You are on page 1of 14

‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬

‫جرمية اإلجتار بالبشر يف القانون املغربي‬


‫بوعزة مكزاري‬
‫طالب ابحث بسلك الدكتوراه‬
‫بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي‪-‬ابلرابط‬
‫ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻻﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔمن مراحل وجوده‪ ،‬وكذلك يف كل ما يتصل به وينتج‬ ‫كل مرحلة‬‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬


‫التجديد يف‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓالتطور و‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ‬
‫طويال من‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪ :‬اتريخ اإلنسانية مسلسال‬
‫عرف‬
‫ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻨﺒﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫عنه من ثقافة واقتصاد وسياسة وعلوم‪ ،...‬هذه األخرية اليت سامهت يف حل وجتاوز الكثري من الصعاب واملشكالت اليت كانت تواجه‬
‫ﻣﻜﺰﺍﺭﻱ‪ ،‬ﺑﻮﻋﺰﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫االبتكار‪ ،‬وكذا أتمني راحته ورفاهيته وتسهيل وصوله إىل ما يصبو إليه‪.‬‬ ‫ﻉ‪13‬‬
‫و‬ ‫اإلبداع‬ ‫حنو‬ ‫مساره‬ ‫اإلنسان أو تعطل‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫شيء وأصبح اإلنسان يطلب ويطلع على ما أراد من غري أن يربح مكانه‪ ،‬وبقدر هذا التطور‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪ :‬ال والعوملة سهلت كلﻧﻌﻢ‬
‫كيف‬
‫من الرفاهية والطمأنينة‪ ،‬فقد متخضت عنه كذلك أساليب إجرامية تفوقه أحياان يف املمارسة‬ ‫‪2016‬‬‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬جلب إليه الكثري‬
‫لإلنسان والذي‬
‫اهلائل ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬

‫الوقاية أو املكافحة‪ ،‬من قبيل جمموعة من اجلرائم اخلطرية اليت ترتكب من قبل مجاعات إجرامية‬ ‫وتتجاوز قدرته االستباقية يف ﺃﺑﺮﻳﻞ‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬ ‫واملناورة‪،‬‬
‫‪197 - 209‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫األشخاص يف حياهتم وكرامتهم وإنسانيتهم بل حىت اجملتمعات كذلك‪.‬‬ ‫نطاق واسع يف العامل‪ ،‬واليت هتدد‬ ‫منظمة وعلى‬
‫‪10.12816/0027806‬‬ ‫‪:DOI‬‬
‫ومن بني تلك اجلرائم ما يتعلق ابلعبودية احلديثة واملقنعة أو ما يعرف ابالجتار ابلبشر‪ ،‬الذي يعين كافة التصرفات املشروعة وغري‬
‫‪764463‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕبواسطة وسطاء حمرتفني عرب احلدود الوطنية بقصد استغالهلم يف أعمال جنسية أو‬ ‫يتصرف فيها‬‫ﺑﺤﻮﺙ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬اإلنسان إىل ضحية‬
‫ﻧﻮﻉاليت حتول‬
‫املشروعة‬
‫‪Arabic‬أو قسرا عنه‪ ،1‬هذه األفعال اليت جتعل من األفراد سلعا أو بضاعة تباع وتشرتى وتستغل‬ ‫ذلك‪ ،‬سواء مت هذا إبرادة الضحية‬ ‫ما شابه‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫وإهانة كرامتهم وآدميتهم‪ ،‬ووعيا من اجملتمع الدويل خبطورة االجتار ابلبشر مت‬ ‫‪IslamicInfo‬وحتقريهم‬
‫‪EcoLink,‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬جيري تعذيب األشخاص‬
‫استغالل‪ ،‬حيث‬
‫أبشع ﻗﻮﺍﻋﺪ‬

‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏاجلرمية‪ ،2‬حبيث‬
‫ملكافحة تلك‬
‫ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‪،‬‬‫ﻣﻜﺎﻓﺤﺔولية‬
‫الصكوك الد‬ ‫االتفاقيات و‬
‫ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥجمموعة من‬
‫ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻰ‪ ،‬ﺍﻻﺗﺠﺎﺭ‬ ‫إصدار وتبين‬
‫ﻭﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ‪،‬‬‫ﻗﻮﺍﻧﻴﻦوكذلك‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬رات وندوات دولية وإقليمية‪،‬‬
‫عقد عدة مؤمت‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/764463‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫توصل املنتظم الدويل مؤخرا إىل اتفاقية ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ 3‬لسنة ‪ 2000‬ببالريمو اإليطالية‪ ،‬وأحلق هبا بعض‬
‫الربوتوكوالت منها‪ ،‬بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االجتار ابألشخاص وخباصة النساء واألطفال‪ ،4‬املكمل التفاقية األمم املتحدة ملكافحة‬
‫اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬هذا الربوتوكول الذي جاء مبفهوم واحد وموحد للتجرمي والعقاب على االجتار ابلبشر‪ ،‬حيث عرفه يف املادة‬
‫الثالثة منه يف الفقرة األوىل أبنه‪ '' :‬جتنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيواؤهم أو استقباهلم بواسطة التهديد ابلقوة أو استعماهلا أو‬
‫غري ذلك من أشكال القسر أو االختطاف أو االحتيال أو اخلداع أو استغالل السلطة أو استغالل حالة استضعاف‪ ،‬أو إبعطاء أو‬
‫تلقي مبالغ مالية أو مزااي لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض االستغالل‪ .‬ويشمل االستغالل كحد أدىن‪ ،‬استغالل‬
‫دعارة الغري أو سائر أشكال االستغالل اجلنس ي‪ ،‬أو السخرة أو خدمة قسرا‪ ،‬أو االسرتقاق أو املمارسات الشبيهة ابلرق أو االستعباد‬
‫أو نزع األعضاء''‪ ،‬أما االجتار ابألطفال فإنه حيصل حىت من دون استعمال وسائل ارتكاب االجتار ابلبشر‪.‬‬

‫‪ -1‬سوزي عديل انشد‪" :‬االجتار يف البشر بني االقتصاد اخلفي واالقتصاد الرمسي"‪ ،‬املكتبة القانونية‪-‬القاهرة ‪ ،5002،‬دون ذكر عدد الطبعة‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -2‬مثل اتفاقية حظر االجتار ابألشخاص واستغالل دعارة الغري‪ ،‬أقرهتا اجلمعية العمة لألمم املتحدة بقرارها ‪(771‬د‪ )4-‬يف ‪6‬دجنرب ‪ ،7191‬راجع حممود شريف بسيوين‪":‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬الشروق‪-‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،5002‬ص ‪.270‬‬‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕاألول‪ ،‬دار‬
‫اإلنسان"‪ ،‬اجمللد‬ ‫املعنية حبقوق‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫©لية‪2023‬‬
‫الواثئق الدو‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫‪ -3‬اعتمدت اجلمعية العمة لألمم املتحدة اتفاقية مكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية يف قرارها ‪ 52/22‬املؤرخ يف ‪ 72‬نونرب ‪.5000‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬شريف رقم ‪ 72052775‬صادر يف ‪ 9‬دجنرب ‪ 5007‬بنشر االتفاقية أعاله‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2712‬يف ‪ 75‬فرباير ‪ ،5009‬ص ‪.919‬‬ ‫‪-‬راجع كذلك ظهري‬
‫‪-4‬ظهري شريف رقم ‪ 72012775‬صادر يف ‪ 5‬غشت ‪ 5077‬بنشر بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االجتار ابألشخاص‪ ،‬وخباصة األطفال والنساء‪ ،‬املكمل التفاقية األمم املتحدة‬
‫ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬املوقع بنيويورك يف ‪ 72‬نونرب ‪ ،5000‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2071‬يف ‪ 2‬فرباير ‪ ،5075‬ص ‪.271‬‬
‫‪198‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬

‫جرمية اإلجتار بالبشر يف القانون املغربي‬


‫بوعزة مكزاري‬
‫طالب ابحث بسلك الدكتوراه‬
‫بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي‪-‬ابلرابط‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫‪APA‬ريخ اإلنسانية مسلسال طويال من التطور والتجديد يف كل مرحلة من مراحل وجوده‪ ،‬وكذلك يف كل ما يتصل به وينتج‬ ‫عرف ات‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬
‫ﻣﻜﺰﺍﺭﻱ‪ ،‬ﺑﻮﻋﺰﺓ‪ .(2016) .‬ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻻﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫املشكالت اليت كانت تواجه‬ ‫األخريةﻣﻦاليت سامهت يف حل وجتاوز الكثري من الصعاب و‬
‫‪764463/Record/com.mandumah.search//:http‬‬ ‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ‬‫‪ .209‬هذه‬
‫وعلوم‪،...‬‬
‫وسياسة‪- 197‬‬ ‫عنه من ثقافة واقتصاد‬
‫ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻉ‪،13‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫إليه‪.‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔﻉ‪13‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓما يصبو‬
‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫وصوله إىل‬ ‫وتسهيل‬
‫ﻣﺠﻠﺔ‬ ‫ورفاهيته‬
‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪".‬‬ ‫ﻓﻲراحته‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬ ‫أتمني‬ ‫ﺍﻻﺗﺠﺎﺭ وكذا‬
‫ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ‬ ‫"ﺟﺮﻳﻤﺔاالبتكار‪،‬‬
‫ﺑﻮﻋﺰﺓ‪.‬اإلبداع و‬
‫مساره حنو‬ ‫اإلنسان أو تعطل‬
‫ﻣﻜﺰﺍﺭﻱ‪،‬‬
‫‪764463/Record/com.mandumah.search//:http‬مكانه‪ ،‬وبقدر هذا التطور‬
‫أصبح اإلنسان يطلب ويطلع على ما أراد من غري أن يربح‬ ‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫كل شيء و‬ ‫‪.209‬‬ ‫‪- 197‬‬
‫سهلت‬ ‫)‪:(2016‬وملة‬
‫كيف ال والع‬
‫اهلائل لإلنسان والذي جلب إليه الكثري من الرفاهية والطمأنينة‪ ،‬فقد متخضت عنه كذلك أساليب إجرامية تفوقه أحياان يف املمارسة‬
‫واملناورة‪ ،‬وتتجاوز قدرته االستباقية يف الوقاية أو املكافحة‪ ،‬من قبيل جمموعة من اجلرائم اخلطرية اليت ترتكب من قبل مجاعات إجرامية‬
‫منظمة وعلى نطاق واسع يف العامل‪ ،‬واليت هتدد األشخاص يف حياهتم وكرامتهم وإنسانيتهم بل حىت اجملتمعات كذلك‪.‬‬
‫ومن بني تلك اجلرائم ما يتعلق ابلعبودية احلديثة واملقنعة أو ما يعرف ابالجتار ابلبشر‪ ،‬الذي يعين كافة التصرفات املشروعة وغري‬
‫املشروعة اليت حتول اإلنسان إىل ضحية يتصرف فيها بواسطة وسطاء حمرتفني عرب احلدود الوطنية بقصد استغالهلم يف أعمال جنسية أو‬
‫ما شابه ذلك‪ ،‬سواء مت هذا إبرادة الضحية أو قسرا عنه‪ ،1‬هذه األفعال اليت جتعل من األفراد سلعا أو بضاعة تباع وتشرتى وتستغل‬
‫أبشع استغالل‪ ،‬حيث جيري تعذيب األشخاص وحتقريهم وإهانة كرامتهم وآدميتهم‪ ،‬ووعيا من اجملتمع الدويل خبطورة االجتار ابلبشر مت‬
‫عقد عدة مؤمترات وندوات دولية وإقليمية‪ ،‬وكذلك إصدار وتبين جمموعة من االتفاقيات والصكوك الدولية ملكافحة تلك اجلرمية‪ ،2‬حبيث‬
‫توصل املنتظم الدويل مؤخرا إىل اتفاقية ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ 3‬لسنة ‪ 2000‬ببالريمو اإليطالية‪ ،‬وأحلق هبا بعض‬
‫الربوتوكوالت منها‪ ،‬بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االجتار ابألشخاص وخباصة النساء واألطفال‪ ،4‬املكمل التفاقية األمم املتحدة ملكافحة‬
‫اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬هذا الربوتوكول الذي جاء مبفهوم واحد وموحد للتجرمي والعقاب على االجتار ابلبشر‪ ،‬حيث عرفه يف املادة‬
‫الثالثة منه يف الفقرة األوىل أبنه‪ '' :‬جتنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيواؤهم أو استقباهلم بواسطة التهديد ابلقوة أو استعماهلا أو‬
‫غري ذلك من أشكال القسر أو االختطاف أو االحتيال أو اخلداع أو استغالل السلطة أو استغالل حالة استضعاف‪ ،‬أو إبعطاء أو‬
‫تلقي مبالغ مالية أو مزااي لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض االستغالل‪ .‬ويشمل االستغالل كحد أدىن‪ ،‬استغالل‬
‫دعارة الغري أو سائر أشكال االستغالل اجلنس ي‪ ،‬أو السخرة أو خدمة قسرا‪ ،‬أو االسرتقاق أو املمارسات الشبيهة ابلرق أو االستعباد‬
‫أو نزع األعضاء''‪ ،‬أما االجتار ابألطفال فإنه حيصل حىت من دون استعمال وسائل ارتكاب االجتار ابلبشر‪.‬‬

‫‪ -1‬سوزي عديل انشد‪" :‬االجتار يف البشر بني االقتصاد اخلفي واالقتصاد الرمسي"‪ ،‬املكتبة القانونية‪-‬القاهرة ‪ ،5002،‬دون ذكر عدد الطبعة‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -2‬مثل اتفاقية حظر االجتار ابألشخاص واستغالل دعارة الغري‪ ،‬أقرهتا اجلمعية العمة لألمم املتحدة بقرارها ‪(771‬د‪ )4-‬يف ‪6‬دجنرب ‪ ،7191‬راجع حممود شريف بسيوين‪":‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬الشروق‪-‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،5002‬ص ‪.270‬‬‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕاألول‪ ،‬دار‬
‫اإلنسان"‪ ،‬اجمللد‬ ‫املعنية حبقوق‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫©لية‪2023‬‬
‫الواثئق الدو‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫‪ -3‬اعتمدت اجلمعية العمة لألمم املتحدة اتفاقية مكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية يف قرارها ‪ 52/22‬املؤرخ يف ‪ 72‬نونرب ‪.5000‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬شريف رقم ‪ 72052775‬صادر يف ‪ 9‬دجنرب ‪ 5007‬بنشر االتفاقية أعاله‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2712‬يف ‪ 75‬فرباير ‪ ،5009‬ص ‪.919‬‬ ‫‪-‬راجع كذلك ظهري‬
‫‪-4‬ظهري شريف رقم ‪ 72012775‬صادر يف ‪ 5‬غشت ‪ 5077‬بنشر بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االجتار ابألشخاص‪ ،‬وخباصة األطفال والنساء‪ ،‬املكمل التفاقية األمم املتحدة‬
‫ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬املوقع بنيويورك يف ‪ 72‬نونرب ‪ ،5000‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2071‬يف ‪ 2‬فرباير ‪ ،5075‬ص ‪.271‬‬
‫‪198‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬

‫جرمية اإلجتار بالبشر يف القانون املغربي‬


‫بوعزة مكزاري‬
‫طالب ابحث بسلك الدكتوراه‬
‫بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي‪-‬ابلرابط‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫عرف اتريخ اإلنسانية مسلسال طويال من التطور والتجديد يف كل مرحلة من مراحل وجوده‪ ،‬وكذلك يف كل ما يتصل به وينتج‬
‫عنه من ثقافة واقتصاد وسياسة وعلوم‪ ،...‬هذه األخرية اليت سامهت يف حل وجتاوز الكثري من الصعاب واملشكالت اليت كانت تواجه‬
‫اإلنسان أو تعطل مساره حنو اإلبداع واالبتكار‪ ،‬وكذا أتمني راحته ورفاهيته وتسهيل وصوله إىل ما يصبو إليه‪.‬‬
‫كيف ال والعوملة سهلت كل شيء وأصبح اإلنسان يطلب ويطلع على ما أراد من غري أن يربح مكانه‪ ،‬وبقدر هذا التطور‬
‫اهلائل لإلنسان والذي جلب إليه الكثري من الرفاهية والطمأنينة‪ ،‬فقد متخضت عنه كذلك أساليب إجرامية تفوقه أحياان يف املمارسة‬
‫واملناورة‪ ،‬وتتجاوز قدرته االستباقية يف الوقاية أو املكافحة‪ ،‬من قبيل جمموعة من اجلرائم اخلطرية اليت ترتكب من قبل مجاعات إجرامية‬
‫منظمة وعلى نطاق واسع يف العامل‪ ،‬واليت هتدد األشخاص يف حياهتم وكرامتهم وإنسانيتهم بل حىت اجملتمعات كذلك‪.‬‬
‫ومن بني تلك اجلرائم ما يتعلق ابلعبودية احلديثة واملقنعة أو ما يعرف ابالجتار ابلبشر‪ ،‬الذي يعين كافة التصرفات املشروعة وغري‬
‫املشروعة اليت حتول اإلنسان إىل ضحية يتصرف فيها بواسطة وسطاء حمرتفني عرب احلدود الوطنية بقصد استغالهلم يف أعمال جنسية أو‬
‫ما شابه ذلك‪ ،‬سواء مت هذا إبرادة الضحية أو قسرا عنه‪ ،1‬هذه األفعال اليت جتعل من األفراد سلعا أو بضاعة تباع وتشرتى وتستغل‬
‫أبشع استغالل‪ ،‬حيث جيري تعذيب األشخاص وحتقريهم وإهانة كرامتهم وآدميتهم‪ ،‬ووعيا من اجملتمع الدويل خبطورة االجتار ابلبشر مت‬
‫عقد عدة مؤمترات وندوات دولية وإقليمية‪ ،‬وكذلك إصدار وتبين جمموعة من االتفاقيات والصكوك الدولية ملكافحة تلك اجلرمية‪ ،2‬حبيث‬
‫توصل املنتظم الدويل مؤخرا إىل اتفاقية ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ 3‬لسنة ‪ 2000‬ببالريمو اإليطالية‪ ،‬وأحلق هبا بعض‬
‫الربوتوكوالت منها‪ ،‬بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االجتار ابألشخاص وخباصة النساء واألطفال‪ ،4‬املكمل التفاقية األمم املتحدة ملكافحة‬
‫اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬هذا الربوتوكول الذي جاء مبفهوم واحد وموحد للتجرمي والعقاب على االجتار ابلبشر‪ ،‬حيث عرفه يف املادة‬
‫الثالثة منه يف الفقرة األوىل أبنه‪ '' :‬جتنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيواؤهم أو استقباهلم بواسطة التهديد ابلقوة أو استعماهلا أو‬
‫غري ذلك من أشكال القسر أو االختطاف أو االحتيال أو اخلداع أو استغالل السلطة أو استغالل حالة استضعاف‪ ،‬أو إبعطاء أو‬
‫تلقي مبالغ مالية أو مزااي لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض االستغالل‪ .‬ويشمل االستغالل كحد أدىن‪ ،‬استغالل‬
‫دعارة الغري أو سائر أشكال االستغالل اجلنس ي‪ ،‬أو السخرة أو خدمة قسرا‪ ،‬أو االسرتقاق أو املمارسات الشبيهة ابلرق أو االستعباد‬
‫أو نزع األعضاء''‪ ،‬أما االجتار ابألطفال فإنه حيصل حىت من دون استعمال وسائل ارتكاب االجتار ابلبشر‪.‬‬

‫‪ -1‬سوزي عديل انشد‪" :‬االجتار يف البشر بني االقتصاد اخلفي واالقتصاد الرمسي"‪ ،‬املكتبة القانونية‪-‬القاهرة ‪ ،5002،‬دون ذكر عدد الطبعة‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -2‬مثل اتفاقية حظر االجتار ابألشخاص واستغالل دعارة الغري‪ ،‬أقرهتا اجلمعية العمة لألمم املتحدة بقرارها ‪(771‬د‪ )4-‬يف ‪6‬دجنرب ‪ ،7191‬راجع حممود شريف بسيوين‪":‬‬
‫الواثئق الدولية املعنية حبقوق اإلنسان"‪ ،‬اجمللد األول‪ ،‬دار الشروق‪-‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،5002‬ص ‪.270‬‬
‫‪ -3‬اعتمدت اجلمعية العمة لألمم املتحدة اتفاقية مكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية يف قرارها ‪ 52/22‬املؤرخ يف ‪ 72‬نونرب ‪.5000‬‬
‫‪-‬راجع كذلك ظهري شريف رقم ‪ 72052775‬صادر يف ‪ 9‬دجنرب ‪ 5007‬بنشر االتفاقية أعاله‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2712‬يف ‪ 75‬فرباير ‪ ،5009‬ص ‪.919‬‬
‫‪-4‬ظهري شريف رقم ‪ 72012775‬صادر يف ‪ 5‬غشت ‪ 5077‬بنشر بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االجتار ابألشخاص‪ ،‬وخباصة األطفال والنساء‪ ،‬املكمل التفاقية األمم املتحدة‬
‫ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬املوقع بنيويورك يف ‪ 72‬نونرب ‪ ،5000‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2071‬يف ‪ 2‬فرباير ‪ ،5075‬ص ‪.271‬‬
‫‪198‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬
‫وتربز أمهية هذا املوضوع يف كون االجتار ابلبشر ظاهرة إجرامية خطرية وعابرة للحدود‪ ،‬وتزداد انتشارا يف العامل أبسره‪ ،‬نظرا ملا‬
‫يد ره من أمواال طائلة تقدر بباليني الدوالرات‪ ،‬كما أن منظمة العمل الدولية قدرت إىل أن حوايل ‪ 5021‬مليون شخص ضحااي العمل‬
‫اجلرب ي‪ ،1‬أضف إىل هذا صعوبة الكشف عنها نظرا لسريتها ويضطلع هبا أشخاص حمرتفون يف استغالل األفراد‪ ،‬ومن جهة أخرى كون‬
‫املغرب أصبح منطقة استقبال واستقرار للمهاجرين الشيء الذي ينبثق عنه جمموعة من النتائج خاصة يف استغالل أولئك املهاجرين يف‬
‫التهريب واالجتار هبم‪ ،‬نظرا لوجودهم يف حالة استضعاف يف أغلب األحيان‪ ،‬وهذا ما تشري إليه العديد من التقارير‪ ،‬خاصة منها التقرير‬
‫املوضوعايت للمجلس الوطين حلقوق اإلنسان حول اهلجرة واللجوء ابملغرب‪ 2‬وما أفرزه من استحسان وردود فعل إجيابية حملية ودولية‬
‫عقب توجيهات امللك حممد السادس لوزراء الداخلية والعدل واخلارجية من أجل إجياد خطة شاملة لتنظيم اهلجرة واللجوء‪ ،‬لكون هذا‬
‫املدخل له ارتباط يف التصدي لشبكات هتريب املهاجرين واالجتار هبم‪ ،‬مما يستدعي أوال إىل أتهيل اإلطار القانوين واملؤسسايت لضمان‬
‫محاية حقوق املهاجرين والالجئني ابملغرب‪ ،‬وغريه من التقارير اليت تقف عند وضع االجتار ابلبشر يف املغرب‪ ،3‬كما تعد هذه اجلرمية‬
‫انتهاكا لكرامة وحرية اإلنسان‪ ،‬وكذلك تناميها وتزايدها بشكل مستمر إذ ليس هناك بلد ال يقع فيه االجتار ابلبشر‪ ،‬ونظرا كذلك‬
‫للعواقب اخلطرية اليت تنتج عن أفعال االجتار سواء أكانت اقتصادية أم اجتماعية أم صحية‪ ..‬على اجملتمعات‪.‬‬
‫وملواجهة هذا الفعل اجلرمي ابدرت العديد من الدول إىل إصدار تشريعات هتم التجرمي والعقاب على االجتار ابلبشر‪ ،‬وذلك‬
‫إبدراج مقتضيات يف صلب قوانينها اجلنائية مثل التشريع الفرنسي‪4‬أو اجلزائري‪ ،5‬وهناك تشريعات أخرى أفردت قوانني خاصة ابالجتار‬
‫ابلبشر مثل القانون املصري‪ 6‬واألردين‪ ،7‬ورغم كل هذه األحداث والعوامل واالهتمام املتزايد من اجملتمع الدويل واإلقليمي واحمللي ملختلف‬
‫الدول‪ ،‬جند أن املشرع املغريب حلد اآلن مل يصدر عنه قانون يتعلق ابالجتار ابلبشر‪ ،‬كأن املغرب حمصن من هذه اجلرمية! إذ جند فقط‬
‫بعض أشكال االجتار ابلبشر يف القانون املغريب وذلك يف قوانني خمتلفة‪ ،‬أردان أن نلقي الضوء عليها والوقوف عندها الستجالء موقف‬
‫املشرع املغريب من جرمية االجتار ابلبشر‪ ،‬آملني هبذا اخلصوص إاثرة االنتباه خلطورة هذه اجلرمية واألفعال الناجتة عنها‪ ،‬وأن نستخلص‬
‫كذلك مدى فعالية النصوص احلالية يف مكافحة اجلرمية املذكورة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Global report on trafficking in persons 2012, United nations Newyork 2012, p :9, see‬‬
‫‪www.unodc.org/documents/Data- and - - analysis/ glotit/trafficking-in-persons-2012,accessed on 04/02/2014,‬‬
‫‪1 0h 35.‬‬
‫‪ -2‬تقرير اجمللس الوطين حلقوق اإلنسان ابملغرب الذي صدر يف شهر شتنرب من سنة ‪ 2013‬حول املهاجرين والالجئني ابملغرب‪ ،‬والذي أوصى فيه بضرورة اعتماد سياسة عمومية‬
‫شاملة لتنظيم اهلجرة واللجوء وما يرتبط هبما من إشكاليات خاصة مسألة مكافحة االجتار ابألشخاص‪ ،‬وميكن االطالع على هذا التقرير عرب املوقع اإللكرتوين للمجلس‬
‫املذكور‪.www.cndh.ma :‬‬
‫‪ -3‬مثل تقرير املقررة اخلاصة املعنية ابالجتار ابألشخاص خالل زايرهتا للمغرب يف الفرتة من ‪ 71‬إىل ‪ 57‬يونيو ‪ ،5077‬واليت أشارت إىل وجود حاالت االجتار ابلبشر يف بالدان‪،‬‬
‫وكذا عدم وجود قانون خاص مبكافحة هذا االجتار وضعف املعلومات املتوفرة هبذا اخلصوص‪ ،‬ينصح بزايرة املوقع اإللكرتوين التايل لالطالع على التقرير الكامل‪:‬‬
‫‪www.un.org‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Loi n° 239-2003 du 18 mars 2003 pour la sécurité intérieure a introduit dans le code pénal une infraction‬‬
‫‪spécifique de traite des êtres humains aux articles 225-4-1 et suivants.‬‬
‫‪ -5‬راجع املواد من ‪ 707‬مكرر ‪ 9‬إىل ‪ 707‬مكرر ‪ 72‬من قانون العقوابت اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -6‬القانون رقم ‪ 64‬لسنة ‪ 2010‬بشأن مكافحة االجتار ابلبشر‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪18‬مكرر ص ‪ ،5‬يف ‪ 9‬ماي ‪.2010‬‬
‫‪7‬القانون األردين بشأن منع االجتار ابلبشر رقم ‪ 9‬لسنة ‪ ،5001‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 9125‬يف ‪ ،2009/03/01‬ص ‪.920‬‬
‫‪199‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬

‫املبحث األول‪ :‬اجلرائم الواردة يف القانون اجلنائي‬


‫لقد العمل املشرع املغريب منذ مدة على إدراج أو تعديل نصوص ابلقانون اجلنائي‪ ،1‬وذلك من أجل مواكبة تطور اجلرمية من‬
‫انحية وتنفيذ االلتزامات الدولية اليت يعد طرفا فيها من انحية أخرى‪ ،‬وحنن يف هذا اإلطار سنتطرق إىل عدة جرائم مضمنة يف القانون‬
‫اجلنائي اليت تشكل إحدى صور االجتار ابلبشر واليت منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬جرمية التسول‬
‫لقد جرم املشرع املغريب أفعال التسول والتشرد‪ 2‬يف الفصول من ‪ 752‬إىل ‪ 777‬من القانون اجلنائي‪ ،‬حيث اعترب أن الشخص‬
‫املتسول هو كل من كانت لديه وسائل التعيش أو كان بوسعه احلصول عليها ابلعمل أو أبية وسيلة مشروعة‪ ،‬لكنه تعود على ممارسة‬
‫التسول يف أي مكان‪ ،‬ويقوم التسول على طلب الصدقة‪ ،‬إذ ليس ممنوعا قبول اهلبات اليت تعطى تلقائيا‪ ،‬إذ لكي تكتمل عناصر اجلرمية‬
‫أن يكون الفاعل قد طلب الصدقة بواسطة أقوال أو حركات أو أية وسيلة أخرى يستدل منها استدرار عطف الناس ألجل الصدقة‪،‬‬
‫وتقع اجلرمية كذلك‪ ،‬حىت إذ تسرت املتسول حتت ستار تقدمي خدمة معينة يف حني أن احلقيقة ال تدع جماال للشك يف أنه ميارس تسوال‬
‫مقنعا‪ .3‬وما يهمنا هبذه املناسبة‪ ،‬هو الفصل ‪ 751‬من القانون اجلنائي الذي عاقب كل متسول تعود على استصحاب طفل صغري أو‬
‫أكثر من غري فروعه‪ ،‬وكذلك التسول مجاعة والغريب يف هذا أن املشرع يشجع بطريقة غري مباشرة ظاهرة التسول اجلماعي حينما يستثين‬
‫من التجرمي والعقاب تسول الزوج رفقة زوجته‪ ،‬وكذلك تسول رب األسرة صحبة زوجته ومعهما أوالدمها دون حتديد العدد‪ ،‬كما استثىن‬
‫أيضا األعمى والعاجز ومن يقودمها‪ ،‬وهذا تساهل تشريعي غامضة مقاصده ظاهرة مفاسده‪ ،4‬حيث عاقب على هذه األفعال ابحلبس‬
‫من ثالثة أشهر إىل سنة ونفس العقوبة يف الفصل يف ‪ 328‬ابلنسبة لكل شخص يستخدم أو يستغل يف التسول أطفاال يقل سنهم عن‬
‫ثالثة عشر عاما‪ ،‬وزايدة على هذا عاقب الفصل ‪ 770‬ابحلبس من ستة أشهر إىل سنتني كل شخص له سلطة قانونية أو فعلية أو‬
‫شرعية على طفل قام بتسليمه ولو بدون مقابل إىل متسول‪ ،‬وتطبق نفس العقوبة على كل من محل الغري على تسليم طفل تقل سنه عن‬
‫‪ 71‬سنة‪.‬‬
‫والغاية من جترمي هذه األفعال اليت ذكران هي حماربة التسول بشكل عام من انحية‪ ،‬ومنع تسخري واستغالل واستخدام األطفال‬
‫يف التسول وكل املستضعفني‪ ،‬لكن ما يثري انتباهنا أن املشرع عاقب فقط على من يستخدم أطفاال يف التسول ومل يشر إن مت استغالل‬
‫الرجال أو النساء أو ذوي العاهات يف التسول من قبل عصاابت أو مجاعات إجرامية‪ ،‬صحيح أننا قد نتفهم موقفه يف إعطاء األولوية‬
‫واحلماية اخلاصة للفئات األكثر ضعفا واألجدر ابحلماية اجلنائية يف هذا اجلانب‪ ،‬لكن هذا ال يشفع له خبصوص قصور النص اجلنائي‬
‫يف هذه الناحية‪ ،‬كما أننا مل جند تربيرا ملا جاء به الفصل ‪ 751‬من القانون اجلنائي حول استخدام األطفال يف التسول والذين تقل‬
‫سنهم عن ثالثة عشر عاما‪ ،‬إذ ما الفرق بني هؤالء واألطفال دون سن ‪ 71‬سنة يف احلماية اجلنائية تلك‪ ،‬وما هي إلزامية هذا التمييز أو‬
‫التفرقة؟‬

‫‪-1‬مثل قانون رقم ‪ 07 -24‬بشأن احلماية اجلنائية للمرأة والطفل الصادر بتنفيذه ظهري شريف رقم ‪ 72072501‬يف ‪ 11‬نونرب ‪ ،2003‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5175‬بتاريخ ‪2‬‬
‫يناير ‪ ،5009‬ص ‪.757‬‬
‫‪ -2‬وكذلك عاقب املشرع الفرنسي التسول يف القانون اجلنائي ومنع استغالل الغري يف التسول انطالقا من الفصول ‪ 2-75-552‬إىل غاية الفصل ‪.1-75-552‬‬
‫‪ -3‬القانون اجلنائي يف شروح‪ ،‬منشورات مجعية تنمية البحوث والدراسات القضائية‪ ،‬وزارة العدل‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،7111‬ص ‪.952‬‬
‫‪4‬يوسف وهايب‪ :‬جرمية التسول اجلماعي‪ ،‬جريدة األخبار‪ ،‬عدد ‪ ،510‬اجلمعة ‪ 77‬أكتوبر ‪ ،5077‬ص ‪.71‬‬
‫‪200‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬
‫اثنيا‪ :‬جرمية االعتداء على احلرية الشخصية لألشخاص‬
‫بداية جند أن العديد من التشريعات خاصة العربية مل تضع تعريفا حمددا جلرمية االختطاف وإمنا تقتصر على ذكر العقوبة املقررة‬
‫هلا مثل القانون املصري‪ ،...1‬وقد عرفها بعض الباحثني ابألخذ السريع ابستخدام قوة مادية أو معنوية أو عن طريق احليلة واالستدراج ملا‬
‫ميكن أن يكون حمال هلذه اجلرمية وإبعاده عن مكانه أو حتويل خط سريه بتمام السيطرة عليه‪ ،2‬ويف هذا اإلطار جرم القانون اجلنائي‬
‫املغريب يف الفصل ‪ 972‬منه كل من قام ابختطاف شخص أو القبض عليه أو حسبه أو احتجازه بدون أمر من السلطات املختصة أو‬
‫خارج األحكام القانونية اليت جتيز ذلك‪ ،‬حيث تكون العقوبة يف هذه احلالة السجن من مخس إىل عشر سنوات‪ ،‬وقد يتم تشديد‬
‫العقوبة يف حالة احلبس أو احلجر ملدة ‪ 70‬يوما أو أكثر‪ ،‬أو يف حالة استعمال بذلة أو شارة رمسية أو انتحال اسم كاذب أو استعمال‬
‫انقلة ذات حمرك‪ ،‬أو يف حالة ارتكاب الفعل من قبل من ميارسون سلطة عمومية وذلك عند إساءة استعمال السلطة من أجل أهداف‬
‫شخصية وذاتية‪.3‬‬
‫وعوقب كذلك على االختطاف إذا كان الغرض منه اإلعداد أو التسهيل الرتكاب جناية أو جنحة‪ ،4‬وتصل العقوبة إىل‬
‫اإلعدام يف حالة وقوع تعذيب بدين ضد اجملين عليه‪.5‬‬
‫اثلثا‪ :‬يف جترمي التخلي عن األطفال أو بيعهم‬
‫جرم الفصل ‪ 922‬من القانون اجلنائي كل من قام من أجل احلصول على فائدة بتحريض األبوين أو أحدمها على التخلي عن‬
‫طفلهما الوليد أو الذي سيولد‪ ،‬وكذلك من قدم وساطته للتكفل بطفل وليد أو سيولد أو لتبنيه‪ ،‬والتحريض هو خلق فكرة اجلرمية لدى‬
‫شخص مث تدعيمها أبية وسيلة كانت كي تتحول إىل التصميم على ارتكاهبا‪ ،6‬ونفس األمر ابلنسبة ملن محل الوالدين أو أحدمها على‬
‫التعهد يف عقد ابلتخلي عن طفل سيولد هلما‪ ،‬أو حاول ذلك أو كل من ضبط يف حوزته ذلك العقد أو استعمله أو حاول استعماله‪.7‬‬
‫وجدير ابلذكر أن جمرد نصح أحد األبوين أو كليهما ابلتخلي عن الطفل ال يعد حتريضا ما مل يثبت أهنما ختليا عن الطفل حتت‬
‫أتثري هذه النصيحة واليت كانت احلافز هلما يف ارتكاب اجلرمية‪ ،‬خاصة إذا كانت النصيحة صادرة من شخص له أتثري أو نفوذ على‬
‫‪8‬‬
‫والدي الطفل أو القاصر‪.‬‬
‫وزايدة يف إجياد محاية خاصة لألطفال وخاصة من االجتار هبم‪ ،‬أضاف املشرع الفصول من ‪ 7-921‬إىل ‪ 9-921‬من‬
‫جمموعة القانون اجلنائي‪ ،9‬حيث عاقب على فعل بيع أو شراء طفل تقل سنه عن مثان عشرة سنة ابحلبس من سنتني إىل عشر سنوات‬

‫‪ -1‬راجع املادتني ‪ 282-280‬من قانون العقوابت املصري‪.‬‬


‫‪ -2‬عبد الوهاب عبد هللا املعمري‪" :‬جرائم االختطاف األحكام العامة واخلاصة املرتبطة هبا"‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر ‪ ،2010،‬دون ذكر عدد الطبعة‪ ،‬ص‪ 21‬و‪.24‬‬
‫‪ -3‬راجع الفصل ‪ 436‬من القانون اجلنائي‪.‬‬
‫‪ -4‬الفصل ‪ 437‬من القانون اجلنائي‪.‬‬
‫‪5‬الفصل ‪438‬من القانون اجلنائي‪ ،‬راجع يف هذا اإلطار‬
‫‪Michèle Laure Rassat : droit pénal spécial, infractions des et contre les particuliers, dalloz ,paris ,5ème édition‬‬
‫‪2006,pp 422-424 .‬‬
‫‪ -6‬حممود جنيب حسين‪" :‬شرح قانون العقوابت‪ ،‬القسم العام"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة السابعة ‪ ،5075‬ص ‪.912‬‬
‫‪ -7‬الفصل ‪ 921‬من القانون اجلنائي‪.‬‬
‫‪ -8‬حممود جنيب حسين‪ ":‬شرح قانون العقوابت‪ ،‬القسم العام"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬رقم ‪ ،922‬ص ‪.921‬‬
‫‪ -9‬أضيفت هذه الفصول مبقتضى القانون رقم ‪ 07259‬املتعلق بتغيري وتتميم جمموعة القانون اجلنائي الصادر بتنفيذه ظهري شريف رقم ‪ 72072501‬يف ‪ 77‬نوفمرب ‪،5007‬‬
‫اجلرمية الرمسية عدد ‪ 2712‬بتاريخ ‪ 2‬يناير ‪ ،5009‬ص ‪.757‬‬
‫‪201‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬
‫مع الغرامة‪ ،‬وحدد املقصود ببيع األطفال أبنه كل فعل أو تعامل يتم مبقتضاه نقل طفل من شخص أو جمموعة أشخاص إىل شخص‬
‫آخر أو جمموعة أشخاص مبقابل كيفما كان نوعه ويعاقب بنفس العقوبة أعاله‪:‬‬
‫‪ -‬كل من حرض األبوين أو أحدمها أو الكافل أو الوصي أو املقدم أو من له سلطة على طفل أو يتوىل رعايته على بيع طفل دون‬
‫سن الثامنة عشر أو سهل ذلك أو أعان عليه؛‬
‫‪ -‬كل من قام ابلوساطة يف بيع أو شراء طفل دون سن الثامنة عشر أو سهل ذلك أو أعان عليه أبية وسيلة من الوسائل‪ ،‬وفقا‬
‫ملقتضيات الفصل ‪ 7-921‬والذي جيرم ويعاقب على أعمال بشعة حتول الطفل إىل جمرد بضاعة تباع وتشرتى‪ ،‬كما عرف البعض‬
‫بيع األطفال أبنه كل فعل أ وتعامل أيخذ شكل املبادلة أو العوض أو التسليم يقع على طفل مقابل مال أو لقاء مكافأة من أي‬
‫شكل مالية أو غري مالية‪ ،‬مىت مت ذلك بغرض االستغالل بكافة أوجه االستغالل‪ ،1‬كما عاقب الفصل ‪ 5-921‬ابحلبس من سنة‬
‫إىل ثالث سنوات وغرامة‪ ،‬كل من استغل طفال دون اخلامسة عشرة سنة ملمارسة عمل قسري أو توسط أو حرض على ذلك‪،‬‬
‫واملقصود ابلعمل القسري يف هذا الفصل هو إجبار الطفل على ممارسة عمل ال يسمح به القانون أو القيام بعمل مضر بصحته أو‬
‫سالمته أو أخالقه أو تكوينه‪ ،‬ويقصد كذلك بعمل األطفال‪ ،‬العمل الذي حيرم الطفل من طفولته ومن إمكاانته وكرامته ويضر‬
‫بنموه البدين والعقلي‪ ،2‬وقد عوقب كذلك على حماولة ارتكاب األفعال املنصوص عليها يف الفصول ‪ 7-921‬و ‪ 5-921‬بنفس‬
‫عقوبة اجلرمية التامة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬جرمية خطف القاصرين‬
‫مت النص على هذه اجلرمية وعلى عقوبتها يف الفصل ‪ 917‬من القانون اجلنائي والذي جاء فيه أبنه‪ '':‬كل من استعمل العنف‬
‫أو التهديد أو التدليس الختطاف قاصر دون الثامنة عشر عاما أو الستدراجه أو إغرائه أو نقله من األماكن اليت وضع فيها من طرف‬
‫من له سلطة أو إشراف عليه‪ ،‬سواء فعل ذلك بنفسه أو بواسطة غريه‪ ،‬يعاقب ابلسجن من مخس إىل عشر سنوات''‪ ،‬وعبارة املكان‬
‫تفهم وتفسر مبعىن واسع‪ ،‬شرط أن يظل القاصر حتت سلطة ورقابة عائلته‪ ،3‬ويتم تشديد العقوبة على اجلاين ابلسجن من عشر إىل‬
‫عشرين سنة يف حالة وقوع اجلرمية املنصوص عليها يف الفصل ‪ 917‬من القانون اجلنائي على قاصر تقل سنة عن اثين عشر عاما وفقا‬
‫األحكام الفصل ‪ 915‬من نفس القانون‪.‬‬
‫كما جرم الفصل ‪ 912‬من القانون اجلنائي‪ 4‬فعل االختطاف أو التغرير ضد قاصر تقل سنه عن مثان عشرة سنة ولو بدون‬
‫استعمال العنف أو التهديد أو التدليس أو حاول ذلك ابحلبس من سنة إىل مخس سنوات وغرامة من ‪500‬درهم إىل ‪ 200‬درهم‪،5‬‬
‫ويف هذا احلكم إشارة صرحية إلجياد محاية خاصة لألطفال نظرا لضعف قدرهتم على تكوين أحكام عقلية وسليمة تقييهم من خطر‬
‫االعتداء عليهم‪.‬‬

‫‪ -1‬حممد نور الدين سيد عبد احلميد‪" :‬جرمية بيع األطفال واالجتار هبم"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،5075،‬دون ذكر عدد الطبعة‪ ،‬ص ‪.755‬‬
‫‪ -2‬القضاء على أسوء أشكال عمل األطفال‪ :‬دليل عملي التفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪-715‬دليل للربملانيني رقم ‪ ،5005-7‬الطبعة األوىل ‪ ،5005‬مطبوعات مكتب‬
‫العمل الدويل واالحتاد الربملاين الدويل‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -3‬القانون اجلنائي يف شروح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪-4‬القانون رقم ‪ 79272‬القاضي بتغيري وتتميم الفصل ‪ 912‬من جمموعة القانون اجلنائي‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 7279202‬بتاريخ ‪ 50‬فرباير ‪ ،5079‬اجلريدة‬
‫الرمسية عدد ‪ 2571‬يف ‪ 13‬مارس ‪ 2014‬ص ‪.3138‬‬
‫‪ -5‬انظر يف التعليق على هذا النص يف ظل الرتمجة املعيبة سابقا‪ ،‬الدكتور عبد احلفيظ بلقاضي‪" :‬حماضرات يف القانون اجلنائي العام"‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬دار األمان الرابط‪ ،‬السنة‬
‫اجلامعية‪ ،5000-7111 ،‬ص ‪.772‬‬
‫‪202‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬
‫خامسا‪ :‬جرائم إفساد الشباب والبغاء‬
‫البغاء يقصد به ممارسة اإلانث أو الذكور ألفعال من شأهنا إرضاء شهوات الغري مباشرة وبدون متييز‪ ،1‬وعاقب املشرع اجلنائي‬
‫يف الفصل ‪ 911‬على فعل حتريض القاصرين دون الثامنة عشرة على الدعارة أو البغاء أو شجعهم عليها أو سهلها هلم ابحلبس من‬
‫سنتني إىل عشر سنوات والغ رامة‪ ،‬والتحريض على الدعارة هو حماولة التأثري يف نفس شخص معني وإقناعه ابرتكاب الفعل‪ ،‬بينما‬
‫التسهيل واملساعدة فتتم بقيام اجلاين بفعل أو قول يهدف من ورائه إىل ما ييسر اجملين عليه ممارسة الدعارة‪ ،2‬كما جرم الفصل ‪ 911‬من‬
‫القانون اجلنائي ابحلبس من سنة إىل مخس سنوات وابلغرامة من مخسة آالف إىل مليون درهم‪ ،‬ما مل يكن فعله جرمية أشد كل من‬
‫ارتكب عمدا أحد األفعال اآلتية‪:‬‬
‫‪ .7‬أعان أو ساعد أو محى ممارسة البغاء أو جلب األشخاص للبغاء وذلك أبية وسيلة كانت؛‬
‫‪ .5‬أخذ أبي شكل كان نصيبا مما حيصل عليه الغري عن طريق البغاء أو الدعارة أو أخذ معوانت من شخص اعتاد على تعاطي البغاء‬
‫أو الدعارة وهو يعلم بذلك؛‬
‫‪ .7‬عاش مع شخص اعتاد على تعاطي البغاء وهو يعلم بذلك؛‬
‫‪ .9‬استخدم أو استدرج أو سلم أو محى شخصا بقصد ممارسة البغاء أو الدعارة برضاه أو مارس عليه ضغوطا من أجل ممارسة البغاء‬
‫أو الدعارة أو االستمرار يف ذلك؛‬
‫‪ .2‬مارس الوساطة‪ ،‬أبية صفة كانت‪ ،‬بني من كان يتعاطى البغاء أو الدعارة وبني من يستغل بغاء الغري أو دعارته أو يؤدي مقابال عن‬
‫ذلك؛‬
‫‪ .2‬ساعد من يستغل بغاء أو دعارة الغري على إعطاء تربير ومهي ملوارده املالية؛‬
‫‪ .1‬عجز عن تربير مصادر مالية مالئمة ملستوى معيشته يف الوقت الذي يعيش فيه مع شخص اعتاد على تعاطي البغاء أو الدعارة أو‬
‫له عالقات مشبوهة مع شخص أو عدة أشخاص يتعاطون البغاء أو الدعارة؛‬
‫‪ .1‬عرقل أعمال الوقاية أو املراقبة أو املساعدة أو إعادة الرتبية اليت تقوم هبا القطاعات أو اهليئات أو املنظمات املؤهلة لذلك جتاه‬
‫أشخاص ميارسون البغاء أو الدعارة أو معرضني لتلك املمارسة‪.‬‬
‫ويظهر أن األفعال السابقة تشكل يف أغلبها جرائم القوادة واليت تشمل يف معناها الواسع كافة األفعال اليت يرتكبها الطرف‬
‫الثالث يف البغاء‪ ،‬سواء أكانت حتريضا أم مساعدة أم استغالال أم غري ذلك من األفعال‪ ،‬كما تشمل أيضا األفعال اليت يرتكبها‬
‫األشخاص بقصد التعيش من البغاء أو التكسب من ورائه أو السيطرة على النساء للحصول على مكاسبهن من البغاء‪.3‬‬
‫كما مت تشديد العقوبة يف حالة ارتكاب اجلرمية ضد قاصر دون الثامنة عشرة أو ضد عاجز بسبب سنه أو وضعه الصحي أو‬
‫اجتاه امرأة حامل‪ ،‬وكذلك إذا ارتكبت اجلرمية ضد عدة أشخاص أو ابستعمال اإلكراه أو استغالل السلطة أو التدليس‪ ...‬وغريها من‬
‫احلاالت األخر ى‪ ،4‬كما أنه يعاقب على النشاطات الواردة يف الفصل ‪ 911‬ابلسجن من عشر إىل عشرين سنة وغرامة إذا ارتكبت‬
‫بواسطة عصابة إجرامية طبقا للفصل ‪ ،75-911‬وتصل العقوبة إىل السجن املؤبد يف حالة ارتكاب األفعال الواردة يف الفصل ‪ 499‬و‬

‫‪ -1‬إدوار غايل الذهيب‪" :‬اجلرائم اجلنسية"‪ ،‬الراعي للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،7111،‬ص ‪ ،577‬دون ذكر مكان النشر‪.‬‬
‫‪ -2‬إدوار غايل الذهيب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 522‬و ‪.521‬‬
‫‪ -3‬إدوار غايل الذهيب‪" :‬اجلرائم اجلنسية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 251‬‬
‫‪ -4‬راجع الفصل ‪ 911‬من القانون اجلنائي‪.‬‬
‫‪ -5‬الذي أضيف مبقتضى القانون رقم ‪ 07259‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪203‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬
‫الفصل ‪ 7-499‬بواسطة التعذيب أو أعمال وحشية‪ ،‬وفقا للفصل ‪ ،51-911‬واألمر اهلام واجلدير ابلتنويه هو احلكم الذي جاء به‬
‫الفصل ‪ 200‬من القانون اجلنائي والذي مدد سراين العقاب على األفعال املعاقب عليها يف الفصول من ‪ 911‬إىل ‪ 911‬حىت ولو‬
‫كانت بعض السلوكات اإلجرامية املكونة هلا قد ارتكبت خارج اململكة‪ ،‬وذلك ملواجهة جرائم استغالل الضحااي يف تلك األفعال الدنيئة‬
‫واحلقرية وعدم اإلفالت من العقاب‪ ،‬تلك األفعال اليت متارس يف إطار القوادة الدولية‪ ،2‬يف محل وهتجري اجملين عليهم من بلد إىل آخر‬
‫من أجل ممارسة الدعارة واستغالهلم يف ذلك‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬استغالل األطفال يف املواد اإلابحية‬
‫عاقب الفصل ‪ 5-207‬ابحلبس من سنة إىل مخس سنوات وغرامة من عشرة آالف إىل مليون درهم كل من قام أبفعال‬
‫التحريض أو التشجيع أو تسهيل استغالل األطفال أقل من ‪ 71‬سنة يف مواد إابحية‪ ،‬وذلك إبظهار أنشطة جنسية أبية وسيلة كانت‬
‫سواء أثناء املمارسة الفعلية أو ابحملاكاة أو املشاهدة أو أي تصوير لألعضاء اجلنسية لألطفال يتم ألغراض ذات طبيعة جنسية‪ .‬واحلقيقة‬
‫أن املشرع املغريب استغل فرصة إصدار القانون رقم ‪ 07-59‬إلضافة هذا الفصل األول والذي من شأنه أن حيقق محاية فعالة للطفل‬
‫املغريب من خماطر استغالله يف املواد اإلابحية عرب شبكة األنرتنيت‪ ،3‬ويعاقب بنفس العقوبة كذلك من قام إبنتاج أو توزيع أو نشر أو‬
‫استرياد أو تصدير أو عرض أو بيع أو حيازة مواد إابحية من هذا النوع‪ ،‬وتضاعف العقوبة إذا كان الفاعل من أصول الطفل أو مكلفا‬
‫برعايته أو له سلطة عليه‪ ،4‬وتسري قواعد االختصاص اجلنائي خبصوص هذه األفعال حىت لو ارتكبت عناصرها خارج اململكة‪ ،‬إضافة‬
‫إىل إتالف ومصادرة املواد اإلابحية وكذلك إمكانية نشر احلكم الصادر ابإلدانة وسحب ترخيص احملالت أو احلكم إبغالقها إما هنائيا‬
‫أو بصفة مؤقتة‪ ،‬كما يعاقب على حماولة اجلنح السابقة بنفس العقوبة املقررة للجرمية التامة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬جترمي غسل عائدات االجتار ابلبشر‬
‫وقد عرف البعض جرمية تبييض األموال أبهنا كل فعل يقصد به متويه أو إخفاء مصدر األموال أو املداخيل الناجتة بصورة‬
‫مباشرة أو غري مباشرة على ارتكاب إحدى اجلرائم ‪ ،5‬وجرم القانون املغريب غسل األموال‪ 6‬يف الفصل ‪ 7-219‬من القانون اجلنائي‪،‬‬
‫حيث حدد األفعال والسلوكات اإلجرامية اليت تشكل عملية تبيض األموال يف الفصل املذكور‪ ،‬كما حاول أن حيدد الئحة مبجموعة من‬
‫اجلرائم اليت تشكل مصدر األموال القذرة اليت يراد تبييضها وذلك يف الفصل ‪ ،2-574‬منها جرائم االجتار يف املخدرات واملؤثرات العقلية‬
‫واالجتار ابلبشر واجلرائم اإلرهابية وغريها‪ ،7...‬حيث يتضح أن هناك مفارقة غريبة من قبل املشرع املغريب‪ ،‬وهي أنه مل يعاقب بشكل‬
‫صريح ومباشر على االجتار ابلبشر اللهم ما تعلق ببيع أو شراء أو استغالل األطفال يف املواد اإلابحية أو العمل القسري‪ ،‬ومع ذلك جيرم‬
‫األموال الناجتة عن االجتار ابلبشر‪ ،‬مما يؤدي بنا هذا إىل نتيجة حمرية وتطرح أكثر من عالمة استفهام‪ ،‬وهي إابحة وعدم جترمي فعل‬

‫‪ -1‬متت إضافته مبوجب القانون رقم ‪ 07259‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬انظر هبذا الصدد‪ ،‬إدوار غايل الذهيب‪" :‬اجلرائم اجلنسية‪ "،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 512‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -3‬خالد عثماين‪" :‬مكافحة اجلرمية اإللكرتونية يف ضوء التشريع املغريب"‪ ،‬مقال منشور مبجلة العلوم اجلنائية‪ ،‬العدد األول‪ ،5079 ،‬مطبعة األمنية الرابط‪ ،‬ص ‪95‬‬
‫‪4‬راجع ‪Sylvain Jacopin :’’droit pénal spécial’’,hachette livre, paris 2010, pp, 134- 135‬‬
‫‪ 5‬حممد عمر احلاجي‪" :‬غسيل األموال"‪ ،‬دار املكتيب‪ ،‬دمشق‪-‬سوراي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،5002‬ص ‪10‬‬
‫‪ -6‬متمت أحكام الفرع السادس مكرر‪ ،‬الباب التاسع من القسم األول من الكتاب الثالث من جمموعة القانون اجلنائي‪ ،‬وذلك مبقتضى القانون رقم ‪ 05.43‬املتعلق مبكافحة غسل‬
‫األموال‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.07.79‬يف ‪ 17‬أبريل ‪ ،2007‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5522‬بتاريخ ‪ 31‬ماي ‪ ،2007‬ص ‪ .1359‬وقد متم وعدل بواسطة‬
‫القانون رقم ‪ 10.13‬الصادر بتنفيذه ظهري شريف رقم ‪1.11.02‬يف ‪ 20‬يناير ‪ ،2011‬اجلريدة الرمسية عدد ‪5911‬بتاريخ ‪ 24‬يناير ‪.2011‬‬
‫‪ -7‬راجع الفصل ‪ 5-219‬من القانون اجلنائي‪ ،‬وقد كان املشرع غري موفق يف حتديده لتلك اجلرائم ألنه تناسى جرائم ابلغة اخلطورة مثل جرائم سرقة وهتريب اآلاثر‪ ...‬وابلنظر‬
‫لعوملة اجلرمية فقد تستحدث أنشطة إجرا مية جديدة ستبقى خارج هذا التعداد‪ .‬راجع حول العديد من اجلرائم األولية لغسل األموال يف مؤلف حممد عمر احلاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬من‬
‫ص ‪ 79‬إىل غاية ص ‪.99‬‬
‫‪204‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬
‫االجتار‪ ،‬لكن يف املقابل يعاقب على األموال الناجتة عنه اليت يراد غسلها‪..‬؟ كيف حندد أوال أن أمواال ما هي نتيجة لالجتار ابلبشر وحنن‬
‫مل حندد ونضبط بعد مفهوم االجتار هذا يف نظامنا القانوين املغريب‪...‬؟‬
‫املبحث الثاني‪ :‬اجلرائم الواردة خارج اجملموعة اجلنائية‬
‫سنتطرق يف هذه النقطة إىل األحكام العقابية اليت جاءت هبا جمموعة من القوانني واليت تصب يف الوقاية واحلماية من االجتار‬
‫ابلبشر‪ ،‬خاصة ما جاء يف قانون الشغل أو اهلجرة أو قانون نقل وزرع األنسجة واألعضاء البشرية والتربع هبا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬على مستوى مدونة الشغل‬
‫لقد عمل املغرب على املصادقة على العديد من االتفاقيات اخلاصة حبماية حقوق اإلجراء على اختالف فئاهتم‪ ،‬وخاصة‬
‫االتفاقيات األساسية ملنظمة العمل الدولية من قبيل منع كل أشكال العمل اجلربي أو القضاء على تشغيل األطفال أو منع التمييز يف‬
‫جمال الشغل وإقرار محاية خاصة لألحداث والنساء‪.‬‬
‫كما أن ديباجة مدونة الشغل‪ 1‬أعطت إشارة واضحة خبصوص املبادئ اليت أتسست عليها‪ ،‬وكذلك ملا جيب أن يسود يف‬
‫عالقات الشغل‪ ،‬حيث أقرت أبن العمل ليس بضاعة‪ ،‬والعامل ليس أداة من أدوات اإلنتاج‪ ،‬وال جيوز يف أي حال من األحوال أن‬
‫ميارس العمل يف ظروف تنقص من كرامة العامل‪.‬‬
‫ومن بني النصوص احلمائية والعقابية يف نفس اآلن ما نصت عليه املادة ‪ 70‬من مدونة الشغل حول منع وحترمي تسخري األجراء‬
‫ألداء العمل جربا أو قهرا‪ ،‬كما نصت املدونة على مقتضيات محائية كذلك للمرأة واحلدث‪ ،‬من ذلك منع تشغيل األحداث‪ 2‬قبل‬
‫بلوغهم سن ‪ 72‬سنة وفقا للمادة ‪ ،797‬وهذا مسلم به يف جل التشريعات العتبارات كثرية منها‪ ،‬اعتبارات إنسانية تكمن يف محاية‬
‫احلدث واحملافظة على صحته وسالمة منوه‪ ،‬إببعاده عن جو العمل املضين‪ ،‬واملخاطر اليت قد تصيبه يف فرتة يكون احلدث فيها يف أمس‬
‫احلاجة إىل الرعاية والرتبية والتعليم‪ ،‬فأصبح من الضروري توفري الظروف املالئمة للحدث من أجل السماح له مبتابعة دراسته‪ ،‬بدال من‬
‫تركه يعمل يف سن مبكرة ملا يف ذلك من خطورة على صحته وتعليمه ومنوه‪ ،3‬كما جرمت املادة ‪ 146‬من مدونة الشغل القيام بكل‬
‫إشهار استغاليل هبدف استقطاب األحداث ملمارسة املهن الفنية‪ ،‬كما أقرت عقوابت عن خمالفة املقتضيات السابقة‪ ،4‬ومنعت املدونة‬
‫أيضا تشغيل النساء واألحداث ليال أو يف بعض أماكن الشغل اخلاصة‪ ،5‬وكذلك جعلت املادة ‪ 40‬من املدونة التحرش اجلنسي املمارس‬
‫من قبل املشغل اجتاه األجري خطأ جسيما‪ 6‬يربر احلصول على التعويض عند مغادرة املقاولة بسببه‪ ،‬ويعاقب على التحرش كذلك‬
‫‪7‬‬
‫مبقتضى الفصل ‪ 7/207‬من القانون اجلنائي‪.‬‬

‫‪-1‬القانون رقم ‪ 99.65‬املتعلق مبدونة الشغل الصادر بتنفيذه ظهري شريف رقم ‪ 1.03.194‬يف ‪ 11‬شتنرب ‪ ،2003‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5167‬بتاريخ ‪ 8‬دجنرب ‪ ،2003‬ص‬
‫‪3969‬‬
‫‪ -2‬ملزيد من التفصيل حول محاية األحداث يف قانون الشغل‪ ،‬راجع‪ :‬يونس احلكيم‪ '' :‬الضماانت القانونية حلماية األحداث يف التشريع االجتماعي املغريب''‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا املعمقة يف القانون اخلاص‪ ،‬بكلية احلقوق بطنجة‪ ،‬السنة اجلامعية ‪.2006/2005‬‬
‫‪ -3‬للتوسع أكثر يراجع‪ :‬صالح علي علي حسن‪" :‬التنظيم القانوين لتشغيل األحداث‪ ،‬دراسة مقارنة"‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة اإلسكندرية‪ 5075 ،‬دون ذكر عدد الطبعة‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -4‬انظر املادتني ‪ 720‬و‪ 727‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ -5‬راجع املواد ‪ 172‬و‪ 711‬و ‪ 180‬و ‪ 717‬و ‪ 717‬من مدونة الشغل‪ ،‬وللتفصيل أكثر راجع‪ :‬صالح علي علي حسن‪" ،‬التنظيم القانوين لتشغيل األحداث""‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪ 511‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-6‬راجع حول التحرش اجلنسي يف مدونة الشغل مؤلف‪ ،‬بشرى العلو ي‪ ":‬الفصل التعسفي لألجري على ضوء العمل القضائي"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة ‪ ،5079‬ص ‪.772-779‬‬
‫‪ -7‬الذي أضيف مبقتضى القانون رقم ‪ ،07-59‬املشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬
‫كما تضمنت مدونة الشغل نصوص قانونية تنظم عمل ومراقبة وكاالت التشغيل‪ ،1‬أي تلك اليت تعمل على الوساطة يف الشغل‬
‫بني طاليب الشغل واملقاوالت اليت تبحث عن أجراء للعمل هبا‪ ،‬وهذه خطوة هامة لتفادي استقطاب وإغراء الباحثني عن الشغل من قبل‬
‫بعض مكاتب التشغيل إلمكانية استغالهلم يف ما بعد يف جرائم االجتار ابلبشر‪ ،‬ونظمت كذلك املدونة مسألة تشغيل األجراء املغاربة‬
‫ابخلارج أو نظرائهم األجانب‪ 2‬ابملغرب وذلك مبقتضى البابني الرابع واخلامس من مدونة الشغل‪ .‬لكن رغم كل هذه املقتضيات إما‬
‫الوقائية أو اجلزائية الواردة يف قانون الشغل فإهنا تبقى قاصرة من عدة جوانب‪ ،‬سواء ما تعلق منها ابلعقوابت واليت تقتصر يف الغالب‬
‫منها على الغرامات أو اجلزاءات املقيدة للحرية البسيطة‪ ،‬واليت يف نظران ال تتناسب وفداحة األفعال اجملرمة مبقتضاها وكذلك ضعف‬
‫الرقابة من قبل اهليئات املكلفة بذلك الحرتام قواعد ومقتضيات الشغل‪ ،‬ومن جهة أخرى تبقى بعض الفئات اهلشة واملستضعفة خارج‬
‫محاية مدونة الشغل خاصة منها فئة العمال املنزليني‪ ،‬الذين يشتغلون يف ظروف صعبة ومزرية وأبجور زهيدة وساعات العمل الطويلة‬
‫ويتعرضون لسوء املعاملة من قبل أصحاب املنازل واستغالهلم واالعتداء عليهم إما جسداي أو نفسيا انهيك عن تشغيل األطفال دون‬
‫‪ 72‬سنة‪ ،‬وغريها من االنتهاكات اليت يعانيها خدم املنازل‪ ،3‬لذا ال بد من خروج قانون حيدد وحيفظ حقوق العمال املنزليني وكذلك‬
‫واجباهتم اجتاه أصحاب املنازل‪ ،‬ومينع تشغيل األطفال يف املنازل أقل من ‪ 71‬سنة ألن مكاهنم الطبيعي والروحي هو املدرسة وبيت‬
‫األسرة‪ ،‬ويف العديد من القرارات اعتربت حمكمة النقض أنه يدخل ضمن خدم البيوت البستاين واحلارس اخلاص ملسكن الغري‪ ،‬وأن كل‬
‫من له عالقة ابملهام املنزلية لصاحب البيت يصنف ضمن خدم البيوت وال تسري عليهم مدونة الشغل‪ ،4‬ويظهر أن احملكمة املذكورة قد‬
‫وسعت من مفهوم خدم البيوت وبناء عليه فقد حترم الكثري من الفئات من احلماية املقررة يف مدونة الشغل‪ ،‬وهذا ال يقبله العقل‬
‫واملنطق‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬قانون التربع ابألعضاء واألنسجة البشرية‬
‫خص املشرع املغريب مبقتضى القانون رقم ‪ 11 .72‬املتعلق ابلتربع ابألعضاء واألنسجة البشرية وأخذها وزعها‪ 5‬عدة مقتضيات‬
‫تروم ابألساس غاايت علمية وعالجية وكذلك حفظ اإلنسان‪ ،‬ومن جهة أخرى منع ومكافحة االجتار يف األعضاء البشرية‪ ،‬وذلك بعد‬
‫اشرتاطه على مبدأ اجملانية هبذا اخلصوص وإحاطة عمليات التربع والزرع بعدة مساطر متبعة قبل إجرائها‪ ،‬وحتديد األعضاء واألنسجة‬
‫القابلة للتربع هبا‪ ،‬وحتديد واقعة الوفاة‪ ،‬وكذلك املؤسسات اليت تتم فيها عمليات الزرع‪.‬‬
‫أما خبصوص املقتضيات الزجرية فإن القانون املذكور خصص املواد من ‪ 70‬إىل ‪ 92‬كلها أحكام عقابية‪ ،‬وعاقب على خمالفة‬
‫املقتضيات املنظمة للتربع ابألعضاء واألنسجة البشرية‪ ،‬وأخذها وزرعها واستريادها دون ترخيص بعقوابت متفاوتة الشدة‪ ،‬بعضها يشكل‬

‫‪ -1‬وذلك مبقتضى الباب األول من الكتاب الرابع من مدونة الشغل وخاصة املواد ‪ 911‬و‪ 910‬و ‪ 917‬و ‪.919‬‬
‫‪ -2‬راجع حول مسألة التأشري على عقد تشغيل األجري األجنيب من قبل السلطة احلكومية وكذلك تفسري العقد من قبل احملكمة‪ ،‬قرار حمكمة النقض عدد ‪ 717‬بتاريخ‬
‫‪ ،31/1/2013‬ملف اجتماعي عدد ‪ ،5075/5/2 /752‬ص‪ 11‬إىل ص‪ ،10‬منشور مبؤلف عمر أزوكار‪":‬قضاء حمكمة النقض يف مدونة الشغل"‪ ،‬اجلزء الثالث‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪ ،5079،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ -3‬ملزيد من التوسع حول هذا املوضوع انظر البوعناين عفاف‪'' :‬احلماية القانونية للعمل املنزيل يف ظل مشروع قانون رقم ‪ ''12.19‬رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف العلوم القانونية‬
‫(قانون األعمال)‪ ،‬كلية احلقوق أكدال الرابط‪ ،‬السنة اجلامعية ‪.5075-5077‬‬
‫‪ -4‬قرار حمكمة النقض عدد ‪ 151‬املعرف يف ‪ ،5070/77/09‬ملف اجتماعي عدد ‪ ،2009/1/5/12.15‬منشور يف مؤلف عمر أزوكار‪"،‬قضاء حمكمة النقض يف مدونة‬
‫الشغل"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 68‬و‪.21‬‬
‫‪ -5‬القانون رقم ‪ 11-72‬املتعلق ابلتربع ابألعضاء واألنسجة البشرية وأخدها وزرعها‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 72112501‬يف ‪ 52‬غشت ‪ ،7111‬اجلريدة الرمسية‬
‫‪ 9152‬بتاريخ ‪ 72‬شتنرب ‪ ،7111‬ص ‪.2299‬‬
‫‪206‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬
‫جناايت وبعضها اآلخر جنحا‪ ،‬كما منع احملاكم من تطبيق املقتضيات املتعلقة بوقف تنفيذ األحكام‪ ،‬وحدد حاالت املنع من ممارسة كل‬
‫مهنة أو نشاط يف امليدان الطيب ملدد خمتلفة‪ ،‬فضال عن مصادرة املبالغ املقبوضة لقاء تلك العمليات‪.1‬‬
‫وقد عاقبت املادة ‪ 70‬من القانون أعاله ابحلبس من سنتني إىل مخس سنوات وغرامة ضد كل من عرض أبية وسيلة كانت‬
‫تنظيم أو إجراء معاملة جتارية بشأن أخذ أعضاء بشرية‪ ،‬كما عاقبت األشخاص الذين يقومون مبعاملة جتارية تتعلق بعضو بشري‪ ،‬وحتظر‬
‫هذه اجلرمية التعامل يف أي عضو من أعضاء جسم اإلنسان أو جزء منه أو أحد أنسجته على سبيل البيع أو الشراء أو مبقابل أاي كانت‬
‫طبيعته‪ ،‬ويقصد ابالجتار ابألعضاء البشرية كافة التصرفات غري املشروعة اليت من شأهنا أن حتيل جسم اإلنسان الذي كرمه هللا إىل سلعة‬
‫يتم التصرف يف أجزائه كما يتصرف يف قطعة مالبس‪.2‬‬
‫كما جرم القانون رقم ‪ 11272‬اخلاص ابلتربع ابألعضاء البشرية وزرعها كل عمليات أخذ عضو من شخص راشد على قيد‬
‫احلياة دون موافقته‪ ،‬أو القيام أبخذ عضو من أعضاء شخص متوىف دون ترخيص من ذلك الشخص قبل حالة الوفاة‪ ،3‬وهلذا يتطلب‬
‫‪4‬‬
‫ضرورة اإلذن والرضا املسبق قبل إجراء أي عملية ألخذ األعضاء البشرية أبي طريقة كانت عن طريق التحايل أو اإلكراه أو غريمها‪.‬‬
‫كما جاء القانون أبحكام خاصة يراد منها محاية األطفال من أن يكونوا عرضة لعمليات االجتار أبعضائهم‪ ،‬وذلك مبقتضى‬
‫املادة ‪ 72‬اليت عاقبت ابلسجن من عشر سنوات إىل عشرين سنة‪ ،‬كل من قام أبخذ عضو من أعضاء شخص قاصر على قيد احلياة‪،‬‬
‫ولو مت احلصول على موافقته‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬قانون دخول وإقامة األجانب ابملغرب وابهلجرة غري املشروعة‪.5‬‬
‫لقد أصبحت ظاهرة اهلجرة ببالدان إشكالية صعبة هلا انعكاسات دولية على مستوى عالقات املغرب جبريانه األوربيني أو بلدان‬
‫إفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬األمر الذي استدعى اختاذ عدة تدابري مهمة ملعاجلتها‪ ،‬وأييت يف طليعتها حتيني وتوحيد النصوص التشريعية‬
‫املنظمة لدخول األجانب وإقامتهم ابململكة وجتميعها يف نص قانوين واحد وموحد‪ ،‬ويتعلق األمر بقانون رقم ‪03.02‬الذي جاء يف‬
‫روحه متالئما مع االتفاقيات الدولية املتعلقة مبحاربة ظاهرة اهلجرة السرية ومكرسا ملا التزمت به بالدان يف جمال احرتام حقوق اإلنسان‪.6‬‬
‫وقد عاقب املشرع املغريب مبقتضى القانون رقم ‪ 07205‬على أفعال دخول األجانب إىل املغرب خرقا ألحكام هذا القانون‪،‬‬
‫وكذلك الناقل أو مقاوالت النقل اليت نقلت أجنبيا إىل املغرب دون التوفر على وثيقة السفر‪ ،‬إضافة إىل أفعال مغادرة الرتاب املغريب‬
‫بصفة سرية أو كان ذلك مبساعدة أحد األشخاص املكلفني مبقتضى مهامهم ابحلرص على احرتام مقتضيات هذا القانون‪.7‬‬
‫كما جرم القانون املذكور مبقتضى املادة ‪ 25‬منه كل األفعال اليت من شأهنا تنظيم أو تسهيل دخول أشخاص مغاربة أو‬
‫أجانب بصفة سرية إىل الرتاب املغريب أو خروجهم منه عن طريق االحتيال أو استعمال واثئق مزورة أو انتحال اسم ما أو الدخول أو‬

‫‪ -1‬إدريس بلمحجوب‪ '' :‬مكافحة االجتار يف األعضاء البشرية''‪ ،‬قراءة يف القانون املغريب املتعلق ابلتربع ابألعضاء واألنسجة البشرية وأخذها وزرعها‪ ،‬جملة القضاء والقانون العدد‬
‫‪ 720‬سنة ‪ ،5075‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -2‬خالد مصطفى فهمي‪" :‬النظام القانوين لزرع األعضاء البشرية"‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،5075‬ص ‪.210‬‬
‫‪ -3‬املواد ‪ 79‬و ‪ 72‬من القانون رقم ‪.11272‬‬
‫‪ -4‬راجع خالد مصطفى فهمي‪" :‬النظام القانوين لزرع األعضاء البشرية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 219‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -5‬ظهري شريف رقم ‪ 72072712‬صادر يف ‪ 77‬نونرب ‪ ،5007‬بتنفيذ القانون رقم‪ 07205‬املتعلق بدخول وإقامة األجانب ابململكة املغربية وابهلجرة غري املشروعة‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية عدد ‪ 2720‬بتاريخ ‪ 77‬نونرب ‪ ،5007‬ص ‪.7171‬‬
‫‪ -6‬الطيب الشرقاوي‪ '':‬تقدمي القانون رقم ‪ 07205‬املتعلق بدخول وإقامة األجانب ابململكة املغربية وابهلجرة غري املشروعة''‪ ،‬ص ‪ ،55‬مداخلة ضمن أشغال الندوة الوطنية اليت‬
‫نظمتها وزارة العدل ووزارة الداخلية مبراكش يومي ‪ 71‬و ‪ 50‬دجنرب ‪ 5007‬حول إشكالية اهلجرة على ضوء القانون‪ 03.02‬املتعلق بدخول وإقامة األجانب ابململكة املغربية‬
‫وابهلجرة غري املشروعة‪ ،‬منشورات مجعية نشر املعلومة القانونية والقضائية‪ ،‬سلسلة الندوات واألايم الدراسية‪ ،‬العدد ‪ ،7‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مارس ‪.5001‬‬
‫‪ -7‬وذلك مبقتضى املواد ‪ 95‬و ‪ 91‬و ‪ 20‬و ‪ 27‬من قانون ‪.07205‬‬
‫‪207‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬
‫مغادرة املغرب من أماكن غري املراكز احلدودية املعدة لذلك‪ ،‬وقد عاقب على تلك األفعال املذكورة ابحلبس من ستة أشهر إىل ثالث‬
‫سنوات والغرامة من ‪ 202000‬إىل ‪ 500.000‬درهم‪ ،‬ويتم تشديد العقوبة إىل السجن من عشر إىل مخسة عشر سنة وغرامة قدرها من‬
‫‪ 500.000‬إىل ‪ 1.000.000‬إذا مت ارتكاب األفعال املنصوص عليها يف املادة ‪52‬بصفة اعتيادية أو بواسطة عصابة أو اتفاق للقيام‬
‫بذلك‪.‬‬
‫أما إذا نتج عن نقل األشخاص املنظم دخول إىل املغرب أو خروجهم منه بصفة سرية عجز دائم فالعقوبة تصل إىل السجن من‬
‫مخس عشرة سنة إىل عشرين سنة‪ ،‬والسجن املؤبد يف حالة الوفاة من جراء تلك األفعال املنصوص عليها يف الفقرة األوىل من املادة ‪25‬‬
‫من القانون ‪ 03.02‬اخلاص بدخول وإقامة األجانب ابملغرب وابهلجرة غري املشروعة‪ ،‬هذا عالوة عن مصادرة وسائل النقل اليت‬
‫استعملت يف ارتكاب اجلرمية‪ ،1‬وكذلك احلكم على الشخص املعنوي بغرامة قدرها يرتاوح بني ‪ 10.000‬و ‪ 1.000.000‬درهم إذا ما‬
‫ثبت ضلوعه يف اجلرائم املتعلقة ابهلجرة غري املشروعة املنصوص عليها يف القسم الثاين من القانون السالف الذكر‪.2‬‬
‫ومن بني أبرز األحكام اليت جاء هبا القانون وفقا للمادة ‪ 29‬منه ابختصاص احملاكم املغربية ابلبت يف اجلرائم اليت سبق ذكرها‬
‫حىت وإن ارتكبت بعض عناصرها ابخلارج‪ ،‬وكذلك بكل أفعال املشاركة أو اإلخفاء املرتكبة من طرف األجانب خارج الرتاب املغريب‪،‬‬
‫ويف هذا إشارة صرحية لصرامة املشرع املغريب يف منع ومكافحة جرائم اهلجرة غري املشروعة سواء ارتكبت داخليا أم خارجيا‪ ،‬وكذلك‬
‫ملواجهة املنظمات أو العصاابت اإلجرامية اليت تضطلع هبذه األفعال غري املشروعة‪ ،‬وزايدة على تعزيز تدابري وإجراءات أمن ومراقبة‬
‫احلدود‪ ،‬إذ يف هذا اإلطار ظلت العديد من التشريعات يف الدول املستقبلة للهجرة مركزة أساسا على وضع املقتضيات القانونية والزجرية‬
‫املتعلقة ابهلجرة واملهاجرين السريني‪ ،‬بدل الرتكيز على ردع الشبكات اإلجرامية املنظمة واملتخصصة يف هتجري املواطنني من خمتلف‬
‫اجلنسيات بطريقة غري مشروعة‪ ،‬حيث أصبحت هذه الشبكات اإلجرامية تتحكم بشكل كبري يف تيارات اهلجرة بني الدول‪ ،‬نظرا ملا‬
‫تدره عليها هذه العملية من أموال طائلة شأهنا يف ذلك شأن الشبكات املختصة يف جتارة املخدرات واألسلحة‪ ،‬حيث أثبتت التجربة أن‬
‫هذه الشبكات اإلجرامية تقوم ابستغالل املهاجرين وإخضاعهم لظروف قاسية ومعامالت غري إنسانية خالل املدة الالزمة إليصاهلم إىل‬
‫بلد الوجهة‪.3‬‬

‫‪ -1‬راجع املادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪ ،07205‬وانظر كذلك حممد الطيب بوطييب‪":‬املوجز يف القوانني اجلنائية اخلاصة وفق التشريع املغريب"‪ ،‬دار النشر اجلسور‪ -‬وجدة ‪5009،‬‬
‫دون ذكر عدد الطبعة‪ ،‬ص ‪.557-555‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 81‬من القانون رقم ‪.16.11‬‬
‫‪ -3‬حممد أوزكان‪ '' :‬إشكالية اهلجرة''‪ ،‬عرض قدم يف الندوة الوطنية اليت نظمتها وزارة العدل ووزارة الداخلية مبراكش يومي ‪71‬و ‪ 50‬دجنرب ‪ 2003‬حول ‪ :‬إشكالية اهلجرة على‬
‫ضوء القانون رقم ‪ 07205‬املتعلق بدخول وإقامة األجانب ابململكة املغربية وابهلجرة غري املشروعة‪ ،‬منشورات مجعية نشر املعلومة القانونية والقضائية‪ ،‬سلسلة الندوات واألايم‬
‫الدراسية‪ ،‬العدد ‪ ،7‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مارس ‪ ،5001‬ص ‪.71‬‬
‫‪208‬‬
‫جملة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية ‪-‬عدد ‪6132/31‬‬

‫خامتة‪:‬‬
‫يتضح مما سبق أن القانون املغريب ال يعاقب مباشرة على االجتار ابلبشر وإمنا تضمن فقط بعض األفعال اليت تشكل بعض‬
‫صور هذا االجتار‪ ،‬وإن كان قد جاء صرحيا يف بعض املقتضيات حول العقاب على االجتار ابألطفال‪ ،‬إال أن ذلك ال يشفع له‬
‫ابالقتصار على األفعال اجلرمية اليت وقفنا عندها نظرا لعدة اعتبارات‪ ،‬فمن جهة تلك النصوص القانونية تشوهبا جمموعة من الثغرات‬
‫موضوعية وشكلية وكذلك فهي يف معظمها جنحا‪ ،‬ومن جهة اثنية فهي كذلك تبقى قاصرة عن استيعاب كل صور االجتار ابلبشر‪،‬‬
‫ومن جهة اثلثة فاحرتاما ملبدأ شرعية التجرمي والعقاب وملبدأ التفسري الضيق للنصوص اجلنائية فال ميكن لقضاة األحكام تكييف اجلرائم‬
‫اليت سبق عرضها على أهنا جرمية اجتار ابلبشر‪ ،‬ومن جهة رابعة فهذه األخرية ال تقع إال وفقا للمفهوم الذي أعطي هلا مبوجب‬
‫الربوتوكول األممي لالجتار ابألشخاص‪ ،‬الذي حدد أفعال وأساليب وأهداف االجتار‪ ،‬وهو ما ال ميكن تصوره يف القانون املغريب ألنه‬
‫عاقب على بعض اجلرائم اليت تقع بشكل أحادي متفرد ومتفرق عن ما ميكن أن يصطلح عليه اجتارا ابألشخاص‪ ،‬ألجل هذا نتمىن أن‬
‫يتفطن املشرع املغريب وكل املهتمني هبذا الشأن من أجل التحرك إلجياد بنيان قانوين للوقاية واملكافحة واملعاقبة على االجتار ابلبشر‪ ،‬وأن‬
‫يستفيد من املمارسات والتجا رب السابقة يف هذا اإلطار‪ ،‬وأن يضع خطة عمل وطنية وأن يعزز التعاون الدويل والثنائي يف مكافحة‬
‫هذه اجلرمية واجلرائم املنظمة بشكل عام‪ ،‬وأن حيدد مفهوما دقيقا وشامال لالجتار ابلبشر‪ ،‬وأن يهتم بضحااي هذه اجلرمية‪ ،‬وأن يؤهل كل‬
‫املتدخلني يف مكافحة االجتار ابلبشر من قضاة وشرطة ودرك وغريهم من أجل تطبيق أمثل للقانون الذي ميكن أن يصدر مستقبال هبذا‬
‫الشأن‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like