﺗﺰاﯾﺪ ﻋﺪد‬
‫اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ‪ -‬إﻟﻰ أن ﯾﺘﻢ ﺗﻨﺼﯿﺒﮭﺎﺟﻤﯿﻌﮭﺎ‪ -‬ﻓﻜﺎﻧﺖ أﺣﺴﻦ وﺳﯿﻠﺔ ھﻲ اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ‪ 806‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،‬ﻷن اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ھﻮ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻋﺪد اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ‬
‫اﻹدارﯾﺔ واﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ‪،‬ﻟﺬﻟﻚ ﯾﺘﻢ اﻻﺳﺘﻨﺎدإﻟﻰ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي‪195-11‬‬
‫اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 22‬ﻣﺎﯾﻮ ‪1 2011‬اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ ‪ 356-98‬اﻟﻤﺆرخ‬
‫ﻓﻲ ‪ 14‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪ 1998‬اﻟﺬي ﯾﺤﺪد ﻛﯿﻔﯿﺎت ﺗﻄﺒﯿﻖ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 02- 98‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ‬
‫‪ 30‬ﻣﺎﯾﻮ ‪ 1998‬واﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺬي ﻧﺺ ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎء ‪ 48‬ﻣﺤﻜﻤﺔ‬
‫إدارﯾﺔ ﺑﻤﻌﺪل ﻣﺤﻜﻤﺔ إدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ وﻻﯾﺔ ‪ ،‬ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﺄﺧﺮ ﺗﻨﺼﯿﺐ ﺑﻌﺾ‬
‫اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ﻓﺈن ھﺬا اﻷﻣﺮ ﯾﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ ﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﻤﺘﻘﺎﺿﻲ ﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ‬
‫اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻌﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺘﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وﻛﺬا ﻛﺜﺮة‬
‫اﻟﻤﻠﻔﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﺆدي اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺠﻢ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ‬

‫‪1‬ج ررﻗﻢ ‪ 29‬ﻟﺴﻨﺔ ‪. 2011‬‬

‫‪15‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﻟﺪى اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﺎط ﺑﮭﺎ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﻛﻠﻤﺎ ﺗﻢ‬
‫اﻹﺳﺮاع ﻓﻲ ﺗﻨﺼﯿﺐ ھﺬه اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﮭﻞ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺰاع‬
‫اﻹداري ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻤﺘﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﮭﯿﻞ‬
‫وﺗﺒﺴﯿﻂ إﺟﺮاءات اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ‪.‬‬
‫وﺗﺠﺪر اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ أن اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﺼﯿﺐ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ﯾﺘﺤﺪد‬
‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎص اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮاﺟﺪ ﺑﮭﺎ اﻟﻐﺮف اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﺑﻌﺪ ﺗﻨﺼﯿﺐ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﯾﺘﺤﺪد اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ‪< 195-11‬‬
‫وﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ أن اﻟﻤﺪﻋﻲ ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺴﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ﻓﺈن اﻟﻤﺎدة ‪ 37‬اﻟﻤﺤﺎل إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ‪ 803‬ﯾﺘﺤﺪد اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﺑﺪاﺋﺮة ﻣﻮﻃﻦ اﻟﻤﺪﻋﻰ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وإن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ ﻣﻮﻃﻦ ﻣﻌﺮوف ﻓﯿﻜﻮن اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﯿﮭﺎ‬
‫اﻟﻤﻮﻃﻦ اﻟﻤﺨﺘﺎر‪ ،‬ﻣﺎﻟﻢ ﯾﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟﻚ ‪ ،‬وﻋﻨﺪ ﺗﻌﺪد اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻓﯿﺆول‬
‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﻣﻮﻃﻦ اﺣﺪھﻢ ‪،‬‬
‫وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة اﻧﮫ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺗﺸﯿﺮ اﻟﻔﻘﺮة ‪ 9‬ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 40‬ﻣﻦ ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا ن اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﯾﺘﻢ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﻣﻜﺎن وﻗﻮع اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬أو اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺼﻮر‬
‫أﻧﮭﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻨﺺ‪.1‬‬
‫‪-02‬ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ‬

‫ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻏﯿﺮ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ق‪.‬ا‪.‬م ﺣﺴﻢ ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬اھﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺎدﺗﮫ ‪ 807‬اﻟﺘﻲ ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ ‪ " :‬ﯾﺠﻮز إﺛﺎرة اﻟﺪﻓﻊ ﺑﻌﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻣﻦ أﺣﺪ‬
‫اﻟﺨﺼﻮم ﻓﻲ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺪﻋﻮى ﻛﻤﺎ ﯾﺠﺐ إﺛﺎرﺗﮫ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ‪".‬ﻓﮭﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ‪.‬‬

‫‪1‬ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 40‬اﻟﻔﻘﺮة ‪ 9‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬

‫‪16‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫وﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر ﺗﻨﺼﯿﺐ ﻛﻞ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺰﯾﺪ اﺣﺘﻤﺎل وﺟﻮد ﺗﻨﺎزع اﺧﺘﺼﺎص إﻗﻠﯿﻤﻲ‬
‫ﺑﯿﻦ ﻣﺤﻜﻤﺘﯿﻦ إدارﯾﺘﯿﻦ وإن وﻗﻊ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﺈن اﻟﻤﺎدة ‪ 808‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ 09/08‬ﻗﺪ ﺑﯿﻨﺖ ﺑﺄن‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎزع ﻓﻲ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﯾﺆول ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻋﺎﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬ﻣﺪﻯ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻘﺮاء اﻟﻤﻮاد اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﻈﮭﺮاﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮاز‪،‬وھﻲ ﻋﺒﺎرة" ﯾﺠﻮز وﯾﻤﻜﻦ‬
‫"إﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻣﺮة ﻛﻠﮭﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺎض اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ وھﺬه‬
‫اﻹﺣﺼﺎﺋﯿﺔ إن دﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء إﻧﻤﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى‪ 1‬وداﺋﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻟﮭﺬه اﻟﻤﻮاد‪،‬ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﯾﻤﻜﻦ ذﻛﺮھﺎ ﻛﻤﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -(1‬ﺳﻠﻄﺎت ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮاراﺗﺎﻹدارﯾﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫‪ -(2‬ﺳﻠﻄﺎت ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﻛﻞ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ"وھﻲ ﻋﺪﯾﺪة وﻟﯿﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺤﺼﺮ"ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة‬
‫‪ 920‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م ‪.‬إ‬
‫‪ -(3‬ﺳﻠﻄﺎت ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺮض ﻏﺮاﻣﺔ ﺗﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 946‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪.‬‬
‫‪ -(4‬ﺳﻠﻄﺎت ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪور اﻟﻘﺎﺿﯿﺎﻹداري ﻓﻲ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 946‬ﻣﻦ‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫‪ -(5‬ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﺮ اﻹداري ﻓﻮر ﺻﺪوره ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة‪ 935‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ق إ م إ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺣﯿﺎت ﻣﺪى ﻣﺎ ﯾﺨﻮﻟﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺼﻔﺔ دﻗﯿﻘﺔ وﻣﺤﺪدة ﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ وﻇﯿﻔﺔ أو ﻧﺸﺎط ‪ ،‬وﺗﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺔ " اﺧﺘﺼﺎص"‬
‫اﻟﻤﺠﺎل أو اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻤﺤﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺑﺼﻔﺔ دﻗﯿﻘﺔ ‪ ،‬ﻣﺜﻼ ﯾﺨﺘﺺ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ أي أن ﻣﺠﺎل‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻﮫ ﯾﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮى اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﻮﺳﻊ ﻛﻠﻤﺔ " ﺳﻠﻄﺎت" ﺻﻼﺣﯿﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ وﺗﺠﺮﯾﺪ اﻟﻘﺎﻋﺪة‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﺜﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻣﺎدة ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻣﺎ " ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ‪ "....‬ﯾﺼﺒﺢ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ‬
‫واﺳﻌﺔ أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻣﺎدة ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ أﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻣﺜﻞ " اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل " أو " ﻓﻲ اﻗﺮب وﻗﺖ " ‪،‬‬
‫ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﯾﺤﺪد ﻣﺤﺘﻮاھﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ‪ ،‬ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪142‬‬

‫‪17‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪:‬ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺗﺎﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺎﯾﺠﺐ اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺔ ھﺬا اﻟﻌﻨﺼﺮ ھﻮ ﺗﻄﺮق اﻟﻤﺸﺮع إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 09/08‬ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ‪،‬ﻓﻘﺪ ﺗﻄﺮق‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻷول واﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ھﺬا‬
‫اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وھﺬا ﯾﺸﻜﻞ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﺗﻜﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺮر‬
‫ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن‪،‬ﻣﻤﺎ ﯾﻌﻘﺪ ﻓﮭﻢ اﻟﻨﺼﻮص ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م ‪ .‬إ أن اﻟﻤﺸﺮع وﺳﻊ ﻣﻦ‬
‫ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل وﻗﻒ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺄول ﻣﯿﺰة أن اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻨﺢ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ‬
‫وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻟﻤﺠﺮد وﺟﻮد ﺷﻚ ﺟﺪي اﻟﺬي ﯾﺨﻀﻊ ﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﻗﺎض اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‪،‬دون ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫ﻗﺮار إداري إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺮوف اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺗﺒﺮر ذﻟﻚ ﻋﻤﻼ ﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق إ‬
‫م إ ‪،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺠﯿﺰ ﻟﮫ وﻗﻒ أﺛﺎر ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬وھﻨﺎ ﺗﺪﺧﻞ اﺣﺘﺮاﻓﯿﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺎﻹداري‬
‫ﻓﻲ وﻗﻒ ﺑﻌﺾ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﯾﺒﺪو أن اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻨﺤﮭﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ دون أن ﯾﺒﯿﻦ ﺑﻌﺾ ھﺬه اﻵﺛﺎر‪،‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻣﻨﺢ اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‪ 921‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﺎﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺤﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﺼﻮى ﺳﻠﻄﺔ‬
‫وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹداري وﻟﻮ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب ﻗﺮار إداري ﻣﺴﺒﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺜﻼﺛﺔ ‪ ،‬وھﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﯿﻼء‪،‬اﻟﺘﻌﺪي واﻟﻐﻠﻘﺎﻹداري‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرةإﻟﯿﮭﺄن اﻟﻤﺸﺮع ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻓﻜﺮة ﺗﻘﯿﯿﺪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺄوﺟﮫ اﻟﻨﺰاع اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺲ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم واﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 171‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﻤﻠﻐﻰ واﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ ‪ " :‬اﻷﻣﺮ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﻛﺎﻓﺔ‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﻟﻼزﻣﺔ وذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺄوﺟﮫ اﻟﻨﺰاع اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫واﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم ‪ ،"...‬وھﻮ ﺑﮭﺬا ﻓﺴﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬وإزاﻟﺔ‬
‫اﻟﻠﺒﺲ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻮﯾﮫ ﻓﻜﺮة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم واﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﮭﻮ أزال أﺣﺪ اﻟﻘﯿﻮد‬
‫ذات اﻟﻤﻔﮭﻮم اﻟﻤﻄﺎﻃﻲ ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم أو اﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم ﺗﺸﻜﻞ ھﺎﺟﺴﺎ أﻣﺎم‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ھﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻣﻌﺎﻧﻲ وﺗﺸﻤﻞ‬
‫ﻣﺠﺎﻻت ﻣﺘﻌﺪدة ‪ ،‬ﻓﯿﻤﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻨﻊ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﺑﺤﺠﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم واﻟﺴﻜﯿﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ رﻏﻢ أن ﺣﻖ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﺣﻖ دﺳﺘﻮري ﯾﺸﻜﻞ إﺣﺪى اﻟﺤﺮﯾﺎت‬

‫‪18‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 41‬ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ‪ ، 1996‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﺨﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 09-08‬ﻋﻦ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻣﺤﺮرا ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﻣﻦ ﻗﯿﻮد اﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم ذات اﻟﻤﻔﮭﻮم اﻟﻐﺎﻣﺾ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﺳﻠﻄﺔﺍﲣﺎﺫ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺧﻮل اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 920‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،‬ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﺳﻠﻄﺔ اﺗﺨﺎذ ﻛﻞ‬
‫اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻀﺮورﯾﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﯾﺎﺗﺎﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﮭﻜﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﮭﺎ ﻟﻠﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺎرة‬
‫ﻛﻞ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ ﻛﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ وﻛﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت وﺗﺸﻤﻞ ﺟﻤﯿﻊ اﻹﺟﺮاءات‪،‬وأول ﻣﺎ ﯾﺘﺼﻮر ﺗﻮﺟﯿﮫ‬
‫أواﻣﺮ ﻟﻺدارة ﻟﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪،‬و اﺗﺨﺎذإﺟﺮاءات ﺗﺤﻘﯿﻖ وﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺘﺼﻮر ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﯿﺎت وإﻟﻰ ﻛﻞ‬
‫اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺎدة ‪ 920‬ﺗﺤﺘﻮي ﻣﺠﺎل واﺳﻊ‬
‫وإﻣﻜﺎﻧﯿﺎت ﺿﺨﻤﺔ ووﺳﺎﺋﻞ ﻓﻌﺎﻟﺔ ‪.‬ﻟﻜﻦ ھﻨﺎك ﻋﺪة ﻋﻘﺒﺎت ﺗﻌﺘﺮض ﺗﻄﺒﯿﻖ ھﺬه اﻟﻤﺎدة‪ ،‬ﯾﺘﻢ‬
‫إﯾﺠﺎزھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫*ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻰ ذات ﻣﺠﺎل ﻣﺘﻌﺪد‪،‬ﻓﮭﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫واﻟﺨﺎﺻﺔ ‪،1‬ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔﻛﻤﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻤﺲ ﺑﻤﺒﺪأ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ‬
‫اﻟﺴﻠﻄﺎت‪ ،‬إذا ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺸﺮﻃﯿﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﯿﻦ ﻓﺎﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻗﺪ ﯾﻘﺼﺪ ﺑﮭﺎ ﺣﺮﯾﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎع‬
‫واﻟﺘﺠﻤﻊ وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻌﺎرض ھﺎﺗﯿﻦ اﻟﺤﺮﯾﺘﯿﻦ ﻣﻊ اﻟﻀﺒﻂ اﻹداري‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ اﻟﻌﻀﻮﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺗﺠﻌﻠﮫ أﻗﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻻﺗﺨﺎذ ﺗﺪاﺑﯿﺮ ﺿﺪ اﻹدارة‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻓﮭﻤﺎ واﺿﺤﺎ‬
‫ﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻹدارة وﻻ ﯾﺄﺗﻲ ذﻟﻚ إﻻ ﺑﺘﻜﻮﯾﻦ ﻋﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬واﻟﻤﺠﺎل اﻟﺬي ﻗﺪ ﻻ ﯾﺘﻠﻘىﻔﯿﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹدارﯾﺼﻌﻮﺑﺔ ﻛﺒﯿﺮة ‪ ،‬ھﻲ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺈﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ وﺗﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ 939‬و‪ 940‬وأﺿﺎف‬
‫اﻟﻤﺸﺮع ﺳﻠﻄﺔ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 09/08‬وھﻲ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻌﺪول ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ وأن‬
‫أﻣﺮ ﺑﮭﺎ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻤﻦ ﻟﮫ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪. 922‬‬

‫‪1‬ﺗﻄﺮق دﺳﺘﻮر‪ 1996‬إﻟﻰ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻤﻌﻨﻮن ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻷول اﻟﻤﻌﻨﻮن‬
‫ب ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 29‬إﻟﻰ ‪ 59‬ﻣﻨﮫ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻮﺭ ﺻﺪﻭﺭﻩ‬

‫ﻣﻦ ﺑﯿﻦ أھﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺳﻠﻄﺔ اﻷﻣﺮ‬
‫ﺑﻨﻔﺎذ اﻷﻣﺮاﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻓﻮر ﺻﺪوره ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎض اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أن ﯾﻘﺮر ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﺮ‬
‫ﻓﻮر ﺻﺪوره ‪ ،‬وﯾﺒﻠﻎ أﻣﯿﻦ ﺿﺒﻂ اﻟﺠﻠﺴﺔ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻨﻄﻮق اﻷﻣﺮ اﻟﻤﻤﮭﻮر ﺑﺎﻟﺼﯿﻐﺔ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ‪.1‬‬

‫وھﺬه وﺳﯿﻠﺔ ﻓﻲ ﯾﺪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻏﺎﯾﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﺜﻞ اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﻓﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻐﻠﻖ أو‬
‫إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ اﻟﻔﺴﺎد‪.‬‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪:‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪.‬‬

‫ﯾﺘﻨﺎول ھﺬا اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﻣﺠﺎل اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ‪،‬ﺛﻢ ﺳﻠﻄﺎت‬
‫ﻗﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻟﯿﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬا اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺗﺒﯿﺎن ﻣﺪى‬
‫ﻓﺎﻋﻠﯿﺔﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻗﻀﺎء اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻹدارﯾﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ‬
‫وھﻲ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ واﻻﺧﺘﺼﺎص واﻟﺴﻠﻄﺎت‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺳﯿﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺮوع‬
‫اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ‬

‫ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻔﺮع إﻟﻰ اﻟﮭﯿﻜﻠﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻧﺎﺣﯿﺔ ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﻐﺮف داﺧﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وﻛﺬا ﻃﺮﯾﻘﺔ ﺗﻌﯿﯿﻦ اﻟﻘﻀﺎة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮاه ‪ ،‬و‬
‫درﺟﺘﮭﻢ ‪.‬‬

‫‪1‬أﻧﻈﺮ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 935‬ﻣﻦ ق‪.‬إم‪.‬إ‬

‫‪20‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﳍﻴﻜﻠﺔ‬

‫اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺒﺎرزة اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮭﺎ ھﻲ أﻧﮫ ﺗﻢ ﺗﻮﻓﯿﺮ ﻏﺮﻓﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ‬
‫اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 44‬ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪،1‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﻀﺎﯾﺎ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ واﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺣﺰاب‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 44‬ﻣﻦ‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ ":‬ﯾﺘﻜﻮن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﻏﺮف‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺼﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ وﺑﺎﻟﻤﺤﻼت وﺑﺎﻟﺴﻜﻦ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﯿﻒ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ وﺑﻨﺰع اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﺎﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ وﺑﺎﻟﺘﻌﻤﯿﺮ ‪ ،‬وﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺤﻖ واﻹﺟﺮاءات ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر‬
‫‪ -‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ :‬ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺈﯾﻘﺎف‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ وﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‪ ،‬واﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺣﺰاب‪.‬‬
‫‪ -‬وﯾﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ‪ ،‬وﺟﻮد ﻏﺮﻓﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪،‬‬
‫ﺗﺘﻮﻟﻰ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﻷھﻤﯿﺔ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﻴﲔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬

‫ﯾﻌﯿﻦ ﻗﻀﺎة ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻗﻀﺎة اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ‬
‫اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ‬

‫‪1‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬ﻣﺪاوﻟﺔ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 2002-05-26‬ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر‬

‫‪21‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫‪-01‬ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﻴﲔ ﻗﻀﺎﺓ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪.‬‬

‫ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺎدة ‪ 20‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،1 01/98‬و اﻟﻤﺎدة ‪ 02‬ﻣﻦ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي ‪ 11-04‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء‪2.‬ﻓﺈن ﻗﻀﺎة ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫"ﯾﺨﻀﻌﻮن ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﺔ اﺧﺘﯿﺎرھﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﯿﯿﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻛﺄﺳﻠﻮب ﻻﺧﺘﯿﺎر‬
‫ﻗﻀﺎة اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري"‪ ، 3.‬وﺗﺒﯿﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ 78‬ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ‪ 1996‬أن رﺋﯿﺲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ھﻮ‬
‫اﻟﺬي ﯾﻀﻄﻠﻊ ﺑﺘﻌﯿﯿﻦ اﻟﻘﻀﺎة دون ﺗﺤﺪﯾﺪ ورد ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ورد رﺋﯿﺲ‬
‫ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﺑﻤﺎ ﯾﻔﯿﺪ ﻋﺪم اﺷﺘﺮاط ﺷﺮوط ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺘﻌﯿﯿﻦ رﺋﯿﺲ‬
‫ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺿﺢ اﻟﻤﺎدة ‪ 47‬ﻣﻦ ق ‪.‬أ‪ .‬ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﺑﺄن ﻗﻀﺎة‬
‫ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﯾﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﺻﻨﻒ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺴﺘﺸﺎري اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﯿﺎ وﻣﺴﺘﺸﺎري ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ دون ﺗﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻨﮭﻢ أو ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻣﻌﯿﺎر ﻟﻠﺘﺮﻗﯿﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﺘﺨﺼﺺ أو اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﺘﻤﻲ إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺎﻧﻊ ﯾﺠﻌﻞ ﻗﺎﺿﻲ ﻟﺪى اﻟﺠﮭﺎت‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﻌﺪﻟﯿﺔ ﯾﺸﺎرك ﻻﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎر ﺑﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺨﺪم‬
‫اﻟﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ ،‬وﻻ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﯾﻠﺰم‬
‫ﺟﮭﺔ اﻟﺘﻌﯿﯿﻦ ﺑﺄن ﯾﺮﻗﻰ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﺎر ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪.‬‬
‫واﻟﻤﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ أﻧﮭﺎ ﺗﺸﻤﻞ ﻗﻀﺎة اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺪﻟﻲ و ﻗﻀﺎة‬
‫اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬وﯾﺘﻢ اﻟﺘﻌﯿﯿﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﻣﺮﺳﻮم رﺋﺎﺳﻲ دون اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ ﻧﺼﺖ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎءة أو اﻟﺘﺨﺼﺺ ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ اﻧﮫ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﺗﻘﯿﯿﺪ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺨﻮﻟﺔﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻲ اﻻﺧﺘﯿﺎر ﺣﺴﺐ وﻇﯿﻔﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ‬
‫ﻣﺜﻼ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺘﻢ ﺗﻌﯿﯿﻦ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎة‬
‫اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻢ ﺗﺮﻗﯿﺘﮭﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎري اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻻدارﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺘﺘﻢ اﻟﺘﺮﻗﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻧﻮع‬
‫اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬أو أن ﯾﻜﻮن اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ دﻗﺔ أن ﻛﺄن ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻘﯿﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﯿﯿﻦ ﺑﺄن ﯾﺮﻗﻰ أﻋﻀﺎء‬

‫‪1‬اﻟﻤﺎدة ‪ 20‬ﻣﻨﻖ‪.‬ع ‪01-98‬‬

‫‪2‬اﻟﻤﺎدة ‪ 02‬ﻣﻦ ق ع ‪ 11-04‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2004-09-06‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺄﻟﻠﻘﻀﺎء ‪ ،‬ج ررﻗﻢ ‪ 57‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ، 2004‬ص ‪13‬‬
‫‪3‬ﻃﺎش ﺟﺎزﯾﺔ‪ ،‬ﻧﻈﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،2008 ،‬ص ‪. 239‬‬

‫‪22‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﺎري اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﺘﺨﺼﺺ‪ ،‬ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻮﻇﯿﻔﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬وﻛﺬا‬
‫اﻷﻗﺪﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري وﻟﻤﺎ ﻻ اﻷﻗﺪﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ‬
‫اﻹداري‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻇﮭﻮر ﻧﯿﺔ واﺿﺤﺔ ﻟﺘﺪﻋﯿﻢ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن‬
‫اﻻﺧﺘﯿﺎر ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﺳﺎس إن ﻟﻢ ﻧﻘﻞ أﻧﮫ ﯾﻜﻮن أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﯿﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﻮن أﺻﻮب‬
‫ﻃﺮﯾﻘﺔ ﻣﻦ أن ﯾﺘﻢ ﺗﻌﯿﯿﻦ وﺗﺮﻗﯿﺔ اﻟﻘﻀﺎة ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ دون ﻣﺮاﻋﺎة ﺗﺨﺼﺺ اﻟﻘﻀﺎء‬
‫اﻹداري‪.‬‬

‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬

‫ﻟﻌﻞ ﻣﻦ أھﻢ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺨﺼﺺ اﻟﻘﻀﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ‬
‫ﺗﺤﺴﯿﻦ أداء اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ھﻮ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﻜﻮﯾﻦ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ وھﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﺔ‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 42‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻷھﺪاف اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻣﻦ اﻟﺘﻜﻮﯾﻦ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ‪ ،‬ﺗﺤﺴﯿﻦ ﻧﻮﻋﯿﺔ اﻻواﻣﺮ واﻟﻘﺮارات‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ‪ ،‬و ﺗﺪارك اﻟﻨﻘﺺ اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﺨﺼﺺ ‪ ،‬وﺑﻤﺎ أن اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺎدة اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﯾﺘﻮﻗﻊ ﻓﻲ أي ﻗﻀﯿﺔ إدارﯾﺔ ﻓﺎﻹﻟﻤﺎم ﺑﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫اﻹداري ﯾﻜﻮن ﻣﻔﺘﺮض‪.‬‬
‫وﺑﺎﺳﺘﻘﺮاء اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ‪ 1303-05‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎء ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ‬
‫ﻧﺠﺪ أي ﻣﺎدة ﺗﻮﺿﺢ ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﻘﻀﺎة اﻹدارﯾﯿﻦ ‪ ،‬ﺑﻞ أﺗﺖ ﻧﺼﻮﺻﮫ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺘﻜﻮﯾﻦ اﻟﺸﺎﻣﻞ ﻻ اﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻻ ﻧﺠﺪ أي ﺗﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻘﻀﺎة ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ‬
‫ﻣﻦ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 36‬ﻣﻨﮫ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ‪ " :‬ﺗﻘﺪم اﻟﻤﺪرﺳﺔ‪ ،‬ﺗﻜﻮﯾﻨﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮا ﻣﺘﺨﺼﺼﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ‪ ،‬ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ وزارة اﻟﻌﺪل‪،‬ﯾﺤﺪد وزﯾﺮ اﻟﻌﺪل‪ ،‬ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺧﺘﺎم‪ ،‬ﺑﻘﺮار‬
‫اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﻮاﺟﺐ ﻓﺘﺤﮭﺎ وﻋﺪد اﻟﻘﻀﺎة اﻟﻤﻌﻨﯿﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﻜﻮﯾﻦ وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻛﻞ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻣﺴﺘﻤﺮ‬
‫ﻣﺘﺨﺼﺺ وﻣﺪﺗﮫ" ‪ ،‬إﻻ اﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ أي ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻟﻠﻘﻀﺎة‬
‫‪1‬اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ‪ 303-05‬ﻣﺆرخ ﻓﻲ ‪ ,2005 -08- 20‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎء و ﻛﯿﻔﯿﺎت ﺳﯿﺮھﺎ و‬
‫ﺷﺮوط اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﮭﺎ وﻧﻈﺎم اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﯿﮭﺎ و ﺣﻘﻮق اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻘﻀﺎة و واﺟﺒﺎﺗﮭﻢ ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻹدارﯾﯿﻦ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ اﻧﮫ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ إﻃﺎر ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻘﻀﺎة اﻹدارﯾﯿﻦ ﻓﮭﻢ ﯾﺨﻀﻌﻮن ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮض‬
‫ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻣﻊ ﺧﻀﻮﻋﮫ ﻟﻨﻈﺎم ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﺘﻤﯿﺰ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺪﻟﻲ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻋﺎﻟﺜﺎﱐ‪:‬ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ‪.‬‬

‫ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﻨﺒﻐﻲ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻨﺼﻮص‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬وﻛﺬا اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻧﺺ ﻋﻠﯿﮫ ق إ م إ ‪.‬‬
‫ﺗﺘﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﻮاردة ﻓﻲ ق إ م إ وھﯿﺎﻟﻤﻮاد‪،902 ،901‬‬
‫‪،903‬واﻟﻤﻮاد ‪ 11،09،10‬اﻟﻮاردة ﻓﯿﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي‪ 13/11‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 26‬ﯾﻮﻟﯿﻮ‪2011‬‬
‫‪1‬اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي ‪ 01-98‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﻨﻈﯿﻤﮫ‬
‫وﻋﻤﻠﮫ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪:‬ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﻛﺄﻭﻝ ﻭﺃﺧﺮ ﺩﺭﺟﺔ‪.‬‬

‫‪ -01‬ﻣﺠﺎل اﻻﺧﺘﺼﺎص‪.‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد ‪ 903 ،902 ،901‬ﻣﻨﻖ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أي‬
‫ﻋﺒﺎرة ﺻﺮﯾﺤﺔ ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﻮﻟﺪ إﺑﮭﺎم‬
‫ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻨﻈﺮ اﻟﺪﻋﺎوى اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ أﻣﺎﻣﮫ ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎض أول وأﺧﺮ‬
‫درﺟﺔ‪،‬ﻓﮭﻞ ﯾﻤﻜﻦ اﻓﺘﺮاض أن ﯾﻜﻮن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺨﺘﺼﺎ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮارات إدارﯾﺔ‬
‫ﻣﺮﻛﺰﯾﺔ ﻣﻄﺮوﺣﺔ أﻣﺎﻣﮫ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ دﻋﻮى إﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻨﺺ ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 901‬ﻋﻠﻰ أن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﯾﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺮاراﺗﺎﻹدارﯾﺔ اﻟﻔﺮدﯾﺔ‬
‫واﻟﺘﻨﻈﯿﻤﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ‪ ،‬ﻓﮭﻞ ﯾﺨﺘﺺ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺪﻋﺎوى‬
‫إﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ؟ ‪.‬‬
‫وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ﺗﻔﺘﺮض ﺣﺎﻟﺘﯿﻦ‪.‬‬

‫‪1‬ق ع ‪ 13-11‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ ، 2011/07/26‬اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ل ق ع ‪ ، 01-98‬ﺟﺮﯾﺪة رﺳﻤﯿﺔ رﻗﻢ ‪ 43‬ﻟﺴﻨﺔ ‪2011‬‬

‫‪24‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻓﺘﺮاض اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﻀﺎي اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬

‫ﻣﺎ ﯾﺠﺪر اﻟﺘﻄﺮق إﻟﯿﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ أن ھﻨﺎك إﺷﺎرة ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻻﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎوى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺎدة ‪ 910‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻠﻲ ‪ ":‬ﺗﻄﺒﻖ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 833‬إﻟﻰ‬
‫‪ 837‬أﻋﻼه أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ " ‪ ،‬وﻣﻦ اﻹﺣﺎﻟﺔإﻟﻰ اﻟﻤﻮاد ‪ 833‬إﻟﻰ اﻟﻤﺎدة ‪ 837‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻔﮭﻢ ﺑﺄن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﯾﺨﺘﺺ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ ‪ ،‬واﻹﺣﺎﻟﺔإﻟﻰ‬
‫اﻟﻤﻮاد اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺬﻛﺮ ﺗﺒﯿﻦ أن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ‬
‫إﺗﺒﺎﻋﮭﺎأﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﺬه إﺷﺎرةإﻟﻰ اﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ‬
‫اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬واﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ‬
‫اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺎل إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ‪ 910‬ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ وھﻲ وﺟﻮد دﻋﻮى‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬وﻛﺬااﻟﺘﻈﻠﻢ إدارﯾﺎﻟﻤﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﯿﮫ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻧﮫ أﺻﺒﺢ ﺣﻘﺎ‬
‫اﺧﺘﯿﺎرﯾﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 830‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬و اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻓﻲ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ‪ ،‬ﺗﻘﻠﯿﺺ‬
‫اﻵﺟﺎل ‪ ،‬ﺷﺮط اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﺗﺴﺒﯿﺐ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬ﺗﺤﺪﯾﺪ آﺟﺎل اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ب ‪ 24‬ﺳﺎﻋﺔ‬
‫‪ ،‬ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺪة اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ب ‪ 15‬ﯾﻮﻣﺎ ‪،‬ﻓﺒﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاد ‪ 911 ،‬اﻟﻰ ‪ 914‬اﻟﻮاردة ﻓﻲ‬
‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﺨﺎص ﺑﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﻤﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻗﯿﺎس وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ھﺬا‬
‫اﻟﺒﺎب ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﻨﺘﻈﺮ أن ﯾﺠﺴﺪ ﻓﻲ اﺟﺘﮭﺎد ﯾﺼﺪر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺘﻮﺿﯿﺢ ھﺬا اﻟﻠﺒﺲ ‪.‬‬

‫وﺗﺒﻨﻰ ھﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﺄن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ھﻮ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬أي ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وھﺬا ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻟﻺﺟﺮاءات واﻟﻤﺘﺒﻌﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺪﻟﻲ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ أﺷﺎرإﻟﯿﮭﺎﻷﺳﺘﺎذ ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ أﻣﺎﻣﮫ‪،‬وھﻨﺎ ﯾﻄﺮح‬
‫إﺷﻜﺎل ﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬ھﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻘﯿﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺑﻌﯿﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ" ﻣﻘﺮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ"‬

‫‪1‬ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪133‬‬

‫‪25‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﻣﻤﺎرﺳﺔ دﻋﻮى إﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮى‬
‫اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔﺑﺎﻋﺘﺒﺎرأن اﺧﺘﺼﺎص ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺿﺪ ﻗﺮارإداري ﻣﺮﻛﺰي ھﻮ‬
‫اﺧﺘﺼﺎص ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻘﻂ ؟‪.‬‬

‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬اﻓﺘﺮاض ﻋﺪم اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬

‫ھﻮ ﻋﺪم اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻊ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻧﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﺑﻨﻈﺮ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع‪ ،‬وھﻨﺎ ﺗﻄﺮح ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﺮاغ ﻛﺒﯿﺮ أﻣﺎم‬
‫اﻟﻤﺘﻘﺎﺿﻲ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ‬
‫ﺑﻨﺺ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﻔﺼﻞ ﺧﻼل ‪ 48‬ﺳﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫‪ -02‬اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات اﻟﻮاردة ﻋﻠﻰ اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔﻛﺄول وآﺧﺮ درﺟﺔ‬

‫ﻟﻘﺪ ﺳﻠﻚ اﻟﻤﺸﺮع ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮫ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ اﺟﺘﮭﺎده ﻓﻲ ﻧﮭﺞ ﻃﺮﯾﻖ‬
‫ﻟﺒﻌﺾ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات اﻟﻮاردة ﻋﻠﻰ اﺧﺘﺼﺎﺻﮫ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ‬
‫ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺪﻋﻮى ﻣﻮﺿﻮع أو ﺑﺪﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻌﺮف ﻓﻘﮭﺎ ﺑﺄﻋﻤﺎل‬
‫اﻟﺴﯿﺎدة واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺪول واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ ‪،‬‬
‫وﻗﺪ ورد ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻟﻨﻈﺮﯾﺔ أﻋﻤﺎل اﻟﺴﯿﺎدة أو أﻋﻤﺎل اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ) ‪، (Acte deGouvernement‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪ ،‬ﻗﺒﻞ إﻧﺸﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬا اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻤﺜﺎل اﻟﺒﺎرز ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪ ،‬واﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﺗﺤﺖ رﻗﻢ‬
‫‪ 36473‬ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 1984-01-07‬ﻓﻲ ﻗﻀﯿﺔ )ي‪.‬ب( ﺿﺪ وزﯾﺮ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‪ ، 1‬وھﯿﻘﻀﯿﺔ‬
‫اﺳﺘﺒﺪال اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ‪ 500‬دج ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ اﻧﺘﮭﻰ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل أن اﻟﻘﺮار‬
‫اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1982-04-08‬اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺴﺤﺐ اﻷوراق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ‪ 500‬دج ﻣﻦ‬
‫اﻟﺘﺪاول وﻛﺬا ﻗﺮار ‪ 1982-06-01‬اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ وزﯾﺮ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻗﻮاﻋﺪ‬

‫‪1‬ﻋﻤﻮر ﺳﻼﻣﻲ ‪ ،‬اﻟﻮﺟﯿﺰ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻻدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﯿﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 2010-2009 ،‬ص ‪79‬‬

‫‪26‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﺘﺮﺧﯿﺺ ﺑﺎﻟﺘﺒﺪﯾﻞ ﺧﺎرج اﻷﺟﻞ ھﻤﺎ ﻗﺮاران ﺳﯿﺎﺳﯿﺎن ﯾﻜﺘﺴﺒﺎن ﻃﺎﺑﻊ أﻋﻤﺎل اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ‪،‬‬
‫وﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻻ ﻓﺤﺺ ﺷﺮﻋﯿﺘﮭﺎ وﻻ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ ‪.‬‬

‫وﯾﺮى ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد اﻷﺳﺘﺎذ ﻧﺼﺮ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﻦ ﻃﯿﻔﻮر ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻟﮫ ﺑﻌﻨﻮان اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ‬
‫ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ واﺛﺮ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت ‪ ، 1‬أن ﻣﺴﻠﻚ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺠﺰاﺋﺮي‬
‫اﻟﺮاﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﻜﺮﯾﺲ أﻋﻤﺎل اﻟﺴﯿﺎدة ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺮر ﺑﺄي ﻧﺺ دﺳﺘﻮري أو ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ‪ ،‬واﻧﮫ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺨﻄﺄ إﻃﻼق وﺻﻒ أﻋﻤﺎل اﻟﺴﯿﺎدة ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت اﻟﻄﻮارئ واﻟﺤﺼﺎر ﻣﺜﻼ دون وﺟﻮد ﻧﺺ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ أو اﺟﺘﮭﺎد ﻗﻀﺎﺋﻲ ﯾﺆﻛﺪ ذﻟﻚ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﻛﺠﻬﺔ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ‬

‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻤﺎدة ‪ 902‬ﻣﻦ ق إ م إ واﻟﻤﺎدة ‪ 10‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي ‪ 13/11‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ‬

‫ﺑﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬ﻻ ﯾﻼﺣﻆ ﻛﺬﻟﻚ وﺟﻮد ﻋﺒﺎرة ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺻﺮاﺣﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‪،‬ﻟﻜﻦ ﯾﻤﻜﻦ اﺳﺘﻨﺘﺎج ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻷﺣﻜﺎم واﻷواﻣﺮ ‪،‬ﻷن‬
‫ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﯾﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ وﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻷواﻣﺮ‬
‫اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔاﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬

‫وھﻨﺎك ﻧﺼﻮص ﺗﺘﯿﺢ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺟﺎء‬
‫ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة‪ 937‬اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ‪ " :‬ﺗﺨﻀﻊ اﻷواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 920‬أﻋﻼه‬
‫ﻟﻠﻄﻌﻦ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎف أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺧﻼل ‪ 15‬ﯾﻮﻣﺎ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﻮ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ‪."...‬‬

‫وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺮﻋﻔﻲ ق إ م إ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻗﺎض اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻔﻲ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪919‬‬
‫و‪ 920‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻄﺮق إﻟﻰ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﺨﺬھﺎ ﻗﺎض اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪ ،‬دون‬

‫‪1‬ﺑﻦ ﻃﯿﻔﻮرﻧﺼﺮ اﻟﺪﯾﻦ ‪ ،‬اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ واﺛﺮ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ 09‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ، 2009‬ص ‪ 32‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺗﺤﺪﯾﺪ ھﻞ ھﻮ ﻗﺎض اﻹﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ أم ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎاﻟﻤﺎدة ‪ 921‬ﻓﻘﺪ ﺧﻮﻟﺖ ﻟﻘﺎض اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺳﻠﻄﺔ اﻷﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﻘﺮار اﻹداري اﻟﻤﻄﻌﻮن‬
‫ﻓﯿﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻌﺪي أواﻻﺳﺘﯿﻼء أو اﻟﻐﻠﻖ اﻹداري‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﮫ ﺑﺨﺼﻮص اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬اﻧﮫ ﯾﻀﯿﻖ‬
‫ﻣﺠﺎﻟﮫ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻤﺠﺎل اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻧﮫ ﻻ ﯾﺠﻮز اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺒﻌﺾ‬
‫ﻣﻦ اﻷواﻣﺮ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ ، 936‬ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﯾﻮﺿﺢ اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫ﻛﺄول وآﺧﺮ درﺟﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ :‬ﺳﻠﻄﺎﺕ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ‬

‫ﯾﺴﺘﻤﺪ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺳﻠﻄﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺠﺎل اﺧﺘﺼﺎﺻﮫ وﺗﻈﮭﺮ ھﺬه‬
‫اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ ،‬وﻣﻌﻨﻰ ذﻟﻚ أن اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷي‬
‫ﻃﻌﻦ ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺗﺨﺮج ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺪم إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﻋﺮﺿﮭﺎ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺎﻻت‬
‫ﻏﯿﺮ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻷي ﻃﻌﻦ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 936‬ﻣﻦ ق إ م إ واﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ ‪ " :‬اﻷواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة‬
‫ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮاد ‪ 922 ، 921 ، 919‬أﻋﻼه ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷي ﻃﻌﻦ " ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 919‬ﻣﻦ ق إ م إ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹدارﯾﺈذا ﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮع ﻃﻠﺐ إﻟﻐﺎء ﻛﻠﻲ‬
‫آو ﺟﺰﺋﻲ ‪ ،‬وﻧﻔﺲ اﻷﻣﺮ ﯾﻈﮭﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ ، 921‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔإﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻌﺪي واﻻﺳﺘﯿﻼء‬
‫واﻟﻐﻠﻖ ‪ ،‬وﯾﺘﺒﯿﻦ أن ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﺣﯿﻮي ﻟﻔﺎﻋﻠﯿﺔ دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻻ ﯾﺒﺴﻂ رﻗﺎﺑﺘﮫ ﺳﻮاء ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف أو‬
‫ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ھﻮ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﻤﻘﻮﻣﺔ ﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪ .1‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﺎدة ‪ 922‬ﺗﺠﯿﺰ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ ذي ﻣﺼﻠﺤﺔ أن‬
‫ﯾﻌﺪل ﻓﻲ أي وﻗﺖ وﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺎت ﺟﺪﯾﺪة ﺳﺒﻖ وأن أﻣﺮ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻤﺠﻠﺲ‬

‫‪1‬ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 152‬ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ‪ ،1996‬أوﻛﻞ ﻣﮭﻤﺔ ﺗﻘﻮﯾﻢ أﻋﻤﺎل اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﺪوﻟﺔ أن ﯾﺮاﻗﺐ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ آﻣﺮ ﺑﮭﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔأو ﺗﺮاﺟﻊ ﻋﻨﮭﺎ ‪ ،‬وﻣﺪى اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﺑﻤﻘﺘﻀﯿﺎت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ اﻧﮫ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 946‬ﻣﻦ ق إ م إ واﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت ‪ ،‬ﯾﻼﺣﻆ أﻧﮭﺎ ﺗﻨﺺ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔأﻧﺘﺄﻣﺮ اﻟﻤﺘﺴﺒﺐ ﺑﺎﻹﺧﻼل ﻓﻲ اﻻﻣﺘﺜﺎل ﻻﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ وﺗﺤﺪد‬
‫اﻷﺟﻞ ﻗﺒﻞ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬وﯾﻤﻜﻦ ﻟﮭﺎ أﯾﻀﺎ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻐﺮاﻣﺔ ﺗﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮭﺎ ﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﺑﻤﺠﺮد إﺧﻄﺎرھﺎأﻧﺘﺄﻣﺮﺑﺘﺄﺟﯿﻺﻣﻀﺎء اﻟﻌﻘﺪ إﻟﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻹﺟﺮاءات ﻟﻤﺪة ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ‪ 20‬ﯾﻮﻣﺎ ‪،‬‬
‫وﺑﻤﺎ أن اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺼﻔﻘﺎت ﻛﻤﺎ ﺳﯿﺘﻢ ﺗﻮﺿﯿﺤﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻓﻼ‬
‫ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ إﻻأن ﯾﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻷﻣﺮاﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬

‫واﻟﻨﺘﯿﺠﺔ وﺟﻮد ﺳﻠﻄﺎت اﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﻟﺘﻌﺮض ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ ،‬واﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ھﻮ اﻷﺛﺮ اﻟﻨﺎﻗﻞ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ ،‬ذﻟﻚ أن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫ﯾﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﻌﻄﯿﺎت ﻣﻦ ادﻋﺎءات و اﻟﺪﻓﻮع اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ أﻣﺎم‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺘﯿﻦ ﻓﺎﻧﮫ ﻻ ﯾﺘﻌﺮض ﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺟﺪﯾﺪة ‪ ،‬رﻏﻢ‬
‫اﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻄﺮح أﻣﺎﻣﮫ وﺳﺎﺋﻞ دﻓﺎع ﺟﺪﯾﺪة ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺒﺤـﺚ ﺍﻟﺜــﺎﱐ‪ :‬ﺗﺼﻨﻴـــﻒ ﺣـﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ‬

‫ﻣﻦ اﺳﺘﻘﺮاء أﺣﻜﺎم اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻻﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻌﻨﻮان اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪،‬ﺗﺤﺖ اﻟﻜﺘﺎب‬
‫اﻟﺮاﺑﻊ ﺑﻌﻨﻮان ﻓﻲ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﻈﮭﺮ ﺑﺎن ﺣﺎﻻت‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل واردة ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﺼﺮ ‪ ،‬وﺣﺪد ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﺻﻮر اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري‬
‫»ﻷن ﺻﯿﺎﻏﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺣﺼﺮﯾﺔ ﻟﺤﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﻌﻨﻲ ﺗﻘﯿﯿﺪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وھﻮ اﻷﻗﺮب‬
‫ﻟﻤﻌﺎﯾﺸﺔ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺬي ﻟﻦ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣﮭﻤﺎ ﺗﻨﺒﺄ أن ﯾﺤﺼﺮ ﺟﻤﯿﻊ ﺣﺎﻻت‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل «‪ ، 1‬ﻓﻌﻠﻰ اﻷﻃﺮاف ﺗﺒﯿﺎن ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ إﺛﺒﺎﺗﮭﺄو ﻧﻔﯿﮫ ﻣﻊ اﻟﺘﺴﺒﯿﺐ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺤﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ھﻮ اﻟﺬي ﯾﻘﺪر ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ أورد ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﻮاد ‪ ،948 ،946 ،940 ،939‬ﺣﺎﻻت ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺤﺼﺮ ‪ ،‬واﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺘﻮاﻟﻲ ﺑﺈﺛﺒﺎت ﺣﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﺗﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ‪ ،‬اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت ‪ ،‬اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ‬
‫ﯾﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺤﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ‪.‬‬
‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺣـﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠـﺎﻝ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺋﻲ‬

‫ﯾﻮﺣﻲ ﻇﺎھﺮ اﻟﻤﻮاد ‪ 921 ،920 ،119‬اﻟﺘﻲ ورد ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‪ ،‬أﻧﮫ ﯾﺼﻨﻒ إﻟﻰ‬
‫ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ‪:‬‬
‫إﯾﻘـﺎف ‪( Référé- Suspension ) :‬‬ ‫ﺣـﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠـﺎل‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬ﺣـﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠـﺎل ﺣـﺮﯾﺔ ‪(Le Référé Liberté ) :‬‬

‫‪ ‬ﺣـﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺗﺤﻔﻈﯿـﺔ ‪( Le Référé Conservatoire ) :‬‬
‫و ﻣﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ أن اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺪى ﺗﻮاﻓﺮ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﺘﺮوك ﻟﻼﺟﺘﮭﺎد‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪،2‬وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻌﺔ اﻟﻤﺎدﯾﺔ أو اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮز‬

‫‪1‬ﺷﯿﮭﻮب ﻣﺴﻌﻮد – اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص ‪136‬‬
‫‪ -2‬ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪139‬‬

‫‪30‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻤﺬﻛﻮرة‪ ، 1.‬واﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻨﺎﻇﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﺰاع اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪.‬‬
‫و ﺑﻤﺎ أن اﻟﻤﺸﺮع ﺣﺪد ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪى ‪ ،‬ﻧﻘﺴﻢ ھﺬا اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺣﺴﺐ‬
‫ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺮوع ﯾﺘﻨﺎول ﻛﻞ ﻓﺮع ﺗﺤﺪﯾﺪ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ‪.‬‬
‫و ﺗﺜﯿﺮ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻋﺪة ﺗﺴﺎؤﻻت ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪرﺟﺎت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل؟ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻋﻨﻮان‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻔﻮري‪ ،‬و ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫اﻟﻤﻨﺼﻮص ﺗﺤﺖ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺼﻞ‪.‬‬
‫وﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة ‪ 920‬ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ و ﺳﺄﺣﺎول‬
‫اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ذﻛﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‪.‬‬
‫ﺍﺩﺍﺭﻱ‪(Référé-Suspension ):‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺣـﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﻗﺮﺍﺭ‬ ‫‪‬‬

‫ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق إ م إ‪،‬وھﻲ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻮﻗﻒ ﻗﺮار إداري‬
‫ﯾﻜﻮن ﻣﺤﻞ دﻋﻮى إﻟﻐﺎء ﻛﻠﻲ أو ﺟﺰﺋﻲ ﻣﺘﻰ ﻇﮭﺮ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﺟﻮد وﺟﮫ ﺧﺎص ﻣﻦ‬
‫ﺷﺄﻧﮫ إﺣﺪاث ﺷﻚ ﺟﺪي ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻘﺮاراﻹداري‪.‬‬
‫وﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ دﻋﻮى وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار إدارﯾﻄﺒﻘـﺎ ﻟﻨـﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬إﺗﻮاﻓﺮ‬
‫اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ‪:‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪:‬ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ ﻭﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺄﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ‪.‬‬

‫و اﻟﻤﻘﺼﻮد ھﻮ رﻓﻊ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار‪ ،‬ﺗﺘﺒﻌﮭﺎ دﻋﻮى ﺛﺎﻧﯿﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﺔ‪ ،‬ﻷن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ھﻮ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻃﺒﻘﺎ‬
‫ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 918‬و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ھﻮ وﺟﻮد دﻋﻮﯾﯿﻦ ‪ ،‬واﺣﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع و اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‬
‫إﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‪.‬‬

‫‪1En considérant l’urgence comme une question defait, la cour suprême reconnait aux juges‬‬
‫‪des faits un fait un pouvoir souverain d’appréciation.‬‬
‫‪ALiFilali, L’urgence et la compétence de la juridiction des référés 1ere édition, office national‬‬
‫‪des travaux éducative, alger, 2004 p 81‬‬

‫‪31‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺛـــﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﻔﺲ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﺩﻋﻮﻯ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬

‫و ﯾﻘﺼﺪ ﺑﮭﺬا اﻟﺸﺮط أن ﺗﺮﻓﻊ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻣﺎم ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮة ﻓﻲ‬
‫اﻟﺪﻋﻮى اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‪ ،‬وھﺬا ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ و‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪ " :‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮار إداري وﻟﻮ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع ﻃﻠﺐ إﻟﻐﺎء‬
‫ﻛﻠﻲ أو ﺟﺰﺋﻲ ‪ ،‬ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬أن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ھﺬا اﻟﻘﺮار أو وﻗﻒ آﺛﺎر‬
‫ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻣﻨﮫ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺮوف اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺗﺒﺮر ذﻟﻚ ‪ ،‬وﻣﺘﻰ ﻇﮭﺮ ﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ وﺟﻮد‬
‫وﺟﮫ ﺧﺎص ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ إﺣﺪاث ﺷﻚ ﺟﺪي ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻘﺮار ‪.‬‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻘﻀﻲ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار ﻓﻲ أﻗﺮب اﻵﺟﺎل‬
‫ﯾﻨﺘﮭﻲ اﺛﺮ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻋﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻄﻠﺐ " ‪.‬‬
‫وﺗﺸﺘﺮط اﻟﻤﺎدة ‪ 917‬ﻣﻨﻖ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ان ﺗﻔﺼﻞ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮة ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﻃﻠﺐ اﻻﻟﻐﺎء‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬وھﺬا اﻟﺸﺮط ﻣﻌﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻻﺟﺮاﺋﯿﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﻜﺎن ﯾﻜﻔﻲ ان ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ان ﺗﻨﻈﺮ ﻧﻔﺲ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫دﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬دون اﺷﺘﺮاط ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ ﻷﻧﮫ ﯾﺼﻌﺐ ﺗﺤﻘﻖ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﻲ ﺑﻌﺾ‬
‫اﻷﺣﯿﺎن وﻻ ﯾﺘﻼءم ﻣﻊ ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﻊ اﺷﺘﺮاط ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ ﺣﺴﺐ ﻧﺺ‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 926‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،1‬ﻓﻤﺎ ھﻮ اﻟﺪاﻋﻲ إﻟﻰ إرﻓﺎق دﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻌﺮﯾﻀﺔ دﻋﻮى‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ؟‬

‫ﺛــﺎﻟﺜـﺎ‪:‬ﻭﺟﻮﺩ ﺷـﻚ ﺟﺪﻱ ﻓـﻲ ﻣﺸـﺮﻭﻋﻴـﺔ ﺍﻟﻘــــﺮﺍﺭ‪.‬‬

‫ﯾﻈﮭﺮ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ ":919‬ﻣﺘﻰ ﻇﮭﺮ ﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ وﺟﻮد وﺟﮫ ﺧﺎص ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ‬
‫إﺣﺪاث ﺷﻚ ﺟﺪي ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻘﺮار "‪.‬وﯾﻘﺼﺪ ﺑﺠﺪﯾﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ أو اﻷﺳﺒﺎب رﺟﺤﺎن‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار اﻹداري‪.‬‬

‫‪1‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 926‬ﻋﻠﻰ ‪ " :‬ﯾﺠﺐ أن ﺗﺮﻓﻖ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ اﻟﺮاﻣﯿﺔ إﻟﻰ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹداري أو ﺑﻌﺾ آﺛﺎره ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ‬
‫ﻋﺪم اﻟﻘﺒﻮل ‪ ،‬ﺑﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻋﺮﯾﻀﺔ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع " ‪.‬‬
‫‪ 2‬ﻗﺼﯿﺮ ﻋﻠﻲ ‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺑﻌﻨﻮان دﻋﻮى وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻮادي ‪ ،‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪.2011‬‬

‫‪32‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺣﯿﺚ ﯾﺠﺐ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻤﺪﻋﻲ أﺳﺒﺎب ﺟﺪﯾﺔ ﺑﻌﺮﯾﻀﺔ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﻘﺎد ﻗﻮي‬
‫ﺑﺄن اﺣﺘﻤﺎل إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار وارد‪.‬‬
‫و ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﯾﻘﻮم ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ و ﻣﺴﺘﻨﺪات اﻟﺪﻋﻮى‬
‫ﻟﻜﻲ ﯾﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﺮ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺠﺪﯾﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮭﺎ دون‬
‫اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬ﻓﺈذااﻧﻌﺪﻣﺘﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺠﺪﯾﺔ ﺣﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﺪﻋﻮى ﻟﻌﺪم‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ ‪ ،‬وﻟﻌﻞ ﻣﺠﺮد ﺷﻚ ﯾﺨﻔﻒ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺈذا‬
‫ﻗﻀﺖ ﺑﻤﺎ ﯾﻨﺎﻗﺾ اﻷﻣﺮ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ‪،‬ﻷﻧﮫ ﻗﺪ ﯾﺒﻨﻰ ﻗﺮار وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮد اﻟﺸﻚ ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﺆﺳﺲ ﻗﺮار‬
‫اﻹﻟﻐﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﺒﺎب ﯾﻘﯿﻨﯿﺔ‪. 1‬‬

‫وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﯾﻨﺺ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ أﺧﺮى ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار ﺧﺎرج اﻟﺒﺎب اﻟﺨﺎص‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 833‬ﻣﻨﮫ ‪ ،‬ﻓﺒﻤﻘﺎرﻧﺔ ھﺬه اﻟﻤﺎدة ﻣﻊ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ أن ﻛﻼھﻤﺎ‬
‫ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار إداري ‪ ،‬وﺗﺸﺘﺮﻃﺎن رﻓﻊ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع‪ ،‬ﻏﯿﺮ أﻧﮭﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻔﺎن‬
‫ﻓﻲ ﻣﺪى ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‪ ،‬إذ أن اﻷﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻮارد ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 833‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻗﺎﺑﻞ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 837‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯿﻦ‬
‫أن اﻷﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻮارد ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻷي ﻃﻌﻦ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 936‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺆدي إﻟىﺈﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ ﯾﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻣﺪى ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ اﻷﻣﺮ‬
‫ﺑﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف‪ ، 2‬وھﺬا ﯾﺘﻀﺢ ﻣﻦ اﻟﻘﺮار رﻗﻢ ‪ 067148‬اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ ‪ -‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪ -‬ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 2011-03-16‬ﻓﻲ ﻗﻀﯿﺔ واﻟﻲ وﻻﯾﺔ ﺑﻮﻣﺮداس ﺿﺪ‬
‫)ت‪.‬ط( وﻣﻦ ﻣﻌﮫ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻊ ھﺬا اﻟﻘﺮار ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬أن واﻟﻲ وﻻﯾﺔ‬
‫ﺑﻮﻣﺮداس ﻃﻠﺐ إﯾﻘﺎف ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء‬
‫ﺑﻮﻣﺮداس ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 2010-09-12‬واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹداري رﻗﻢ ‪10/656‬‬

‫‪1‬ﺣﻮل وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 833‬ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ و اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺧﺎرج اﻟﺒﺎب اﻟﺨﺎص‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬و اﻟﻈﺎھﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد‪ 833،834،835 :‬أن دﻋﻮى وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ وھﻲ دﻋﻮى ﻟﮭﺎ ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻟﺪﻋﻮى وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪، 919‬وﻗﺪ أﺷﺎر اﻷﺳﺘﺎذ ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ ﻟﮭﺬا اﻟﺘﻜﺮار ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺒﺮر‪.‬‬
‫‪2‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 837‬ﻋﻠﻰ‪...» :‬ﯾﺠﻮز اﺳﺘﺌﻨﺎف أﻣﺮ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺧﻼل اﺟﻞ ‪ 15‬ﯾﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ «‬
‫ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 936‬ﻋﻠﻰ‪ " :‬اﻷواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮاد ‪ 922 ،921 ،919‬أﻋﻼه ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷي ﻃﻌﻦ " ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2010-06-09‬اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ واﻟﻲ وﻻﯾﺔ ﺑﻮﻣﺮداس إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى‬

‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‪.‬‬
‫إن اﻟﻌﺎرض " اﻟﻮاﻟﻲ " اﻟﺘﻤﺲ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻨﺘﻘﺪ إﻟﻰ ﺣﯿﻦ اﻟﺒﺖ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫اﻟﻤﺮﻓﻮع أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺤﺖ رﻗﻢ ‪ ، 067147‬وﺗﺪﻋﯿﻤﺎ ﻟﻄﻠﺒﮫ ﯾﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﺑﻌﺪم‬
‫اﺣﺘﺮام اﻟﺸﺮوط اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ﻷن اﻟﺪﻋﻮى اﻷﺻﻠﯿﺔ اﻟﺮاﻣﯿﺔ إﻟﻰ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻮاﻟﻲ ﺳﺠﻠﺖ‬
‫ﻗﺒﻞ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻤﺎ ﯾﺨﺎﻟﻒ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ‪ ، 834‬واﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﺮط أن دﻋﻮى وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫ﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺰاﻣﻨﺔ ﻣﻊ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻀﯿﻒ اﻟﻮاﻟﻲ أن وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﯾﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﻤﺸﺮوع إﻋﺎدة اﻟﺘﮭﯿﺌﺔ ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺰوﯾﺪ ﺑﺎﻟﻤﯿﺎه اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮب ﺑﻌﺪ إﺗﻤﺎم ﻛﻞ اﻹﺟﺮاءات ﻣﻦ‬
‫ﺷﺎﻧﮫ أن ﯾﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻘﻄﺎﻋﯿﺔ ﻟﻠﻮﻻﯾﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻨﯿﻦ زﯾﺎدة‬
‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﺮار اﻹداري اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺰع اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ أن ﯾﺨﻠﻖ أي ﺧﺴﺎرة ﻣﺎﻟﯿﺔ‬
‫ﻣﺆﻛﺪة ﺑﺎﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮭﻢ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﯿﺮة ﺑﺎن وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ إﺟﺮاء وﻗﺘﻲ ﻻ‬
‫ﯾﻀﺮ ﺑﻤﺼﻠﺤﺔ اﻷﻃﺮاف ‪ ،‬زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ أن اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﯿﮫ ﺷﺮوط اﻟﻤﺎدة ‪، 913‬‬
‫وأﺟﺎب اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺑﺎن اﻟﻮاﻟﻲ اﺻﺪر اﻟﻘﺮار رﻗﻢ ‪ 10/665‬اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻨﺰع اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ‬
‫ﻣﺴﺎﺣﺘﮭﺎ ‪ 19003‬ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ‪ ،‬وان ﻗﺮار ﻧﺰع اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﺤﺒﻮس ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة‬
‫‪ 05‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 10-91‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1991-04-27‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷوﻗﺎف ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻼ إن اﻟﻤﺎدة ‪ 913‬ﻣﻦ ق إ م إ‬ ‫ﺣﯿﺚ أﺟﺎب ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﺜﯿﺎت اﻟﻘﺮار ﺑﺄﻧﮫ ‪" :‬‬
‫ﺗﺠﯿﺰ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ أن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻤﻌﺮوض‬
‫ﻋﻠﻰ رﻗﺎﺑﺘﮫ ‪ ،‬إذا ﻛﺎن ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﯾﻌﺮض اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻟﺨﺴﺎرة ﻣﺎﻟﯿﺔ‬
‫ﻣﺆﻛﺪة ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺪارﻛﮭﺎ ‪ ،‬أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺪو اﻷوﺟﮫ اﻟﻤﺜﺎرة ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮭﺎ ﺗﺒﺮﯾﺮ‬
‫إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ ﺣﯿﺚ أن اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻄﻠﻮب وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬه ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺻﺎدر ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﺸﯿﺮ إﻟﯿﮭﺎ ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹدارﯾﺈﻟﻰ ﺣﯿﻦ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء اﻟﻤﺮﻓﻮع ﺿﺪه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫وﺣﯿﺚ اﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺮر ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ وﻋﻤﻼ ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ‪ 936‬ﻣﻦ ق إ م إ أﻧﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﺼﺎدرة وﻓﻘﺎ‬
‫ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 919‬ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻵي ﻃﻌﻦ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻐﻦ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺤﺎﻟﻲ اﻟﺮاﻣﻲ إﻟﻰ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار‬
‫ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف ﯾﻌﺪ ﻏﯿﺮ ﻣﻘﺒﻮل ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻋﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻠﺐ " ‪.‬‬
‫ﻓﻤﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻘﺮار أﻧﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻔﺄﺳﺲ ﻃﻠﺒﮫ ﺣﻮل ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻤﺎدة ‪ 913‬اﻟﺘﻲ ﺗﺠﯿﺰ وﻗﻒ‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ أﺳﺲ رﻓﻀﮫ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ ، 919‬ﻛﻮن اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻮاردة ﻓﯿﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷي ﻃﻌﻦ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ ، 936‬وﯾﺬﻛﺮ‬
‫ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ أن اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺮار ﻣﺤﻜﻤﺔ إدارﯾﺔ وﻟﯿﺲ أﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬ورﻏﻢ ذﻟﻚ‬
‫اﻋﺘﺒﺮه أﻣﺮ وﺟﻌﻞ ﻣﻨﮫ اﺳﺘﺌﻨﺎف ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻛﺮه )اﻟﻘﺮار( ﻟﻠﻤﺎدة ‪، 913‬‬
‫وھﺬا اﻟﻘﺮار ﯾﺆﻛﺪ اﻟﻠﺒﺲ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻮاد ‪ 913 ،912‬ﻣﻦ ﺟﮭﺔ واﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ‬
‫‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ‪ :‬ﺍﻹﺳﺘﻌﺠـﺎﻝ ﻓـﻲ ﻣـﺎﺩﺓ ﺍﳊـﺮﻳﺎﺕ‬

‫ﺗﻨﺪرج ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺿﻤﻦ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ و اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺮك ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻋﻨﺼﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺸﺄﻧﮭﺎ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺣﺴﺐ اﻟﻈﺮوف ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة ‪ 920‬ﻣﻨﮫ‬
‫ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺤﺮﯾﺎت ‪ ،‬وﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ ‪ " :‬ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‪ 919‬أﻋﻼھﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺮوف اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ أﻧﯿﺄﻣﺮ ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻀﺮورﯾﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﮭﻜﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﮭﺎ ﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﺠﮭﺎت‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ أﺛﻨﺎء ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺳﻠﻄﺎﺗﮭﺎ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ھﺘﮫ اﻻﻧﺘﮭﺎﻛﺎت ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺴﺎﺳﺎ ﺧﻄﯿﺮا‬
‫وﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوع ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺤﺮﯾﺎت‬
‫ﯾﻔﺼﻞ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﺟﻞ ‪ 48‬ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻄﻠﺐ "‬
‫ﺗﻄﺮق اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﮭﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 521‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ‪ ،‬و اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺤﺮﯾﺎت ﯾﻄﺮح ﻓﻜﺮﺗﯿﻦ رﺋﯿﺴﯿﺘﯿﻦ ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻜـﺮةاﻷوﻟـﻰ‪ :‬ﺗﺘﻌﻠـﻖ ﺑﻤﺠـﺎل اﻟﺤـﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿـﺔ‪ ،‬و اﻟﻔﻜــﺮة اﻟﺜـﺎﻧﯿـــــﺔ‪ :‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓـﻲ‬
‫ﺗﻜﯿﯿـﻒ اﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻟﻠﺤـﺎﻻت اﻟﺘـﻲ ﺗﻤـﺲ ﺑﮭـﺬه اﻟﺤـﺮﯾﺎت‪ ،‬ودور ﻗﺎﺿـﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠـﺎل ﻓﯿﮭـﺎ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪:‬ﲢـﺪﻳﺪ ﻣﻌﻨـﻰ ﺍﳊـﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳـﺎﺳﻴـﺔ‬

‫اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺮع ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬و ﯾﺒﺪو أن‬
‫اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ اﻷول ھﻮ اﻷوﺳﻊ و اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻤﻮﻟﯿﺔ‪ ،‬و ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﺳﺎس ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮر ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ‬
‫ﻻﺑﺄس ﺑﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎع و اﻟﺘﺠﻤﻊ و اﻟﺘﻨﻘﻞ و اﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ‪ ،‬وﯾﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻌﻨﻰ ﺑﮭﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟىﺎﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت‬
‫اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ اﻋﺘﺒﺮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ رﻓﺾ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻟﻠﻌﻼج‬
‫ﺣﺮﯾﺔ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮوط ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﮫ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 2002-08-16‬وﺗﺘﻤﺜﻞ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻛﻮن ﻣﺮﯾﻀﺔ ﺗﺪﻋﻰ » ‪ « fellattey‬رﻓﻀﺖ ﻷﺳﺒﺎب دﯾﻨﯿﺔ ﻧﻘﻞ اﻟﺪم ﻟﺠﺴﻤﮭﺎ ﺷﻔﺎھﺔ ‪ ،‬ﺛﻢ‬
‫أﻛﺪت رﻓﻀﮭﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻤﻜﺜﻒ ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن اﻷﻃﺒﺎء ﻧﻘﻠﻮ ﻟﮭﺎ اﻟﺪم‬
‫ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ إﻟﺤﺎﺣﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻓﺾ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺒﯿﻦ ﻟﮭﻢ ﺑﺄن ذﻟﻚ ﺿﺮوري ﻹﺑﻘﺎﺋﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ‬
‫اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬وﻟﮭﺬا رﻓﻌﺖ ﻃﻠﺒﺎ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﮭﺪف إﻟىﺄﻣﺮ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺎن ﻻ ﯾﻘﻮم ﻣﻦ‬
‫اﻵن ﻓﺼﺎﻋﺪا ﺑﻨﻘﻞ اﻟﺪم إﻟﻰ ﺟﺴﻤﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺪرت ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫"ﻟﯿﻮن" أﻣﺮ ﻓﻲ ‪ 2002-08-09‬ﯾﺄﻣﺮ ﺑﻤﻮﺟﺒﮫ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻨﻘﻞ اﻟﺪم‬
‫ﻟﻠﻤﺮﯾﻀﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﻮﺿﯿﺢ ﺑﺄن ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﯾﻨﺘﮭﻲ ﺗﻄﺒﯿﻘﮫ إذا ﺣﺪث وأن وﺟﺪت اﻟﻤﺮﯾﻀﺔ ﻓﻲ‬
‫وﺿﻌﯿﺔ ﻗﺼﻮى ﺗﺠﻌﻞ ﺣﯿﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ‪ ،‬وﻋﻨﺪ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺴﯿﺪة اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻻﺣﺘﻮاﺋﮫ‬
‫ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺘﺤﻔﻆ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬واﻟﺬي ﺻﺮح ﻓﻲ اﻟﻮھﻠﺔ اﻷوﻟﻰ‬
‫ﺑﺎن ﺣﻖ اﻟﻤﺮﯾﺾ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ إرادﺗﮫ ﻓﻲ إﻋﻄﺎء‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﻮاﻓﻘﺘﮫ ﻋﻠﻰ ﻋﻼج ﻃﺒﻲ ﻟﮫ ﻃﺎﺑﻊ ﺣﺮﯾﺔ أﺳﺎﺳﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻤﺠﺎل اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ واﺳﻊ وﯾﺒﻘﻰ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﺮق ﻟﮭﺎ وﯾﻤﻜﻦ‬

‫‪1‬ﻟﺤﺴﯿﻦ ﺑﻦ ﺷﯿﺦ آث ﻣﻠﻮﯾﺎ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪73‬‬

‫‪36‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﺮﺟﻮع ﺑﮭﺬا اﻟﺨﺼﻮص إﻟﻰ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺬي ﯾﺤﺪد ھﺬه اﻟﺤﺮﯾﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺒﺎب اﻷول ‪،‬ﻓﻨﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻤﺎدة ‪ 32‬ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ‪ 28‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪ 1996‬اﻟﻤﻌﺪل‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 19 / 08‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪ 2008‬ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫" اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ و ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ "‬
‫ﺗﺸﯿﺮھﺬه اﻟﻤﺎدة إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻮق اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ وﺣﻘﻮق اﻟﻤﻮاﻃﻦ دون ﺗﺤﺪﯾﺪ دﻗﯿﻖ ﻟﮭﺬه اﻟﺤﻘﻮق‪،‬‬
‫وﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮر ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﺪﺳﺘﻮر و اﻟﻤﻮاﺛﯿﻖ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻛﺎﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‬
‫ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻧﺺ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﮫ ‪ 13‬ﻋﻠﻰ ‪ " :‬ﻟﻜﻞ ﻓﺮد ﺣﻖ ﻓﻲ ﺣﺮﯾﺔ اﻟﺘﻨﻘﻞ ‪ ،‬وﻓﻲ‬
‫اﺧﺘﯿﺎر ﻣﺤﻞ إﻗﺎﻣﺘﮫ داﺧﻞ ﺣﺪود اﻟﺪوﻟﺔ ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ﻟﻜﻞ ﻓﺮد ﺣﻖ ﻓﻲ ﻣﻐﺎدرة أي ﺑﻠﺪ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻠﺪه "‬
‫و ﯾﻄﻠﺐ ھﺬا اﻷﻣﺮ إﻃﻼع واﺳﻊ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري و اﻟﺘﻤﻌﻦ ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﺎدة ‪ 41‬ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺗﺘﻄﺮق إﻟﻰ ﺣﺮﯾﺔ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ و إﻧﺸﺎء اﻟﺠﻤﻌﯿﺎت و اﻻﺟﺘﻤﺎع‪،‬‬
‫وﺗﺸﯿﺮ اﻟﻤﺎدة ‪ 42‬إﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺒﺎﺳﺘﻘﺮاء اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﯾﺘﺒﺎدر إﻟﻰ‬
‫اﻟﺬھﻦ‪،‬اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻮاﺳﻊ ﻟﻠﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ‪ ،‬و ھﺬا ﯾﻄﺮح ﺗﺴﺎؤل ﺣﻮل دور ﻗﺎﺿﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻘﻮق و اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ‪،‬وھﺬا ﻣﺎ ﺳﯿﺘﻢ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬ﻭﺳـﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘـﺎﺿﻲ ﺍﻹﺳﺘﻌﺠـﺎﱄ ﻓـﻲ ﲪـﺎﻳﺔ ﺍﳊﻘـﻮﻕ ﺍﻷﺳــﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﺗﺘﻌﺪد وﺗﺘﻨﻮع اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ‪،‬‬
‫ﻓﮭﻨﺎك وﺳﺎﺋﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ وأﺧﺮى ﻣﺎدﯾﺔ‬
‫‪-01‬ﺍﻟـﻮﺳـﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ‬

‫ﺑﻤﺎ أن ﻣﺠﺎل اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻣﺠﺎل واﺳﻊ ﯾﺘﻌﺪد ﺑﺘﻌﺪد اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻟﻤﻨﺼﻮص‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﺳﺘﻮر ‪ ،‬ﻓﺈن وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻢ اﻟﺤﺮﯾﺎت‬

‫‪1‬اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻌﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪1948-12-10‬‬

‫‪37‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﺿﯿﺎﻹداري اﻻﺳﺘﻨﺎد إﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺠﻤﻌﯿﺎت أو ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ أوﻻ ﻣﺠﺎل ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺤﺮ ﻟﻸﺣﺰاب ﻟﻜﻲ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ‬
‫اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟﻜﻔﯿﻠﺔ ﺑﻀﻤﺎن ﺣﺮﯾﺔ إﻧﺸﺎء اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ‪،‬ﻛﺤﺎﻟﺔ ﻗﺮار إداري ﻗﻀﻰ‬
‫ﺑﺮﻓﺾ اﻋﺘﻤﺎد ﺣﺰب ﻣﻌﯿﻦ إذا ﻛﺎن ھﺬا اﻟﻘﺮار ﻣﺤﻞ دﻋﻮى إﻟﻐﺎء و دﻋﻮى إﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫إدارﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﯾﻤﻨﺢ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻠﻘﺎﺿﯿﺎﻹداري اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﻺﻋﻄﺎء ﺗﺼﻮر واﺳﻌﻠﻠﺤﺮﯾﺎت‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯿﺔﻟﻤﻨﺢ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى ﻧﻤﻂ ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻔﻌﺎﻟﯿﺔ ‪،‬‬
‫وﺗﺸﻤﻞ اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ ﺣﺮﯾﺔ اﻟﺘﺠﻤﻊ ‪ ،‬ﺣﻖ‬
‫اﻟﺘﻤﻠﻚ ‪ ،‬اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﻌﯿﺶ ﻓﻲ أﺳﺮة ﻋﺎدﯾﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﻣﺠﻤﻮع ﻣﺒﺎدئ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫‪.1‬‬
‫ﻛﻤﺒﺪأ ﺣﺮﯾﺔ إدارة اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ‬

‫‪ - 02‬ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌـﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓـﻲ ﺍﺳﺘﻌﺠـﺎﻝ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ‬

‫ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ 920‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪2‬ﺿﺮورة اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﺎدة‬

‫اﻟﺤﺮﯾﺎت ﺧﻼل اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ و اﻷرﺑﻌﯿﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻄﻠﺐ‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺎءت ھﺬه اﻟﻤﺎدة‬
‫ﺑﺼﯿﻐﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻤﺎ ﻻﯾﺪع ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺸﻚ ﺣﻮل ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻔﺼﻞ و اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﻨﺺ ﻣﻦ ﻃﺮف‬
‫ﻗﺎض اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري‪.‬‬

‫‪1 Gilles LEBRETON, Droit administratif générale, 3eme édition - ARMAND COLIN -‬‬
‫‪Octobre 2004.P 475.‬‬
‫‪-En pratique, la jurisprudence c’est en effet attaché à adopter une conception suffisamment‬‬
‫‪large de la notion de liberté fondamentale, pour donner à ce nouveau type de référé sur plein‬‬
‫‪efficacité, sont en effet des libertés fondamentales, l’ensemble des libertés publiques, y‬‬
‫‪compris la liberté réunion, le droit de propriété, le droit de mener une vie familiale normal,‬‬
‫‪et enfin certains principes d’organisation social comme le principe de libre administration des‬‬
‫‪collectivités locale.‬‬
‫‪2‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 920‬ﻋﻠﻰ ‪ " :‬ﯾﻤﻜﻦ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬أﻋﻼه ‪ ،‬إذا‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺮوف اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻗﺎﺋﻤﺔ ‪ ،‬أن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻀﺮورﯾﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﮭﻜﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﮭﺎ ﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ أﺛﻨﺎء ﻣﻤﺎرﺳﺔ‬
‫ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ ‪ ،‬ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻻﻧﺘﮭﺎﻛﺎت ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺴﺎﺳﺎ ﺧﻄﯿﺮا وﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوع ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺤﺮﯾﺎت ‪".‬‬

‫‪38‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﯾﻄﺮح ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ھﻮ ﻣﺪى ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺎدﯾﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ھﺬه‬
‫اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ‪.‬‬
‫أول ھﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬أي ﺗﻮﻓﺮ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﻗﻀﺎة ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﺿﺮورة وﺟﻮد ﻣﻨﺎوﺑﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﯿﺎم ﺑﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ‪.‬‬

‫و ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺤﻀﺮ و اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻟﮫ‪ ،‬ﻻ ﻧﺠﺪ ﻧﺺ ﯾﻠﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎوﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ أﯾﺎم اﻟﻌﻄﻞ‪ ،‬وﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﺼﺎدف ﯾﻮم ﻋﻄﻠﺔ ﺑﻨﮭﺎﯾﺔ اﻷﺳﺒﻮع ﻓﯿﺼﺒﺢ‬
‫أﺟﻞ ﺛﻤﺎﻧﻲ و أرﺑﻌﯿﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺠﺪي وﻏﯿﺮ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ‪.‬‬

‫ﻓﻤﺜﻼ ‪ :‬ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار إداري ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺳﺘﺒﻌﺎد أﻋﻀﺎء اﻟﺤﺰب اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺧﻼل‬
‫‪ 48‬ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﺗﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﺗﺴﺨﯿﺮ ﻣﺤﻀﺮﯾﻦ و ﻣﺴﺘﺸﺎرﯾﻦ‬
‫‪2‬‬
‫ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ‪.‬‬

‫‪1‬ق ‪ 03 / 06‬ﻣﺆرخ ﻓﻲ ‪ 20‬ﻓﺒﺮاﯾﺮ ‪ 2006‬ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻣﮭﻨﺔ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ج ر رﻗﻢ ‪ 14‬ﻟﺴﻨﺔ ‪.2006‬‬
‫‪2‬ﺳﯿﺪ أﺣﻤﺪ ﺟﻤﯿﻊ‪ ،‬ﻧﺎﺋﺐ رﺋﯿﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺼﺮي‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺑﻌﻨﻮان اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫اﻟﻤﺼﺮي‪ ،‬اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ ﺣﻮل اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺟﺎﻣﻌﺔاﻟﻮادي ‪.2011‬‬

‫‪39‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫)‪( Le Référé- Conservatoire‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈـﻲ‪:‬‬

‫ﺗﻢ اﺧﺘﯿﺎر ﺗﺴﻤﯿﺔ ھﺬه اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ –ﺗﺤﻔﻈﯿﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬وﻣﻌﻨﺎھﺎ اﻟﮭﺪف اﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ‬
‫اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬إذ ﺗﮭﺪف ھﺬه اﻟﺪﻋﻮى إﻟﻰ اﺧﺬ إﺟﺮاءات وﺗﺪاﺑﯿﺮ‬
‫ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ ﺣﺪوث أو ﺗﻔﺎﻗﻢ وﺿﻌﯿﺔ ﺿﺎرة ‪ ،‬أو ﻣﻦ ﺗﻤﺪﯾﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﮭﺪف إﻟﻰ ﺣﻤﺎﯾﺔ ﺣﻘﻮق أو ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻓﺮدﯾﺔ أو ﺟﻤﺎﻋﯿﺔ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ أو ﻋﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻷﻣـﺮ ﺑﺎﻟﺘـﺪﺍﺑﲑ ﻟﺘﻨﻔﻴـﺬ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺭ‬

‫ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﮭﻞ اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬ﺑﺄن اﻟﻤﺸﺮع ذﻛﺮ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻌﺠﺎل ﻗﺼﻮى و ھﻲ ﺣﺎﻟﺔ واردة‬
‫ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﺗﺨﺼﯿﺺ ﻟﺪرﺟﺔ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎل ﻏﯿﺮ أن ﻣﺎ ﯾﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﻤﺎدة أن‬
‫ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪھﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺣﺴﺒﻤﻼﺑﺴﺎت ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل و اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ واﻗﻊ و ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﻤﻨﺢ ﺗﻘﺼﯿﺮ‬
‫اﻵﺟﺎل ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻓﻲ أﻗﺮب وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ ﻓﯿﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﺧﻼل ﺳﺎﻋﺎت ﺑﺪل ﻋﺪة‬
‫أﯾﺎم ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻊ ﻟﻸﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻲ ﻓﯿﻼﻟﻲ ‪. 2‬‬
‫ﺛـﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ‪921‬‬

‫وھﻮ اﻟﺪور اﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وھﻮ اﻷﻣﺮ ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ‬
‫اﻟﻀﺮورﯾﺔ اﻷﺧﺮى دون ﺗﺤﺪﯾﺪھﺎ ‪ ،‬ﻓﯿﻔﮭﻢ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ " اﻷﺧﺮى" اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻮاﺳﻊ‬
‫اﻟﺬي ﯾﻜﻤﻦ ﺗﺼﻮره ﻣﻦ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ‪ ،‬ﻓﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺿﯿﺎﻹداري واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻤﻦ وﺷﻚ أن ﯾﻠﺤﻖ ﺑﮫ ﺿﺮر ‪ ،‬وﺗﺒﯿﻦ اﻟﻤﺎدة وﺳﯿﻠﺔ اﻟﻄﺮف اﻟﻤﻌﻨﻲ ‪،‬‬
‫وھﻲ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ و ﻣﻦ ﺧﺎﺻﺘﮭﺎ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﺮط ﺗﺒﻠﯿﻎ اﻟﺨﺼﻢ اﻟﺬي ھﻮ اﻹدارة‪.‬‬

‫‪1‬ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 196 ،195‬‬
‫‪2 L’extrême urgence, serait malgré tout, moins pressante que la célérité, en effet, l’extrême‬‬
‫‪urgence, autorise seulement la réduction du délai de comparution de quelques jours, alors‬‬
‫‪que la célérité ramènerait ce délais à quelques heures, seulement.Ali FILALI, op.cit. p 41‬‬

‫‪40‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻔﻲ ھﺬه اﻟﻤﺎدة ﻣﻦ وﺟﻮد ﻗﺮار إداري ﻣﺴﺒﻖ‪ ،‬وھﺬا ﯾﺘﻨﺎﺳﺐ وﻣﻘﺘﻀﯿﺎﺗﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬ﺣـﺎﻟﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴـﺔ ﻭﻗـﻒ ﺗﻨﻔﻴـﺬ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺭ‪.‬‬

‫ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺤﺪد ﺛﻼﺛﺔ ﺻﻮر و ھﻲ ‪ :‬اﻟﺘﻌـﺪي أو اﻻﺳﺘﯿﻼء أو اﻟﻐﻠـﻖ اﻹداري‪.‬‬

‫وھﻲ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﺗﺒﺪو ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺘﻌﺎرﯾﻒ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺑﺸﺄﻧﮭﺎ ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪:‬ﺍﻟﺘﻌـﺪﻱ‬

‫ﻟﻢ ﯾﺤﺪد ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﺪي ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺸﺮع و اﻛﺘﻔﻰ ﺑﺬﻛﺮه ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﯾﺘﻢ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺎرﯾﻒ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﺑﮭﺎ اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﻌﺮﯾﻘﺔ ﻓﻲ ھﺬا‬
‫اﻟﻤﺠﺎل ﻣﺜﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻋﺮﻓﮫ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ ‪/ 11 / 18‬‬
‫‪ 1949‬ﺑﺄﻧﮫ ‪:‬‬
‫" ﺗﺼﺮف ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻹدارة ﻻ ﯾﻤﻜﻦ رﺑﻄﮫ ﺑﻨﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ أو ﺗﻨﻈﯿﻤﻲ "‬

‫و ﺗﻌﺮﯾﻒ ﺛﺎﻧﻲ أﺧﺬت ﺑﮫ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻨﺎزع اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻓﻲ‪ 1955 / 06 / 13‬ﻓﻲ ﺻﯿﺎﻏﺔ أﻛﺜﺮ‬
‫دﻗﯿﻘﺔ‪:‬‬

‫ھﻮﻛﻞ ﺗﺼﺮف ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻹدارة ﻓﻲ ﻇﺮف ﻻ ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﯾﺔ ﺻﻼﺣﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺣﯿﺎت‬ ‫"‬
‫‪1‬‬
‫"‪.‬‬ ‫اﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﻟﮭﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻣﻨﺘﮭﻜﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻘﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أو اﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ‬
‫ﻣﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮﯾﻔﯿﻦ أﻧﮭﻤﺎ ﯾﺸﺘﻤﻼن اﻟﻌﻨﺎﺻﺮاﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ -01‬اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺎدي ﻟﻺدارة و اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻧﺸﺎﻃﮭﺎ اﻟﺪاﺋﻢ و اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ و اﻟﺬي ﯾﻠﺤﻖ أذى ﺑﺎﻟﻤﻠﻜﯿﺔ‬
‫اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أو اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﻋﺪم ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ اﻟﻘﺮار‬
‫ﻟﻠﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮭﺎ ﻟﻠﺪﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء أﻣﺮ ﻣﺆﻗﺖ ﻟﻠﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ‬
‫‪،2‬‬
‫و ھﺬا اﻓﺘﺮاض أول ‪.‬‬ ‫ذﻟﻚ اﻟﻤﺎدة ‪ 13‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ﻧﺰع اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬
‫‪-02‬ھﻮ أن ﯾﻜﻮن اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻻ ﯾﺴﻨﺪ إﻟﻰ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ أو ﺗﻨﻈﯿﻤﻲ‪.‬‬

‫‪1‬أ‪ .‬ﻃﻮاھﺮ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ‪،‬ﻣﺪاﺧﻠﺔﺑﻌﻨﻮان وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺮاﺑﻊ ﺣﻮل اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫اﻹداري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻮادي‪ ،‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪. 2011‬‬
‫‪2‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺧﺮاز ‪ ،‬ﺿﻮاﺑﻂ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻻداري ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﯿﺴﺘﯿﺮ ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ‪ ،.2002،‬ص ‪137‬‬

‫‪41‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫‪-03‬ﻋﺪم اﺣﺘﺮام إﺟﺮاءات اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﺨﺎص ﺑﻨﺰع اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪،‬‬
‫ﯾﺸﻜﻞ ﺗﻌﺪﯾﺎ‪ ،‬ﺣﯿﻨﻤﺎ ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻷﻣﺮ اﻟﻮﻗﻒ ﺣﯿﺎزة اﻹدارة ﻣﻠﻜﯿﺔ اﻟﻤﺪﻋﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء‬
‫ﺷﮭﺮ ﻣﻦ إﯾﺪاع ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ‪.‬‬
‫وﯾﺬﻛﺮ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺴﻌﻮد ﺷﯿﮭﻮب أن ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﻜﻮن ﻣﺨﺘﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻧﺰع اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻠﻤﺎ ﺷﻜﻠﺖ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺗﻌﺪﯾﺎ‪ ،‬ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺒﺮرات اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻹدارة ﻟﺘﺜﺒﯿﺖ ﺷﺮط‬
‫اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن ھﺬا اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻟﯿﺲ اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻞ ﯾﻤﻜﻦ‬
‫‪1‬‬
‫أن ﯾﻜﻮن ﻣﻦ اﺧﺘﺼﺎص ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع إذا ﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﻀﯿﺔ ‪.‬‬

‫ﺛـﺎﻧﻴـﺎ‪:‬ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ‬

‫ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻻﺳﺘﯿﻼء اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮭﺎ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹداري ﻃﺒﻘﺎ‬
‫ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ ،2 / 921‬ﻛﻤﺎ ﺗﻢ اﻟﺘﻄﺮق ﻟﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ إذ ﺗﺒﯿﻦ‬
‫اﻟﻤﻮاد‪ 981 ،980 ،679‬ﻣﻨﮫ إﺟﺮاءات اﻻﺳﺘﯿﻼء دون أن ﺗﻘﺪم ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻟﻼﺳﺘﯿﻼء‪،‬وﺳﯿﺘﻢ‬
‫اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻼﺳﺘﯿﻼء‪.‬‬
‫ﻓﮭﻨﺎﻛﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻼﺳﺘﯿﻼءﺑﺄﻧﮫ‪ " :‬ﻛﻞ ﻣﺴﺎس ﻣﻦ ﻃﺮف اﻹدارة ﺑﺤﻖ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ‬
‫اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻷﺣﺪ اﻟﺨﻮاص‪ ،‬ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻻ ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮭﺎ ھﺬا اﻻﻋﺘﺪاء ﻓﻌﻼ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل اﻟﺘﻌﺪي "‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﮭﺎﻟﻔﻘﯿﮫ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ"‪"André Delaubadere‬ﺑﺄﻧﮫ‬
‫" ﻣﺴﺎس اﻹدارة ﺑﻤﻠﻜﯿﺔ ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺣﯿﺎزة داﺋﻤﺔ أو ﻣﺆﻗﺘﺔ" ‪.‬‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬﯾﻦ اﻟﺘﻌﺮﯾﻔﯿﻦ ﯾﺘﺒﯿﻦ أﻧﺎﻻﺳﺘﯿﻼء ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات دون اﻟﻤﻨﻘﻮﻻت‪،‬و‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﮭﺎ ھﻲ داﺋﻤﺎ اﻹدارة‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﻤﯿﺰ اﻻﺳﺘﯿﻼء ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺪي‪،‬أن اﻻﺳﺘﯿﻼء ﻻ ﯾﻘﻮم إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر‪،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﺘﻌﺪي ﯾﻘﻮم‬
‫ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ﻣﻌﺎ‪،‬وھﻮ أوﺳﻊ ﻧﻄﺎق ﻓﯿﺸﻤﻞ ﻛﺬﻟﻚ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﯾﺎت‪.‬‬

‫وﻋﻠﯿﮫ ﻓﺎﻻﺳﺘﯿﻼءﯾﻤﺜﻞ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﮫ إذا ﺗﻮﻓﺮت ﺷﺮوﻃﮫ‪.‬‬

‫‪1‬ﺷﯿﮭﻮب ﻣﺴﻌﻮد ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪157‬‬

‫‪2‬أ ‪ .‬ﻃﻮاھﺮ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ .‬ص ‪06،07‬‬

‫‪42‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜـﺎ‪:‬ﺍﻟﻐﻠﻘﺎﻹﺩﺍﺭﻱ‪( La Fermeture Administrative):‬‬

‫ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻐﻠﻖ اﻹداري ذﻟﻚ اﻹﺟﺮاء اﻟﺬي ﺗﺘﺨﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬا‬
‫ﻟﺼﻼﺣﯿﺘﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ وﺗﻌﻤﺪ ﻓﯿﮫ ﻟﻐﻠﻖ ﻣﺤﻞ ﺗﺠﺎري أو ﻣﮭﻨﻲ أو وﻗﻒ ﺗﺴﯿﯿﺮه ﺑﺼﻔﺔ ﻧﮭﺎﺋﯿﺔ أو‬
‫‪1‬‬
‫وﯾﺨﺮج ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻤﻔﮭﻮم اﻟﻤﺤﻞ اﻟﺴﻜﻨﻲ ‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﺘﺨﺬ ھﺬا اﻹﺟﺮاء ﻣﻦ ﻃﺮف‬ ‫‪،‬‬ ‫ﻣﺆﻗﺘﺔ‬
‫اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻣﺴﺘﻮﯾﺎت ﻛﻘﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‪ ،‬أو وزارة اﻟﺘﺠﺎرة ﻣﺜﻼ ﻓﯿﻤﻜﻦ أن ﯾﺸﻜﻞ‬
‫ﺟﺰاءا إدارﯾﺎ ‪ ،2‬ﻋﻨﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎﻟﻤﻤﺎرس ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‪،‬أو ﻟﻨﺸﺎط ﻣﮭﻨﻲ ﻣﻌﯿﻦ و إذا‬
‫ﻛﺎن ھﺬا اﻟﻐﻠﻖ ﻏﯿﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ وﯾﺆدي إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺪارﻛﮭﺎ أو ﻣﺠﺮد اﻟﺸﻚ‬
‫ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮫ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ و اﻹدارﯾﺔ ﻓﯿﺘﻌﺮض ھﺬا اﻟﻘﺮار إﻟﻰ وﻗﻒ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﻌﺪ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ﻣﻦ اﻟﺨﺼﻢ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻔﺔ و اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪.‬‬

‫ﺗﺘﻌﺪد ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻓﻲ ق إ م إ وھﻲ واردة ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ‪ ،‬ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻋﺪاد اﻟﺪﻟﯿﻞ‬
‫ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ إﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ وﺗﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ‪،‬‬
‫وﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﺤﻞ اﻟﻨﺰاع وھﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻮر ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫اﻹداري ‪ ،‬وﻋﺪدھﺎ ق إ م إ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ اﻟﻤﺎﻟﻲ واﻟﺼﻔﻘﺎت واﻟﻌﻘﻮد و اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺸﺄﻧﮫ إﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءاﺗﺎﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ‪ ،‬وﺳﯿﺘﻢ ﺗﻘﺴﯿﻢ ھﺬا‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ ‪ ،‬اﻷوﻟﯿﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﻌﺪة ﻟﻺﺛﺒﺎت ‪ ،‬واﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﯾﺘﻄﺮق ﻟﻠﺤﺎﻻت‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﻌﺾ ﺻﻮر اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل اﻧﮫ ھﻨﺎك ﺣﺎﻻت ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ‬
‫اﻹﺟﺮاﺋﻲ اﻟﺒﺤﺚ‪ ،‬وﺣﺎﻻت ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻮاﺿﯿﻊ أﺧﺮى ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬

‫‪1‬ﺟﺒﺎر ﺣﯿﺎة‪ ،‬ﺗﻄﻮر ﻗﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ق ‪ ،09 - 08‬ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪ ،2011-1-‬ص‬
‫‪21‬‬
‫‪2‬اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 03- 03‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺴﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ‬

‫‪43‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻭﺗﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳊﺎﻟﺔ‬

‫اﻹﻃﺎراﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ھﻮ اﻟﻤﺎدة ‪ 939‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،1‬ﯾﺜﯿﺮ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ھﺬه ﻋﺪة ﺗﺴﺎؤﻻت ﺣﻮل‬

‫ﻃﺒﯿﻌﺔ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻓﮭﻞ ھﻲ دﻋﻮى ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ دﻋﻮى ﻻﺣﻘﺔ ‪ ،‬و ھﻞ ﺗﺘﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ‬
‫دﻋﻮى أم ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ أﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 939‬وﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘﮭﺎ ﻣﻊ‬
‫اﻟﻘﺮار اﻹداري اﻟﻤﺴﺒﻖ ‪.‬‬
‫‪-01‬ﺗﻌﺮﯾﻔﺎﻟﻤﻌﺎﯾﻨﺔ"‪"La définition du constat‬‬
‫اﻟﻤﻌﺎﯾﻨﺔ ھﻲ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻼﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻣﺤﻞ اﻟﻨﺰاع أو اﻷﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻤﻦ‬
‫‪2‬‬
‫ﻗﺪم ﻃﻠﺐ ﺑﻤﻮﺟﺐ أﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ وھﻲ دﻋﻮى ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﮭﯿﺌﺔ اﻟﺪﻟﯿﻞ‪.‬‬
‫‪ -02‬ﺷﺮوط اﻷﻣﺮ ﺑﺈﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺺ ﺷﻜﻞ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ‪،‬ﻓﯿﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 939‬أﻧﮫ‬
‫ﯾﺘﻢ ﺑﻤﻮﺟﺐ أﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ وھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﯾﺘﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺪﻋﻲ اﻟﺬي ﻟﮫ ﺻﻔﺔ وﻣﺼﻠﺤﺔ ‪ ،‬و ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﮫ اﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺒﻠﯿﻎ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ‪،‬‬
‫وأﻧﮫ إﺟﺮاء وﻗﺘﻲ ﯾﮭﯿﺊ ﻟﺪﻋﻮى ﻣﺴﺘﻘﻠﺔﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬و ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﮭﺎ دﻋﻮى‬
‫اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﮫ ‪.‬ﻻ ﯾﺸﺘﺮط ﻗﺮار إداري ﻣﺴﺒﻖ ﻣﺎ دام اﻷﻣﺮ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻌﺎﯾﻨﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺮار اﻹداري‪.‬‬
‫ﺗﺪﺍﺑﲑﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‪Des Mesures d`instruction‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬‬

‫‪ -01‬ﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﺨﺒﺮة ‪.‬‬

‫اﻟﺨﺒﺮة ھﻲ وﺳﯿﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻲ ﯾﻠﺠﺄ إﻟﯿﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻋﻲ و ﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺴﺘﮭﻞ اﻟﻤﺎدة ‪1 940‬ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺣﯿﺎت اﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ﺑﺄن‬
‫‪1‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 939‬ﻣﻨﻖ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﻋﻠﻰ ‪ " :‬ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻄﻠﺐ ﻣﻨﮫ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ إﺛﺒﺎت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ‪،‬‬
‫ﺑﻤﻮﺟﺐ أﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ وﻟﻮ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب ﻗﺮار إداري ﻣﺴﺒﻖ ‪ ،‬أن ﯾﻌﯿﻦ ﺧﺒﯿﺮا ﻟﯿﻘﻮم ﺑﺪون ﺗﺄﺧﯿﺮ ‪ ،‬ﺑﺈﺛﺒﺎت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ‬
‫اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮭﺎ أن ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻧﺰاع أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﯾﺘﻢ إﺷﻌﺎر اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﺒﯿﺮ اﻟﻤﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر‪".‬‬
‫‪2‬ﺣﺴﯿﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺟﺎﺑﺮ‪ ،‬اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ‪ ،‬دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،2005 ،‬ص‪203‬‬

‫‪44‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﯾﻜﻮن ﻓﻲ ﺷﻜﻞ دﻋﻮى ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﺗﺨﻮل اﻟﻤﺎدة ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ ‪ ،‬وﻟﯿﺲ أﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ ‪،‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﺒﺮر ھﺬا اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ ھﻮ اﻟﻤﺎدة ‪ 941‬اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻌﺮﯾﻀﺔ ﺣﺎﻻ‬
‫ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺤﺪﯾﺪ أﺟﻞ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ‪ ،‬وھﺬا ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ‬
‫ﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺣﺴﺐ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪. 939‬‬
‫‪ -02‬ﺻﻮر اﻟﺨﺒﺮة ‪:‬اﻟﺨﺒﺮة ھﻲ وﺳﯿﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﺗﻨﺼﺐ أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺋﻞ‬
‫واﻗﻌﯿﺔ ‪ 2‬وﻟﮭﺎ ﺻﻮرﺗﯿﻦ‪:‬‬
‫اﻟﺼﻮرة اﻷوﻟﻰ ‪ :‬ﺗﻜﻠﯿﻒ ﺧﺒﯿﺮ ﻟﻠﻘﯿﺎم ﺑﺈﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﯿﯿﺮ وﺗﻜﻮن ﺟﻮھﺮ اﻟﻄﻠﺐ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪،‬ﺑﺼﻔﺘﮭﺎ إﺟﺮاء ﺳﺎﺑﻖ ﺗﺒﻨﻰ ﻋﻠﯿﮫ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻻﺣﻘﺎ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ إﺟﺮاء ﻣﮭﯿﺊ ‪،‬‬
‫وﻧﺠﺎﻋﺔ ھﺬا اﻹﺟﺮاء ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ارﺗﺒﺎﻃﮫ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع وھﻨﺎ ﺗﻌﻜﺲ ﻗﺎﻋﺪة ﺷﺮط ﻗﺒﻮل‬
‫اﻟﺪﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻞ اﻟﻌﻜﺲ أن إﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم ﺑﮭﺎ اﻟﺨﺒﯿﺮ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫دﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬
‫اﻟﺼﻮرة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪ :‬ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻷﻣﺮ ﺑﺘﻌﯿﻦ ﺧﺒﯿﺮ ‪ ،‬ﻟﯿﺲ ﻹﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﻞ‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻤﺪﻋﻰ ﺑﮫ ‪ ،‬وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻹﺟﺮاء اﻟﻼزم ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻖ ‪ ، 3‬و‬
‫ﻣﺠﺎل اﺧﺘﺼﺎص اﻟﺨﺒﯿﺮ ھﻨﺎ واﺳﻊ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ إﺛﺒﺎت ﺣﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﯿﻘﻮم ﺑﻤﺎ ﺗﺴﺘﺪﻋﯿﮫ اﻟﺨﺒﺮة‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﮭﺪف اﻟﻤﻨﺸﻮد ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮة ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﻤﮭﺎم اﻟﻤﺤﺪدة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻮق اﻷﻣﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ وﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﻤﺬﻛﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻀﯿﮭﺎ ﻇﺮوف اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن اﻟﺨﺒﺮة ﻓﻲ‬
‫ﺣﺪ ذاﺗﮭﺎ‬
‫ﺗﻄﺮح إﺷﻜﺎﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل إذا ﻃﺒﻘﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺘﻌﯿﻦ ﺧﺒﯿﺮ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ اﻟﻤﮭﺎم‬
‫اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم ﺑﮭﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﺪدة وﺗﺘﻄﻠﺐ وﻗﺖ ﻃﻮﯾﻞ ‪ ،‬أو إذا ﺗﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ اﺳﺘﺒﺪال ﺧﺒﯿﺮ‬
‫وﻛﺎن ﻃﻠﺐ اﻻﺳﺘﺒﺪال ﻣﺒﺮر ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺜﻼ ‪ ،‬ﻓﮭﺬا اﻷﻣﺮ ﯾﺒﺪو أﺣﯿﺎﻧﺎ أﻧﮫ‬
‫ﻣﻄﺒﻖ ﻟﻠﻄﺎﺑﻊ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ واﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﯿﯿﻦ ﺧﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﺒﺪو أﻧﮫ أﻣﺮ‬

‫‪1‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 940‬ﻣﻦ ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا ﻋﻠﻰ " ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻨﺎءاﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﺾ ‪ ،‬وﻟﻮ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب ﻗﺮار إداري ﻣﺴﺒﻖ ‪،‬‬
‫أن ﯾﺄﻣﺮ ﺑﻜﻞ ﺗﺪﺑﯿﺮ ﺿﺮوري ﻟﻠﺨﺒﺮة أو ﻟﻠﺘﺤﻘﯿﻖ "‪.‬‬
‫‪ 2‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ اﺣﻤﺪ ﺧﺮاز ‪،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪127‬‬
‫‪3‬ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ‪ ،‬ص ‪128‬‬

‫‪45‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﯾﻤﺘﺎز ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻟﻌﺪم ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﺒﯿﺮ ﻣﻊ اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪:‬ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﻖ ﺍﳌﺎﱄ‬

‫ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﻮاد ‪ 942‬إﻟﻰ ‪ 945‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،‬واﺟﺎزت ھﺬه اﻟﻤﻮاد ﻣﻨﺢ‬
‫اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻘﺎﺿﻲ و ﺣﺪدت اﻟﺸﺮوط اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮاﻓﺮھﺎ و إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ‪ ،‬وھﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺤﺎﻻت ﻓﻨﺼﺖ اﻟﻤﺎدة ‪ 942‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻠﻲ ‪" :‬ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أن ﯾﻤﻨﺢ ﺗﺴﺒﯿﻘﺎ ﻣﺎﻟﯿﺎ إﻟﻰ اﻟﺪاﺋﻦ اﻟﺬي رﻓﻊ دﻋﻮى‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻨﺎزع ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺼﻔﺔ ﺟﺪﯾﺔ وﯾﺠﻮز ﻟﮫ وﻟﻮ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ‬
‫أن ﯾﺨﻀﻊ ھﺬا اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ اﻟﻀﻤﺎن "‬
‫‪-‬اﻗﺮ اﻟﻤﺸﺮع ﻧﻮﻋﺎ ھﺎﻣﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري أﯾﻦ ﯾﺴﻤﺢ ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﺗﺠﺎه أﺣﺪ‬
‫اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺒﯿﻖ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ذﻣﺔ ھﺬا‬
‫اﻷﺧﯿﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬إذا ﺗﻮاﻓﺮت ﺷﺮوط ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻛﻮن اﻻﻟﺘﺰام ﻓﯿﮭﺎ‬
‫ﺛﺎﺑﺘﺎ وﻏﯿﺮ ﻣﺸﻜﻮك ﻓﯿﮫ ‪ ،‬وﻣﺜﺎل ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺪﯾﻮن اﻟﺜﺎﺑﺘﺔﺑﺴﻨﺪ رﺳﻤﻲ ‪ ،‬وھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أﻣﺮ ﻣﺴﺘﺠﺪ ﻓﻲ ق إ م إ ‪ ،‬وﻣﺴﺘﺠﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﺴﺎﺑﻖ ذﻛﺮھﺎ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺎن اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ‬
‫ﯾﺮﻓﺾ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﮫ ﯾﻤﺲ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺴﺒﯿﻖ اﻟﻤﺎﻟﻲ ‪ :‬ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ 942‬ﻣﻦ ق إ م إ‬
‫‪ - 1‬وﺟﻮد ﻃﻠﺐ ﺣﻮل اﻟﺪﯾﻦ ‪.‬‬
‫‪ - 2‬رﻓﻊ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ﻏﯿﺎب ﻧﺰاع ﺣﻮل أﺣﻘﯿﺔ اﻟﺪﯾﻦ ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ﺷﺮط ﺟﻮازي ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ ﺿﻤﺎن ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﺸﺮط اﻷول‪ :‬وﺟﻮد ﻃﻠﺐ ﺣﻮل اﻟﺪﯾﻦ‪:‬‬

‫ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮫ ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 942‬ﻏﯿﺮ أﻧﮫ ﺷﺮط ﻣﻨﻄﻘﻲ‬
‫وﺿﺮوري ﻟﻤﻨﺢ اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ اﻟﻤﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻟﻠﺸﻚ ﺣﻮل أﺣﻘﯿﺘﮫ ﻏﯿﺮ أن اﻟﻤﺎدة ﺗﺬﻛﺮ وﺟﻮد اﻟﺪﯾﻦ وﻟﻢ‬
‫ﺗﻮﺿﺢ ھﻞ اﻟﺪﯾﻦ ﺣﺎل اﻷداء واﻟﻤﺤﺪد ﺑﺄﺟﻞ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ أم ﻣﺠﺮد‬
‫وﺟﻮد اﻟﺪﯾﻦ وﺛﺒﻮﺗﮫ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺎدة ﻏﯿﺮ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻏﯿﺮ أن اﻟﻤﻘﺘﺮض أن ﯾﻜﻮن‬
‫اﻟﺪﯾﻦ ﺛﺎﺑﺖ وﺣﺎل اﻷداء وھﻨﺎك ﺗﺄﺧﯿﺮ ﻓﯿﮫ وﯾﺆدي إﻟﻰ ﺿﺮر ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻔﺎدﯾﮫ ‪ ،‬وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ‬
‫أن ﯾﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻮاﻃﻦ ﻣﻊ إدارة ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ ﺣﻮل ﻣﺸﺮوع ﻣﻌﯿﻦ وﯾﻘﻮم ﺑﺈﻧﺠﺎز اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﺘﻔﻖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ وﺗﺘﻢ إﺟﺮاءات ﻗﺒﺾ اﻟﺜﻤﻦ ﻓﯿﻜﻮن اﻟﺪﯾﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺴﻨﺪ رﺳﻤﻲ‪ ،‬وأن ﯾﺆدي ھﺬا اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺘﺴﺪﯾﺪ إﻟﻰ أﺿﺮار ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﮭﺎ ﻛﺘﺴﺮﯾﺢ اﻟﻌﻤﺎل ‪ ،‬وھﻨﺎ ﻧﻜﻮن أﻣﺎم ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﻔﺮوض ﺗﻮﺿﯿﺢ أﺟﺎل اﻟﺪﯾﻦ وﺣﻠﻮﻟﮫ ‪.‬‬
‫اﻟﺸﺮط اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬رﻓﻊ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع‪.‬‬
‫ﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ھﻨﺎك دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﺘﻤﻲ‬
‫إﻟﯿﮭﺎ ﻗﺎض اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻔﻲ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺪ رﻓﻌﺖ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﻗﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺬي ﯾﻔﺼﻞ ﻓﯿﮫ ﻗﺎض اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وأن اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺰاع ﺣﺎﻟﻲ ‪،‬‬
‫وﯾﻔﺘﺮض ھﺬا اﻟﺸﺮط دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻀﺮ ﻋﻦ ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺑﮭﺎ‬
‫ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﻮﯾﺾ أو ﻓﻮاﺋﺪ ﻣﻦ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺘﺒﻘﻲ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻔﺘﺮض‬
‫ھﺬا اﻟﺸﺮط أن ﺗﻜﻮن دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ وھﺬا ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﺿﺤﮫ اﻟﻨﺼﻮص ﻓﻲ ھﺬا‬
‫اﻟﻤﺠﺎل ‪.‬‬
‫اﻟﺸﺮط اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻏﯿﺎب ﻧﺰاع ﺑﺼﻔﺔ ﺟﺪﯾﺔ ﺣﻮل وﺟﻮد دﯾﻦ‪.‬‬

‫ﯾﻮﺿﺢ ھﺬا اﻟﺸﺮط وﺟﻮب وﺟﻮد دﯾﻦ ﺛﺎﺑﺖ و وﺟﻮد ﺗﻘﺼﯿﺮ ﻓﻲ أداﺋﮫ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﮭﯿﺌﺎت‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﻧﺰاﻋﺎﺗﮭﺎ ﻟﻠﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻻدارﯾﺔ ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻣﺠﺮد اﺣﺘﻤﺎل ﺑﻮﺟﻮد دﯾﻦ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﺼﺮف ﺣﺎﻟﻲ أو ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ‪.‬‬

‫‪1‬اﻟﺤﺴﯿﻦ ﺑﻦ اﻟﺸﯿﺦ أث ﻣﻠﻮﯾﺎ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪،‬ص‪66‬‬

‫‪47‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﺸﺮط اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻀﻤﺎن‪.‬‬

‫ھﺬا اﻟﺸﺮط ﺟﻮازي ﯾﺨﻀﻊ ﻟﺘﻘﺪﯾﺮاﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وﺑﺤﺴﺐ اﻷﺳﺘﺎذ ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ ﻓﻼ ﻣﺒﺮر ﻣﻦ‬
‫ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي )ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ( ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﻗﺎﺿﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ھﻮ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪. 1‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻋﺎﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﰲ ﻣﺎﺩﺓ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ‪:‬‬

‫ﻧﺺ ق إ م إ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ‬

‫‪946‬و‪ ، 947‬ورﻏﻢ أن ھﺬا اﻟﻨﺺ ﻋﺎم إﻻ أﻧﮫ ﯾﻜﻤﻞ اﻟﻤﺒﺎدئ و اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺈﺑﺮام اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ اﻹﺷﮭﺎر واﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ " 946‬ﯾﺠﻮز إﺧﻄﺎر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻌﺮﯾﻀﺔ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل‬
‫ﺑﺎﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻹﺷﮭﺎر واﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﮭﺎ ﻋﻤﻠﯿﺎت إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮداﻹدارﯾﺔ واﻟﺼﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ " ﯾﺨﺺ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﻹﺑﺮام اﻟﺼﻔﻘﺎت أي ﻗﺒﻞ‬
‫اﻹﺑﺮام اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ﻟﻠﺼﻔﻘﺔ واﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻤﻌﺎرﺿﺔ إﺗﻤﺎم اﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻤﻦ ﻟﮫ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﺮﺷﺤﯿﻦ ﻹﺑﺮام اﻟﺼﻔﻘﺔ ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻻ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺼﻔﻘﺔ ‪ ،‬ﺑﻞ ﺑﺼﺤﺔ إﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ وﻟﯿﺴﺖ اﻟﺼﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮم ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺘﺮاﺿﻲ ‪ ،‬ﻷن ھﺬا اﻟﻨﻮع اﻷﺧﯿﺮ ﯾﺘﻘﺪم ﻣﺘﺮﺷﺢ واﺣﺪ ﺑﺼﻔﺔ‬
‫ﻧﮭﺎﺋﯿﺔ اﺣﺘﻜﺎرﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻓﺎﺣﺘﻤﺎل وﺟﻮد دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺘﺮﺷﺤﯿﻦ ﻏﯿﺮ‬
‫وارد ‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﺎدة ﺻﺮﯾﺤﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺧﻼﻟﺒﺈﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻹﺷﮭﺎر ‪.‬‬
‫و ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 08‬ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ رﻗﻢ ‪ "2 236/10‬ﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﺣﺘﺮام ﻣﺒﺎدئ ﺣﺮﯾﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻤﺴﺎواة ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻤﺘﺮﺷﺤﯿﻦ‬
‫واﻟﺸﻔﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻹﺟﺮاءات "‬
‫وﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 946‬وﺟﻮد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ‬
‫اﻹداري ﻓﻲ ﻣﺠﺎل إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت ‪ ،‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ‪:‬‬

‫‪1‬ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪206‬‬
‫‪2‬اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ رﻗﻢ ‪ 236/10‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2001/10/07‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬ج رﻗﻢ ‪58‬ﻟﺴﻨﺔ ‪.2010‬‬

‫‪48‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫‪-1‬ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﮭﺪﯾﻦ ﺑﻌﻘﺪ إداري أوﺻﻔﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ‪.‬‬

‫‪ -2‬إﺧﻄﺎر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﺒﻞ اﻹﺑﺮام اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻹداري او اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻷن ﻧﺠﺎﻋﺔ‬
‫اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻖ اﻹﺑﺮام اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻹداري‬
‫أو اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬و ﯾﺘﻀﺢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻗﺒﻞ اﺳﺘﻼم اﻷﺷﻐﺎل ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻓﺲ‪.‬‬
‫‪-3‬ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻵﺟﺎل ﺑـ‪ 20‬ﯾﻮﻣﺎ‪،‬ھﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻔﻘﺮة ‪ 03‬ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ 946‬ﻣﻨﻖ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪،‬‬
‫ﺑﺤﯿﺜﯿﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وﺑﻤﺠﺮد إﺧﻄﺎرھﺎ ‪ ،‬أن ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺘﺄﺟﯿﻞ إﻣﻀﺎء اﻟﻌﻘﺪ إﻟﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ‬
‫اﻹﺟﺮاءات ‪ ،‬وﻟﻤﺪة ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ‪ 20‬ﯾﻮﻣﺎ ‪ ،‬وﺗﻔﺼﻞ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‬
‫إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﺟﻞ ‪ 20‬ﯾﻮﻣﺎ ‪ ،‬ﺗﺴﺮي ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ إﺧﻄﺎرھﺎ ﺑﮭﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 947‬ﻣﻦ‬
‫ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪،‬وھﻨﺎ ﻗﯿﺪ ﻟﻠﻤﺸﺮع اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺪة اﻟﻔﺼﻞ ‪ ،‬أي ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ‬
‫اﻷﺣﻮال ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎوز اﻷرﺑﻌﯿﻦ ﯾﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وھﻲ ﻣﺪة‬
‫ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺘﻢ ﺗﻌﻄﯿﻞ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ دﻋﻢ اﻟﻤﺸﺮع ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﺑﺠﺰاء ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﺗﺴﺮي ﻣﻦ‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﺟﻞ اﻟﻤﺤﺪد ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺬي ﯾﻠﺰم اﻟﻄﺮف اﻟﻤﺨﻞ ﺑﺎﻟﺘﺰام اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‬
‫واﻹﺷﮭﺎر‪ ،‬وھﻮ أﻣﺮ ﻣﺴﺘﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ .09/08‬ﻛﻤﺎ ﯾﻔﮭﻢ ﺑﺎن ھﺬا اﻟﺸﺮط ﯾﺨﺺ‬
‫ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ‬ ‫اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻤﺒﺮﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﯿﺰ ﺑﺈﺟﺮاءات ﺧﺎﺻﺔ‬
‫اﻻﺟﺮاءات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ اﺑﺮام اﻟﺼﻔﻘﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺘﺮاﺿﻲ‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪:‬ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‬

‫أدرج اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ ق إ م إ ‪ ،‬ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﺗﻤﺖ‬
‫اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﺨﺼﻮﺻﯿﺔ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وھﺬا‬
‫ﻣﺎ ﯾﺘﻀﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ 948‬اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ‪" :‬ﯾﺨﻀﻊ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ‬
‫اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﯿﻘﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬وﻷﺣﻜﺎم ھﺬا اﻟﺒﺎب "‬

‫‪49‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻨﺺ أن اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﺗﺘﺴﻤﺐ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻋﻮى‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻮﻓﺮ ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ووﺟﻮد دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮ ع ‪ ،‬ﻏﯿﺮ‬
‫أﻧﻠﻼﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﺠﺒﺎﺋﻲ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ ﯾﺘﻢ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﮭﺎ ﻣﻦ أﺣﻜﺎم ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ اﻟﻤﺤﺎل‬
‫إﻟﯿﮫ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻤﺎدة ‪ 948‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،‬و ﺗﻄﺮح ﻓﻜﺮﺗﯿﻦ أﺳﺎﺳﯿﺘﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺪﻋﻮى‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﺗﺘﻌﻠﻖ اﻷوﻟﻰ ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ‬
‫‪ ،‬وﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ ﺗﻄﺮح ﻣﺴﺎﻟﺔ اﻟﺸﺮوط اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮاﻓﺮھﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ‬
‫‪ ،‬وھﺬا ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﯿﻦ اﻟﻤﺬﻛﻮرﯾﻦ أﻋﻼه ‪.‬‬
‫‪ -01‬ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ أﺣﻜﺎم ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ‪ 1‬ﻻ ﺳﯿﻤﺎ اﻟﻤﻮاد ‪،146 ، 145‬‬
‫واﻟﻤﻮاد ‪ 153 ، 153‬ﻣﻜﺮر ‪ ،‬ﯾﺘﻀﺢ أن ﻣﺠﺎل اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﯾﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﻤﺴﺎﻟﺘﯿﻦ ‪ ،‬اﻷوﻟﻰ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻗﺮارات اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﺿﺪ اﻟﻤﻜﻠﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ واﻟﺘﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮﻋﮭﺎ اﻟﻐﻠﻖ واﻟﺤﺠﺰ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﯿﻦ ﺑﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ ‪،‬‬
‫وﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺑﺈرﺟﺎء دﻓﻊ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪:‬ﻗﺮارات اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﺿﺪ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ واﻟﺘﻲ‬
‫ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮﻋﮭﺎ اﻟﻐﻠﻖ واﻟﺤﺠﺰ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﯿﻦ ﺑﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وان‬
‫اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻤﺪﯾﺮ اﻟﻮﻻﺋﻲ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺑﻮﺳﺎﺋﻠﮭﺎ‬
‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻟﯿﺲ ﻟﻠﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ أن ﯾﻮﻗﻔﮭﺎ وﻻ ﯾﺴﻌﮫ إﻻأن ﯾﺮﻓﻊ دﻋﻮى أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ‬
‫اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ اﻟﺬي ﯾﺄﻣﺮﺑﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬أو اﻟﺤﺠﺰ ﺑﺼﻔﺔ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة‬
‫‪2.‬‬ ‫‪ 643‬ﻣﻦ ق إ م إ‬
‫ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 145‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ " ﺗﺘﻢ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﯾﺪ‬
‫أﻋﻮان اﻹدارة اﻟﻤﻌﺘﻤﺪﯾﻦ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ أو اﻟﻤﺤﻀﺮﯾﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﯿﻦ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﻨﺪ ﻋﻨﺪ‬
‫اﻻﻗﺘﻀﺎء ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺨﺺ اﻟﺤﺠﺰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻀﺮﯾﻦ وﺗﺘﻢ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺎت ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ‬

‫‪1‬ق ‪ 21-01‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2001-12-22‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ، 2002‬واﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ق ج ج ‪ ،‬ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ ﺑﻖ رﻗﻢ‬

‫‪ 13-10‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2010-12-29‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ، 2011‬ج ر رﻗﻢ ﻟﺴﻨﺔ‬
‫‪2‬ﻛﻮﺳﺔ ﻓﻀﯿﻞ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري واﻟﻤﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق ‪ ،‬ﻗﺴﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 2010 ،‬ص ‪208‬‬

‫‪50‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻠﺠﺪاول ‪ ،‬ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻮزﯾﺮ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﺗﺘﻢ اﻹﺟﺮاءات‬

‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﻠﻖ اﻟﻤﺆﻗﺖ ﻟﻠﻤﺤﻞ اﻟﻤﮭﻨﻲ واﻟﺤﺠﺰ واﻟﺒﯿﻊ ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن اﻟﻐﻠﻖ‬
‫اﻟﻤﺆﻗﺖ واﻟﺤﺠﺰ ﯾﺠﺐ أن ﯾﺴﺒﻘﮭﻤﺎ وﺟﻮﺑﺎ إﺧﻄﺎر ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺒﻠﯿﻐﮫ ﺑﻌﺪ ﯾﻮم ﻛﺎﻣﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ "‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 146‬ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﮭﺎ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ ":‬ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻤﻜﻠﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺈﺟﺮاء اﻟﻐﻠﻖ اﻟﻤﺆﻗﺖ أن ﯾﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار ﻣﻦ اﺟﻞ رﻓﻊ‬
‫اﻟﯿﺪ ﺑﻤﺠﺮد ﻋﺮﯾﻀﺔ ﯾﻘﺪﻣﮭﺎ إﻟﻰ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ إﻗﻠﯿﻤﯿﺎ‬
‫اﻟﺬي ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎع اﻹدارة‬
‫اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬أو اﺳﺘﺪﻋﺎﺋﮭﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ‪ ،‬و ﻻ ﯾﻮﻗﻒ اﻟﻄﻌﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻐﻠﻖ اﻟﻤﺆﻗﺖ "‪.‬‬
‫وﯾﺘﻀﺢ ﻣﻦ ھﺘﯿﻦ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ اﻧﮫ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﺈدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ إﺻﺪار ﻗﺮار اﻟﻐﻠﻖ آو‬
‫اﻟﺤﺠﺰ ﺿﺪ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ‪ ،‬ﻣﻊ اﻹﺷﺎرةأن اﻟﻤﺎدة ‪ 146‬ﺗ ﺘﯿﺢ اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وا ﻟ ﻤﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻤﺎدة أﻧﮭﺎ‬
‫ﺗﺤﺪد رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ‪ ،‬ﺑﺪﻻ ﻣﻦ‬
‫ﻋﺒﺎرة اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺜﯿﺮ إﺷﻜﺎل ﺑﺨﺼﻮص اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﯿﻦ ﻣﺎ‬
‫ورد ﻓﻲ ق إ م إ واﻟﺬي ﯾﻌﮭﺪ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎوى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ ، 917‬وﻣﺎ أورده ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﻹﺟﺮاءاﺗ ﺎﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ واﻟﺬي ﻋﮭﺪ ﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺻﻼﺣﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺪﻋﺎوى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﺑﻤﺎ ﯾﻌﻨﻲ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻔﺮد ﻛﻤﺎ ﻛﺎن‬
‫ﻣﻌﻤﻮﻻ ﺑﮫ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ‪ ،‬ﻓ ﺄ ي اﻟﻨﺼﯿﻦ ﻧ ﻄﺒﻖ ؟‬
‫ﻛﻤﺎ أن ﻧﻔﺲ اﻟﻔﻘﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ 146‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻧﮫ ‪ ":‬ﻻ ﯾﻮﻗﻒ اﻟﻄﻌﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻐﻠﻖ اﻟﻤﺆﻗﺖ"‪ ،‬وھﺬا ﺑﺪوره ﯾﺜﯿﺮ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺛﺎﻧﻲ ﻣﻊ ﻧﺺ‬
‫اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫‪ 919‬و‪ 921‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،‬ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻐﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أﻧﻖ إ م إ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ أﻣﺎم‬
‫اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺠﯿﺰ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار ‪ ،‬أو‬
‫وﻗﻒ أﺛﺎر ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻣﻨﮫ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ ، 919‬وﺗﺆﻛﺪ اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻷﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻐﻠﻖ اﻹداري ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ إذا‬
‫ﻃﺒﻘﻨﺎ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ ، 919‬و‪ 921‬ﻓﮭﻨﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﯾﻘﻀﻲ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫ﻗﺮار اﻹدارة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬أﻣﺎإذا اﻋﺘﻤﺪﻧﺎ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 146‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ‬
‫ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹدارﯾﺎﻷﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻹدارةاﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﺄي اﻟﻨﺼﯿﻦ‬
‫ﻧﻄﺒﻘﻔﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ‪.‬؟ ﻓﺈذا ﻃﺒﻘﻨﺎ ق إ م إ ﻧﻜﻮن ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻔﻨﺎ اﻟﻨﺺ اﻟﺨﺎص اﻟﺬي ﯾﺤﯿﻞ ﻟﮫ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺴﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﮫ ‪ ،‬أﻣﺎإذا ﻃﺒﻘﻨﺎ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻧﻜﻮن ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻔﻨﺎ‬
‫أﺣﻜﺎم اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺢ ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﮭﺎ ﺳﻠﻄﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﻋﻠﻰ‬
‫ﻏﺮار وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹداري ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈرﺟﺎء دﻓﻊ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ﻟﺤﯿﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﺗﮭﺪف‬
‫اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ إرﺟﺎء دﻓﻊ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ﻟﺤﯿﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺰاع اﻟﻘﺎﺋﻢ‬
‫ﻣﻦ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ وإدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ ‪ ،‬وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﺮار رﻗﻢ ‪ 5671‬اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ –اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ – ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪": 2002-12-17‬‬
‫ﺣﯿﺚ أﻧﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﯿﮫ راﻓﻊ إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻣﻨﺎزﻋﺎ إﯾﺎھﺎ ﻓﻲ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺪر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻗﺮار ﺑﺘﻌﯿﯿﻦ ﺧﺒﯿﺮ ‪ ،‬وﻷن اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻟﻢ ﯾﺘﻢ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ ‪.‬‬
‫ﺣﯿﺚ اﻧﮫ ﻓﻲ آن واﺣﺪ ﺳﺠﻞ اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﯿﮫ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻠﺘﻤﺴﺎ ﺗﻮﻗﯿﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻹﺷﻌﺎر‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺴﺪﯾﺪ إﻟﻰ ﺣﯿﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪.‬‬
‫ﺣﯿﺚ ﻣﺎدام اﻧﮫ ﺗﻢ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺘﻌﯿﯿﻦ ﺧﺒﯿﺮ ﻓﺈن ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﺮﺟﺤﺔ‬
‫ﻟﻠﺰﯾﺎدة أو اﻟﻨﻘﺼﺎن أو اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮭﺎ ‪ ،‬وأن اﻟﻔﺼﻞ ﺑﺈﯾﻘﺎف ﺗﺴﺪﯾﺪ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺪﻓﻊ ﻻ ﯾﻤﺲ‬
‫أﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻀﺮ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺨﺰﯾﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻨﮭﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﻠﻎ وﻓﻮاﺋﺪه إﻟﻰ‬
‫ﺣﯿﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬وﻗﺪ اﺳﺘﻘﺮ ﻗﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ إﯾﻘﺎف اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻣﻤﺎ ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ " ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ﺧﺎص ‪ ، 2003 ،‬ص ‪73‬‬

‫‪52‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫‪ -02‬ﺷﺮوط اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔإﻟﻰ اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺘﻲ‬
‫ﺳﯿﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ‪ ،‬ﯾﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮ ﺷﺮوط ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺬا اﻟﻨﻮع‬
‫ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎوى ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن ﯾﻜﻮن ﻃﻠﺐ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﻓﻊ اﻟﺤﺠﺰ‪ :‬وﯾﺘﻢ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ھﻨﺎ ﺑﯿﻦ ﺣﺎﻟﺘﯿﻦ‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ :‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻤﺎم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ‬
‫ﻃﻠﺐ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ﻣﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ وﻗﻒ اﻟﺤﺠﺰ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﺑﻌﺪ ﺗﻤﺎم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﮭﻨﺎ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻃﻠﺐ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ‬
‫ﻣﺘﻀﻤﻦ رﻓﻊ اﻟﺤﺠﺰ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ﯾﺠﺐ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﻗﻞ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ أوﺟﺐ اﻟﻤﺸﺮع ﻟﺮﻓﻊ دﻋﻮى‬
‫اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﻃﺮﻓﮫ ﻛﻔﯿﻠﺔ ﺑﻀﻤﺎن ﺗﺤﺼﯿﻞ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻀﺮﯾﺒﻲ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن‬
‫ﯾﻌﺮﺿﮭﺎ أوﻻ ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻓﯿﻘﻮم ﻗﺎﺑﺾ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﻤﺨﺘﺺ إﻗﻠﯿﻤﯿﺎ ﺑﺘﻘﺪﯾﺮﻃﺒﯿﻌﺘﮭﺎ‬
‫وﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ‪ ،‬وﯾﺘﺨﺬ ﺑﺸﺄﻧﮭﺎ ﻗﺮارا ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ أو اﻟﻘﺒﻮل ‪.‬‬
‫وﺑﺤﺴﺐ اﻷﺳﺘﺎذ ﻛﻮﺳﺔ ﻓﻀﯿﻞ ﻓﺎن ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ﺗﺜﻘﻠﮫ‬
‫وﺗﻘﯿﺪه ‪ ،‬ﻻن اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻤﻄﺮوح أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻤﺲ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ وﻻ ﯾﻔﺼﻞ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﺠﺮد أﻣﺮ ﺑﺘﺪﺑﯿﺮ وﻗﺘﻲ ﻻ ﯾﺘﻄﻠﺐ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺿﻤﺎﻧﺎت ‪ ،‬ﻷن ﻟﻺدارة وﺳﺎﺋﻞ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺒﺎﺷﺮھﺎ دون اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء ‪.1‬‬
‫ج‪ -‬رﻓﻊ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ :‬ﯾﺸﺘﺮط وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ رﻓﻊ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع‬
‫ﺗﻜﻮن ﺳﺎﺑﻘﺔ أو ﻣﺘﺰاﻣﻨﺔ ﻣﻊ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻢ ﻗﺒﻮﻟﮭﺎ ‪ ،‬ﻻن اﻟﻄﻠﺐ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺟﺮاء وﻗﺘﻲ ﻻ ﯾﺤﻮز ﻗﻮة اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻘﻀﻲ ﻓﯿﮫ ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع‬
‫ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ ﻗﺮار إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﺠﺰ أو ﺑﺎﻟﻐﻠﻖ ‪ ،‬أو‬
‫ﺑﻌﺪم ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ وﺳﯿﻠﺔ اﻟﺘﺤﺼﯿﻞ ‪ ،‬واﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﻦ إرﻓﺎق ﻋﺮﯾﻀﺔ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ھﻮ‬
‫ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺠﺮد اﻟﺸﻚ ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻘﺮار ‪ ،‬وﯾﺬھﺒﺈﻟىﺄﻧﺄﺳﺒﺎب ﺟﺪﯾﺔ ﺗﺒﺮﯾﺮ‬

‫‪1‬ﻛﻮﺳﺔ ﻓﻀﯿﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪209‬‬

‫‪53‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻄﻠﺒﺎت اﻹﯾﻘﺎف ﺿﻤﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬دون اﻟﺘﻘﯿﺪ ﺑﺎﻟﺸﻜﻠﯿﺎت‬
‫اﻷﺧﺮى ‪ ،‬وﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪﯾﺔ ﻋﺪم اﺷﺘﺮاط اﻟﺘﻈﻠﻢ اﻹداري اﻟﻤﺴﺒﻖ ﻗﺒﻞ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ‬
‫اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺸﺄن ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻷن اﻟﺘﻘﯿﺪ ﺑﺎﻟﺸﻜﻠﯿﺎت ﻏﯿﺮ‬
‫واﺟﺐ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺪر ﻗﺎﺿﻲ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ أن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﯾﻨﺎزع ﺟﺪﯾﺎ ﺑﺼﻔﺘﮫ ﻣﻜﻠﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ‪.1‬‬
‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺘﻈﻠﻢ اﻹداري اﻟﻤﺴﺒﻖ ‪ ،‬وﺟﻮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﺑﺴﺒﺐ‬
‫ﻇﺮوف اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺒﺮﯾﺮات‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻘﺪم ﺑﮭﺎ اﻟﻄﺎﻟﺐ ‪ ،‬ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻋﺪم اﻟﺘﻘﯿﺪ ﺑﺸﺮط اﻟﺘﻈﻠﻢ اﻟﻮﺟﻮﺑﻲ ‪.‬‬

‫‪1‬ﺷﻌﺎوي وﻓﺎء ‪ ،‬اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ووﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﻮادي ‪2011 ،‬‬

‫‪54‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺃﺛـﺎﺭ ﻗﺎﻧـﻮﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ‪.‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬

‫ﺗﻨﺎول اﻟﻔﺼﻞ اﻷول أﺛـﺎر ﻗﺎﻧـﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ورد ﻣﻦ أﺣﻜﺎم ﻓﻲ ق إ م إ ‪ ،‬وﻛﺬا اﻟﻨﺼﻮص‬
‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔإﻟﻰ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪،‬‬
‫وﻣﺎ ﺗﻢ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﮭﮭﻮ ﺗﻤﯿﺰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﻌﺪﻟﻲ ‪،‬‬
‫ﺳﻮاء ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ‪ ،‬أو ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻗﻀﺎة اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﻟﻢ ﯾﻔﮭﻢ ﻣﺎ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ‬
‫ﺷﺮﻃﺎﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ‪ ،‬ھﻞ ھﻮ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﯿﺔ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬أم‬
‫ﻣﺠﺮد ﻋﻘﺒﺔ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ وﺟﮫ إﺟﺮاءات اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل رﻏﻢ أﻧﻖ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﯾﮭﺪف إﻟﻰ ﺗﺒﺴﯿﻂ وﺳﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ واﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ وﺣﺴﻦ ﺳﯿﺮ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﻣﻼﺣﻈﺔ أن اﻟﻤﺸﺮع ﺗﻨﺎول‬
‫ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﺿﻤﻦ ﻟﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ أﺣﻜﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﺒﯿﻦ دراﺳﺔ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ وﺟﻮد ﺗﻜﺮار ﯾﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﻊ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻤﺎ وﻟﺪ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻐﻤﻮض ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ‬
‫ﺑﮭﺬه اﻟﺤﺎﻻت‪ ،‬ﻛﺈﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﻄﻌﻦ ﻣﺜﻼ‪.‬‬

‫‪55‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬
‫ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪:‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﺍﻻﻭﺍﻣﺮ‬

‫ﯾﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺨﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔﺑﺘﺤﺪﯾﺪ ﺧﺼﺎ\ص وﺷﺮوط رﻓﻊ‬

‫اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وإﺑﺮاز ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬و ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وإﺷﻜﺎﻻت اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺎ وذﻟﻚ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼل اﻟﻤﺒﺤﺜﯿﻦ اﻟﺘﺎﻟﯿﯿﻦ ‪:‬‬
‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪ :‬ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻨﻮﺁﺛﺎﺭﻫﺎﰲ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ‬

‫‪56‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي أﺣﯿﺎﻧﺎ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺪﻋﻮى ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 15 ،14‬ﻣﻦ‬
‫ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وﯾﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ أﺧﺮى ﻋﺒﺎرة اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 222‬ﻣﻦ‬
‫ذات اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺪﻋﻮى واﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻟﯿﺴﺘﺎ ﻣﻦ وﻇﺎﺋﻒ اﻟﻤﺸﺮع‬
‫‪ ،‬ﻓﺎن ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ اﻟﻔﻘﮫ ﯾﻌﺘﺒﺮ أن ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ أوﺳﻊ ﻧﻄﺎﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬
‫اﻋﺘﺒﺎر أﻧﮭﺬه اﻷﺧﯿﺮة ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺳﯿﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻟﻔﺎرق‬
‫اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﺬي ﯾﺒﺪأ ﺑﺮﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى وﯾﻨﺘﮭﻲ إﻟىﺄﺧﺮإﺟﺮاء ﺑﯿﻦ اﻟﺨﺼﻮم‪ ، 1‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻢ‬
‫ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺪﻋﻮى ﺑﻞ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻄﻠﺐ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ‪ ،‬إﻻ اﻧﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل أﺣﻜﺎم ق‬
‫‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻓﺈن اﻟﻄﻠﺐ ﯾﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺪﻋﻮى ﻛﻤﺎ ﺳﺒﯿﻨﮫ ﻻﺣﻘﺎ ‪.‬‬
‫ﯾﺘﻀﻤﻨﮭﺬا اﻟﻤﺒﺤﺚ ﻓﻜﺮﺗﯿﻦ أﺳﺎﺳﯿﺘﯿﻦ ﺷﺮوط ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪،‬و‬
‫إﺟﺮاءات رﻓﻌﮭﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﺷﺮﻭﻁ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﺗﺮﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﯾﺴﺘﻠﺰم ﺗﻮاﻓﺮھﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ أﻧﻮاع‬
‫اﻟﺪﻋﺎوى أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﺘﻤﯿﺰ ﺑﻤﯿﺰات ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﺳﺎﺳﯿﺘﻢ‬
‫ﻋﺮض اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻔﺮﻋﺎﻷول ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺘﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺸﺮوط اﻟﺨﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﺗﺸﺘﺮك ﻛﻞ اﻟﻄﻠﺒﺎت واﻟﺪﻋﺎوى أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻋﺪم اﻟﻘﺒﻮل‬
‫‪ ،‬وھﻲ اﻟﺼﻔﺔ واﻟﻤﺼﻠﺤﺔ واﻹذن ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﯾﺸﺘﺮﻃﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﻛﺬا ﻋﺪم ﺳﺎﺑﻘﯿﺔ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﯾﺘﺄﻛﺪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻗﺒﻞ أن ﯾﻐﻮص ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻄﻠﺒﺎت واﻟﺪﻓﻮع‬
‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى أو اﻟﻄﻠﺐ ‪ ،‬وھﺬا ﺑﺎﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﺗﻮاﻓﺮ ھﺬه اﻟﺸﺮوط‬
‫ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮫ ‪.‬‬

‫‪1‬أ‪.‬ﺧﻠﻮﻓﻲ رﺷﯿﺪ ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪08‬‬

‫‪57‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺼﻔﺔ‬

‫ﯾﺤﺘﺎج ﺷﺮط اﻟﺼﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى إﻟﻰ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﻌﻨﺎه ‪ ،‬واﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﻲ ﻣﺠﺎل‬
‫اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﺤﻘﻘﮫ ‪.‬‬
‫‪-01‬ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺼﻔﺔ ‪ :‬ﺗﻌﺮف اﻟﺼﻔﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻗﺪرة اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺜﻮل أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻛﻤﺪﻋﻲ‬
‫أو ﻣﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺮد أﺻﯿﻼ أو وﻛﯿﻼ ﻣﻤﺜﻼ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺎ أو وﺻﯿﺎ أو ﻗﯿﻤﺎ ‪،‬‬
‫وھﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﮭﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻛﻮﻧﮫ ﺻﺎﺣﺐ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ إرادة اﻟﺠﮭﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬أو اﻟﺸﺨﺺ اﻻﻋﺘﺒﺎري أو اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى ‪.‬‬
‫وﯾﺮى اﻟﺒﻌﺾأن اﻟﺼﻔﺔ ھﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺎرس ﺑﮭﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﯿﻦ اﻟﺪﻋﻮى أﻣﺎﻣﺎﻟﻘﻀﺎء‪،‬أو‬
‫ھﻲ اﻟﻘﺪرة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻠﻜﮭﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﯿﻦ ﻹﻗﺎﻣﺔ دﻋﻮى أﻣﺎﻣﺎﻟﻘﻀﺎء‪.1‬‬
‫ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﺮﯾﻔﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺎن ‪ ،‬ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺼﻔﺔ ﻓﻲ اﻹﺟﺮاءات ‪ ،‬وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺼﻔﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺠﺎل اﻟﻨﺰاع اﻹداري وﻓﻜﺮة اﻟﺘﻤﺜﯿﻞ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ‪.‬‬
‫‪-02‬اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺷﺮط اﻟﺼﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺪﻋﻮىﺎﻹدارﯾﺔ‬
‫ﺣﺪد ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﻣﺠﺎل ﺗﻄﺒﯿﻖ ﺷﺮط اﻟﺼﻔﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﺰاع إداري ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺎدة ‪ 828‬ﻣﻨﮫ ﻛﻤﺎ‬
‫ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺪوﻟﺔ أو اﻟﻮﻻﯾﺔ أو اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ أو‬
‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺪﻋﻲ أو ﻣﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ـ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻮزﯾﺮ اﻟﻤﻌﻨﻲ ‪ ،‬اﻟﻮاﻟﻲ ‪ ،‬رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ ‪،‬‬
‫واﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ "‪.‬‬
‫واﻟﺼﻔﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬه اﻟﻤﺎدة ھﻲ ﺻﻔﺔ إﺟﺮاﺋﯿﺔ ﻻن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺬﻛﻮرﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‬
‫اﻋﻼھﻠﯿﺴﻮ أﺻﺤﺎب اﻟﺤﻖ ﻟﻜﻨﮭﻢ ﻣﻤﺜﻠﯿﻦ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ واﻷﺷﺨﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﮭﺎ‪.‬‬

‫‪1‬أ‪.‬ﺑﺸﯿﺮ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬إﺟﺮاءات اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 2009 ،‬ص‬
‫‪191‬‬

‫‪58‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫‪-03‬ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺼﻔﺔ ‪ :‬ﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺪﻋﻮى ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ ﻣﻦ ذي ﺻﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ‬
‫ﻛﺮﺳﮫ اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻟﻢ ﯾﻨﺺ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﻤﻠﻐﻰ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ذﻟﻚ‪ ،1‬ﺛﻢ ﻛﺮس ھﺬا اﻟﻤﺒﺪأ ﺑﻤﻮﺟﺐ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 13‬ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪ ":‬ﻻ‬
‫ﯾﺠﻮز ﻷي ﺷﺨﺺ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻣﺎﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﮫ ﺻﻔﺔ وﻟﮫ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ أو ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﯾﻘﺮھﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫‪ ،‬ﯾﺜﯿﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ اﻧﻌﺪام اﻟﺼﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻋﻲ أو ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺜﯿﺮ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ اﻧﻌﺪام‬
‫اﻹذن إذا ﻣﺎ اﺷﺘﺮﻃﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن " ‪ ،‬ﻓﯿﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺎدة أﻧﮭﺎ أزاﻟﺖ اﻟﻠﺒﺲ ﻋﻦ اﻟﻐﻤﻮض‬
‫اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ أن اﻟﺼﻔﺔ ھﻲ ﺷﺮط ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬ﯾﺠﺐ ﺗﺤﻘﻘﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺪﻋﻲ واﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،2.‬وﺗﺨﻠﻔﮭﺎ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﻋﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪،‬‬
‫وھﺬا اﻟﺸﺮط ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ إﺛﺎرﺗﮫ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ ﻓﻲ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫اﻟﺪﻋﻮى ﻋﻤﻼ ﺑﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 13‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ‬

‫ﻻ ﺗﻘﺒﻞ أي دﻋﻮى ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﺼﺎﺣﺒﮭﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ أو ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﯾﻘﺮھﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬ﺳﻮاء‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻣﺎدﯾﺔ آو أدﺑﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﻢ ﯾﻌﺮف اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻋﺮﻓﮭﺎ اﻟﻔﻘﮫ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻓﺎﺋﺪة ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ﯾﺮاد‬
‫ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬وﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﻠﺠﻮء ﻋﺒﺜﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ھﻨﺎك‬
‫‪3‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪة ﯾﺮاد ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ‪ ،‬ﺷﺮﯾﻄﺔ ﻋﺪم ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﮭﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬
‫و ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة ‪ 13‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻛﺸﺮط ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬وﻣﯿﺰت ﺑﯿﻦ ﻧﻮﻋﯿﻦ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ‪:‬‬
‫‪-‬ﻓﮭﻨﺎك اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ أواﻟﻤﺆﻛﺪة‪ ،‬وھﻲ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺆﻛﺪة واﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻌﻠﯿﺎ‪ ،‬واﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ‬
‫ذﻟﻚ ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة ‪ 13‬ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮد اﺣﺘﻤﺎل ﻛﻮﻧﮭﺎ‬
‫ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﺮﺿﺎ وﻣﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺄﺟﻞ ﻟﻢ ﯾﺤﻞ ﻣﻮﻋﺪه ﺑﻌﺪ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 459‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﻤﻠﻐﻰ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ‪ ":‬ﻻ ﯾﺠﻮز ﻷﺣﺪ أن ﯾﺮﻓﻊ دﻋﻮى أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‬
‫ﻣﺎﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺣﺎﺋﺰ ﻟﺼﻔﺔ و أھﻠﯿﺔ ﺗﻘﺎﺿﻲ وﻟﮫ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪ ،‬وﯾﻘﺮر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮫ اﻧﻌﺪام اﻟﺼﻔﺔ أو اﻷھﻠﯿﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬
‫ﯾﻘﺮر ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮫ ﻋﺪم وﺟﻮد إذن ﺑﺮﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى إذا ﻛﺎن ھﺬا اﻹذن ﻻزﻣﺎ " ‪.‬‬
‫‪2‬أ‪.‬ﺷﻮﯾﺤﺔ زﯾﻨﺐ ‪ ،‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ، 09/08‬دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪ ،‬ص ‪43‬‬
‫‪3‬أ‪ .‬ﺷﯿﮭﻮب ﻣﺴﻌﻮد ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪304‬‬

‫‪59‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫و ﻻ ﯾﻌﺘﺪ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ أو اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻜﺎﻣﻞ ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻓﻲ دﻋﻮى‬

‫اﻹﻟﻐﺎء ﯾﻤﻜﻦ اﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﯾﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻘﺒﻮل دﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء إذا ﻛﺎن اﻟﻀﺮر ﻣﺤﺪدا وﺧﻄﯿﺮا وﻣﺤﺘﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎف‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎوى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ اﻟﻮاﺳﻊ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﻻن‬
‫اﻟﺪﻋﺎوى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﺷﻚ ﺟﺪي أو ﺧﻄﺮ داھﻢ ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫‪2‬‬
‫اﻻﺣﺘﻤﺎل ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى ﺑﺎﻟﻔﻘﮫ إﻟﻰ ﺗﺴﻤﯿﺘﮭﺎ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى اﻟﻮﻗﺎﺋﯿﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪﻋﺎوى اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺎﻟﻢ ﯾﻜﻦ‬
‫ﻟﺮاﻓﻌﮭﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ أو ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﯾﻘﺮھﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻔﮭﺎ ﻋﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻧﮫ‬
‫ﯾﺠﺐ إﺛﺎرﺗﮫ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﻮم ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﺐ إﺛﺎرﺗﮫ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺍﻹﺫﻥ‬

‫ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة ‪ 13‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ وﺟﻮب ﺗﻮاﻓﺮ اﻹذﻧﺈذا اﺷﺘﺮﻃﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﺧﻮل ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ‬
‫إﺛﺎرة اﻧﻌﺪاﻣﮫ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮫ ﻟﺘﻌﻠﻘﮫ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﻛﺄﻣﺜﻠﺔ ﻋﻦ اﻹذن ﻧﺬﻛﺮ وﺟﻮب ﺗﻤﺜﯿﻞ‬
‫اﻟﺸﺨﺺ اﻻﻋﺘﺒﺎري ﺑﺸﺨﺺ ﻃﺒﯿﻌﻲ ‪ ،‬وھﻮ اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ إذا اﻗﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹذن‬
‫وﻟﻢ ﯾﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﯾﺜﯿﺮه اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬وﯾﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪم‬
‫اﻟﻘﺒﻮل ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻻﻋﺘﺒﺎري ‪.‬‬
‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ :‬ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺷﺮﻁ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﰲ ﻕ ‪.‬ﺇ‪.‬ﻡ‪.‬ﺇ‬

‫ﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻷھﻠﯿﺔ ﻓﻲ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﻣﻦ ﺷﺮوط ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‬
‫اﻟﻤﻠﻐﻰ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎأﺻﺒﺤﺖ دﻓﻊ ﺷﻜﻠﻲ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺼﺤﺔ اﻹﺟﺮاءات ‪ ،‬وھﺬا ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﺄﻧﺎﻷھﻠﯿﺔ‬
‫ﺷﺮط ﻟﺼﺤﺔ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وﻟﻤﺒﺎﺷﺮة أي ﻧﺸﺎط ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ‪ ،‬وﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ‬

‫‪1‬أ‪ .‬ﺷﯿﮭﻮب ﻣﺴﻌﻮد ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪310‬‬

‫‪2‬اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ھﻲ ﻋﯿﻦ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل وﺟﻮد ﺷﻚ ﺟﺪي ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺪﻋﺎوى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺠﻌﻠﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎوى اﻟﻮﻗﺎﺋﯿﺔ ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺨﻠﻒ اﻷھﻠﯿﺔأو اﻟﺘﻔﻮﯾﺾ ﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨﻮي ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹدارﯾﺄن ﯾﺜﯿﺮ ذﻟﻚ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ وﯾﻘﻀﻰ ﺑﺒﻄﻼن اﻹﺟﺮاءات ‪ ,‬وﻟﯿﺲ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 64‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ‪ :‬ﻋﺪﻡ ﺳﺎﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ‬

‫ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮاﻓﺮھﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋﺪم ﺳﺎﺑﻘﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫ﻷﻧﺈﺻﺪار ﺣﻜﻢ ﺣﻮل ﻧﺰاع ﻟﻨﻔﺲ اﻟﻮاﻗﻌﺔ واﻷﻃﺮاف واﻟﺴﺒﺐ ﯾﻜﻮن ﻋﻨﻮان اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ‬
‫‪ ،‬وھﻲ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻣﻔﺘﺮﺿﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ ‪ ،‬وان إﺻﺪار ﺣﻜﻢ أو ﻗﺮار أو‬
‫أﻣﺮ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﻓﺾ اﻟﻨﺰاع ﺑﯿﻦ اﻷﻃﺮاف ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل إذا ﺗﻢ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺪﻋﻮى ‪،‬أو اﻟﻄﻠﺐ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ دون ﺟﺪوى ‪ ،‬وﻷن ھﺬا اﻟﺸﺮط ﯾﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﺼﻔﺔ واﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﻢ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ زوال‬
‫اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ‪ ،‬وزوال اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﯾﻌﺘﺪ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﺳﺒﻖ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ إﺟﺮاء ﻣﺆﻗﺖ ﯾﮭﺪف ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﻮازن ﻣﺆﻗﺖ ﻷﻃﺮاف اﻟﻨﺰاع ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺗﺤﻔﻈﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﺄن ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ ، 829‬ﺳﻤﺢ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﺻﺪره ‪ ،‬ﻓﺮﻏﻢ اﺣﺘﺮام اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻖ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫إﻻأﻧﮭﺎأﺟﺎزت ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ وأن أﻣﺮ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت‬
‫ﺟﺪﯾﺪة ا وان ﯾﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﮭﺎ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ ذي ﻣﺼﻠﺤﺔ ‪ ،‬وھﺬا أﻣﺮ ﻣﺴﺘﺠﺪ ﻓﻲ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﺬﻛﻮرة أﻋﻼه ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﺠﻮزﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ ذي‬
‫ﻣﺼﻠﺤﺔ ‪ ،‬أن ﯾﻌﺪل ﻓﻲ أي وﻗﺖ وﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت ﺟﺪﯾﺪة ﻋﻦ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﻲ أﻣﺮ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬أو‬
‫ﯾﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﮭﺎ "‪.‬‬
‫وﺗﻈﮭﺮ ھﺬه اﻟﻤﺎدة ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬ﻣﺮاﻋﺎة ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻄﺮف اﻟﻤﺘﻀﺮر ‪،‬‬
‫وھﺬه ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ وﻣﻤﯿﺰات اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪.‬‬

‫‪1‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 64‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﻋﻠﻰ ‪ " :‬ﺣﺎﻻت ﺑﻄﻼن اﻟﻌﻘﻮد ﻏﯿﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ واﻹﺟﺮاءات ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﮭﺎ ﻣﺤﺪدة‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺤﺼﺮ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪-1‬اﻧﻌﺪام اﻷھﻠﯿﺔ ﻟﻠﺨﺼﻮم‪،‬‬
‫‪-2‬اﻧﻌﺪام اﻷھﻠﯿﺔ أو اﻟﺘﻔﻮﯾﺾ ﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ أو اﻟﻤﻌﻨﻮي‪".‬‬

‫‪61‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرةأن اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺴﺒﻖ اﻟﻔﺼﻞ ﺳﻮاء ﻛﺎن اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺎ أم اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺎ ﻟﯿﺲ‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم وﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺜﯿﺮه ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ إﻻإذا ﺗﻤﺴﻚ ﺑﮫ اﻟﺨﺼﻮم ‪.‬‬
‫وﯾﺮى اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ اﺣﻤﺪ ﺧﺮاز‪ ، 2‬ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻦ اﻷﺟﺪرإذا ﻋﻠﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻨﺎﻇﺮ ﻓﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺴﺒﻖ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪم‬
‫ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى ﻟﺴﺒﻖ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﺪم ﺑﻘﺎء ﻣﺎ ﯾﺒﺮر اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻟﻮﺟﻮد ﺣﻜﻢ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻲ اﻟﻨﺰاع ‪ ،‬أو ﻣﻦ زاوﯾﺔ ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬أو ﻣﻦ زاوﯾﺔ ان اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺰاع ‪ ،‬وﻟﺘﻔﺎدي أﺣﻜﺎم ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪:‬ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻧﺺ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺷﺮوط ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺗﻮﻓﺮھﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ھﺬا اﻟﻨﻮع‬
‫ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎوى ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺗﺸﺘﺮط ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬وھﻮ ﺷﺮط‬
‫وﺟﻮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺳﻮاء اﻟﻌﺪﻟﯿﺔ أواﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔإﻟﻰ ﺷﺮط ﻋﺪم اﻋﺘﺮاض‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار إداري ‪ ،‬وﺷﺮط ﻧﺸﺮ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬وھﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﺘﻌﻠﻘﮭﺎ ﺑﺄﻋﻤﺎﻻﻹدارة ‪ ،‬وﺳﯿﺘﻢ ﺗﻔﺼﯿﻞ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ‬
‫اﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺷﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ‬

‫ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺷﺮط اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﺮﻛﯿﺰة اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬وھﻮ‬
‫ﻣﻌﯿﺎر ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،3‬ﻛﻤﺎ أن اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ھﻮ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻋﺮﺿﯿﺔ ﺗﻈﮭﺮ وﺗﺰول ‪ ،‬وﺗﻮﻓﺮ ھﺬا اﻟﻌﻨﺼﺮ ﯾﺮﺗﺐ آﺛﺎر ھﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﯾﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ‬

‫‪1‬ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 338‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ ‪ ":‬اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺘﻲ ﺣﺎزت ﻗﻮة اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻘﻀﻲ ﺑﮫ ﺗﻜﻮن ﺣﺠﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﺼﻠﺖ‬
‫ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﻮز ﻗﺒﻮل أي دﻟﯿﻞ ﯾﻨﻘﺾ ھﺬه اﻟﻘﺮﯾﻨﺔ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺣﻜﺎم ھﺬه اﻟﺤﺠﯿﺔ إﻻ ﻓﻲ ﻧﺰاع ﻗﺎﺋﻢ‬
‫ﺑﯿﻦ اﻟﺨﺼﻮم أﻧﻔﺴﮭﻢ دون أن ﺗﺘﻐﯿﺮ ﺻﻔﺎﺗﮭﻢ وﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻘﻮق ﻟﮭﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺤﻞ واﻟﺴﺒﺐ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﺄﺧﺬ ﺑﮭﺬه‬
‫اﻟﻘﺮﯾﻨﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ "‪.‬‬
‫‪2‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ اﺣﻤﺪ ﺧﺮاز‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪95‬‬
‫‪3‬ﺷﯿﮭﻮب ﻣﺴﻌﻮد ‪ ،‬اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪133‬‬

‫‪62‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫إﻟىﺒﯿﺎن اﻟﺘﻌﺎرﯾﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻌﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وﺑﯿﺎن آﺛﺎره ﻓﻲ‬
‫ﺛﻼث ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳﯿﺔ ‪:‬‬
‫‪-01‬ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﺗﻢ ذﻛﺮ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﺪة ﻣﺮات ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻟﻌﺪﻟﻲ أو اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‬
‫ﻓﻲ ﻣﻮاد ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﯾﺮد ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل رﻏﻢ اﻧﮫ ﻻ ﺗﻜﺎد ﻣﻮاد اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ھﺘﮫ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﺬﻟﻚ وﻓﻲ ﻏﯿﺎب ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺸﺮع ‪ ،‬ﯾﺮﺟﻊ‬
‫ﺑﺸﺎن ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ إﻟﻰ ﻣﺎﺗﻢ ﺗﻘﺪﯾﻤﮫ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻔﻘﮫ ‪ ،‬واﻟﺘﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬وﻟﻌﻞ اﻟﻤﺸﺮع ﻗﺼﺪ‬
‫ﻋﺪم ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل ﻟﺘﻔﺎدي ﺗﻘﯿﯿﺪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﺘﻌﺎرﯾﻒ اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ‬
‫ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻊ ﻟﻸﺳﺘﺎذ ﺑﺸﯿﺮ ﺑﻠﻌﯿﺪ ‪ ،‬أن اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ھﻮ ﺿﺮورة اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ إﺗﺒﺎﻋﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﺘﻮﻓﺮ ﻇﺮوف‬
‫‪ ،‬ﺗﻤﺜﻞ ﺧﻄﺮا ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق اﻟﺨﺼﻢ ‪ ،‬أو ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺧﻄﺮ ﯾﺘﻌﺬر ﺗﺪارﻛﮫ وإﺻﻼﺣﮫ ‪ ، 1‬وﺟﺎء‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻒ ﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻸﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ اﺣﻤﺪ ﺧﺮاز ‪ :‬اﻧﮫ اﻟﻀﺮورة اﻟﺘﻲ ﻻ‬
‫ﺗﺤﺘﻤﻞ اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ أو اﻧﮫ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻜﻔﻲ ﻓﻲ اﺗﻘﺎﺋﮫ رﻓﻊ دﻋﻮى ﺑﺎﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﻤﻌﺘﺎد‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺗﻘﺼﯿﺮ اﻟﻤﻮاﻋﯿﺪ ‪.‬‬
‫وذﻛﺮاﻷﺳﺘﺎذ "‪ "PIERRE Laurent‬ﺑﺎن اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺪﻟﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء‬
‫‪3‬‬
‫اﻹداري ‪ ،‬ﯾﺤﺪد ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﺴﺐ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺳﺲ اﺧﺘﺼﺎﺻﮫ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮫ ‪.‬‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻟﻤﻔﮭﻮم ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫ﺟﺎء ﻓﻲ إﺣﺪىﻘﺮارات ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪،‬ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺘﻮﻓﺮ ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻛﻠﻤﺎ ﻛﻨﺎ أﻣﺎم ﺿﺮر ﻻ‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﻤﻜﻦ إﺻﻼﺣﮫ أوﻛﻠﻤﺎ ﻛﻨﺎ أﻣﺎم ﺣﺎﻟﺔ ﯾﺴﺘﺤﯿﻞ ﺣﻠﮭﺎ ﻻﺣﻘﺎ ‪.‬‬

‫‪1‬ﺑﻠﻌﯿﺪ ﺑﺸﯿﺮ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪33‬‬

‫‪2‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ اﺣﻤﺪ ﺧﺮاز‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪36‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Au référé judiciaire comme au référé administratif fond de l’urgence la condition et la‬‬
‫‪mesure de cette compétence spécifique du juge, or toute évidence, le rôle de la juridiction‬‬
‫‪référendaire en fonction de la conception retenue de la notion d’urgence , pierre Laurent ,‬‬
‫‪l’urgence , liberere général de droit et de la jurisprudence ,paris , 1987. Page474‬‬

‫‪63‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫وھﺬا ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ‪ -‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ – ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫وﻋﻦ ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻓﻜﺮة ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻻ ﯾﻤﻜﻦ إﺻﻼﺣﮭﻼﺣﻘﺎ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ رﻗﻢ ‪ 016148‬ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 2004-06-01‬اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﺑﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﯿﺜﯿﺎت ھﺬا اﻟﻘﺮار ‪... ":‬ﺣﯿﺚ وﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ‪ ،‬وﻻن اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ‬
‫ﺧﺮق ﻋﻤﺪا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺗﻤﺴﻚ ﻋﻦ ﺻﻮاب ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﮫ ﺑﻤﻌﺎﯾﻨﺘﮫ‬
‫ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺲ ﻃﻠﺐ اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ ﻻ ﺳﯿﻤﺎ وان ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻤﺘﻨﺎزع‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﺳﯿﻨﺘﺞ ﻋﻨﮫ ﺿﺮر ﻻ ﯾﻤﻜﻦ إﺻﻼﺣﮫ"‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺻﺪر ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻗﺮار ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ رﻗﻢ‬
‫‪ ،066416‬ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 3 2011-03-16‬ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﯿﺜﯿﺎﺗﮫ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪... " :‬ﺣﯿﺚ ﻃﺎﻟﻤﺎ اﺛﺒﺖ‬
‫اﻟﻤﺘﺪﺧﻠﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺨﺼﺎم إن ﻟﮭﻢ ﻣﺼﻠﺤﺔ وﻃﻌﻨﻮا ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻋﺘﺮاض اﻟﻐﯿﺮ اﻟﺨﺎرج ﻋﻦ‬
‫اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬه ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﺼﺒﺢ ﻣﺨﺘﺼﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﯿﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺎ ذھﺐ إﻟﯿﮭﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻤﺜﺎرة أن‬
‫ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻗﺪ ﯾﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ أﺿﺮار ﯾﺼﻌﺐ اﺳﺘﺪراﻛﮭﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﺗﺄﯾﯿﺪ اﻟﻘﺮار‬
‫اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ‪".‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎرﯾﻒ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﻣﻦ اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻟﻘﺮار اﻟﺴﺎﻟﻒ‬
‫اﻟﺬﻛﺮ واﻟﺼﺎدر وﻓﻘﺎ ل ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬أن اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل ﺗﺸﻤﻞ اﻟﻮﺿﻌﯿﺔ اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ‬
‫اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ اﻻﻧﺘﻈﺎر ‪ ،‬وإذا اﺳﺘﻤﺮت ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺪارك اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﮭﺎ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬
‫ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ واﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻟﻠﺨﺼﻮم ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﻦ ﺻﻤﯿﻢ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪.‬‬
‫‪-02‬ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﯾﻜﻮن ﻣﻔﺘﺮض ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻧﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻮاﻓﺮه‬
‫وﺗﻘﺪﯾﺮه ‪،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻜﻮن واﺟﺐ اﻹﺛﺒﺎت ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻻﺧﺘﺼﺎص ‪ ،‬وھﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.4‬‬

‫‪1‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ اﺣﻤﺪ ﺧﺮاز ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪36‬‬

‫‪2‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،2004 ،05‬ص ‪235‬‬
‫‪3‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-03-16‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ ،‬ﻗﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر‪.‬‬
‫‪4‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ اﺣﻤﺪ ﺧﺮاز ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪39‬‬

‫‪64‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫وﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﺴﺎﻟﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ﻣﺘﺮوﻛﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻟﺘﺤﺪﯾﺪھﺎ وإﺑﺮازھﺎ‬

‫ﺣﺴﺐ اﻟﻈﺮوف ‪ ،‬وﯾﻠﺰم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺘﺴﺒﯿﺐ وﺗﺒﯿﺎن اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺟﺎءت‬
‫ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد ﺣﺼﺮﺗﮭﺎ وﻟﻢ ﺗﻔﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻻﺣﺘﻤﺎل وﺟﻮد ﺣﺎﻻت اﺧﺮى ‪،‬‬
‫وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻓﺘﺮاض ﺗﻮﻓﺮ ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وھﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ إﺑﺮام اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 946‬اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻧﮫ ‪" :‬ﯾﺠﻮزإﺧﻄﺎر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻹﺷﮭﺎر أو‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﮭﺎ ﻋﻤﻠﯿﺔ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮد اﻹدارﯾﺔ واﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ‪ ،‬ﯾﺘﻢ ھﺬا‬
‫اﻹﺧﻄﺎر ﻣﻦ ﻗﻠﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﮫ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ واﻟﺬي ﯾﺘﻀﺮر ﻣﻦ ھﺬا اﻹﺧﻼل ‪ ،‬ﯾﺠﻮز‬
‫إﺧﻄﺎر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﺒﻞ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ " ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ھﺬا اﻟﻤﺜﺎل ﻧﺺ اﻟﻤﺸﺮع ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة‬
‫إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت وﺑﯿﻦ ﺳﺒﺒﮫ وﺣﺪد اﻟﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﯾﻨﺸﺎ ﻓﯿﮭﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وﯾﻄﺮح ﺗﺴﺎؤل‬
‫ﺣﻮل وﻗﺖ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل واﺳﺘﻤﺮارﯾﺘﮫ ﻓﻲ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺤﺎﻻت ‪ ،‬ﻓﮭﻞ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﺸﺘﺮط وﻗﺖ‬
‫رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى أم وﻗﺖ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﯿﮭﺎ ؟‪.‬‬
‫ھﻨﺎك رأي ﻟﻸﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺸﻤﺎوي وﻋﺒﺪ اﻟﻮھﺎب اﻟﻌﺸﻤﺎوي ﯾﺬھﺐ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل إن اﻟﻌﺒﺮة‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬واﻟﺮأي اﻟﻐﺎﻟﺐ ﯾﺘﺰﻋﻤﮫ‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻮﻓﺮ ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻗﯿﺎﻣﮫ وﻗﺖ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى‬
‫اﻷﺳﺘﺎذان ﻋﺰاﻟﺪﯾﻦ اﻟﺪﻧﺎﺻﻮري وﺣﺎﻣﺪ ﻋﻜﺎزﺑﺤﯿﺚ ﯾﺮوﻧﺄﻧﮫ ﯾﺠﺐ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﻦ وﻗﺖ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى وﺣﺘﻰ ﺻﺪور اﻷﻣﺮ ﻷن ﻗﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻟﯿﺲ ﻗﻀﺎء‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬وﻛﻼ اﻻﺗﺠﺎھﯿﻦ ﯾﺮﺗﺐ ﻧﺘﺎﺋﺠﮫ اﻟﺨﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻞ ﻗﻀﺎءا وﻗﺘﯿﺎ‬
‫ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻣﺪى ﺳﻠﻄﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﯿﺎﻟﺘﺼﺪي ﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻨﺰاع ‪.‬‬
‫ﻓﺤﺴﺐ اﻟﺮأﯾﺎﻷول إذا ﻇﮭﺮت وﻗﺎﺋﻊ ﺟﺪﯾﺪة ﯾﺘﻮﻓﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﺘﻢ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﻌﺪم‬
‫اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻻﻧﻌﺪام اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﯿﺔ أن ﺗﺘﺼﺪى وﺗﻘﻀﻲ‬
‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ‪ ،‬اﺳﺘﻨﺎدا ﻟﻌﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻌﺪ ﺻﺪور اﻷﻣﺮاﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ‪ ،‬ﻷن ذﻟﻚ‬

‫‪1‬ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪41‬‬

‫‪2‬ﺑﺮاھﯿﻤﻲ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪96‬‬

‫‪65‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻮﺿﻮع دﻋﻮى ﺟﺪﯾﺪة ‪ ،‬وان إﺑﺪاؤھﻸول ﻣﺮة أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﯿﺔ ﯾﻔﻮت ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺨﺼﻢ درﺟﺔ ﻣﻦ درﺟﺎت اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ‪.1‬‬
‫وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮر وﺟﻮد ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ‪ ،‬ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺪة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ‬
‫ﺑﯿﻦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ‪ ،‬وﺗﺎرﯾﺦ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ﻃﻮﯾﻠﺔ ‪ ،‬وھﻜﺬا ﻻ وﺟﻮد ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻃﺎﻟﻤﺎ أن‬
‫اﻟﻄﺎﻋﻦ ﻟﻢ ﯾﻠﺠﺄ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﺑﺪﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﻣﻦ ﺻﺪور اﻟﻘﺮار‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﻮب وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬه ‪.‬‬
‫‪-03‬ﺗﻤﯿﯿﺰ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻦ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫ھﻨﺎك ﺣﺎﻻت ﻛﺜﯿﺮة ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻜﻦ‬
‫ﺳﻮف ﺳﯿﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻰ ﻣﺜﺎل وارد ﻓﻲ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وﯾﺘﻌﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ آﻧﮫ ‪ ،‬ﺑﺪﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫وھﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ھﻨﺎك دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺗﮭﺪف إﻟىﺈﻟﻐﺎء ﻗﺮار إداري ﺛﻢ ﯾﺘﻢ‬
‫إرداﻓﮭﺎ ﺑﺪﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﻟﻄﻠﺐ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﯾﻘﻀﻲ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ اﻗﺮب اﻵﺟﺎل ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎﻧﺼﺖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪،‬‬
‫واﻟﺪﻋﻮى اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﻋﺪة ﺟﻮاﻧﺐ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ واﻟﺘﺴﺒﯿﺐ‬
‫وﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬
‫ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ ھﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻟﻌﻨﺼﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺣﺴﺐ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ‪ ،‬وھﻮ ﻻ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧﻮن ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﻠﺰم‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺴﺒﯿﺐ وﺗﺒﯿﺎن ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﺨﻀﻊ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬
‫أن ﻣﺪة اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻣﺜﻼ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ھﻲ ﻧﺼﻒ اﻟﻤﺪة اﻟﻤﺤﺪدة ﻟﻠﻄﻌﻦ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫ﺿﺪ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ ﻓﺎﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬
‫‪-04‬أﺛﺎر ﺗﺨﻠﻒ ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﺣﺴﺐ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 924‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﯾﺆدي ﺗﺨﻠﻒ ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل إﻟﻰ رﻓﺾ اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﻟﻠﻄﻠﺐ اﻟﻤﻘﺪم ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺪﻋﯿﻦ وﻻ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص ‪ ،‬وﺑﻘﯿﺖ ﺣﺎﻟﺔ واﺣﺪة ﻟﻠﻘﻀﺎء‬

‫‪1‬ﺟﺒﺎر ﺣﯿﺎة‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪71 ،70‬‬

‫‪2‬ﺷﯿﮭﻮب ﻣﺴﻌﻮد ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪138‬‬

‫‪66‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺑﻌﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص ‪ ،‬وھﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺪﻟﻲ ھﻮ اﻟﻤﺨﺘﺺ ‪ " ,‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ‬
‫ﯾﺘﻮﻓﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ أو ﯾﻜﻮن ﻏﯿﺮ ﻣﺆﺳﺲ ﯾﺮﻓﺾ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ھﺬا اﻟﻄﻠﺐ‬
‫ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺴﺒﺐ ‪ ،‬وﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻈﮭﺮ ﺑﺎن اﻟﻄﻠﺐ ﻻ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﯾﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻌﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ " ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻋﺪﻡ ﺍﳌﺴﺎﺱ ﺑﺄﺻﻞ ﺍﳊﻖ‬

‫ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 918‬ﻣﻨﻖ ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" ﯾﺄﻣﺮ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺎﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ‪ .‬ﻻ ﯾﻨﻈﺮ ﻓﯿﺄﺻﻞ‬
‫اﻟﺤﻖ وﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻗﺮب اﻵﺟﺎل "‬
‫ﺗﺤﺪد ھﺬه اﻟﻤﺎدة اﻟﺸﺮط اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﯾﺘﻘﯿﺪ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬وھﻮ ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﺸﺮط اﻟﺬي ﯾﺘﻘﯿﺪ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺪﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻣﻦ ﺷﺮوط ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﺒﺎرة ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ واﺿﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺺ اﻟﻤﺬﻛﻮر أﻋﻼه ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن ﻓﻜﺮة‬
‫اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ ذاﺗﮭﺎ ﺗﻄﺮح ﺗﺴﺎؤل ﺣﻮل اﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﺣﻮل ﺗﻤﯿﯿﺰ أﺻﻞ‬
‫اﻟﺤﻖ ‪ ،‬ﻋﻦ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وان اﻟﻤﺸﺮع ﻧﺺ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 917‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ‬
‫اﻧﮫ " ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﻨﻮط ﺑﮭﺎ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع "‬
‫‪ ،‬وﺑﻤﺎ أن اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻢ ﯾﻘﺪم ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻟﻠﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ﯾﺘﻢ اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻔﻘﮫ واﻟﺘﻄﺒﯿﻘﺎت‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻟﮭﺬا اﻟﻌﻨﺼﺮ ‪.‬‬

‫‪-01‬اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﻔﻘﮭﻲ ﻟﻌﺪم اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ‬

‫ﺗﻢ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻋﺪة ﺗﻌﺎرﯾﻒ ﻓﻲ ھﺬااﻟﺸﺄن ﯾﺘﻢ ذﻛﺮ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﮭﺎ ﻟﺘﻮﺿﯿﺢ ﻣﻌﻨﻰ ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎس‬
‫ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪.‬‬
‫ﺣﯿﺚ ﻋﺮﻓﮫ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻲ راﺗﺐ ﺑﺄﻧﮫ " ﻣﻌﻨﻰ أﺻﻞ اﻟﺤﻘﻮق ھﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﮭﺎ وﺟﻮدا‬
‫وﻋﺪﻣﺎ ‪ ،‬ﻓﯿﺪﺧﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﻤﺲ ﺑﺼﺤﺘﮭﺎ أو ﯾﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻛﯿﺎﻧﮭﺎ أو ﯾﻐﯿﺮ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬أو ﻓﻲ اﻵﺛﺎر‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺮﺗﺒﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬أو ﻗﺼﺪھﺎ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان "‪.1‬‬

‫‪1‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ راﺗﺐ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺼﺮ اﻟﺪﯾﻦ ﻛﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎروق راﺗﺐ‪ ،‬ﻗﻀﺎء اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ص‬
‫‪.41‬‬

‫‪67‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫وﺗﻢ اﻹﺳﮭﺎب ﻓﻲ ﺗﻌﺮﯾﻒ أﺻﻞ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻷﺳﺘﺎذان ﻋﺰاﻟﺪﯾﻦ اﻟﺪﻧﺎﺻﻮري وﺣﺎﻣﺪ‬
‫ﻋﻜﺎز ‪ ,‬ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻊ ﻟﮭﻤﺎ‪ 1‬ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي ﯾﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻤﺴﺎس‬
‫ﺑﮫ ‪ ،‬ھﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﺬي ﯾﺤﺪد ﺣﻘﻮق واﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻛﻼ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻵﺧﺮ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﻮز‬
‫أن ﯾﺘﻨﺎول ھﺬه اﻟﺤﻘﻮق واﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﯿﺮ أواﻟﺘﺄوﯾﻞ ‪ ،‬اﻟﺬي ﻣﻤﻦ ﺷﺎﻧﮫ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﻤﻮﺿﻮع‬
‫اﻟﻨﺰاع اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ أن ﯾﻐﯿﺮ أو ﯾﻌﺪل ﻣﻦ ﻣﺮاﻛﺰ أﺣﺪ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ أو‬
‫أن ﯾﻌﺮض ﻓﻲ أﺳﺒﺎب ﺣﻜﻤﮫ إﻟﻰ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﺰاع ‪ ،‬أوان ﯾﺆﺳﺲ ﻗﻀﺎؤه ﻓﻲ‬
‫اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻮﻗﺘﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺒﺎب ﺗﻤﺲ أﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬أو أن ﯾﺘﻌﺮض إﻟﻰ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﺴﻨﺪات اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ‬
‫اﺣﺪ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ‪ ،‬ا وان ﯾﻘﻀﻲ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ أو اﻟﺒﻄﻼن ‪ ،‬أوﯾﺄﻣﺮ ﺑﺎﺗﺨﺎذ إﺟﺮاء ﺗﻤﮭﯿﺪي‬
‫ﻛﺎﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ أو ﻧﺪب ﺧﺒﯿﺮ أو اﺳﺘﺠﻮاب اﻟﺨﺼﻮم أو ﺳﻤﺎع اﻟﺸﮭﻮد أو ﺗﻮﺟﯿﮫ‬
‫اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ أو اﻟﻤﺘﻤﻤﺔ ﻹﺛﺒﺎﺗﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬ب ﻟﯿﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺘﺮك ﺟﻮھﺮ اﻟﻨﺰاع ﺳﻠﯿﻤﺎ‬
‫ﻟﯿﻔﺼﻞ ﻓﯿﮫ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪".‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺘﻌﺎرﯾﻒ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ‪ ،‬وھﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻮازن ﻣﺆﻗﺖ ﺑﯿﻦ اﻷﻃﺮاف ‪ ،‬وأﻧﮭﺎ ﺗﺘﺤﺎﺷﻰ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻰ ﻓﺤﺺ دﻗﯿﻖ ﻟﻠﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻨﺰاع وﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﻤﺴﺘﻨﺪات ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻈﺎھﺮ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺘﻌﺎرﯾﻒ أن‬
‫ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﺰاع ﻗﺎﺋﻢ أو ﻣﺤﺘﻤﻞ ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﺴﺒﻖ ﻋﻨﺼﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺻﻞ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﯾﻄﻠﺐ اﺣﺪ أﻃﺮاف اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ وﻋﺎدة ﻣﺎ‬
‫ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺪﻋﻲ ﺑﺼﻔﺔ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ إﺟﺮاء ﻣﻌﺎﯾﻨﺔ دون ﻣﻌﺮﻓﺔ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﮭﺎ‬
‫‪ ،‬ﻓﮭﻞ ھﻲ دﻋﻮى ﺗﻌﺪي أو دﻋﻮى وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ أو ﻃﺮد ﻣﺜﻼ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻌﺮف ﺑﺪﻋﻮى ﺗﮭﯿﺌﺔ‬
‫اﻟﺪﻟﯿﻞ ‪ ،‬وھﻲ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﮭﯿﺌﺔ ﻟﺪﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺠﻮھﺮ اﻟﻨﺰاع ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ أﺻﻞ اﻟﻨﺰاع اﻟﻤﻄﺮوح أو اﻟﺬي ﺳﯿﻄﺮح‬
‫ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﯾﺘﻘﯿﺪ ﺑﻤﺎ ﻗﺪﻣﮫ اﻷﻃﺮاف ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺎت اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ھﺬه‬
‫اﻟﺘﻌﺎرﯾﻒ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺒﺪو ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﻏﯿﺮ ﻣﺠﺪﯾﺔ ﻟﻠﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﺟﻮھﺮ اﻟﻨﺰاع واﻹﺟﺮاء‬

‫‪1‬ﻋﺰاﻟﺪﯾﻦ اﻟﺪﻧﺎﺻﻮري وﺣﺎﻣﺪ ﻋﻜﺎز‪ ،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻞ وﻗﻀﺎء اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪،‬‬
‫‪ ، 1997‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪68‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺘﻢ ﺗﻮﺿﯿﺤﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ ھﺬا‬

‫اﻟﺨﺼﻮص ‪.‬‬
‫‪-02‬اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻟﺸﺮط ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ‬
‫ﺳﻮف ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻣﺜﺎﻟﯿﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﯿﻦ ﯾﺘﻌﻠﻘﺎن ﺑﮭﺬا اﻟﺸﺮط ﻋﻠﻰ اﻓﺘﺮاض أن ھﻨﺎك ﺣﺎﻻت ﯾﺴﮭﻞ‬
‫ﺗﺼﻮر ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﯿﮭﺎ ‪ ,‬واﻓﺘﺮاض ﺛﺎﻧﻲ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻌﮫ ﺗﺼﻮر ﺗﺠﻨﺐ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع‬
‫ﻣﻊ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪.‬‬
‫‪-02‬أ‪ -‬ﻣﺜﺎل ﻋﻦ ﺗﺠﺴﯿﺪ ﺷﺮط ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ‬
‫ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪ ،‬ﺗﺤﺖ رﻗﻢ ‪ 065440‬ﺑﺘﺎرﯾﺦ‬
‫" ﺣﯿﺚ‬ ‫‪ ،1 2011-02-02‬وأھﻢ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻘﺮار ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‬
‫أن اﻟﻤﺪﻋﻮ "ب ع" ﯾﺴﺘﺄﻧﻔﺎﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺬي رﻓﺾ دﻋﻮاه اﻟﺮاﻣﯿﺔ إﻟىﺎﻷﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ‬
‫ﺻﺮف اﻟﺸﯿﻜﺎت اﻷرﺑﻊ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﮭﺎ ﻟﻠﺒﻠﺪﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺄﺟﯿﺮھﺎ ﻟﻠﻤﺤﻄﺎت ﺑﺤﺠﺔ إﺧﻼﻟﮭﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺑﻨﻰ ﻗﻀﺎة أول درﺟﺔ ﻗﻀﺎءھﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﺄن ﻋﻨﺎﺻﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮة ‪ ،‬ﻛﻤﺎ اﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ اﻟﻀﺮر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﮫ ‪.‬‬
‫ﺣﻮل ﻣﺴﺎﻟﺔ اﻻﺧﺘﺼﺎص‬
‫ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 918‬ﻣﻨﻖ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ أن ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ وﻻ‬
‫ﯾﻨﻈﺮ ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬وﺣﯿﺚ أن اﻟﺪﻓﻮع اﻟﻤﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ‬
‫اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺪى اﺣﺘﺮام اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ ﻻﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ ﻣﻌﮫ ﺣﯿﻦ ﯾﺪﻓﻊ ﺑﺄﻧﮭﺎ أﺧﻠﺖ ﺑﮭﺎ ‪.‬‬
‫وﺣﯿﺚ أﻧﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﺘﻤﺲ اﻷﻣﺮ ﺑﺘﺠﻤﯿﺪ ﺻﺮف اﻟﺸﯿﻜﺎت اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﯾﺔ اﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪.‬‬
‫وﺣﯿﺚ أن اﻟﻄﻠﺐ ﯾﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﺘﻄﺮق ﻷﺻﻞ اﻟﺤﻖ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺪى اﺣﺘﺮام اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ‬
‫ﻻﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮭﻤﺎ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ ودﻓﻮع أﺧﺮى أﺛﺎرھﺎ ﻛﻼھﻤﺎ ﺗﺨﺺ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪.‬‬
‫ﺣﯿﺚ اﻧﮫ ﻣﺤﻈﻮر ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻨﺪ اﺗﺨﺎذ ﺗﺪاﺑﯿﺮ ﻣﻌﯿﻨﺔ أن ﯾﻤﺲ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ‪،‬‬
‫ﻓﻜﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ أول درﺟﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪم اﺧﺘﺼﺎﺻﮫ‪.‬‬

‫‪1‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-02-02‬ﺗﺤﺖ رﻗﻢ ﻓﮭﺮس ‪ ،11-34‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ،065440‬ﻗﺮار ﻏﯿﺮ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺣﯿﺚ وﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﯾﺘﻌﯿﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ‪ ،‬وﻓﺼﻼ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﺑﻌﺪم اﺧﺘﺼﺎص‬
‫ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل "‪.‬‬
‫‪-02‬ب‪ -‬ﻣﺜﺎل ﺛﺎﻧﻲ ﯾﺠﺴﺪ اﻟﻔﺮﺿﯿﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ وھﻲ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺎﺻﻞ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺎﺿﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻹدارﯾﺔ‬
‫وﯾﺘﻌﻠﻖ ھﺬا اﻟﻤﺜﺎل ﺑﺎﻟﻄﺮد ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻛﻦ اﻟﻮﻇﯿﻔﯿﺔ ﻋﻨﺪ اﻧﺘﮭﺎء ﻣﺪة اﻟﻮﻇﯿﻔﺔ ‪ ،‬وﻟﺘﻮﺿﯿﺢ ھﺬه‬
‫اﻟﺼﻮرة ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻘﺮار رﻗﻢ ‪ 039120‬اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ‬
‫‪ ، 2007-04-24‬ﺣﯿﺚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻔﺄﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﯾﺘﻀﺢ أن‬
‫اﻟﻤﺪﻋﻲ ﻛﺎن ﯾﺸﻐﻞ ﻣﺴﻜﻦ وﻇﯿﻔﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء ﺗﺒﺴﺔ ‪ ،‬وان ذات اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗﺪ اﺳﺘﻘﺎل‬
‫ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﮫ ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﻔﯿﺪ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﻼﻗﺘﮫ اﻟﻮﻇﯿﻔﯿﺔ ﻛﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺻﺪر ﻗﺮار ﺑﻄﺮده ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻦ‬
‫اﻟﻮﻇﯿﻔﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺪاﻟﺔ ‪ ,‬واﻧﮫ ﻗﺎم ﺑﺮﻓﻊ دﻋﻮى ﻣﻦ اﺟﻞ وﻗﻒ اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ‬
‫اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻄﺮده ‪ ،‬وﺑﻌﺪ ﺻﺪور ﻗﺮار ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﯾﻘﻀﻲ‬
‫ﺑﻄﺮده ‪ ،‬ﻗﺎم ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻘﺮار أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ أﯾﺪت اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫ھﺬا اﻟﻘﺮار اﻟﻤﺬﻛﻮر ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﺄن اﻟﻤﻮﻇﻒ ﯾﺤﺘﻞ ﺳﻜﻦ وﻇﯿﻔﻲ ‪ ،‬و ﺑﻌﺪ اﻧﺘﮭﺎء ﻣﮭﺎﻣﮫ‬
‫ﯾﺼﺒﺢ ﺷﻐﻠﮫ ﻟﻠﺴﻜﻦ اﻟﻮﻇﯿﻔﻲ ﺑﺪون وﺟﮫ ﺣﻖ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺸﻜﻞ ﻣﺴﺎس ﺑﺎﺳﺘﻤﺮارﯾﺔ اﻟﻤﺮﻓﻖ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ‪.‬‬
‫ﯾﻼﺣﻆ وﺑﻮﺿﻮح ﻓﯿﮭﺬا اﻟﻘﺮار اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ‬
‫دﻋﺎوى اﻟﻄﺮد ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻨﺎت اﻟﻮﻇﯿﻔﯿﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺳﮭﺎ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﻻ‬
‫ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺮﻓﻊ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﻻن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪.‬‬
‫ﯾﺘﺒﯿﻨﻤﻦ اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﯿﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺤﺪﯾﺪ وﺗﻄﺒﯿﻖ ﺷﺮط ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬وﻣﺎ‬
‫ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﻞ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ھﻮ ﺟﺪﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ ھﺬا اﻟﺸﺮط واﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﺒﯿﺐ ‪،‬‬
‫ﻣﻊ اﻹﺷﺎرةإﻟىﺄن اﻟﺸﺮط اﻟﻮارد ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 917‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إواﻟﺬي ﯾﻘﻀﻲ ﺑﺎن اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ‬
‫اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ھﻲ ﻧﻔﺴﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﻓﮭﺬا اﻟﻘﯿﺪ اﻟﻮارد ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‬

‫‪70‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﯾﺰﯾﺪ اﻷﻣﺮ ﺗﻌﻘﯿﺪا ‪ ،‬ﻷن اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﻗﺪ‬
‫ﯾﻜﻮن ﻗﻨﺎﻋﺔ أوﻟﯿﺔ ﺣﻮل اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻗﺪ ﯾﺆدي إﻟﻰ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻋﺪم ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار إداري‬
‫ﺗﻢ اﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﻲ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ 919‬و ‪ 921‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪919‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮار إداري وﻟﻮ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع ﻃﻠﺐ إﻟﻐﺎء‬
‫ﻛﻠﻲ أو ﺟﺰﺋﻲ ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أﻧﯿﺄﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ھﺬا اﻟﻘﺮار أو ووﻗﻒ أﺛﺎر ﻣﻌﯿﻨﺔ‬
‫ﻣﻨﮫ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺮوف اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺗﺒﺮر ذﻟﻚ ‪ ،‬وﻣﺘﻰ ﻇﮭﺮ ﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ وﺟﻮد وﺟﮫ‬
‫ﺧﺎص ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ إﺣﺪاث ﺷﻚ ﺟﺪي ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻘﺮار ‪"...‬‬
‫ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪921‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪" :‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﺼﻮى ﯾﺠﻮز‬
‫ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أﻧﯿﺄﻣﺮ ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻀﺮورﯾﺔ اﻷﺧﺮى دون ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ أي ﻗﺮار‬
‫إداري ﺑﻤﻮﺟﺐ أﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ وﻟﻮ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب اﻟﻘﺮار اﻹداري اﻟﻤﺴﺒﻖ ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺘﻌﺪي أو اﻻﺳﺘﯿﻼء أو اﻟﻐﻠﻖ اﻹداري ﯾﻤﻜﻦ أﯾﻀﺎ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أﻧﯿﺄﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﻘﺮار اﻹداري اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﯿﮫ " ‪ ،‬ﺗﻈﮭﺮ ﻗﺮاءة اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ﻟﺒﺲ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﮭﺬا اﻟﺸﺮط ﺑﺴﺒﺐ‬
‫اﻟﺘﻜﺮار اﻟﻤﻮﺟﻮد ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺗﺒﯿﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﻗﻒ‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار ﻣﺘﻰ ﻛﺎن ھﻨﺎك ﺳﺒﺐ ﺟﺪي ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻘﺮار ‪ ،‬وﻣﺘﻰ ﺗﻢ ﺗﺒﺮﯾﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﮭﺎ اﻷوﻟﻰ اﻧﮫ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﺼﻮى‬
‫إﻻ اﻧﮫ ﻻ ﯾﺘﻢ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻐﻠﻖ اﻹداري ‪ ،‬واﻻﺳﺘﯿﻼء واﻟﺘﻌﺪي ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ھﻮ‬
‫اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ ، 919‬واﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬؟‪.‬‬
‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ :‬ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ ﰲ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‬

‫ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 926‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﺑﺄﻧﮫ ‪ " :‬ﯾﺠﺐ أن ﺗﺮﻓﻖ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ اﻟﺮاﻣﯿﺔ إﻟﻰ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﻘﺮار اﻹداري أو ﺑﻌﺾ أﺛﺎره ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻋﺪم اﻟﻘﺒﻮل ﺑﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻋﺮﯾﻀﺔ دﻋﻮى‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪".‬‬

‫‪71‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫وﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 942‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺄﻧﮫ " ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أن ﯾﻤﻨﺢ ﺗﺴﺒﯿﻘﺎ ﻣﺎﻟﯿﺎ‬
‫اﻟﻰ اﻟﺪاﺋﻦ اﻟﺬي رﻓﻊ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻨﺎزع ﻓﻲ وﺟﻮد‬
‫اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺼﻔﺔ ﺟﺪﯾﺔ ‪ ،‬وﯾﺠﻮز ﻟﮫ وﻟﻮ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ أن ﯾﺨﻀﻊ دﻓﻊ ھﺬا اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ ﻟﺪﻓﻊ ﺿﻤﺎن "‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ھﺎﺗﯿﻦ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ أن ﺷﺮط رﻓﻊ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﻟﺔ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﻘﺮار اﻹداري وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ اﻟﻤﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﯾﻀﺎف ﻟﮭﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪،‬‬
‫وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 948‬ﻣﻦ ذات اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﺨﻀﻊ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪،‬‬
‫وﻷﺣﻜﺎم ھﺬا اﻟﺒﺎب ‪ ،‬ﻓﺸﺮط رﻓﻊ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﮭﺬه اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺜﻼﺛﺔ رﻏﻢ اﻧﮫ‬
‫ﯾﻮﺟﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺸﺎﺑﮭﺔ ﻟﮭﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻟﻜﻦ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬وﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة‬
‫اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻤﺎدة ‪ 946‬اﻧﮫ ﯾﺠﻮز إﺧﻄﺎر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻌﺮﯾﻀﺔ ‪،‬‬
‫وھﻨﺎ اﻷﻣﺮ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﺧﯿﺮة ﯾﺸﺘﺮط رﻓﻊ دﻋﻮى‬
‫واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ﺗﮭﺪف إﻟﻰ وﻗﻒ إﺟﺮاء اﻟﺘﺼﺮف اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ أو اﻟﺼﻔﻘﺔ ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﺘﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ رﻓﻊ دﻋﻮﯾﯿﻦ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع واﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺈرﻓﺎق ﻋﺮﯾﻀﺔ‬
‫دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬واﻟﻤﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت أن ھﻨﺎك دﻋﻮى‬
‫واﺣﺪة ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ذاﺗﮭﺎ اﻹﺟﺮاء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ وﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺪﻋﻮى ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪ أو‬
‫اﻟﺼﻔﻘﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺤﺎﻻت ﻓﮭﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻄﻠﺒﺎت ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻄﻠﺐ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﯾﻜﻮن ﻓﻲ ﺷﻜﻞ أﻣﺮ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ ﻻ ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع وﻟﻜﻦ ھﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ‪ ،‬ﻓﯿﺴﺒﻖ اﻟﻄﻠﺐ دﻋﻮى‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﻓﯿﻜﻮن اﻹﺟﺮاء اﻟﻤﻄﻠﻮب ھﻮ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺬي ﯾﻨﺘﺎھﻰ ﺑﺎﺳﺘﺼﺪار أﻣﺮ ﯾﮭﻲءإﻟﻰ‬
‫دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺜﻞ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ ﻣﻌﺎﯾﻨﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة‬
‫‪ 939‬اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻄﻠﺐ ﻣﻨﮫ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬
‫إﺛﺒﺎﺗﺤﺎﻟﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺑﻤﻮﺟﺐ أﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ وﻟﻮ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب ﻗﺮار إداري ﻣﺴﺒﻖ أن ﯾﻌﯿﻦ‬
‫ﻟﯿﻘﻮم ﺑﺪون ﺗﺄﺧﯿﺮﺑﺈﺛﺒﺎت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮭﺎ أن ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻧﺰاع أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺔ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﯾﺘﻢ إﺷﻌﺎر اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺧﺒﯿﺮ ﻣﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر " ‪ ،‬ﻓﮭﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ‬

‫‪72‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺪﻋﻮى ﻣﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﺑﻞ ھﻲ إﺟﺮاء اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﯾﮭﻲء ﻟﺪﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ‬
‫‪.‬‬
‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪ :‬ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﺗﺨﻀﻊ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻻدارﯾﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻋﻮى ‪ ،‬واﻟﻤﻨﺼﻮص‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺿﻤﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص ﻓﻲ‬
‫ﻋﺮﯾﻀﺔ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻄﺎﺑﻊ اﻟﻤﺘﻤﯿﺰ ﻟﮭﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات ‪،‬‬
‫واﻟﺘﻲ ﺗﻈﮭﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد ‪ 923‬إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ‪ ، 935‬وﺗﺸﻜﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات ﺛﻠﺚ‬
‫اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪ ،‬وﺑﺘﻤﻌﻨﮭﺎ ﯾﻈﮭﺮ أﻧﮭﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺤﻮرﯾﻦ أﺳﺎﺳﯿﯿﻦ ‪،‬‬
‫اﻷول ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﺑﺴﻌﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﻮم ‪ ،‬واﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻨﻮط ﺑﺎﻹﺟﺮاءات‬
‫اﻟﻤﻨﻮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ أو اﻟﻄﻠﺐ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ ﺳﻮف ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺴﯿﻢ‬
‫ھﺬا اﻟﻤﻄﻠﺐ إﻟﻰ ﻓﺮﻋﯿﻦ اﻷول ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺼﻮم ‪ ،‬واﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﻮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ‪:‬ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﳋﺼﻮﻡ‬

‫ﺗﺘﻤﯿﺰ ھﺬه اﻻﺟﺮاءات ﺑﺸﻜﻠﯿﻦ ‪ ،‬إﻣﺎأن ﯾﻜﻮن اﻹﺟﺮاء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﯾﺘﻘﺪم ﺑﮫ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻔﺔ و اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬او ﯾﻜﻮن ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ دﻋﻮى ‪،‬‬
‫وﻛﻼ ﻣﻦ ﻋﺮﯾﻀﺔ اﻟﻄﻠﺐ أو اﻟﺪﻋﻮى ﯾﺠﺐ أن ﯾﺨﻀﻊ إﻟﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻌﯿﻦ ﯾﺸﺘﺮﻃﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻹﺟﺮاﺋﻲ ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺧﻄﻮات ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻌﻘﺪ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ‪ ،‬وﻧﻈﺮا ﻷھﻤﯿﺔ‬
‫ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﯿﻮب اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮﺑﺈﺟﺮاء اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻓﺎﻧﮫ‬
‫ﯾﺘﻌﯿﻦ اﺣﺘﺮام اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻌﺮﯾﻀﺔ ﺑﺪﻗﺔ ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﯾﻄﻠﺐ ﺗﺤﻘﻖ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻼﺣﻘﺔ ‪ ،‬ﺑﻌﺪ‬
‫ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ‪ ،‬وﻟﮭﺬا ﺳﯿﺘﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺷﺮوط اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ أوﻻ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻼﺣﻘﺔ‬
‫ﻟﺘﺴﺠﯿﻞ ﻋﺮﯾﻀﺔ اﻹﺟﺮاء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺛﺎﻧﯿﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﰲ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫‪-01‬اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﺮﯾﻀﺔ‪:‬ﯾﺘﻢ اﺳﺘﻨﺘﺎج ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻣﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﺒﺎب اﻷول ﺑﻌﻨﻮان‬
‫اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬و ﺟﺎءت ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﻨﻮان ‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫ﻋﺮﯾﻀﺔ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬واﻟﻤﺤﺪدة ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 14‬اﻟﻰ ‪ 17‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وﺗﺘﻤﺜﻞ ھﺬه‬
‫اﻟﺸﺮوط ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﺘﻮﻗﯿﻊ ‪ ،‬وذﻛﺮ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ‪ ،‬ودﻓﻊ اﻟﺮﺳﻮم‪.‬‬
‫‪-01‬أ‪ -‬ﺷﺮط اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ‪ :‬اﺷﺘﺮط اﻟﻤﺸﺮع أن ﺗﻜﻮن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ﻟﺮﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬أو ﺗﻘﺪﯾﻢ‬
‫اﻟﻄﻠﺐ ‪ ،‬أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﺗﻢ ﺗﺄﻛﯿﺪ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺎدة ‪ 14‬ﻣﻦ‬
‫ق‪.‬إم‪.‬إ ‪ ،‬وﯾﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﻟﻰ أن ھﺬا اﻟﺸﺮط ﯾﺒﻘﻰ اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺣﺎﻟﯿﺎ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪،‬‬
‫وﯾﺮﺟﻊ اﺧﺘﯿﺎر ھﺬه اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ﻟﺒﺴﺎﻃﺘﮭﺎ ‪ ،‬ﻟﻠﻤﺘﻘﺎﺿﻲ واﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ان اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ھﻲ اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ‬
‫اﻟﻔﻌﺎﻟﯿﺔ ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺟﺮاء ﺑﺼﻔﺔ دﻗﯿﻘﺔ وﻣﻮﺟﺰة ‪ ،‬ﻓﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 08‬ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ ﯾﻨﻔﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ‪ ،‬أو اﻻدﻋﺎء‬
‫ﺑﺘﺨﻠﻒ اﺣﺪ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺨﺼﻮم ‪.‬‬
‫‪-01‬ب‪-‬اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ‪ :‬ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﮭﺎ اﻟﻤﺎدة ‪ 15‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻟﺖ‬
‫إﻟﯿﮭﺎ اﻟﻤﺎدة ‪ 816‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ذﻛﺮ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ أﻣﺎﻣﮭﺎ اﻟﺪﻋﻮى‬
‫‪ -‬اﺳﻢ وﻟﻘﺐ اﻟﻤﺪﻋﻲ وﻣﻮﻃﻨﮫ ‪،‬‬
‫‪ -‬اﺳﻢ وﻟﻘﺐ وﻣﻮﻃﻦ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮫ ﻣﻮﻃﻦ ﻣﻌﻠﻮم ﻓﺂﺧﺮ ﻣﻮﻃﻦ ﻟﮫ ‪،‬‬
‫‪ -‬اﻹﺷﺎرةإﻟﻰ ﺗﺴﻤﯿﺔ وﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨﻮي ‪ ,‬ﻣﻘﺮه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﺻﻔﺔ ﻣﻤﺜﻠﮫ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ أو اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪،‬‬
‫‪ -‬ﻋﺮض ﻣﻮﺟﺰ ﻟﻠﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻄﻠﺒﺎت ‪ ،‬واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺳﺲ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺪﻋﻮى ‪،‬‬
‫‪ -‬اﻹﺷﺎرة ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻨﺪات واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺆﯾﺪة ﻟﻠﺪﻋﻮى ‪.‬‬
‫ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺨﻠﻒ اﺣﺪ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ ، 15‬ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻻ ﯾﻤﻨﻊ ﻣﻦ‬
‫ﺗﺼﺤﯿﺢ ھﺬا اﻹﺟﺮاء ﻻﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف راﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 817‬ﻣﻦ‬
‫ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺸﺄن ھﻮ ﺗﺒﺴﯿﻂ اﻹﺟﺮاءات ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﻋﯿﻦ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وان‬
‫ھﺬھﺎﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﯾﺴﮭﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص ﻟﻠﺨﺼﻢ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻟﻠﻘﯿﺎم ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻼزﻣﺔ ‪،‬‬

‫‪74‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫واﻻﻧﺼﺮاف إﻟﻰ ﺟﻮھﺮ ﻗﻀﯿﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وﺗﺠﺎوز اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺸﻜﻠﻲ ‪ ،‬اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ‬
‫ﺗﻌﻄﯿﻞ إﺻﺪارأواﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻹﻃﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﺧﺬ واﻟﺮد ﺑﯿﻦ اﻟﺨﺼﻮم ‪ ،‬ﻓﻤﻦ‬
‫ﺑﺎب ﺣﺴﻦ ﺳﯿﺮ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ واﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬
‫‪-01‬ج‪-‬ﺗﻮﻗﯿﻊ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ‪:‬ﺗﻢ اﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 14‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وﺑﻤﺎ أن‬
‫اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ 815‬و ‪ 904‬ﺗﺆﻛﺪان اﻧﮫ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ ، 800‬ﻓﺈن ﻣﺴﺎﻟﺔ اﻟﺘﻤﺜﯿﻞ ﺑﻤﺤﺎﻣﻲ وﺟﻮﺑﻲ أﻣﺎم ﺟﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ ،‬واﻟﺘﻮﻗﯿﻊ ﯾﻜﻮن‬
‫ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ‪ ،‬وﯾﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﻮﻗﯿﻊ ﻣﻊ ﺧﺘﻢ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ رﻏﻢ اﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺘﻢ ذﻛﺮ ذﻟﻚ‬
‫ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻣﺤﻞ اﺳﺘﺤﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺪﻋﻮى اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ دﻗﺔ وﺳﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﺴﺎغ إﺳﻨﺎد ھﺬه اﻟﻤﮭﻤﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺘﻤﺮس ﻋﻠﻰ اﻹﺟﺮاءات ‪ ،‬وﻋﻠﻰ دراﯾﺔ ﺑﺈﺟﺮاءات‬
‫اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﻘﺮات اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻤﺜﯿﻞ ﺑﻤﺤﺎﻣﻲ ﯾﻮﻓﺮ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﺟﺮاءات وﯾﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ‬
‫اﺣﺘﻤﺎل اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ أﺧﻄﺎءإﺟﺮاﺋﯿﺔ ﻻ ﺳﯿﻤﺎ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وﯾﺴﮭﻞ ﻋﻤﻞ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪.‬‬
‫‪-01‬د‪ -‬دﻓﻊ اﻟﺮﺳﻢ ‪:‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 17‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ اﻧﮫ ‪ ":‬ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺮﺳﻢ ﺷﺮط ﻣﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ‪ ،‬وﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﻌﺮوف ﻓﻲ ﻗﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﺈن اﻟﺮﺳﻢ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﺴﺎھﻤﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻃﺮف اﻟﻤﺘﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ أداء ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺮﻓﻘﯿﺔ ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﺜﻞ اﺟﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺨﺪﻣﺔ ‪ ،‬ھﺬا ﻣﻦ‬
‫ﺟﮭﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ ﻓﺈن ﺗﻮﻓﯿﺮ ﻣﺮﻓﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺎم اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وﻓﺮض اﻟﺮﺳﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ اﻟﺘﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﺎوى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‪ ،‬وﺗﺠﻨﺐ اﻟﺪﻋﺎوى اﻟﻜﯿﺪﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﮭﺎم ﻏﯿﺮ اﻟﻨﺎﺟﻌﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎء ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم دﻓﻊ اﻟﺮﺳﻢ ﯾﻔﺼﻞ ﻓﯿﮫ رﺋﯿﺲ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ‬
‫ﺑﺄﻣﺮ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻷي ﻃﻌﻦ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺎدة ‪ 17‬واﻟﻤﺎدة ‪ 825‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،1‬وﻟﻌﻞ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻘﻼﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﯾﻔﺼﻞ ﻓﯿﮭﺎ ﻗﺎﺿﻲ ﺑﻤﻔﺮده ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻓﺈن دﻓﻊ اﻟﺮﺳﻢ‬
‫ﯾﺘﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺪﻋﯿﻦ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻠﻢ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ‬

‫‪1‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 825‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ ‪ ":‬ﯾﻔﺼﻞ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎء ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻢ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬واﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﯾﺪاع وﺟﺮد اﻟﻤﺬﻛﺮات واﻟﻤﺴﺘﻨﺪات ﺑﺄﻣﺮ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻷي ﻃﻌﻦ " ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم دﻓﻊ اﻟﺮﺳﻢ ﯾﺆدي ﺑﺼﻔﺔ آﻟﯿﺔ ﻟﻌﺪم ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﻌﻔﺎة‬
‫ﺑﻨﺺ ﺻﺮﯾﺢ‪.1.‬‬
‫‪-01‬ھــ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ‪ :‬ﺗﺒﻠﯿﻎ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى ﯾﻤﺜﻞ أﺳﺎس ﺗﻔﻌﯿﻞ ﻣﺒﺪأ اﻟﻮﺟﺎھﯿﺔ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ‬
‫ﯾﺘﻤﻜﻦ اﻷﻃﺮاف ﻣﻦ ﻓﺮص ﻣﺘﺴﺎوﯾﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﺮاﻛﺰھﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ وﺿﻤﺎﻧﺎ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﺴﺎواة‬
‫أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺘﺼﻮر أﻧﺎﻹدارة ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﻓﻤﺴﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ﯾﻔﺘﺮض أن ﺗﻜﻮن أﺳﮭﻞ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﮭﺎ اﻹدارﯾﺔ ﻟﮭﺎ‬
‫ﻣﻘﺮات واﺿﺤﺔ وﻗﺎرة ‪ ،‬واﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى وﻟﯿﺲ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻤﻮﺟﮫ ﻣﺒﺎﺷﺮة‬
‫ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﺠﻮز‬ ‫ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 939‬ﻣﻦ ق إ م إ‬
‫ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻄﻠﺐ ﻣﻨﮫ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ إﺛﺒﺎت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺑﻤﻮﺟﺐ أﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ‬
‫‪ ،‬وﻟﻮ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب ﻗﺮار إداري ﻣﺴﺒﻖ أن ﯾﻌﯿﻦ ﺧﺒﯿﺮا ﻟﯿﻘﻮم ﺑﺪون ﺗﺄﺧﯿﺮﺑﺈﺛﺒﺎت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ‬
‫اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮭﺎ أن ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻧﺰاع أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﯾﺘﻢ إﺷﻌﺎر اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﺒﯿﺮ اﻟﻤﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ 928‬و ‪ 929‬ﻣﻦ ق إ م إ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ وﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق ‪.‬‬
‫ﺗﺤﺪد ھﺬه اﻟﻤﻮاد ﺿﺮورة وﺟﻮد ﺗﺒﻠﯿﻎ رﺳﻤﻲ ﺛﻢ ﺗﺬﻛﺮ اﻧﮫ ﯾﺘﻢ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺨﺼﻮم ﺑﻜﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﻄﺮق‪ ،‬ﻓﻤﺎ ھﻲ ھﺬه اﻟﻄﺮق ؟‪.‬‬
‫ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻓﻲ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إإﻻ ﺗﺒﻠﯿﻎ رﺳﻤﻲ وﺣﯿﺪ ﯾﻌﺘﺪ ﺑﮫ ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ‪ ،‬وھﻮ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺬي ﯾﺘﻢ‬
‫ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﻣﺤﻀﺮ ﻗﻀﺎﺋﻲ ‪ ،3‬وﺑﮭﺬا اﻟﺨﺼﻮص ﻧﺘﺴﺎءل ﻋﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم‬
‫اﺣﺘﺮام إﺟﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯿﺎب اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ‬

‫‪1‬اﻧﻈﺮاﻟﻤﺎدة ‪ 213‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ‪ ،‬و ﻛﺬا أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 04/21‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2004/12/29‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 2005‬ﻻﺳﯿﻤﺎ اﻟﻤﺎدة ‪ 18‬ﻣﻨﮫ اﻟﻤﻌﺪﻟﺔ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 213‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ‪ ، .‬ج ر رﻗﻢ ﻟﺴﻨﺔ‬
‫‪ .‬ﻣﻊ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ أﻧﮫ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺪﻋﯿﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻌﻔﻰ ﻣﻦ دﻓﻊ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻤﺬﻛﻮرة أﻋﻼه وﻛﺬا اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ‬
‫اﻹداري‪ ,‬اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﺨﺰﯾﻨﺔ‪ ,‬اﻟﻮﻻﯾﺔ‪ ,‬اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ‪ ,‬اﻟﻀﻤﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ,‬و ﯾﺸﻤﻞ ھﺬا اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ‪ ,‬ﺗﺴﻠﯿﻢ اﻷﺣﻜﺎم ‪,‬‬
‫إﯾﺪاع اﻟﻌﻘﻮد‪.‬‬
‫‪2‬ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 928‬ﻛﺎﻵﺗﻲ ‪ ":‬ﺗﺒﻠﻎ رﺳﻤﯿﺎ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬وﺗﻤﻨﺢ ﻟﻠﺨﺼﻮم آﺟﺎل ﻗﺼﯿﺮة ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ ﻣﺬﻛﺮات اﻟﺮد أو ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﮭﻢ ‪ ،‬وﯾﺠﺐ اﺣﺘﺮام ھﺬه اﻵﺟﺎل ﺑﺼﺮاﻣﺔ و إﻻ اﺳﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﮭﺎ دون اﻋﺬار "‪.‬‬
‫وﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ " 929‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺨﻄﺮ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻄﻠﺒﺎت ﻣﺆﺳﺴﺔ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬أو اﻟﻤﺎدة ‪920‬‬
‫أﻋﻼه‪ ،‬ﯾﺴﺘﺪﻋﻰ اﻟﺨﺼﻮم إﻟﻰ اﻟﺠﻠﺴﺔ ﻓﻲ اﻗﺮب اﻵﺟﺎل وﺑﻤﺨﺘﻒ اﻟﻄﺮق "‪.‬‬
‫‪3‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 12‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 03-06‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2006-02-20‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻣﮭﻨﺔ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ )ج ر رﻗﻢ‬
‫‪ 14‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ (2006‬ﻋﻠﻰ اﻧﮫ " ﯾﺘﻮﻟﻰ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺗﺒﻠﯿﻎ اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺴﻨﺪات واﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ‬
‫واﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺤﺪد اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻃﺮﯾﻘﺔ أﺧﺮى ﻟﻠﺘﺒﻠﯿﻎ " ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫‪ ،‬ﻷن اﻟﻄﺮق اﻷﺧﺮى زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻏﯿﺮ واﺿﺤﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺮﺗﺐ ﻧﻔﺲ أﺛﺎر اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ‬
‫اﻟﺮﺳﻤﻲ ‪ ،‬وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻘﺎﻧﻮن ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻣﮭﻨﺔ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ واﻟﻨﺼﻮص‬
‫اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﯿﺔ اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻟﮫ ‪ ،‬ﻻ ﻧﺠﺪ ﻧﺺ ﯾﻨﻈﻢ وﯾﻠﺰم اﻟﻤﺤﻀﺮﯾﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﯿﻦ ﺑﺎﻟﻤﺪاوﻣﺔ ﺧﻼل‬
‫أﯾﺎﻣﺎﻷﻋﯿﺎد واﻟﻌﻄﻞ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺨﺪم اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻟﮭﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻷﺳﺒﻮع ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﻟﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﺼﻮى ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﯾﺘﻌﺬر ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻤﺪﻋﻲ ﻣﻦ ﺗﺒﻠﯿﻎ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ اﻹدارة ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﺷﻄﺐ اﻟﻘﻀﯿﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺪم ﻧﺠﺎﻋﺔ رﻓﻊ دﻋﻮى‬
‫اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺪم اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯿﮫ وﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﺪﻋﻮى اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺎن اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ﺷﺮط وﺟﻮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻋﺪم ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻜﻔﯿﻠﺔ ﻹﺗﻤﺎم ھﺬا اﻹﺟﺮاء ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺪﻋﻮى ﯾﺆدي‬
‫إﻟﻰ إﻋﺎﻗﺔ و ﻋﺪم ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ اﻹﺟﺮاء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪ :‬ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﻨﻮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬

‫ﺗﻈﮭﺮ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟىﺎﻟﺪور اﻻﯾﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري‬

‫ﺑﺤﯿﺚ ﻻ ﯾﻌﺘﺒﺮﻣﺠﺮد ﻓﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﯾﻄﻠﺒﮫ اﻷﻃﺮاف ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﯾﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻮﺟﯿﮫ اﻟﺪﻋﻮى ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﺎر اﻟﻤﻘﺮر ‪ .‬ﻓﺈن ﻋﻤﻠﮫ ﯾﺸﺒﮫ دور ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ‪،‬‬
‫ﺳﻮاء أﻣﺎﻣﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻻدارﯾﺔأو ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻜﺘﻔﻲ ﺑﻤﺎ ﯾﻘﺪﻣﮫ اﻷﻃﺮاف ‪ ،‬ﺑﻞ ﻟﮫ‬
‫أﻧﯿﺄﻣﺮﺑﺄﯾﺈﺟﺮاء ﺿﺮوري ﺑﺼﻔﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﯾﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ إدارة اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ وﯾﮭﻲء اﻟﻤﻠﻒ‬
‫ﻟﯿﻜﻮن ﺟﺎھﺰا ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﯿﮫ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﺗﻢ ﺗﺠﺴﯿﺪ اﻟﺪور اﻻﯾﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ‬
‫اﻹداري ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪة ﻣﻮاد ﻓﻲ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ‪ ":‬ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أﻧﯿﺄﻣﺮ ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻀﺮورﯾﺔ اﻷﺧﺮى ‪، "...‬‬
‫وﻛﺎﻧﺖ ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﻤﺎدة ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺮاه ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ اﺟﻞ‬
‫اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﺟﺎزت اﻟﻤﺎدة ‪ ، 922‬ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺪول ﻓﻲ‬
‫أي وﻗﺖ وﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت ﺟﺪﯾﺪة ‪ ،‬ﻋﻦ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ وأن أﻣﺮ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬أو ﯾﻀﻊ ﺣﺪا‬
‫ﻟﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﮭﻨﺎك ﻣﺠﺎل ﻣﺮن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ اﻹﺟﺮاءات ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ اﺟﻞ‬

‫‪77‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﻣﺮاﻋﺎة ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻷﻃﺮاف ‪ ،‬وﺗﺒﺴﯿﻂ إﺟﺮاءات اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وﻛﻞ ھﺬا‬
‫ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة ﻣﺎ ﯾﻘﺘﻀﯿﮫ ﻣﺒﺪأ ﻣﺴﺎواة اﻟﺨﺼﻮم أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ .‬وﯾﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﻣﺒﺎدئ إﺟﺮاﺋﯿﺔ‬
‫ﻛﺮﺳﮭﺎق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ﺗﺼﻨﻒ ھﺬه اﻻﺟﺮاءات إﻟﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ ﻣﻨﮭﺎ إﺟﺮاءات ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ‪ ،‬وأﺧﺮى‬
‫ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺻﺪار اﻷواﻣﺮ ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ‪:‬‬

‫ﺗﺘﻤﺜﻞ ھﺬه اﻹﺟﺮاءات ﻓﻲ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫ﺃ‪ :‬ﺟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ‪:‬‬

‫ﯾﺘﻢ أول إﺟﺮاء ﻣﺒﺎﺷﺮﺗﮫ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﯿﯿﺪ ﻋﺮﯾﻀﺔ اﻟﺪﻋﻮى ھﻮ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺠﻠﺴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف رﺋﯿﺲ‬
‫اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ ‪ ،‬وﯾﺒﻠﻎ ﻣﺤﺎﻓﻆ اﻟﺪوﻟﺔ وﯾﻜﻮن ھﺬه ﺑﻌﺪ ﺗﺤﺪﯾﺪا ﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﻤﻨﺎط ﺑﮭﺎ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ‪ ،‬أﻣﺎﻣﺎﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ وﯾﺠﯿﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺠﮭﺔ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔأن ﯾﻘﺮر ﻓﻲ أي وﻗﺖ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻀﺮورة ‪ ،‬ﺟﺪوﻟﺔ أي ﻗﻀﯿﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﯿﮭﺎ‬
‫‪ ،‬وﯾﺨﻄﺮ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺨﺼﻮم ﺑﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﺎدى ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﯿﺔ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 876‬ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ‪ ":‬ﯾﺨﻄﺮ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺨﺼﻮم ﺑﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﺎدى ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﯿﺔ ‪ ،‬ﯾﺘﻢ‬
‫اﻹﺧﻄﺎر ﻣﻦ أﻣﺎﻧﺔ اﻟﻀﺒﻂ ﻋﺸﺮة أﯾﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻗﺒﻞ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺠﻠﺴﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﯾﺠﻮز ﺗﻘﻠﯿﺺ ھﺬا اﻷﺟﻺﻟﻰ ﯾﻮﻣﯿﻦ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ رﺋﯿﺲ ﺗﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺤﻜﻢ " ‪.‬‬
‫ﺏ‪ :‬ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻮﺟﺎﻫﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ ": 923‬ﯾﻔﺼﻞ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﻓﻖ إﺟﺮاءات وﺟﺎھﯿﺔ ‪ ،‬ﻛﺘﺎﺑﯿﺔ ‪ ،‬وﺷﻔﻮﯾﺔ "‬
‫‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺎءت اﻟﻤﺎدة ﻋﻠﻰ ﺻﯿﻐﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻤﺎ ﯾﻔﯿﺪ اﻟﻮﺟﻮب ‪ ،‬وﯾﺠﺴﺪ ﻣﺒﺪأ اﻟﻮﺟﺎھﯿﺔ ﻣﺒﺪأ‬
‫اﻟﻤﺴﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻷﺷﺨﺎص ‪ ،‬وﯾﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻣﺒﺪأ اﻟﻮﺟﺎھﯿﺔ‬
‫ﺗﺒﻠﯿﻎ ﻛﻞ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﻌﻨﯿﯿﻦ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬ﺑﻌﺮﯾﻀﺔ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺪﻋﻮى واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺈﺛﺒﺎت‬
‫اﻟﺤﻘﻮق وﻧﻔﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﯿﺘﻢ ﺗﻤﻜﯿﻦ ﺟﻤﯿﻊ أﻃﺮاف اﻟﺪﻋﻮى ﺑﺠﻤﯿﻊ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وإذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺘﺴﺎوﯾﺔ ﻟﻸﻃﺮاف ‪ ،‬ﻓﻠﻠﻘﺎﺿﻲ أﻧﯿﺄﻣﺮاﻟﻤﺪﻋﻲ‬

‫‪78‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫آو اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﺗﻢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻻدﻋﺎء أو ﻓﻲ رد اﻟﺨﺼﻢ ‪ ،‬وﯾﻘﺘﻀﻲ ﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﻣﺒﺪأ اﻟﻮﺟﺎھﯿﺔ أن ﯾﺤﻀﺮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﻣﺔ أو ﻣﻦ ﯾﻤﺜﻠﮫ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن ‪،‬‬
‫آو ﺑﻤﻮﺟﺐ وﻛﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎﺿﻲ او اﻹذن اﻟﺬي ﯾﺸﺘﺮﻃﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﺑﻤﺎ أﻧﻖ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﯾﺸﺘﺮط‬
‫ﺗﻤﺜﯿﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ واﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﺤﺎﻣﻲ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺣﻀﻮر اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ وﻗﯿﺎﻣﮫ‬
‫ﺑﺎﻹﺟﺮاءات ﯾﺤﻘﻖ ﺷﺮط اﻟﻮﺟﺎھﯿﺔ ‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﻌﻔﻰ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 800‬ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺜﯿﻞ ﺑﻤﺤﺎﻣﻲ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ أﻛﺪﺗﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 828‬ﺑﻘﻮﻟﮭﺎ ‪ ":‬ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة‬
‫اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺪوﻟﺔ أو اﻟﻮﻻﯾﺔ أو اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ أو اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ذات‬
‫اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺪﻋﻲ أو ﻣﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻮزﯾﺮ‬
‫اﻟﻤﻌﻨﻲ ‪ ،‬اﻟﻮاﻟﻲ ‪ ،‬رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ ‪ ،‬واﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ " ‪ .‬ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺤﻀﺮ اﻷﻃﺮاف ﺑﺪون ﺗﺒﻠﯿﻎ‬
‫رﺳﻤﻲ ‪ ،‬أو ﻋﺪم ﺻﺤﺔ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ‪ ،‬ﻓﮭﻨﺎ ﺣﻀﻮر اﻷﻃﺮاف ﯾﻐﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮر ﻃﺎﻟﻤﺎ‬
‫أن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻨﮫ ﺗﺤﻘﻘﺖ ‪ ،‬وﺑﻤﺎ أﻧﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻜﺘﺎﺑﯿﺔ ﻓﯿﺠﺐ أﻧﯿﺘﺄﻛﺪ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﯾﺒﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﺜﺒﺖ‬
‫اﻟﻮﺟﺎھﯿﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﺗﺴﻠﻢ ﻋﺮاﺋﺾ أو رﺳﺎﺋﻞ ﺗﺄﺳﯿﺴﺘﺜﺒﺖ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬وﻣﻊ‬
‫ذﻟﻚ ﻓﺤﻀﻮر اﻷﺷﺨﺎص ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﻣﺤﺎﻣﯿﮭﻢ ﻻ ﯾﻤﻨﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺳﻤﺎع‬
‫أﻗﻮاﻻﻷﻃﺮاف ‪ ،‬وﺣﻀﻮرھﻢ اﻟﺸﺨﺼﻲ إذا اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻧﻈﺮا ﻟﻤﺎ ﯾﻘﺘﻀﯿﮫ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ‬
‫وﻣﺎ ﯾﻘﺘﻀﯿﮫ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬وھﺬا ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻤﻜﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ‬
‫ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﺰاع ‪.‬‬
‫ﺝ‪ :‬ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺋﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺘﻢ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد اﻟﺸﻔﺎھﯿﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺪﻋﻮى ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺤﺪودة ﺟﺪا ﻓﻲ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﯾﻐﻠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻄﺎﺑﻊ‬
‫اﻟﻜﺘﺎﺑﻲ وھﻮ اﻷﺻﻞ ‪ ,‬وھﺬا ﻋﻜﺲ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺨﺎﺻﯿﺔ اﻟﺸﻔﺎھﯿﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﻟﺐ‪ ,1‬وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻣﻦ ﻃﺮف أﻃﺮاف‬

‫‪1‬د‪ .‬ﺣﻠﻤﻲ ﻣﺤﻤﻮد ‪ ,‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ ,‬ﻗﻀﺎء اﻹﻟﻐﺎء‪ ,‬اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻜﺎﻣﻞ ‪ ,‬إﺟﺮاءات اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ‪ ,‬ط‪ ,2‬دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ‪,‬‬
‫اﻟﻘﺎھﺮة ‪ ,‬ﻣﺼﺮ ‪,1977 ,‬ص ‪367‬‬

‫‪79‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﯾﻘﺪم ﻣﻜﺘﻮب ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﯾﺒﯿﻦ ﻓﯿﮭﺎ إدﻋﺎءاﺗﮭﻢ وﻣﻄﺎﻟﺒﮭﻢ‬
‫وﯾﻀﻤﻨﻮﻧﮭﺎ أدﻟﺘﮭﻢ واﻟﺤﺠﺞ اﻟﺘﻲ ﯾﺴﺘﻨﺪون إﻟﯿﮭﺎ ﻟﺘﺒﺮﯾﺮ ﻣﻮاﻗﻔﮭﻢ ‪ ,‬واﻟﺠﺪﯾﺮ ﺑﺎﻟﻤﻼﺣﻈﺔ أن‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎت اﻟﺸﻔﻮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮح وﺑﯿﺎن ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺬﻛﺮات‬
‫رﻏﻢ أن اﻟﻤﺎدة ‪ 923‬ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ إﻟﺰاﻣﯿﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺸﻔﮭﯿﺔ ‪ ،‬وﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻹدارﯾﺔ أن ﯾﺒﻨﻲ ﻗﻨﺎﻋﺘﮫ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻷدﻟﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻷوراق‬
‫اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﻤﻠﻒ اﻟﻘﻀﯿﺔ‪.1‬‬
‫ﺩ‪:‬ﺷﻔﺎﻫﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ‬

‫ﺧﻮل اﻟﻤﺸﺮع إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺷﻔﺎھﺔ اﻹﺟﺮاءاﺗﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻧﮫ ﺷﺮط‬
‫اﻟﺰاﻣﻲ‪ ،‬ﻻﻧﮫ ﺗﻜﻔﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻟﺘﻮﺿﯿﺢ ﻃﻠﺒﺎت ودﻓﻮع اﻟﺨﺼﻮم ‪ ،‬اﻻ اﻧﮫ ﯾﻄﺮح اﻟﺘﺴﺎؤل‬
‫ﺑﺨﺼﻮص دواﻋﻲ إﺿﺎﻓﺔإﺟﺮاءات ﻻ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﯿﮭﺎ ‪ ،‬إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﺎﻓﯿﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 522‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻧﺠﺪ أن اﻟﻤﺸﺮع اﺳﺘﻌﻤﻞ ﺣﺮف "أو" اﻟﺬي‬
‫ﯾﻔﯿﺪ اﻟﺘﺨﯿﯿﺮ‪ 2‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﻔﯿﺪ ﺣﺮف "اﻟﻮاو" ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ واﻟﺘﻌﻘﯿﺐ ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ‬
‫أن ﻣﺒﺪأ ﺷﻔﻮﯾﺔ اﻹﺟﺮاءات ھﻮ إﺟﺮاء ﺗﻜﻤﯿﻠﻲ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪،‬‬
‫وان اﻷﻣﺮ ﻛﺎن واردا ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺘﺨﯿﯿﺮ وﻟﯿﺲ اﻟﻮﺟﻮب ‪ ،‬ھﻮ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة ‪288‬‬
‫ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﺿﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷول اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ أﻣﺎم ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺠﮭﺎت‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ ‪ " :‬ﯾﻜﻮن اﻟﺤﻜﻢ ﺣﻀﻮرﯾﺎ إذا ﺣﻀﺮ اﻟﺨﺼﻮم ﺷﺨﺼﯿﺎ أو ﻣﻤﺜﻠﯿﻦ‬
‫ﺑﻮﻛﻼﺋﮭﻢ ‪ ،‬أو ﻣﺤﺎﻣﯿﮭﻢ أﺛﻨﺎء اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ أو ﻗﺪﻣﻮا ﻣﺬﻛﺮات ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﺒﺪو ﻣﻼﺣﻈﺎت‬
‫ﺷﻔﻮﯾﺔ " ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻨﺺ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ‪ ،‬اﻟﺬي اﺳﺘﻌﻤﻞ ﺣﺮف اﻟﺘﺨﯿﯿﺮ "أو" ‪،‬‬
‫ﻓﯿﺒﺪو أن اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻢ ﯾﻘﺼﺪ إﻟﺰاﻣﯿﺔ اﻹﺟﺮاء ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻄﺄ ﻓﻲ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬د‪.‬ﺣﺴﻦ اﻟﺴﯿﺪ ﺑﺴﯿﻮﻧﻲ ‪ ,‬دور اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ,‬دراﺳﺔ ﺗﻄﺒﯿﻘﯿﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻠﻨﻈﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﻓﺮﻧﺴﺎ‬
‫‪.‬‬
‫واﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ,‬ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻜﺘﺐ ‪ ,‬اﻟﻘﺎھﺮة ‪ ,‬ﻣﺼﺮ ‪,1998 ,‬ص ‪140 ,139‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Le juge des référés statue au terme d’une procédure contradictoire écrite ou orale.‬‬

‫‪80‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﺑﻌﺪ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﻤﺘﺴﻠﺴﻠﺔ واﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل ـ ﺗﻘﻮم اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺗﺤﺖ رﺋﺎﺳﺔ رﺋﯿﺲ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ ﺑﺈﺻﺪار اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﯾﺸﺘﺮﻃﮫ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﯾﺠﺐ أن ﯾﺤﺘﻮي اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﯿﺎﻧﺎت وﺣﯿﺜﯿﺎت ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ واﻧﮫ ﯾﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺘﺎﺑﻲ ‪،‬‬
‫وﯾﺘﻢ اﻟﻨﻄﻖ ﺑﮫ ﺷﻔﺎھﺔ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﻋﻠﻨﯿﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ ﺳﯿﺘﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺷﻜﻞ اﻷﻣﺮ ﺛﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﻀﻤﻮﻧﮫ ‪،‬‬
‫ﺛﻢ ﺑﯿﺎن ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪.‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺷﻜﻞ ﺍﻷﻣﺮ‬

‫ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أﯾﺔ ﻣﺎدة ﻓﻲ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﯾﺤﺪد اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﻮاﺟﺐ ذﻛﺮھﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري‬
‫‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻢ ﻣﺴﺎﻟﺔ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﻮاﺟﺐ ذﻛﺮھﺎ ﻓﻲ اﻷﺣﻜﺎم‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ، 1‬وﺣﺪدت اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﻮاﺟﺐ ذﻛﺮھﺎ ﻓﻲ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫ﻧﺬﻛﺮھﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺸﺘـﻤﻼﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪:‬‬

‫و ھﻲ ﻣﺸﺘﻤﻼت أو ﺑﯿﺎﻧﺎت ﯾﺠﺐ أن ﺗﺘﻀﻤﻨﮭﺎ ﻛﻞ اﻷﺣﻜﺎم ‪:‬‬

‫‪ -01‬ﺍﳉﺰﺀﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺟـﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻤﺜ ﻞ اﻟﺪﯾﺒﺎﺟ ﺔ اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ اﻟﻤﺸ ﺘﺮﻛﺔ ﻟﺠﻤﯿ ﻊ اﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻘﻀ ﺎﺋﯿﺔ‪ ،‬ﺣﺴ ﺐ ﻧ ﺺ اﻟﻤ ﺎدﺗﯿﻦ‬
‫‪275،276‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،‬و ھﻮ اﻹﺟﺮاء اﻟﺬي ﯾﻨﺺ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺤﻜﻢ‪ ،‬و ﺑﯿﺎﻧﺎﺗﮭﺎ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ‪:‬‬

‫ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺎدة ‪ 141‬ﻣﻦ دﺳﺘﻮر‪ 1996‬اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ اﻧﮫ ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﺼﺪر اﻟﻘﻀ ﺎء أﺣﻜﺎﻣ ﮫ ﺑﺎﺳ ﻢ‬
‫اﻟﺸﻌﺐ‪ ،‬و ﻛﺬﻟﻚ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ‪ 275‬ﻣﻦ ق إ م إ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺄن ﺗﺘﻀ ﻤﻦ دﯾﺒﺎﺟ ﺔ ﻛ ﻞ ﺣﻜ ﻢ‬

‫‪1‬اﻋﺘﺒﺮت اﻟﻤﺎدة ‪ 08‬اﻟﻔﻘﺮة ‪ 4‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬أن اﻷواﻣﺮ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻣﻔﮭﻮم اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﻧﻔﺲ اﻟﺼﯿﻐﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﺻﺪور اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﺳ ﻢ اﻟﺸ ﻌﺐ إﺟ ﺮاء ﺟ ﻮھﺮي ﯾﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﻌ ﺎم‪ ،‬ﻟ ﺬﻟﻚ‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﻣﺮاﻋﺎﺗﮫ اﻟﺒﻄﻼن ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺎدة ‪ 275‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺑﻴﺎﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ‪:‬‬

‫ﻻ ﯾﺘﺼ ﻮر أن ﯾﺼ ﺪر أﻣ ﺮ اﺳ ﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺈداري دون ﺗﺤﺪﯾ ﺪ اﻟﺠﮭ ﺔ اﻟﻘﻀ ﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾ ﺔ اﻟﺘ ﻲ‬

‫أﺻﺪرﺗﮫ‪ ،‬إذ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ذﻛﺮ اﺳﻢ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺻ ﺪرت اﻷﻣ ﺮ اﻻﺳ ﺘﻌﺠﺎﻟﻲ‬
‫‪،‬ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻷﺧﯿﺮ ﺻﺎدرا ﻋ ﻦ اﻟﻤﺤ ﺎﻛﻢ اﻹدارﯾ ﺔ أو ﻣﺠﻠ ﺲ اﻟﺪوﻟ ﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒ ﺎر أن ذﻛﺮھ ﺎ‬
‫ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺮ اﻻﺳ ﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺒﯿﺎﻧ ﺎت اﻟﺠﻮھﺮﯾ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﯾ ﺆدي إﻏﻔﺎﻟﮭ ﺎ إﻟ ﻰ ﺑﻄ ﻼن اﻷﻣ ﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺑﻄﻼﻧﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻷﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ھﺬا ﻣﻦ ﺟﮭﺔ‪ ،‬و ﻣ ﻦ ﺟﮭ ﺔ أﺧ ﺮى ﻟﻠﺘﺄﻛ ﺪ ﻣ ﻦ‬
‫اﺳﻢ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺪرت اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺎدة ‪ 276‬ﻣﻦ ق إ م إ اﻟﺘ ﻲ‬
‫ﺗﻨﺺ "ﯾﺠﺐ أن ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻵﺗﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺪرﺗﮫ ‪"...‬‬
‫ﺟـ‪-‬ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﺑﻪ‪:‬‬

‫ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 03/276‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ وﺟﻮب ﺗﺄرﯾﺦ اﻷﺣﻜ ﺎم اﻷﺻ ﻠﯿﺔ ﻷن ذﻛ ﺮ ﺗ ﺎرﯾﺦ‬
‫ﺻﺪور اﻟﺤﻜﻢ ﺷﻲء ﺿﺮوري‪ ،‬ﻧﻈﺮا ﻻﻋﺘﺒﺎره ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻜﺎم ﻣﺒﺪأ ﺳﺮﯾﺎن ﻣﯿﻌﺎد اﻟﻄﻌ ﻦ‬
‫ﻓﯿ ﮫ ‪ ،‬و ﯾﺤ ﺪد اﻟﻮﻗ ﺖ اﻟ ﺬي ﺗﺴ ﺮي ﻓﯿ ﮫ ﺣﺠﯿ ﺔ اﻟﺸ ﻲء اﻟﻤﻘﻀ ﻲ ‪ ،‬ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس أن اﻷﻣ ﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﯿﻌﺘﺒﺮ ﻣﻨﺎﻟﺴﻨﺪاﺗﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 600‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬و ﯾﻌﺘﺒﺮ إﺟﺮاء‬
‫ﺷﻜﻠﻲ و ﺟﻮھﺮي ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬و ﯾﻌﺘﺒﺮ أﯾﻀ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﻌ ﺎم‪ ،‬و ﻋ ﺪم اﻹﺷ ﺎرة إﻟﯿ ﮫ ﯾﺠﻌ ﻞ اﻷﻣ ﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺎﻹداري ﺑﺎﻃﻼ‪ ،‬وﺑﻤﺎ أن اﻟﻔﺼﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻘﻀ ﺎﯾﺎ اﻻﺳ ﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾ ﺔ ﯾ ﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺸ ﻜﯿﻠﺔ‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﯿ ﺔ ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻷﻣ ﺮ اﻻﺳ ﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﯾﺼ ﺪر ﺑﻐﺎﻟﺒﯿ ﺔ اﻷﺻ ﻮات ‪ ،‬ﺣﺴ ﺐ ﻧ ﺺ اﻟﻤ ﺎدة ‪270‬‬
‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺻﺪار اﻷﺣﻜﺎم ‪.‬‬
‫ﻫـ‪-‬ﺫﻛﺮ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﺍﻭﻟﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 275‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﻋﻠﻰ ‪ ":‬ﯾﺠﺐ أن ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﺤﻜﻢ ‪ ،‬ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﻄﻼن ‪ ،‬اﻟﻌﺒﺎرة اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ‬
‫ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺠﺰاﺋﺮي‬

‫‪82‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺎدة ‪ 276‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،‬ﯾﺠﺐ أن ﺗﺆرخ ﻧﺴﺨﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻷﺻ ﻠﯿﺔ و ﯾ ﺬﻛﺮ ﺑﮭ ﺎ أﺳ ﻤﺎء‬
‫اﻟﻘﻀﺎة اﻟﺬﯾﻦ أﺻﺪروا اﻟﺤﻜﻢ و أﻣﯿﻦ ﺿ ﺒﻂ اﻟﺠﻠﺴ ﺔ ﻷﻧ ﮫ ﻣﮭ ﻢ أﯾﻀ ﺎ‪ ،‬و ﻟ ﮫ دور ﻓﻌ ﺎل ﻓ ﻲ‬
‫ﺗﺪوﯾﻦ اﻟﻤﺮاﻓﻌﺔ و اﻟﺪﻓﻮع و اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﻜﺘﺎﺑﯿﺔ و اﻟﺸﻔﻮﯾﺔ‪ ،‬و ھﻮ اﻟﺬي ﯾﻮﻗﻊ ﻣﻊ اﻟ ﺮﺋﯿﺲ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻧﺴﺨﺔ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري اﻷﺻﻠﯿﺔ‪.‬‬

‫ﻭ‪-‬ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳋﺼﻮﻡ‪.‬‬

‫ﯾﺠ ﺐ أن ﺗﻀ ﻢ دﯾﺒﺎﺟ ﺔ اﻷﻣ ﺮ اﻻﺳ ﺘﻌﺠﺎﻟﻲ أﺳ ﻤﺎء اﻟﺨﺼ ﻮم و ھﻮﯾ ﺎﺗﮭﻢ‪ ،‬ﻣ ﻊ ذﻛ ﺮ‬
‫ﺻ ﻔﺎﺗﮭﻢ ‪ ،‬ﻣ ﺪﻋﯿﻦ أو ﻣ ﺪﻋﻰ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ‪ ،‬ﻣ ﻊ ذﻛ ﺮ أﻟﻘ ﺎﺑﮭﻢ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼ ﯿﻞ‪ ،‬و ﻣ ﻮﻃﻦ ﺳ ﻜﻨﺎھﻢ‪ ،‬و‬
‫ﺣﻀﻮرھﻢ أو ﻏﯿ ﺎﺑﮭﻢ‪ ،‬و اﻟﺸ ﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨ ﻮي اﻟﻌ ﺎم ﻻﺑ ﺪ ﻣ ﻦ ذﻛ ﺮ ﻃﺒﯿﻌﺘ ﮫ و ﺗﺴ ﻤﯿﺘﮫ و ﻣﻘ ﺮه‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﺻﻔﺔ ﻣﻤﺜﻠ ﮫ اﻟﻘ ﺎﻧﻮﻧﻲ أو اﻹﺗﻔ ﺎﻗﻲ‪ ،‬ﻣ ﻊ ذﻛ ﺮ أﺳ ﻤﺎء ﻣﺤ ﺎﻣﯿﮭﻢ ﺣﺴ ﺐ ﻣ ﺎ ﻧﺼ ﺖ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 276‬ﻣﻦ ق إ م إ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -02‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻷﻣ ﺮ اﻻﺳ ﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ :‬ﺑﻌﻨ ﻮان ﺑﯿ ﺎن وﻗ ﺎﺋﻊ اﻟ ﺪﻋﻮى ﻓﯿ ﺬﻛﺮ‬
‫اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ‪ ،‬ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮات اﻷﻃﺮاف ‪ ،‬وﻛ ﺬا ﻃﻠﺒ ﺎت اﻟﻤ ﺪﻋﻲ ورد اﻟﻤ ﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿ ﮫ‬
‫واﻟﺘﻤﺎﺳﺎت ﻣﺤﺎﻓﻆ اﻟﺪوﻟﺔ ‪.‬‬
‫‪ -03‬اﻟﺠ ﺰء اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺮ اﻻﺳ ﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ :‬ﯾﻨﻄﻠ ﻖ ﺑﻌ ﺪ ﻋﺒ ﺎرة" وﻋﻠﯿ ﮫ ﻓ ﺈن‬
‫ﻣﺠﻠ ﺲ اﻟﺪوﻟ ﺔ" أو " وﻋﻠﯿ ﮫ ﻓ ﺈن اﻟﻤﺤﻜﻤ ﺔ اﻹدارﯾ ﺔ" ‪ ،‬وﯾﺘﻀ ﻤﻦ ھ ﺬا اﻟﺠ ﺰء اﻷﺳ ﺎس‬
‫اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺘﺴﺒﯿﺐ ﻣﺎ أﻣﺮ ﺑﮫ ‪.‬‬
‫‪ -04‬اﻟﺠ ﺰء اﻷﺧﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺮ اﻻﺳ ﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ :‬ﯾﻈﮭ ﺮ ﻣﻨﻄ ﻮق اﻷﻣﺮﺑﻌ ﺪ ﻋﺒ ﺎرة "‬
‫ﻟﮭﺬه اﻷﺳﺒﺎب" ‪ ،‬وھﻮ ﯾﻤﺜﻞ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﯿﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﻓ ﻲ ﺣﻜﻤ ﮫ ‪ ،‬ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾﺠ ﺐ أن‬
‫ﯾﻜﻮن ﻣﻨﻄﻮق اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ واﺿﺤﺎ ‪ ،‬ﻻ ﯾﺤﻤﻞ أي ﻏﻤﻮض ‪ ،‬وﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻨﻔﯿﺬ ‪.‬‬
‫ﺏ‪-‬ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬

‫‪83‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺻﺪاراﻷﺣﻜﺎم واﻟﻘﺮارات ‪ ،‬ﯾﺤﺘﻮي اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺨﺺ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ‪ ،‬وﺗﺴﺒﯿﺐ اﻷﻣﺮ ‪ ،‬وﯾﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻤﻮاد ‪ 930‬و ‪931‬‬
‫ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫ب ‪ -01‬ﻣﻠﺨﺺ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ‪ :‬ﯾﺘﻀﻤﻦ وﺟﻮﺑﺎ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ‬
‫اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﻋﺮﯾﻀﺔ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬واﻟﺮد ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﺑﯿﺎن اﻟﻤﻌﻄﯿﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ إذا‬
‫ﻛﺎن ﻓﻲ ﺷﻜﻞ أﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﯾﻀﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 310‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻢ‬
‫اﻹﺷﺎرةإﻟىﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺘﺨﺬة ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻘﺎﺿﻲ واﻟﺨﺼﻮم وﻛﺬا اﻟﺘﻤﺎﺳﺎت ﻣﺤﺎﻓﻆ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ ‪ ،‬وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﻤﺴﺘﻨﺪات اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬واﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻛﺘﻔﺎء اﻷﻃﺮاف ‪.‬‬
‫وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أوﺟﺒﺖ اﻟﻤﺎدة ‪ 933‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬أن ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹﺷﺎرة‬
‫‪1‬‬
‫إﻟﻰ ﺗﻄﺒﯿﻖ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ 932 ،931‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬
‫ب‪ -02-‬ﺗﺴﺒﯿﺐ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ :‬ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 924‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫" ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﯾﺘﻮﻓﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ أو ﯾﻜﻮن ﻏﯿﺮ ﻣﺆﺳﺲ ﯾﺮﻓﺾ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫اﻟﻄﻠﺐ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺴﺒﺐ " ‪.‬‬
‫ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺎدة أن ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺗﺴﺒﯿﺐ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪،‬‬
‫وھﺬا ﻣﺎ ﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ﺻﯿﻐﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﺎءت ﺑﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺼﻮد ھﻮ ﺗﺴﺒﯿﺐ ﻋﻨﺼﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﺗﻮﺿﯿﺤﮫ ﻷﻃﺮاف اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﺮﻏﻢ ان ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﻦ ﺻﻤﯿﻢ‬
‫ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬إﻻ اﻧﮫ ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻟﺘﺴﺒﯿﺐ ‪ ،‬واﻟﮭﺪف ﻣﻨﮫ ھﻮ ﺗﺴﮭﯿﻞ ﻋﻤﻠﯿﺔ رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫أﺛﻨﺎء اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ .‬ﻟﻜﻦ أﯾﻦ ﺗﺒﺮز أھﻤﯿﺔ اﻟﺘﺴﺒﯿﺐ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ ﻏﯿﺮ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻷي ﻃﻌﻦ ﻃﺒﻘﺎ‬
‫ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 936‬ﻛﻤﺎ ﺳﯿﺘﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﮫ ﻻﺣﻘﺎ ؟‪ ،‬وﻟﻌﻞ اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺒﯿﺐ ﻓﻲ ھﺬه‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ ھﻮ إﺷﻌﺎر اﻟﺨﺼﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ ‪ ،‬أو ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻷواﻣﺮ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻧﻮﻋﯿﺘﮭﺎ أﻣﺎم ﺟﮭﺎت‬
‫أﺧﺮى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 931‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إاﻧﮫ ‪ " :‬ﯾﺨﺘﻢ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﺑﺎﻧﺘﮭﺎء اﻟﺠﻠﺴﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻘﺮر ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺗﺄﺟﯿﻞ اﺧﺘﺘﺎﻣﮫ إﻟﻰ‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺣﻖ ‪ ،‬وﯾﺨﻄﺮ ﺑﮫ اﻟﺨﺼﻮم ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﺧﯿﺮة ﯾﺠﻮز أن ﺗﻮﺟﮫ اﻟﻤﺬﻛﺮات واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻹﺿﺎﻓﯿﺔ‬
‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺠﻠﺴﺔ وﻗﺒﻞ اﺧﺘﺘﺎم اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﻟﺨﺼﻮم اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﺑﺸﺮط أن ﯾﻘﺪم‬
‫اﻟﺨﺼﻢ اﻟﻤﻌﻨﻲ ﻋﻤﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﯾﻔﺘﺢ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺄﺟﯿﻞ إﻟﻰ ﺟﻠﺴﺔ أﺧﺮى "‪.‬‬
‫وﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 932‬أﻧﮫ ‪ " :‬ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ‪ 843‬أﻋﻼه ‪ ،‬ﯾﺠﻮز إﺧﺒﺎر اﻟﺨﺼﻮم ﺑﺎﻷوﺟﮫ اﻟﻤﺜﺎرة اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫ﺧﻼل اﻟﺠﻠﺴﺔ " ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ب‪-03-‬اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪:‬رﻏﻢ أﻧﺎﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ھﻮ إﺟﺮاء وﻗﺘﻲ إﻻإﻧﮫ‬

‫ﯾﻘﺘﻀﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺗﺒﻌﺎت اﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وﻣﻊ أن ﻣﺴﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرأﻧﺎﻹﺟﺮاءات‬
‫اﻟﻤﺮﺟﻮة ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﮭﺎ ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻖ ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻓﻼ ﻧﺠﺪ ﻣﺎدة ﺻﺮﯾﺤﺔ ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻣﺴﺎﻟﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻃﺮق اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺬي ﯾﺤﻜﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ وﻓﻖ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 896‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬واﻟﺘﻲ أﺣﺎﻟﺖ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 417‬إﻟﻰ ‪ 422‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬
‫وﺑﻤﺎأن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﻌﺪﻟﻲ ‪ ،‬ﯾﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ وﻓﻖ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 305‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻧﮫ ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺈﺟﺮاءات وﻗﺘﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﯿﻤﻜﻦ ﻗﯿﺎس ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪،‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة ‪ 421‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إاﻟﻮاردة ﺿﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷول اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ‬
‫اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻧﮫ ‪ " :‬ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺮار أو اﻟﺤﻜﻢ أو اﻷﻣﺮ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻨﺰاع ‪ ،‬ﺗﺼﻔﯿﺔ ﻣﻘﺪار اﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ إﻻإذا ﺗﻌﺬر ﺗﺼﻔﯿﺘﮭﺎ ﻗﺒﻞ ﺻﺪوره " ﻓﮭﺬه اﻟﻤﺎدة أﺗﺖ‬
‫ﺿﻤﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔوﻣﻨﮭﺎ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ وﻋﺒﺎرة أﻣﺮ ﺗﺆﻛﺪ أﻧﺎﻷﻣﺮ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﻌﺪﻟﻲ واﻹداري ﻋﻠﻰ ﺣﺪ اﻟﺴﻮاء ‪،‬‬
‫وھﺬا ﻻ ﯾﻤﺲ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ أﻛﺪﺗﮫ ﺑﻌﺾ اﻷواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ و‬
‫اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺝ‪ -‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﺗﺘﻤﯿﺰ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺑﺨﺎﺻﺘﯿﻦ أﺳﺎﺳﯿﺘﯿﻨﺒﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻷﺣﻜﺎم واﻟﻘﺮارات اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ‪.‬‬

‫وﺗﻨﺒﻊ ھﺘﮫ اﻟﺨﺎﺻﯿﺘﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﺤﻔﻈﯿﺔ ﻟﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﺘﺠﺴﺪ اﻟﺨﺎﺻﯿﺔ‬
‫اﻷوﻟىﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻤﺆﻗﺖ ﻟﻸﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﺨﺎﺻﯿﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﯿﺔ اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ‬
‫ﻟﮭﺬھﺎﻷواﻣﺮ ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ج‪ -01-‬اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻤﺆﻗﺖ ﻟﻸﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺎﻹداري ‪ :‬إن ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ‬
‫واﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 918‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إواﻟﺘﻲ ﺗﺄﻣﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ اﻗﺮب اﻵﺟﺎل ﻟﻠﺪﻋﻮى اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ‬
‫اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﯾﺴﺪ ﻓﺮاﻏﺎ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻤﺪة ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻓﻘﻂ ‪،‬‬
‫ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻟﺤﯿﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬ھﺬا اﻷﺧﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪ ،‬إذ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع ﯾﺰول اﺛﺮ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ وﯾﻨﻘﻀﻲ ﺳﺒﺐ وﺟﻮده ‪ ،‬ﻷﻧﮫ‬
‫ﯾﺼﺒﺢ أﻣﺮ ﺑﻼ ﻣﻮﺿﻮع ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن ھﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﻘﺪ ﯾﻌﻤﺮ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ‬
‫ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﯾﻌﻤﺮ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﻜﻢ أو اﻟﻘﺮار اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻄﺮد ﻣﻦ‬
‫اﻟﺴﻜﻦ اﻟﻮﻇﯿﻔﻲ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ إذا ﻗﺎﻣﺖ إدارة ﺑﺮﻓﻊ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ ﻃﺮد ﻣﻮﻇﻒ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺴﻜﻦ اﻟﻮﻇﯿﻔﻲ ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺘﮭﺎء ﻋﻼﻗﺘﮫ اﻟﻮﻇﯿﻔﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﺬا اﻷﻣﺮ ﯾﻜﻮن ﻗﺪ ﻓﺼﻞ ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﺤﻖ‬
‫‪ ،‬وﯾﺒﻘﻰ اﻷﻣﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻄﺮد ﺳﺎري اﻟﻤﻔﻌﻮل ﺑﻌﺪ ﺗﻤﺎم ﺗﻨﻔﯿﺬه ‪ ،‬وﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻧﮫ ﻻ‬
‫ﯾﺠﻮز إﻋﺎدة رﻓﻊ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ إدارﯾﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿﻮع واﻟﻤﺤﻞ واﻟﺴﺒﺐ واﻷﻃﺮاف ‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﺄن اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ھﻮ أﻣﺮ ﻣﺆﻗﺖ ‪.‬‬
‫ج‪ -02-‬اﻟﺤﺠﯿﺔ اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ ﻟﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ :‬ﻟﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﺣﺠﯿﺔ وﻗﺘﯿﺔ ‪ ،‬ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﯿﻌﺘﮭﺎ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ھﻞ ﯾﺠﻮز ﻟﻨﻔﺲ اﻷﻃﺮاف ﻃﺮح ﻧﻔﺲ اﻟﻨﺰاع ﺑﻨﻔﺲ‬
‫اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻷﻃﺮاف ‪.‬؟‪.‬‬
‫ﯾﺮى اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎن اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﯿﻘﺘﮭﺎ أﺣﻜﺎم ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وھﻲ‬
‫ﺗﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻣﺘﻨﺎزع ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ ﺧﺼﻤﯿﻦ ﻣﻦ ﻃﺮف ﺳﻠﻄﺔ ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ‬
‫ﻓﺘﺤﻮز ﺣﺠﯿﺔ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻘﻀﻲ ‪ ، 1‬وﻣﺎ داﻣﺖ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﯿﯿﺮ ﺑﻔﻌﻞ‬
‫اﻟﺨﺼﻮم أو اﻟﻈﺮوف أو اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻘﺎﺿﻲ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻘﯿﺪ ﺑﺎﻷواﻣﺮ‬
‫اﻟﺘﻲ أﺻﺪرھﺎ ‪ ،‬ﻓﯿﻤﻜﻦ ﻟﮫ إﺻﺪارأواﻣﺮ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ أﺻﺪرھﺎأول ﻣﺮة ‪ ، 2‬وھﺬا ﻣﺎ أﺷﺎرﺗﻠﮫ‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 922‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﺑﻨﺼﮭﺎ ‪ " :‬ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ ذي ﻣﺼﻠﺤﺔ أن‬

‫‪1‬اﻟﻐﻮﺛﻲ ﺑﻦ ﻣﻠﺤﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪104‬‬

‫‪2‬ﺑﻠﻌﯿﺪ ﺑﺸﯿﺮ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪208‬‬

‫‪86‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﯾﻌﺪل ﻓﻲ أي وﻗﺖ وﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت ﺟﺪﯾﺪة ‪ ،‬اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ أن أﻣﺮ ﺑﮭﺎ أو ﯾﻀﻊ‬
‫ﺣﺪا ﻟﮭﺎ "‪.‬‬
‫و ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه أن اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻟﮭﺎ ﺣﺠﯿﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ أو ﻧﺴﺒﯿﺔ وﻟﯿﺴﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ‬
‫‪ ،‬وﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻧﮫ ﯾﺠﻮز إﻋﺎدة رﻓﻊ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﮫ إدارﯾﺔ أﻣﺎم ﻧﻔﺲ اﻟﺠﮭﺔ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮد وﺣﺪة اﻟﻤﻮﺿﻮع واﻷﻃﺮاف واﻟﺴﺒﺐ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻘﻀﺎء‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﯾﺮﻣﻲ اﻟﻰ ﺗﺪﺑﯿﺮ وﻗﺘﻲ أو ﺗﺤﻔﻈﻲ وﻻ ﯾﻤﺲ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻤﺒﺪأ ‪.‬‬
‫ج ‪3‬اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫ﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬا اﻹﺟﺮاء اﻟﻤﻨﻮط ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ أھﻢ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬واﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺣﺴﺐ ﻃﺒﯿﻌﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻓﮭﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﻔﺼﻞ ﺧﻼل‬
‫‪ 48‬ﺳﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺤﺮﯾﺎت ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 920‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وھﻨﺎ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﺤﺪد ﺑﺄﺟﻞ ﻣﻌﯿﻦ ‪ ،‬ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﮫ ‪.‬‬
‫و ھﻨﺎك ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺤﺚ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻔﺼﻞ وھﻲ واردة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 918‬اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﺄﻣﺮ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺘﺪاﺑﯿﺮ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻻ ﯾﻨﻈﺮ ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﺤﻖ‬
‫وﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻗﺮب اﻵﺟﺎل "‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻣﻨﺢ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻛﻞ اﻟﺘﺪﺧﻼت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﺮد دون‬
‫اﻟﺘﻤﺎﺳﺎت ﻣﺤﺎﻓﻆ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﻟﻢ ﯾﺒﯿﻦ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي دور اﻟﻤﻘﺮر ﻓﻲ‬
‫اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﺎدام ﻗﺪ أﺣﺎل اﻟﻔﺼﻞ ﻓﯿﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺴﺎھﻢ أﯾﻀﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺗﺪﻋﯿﻢ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻗﺮب اﻵﺟﺎل ﻓﻲ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﻧﻮﻋﯿﺎ ﺑﻨﻈﺮ اﻟﻨﺰاع ﻛﻠﻤﺎ ﺳﺎھﻢ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ‬
‫‪1‬‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻗﺮب اﻵﺟﺎل ‪.‬‬

‫‪1‬ﺟﺒﺎر ﺣﯿﺎة‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪87‬‬

‫‪87‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪ :‬ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻭ ﺃﺛﺎﺭﻫﺎ ﰲ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﯾﺘﻨﺎول ھﺬا اﻟﻤﺒﺤﺚ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ أﻣﺎم اﻟﺨﺼﻮم ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪،‬‬
‫واﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺤﺎﻻت ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاع‬
‫اﻟﻄﻌﻦ ‪ ،‬وﻛﺬا اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻋﺘﺮاض ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎﻟﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻄﻠﺒﯿﻦ ‪ ،‬ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷوﻹﻟﻰ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ‬
‫اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﺗﻄﺮﻗﺈﻟﻰ آﺛﺎر ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﯾﺘﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﺤﺎﻻت‬
‫اﻟﺘﻲ أﺷﺎرﺗﺈﻟﯿﮭﺎ اﻟﻤﺎدة ‪ 936‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺗﺤﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﻮاد ‪ 922 ، 921 ،919‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﺗﻨﻘﺴﻢ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ إﻟﻰ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ‬
‫اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﯾﺘﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻵﻣﺮ أﻣﺎم ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﺠﮭﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺪرﺗﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻢ اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ أﻣﺎم ﺟﮭﺔ ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ إدارﯾﺔ ﺗﻌﻠﻮ اﻟﺠﮭﺔ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺼﺪرة ﻟﻸﻣﺮ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﻓﮭﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار إداري ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻣﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﺼﺎدر ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹداري ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻷي ﻃﻌﻦ ‪ ،‬أﻣﺎم اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬ﻓﮭﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺎﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﺼﻮى اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ ھﺬا‬
‫اﻟﺒﺤﺚ ‪،‬وأﻣﺎ اﻟﻤﺎدة ‪ 922‬ﻓﺘﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺪول اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻦ اﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ وأن أﻣﺮ ﺑﮭﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر وﻓﻘﺎ ﻟﮭﺘﮫ اﻟﻤﻮاد ﺗﻜﻮن ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻻ ﻃﺮﯾﻖ ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ‪ ،‬وھﻮ‬
‫ﺑﺬﻟﻚ اﻛﺴﺒﮭﺎ ﺣﺼﺎﻧﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺒﻘﻰ إﻻ ﺗﻨﻔﯿﺬ ھﺬه اﻷواﻣﺮ ﻓﻮر ﺻﺪورھﺎ ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻄﺎﺑﻊ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي‬
‫ﻟﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ و اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ ھﺬه اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻛﻮﻧﮭﺎ‬
‫ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺠﺮد ﺗﺪاﺑﯿﺮ ﺗﺤﻔﻈﯿﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ‪ ،‬ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻨﺘﮭﻲ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ، .‬وﻣﺎ دون ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﺳﻮف ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺪى إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ‬
‫اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻓﯿﮭﺎ أو اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﮭﺎ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ‬

‫ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻃﺮﯾﻘﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ و ﺗﮭﺪف إﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺤﻜﻢ أو اﻟﻘﺮار‬
‫أواﻷﻣﺮ اﻟﻐﯿﺎﺑﻲ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺨﺼﻢ اﻟﻤﺘﻐﯿﺐ ‪ .‬وﯾﺘﻢ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ‬
‫اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﯾﺼﺒﺢ اﻟﺤﻜﻢ أو اﻟﻘﺮار أواﻷﻣﺮ اﻟﻤﻌﺎرض ﻓﯿﮫ ﻛﺄن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ‪ ،‬ﻣﺎﻟﻢ ﯾﻜﻦ‬
‫ھﺬا اﻟﺤﻜﻢ أو اﻟﻘﺮار أواﻷﻣﺮ ﻣﺸﻤﻮﻻ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎذ اﻟﻤﻌﺠﻞ ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫وﻛﺎن اﻟﺨﻼف ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺨﺼﻮص إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬

‫اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺰال اﻟﻮﺿﻊ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻓﻲ ق إ م إ ‪ ،‬ﺑﺴﺒﺐ‬
‫ﻏﯿﺎب ﻧﺺ ﯾﻤﻨﻊ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎل ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ اﻹﺷﻜﺎل ﺑﻘﻲ ﻗﺎﺋﻤﺎ‬
‫ﻟﺤﺪ اﻵن ﻟﻌﺪم وﺿﻮح ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﯾﺒﯿﻦ‬
‫إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﯾﻤﻨﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب‬
‫اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪ ،‬ﻏﯿﺮ اﻧﮫ وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ اﻟﻤﻨﺼﻮص‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪950‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺴﺘﺨﻠﺺ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎل ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ‬
‫اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺜﻨﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 950‬اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ‬
‫ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻄﺮﻗﮭﺎ ﻷﺟﻞ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﻲ اﻷواﻣﺮواﻷﺣﻜﺎﻣﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﺤﺪد‬
‫اﺟﻞ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻷﺣﻜﺎم ﺑﺸﮭﺮﯾﻦ ‪ ،‬وﯾﺨﻔﺾ ھﺬا اﻷﺟﻺﻟﻰ ‪ 15‬ﯾﻮﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸواﻣﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﺎﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﻧﺼﻮص ﺧﺎﺻﺔ "‪.‬‬
‫ﺗﺴﺮي ھﺬه اﻵﺟﺎل ﻣﻦ ﯾﻮم اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻸﻣﺮ أو اﻟﺤﻜﻢ إﻟىﺎﻟﻤﻌﻨﻲ‪ ،‬وﺗﺴﺮي ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ‬
‫اﻧﻘﻀﺎء اﺟﻞ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ إذا ﺻﺪر ﻏﯿﺎﺑﯿﺎ‪ ، "...‬ﺑﻤﺎ ﯾﻌﻨﻲ أن ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻣﺤﺼﻮر ﻓﻲ‬
‫اﻷواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة ﻏﯿﺎﺑﯿﺎ ﻓﻲ آﺧﺮ درﺟﺔ وﯾﺘﻌﻠﻖ اﻻﻣﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﺑﺎﻷواﻣﺮ‬
‫اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪.‬‬
‫وﺗﺒﻘﻰ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ وﺳﯿﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮭﺎاﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ وﻟﻮ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ‬
‫ﻷﻃﺮاف اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻹدارة ﻣﺪﻋﯿﺔ ‪ ،‬وﻛﺎن اﺣﺪ أﺷﺨﺎص‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص ﻣﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ‬

‫ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺎن اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ھﻮ وﺳﯿﻠﺔ اﻟﻄﻌﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﻨﺺ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷواﻣﺮ اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ واﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺒﻌﺾ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ .‬ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫ھﻮ وﺳﯿﻠﺔ ﻃﻌﻦ ﻋﺎدﯾﺔ ﯾﮭﺪف إﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺤﻜﻢ أو اﻷﻣﺮأﻣﺎم ﺟﮭﺔ ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ﺗﻌﻠﻮ اﻟﺠﮭﺔ‬

‫‪90‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺪرﺗﮫ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،1‬ﻓﮭﻲ ﺗﻨﻘﻞ اﻟﻨﺰاع ﺑﺮﻣﺘﮫ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻌﺮض ﻓﯿﮭﺎ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻄﻌﻦ ھﻮ‬
‫ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪،‬وﺳﯿﺘﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺛﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ آﺛﺎره ‪ ،‬ﺛﻤﺎﻟﺘﻄﺮﻗﺈﻟﻰ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات‬
‫اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 936‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫أ‪.‬ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ :‬رﻏﻢ إﺷﺎرةاﻟﻤﺸﺮع إﻟﻰ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﺪة ﻣﻮاﺿﻊ‬
‫‪ ،‬إﻻ اﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ واﺿﺤﺎ ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ‪.‬‬
‫أ‪ -01-‬اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف ‪:‬ﻧﺼﺖ اﻟﻤﻮاد ‪ ،938 ،937‬واﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 942‬إﻟﻰ ‪945‬‬
‫ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎدة اﻟﺤﺮﯾﺎت ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪. 920‬‬
‫‪ -‬اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬أو رﻓﺾ دﻋﻮى‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 942‬إﻟﻰ ‪ 945‬ﺑﻤﺎدة اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ اﻟﻤﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻓﺼﻠﺖ‬
‫ھﺬه اﻟﻤﻮاد ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ وﺧﻀﻮع ھﺬا اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ ﺿﻤﺎن‬
‫‪ ،‬وﺑﯿﻨﺖ ﻣﯿﻌﺎد اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺼﻔﺔ دﻗﯿﻘﺔ ‪ ،‬إﻻأن ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﯾﻈﮭﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت‬
‫اﻷﺧﺮى ‪.‬‬
‫أ‪-02-‬اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﯾﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﯿﮭﺎ‪ :‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻓﻲ‬
‫اﻷواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮاد ‪ 940 ،939‬واﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 946‬إﻟﻰ‪ ،948‬واﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ب ‪:‬‬
‫‪ -‬إﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ‪ ،‬اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ‪ ،‬ﻣﺎدة اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ‪ ،‬وﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪.‬‬
‫وﯾﻄﺮح اﻟﺘﺴﺎؤل ﺣﻮل إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻓﻲ ﻏﯿﺎب ﻧﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﯾﺠﯿﺰ‬
‫ذﻟﻚ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﮫ ﺗﻢ اﻟﻨﺺ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن‬
‫اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﯾﺘﻢ اﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺮد ﺿﻤﻦ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﺴﺘﺜﻨﺎة ﻃﺒﻘﺎ‬

‫‪1‬ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﯾﺘﻤﯿﺰ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﻤﯿﺰﺗﯿﻦ اﺳﺎﺳﯿﺘﻦ وھﻤﺎ اﻷﺛﺮ اﻟﻨﺎﻗﻞ واﻷﺛﺮ اﻟﻨﺎﺷﺮ ‪ ،‬أي اﻧﮫ ﯾﻨﻘﻞ اﻟﻨﺰاع إﻟﻰ‬
‫ﺟﮭﺔ ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ﺗﻌﻠﻮ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻣﺼﺪرة اﻟﺤﻜﻢ أو اﻷﻣﺮ ‪ ،‬واﻷﺛﺮ اﻟﻨﺎﺷﺮ ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﻋﺮض اﻟﻨﺰاع ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺣﯿﺚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﻟﻠﻤﺎدة ‪ ، 936‬ﻟﺬﻟﻚ ﯾﻤﻜﻦ إﻋﻤﺎل اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺟﺮاءات ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص ﺣﻖ‬
‫اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺘﯿﻦ ‪ ،‬واﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 06‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ " :‬اﻟﻤﺒﺪأ أن‬
‫اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﯾﻜﻮن ﻋﻠﻰ درﺟﺘﯿﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟﻚ " ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع‬
‫ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 949‬اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ‪ ":‬ﯾﺠﻮز ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ او ﻟﻜﻞ ﻃﺮف ﺣﻀﺮ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ‬
‫أواﺳﺘﺪﻋﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﻘﺪم أي دﻓﺎع ‪ ،‬أن ﯾﺮﻓﻊ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﺎ ﺿﺪ اﻟﺤﻜﻢ أواﻷﻣﺮ‬
‫اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔاﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻨﺺ ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟﻚ " ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺺ‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 950‬ﻋﻠﻰ اﻧﮫ " ﯾﺤﺪد اﺟﻞ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻷﺣﻜﺎم ﺑﺸﮭﺮﯾﻦ ‪ ،‬وﯾﺨﻔﺾ ھﺬا اﻷﺟﻺﻟﻰ ‪15‬‬
‫ﯾﻮﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﺎﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﻧﺼﻮص ﺧﺎﺻﺔ ‪."...‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬أن اﻷﺻﻞ ھﻮ ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف أﻣﺎم‬
‫ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وان اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ 950 ، 949‬ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺜﻨﯿﺎ اﻷواﻣﺮ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 948‬اﻟﺘﻲ ﺗﺤﯿﻞ إﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﻹﺟﺮاءاﺗﺎﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪،‬ﻓﺈﻧﮭﺒﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﮭﺬا اﻷﺧﯿﺮ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﯾﻤﻨﻊ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻷواﻣﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ ﻋﺪة ﻗﺮارات ﺻﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف أواﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻟﻘﺮار رﻗﻢ ‪ 5671‬اﻟﺼﺎدر‬
‫ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ،1 2002-12-17‬واھﻢ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﯿﮫ أﻧﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﯿﮫ رﻓﻊ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ أﻣﺎم‬
‫اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء وھﺮان ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺣﺠﺰ ﺗﻨﻔﯿﺬي واﻟﺒﯿﻊ ﺑﺎﻟﻤﺰاد‬
‫اﻟﻌﻠﻨﻲ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﺰاع اﻟﻤﻄﺮوح ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﺪى ﻣﺠﻠﺲ‬
‫ﻗﻀﺎء وھﺮان ﺣﻮل ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻃﺮف إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ ‪ ،‬وان‬
‫اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﺿﺮﯾﺒﺔ ﻓﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﮭﺎ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬وأﻧﮫ ﻗﺒﻞ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ﻓﯿﮭﺎ ﻗﺎﻣﺖ إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﻮﺿﻊ ﺣﺠﺰ ﺗﻨﻔﯿﺬي ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﺛﻢ ﺑﯿﻌﮫ ‪ ،‬وأن‬
‫ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺤﻞ ﺳﯿﺆدي إﻟﻰ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت ﻻ ﯾﻤﻜﻦ إﺻﻼﺣﮭﺎﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻓﻌﻼ ﻗﺮر ﻗﻀﺎء‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺧﻔﺾ أو رﻓﺾ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ‪ ،‬وﺣﯿﺚ أن ﻗﺮار ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﺤﺠﺰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ﻣﻦ اﺧﺘﺼﺎص ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وھﻮ أﻣﺮ ﺗﺤﻔﻈﻲ ﻣﺆﻗﺖ ﻻ ﯾﻤﺲ ﺑﺄﺻﻞ‬

‫‪1‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ ‪ ،‬ﻋﺪد ﺧﺎص ‪ ، 2003 ،‬ص ‪68‬‬

‫‪92‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫اﻟﺤﻖ وﻻ ﯾﻀﺮ ﺑﺼﺎﻟﺢ وﺣﻘﻮق اﻷﻃﺮاف ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ ﻓﺎن ﻣﺎ اﻗﺮه ﻗﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺻﻮاب‬
‫ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ 940 ، 939‬ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬إذ ﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻤﺎدة ‪939‬‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة إﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ‪ ،‬ورﻏﻢ أن اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻢ ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﻄﻌﻦ ﻣﻦ‬
‫ﻋﺪﻣﮫ ﻟﻜﻦ ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﮭﺎ ھﻲ ﻋﻤﻞ وﻻﺋﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ وﻟﯿﺴﺖ ﻋﻤﻞ ﻗﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ‬
‫ﺗﺼﻮر أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﻼ ﻟﻠﻄﻌﻦ ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻣﺎ اﻟﻤﺎدة ‪ 940‬ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﯿﯿﻦ ﺧﺒﯿﺮ وﺗﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ‪ ،‬و ﺗﺘﻢ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ وﺟﺎھﯿﺔ وﺗﺒﻠﻎ رﺳﻤﯿﺎ‬
‫ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ واﻷﻃﺮاف ‪ ،‬ﻓﺎﻹﺟﺮاءات ﺗﺘﻢ ﺑﺼﻔﺔ وﺟﺎھﯿﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮد‬
‫ﻧﺺ ﺻﺮﯾﺢ ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣﺴﺎﻟﺔ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﮭﺎ ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻘﻮل‬
‫ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﮭﺎ ﻃﺎﻟﻤﺎ أﻧﮭﺎ ﻋﻤﻞ ﻗﻀﺎﺋﻲ ‪.‬‬
‫أ‪ -03-‬اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﺴﺘﺜﻨﺎة ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‪:‬ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة ‪ 936‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ اﻧﮫ ‪" :‬‬
‫اﻷواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮاد ‪ 919‬و ‪ 921‬و ‪ 922‬أﻋﻼه ‪ ،‬ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷي ﻃﻌﻦ ‪.".‬‬
‫‪ ‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫ﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق إ م إ ‪ ،‬ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار إداري وﻟﻮ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع‬
‫ﻃﻠﺐ إﻟﻐﺎء ﻛﻠﻲ أو ﺟﺰﺋﻲ ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬أﻧﯿﺄﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ھﺬا‬
‫اﻟﻘﺮار أو وﻗﻒ آﺛﺎر ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻣﻨﮫ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺮوف اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺗﺒﺮر ذﻟﻚ ‪ ،‬ووﺟﻮد وﺟﮫ‬
‫ﺧﺎص ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ إﺣﺪاث ﺷﻚ ﺟﺪي ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻘﺮار ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻮﻓﺮ ھﺬه اﻟﺸﺮوط‬
‫ﯾﺄﻣﺮاﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹداري ‪ ،‬و اﻷﻣﺮ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹداري ھﻮ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻘﺒﻞ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ ،‬و أﻛﺪ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ھﺬا‬
‫اﻟﺘﻮﺟﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ ﻗﺮاراﺗﮫ ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻟﻘﺮار رﻗﻢ ‪ ، 066884‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ 36‬اﻟﺼﺎدر‬
‫ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 2011-02-02‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺼﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺴﻜﺎن‬
‫ﻟﻮﻻﯾﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮ ض " ب‪.‬م" ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻊ ھﺬا اﻟﻘﺮار ﻓﻲ أﻧﮫ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪-08-24‬‬
‫‪ 2010‬ﺻﺪر أﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻤﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء ﻣﻌﺴﻜﺮ أﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫ﻗﺮار اﻟﻐﻠﻖ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺴﻜﺎن ‪ ،‬واﻟﺬي اﺗﺨﺬ ﺿﺪ "ب‪.‬م" ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻐﯿﯿﺮ‬

‫‪93‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﻧﺸﺎﻃﮫ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ أﺻﺒﺢ ﯾﻤﺎرس ﻧﺸﺎﻃﺎت أﺧﺮى ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺘﺮاﺧﯿﺺ ﻣﺴﺒﻘﺔ‬
‫‪ ،‬وان اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﯿﮫ رﻓﻊ دﻋﻮى إﻟﻐﺎء ﺿﺪ ھﺬا اﻟﻘﺮار ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎم ﺑﺮﻓﻊ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫ﻣﻦ اﺟﻞ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻐﻠﻖ اﻟﻤﺘﺨﺬ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ‪ ،‬واﻧﮫ ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻤﺬﻛﻮر أﻋﻼه ‪ ،‬ﺻﺪر أﻣﺮ‬
‫اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻤﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻗﻀﻰ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻐﻠﻖ اﻟﻤﺘﺨﺬ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺴﻜﺎن ﻟﻮﻻﯾﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮ ‪.‬‬
‫وﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 20110-09-13‬ﻗﺎﻣﺖ ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺴﻜﺎن ﻟﻮﻻﯾﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف اﻷﻣﺮ‬
‫اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻐﻠﻖ ‪.‬‬
‫وﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 2012-02-02‬اﺻﺪر ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ –اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ – ﻗﺮاراه ﺟﺎء ﻓﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺨﺼﻮص ‪:‬‬
‫" ‪...‬ﺣﻮل ﻣﺪى ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﯿﮫ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف ‪:‬‬
‫ﺣﯿﺚ أن ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺴﻜﺎن ﺗﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﻘﺮار اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺬي أﻣﺮھﺎ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار‬
‫اﻟﻐﻠﻖ اﻟﻤﺘﺨﺬ ﻓﻲ ‪ 2010-06-06‬ﻟﺤﯿﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪.‬‬
‫وﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮﺑﻘﺮار إدارﯾﻮﻟﻮ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ‪،‬‬
‫وﯾﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع ﻃﻠﺐ إﻟﻐﺎء ﻛﻠﻲ أو ﺟﺰﺋﻲ ‪ ،‬ﯾﺠﻮز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أﻧﯿﺄﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬه‬
‫‪ ،‬أو ﺗﻨﻔﯿﺬ آﺛﺎر ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻣﻨﮫ ‪.‬‬
‫ﺣﯿﺚ ﯾﺘﺒﯿﻦ إذاأﻧﺎﻷﻣﺮاﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ اﺗﺨﺬ ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﺳﺎﺑﻘﺎ‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 936‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ أﻧﺎﻷواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮاد ‪919‬‬
‫و ‪ 921‬و ‪ 922‬ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷي ﻃﻌﻦ ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﯾﺘﻌﯿﻦ اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ﺣﯿﺜﺄﻧﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻔﺔ ﻣﻌﻔﺎة ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ "‬
‫وﻣﺎ ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪،‬أﻧﺎﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة‬
‫‪ ،919‬واﻟﻘﺎﺿﯿﺔ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮارات إدارﯾﺔ وﻟﻮ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ـ ﺗﻜﻮن ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف أﻣﺎم‬
‫ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪1‬اﻟﻘﺮار رﻗﻢ ‪ ، 066884‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ 36‬اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ –اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ -‬ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-02-02‬ﺑﯿﻦ‬
‫ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺴﻜﺎن ﻟﻮﻻﯾﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮ و " ب‪.‬م" ‪ ،‬ﻗﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال اﻟﻤﻄﺮوح ‪،‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺻﺪر أﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻗﻀﻰ‬
‫ﺑﺮﻓﺾ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار إداري ﻟﻌﺪم ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪،‬‬
‫ﻓﮭﻞ ھﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺮﻓﺾ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ ،‬أم اﻧﮫ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺻﺪر ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ‬
‫ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ؟‪.‬‬
‫و ﺗﻄﺮق ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﮭﺬه اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻗﺮاره اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-03-16‬ﺗﺤﺖ‬
‫رﻗﻢ ‪ 066462‬رﻗﻢ ﻓﮭﺮس ‪ ، 85‬ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪ ،1‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺼﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫اﻟﻤﺮﻓﻮع ﺿﺪ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪-06-30‬‬
‫‪ ،2010‬ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺸﺮﻛﺔ ذات اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺤﺪودة "م ش" ‪ ،‬ﺿﺪ واﻟﻲ وﻻﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪،‬‬
‫ﺣﯿﺚ ﻗﻀﻰ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺑﺮﻓﺾ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻮاﻟﻲ اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻏﻠﻖ اﻟﻤﺤﻞ‬
‫اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺬي ﺗﻤﺎرس ﻓﯿﮭﺎ ﻧﺸﺎﻃﮭﺎ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺑﯿﻊ ﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء ‪ ،‬ﻟﻌﺪم ﺗﻮﻓﺮ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫‪ ،‬وﻋﺪم ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫اﻷﻣﺮ‬ ‫وﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2010-08-17‬اﺳﺘﺄﻧﻔﺖ اﻟﺸﺮﻛﺔ ذات اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺤﺪودة "م ش"‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪.‬‬
‫وﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-03-16‬ﺻﺪر ﻗﺮار ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻗﻀﻰ ﺑﻘﺒﻮل اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫ﺷﻜﻼ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع إﻟﻐﺎء اﻵﻣﺮ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪2010-06-30‬‬
‫اﻟﺬي رﻓﺾ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻮاﻟﻲ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ أھﻢ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪:‬‬
‫"‪....‬ﺣﯿﺚ أﻧﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻔﺔ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﻣﺮ ﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﺮﻓﺾ ﻃﻠﺒﮭﺎ اﻟﺮاﻣﻲ إﻟﻰ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار‬
‫اﻹداري اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ واﻟﻲ وﻻﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻏﻠﻖ اﻟﻤﺤﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﻧﻔﺔ ‪ ،‬وھﺬا‬
‫ﻟﻌﺪم اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﯿﺚ أن اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﺗﺠﯿﺰ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹدارﯾﺄﻧﯿﺄﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار‬
‫ﺻﺎدر ﻋﻦ ھﯿﺌﺔ إدارﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﻌﺮض ﻟﻺﻟﻐﺎءأﻣﺎم اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ‪ ،‬إذا‬

‫‪1‬ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-03-16‬ﺗﺤﺖ رﻗﻢ ‪ 066462‬رﻗﻢ ﻓﮭﺮس ‪ ، 85‬ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪ ،‬ﺑﯿﻦ‬
‫اﻟﺸﺮﻛﺔ ذات اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺤﺪودة "م ش" ‪ ،‬و واﻟﻲ وﻻﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬ﻗﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺮوف اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺗﺒﺮر ذﻟﻚ ‪ ،‬وإذا ﻇﮭﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ وﺟﻮد وﺟﮫ ﺧﺎص ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ‬
‫إﺣﺪاث ﺷﻚ ﺟﺪي ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻄﻠﻮب وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬه ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﯿﺚ اﻧﮫ ﻓﻌﻼ ﺛﺎﺑﺖ أن ﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ ﻗﻀﯿﺔ اﻟﺤﺎل ‪ ،‬ﻛﻮن أﻧﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻔﺔ‬
‫ﺗﻤﺎرس ﻧﺸﺎﻃﺎ ﺗﺠﺎرﯾﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ ‪ ،‬وأﻧﮫ ﻣﻦ اﻷﻛﯿﺪأن ﻏﻠﻖ اﻟﻤﺤﻞ ﺳﯿﺴﺒﺐ ﻟﮭﺎ وﻟﺰﺑﺎﺋﻨﮭﺎ‬
‫ﺿﺮر ﻣﺤﺪق ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﻠﯿﺤﮫ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺣﯿﺚ اﻧﮫ ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﺤﺺ ﻗﺮار اﻟﻮاﻟﻲ اﻟﻤﺮاد وﻗﻒ‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬه ‪ ،‬وﻣﻌﺎﯾﻨﺔ ﻋﺪم إﺷﺎرﺗﮭﺈﻟﻰ ﻣﺪة اﻟﻐﻠﻖ ‪ ،‬وﺟﻮد وﺟﮫ ﺧﺎص ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮭﺈﺣﺪاث ﺷﻚ ﺟﺪي‬
‫ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮫ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﯿﺚ اﻧﮫ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﻗﻀﺎة اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟىﺠﺎﻧﺒﻮ اﻟﺼﻮاب ﻓﻲ أﻣﺮھﻢ ﻟﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ‬
‫ﻟﻌﺪم اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ وﻋﺮﺿﻮه ﻟﻺﻟﻐﺎء ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺣﯿﺚ ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه أن ﻃﻠﺐ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺟﺎء ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﻤﻘﺘﻀﯿﺎت‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وﻟﺬا ﯾﺘﻌﯿﻦ إﻟﻐﺎء اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ ﺑﻮﻗﻒ‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹدارﯾﺎﻟﻮﻻﺋﯿﺈﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء اﻟﻤﺮﻓﻮﻋﺔ ﺿﺪه ‪".‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻘﺮار اﻧﮫ ﺗﻢ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻸﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺮﻓﺾ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻮاﻟﻲ ‪ ،‬أﯾﻦ أﻟﻐﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ھﺬا اﻷﻣﺮ‬
‫وﻓﺼﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار اﻟﻮاﻟﻲ اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ وﺟﻮد ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻤﺒﺮرة ﻟﺬﻟﻚ‪،‬‬
‫وﻛﺬا ﺗﻮﻓﺮ ﺷﺮوط ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻤﺎدة ‪ 919‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯿﮫ ﯾﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬﯾﻦ اﻟﻘﺮارﯾﻦ ‪ ،‬ﻗﺪ ﺑﯿﻦ اﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ‬
‫اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‪،‬واﻟﺼﺎدرة ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ ، 919‬وھﺬه اﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻄﻌﻦ‬
‫ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬أﻣﺎاﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﺾ وﻗﻒ‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ ﻟﻌﺪﻣﺎﻟﺘﺄﺳﯿﺲ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﮭﺎ ﻣﻦ‬
‫ﻃﺮف ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻘﺎﻧﻮن ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﻘﺮار اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻤﺬﻛﻮر آﻧﻔﺎ ‪.‬‬

‫وھﻜﺬاأﻋﻤﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪،‬ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 938‬رﻏﻢ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺸﺮ اﻟﯿﮭﺎ ﺻﺮاﺣﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ ‪ " :‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﺌﻨﺎف أﻣﺮ‬

‫‪96‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺑﺮﻓﺾ دﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أو ﺑﻌﺪم اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺻﺪر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ ، 924‬ﯾﻔﺼﻞ ﻣﺠﻠﺲ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﺟﻞ ﺷﮭﺮ واﺣﺪ " ‪.‬‬

‫‪ ‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 921‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬

‫ﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬ﺑﺎﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﺼﻮى ‪ ،‬أو ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻌﺪي أو اﻻﺳﺘﯿﻼء أو اﻟﻐﻠﻖ اﻹداري ‪.‬‬
‫وﻛﻤﺜﺎل ﻋﻦ اﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻘﺼﻮى وﺗﻜﻮن ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫‪ ،‬ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﮫ ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-02-02‬ﺗﺤﺖ رﻗﻢ ‪067668‬‬
‫ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ ، 138‬ﺣﯿﻨﻤﺎ ﻓﺼﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻤﺮﻓﻮع ﺿﺪ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ‬
‫اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء ﻗﺴﻨﻄﯿﻨﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2012-10-26‬اﻟﺬي أﻣﺮ اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ "د‪.‬ب ‪.‬‬
‫س" ﺑﺈﺧﻼء اﻟﻤﺤﻞ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﻔﺮﺟﯿﻮة ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻠﺪﯾﺔ ﻓﺮﺟﯿﻮة ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻓﻲ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﮫ اﻧﮫ‬
‫ﺑﺘﺎرﯾﺦ ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ ‪ ، 2001‬اﺳﺘﺄﺟﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﯾﺔ ﻓﺮﺟﯿﻮة ﻣﺤﻼ ﺗﺠﺎرﯾﺎ ﻟﻔﺘﺮة ﻣﺤﺪدة ‪ ،‬وأﻧﺸﺄ ﺑﮫ‬
‫ﻗﺎﻋﺪة ﺗﺠﺎرﯾﺔ ‪ ،‬وﻇﻞ ﯾﻤﺎرس ﻓﯿﮫ ﻧﺸﺎﻃﮫ إﻟﻰ أن ﻓﻮﺟﺊ ﻓﻲ ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ ‪ 2010‬ﺑﺈﻋﻼﻧﺎﻟﺒﻠﺪﯾﺔ ﻋﻦ‬
‫ﻣﺰاﯾﺪة ﻹﯾﺠﺎر وﺑﯿﻊ اﻟﻤﺤﻞ اﻟﺘﺠﺎري اﻟﻤﺬﻛﻮر دون إﺧﻄﺎره أو ﺗﻨﺒﯿﮭﮫ ﺑﺎﻹﺧﻼء ‪ ،‬ورﻏﻢ اﻧﮫ‬
‫رﻓﻊ دﻋﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع إﻻ أن ﺑﻠﺪﯾﺔ ﻓﺮﺟﯿﻮة رﻓﻌﺖ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺿﺪه ﻣﻦ اﺟﻞ‬
‫ﻃﺮده ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻞ ‪ ،‬ﻓﺼﺪر اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻣﺤﻞ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ ،‬اﻟﺬي ﻗﻀﻰ ﺑﺈﻟﺰام‬
‫اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﺑﺄﺧﻼء اﻟﻤﺤﻞ اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺬي اﺳﺘﺄﺟﺮه ﻣﻦ ﺑﻠﺪﯾﺔ ﻓﺮﺟﯿﻮة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻧﮫ أﺻﺒﺢ‬
‫ﺷﺎﻏﻼ ﻟﮫ دون ﺳﻨﺪ ﻃﺎﻟﻤﺎ أن ﻋﻘﺪ اﻹﯾﺠﺎر اﻧﻘﻀﺖ ﻣﺪﺗﮫ ‪.‬‬
‫ﻓﺼﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻤﺮﻓﻮع ﻟﮫ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻓﯿﮫ ﺑﺨﺼﻮص ﻣﺪى ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ‬
‫اﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 921‬ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 921‬ﻣﻦ‬
‫ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ أن ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﯾﺘﺨﺬ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻀﺮورﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫اﻟﻘﺼﻮى ‪.‬‬
‫وﺣﯿﺚ ﯾﺘﺒﯿﻦ أن اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ اﺗﺨﺬ ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﺬﻛﻮرة أﻋﻼه ‪.‬‬

‫‪1‬ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-02-02‬ﺗﺤﺖ رﻗﻢ ‪ 067668‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ ،38‬ﻗﻀﯿﺔ"د‪.‬ب ‪ .‬س" ‪ ،‬ﺿﺪ‬
‫ﺑﻠﺪﯾﺔ ﻓﺮﺟﯿﻮة‪ ،‬ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫وﻟﻘﺪ ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة ‪ 936‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ أن اﻷواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮاد ‪،919‬‬
‫‪ 922 ،921‬ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷي ﻃﻌﻦ‪.‬‬
‫ﺣﯿﺚ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻘﺮار اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻓﯿﮫ ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﯾﺘﻌﯿﻦ اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪.".....‬‬
‫‪ ‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 922‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ اﻻواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 922‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﺑﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻤﺘﻊ‬
‫ﺑﮭﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ ﻓﻲ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﮭﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﺗﺨﺎذ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻈﺮوف ‪ ،‬وﺟﻌﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺼﺮف‬
‫ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺻﻤﯿﻢ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﻀﯿﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺨﺬھﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮫ اﻟﺮﺟﻮع ﻋﻨﮭﺎ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ‬
‫اﻷﻃﺮاف ‪ ،‬وھﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﺴﺘﺠﺪ ﻓﻲ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬واﻷواﻣﺮ اﻟﻤﺘﺨﺬة ﻃﺒﻘﺎ ﻟﮭﺬا اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف‬
‫ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷي ﻃﻌﻦ وﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺷﺮوط اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‪:‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔإﻟﻰ اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ھﻨﺎك ﺷﺮوط ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺒﻮل‬
‫اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ ،‬ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺮﯾﻀﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪ ،‬وﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻵﺟﺎل ‪.‬‬
‫ب‪ -01-‬اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ‪ :‬ﯾﺠﺐ أن ﺗﺤﺘﻮي ﻋﺮﯾﻀﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻣﻦ ﺣﯿﺚ‬
‫اﻟﺸﻜﻞ إﻟﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻋﺮﯾﻀﺔ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 904‬واﻟﺘﻲ ﺗﺤﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 815‬إﻟﻰ ‪ ، 825‬ﻛﻤﺎ ﯾﺸﺘﺮط ﺗﻮﻗﯿﻌﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻣﻲ‬
‫ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻟﺪى اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ أو ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ ، 905‬ﻣﻊ إﻋﻔﺎءاﻷﺷﺨﺎص‬
‫اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 800‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪.‬‬

‫ب‪ -02-‬ﺷﺮط اﻵﺟﺎل ‪ :‬ﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ أن‬
‫ﯾﺘﻢ ﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد ‪ ، 937‬و‪ 938‬واﻟﻤﺎدة ‪ 950‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺘﻮاﻟﻲ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺗﺒﯿﻦ ﺑﺎن أﺟﺎل اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ھﻲ ‪ 15‬ﯾﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻸﻣﺮ ‪،‬‬
‫اﻟﺬي ﯾﺘﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﻣﺤﻀﺮ ﻗﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻗﺪ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺮع ﻋﺒﺎرة " اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ "‬

‫‪98‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﻋﺪة ﻣﻮاد ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ ‪ ،‬ﻓﺄﻧﮫ ﯾﻌﺘﺪ‬
‫ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺤﺼﺮ ﻟﺴﺮﯾﺎن اﻵﺟﺎل ‪ ،‬ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﯾﻤﻨﻊ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ‬
‫ﻷﻃﺮاف اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وان اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻟﻸﻣﺮ ﯾﺤﺘﺎج‬
‫إﻟىﺈﺟﺮاءات ﺳﺮﯾﻌﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺨﺼﻢ ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬه ‪.‬‬

‫ج‪ -‬آﺛﺎر اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻓﻲ اﻻواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬

‫ﺗﺨﻀﻊ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻔﺔأﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻄﻠﺒﮭﺎ‬
‫اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻷﺧﺮى ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر ان اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ھﻮ درﺟﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﻘﺎﺿﻲ وﯾﺠﺴﺪ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺘﯿﻦ وﻟﮫ ﻟﺜﺮ ﻧﺎﻗﻞ ﻟﻠﺨﺼﻮﻣﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ اﻧﮫ ﯾﺠﻮز ﻟﻤﺠﻠﺲ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﺼﺪي ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 346‬اﻟﻮاردة ﺿﻤﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ‪،‬‬
‫ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ ‪" :‬ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﺳﺘﺌﻨﺎف ﺣﻜﻢ ﻓﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﺣﺪ اﻟﺪﻓﻮع اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ﻗﻀﻰ ﺑﺈﻧﮭﺎء‬
‫اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ‪ ،‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﻤﺴﺎﺋﻞ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻔﺼﻮل ﻓﯿﮭﺎ إذا ﺗﺒﯿﻦ ﻟﮫ‬
‫وﻟﺤﺴﻦ ﺳﯿﺮ اﻟﻌﺪاﻟﺔ إﻋﻄﺎء ﺣﻞ ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻟﻠﻨﺰاع ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ اﻷﻣﺮﺑﺈﺟﺮاء ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻋﻨﺪ‬
‫اﻻﻗﺘﻀﺎء ‪ ،‬ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﻣﻦ أھﻢ آﺛﺎر اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ھﻮ ﻋﺪم وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 908‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إاﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ اﻧﮫ ﻟﯿﺲ‬
‫ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف اﺛﺮ ﻣﻮﻗﻒ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧﻠﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻃﺎﺑﻊ ﺗﻨﻔﯿﺬي ﺳﻮاء أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺪﻟﻲ‬
‫أواﻹداري ‪ ،‬ﻛﻤﺎ اﻧﮫ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻌﻨﻮان ﻓﻲ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺴﻢ‬
‫اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻲ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬رﻏﻢ‬
‫ان اﻟﻤﺎدة ‪ 912‬ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ"‪ ...‬ﯾﺠﻮز ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ أﻧﯿﺄﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار اﻹداري اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ إﺣﺪاث ﻋﻮاﻗﺐ ﯾﺼﻌﺐ‬
‫ﺗﺪارﻛﮭﺎ ‪ ،‬وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺪو اﻷوﺟﮫ اﻟﻤﺜﺎرة ﻓﻲ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ‬
‫ﺟﺪﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﺎﻧﮭﺎ ﺗﺒﺮﯾﺮ إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار اﻹداري اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﯿﮫ " ‪ .‬ﻓﺮﻏﻢ أن ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ھﺘﮫ اﻟﻤﺎدة ﺗﺸﺒﮫ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﯿﺪ ﺣﺎﻟﺔ وﻗﻒ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬واﻟﺴﺆال اﻟﻤﻄﺮوح ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ھﻮ دور اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸواﻣﺮ‬

‫‪99‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﺎ اﺛﺮ ﻣﻮﻗﻒ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺣﻮال‬
‫ﺗﮭﺪف إﻟىﺈﺟﺮاء ﻣﺆﻗﺖ وﻻ ﺗﻔﺼﻞ ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﺤﻖ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪ :‬ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ‬

‫ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ واﻋﺘﺮاض اﻟﻐﯿﺮ ﺧﺎرج ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ‬
‫واﻟﺘﻤﺎس إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ‪ ،‬وﺳﻮف ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻰ ﻣﺪى إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ھﺬه اﻷﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻄﻌﻦ ‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ‬

‫ﯾﮭﺪف اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ إﻟﻰ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻣﺪى ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻨﮭﺎﺋﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ‬
‫اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻻدارﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺼﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ اﻧﮫ ﯾﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﺧﺮ درﺟﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻻدارﯾﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 903‬ﻣﻦ‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺎﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ اﻟﻄﻌﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﺗﺼﺪرھﺎ أواﻣﺮ ﻣﺆﻗﺘﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 956‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إواﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ‪":‬ﯾﺤﺪد أﺟﻞ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ﺑﺸﮭﺮﯾﻦ ﯾﺴﺮي ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻘﺮار‬
‫ﻣﺤﻞ اﻟﻄﻌﻦ ﻣﺎﻟﻢ ﯾﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮار وﻟﯿﺲ ﺑﺎﻷواﻣﺮ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ ، 1 949‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﻟﻤﺠﺎل اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﺧﻼﻓﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺬي اﻋﺘﺒﺮاﻷواﻣﺮ ﻏﯿﺮ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ‬
‫ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف ﻟﻜﻦ ﺗﻜﻮن ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ‪ ،‬وھﻲ اﻷواﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮاد ‪-521‬‬
‫‪ ، 3-522 ، 4-521 ، 3-521 ، 1‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻدارﯾﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺴﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺎدة ‪ 521‬اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺤﺮﯾﺎت ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ‬
‫ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻌﻤﻮل ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬ﻓﮭﻲ‬
‫‪2‬‬
‫ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف دون اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ‪.‬‬

‫‪1‬ﺟﺒﺎر ﺣﯿﺎة ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪103‬‬

‫‪2‬ﻟﺤﺴﯿﻦ ﺑﻦ اﻟﺸﯿﺦ آث ﻣﻠﻮﯾﺎ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪160‬‬

‫‪100‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻐﲑ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ‬

‫أ‪-‬ﻣﺪى إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻋﺘﺮاض اﻟﻐﯿﺮ ﺧﺎرج ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬

‫ﯾﮭﺪف ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻨﺈﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ أوإﻟﻐﺎء ﺣﻜﻢ أو ﻗﺮار أوأﻣﺮاﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺬي‬
‫ﻓﺼﻞ ﻓﻲ أﺻﻼﻟﺤﻖ ‪ .‬وﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﯾﺮﻓﻊ‬
‫اﻻﻋﺘﺮاض ﻣﻦ ﻛﻞ ذي ﺻﻔﺔ وﻣﺼﻠﺤﺔ ‪ ،‬ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻃﺮﻓﺎ أو ﻣﻤﺜﻼ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮب‬
‫ﻣﺮاﺟﻌﺘﮭﺎ ‪ ،‬وﺑﻘﺮاءة اﻟﻤﺎدة ‪ 960‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﯾﻼﺣﻆ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺬﻛﺮ اﻷﻣﺮإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻘﺮارات‬
‫واﻷﺣﻜﺎم ‪ ،‬ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 380‬وﻣﺎ ﯾﻠﯿﮭﺎ واﻟﻮاردة ﺿﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ﺑﻌﻨﻮان‬
‫اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﮭﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎل ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻄﻌﻮن أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‬
‫اﻟﻌﺪﻟﻲ ﺿﺪ ھﺬه اﻷواﻣﺮ ‪ ،‬وﻣﻊ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺎﻧﻊ ﺻﺮﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ‬
‫ﯾﻤﻨﻊ ھﺬا اﻟﻄﻌﻦ ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ اﻷرﺟﺢ اﻧﮫ وﺳﯿﻠﺔ ﻃﻌﻦ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ اﻻواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ‬
‫ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﻨﺰاع‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﯾﺠﻌﻞ ﻣﻦ ان ھﺬا اﻟﻄﻌﻦ وﺳﯿﻠﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ وﻟﻮ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻄﻌﻮن ﯾﺤﻘﻖ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﻜﻞ ذي ﺻﻔﺔ‬
‫وﻣﺼﻠﺤﺔ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺑﺎب أوﻟﻰ اﻧﮫ ﯾﻜﻮن وﺳﯿﻠﺔ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ‪.‬‬
‫وﺗﺘﺠﻠﻰ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻄﻌﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ أﺑﺮزﺗﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 383‬ﻣﻤﻦ‬
‫ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ ‪ " :‬ﯾﺠﻮز ﻟﺪاﺋﻨﻲ اﺣﺪ اﻟﺨﺼﻮم أو ﺧﻠﻔﮭﻢ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻤﺜﻠﯿﻦ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻋﺘﺮاض اﻟﻐﯿﺮ ﺧﺎرج ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ أو اﻟﻘﺮار أو اﻷﻣﺮ‬
‫ﺑﺸﺮط أن ﯾﻜﻮن اﻟﺤﻜﻢ أو اﻟﻘﺮار أواﻷﻣﺮ اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﯿﮫ ﻗﺪ ﻣﺲ ﺑﺤﻘﻮﻗﮭﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻐﺶ ‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﺮﯾﻀﺔ اﻋﺘﺮاض اﻟﻐﯿﺮ ﺧﺎرج ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﺨﻀﻊ ﻋﺮﯾﻀﺔ اﻋﺘﺮاض اﻟﻐﯿﺮ ﺧﺎرج ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻟﻸﺷﻜﺎل اﻟﻤﻘﺮرة ﻟﺮﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ‪،‬‬
‫ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺘﻢ ذﻛﺮ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد ‪ 15 ،14‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﻣﻊ‬
‫وﺟﻮب إرﻓﺎﻗﺎﻷﻣﺮ اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﯿﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻢ إﯾﺪاع ﻣﺒﻠﻎ ﯾﺤﺪده ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻛﻜﻔﺎﻟﺔ ‪،‬‬
‫وﯾﺠﺐ أن ﯾﺘﻢ اﻋﺘﺮاض اﻟﻐﯿﺮ ﺧﺎرج ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﺧﻼل ﺷﮭﺮﯾﻦ ﯾﺒﺪأ ﺳﺮﯾﺎﻧﮫ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ‬
‫اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻸﻣﺮ ﻟﻠﻐﯿﺮ ‪ ،‬وﯾﺒﻘﻰ اﻷﺟﻞ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻟﻤﺪة ‪ 15‬ﺳﻨﺔ إذا ﻟﻢ ﯾﺘﻢ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ‬

‫ﯾﮭﺪف ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻨﺈﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ‬
‫ﺣﯿﺚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﯾﺘﻢ أﻣﺎم ﻧﻔﺲ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺪرﺗﮫ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ اﻋﺘﺮاض‬
‫اﻟﻐﯿﺮ اﻟﺨﺎرج ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻓﺈن ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻄﻌﻦ ﻻ ﯾﺴﻤﺢ ﺑﮭﺎ إﻻ ﻟﻤﻦ ﻛﺎن ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻷﻣﺮ ‪ ،‬أو ﺗﻢ اﺳﺘﺪﻋﺎؤه ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 966‬ﻓﮭﻲ ﺗﻨﺺ اﻧﮫ ﻻﯾﺠﻮز اﻟﻄﻌﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻤﺎس إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وﺗﺒﯿﻦ اﻟﻤﺎدة ‪967‬‬
‫اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا اﻛﺘﺸﻒ أن اﻟﻘﺮار ﻗﺪ ﺻﺪر ﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋﻖ ﻣﺰورة ﻗﺪﻣﺖ ﻷول ﻣﺮة أﻣﺎم‬
‫ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻘﺪﯾﻢ وﺛﯿﻘﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺘﺠﺰة ﻋﻨﺪ اﻟﺨﺼﻢ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻻﻟﺘﻤﺎس ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 966‬ﺟﺎﺋﺰ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻤﺒﺪأ ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﺤﺪد ھﺬه‬
‫اﻟﻤﺎدة إن ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺮار اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ أو ﻗﺮار ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع‬
‫ﻟﻠﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 390‬إﻟﻰ ‪ 397‬ﯾﻼﺣﻆ أﻧﮭﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻛﻠﮭﺎ ﺑﺎﻷﻣﺮ‪ ،‬ﻣﺜﻠﮫ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺮار واﻟﺤﻜﻢ ‪،‬‬
‫وھﻲ واردة ﺿﻤﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﻓﺈن اﻟﺘﻤﺎس إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﯾﻤﻜﻦ‬
‫ﺗﺼﻮره ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮارات اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪.‬‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪:‬ﺁﺛﺎﺭ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ‬

‫اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﺻﯿﺔ اﻟﻨﻔﺎذ اﻟﻤﻌﺠﻞ ﻟﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ وﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪، 908‬‬
‫‪ 909‬اﻟﻠﺘﺎن ﺗﻨﺼﺎن ﻋﻠﻰ اﻧﮫ " ﻟﯿﺲ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎف و اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ اﺛﺮ ﻣﻮﻗﻒ " وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬
‫اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻌﺠﻠﺔ اﻟﻨﻔﺎذ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﻤﺠﺮد إﺗﻤﺎم إﺟﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ‪ ،‬وﯾﻄﺮح ﻓﻲ‬
‫ھﺬا اﻟﺼﺪد ﺛﻼث ﻣﺴﺎﺋﻞ رﺋﯿﺴﯿﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﻤﺪى ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ‬
‫اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔﺑﺈﺷﻜﺎﻻﺗﺘﻨﻔﯿﺬه اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﯿﻤﺎ‬
‫ﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﺎﺷﻜﺎﻟﯿﺔ ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻹدارة ﻟﮭﺬه اﻷواﻣﺮ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﺳﯿﺘﻢ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﮫ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﺮوع اﻟﺜﻼث اﻵﺗﯿﺔ ‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﺪﻯ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ذﻛﺮه ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ ھﺬا اﻟﻤﻄﻠﺐ ھﻮ اﻟﻨﻔﺎذ اﻟﻤﻌﺠﻞ ﻟﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﺗﻄﺮح ھﺬه‬
‫اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﻣﺪى ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﻏﯿﺮ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﯾﻈﮭﺮ‬
‫ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺨﺼﻮص إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻮق ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻸﻣﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﻨﻔﯿﺬه ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ إذا ﻗﻀﻰ أﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻄﺮد ﻣﻦ ﻣﺴﻜﻦ وﻇﯿﻔﻲ ‪ ،‬وﺗﻢ‬
‫ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻷﻣﺮ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ إﻟﻐﺎء ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻃﺮف ھﺬا‬
‫اﻷﺧﯿﺮ وﻋﻠﻰ اﻓﺘﺮاض اﻧﮫ ﺗﻢ ﺗﺴﻠﯿﻢ اﻟﻤﺴﻜﻦ إﻟﻰ ﻣﻮﻇﻒ آﺧﺮ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺼﺪى‬
‫ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻸﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻄﺮد‬
‫ﺑﻘﺮار ﯾﻠﻐﻲ ھﺬا اﻷﻣﺮ ‪ ،‬ﻓﻜﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ إﻋﺎدة اﻟﺤﺎل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ ﻓﮭﻞ ﯾﺘﻢ إﺧﺮاج اﻟﺸﺎﻏﻞ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﺴﻜﻦ أم ﯾﺘﻢ ﺗﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﺬي ﺗﻢ ﻃﺮده ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺻﺎدر ﻋﻦ‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﻨﻔﯿﺬه ‪ ،‬وان ﻧﻔﺲ اﻻﻓﺘﺮاض ﯾﺘﻢ ﺗﺼﻮره ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻘﯿﺔ ﻃﺮق‬
‫اﻟﻄﻌﻦ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮭﺎ أن ﺗﺆدي إﻟىﺈﻟﻐﺎءاﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻟﺘﻤﺎس إﻋﺎدة‬
‫اﻟﻨﻈﺮ إذا ﺗﺒﯿﻦ أن ھﻨﺎك وﺛﯿﻘﺔ ﻣﺰورة أو أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺘﺠﺰة أﻣﺎم اﻟﺨﺼﻢ وﻟﺘﻜﻦ‬
‫اﻹدارةأوﻣﻮﻇﻒ ﻟﺪى اﻹدارة ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻇﮭﺎر وﺛﯿﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻹدارة ﺗﺒﯿﻦ أن اﻟﻤﻮﻇﻒ‬
‫اﻧﺘﮭﺖ ﻋﻼﻗﺘﮫ اﻟﻮﻇﯿﻔﯿﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﺘﻢ ﺣﺮﻣﺎﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻦ اﻟﻮﻇﯿﻔﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪،‬‬
‫ﺛﻢ ﻇﮭﺮ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺎ زال ﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻮﻇﻒ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻷواﻧﮫ ﻃﺮده ﻣﻦ ﻣﺴﻜﻦ‬
‫وﻇﯿﻔﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ أﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ وﺛﯿﻘﺔ ﻣﺰورة ﺗﺜﺒﺖ اﻧﺘﮭﺎء‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﻇﯿﻔﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﮭﻞ ﺗﻨﻔﯿﺬ أﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﯾﺘﻢ ﺗﻌﺪﯾﻠﮫ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻤﺎس إﻋﺎدة‬
‫اﻟﻨﻈﺮ ﯾﻤﻜﻦ إﺻﻼﺣﮫ ﻻﺣﻘﺎ ‪ ،‬وﻧﻔﺲ اﻟﺘﺴﺎؤل ﯾﻄﺮح ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻋﺘﺮاض اﻟﻐﯿﺮ ﺧﺎرج ﻋﻦ‬
‫اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﻞ اﻹﺷﻜﺎل‬
‫ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﯾﺘﻢ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺛﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﯿﮫ ﺛﻢ ﺗﺒﯿﺎن‬
‫إﺟﺮاءاﺗﮫ وﺷﺮوﻃﮫ ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬

‫ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻛﻞ ﻃﺎرئ ﯾﻌﯿﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﻣﻤﺎ ﯾﺤﻮل‬
‫دون ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻟﻌﻤﻠﮫ ‪ ،‬أو ﯾﺠﻌﻠﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﺳﻮاء أﺛﻨﺎء ﻣﻘﺪﻣﺎت اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أو‬
‫ﺣﯿﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺠﺒﺮي ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﺎﻟﻮﺳﯿﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺜﺎر ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ إﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺎزﻋﺔ ﯾﺘﺮك ﺷﺎن اﻟﻨﻈﺮ ﻓﯿﮭﺎ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وﺗﺘﻌﻠﻖ ھﺬا اﻻﻋﺘﺮاﺿﺎت أﻣﺎم ﺑﺎﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﺄﻃﺮاف اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺴﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ‪ ،‬اﻟﻤﺎل ﻣﺤﻞ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪...‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬

‫ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ھﻨﺎك ﻟﺒﺲ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﮭﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷواﻣﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻗﺒﻞ ﺻﺪور ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻓﮭﻞ ﯾﻌﻮد إﻟﻰ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﯾﻘﻊ‬
‫ﻓﻲ داﺋﺮﺗﮫ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﺷﻜﺎﻷﻣﺈﻟﻰ رﺋﯿﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺑﺼﺪور ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إأﺻﺒﺤﺎﻷﻣﺮ‬
‫ﻣﺤﺴﻮﻣﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻤﺎدة ‪ 804‬اﻟﻔﻘﺮة ‪ 8‬واﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻟﻤﺠﻮع ﻣﻦ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻧﺼﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ ‪...." :‬ﻓﻲ ﻣﺎدة إﺷﻜﺎﻻت ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺼﺎدرة‬
‫ﻋﻦ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔأﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺪر ﻋﻨﮭﺎ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﺷﻜﺎل " ‪،‬‬
‫وﯾﻼﺣﻆ ﺑﺎن ھﺬه اﻟﻤﺎدة ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻟﻢ ﺗﺒﯿﻦ ھﻞ ﯾﺘﻢ اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ‬

‫‪1‬ﺑﺮﺑﺎرة ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﻃﺮق اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ﻣﻨﺸﻮرات ﺑﻐﺪادي ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪322‬‬

‫‪104‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ او ﻣﻦ ﻃﺮف رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔأو اﻟﻌﻀﻮ اﻟﺬي‬

‫ﯾﻨﺘﺪﺑﮫ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻟﻌﺪﻟﻲ ﻓﺎن اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﯾﻌﻮد ﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺒﺎﺷﺮ‬
‫ﻓﻲ اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ " 631‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮد‬
‫إﺷﻜﺎل ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﺣﺪ اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﯾﺤﺮر اﻟﻤﺤﻀﺮ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻣﺤﻀﺮا ﻋﻦ اﻹﺷﻜﺎل وﯾﺪﻋﻮ اﻟﺨﺼﻮم ﻟﻌﺮض اﻹﺷﻜﺎل ﻋﻠﻰ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫ﯾﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ داﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل " ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺷﺮﻭﻁ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬

‫ﯾﻌﺮض اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﻦ ﻛﻞ ذي ﺻﻔﺔ وﻣﺼﻠﺤﺔ ﺑﺘﺤﻘﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط‬

‫وﺑﺈﺗﺒﺎﻋﺈﺟﺮاءات ﯾﺸﺘﺮﻃﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬
‫أ‪ -‬ﺷﺮوط اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔإﻟﻰ اﻟﺼﻔﺔ واﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺷﺮﺣﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﺷﺮوط‬
‫ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬ﯾﺠﺐ أن ﯾﺘﻢ اﺣﺘﺮام ﻣﺒﺪأ ﺣﺠﯿﺔ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻘﻀﻲ أﯾﺄن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻗﺪ ﺳﺒﻖ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﯿﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻃﺮاف ﺣﻮل ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺤﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ‪، 1‬‬
‫وھﺬا ﻣﺎ ﺗﺆﻛﺪه اﻟﻤﺎدة ‪ 635‬ﺑﻘﻮﻟﮭﺎ ‪ " :‬إذا ﺳﺒﻖ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ إﺷﻜﺎل اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أو ﻓﻲ ﻃﻠﺐ وﻗﻒ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز رﻓﻊ دﻋﻮى ﺛﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻃﺮاف ﺣﻮل ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬أي ﻻ ﯾﺠﻮز‬
‫إﺷﻜﺎل ﻋﻠﻰ إﺷﻜﺎل ‪.‬‬
‫‪ -‬وﯾﺠﺐ ﻛﺬﻟﻚ أن ﯾﺮﻓﻊ اﻹﺷﻜﺎل ﻗﺒﻞ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬وإﻻأﺻﺒﺢ رﻓﻊ اﻹﺷﻜﺎل ﺑﺪون‬
‫ﺟﺪوى وﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ﺗﻜﻮن وﻗﺎﺋﻊ اﻹﺷﻜﺎل ﻻﺣﻘﺔ ﻟﺼﺪور اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬أي وﻗﺎﺋﻊ ﻟﻢ ﯾﺘﻄﺮق ﻟﮭﺎ اﻷﻣﺮ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬أن ﯾﺘﻌﻠﻖ ﻃﻠﺐ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﺷﻜﺎل ﺑﺎﺗﺨﺎذ إﺟﺮاء ﻣﺆﻗﺖ ﻣﻦ اﺟﻞ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬وھﻨﺎ ﯾﻼﺣﻆ اﻧﮫ إﺟﺮاء ﻣﺆﻗﺖ ﯾﮭﺪف إﻟﻰ وﻗﻒ إﺟﺮاء ﻣﺆﻗﺖ آﺧﺮ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ‬

‫‪1‬ﺣﻤﺪي ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬إﺷﻜﺎﻻت اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ، 09-08‬دار ھﻮﻣﺔ ‪ ،‬ط‪ ، 2‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪ ، 2012 ،‬ص ‪32‬‬

‫‪105‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫أﺧﺮى ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﯾﺒﺪو أﻧﺈﺟﺮاءاﻹﺷﻜﺎﻷﻗﻮى ﻣﻦ إﺟﺮاء ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬اﺟﺮاءﺗﺎﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬

‫ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 635‬اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺬﻛﺮ اﻧﮫ " ﻻ ﯾﺠﻮز رﻓﻊ دﻋﻮى ﺛﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻷﻃﺮاف ﺣﻮل‬
‫ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿﻮع " ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺎدة أن دﻋﻮى اﻹﺷﻜﺎل ﻣﺜﻠﮭﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺪﻋﺎوى ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﺸﺮوط‬
‫واﻹﺟﺮاءات ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أﻧﮭﺎ ﻧﺰاع ﯾﻄﺮح ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺨﺼﻮم ﻟﮭﻢ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻣﺘﻀﺎرﺑﺔ ‪،‬‬
‫وﯾﻀﺎف ﻟﮭﺎ ﻃﺮف آﺧﺮ وھﻮ اﻟﻤﺤﻀﺮاﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ .‬إذ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 632‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﺗﺮﻓﻊ‬
‫دﻋﻮى اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي أو اﻟﻤﻨﻔﺬ ﻋﻠﯿﮫ أو اﻟﻐﯿﺮ‬
‫اﻟﺬي ﻟﮫ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺑﺤﻀﻮر اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓﺾ اﻟﻤﺤﻀﺮ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺗﺤﺮﯾﺮ ﻣﺤﻀﺮ ﻋﻦ اﻹﺷﻜﺎل اﻟﺬي ﯾﺜﯿﺮه اﺣﺪ اﻷﻃﺮاف ﯾﺠﻮز ﻷﺣﺪھﻢ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻃﻠﺐ‬
‫وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬإﻟﻰ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ دﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ وﺗﻜﻠﯿﻒ‬
‫اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ وﺑﺎﻗﻲ اﻷﻃﺮاف ﺑﺎﻟﺤﻀﻮر أﻣﺎم اﻟﺮﺋﯿﺲ ‪ .‬ﺗﻮﻗﻒ إﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ إﻟﻰ‬
‫ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻹﺷﻜﺎﻷو ﻓﻲ ﻃﻠﺐ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ " وﺗﻀﯿﻒ‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 633‬اﻧﮫ ﻋﻠﻰ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أو ﻓﻲ ﻃﻠﺐ‬
‫وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ اﺟﻞ أﻗﺼﺎه ‪ 15‬ﯾﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺴﺒﺐ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻷي‬
‫ﻃﻌﻦ ‪.‬‬
‫وھﺬا ﻣﺎ ﺗﺠﺴﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار رﻗﻢ ‪ 068333‬اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ –اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪-‬‬
‫ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ، 2011-03-16‬ﻗﻀﯿﺔ )ب‪.‬ن( ﺿﺪ )واﻟﻲ وﻻﯾﺔ وھﺮان ‪ ،‬و )ن‪.‬ع( ‪ ،‬ﺣﯿﺚ أن‬
‫)ب‪.‬ن( اﺳﺘﺄﻧﻔﺎﻷﻣﺮ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻮھﺮان اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪-11-10‬‬
‫‪ 2010‬اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ وﯾﻠﺘﻤﺲ ﻓﯿﮫ إﻟﻐﺎءاﻷﻣﺮاﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ وﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ‬
‫إﯾﻘﺎﻓﺎﻹﺟﺮاءاﺗﺈﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪،‬‬
‫ﺗﺤﺖ رﻗﻢ ‪ 065668‬إﻻأﻧﺎﻷﺳﺘﺎذة )ف‪.‬ع( ﻣﺤﻀﺮ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺑﺎﺷﺮ إﺟﺮاءات اﻟﻄﺮد ‪ ،‬ﻓﺘﻘﺪم‬

‫‪106‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺑﺪﻋﻮى إﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أﻣﺎم رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻮھﺮان وﻗﻀﺖ ﺑﻌﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص ‪،‬‬
‫ﺛﻢ ﺗﻘﺪم ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﻠﺐ إﻟﻰ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻧﺘﮭﺖ ﺑﺼﺪور اﻷﻣﺮاﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻓﯿﮫ ﺣﺎﻟﯿﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ ‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ ﯾﻠﺘﻤﺲ إﻟﻐﺎءاﻷﻣﺮاﻟﻤﺴﺘﺎﻧﻒ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺮﻓﺾ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪.‬‬
‫ﺣﯿﺚ أﺛﺎراﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ اﻧﮫ اﻟﺘﻤﺲ ﻣﻦ رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ إﻟﻰ ﺣﯿﻦ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻤﻌﺮوض ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺎ دام ﻟﻢ ﯾﻔﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﻓﮭﻮ ﯾﻠﺘﻤﺲ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫ﻟﺤﯿﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺣﯿﺚ أﻧﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻗﺪ ﻗﺪم ﻃﻠﺐ وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أﻣﺎم رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﻣﺤﺘﺠﺎ ﺑﻮﺟﻮد إﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪.‬‬
‫ﺣﯿﺚ ان اﻟﻤﺎدة ‪ 633‬ﻣﻦ ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ان رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﯾﻔﺼﻞ ﻓﻲ دﻋﻮى‬
‫اﻹﺷﻜﺎﻟﺒﺄﻣﺮ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻷي ﻃﻌﻦ ‪.‬‬
‫وﺣﯿﺚ ﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﯾﺘﻌﯿﻦ واﻟﺤﺎل ھﺬه اﻟﻘﻀﺎء ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ‪".‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬

‫ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺎﻟﺔ اﻣﺘﻨﺎع اﻹدارة ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﺣﻜﺎﻣﻮاﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺗﻄﺮح إﺷﻜﺎﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬ووﺟﻮد إﺷﻜﺎﻟﯿﺔ ﺣﻮل وﺳﯿﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﺠﺒﺮ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻷواﻣﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﻤﻠﻐﻰ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺻﺪور ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﺗﻢ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ھﺬه‬
‫اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﺑﺼﻔﺔ واﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ ‪ ،‬ھﺬا‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔإﻟىﺈﺟﺮاءات ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﻳﺔ‬

‫ﻟﺘﻮﺿﯿﺢ دور ھﺬه اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ﻹﺟﺒﺎراﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻰ‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ وﺗﺤﺪﯾﺪ أﺳﺎﺳﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﺒﯿﺎن اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﯿﮭﺎ وإﺟﺮاءاﺗﮭﺎ ‪.‬‬
‫‪ -01‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﻳﺔ‬

‫اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ھﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺪﯾﺮه ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وھﻲ وﺳﯿﻠﺔ‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻹﺟﺒﺎر اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﻤﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻣﺘﻰ ﻛﺎن اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ ﻋﯿﻨﺎ ﻻ ﯾﺰال ﻓﻲ‬
‫ﺣﺪود اﻹﻣﻜﺎن ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﻮﻓﺎء ﯾﻘﺘﻀﻲ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﻌﻨﺖ اﻟﻤﺪﯾﻦ وﻟﻢ ﯾﻘﻢ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬

‫‪107‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫وﻓﻘﺎ ﻟﻼﺗﻔﺎق اﻟﻤﺒﺮم ‪ ،‬ﻓﻌﻨﺪﺋﺬ ﯾﺠﻮز اﻟﻠﺠﻮء ﻟﻄﻠﺐ ﺗﺴﻠﯿﻂ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﻟﺤﻤﻠﮫ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ اﻟﻔﻌﻠﻲ ‪ ،‬ﺑﺘﺴﻠﯿﻂ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻌﯿﻦ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺗﺄﺧﯿﺮ ‪ ،‬وﯾﺴﺘﻤﺮ ﺗﺼﺎﻋﺪﯾﺎ ﻟﺤﯿﻦ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﻓﻌﻠﯿﺔ ‪ ،‬وﻋﻨﺪھﺎ ﯾﺮﺟﻊ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ اﻟﻘﯿﻤﺔ اﻟﻤﺘﺮاﻛﻤﺔ ﻟﻠﻐﺮاﻣﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬
‫اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻦ ‪ ،‬ﻓﮭﻲ وﺳﯿﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﺎﻟﯿﺔ اﻟﻐﺮض ﻣﻨﮭﺎ ھﻲ إﺟﺒﺎر‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ‪ ، 1.‬وھﻮ اﻟﺘﺰام ﯾﻔﺮﺿﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬
‫‪ -02‬ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﻐﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﻳﺔ‬

‫ﺗﺠﺪ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ أﺳﺎﺳﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل أﺣﻜﺎم اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ‬
‫‪ ،‬ﻓﻘﺪ أﺟﺎزت ھﺬه اﻷﺣﻜﺎم ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺤﻜﻢ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ ‪ 980‬إﻟﻰ ‪ 987‬ﻣﻦ ق إ م إ‬
‫ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻟﻠﻤﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺳﻮاء ﻟﻺدارةأو ﻟﺨﺼﻤﮭﺎ‬
‫اﻟﺬي ﯾﻜﻮن ﺷﺨﺺ ﻃﺒﯿﻌﻲ او ﻣﻌﻨﻮي ‪ ،‬ﻓﺒﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﺣﻮل‬
‫ﻓﺮض اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﺣﺴﻢ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﻣﺮ ﺑﻔﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺳﻮاء‬
‫ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﮭﻲ ﺑﺼﺪور ﺣﻜﻢ أو ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺪﻋﻮى اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺗﻨﺘﮭﻲ‬
‫ﺑﺼﺪور أﻣﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻋﮭﺪ اﻷﺣﺎدﯾﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ او ﻓﻲ‬
‫ﻋﮭﺪ اﻻزدواﺟﯿﺔ ﻣﺘﺬﺑﺬﺑﺎ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ أﺣﻜﺎم ﯾﺴﻤﺢ ﻟﻠﻘﺎﺿﯿﺎﻹداري اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ‬
‫ذﻟﻚ ﺣﻜﻤﮫ ﻓﻲ ﻗﻀﯿﺔ رﺋﯿﺲ ﻣﻨﺪوﺑﯿﺔ ﻣﯿﻠﺔ ﺿﺪ )ب‪.‬ف( اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻔﺔأﻣﺎﻣﮫ واﻟﺘﻲ ﻓﺼﻞ ﻓﯿﮭﺎ‬
‫ﺑﺘﺄﯾﯿﺪ اﻟﻘﺮار اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ اﻟﺬي ﻗﻀﻰ ﺑﻔﺮض ﻏﺮاﻣﺔ ﺗﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ )ب‪.‬ف( ﻻﻣﺘﻨﺎﻋﮭﺎ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ إدارﯾﺼﺎدر ﺿﺪھﺎ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻧﺠﺪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻗﺮارات أﺧﺮى ﺻﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻤﻨﻊ ﻓﺮض ﻏﺮاﻣﺔ ﺗﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﺿﺪ إدارة ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ ﻻﻣﺘﻨﺎﻋﮭﺎ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ‬
‫إداري ‪ ،‬ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﺮاره اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ ، 2000-04-10‬واﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻀﯿﺔ وﻻﯾﺔ ﺗﯿﺰي وزو‬
‫ﺿﺪ "ﻓﺮﯾﻖ ص " وﻣﻦ ﻣﻌﮫ و اﻟﺬي اﻧﺘﮭﻰ ﻓﯿﮫ اﻟﻘﻮل ‪ " :‬ﺣﯿﺚ اﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺤﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﻊ و اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﺿﺪ اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ واﻟﻮﻻﯾﺔ‬

‫‪1‬ﻗﻮﯾﺪري ﻣﺼﻄﻔﻰ ‪،‬اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ و ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2012‬ﻋﺪد‬
‫‪ ،01‬ص ‪50‬‬

‫‪108‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫‪ ،‬وھﺬا اﻟﻤﺴﻠﻚ اﻟﺬي اﻗﺘﺪى ﺑﮫ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﯾﻤﺜﻞ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺴﻠﻚ اﻟﺬي اﺗﺨﺬه اﻟﻤﺸﺮع‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ وھﻮ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﻓﺮض ﻏﺮاﻣﺔ ﺗﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﺿﺪ اﻹدارة‬
‫ﻓﺒﻌﺪ ھﺬا اﻟﺘﺮدد ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻘﻀﺎء أدرج اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻦ ﺧﻼل ق ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إإﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﻓﺮض ﻏﺮاﻣﺔ‬
‫ﺗﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﺿﺪ اﻹدارة ﺑﺼﻔﺔ ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻓﮭﻲ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ وﺳﯿﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ‪ ،‬وﻣﻦ‬
‫ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ ﻓﮭﻲ أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻹدارة اﻟﻤﻤﺘﻨﻌﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪،‬‬
‫وھﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ ﺗﻔﻌﯿﻞ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﺣﻜﺎﻣﻮاﻷواﻣﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺑﺎﻟﻨﺺ ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺸﺒﮫ ﻣﺒﺪأ ﺷﺮﻋﯿﺔ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ واﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ‪ ،2‬ﻓﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﺴﻠﯿﻢ ﺳﻨﮭﺎ ﺑﻘﺎﻧﻮن واﺿﺢ‬
‫ﺣﺘﻰ ﯾﻄﻤﺌﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻨﻄﻖ ﺑﮫ ‪.‬‬
‫‪ -03‬ﺷﺮوط اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ وإﺟﺮاءات ﺗﺼﻔﯿﺘﮭﺎ‬
‫ﺷﺮوط اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬ ‫أ‪-‬‬
‫ﯾﺴﺘﻠﺰم اﻷﻣﺮ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺷﺮﻃﺎن ‪:‬‬
‫‪-‬ان ﯾﻜﻮن اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام ﻣﺎ زال ﻣﻤﻜﻨﺎ ‪ :‬واﻟﮭﺪف ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺸﺮط ھﻮ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺗﻌﻨﺖ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ وإﺟﺒﺎره ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻷن اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻻ ﯾﺒﻘﻲ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ إﻻ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻤﺎ ﻟﺤﻘﮫ ﻣﻦ ﺿﺮر وﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ ﻣﻦ رﺑﺢ ‪ ،‬ﻓﺮﻏﻢ أﻧﻖ ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إﻟﻢ‬
‫ﯾﺘﻄﺮق إﻟﻰ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬إﻻ اﻧﮫ ﯾﺮﺟﻊ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺸﺄﻧﺈﻟﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ ،‬وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ أﻧﯿﺄﺧﺬ ذﻟﻚ ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺷﺨﺼﯿﺎ ‪ :‬وﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻋﺎدة ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺰام اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫ﺑﺄداء ﻋﻤﻞ ﻣﻌﯿﻦ ‪ ،‬ﻣﺜﻼ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻮﻗﻒ اﻷﺷﻐﺎل ﻣﻦ ﻃﺮف اﺣﺪ‬
‫اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬أواﻷﻣﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻮﻗﻒ اﻻﻋﺘﺪاء ‪ ،‬ﻓﻌﺪم اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﮭﺬا اﻷﻣﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﯾﺮﺗﺐ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺨﺼﻢ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ‬
‫ﺗﺒﻠﯿﻎ اﻷﻣﺮ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺸﺮط اﻟﻤﺎدة ‪ 986‬ﺑﻘﻮﻟﮭﺎ‬
‫‪ ":‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻘﻀﻲ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺤﺎﺋﺰ ﻟﻘﻮة اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻘﻀﻲ ﺑﮫ ﺑﺈﻟﺰام اﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺤﺪد اﻟﻘﯿﻤﺔ ﯾﻨﻔﺬ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻸﺣﻜﺎم اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ اﻟﺴﺎرﯾﺔ اﻟﻤﻔﻌﻮل " ‪.‬‬

‫‪1‬ﺑﻦ ﻃﯿﻔﻮر ﻧﺼﺮ اﻟﺪﯾﻦ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ص ‪34-23‬‬

‫‪2‬ﺑﺮﺑﺎرة ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪312‬‬

‫‪109‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ :‬ﯾﻜﻔﻲ ﺛﺒﻮت اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﻮغ ﻟﻠﺠﮭﺎت‬

‫اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔاﻹدارﯾﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ‪ ،‬وﯾﻔﮭﻢ ﻣﻦ ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ 981 ،980‬أﻧﮫ‬
‫ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔأن ﺗﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮭﺎ دون أن ﺗﺸﺘﺮط‬
‫ﺗﺪﺧﻞ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﮭﺎ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﻘﺪارھﺎ وأﺟﻞ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ‪ ،‬وﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 982‬ﻋﻠﻰ أن‬
‫اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺗﻌﻮﯾﺾ اﻟﻀﺮر‬
‫ب‪-‬إﺟﺮاءات ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬
‫ب‪ -01-‬اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺘﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬
‫ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 980‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﻨﮭﺎ اﺗﺨﺎذ أﻣﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدﺗﯿﻦ ‪ 979 ، 978‬أﻋﻼھﺄﻧﺘﺄﻣﺮ ﺑﻐﺮاﻣﺔ ﺗﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻣﻊ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳﺮﯾﺎن‬
‫ﻣﻔﻌﻮﻟﮭﺎ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ اﻧﮫ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 946‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ‬
‫ﻣﺎدة إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت ‪ ...":‬ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮭﺎ أﯾﻀﺎ ) اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ( اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻐﺮاﻣﺔ‬
‫ﺗﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﺗﺴﺮي ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻘﻀﺎء اﻷﺟﻞ اﻟﻤﺤﺪد ‪".‬‬
‫ﯾﻼﺣﻆ ﺑﺎن اﻟﻤﺎدة ‪ 980‬ﺗﺬﻛﺮ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻤﺎدة ‪ 946‬ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫‪ ،‬وھﺬه اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﺗﻄﺮح ﺗﺴﺎؤﻻ ﺣﻮل ﺻﺎﺣﺐ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﺑﺘﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ھﻞ ھﻮ‬
‫ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔأم ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻨﺼﻮص ﻏﯿﺮ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺸﺄن ‪ ،‬ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﺗﻤﺎﺷﯿﺎ ﻣﻊ ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﺈذا ﺗﻌﻠﻖ‬
‫اﻟﺤﺎل ﺑﺄﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ وﻟﻀﻤﺎن ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ اﻛﺒﺮ ﻟﻸواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ وان اﻟﺘﺼﻔﯿﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﺤﺪدة ﺑﺄﺟﻞ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺎدة ‪ ، 987‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ اﻷﻗﺮﺑﺈﻟﻰ‬
‫ﺣﺴﻦ ﺳﯿﺮ اﻟﻌﺪاﻟﺔ أن ﺗﻜﻮن ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻣﻦ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ‬
‫اﻹداري اﻟﻔﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪.‬‬
‫ب‪-02-‬ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬
‫ﯾﺘﻢ ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﺑﻤﺠﺮد ﺗﺤﻘﻖ ﺷﺮوﻃﮭﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺬﻛﺮ ‪ ،‬ﺳﻮاء ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ آو ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﺘﻢ ﺑﻤﻮﺟﺐ دﻋﻮى ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ‬
‫ﺟﺪﯾﺪة ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺮﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﯾﺘﻢ إﺛﺒﺎت ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ ،‬واﻟﻤﺘﻤﺜﻞ‬

‫‪110‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬ووﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﻨﻔﯿﺬ ﯾﺜﺒﺖ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﺗﺤﺮﯾﺮ ﻣﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﯾﺜﺒﺖ ﻓﯿﮫ اﻣﺘﻨﺎع‬
‫اﻹدارة ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬وﯾﺒﺪأ ﺳﺮﯾﺎن اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺘﻜﻤﺎل إﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﻦ ﻃﺮف‬
‫اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬واﻣﺘﻨﺎع اﻟﻤﻨﻔﺬ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ اﻷداء اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺑﮫ ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺧﺺ اﻟﻤﺸﺮع ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺑﻌﺪم إﺧﻀﺎﻋﮭﺎ ﻵﺟﺎل ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻟﺘﻨﻔﯿﺬھﺎ ﺧﻼﻓﺎ‬
‫ﻟﻸﺣﻜﺎم اﻟﺼﺎدرة ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺘﻲ ﺗﻘﯿﺪ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﺎﻻﻧﺘﻈﺎر ﻣﺪة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭﺮ ﺑﻌﺪ‬
‫اﻣﺘﻨﺎع اﻹدارة ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻹداري ‪ ،‬ﻛﻲ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻮﻗﯿﻊ اﻟﻐﺮاﻣﺔ‬
‫اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ ، 987‬ﻏﯿﺮ اﻧﮭﺈذا ﺗﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﺟﻞ ﻟﻠﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻮق اﻷﻣﺮ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺴﻮغ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ إﻻ ﺑﺎﻧﺘﮭﺎء‬
‫اﻷﺟﻞ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ‪.‬‬
‫ب‪-03‬ﻣﺂل اﻟﺘﺼﻔﯿﺔ‬
‫ﯾﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءة أﺣﻜﺎم ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 985‬ﻣﻦ ق إ م إ ﺑﺄن اﻟﻤﺸﺮع ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ اﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﻟﻤﻌﻤﻮل ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻓﺤﻮى ھﺬه اﻟﻤﺎدة "ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ أن‬
‫ﺗﻘﺪر ﻋﺪم دﻓﻊ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻋﻰ إذا ﺗﺠﺎوزت ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻀﺮر وﺗﺄﻣﺮ‬
‫ﺑﺪﻓﻌﮫ إﻟﻰ اﻟﺨﺰﯾﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ" وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﻠﺤﻆ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺎدة أن ﺟﮭﺔ أﺧﺮى ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺸﺎرك‬
‫ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻐﺮاﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺼﯿﻠﺔ ھﺬه اﻷﺧﯿﺮة ﻣﺘﻰ ﺗﺠﺎوزت ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ﻣﺪى ﻣﻌﯿﻦ ‪.‬‬
‫ﻓﻼ ﯾﺴﺘﺄﺛﺮ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻹدارﯾﺔ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺣﺼﯿﻠﺘﮭﺎ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺗﺼﻔﯿﺘﮭﺎ‪ ،‬إذ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ أن ﺗﻘﺮر ﻋﺪم دﻓﻊ ﺟﺰء ﻣﻨﮭﺎ إﻟﻰ ﻃﺎﻟﺒﮭﺎ‪ ،‬وﺗﻘﺮر دﻓﻌﮫ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺨﺰﯾﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ وھﻮ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬي ﻗﺮرﺗﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 985‬ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﺨﺼﻮص ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻮزﯾﻊ‬
‫ﺣﺼﯿﻠﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺪﻋﻲ واﻟﺨﺰﯾﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ أﻧﮭﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﺟﻮازﯾﺔ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ وﻟﻮ‬
‫ﺗﻮاﻓﺮت اﻋﺘﺒﺎرات دﻓﻊ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺣﺼﯿﻠﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﺰﯾﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ أن ﻻ ﯾﻘﻀﻲ ﺑﺬﻟﻚ‪،‬‬
‫وﯾﻘﻀﻲ ﺑﺪﻓﻊ ﺣﺼﯿﻠﺘﮭﺎ ﺑﺄﻛﻤﻠﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻋﻲ ھﺬا ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﺻﯿﺎﻏﺔ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪985‬‬
‫اﻟﺘﻲ أﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮع ﻋﺒﺎرة "ﯾﺠﻮز‪."..‬‬

‫‪111‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫وﺑﺨﺼﻮص ﻛﯿﻔﯿﺔ اﺳﺘﯿﻔﺎء اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﻦ ﺗﺤﺼﯿﻞ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ‬
‫ﻧﻈﻤﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 02-91‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 8‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 1991‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﯾﻨﺺ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﮫ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﺴﻮغ ﻷﻣﯿﻦ‬
‫ﺧﺰﯾﻨﺔ اﻟﻮﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻤﻠﻒ اﻟﻤﻜﻮن أن ﯾﺄﻣﺮ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ ﺑﺴﺤﺐ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺪﯾﻦ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎت‬
‫اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺪاﺋﻨﺔ‪.‬‬
‫وﯾﺠﺐ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮭﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺤﺴﺎﺑﯿﺔ ﻓﻲ أﺟﻞ ﻻ ﯾﺘﺠﺎوز اﻟﺸﮭﺮﯾﻦ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﯾﻮم إﯾﺪاع‬
‫اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ‪ ، " .‬ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﯾﺴﺪد أﻣﯿﻦ اﻟﺨﺰﯾﻨﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ أو‬
‫اﻟﻄﺎﻟﺒﯿﻦ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ و ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ھﺬا اﻟﻤﻠﻒ و ﻓﻲ أﺟﻞ ﻻ ﯾﺘﺠﺎوز‬
‫ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭﺮ‪ ،".‬وﻣﻦ ﺧﻼل ھﺘﯿﻦ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ ﯾﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺧﻮل ﻻﻣﯿﻦ ﺧﺰﯾﻨﺔ‬
‫اﻟﻮﻻﯾﺔ ﺳﻠﻄﺔ اﻷﻣﺮ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻤﻠﻒ اﻟﻤﻜﻮن ﺑﺴﺤﺐ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺪﯾﻦ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﮭﯿﺌﺔ‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻄﺮف اﻟﺪاﺋﻦ ‪.‬‬
‫ب‪ -04-‬ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ و ﺗﻌﺪﯾﻞ وإﻟﻐﺎء اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬
‫ﺑﺨﺼﻮص ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ و ﺗﻌﺪﯾﻞ وإﻟﻐﺎء اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻨﺢ‬
‫اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﻘﺎﺿﯿﺎﻹداري ﺳﻠﻄﺔ ﺗﺨﻔﯿﺾ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ أوإﻟﻐﺎؤھﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة ‪،‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﯾﺘﻘﺪم ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻌﯿﻦ ﻋﻦ ﻛﻞ وﺣﺪة زﻣﻨﯿﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﯿﻨﻈﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﻣﻌﻘﻮﻟﯿﺔ اﻟﻄﻠﺐ ﺣﺴﺐ اﻟﻈﺮوف ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻧﺺ‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 984‬اﻟﺘﻲ ﺗﺠﯿﺰ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗﺨﻔﯿﺾ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ أوإﻟﻐﺎؤھﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة ‪،‬‬
‫واﻷﺻﻞ اﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ إﻻإذا ﻃﻠﺒﮭﺎ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ‬
‫اﻹداري ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 980‬ﯾﺴﺘﻨﺘﺞ أﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﺠﮭﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮب‬
‫ﻣﻨﮭﺎ اﺗﺨﺎذ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أﻧﺘﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻣﻊ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺗﺎرﯾﺦ ﻟﺴﺮﯾﺎن ﻣﻔﻌﻮﻟﮭﺎ ‪،‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﳊﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ‪.‬‬

‫أ‪ -‬اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻤﺴﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺟﺰاﺋﯿﺎ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﻻﻣﺘﻨﺎع‬

‫ﻗﺪ ﯾﺼﺪر أﻣﺮ اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ إدارﯾﯿﺄﻣﺮاﻹدارةﺑﺄداء اﻟﺘﺰام أو اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ‪ ،‬وﺗﻤﺘﻨﻊ‬
‫اﻹدارة ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ ھﺬه اﻷواﻣﺮاﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ رﻏﻢ ﺗﻮﻗﯿﻊ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ‬

‫‪112‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺗﺼﻔﯿﺘﮭﺎ ‪ ،‬وأﻣﺎم ھﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن ھﺬه اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ﻏﯿﺮ ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﻟﺤﻤﻞ‬
‫اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ اوﺟﺪ اﻟﻤﺸﺮع دﻋﺎﻣﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﯿﻌﺔ‬
‫أﺧﺮىﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻣﻨﺢ اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺿﺪ اﻹدارة‬
‫وﺳﯿﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﺿﺪ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ اﻟﺬي ﯾﻤﺘﻨﻊ او ﯾﻌﺮﻗﻞ‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 90-01‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪2001-06-26‬‬
‫اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻸﻣﺮ ‪ 156-66‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻼل ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 138‬ﻣﻨﮫ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪ ":‬ﻛﻞ ﻣﻮﻇﻒ ﻋﻤﻮﻣﻲ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﺳﻠﻄﺔ وﻇﯿﻔﺘﮫ ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺣﻜﻢ‬
‫ﻗﻀﺎﺋﻲ أو اﻣﺘﻨﻊ أو اﻋﺘﺮض او ﻋﺮﻗﻞ ﻋﻤﺪا ﺗﻨﻔﯿﺬه ‪ ،‬ﯾﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ أﺷﮭﺮإﻟﻰ‬
‫ﺛﻼث ﺳﻨﻮات وﺑﻐﺮاﻣﺔ ﻣﻦ ‪ 20.000‬دج إﻟﻰ ‪ 100.000‬دج "‪.‬‬
‫وﺑﻘﺮاءة ﻇﺎھﺮ ﻧﺺ ھﺬه اﻟﻤﺎدة ﯾﺒﺪو أن اﻟﻤﺸﺮع وﻓﺮ وﺳﯿﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ‬
‫ﻟﻸﻣﺮ واﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﺗﺆﯾﺪ ﻃﻠﺐ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺿﺪ اﻹدارة ﻛﻤﺒﺪأ ﻋﺎم ‪ ،‬ﻟﻜﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣﺠﺎل ﺗﻄﺒﯿﻖ ھﺬا اﻟﻨﺺ ﯾﻈﮭﺮ ﺟﻠﯿﺎ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻷن اﻟﻤﺎدة ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻤﻮﻇﻒ‬
‫ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ دون ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﻤﻮﻇﻒ ‪ ،‬ھﻞ ھﻮ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﺎدي اﻟﺬي‬
‫ﯾﺨﻀﻊ إﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻮﻇﯿﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ‪ ،‬وﻋﺎدة إن اﻟﻤﻮﻇﻒ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى ﯾﺴﺘﺠﯿﺐ‬
‫ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬أم اﻧﮫ ﯾﻘﺼﺪ اﻟﻤﻮﻇﻔﻮن اﻟﺴﺎﻣﻮن اﻟﺬﯾﻦ ﺗﺤﻜﻤﮭﻢ ﻗﻮاﻧﯿﻦ ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‬
‫اﻟﻮزﯾﺮ ‪ ،‬اﻟﻮاﻟﻲ ‪ ،‬رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯿﮫ ﻻ ﺗﻘﻊ ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺤﻜﻢ اﻹداري‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 138‬ﻣﻜﺮر إﻻ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺨﺺ ﻃﺒﯿﻌﻲ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻃﺒﯿﻌﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺴﺄل‬
‫ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬إذ ﯾﺸﺘﺮط اﻟﻤﺸﺮع ﺻﻔﺔ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 138‬ﻣﻜﺮر ﻋﻠﻰ أﻧﮫ »ﻛﻞ ﻣﻮﻇﻒ ﻋﻤﻮﻣﻲ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﺳﻠﻄﺘﮫ وﻇﯿﻔﯿﺔ‪ «...‬ﻓﺎﻟﻤﺎدة ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻓﻲ‬
‫اﺷﺘﺮاط ﺻﻔﺔ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﻜﺐ ھﺬا اﻟﻔﻌﻞ‪ .‬وﯾﻄﺮح ﻓﻲ ھﺬا اﻹﻃﺎر ﻣﻔﮭﻮم‬
‫اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ اﻟﺬي ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﮫ ھﺬه اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ‪ ،‬ھﻞ ھﻮ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺑﺎﻟﻤﻔﮭﻮم‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻟﻮاﺳﻊ‪ ،‬أم ھﻮ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺑﺎﻟﻤﻔﮭﻮم اﻹداري اﻟﻀﯿﻖ ؟‪،‬‬

‫‪113‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إن اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺑﻤﻔﮭﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 04‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪03/06‬‬
‫اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻮﻇﯿﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ »ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻮﻇﻔﺎ‪ ،‬ﻛﻞ ﻋﻮن‬
‫ﻋﯿﻦ ﻓﻲ وﻇﯿﻔﺔ ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ داﺋﻤﺔ‪ ،‬ورﺳﻢ ﻓﻲ رﺗﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻹداري‪،‬اﻟﺘﺮﺳﯿﻢ ھﻮ اﻹﺟﺮاء‬
‫اﻟﺬي ﯾﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ ﺗﺜﺒﯿﺖ اﻟﻤﻮﻇﻒ ﻓﻲ رﺗﺒﺘﮫ«‬
‫وھﻜﺬا ﺑﺘﻄﺒﯿﻖ ھﺬه اﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ واﻟﺸﺮوط ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻧﻘﻮل أن اﻟﻮزراء‪ ،‬واﻟﻮﻻة‪ ،‬و رؤﺳﺎء‬
‫اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ‪ ،‬ﻻ ﯾﻌﺘﺒﺮون ﻣﻮﻇﻔﻮن ﻋﻤﻮﻣﯿﻮن ﺑﺎﻟﻤﻔﮭﻮم اﻹداري‪ ،‬ﻃﺎﻟﻤﺎ أن ﺷﻐﻠﮭﻢ‬
‫ﻟﻮﻇﺎﺋﻔﮭﻢ ﯾﻜﻮن ﻟﻌﮭﺪة أو ﻓﺘﺮة ﻣﺆﻗﺘﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﮭﻢ ﻏﯿﺮ ﻣﺨﺎﻃﺒﯿﻦ ﺑﺄﺣﻜﺎم ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪138‬‬
‫ﻣﻜﺮر ﻟﻮ أﻋﻤﻠﻨﺎ اﻟﻤﻔﮭﻮم اﻹداري‪.‬‬
‫إذا ﻛﺎن ھﻜﺬا ھﻮ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻤﻮﻇﻒ ﺣﺴﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﮫ ﻣﻔﮭﻮم ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺣﺴﺐ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺟﺎء اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﻤﻮﺟﺐ أﺣﻜﺎم ق رﻗﻢ ‪ 01 – 06‬اﻟﻤﺆرخ‬
‫ﻓﻲ ‪ 2006-02-20‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد وﻣﻜﺎﻓﺤﺘﮫ‪ ،‬ﺑﺘﻌﺮﯾﻒ واﺳﻊ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻓﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 02‬ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ أﻧﮫ »ﯾﻘﺼﺪ ﺑﻤﻔﮭﻮم ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﻤﺎ‬
‫ﯾﺄﺗﻲ‪.....‬‬

‫أ‪ .‬ﻣﻮﻇﻒ ﻋﻤﻮﻣﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﯾﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﺗﺸﺮﯾﻌﯿﺎ أو ﺗﻨﻔﯿﺬﯾﺎ أو إدارﯾﺎ أو ﻗﻀﺎﺋﯿﺎ أو ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ‬
‫اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ‪ ،‬ﺳﻮاءا ﻛﺎن ﻣﻌﻨﯿﺎ أو ﻣﻨﺘﺨﺒﺎ داﺋﻤﺎ أو ﻣﺆﻗﺘﺎ‪ ،‬ﻣﺪﻓﻮع اﻷﺟﺮ أو ﻏﯿﺮ‬
‫ﻣﺪﻓﻮع اﻷﺟﺮ‪ ،‬ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ رﺗﺒﺘﮫ أو ﻗﺪﻣﯿﺘﮫ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻞ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﯾﺘﻮﻟﻰ وﻟﻮ ﻣﺆﻗﺘﺎ وﻇﯿﻔﺔ أو وﻛﺎﻟﺔ ﺑﺄﺟﺮ أو ﺑﺪون أﺟﺮ وﯾﺴﺎھﻢ ﺑﮭﺬه اﻟﺼﻔﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ھﯿﺌﺔ ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ أو ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ أو أي ﻣﺆﺳﺴﺔ أﺧﺮى ﺗﻤﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﻞ أو ﺑﻌﺾ‬
‫رأﺳﻤﺎﻟﮭﺎ أو أﯾﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ أﺧﺮى ﺗﻘﺪم ﺧﺪﻣﺔ ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ‬
‫‪ -‬ﻛﻞ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻣﻌﺮف ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻮﻇﻒ ﻋﻤﻮﻣﻲ أو ﻣﻦ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﮫ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﻊ واﻟﺘﻨﻈﯿﻢ‬
‫اﻟﻤﻌﻤﻮل ﺑﮭﻤﺎ‪«......‬‬

‫‪1‬اﻷﻣﺮ ‪ 03-06‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2006-07-15‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻮﻇﯿﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬ج ر رﻗﻢ ‪ 46‬ﻟﺴﻨﺔ ‪2006‬‬

‫‪114‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫وﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﺬي أورده اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 2‬ﺳﺎﻟﻔﺔ‬
‫اﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻧﺨﻠﺺ إﻟﻰ أن اﻟﻤﺸﺮع ﻋﻤﺪ إﻟﻰ ﺗﻮﺳﯿﻊ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻟﯿﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻓﺮد‬
‫ﺗﺮﺑﻄﮫ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ أو ﺑﺄﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ وﻇﯿﻔﺘﮫ ﺗﺨﻮﻟﮫ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ‪،‬‬
‫ﺗﺴﺘﻮي ﻓﻲ ذﻟﻚ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﯿﻨﺎ أو ﻣﻨﺘﺨﺒﺎ‪ ،‬داﺋﻤﺎ ﻛﺎن أو ﻣﺆﻗﺘﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯿﮫ ﯾﺒﺪو أن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺰاﺋﺮي‪،‬‬
‫ﻟﻌﺪم ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﻀﺎء ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‪ ،‬وھﻨﺎ ﻧﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺣﺴﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻔﺴﺎد ﻧﻈﺮا ﻟﺸﻤﻮﻟﯿﺘﮫ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﻣﺪى ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ اﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﻻﻣﺘﻨﺎع‬
‫إن ھﺬه اﻵﻟﯿﺔ اﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻟﻀﻤﺎن ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗﺤﻘﻖ اﯾﺠﺎﺑﯿﺎت‬
‫وﺗﻠﺤﻘﮭﺎ ﺳﻠﺒﯿﺎت ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻻﯾﺠﺎﺑﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺠﻞ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻵﻟﯿﺔ أﻧﮭﺎ ﻗﺪ ﺗﻨﺘﮭﻲ ﺑﺘﻮﻗﯿﻊ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺟﺰاﺋﯿﺔ ﺿﺪ‬
‫اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ‪ ،‬ﺗﺘﺮاوح ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة ‪ 138‬ﻣﻜﺮر ﻣﻦ ق‬
‫‪1‬‬
‫وﺗﻜﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺤﺒﺲ ﻣﻦ ‪ 6‬أﺷﮭﺮ إﻟﻰ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات‪ ،‬و ﻏﺮاﻣﺔ ﻣﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‬
‫‪ 5000‬إﻟﻰ ‪ 50.000‬دج‪ ،‬زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺗﻜﻤﯿﻠﯿﺔ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ‬
‫إﻟﻰ ﺣﺪ ﺣﺮﻣﺎﻧﮫ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﮫ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ أو ﻋﺰﻟﮫ‪ ،‬ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 09‬ﻣﻦ ق اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‬
‫ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ دون ﺷﻚ زﺟﺮ اﻟﻤﻮﻇﻒ وﺣﺜﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎرﻋﺔ إﻟﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺣﻜﻤﮫ‪ ،‬ذﻟﻚ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺘﺼﻮر‬
‫أن ﯾﻀﺤﻲ اﻟﻤﻮﻇﻒ ﺑﺤﺮﯾﺘﮫ وﺑﻤﺎﻟﮫ ﺟﺮاء ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬه ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻟﮫ أي‬
‫ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻦ وراء اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬه‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ ھﺬه اﻵﻟﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻔﻌﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻌﯿﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻘﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻤﻠﻲ‪ ،‬ﻋﺎدة‬
‫ﻣﺎ ﯾﻨﺘﮭﻲ ﺗﺤﺮﯾﻚ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ إﻣﺎ ﺑﺤﻔﻈﮭﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬أو‬
‫ﺑﺎﻧﺘﻔﺎء وﺟﮫ اﻟﺪﻋﻮى إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻟﮫ ﻗﺪ ﻟﺠﺄ إﻟﻰ ﻃﺮﯾﻖ اﻹدﻋﺎء اﻟﻤﺪﻧﻲ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ‬
‫اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ‪ ،‬ھﺬا إن ﻟﻢ ﯾﺘﺮدد اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻟﮫ أﺻﻼ ﻋﻦ إﺗﺒﺎع ھﺬا اﻟﻄﺮﯾﻖ‪ ،‬ﻣﺒﺮرا ﻣﻮﻗﻔﮫ اﻟﺴﻠﺒﻲ‬

‫‪1‬اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 156-66‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1966-06-08‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫اﺗﺠﺎه ھﺬا اﻟﻄﺮﯾﻖ ﺑﺄن اﻣﺘﯿﺎز اﻹدارة ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺠﻌﻞ ﻣﻮﻇﻔﯿﮭﺎ ﺑﻌﯿﺪﯾﻦ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺎب‪،1‬‬
‫وأن اﻟﻘﻀﺎء ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ھﯿﺒﺘﮫ واﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺘﮫ ﻟﻦ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ إداﻧﺔ وﺗﻮﻗﯿﻊ ﺟﺰاء ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺎر‬
‫ﻣﺴﺆوﻟﯿﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﮭﻢ ﻓﺌﺔ اﻟﻮزراء واﻟﻮﻻة‪ ،‬وإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺻﻌﻮﺑﺔ إﺛﺒﺎت اﻟﻘﺼﺪ‬
‫اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ ‪.‬‬

‫‪1‬ﺑﻮھﺎﻟﻲ ﻣﻮﻟﻮد ‪ ،‬ﺿﻤﺎﻧﺎت ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻹدارة ﻟﻸﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪.2011 ،1‬‬

‫‪116‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬

‫ﺗﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ‬
‫ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺪﻋﺎوى اﻷﺧﺮى أﻣﺎم اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻹﺟﺮاءات‬
‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وﻛﺬا ﺗﻤﯿﺰ ﺑﻌﺾ أﻧﻮاع اﻟﺪﻋﺎوى ﺑﺸﺮوط ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪ ، ،‬ﺛﻢ اﻟﺘﻌﺮض إﻟﻰ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ‬
‫اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ واﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻰ ﺟﻮازھﺎ ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات‬
‫اﻟﻮاردة ﻋﻠﯿﮭﺎ ‪ ،‬وﺗﺒﯿﺎن اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ أي ﻃﺮﯾﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﻤﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫ﻣﺠﺎل ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬وﺗﻢ اﻟﺘﻌﺮض إﻟﻰ اﻹﺷﻜﺎﻻت‬
‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬واﻟﺘﻲ أزاﻟﺖ ﺑﺸﺄﻧﮭﺎ‬
‫اﻟﻐﻤﻮض اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ‪ ،‬وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻢ ﺗﺒﯿﺎن اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﻧﻔﺎذ اﻷواﻣﺮ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺳﻮاء ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ أو اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺎت اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻢ‬
‫ﺗﻘﯿﯿﻢ ﻣﺪى ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ ھﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺧﺎﺻﺔ ﺿﻤﻦ أﺣﻜﺎﻣﻖ ‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ﺧﺎﲤﺔ‬

‫ﺧﺎﲤﺔ‬

‫دﻋﻢ ﻗﺎﻧﻮن ق إ م إ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ رﻛﺎﺋﺰ اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺗﻮﺳﯿﻊ‬
‫ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى‬
‫أﺣﻜﺎم ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬ﺗﻢ ﺗﻔﻌﯿﻞ دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﻛﻤﻨﻈﻢ وﻣﻮازن ﺑﯿﻦ‬
‫أﻃﺮاف اﻟﻨﺰاع اﻹداري اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻤﺘﺎزون ﺑﻤﺮاﻛﺰ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺗﻤﺘﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻣﺘﯿﺎزات اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ وﻓﺮ اﻟﻤﺸﺮع ﺑﯿﺪ ﺧﺼﻮم اﻹدارة آﻟﯿﺎت ﺟﺪﯾﺪة ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﺗﻔﻮق ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﻣﺎ ﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﮫ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺜﻞ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻷﻣﺮ ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﻀﺮورﯾﺔ دون ﺣﺼﺮھﺎ ‪ ،‬ﺗﻮﻗﯿﻊ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻣﺎﻟﯿﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹدارة ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻧﻈﺎم ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﻀﻤﻦ‬
‫اﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺘﮫ ‪ ،‬وﯾﺪﻋﻢ ﻣﻜﺎﻧﺘﮫ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪.‬‬
‫وﻗﺪ أﺷﺎر ق إ م إ إﻟﻰ ﻋﺪة ﺻﻮر ﻟﻼﺳﺘﻌﺠﺎل ‪ ،‬وﺣﺪد ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ وھﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮد ﺧﻄﺮ ﻻ‬
‫ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺪارﻛﮫ ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة إﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ وﺗﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ‪ ،‬وﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﻔﻈﯿﺔ‬
‫واﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺪﻋﻮى وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬وﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ‬
‫اﻹدارة ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت واﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪.‬‬
‫وﺑﺘﻨﻮع ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﺗﻨﻮﻋﺖ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﮭﺎ ‪ ،‬رﻏﻢ اﺷﺘﺮاﻛﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ ‪،‬‬
‫وﻛﺬا اﺧﺘﻼف درﺟﺎت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﺑﺎﻟﺘﺒﻌﯿﺔ اﺧﺘﻼف أﺟﺎل وﻣﻮاﻋﯿﺪ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺪى ‪ ،‬ﻓﺄﺟﺎل اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﺎدة اﻟﺤﺮﯾﺎت ﻏﯿﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ‬
‫دﻋﻮى اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺼﻔﻘﺎت ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ان ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﺎدة اﻟﺤﺮﯾﺎت ﻏﯿﺮ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺠﺎل وﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺒﺮر وﯾﺆﻛﺪ ﺗﻨﻮع ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ق إ م إ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﺒﯿﻦ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ وﺟﻮد أﺣﻜﺎم ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ ﻗﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻌﺪﻟﻲ ‪ ،‬وﻗﻀﺎء‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪ ،‬ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﻟﻸﺣﻜﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ أﻣﺎم‬
‫ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬وأﺣﯿﺎﻧﺎ أﺧﺮى ﻟﻐﯿﺎب ﻧﺺ ﺧﺎص ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري‬

‫‪118‬‬
‫ﺧﺎﲤﺔ‬

‫ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻤﯿﺰ اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻟﻌﺪﻟﻲ ﺑﺸﺮط اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺤﺪث ﻓﻲ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬ورﺗﺒﺔ اﻟﻘﻀﺎة اﻟﻔﺎﺻﻠﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺒﺮز ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ھﻮ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷﺳﺲ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻘﻀﺎء‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺗﻤﯿﺰ اﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري‬
‫ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﺨﺼﻮﺻﯿﺔ أﻃﺮاﻓﮫ ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻗﻮﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ھﻮ إﺛﺮاء أﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر‬
‫ﺗﺪﻋﯿﻢ آﻟﯿﺎت ھﺬا اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﮭﯿﺎﻛﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﻜﻮﯾﻦ اﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻹداري ‪ ،‬وﻟﻢ ﻻ ﻧﻈﺎم ﺧﺎص ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﺑﺄن ﯾﺨﻀﻊ اﻟﻘﻀﺎة اﻹدارﯾﯿﻦ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻣﻌﻤﻖ‬
‫وﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وﯾﺘﻢ ﺗﺮﻗﯿﺘﮫ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺨﺼﺺ ‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﺮﻗﻰ ﻗﻀﺎة‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وان ﻻ ﯾﺘﻢ إﻗﺤﺎم ﻗﻀﺎة ﻣﻦ ﺟﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎء‬
‫اﻟﻌﺪﻟﻲ ﺿﻤﻦ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬وﻟﻤﺎ ﻻ أن ﯾﺘﻢ ﺗﺮﻗﯿﺔ ﻗﻀﺎة اﻟﻐﺮف اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﺑﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﯿﺰﯾﺪ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﻗﯿﺔ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻀﺎة واﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻷﺣﻜﺎم واﻷواﻣﺮ واﻟﻘﺮارات ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﻐﻤﻮض‬
‫اﻟﻮارد ﺑﺴﺒﺐ وﺟﻮد أﺣﻜﺎم ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ووﺟﻮد أﺣﻜﺎم ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري ‪ ،‬ﻗﺪ ﯾﺰول ﺑﺘﺨﺼﯿﺺ ﻗﺎﻧﻮن ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪119‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﻼﺣﻖ‬
‫ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ )اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ( ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪، 2011-02-02‬‬ ‫‪-01‬‬
‫ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ، 065799‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ ، 35‬ﻗﻀﯿﺔ )ب‪.‬خ( ﺿﺪ ﺑﻠﺪﯾﺔ ﺣﺎﺳﻲ اﻟﻘﺎرة ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺪم‬
‫اﻻﺧﺘﺼﺎص ‪.‬ص ‪120‬‬
‫ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ )اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ( ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪، 2011-03-16‬‬ ‫‪-02‬‬
‫ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ، 066409‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ ، 41‬ﻗﻀﯿﺔ )م‪.‬ع( ﺿﺪ ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺴﻜﺎن ﻟﻮﻻﯾﺔ‬
‫ﺗﺒﺴﺔ ‪ ،‬ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار ﻗﻀﺎﺋﻲ ‪.‬ص‪124‬‬
‫ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ )اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ( ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪، 2011-03-16‬‬ ‫‪-03‬‬
‫ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ، 066226‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ ، 83‬ﻗﻀﯿﺔ )ب‪.‬ع( ﺿﺪ ﻣﻔﺘﺴﯿﺔ أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ﻟﻮﻻﯾﺔ‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﻦ ﻣﻌﮭﺎ ‪ ،‬ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪.‬ص ‪128‬‬
‫ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ )اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ( ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪، 2011-02-02‬‬ ‫‪-04‬‬
‫ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ، 066884‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ ، 36‬ﻗﻀﯿﺔ ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﺼﺤﺔ و اﻟﺴﻜﺎن ﻟﻮﻻﯾﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺿﺪ‬
‫) ب ع( ‪ ،‬ﺑﺤﻀﻮر واﻟﻲ وﻻﯾﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮ ‪ ،‬ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺪم ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ ﺑﻌﺾ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ‪ 936‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪.‬ص ‪132‬‬
‫ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ )اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ( ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪، 2011-02-02‬‬ ‫‪-05‬‬
‫ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ، 065887‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ ، 39‬ﻗﻀﯿﺔ )ق‪.‬ع( ﺿﺪ ﺑﻠﺪﯾﺔ ﻓﺮﺟﯿﻮة ‪ ،‬ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺪم ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ‬
‫ﺑﻌﺾ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ‪ 936‬ﻣﻦ ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ص‪136‬‬
‫ﻗﺮار ﺻﺎدرﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ )اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ( ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪، 2011-03-16‬‬ ‫‪-06‬‬
‫ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ، 065799‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ ، 35‬ﻗﻀﯿﺔ )ب‪.‬ن( ﺿﺪ )ن ع( ‪ ،‬ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺪم ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ‬
‫اﻷواﻣﺮ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻷي ﻃﻌﻦ ‪ ،‬ص ‪142‬‬
‫ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ )اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ( ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪، 2011-03-16‬‬ ‫‪-07‬‬
‫ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ، 066416‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ ، 84‬ﻗﻀﯿﺔ )م‪.‬ب( ﺿﺪ )ر ع( ‪ ،‬ﺑﺤﻀﻮر ﺑﻠﺪﯾﺔ ﺳﻮق‬
‫أھﺮاس ‪ ،‬ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺑﻌﺪ اﻋﺘﺮاض اﻟﻐﯿﺮ ﺧﺎرج ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ‪ ،‬ص‬
‫‪146‬‬
‫ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ )اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ( ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪، 2011-03-16‬‬ ‫‪-08‬‬
‫ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ، 066462‬ﻓﮭﺮس رﻗﻢ ‪ ، 85‬ﻗﻀﯿﺔ ﺷﺮﻛﺔ ذات ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻣﺤﺪودة ﻟﻤﻮاد اﻟﺒﻨﺎء م‬
‫وﺷﺮﻛﺎﺋﮫ ‪ ،‬ﺿﺪ وﻻﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻗﺮار إداري ﺻﺎدر ﻋﻦ واﻟﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫‪ ،‬ص ‪150‬‬

‫‪120‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ‪:‬‬

‫‪-01‬دﺳﺘﻮر اﻟﺠﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ اﻟﺼﺎدر ﺳﻨﺔ ‪1996‬‬

‫‪-02‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 02-91‬ﻣﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1991 -01- 08‬ﯾﺤﺪد اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎء‬
‫‪-03‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي ‪ 01-98‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1998-05-30‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﺎت‬
‫ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﻨﻈﯿﻤﮫ وﻋﻤﻠﮫ اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ‪،‬ج ر رﻗﻢ ‪37‬ﻟﺴﻨﺔ ‪. 1998‬‬
‫‪-04‬اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 02-98‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ‪ 1998-05-30‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ ج ر رﻗﻢ‬
‫‪37‬ﻟﺴﻨﺔ ‪. 1998‬‬
‫‪-05‬اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 90-01‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2001-06-26‬اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻸﻣﺮ ‪156-66‬‬
‫اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‪.‬‬
‫‪-06‬ﻗﺎﻧﻮن ‪ 21-01‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2001-12-22‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪، 2002‬‬
‫واﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 13-10‬اﻟﻤﺆرخ‬
‫ﻓﻲ ‪ 2010-12-29‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪.2011‬‬
‫‪-07‬اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪03-03‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 19‬ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ ‪2003‬ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ‪،12-08‬‬
‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‪ ، .‬ج ر رﻗﻢ ‪ 43‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2003‬ج ر رﻗﻢ ‪ 36‬ﻟﺴﻨﺔ ‪. 2008‬‬
‫‪-08‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي ‪ 11-04‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2004-09-06‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ‬
‫ﻟﻠﻘﻀﺎء ‪.‬‬
‫‪ ,2005 -08- 20‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ‬ ‫‪-09‬اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ‪ 303-05‬ﻣﺆرخ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎء و ﻛﯿﻔﯿﺎت ﺳﯿﺮھﺎ و ﺷﺮوط اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﮭﺎ وﻧﻈﺎم اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﯿﮭﺎ‬
‫و ﺣﻘﻮق اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻘﻀﺎة و واﺟﺒﺎﺗﮭﻢ ‪.‬‬
‫‪-10‬اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 03-06‬ﻣﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2006-02-20‬ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻣﮭﻨﺔ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪-11‬اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 01-06‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2006-02-20‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد‬
‫وﻣﻜﺎﻓﺤﺘﮫ‪.‬‬
‫‪-12‬اﻷﻣﺮ‪ 03-06‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2006-07-15‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻮﻇﯿﻔﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬
‫‪-13‬اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ رﻗﻢ‪ 236-10‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 2001-10-07‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ‬
‫اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪.‬‬
‫‪-14‬اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ‪ 195-11‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 22‬ﻣﺎﯾﻮ ‪ 2011‬اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻠﻤﺮﺳﻮم‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ ‪ 356-98‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 14‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪ 1998‬اﻟﺬي ﯾﺤﺪد ﻛﯿﻔﯿﺎت ﺗﻄﺒﯿﻖ‬
‫أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 02- 98‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 30‬ﻣﺎﯾﻮ ‪ 1998‬واﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪-15‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي ‪ 13-11‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ ، 2011-07-26‬اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن‬

‫اﻟﻌﻀﻮي ‪. 01-98‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ‬

‫‪ -01‬ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪ -1‬اﻟﻐﻮﺛﻲ ﺑﻦ ﻣﻠﺤﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻞ وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي‬

‫‪ ،‬ط‪ ، 1‬اﻟﺪﯾﻮان اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺘﺮﺑﻮﯾﺔ ‪ ،2000،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪.‬‬
‫دﯾﻮان‬ ‫‪ -2‬ﺑﺮاھﯿﻤﻲ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻞ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻷول ‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪.2007 ،‬‬
‫‪ -3‬ﺑﺮﺑﺎرة ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﻃﺮق اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ﻣﻨﺸﻮرات ﺑﻐﺪادي ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪2009 ،‬‬
‫‪ -4‬ﺑﺸﯿﺮ ﺑﻠﻌﯿﺪ‪ ،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻞ ﻓﻲ اﻷﻣﻮر اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻄﺎﺑﻊ ﻋﻤﺎر ﻗﺮﻓﻲ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪.1993،‬‬
‫‪ -5‬ﺣﺴﯿﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺟﺎﺑﺮ‪ ،‬اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ‪ ،‬دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -6‬ﺣﺴﻦ اﻟﺴﯿﺪ ﺑﺴﯿﻮﻧﻲ ‪ ،‬دور اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺗﻄﺒﯿﻘﯿﺔ‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻠﻨﻈﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﻓﺮﻧﺴﺎ واﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻜﺘﺐ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة ‪،‬‬
‫ﻣﺼﺮ ‪.1998 ،‬‬
‫‪ -7‬ﺣﻤﺪي ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻤﺮ ‪ ،‬إﺷﻜﺎﻻت اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ، 09-08‬دار ھﻮﻣﺔ ‪،‬‬
‫ط‪، 2‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪. 2012 ،‬‬
‫‪ -8‬رﺷﯿﺪ ﺧﻠﻮﻓﻲ ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺪﻋﺎوى وﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،‬دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪.2011 ،‬‬
‫‪ -9‬رﺷﯿﺪ ﺧﻠﻮﻓﻲ ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬دﯾﻮان‬
‫اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪.2011 ،‬‬

‫‪ 1 -10‬ﺳﻼﻣﻲ ﻋﻤﻮر ‪ ،‬اﻟﻮﺟﯿﺰ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ‬

‫اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، ،2010‬ص ‪75‬‬
‫ﺷﻮﯾﺤﺔ زﯾﻨﺐ ‪ ،‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ، 09-08‬دار أﺳﺎﻣﺔ‬ ‫‪-11‬‬
‫ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪.‬‬

‫‪ -12‬ﻋﺰاﻟﺪﯾﻦ اﻟﺪﻧﺎﺻﻮري وﺣﺎﻣﺪ ﻋﻜﺎز‪ ،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻞ وﻗﻀﺎء اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ‬

‫ﺿﻮء اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪. 1997 ،‬‬
‫‪ -13‬ﻋﻠﻲ ﺧﻄﺎر ﺷﻄﻨﺎوي‪ ،‬ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻤﺎن اﻷردن‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪.2004 ،‬‬
‫‪ -14‬ﻟﺤﺴﯿﻦ ﺑﻦ اﻟﺸﯿﺦ آث ﻣﻠﻮﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪ ،‬دار‬
‫ھﻮﻣﺔ ‪ ،‬ط‪ ، 2‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -15‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ راﺗﺐ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺼﺮ اﻟﺪﯾﻦ ﻛﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎروق راﺗﺐ‪ ،‬ﻗﻀﺎء‬
‫اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ .‬ﻣﺼﺮ ‪.‬‬
‫‪ -16‬ﻣﺤﻤﻮد ﺣﻠﻤﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ ،‬ﻗﻀﺎء اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻜﺎﻣﻞ ‪،‬‬
‫إﺟﺮاءات اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ‪.1977 ،‬‬
‫‪ -17‬ﻣﺴﻌﻮد ﺷﯿﮭﻮب – اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪،‬‬
‫دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪.2009‬‬
 ‫‪ -02‬ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‬

‫‪01-‬‬ ‫‪Gilles‬‬ ‫‪LEBRETON ,‬‬ ‫‪Droit‬‬ ‫‪administratif‬‬ ‫‪général،3emeédition‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ARMAND،COLIN - Octobre 2004‬‬

‫‪02-‬‬ ‫‪KHELLOUFI Rachid, l’impact du codede procédure civile et‬‬

‫‪administrative sur le contentieux administratif revue edara ,2000 –n36,‬‬

‫‪Algérie.‬‬

‫‪03-‬‬ ‫‪PHILIPE Levert، L’intervention Du Juge Des Référés Dans Le Droit‬‬

‫‪Administratif , France .‬‬

‫‪04-‬‬ ‫‪PIERRE Laurent، l’urgence،liberere général de droit et de la‬‬

‫‪jurisprudence، paris، 1987.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ :‬ﺍﻷﲝﺎﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪ -01‬ﺑﺸﯿﺮ ﻣﺤﻤﺪ ‪ ،‬إﺟﺮاءات اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -02‬ﺟﺒﺎر ﺣﯿﺎة‪ ،‬ﺗﻄﻮر ﻗﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻗﺎﻧﻮن ‪،09 - 08‬‬
‫ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪.2011-1-‬‬
‫‪ -03‬ﻛﻮﺳﺔ ﻓﻀﯿﻞ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري واﻟﻤﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ‬
‫اﻟﺤﻘﻮق ‪ ،‬ﻗﺴﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -04‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ اﺣﻤﺪ ﺧﺮاز‪ ،‬ﺿﻮاﺑﻂ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﯿﺴﺘﯿﺮ ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق‪. 2002 ،‬‬
‫‪ -05‬ﻣﻮﻟﻮد ﺑﻮھﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺿﻤﺎﻧﺎت ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻹدارة ﻟﻸﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﯿﻞ‬
‫ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪.2011 ،1‬‬
‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ :‬ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ‬

‫‪ -01‬ﺳﯿﺪ أﺣﻤﺪ ﺟﻤﯿﻊ‪ ،‬ﻧﺎﺋﺐ رﺋﯿﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺼﺮي‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺑﻌﻨﻮان اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫اﻹداري ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺼﺮي‪ ،‬اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ ﺣﻮل اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔاﻟﻮادي ‪.2011‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﻗﺼﯿﺮ ‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺑﻌﻨﻮان دﻋﻮى وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ‬ ‫‪-02‬‬

‫ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري – ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻮادي ‪ ،‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪.2011‬‬

‫‪-03‬ﻃﻮاھﺮ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺑﻌﻨﻮان وﻗﻒ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ‬
‫اﻟﺮاﺑﻊ ﺣﻮل اﻟﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻮادي‪ ،‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪. 2011‬‬
‫‪-04‬وﻓﺎء ﺷﻌﺎوي ‪ ،‬اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ووﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺮاﺑﻊ‬
‫ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻮادي ‪. 2011 ،‬‬
‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪:‬ﺍ‪‬ﻼﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬

‫‪ -01‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ﺧﺎص‪2003 ،‬‬

‫‪ -02‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪.2004 ،05‬‬
‫‪ -03‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺪد‪ 6‬ﺳﻨﺔ ‪2005‬‬
‫‪ -04‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪2009 ،09‬‬
‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ :‬ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬

‫‪ -01‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ ،2011-02-02‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪،065440‬‬

‫ﻗﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر‪.‬‬
‫‪ -02‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-02-02‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ ،‬ﺗﺤﺖ‬
‫رﻗﻢ ‪ ،066884‬ﻗﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر‪.‬‬
‫‪ -03‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-03-16‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ ،‬ﺗﺤﺖ‬
‫رﻗﻢ ‪ ،066147‬ﻗﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر‪.‬‬
‫‪ -04‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-03-16‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ ،‬ﺗﺤﺖ‬
‫رﻗﻢ ‪ ،066748‬ﻗﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر‪.‬‬
‫‪ -05‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-03-16‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ ،‬ﺗﺤﺖ‬
‫رﻗﻢ ‪ ،0664416‬ﻗﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر‪.‬‬
‫‪ -06‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-03-16‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ ،‬ﺗﺤﺖ‬
‫رﻗﻢ ‪ ،066462‬ﻗﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر‪.‬‬
‫‪ -07‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-03-16‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ ،‬ﺗﺤﺖ‬
‫رﻗﻢ ‪ ،068333‬ﻗﺮار ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر‪.‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬

‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ‬
‫‪1‬‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫‪5‬‬ ‫اﻟﻔﺼــﻞ اﻷول‪ :‬ﺗﺄﺛــﯿﺮ ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل وﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬ﺗﺄﺛــﯿﺮ ق ‪.‬ا‪.‬م‪.‬إﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻹداري‬

‫‪6‬‬ ‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺘﺸﻜﯿﻠﺔ‬

‫‪10‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‬

‫‪17‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬ﻣﺪى ﺗﻮﺳﯿﻊ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﯾﺔ‬

‫‪20‬‬ ‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ‬

‫‪24‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﺧﺘﺼﺎص ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫اﻟﻤﺒﺤــﺚ اﻟﺜــــــــﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺼﻨﯿـــﻒ ﺣــــــﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠــــــــــﺎل‬

‫‪30‬‬ ‫اﻟﻤﻄﻠـﺐ اﻷول‪ :‬ﺣـــــﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠــــــــﺎل اﻟﻘﻀـــــﺎﺋﻲ‬

‫‪31‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬ﺣــﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠـــــﺎل إﯾﻘـــﺎف‬

‫‪35‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜـــﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻹﺳﺘﻌﺠـﺎل ﻓـﻲ ﻣـﺎدة اﻟﺤــــﺮﯾﺎت‬

‫‪40‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜــﺎﻟﺚ‪ :‬اﻻﺳﺘﻌﺠـــــﺎل اﻟﺘﺤﻔﻈــــــﻲ‬

‫‪43‬‬ ‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻤﻘﺮرة ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ وﺗﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ‬

‫‪46‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ اﻟﻤﺎﻟﻲ‬

‫‪48‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻣﺎدة إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮد و اﻟﺼﻔﻘﺎت‬

‫‪49‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ‬

‫‪55‬‬ ‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻻول‬

‫‪56‬‬ ‫اﻟﻔﺼــــﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ إﺟﺮاءات اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ وﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪:‬ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬

‫‪57‬‬ ‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬ﺷﺮوط ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬

‫‪57‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪:‬اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫‪62‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﺸﺮوط اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫‪73‬‬ ‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺟﺮاءات اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻻدارﯾﺔ‬
‫‪73‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺼﻮم‬
‫‪77‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﻮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻲ اﻹداري‬
‫‪88‬‬ ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ وآﺛﺎرھﺎ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫‪88‬‬ ‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪:‬ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫‪89‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻌﺎدﯾﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺎدﯾﺔ‬
‫‪102‬‬ ‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬آﺛﺎر ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫‪103‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬ﻣﺪى ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ ﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬
‫‪104‬‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﺷﻜﺎﻻت ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ‬

‫‪117‬‬ ‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪118‬‬ ‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬
‫‪120‬‬ ‫اﻟﻤﻼﺣﻖ‬