Professional Documents
Culture Documents
ماستر 1
املقياس :علم العقوبات ونظام السجون
بحث حول:
تط ور الفك ر العق ابي وتغ ير مفه وم العقوب ة ،وأص بح الغ رض منه ا ه و إص الح الش خص املنح رف
وتهذيبه وإعادة إدماجه في املجتمع ،بعدما كان الغرض منها هو تحقيق اكبر قدر ممكن من اإليالم
للجاني تكفيرا عن ذنبه وبالتالي تعتبر عقوبة إضافية للعقوبة املحكوم بها عليه.
ف الغرض األهم لوظيف ة العقوب ة بالنس بة للسياس ة الجنائي ة الحديث ة ه و إص الح الج اني وتأهيل ه
وإع ادة تكييف ه وتجنيب ه الس لوك اإلج رامي في املس تقبل ،وللعقوب ة أش كال متع ددة ومن أهم ه ذه
العقوبات التي تحقق الردع الخاص الذي يدخل فيه التأهيل هي عقوبة الحبس.
ومن أج ل التنفي ذ العق ابي للعقوب ات الس البة للحري ة يجب ت وفر ع دة متطلب ات من أهمه ا وج وب
توافر أماكن للتنفيذ وهي السجون أو وفقا التسمية اقل قسوة وهو مصطلح املؤسسات العقابية
وهي إحدى املرافق التي تعتمد عليها الدولة في حماية املجتمع من الظاهرة اإلجرامية ،إن األهداف
األساسية للسياسة العقابية في الجزائر هو إعادة تربية وإدماج املحبوسين اجتماعيا ،ويظهر هذا
من خالل تبني املشرع مجموعة من البرامج اإلصالحية ذات جوانب متعددة يخضع لها املحبوسين ،
تتضمن جملة من الضمانات والحقوق داخل املؤسسة العقابية من تشغيل وتعليم وتهذيب ورعاية
ص حية واجتماعي ة ونفس ية .ومن خالل م ا تم ذك ره يمكن ط رح س ؤال البحث :كي ف يتم تأهي ل
املحبوسين داخل املؤسسات العقابية وفقا لألساليب املعتمدة في السياسة العقابية في الجزائر؟ تم
االعتم اد على املنهج الوص في كون ه األق رب للدراس ة ،بحيث نتط رق الوص ف أهم األس اليب املتبع ة
إلعادة إدماج املحبوسين في املؤسسات العقابية في الجزائر.
في ظل القانون الجزائري فان التشغيل أو العمل العقابي يلعب دورا رئيسيا وفعاال في إعادة تربية
املحبوسين وتأهيلهم على عكس ما كان عليه سابقا ،ففي القديم كان الهدف من العمل هو اإليالم
1
والزجر واالنتقام.
فالسياسة العقابية الحديثة تجعل من العمل معاملة جوهرية في إعادة تأهيل املحكوم عليه ،فلم يعد
العم ل أالن تكمل ة لعقوب ة الس جن أو الحبس ب ل أص بح من واجب إدارة الس جون أن ت وفر العم ل
املناس ب للمحك وم علي ه كح ق ل ه في التأهي ل 2وق د نظم ه املش رع الجزائ ري في امل واد 96و 99من
القانون رقم. 04-05:
للعمل أغراض عديدة والتي تساهم بشكل ايجابي في تحسين وضعية املحكوم عليه داخل املؤسسة
العقابية التي وضع فيها.
يرف ع من معنويات ه ألن ه يك ون بعي دا عن التفك ير في البطال ة ويبع ده عن االض طراب العقلي
والنفسي ،ويقلل من التوتر الشديد الذي يمكن أن ينتابه داخل املؤسسة العقابية الناتج عن
3
العزلة وقلة الحركة وذلك بمأل فراغه.
- 1عمر خوري ،السياسة العقابية ،دراسة مقارنة ،دار الكتاب ،الجزائر ،2010 ،ص.308
- 2إسحاق إبراهيم منصور ،موجز في علم العقاب و علم اإلجرام ،الطبعة الثالثة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2006 ،ص
191
- 3بوخالفة فيصل ،اإلشراف القضائي على الجزاء الجنائي في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل املاجستير في العلوم القانونية ،جامعة
الحاج الخضر ،باتنة ،2012-2010ص72
يس اعده في إتق ان املهن ة ال تي ك ان يزاوله ا قب ل دخول ه الس جن ،أو يتعلم مهن ة جدي دة ،مم ا
يسمح له بالعيش الشريف بعد اإلفراج عنه.
1
يسمح له بجمع وادخار جزء من أجره الذي قد يمكنه من سد حاجياته.
ه و م ا يع رف باله دف االقتص ادي بحيث تس تفيد الدول ة من ه لتس ديد ج زء من نفق ات إقام ة
املحبوسين في املؤسسات العقابية مدة تنفيذ العقوبة السالبة للحرية ،ويتم ببيع ما أنتجه املحبوسين
في مختلف امليادين والذي يساعد املؤسسة العقابية على تغطية بعض نفقاتها ،ولكن يجب أن يكون
إصالح وتأهيل املحبوسين هو الهدف الرئيسي األول وان ال يطغى عليه الهدف االقتصادي.
يتم بتشغيل وقت فراغ املحكوم عليه بالعمل في املؤسسة العقابية ويجعله ال يفكر في سلب حريته
فال يتمرد على نظام املؤسسة بل على يغرس في نفسه حب النظام واحترام قوانين املؤسسة ، 2ففي
الق انون الجزائ ري تق وم الجن ة تط بيق العقوب ات بتنظيم العم ل الخ اص بإع ادة تربي ة املحبوس ين
داخ ل املؤسس ة العقابي ة فتح دد ط رق العم ل فيه ا وتس هر على تطبيقه ا ،وال ب د أن ت راعي في ذل ك
قواعد حفظ النظام وامن املؤسسة وهذا طبقا للمادة 96من قانون تنظيم السجون.
متى يتحقق غرض التشغيل ،يجب أن تتوفر شروط معينة في العمل العقابي وهي أربعة شروط
بمعنى تعدد أشكال األعمال الزراعية والصناعية بحيث يتمكن املحكوم عليه من اختيار العمل الذي
ي رغب في ه ،وال ذي يتماش ى ويتف ق قدرات ه وم ع مراع اة إمكاني ة اس تبداله بن وع أخ ر في حال ة ع دم
مالئمته مع قدراته حتى يحقق غرض التأهيل.
- 1علي عبد القادر القهوجي ،أصول علم اإلجرام و العقاب ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،2002 ،ص 400
- 2إسحاق إبراهيم منصور ،موجز علم اإلجرام والعقاب ،الطبعة الثانية ،ص.192
أن يكون العمل داخل املؤسسة العقابية مماثل أو يقارب العمل الحر خارجها ،على أن تكون املماثلة
من حيث النوع والوسائل 1وطبقا للمادة 160من قانون تنظيم السجون "يستفيد املحبوس املعين
للقيام بعمل أو خدمة من أحكام تشريع العمل والحماية االجتماعية ،مالم يكن ذلك متعارضا مع
وضعه كمحبوس".
إن العم ل املنتج ي ؤدي ب املحكوم علي ه إلى التعل ق ب ه واإلقب ال علي ه داخ ل املؤسس ة وخارجه ا عن د
اندماج ه في الحي اة املهني ة الح رة ،خاص ة إذا قيم الس جين قيم ة العم ل ال ذي يق وم ب ه ،ف إذا ملس
املسجون ثمرات عمله ومجهوده فان ذلك يرفع من الروح املعنوية ويزيد احترامه لنفسه وثقته فيها
مما يدفعه للتمسك به والحرص عليه بعد اإلفراج ،وهكذا يلعب العمل املنتج دورا في التأهيل ،أما
إذا كان العمل غير منتج فان نتائجه تكون عكسية على املحكوم عليه فال تحقق تأهيله.
هو أن يتلقى املحكوم عليه أجرا مقابل العمل الذي أنجزه إال انه أثار جدل قانوني لهذا املقابل ،هل
هو اجر أم مكافئة فاملشرع الجزائري اعتبره مكافئة وليس أجرا يتلقاه املحبوس كتشيع على ما بذله
في انجاز عمله بصورة كاملة ،باعتبار العمل هو الوسيلة الرئيسية إلعادة تربية املحبوسين.
إن للتعليم والتهذيب دورا فعال في إصالح املحبوس وإعادة إدماج املحكوم عليه اجتماعيا ،حيث إن
التعليم يساعد ويساهم بقدر كبير على القضاء على الجهل واألمية ،أما التهذيب فله أهمية أيضا في
إصالح املحكوم عليه وتحسين سلوكه بغرس القيم الدينية واألخالقية فيه.
لقد وصلت الدراسات في علم اإلجرام الكتشاف وجود عالقة مابين األمية والجريمة ،ونسبة كبيرة
من غير املتعلمين من النزالء في السجون ومما ال شك فيه أن تعليم املحبوسين يسمح بتجريد احد
عوامل اإلجرام فيه ،فالتعليم يرفع املستوى الذهني والجتماعي وينمي القدرات ويساعد على التفكير
الهادئ والسليم في الحكم على األشياء وتقدير العواقب ،فيجعل املحكوم عليه أكثر حرصا على حل
مش اكله ب الطرق القانوني ة فال يلج ا للعن ف ،كم ا يس اهم التعليم في تغي ير نظرت ه إلى الس لوك
اإلجرامي مما يدفعه للعدول عنه مستقبال ،وكذلك يساعد على شغل أوقات الفراغ داخل السجن
- 1محمد عبد هللا الوريكات ،أصول علمي الجرام والعقاب ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن ،2009 ،ص .418
والذي يساعد على االبتعاد عن التفكير في اإلجرام" ،1كما يساعد التعليم على إيجاد عمل بعد
اإلفراج عنه.
ل ذا ي رى علم اء العق اب على ض رورة وإلزامي ة ف رض التعليم على املحبوس ين خاص ة فئ ة اإلح داث
والشباب منهم.
وفي ه ذا اإلط ار نص ق انون رقم 0405في املادة 94من ق انون تنظيم الس جون على تنظيم دروس في
التعليم الع ام والتق ني ،حيث تنص على" :تنظم لفائ دة املحبوس ين درس ا في التعليم الع ام والتق ني
والتكوين املنهي والتمهين والتربية البدنية ،وفقا للبرامج املعتمدة رسميا ،مع توفير الوسائل الالزمة
لذلك".
يتضمن التعليم داخل املؤسسة العقابية التعليم العام والتعليم الفني وهي كاألتي:
يعت بر التعليم الع ام من األس اليب التمهيدي ة إلع ادة إدم اج املحبوس ين في املجتم ع ،ويختل ف التعليم
باختالف املستوى التعليمي لكل محبوس ،فهناك من ال يحسنون القراءة والكتابة وهم فئة األميين
ومنهم من لهم مستوى تعليمي معين سواء كانوا ابتدائي أو ثانوي أو جامعي.
بالنسبة لفئة األميين من املحبوسين يتم تعليمهم مبادئ القراءة والكتابة وبعض املعلومات األساسية
إجباريا ،خاصة صغار السن منهم.
تق وم املؤسس ة العقابي ة بإع داد ب رامج التعليم الف ني للمحبوس ين ال ذين ينقص هم التأهي ل املنهي أو
الحرفي حيث توزع هذه البرامج وفقا لقدرات واستعدادات كل محبوس حتى يتحقق الهدف املرجو
وه و إع داد املحب وس لالن دماج في املجتم ع والتغلب على املش اكل ال تي له ا أث ر في س لوكه اإلج رامي
وإيجاد عمل بعد اإلفراج عنه ،فهذا التعليم يسمح بكسب رزقهم بطريقة شريفة بعد اإلفراج عنهم.
2
- 1محمد صبحي نجم ،املدخل إلى علم االجرام ،الطبعة الثانية ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1988 ،ص.139
املطلب الثالث :التهذيب
ب الرغم من أهمي ة التعليم إال أن ه ال يكفي لوح ده في عملي ة تأهي ل املحبوس ين ،ب ل يجب أن يق ترن
بالتهذيب ،إذ يقصد به إزالة القيم األخالقية الفاسدة التي ال تبالي بالقانون وتحل قيم أخرى محلها،
وله دور فع ال في تأهي ل املحبوس ين وذل ك عن طريق خل ق إرادة املشاركة في الحياة االجتماعية من
اح ترام للق انون واالمتث ال إلحكام ه ،بحيث اتسع نطاقه في ظل السياسة العقابية الحديثة ليشمل
1
التهذيب الديني واألخالقي.
يقصد به غرس املبادئ والقيم الدينية املتصلة باألخالق االجتماعية مما أثبتت الدراسات أن انعدام
ال وازع ال ديني ق د يك ون ع امال إجرامي ا ،ل ذا من الض روري تنمي ة ه ذا ال وازع ال ديني ال ذي يس اعد
بصفة عامة على إصالح املحكوم عليهم وإعادة إدماجهم في املجتمع ،وهذا ما نصت علية املادة 66
الفقرة الثالثة من قانون تنظيم السجون..
يقصد بالتهذيب األخالقي إبراز القيم األخالقية للمحبوسين وإقناعهم بها وتدريبهم على أن يستمدوا
منها مع ايير الس لوك في املجتم ع ثم يل تزمون بها ،ويق وم املختص ون في علم النفس والتربي ة والعقاب
به ذه املهم ة ،ويفض ل في الته ذيب األخالقي اللق اءات الفردي ة بين الق ائم بالته ذيب و النزي ل ،حيث يتم
التعرف على شخصية املحبوس ومساعدته وإعانته على حل مشاكله الشخصية والعائلية ،وفي هذا
الصدد نص املشرع الجزائري في املادة 88من قانون تنظيم السجون رقم . 04-05
إن احتف اظ املحك وم علي ه بص حة جي دة داخ ل املؤسس ات العقابي ة ق د يس اهم في نج اح األس اليب
اإلصالحية األخرى ،ولذلك أصبحت الرعاية الصحية حقا للمحكوم عليه إذ تلتزم الدولة بتوفيرها
له مجانا طاملا أنها مالزمة لتأهيله ،وترجع علة هذا الحق إلى أن حق الدولة في العقاب يقتصر على
مجرد سلب الحرية دون اإلضرار بسالمته البدنية والنفسية.2
- 2فهد يوسف الكساسبة ،وظيفة العقوبة ودورها في اإلصالح والتأهيل "دراسة مقارنة" ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر ،األردن،
،2010ص .171
املطلب األول :أغراض الرعاية الصحية .
تساهم الرعاية الص حية ب التزام املحك وم عليه بالقواع د الصحية مما يس هل علي ه االعتياد
على النظام الداخلي للمؤسسة العقابية ويولد لديه االعتقاد بأن اإلجرام ال يليق به مستقبال
.
أك دت أبح اث علم اإلج رام ب ان املرض يش كل عنص را من عناص ر الخط ورة اإلجرامي ة،
وبالتالي فان العالج من ذلك املرض يؤدي إلى استئصال احد العوامل اإلجرامية ويحول دون
العودة إلى ارتكاب الجريمة مرة أخرى.
للرعاية الصحية دور في املحافظة على الصحة العامة في املجتمع ،فقد ثبت أن إهمال الرعاية
يترتب عليه تفشي األمراض املعدية داخل املؤسسة العقابية وخارجها.
كفل املشرع الجزائري الرعاية الصحية لكل محبوس منذ دخوله املؤسسة العقابية إلى غاية اإلفراج
عن ه ،وذل ك من املادة 57الى غاي ة املادة 65من ق انون تنظيم الس جون رقم 04-05وتتن اول الرعاي ة
الصحية جانبي الوقاية والعالج.
يقص د بالوقاي ة اتخ اذ االحتياط ات الض رورية لحماي ة املحبوس ين من األم راض خاص ة األم راض
املعدية ،وتتمثل طرق ووسائل الوقاية الصحية في ما يلي:
هيك ل املؤسس ة العقابي ة :من الض روري أن تش مل مب اني املؤسس ة العقابي ة على أم اكن
مخصص ة للعم ل وأخ رى مخصص ة للوجب ات الغذائي ة وأخ رى للن وم ذات مس احة معقول ة
بالنسبة لعدد املحبوسين ،بحيث تكون جميع هذه األماكن معرضة للهواء الطلق واإلضاءة
الكهربائية ،وان تخصص فيها لكل محبوس سرير وأغطية كافية تتناسب مع فصول السنة،
1
وان تزود تلك األماكن بدورات مياه يقضي فيها املحبوسين حاجتهم الطبيعية.
- 1إسحاق إبراهيم منصور ،مجوز في علم العقاب و علم اإلجرام ،الطبعة الثانية ،املرجع السابق ،ص .200
املأكل :يجب أن تكون كمية الغذاء متناسبة مع سن املحبوس وحالته الصحية ونوع العمل
ال ذي يزاول ه ،وان تك ون قيمت ه الغذائي ة كافي ة لس المة جس مه ونم وه م ع مراع اة تق ديم
وجبات خاصة للنساء الحوامل أثناء الحمل والرضاعة ،وقد أكدت على هذا القاعدة 20من
القواع د النموذجي ة ال دنيا املعامل ة الس جناء ،حيث نص ت في فقرته ا األولى على أن ت وفر
اإلدارة الكل سجين في الساعات املعتادة وجبة طعام ذات قيمة غذائية كافية للحفاظ على
صحته وقواه ،وجودة النوعية وحسن اإلعداد والتقويم ،فاملشرع الجزائري بدوره أولى
اهتمام ا للوجب ة الغذائي ة للمحبوس ين حيث نص ان ه يجب أن تك ون متوازن ة وذات قيم ة
غذائية كافية.1
امللبس :يتعين على املحكوم عليه بارتداء اللباس الخاص بالسجن وينبغي أن يكون هذا امللبس
مالئما للظروف املناخية ،وان ال يكون في هيئته ما يدل على التحقير أو إهدار لكرامته ،كما
ينبغي أن تسمح لهم إدارة السجون بتغييره كي يبقى نظيفا دائما.
النظافة الشخصية على املؤسسة العقابية أن تيهئ للمحبوسين وسائل تتعلق بنظافة البدن
من م اء س اخن وص ابون وأدوات الحالق ة للش عر وال ذقن وقص األظ افر ،وأم اكن خاص ة
لالس تحمام وأيض ا وس ائل التنظي ف للمالبس ،وان ت وفر لهم املالبس الخاص ة للعم ل ال ذي
يزاولونه ،وذلك بهدف عدم إشعار املحبوسين باالحتقار وأيضا لرفع معنوياتهم باستمرار،
ويسهر على مراعاة قواعد الصحة والنظافة الفردية والجماعية الطبيب باملؤسسة العقابية،
إذ يت وجب علي ه أن يتفق د جمي ع األم اكن ويخط ر املدير بك ل املعاين ات للنق ائص أو ك ل
الوضعيات التي من شانها اإلضرار بصحة املحبوسين النفسية والجسمانية
النشاط الرياضي :لألنشطة الرياضية اثر ايجابي على صحة املحكوم عليه ،وعلى هذا تقوم
إدارة املؤسس ات العقابي ة بتوف ير ظ روف ممارس ة أن واع األنش طة الرياض ية من م دربين
وأدوات ضرورية وأوقات منتظمة ومحددة في الهواء الطلق مع األخذ بعين االعتبار الحالة
الصحية للمحكوم عليهم.
ال تقتصر الرعاية الصحية على الوسائل الوقائية بل تشمل أيضا الجانب العالجي وتتمثل في ما يلي. :
فحص املحك وم علي ه :يجب فحص املحك وم علي ه من ط رف الط بيب أو األخص ائي النفس اني
عند دخوله املؤسسة العقابية وعند اإلفراج عنه ،فكلما دعت الضرورة إلى ذلك ويخضع له
- 1املادة 63من ق ت س رقم"04-05:يجب أن تكون الوجبة الغذائية للمحبوسين متوازنة وذات قيمة غذائية كافية.
املحكوم وحوبيا وحتى ولو لم يرضى به ،ويشمل هذا الفحص ناحيتين ،الصحية والنفسية
مع ا ،مم ا يتطلب أن تك ون بك ل مؤسس ة عقابي ة إدارة طبي ة تتك ون من ع دد من األطب اء في
التخصصات العالجية املختلفة ،بهدف تشخيص حالته تشخيصا عاما ومعرفة ما به من علل
بدنية أو عقلية.1
اإلخض اع العالج املناس ب :يس تفيد املحك وم علي ه من العالج الط بي في مص لحة املؤسس ة
العقابية وعند الضرورة في أي مؤسسة استشفائي خارج املؤسسة العقابية ،إذا كان املرض
الذي يعاني منه ال يستطيع عالجه داخل السجن وسواء كان هذا املرض بدني أو عقلي ،في
حالة ثبت مرضه العقلي فانه ينقل إلى مستشفى األمراض العقلية وحوبيا ،وإذا كان مرضه
ب دني فينق ل إلى املستش فى املختص به ذا املرض ،ويخض ع للعالج مث ل أي ش خص ع ادي
وتقدم تقاريره الطبية الدورية إلدارة املؤسسة العقابية الذي يقضي عقوبته فيها.2
- 2جودي زوليخة و قادري کريمة ،إعادة التربية واإلدماج االجتماعي للمحبوسين في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق
الرحمن جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية2015-2014 ،
خاتمة
لق د تغ يرت معامل ة املحبوس ين في املؤسس ات العقابي ة في العص ر الح ديث ،فبع دما ك انت الغاي ة من
توقيع عقوبة سلب للحرية هدف بحد ذاته ،أصبح الهدف من هذه العقوبة في ظل السياسة العقابية
الجديدة هو اإلصالح وإعادة تأهيل املحكوم عليه وتقويم سلوكه إلعادة إدماجه مجددا في املجتمع
بعد اإلفراج عنه وإحاطته برعاية مناسبة بما يحفظ كرامته كانسان وهذا بغض النظر عما إذا كان
مرتكبا للجريمة. .
وقد اعتمد املشرع الجزائري على سياسة عقابية تحقق هذا الغرض وتسهل عملية إدماج املحبوسين
والتي يستفيد منها املحكوم عليه سواء من عمليات التشغيل أو التعليم أو التهذيب ،والتي بدونها ال
يمكن البدا في عملية إعادة التربية واإلدماج االجتماعي للمحبوسین.