You are on page 1of 138

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫جامعة الرباط الوطني‬


‫كلية الدراسات العليا والبحث العلمي‬

‫الصحة النفسية لدى النزالء وعالقتها ببعض املتغيرات‬


‫بحث تكميلي لنيل درجة املاجستير في علم النفس الجنائي‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬رانيا محمد الحسن عثمان‬


‫إشراف‪ :‬د‪.‬أحمد حامد أبوسن‬

‫‪2016‬م‬
‫هح ِيم‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ ِ‬ ‫ْ‬
‫هح‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫بِ ْس ِم ِ‬
‫َّللا‬

‫أ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫ا‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قال‬
‫اب ُم َت َف ِّرقُونَ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫الس ْج ِن أ ْ َ ٌ‬ ‫ِّ‬
‫َخ ْي ٌر أَم ه‬
‫َّللاُ ا ْل َوا ِح ُد ا ْل َق هها ُر)‬ ‫ِ‬

‫سورة يوسف اآلية ‪.39‬‬

‫أ‬
‫الشكر والتقدير ألسرة جامعة الرباط الوطني وجميع العاملين بمعهد البحوث‬
‫والدراسات الجنائية واإلجتماعية وكلية الدراسات العليا الذين جاهدوا من أجل أن‬
‫نصل ونرتقي بقدراتنا الذاتية واألكاديمية والشكر كل الشكر لهيئة التدريس الذين‬
‫عملوا في صمت ونكران ذات لتوصيل المواد بصورة علمية‪ ,‬والشكر والتقدير‬
‫للدكتور‪ :‬أحمد حامد أبوسن المشرف على هذا البحث والذي لم يألوا جهداً في‬
‫المشورة والتوجيه والتصويب حذفاً واضافةً وتقديماً وتأخي اًر حتى وصل البحث إلى هذا‬
‫المستوى العلمي ونسأل اهلل له التوفيق‪ ,‬الشكر ألسرة مكتبة البحوث الجنائية ومكتبة‬
‫أكاديمية الشرطة العليا وجميع المكتبات التي نلنا من معينها‪ ,‬والشكر خاصة إلى‬
‫الدفعة السادسة ماجستير وأنني فخورة بكم جميعاً ودمتم دائماً معي‪ ,‬والشكر موصول‬
‫لكل من ساهم في إعداد هذا البحث بتوفير كتاب أو ورقة عمل أو معلومة كان لها‬
‫مكاناً فيه أو ساهم بالطباعة أو التنسيق أو التصوير الحمد والشكر هلل من قبل ومن‬
‫بعد‪ ,‬نسأل اهلل لهم ولنا التوفيق‪.‬‬

‫ب‬
‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى أبي الذي لم يبخل علي يوماً‬
‫بشيء‬

‫والى أمي التي ذودتني بالحنان والمحبة‬

‫أقول لهم‪ :‬أنتم وهبتموني الحياة واألمل والنشأة على شغف‬


‫االطالع والمعرفة‬

‫والى زوجي وابنائى والى أخواتي وأخوانى والى روح صديقتي‬


‫العزيزة‬

‫ثم إلى كل من علمني حرفًا أصبح سنا برقه يضيء الطريق‬


‫أمامي‬

‫ج‬
‫مستخلص البحث‬

‫تنحصر مشكلة الدراسة على جانب الضغوط النفسية للسجناء والمعتقلين‬


‫للوصول إلى أهم مالمح السلوكيات الفردية واإلجتماعية ألعضاء تلك األسر لمحاولة‬
‫التوصل لنتائج تسهم في تعديل السلبي من اتجاهاتهم وسلوكياتهم تجاه أنفسهم واتجاه‬
‫المجتمع بشكل عام‪.‬‬

‫مجتمع وعينة الدراسة من العناصر التي يسعى الباحث أن يعمم عليها النتائج ذات‬
‫العالقة بالمشكلة المدروسة‪ ,‬وفي هذه الدراسة يتكون مجتمع الدراسة من (النزالء‬
‫وتم اختيار مفردات عينة البحث من مجتمع الدراسة بطريقة العينة‬
‫بالسجون)‪َّ ،‬‬
‫(القصدية) وهى احدى العينات غير االحتمالية التى يختارها الباحث للحصول على‬
‫أراء أو معلومات معينة اليتم الحصول عليها اال من تلك الفئة المقصودة ‪ ,‬فطبيعة‬
‫مشكلة هذا البحث يوجد لها اهتماما" مقدرا" وسط مجتمع البحث وتم توزيع عدد‬
‫(‪ )100‬إستبانة وتم استرجاع (‪ )100‬استبانة سليمة تم استخدامها في التحليل بنسبة‬
‫استرجاع بلغت (‪.%)100‬‬
‫واتبعت الدراسة المنهج الوصفي القائم علي وصف متغيرات الد ارسة بطريقة‬
‫احصائية مثل الجداول للتعرف علي طبيعة بيانات الدراسة بإالضافة إلى المنهج‬
‫التحليلي االستداللي القائم علي اختبار فرضية الدراسة يإستخدام بعض االساليب‬
‫االحصائية كأسلوب التحليل التميزي لبعض االختبارات الخاصة‪ ،‬وكانت معالجة‬
‫البيانات بإستخدام بعض البرامج االحصائية المناسبة بواسطة الحاسوب مثل برنامج‬
‫التحليل االحصائي ‪. Spss‬‬

‫د‬
‫اهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة‪:‬‬

‫‪ /1‬التوجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير‬
‫النوع ‪.‬‬

‫‪ /2‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير العمر‬
‫‪ /3‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ /4‬التوجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير‪.‬‬

‫اهم التوصيات الي توصلت اليها الباحثة‪:‬‬

‫‪ /1‬العمل على تطوير القسم اإلجتماعي والنفسي في السجن‪ ,‬وذلك لتحقيق األهداف‬
‫المرجوة‪ ,‬مما يساهم في تخفيف الضغوط االجتماعية لدى النزالء‪ ,‬إذ بينت الدراسة‬
‫الحالية إن الضغوط النفسية بحاجة إلى تضافر جهود عديدة لتخفيفها لدى النزيل‪.‬‬

‫‪ /2‬توصي الباحثة بضرورة دعم األقسام النفسية واإلجتماعية في السجون بالمزيد من‬
‫األخصائيين النفسيين‪ ,‬وتفعيل دورهم في اإلرشاد النفسي في بيئة السجن‪.‬‬

‫‪ /3‬تكثيف البرامج اإلرشادية التي تهدف لتوعية أسر النزالء للقيام بدورهم في تخفيف‬
‫الضغوط النفسية التي يعاني منها ذووهم المودعون في السجون‬

‫ه‬
Abstract
Study on the problem are limited by mental pressure for
prisoners and detainees of access to the most important features
of individual and social behaviors of members of those families
to try to achieve results contributes to modify negative attitudes
and behavior towards themselves and towards society in
General.
Society and the study sample of items sought by the
researcher to circulate the relevant results of the problem
studied, in this study the study population consists of (guest),
and sample vocabulary research community modality study
sample (intentional) and is a non-probability samples chosen by
the researcher to obtain opinions or specific information are
obtained from the category destination, the nature of the
problem with this research is "destined" central research society
and the number (100) identification and was recovered (100)
identification of sound Used in the analysis by recovery 100%.
The descriptive study followed based on study variables
described in a manner such as statistical tables to identify the
nature of the data in addition to the analytical approach based on
inferential testing hypothesis study uses some statistical methods
as its discriminatory analysis method for some tests, and the data
processing using some appropriate statistical software by
computer such as statistical analysis Spss.
The most important findings of the study:
1/there is no statistically significant differences in the level of
mental health due to the variable type.
2/ there are significant differences in the level of mental health
due to the variable age

‫و‬
3/ there are significant differences in the level of mental health
due to social status variable .
4/ there are no significant differences in the level of mental
health due to variable.
The most important recommendations reached by the
researcher:
1/ the development of the social and psychological Department
at the prison, so as to achieve the desired objectives, thus
contributing to alleviate social pressures are, as the current study
showed that stress the need for concerted efforts to mitigate
many have.
2/ the researcher recommend the need to support the
psychological and social sections in prisons more psychologists,
and activate their role in psychological counseling in the prison
environment.
3/ intensify outreach programmers aimed at educating families
to do their part to ease the psychological pressure suffered by
their relatives in prisons

‫ز‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الرقم‬


‫أ‬ ‫األية‬ ‫‪1‬‬
‫ب‬ ‫الشكر والعرفان‬ ‫‪2‬‬
‫ج‬ ‫اإلهداء‬ ‫‪3‬‬
‫د‪-‬ه‬ ‫مستخلص الدراسة‬ ‫‪4‬‬
‫و‪-‬ز‬ ‫‪Abstract‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪5-1‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار العام للبحث‬ ‫‪6‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار النظري والدراسات السابقة‬ ‫‪8‬‬
‫‪23-7‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الصحة النفسية‬ ‫‪9‬‬
‫‪45-24‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الضغوط النفسية وانواعها‬ ‫‪10‬‬
‫‪52-46‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مظاهر ومراحل الضغوط النفسية‬ ‫‪11‬‬
‫‪79-53‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬مفهوم النزالء (المحبوسيين) وحقوقهم‬ ‫‪12‬‬
‫‪84-80‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬الدراسات السابقة‬ ‫‪13‬‬
‫‪98-86‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬منهج واجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫‪17‬‬
‫‪106-100‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬عرض ومناقشة النتائج‬ ‫‪19‬‬
‫‪111-107‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫‪20‬‬
‫‪117-113‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬ ‫‪21‬‬
‫‪128-119‬‬ ‫المالحق‬ ‫‪22‬‬

‫ح‬
‫الفصل األول‬
‫اإلطار العام للبحث‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن صحة اإلنسان النفسية تتحدد من خالل الواقع اإلجتماعي الذي يعيشه‬
‫وأحداثه ووقائعه‪ ،‬فطالما توافرت عناصر األمن واإلشباع سينعكس ذلك إيجاباً على‬
‫صحته النفسية‪ ،‬أما إن تعرض للخوف ومصادر التوتر فسوف يكون لذلك مردوده‬
‫السلبي إلى ازدياد شعور الفرد باألمن والتقدير اإلجتماعي‪ .‬واعتداده بنفسه حين‬
‫ينتمي لجماعة قوية يتقمص شخصيتها ويوحد نفسه بها‪ .‬كما أن ضعف الدعم‬
‫اإلجتماعي والنفسي يؤدي إلى زيادة المعاناة النفسية للنزيل‪.‬‬
‫يمكن تعريف الصحة النفسية السليمة بأنها قدرة اإلنسان على الشعور‬
‫بالسعادة وايمانه بقيمة المختلفة في الحياة وتكوين عالقات صادقة مع اآلخرين‬
‫وكذلك قدرته على العودة إلى حالته الطبيعية بعد التعرض ألي صدمة أو ضغط‬
‫نفسي بالصحة النفسية جزء مكمل للصحة العامة إن عالم اليوم ملئي بالضغوط‬
‫النفسية واإلجتماعية واألنفعاالت المستمرة والتي قد تؤثر على صحة اإلنسان سواء‬
‫الجسدية أو النفسية كما أصبح التحول الحضاري وتغير أنماط الحياة والتعرض‬
‫لوسائل اإلعالم الخارجية من العوامل التي تساعد على أحداث تغيرات كبرى في‬
‫السلوك االجتماعي والنفسي للشخص‪.‬‬
‫فإذا كانت الصحة النفسية حالة دائمة نسبياً يكون الفرد فيها متوافقاً نفسياً مع‬
‫نفسه وبيئته‪ ،‬ويكون قاد اًر على تحقيق ذاته واستغالل قدراته وامكاناته إلى أقصى حد‬
‫ممكن‪ ،‬ويكون قاد اًر على مواجهة مطالب الحياة‪ ،‬وتكون شخصيته متكاملة سوية‬
‫ويكون سلوكه عادياً‪ ،‬ويكون حسن الخلق بحيث يعيش في سالمة وسالم ‪.‬‬
‫للشخص أربعة جوانب‪ :‬الجانب الجسمي‪ ،‬والجانب العقلي‪ ،‬والجانب‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬والجانب اإلنفعالي‪ .‬وحتى يكون اإلنسان صحيحاً نفسياً فالبد من تكامل‬
‫جميع هذه الجوانب في شخصيته‪ .‬يميل الفرد إلى تغيير نشاطه وفقاً لما يحدث في‬
‫بيئته من متغيرات‪ ،‬فعندما يط أر تغيير على البيئة التي يعيش فيها فإنه يعدل سلوكه‪،‬‬
‫وفقاً لهذا التغير‪ ،‬ويبحث عن طرق جديدة إلشباع الحاجات‪ ،‬وهذا النوع من السلوك‬

‫‪1‬‬
‫هو الذي نسميه توافقاً‪ ،‬فالتوافق يشير إلى أن األحداث النفسية تعمل على استبعاد‬
‫حاالت التوتر‪ ،‬واعادة الفرد إلى مستوى معين هو المستوى المناسب لحياته في البيئة‬
‫التي يعيش فيها‪.‬‬
‫فإن اإليداع في السجن يمثل عبئاً نفسياً باهظا على السجين‪ ,‬و يؤدى ذلك‬
‫إلى العديد من الضغوط النفسية‪ ,‬و هذه الضغوط يختلف تأثيرها بإختالف النزالء‪,‬‬
‫من حيث لياقتهم النفسية أي قدرتهم على احتمال الضغوط النفسية أو ما يسمى‬
‫أحياناً صيد اإلحباط‪.‬‬
‫السجن بيئة تمثل ضغطاً شديدأ على النزالء‪ ،‬وهذه البيئة الضاغطة تمثل مع‬
‫الظروف الخاصة بالسجين من الناحية النفسية واإلجتماعية واإلقتصادية ثنائياً يهبظ‬
‫كاهله بحيث يتعرض السجين ألنواع أو ألشكال عديدة من االضطربات النفسية‪،‬‬
‫وبالطبع تختلف هذه الشدة من شخص آلخر ولكنها بوجه عام اضطربات نتوقع أن‬
‫يتعرض لها السجناء بقدر أوآخر‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة و مضاد له في االتجاه " فإننا في العلوم‬
‫اإلنسانية ال نستطيع التأكد من أن رد الفعل مساوي للفعل ألن موضوعنا الحكم على‬
‫سلوكيات وعلى طباع متباينة‪ ،‬لقد منح اهلل سبحانه وتعالى اإلنسان القدرة على‬
‫التعبير عن انفعاالته وحاجاته وبالتالي تفريغ الشحنات النفسية السالبة والموجبة"‬
‫الزائدة "أو الطارئة و الرجوع إلى حالة التوازن‪ ،‬و يختلف البشر فيما بينهم في سرعة‬
‫الرجوع إلى حالة التوازن ألسباب عديدة منها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب‪ ،‬لذا‬
‫سنحاول تناول بعض المشكالت النفسية لدي نزالء السجون وأفراد األسر ذات‬
‫المعاناة بشكل خاص متخذين من " أسر السجناء و المعتقلين " مجاالً لهذه الدراسة‬
‫العلمية‪ .‬تواجه أسرة السجين أو المعتقل العديد من المشكالت ولعل أبرزها المشكالت‬
‫المادية إذ أن المسجون يكون في الغالب رب األسرة‪ ،‬هذا ال يمنع أن األسرة تعاني‬
‫من مشكالت اجتماعية من حيث تغير نظرة أفراد المجتمع المحيط لألسرة التي‬
‫يسجن أو يعتقل أحد أفرادها‪ ،‬وفي ظل تفكير األسرة ومحاوالتها للصمود أمام‬
‫مشكلتها اإلقتصادية وافاء حاجاتها اإلقتصادية و محاوالتها إليجاد طرق اتصال‬

‫‪2‬‬
‫جديدة مع أفراد المجتمع نجد أن أفراد األسرة يتعرضون لضغوط نفسية قد تكون هي‬
‫الموجه الرئيسي لسلوكياتهم تجاه أنفسهم واتجاه مجتمعهم أو اتجاه غيره بشكل عام‬
‫لذا يلقي الباحث الضوء على الجانب النفسي للسجناء والمعتقلين للوصول إلى أهم‬
‫مالمح السلوكيات الفردية واإلجتماعية ألعضاء تلك األسر لمحاولة التوصل لنتائج‬
‫تسهم في تعديل السلبي من اتجاهاتهم وسلوكياتهم تجاه أنفسهم واتجاه المجتمع بشكل‬
‫عام‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تكمن أهمية الدراسة في أهميتها العلمية والنظرية كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ /‬األهمية النظرية‪:‬‬
‫تبرز أهمية الدراسة الحالية في محاولتها الكشف عن المشكالت النفسية لدى نزالء‬
‫مراكز اإلصالح والتأهيل‪ ،‬األمر الذي من شأنه تزويد المرشدين في هذه المراكز‬
‫بمعلومات عن طبيعة الخدمات اإلرشادية التي ينبغي تقديمها لكل فئة من فئات‬
‫النزالء وعن المتغيرات االجتماعية الديمغرافية التي يجب مراعاتها عند تقديم هذه‬
‫الخدمات‪ .‬كما أن الكشف عن الظغوط النفسية لمدراء مراكز اإلصالح والتأهيل مدى‬
‫فاعلية األساليب التي يتبعونها في مراقبة وضبط السلوكيات السلبية لدى النزالء‪.‬‬
‫ب‪ /‬األهمية العملية‪:‬‬
‫تكمن األهمية العملية للدراسة في سعيها لعالج أثر النظام العقابي على نزالء‬
‫المؤسسات العقابية من خالل تحديد هذا األثر وبعض المتغيرات‪ ،‬ووضع خطط‬
‫وآليات ونماذج وحلول عملية مقترحة‪ ،‬أو إدخال تصنيف متطور بحيث يمكن التغلب‬
‫على سلبيات النظام العقابي‪ ،‬أو على األقل الحد من تأثيراته السلبية على نزالء‬
‫المؤسسات العقابية‪ ،‬بهدف تعميم نتائج الدراسة على المؤسسات العقابية في السودان‬
‫لتالفي األثر السلبي الناتج عن النظام العقابي لنزالء المؤسسات العقابية من ذوي‬
‫العقوبات السالبة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ /1‬الكشف عن اآلثار النفسية البعيدة الناتجة عن عقوبة السجن‪.‬‬
‫‪ /2‬توضيح اآلثار السلبية للسجن ودورها في تدمير الروح والجسد والتنبيه على أهمية‬
‫الرعاية الشاملة للنزالء في السجون‪.‬‬
‫‪ /3‬عالقة الصحة النفسية لدي النزيل ببعض المتغيرات‪.‬‬
‫مناقشة الفروض‪:‬‬
‫‪ /1‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير النوع‬
‫‪ /2‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير العمر‬
‫‪ /3‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة‬
‫االجتماعية‬
‫‪ /4‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة‬
‫االقتصادية‬
‫أسلئة البحث‬
‫‪ /1‬ما هي طبيعة المشكالت النفسية التي يعاني منها السجناء والمعتقلين؟‬
‫‪/2‬كيف يمكن من خالل علم النفس تعديل سلوكيات تلك الفئة وتحقيق تنمية بشرية‬
‫لها؟‬
‫منهجية الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدت الدراسة على المنهج األستقرائي القائم على ما تحتويه المراجع والكتب‬
‫العلمية في مجال التخصص‪.‬‬
‫مجتمع وعينة الدراسة‪:‬‬
‫يقصد بمجتمع الدراسة المجموعة الكلية من العناصر التي يسعى الباحث أن‬
‫يعمم عليها النتائج ذات العالقة بالمشكلة المدروسة‪ ,‬وفي هذه الدراسة يتكون مجتمع‬
‫وتم اختيار مفردات عينة البحث من مجتمع الدراسة‬
‫الدراسة من (النزالء بالسجون) ‪َّ ،‬‬
‫بطريقة العينة (القصدية) وهى احدى العينات غير االحتمالية التى يختارها الباحث‬
‫للحصول على أراء أو معلومات معينة اليتم الحصول عليها اال من تلك الفئة‬
‫المقصودة ‪ ,‬فطبيعة مشكلة هذا البحث يوجد لها اهتماما" مقدرا" وسط مجتمع البحث‬

‫‪4‬‬
‫وتم توزيع عدد (‪ )100‬إستبانة وتم استرجاع (‪ )100‬استبانة سليمة تم استخدامها في‬
‫التحليل بنسبة استرجاع بلغت (‪.%)100‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫اإلطار النظري والدراسات السابقة‬

‫‪6‬‬
‫المبحث األول‬
‫الصحة النفسية‬
‫يمكن تعريف الصحة النفسية السليمة بأنها قدرة اإلنسان على الشعور‬
‫بالسعادة وايمانه بقيمة المختلفة في الحياة وتكوين عالقات صادقة مع اآلخرين‬
‫وكذلك قدرته على العودة إلى حالته الطبيعية بعد التعرض ألي صدمة أو ضغط‬
‫نفسي بالصحة النفسية جزء مكمل للصحة العامة إن عالم اليوم ملئي بالضغوط‬
‫النفسية واالجتماعية واالنفعاالت المستمرة والتي قد تؤثر على صحة اإلنسان سواء‬
‫الجسدية أو النفسية كما أصبح التحول الحضاري وتغير أنماط الحياة والتعرض‬
‫لوسائل اإلعالم الخارجية من العوامل التي تساعد على أحداث تغيرات كبرى في‬
‫السوك االجتماعي والنفسي للشخص ونتيجة لهذا فقد بدأت أعداد المرضى النفسيين‬
‫والمدمنين تتزايد يوما على مستوى العالم بالرغم من الجهود المضنية لمكافحة هذه‬
‫المشكلة (حامد زهران‪1977 ,‬م‪.)11 :‬‬
‫تسجل األمراض النفسية والعقلية انتشا ار واسعا في كافة المجتمعات النامية‬
‫والمتقدمة على حد سواء فقد يصاب البعض منا ببعض االضطراب العاطفي في‬
‫أوقات مختلفة وقد يشعر البعض األخر بالحزن ألسباب متعددة بينما يحس البعض‬
‫الثالث بالقلق والتوتر في أوقات أخرى وقد يصبح البعض عصبيا أو يغضب لموقف‬
‫ما أو ينصرف بطريقة غريبة تحت ظروف معينة‪.‬‬
‫هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة لتحليل األمراض النفسية كاالعتقاد بأن‬
‫الجن والقوى الشيطانية والسحر قد يسبب األمراض النفسية والعقلية ويلجا البعض إلى‬
‫المشعوذين والدجالين لعالج المرض النفسي مما يؤدي إلى تأخر حالة المريض وأن‬
‫تصبح حالته أسوأ بينما تتوفر اآلن في المستشفيات أحدث األدوية لعالج المريض‬
‫النفسي وأعانة ألداء دوره في بناء المجتمع‪.‬‬
‫مما سبق يمكننا القول أن الصحة النفسية هي قدرة اإلنسان أي العودة إلى‬
‫حالته الطبيعية في مقاييس حياته اليومية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إن أغلب األمراض النفسية والعقلية يمكن الوقاية منها أو السيطرة عليها‬
‫بشكل أفضل إذا تم التعرف عليها مبك اًر وبالتالي ال يجب التأخير في طلب المساعدة‬
‫واالستشارة النفسية من المختصين حتى لو ظهرت المشكلة فجأة‪.‬‬
‫تتعدد تعريفات الصحة النفسية بتعدد المناحي النظرية التي تنطلق منها هذه‪،‬‬
‫التعريفات إال أنها تتفق فيما بينها على مجموعة من المقومات األساسية للصحة‬
‫النفسية‪،‬والتي سوف نحاول استخالصها في نهاية تناولنا لبعض هذه التعريفات‪.‬‬
‫عرفها البعض على إنها‪:‬‬
‫مفهوم ثقافي ونسبي بطبيعته‪ ،‬وهو متغير بتغير ما يجد علينا من معلومات‬
‫عن الحياة‪ ،‬وما ينبغي أن نكون عليه‪ ،‬كما أنه يتغير بما نكتشفه عن أنفسنا وسلوكنا‬
‫وما نحب أن نصل إليه في حياتنا (حامد زهران‪)15 :‬‬
‫يتضح لنا من التعريف السابق أن الصحة النفسية مفهوم نسبي يتغير بتغير‬
‫المعلومة وما يطراء علينا من جديد في الحياة‪ ,‬وأن يتغير بما نستطع كشفه عن‬
‫أنفسنا وما نحب أن نصل إليه‪.‬‬
‫حالة دائمة نسبياً فهي ليست استاتيكية ثابتة إما تتحقق أوال تتحقق‪ ،‬وانما هي‬
‫حالة ديناميكية متحركة ونسبية تتغير من فرد إلى آخر‪ ،‬ولدى الفرد ذاته من وقت‬
‫إلى أخر‪،‬آما تختلف معاييرها تبعا لمراحل النمو التي يمر بها الفرد‪ ,‬وتتغير تبعاً‬
‫لتغير الزمان وتغير المجتمعات (حامد زهران‪.)16 :‬‬
‫نالحظ مما سبق أن التعريف الثاني يتفق مع التعريف األول بأنه مفهوم نسبي‬
‫غير ثابت وتتغير بتغير من فرد إلى أخر وأيضاً بتغير داخل الفرد من وقت إلى‬
‫لآلخر‪ ,‬وتتغير تبعاً للزمان وتغير المجتمعات‪.‬‬
‫يتبين لنا من حالة دائمة نسبياً يكون فيها الفرد متوافقاَ نفسيا‪ ،‬ويشعر بالسعادة‬
‫مع نفسه‪ ،‬ومع اآلخرين ويكون قاد اًر على تحقيق ذاته واستغالل قدراته وامكانياته إلى‬
‫أقصى حد ممكن‪ ،‬ويكون قاد اًر على مواجهة مطالب الحياة‪.‬‬
‫هناك من عرف الصحة النفسية في ضوء عملية التوافق أن الصحة النفسية‬
‫هي التوافق التام أو التكامل بين الوظائف النفسية المختلفة مع المقدرة على مواجهة‬
‫األزمات النفسية العادية التي تط أر على األنسان ومع اإلحساس اإليجابي بالسعادة‬

‫‪8‬‬
‫والكفاية‪ ,‬ويقصد بالتوافق التام خلو المرء من النزاع الداخلي وما يترتب عليه من‬
‫توتر نفسي وتردد‪ ،‬ومقدرته على حسم هذا النزاع حال وقوعه ويؤكد أيضاً على أن‬
‫من أركان الصحة النفسية نجاح الفرد في تكيفه مع ظروف بيئته االجتماعية والمادية‬
‫وتحقيق حاجاته النفسية (مصطفى فهمي‪1976 ,‬م‪.)21 :‬‬
‫يتبين لنا من التعريف السابق أن الصحة النفسية في ضوء التوافق النفسي هو‬
‫التوافق التام بين الوظائف النفسية المختلفة وقدرتها على مواجهة األزمات‪.‬‬
‫اتسام الشخصية بالوحدة الكلية واإلستم اررية‪ ,‬والفهم الواقعي إلمكانات الذات‬
‫وحدودها وخفض التوترات والشعور باضط ارد التقدم نحو أهداف المستقبل تحقيقاً‬
‫للذات‪ ،‬وتكيفاَ مع الحياة االجتماعية‪ ,‬والحصول على تقدير األخرين وحبهم(مصطفى‬
‫فهمي‪.)21 :‬‬
‫وقد تبين لنا من مما سبق أن الصحة النفسية أن تتم الشخصية بالوحدة الكلية‬
‫واإلستم اررية وأن تحقهم الذات وحدودها ولبقية خفض توترها وكيف عليها التقدم نحو‬
‫مستقبل لتحقيق اهدافها‬
‫المفهوم الشامل للصحة‪:‬‬
‫للصحة مفاهيم متعددة‪ ،‬ارتبط البعض منها بصحة الفرد في حين ارتبط‬
‫البعض اآلخر بصحة المجتمع أو صحة البيئة التي يعيش فيها الفرد‪ ،‬وقد ارتبط‬
‫ظهور هذه المفاهيم بتطور مضمون الصحة على مدى التاريخ‪ ،‬لكن هيئة الصحة‬
‫العالمية عرفت مفهوم الصحة على أنه‪( :‬حالة السالمة والكفاية البدنية والعقلية‬
‫واالجتماعية الكاملة وليست مجرد الخلو من المرض أو العجز)‪.‬‬
‫نالحظ أن التعريف السابق يفتقد إلى جانب مهم جداً وهو الجانب الروحي‪،‬‬
‫كما أنه ال يشير إلى أن الصحة البد من أن تكون مثالية ومتكاملة ألن ذلك يضعها‬
‫في مستوى ناد اًر ما يتوافر‪ ،‬ومع ذلك نجد أن الدول المتقدمة تنظر إلى الصحة‬
‫المثالية باعتبارها هدفاً بعيد المدى لبرامج وأنشطة تسعى إلى تحقيقها‪ ،‬في حين أن ما‬
‫تسعى إليه الصحة هي تحقيق الجانب اإليجابي أي توافر طاقة صحية إيجابية تمكن‬
‫الفرد والمجتمع من مواجهة المشكالت والمؤثرات سواء كانت جسمية أو نفسية أو‬

‫‪9‬‬
‫اجتماعية دون ظهور أي أعراض أو عالمات مرضية وبالتالي نستطيع أن نستخلص‬
‫مواصفات الصحة الجيدة وهي كالتالي‪( :‬صالح مخيمر‪1997,‬م‪.)23 :‬‬
‫‪ /1‬السالمة‪:‬‬
‫الخلو من األمراض والعاهات‪ ،‬لكن هذا الخلو يفتقر إلى طاقة إيجابية من‬
‫الصحة تقيه المؤثرات وتمكنه من مواجهة المشكالت البدنية أو النفسية أو‬
‫االجتماعية دون ظهور أعراض مرضية‪ ،‬فاإلنسان هنا يخلو من األمراض لكنه‬
‫معرض لإلصابة بأي مرض إذا توافرت له األسباب‪.‬‬
‫‪ /2‬الكفاية البدنية‪:‬‬
‫سالمة أجهزة الجسم وتناسق وظائف األعضاء وتكيفها مع البيئة المحيطة بها‪.‬‬
‫‪ /3‬الكفاية العقلية والنفسية‪:‬‬
‫سالمة النفس وانخفاض االضطرابات العقلية واالنفعاالت واألحاسيس بدرجة‬
‫تمكن الفرد من التوافق مع نفسه وامكانياته والعمل على تنميتها بحيث يضع ذاته‬
‫ضمن إطار معين يتالءم مع الواقع‪ ،‬والشعور الواضح لشخصيته وتأثيرها على كل‬
‫من يحيط بها‪.‬‬
‫‪ /4‬الكفاية االجتماعية‪:‬‬
‫قدرة الفرد على التفاعل واالستجابة اإليجابية مع اآلخرين من خالل إقامة‬
‫العالقات الشخصية واالجتماعية القائمة على تحقيق األهداف المشتركة وفق معايير‬
‫السلوك اإلنساني الخاصة بكل مجتمع‪.‬‬
‫‪ /5‬الكفاية الروحية‪:‬‬
‫السعي وراء تكوين النفس المطمئنة من خالل استيعاب خصائص طريق‬
‫الفالح التي يتحقق بها تالؤمه ورضاه وتفاعله مع المجتمع الذي يعيش فيه‪،‬‬
‫واالعتقاد بأن تحقيقها يصل إلى إرضاء اللّه تعالى(صالح مخيمر‪.)24:‬‬
‫ويالحظ في عصرنا الحالي يتسم بالقلق النفسي وأصبحت السعادة فيه‬
‫كالسراب يلهث كثير من الناس وراءها وأصبحت الراحة النفسية والطمأنينة واالستقرار‬
‫أم ار صعب التحقيق‪ ،‬لهذا يعتبر علم الصحة النفسية وليد القرن العشرين‪ ،‬فهو يسعى‬
‫إلى محاولة العودة باإلنسان إلى سيرته األولى من الحيوية الجسمية والسلوك المعتاد‬

‫‪10‬‬
‫والشعور بالسعادة مع الذات ومع اآلخرين واإلقبال على الحياة واإلحساس بالرضا‬
‫والطمأنينة واألمن‪.‬‬
‫ميدان الصحة النفسية‪:‬‬
‫يعتبر ميدان الصحة النفسية من أكثر ميادين علم النفس إثارة الهتمام الناس‪،‬‬
‫ولعل من أهم أسباب هذا االهتمام هو رغبة الناس بعامة والمختصين بخاصة إلى‬
‫معرفة ماهية المظاهر التي ينبغي أن يتمتع بها اإلنسان كي يكون ذو صحة نفسية‬
‫سليمة‪.‬‬
‫نالحظ بأن في السابق كان يعتقد الناس بأنه مفهوم واضح ومحدد تماماً‬
‫ويكاد أن يتفق على معناه جميع المهتمين في هذا الميدان العلمي‪ ،‬ولكن هذا الظن‬
‫لم يستمر‪ ،‬وقد أدرك المهتمون أن هذا المفهوم هو مفهوم ثقافي نسبي‪ ،‬فهو غير‬
‫ثابت وأنه يتأثر بالبيئة االجتماعية والثقافية التي يعيشها الفرد‪ ،‬ومن هنا تباينت‬
‫وجهات نظر العلماء المختصين في الصحة النفسية في االتفاق على تحديد معناه‪،‬‬
‫وذلك الختالف منحاهم الفكري‪ ،‬وهم أيضاً يختلفون فيما بينهم باختالف نظريتهم إلى‬
‫طبيعة اإلنسان وما ينبغي أن تكون عليه صحته النفسية‪.‬‬
‫يالحظ أن الصحة النفسية لها متطلبات تمتد من الفرد نفسه إلى عالقاته مع‬
‫المجال النفسي الذي يعيشه‪ ،‬ذلك المجال الذي يتحدد بالبيئة االجتماعية سواء داخل‬
‫البيت في عالقاته مع أفراد أسرته وخلق مناخ نفسي مشبع بروح التعاون‪ ،‬والتفاؤل‬
‫والخير‪ ،‬أو فيما يتعلق بالمحبط االجتماعي ومرافق الحياة التي ترتبط بها األسرة‪.‬‬
‫‪ /1‬البيئة‪:‬‬
‫دور هاماً جداً فى تكوين‬
‫مما الشك فيه أن العوامل البيئية المختلفة تلعب اً‬
‫شخصية الفرد وتواكب تطوره نموه النفسى والعقلى‪ ,‬فاالنسان الذى يعيش فى بيئة‬
‫القرية هو غير االنسان الذى يعيش فى بيئة المدينة وليس هناك القصد من حيث‬
‫توفر االمكانيات واتاحتها لخدمة االنسان ولكن المقصود من ذلك هو ان للبيئة التى‬
‫يعيش فيها الفرد دور هام وهام جدا فى صحته النفسية والجسدية والعصبية ففى بيئة‬
‫المدينة حيث التلوث والضجيج واالزدحام تتوفر عوامل مساعدة لزيادة الشعور‬
‫باالكتئاب واالمراض العصبية والنفسية وهو ما دلت عليه الدراسات العلمية البيئة فى‬

‫‪11‬‬
‫هذا المجال فقد اكدت الدراسات على ان سكان المدن التى تشهد كثافة فى حركة‬
‫السيارات وزيادة عدد المصانع الملوثة هوالء السكان هم اكثر عرضت لالمراض‬
‫النفسية والعصبية واكدت الدراسات العالقة الوطيدة بين زيادة تراكيز الملوثات بالمدن‬
‫كالرصاص مثال وزيادة نسبة حاالت االصابة باالم ارض العصبية وايضا اتضح‬
‫وجود عالقة طردية بين زيادة نسبة الضجيج وزيادة الشعور بالضجر والقلق وحاالت‬
‫االكتئاب (عبد العزيز القوصي‪1952 ,‬م‪.)11 :‬‬
‫على الجانب االخر هناك البيئة اللصيقة بالفرد ذاته والمقصود بيئة عالقته‬
‫مع االخرين فالذى يعيش داخل منظومة اجتماعية تؤمن بالخرافة والدجل فان اصابته‬
‫بأى نوع من االمراض تتحاول بشكل تلقائى الى مرض نفسى بطبيعة طريقة‬
‫معالجةالمجتمع الذى يعيش فيه لهذه الحاالت ‪ ,‬الفرد الذى يعيش فىبيئة تضم وسط‬
‫مثقف وواعى يسهل عليه معالجة المشاكل النفسية بالطرق السليمة (عبد العزيز‬
‫القوصي‪1952‬م ‪.)13 :‬‬
‫دور هاماً فى النفق الحاد فى مثل هذه‬
‫نالحظ أن البيئة الدينية تلعب اً‬
‫الحاالت من االمراض النفسية والعصبية ولعل ابسط االسباب فى ذلك االيمان‬
‫بالقضاء والقدر والرجوع الى اهلل سبحانه وتعالى " وهذا انجع اساليب العالج"‪.‬‬
‫‪ /2‬الوراثة‪:‬‬
‫الحظ العوام من الناس ومنذ أقدم العصور‪ ,‬بروز حاالت اإلصابة بالمرض‬
‫العقلي لدى نفس العائلة وباألخص األسر المعهود لها بالزواج من األقارب وقد‬
‫تتكرر هذه الحالة ألجيال عدة مما دفع العلماء والباحثين إلى إجراء التجارب العلمية‬
‫والبحوث الرائدة لتأكيد أو نفي دور العامل الوراثي في األمراض النفسية ومع ازدياد‬
‫سرعة التقدم العلمي وتطور الوسائل البحثية اثر التقدم التكنولوجي العالمي ‪,‬ترسخ‬
‫المفهوم حول هذا بالموضوع وعزز بالنتائج المتأتية من استخدام الطرق الحديثة في‬
‫البحوث العلمية (عبد العزيز القوصي‪ :‬ص‪.)27‬‬
‫تشتمل عبارة األمراض النفسية أو العقلية ‪ mental disorders‬على‬
‫طيف واسع من اإلعراض المتباينة في شدتها وتأثيرها الكمي والنوعي على حياة‬
‫المريض وفعاليته كانسان منتج وفعال في المجتمع حيث تعود كل مجموعة من‬

‫‪12‬‬
‫اإلعراض إلى تصنيف تشخيصي معين يكون مفهوما لدى أطباء النفس والعاملين في‬
‫حقل الصحة النفسية لكنه يبقى مبهما لدى الغالبية من الناس وتتملكهم مشاعر‬
‫ومفاهيم مشوشة حول ماهية المرض النفسي وأسبابه لكون الطب النفسي قد ظل‬
‫محاطا باألوهام والخرافات التقليدية الشائعة التي يتداولها الناس ويكاد ال يخلو منها‬
‫أي مجتمع بشري مهما بلغت درجة تمدنه وخضعت األمراض النفسية لشتى األفكار‬
‫الموروثة والتي اثبت الطب الحديث بعدها عن الحقيقة باألدلة والبراهين ومع هذا‬
‫استمرت تغلف أذهان الناس إلى يومنا هذا ‪.‬‬
‫في األمراض الباطنية تكون العالقة الوراثية ظاهرة للعيان ومباشرة أكثر مما‬
‫هو عليه الحال في ميدان األمراض النفسية لكون األمراض الباطنية تظهر بشكل‬
‫أعراض جسدية واضحة وتتأكد بطريقة التحاليل المختبرية والصور اإلشعاعية‬
‫كمرض ارتفاع الضغط الشرياني وداء السكري وبعض أمراض الجملة العصبية‬
‫وغيرها‪ ,‬أما في الطب النفسي فيقتضي األمر قد ار أكبر من اإللمام بتاريخ العائلة‬
‫المرضي ‪ family history‬بالتفصيل مع األخذ بأسباب نشوء المرض بالدقة التامة‬
‫قبل الحكم على التأثير الوراثي وانتفاء المسببات األخرى للمرض كان تكون عضوية‬
‫المنشأ كأورام الدماغ أو حصول ضربات على الرأس والحميات التي تصيب أغشية‬
‫الدماغ ‪ meningitis ,encephalitis‬وتؤدي إلى ظهور أعراض مطابقة إلعراض‬
‫األمراض الذهانية ‪,‬من هنا يمكننا القول أن البحث عن العالقة الوراثية يعتمد طريقا‬
‫أطول وأكثر تعقيدا مما هو الحال في الطب الباطني (عبد العزيز القوصي‪.)29:‬‬
‫تشكل األمراض الذهانية‪ psychotic disorders‬المكون األكبر في تصنيف‬
‫األمراض النفسية من حيث األهمية نظ ار لتأثيرها على شخصية وذكاء وتصرفات‬
‫المريض ولعل أكثرها شيوعا هو مرض الفصام العقلي ‪ schizophrenia‬الذي‬
‫سنتناوله بشيء من التفصيل لكونه موصوم ضمنيا بمدى التأثير الوراثي وهو‬
‫التصنيف العلمي لما عرف عند العامة بالجنون العقلي ويسمى في بعض األدبيات‬
‫الطبية بسرطان العقل كتعبير عن تأثيره المدمر على المريض ومستقبله االجتماعي‬
‫والمهني ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫تلعب العوامل الوراثية دو اًر هاماً في تكوين مرض الفصام بصورة خاصة وبقية‬
‫األمراض الذهانية بصورة عامة وتكون آلية انتقال المرض هو ما يعرف باالستعداد‬
‫الوراثي ‪ genetic predisposition‬والعامل الوراثي هنا ال يكفي لوحده في نشوء‬
‫المرض إذ قد يظهر المرض ألول مرة في عائالت لم تعرف المرض العقلي في‬
‫تاريخها والعكس أيضا صحيح وهذا يعني إن العائلة التي يكون احد أفرادها مريضاً‬
‫بالفصام تكتسب االحتمالية األكبر إلصابة فرد ثاني من نفس العائلة مقارنة بالعوائل‬
‫الخالية من اإلصابة وقد أشارت الدراسات المتعددة التي أجريت على المرضى‬
‫الفصاميين وعائالتهم إلى وجود هذا االستعداد الوراثي وقد تظهر اإلصابة بمرض‬
‫ذهان ي أو عصابي غير الفصام ولذلك أطلق على هذه الظاهرة ما يسمى ب( الطيف‬
‫الفصامي ) ( عبد العزيز القوصي‪)30 :‬‬
‫‪ /3‬العواطف‪:‬‬
‫تعد عملية التعبير عن العواطف من أهم مستلزمات الصحة النفسية والبدنية‬
‫للطفل والراشد على حد سواء‪ ،‬إال أنها عملية مهمة للغاية بالنسبة للطفل‪ ،‬ألن‬
‫أساليب التكيف لديه لم تصل بعد إلى الدرجة الكافية التي تمكنه من إيجاد البدائل‬
‫الصحيحة التي يتمكن من خاللها تفريغ ما لديه من شحنات عاطفية وانفعالية‪ .‬فإذا‬
‫لم يكن المناخ المنزلي يتيح للطفل الفرصة كي يعبر عن عواطفه وأحاسيسه‪ ،‬فإنه‬
‫سيعاني من الكبت والضغوط والتوترات‪ ،‬ألنه سيضطر الى التعامل مع عواطفه‬
‫المكبوتة داخلياً بما يفضي به في النهاية إلى دوامة من اإلضطرابات النفسية‪ ،‬إذ أن‬
‫العواطف المكبوتة تتحرك نحو الالشعور وتستقر به‪ ،‬وتعبر عن نفسها في صورة‬
‫أعراض عصابية (محمد إبراهيم عيد‪2006 ,‬م‪.)33 :‬‬
‫في كثير من الحاالت إ ن لم لكن جميعها ال يفهم الوالدان أسباب سلوك الطفل‬
‫على نحو معين‪ ،‬رغم أن تلك األسباب ترتبط مباشرة بالمناخ المنزلي وتصرفاتهما‬
‫الضاغطة‪ ،‬ولم يجد الطفل متنفساً لهذا الضغط إال من خالل التقليد مثالً‪ ،‬لكن هذا‬
‫المتنفسالوحيد ال يرضى الوالدان‪ ،‬ويقاباله بالشدة أو اإلستنكار‪ ،‬ففي هذه الحالة يلجأ‬
‫الطفل إلى ما يعرف باالستجابات سيئة التكيف وذلك بفعل الحافز االنفعالي الذي‬
‫ينخفض عن طريق العرض العصابي أو النشاط الدفاعي‪ ،‬بمعنى أن الطفل يتعلم‬

‫‪14‬‬
‫األعراض المرضية كالخوف والقهر‪ ،‬كما يتعلم الميكانيزمات الدفاعية كالنكوص‬
‫والنقل والتبرير واإلسقاط وغيرها‪ .‬فالتوازن العاطفي يحدث لدى الطفل‪ ،‬إذا لم يتح له‬
‫المناخ العائلي أن يعبر عن إنفعاالته وعواطفه‪ ،‬وكذلك إذا تكررت المواقف التي تربك‬
‫حياته النفسية أو التي تثير في نفسه الغضب أو الحزن أو الخوف (محمد ابراهيم‪:‬‬
‫‪.)34‬‬
‫ال‪ ،‬حرمان من العاطفة بكل مشتمالتها‪ ،‬وفي حالة وجود‬
‫الحرمان من األم مث ً‬
‫األم دون أن تشبع الحاجات العاطفية للطفل يكون المناخ العائلي غير مكتمل من‬
‫حيث البناء والمحتوى النفسي‪ ،‬وان بدا مكتمالً من حيث البناء الفيزيقي‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة يضطرب التفاعل العائلي في إحدى حلقاته الرئيسية‪ ،‬ألنه ال يصبح قائماً على‬
‫أسس الود والحنان بما يكسبه صفة الدوام‪ ،‬كما يفتقد الثراء العاطفي والترابط النفسي‬
‫الذي يمكن من خالله الطفل أن يكتسب ويتعلم كيف يعيش‪ ،‬وفيه ينمو وتتكون‬
‫شخصيته وعاداته واتجاهاته وميوله‪ ،‬انه يشعر بأنه مرغوب‪ ،‬ومقبول‪ ،‬ومحبوب‪،‬‬
‫ومن ثم تتشكل الدعامة األولى واألساسية لتقوية الروابط الوجدانية بين األطفال‬
‫والوالدين‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون هناك المناخ العائلي الذي يمكن الطفل من تنمية‬
‫قدراته من خالل اللعب ومشاركة بقية افراد األسرة في الخبرات المختلفة‪ ،‬انه ال‬
‫يصدم بأمور ال يفهمها‪ ،‬وال يكلف بأمور يصعب عليه القيام بها فال يدب اليأس إلى‬
‫نفسه‪ ،‬وفي المناخ العائلي المفعم بالعواطف يتم إشباع ميل الطفل ألن يشعر بذاتيته‬
‫وتقابل سلوكياته المقبولة باإلستحسان والتشجيع‪ ،‬وتشبع ميوله في االنجاز‪ ،‬كما يتعلم‬
‫كيف ال يكون انانياً‪ ،‬وكيف يحترم حقوق اآلخرين‪ ،‬ويتالءم مع غيره من أفراد األسرة‬
‫(محمد ابراهيم‪.)35 :‬‬
‫يالحظ أن المناخ العائلي العاطفي يجعل الطفل دقيق المالحظة ألساليب‬
‫ومحتويات السلوك واإلستجابات‪ ،‬وتتكون لديه بطريقة الشعورية اإلتجاهات اإليجابية‬
‫نحو الوالدين‪ ،‬فال تكون هذه اإلتجاهات مرتبطة باألب كرمز للسلطة بما يتجسد في‬
‫كراهية المجتمع فيما بعد‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ /4‬الخلق‪:‬‬
‫يقوم حسن الخلق على عمل الواجبات‪ ,‬واالبتعاد عن االنحرافات‪ .‬وهما ليسا‬
‫باألمر السهل ألنهما يتطلبان مجاهدة للنفس‪ ,‬حتى تقبل واجباتها‪ ,‬وتُ ْح ِسن القيام بها‪,‬‬
‫وتصبر على ما تكره من مسئوليات‪ .‬كذلك النفس تخلق ناقصة‪ ,‬قابلة للكمال‪ ,‬وانما‬
‫تكمل بالتربية والتزكية‪ ,‬وتهذيب األخالق‪ ,‬والتغذية بالعلم ورياضة النفوس بالتعليم‬
‫والتأديب والتعويد على الفرح والسرور والصبر والشكر و ِ‬
‫اإلقدام والشجاعة والعفو‬
‫وِ‬
‫اإلحسان وفعل الخيرات‪ .‬فال تزال ترتاض بذلك شيئا فشيئا حتى تصير هذه الصفات‬
‫عادات راسخة وملكات ثابتة (محمد حسن غانم‪2006 ,‬م‪).51 :‬‬
‫مجاهدة النفس وحملها على تعلم مسئولياتهم في حسن الخلق‪ ,‬تختلف من‬
‫شخص إلى آخر‪ .‬فبعض الناس ال يجدون مشقة في تعلمها والقيام بها‪ ,‬وغيرهم‬
‫يجدون مشقة‪ ,‬وآخرون يجدون مشقة كبيرة وذلك بحسب تكويناتهم النفسية‪ ,‬التى‬
‫خرجوا بها من الطفولة‪.‬‬
‫فاألشخاص أصحاب االستعدادات النفسية الصحية ‪Healthy Psycho-‬‬
‫‪ dispositions‬مهيأ ِإلتيان األفعال الحسنة‪ ,‬واألعمال الصالحة بسهول بسهولة‬
‫‪Unhealthy‬‬ ‫ويسر‪ ,‬أكثر من أصحاب ِ‬
‫اإلستعدادات النفسية غير الصحية‬
‫‪ Psycho-dispositions‬وتنمو هذه االستعدادات من التفاعل بين المعطيات‬
‫الوراثية وظروف التنشئة االجتماعية فى الطفولة والمراهقة (محمد غانم‪).52 :‬‬
‫وقد يولد قلة من الناس بمعطيات فطرية‪ ,‬تجعلهم مهيئين الكتساب حسن‬
‫الخلق بسهولة ويسر‪ ,‬وال يحتاجون إلى جهد كبير في تربيتهم‪ .‬فكم من طفل يولد كما‬
‫قال الغزالي صادقا سخيا كريما يشوشا راضيا‪ ,‬فهو موهوب في هذا المجال ويأتي‬
‫مسئوليا حسن الخلق بالفطرة‪ .‬أما غالبية األطفال فليسو حسنى الخلق بالفطرة‪,‬‬
‫ويحتاجون إلى التربية الصالحة في البيت والمدرسة‪ ,‬لتنمية االستعدادات النفسية‬
‫الصحية التي تجلهم مهيئين لحسن الخلق في مراحل حياتهم‪.‬‬
‫االستعدادات النفسية الصحية التي تنمو في الطفولة والمراهقة ال تعمل‬
‫أتوماتيكيا في الرشد‪ ,‬وتجعل الشخص حسن الخلق‪ ,‬ألن حسن الخلق يتطلب‬
‫سلوكيات ارادية اختيارية‪ ,‬يأتيها ِ‬
‫اإلنسان بإرادته‪ ,‬وهو مسئول عن مجاهده نفسه‪,‬‬

‫‪16‬‬
‫والزامها بعمل الواجبات‪ ,‬واالبتعاد عن االنحرافات‪ .‬وكل شخص مهما كانت‬
‫استعداداته النفسية التي خرج بها من الطفولة والمراهقة‪ ,‬قادر على أن يكون حسن‬
‫الخلق بجهده‪ ,‬ومثابرته على مجاهدة نفسه وضبطها والسيطرة على انفعاالته‬
‫وشهواته‪ .‬فكل نفس قابلة الكتساب حسن الخلق‪ .‬قال ِ‬
‫اإلمام الغزالي (قد يظن البعض‬
‫الخلق ال يمكن تغييرها‪ .‬وهذا ظن خاطىء‪ ,‬ألنه كل األخالق يمكن تعديلها‪ ,‬لكن‬
‫أن ُ‬
‫بعض الطباع (أى االستعدادات) سريعة القبول للصالح وبعضها صعبة (محمد‬
‫غانم‪).53 :‬‬
‫نالحظ مما سبق انه يمكن إصالح األخالق بالرياضة النفسية لرد الشهوة‬
‫إلى االعتدال‪ ,‬الذى هو وسط بين ِ‬
‫اإلفراط والتفريط وحمل النفس على األعمال‬
‫الجالبة لحسن الخلق فرياضة النفس وسيلة ِ‬
‫اإلنسان في تعويدها السلوكيات الحسنة‪,‬‬
‫وتدريبها على تصحيح أفكارها ومشاعرها‬
‫‪ /5‬انحالل الشخصية‪:‬‬
‫يحدث تفكك الشخصية أو انحالل للشخصية في حاالت االضطرابات العقلية‬
‫الشديدة‪ ،‬وعندما يحدث ذلك تتوقف وظائف الشخصية المختلفة عن العمل في وئام‬
‫وانسجام‪ ,‬ويحدث ما يمكن ان نسميه تأكل الشخصية أو تلف أو تسوس او تعفن أو‬
‫النخر في كيان الشخصية أو التحلل أو الفصل أو االنعزال بين أبعاد الشخصية أو‬
‫حتى تثبيط الهمة وافساد األخالق وعدم التنظيم أو الوئام أو الترتيب أو األنسجام‪.‬‬
‫وقد يصيب الشخصية نوع من التفكك الجزئي فتفقد الوظائف التي كانت تقوم بينها‬
‫عالقات تفقد وحدتها وعالقاتها السابقة(محمد غانم‪.)54 :‬‬
‫مما سبق يمكن أن تتفكك شخصية الفرد وتصبح عدة شخصيات حيث‬
‫يتقمص الفرد شخصيات متعددة وينتقل في تقمصه من شخصية الى أخرى‪ ،‬كأن‬
‫يتقمص شخصية إنسان راهب متحفظ‪ ,‬ثم شخصية انسان ماجن وداعر‪ ,‬ثم شخصية‬
‫طفل صغير أو مراهق‪ ,‬وهكذا ينسى كل ما يربطه بالشخصية األولى عندما يتغمص‬
‫الشخصية الثانية‪.‬‬
‫قد يحدث ذلك عندما يتعرض الفرد لإلصابة باألمنيزيا ‪ Amnesia‬أي فقدان‬
‫الذاكرة‪ ،‬فينسى اسمه وعنوانه وزوجته في حالة ومهنته ويهيم على وجهه‪ .‬ويحث اكبر‬

‫‪17‬‬
‫قدر من تحلل الشخصية في حال اإلصابة بفصام الشخصية أي بعدها عن عالم‬
‫الحقيقة وركونها إلى عالم الخيال واألوهام والهذاءات والهالوس السمعية والشمية‬
‫والبصرية والذوقية واللمسية‪ .‬وكذلك االنفصال التام في داخل الشخصية بين الحياة‬
‫العقلية والحياة العاطفية لدى الفصامي‪.‬‬
‫فالتفكك واالنفصال يصيب الفرد عندما يحدث انقطاع وظيفي للترابط داخل‬
‫العقل أو داخل لحاء أو قشرة المخ‪ ،‬بحيث يصعب على المريض استعادة ذكرياته‬
‫الماضية‪ ،‬كما يفقد المرء السيطرة على العمليات الحركية‪ ،‬وينتج عن التفكك هذا‬
‫حاالت النسيان والهالوس وفقدان الحساسية (محمد غانم‪.)55 :‬‬
‫‪ /6‬العمليات العقلية الالشعورية‪:‬‬
‫الالشعور أول اإلبتكارت كان تعرفه على العمليات النفسية الالشعور وهي‬
‫منطقة إفتراضية في النفس تحتوي الدوافع والذكريات والمخاوف واالحاسيس والوجدان‬
‫وأفكار ممنوعة من الظهور في الوعي المكبوتات والعقد النفسية والشعور يظهر‬
‫بشكل جلي من خالل األحالم أو عند الناس المصابين بالعصاب وتشمل على‬
‫االحاسيس المتبقية من فترة الطفولة والدوافع الغريزية واللبيدو وتعديالتهم بتطور األنا‬
‫األعلى (جزء منه الشعوري)‪ ،‬ويوجد الالشعور الجمعي حسب كارل يونغ وهو‬
‫الشعور عرقي ويشمل على أوهام عامة موروثة قديمة والتي تتبع قوانين تختلف عن‬
‫قوانين الشعور‪ .‬تحت تأثير الالشعور االفكار واألحاسيس المجتمعة يمكن ان تنقل‬
‫خارج سياقها‪ ،‬فكرتان أو صورتان مختلفتان يمكن ان تختزل في واحدة‪ ،‬أفكار يمكن‬
‫ان تحول إلى صورة أكثر من ان يعبر عنها كمفهوم مجرد‪ .‬ومواضيع محددة يمكن‬
‫ان تمثل برمزية عن طريق الصور لمواضيع أخرى‪ ،‬والمشابهة بين الرمز والموضوع‬
‫األصلي قد تكون مبهمة ومتكلفة‪ .‬قوانين المنطق ال تطبق على عمليات الالشعور‪.‬‬
‫التعرف على أنماط عمليات الالشعور جعل من الممكن فهم الظاهرة النفسية‬
‫والت تتجلى في األحالم‪ ،‬من خالل تحليل عمليات الالشعور‪ ،‬ووجد األحالم كخادمة‬
‫لحماية النوم ضد ازعاج الدوافع النابعة من خبرات الحياة‪ ،‬الدوافع واألفكار غير‬
‫المقبولة تدعى محتوى الحلم الكامن او الباطن‪ ،‬وتحول إلى الشعور بالحلم الظاهر‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫معرفة آليات الالشعور تسمح للمحلل باسترجاع عمل الحلم‪ .‬العملية التي يتم فيها‬
‫تحويا الحلم من كامن إلى معلن (سيد صبحي‪2003 ,‬م‪.)63 :‬‬
‫المراحل الجنسية النفسية أيضاً إلى أن اإلنسان يمر أثناء نموه بخمس مراحل نفسية‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪:‬‬
‫هي فترة الوالدة وما بعدها بسنة واحدة يكون فيها المصدر الرئيسي لإلشباع‬
‫وللحصول على اللذة هو الرضاعة ويطلق عليها تسمية المرحلة الفمية ‪the aral‬‬
‫‪.phase‬‬
‫المرحلة الثانية‪:‬‬
‫وتمتد من السنة الثانية حتى السنة الثالثة من العمر وتكون فيها منطقة‬
‫الشرج المصدر الرئيسي للحصول على اللذة ويطلق عليها اسم المرحلة الشرجية ‪the‬‬
‫‪.anal phase‬‬
‫المرحلة الثالثة‪:‬‬
‫وتمتد من السنة الثالثة حتى السنة الخامسة من العمر وتصبح فيها‬
‫األعضاء التناسلية هي المصدر الرئيسي للحصول على اللذة ويطلق عليها اسم‬
‫المرحلة القضيبية ‪ the phallic phase‬وفي هذه المرحلة يمر األوالد بعقدة أوديب‬
‫عقدة أودية‪ .‬وتمر الفتيات بعقدة الكت ار عقدة الكترا‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪:‬‬
‫وهي التي اصطلح على تسميتها بمرحلة الكمون ‪the latency phase‬‬
‫حيث يكبت األطفال ميولهم الجنسية نحو الوالدين ويحولونها إلى موضوعات غير‬
‫جنسية‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة‪:‬‬
‫وهي المرحلة التي تتجه فيها مشاعر الفرد نحو الجنس اآلخر وهي تشمل‬
‫مرحلة المراهقة ويطلق عليها تعبير المرحلة التناسلية ‪،the genital phase‬‬
‫ويقتضي التدرج الطبيعي أن يمر الفرد بهذه األدوار الخمسة (المرجع السابق‪:‬‬
‫ص‪.)65‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ /7‬مراحل النمو‪:‬‬
‫يتعلم معظم األطفال والشاب والسلوك المعياري السوي خالل تنشئتهم‬
‫االجتماعية‪ ،‬ويسايرون في سلوكهم معايير السلوك االجتماعي السوى‪ .‬ولكن البعض‬
‫ينحرفون أو يجنحون في سلوكهم عن هذه المعايير بدرجة قد ال تكون خطيرة بينما‬
‫البعض يجنحون عنها بدرجة مرضية تمثل مشكلة (مجدي احمد محمد‪2003 ,‬م‪:‬‬
‫‪.)34‬‬
‫ونحن نعرف أن الجناح هو الفعل أو السلوك الجانح‪ .‬والجانح هو الحدث‬
‫(الطفل أو المراهق) الذي يرتكب عمالً خارجاً على المعايير االجتماعية وعلى‬
‫القانون‪.‬‬
‫الجانح شخص يقل عمره عادة عن سن ‪ 18‬ويقع تحت طائلة محاكم‬
‫األحداث ويوصف بصفات عامة غير محددة مثل‪ :‬فاسد مطرود هارب (كما في‬
‫حالة الهروب من المدرسة) وبعض األفعال التي تخالف القانون ويعاقب عليها‬
‫وينظر إليها على أنها نوع من اإلجرام‪ ،‬ومن الصعب أن نجد نظرية ما تفسر لنا‬
‫الجناح التي تترواح بين التغيب عن المدرسة إلى‬
‫األسباب التي تكمن وراء كل أنواع ُ‬
‫األنشطة الجماعية المنظمة التي ينظر إليها البالغون على أنها نوع من اإلجرام‬
‫(عبداهلل عسكر‪2005 ,‬م‪.)52 :‬‬
‫مشكلة جناح األحداث من المشكالت النفسية االجتماعية االقتصادية التي‬
‫تواجه األسرة والمدرسة والمجتمع والتي فهم علماء االجتماع وعلماء التربية ورجال‬
‫القانون واألمن‪ .‬والتي تهمنا بصفة خاصة في دراسة علم نفس النمو والصحة النفسية‬
‫والعالج النفسي‪ ،‬ويبدو أن جناح األحداث في تزايد يستوجب التدخل للوقاية والعالج‬
‫حتى نتجنب الخسارة البشرية الناتجة عن هذه المشكلة (مجدي محمد‪)33 :‬‬
‫ويالحظ أن الجناح كمشكلة اجتماعية تبدو مشكلة متزايدة وربما ترجع بعض‬
‫أسباب هذه الزيادة إلى تزايد عدد السكان من جهة والبعض يرجع إلى تزايد عدد‬
‫األفراد الذين تقل أعمارهم عن ‪ 18‬عاماً بالمقارنة بالتعداد الكلي للسكان‪ ،‬وبعض‬
‫األسباب يرجع إلى أن نسبة كبيرة من السكان األقل من ‪ 18‬سنة يعيشون في ببيئات‬
‫حضرية بينما تقل نسبة من يعيشون في البيئات الريفية كما أن احتمال اعالن حالة‬

‫‪20‬‬
‫فرد ما على أنه جانح يتوقف على عدد رجال البوليس المتوافرين في نفس المنطقة‬
‫فالصغار من أبناء الريف ال يعرفون كجانحين ال ألنهم ال يرتكبون مخالفات وأفعاال‬
‫جانحة ولكن ألن القانون ومؤسساته الرسمية ال ينتشر في مثل هذه األماكن‪.‬‬
‫مظاهر الصحة النفسية‪:‬‬
‫هناك نوعان من مظاهر الصحة النفسية‪:‬‬
‫أ‪ /‬مظاهر التمتع بالصحة النفسية‪:‬‬
‫للصحة النفسية مجموعة من الخصائص والمظاهر السلوكية يمكن أجمالها في‬
‫المظاهر التالية‪( :‬حجازي مصطفى‪2000 ,‬م‪)66 :‬‬
‫‪ /1‬االتجاه نحو الذات‪:‬‬
‫ويشمل مفهوم واقعي وموضوعي عن الذات‪ ،‬واحساس بالهوية‪.‬‬
‫‪ /2‬تحقيق الذات‪:‬‬
‫ويعني استخدام الفرد لقدراته وامكانياته وتوجيهها نحو المستقبل‪.‬‬
‫‪ /٣‬تكامل الشخصية‪:‬‬
‫ويعني االتساق بين جوانب الشخصية‪ ،‬والمقدرة على مقاومة الشدائد وتحمل اإلحباط‪.‬‬
‫‪ /٤‬التوجيه الذاتي (التلقائية – االستقاللية)‪:‬‬
‫وتعني تحديد الفرد ألهدافه بما يتفق مع حاجاته وتعديلها بسهولة عند الضرورة‪.‬‬
‫‪ /٥‬إدراك الواقع‪:‬‬
‫ويعني التحرر من مسايرة الواقع دائما‪ ،‬والحساسية االجتماعية المعقولة‪.‬‬
‫‪ /٦‬السيطرة على البيئة‪:‬‬
‫وتعني الكفاءة في الحب‪ ،‬والعمل‪ ،‬واللعب‪ ،‬والعالقات االجتماعية‪ ،‬وحل المشكالت‬
‫بطريقة فعالة‪.‬‬
‫‪ /٧‬الشعور بالكفاءة والثقة بالنفس‪:‬‬
‫يعني إحساس الفرد بأن لديه من اإلمكانات ما يجعله قاد ار على العطاء‬
‫والمواجهة‪.‬‬
‫‪ /٨‬المقدرة على التفاعل االجتماعي‪:‬‬
‫وتعني القدرة على تكوين عالقات إنسانية مشبعة وايجابية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ /٩‬النضج االنفعالي والمقدرة على ضبط النفس‪:‬‬
‫ويعني الثبات االنفعالي وعدم التناقض االنفعالي وعدم التذبذب االنفعالي إزاء‬
‫المواقف المتشابهة‪.‬‬
‫‪ /١٠‬المقدرة على توظيف الطاقات واإلمكانات‪:‬‬
‫يعني اإلقبال على الحياة بنشاط‪ ،‬ومثابرة‪ ،‬وتخطيط‪.‬‬
‫‪ /١١‬الخلو النسبي من األعراض العصابية‪:‬‬
‫يعني الخلو من األنماط السلوكية المصاحبة لالضطرابات النفسية مثل‪:‬‬
‫االآتئاب والقلق والتوتر النفسي‪.‬‬
‫‪ /١٢‬تبني أطار قيمي وانساني‪:‬‬
‫يعني تبني أطار من القيم اإلنسانية وااللتزام بها مثل‪ :‬العدل‪ ،‬واألمانة‪ ،‬والصدق‪،‬‬
‫والوفاء‪ ،‬والمساندة‪.‬‬
‫‪ /١٣‬تقبل الذات بأوجه قصورها‪:‬‬
‫يعني تقبل الفرد لذاته على حقيقتها‪ ،‬وعدم الخجل بما تنطوي عليه من قصور‪,‬‬
‫والعمل على تنمية امكانياتها إلى أقصى درجة (حجازي مصطفى‪)67 :‬‬
‫‪ /14‬اإلقبال على الحياة مع الشعور بالسعادة والرضى‪:‬‬
‫على الرغم من األهمية النسبية لمظاهر الصحة النفسية التي سبق عرضها إال‬
‫أن حجم الزاوية أو القول الفصل في الصحة النفسية هو اإلقبال على الحياة مع‬
‫الشعور بالسعادة والرضى‪ ,‬هذا ما يعبر عنه تفصيالً بالتالي‪( :‬حجازي مصطفى‪:‬‬
‫‪.)67‬‬
‫‪ ‬الفاعلية االجتماعية‬
‫‪ ‬العافية النفسية‪.‬‬
‫ب‪ /‬مظاهر عدم التمتع بالصحة النفسية‪:‬‬
‫أ ن مظاهر عدم التمتع بالصحة النفسية كثيرة ومتنوعة ‪,‬وتظهر في سلوكيات‬
‫االفراد والجماعات في صياغات واشكال مختلفة ومنها على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬
‫‪ /1‬االفراط في استخدام الميكانزمات الدفاعية لحماية الذات والشعور الخادع بالتوازن‪,‬‬
‫مثل التبرير واالسقاط وابدال العدوان‪(.‬مجدي عبداهلل‪)43 :‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ /2‬كثرة التشكي من ظروف العمل او صعوبة الدراسة او كثرة االمراض البدنية‬
‫الوهمية غير الحقيقية ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم االستقرار والتطور الوظيفي او الفشل الدراسي او تغيير التخصص الدراسي‪.‬‬
‫‪ /4‬المبالغة والتهويل او التقليل في تقدير الفرد لقدراته وامكاناته او ظروف عمله‪.‬‬
‫‪ /5‬عدم الواقعية والموضوعية في تحديد االهداف‪,‬وعدم النجاح في ايجاد الحلول‬
‫المناسبةواالساليب الناجحة للتغلب على الصعاب التي تواجه الفرد‪.‬‬
‫‪ /6‬االنهماك والمبالغة في اشباع الحاجات االنية‪ ,‬وعدم وضع الخطط الهداف او‬
‫مشاريع بعيدة المدى ‪.‬‬
‫‪ /7‬عدم النضج االنفعالي وسرعة االثارة السباب غير مثيرة ‪.‬فيبدو عليه القلق‬
‫والغضب واالنزعاج او العدوان‪.‬‬
‫‪ /8‬سرعة الفشل واالنهيار والتعبير عن العجز امام الظروف الضاغطة البسيطة‪.‬‬
‫‪ /9‬التفاعل االجتماعي غير الناجح وضعف العالقات االجتماعية والسعي الن ياخذ‬
‫اكثر مما يعطي ‪.‬‬
‫‪ /10‬ضعف المشاركة االجتماعية في النشاطات والفعاليات الجماعية او الحفالت‬
‫والمناسبات السارة وعدم االستماتع فيها‪.‬‬
‫‪ /11‬كثرة التعرض لصراعات القلق او المخاوف غير المبروة او اظطرابات النوم‬
‫واالحالم المزعجة وغيرها من من االظطرابات العصابية‬
‫‪ /12‬ظهور بعض االمراض الساسيكوسوماتية مثل ارتفاع ضغط الدم السكري‬
‫اظطرابات اف ارزات الغدة الدرقية‪.‬‬
‫‪ /13‬ظهور بعض االضطرابات السوسيوباتية والسايكوباتية على سلوك الفرد‪,‬مثل‬
‫الشذوذ الجنسي والجناح المزمن واالعتماد على العقاقير والمخدرات والمهدئات‬
‫(االدمان) والتزوير والغش في االمتحانات والتعامالت (مجدي عبداهلل‪.)44 :‬‬

‫‪23‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مفهوم الضغوط النفسية وأنواعها‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫عاش اإلنسان منذ بداية نشأة الكون عبر ماليين السنين‪ ،‬باحث ًا عن‬
‫االستقرار‪ ،‬واألمان‪ ،‬جارياً وراء الراحة التي تعطيه االتزان‪ ،‬فمنذ تلك األزمان وهو‬
‫ينشد الطمأنينة له وألبنائه‪ ..‬فهو يسعى لتخفيف عبء الحياة عن كاهله‪ ..‬ولما‬
‫ازدادت الحياة تعقيداً وقوة وتوسعت وازدادت مطالبها وحاجاتها‪ ،‬ازدادت الضغوط‬
‫الواقعة عليه لتلبية تلك المطالب‪ ..‬فال يستطيع التوقف عن مجاراة ذلك‪ ،‬ألنه‬
‫سيتخلف عن اللحاق بها‪ ،‬مما اضطره إلى مواكبة التسارع لتحقيق الرغبات‬
‫والمطالب‪ ،‬هذا اإلسراع زاده مرة أخرى من الضغط على النفس وتحميلها أكثر من‬
‫طاقتها بغية اللحاق بموكب التحضر بكل ما يحمله من قسوة ورخاء‪ .‬فالحضارة‬
‫تحمل معها رياح التغيير‪ ،‬والتغيير يحمل معه التبديل في السلوك‪ ،‬وينتج عنه بعض‬
‫االنحرافات‪ ،‬وهي بالتالي نتاج الحضارة‪.‬‬
‫إن الضغوط بكل أنواعها هي نتاج التقدم الحضاري المتسارع الذي يؤدي إلى‬
‫إفراز انحرافات تشكل عبئاً على قدرة ومقاومة الناس في التحمل‪ ،‬فرياح الحضارة‬
‫أعباء‬
‫ً‬ ‫تحمل النفس‬
‫تحمل في طياتها آفات تستهدف النفس اإلنسانية‪ ،‬وزيادة التطور ّ‬
‫فوق الطاقة‪ ،‬وينتج عنها زيادة في الضغوط على أجسامنا‪ ،‬مما ينعكس على الحالة‬
‫الصحية (الجسدية ‪ -‬البدنية) والنفسية العقلية ويؤدي إلى االنهيار ثم الموت‪.‬‬
‫اإلنسان في المعاصر ينجح في استيعاب النمو المتسارع لمتطلبات الحضارة‪،‬‬
‫لكنه يخسر بالنتيجة قدرته الجسدية والنفسية ومقاومته في التحمل‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫استنزاف تلك الطاقة وتدميرها‪ ،‬ويعني ذلك تدمير الذات‪.‬‬
‫مفهوم الضغط النفسي‪:‬‬
‫الضغط النفسي هو موقف أو خبرة شعورية يتعرض لها الشخص ويتطلب منه‬
‫استخدام كافة إمكانياته الشخصية واالجتماعية حتى يتكيف معها أو يصل لحد‬
‫االتزان (عبد الروؤف الطالع‪2000 ,‬م‪.)27 :‬‬

‫‪24‬‬
‫أو عبارة عن مجموعة من اإلعراض التي تتزامن في حدوثها مع تعرض الفرد‬
‫ضاغطة والمهددة لذاته ينتج عنها أيضا االستجابات االنفعالية الحادة والمستمرة‬
‫(سمير قوتة‪ 2002 ،‬م‪)13 :‬‬
‫ترى الباحثة أن الضغط النفسي هو كل ما يحدث اضطراباً نفسياً أو جسدياً في‬
‫جسدنا وعقلنا‪.‬‬
‫أشكال الضغط النفسي ‪:‬‬
‫الضغط النفسي الحاد‪:‬‬
‫وهو شائع جدا وتستطيع أن تميزه بسهولة من ضمن كل أنواع الضغوط‬
‫األخرى ففيه تستطيع أن تحدد بالضبط لماذا تشعر بالضيق ومن أهم أسبابه الزحمة‬
‫والضوضاء والشعور بالعزلة والجوع الشعور بالخطر والتهديد المرض تخيل مواقف‬
‫مزعجة أو مؤلمة وتستجيب هذه األنواع من الضغوط لتمارين االسترخاء بسهولة‬
‫(هارون الرشيدي‪1999 ,‬م‪.)52 :‬‬
‫الضغط النفسي المزمن‪:‬‬
‫وهو الضغط الذي يستمر لمدة طويلة مثل العمل في ظروف صعبة مشاكل‬
‫بالعالقات الفقر والمشاكل المالية‪ ،‬البطالة االهتمام بفرد من العائلة لفترة طويلة وغير‬
‫ذلك وهذا النوع من الضغوط له تأثير سلبي على المدى الطويل ‪.‬‬
‫نالحظ أن القاسم المشترك الذي يجمع كل الضغوط هو الجانب النفسي‪ ،‬ففي‬
‫الضغوط الناجمة عن إرهاق العمل ومتاعبه في الصناعة‪ ،‬أولى نتائجه الجوانب‬
‫النفسية المتم ثلة في حاالت التعب والملل اللذين يؤديان إلى القلق النفسي حسب شدة‬
‫أو ضعف الضغط الواقع على الفرد‪.‬‬
‫أنواع الضغوط النفسية‪:‬‬
‫تشكل الضغوط النفسية األساس الرئيس الذي تبنى عليه بقية الضغوط‬
‫األخرى‪ ،‬وهو يعد العامل المشترك في جميع أنواع الضغوط األخرى مثل‪ :‬الضغوط‬
‫االجتماعية‪ ،‬ضغوط العمل (المهنية)‪ ،‬الضغوط االقتصادية‪ ،‬الضغوط األسرية‪،‬‬
‫الضغوط الدراسية‪ ،‬الضغوط العاطفية ( عبدالهادي محمد القحطاني‪2013 ,‬م‪.)22 :‬‬

‫‪25‬‬
‫إن القاسم المشترك الذي يجمع كل الضغوط هو الجانب النفسي‪ ،‬ففي الضغوط‬
‫الناجمة عن إرهاق العمل ومتاعبه في الصناعة‪ ،‬أولى نتائجه الجوانب النفسية‬
‫المتمثلة في حاالت التعب والملل اللذين يؤديان إلى القلق النفسي حسب شدة أو‬
‫ضعف الضغط الواقع على الفرد‪..‬وآثار تلك النتائج على التكيف في العمل واإلنتاج‪،‬‬
‫فإذا ما استفحل هذا اإلحساس لدى العامل في عمله‪ ،‬فسوف تكون النتائج‪ ،‬التأثير‬
‫على كمية اإلنتاج‪ ،‬أو نوعيته‪ ،‬أو ساعات العمل‪ ،‬مما يؤدي إلى تدهور صحة‬
‫العامل الجسدية والنفسية‪ ،‬ومن أولى تلك األعراض‪ ،‬هي زيادة اإلصابات في العمل‬
‫والحوادث‪ ،‬وربما تكون قاتلة فضالً عن زيادة الغياب أو التأخر عن العمل‪ ،‬وربما‬
‫يصل إلى االنقطاع عنه وتركه نهائياً‪.‬‬
‫الضغوط االقتصادية‪:‬‬
‫فلها الدور األعظم في تشتيت جهد اإلنسان وضعف قدرته على التركيز‬
‫والتفكير وخاصة حينما تعصف به األزمات المالية أو الخسارة أو فقدان العمل بشكل‬
‫نهائي‪ ،‬إذا ما كان مصدر رزقه‪ ،‬فينعكس ذلك على حالته النفسية‪ ،‬وينجم عن ذلك‬
‫عدم قدرته على مسايرة متطلبات الحياة(عياش سمير العنزي‪2004 ,‬م‪.)63 :‬‬
‫الضغوط االجتماعية‪:‬‬
‫الحجر األساس في التماسك االجتماعي والتفاعل بين أفراد المجتمع‪ .‬فمعايير‬
‫المجتمع تحتم على الفرد االلتزام الكامل بها‪ ،‬والخروج عنها يعد خروجاً على العرف‬
‫والتقاليد االجتماعية‪.‬‬
‫الضغوط األسرية‪:‬‬
‫تشكل بعواملها التربوية ضغطاً شديداً على رب األسرة وأث اًر على التنشئة‬
‫األسرية‪ ،‬فمعظم األسر التي يحكمها سلوك تربوي متعلم ينتج عنه التزام واال اختل‬
‫تكوين ٍ‬
‫األسرة وتفتتت معايير الضبط ونتج عنه تفكك األسرة إذا ما اختل سلوك رب‬
‫األسرة أو ربة البيت‪.‬‬
‫الصعوبات الدراسية‪:‬‬
‫على طالب المدرسة في مختلف المراحل الدراسية ضغطاً شديداً في حالة‬
‫عدم استجابته للوائح المدرسة أو المعهد أو الكلية‪ ،‬فهو مطالب بأن يحقق النجاح في‬

‫‪26‬‬
‫الدراسة‪ ،‬إلرضاء طموحه الشخصي الذاتي أوالً‪ ،‬ورد الجميل ألسرته التي خصصت‬
‫من دخلها المادي كنفقات الدراسة ثانياً فضالً عن المؤسسة التعليمية التي صرفت‬
‫األموال المتمثلة في مستلزمات الدراسة كتوفير المدرسين المتخصصين واالحتياجات‬
‫المادية العلمية في العملية التعليمية (عياش العنزي‪.)65 :‬‬
‫ويالحظ أن الضغوط النفسية حالة من التوتر النفسي الشديد واالنعصا لدى‬
‫الفرد يحدث بسبب العوامل الخارجية التي تضغط على الفرد وتخلق عنده حالة من‬
‫أختالل التوازن واضطرابات السلوك‬
‫الضغوط العاطفية‪:‬‬
‫بكل نواحيها‪ ،‬النفسية‪ ،‬االنفعالية‪ ،‬فإنها تمثل لبني البشر واحدة من مستلزمات‬
‫وجوده اإلنساني‪ .‬فالعاطفة لدى اإلنسان غريزة اختصها اهلل عند البشر دون باقي‬
‫المخلوقات‪ ،‬فعندما يعاق اإلنسان في طلب الزواج واالستقرار العائلي بسبب الحاجة‬
‫االقتصادية أو عدم االتفاق مع شريك الحياة وتتعثر جهوده في االستقرار الزوجي‪،‬‬
‫يشكل ذلك ضغطاً عاطفياً‪ ،‬تكون نتائجه نفسية‪ ،‬مما يجعله يرتبك في حياته اليومية‬
‫وتعامله وفي عمله أيضاً‪ ،‬إلى أن يجد الحل في التوصل إلى تسوية مشاكله‪.‬‬
‫وتشكل مشكالت عدم االتفاق بين الزوجين‪ ،‬أو صعوبة اختيار شريك الحياة‪ ،‬أو‬
‫مشكلة االنفصال بين الزوجين‪ ،‬مشكالت عاطفية يبحث اإلنسان عن حلول لها‪.‬‬
‫الضغوط النفسية الداخلية‪:‬‬
‫إما عن تنازع وصراع بين ما يريده‬‫نفسية تنجم ّ‬
‫ّ‬ ‫وهي في الغالب ضغوط‬
‫العقل وما تريده العاطفة‪ ،‬وا ّما عن التزاحم بين األعمال والهوايات‪ ،‬أو اإلخفاق في‬
‫معين‬
‫معين‪ ،‬أو العجز عن نيل درجة أو حاجة أو موقع ّ‬
‫تحقيق مسعى أو هدف ّ‬
‫(عياش العنزي‪)66 :‬‬
‫الضغوط النفسية الخارجية‪:‬‬
‫محددة‪ ،‬ففي كل يوم قد يواجهك ٍّ‬
‫تحد‬ ‫ال يمكن حصر الضغوط الخارجية بنقاط ّ‬
‫قوة ومناعة وصالبة‪ ،‬بما يستنفره‬
‫أو ضغط جديد‪ ،‬وبالتالي فأنت تزداد في ك ّل يوم ّ‬
‫الضغط الجديد من قواك الكامنة المدخرة ‪ ،‬وقديماً قيل (الضربة التي ال تكسر الظهر‬
‫تقويه) (هارون الرشيدي‪.)96 :‬‬
‫ّ‬
‫‪27‬‬
‫وكيفية مواجهتها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫يمكن أن نستعرض بعض تلك الضغوط‪،‬‬
‫ضغط العادات والتقاليد الموروثة ‪:‬‬
‫يبدو أن تمسك كبار السن بالعادات والتقاليد التي شكلت مالمح الشخصية‬
‫لكبار السن وعدم توافقها مع الحداثة والواقع مما أدي إلي وجود فجوة ثقافية اجتماعية‬
‫ال تتقاطع مع طموح ورغبات وحاجات كبار السن‪ ،‬وكلّما اتّسعت دائرة الوعي‬
‫تقلّصت دائرة حده السلوك الضاغط ‪.‬‬
‫نستنتج من ذلك أن الفرد يتمتع بصحة سليمة إذا استطاع أن يحتفظ بالتوازن‬
‫بين الجانب النفسي والجسمي‪ ،‬وفسر األحداث والتغيرات التي تقع ضمن مجاله‬
‫النفسي واالجتماعي بطريقة سليمة‪ ،‬أما إذا لم يستطيع مواجهة هذه األحداث‬
‫والتغيرات وشعر باإلحباط وزادت المتطلبات على قدراته أو فقد المساندة االجتماعية‬
‫والرغبة في ممارسة أنشطته اليومية حدث خلل في هذا التوازن وفقد الفرد توافقه‬
‫النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫عالمات وأعراض الضغط النفسي‪:‬‬
‫أ‪ /‬سلوكياً عاطفي( عبد الرؤوف الطالع‪.)109 :‬‬
‫‪ /1‬فقدان الشهية والوزن الشعور االكتئاب‪.‬‬
‫‪ /2‬صعوبة النوم واألرق‪ ،‬فقدان الشعور بالمتعة‪.‬‬
‫‪ /3‬االنعزال عن الجميع حتى المقربين الشعور باإلحباط‪.‬‬
‫‪ /4‬عدم الذهاب إلي العمل أو قضاء وقت طويل بالعمل غضب‪.‬‬
‫‪ /5‬تجنب المسؤولية أو إنكارها الغيرة غير المبررة‪.‬‬
‫‪ /6‬انعدام الصبر الحساسية الزائدة‪.‬‬
‫‪ /7‬ميل إلى الجدل قلق وخوف غير مبرر‪.‬‬
‫‪ /8‬زيادة التدخين رغبة بالبكاء‪.‬‬
‫‪ /9‬أداء سيء في العمل شعور بالعجز‪.‬‬
‫‪ /10‬تغير في العالقات العائلية أو الحميمة شعور بعدم األمان‪.‬‬
‫‪ /11‬الدخول في عادات سيئة مثل قضم األظافر حزن‪.‬‬
‫‪ /12‬السك على اللثة شعور بغياب الهدف‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ /13‬الضحك أو البكاء في الوقت غير المناسب شعور بانعدام القيمة‪.‬‬
‫‪ /14‬عدم المرونة في التعامل مع اآلخرين شعور بفقدان األمل‪.‬‬
‫‪ /15‬عنف في التعامل مع اآلخرين‪.‬‬
‫ب‪ /‬جسدياً عقليا‪ (:‬عبد الرؤوف الطالع‪)109 :‬‬
‫‪ /1‬صداع مشاكل في الذاكرة‪.‬‬
‫شد الفكين صعوبة في اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫كز األسنان و ّ‬
‫‪ّ /2‬‬
‫تضيق وجفاف في الحلق صعوبة في التركيز‪.‬‬
‫‪ّ /3‬‬
‫‪ /4‬ضعف المناعة صعوبة االنتباه‪.‬‬
‫‪ /5‬ألم في الصدر وقصر بالنفس االرتباك‪.‬‬
‫‪ /6‬اضطرابات معدي صعوبة في فهم ماذا يريد اآلخرين‪.‬‬
‫‪ /7‬خلل في خفقان القلب فقدان القدرة على الحكم‪.‬‬
‫‪ /8‬ارتفاع ضغط الدم رغبة في الهروب‪.‬‬
‫‪ /9‬ألم وشد عضلي‪ .‬تباطؤ في التفكير‪.‬‬
‫‪ /10‬عسر هضم(إمساك‪/‬إسهال)‪.‬‬
‫‪ /11‬تسارع في األفكار‪.‬‬
‫وتعرق في اليدين عدم القدرة على التخلص من األفكار‪.‬‬
‫التعرق ّ‬‫‪ /12‬زيادة في ّ‬
‫‪ /13‬اضطراب في الدورة الشهرية‪.‬‬
‫‪ /14‬مشاكل جلدية وتساقط الشعر‪.‬‬
‫اآلثار طويلة األمد لضغط النفسي‪( :‬عبد الرؤوف الطالع‪ :‬ص‪.)110‬‬
‫‪ /1‬أمراض القلب االكتئاب‪.‬‬
‫‪ /2‬السرطانات السمنة‪.‬‬
‫‪ /3‬السكر اضطرابات األكل العصبية‪.‬‬
‫‪ /4‬اإلدمان على المخدرات أو التدخين قرحة المعدة‪.‬‬
‫‪ /5‬التهاب القولون العصبي فقدان الذاكرة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الحالة األقتصادية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫إن دراسة مشكالت السجناء دراسة علمية منهجية هي عملية مشوقة وشاقة‪،‬‬
‫لها أهميتها االجتماعية والنفسية والصحية واالقتصادية والسياسية والقانونية‪ .‬فهي‬
‫مشوقة ألنها تبحث في صميم الكائن الحي وما يحرك سلوكه ويوجهه ويجعله مختلفا‬
‫إلى حد ما عن اآلخرين‪ ،‬ويترتب على ذلك ظهور مشكالت متعددة بعضها ذا طابع‬
‫شخصي يتعلق بالسجين ذاته وآخر أسري يختص بأسرة السجين وثالث مجتمعي‬
‫يربط بين السجين والمشكالت االجتماعية واالقتصادية ورابع عالمي يتعلق بقضايا‬
‫حقوق اإلنسان وحريته‪.‬‬
‫وشاقة ألنها تمس جوانب شخصية دقيقة من جهة و جوانب قانونية من جهة‬
‫أخرى وعيه فإن التأطير العلمي يغدو هاماً‪ ،‬فقد تبين عند مراجعة أدبيات‬
‫سوسيولوجيا السجن تعدد الدراسات العربية في هذا النطاق بعضها ذا بعد‬
‫سوسيولوجي و آخر نفسي و ثالث قانوني‪.‬‬
‫يترتب على توقيع عقوبة سالبة للحرية‪ ،‬واختالط المحكوم عليه بهذه العقوبة‬
‫مع مجرمين آخرين ذوي خطورة إجرامية متباينة‪ ،‬وأنماط إجرامية متفاوتة العديد من‬
‫اآلثار االقتصادية السلبية التي ال يقتصر ضررها على النزيل وحده‪ ،‬بل يمتد لي‬
‫شمل أسرته‪ ،‬فيفقد النزيل وكذلك أفراد أسرته إذا كان هو العائل مصدر رزقهم‪،‬‬
‫ويفصل من عمله بعد الخروج من المؤسسة اإلصالحية في كثير من األحيان‪،‬‬
‫ويتعرضهو وأفراد أسرته لصعوبات اقتصادية نتيجة التكلفة االقتصادية اإلضافية التي‬
‫ال عن تكلفة‬
‫تترتب على تزويد النزيل بما يحتاج إليه خالل الزيارات السجنية‪ ،‬فض ً‬
‫االنتقال لزيارة النزيل‪ ،‬في ظل انقطاع مورد الرزق‪ ،‬والوصم الذي يجعل أفراد‬
‫المجتمع ينفضون من حول النزيل وأسرته‪ ،‬في ضطر النزيل إلى العمل بالسجن‪ ،‬أو‬
‫اتباع أحد أثرياء السجن‪ ،‬وارتكاب سلوكيات سلبية في سبيل توفير المال الالزم‬
‫إلشباع احتياجاته واحتياجات أسرته إذا لزم األمر‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم الحالة االقتصادية‪:‬‬
‫هي التغيرات التي تط أر على النواحي االقتصادية لنزالء المؤسسات‬
‫اإلصالحية أثناء وبعد قضائهم مدة العقوبة وتفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم‪ ،‬من‬
‫خالل االستجابة للمثيرات الداخلية والخارجية في شكل ردود أفعال متباينة (أمل علي‬
‫المخزومي‪١٩٨٩ ،‬م‪.).96 :‬‬
‫هي التغيرات التي تط أر على النواحي االقتصادية‪ ،‬ومدى قدرتها على إشباع‬
‫احتياجات نزالء المؤسسات اإلصالحية من خالل اتخاذ أساليب لمواجهة الظروف‬
‫االقتصادية الضاغطة أثناء قضاء فترة العقوبة في المؤسسة اإلصالحية (يوسف بن‬
‫أحمد العثيمين‪ ٢٠٠6 ,‬م ‪.).106:‬‬
‫ثانياً ‪ :‬اآلثار االقتصادية على االقتصاد القومي‪:‬‬
‫يؤدي دخول النزيل المؤسسة اإلصالحية إلى تحمل الدولة واالقتصاد القومي‬
‫نفقات اإلصالحية‪ ،‬وتزداد هذه النفقات في حالة تقديم برامج التأهيل الالزمة‪ ،‬كما‬
‫تتأثر بعدد النزالء‪ ،‬الذي يؤدي في الغالب إلى فشل البرامج التأهيلية‪ ،‬ومن ثم زيادة‬
‫التكاليف دون جدوى حقيقية ملموسة‪ .‬وبصفة عامة هناك العديد من اآلثار‬
‫االقتصادية السلبية على االقتصاد القومي من أبرزها ‪:‬‬
‫‪ /١‬إن إنشاء السجون بأنواعها المختلفة وادارتها وحراستها يكلف الدولة أمواالً طائلة‬
‫الستخدامها فقط للتوقيف ومنع هروب النزالء‪.‬‬
‫‪ /٢‬إن تقديم البرامج التأهيلية وبرامج الرعاية االجتماعية والصحية والتعليمية لنزالء‬
‫المؤسسات اإلصالحية يضيف تكلفة مالية باهظة تؤثر في االقتصاد القومي‪ ،‬وال‬
‫تؤتي في الغالب ثمارها المرجوة‪.‬‬
‫‪ /٣‬ينجم عن ظاهرة تكدس المؤسسات اإلصالحية بالنزالء العديد من األمراض خالل‬
‫النظام الجمعي في ظل ضيق المكان‪ ،‬وقصور الخدمات الصحية‪ ،‬ما يترتب عليه‬
‫زيادة نفقات العالج ونفقات تقديم الرعاية الصحية الالزمة‪.‬‬
‫‪ /٤‬يؤدي الضغط على برامج السجن التأهيلية سواء الدينية أو االجتماعية أو الثقافية‬
‫أو الرياضية إلى فشل تلك البرامج‪ ،‬أو على األقل ضعف فاعليتها‪ ،‬بمعنى تبديد ما‬
‫أنفق على إعداد وتنفيذ هذه البرامج دون جدوى‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ /٥‬فشل عملية التصنيف داخل السجون نتيجة عدم توفر اإلمكانات المادية الالزمة‬
‫لذلك التي تتطلب وجود مكان فسيح إلقامة النزالء في مجموعات متجانسة اجتماعياً‬
‫واقتصادياً وتعليمياً‪ ،‬وفصل النزالء المبتدئين عن أصحاب الخطورة اإلجرامية من‬
‫معتادي اإلجرام‪.‬‬
‫‪ /٦‬يولد الضغط على مرافق السجن الكثير من المشكالت األمنية والصحية‬
‫واالجتماعية التي تتطلب زيادة التكلفة لمواجهتها‪.‬‬
‫‪ /٧‬يؤدي عدم فعالية البرامج التأهيلية واإلصالحية التي تقدمها المؤسسات‬
‫اإلصالحية إلى عدم القدرة على إصالح النزالء وتأهيلهم‪ ،‬أو وقايتهم من أصحاب‬
‫الخطورة اإلجرامية‪ ،‬ما يترتب عليهم تعلمهم سلوكيات إجرامية خالل النظام الجمعي‪،‬‬
‫وعودتهم الرتكاب الجريمة‪ ،‬حيث يعبر ارتفاع معدالت العود عن فشل السجون في‬
‫تأدية وظيفتها اإلصالحية‪ ،‬ما يعني تزايد النفقات المهدرة دون جدوى‪.‬‬
‫‪ /٨‬يؤدي اكتظاظ المؤسسات اإلصالحية بالنزالء إلى الحاجة لنفقات إضافية لتهيئة‬
‫سبل إعاشتهم‪ ،‬فضالً عن الحاجة إلى زيادة أعداد العاملين بالمؤسسات اإلصالحية‪،‬‬
‫ما يترتب عليه زيادة الرواتب‪ ،‬ومن ثم زيادة التكلفة اإلجمالية‪.‬‬
‫‪ /٩‬يؤدي اكتظاظ السجون بالنزالء إلى فقدان السيطرة عليها في كثير من األحيان‪،‬‬
‫ما يولد إشكاليات كثيرة من أهمها الشغب واالحتجاج والعنف الذي يترتب عليه العديد‬
‫من المشكالت واإلصابات للنزالء أو الحراس‪ ،‬ما يترتب عليه تكلفة عالج إضافية‪.‬‬
‫‪ /١٠‬تعطيل اإلنتاج‪ ،‬ألن غالبية نزالء المؤسسات اإلصالحية من األصحاء القادرين‬
‫على العمل واإلنتاج‪ ،‬وايداعهم بالمؤسسات اإلصالحية يبدد الكثير من الطاقات التي‬
‫كان يمكن استخدامها في أعمال إنتاجية تفيد النزيل وتفيد المجتمع‪.‬‬
‫‪ /١١‬إفساد النزالء من خالل احتكاكهم بكبار المجرمين خالل النظام الجمعي‪ ،‬وما‬
‫يترتب على ذلك من تعلم سلوكيات إجرامية تمهد لزيادة معدالت السلوك اإلجرامي‪،‬‬
‫ومن ثم الحاجة لزيادة نفقات مواجهته (ارتفاع تكلفة مواجهة الجريمة) (عبد اهلل بن‬
‫عبد العزيز اليوسف‪٢٠٠٣،‬م‪.)73 :‬‬
‫نالحظ أنه بالرغم من التكلفة المرتفعة للسجون المجهزة لتصنيف النزالء‬
‫حسب خطورتهم اإلجرامية‪ ،‬إال أنه على المدى البعيد تعد هذه التكلفة قليلة مقارنةً‬

‫‪32‬‬
‫بتكلفة مكافحة الجريمة التي تنتج من تعلم النزالء لسلوكيات إجرامية من جراء‬
‫االحتكاك بكبار المجرمين خالل النظام الجمعي‪ ،‬واحترافهم الجريمة وارتكابهم‬
‫لسلوكيات إجرامية‪ ،‬ومن ثم ارتفاع معدالت العود‪ ،‬بمعنى فشل الجهود اإلصالحية‬
‫والبرامج التأهيلية وتبديد ما أنفق عليها من وقت وجهد نتيجة سلبيات النظام الجمعي‪.‬‬
‫وتنحصر أهم اآلثار االقتصادية للنظام الجمعي على االقتصاد القومي بصورة أقرب‬
‫تحديداً فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ /١‬اآلثار االقتصادية المباشرة‪:‬‬
‫تتعدد اآلثار المباشرة التي يتكبدها االقتصاد القومي على النحو التالي ‪:‬‬
‫أ‪ /‬بناء المزيد من المؤسسات اإلصالحية الستيعاب األعداد المتزايدة من المحكوم‬
‫عليهم بعقوبات سالبة للحرية قصيرة المدة‪.‬‬
‫ب‪ /‬توفير متطلبات إعاشتهم خالل فترة تنفيذ العقوبة من مأكل وملبس ورعاية‬
‫صحية واجتماعية ونفقات حراسة‪ ،‬ونفقات الرعاية الالحقة لهم وألسرهم عقب اإلفراج‬
‫عنهم‪.‬‬
‫ج‪ /‬توفير البرامج اإلصالحية والتأهيلية الالزمة إلصالح النزالء واعادة تأهيلهم‬
‫لدمجهم في المجتمع من جديد (أيمن رمضان الزيني‪ ٢٠٠٣ ،‬م‪.).89 :‬‬
‫د‪ /‬تعطيل طاقة النزالء اإلنتاجية التي كان يمكن استغاللها في العمل واإلنتاج‪،‬‬
‫خاصة أًن غالبية النزالء في سن الشباب الذي يتميز بالقدرة على العمل واإلنتاج إذا‬
‫تم عقابهم بعقوبة بديلة عن العقوبة السالبة للحرية (عبد العزيز اليوسف ‪.).75 :‬‬
‫‪ /٢‬اآلثار االقتصادية غير المباشرة‪:‬‬
‫من أهم اآلثار االقتصادية غير المباشرة ‪:‬‬
‫أ‪ /‬تكلفة الفرصة البديلة ‪:‬‬
‫هي األرباح والمنافع التي فقدها المجتمع‪ ،‬والتي كان من الممكن الحصول‬
‫عليها من خالل استثمار الموارد واإلمكانات المادية المخصصة لإلنفاق على‬
‫العقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة في مشروعات إنتاجية تعود بالنفع على الوطن‬
‫من خالل تحقيق الربح‪ ،‬وفي الوقت نفسه تشغيل نسبة الشباب وخفضنسبة البطالة‬
‫بينهم (أيمن الزيني‪.)93 :‬‬

‫‪33‬‬
‫ب‪ /‬تكلفة عدم استخدام بديل للعقوبة قصيرة المدة ‪:‬‬
‫تتمثل هذه التكلفة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ /١‬تكلفة الفارق بين تطبيق العقوبة قصيرة المدة‪ ،‬وتطبيق بديل لها‪.‬‬
‫‪ /٢‬النفقات التي يتكبدها المجتمع نتيجة فشل وعدم فعالية العقوبة السالبة للحرية‬
‫قصيرة المدة في إصالح المحكوم عليهم وتأهيلهم إلعادة االندماج في النسيج‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ /٣‬تكلفة الجرائم الجديدة التي يرتكبه ا نزالء المؤسسات اإلصالحية بعد الخروج منها‬
‫نتيجة فشل وعدم فعالية العقوبة السالبة للحرية في ظل سلبيات النظام الجمعي وتعلم‬
‫سلوكيات إجرامية من مخالطة كبار المجرمين‪.‬‬
‫‪ /٤‬تكلفة تحول الفرد من عضو منتج إلى عضو محترف للسلوك اإلجرامي‪ ،‬وهي‬
‫التكلفة التي يتحمل المجتمع واقتصاده القومي نصيباً منها‪ ،‬ويتحمل المجني عليهم‬
‫وضحايا الجرائم الجديدة التي يرتكبها النزالء بعد اكتسابهم فنون الجريمة من كبار‬
‫المجرمين خالل النظام الجمعي النصيب اآلخر منها‪.‬‬
‫‪ /٥‬تكلفة إجمالي قيمة المنافع والخدمات التي كان ينتجها النزالء وخسرها المجتمع‬
‫للزج بهم في المؤسسة اإلصالحية لقضاء العقوبة‪.‬‬
‫‪ /٦‬تكلفة فشل البرامج اإلصالحية في تأهيل واصالح أصحاب العقوبات السالبة‬
‫للحرية طويلة المدة بسبب التكدس الناتج عن تزايد أعداد أصحاب العقوبات السالبة‬
‫للحرية قصيرة المدة‪ ،‬ما يترتب عليه التكدس الذي يزيد أعباء العمل الملقاة على‬
‫عاتق القائمين على تنفيذ هذه البرامج‪ ،‬ويزيد من احتماالت فشلها‪.‬‬
‫‪ /٧‬استنزاف الزيادة في أعداد النزالء بسبب التزايد المضطرد في أعداد أصحاب‬
‫العقوبات السالبة للحرية لالعتمادات المالية المخصصة للمؤسسات العقابية ولبرامجها‬
‫اإلصالحية‪ ،‬مايحد من فعالية وكفاءة البرامج اإلصالحية (أيمن الزيني‪.)94 :‬‬
‫ويالحظ أن تكدس السجون نتيجة الزيادة المضطردة في أعداد النزالء‬
‫المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية‪ ،‬ال يقتصر على الضغط على الميزانية المحددة‬
‫لتنفيذ البرامج التأهيلية داخل السجون‪ ،‬بل يشمل الضغط على مرافق السجن‪ ،‬وارهاق‬

‫‪34‬‬
‫الحراس والعاملين بالسجن من آثرة النزالء وكثرة مشكالتهم‪ ،‬ما يترتب عليه نفقات‬
‫إضافية للحاجة إما إلى زيادة أعداد الحراس والعاملين بالسجن‪ ،‬أو إلى استخدام‬
‫التقنيات الحديثة كالمسدس الذكي وأجهزة الكشف عن المعادن واألسلحة‪ ،‬لكي ال‬
‫يستولي النزالء على المعدات واألدوات المستخدمة في الورش التعليمية الستخدامها‬
‫في االعتداء على حراس السجن أو على بعضهم‪ .‬وهذه النفقات الزائدة كان من‬
‫الممكن استغاللها في مشاريع تنموية تعود بالنفع على أفراد المجتمع‪ ،‬فضالً عن‬
‫الخطورة الناتجة عن تكدس النزالء‪ ،‬وما قد يترتب عليه من أمراض قد تؤدي إلى‬
‫هالكهم‪ ،‬وفي ضوء قاعدة الضرورات تبيح المحظورات‪ ،‬فإنه يجب االتجاه للتدابير‬
‫االحت ارزية وبدائل السجون كوسائل فعالة للتخلص من اآلثار االقتصادية السلبية‬
‫المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن زيادة أعداد المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية‬
‫قصيرة المدة‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬اآلثار االقتصادية على نزالء المؤسسات اإلصالحية‪:‬‬
‫يعاني نزالء المؤسسات اإلصالحية المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية‬
‫قصيرة المدة وكذلك أسرهم وعوائلهم من عدة آثار اقتصادية سواء أثناء تنفيذ العقوبة‬
‫أو بعد تنفيذها كما يتضح مما يلي ‪:‬‬
‫‪ /١‬اآلثار االقتصادية أثناء تنفيذ العقوبة ‪:‬‬
‫أ‪ /‬انقطاع المورد المالي‪:‬‬
‫يؤدي دخول النزيل العائل السجن إلى انقطاع المورد المالي الالزم إلعاشته‬
‫واعاشة أفراد أسرته‪ ،‬ما يترتب عليه حدوث خلل في الوظيفة االقتصادية لألسرة‪،‬‬
‫فضالً عن العبء الذي يقع على أفراد األسرة لتوفير نفقات النزيل خالل فترة تنفيذ‬
‫العقوبة‪ ،‬وكذلك توفير نفقات زيارته (أيمن الزيني‪ ،)96 :‬حيث ال يعتمد غالبية النزالء‬
‫على ما توفره لهم المؤسسة اإلصالحية من مأكل وملبس‪ ,‬وتقتضي إيقاعات الحياة‬
‫بالمؤسسة اإلصالحية حصول النزيل على دخل آخر لي تمكن من الحياة داخل‬
‫السجن (عبد اهلل عبد الغني غانم‪١٩٩٩،‬م‪.)110 :‬‬
‫كما أن انقطاع المورد المالي يؤدي إلى عدم القدرة على إشباع احتياجات‬
‫أفراد األسرة‪ ،‬ومن ثم الحرمان االقتصادي الذي يترتب عليه العديد من اآلثار النفسية‬

‫‪35‬‬
‫واالجتماعية السلبية‪ ،‬فالفقر يعرض أفراد األسرة لتجارب وخبرات قاسية‪ ،‬كما قد‬
‫يدفعهم اإلحباط المتواصل إلى السلوك المنحرف واالنحالل الخلقي‪ ،‬ما يترتب عليه‬
‫التفكك األسري‪ ،‬كذلك قد يدفع الفقر والحرمان إلى ارتكاب السلوك اإلجرامي لكسب‬
‫المال بأية وسيلة لتوفير متطلبات األسرة‪ ،‬ما ينعكس بشكل سلبي على األطفال في‬
‫ظل البيئة غير المناسبة للتنشئة االجتماعية السليمة (سالم سعد عبد العزيز السالم‪،‬‬
‫‪١٩٩٣‬م‪.)93 :‬‬
‫في حالة عدم قدرة األسرة على توفير النفقات اإلضافية للنزيل‪ ،‬فإنه يلجأ إلى‬
‫توفير احتياجاته من خالل االلتحاق بخدمة أثرياء السجن والقيام بمهام لحسابهم‪ ،‬ما‬
‫يترتب عليه دخول عدد غير قليل من النزالء في نظام التبعية لألثرياء الذين يكتسبون‬
‫مزيداً من القوة بزيادة عدد أتباعهم‪ ،‬فضالً عن قيامهم بغرس ثقافة الجريمة في‬
‫أتباعهم خاصة أًن أثرياء السجن من أصحاب األنماط اإلجرامية الخطيرة كمرتكبي‬
‫جرائم المخدرات واألموال العامة والدعارة (عبد اهلل غانم ‪.)112:‬‬
‫يالحظ أن هناك خطورة على إمكانية اكتساب نزالء المؤسسات اإلصالحية‬
‫من سلوكيات سلبية سواء في مجال األموال العامة كالتبديد واالختالس والسرقة‬
‫والتزييف والتزوير‪ ،‬أو جرائم ترويج المخدرات‪ ،‬أو جرائم العنف من خالل التبعية‬
‫ألثرياء السجن الذين يمتهنون هذه الجرائم‪ ،‬وقد يستخدمون التابعين لهم بحكم‬
‫الظروف االقتصادية الضاغطة بعد الخروج من السجن لكي يعملوا معهم كأدوات‬
‫ووسائل لتنفيذ الجريمة‪.‬‬
‫ب‪ /‬أضرار اقتصادية ألفراد أسرة النزيل‪:‬‬
‫يترتب على دخول النزيل السجن مشكالت جمة من أبرزها الوصم الذي‬
‫يتعرض له أقرباؤه وذووه‪ ،‬الذي يتراوح في شكل سلوكيات الفظة من قبل أفراد‬
‫المجتمع وخصوصاً من يعمل لديهم أفراد أسرة النزيل إذا كانوا يعملون‪ ،‬حيث يعانون‬
‫من ردود أفعال متباينة تتراوح ما بين فقدان الثقة من قبل أصحاب العمل‪ ،‬إلى‬
‫االستغناء عن خدماتهم (أيمن الزيني‪.)115 :‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ /٢‬اآلثار االقتصادية بعد الخروج من المؤسسة اإلصالحية ‪:‬‬
‫أ‪ /‬عدم تقبل النزيل في النسيج االجتماعي‪:‬‬
‫بعد خروج النزيل من المؤسسة اإلصالحية يفاجأ بعدم تقبل المجتمع له‪ ،‬فإذا‬
‫كان يعمل بالقطاع الخاص فإنه يجد صعوبة في إقناع صاحب العمل في العودة‬
‫لعمله‪ ،‬وكذلك يجد صعوبة بالغة في تقبل الغير لتشغيله إذا تم فصله من العمل‬
‫السابق لدخوله السجن‪ ،‬ما يترتب عليه إغالق أبواب الرزق في وجهه (أيمن الزيني‪:‬‬
‫‪.)116‬‬
‫أما إذا كان المفرج عنه يعمل بالقطاع الحكومي‪ ،‬فيتم فصله على الفور في‬
‫حالة تعرضه لعقوبة الحبس حسب ما تنص عليه غالبية قوانين الدول العربية بشأن‬
‫الموظف العام ومن في حكمه‪.‬‬
‫ويالحظ من أن إغالق أبواب الرزق أمام المفرج عنهم من نزالء المؤسسات‬
‫العقابية الذي أمضوا عقوبة سالبة للحرية قصيرة المدة من أخطر السلبيات؛ ألن‬
‫النزيل مطالب بتوفير النفقات المالية التي يحتاج إليها وتحتاج إليها أسرته إلشباع‬
‫احتياجاتها‪ ،‬وعند فصله من العمل الحكومي‪ ،‬وكذلك فصله من العمل في القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وعدم توفير فرص عمل بديلة يجعله يفكر إما في االعتماد على نفسه في‬
‫ممارسة السلوك اإلجرامي بما تعلمه واكتسبه من خبرات إجرامية من خالل االحتكاك‬
‫بنزالء السجن عبر النظام الجمعي‪ ،‬أو االستعانة بأثرياء السجن في توفير فرص‬
‫عمل‪ ،‬ما يدفعهم الستغالله في أعمال إجرامية ال يدفع ثمنها سوى المجتمع الذى‬
‫أغلق أبواب الرزق وتجاهل أن الجريمة خطيئة اجتماعية تتطلب تضافر الجهود‬
‫االجتماعية لمواجهتها وازالة آثارها‪.‬‬
‫ب‪ /‬التهديد بفقد أفراد األسرة لمصدر دخلهم‪:‬‬
‫بعد خروج النزيل من المؤسسة اإلصالحية ال يتغير موقف المجتمع منه‪ ،‬بل‬
‫إن سمة التعاطف التي كانت تالحقه تختفي‪ ،‬ويحل محلها الخوف من التعامل من‬
‫النزيل أو أفراد أسرته‪ ،‬خوفاً من تدخله في حالة حدوث مشكلة بين صاحب العمل‬
‫وأحد أفراد أسرته‪ ،‬ما يعرض أفراد أسرة النزيل لفقد وظائفهم بالقطاع الخاص(أيمن‬
‫الزيني‪.)120 :‬‬

‫‪37‬‬
‫يتضح مما سبق أن اآلثار االقتصادية للنظام الجمعي على نزالء المؤسسات‬
‫اإلصالحية من ذوي العقوبات ال تقتصر على النزالء وحدهم‪ ،‬بل تتعداهم إلى أهلهم‬
‫وذويهم‪ ،‬حيث تتعرض أسرة النزيل لصعوبات اقتصادية نتيجة افتقاد مصدر الدخل‬
‫إذا كان العائل هو المحكوم عليه بالعقوبة‪ ،‬وتزداد وطأة الصعوبات االقتصادية التي‬
‫تواجهها األسرة في ظل حاجة النزيل لنفقات إضافية في السجن‪ ،‬ما يترتب عليه‬
‫عمل بعض أف ارد األسرة‪ ،‬أو تفكك األسرة واللجوء ألعمال منافية لألداب العامة‬
‫واألخالق في حالة عدم توفر فرص العمل الكريم بهدف توفير النفقات المالية الالزمة‬
‫للنزيل‪ ،‬وفي حالة عدم القدرة على توفيرها‪ ،‬قد يلجأ النزيل إلى العمل في خدمة أثرياء‬
‫السجن الذين يلقنونه فنون الجريمة ويضمونه إلى اتباعهم‪ ،‬وفي الغالب ينضم إليهم‬
‫بعد الخروج من السجن ويمتهن الجريمة بعد إغالق مصادر الرزق أمامه ونبذ‬
‫المجتمع له بعد الخروج من السجن‪ ،‬وهكذا فالنتيجة واحدة‪ ،‬إما يجعل النزيل يتعلم‬
‫سلوكيات باالختالط بكبار المجرمين‪ ،‬أو يصبح تابعاً لهم يقوم على خدمتهم داخل‬
‫السجن وبعد الخروج من السجن؛ ألنه وان كانوا علموه سلوكيات إجرامية‪ ،‬إال أنهم‬
‫وقفوا بجانبه وقت أن تخلى عنه المجتمع‪ .‬كما أن اآلثار االقتصادية السلبية ال‬
‫تقتصر على النزيل‪ ،‬بل تتعداه إلى أفراد أسرته وذويه من خالل فقد أفراد المجتمع‬
‫ثقتهم بهم‪ ،‬والرغبة في إنهاء عملهم خوفاً من تدخل النزيل بعد الخروج من السجن‬
‫في العمل أو تحريض ذويه على صاحب العمل‪.‬‬
‫الوضع اإلجتماعي‬
‫يؤدي عزل النزيل عن المجتمع بصفة عامة‪ ،‬وعن أسرته بصفة خاصة‬
‫والزج به في مجتمع السجن الذي يتضمن ثقافة مختلفة‪ ،‬ومفاهيم وعادات وتقاليد‬
‫خاصة تتسم بفساد القيم والمعايير‪ ،‬وتختلف عن ثقافة ومفاهيم وعادات وتقاليد‬
‫المجتمع الخارجي‪ ،‬إلى عدم القدرة على التكيف مع مجتمع السجن إال بعد مرور فترة‬
‫غير قليلة في ظل قواعد ونظم السجن وثقافته الفرعية التي تؤثر بدرجات متباينة في‬
‫النزالء نتيجة تواجدهم خالل النظام الجمعي مع أفراد ذوي خطورة إجرامية متباينة‪ ،‬ما‬
‫يؤدي إما إلى رفض النزيل للواقع المفروض عليه وارتكابه المخالفات والمشاحنات‬
‫وخروجه عن النظام ما يعرضه للعقوبات ويحرمه من فرصة اإلفراج الشرطي‪ ،‬أو‬

‫‪38‬‬
‫القبول باألمر الواقع واكتساب ثقافة السجن بما تحمله من معايير وقيم فاسدة‪ ،‬تكسبه‬
‫خبرات إجرامية قد تتسم بالخطورة وتساعد في اتجاهه للسلوك اإلجرامي بعد انقضاء‬
‫مدة العقوبة (أيمن الزيني‪.)130:‬‬
‫الوضع اإلجتماعي‪:‬‬
‫هي التغيرات التي تط أر على النواحي االجتماعية لنزالء المؤسسات‬
‫اإلصالحية أثناء وبعد قضائهم مدة العقوبة وتفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم‪ ،‬من‬
‫خالل االستجابة للمثيرات الداخلية والخارجية في شكل ردود أفعال متباينة (أمل علي‬
‫المخزومي‪١٩٨٩ ،‬م‪.)82 :‬‬
‫تطر على العالقات بين النزيل وأسرته‪ ,‬وبين النزيل‬
‫أ‬ ‫هي التغيرات التي‬
‫والمجتمع الخارجي من ناحية‪ ،‬وبين عائلة النزيل والمجتمع المحيط بهم من ناحية‬
‫أخرى (أديب خضور‪١٩٩٩ ،‬م‪.)65 :‬‬
‫نالحظ أن دخول النزيل المؤسسة اإلصالحية يؤدي إلى زيادة درجات‬
‫التعاطف معه في البداية من قبل أسرته وأقاربه‪ ،‬إال أنه بمرور الوقت تقل حدة هذا‬
‫التعاطف عندما تتوالى المشكالت وتبدأ الروابط االجتماعية في الضعف‪ ،‬ويترتب‬
‫على ذلك آثار اجتماعية خطيرة سواء بين النزيل وأقاربه وذويه‪ ,‬أو بين أسرة النزيل‬
‫وأفراد المجتمع المحيط بهم‪ .‬وبصفة عامة هناك العديد من العوامل االجتماعية‬
‫المؤثرة على نزالء المؤسسات اإلصالحية من أبرزها ‪:‬‬
‫‪ /١‬أن دخول السجن يعني نزع الحقوق التالية‪ :‬الحرية‪ ،‬وحق التمتع بالحقوق‬
‫الزوجية‪ ،‬وحق السيادة الشخصية على الذات‪ ،‬وحق التصرف‪ ،‬وحق األمن‪ .‬كما ان‬
‫التواجد مع مجرمين ذوي خطورة إجرامية متفاوتة من مرتكبي أنماط إجرامية متباينة‬
‫في شدتها وخطورتها كالقتل واالتجار بالمخدرات والتزوير والنصب والقدح والذم‪،‬‬
‫ومخالفات المرور‪ ،‬واالعتداء البدني‪ ،‬يمثل خط اًر في حد ذاته‪.‬‬
‫‪ /٢‬بالرغم من اختالف العقوبات على الجرائم المذكورة بأعلى من مجتمع آلخر‪ ،‬إال‬
‫أن العقوبة طالت مدتها أو قصرت ستثير النقاط السلبية المتمثلة في االختالط‬
‫بمجرمين وأصحاب سوابق إجرامية ذات خطورة متنوعة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ /٣‬أن النقاط السلبية المذكورة بأعلى يمكن أن تثير مولدات عكسية لدى المسجونين‬
‫ال يرغب فيها المجتمع‪ ،‬أو لم يحسب لها حساب عند فرضعقوبة السجن على كثير‬
‫من القضايا والمخالفات‪ ،‬وأهم هذه المولدات العكسية‪ :‬احتمالية أكبر للعودة إلى‬
‫الجريمة‪ ،‬والتعود على حياة السجن‪ ،‬ما يفقد العامل الردعي للعقوبة مفعوله‪.‬‬
‫‪ /٤‬أن الدراسات الميدانية التي أثبتت فشل العقوبة السجنية وحدها في الوقاية من‬
‫الجريمة‪ ،‬وفشل السجن في مهمة اإلصالح والتأهيل والتربية الوقائية من الجريمة‪،‬‬
‫واخفاق السجن كنظام عقابي في الحد من الجريمة أو العودة إليها لم تستهدف‬
‫المطالبة بإلغاء عقوبة السجن آليةً‪ ,‬بل طالبت بإجراء تغييرات مناسبة في نظام‬
‫السجون سواء في النظام العقابي ككل‪ ،‬أو في نظام العدالة الجنائية‪ ،‬مع إعادة النظر‬
‫في الهدف األساسي للسجن‪ ،‬وفي فكرة جوهر التأهيل والتهذيب واإلصالح‬
‫االجتماعي‪ ،‬وفي مبدأ وفكرة الحد من تفاقم الجريمة بمجرد إصدار أحكام سجنية من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ /٥‬تأكيد الكثير من الباحثين أن فكرة السجن وحدها كقاعدة للنظام العقابي‪ ،‬أو‬
‫كأساس لبناء سياسة عقابية أو سياسة وقائية لن تحل مشكلة السلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫‪ /٦‬عند مقارنة الفوائد المتحصل عليها في مجال الوقاية من الجريمة والتأهيل‬
‫واإلصالح والردع عن العودة للجريمة بالمبالغ الطائلة التي تنفق على إنشاء السجون‬
‫وتشغيلها وادارتها يتضح أنها قليلة جداً وغير موضوعية (حسن طالب‪ ٢٠٠٢ ،‬م‪:‬‬
‫‪ .)97‬وتنحصر أهم اآلثار االجتماعية على نزالء المؤسسات اإلصالحية من ذوي‬
‫العقوبات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ /١‬انسالخ السجين عن المجتمع‪:‬‬
‫يؤدي انسالخ السجين عن المجتمع إلى تشربه لثقافة السجن وقيمه‪ ،‬حيث‬
‫تشير نظرية اإلذعان إلى أن النزيل يرفض في البداية ثقافة السجن‪ ،‬وبمرور الوقت‬
‫يعتاد على هذه الثقافة ويتشربها‪ ،‬ويجعلها المحور األساسي الذي يوجه سلوكياته‬
‫وتصرفاته حتى بعد خروجه من السجن‪ ،‬وبذا تصبح ثقافة السجن بديالً لثقافته‬
‫األساسية (عبد اهلل اليوسف‪.) 121:‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ /٢‬القدوة السيئة‪:‬‬
‫يدخل السجين إلى المؤسسات اإلصالحية وهو طريد منبوذ من المجتمع‬
‫المحيط به نتيجة ما اقترفه من سلوك خاطىء مخالف ألعراف المجتمع‪ ،‬وخارج عن‬
‫قواعد الضبط االجتماعي‪ ،‬ويجد داخل المؤسسات اإلصالحية زمالء يتلقونه‬
‫بالترحيب وال يستنكرون سلوكه المنحرف‪ ،‬بل يحمدونه ويثنون عليه‪ ،‬ما يترتب عليه‬
‫يكون معهم‬
‫انخفاض صوت ضميره‪ ،‬وموت إحساسه بالذنب والخطيئة‪ ،‬ومن ثم ِّ‬
‫روابط حميمة ويعتبرهم الجماعة المرجعية األولى له التي ُيقيِّم من خاللها سلوكه‪،‬‬
‫ويكتسب من خاللها احترامه ورضاه عن ذاته‪ ،‬ذلك الرضا الذي ينطلق من أفكار‬
‫ومفاهيم خاطئة تجانب الصواب (عبد اهلل اليوسف‪.).122:‬‬
‫‪ /٣‬فقد المكانة االجتماعية والمركز االجتماعي‪:‬‬
‫المكانة االجتماعية أو المركز االجتماعي هي الحالة االجتماعية التي تعبر‬
‫عن مستوى الفرد والطبقة االجتماعية التي ينتمي إليها داخل المجتمع (احمد ماهر‪،‬‬
‫‪١٩٩٥‬م‪ .)96 :‬وغالباً ما يفقد نزيل المؤسسات اإلصالحية مكانته االجتماعية نتيجة‬
‫الوصمة التي تلحق به من جراء دخول المؤسسة اإلصالحية (أيمن الزيني‪.)141 :‬‬
‫ونرى أن فقد المكانة االجتماعية يرتبط بشكل كبير بإمكانات النزيل المادية‪،‬‬
‫وعالقاته االجتماعية‪ ،‬فأثرياء السجن ال يفقدون المكانة االجتماعية‪ ،‬بل يسعى الكثير‬
‫من النزالء لخدمتهم واالنضمام لهم داخل السجن وبعد الخروج منه‪ ،‬فغالبية الناس‬
‫تتناسى جرائم األثرياء الذين ال يتعرضون للوصم كما يتعرض له الفقراء‪.‬‬
‫‪ /٤‬الفتور في العالقات االجتماعية ‪:‬‬
‫يتعاطف أفراد أسرة السجين وذووه معه في بداية توقيع العقوبة السالبة للحرية‬
‫قصيرة المدة‪ ،‬ولكن بعد مرور مدة ينتاب الفتور العالقات بينهم وبين النزيل‪ ،‬خاصةً‬
‫إذا ترافق ذلك مع صعوبات اقتصادية وظروف ضاغطة نتيجة زيادة النفقات وقلة‬
‫الدخل‪ ،‬خاصةً إذا كان النزيل هو العائل‪ ,‬ما يترتب عليه العديد من اآلثار السلبية‬
‫على العالقات االجتماعية بين النزيل وأهله وذويه‪ ،‬التي تتراوح في شدتها ما بين‬
‫الفتور إلى الشقاق أو الهجر واالنفصال (عطية مهنا‪١٩٩٩ ،‬م‪.)112 :‬‬

‫‪41‬‬
‫المحيط األسري‬
‫تعاني أسر وعائالت المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية من عدة آثار‬
‫تتراوح في شدتها ما بين الفتور في العالقات بين أفراد األسرة الواحدة وبينهم وبين‬
‫أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم‪ ،‬وردود الفعل الغاضبة العصبية‪ ،‬إلى انهيار األسرة‬
‫وتفككها‪ ،‬وكذلك فك االرتباطات االجتماعية بينها وبين أفرد المجتمع كما يتضح مما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ /١‬الفتور في العالقات االسرية‪:‬‬
‫الفتور في العالقات االسرية من اآلثار البسيطة التي تنتج من تعرض أحد‬
‫أفراد األسرة أو عائلها إلى عقوبة سالبة للحرية‪ ،‬ويرجع هذا الفتور إلى المشكالت‬
‫النفسية التي تصيب أسرة النزيل‪ ،‬وتعرضها للوصم وشعورها بالخزي والعار الذي‬
‫يترتب عليه امتناع بعضهم عن زيارة النزيل‪ ،‬وقد يصل ذلك إلى حد طلب الطالق‬
‫واالنفصال بين الزوجين‪ ،‬كما أن هذا الشعور ال يقتصر على أسرة النزيل وأهله‪ ،‬بل‬
‫يمتد إلى األصدقاء واألقارب والجيران‪ ،‬فردود الفعل العصبية من قبل أسرة السجين‬
‫نتيجة انخفاض مستوى الثبات االنفعالي لديهم‪ ،‬يجعل من السهل استثارتهم‪ ،‬ومن ثم‬
‫اتسام ردود أفعالهم بالعصبية‪ ،‬ما يترتب عليه المشاجرات والمضاربات بينهم وبين‬
‫أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم (أيمن الزيني‪.)153 :‬‬
‫‪ /٢‬انهيار أسرة السجين‪:‬‬
‫تتأثر أسرة السجين بدخول أحد أفرادها المؤسسة اإلصالحية سواء كان ذلك‬
‫الفرد هو عائل األسرة أو أحد أفرادها‪ ،‬ويختلف التأثير في شدته حسب دور النزيل‬
‫في األسرة قبل دخوله السجن على النحو التالي ‪:‬‬
‫أ‪ /‬يضم دخول المؤسسة اإلصالحية جميع أفراد األسرة في نظر المجتمع‪ ،‬وبصفة‬
‫خاصة في المجتمعات العربية التي تعد االنتماء قائماً لألسرة وليس لألفراد‪ ،‬ومن ثم‬
‫يؤثر الوصم في األسرة‪ ،‬ويؤدي إلى انزواء أفراده او جرح كرامتهم واحساسهم بمركب‬
‫نقص قد يدفعهم إلى مشكالت ال نهاية لها‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ب‪ /‬عند توقيع عقوبة الحبس بصفة عامة سواء كانت قصيرة أم متوسطة أم طويلة‬
‫المدة على رب األسرة أو عائلها‪ ،‬فإن ذلك ينعكس على األسرة‪ ،‬ويحطمها‪ ،‬ويؤدي‬
‫إلى ضياعها من عدة أوجه نتيجة ‪:‬‬
‫انعدام مصدر الرزق‪.‬‬ ‫‪.i‬‬
‫افتقاد األسرة لمصدر التربية والرقابة‪ ،‬ومن ثم تحميل العبء على أحد‬ ‫‪.ii‬‬
‫الوالدين في عملية التربية والتنشئة االجتماعية‪ ،‬وهي مهمة شاقة وعسيرة (عبد‬
‫اهلل اليوسف‪.)156 :‬‬
‫كما أن خروج النزيل من المؤسسة اإلصالحية بعد اختالطه بكبار المجرمين‬
‫خالل النظام الجمعي واكتسابه لثقافة السجن والسلوكيات السلبية‪ ،‬يسهم في زيادة‬
‫سرعة ووتيرة التفكك األسري‪ ،‬كما سبق إيضاحه عند التعرض لآلثار السلوكية نتيجة‬
‫فساد القدوة في عيون األبناء وسعيهم لتقليده في سكناته وحركاته‪ ,‬أي أن تأثيرات‬
‫البيئة االجتماعية التي تجلبها تصرفات النزيل تدعم السلوكيات المنحرفة‪ ،‬ولذلك‬
‫تزداد معدالت ارتكاب الجريمة واالنحراف بين قاطني األحياء الفقيرة‪ ،‬وبين األفراد‬
‫الذين تعاني أسرهم من التفكك االجتماعي؛ نظ اًر لضعف الروابط االجتماعية‬
‫واالنسالخ القيمي‪ ،‬ما يجعل كل فرد من أفراد األسرة ينساق وراء دوافع االنحراف‬
‫التي تفرزها البيئة السلبية‪ ،‬مع األخذ في االعتبار أن الفقر قد يدفع للسلوك اإلجرامي‬
‫أحياناً‪ ،‬وقد يكون دافعاً للنبوغ والتفوق أحياناً أخرى‪ ،‬كما أن الجريمة قد تقع بنسب ال‬
‫يستهان بها بين األغنياء (محمد زكي أبو عامر‪١٩٩٣ ،‬م‪.)87 :‬‬
‫‪ /٣‬تفكك االرتباطات االجتماعية‪:‬‬
‫يعد تفكك االرتباطات االجتماعية من أهم اآلثار السلبية التي تترتب على‬
‫دخول أحد أفراد األسرة المؤسسة اإلصالحية لقضاء عقوبة سالبة للحرية طويلة أو‬
‫متوسطة أو قصيرة المدة‪ ،‬ألن الشعور بالخزي والعار ال يقتصر على أفراد أسرة نزيل‬
‫المؤسسات اإلصالحية‪ ،‬بل يمت د ليشمل العالقات االجتماعية الخاصة بينهم وبين‬
‫أفراد المجتمع كأمور الخطبة وعقد النكاح وغيرها‪ ،‬فقد يسارع من ارتبط بهذه‬
‫العالقات االجتماعية من أسرة النزيل إلى فك هذه االرتباطات للتخلص من الخزي‬
‫والعار فيقومون بفسخ الخطبة‪ ،‬وكذلك طلب حاالت الطالق والتأكيد عليها بعد عقد‬

‫‪43‬‬
‫القران‪ ،‬وقد يقوم المتزوجون بتطليق بنات النزيل‪ ،‬ما يسهم بشكل أو بآخر في إحداث‬
‫ضغوط هائلة على الجوانب النفسية لألبناء‪ ،‬تساعد على سرعة تدمير العالقة‬
‫األسرية واتساع نطاقها (أيمن الزيني‪.)160 :‬‬
‫‪ /٤‬صعوبة االندماج في النسيج االجتماعي‪:‬‬
‫يترتب على العقوبة السالبة للحرية صعوبة اندماج النزيل بعد قضاء فترة‬
‫العقوبة‪ ،‬وكذلك أفراد أسرته في النسيج االجتماعي من جديد‪ ،‬حيث يصمهم المجتمع‪،‬‬
‫وينظر إليهم نظرة دونية‪ ،‬نتيجة وصمة العار التي ال تقتصر على النزيل‪ ،‬بل تلحق‬
‫بأفراد أسرته وذويه‪ ،‬وينتج عنها انعدام ثقة أفراد المجتمع بهم‪ ،‬وقد يترتب عليها فصل‬
‫النزيل من عمله ورفض تشغيله‪ ،‬وكذلك انخفاض الثقة بأبنائه وذويه من قبل‬
‫أصحاب العمل‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن اآلثار االجتماعية للنظام الجمعي على نزالء المؤسسات‬
‫اإلصالحية من ذوي العقوبات ال تقتصر على النزالء وحدهم‪ ،‬بل تتعداهم إلى أهلهم‬
‫وذويهم ‪ ،‬وكذلك إلى أفراد المجتمع المرتبطين بهم‪ ،‬ما يترتب عليه عدم تقبل النزيل‬
‫وكذلك أفراد أسرته في النسيج االجتماعي‪ ،‬فضالً عن العديد من اآلثار السلبية‬
‫االجتماعية التي تلحق بالنزيل نتيجة صعوبة تقبله في النسيج االجتماعي هو وكذلك‬
‫أفراد أسرته‪ ،‬فضالً عن اعتباره بمثابة قدوة سيئة‪ ،‬وفقده المكانة االجتماعية واالعتبار‬
‫االجتماعي الذي كان يتمتع به قبل دخوله المؤسسة اإلصالحية‪ ،‬ما يترتب عليه‬
‫فتور العالقات االجتماعية بدرجات متنوعة الشدة تتراوح ما بين االنقطاع عن زيارة‬
‫النزيل إلى الطالق واالنفصال‪ ،‬وما يترتب على ذلك من تفكك أسري يسهم بشكل أو‬
‫بآخر في زيادة معدالت الجريمة نتيجة انهيار أسرة النزيل‪ ،‬ومعاناتها من الخزي‬
‫والعار والوصم الذي يلحق بها ويطاردها في كل مكان‪ ،‬والذي يترتب عليه أحياناً فك‬
‫االرتباطات االجتماعية بين أفراد أسرة السجين وأفراد المجتمع المرتبطين معهم‬
‫بعالق ات المصاهرة سواء بفسخ الخطبة أو الطالق‪ ،‬ما يترتب عليه مزيد من‬
‫االضطراب والتفكك ألسرة النزيل‪ ،‬في ضوء رفض أصحاب العمل تشغيله‪ ،‬وانعدام‬
‫الثقة به وبأفراد أسرته‪ ،‬ما يفتح الباب أمام لجوء النزيل المته ان الجريمة وارتكاب‬
‫سلوكيات إجرامية مستعيناً بما تعلمه من خبرات إجرامية من مخالطته لكبار‬

‫‪44‬‬
‫المجرمين خالل النظام الجمعي في السجن‪ ،‬فتكون النتيجة أن الخاسر ليس النزيل‬
‫وحده‪ ،‬بل الخاسر األكبر هو المجتمع الذي أسهم بدور فعال في لجوء النزيل إلى‬
‫الجريمة كوسيلة للعيش والتكسب بعد إغالق مصادر وأبواب الرزق أمامه‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه تعريض ه لسلبيات النظام الجمعي التي يترتب عليها احتكاكه بكبار‬
‫المجرمين واكتسابه مهارات ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫حماية الصحة العامة مع احترام حقوق الفرد‪:‬‬
‫تهتم حماية الصحة العامة في سياق السجون بالنهوض بالصحة وحمايتها‪،‬‬
‫وخفض معدل اإلصابة باألمراض والوفيات بين السجناء والمجتمع ككل‪ .‬ويشمل ذلك‬
‫كل العاملين بالسجون وأفراد أسر السجناء‪ ،‬والعاملين‪ ،‬والزائرين‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫المجتمع الخارجي الذي يخرج إليه السجناء في النهاية عند إخالء سبيلهم‪.‬‬
‫وفيما يتصل باألمراض المعدية‪ ،‬قد يشمل تأمين الصحة العامة جمع‬
‫المعلومات والبيانات الشخصية عن السكان المصابين بفيروس نقص المناعة‬
‫البشري‪ .‬ومن الضروري تحديد عوامل الخطر وأشكال السلوك الخطر‪ ،‬وذلك لمعرفة‬
‫أساليب انتشار العدوى‪ .‬وهذه المعلومات حيوية لوضع برامج الوقاية‪ .‬وتتخذ تلك‬
‫اإلجراءات بصفة روتينية لألمراض األخرى مثل الدرن والزهري‪ .‬وفي الماضي‪ ،‬كانت‬
‫تتبع إجراءات إجبارية مثل العزل والحجر الصحي بصفة روتينية لمكافحة األوبئة‬
‫والمخاطر التي تصيب الصحة العامة‪ .‬وال شك أن إجراءات معينة قد تقيد السلوك‬
‫الشخصي من أجل الصالح العام‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫مظاهر ومراحل الضغوط النفسية‬
‫إن الشخص الذي يعاني من آثار الضغوط النفسية يظهر لديه المظاهر التالية أو‬
‫عدة تندرج ضمن ثالثة أبعاد هـي( جاسم يوسف‬ ‫ٍ‬
‫بعض منها‪ ،‬للضغط النفسي مظاهر ّ‬
‫محمد الشاعر‪2003 ,‬م‪:)36 :‬‬
‫‪/1‬البعد الفيزيولوجي‪:‬‬
‫وتتبدى مظاهره في‪:‬‬
‫‪ /1‬التعب الشديد و عسر الهضم‪.‬‬
‫‪ /2‬آالم الرأس والظهر‪.‬‬
‫‪ /3‬زيادة ضربات القلب‪.‬‬
‫‪ /4‬اضطراب ضغط الدم والتنفس‪.‬‬
‫‪ /5‬اضطرابات النوم(األرق)‪.‬‬
‫‪/2‬البعد المعرفي العقلي‪/‬االنفعالي)‪:‬‬
‫ومن المظاهر العقلية للضغط النفسي‪:‬‬
‫‪ /1‬نقص االنتباه وصعوبة التركيز وضعف قوة المالحظة‪.‬‬
‫التعرف وتزداد األخطاء‪.‬‬
‫‪ /2‬تدهور الذاكرة حيث تق ّل قدرة الفرد على االستعداد و ّ‬
‫‪ /3‬عدم القدرة على اتخاذ الق اررات ونسيان األشياء‪.‬‬
‫‪/4‬اضطراب التفكير حيث يغلب لدى الفرد التفكير النمطي بدالً من التفكير‬
‫االبتكاري‪.‬‬
‫‪ /5‬ضعف قدرة الفرد على حل المشكالت وصعوبة معالجة المعلومات‪.‬‬
‫أما األعراض االنفعالية(النفسية) فتتمثل في‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ /1‬سرعة الغضب والخوف‪.‬‬
‫‪ /2‬القلق والتوتر‪.‬‬
‫‪ /3‬فقد الثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ /4‬زيادة االندفاعية والحساسية المفرطة‪.‬‬
‫‪ /5‬النظرة السوداوية للحياة مع الشعور بغياب الهدف‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ /6‬الشعور بإنعدام القيمة‪.‬‬
‫‪/3‬البعد السلوكي‪:‬‬
‫عندما يكون الفرد تحت طائل ضغط نفسي فإنه يسلك مجموعة من السلوكات‬
‫التي يحاول من خاللها أن يشغل ذاته بها عن مصادر التهديد‪ .‬ومن تلك السلوكات‬
‫نجد‪( :‬جاسم الشاعر‪ :‬ص‪)37‬‬
‫‪ /1‬الزيادة أو التقليل من األكل أو النوم‪.‬‬
‫‪ /2‬انخفاض وتراجع الفعالية في األداء‪.‬‬
‫‪ /3‬قضم األظافر والنقر على األرض بالقدمين أو على الطاولة باألصابع‪.‬‬
‫‪ /4‬عدم الثقة باآلخرين ‪.‬‬
‫‪ /5‬التخلي عن الواجبات والمسؤوليات واإللقاء بها على عاتق اآلخرين‪.‬‬
‫مراحل الضغوط النفسية‪:‬‬
‫يعتبر هانز سيلي ‪ selye‬من األوائل الذين تحدثوا عن التجارب المتنوعة‬
‫على الحيوان واإلنسان وقد تبين أن التعرض المستمر للضغط النفسي يؤدي إلى‬
‫حدوث اضطرابات في أنحاء الجسم المختلفة مما يؤدي إلى ظهور األغراض الذي‬
‫أطلق عليها سيلي اسم زملة أعراض التكيف العام وهذه الزملة تحدث من خالل‬
‫ثالث مراحل وهي‪ ( :‬وليد السيد خليفة‪ ,‬مراد علي عيسى‪2008 ,‬م‪.)56 :‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬وتسمى استجابة اإلنذار‪:‬‬
‫في هذه المرحلة ستدعي الجسم كل قواه الدفاعية لمواجهة الخطر الذي‬
‫يتعرض له فيحدث نتيجة التعرض المفاجئ لمنبهات لم يكن مهيئاً لها وهي عبارة‬
‫عن مجموعة من التغيرات العضوية الكيميائية منها‪(:‬كامل علوان الزبيدي‪2000 ،‬م‪:‬‬
‫‪.)54‬‬
‫‪ /1‬العالمات الجسدية‪:‬‬
‫حيث يالحظ الشخص حدوث اآلتى‪:‬‬
‫أ‪ /‬ارتفاع ضغط الدم ‪.‬‬
‫ب‪ /‬سرعة فى ضربات القلب ‪.‬‬
‫ج‪ /‬عدم انتظام فى ضربات القلب ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫د‪ /‬غ ازرة العرق‪.‬‬
‫ه‪ /‬الشعور بقشعريرة البرد‪.‬‬
‫و‪ /‬الصداع‪.‬‬
‫ز‪ /‬إمساك‪.‬‬
‫ح‪ /‬جرش األسنان‪.‬‬
‫ط‪ /‬بقع جلدية‪.‬‬
‫ي‪ /‬اإلصابة بنزالت البرد حيث تكون مقاومة الجسم لألمراض تكاد أن تكون‬
‫معدومة‪.‬‬
‫ك‪ /‬أالم فى العضالت والمفاصل‪.‬‬
‫ل‪ /‬تغير أو عدم انتظام فى الشهية مع الميل الى فقدان الشهية العصبى‪.‬‬
‫م‪ /‬اإلرهاق ألقل مجهود يقوم به‪.‬‬
‫ن‪ /‬اللجوء الى استخدام األدوية المهدئة‪.‬‬
‫س‪ /‬التدخين بشراهة‪.‬‬
‫ع‪ /‬الرغبة فى ( تجريب ) أنواع جديدة من المخدرات‪.‬‬
‫ف‪ /‬الشعور بآالم ال نهاية لها وفى أماكن مختلفة من الجسم‪.‬‬
‫‪ /2‬العالمات النفسية ‪( :‬كامل الزبيدي‪.)55 :‬‬
‫أ‪ /‬القلق‪.‬‬
‫ب‪ /‬الحزن‪.‬‬
‫ج‪ /‬األسى‪.‬‬
‫د‪ /‬سوء التأويل (أى تفسير األشياء على أساس أنها مؤثرات) و (خطط) تحاك‬
‫ضده‪.‬‬
‫ه‪ /‬تبلد اإلحساس‪.‬‬
‫و‪ /‬عدم االتزان االنفعالى‪.‬‬
‫ز‪ /‬األرق‪.‬‬
‫ح‪ /‬اضطراب النوم‪.‬‬
‫ط‪ /‬عدم االستقرار الحركى‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ي‪ /‬الشعور بالدوخة‪.‬‬
‫ك‪ /‬الشعور بعدم التركيز‪.‬‬
‫ل‪ /‬اإلحساس بالفراغ ( و األخطر هو إحساس الشخص بأنه يعانى من الفراغ"‬
‫فراغ فى الداخل – فراغ فى الخارج)‪.‬‬
‫م‪ /‬نوبات من البكاء حادة وعنيفة ومجهولة األسباب‪.‬‬
‫ن‪ /‬سرعة االستثارة‪.‬‬
‫س‪ /‬ضحك بال سبب‪.‬‬
‫ع‪ /‬نقص فى الرغبة الجنسية‪.‬‬
‫ف‪ /‬فقدان الدافعية‪.‬‬
‫ص‪ /‬عدم اإلحساس بالذات وبقيمتها‪.‬‬
‫‪ /3‬األعراض اإلجتماعية‪( :‬كامل الزبيدي‪ :‬ص‪.)56‬‬
‫أ‪ /‬عدم الرغبة فى مخالطة اآلخرين‪.‬‬
‫ب‪ /‬العزلة‪.‬‬
‫ج‪ /‬الشعور بالوحدة حتى وان تواجد داخل اآلخرين‪.‬‬
‫د‪ /‬ظهور اتجاهات سلبية تجاه اآلخرين‪.‬‬
‫ه‪ /‬نقص فى اإلنتاج‪.‬‬
‫و‪ /‬استهداف للحوادث‪.‬‬
‫ز‪ /‬كثرة المشاجرات مع اآلخرين‪.‬‬
‫ح‪ /‬قطع العالقات حتى وان كانت وثيقة باآلخرين‪.‬‬
‫ط‪ /‬األيمان الى درجة اليقين بأن اآلخر هو الجحيم‪.‬‬
‫ي‪ /‬االمتعاض‪.‬‬
‫ك‪ /‬األسف على كل شىء موجود‪.‬‬
‫ل‪ /‬الدخول في مشاكل مع أفراد أسرته‪.‬‬
‫م‪ /‬الدخول فى مشاكل مع زمالؤه فى العمل‪.‬‬
‫ن‪ /‬الوصول الى الطالق فى األسرة و الفصل فى العمل‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬وتسمى بمرحلة المقاومة‪:‬‬
‫فإذا استمر الموقف الضاغط فإن مرحلة اإلنذار تتبعها مرحلة أخرى وهي‬
‫مرحلة المقاومة لهذا الموقف وتشتمل هذه المرحلة األعراض الجسمية التي يحدثها‬
‫التعرض المستمر للمنبهات والمواقف الضغطة التي يكون الكائن الحي قد اكتسب‬
‫القدرة على التكيف معها وتعتبر هذه المرحلة هامة في نشأة أغراض التكيف أو ما‬
‫يسمى باألغراض السيكوسوماتية ويحدث ذلك خاصة عندما تعجز قدرة اإلنسان على‬
‫مواجهة المواقف عن طريق رد الفعل التكيفي‪ ،‬ويؤدي التعرض المستمر للضغوط‬
‫إلى اضطراب التوازن الداخلي مما يحدث مزيداً من اإلف ارزات الهرمونية المسببة‬
‫لالضطرابات العضوية‪ ,‬ولها عدة أعراض منها‪( :‬عبد الرؤوف طالع‪.)120 :‬‬
‫‪ /1‬األعراض الجسدية ‪:‬‬
‫أ‪ /‬الشعور باإلرهاق حتى بدون ان يقوم بأى مجهود‪.‬‬
‫ب‪ /‬نقص الرغبة الجنسية ( أو تالشيها ) فلم يعد يسعى أو يقبل على اللقاء الزوجى‬
‫الذى كان يتمزق شوقا إليه من قبل بالرغم من (المثيرات) و(العروض الشيقة)‬
‫التى يقوم بها الطرف اآلخر‬
‫‪ /2‬األعراض النفسية ‪:‬‬
‫أ‪ /‬عدم االهتمام بأى شىء أو أى أحداث سواء على المستوى المحلى أو حتى‬
‫القومى مطلقا‬
‫ب‪ /‬الميل الى الوحدة و العزلة وعدم االبتهاج لمقابلة الناس‪.‬‬
‫ج‪ /‬االستياء الدائم والمستمر‪.‬‬
‫‪ /3‬األعراض المجتمعية‪:‬‬
‫أ‪ /‬االنسحاب االجتماعى والعزلة‪.‬‬
‫ب‪ /‬التأخير عن العمل (بل ويتمنى أن ال يذهب من األساس ويهلل داخليا ألى‬
‫أفكار بأن المؤسسة التى يعمل بها سوف تطبق نظام المعاش المبكر)‪.‬‬
‫ج‪ /‬المماطلة والتسويف ألى عمل ال يمكن أن يتم اليوم‬
‫د‪ /‬اإلسراف فى التدخين‪.‬‬
‫ه‪ /‬اإلسراف فى تناول أكواب الشاى والقهوة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫و‪ /‬اللجوء الى تعاطى المهدئات و ربما المخدرات (الحقيقية)‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬وتسمى اإلنهاك أو اإلعياء‪:‬‬
‫فإذا طال تعرض الفرد الضغوط متعددة لفترة أطول‪ ،‬فإنه هسوف يصل إلى‬
‫نقطة يعجز عن االستمرار في المقاومة ويدخل في مرحلة االنهاك ويصبح عاج اًز‬
‫عن التكيف بشكل كامل في هذه المرحلة تنهار الدفعات الهرمونية وتنقص مقاومة‬
‫الجسم وتصاب الكثير من أجهزة العصب ويسير المريض نحو الموت بخطى سريعة‬
‫واذا توقف األمر على العديد من االستجابات التكيفية التي تساعد الفرد على حماية‬
‫نفسه كلما تعرض إلى تغيرات ومواقف ضاغطة‪ ،‬فانخفاض درجة الح اررة أو زيادتها‬
‫وحاالت الجوع والعطش والنشاط العضلي الزائد والتوتر االنفعالي كلها تؤدي إلى‬
‫تغيرات في الكائن الحي نتيجة ما يسمى بحالة الضغط النفسي‪(.‬محمد‬
‫هالل‪2000،‬م‪ ,)40 :‬ولها عدة أعراض‪:‬‬
‫‪ /1‬األعراض الجسدية ‪:‬‬
‫أ‪ /‬اضطرابات مزمنة فى المعدة والقولون‪.‬‬
‫ب‪ /‬اإلرهاق الجسمى المزمن‪.‬‬
‫ج‪ /‬صداع مزمن بدون أسباب واضحة‪.‬‬
‫‪ /2‬األعراض النفسية ‪:‬‬
‫أ‪ /‬حزن‪.‬‬
‫ب‪ /‬اكتئاب مزمن‪ ،‬وهو اكثر حدة من الحزن حيث النظرة السوداوية فى عمل شىء‬
‫وعدم التفاؤل واليأس‪.‬‬
‫ج‪ /‬فقدان األمل وعدم التفاؤل حتى من باب مجاملة اآلخرين‬
‫د‪ /‬قد يقدم على االنتحار والتخلص من حياته‪.‬‬
‫‪ /2‬األعراض المجتمعية‪:‬‬
‫أ‪ /‬استمرار العزلة‪.‬‬
‫ب‪ /‬استمرار مقاطعة الناس‪.‬‬
‫ج‪ /‬استمرار الغياب عن العمل‪.‬‬
‫د‪ /‬قطع عالقته باآلخرين – حتى وان كانت عالقات حميمة طيبة مع اآلخر‬

‫‪51‬‬
‫ه‪ /‬الشك فى اآلخرين (حتى وان كانوا اقرب الناس إليه)‪.‬‬
‫و‪ /‬عدم التسامح مع اآلخرين وحتى مع النفس ( وتضخيم ) األخطاء‪.‬‬
‫ز‪ /‬االتجاه إلى عالم السحر (لفك هذا الغموض واألسئلة واأللغاز التى بال أجوبة‬
‫حتى اآلن)‪.‬‬
‫ح‪ /‬الدخول فى(مذاهب) متطرفة الثبات الذات ربما واثبات انه مختلف عن‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫نالحظ أن تتطور األعراض إن لم ننتبه إليها فى البداية من الممكن أن تقود‬
‫الشخص إلى الهالك فاإلنتباه جيداً ألى تغيرات‪ ،‬وأن ال نفصل بين ما هو جسدى‬
‫وما هو نفسى ألن األمور قد تختلط ببعضها البعض فاألعراض النفسية قد تختار‬
‫األعضاء العضوية الجسدية (لتمثيل) دورها فتبدأ رحلة طويلة بين أروقة العيادات‬
‫والمستشفيات ويكون لديها بعض هذه (الجوالت) المكوكية العديد من األشعة‪،‬‬
‫والتحاليل‪ ،‬والروشتات واألدوية‪ ,‬ورغم ذلك ما زال يعانى من األلم العضوى ألنهُ هو‬
‫والطبيب قد بالغا فى االهتمام بالمرض ولم يلقوا باال لالهتمام بالسبب‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫مفهوم النزالء (المحبوسيين) وحقوقهم‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫الحرية منحة إلهية منحها اهلل سبحانه وتعالى لهذا اإلنسان‪ ،‬كي يكون‬
‫مسؤوالً عن تصرفاته أمام اهلل أوالً‪ ،‬وأمام المجتمع الذي ينتمي إليه ثانياً‪ ،‬لكن بعض‬
‫األفراد ربما يسيئون استخدام هذه المنحة اإللهية‪ ،‬فيتعدون في غفلة من إيمانهم وغيبة‬
‫من ضمائرهم على النظام االجتماعي الذي ينتسبون إليه‪ ،‬ومن هنا فقد شرع اإلسالم‬
‫الحنيف عقوبة السجن إصالحاً للجاني‪ ،‬واشعا اًر له بخطئه من جهة‪ ،‬وحماية للمجتمع‬
‫ومنعاً للجريمة وحسم ًا لمادة الفساد من جهة أخرى‪ .‬ونقوم هذا الفصل من أجل إبراز‬
‫هذه العقوبة وايضاح األحكام الشرعية المتعلقة بالسجن والسجين‪ ،‬وحقوق السجين‬
‫عبر ثالثة مباحث بينت في أولها حقيقة السجن وحكمه‪ ،‬بينما أفردت ثانيها للحديث‬
‫عما يمنع منه السجين‪ ،‬وما يباح له‪ ،‬ثم خصصت ثالثها للحديث عن حقوق‬
‫السجين‪ .‬كما نركز على إنسانية السجين‪ ،‬وعدم إهدارها‪ ،‬والحريص على أال تتجاوز‬
‫هذه العقوبة ما رسم لها من تحقيق المقاصد الشرعية من ورائها‪.‬‬
‫السجن‪ ،‬هو سلب لحرية إنسان بوضعه في مكان يقيد حريته‪ ،‬والسجن هو‬
‫َ‬
‫طريقة الحتجاز شخص بموجب حكم قضائي أو قرار إداري من سلطة يستند إما إلى‬
‫قانون ينص على عقاب الشخص لكونه ارتكب جريمة أو لمجرد قرار تقديري من‬
‫سلطة مخولة باحتجاز األشخاص إجراء وقائيا تقوم به إدارة األمن بوصفها سلطة‬
‫عامة‪ .‬للتحفظ على مشتبه به حتى إتمام تحقيقاتها‪ .‬ويطلق على السجن بغرض‬
‫التحفظ بالحبس االحتياطي أو حبس تحفظي‪ ،‬أو اعتقال وقائي‪.‬‬
‫السجن بحسب األصل نوع من أنواع العقوبات الجزائية ولذلك ال يستخدم إال‬
‫وفقا للقانون‪ (United Nations Development(.‬وهو كإجراء وقائي مخول‬
‫للسلطة أو اإلدارة لتقديرها ان شخصا بعينه يشكل خطورة على المجتمع أو يشكل‬
‫تهديدا على المجتمع أو النظام‪ .‬السجن بهذا المفهوم األخير يطلق عليه أيضا"‬
‫اعتقاال" وهذا األخير يكون تعسفا من السلطة العامة التنفيذية إذا استطالت مدته على‬

‫‪53‬‬
‫النحو الذي يساوى فيه بين المعتقل لشبهة دون ثبوث جرم فعلي‪ ،‬وبين المسجون‬
‫لكونه قد ارتكب بالفعل جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن وسلب الحرية‪.‬‬
‫يطلق السجن على المكان الذي تتم فيه سلب حرية اإلنسان‪ .‬وهو مكان معد‬
‫ليكون صالحا لحبس شخص أو أكثر ويكون إعداده بوضع األسوار والقضبان‬
‫الحديدية وتعيين الحراسة الالزمة لمنع المسجون من الفرار‪ .‬وبعبارة أخرى يتم وضع‬
‫كل الوسائل الممكنة لمنع الشخص من الخروج من المكان المحبوس فيه وتحت‬
‫سيطرة كاملة لحراس السجن‪.‬اما بالنسبة للتيار الفكري العام‪ .‬وبالنسبة النصار نظرية‬
‫الحرية العامة‪ .‬فهناك نوع من االحتقار للسجن كاداة للعقاب‪.‬‬
‫وفي رأئينا أن السجن يدمر اإلنسان ويمنعه من اإلبداع ومن التقدم ومن البناء فهو‬
‫لذلك محتقر‪ .‬يجب أن يلف العار اولئك الدين يتقاضون المال من اجل ان يحكموا‬
‫بالسجن أو يراقبوا الزنازين‪ .‬يجب أن يحكم بالعار على مرتزقة األنظمة السياسية‬
‫السجنية‪ .‬هذه بعجالة بعض مخاطر السجون ومخاطر السجن على االفراد والمجتمع‪:‬‬
‫• الملل وعدم القدرة على ممارسة اي انشطة منتجة ابداً‪.‬‬
‫• مخاطر نشوء مجتمع شمولي يخدم مصاله فقط ويلجا إلى نظام المعاقبة بالسجن‬
‫الخراس معارضيه ومنتقديه‪.‬‬
‫• االستعباد بحيث يستعبد اإلنسان داخل السجن بتلك الطريقة‪".‬عبد سجين"لكن‬
‫ويالالسى فان ما يقال هو سجين وليس عبدا‪.‬‬
‫• تهشيش الفرد واضعافه نتيجة لسجنه مما يعرضه لمخاطر االغتصاب واالعتداء‬
‫الجنسي أكثر واكثر‪ .‬ولكن هذه األوضاع التي نعرضهم لها هي اسوا من الجرائم‬
‫التي ارتكبوها‪ .‬ونحن مذنبون بذلك‪.‬‬
‫مفهوم السجين‪:‬‬
‫يقال سجنه سجناً حبسه فهو مسجون وسجين‪ ,‬ورجل سجين ومسجون‪ ,‬وكذلك‬
‫وس ْجَنى‪ ,‬وقال اللحياني‪ :‬إمرأة سجين وسجينة أي‬
‫األنثى بغير هاء‪ ,‬والجمع سجناء‪َ ,‬‬
‫مسجونة من نسوة سجنى وسجائن‪( .‬سجن – لسان العرب ‪)203/13‬‬
‫والحبس ضد التخلية‪ ,‬يقال حبست الرجل إذا سجنته حبس‪ ( .‬لسان العرب ‪.)44/6‬‬

‫‪54‬‬
‫ال يتضمن ضر اًر‬
‫وتطلق كلمة سجين على كل من أدخل السجن الرتكابه فع ً‬
‫ويعاقب عليه الشرع بعقوبة مقدرة أو غير مقدرة‪ ,‬أو المدين الذي حبس لعدم وفائه‬
‫للدين وما شابه ذلك ‪ .‬والسجين هو أي شخص مجرد من حريته إلدانته بجريمة‪.‬‬
‫السجن لغة‪ :‬بفتح السين‪ ،‬مصدر سجن‪ ،‬بمعنى حبس‪ ،‬ومنه يقال‪ :‬سجنه يسجنه‬
‫سجنا‪ :‬أي حبسه والسجن بالكسر‪ :‬المحبس‪ ،‬أي مكان الحبس‪ ،‬وصاحبه سجان‪،‬‬
‫ً‬
‫والجمع سجون‪ ( .‬المعجم الوسيط ‪.) 418/1‬‬
‫السجن أصطالحاً‪:‬‬
‫كثير عن اإلطالقات اللغوية‬
‫اً‬ ‫ال يخرج السجن في اصطالح الفقهاء وعرفهم‬
‫المتقدمة‪ ،‬فها هو ابن القيم يعرف السجن بقوله‪" :‬ليس هو الحبس في مكان‪ ،‬وانما‬
‫هو تعويق الشخص‪ ،‬ومنعه من التصرف بنفسه سواء أكان في بيت‪ ،‬أم مسجد‪ ،‬أم‬
‫كان بتوكيل الخصم‪ ،‬أو وكيله عليه‪ ،‬ومالزمته له"‪ (.‬حسن أبو غده‪1987 ,‬م‪.)24 :‬‬
‫وفي رائينا إن السجن هو حجز شخص ومنعه من التصرف‪ ،‬وتقييد حريته‪،‬‬
‫أمور مخالفة‪ ،‬ممن يملك سلطة لفعل ذلك"‪.‬‬
‫الرتكابه ًا‬
‫القول‪" :‬حجز شخص معين"‪ ،‬يعني أن السجن ال بد أن ينطوي على الحجز‪ ،‬وهو‬
‫المنع‪.‬‬
‫القول‪" :‬منعه من التصرف"‪ ،‬هذا القيد يشمل تلك التصرفات التي يحظر‬
‫عليه القيام بها مباشرة ما دام في الحبس‪ ،‬وهذه التصرفات هي التي تحتاج إلى أن‬
‫يباشرها السجين بنفسه‪ ،‬فيخرج منها ما ال يحتاج إلى تلك المباشرة كالتوكيل بالبيع‪ ،‬أو‬
‫الشراء‪ ،‬أو الطالق‪ ،‬أو نحو ذلك‪( .‬محمد بن عبد اهلل الجريوي‪1997 ,‬م‪)32 :‬‬
‫القول‪" :‬تقييد الحرية"‪ ،‬يشمل حرية الحركة والتنقل‪ ،‬وكل تصرف يحظر عليه فعله‪،‬‬
‫تقييدا للحرية‪.‬‬
‫ألن في منعه من هذه التصرفات ً‬
‫القول‪" :‬تقييد الحرية"‪ ،‬يشمل حرية الحركة والتنقل‪ ،‬وكل تصرف يحظر عليه‬
‫أمور مخالفة"‪:‬‬
‫تقييدا للحرية‪ .‬قولنا‪" :‬الرتكابه ًا‬
‫فعله‪ ،‬ألن في منعه من هذه التصرفات ً‬
‫إشارة إلى سبب السجن‪ ،‬وهذه األمور المخالفة يراد بها‪ ،‬األعمال أو األقوال التي ال‬
‫يقرها القانون ويجرمها‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫أما قولنا‪" :‬ممن يملك سلطة لفعل ذلك"‪ ،‬فيخرج من ليس له سلطة‪ ،‬كما يحصل في‬
‫جرائم الخطف‪ ،‬أو جرائم الحجز‪ ،‬وتقييد الحرية التي يقوم بها بعض األفراد أو‬
‫الجماعات خارج نطاق القانون‪ ،‬أو الشرع‪.‬‬
‫من ذلك نرى من خالل ما سبق إن نزالء المؤسسات العقابية في‬
‫االصطالح‪ :‬هم المحكوم عليهم من المذنبين الذين يتم احتجازهم داخل مؤسسات‬
‫ٍ‬
‫مبان قوية وحراسة مشددة ومخططة بطريقة يصعب الفرار منها‬ ‫إصالحية ذات‬
‫لمنعهم من الهروب والتأآد من بقائهم بها طوال مدة تنفيذ الحكم‪.‬‬
‫السجن من وجهة نظر القرآن الكريم‪:‬‬
‫ذكرت في فلسفة السجن أمور معقولة‪ ،‬وفي الواقع يعتبر السجن تبع ًا لتلك‬
‫االُمور ضرورة اجتماعية‪ ،‬سواء كان لمعاقبة المجرمين أو كان إلصالحهم وتأديبهم‪،‬‬
‫أو كان لقطع خطرهم أو قطع جذور الفساد وغير ذلك من المسوغات‪ ،‬وقد وردت‬
‫أن األلفاظ التي تدل على‬
‫إشارات عديدة لهذا المعنى في القرآن المجيد وال يخفى ّ‬
‫السنة الشريفة ومن‬
‫مفهوم «السجن» كثيرة في لغة العرب وقد استعملت في القرآن و ّ‬
‫جملة المصطلحات‪ ،‬لفظة «السجن» التي وردت في تسعة موارد في آيات القرآن‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َِّ‬ ‫الكريم في قوله تعالى (قَالَ ْ ِ‬
‫ص َم‬
‫استَ ْع َ‬‫ت فَ َذل ُك َّن الذي لُ ْمتَُّنني فيه َولَقَ ْد َرَاو ْدتُهُ َع ْن َن ْفسه فَ ْ‬
‫ب إِلَ َّي ِم َّما‬
‫َح ُّ‬
‫ِّج ُن أ َ‬
‫ب الس ْ‬ ‫ين* قَا َل َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ولَئِن لَم ي ْفع ْل ما َآمره لَيسجَن َّن ولَي ُك َ ِ‬
‫ون ْن م َن الصَّاغ ِر َ‬ ‫َ ْ ْ َ َ َ ُُُ ُ ْ َ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ي ْدع َ ِ‬
‫ين (سورة يوسف‬ ‫ب إِلَ ْي ِه َّن َوأَ ُك ْن م َن ا ْل َجاهل َ‬ ‫ف َعِّني َك ْي َد ُه َّن أ ْ‬
‫َص ُ‬ ‫ونني إِلَ ْيه َوِاال تَ ْ‬
‫ص ِر ْ‬ ‫َ ُ‬
‫اآلية‪ )33/23‬بمناسبة حبس هذا النبي الكريم الطاهر «بنفسها أو بمشتقاتها‬
‫واستعملت في مورد واحد في قصة فرعون في سورة الشعراء حيث خاطب فرعون‬
‫موسى(عليه السالم) مهدداً ّاياه بالسجن وحكى هذا القول القرآن الكريم بقوله تعالى(‬
‫ك ِم َن المسجونين)‪(.‬سورة الشعراء اآلية‪.)29‬‬‫ت ِالَهاً َغ ْي ِرى الَ ْج َعلََّن َ‬
‫قَا َل لَئِ ِن اتَّ َخ ْذ َ‬
‫والمصطلح اآلخر هو «الحبس» الذي استعمل في القرآن الكريم في موردين‪ ،‬ولكن‬
‫ليس في معنى السجن‪ ،‬واّنما استعمل في هذا المعنى في األحاديث اإلسالمية كثي اًر‪.‬‬
‫(أبو الفداء إسماعيل بن كثير‪2000,‬م‪.)203 :‬‬
‫االمساك الذي استعمل في مورد واحد في القرآن المجيد بمعنى السجن‪،‬‬
‫وهو مورد النساء الالتي يأتين الفاحشة‪ ،‬وذلك قبل نزول حكم ِّ‬
‫حد الزنا (الجلد) "‪(.‬‬

‫‪56‬‬
‫ين ا ْلفَا ِح َشةَ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫حسن أبو غده‪ ،)29 :‬وقد ورد هذا التعبير في قولة تعالى ( َوالالتي َيأْت َ‬
‫وت َحتَّى‬ ‫ِمن نِسائِ ُكم فَاستَ ْش ِه ُدوا علَ ْي ِه َّن أَربعةً ِم ْن ُكم فَِإن َش ِه ُدوا فَأَم ِس ُكوه َّن ِفي ا ْلبي ِ‬
‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ْ‬
‫يال) (سورة النساء اآلية ‪)15‬‬ ‫ت أ َْو َي ْج َع َل اللَّهُ لَهُ َّن َسبِ ً‬ ‫َيتََوفَّ ُ‬
‫اه َّن ا ْل َم ْو ُ‬
‫ين‬ ‫ونجد أن معنى النفي من االرض الذي ورد في قوله تعالى( إَِّنما ج َز َِّ‬
‫اء الذ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫صلَُّبوا أ َْو تَُقطَّ َع أ َْي ِدي ِه ْم‬
‫َن ُيقَتَّلُوا أ َْو ُي َ‬
‫ادا أ ْ‬
‫ض فَ َس ً‬ ‫ون اللَّهَ وَر ُسولَهُ وَي ْس َع ْو َن ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُي َح ِارُب َ‬
‫لد ْنَيا َولَهُ ْم ِفي ْاآلَ ِخ َرِة‬ ‫ي ِفي ا ُّ‬ ‫ِ‬
‫ك لَهُ ْم خ ْز ٌ‬ ‫ض َذلِ َ‬ ‫ف أ َْو ُي ْنفَ ْوا ِم َن ْاأل َْر ِ‬ ‫وأَرجلُهم ِمن ِخ َال ٍ‬
‫َ ْ ُ ُْ ْ‬
‫وفسره البعض بالسجن وكذا مصطلح‬ ‫ع َذ ٌ ِ‬
‫يم) (سورة المائدة اآلية ‪ )33‬من ّ‬ ‫اب َعظ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اإلرجاء الذي ورد في قوله تعالى( قَالُوا أ َْر ِج ْه َوأ َ‬
‫ين) (سورة‬ ‫َخاهُ َوأ َْرس ْل في ا ْل َم َدائ ِن َحاش ِر َ‬
‫األعراف اآلية ‪ )111‬في قصة موسى وفرعون‪ ،‬حيث يعتقد البعض ّأنه بمعنى‬
‫إن معناه‬
‫السجن ولكن أغلب المفسرين لم يفسر اإلرجاء بهذا المعنى‪ ،‬بل قالوا ّ‬
‫فإن المتيقن ّأنه يوجد في القرآن المجيد مورد واحد على‬
‫التأخير‪ .‬وعلى ّأية حال‪ّ ،‬‬
‫أن هذه اآلية ناظرة إلى‬
‫األقل من موارد حكم السجن والمعروف بين المفسرين هو ّ‬
‫عقاب النساء الالتي يرتكبن الزنا‪ ،‬قبل نزول حكم ِّ‬
‫حد الزنا وهنا ذكر حكمهن وهو‬
‫السجن المؤبد‪ ،‬وان تبدل هذا الحكم فيما بعد إلى حكم الجلد أو الرجم وجملة‬
‫ت أ َْو َي ْج َع َل اللَّهُ لَهُ َّن َسبِ ً‬
‫يال)(سورة النساء‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وه َّن في ا ْل ُب ُيوت َحتَّى َيتََوفَّ ُ‬
‫اه َّن ا ْل َم ْو ُ‬ ‫ِ‬
‫(فَأ َْمس ُك ُ‬
‫اآلية ‪ )15‬وان لم يذكر لفظ السجن فيها‪ ،‬ولكن اإلمساك في البيوت إلى آخر العمر‬
‫أمر شبيه بالسجن وهذا هو المورد الوحيد المتحقق في القرآن حول حكم السجن‪.‬‬
‫ٌ‬
‫مشروعية الحبس‪:‬‬
‫أتفق الفقهاء على مشروعية الحبس للنصوص والوقائع الواردة في ذلك‪ ,‬وقد نقل عن‬
‫بعضهم أن النبي لم يسجن أحدا‪(.‬محمد بن عبداهلل األحمد‪1998 ,‬م‪.)52 :‬‬
‫من القرآن الكريم‪:‬‬
‫استَ ْش ِه ُدوا‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين ا ْلفَاح َشةَ م ْن ن َسائ ُك ْم فَ ْ‬ ‫(والالتي َيأْت َ‬ ‫إستدل المثبتون بقوله تعالى َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وه َّن في ا ْل ُب ُيوت َحتَّى َيتََوفَّ ُ‬
‫اه َّن ا ْل َم ْو ُ‬
‫ت أ َْو َي ْج َع َل‬ ‫َعلَ ْي ِه َّن أ َْرَب َع ًة م ْن ُك ْم فَِإ ْن َش ِه ُدوا فَأ َْمس ُك ُ‬
‫يال)(سورة النساء‪ ,‬اآلية ‪ .)15‬وللعلماء أقوال في نسخ هذه اآلية منها‪ :‬أن‬ ‫اللَّهُ لَهُ َّن َسبِ ً‬
‫الحبس نسخ في الزنى فقط بالجلد والرجم وبقي مشروعا في غير ذلك‪ .‬واستدلوا أيضا‬
‫ان بِاللَّه) ففي اآلية الكريمة إرشاد‬
‫َّال ِة فَُي ْق ِس َم ِ‬
‫ونهُ َما ِم ْن َب ْع ِد الص َ‬
‫بقوله تعالى (تَ ْحبِ ُس َ‬
‫‪57‬‬
‫حبس من توجب عليه حق حتى يؤديه‪ .‬واآلية غير منسوخة لعمل أبي موسى‬
‫وه ْم‬
‫األشعري بها في الكوفة زمن إمارته‪ ,‬وفي الحبس جاء قوله تعالى ( َو ُخ ُذ ُ‬
‫وهم) وتقدم معنا أن الحصر هو الحبس‪ ,‬واآلية ليست منسوخة‪ ,‬والى‬ ‫ص ُر ُ‬
‫اح ُ‬
‫َو ْ‬
‫مشروعية األسر ذهب الفقهاء‪ ,‬بل إن األسير يسمى مسجوناً‪ .‬واإلسالم لم يشرع‬
‫عقوبة السجن من أجل االنتقام والتحقير واهدار كرامة اإلنسان‪ ،‬بل شرعها لتقويم‬
‫واصالح الجاني مع الحرص على التناسب بين مقدار العقوبة وجسامة‬
‫الجريمة‪(.،‬محمد األحمد‪.)54 :‬‬
‫فضالً عن االلتزام بالمعاملة الحسنة للنزالء وتعهدهم بالرعاية التزاماً بقوله تعالى(‬
‫ط ِع ُم ُك ْم لِ َو ْج ِه اللَّ ِه َال ُن ِر ُ‬
‫يد‬ ‫ير * إَِّن َما ُن ْ‬ ‫ِّه ِمس ِك ًينا ويتِيما وأ ِ‬
‫َس ًا‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وي ْ ِ‬
‫ََ ً َ‬ ‫ون الط َع َام َعلَى ُحب ْ‬ ‫طع ُم َ‬ ‫َُ‬
‫ورا) سورة االنسان اآلية(‪.)9-8‬‬ ‫ِ‬
‫اء َوَال ُش ُك ً‬
‫م ْن ُك ْم َج َز ً‬
‫من السنة النبوية‪:‬‬
‫موجودا في عهد النبي (صلى اهلل عليه وسلم) وانما استعاض‬
‫ً‬ ‫السجن لم يكن‬
‫عنه بأشكال أخرى قد تبدو بدائية‪ ،‬إذا ما قيست بالسجون في أيامنا هذه تتمثل في‬
‫الربط والتقييد والمالزمة‪ ،‬ووجود هذه األشكال من تقييد الحرية ذو داللة على أن‬
‫قائما في عهد النبي (صلى اهلل عليه وسلم) ولكن بأشكال مختلفة‬
‫السجن قد كان ً‬
‫قائما في عهده (صلى اهلل عليه وسلم) البعيد عن‬
‫تتناسب وبساطة الوضع الذي كان ً‬
‫أيضا مع طبيعة المجرمين وبساطة وبدائية جرائمهم‪ ،‬والذين‬
‫التقصير‪ ،‬كما وتتناسب ً‬
‫إذا ما قيسوا بعتاة المجرمين في أيامنا هذه‪ ،‬فإنهم أقرب ما يكونوا إلى هواة‪ ،‬أقرب‬
‫منهم إلى محترفي إجرام‪( .‬الموسوعة الفقهية ج‪ 16‬ص‪.)283‬‬
‫السجن موجود في عهد النبي (صلى اهلل عليه وسلم) فال تضر األشكال‬
‫والكيفيات واآلليات التي تختلف من عصر إلى عصر‪ ،‬ومن مصر إلى مصر‪،‬‬
‫وتتناسب مع كل بيئة وتواكب التعقيد في فن الجريمة المنظمة‪ .‬إن استدالالت نفاة‬
‫الحبس ال تعدو أن تكون أقيسة واستنتاجات واستئناسات‪ ،‬ال يمكن أن تعارض األدلة‬
‫النصية من القرآن والسنة‪ ،‬واجماع األمة التي استدل بها الجمهور القائلين بمشروعية‬
‫الحبس‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫نرى من ذلك إن المصلحة تقتضي حبس هؤالء من أجل تأديبهم وزجر غيرهم عن‬
‫وردعا ألمثالهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫تأديبا لهم‪،‬‬
‫مقارفة ما ارتكبوه من أفعال‪ ،‬فيكون الحبس ً‬
‫(لي الواجد‬
‫هناك بعض الشواهد تدل على مشروعية الحبس في السنة حديث ّ‬
‫اللي بمعنى المماطلة ويقصد بحل العرض إغالظ القول‬‫يحل عرضه وعقوبته) و ّ‬
‫والشكاية‪ ,‬والعقوبة هي الحبس‪ ,‬وهذا قول جماعة من الفقهاء مثل سفيان ووكيع وابن‬
‫المبارك وزيد بن علي‪ .‬وروي عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال (إذا أمسك‬
‫الرجل‪ ,‬الرجل‪ ,‬وقتله اآلخر‪ ,‬فيقتل الذي قتل‪ ,‬ويحبس الذي أمسك)‪ ,‬وبحنوه قضى‬
‫علي رضي اهلل عنه حين أمر بقتل القاتل وحبس الممسك حتى يموت‪ ,‬ويعرف هذا‬
‫بالقتل صب ار أي الحبس حتى الموت‪ .‬وروي أن النبي صلى اهلل عليه وسلم حبس‬
‫أحد رجلين من غفار اتهما بسرقة بعيرين وقال لآلخر‪:‬اذهب فالتمس‪ ,‬فذهب وعاد‬
‫بهما‪( .‬الموسوعة الفقهية ج‪ 16‬ص‪.)284‬‬
‫واتخذ الحبس من أيام الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ,‬حين حبس بني قريظة في‬
‫دار المدينة‪ ,‬ثم اتخذت له الدور في جميع األمصار‪ ,‬والظاهر أنه جاء وقت كان‬
‫الحبس فيه دار بالل‪ ,‬قال وكيع"قدم ابن إدريس إلى شريك (القاضي) في وصية‪,‬‬
‫فأمر به إلى الحبس‪-‬والحبس يومئذ في دار بالل‪ -‬فالتفت إلى شريك‪ ,‬وهو يذهب به‬
‫إلى الحبس‪ ,‬يقول‪ :‬الحكم في كذا وكذا ‪-‬يفتيه‪ -‬فقال شريك‪:‬أفت بهذا أهل دار بالل‪.‬‬
‫(نظام الحكم في الشريعة والتاريخ اإلسالمي ج‪ 2‬ص‪)545‬‬
‫من اإلجماع‪:‬‬
‫ولقد أجمع الصحابة ومن بعدهم على مشروعية الحبس‪ ,‬وقد حبس الخلفاء‬
‫الراشدون وابن الزبير والخلفاء والقضاة ومن بعدهم في جميع األعصار واألمصار‬
‫من غير إنكار‪ ,‬فكان ذلك إجماعاً‪.‬‬
‫من العقل‪:‬‬
‫وتدعوا الحاجة عقال إلى إقرار الحبس للكشف عن المتهم‪ ,‬ولكف أهل الجرائم‬
‫المنتهكين للمحارم‪ ,‬الذين يسعون في األرض فسادا ويعتادون ذلك‪ ,‬أو يعرف‬
‫منهم‪,‬ولم يرتكبوا ما يوجب الحد أوالقصاص‪( .‬الموسوعة الفقهية ج ‪ 16‬ص‪.)286‬‬

‫‪59‬‬
‫األلفاظ ذات الصلة بالسجن‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الحبس‪:‬‬
‫ويطلق الحبس بإزاء عدة معان‪:‬‬
‫‪ /1‬ضد التخلية (ابن منظور‪،‬ج‪ ،44 :6‬الرازي‪)51 :‬‬
‫حبسا‪ :‬منعه وأمسكه(أنيس ورفاقه‪ ،‬ج‪)152 :1‬‬
‫‪/2‬المنع واإلمساك‪ ،‬ومنه يقال‪ :‬حبسه ً‬
‫‪ /3‬التوقيف‪ ،‬كقولنا‪ :‬حبسته‪ ،‬بمعنى وقفته‪ ،‬فهو حبيس‪ ،‬والجمع حبس‪ ،‬ويستعمل‬
‫احدا ‪ (.‬كان أو جماعة‪ ،‬وحبسته بالتشديد‪ ،‬مبالغة في‬
‫الحبيس في كل موقوف و ً‬
‫فرسا في سبيل اهلل‪ :‬أي أقفه(‬
‫الحبس( الفيومي‪ :‬ص‪ (.)118‬قال الرازي‪ :‬وأحبس ً‬
‫الرازي‪ ,‬مختار الصحاح‪ ,‬ص‪).51‬‬
‫‪/4‬الموضع الذي يحبس فيه( ابن منظور‪ ,‬ج‪)44: 6‬‬
‫‪ /5‬الحصر لغةً‪ :‬ضرب من العي‪ ,‬وقيل حصير لم يقدر على الكالم‪ ,‬وحصر صدره‪:‬‬
‫ضاق كما يضيق الحبس على المحبوسين‪ (,‬إبن منظور‪ ,‬لسان العرب‪ ,‬ص‪،)192‬‬
‫سجنا‬
‫ً‬ ‫قال تعالى‪( :‬وجع ْلَنا جهَّنم لِ ْل َك ِاف ِرين ح ِ‬
‫ص ًيرا) ( سورة اإلسراء‪ ,‬اآلية‪ ،) 8:‬أي‬ ‫َ َ‬ ‫َََ َََ‬
‫حصورا( الطبري‪ , ,‬ج‪)42 :8‬‬‫ً‬ ‫محبسا‬
‫ً‬ ‫وحبسا‪ ،‬قال الطبري‪ :‬أي‬
‫ً‬
‫ويظهر لي أن أدق هذه المعاني وألصقها بطبيعة السجن‪ ،‬هو المنع واإلمساك‪ ،‬لما‬
‫يترتب على السجن من منع السجين من التصرف وامساكه بمنعه من الخروج من‬
‫ممنوعا‬
‫ً‬ ‫المكان الذي يحبس فيه‪ ،‬فكان السجين والحالة هذه ممس ًكا عن الخروج‪ ،‬أي‬
‫فيه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحجز‪:‬‬
‫ً‬
‫حجزا‪ :‬أي فصل‪،‬‬
‫الحجز لغ ًة‪ :‬يعني الفصل بين الشيئين‪ ،‬ومنه يقال‪ :‬حجز بينهما ً‬
‫ويأت الحجز بمعنى المنع( الفيروز آبادي‪).652 :‬‬
‫وأما في االصطالح‪ :‬فهو تقييد حرية الشخص ووضعه في مكان معين طيلة فترة‬
‫التحقيق معه‪ ،‬ويراد بالحجز عند القانونين التدبير اإلحتياطي‪ ،‬ويسمونه الحجز‬
‫اإلحترازي أو اإليقاف التحفظي وهو وسيلة أمن يتالفى بها اقتراف جرائم جديدة‪ ،‬وقد‬
‫ضمانا لتنفيذ العقوبة أو طريقة لتوفير صدق سير البحث‪.‬‬
‫ً‬ ‫تكون‬

‫‪60‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوقيف‪:‬‬
‫وهو لغةً‪ :‬مأخوذ من الفعل وقف ومعناه الحبس‪ (.‬إبراهيم أنيس ورفاقه ‪)1051 :‬‬
‫ويقصد بالتوقيف والموقوف عند أهل القانون‪ :‬بأنهم السجناء الذين لم ّيبت القضاء‬
‫في أحكامهم لعدم تجاوزهم مرحلة اإلتهام‪ (.‬حسن أبوغدة ‪ ).44:‬فالتوقيف يشبه‬
‫الحجز؛ ألنه محدود المدة‪ ،‬ويكون في الغالب قبل اإلحالة إلى المحكمة‪ ،‬وبالتالي قبل‬
‫النطق بالحكم‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬التقييد‪:‬‬
‫ر ً‬
‫وهو لغةً‪ :‬مأخوذ من القيد‪ ،‬ويعني ضم العضدين من المؤخرتين( ابن منظور‪)372 :‬‬
‫اصطالحا بأنه‪ :‬تعويق حرية السجين ومنعه من التصرف في‬
‫ً‬ ‫ويمكننا تعريف التقييد‬
‫نفسه وماله‪ ،‬وذلك بوضع األغالل والقيود في يديه ورجليه‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الربط‪:‬‬
‫ً‬
‫وهو لغةً‪ :‬المنع‪ ،‬يقال ربط نفسه عن كذا أي منعها‪ (.‬إبراهيم أنيس‪)323 :‬‬
‫اصطالحا بأنه‪ :‬وضع األغالل والقيود في يدي السجين‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫ويمكننا تعريف الربط‬
‫رجليه‪ ،‬بهدف تقييد حركته ومنعه من الهرب‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬اإلقامة الجبرية‪:‬‬
‫ً‬
‫وتعني تحديد مكان يفرض على الشخص اإلقامة فيه‪ ،‬وهذه اإلقامة الجبرية قد تكون‬
‫ضيقه بحيث يفرض على الشخص اإلقامة في بيته ويمنع من الخروج منه‪ ،‬وقد تكون‬
‫واسعة( حسن أبوغدة‪ ).45 :‬بحيث يفرض على الشخص اإلقامة في مدينة بعينها‬
‫ويمنع من الخروج منها‪ ،‬حيث يطلب منه عادة إثبات وجوده في تلك المدينة ومراجعة‬
‫يوميا والتوقيع في ذلك المركز األمني‪ ،‬لضمان عدم خروجه من‬
‫المراكز األمنية فيها ً‬
‫المدينة‪ ،‬أو مغادرته إياها‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬النفي‪:‬‬
‫ً‬
‫النفي لغةً‪ :‬يعني التغريب والطرد واإلبعاد والتنحية( أبن منظور‪).336 :‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو سجن المذنب حتى يحدث توبةً(عالء الدين أبوبكر الكاساني‪,‬‬
‫ً‬ ‫والنفي‬
‫ج‪).95 :7‬‬

‫‪61‬‬
‫ثام ًنا‪ :‬االعتقال‪:‬‬
‫وهو لغةً‪ ،‬مأخوذ من الفعل عقل‪ ،‬ويعني الحبس‪ ،‬يقال‪ :‬اعتقلت الشرطة المتهم‪ :‬أي‬
‫حبسته حتى يحاكم‪ (.‬إبراهيم انيس‪).616 :‬‬
‫قانونا‪ :‬حبس المتهم في أحد سجون الدولة عن مباشرة أموره حتى يحاكم‪ ،‬مع‬
‫ً‬ ‫وهو‬
‫منحه معاملة خا صة كعدم إلزامه بإرتداء زي السجناء وعدم تشغيله إال برضاه‪.‬‬
‫( غازي جرار‪)201:‬‬
‫نالحظ من خالل استعراضنا لأللفاظ ذات الصلة بالسجن‪ ،‬تبدو العالقة‬
‫جميعا على‬
‫ً‬ ‫عموما وبين السجن‪ ،‬حيث مدار هذه األلفاظ‬
‫ً‬ ‫واضحة بين هذه األلفاظ‬
‫تقييد الحرية ومنع السجين من التصرف بنفسه أو ماله‪ ،‬وهذه هي حقيقة السجن‪.‬‬
‫ويمكننا إيراد المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ / 1‬إن الحبس لفظ عام يشمل تقييد الحرية بعد المحاكمة‪ ،‬كما يشمل تقييدها قبله‪،‬‬
‫وان كان الغالب في اإلطالق أن الحبس هو من آثار المحاكمة‪ ،‬وبالتالي فإنه يعقب‬
‫النطق بالحكم‪.‬‬
‫‪ /2‬إن الحجز والتوقيف واالعتقال وغيرها من ألفاظ ذات الصلة‪ ،‬كل ذلك يكون قبل‬
‫وغالبا أثناء فترة التحقيق‪.‬‬
‫ً‬ ‫المحاكمة‬
‫مؤبدا‪ ،‬بخالف غيره من األلفاظ ذات الصلة‬
‫‪ /3‬إن الحبس قد يكون مؤقتًا‪ ،‬وقد يكون ً‬
‫إذ كل ذلك ال يكون إال مؤقتًا‪.‬‬
‫‪ /4‬إن بين الحبس من جهة‪ ،‬والحجز والتوقيف من جهة أخرى عموم وخصوص‪،‬‬
‫حبسا‪ ،‬بمعنى أن الحجز قد يطلق عليه لفظ‬ ‫ً‬ ‫فكل حبس حجز‪ ،‬وليس كل حجز‬
‫الحبس‪ ،‬بخالف الحبس الذي ال يطلق عليه لفظ الحجز أو التوقيف‪ ،‬أو االعتقال‪ ،‬أو‬
‫النفي‪.‬‬
‫من هذا المنطلق تعرف الباحثة المؤسسة العقابية بأنها‪ :‬المؤسسة تصمم بشكل‬
‫مختلف لتقديم خدمة عامة من خالل استقبال وايواء المحكوم عليهم بحكم قضائي‬
‫بمدة محددة أو غير محددة‪ ،‬نتيجة مخالفة الشرع أو النظام‪ ،‬ومعاملتهم معاملة‬
‫إنسانية تحفظ كرامتهم بهدف إصالحهم وتأهيلهم عن طريق البرامج التعليمية والمهنية‬

‫‪62‬‬
‫واإلرشادية والترفيهية الالزمة لمساعدتهم على التكيف مع المجتمع باتباع القانون‬
‫خالل فترة إقامتهم وبعد خروجهم لتحقيق أهدافها ووظائفها اإلصالحية‪.‬‬
‫نشأة وتطور عقوبة السجن‪:‬‬
‫تعد شريعة حمورابي ملك البابليين أول قانون جنائي مكتوب عرفه التاريخ قبل‬
‫أربعة آالف سنة‪ ،‬وقد أعدت بأسلوب العقوبات االنتقامية‪ ،‬واستمر هذا االتجاه خالل‬
‫الحضارة الرومانية التي أدى سقوطها إلى اختالل حقيقي في ميزان العدالة وأعيد‬
‫إدخال النظام العقابي القائم على دفع الغرامة المالية التي كان من ال يستطيع دفعها‬
‫يصبح عبداً‪ ،‬وبعد انتشار المسيحية في أوروبا أدخلت أشكال جديدة من العقوبة ال‬
‫يقبلها العقل أو المنطق وتضمنت ‪:‬‬
‫‪ / ١‬عقوبة المحاكمة بالمنازلة ‪ :‬كان يتم عقد منازالت قتالية بين الخصمين‪ ،‬والرابح‬
‫هو الفائز‪ ،‬والخاسر هو المذنب‪.‬‬
‫‪ / ٢‬عقوبة المحنة أو عقوبة التعذيب ‪ :‬بتعريض المتهم لشتى أصناف العذاب‪ ،‬واذا‬
‫لم يهلك منها فذلك دليل على براءته لمساندة اإلله له (حسن طالب‪٢٠٠٢ ،‬م ‪.)65:‬‬
‫ق د ارتبط التفسير القديم للجريمة وكذلك تقرير المسؤولية الجنائية الفردية‬
‫بمعتقدات دينية بدائية مصدرها أن هناك أرواحاً شريرة وقوى خفية تسيطر على‬
‫اإلنسان وتأمره بفعل الشر أو إتيان الفعل اإلجرامي‪ ،‬باعتبار أن الكون آله تحكمه‬
‫وتسيطر عليه قوى شريرة تهدف إلى إيقاع األذى والضرر باإلنسان‪ ،‬ولذلك تأمره‬
‫بفعل الشر وارتكاب السلوآيات اإلجرامية (حسن طالب‪ ،)66 :‬فقد نزع اإلنسان‬
‫البدائي إلى اللجوء للخرافة في تفسير الظواهر المجهولة التي تحيط به‪ ،‬ولذلك فسر‬
‫الجريمة بأنها أرواح شريرة وشياطين تسيطر على اإلنسان وتدفعه الرتكاب السلوك‬
‫اإلجرامي‪ ،‬وامتد هذا االعتقاد في القرون الوسطى (عدنان الدوري‪١٩٨٤ ,‬م ‪).99:‬‬
‫التي فسرت الجريمة بأنها انتهاك للقانون اإللهي (بالمفهوم الكنسي) أحياناً‪ ،‬نتيجة‬
‫لتأثير األرواح الشريرة‪ ،‬أو اتباع مسالك الشيطان وخرق لتعاليم الكنيسة‪ ،‬فالجريمة‬
‫كانت انتهاكاً للقانون الكنسي قبل أن تكون انتهاكاً للقانون اإلنساني‪ ،‬فقد كان السلوك‬
‫اإلجرامي يفسر على أنه فساد للغريزة اإلنسانية‪ ،‬أو عدم االنصياع لتعاليم الكنيسة‪،‬‬

‫‪63‬‬
‫أو مس من الجن والشيطان‪ ،‬أو خلل خلقي وأخالقي لدى األفراد (عدنان الدوري‬
‫‪ .).100:‬وكانت العقوبة أو العالج للمجرم يتم بإحدى طريقتين ‪:‬‬
‫‪ /١‬طرد الروح الشريرة باستخدام أرواح مقاومة لها باستخدام التعاويذ والتمائم‬
‫والطقوس السحرية المختلفة‪.‬‬
‫‪ / ٢‬القضاء على المجرم ذاته بإتالف جسده الذي يحتوي على الروح الشريرة (حسن‬
‫طالب‪ .) 68 :‬فقد كان على المجرم أو المتهم أن يدفع ثمن الجريمة التي اقترفها في‬
‫الدنيا قبل اآلخرة‪ ،‬أي يدفع لكل من اإلقطاع والكنيسة‪ ،‬بل كان عليه أن يدفع ثمن‬
‫عدم انصياعه لتعاليم الكنيسة في الدنيا‪ ،‬أي أن العقاب كان مضاعفاً ومزدوجاً عقاباً‬
‫دينيا ودنيوياً‪ ،‬هدفه األساسي هو فرضالعقوبة الجسدية ودفع ثمن الخطيئة والجريمة‬
‫معاً إلى كل من الكنيسة واإلقطاع (حسن طالب‪.)69 :‬‬
‫من هذا المنطلق اتسمت العقوبات بالقسوة والوحشية خالل العصور القديمة‬
‫والمتوسطة واتسمت السياسة اإلصالحية بالشدة والعنف بإقرار العقوبات القاسية‬
‫وتوسيع مجاالت تطبيقها والوحشية في تنفيذها بدافع االنتقام (حسن طالب‪،)69 :‬‬
‫وتضمنت التشريعات عقوبات قاسية آبتر األعضاء واعدام الحواس والحرق والكي‬
‫وأنواعاً مختلفة من التعذيب وتشويه الجسد ووضع العالمات عليه بالحديد المحمي‪،‬‬
‫والغلي في الزيت ودفن األحياء وتحطيم العظام (محمد نيازي حتاتة‪١٩٩٣ ,‬م‪)82 :‬‬
‫في ظل اختالل هيكل ووظيفة النظام الجنائي الذي كان ال يحقق عدالً وال يوفر‬
‫استق ار اًر‪ ،‬فالعقوبات قاسية‪ ،‬وتقرير المسؤولية الجنائية غير دقيق‪ ،‬ما ترتب عليه عدم‬
‫التن اسب والتفاوت الشديد بين جسامة الجرم وقدر العقوبة‪ ،‬والقضاة يتمتعون بسلطات‬
‫مطلقة‪ ،‬والمساواة بين المواطنين معدومة‪ ،‬واالستبداد والحكم بالهوى قانون العصر‬
‫(محمد زكي أبوعامر‪١٩٨٥ ،‬م ‪ .)102 :‬وبعد ظهور الدولة الحديثة وانفصال‬
‫السلطة السياسية عن السلطة الدينية‪ ،‬تحول حق العقاب إلى الدولة‪ ،‬وتبلورت‬
‫شخصية المسؤولية الجنائية وتحددت معالم مبدأ شخصية المسؤولية والعقاب الذي‬
‫يعد من أهم دعائم نظرية القانون الجنائي (نبيل مدحت سالم‪١٩٨١,‬م ‪ .)87:‬وعلى‬
‫الرغم من هذا التطور‪ ،‬إال أن المسؤولية المادية ظلت معروفة في أوروبا حتى‬
‫العصور الوسطى واتسمت العقوبات التي توقع عليها بالشدة والصرامة‪ ،‬ولم تمتد‬

‫‪64‬‬
‫المسؤولية إلى أفعال اإلنسان الظاهرة فقط‪ ،‬بل كان يسأل عن عقائده ونواياه وأفكاره‪.‬‬
‫ويرجع تاريخ تطبيق العقوبات السالبة للحرية بصفة عامة إلى فتح سجن أمستردام‬
‫بهولندا عام ‪١٥٩٥‬م‪ ،‬حيث كان إيذان ًا بأهمية العقوبات السالبة للحرية بصفة عامة‪،‬‬
‫ولم يكن الهدف منها التصدي للجريمة بقدر ما كان وسيلة لتعديل القيم وتوجيهها‬
‫التوجيه الصحيح‪ ،‬ولتحقيق ذلك تطورت العقوبة السالبة للحرية واصطبغت‬
‫بالمشروعية في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر وتنوعت‬
‫أشكالها وصورها حتى وصلت إلى ما هي عليه في وقتنا الحاضر‪ ،‬ففي بريطانيا كان‬
‫الحجز في السجن يتم في بعضالحاالت اإلجرامية القليلة‪ ،‬ثم اعتمدت عقوبة السجن‬
‫لمرتكبي جريمة القتل العمد‪ ،‬ولمدة تتراوح ما بين ‪ ١٢٠ - ٤٠‬يوماً لمرتكبي جريمة‬
‫السرقة (حسن طالب‪ .)70:‬كما أن أساس المسؤولية الجنائية بعناصرها الثالث‬
‫إالبناء على كتابات وأفكار فالسفة القرن‬
‫ً‬ ‫التجريم والعقاب والوقاية لم يبدأ التمهيد له‬
‫السابع عشر والثامن عشر حيث نادى هؤالء الفالسفة وعلى رأسهم مونتيسكو وروسو‬
‫بإصالح السياسة‪ .‬اإلصالحية وضرورة تناسب العقوبات مع الجريمة مع تجنب‬
‫العقوبات القاسية الوحشية والدعوة إلى ضمان حرية المواطن ومساواته أمام القانون‪،‬‬
‫وضرورة وجود نصوص قانونية صريحة تحدد العقوبات وتحدد الفعل الجرمي‪ ،‬مع‬
‫أهمية الفصل بين السلطة القضائية والسلطة التنفيذية (اكرم نشأت إبراهيم‪١٩٩٦،‬م‪:‬‬
‫‪ .)109‬ويعد أول سجن أنشىء بالمعنى المتعارف عليه اآلن هو السجن الذي‬
‫أنشىء في أمريكا الشمالية عام ‪١٧٧٦‬م‪ ،‬تاله إنشاء سجن في فرنسا عام ‪١٧٨٩‬م‬
‫وأصبحت العقوبة السالبة للحرية (عقوبة السجن) بدالً من العقوبة البدنية‪ ،‬إال أن‬
‫تطبيق عقة السجن كان يرمي إلى‪:‬‬
‫‪ - ١‬الضغط على األفراد لدفع ما عليهم من غرامات وديات‪.‬‬
‫‪ - ٢‬حجز المحكوم عليهم لتطبيق عقوبات أخرى محكوم عليهم بها‪.‬‬
‫‪ - ٣‬استبدال أحكام بأحكام أخرى‪ ،‬وبخاصة أحكام اإلعدام (حسن طالب‪.)72 :‬‬
‫قد تأثرت السياسة اإلصالحية بدرجات متفاوتة من المدارس اإلصالحية‬
‫المختلفة التي أدخلت مفاهيم جديدة على السياسة اإلصالحية ونجحت في بلورة أفكار‬
‫الفالسفة والغاء فكرة االنتقام‪ ،‬وتحديد إصالح الجاني واعادة تأهيله آهدف أساسي‬

‫‪65‬‬
‫من العقوبة‪ ،‬فالسجن اليراد به العقاب بقدر ما يراد به اإلصالح والتهذيب (محمد‬
‫حتاتة‪ .)90 :‬ويعد كل من " مونتيسكو" و" روسو" هما أصحاب الفضل األول في‬
‫انتقال هذه المبادى واألفكار التي أدخلت تعديالت جذرية على السياسة اإلصالحية‬
‫وتحديد ضوابط وأساس المسؤولية الجنائية‪.‬‬
‫فلسفة وأقسام السجون‪:‬‬
‫أن أكثر السجون على طول التاريخ كانت تعبر عن أبشع صور‬ ‫ال شك في ّ‬
‫الظلم من قبل الطغاة والحاقدين للوصول إلى مقاصدهم ‪ ،‬ولكن ذلك ال يمنع في أن‬
‫أهمية واقعية‪ ،‬وآثار إيجابية في إصالح األفراد ومحاربة الفساد‬
‫يكون للسجن فلسفة و ّ‬
‫عد وسيلة ثقيلة للضغط على المسجونين‬ ‫االجتماعي‪ .‬فاالعتقال وسلب الحرية‪ُ ،‬ي ُّ‬
‫لتحقيق أحد االُمور التالية التي تشكل فلسفة الحبس‪( :‬حميدي فالح الشهراني‬
‫وآخرون‪1999 ,‬م‪)84 :‬‬
‫‪/ 1‬السجن االيذائي‬
‫يكون عادة لألشخاص الذين يرتكبون المخالفات‪ ،‬فالسجن يسلبهم الحرية ليقفوا‬
‫على قبح أفعالهم‪ ،‬ويردعهم عن تكرارها في المستقبل‪ ،‬ولكي يعتبر اآلخرون بذلك‪.‬‬
‫(أيمن رمضان الزيني‪٢٠٠٣ ،‬م ‪).83 :‬‬
‫‪ /2‬السجن اإلصالحي‬
‫هذا السجن يستفاد منه لحبس األفراد الذين يعتادون على االُمور السيئة‬
‫كالمعتادين على المخدرات) والذين ال ينفع معهم النصح واإلرشاد‪ ،‬فال مهرب من‬
‫لمدة قصيرة أو طويلة‪ ،‬إلصالحهم‬
‫حبسهم في هذا السجن وعزلهم عن المجتمع ّ‬
‫واجبارهم على ترك ما اعتادوا عليه‪ (.‬حميدي فالح الشهراني وآخرون‪١٩٩٩ ,‬م‪115:‬‬
‫‪).‬‬
‫‪ /3‬السجن االحتياطي‬
‫كأن تحدث حادثة مهمة كمقتل نفس محترمة‪ ،‬ولم ُيعرف القاتل ولكن ُيتهم‬
‫البد من التحقيق للتعرف على القاتل‪ ،‬ولمنع هروب المتهمين‬
‫البعض بالقتل‪ ،‬وحينئذ ّ‬
‫البد من توقيف‬
‫وعدم التمكن من القبض على القاتل بعد ثبوت األدلة الكافية‪ّ ،‬‬
‫قدم االعتذار إليه وأُطلق سراحه‪،‬‬
‫المتهمين فترة التحقيق المؤقتة‪ ،‬فمن ثبتت براءته ّ‬

‫‪66‬‬
‫البد أن‬
‫أن التحقيقات ّ‬‫ومن ثبت ُجرمه عوقب بالعقاب الذي يستحقه‪ .‬ومن الطبيعي ّ‬
‫تتم على وجه السرعة‪ ،‬إذ قد يكون المتهم بريئاً في الواقع‪ ،‬فينبغي أن ال يبقى فترة‬
‫ّ‬
‫طويلة في الحبس‪ (.‬سعود بن ضحيان الضحيان‪٢٠٠١ ،‬م ‪)99 :‬‬
‫‪/4‬السجن التأديبي‬
‫هذا السجن ُيستفاد منه عادة في حق األطفال الذين ال تشملهم القوانين‪ ،‬في‬
‫مقابل ارتكابهم بعض الذنوب‪ .‬ليتم تأديبهم وتربيتهم‪ (.‬محمد نيازي حتاتة‪١٩٩٣،‬م ‪:‬‬
‫‪).97‬‬
‫‪ /5‬السجن السياسي‪:‬‬
‫يطلق لفظ «السجين السياسي» على أولئك األشخاص الذين يقومون‬
‫بنشاطات سياسية معارضة لمصلحة المجتمع والنظام الحاكم‪ ،‬وقد تكون تلك‬
‫النشاطات أحياناً غير معارضة لمصلحة المجتمع‪ ،‬بل قد تكون في مصلحته ولكنها‬
‫مخالفة لمطامع الحكم المتسلط على رقاب أبناء المجتمع‪(.‬مصطفى عبد المجيد كاره‬
‫‪١٩٨٨‬م ‪).79 :‬‬
‫‪ /6‬السجن االستحقاقي‪:‬‬
‫دين يمتنع عن‬
‫نقصد باالستحقاق هنا‪ ،‬أخذ الحق‪ ،‬فمثال‪ ،‬لشخص على آخر ٌ‬
‫أدائه إليه مع ّأنه متمكن من األداء‪ ،‬فهنا قد يحبس المدين حتى يضطر إلى دفع ما‬
‫البد من االفراج عنه فو اًر بمجرد أن يقبل دفع حق الدائن إليه‪،‬‬
‫عليه للدائن‪ ،‬ولكن هنا ّ‬
‫ألن فلسفة الحبس تنتهي بهذا المقدار‪( .‬حميدي فالح الشهراني‪١٩٩9 ,‬م‪.)123 :‬‬ ‫ّ‬
‫‪ /7‬سجن الحفظ‪:‬‬
‫هذا السجن قد يوجد ولكن بندرة‪ ،‬وهو مورد بعض األشخاص الذين اشتد‬
‫أن وجود هؤالء األشخاص في المجتمع يشكل خط اًر‬ ‫غضب الناس عليهم إلى درجة ّ‬
‫على حياة الناس‪ ،‬في حين ّأنهم على فرض ارتكابهم ذنباً فإّنهم ال يستحقون االعدام‪،‬‬
‫ومن هنا تضطر الدولة وهي الحافظة لمصالح الناس إلى نقل هؤالء األشخاص إلى‬
‫سجن معين حتى تهدأ ثائرة المجتمع ضدهم‪ ،‬ومتى ما عادت األوضاع إلى حالتها‬
‫الطبيعية اطلق سراح هؤالء األشخاص ما ذكرناه من االقسام السبعة أعاله‪ ،‬فلسفة‬
‫معقولة يمكن تصورها للسجن‪ .‬وفي مقابل هذه الفلسفة المعقولة‪ ،‬توجد أهداف‬

‫‪67‬‬
‫ومبررات المعقولة وظالمة كانت العامل األصلي لكثير من السجون منها ‪( :‬محمد‬
‫بن عبد اهلل الجريوي‪١٩٩٧ ،‬م‪)106 :‬‬
‫‪ /1‬السجن االنتقامي‬
‫الجبارين والظلمة واالقطاعيين‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫سجن ليس له هدف معقول اطالقاً‪ ،‬إالّ ّ‬
‫ولالنتقام من االحرار والرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬السجون المعدة لقمع التحرر‪:‬‬
‫الجبارون كسر روح المقاومة المعنوية أو الجسدية عند المناضلين‬
‫يحاول ّ‬
‫الثائرين ضدهم‪ ،‬فيلقون بهم في السجون ألجل ذلك‪ ،‬وأحياناً يكون الحبس توأماً مع‬
‫االهانة والتعذيب الروحي والجسدي‬
‫‪ /3‬السجن لعزل القيادة عن القاعدة‪:‬‬
‫الجبارين وعندما‬
‫إن ّ‬ ‫هذه السجون خاصة بقادة الدين والقادة السياسيين‪ ،‬حيث ّ‬
‫يضيقون ذرعاً بجهاد هؤالء يحاولون التفكيك بينهم وبين قواعدهم ومؤيديهم‪ ،‬فيلقون‬
‫بالقادة في السجون‬
‫‪ /4‬السجن لرفع المضايقات‪:‬‬
‫أحياناً يكون وجود العالم‪ ،‬المخترع‪ ،‬القائد‪ ،‬أو أي فرد الئق‪ ،‬مزاحماً لوجود‬
‫الجبارين إالّ أن يودعوا هؤالء في السجون ليرتاحوا‬
‫الجبارين‪ ،‬فما يكون من ّ‬
‫الحكام ّ‬
‫من مضايقاتهم ومزاحمتهم‪.‬‬
‫‪ /5‬السجن بسبب النزاهة‪:‬‬
‫من أعجب أنواع السجن على طول التاريخ‪ ،‬السجن الذي يبتلى به بعض‬
‫البد من اإللتفات إلى النزاهة والطهارة ُّ‬
‫تعد ُجرماً‬ ‫األشخاص بسبب نزاهتهم وبراءتهم‪ ،‬و ّ‬
‫في المحيط الملوث بالذنوب واآلثام كما في يوسف الذي دخل السجن بسبب طهارته‬
‫وعفته‪( .‬محمد الجريوي ‪)107 :‬‬
‫حقوق النزالء( المحبوسين)‪:‬‬
‫كل بني البشر‪ ،‬وهذا بالتأكيد يشمل السجناء‪ ،‬لهم حقوق معينة غير قابلة‬
‫للتصرف تقرها الصكوك الدولية المتعارف عليها‪ .‬وقد تم منذ الحرب العالمية الثانية‬
‫تقنين وتحديد حقوق اإلنسان في معاهدات واتفاقيات‪ .‬ففي عام ‪ ،1948‬تبنت‬

‫‪68‬‬
‫الجمعية العامة لألمم المتحدة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وفيما بعد تم اعتماد‬
‫عهدين هما العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬والعهد الدولي للحقوق‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ .‬وينص هذان العهدان على أن السجناء لهم حقوق‪،‬‬
‫حتى عند حرمانهم من حريتهم أثناء االحتجاز‪ .‬وينص العهد الدولي للحقوق المدنية‬
‫والسياسية بالتحديد على أنه ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية‬
‫واحترام الكرامة الكامنة للشخصية اإلنسانية"‪(.‬اللجنة األفريقٌيةٌ لحقوق اإلنسان‬
‫والشعوب (‪ )2004‬تقر ٌير بعثة المقرر الخاص للسجون وأحوال االحتجاز في أفريقٌاٌ‬
‫الديمقراطيةٌ االتحاديةٌ ‪ 29 - 15‬مارس ‪)2004‬‬
‫أثيوباٌ ٌ‬
‫إلى جمهوريةٌ ٌ‬
‫في عام‪1955‬م‪ ،‬وضعت األمم المتحدة في قواعدها الدنيا النموذجية لمعاملة‬
‫السجناء معايير تتضمن مبادئ توفير الرعاية الصحية أثناء السجن‪ .‬وأقر المجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة الـ ‪ 94‬قاعدة الواردة في القواعد النموذجية‬
‫الدنيا لحماية السجناء التي تحدد المتطلبات الدنيا للسجناء‪ ،‬وقد امتد في عام‬
‫‪ 1977‬م تطبيقها ليشمل السجناء المحتجزين دون أن توجه إليهم أية تهم‪ ،‬أي في‬
‫أماكن أخرى غير السجون‪ .‬وقد عززت صكوك إضافية على مر السنين هذه القواعد‬
‫الدنيا النموذجية لحماية المحبوسين‪ .‬فاعتمدت األمم المتحدة في ‪1984‬م اتفاقية‬
‫مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو‬
‫المهينة‪ .‬كما اعتمدت األمم المتحدة في عام ‪1985‬م القواعد الدنيا النموذجية إلقامة‬
‫العدل للقصر التي تدعى "قواعد بكين"‪ ،‬لحماية المجرمين من صغار السن‪ .‬وفي‬
‫‪1988‬م و ‪1990‬م‪ ،‬اعتمدت األمم المتحدة مجموعة المبادئ الخاصة بحماية كل‬
‫السجناء الخاضعين ألي شكل من أشكال االحتجاز أو السجن‪ ،‬والمبادئ األساسية‬
‫لمعاملة السجناء‪ ،‬على التوالي‪ .‬وعلى المستوى اإلقليمي‪ ،‬أقر المجلس األوربي‬
‫القواعد األوربية للسجون في ‪1987‬م‪ .‬وتعتبر معاهدات حقوق اإلنسان الدول‬
‫مسؤولة عن أسلوب التصرف أو الفشل في التصرف‪ .‬إن هيئات األمم المتحدة‬
‫والوكاالت اإلقليمية والوطنية وغير الحكومية مكلفة بمراقبة حقوق اإلنسان‪ .‬ويخضع‬
‫أسرى الحرب للحماية بواسطة القانون الدولي اإلنساني كما جاء في اتفاقية جنيف‬
‫الثالثة لعام ‪1949‬م (وولف و توم ٌم‪1999 ,‬م‪)32 :‬‬

‫‪69‬‬
‫يمثل احترام حقوق اإلنسان‪ ،‬حتى األساسية منها‪ ،‬مشكلة تقليدية في‬
‫السجون‪ .‬وفي أوربا على وجه الخصوص‪ ،‬كانت هناك محاوالت رئيسية لحماية‬
‫السجناء من انتهاك حقوقهم األساسية‪ ،‬كما يتضح من مثال االتفاقية األوربية‬
‫لمناهضة التعذيب‪ .‬وأنشأ مجلس أوربا هيئة خاصة هي لجنة منع التعذيب والمعاملة‬
‫أو العقوبة الالإنسانية أو المهينة بقصد مراقبة سوء المعاملة وأحوال السجناء‪ ،‬بما‬
‫فيها المسائل الصحية‪ .‬كذلك تقوم منظمات غير حكومية كثيرة أخرى بمراقبة أحوال‬
‫السجناء‪ ،‬وال سيما جميع أوجه الصحة داخل السجون‪ (.‬الجمعيةٌ العامة لألمم‬
‫التعليم لألشخاص رهن االحتجاز ‪ :‬تقر ٌير المقرر‬
‫ٌ‬ ‫المتحدة ( ‪ )2009‬والحق في‬
‫التعليم‪ ،‬جنيف‪ ،‬االمم المتحده)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الخاص المعني بالحق في‬
‫اعتياديا في حياة اإلنسان‪ ،‬بل هو بال‬
‫ً‬ ‫طبيعيا‬
‫ً‬ ‫أمر‬
‫ال يخفى أن السجن ليس ًا‬
‫ريب‪ ،‬أمر استثنائي وغير طبيعي‪ ،‬ومن هنا فإنه من البديهي أن تختلف حياة‬
‫السجين عن حياة اإلنسان العادي‪ ،‬ومن البديهي أال يمكن السجين من أعمال كان‬
‫يمارسها في حياته الطبيعية بصفة عادية‪ .‬وقد اتفق الفقهاء على حظر بعض‬
‫األعمال والممارسات على السجين واختلفوا في أعمال وممارسات أخرى‪ ،‬بناء على‬
‫نظرة كل منهم إلى السجين وطبيعته‪ ،‬والعلة أو الحكمة من اتخاذه‪ ،‬وبناء على‬
‫االختالف في أن العمل هذا أو ذاك يتناقض والعلة أو الحكمة المتوخاة من السجن‪.‬‬
‫هذا المبحث التطرق إلى حقوق النزالء(عبد الرحمن عبد العزيز‬ ‫وسنحاول في‬
‫الرميخاني‪١٩٩٨ ،‬م‪)56 :‬‬
‫تضمنت المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬وخاصة ك ّل من اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬حمايةً‬
‫ُقرت الوثيقتان المذكورتان أساساً‬
‫مميزةً للحقوق األساسية لألشخاص المحتجزين‪ .‬وقد أ ّ‬
‫بغرض حماية كرامة كافة البشر‪ ،‬بمن فيهم األشخاص المتهمون بارتكاب جرائم‪.‬‬
‫الحق في محاكمة منصفة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فاألشخاص المتهمون بارتكاب جرائم يحظون بضمانات‬
‫الحق في الطعن في أية إدانة تصدر‪ .‬كما تحظر هذه‬ ‫الحق في افتراض البراءة‪ ،‬و ّ‬
‫و ّ‬
‫المواثيق تعريضهم إلى التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الال‬
‫الحق في الحماية المتساوية أمام القانون‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إنسانية أو الحاطة بالكرامة‪ ،‬وتمنحهم‬

‫‪70‬‬
‫الحق في عدم التعرض لالعتقال أو االحتجاز التعسفيين‪ ،‬وهي المعايير التي توفر‬
‫و ّ‬
‫المستوى األدنى من حماية المحتجزين‪ (.‬منظمة الصحة العالميةٌ ( ‪ )2007‬الصحة‬
‫في السجون ‪ :‬دلي ٌل منظمة الصحة العالميةٌ عن األساسياٌت في مجال الصحة في‬
‫السجون‪ ،‬كوبهاجن منظمة الصحة العالميةٌ)‬
‫لقد عرف الفقه اإلسالمي منذ أقدم العصور اإلسالمية أن للسجين حقوقًا‬
‫وضمانات تراعي إنسانيته‪ ،‬وترفع الضرر واألذى عنه‪ ،‬والفكر العقابي في اإلسالم ال‬
‫عدوا‬
‫فاسدا في المجتمع يجب بتره‪ ،‬وال باعتباره ً‬
‫ً‬ ‫عضوا‬
‫ً‬ ‫ينظر إلى السجين باعتباره‬
‫شخصا متفلتًا متهرًبا من أداء الحقوق التي عليه‪ ،‬وانما ينظر إلى‬
‫ً‬ ‫للمجتمع‪ ،‬أو‬
‫السجين باعتبار أنه جانب الصواب في بعض التصرفات والسلوكيات‪ ،‬وأن فترة‬
‫نافعا وفعاالً‪ .‬والشريعة‬
‫عضوا ً‬
‫ً‬ ‫سجنه هي لتأهيله واصالحه‪ ،‬واخراجه إلى المجتمع‬
‫اإلسالمية ال تنظر إلى فترة السجن على أنها فرصة للمجتمع ليعاقب فيها السجين‪،‬‬
‫وينتقم منه بسبب األذى الذي ألحقه بالمجتمع‪ ،‬وانما ينظر إليها على أنها فترة‬
‫للتأهيل‪ ،‬واإلصالح‪ ،‬ومحاسبة النفس ومراجعتها‪ ،‬وانها الفترة المناسبة لكي يشعر‬
‫السجين فيها بخطأه‪ ،‬ويبدأ في إصالح ذلك الخطأ‪ .‬غير أن هذا كله ال يمنع من‬
‫وجود خالفات فقهية ربما ال تتفق وهذه النظرة من جميع الوجوه‪ ،‬وانما تجنح إلى‬
‫تغليب حق المجتمع‪ ،‬واعتباره المحور الذي تنطلق منه في بناء األحكام واستنباطها‬
‫في هذا الموضوع‪ ،‬ولعل هذا يقودنا إلى سببا ختالف الفقهاء في الفروع الفقهية‬
‫المنبثقة عن هذا المبحث‪ ،‬حيث إن الفقهاء اختلفوا في مسائل عدة منضوية تحت هذا‬
‫المبحث‪ ،‬وسبب اختالفهم يرجع في جزء كبير منه إلى اختالف األفهام في فلسفة‬
‫عقوبة السجن في اإلسالم‪ ،‬كما يرجع في جزء آخر أيضا إلى االختالف في تغليب‬
‫أي من المصلحتين‪ ،‬هل تغلب مصلحة المجتمع وحقه على مصلحة السجين وحقه‬
‫أم تغلب مصلحة السجين على مصلحة المجتمع وما هي مصلحة المجتمع؟ وأين‬
‫هي مصلحة السجين‬
‫أوالً‪ :‬الحق في الرعاية الصحية وفي بيئة صحية في السجن‪:‬‬
‫في إشارة خاصة إلى الصحة‪ ،‬أقر بالفعل في اإلعالن العالمي الحق في‬
‫ظروف "مناسبة للصحة والرفاهية" للجميع‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ينص العهد الدولي‬

‫‪71‬‬
‫للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية على أن السجناء لهم حق في أعلى مستوى‬
‫يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية‪ .‬وتنظم القواعد الدنيا النموذجية لمعاملة‬
‫السجناء توفير الرعاية الصحية لهم‪ .‬وقد تم استعراض تلك القواعد‪ ،‬إلى جانب جميع‬
‫الصكوك األخرى التي تنظم حقوق ولوائح معاملة السجناء‪ ،‬بتوسع والتعليق عليها في‬
‫نص شامل أصدرته الهيئة الدولية لإلصالح الجزائي‪ .‬وأصدرت لجنة منع التعذيب‬
‫والمعاملة أو العقوبة الإلنسانية أو المهينة معايير للخدمات الصحية في السجون‬
‫(نشرت في تقريرها السنوي لعام ‪ .)1992‬ومؤخرا‪ ،‬في ‪1998‬م ‪ ،‬أعلنت لجنة وزراء‬
‫مجلس أوربا توصيات جديدة تتصل بالرعاية الصحية في السجون‪.‬‬
‫إلى جانب الحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬ينطبق ما يسمى الجيل الثاني من‬
‫حقوق اإلنسان االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬التي وردت في العهد الدولي للحقوق‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬على السجناء أيضا‪ .‬كذلك ينبغي أن ينطبق الحق‬
‫في الحصول على أعلى مستوى ممكن للصحة على الحالة الصحية والرعاية‬
‫الصحية للسجناء‪ .‬ويرتبط هذا الحق في الرعاية الصحية والبيئة الصحية بوضوح‪ ،‬وال‬
‫سيما في حالة فيروس نقص المناعة البشري‪ ،‬بحقوق " الجيل األول " األخرى‪ ،‬مثل‬
‫عدم التمييز‪ ،‬والخصوصية‪ ،‬والسرية‪( .‬ماجد العاروري‪2009،‬م‪)69 :‬‬
‫أي البد ان يكون بناء السجن مريحاً وواقياً من الحر والبرد مما يتوفر معه‬
‫راحة السجين‪ ،‬ومن هنا ترى النبي(ص) يحبس في الدور االعتيادية التي يسكنها‬
‫سائر الناس‪ ،‬ويتوفر فيها النور‪ ،‬والسعة فقد حبس االسرى المقاتلين الذين ُحكمهم‬
‫القتل في دور اعتيادية إذ فرقهم على بيوت الصحابة‪ ،‬واحيانا كان يحبسهم في دار‬
‫واحدة كما حبسهم في دار إمرأة من بني النجار من االنصار» (احمد الوائلي‪:‬‬
‫‪.)117‬‬
‫ثانياً‪ :‬الرعاية الصحية في السجن‪ :‬التكافؤ في مواجهة المساواة‪:‬‬
‫ال يمكن للسجناء حماية أنفسهم في أوضاع االحتجاز‪ ،‬وتقع المسؤولية على‬
‫الدولة لتوفير الخدمات الصحية وتوفير بيئة صحية‪.‬‬
‫تدعو صكوك حقوق اإلنسان إلى حصول السجناء على رعاية صحية تكافئ‬
‫على األقل الرعاية المتاحة لمن هم خارج السجن‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬كانت الدعوة إلى‬

‫‪72‬‬
‫تكافؤ ال إلى مساواة ألن السجن مؤسسة مغلقة ذات دور وصاية ال يسمح دائما‬
‫بتوفير نفس الرعاية المتاحة في الخارج‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬ألنه من األرجح أن يكون‬
‫السجين بالفعل في حالة صحية سيئة عند دخوله السجن‪ ،‬وألن الظروف غير‬
‫المالئمة في الداخل تجعل الحالة الصحية أكثر سوءا‪ ،‬فكثي ار ما تكون هناك حاجة‬
‫إلى رعاية صحية وعالج أكبر في السجن منه في المجتمع الخارجي‪ .‬بيد أنه‬
‫اتضحت صعوبة شديدة في توفير الرعاية الصحية األساسية للسجناء في البلدان التي‬
‫انهارت فيها النظم الصحية العامة أو حيث تعاني من عدم كفاية مزمن‪ .‬وفيما يتصل‬
‫بالقضية الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري‪ ،‬هناك مجاالت متعددة تتصل‬
‫بتوفير تلك الرعاية‪ .‬فمن واجب السلطات الحفاظ على صحة كل السجناء‪ ،‬والنهوض‬
‫بالصحة العامة لنزالء السجون والسكان الخارجيين على حد سواء‪ .‬وتنص المعاهدات‬
‫واالتفاقيات المذكورة أعاله على التزام سلطات السجن بتوفير ما يلي‪( :‬احمد الوائلي‪:‬‬
‫‪)120‬‬
‫‪ /1‬أماكن معيشة آمنة وصحية لكل السجناء‬
‫‪ /2‬حماية األشخاص من العنف واإلكراه‬
‫‪ /3‬توفير خدمات الرعاية الصحية واألدوية الكافية‪ ،‬دون مقابل قدر اإلمكان‬
‫‪ /4‬تقديم المعلومات والتعليم الخاص بإجراءات الوقاية الصحية واألسلوب الصحي‬
‫للحياة‬
‫‪ /5‬تنفيذ إجراءات الوقاية الصحية األولية‬
‫‪ /6‬وسائل الكشف عن العدوى المنقولة جنسيا وعالجها بغرض اإلقالل من مخاطر‬
‫نقل فيروس نقص المناعة البشري‬
‫‪ /7‬متابعة المعالجة الطبية التي بدأت خارج السجن (بما فيها المتعلقة بتعاطي‬
‫المخدرات)‪ ،‬أو إمكانية بدئها داخل السجن‬
‫‪ /8‬توفير حماية خاصة للسجناء المعرضين للخطر‪ ،‬مثل األشخاص الذين أظهروا‬
‫اختبا اًر موجباً لفيروس نقص المناعة البشري‪ ،‬وضد العنف من جانب السجناء‬
‫اآلخرين‪ ،‬أو من األمراض المعدية التي قد تمثل خطورة كبيرة عليهم‪ ،‬مثل الدرن‬

‫‪73‬‬
‫‪ /9‬حيثما تتوفر االختبارات الطوعية لفيروس نقص المناعة البشري‪ ،‬ينبغي دائما‬
‫تقديمها‪ ،‬باإلضافة إلى المشورة المناسبة قبل االختبار وبعده‪(.‬الوائلي‪)125 :‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حظر التعذيب والمعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة‪:‬‬
‫يتعرض األشخاص المحتجزون رهن المحاكمة في بعض األحيان للتعذيب‬
‫وسوء المعاملة من أجل إكراههم على االعتراف والكشف عن المعلومات‪ .‬ويتجاهل‬
‫نصت عليها الصكوك الدولية لحقوق‬
‫مرتكبو جريمة التعذيب المبادئ التوجيهية التي ّ‬
‫أن الحصول عليها تم باستخدام‬‫أن البيانات التي يتضح ّ‬
‫اإلنسان‪ ،‬والتي أوضحت ّ‬
‫نصت اتفاقية‬
‫ضد شخص‪ .‬وفي هذا الصدد‪ّ ،‬‬ ‫التعذيب ال ينبغي أن تعتمد كأدلة ّ‬
‫مناهضة كافة أشكال التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو الال إنسانية أو‬
‫المهينة على أن‪“ :‬تتخذ ك ّل دولة طرف باالتفاقية تدابير تشريعية أو إدارية أو‬
‫أن توجيهات األمم‬
‫قضائية فعالة أو أية إجراءات لمنع التعذيب في إقليمها”‪ .‬كما ّ‬
‫المتحدة الواردة في صكوكها توجب التحقيق في ادعاءات التعرض للتعذيب ومالحقة‬
‫الحق في‬
‫ّ‬ ‫مقترفيه‪ ،‬وتوصي باالحتفاظ بسجالت لعمليات االستنطاق‪ ،‬وذلك لتأمين‬
‫السالمة من التعذيب وسوء المعاملة‪ .‬يفسر حظر التعذيب والمعاملة القاسية على‬
‫أن وضع المحتجزين في زنزانة‬ ‫أنه‪ :‬يحظر حبس المحتجزين انفرادياً مدة طويلة‪ .‬كما ّ‬
‫معتمة أمر محظور‪ ،‬وال يجوز للموظفين المكلفين إنفا َذ القوانين استعمال القوة في‬
‫عالقاتهم مع المحتجزين أو األسلحة النارية إال في ظروف معينة محدودة للغاية‪ ،‬بما‬
‫فيها الدفاع عن النفس والدفاع عن اآلخرين ضد تهديد مباشر وخطير‪(.‬عبداهلل‬
‫عبدالغني غانم‪1985،‬م‪.)85 :‬‬
‫حقوق اإلنسان في السجــــــــون‬
‫أوال‪ :‬حق المسجون في معاملة إنسانية‪:‬‬
‫يجب معاملة جميع المسجونين باالحترام الواجب لحفظ كرامتهم الشخصية‬
‫وقيمتهم بإعتبارهم من الجنس البشري وال يجوز إيذاء المسجون بدنياً أو معنوي ًا كما‬
‫ال يجوز حجزه أو حبسه في غير األماكن الخاضعة للقوانين الصادرة بتنظيم السجون‬
‫كما ال يجوز القبض على أي إنسان أو حبسه إال بأمر من السلطات المختصة‪ .‬جاء‬
‫في االحكام السلطانية‪ « :‬يجوز لألمير فيمن تكررت منه الجرائم ولم ينزجر عنها‬

‫‪74‬‬
‫استضر الناس بجرائمه حتى يموت بعد أن يقوم بقوته‬
‫ّ‬ ‫بالحدود أن يستديم حبسه اذا‬
‫وكسوته من بيت المال ليدفع ضرره عن الناس» (ابو علي محمد بن الحسين‬
‫الماوردي ‪ 1406 ،‬ق ‪ ،)220:‬وفي احكام السجون ورد‪« :‬و ّأول من أجرى من‬
‫الخلفاء الراشدين على أهل السجون ما يقوتهم في طعامهم وكسوتهم صيف ًا وشتاء هو‬
‫االمام علي(ع) فاذا كان للمجرم مال انفق منه عليه في السجن‪ ،‬وان لم يكن له مال‬
‫شره»(احمد الوائلي ‪)125:‬‬
‫انفق عليه من بيت مال المسلمين حتى يحبس عن الناس ّ‬
‫ثانياً ‪ :‬حماية المسجون من التعذيب‪:‬‬
‫المقصود بالتعذيب بأنه أي عمل ينتج عنه الم أو عذاب شديد جسديا كان أم‬
‫عقليا يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص أو شخص ثالث‬
‫على معلومات أو على اعتراف أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في انه ارتكبه‬
‫هو أو شخص ثالث‪.‬‬
‫إن الشريعة االسالمية ترفض‬
‫تحريم تعذيب السجين وضمان ما يترتب عليه ّ‬
‫تعذيب وايذاء السجين وتعاقب عليه‪ ،‬فاذا قام متولو السجن من المسؤولين والحراس‬
‫واجهزة االمن واالستخبارات بتعذيب السجين‪ ،‬وأدى ذلك الى موته أو جرحه أو فقدان‬
‫تكب ذلك‬‫عضو من اعضائه ونحو ذلك عمداً يقتص من المع ّذب منهم‪،‬اما اذا اُر ِ‬
‫ُ‬
‫خطأً وسهواً يلزم بدفع الدية وهكذا لو افرط بحق من حقوقه عدم التضييق على‬
‫السجناء اال في موارد محددة كما في المرتدة والعامل الخائن والمظاهر(وهو ان يقول‬
‫علي كظهر أمي)‬‫علي كظهر امي‪ ،‬أو زوجتي أوفالنة ّ‬‫الزوج مخاطبا زوجته انت ّ‬
‫والمولي (من اإليالء وهو الحالف على ترك وطئ الزوجة الدائمة ابدا أو مدة تزيد‬
‫على اربعة أشهر لالضرار بها) والملتوي عن اداء الدين من الموارد المستثناة‪ ،‬ومع‬
‫هذا ال يخفى ان التضييق على المظاهر والمولي في المأكل والمشرب الجل ان‬
‫يختار الطالق او الجوع‪ ،‬ولو اختا ار احدهما اليسجنان‪ ،‬وكذلك بالنسبة الى المديون‬
‫الموسر المماطل لو أدى الدين‪.‬‬
‫إن التعامل االخالقي غير المسبوق لالمام علي (ع) مع قاتله حيث ورد انه‬
‫عندما اُلقي القبض على عبد الرحمن بن ملجم قاتل اإلمام علي (ع) وأودع السجن‪،‬‬

‫‪75‬‬
‫أوصى اإلمام(عليه السالم) بمداراته واإلهتمام به‪ ،‬ومن جملة وصاياه ألوالده في حق‬
‫أسارهُ (بحار األنوار‪)239 :‬‬
‫ابن ملجم أطعموه واسقُوه وأحسنوا َ‬
‫يروي العالّمة المجلسي حديثاً آخر‪ ،‬وذلك عندما جيء بابن ملجم إلى اإلمام‬
‫علي(عليه السالم) فتكلم معه اإلمام بكالم ثم قال لولده اإلمام الحسن(عليه السالم)‬
‫طارتا‬‫قد َ‬ ‫ك َو ْار َح ْمهُ َواَ ْح ِس ْن ِالَ ْي ِه َواَ ْش ِف ْق َعلَ ْي ِه‪ ،‬اَال تَرى ِالى َع ْيَن ْي ِه ْ‬ ‫اَ ْرِف ْق يا َولَدي بِاَ ِ‬
‫سير َ‬
‫ورعباً َوفَ َزعاً‪ ،‬فَقا َل لَهُ ا ْل َح َس ُن عليه السالم يا اَباهُ! قَ ْد‬ ‫ِالى اُ ِّم أر ِ‬
‫ْس ِه َوَق ْل ُبهُ َي ْر ِج ُ‬
‫ف َخ ْوفاً ُ‬ ‫َ‬
‫قال لَهُ َن َع ْم يا ُبَن َّي‬‫ق بِ ِه؟! فَ َ‬ ‫ْم ُرنا بِ ِّ‬
‫الرْف ِ‬ ‫ت تَأ ُ‬ ‫عين ا ْلفا ِج ُر َواَ ْف َج َعنا َ‬
‫فيك َواَ ْن َ‬ ‫َّ‬
‫ك ه َذا الل ُ‬ ‫قَتَلَ َ‬
‫شيمتِنا ال‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫داد َعلَى الذ ْنب الَ ْينا االّ َك َرماً َو َع ْفواً َوَر ْح َمةً َوالشفَقَةُ م ْن َ‬ ‫َن ْح ُن اَ ْه ُل َب ْيت ال َن ْز ُ‬
‫ط ِع ْمهُ يا ُبَن َّي ِم ّما تَْأ ُكلُهُ‪َ ،‬واَ ْس ِق ِه ِم ّما تَ ْش َربهُ َوال تَُقّي ْد لَهُ قَ َدماً‪،‬‬ ‫شي َمتِ ِه‪َ ،‬ب َحقّي َعلَ ْي َ‬
‫ك فَاَ ْ‬ ‫ِم ْن ْ‬
‫َوال تَ ُغ َّل لَهُ يدا (بحار األنوار‪.)287 :‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حق المسجون في الرعاية الصحية‪:‬‬
‫تتمثل في الوقاية من اإلمراض الوبائية والمتوطنة والمهنية واإلمراض األخرى‬
‫وعالجها ومكافحتها وتهيئه ظروف من شأنها تأمين الخدمات الطبية والعناية الطبية‬
‫للجميع في حالة المرض‪.‬ويجب أن يقوم الطبيب بفحص كل سجين في اقرب وقت‬
‫ممكن وذلك الكتشاف أي مرض جسدي أو عقلي يمكن أن يكون مصابا به واتخاذ‬
‫اإلجراءات الالزمة وعزله عن السجناء الن صحة المسجونين تعتبر مسؤولية جميع‬
‫إفراد طاقم السجن‪ .‬ويشترط أن يكون هناك طبيب وان يكون االتصال به متاحا أو‬
‫أن يكون هناك صلة دائمة مع الخدمات الطبية خارج السجن وعلى الطبيب أيضا أن‬
‫يقوم بصورة منتظمة بمعاينة كمية الغذاء ونوعية ونظافة ومالبس السجناء ولوازم‬
‫أسرتهم ومدى التقيد بالقواعد المتعلقة بالتربية البدنية والرياضية وان يقوم بتقدم بشأنها‬
‫إلى مدير السجن‪.‬ويجب إذا بلغت حالة المسجون المريض درجة الخطورة إبالغ‬
‫الجهة اإلدارية التي تقيم في دائرتها أهله إلخبارهم بذلك فو ار ويؤذن لهم‬
‫بزيارته‪(.‬أحوال حقوق اإلنسان‪ ،‬جريدة االخبار المصرية‪23 ،‬أبريل ‪2008‬م‪).18:،‬‬
‫رابعاً‪ :‬حق المسجون في التعليم‪:‬‬
‫للمسجون الحق في االشتراك في األنشطة الثقافية والتعليمية التي تهدف إلى‬
‫التنمية الكاملة للشخصية اإلنسانية بما في ذلك التعليم الديني كما يجب أن يكون‬

‫‪76‬‬
‫التعليم لألميين واألحداث إلزامي وذلك الن التعليم يؤدي إلى تغيير طرق التفكير‬
‫ومعايير الحكم على األشخاص واألشياء وتطبيق ذلك على المحكوم عليهم يؤدي إلى‬
‫تغيير نظرتهم إلى قواعد السلوك في المجتمع وارداتهم لضرورة احترامها‪ .‬كما يجوز‬
‫ل لمحكوم عليهم أن يستحضروا على نفقتهم ما يشاؤون من الكتب والصحف‬
‫والمجالت المصرح بتداولها لالطالع عليها في أوقات فراغهم‪ (.‬التقرير السنوي‬
‫السابع لجمعية حقوق اإلنسان لمساعدة السجناء‪ ،‬االحتجاز والمحتجزين في مصر‪،‬‬
‫القاهرة‪)2004 ،‬‬
‫يحول بيئة السجن إلى‬
‫القرآن الكريم يحدثنا كيف أن يوسف الصديق حاول أن ّ‬
‫محيط للتربية والتعليم واإلصالح‪ ،‬فكان يعلم السجناء درس التوحيد وعبادة اهلل وهو‬
‫أصل كل طهارة وحسن‪ ،‬فمتى ما ُسئل يوسف عن مسألة بسيطة‪ ،‬أو طلب منه‬
‫اإللهية ويبين المسائل التربوية للسجناء‪ .‬قد‬
‫ّ‬ ‫تفسير رؤيا عابرة‪ ،‬كان يطرح المعارف‬
‫الملوثين بالذنوب والجرائم سرعان ما‬
‫أن كثي اًر من السجناء األشرار ّ‬
‫أثبتت لنا التجارب ّ‬
‫يتم إصالحهم إذا ما وجدوا قريناً صالحاً يرشدهم إلى الطريق الصحيح‪ ،‬إذ ّإنهم خارج‬
‫ّ‬
‫السجن لم يكن لديهم الفرصة الكافية من أجل التفكير والتأمل في تصرفاتهم الفائتة‬
‫واعادة حساباتهم للمستقبل‪ (.‬احمد الوائلي‪.)122 :‬‬
‫خامساً‪ :‬اإلشراف والتفتيش على السجون‪:‬‬
‫يجب أن يكون مدير السجن على قدر من األهلية لمهمته من حيث طباعة‬
‫وكفاءته اإلدارية وخبرته كما يجب أن يكون هناك تفتيش منظم لمؤسسات السجون‬
‫وخدماتها‪(.‬حقوق إنسان‪ ،‬مجموعة صكوك دولية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬األمم المتحدة‪،‬‬
‫نيويورك‪1993 ،‬م‪).‬‬
‫سادساً‪ :‬حق االتصال بالعالم الخارجي‪:‬‬
‫يعتبر شيء ضروري إلعادة تأهيلهم االجتماعي وعودتهم للمجتمع كما‬
‫للمسجونين الحق في التواصل والتراسل مع ذويهم وله الحق في أن يزوروه ‪ .‬واتاحة‬
‫الفرص للسجناء بمواصلة االطالع على مجرى اإلحداث عن طريق الصحف اليومية‬
‫أو الدورية أو أية منشورات خاصة تصدرها ادارة السجون‪،‬جاء في المبسوط‪« :‬اذا‬
‫كان محبوساً في موضع وله اربع زوجات وتمكن الدخول والوصول اليه وقد كان قد‬

‫‪77‬‬
‫قسم في حال انطالقه‪ ،‬فانه وجب عليه أن يقسم للبواقي الن ذلك حقهن» ( محمدبن‬
‫ّ‬
‫حسن الطوسي‪1413 ،‬ه ‪ )332:‬ال اشكال في ظهور كلمات الفقهاء بل صريحهم‬
‫في اثبات حق لقاء المسجون زوجته تمهيداً لما تطلبه الغريزة الجنسية‪ ،‬وهذا حق‬
‫للزوج والزوجة‪.‬‬
‫لقد عملت الشريعة اإلسالمية على سد الطرق المفضية النتشار الفحشاء‬
‫والفساد بين الناس حماية للفرد والمجتمع وبالنسبة لحكم الشرع في تطبيق الخلوة‬
‫الشرعية فإن الثابت شرعا أن جمهور الفقهاء عدا المالكية – نصوا على حق‬
‫المسجون في مباشرة زوجته في السجن وأن يكون هناك مكان آمن ال يطلع عليه أحد‬
‫لذلك‪ ،‬استناد على أن المعاشرة من الحقوق المشتركة ولذلك فهو ثابت ال يسقطه أحد‬
‫كما جاء في حاشية ابن عابدين ونصه ال يمنع المسجون من دخول زوجته أو أمته‬
‫عليه واالتصال بها إذا كان هناك مكان خال في السجن يخلو بها فيه ألن السجين‬
‫غير ممنوع من شهوة البطن والفرج لكن ال تجبر الزوجة إال إذا كان في السجن سكن‬
‫مثلها لما في ذك من ضرر عليها وفى ذلك حفاظا على صحة السجين ونفسيته‬
‫حفظا له من االستمناء أو الشذوذ الجنسي ‪ ،‬وما يسرى على الرجل يسرى على المرآة‬
‫ص َن بِأ َْنفُ ِس ِه َّن ثَ َالثَةَ قُُروٍء َوَال َي ِح ُّل‬ ‫(وا ْل ُمطَلَّقَ ُ‬
‫ات َيتََرَّب ْ‬ ‫إذا كانت نزيلة سجن لقوله تعالى َ‬
‫ام ِه َّن إِ ْن ُك َّن ُي ْؤ ِم َّن بِاللَّ ِه َوا ْلَي ْوِم ْاآلَ ِخ ِر َوُب ُعولَتُهُ َّن‬
‫ق اللَّه ِفي أَرح ِ‬
‫َْ‬ ‫َن َي ْكتُ ْم َن َما َخلَ َ ُ‬ ‫لَهُ َّن أ ْ‬
‫ال‬‫وف ولِ ِّلر َج ِ‬ ‫ادوا إِص َالحا ولَه َّن ِم ْث ُل الَِّذي علَ ْي ِه َّن بِا ْلمعر ِ‬ ‫ق بِ َرِّد ِه َّن ِفي َذلِ َ‬
‫ك إِ ْن أ ََر ُ‬ ‫َح ُّ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ً َ ُ‬ ‫أَ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫يم) (سورة البقرة اآلية ‪ .)228‬والمقصود من حبس‬ ‫َعلَ ْي ِه َّن َد َر َجةٌ َواللهُ َع ِز ٌيز َحك ٌ‬
‫الزوجة معه في كلمات الفقهاء هو التمهيد لذلك‪ .‬أورد صاحب الدعائم رواية تدل‬
‫على حق السجين في االلتقاء باقربائه وذويه‪ ،‬وان تزوره اهله واقرباؤه او غيرهم اال‬
‫من يلقنه اللدد اي الخصومة والحقد والخداع او اخفاء معالم الجريمة‪ .‬والرواية عبارة‬
‫عما كتبه علي (ع) الى رفاعة قاضي االهواز حول ابن هرمة ونصها كاألتي‪...« :‬‬
‫والتحل بينه وبين من يأتيه بمطعم أو مشرب‪ ،‬أو ملبس أو مفرش والتدع أحداً يدخل‬
‫يضر به‬
‫ّ‬ ‫أن احداً لقّنه ما‬
‫صح عندك ّ‬
‫ّ‬ ‫ويرجيه الخالص فان‬
‫ّ‬ ‫اليه من يلقّنه اللدد‬
‫بالدرة فاحبسه حتى يتوب» (نعمان بن محمد بن منصور‬ ‫مسلماً‪ ،‬فاضربه ّ‬
‫التميمي‪ )532: 1385،‬وذهب الى ذلك من فقهاء العامة السرخسي والكاساني وابن‬

‫‪78‬‬
‫العابدين‪ ،‬ولقد طبقت الخلوة الشرعية منذ العصور اإلسالمية حين سأل الفاروق عمر‬
‫رضي اهلل عنه السيدة حفصة رضي اهلل عنها عن الفترة التي تصبر فيها المرآة على‬
‫زوجها فقالت أربعة أشهر وفى رواية أخرى خمسة أو ستة فوضه للناس في مغازيهم‬
‫ستة أشهر يعودون بعدها‪ ،‬وكان يسمح للسجين بالخروج ليعاشر زوجته في بيته ثم‬
‫يعود للسجن مرة أخرى‪ ،‬الن عقاب الزوجة على ما لم تقترفه ال يصح شرعاً‪.‬‬
‫إن الشريعة‬
‫يالحظ إن تحريم تعذيب السجين وضمان ما يترتب عليه ّ‬
‫االسالمية ترفض تعذيب وايذاء السجين وتعاقب عليه‪ ،‬فاذا قام متولو السجن من‬
‫المسؤولين والحراس واجهزة االمن واالستخبارات بتعذيب السجين‪ ،‬وأدى ذلك الى‬
‫موته أو جرحه أو فقدان عضو من اعضائه ونحو ذلك عمداً ُيقتص من المع ّذب‬
‫منهم‪،‬اما اذا اُر ِ‬
‫تكب ذلك خطأً وسهواً يلزم بدفع الدية وهكذا لو افرط بحق من حقوقه‬
‫عدم التضييق على السجناء اال في موارد محددة كما في المرتدة والعامل الخائن‬
‫علي كظهرامي‪ ،‬أو زوجتي‬
‫ّ‬ ‫والمظاهر(وهو ان يقول الزوج مخاطبا زوجته انت‬
‫علي كظهر أمي ) والمولي ( من اإليالء وهو الحالف على ترك وطئ‬
‫أوفالنة ّ‬
‫الزوجة الدائمة ابدا أو مدة تزيد على اربعة أشهر لالضرار بها) والملتوي عن اداء‬
‫الدين من الموارد المستثناة‪ ،‬ومع هذا ال يخفى ان التضييق على المظاهر والمولي‬
‫في المأكل والمشرب الجل ان يختار الطالق او الجوع‪ ،‬ولو اختا ار احدهما ال‬
‫يسجنان‪ ،‬وكذلك بالنسبة الى المديون الموسر المماطل لو أدى الدين‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫الدراسات السابقة‬
‫‪ /1‬صبحي الكفوري‪ ,‬فعالية برنامج عالجي سلوكي عرفي في ادارة الضغوط‬
‫النفسية لدى عينة من طالب كلية تربية‪ ,‬مصر‪2000 ,‬م‪.‬‬
‫هدفت هذة الدراسة للكشف عن فعالية استخدام برنامج عالجي معرفي سلوكي في‬
‫تخفيف الضغوط النفسية لدى عينة من طالب كلية تربية‪ ,‬والكشف عن فعالية‬
‫استخدام برنامج عالجي سلوكي معرفي في تخفيف حدة االستجابة االكلينيكية التي‬
‫تصف اسلوب استجابة الفرد لالحداث الخطيرة في الحياة لدى عينة من طالب كلية‬
‫تربية‪ ,‬والكشف عن فعالية استخدام برنامج عالجي سلوكي معرفي في تخفيف حدة‬
‫الشعور بالغضب لدى عينة من طالب كلية تربية‪.‬‬
‫تكونت عينة الدراسة من (‪ )40‬طالباً من طالب الفرقة الثانية بكلية تربية بكفر الشيخ‬
‫جميعهم من الذكور‪ ,‬تم تقسيمهم إلى مجموعتين احداهما تجريبية من (‪ )20‬طالباً‬
‫واالخرى ضابطة من (‪ )20‬طالباً‪ ,‬وتم مجانسة افراد المجموعتين في القياس القبلي‬
‫علي متغيرات الدراسة (الضغوط النفسية‪ -‬االستجابة االكلينيكية‪ -‬التعبير عن‬
‫الغضب)‪.‬‬
‫وكانت أدوات الدراسة‪ :‬مقياس االستجابة االكلينيكية‪ ,‬مقياس الضغوط النفسية‪,‬‬
‫مقياس التعبير عن الغضب‪.‬‬
‫توصلت الدراسة إلى فعالية البرنامج العالجي السلوكي المعرفي الذي يتضمن‬
‫تدريباً على مهارات عديدة من بينها التدريب على السلوك التوكيدي‪ ,‬وادارة الوقت‬
‫واالسترخاء العضلي‪ ,‬واالسترخاء من طريق التخيل‪ ,‬والتدريب علي الوعي االنتقائي‬
‫واعادة التقييم المعرفي‪ ,‬وتقديم التعليمات للذات‪ ,‬ومهارة حل المشكالت في تخفيف‬
‫الضغوط النفسية وتغير استجابة أفراد العينة لألحداث الخطيرة في الحياة‪ ,‬والتي‬
‫تتضمن فقرات عامة من قبيل الشهور بالهياج الداخلي وعدم الراحة والشعور بكره‬
‫الذات والشعور بالعدوانية نحو الذات وسرعة الغضب والشعور باليأس وفقدان االمل‬
‫وردود الفعل المفزعة والضالالت‪ ,‬متضمنة االدراك المشوه لالفراد واالفكار غير‬
‫السليمة حول االشياء وسيطرة الخرافات وتامل االفكار واالجترار وتخيالت ما قبل‬

‫‪80‬‬
‫النوم والتجنب واالنكار واالقحام‪ ,‬حيث وجدت فروق ذات داللة احصائية بين متوسط‬
‫درجات افراد المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لصالح‬
‫المجموعة التجريبية‪ ,‬وكذلك فروق دالة احصائية بين متوسط درجات المجموعة‬
‫التجريبية في القياس القبلي والقياس البعدي لصالح القياس البعدي‪.‬‬
‫‪ /2‬هشام الخولي‪ ,‬فعالية العالج المعرفي السلوكي في تخفيف حدة الضغوط‬
‫النفسية لدى معلمي التربية الخاصة‪2004,‬م‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫هدفت الدراسة الى تصميم برنامج عالجي معرفي سلوكي‪ ,‬والتعرف على أثره في‬
‫تخفيف حدة الضغوط النفسية لدى عينة من معلمي التربية الخاصة‪.‬‬
‫قام الباحث بتطبيق مقياس الضغوط النفسية لمعلمي التربية الخاصة‪ ,‬على عينة‬
‫عشوائية بلغ قوامها (‪ )130‬من معلمي التربية الخاصة (‪ 71‬من الذكور و‪ 59‬من‬
‫االناث) بمدارس التربية الخاصة التابعة إلدارة بنها التعليمية في كل من مدارس‬
‫الصم والمكفوفين والتربية الفكرية‪ ,‬ثم تم تصحيح المقياس حسب التعليمات واسفرت‬
‫نتائج التصحيح عن عدد من المعلمين والمعلمات ممن حصلو على درجات مرتفعة‬
‫على مقياس الضعوط النفسية (‪ )29‬معلماً‪ )24( ,‬معلمة‪ ,‬وتم اختيار عشواي‬
‫لعدد(‪ )12‬معلماً‪ )12( ,‬معلمة‪.‬‬
‫تم تقسيم عينة الدراسة على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مجموعة ذكورية تجريبية وعددها(‪ )6‬معلمين‬
‫ب‪ -‬مجموعة ذكور ضابطة وعددها(‪ )6‬معلمين‬
‫ج‪ -‬مجموعة اناث تجريبية وعددها(‪ )6‬معلمات‬
‫د‪ -‬مجموعة اناث ضابطة وعددها(‪ )6‬معلمات‬
‫قام الباحث بتطبيق البرنامج العالجي على افراد المجموعتين التجريبتين‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة مقياس الضغوط النفسية لمعلمي التربية الخاصة‪.‬‬
‫وتوصلت الدراسة إلى فعالية البرنامج العالجي المستخدم في الدراسة‪ ,‬وهو العالج‬
‫المعرفي السلوكي في تخفيف حدة الضغوط النفسية لدى عينة الدراسة‪ ,‬وهي عينة‬
‫من معلمي التربية الخاصة ذكو اًر واناثاً بعد البرنامج العالجي مباشرة‪ ,‬واستمرار‬
‫فعاليته إلى ما بعد انتهاء فترة المتابعة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ / 3‬عادل جورج طنوس و جنان وحنا‪ ,‬أثر برنامج التعديل المعرفي السلوكي في‬
‫تنمية الفعالية الذاتية لدى مدمني المخدرات في محافظة عكا وعالقتها ببعض‬
‫المتغيرات‪2008 ,‬م‪ ,‬فلسطين‪.‬‬
‫هدفت الدراسة الي اختبار فعالية برنامج التعديل المعرفي السلوكي لرفع مستوى‬
‫الفعالية الذاتية المدركة لدى عينة من مدمني عرب‪ ,‬وتأثير الفعالية الذاتية المدركة‬
‫على مواقف التعاطي للمخدرات‪ ,‬باالضافة الى التعرف على االختالف بالفعالية‬
‫الذاتية لدي المدمنين باختالف متغيرات الجنس والمستويين االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫اما عينة الدراسة فقد تم اختيار عينة قصدية تالفت من (‪ )50‬مدمناً من المقيمين‬
‫بمراكز عالج االدمان في المؤسسات والمراكز التي تهتم بعالج المدمنين في منطقة‬
‫عكا‪ ,‬ممن حصلو على درجات متدنية علي مقياس الفعالية الذاتية‪ ,‬وبعد ذلك تم‬
‫توزيع العينة إلى مجموعتين التجريبية (‪ )25‬مدمناً والمجموعة الضابطة(‪ )25‬مدمناً‪.‬‬
‫‪ /4‬عبدالكريم سعيد المدهون‪ ,‬فاعلية برنامج ارشادي لخفض الضغوط النفسية‬
‫وتحسين مستوى الرضا عن الحيتة لطلبة جامعة فلسطين بغزة‪2008 ,‬م‪,‬‬
‫فلسطين‪.‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى التحقق من فاعلية برنامج ارشادي تدريبي في خفض‬
‫الضغوط النفسية لدى عينة من طلبة جامعة فلسطين من اجل تعديل سلوكهم بعد‬
‫التعرف على مصادر الضغوط واساليب مواجهتها وطرق التغلب عليها‪.‬‬
‫تكونت عينة الدراسة من (‪ )28‬طالباً‪ ,‬وهم األعلى درجة في مقياس مواقف الحياة‬
‫الضاغطة‪ ,‬واألدني درجة في مقياس الرضا عن الحياة تم تقسيمها إلى مجموعتين‪:‬‬
‫المجموعة االولى‪ :‬مجموعة ضابطة وتضم (‪ )7‬من الذكور‪ ,‬و(‪ )7‬من االناث‬
‫المجموعة الثانية‪ :‬مجموعة تجريبية وتضم (‪ )7‬من الذكور‪ ,‬و(‪ )7‬من االناث‬
‫واستخدمت الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬مقياس مواقف الحياة الضاغطة‬
‫‪ -‬مقياس الرضا عن الحياة‬
‫وتوصلت الدراسة إلى‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -1‬وجود فروق بين القياس القبلي والبعدي لدى المجموعة التجريبية لصالح القياس‬
‫البعدي‬
‫‪ -2‬وجود فروق في مستوى الرضا عن الحياة بين المجموعة التجريبية والمجموعة‬
‫الضابطة في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية‪.‬‬
‫‪ /5‬دراسة عبد اهلل أبو إياد العلوي‪ ،‬نوعية الحياة وواقع الصحة النفسية لدى‬
‫المترددين على السجون واإلصالحيات‪2011 ،‬م‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫تناول الدراسة واقع ومفهوم نوعية الحياة وتأثيره على الصحة النفسية لدى نزالء‬
‫السجون واإلصالحيات‪ ،‬فالصحة النفسية بالنسبة لهذه الدراسة‪ ،‬هي حالة دائمة نسبيا‬
‫يكون فيها الفرد متوافقا من النواحي النفسية واالجتماعية واالنفعالية مع نفسه ومع‬
‫اآلخرين‪ ،‬ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع االغيار‪ ،‬ويكون قاد ار على تحقيق ذاته‬
‫واستثمار قدراته وامكاناته إلى ابعد نطاق ممكن‪ .‬باإلضافة إلى القدرة على مواجهة‬
‫مطالب الحياة وتكون شخصية متكاملة وسوية‪.‬‬
‫وتوصلت الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬يعاني المترددون على السجن من انخفاضات خطيرة في مستوى تقديراتهم المتعلقة‬
‫بنوعية الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬توجد فروق ذات داللة في نوعية الحياة لدى المترددين على السجن تحكمها‬
‫متغيرات السن والحالة االجتماعية والجنس وعدد الترددات على السجن ونوعية‬
‫السلوكيات التي تشكل سندا في اإلحالة على السجن‪.‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة ارتباط ايجابية بين استجابة المترددين على السجن نحو نوعية الحياة‬
‫والصحة النفسية لديهم‪.‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة ارتباط ايجابية بين استجابات المترددين على السجن نحو نوعية‬
‫الحياة وواقع الصحة النفسية لديهم وسلوكياتهم اإلجرامية‪.‬‬
‫‪ /6‬دراسة السراج‪2005‬م فلسطين‪.‬‬
‫هدفت إلى الكشف عن عالقة الضغوطات النفسية لدى زوجات األسرى الفلسطينيين‬
‫في سجون االحتالل اإلسرائيلي بعمر زوجة األسير ومستواها التعليمي والمستوى‬
‫االجتماعي واالقتصادي لها وعدد أبنائها ومستوى التزامها للقيم الدينية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫واشتملت الدراسة على عينة تتكون من المجتمع األصلي كله ويبلغ (‪ )93‬زوجة وقد‬
‫اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي ومن أبرز نتائج دراسته يعد مستوى‬
‫طا‪ ،‬أما على‬
‫الضغوطات النفسية العامة لدى زوجات األسرى الفلسطينيين متوس ً‬
‫الصعيد السيكولوجي فهو فوق المتوسط ويعد دون المتوسط على الصعيد النفسي‪ ،‬أما‬
‫على الصعيد االجتماعي االقتصادي فهو متوسط عدم وجود فروق دالة إحصائية‬
‫عند مستوى داللة (‪ )0,05‬فأقل في المستوى‪ .‬الضغوط النفسية لدى زوجات األسرى‬
‫الفلسطينية تعزى لعامل عمر الزوجة وعدد األبناء والتزام الزوجة بالقيم الدينية‪.‬‬
‫إحصائيا عند مستوى داللة (‪ )0,05‬فأقل من مستوى الضغط‬
‫ً‬ ‫وجود فروق دالة‬
‫النفسي لدى زوجات األسرى الفلسطينيين تعزى لعامل تعليم الزوجة والمستوى‬
‫االجتماعي االقتصادي للزوجة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫منهج واجراءات الدراسة الميدانية‬

‫‪85‬‬
‫المبحث االول‬
‫منهج الدراسة واجراءاته الميدانية‬
‫يشتمل هذا المبحث على الخطوات واإلجراءات التى تم اتباعها في تنفيذ‬
‫الدراسة الميدانية‪ ،‬ويشمل ذلك وصفاً لمجتمع الدراسة وعينته‪ ،‬وطريقة اعداد أداتها‪،‬‬
‫واجراء اختبار الثبات والصدق لهذه األداة للتأكد من صالحيتها للدراسة والمعالجات‬
‫اإلحصائية التي تم بموجبها تحليل البيانات واستخراج النتائج ‪ ،‬كما يتم توضيح‬
‫المقاييس واألساليب االحصائية التى تستخدم لدراسة وتحليل البيانات‪ .‬وذلك على‬
‫النحو التالى‪.‬‬
‫أوال‪ :‬منهجية البحث‪:‬‬
‫تسند الدراسة إلى المنهج الوصفي القائم علي وصف متغيرات الد ارسة بطريقة‬
‫احصائية مثل الجداول للتعرف علي طبيعة بيانات الدراسة بإالضافة إلى المنهج‬
‫التحليلي االستداللي القائم علي اختبار فرضية الدراسة يإستخدام بعض االساليب‬
‫االحصائية كأسلوب التحليل التميزي لبعض االختبارات الخاصة‪ ،‬وكانت معالجة‬
‫البيانات بإستخدام بعض البرامج االحصائية المناسبة بواسطة الحاسوب مثل برنامج‬
‫التحليل االحصائي ‪. Spss‬‬
‫ثانياً‪ :‬تصميم أداة الدراسة‪:‬‬
‫أداة الدراسة عبارة عن الوسيلة التي يستخدمها الباحث في جمع المعلومات‬
‫الالزمة عن الظاهرة موضوع الدراسة‪ ،‬ويوجد العديد من األدوات المستخدمة في‬
‫مجال البحث العلمي للحصول على المعلومات والبيانات الالزمة للدراسة‪ ،‬وقد‬
‫إعتمدت هذة الدراسة على إعداد إستمارة خاصة إلجراء الدراسة الميدانية وتم توضيح‬
‫العبارات التى تقيس ( الصحة النفسية لدي النزالء وعالقتها ببعض المتغيرات) ‪.‬ولقد‬
‫اتبع الباحث خالل عملية بناء اداة الدراسة الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ /1‬االطالع على العديد من الدراسات المتعلقة بموضوع البحث باالضافة الى‬
‫االطالع على الدراسات السابقة‪ ،‬وذلك لالستفادة منها فى إعداد أداة جمع البيانات‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ /2‬عرض االستبانة على بعض المختصين للتحكيم واوصى المحكمون بحذف بعض‬
‫العبارات واضافة عبارات جديدة واعادة الصياغة اللغوية فى بعض البنود ليتوافق مع‬
‫فرضيات الدراسة ‪.‬وتم االتفاق على أن تشمل االستبانة على قسمين‪:‬‬
‫القسم االول‪ :‬يشمل البيانات الخاصة بأفراد عينة الدراسة‪ :‬وهى‪:‬‬
‫‪.1‬النوع‪.‬‬
‫‪ .2‬العمر‪.‬‬
‫‪ .3‬الحالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .4‬الحالة االقتصادية‪.‬‬
‫القسم الثانى‪ :‬وشمل متغيرات الدراسة األساسية‪ :‬وهى عبارة عن محور الدراسة‬
‫والتى من خاللها يتم التعرف علي النتائج‪ .‬ويشتمل هذا القسم علي (‪ )38‬عبارة‪:‬‬
‫وقد اعتمدت الدراسة فى إعداد هذا القسم على مقياس ليكرت الثالثي ( ‪Likert‬‬
‫‪، )Scale‬والذى يتراوح بين ( دائماً ـ ـ ـ ابداً )‪ ،‬وقد تم تصحيح المقياس المستخدم فى‬
‫الدراسة كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬الدرجة الكلية للمقياس هى مجموع درجات المفردة على العبارات‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء كل درجة من درجات مقياس ليكرت الثالثي وزن ترجيحى كاآلتى‪:‬‬
‫دائماً (‪ ،)3‬احياناً (‪ ،)2‬ابداً (‪.)1‬‬
‫بناء عليه كلما ارتفع الوزن المرجح عن (‪ )2‬كانت هنالك موافقة وكلما َّ‬
‫قل الوزن‬ ‫ً‬
‫المرجح عن (‪ )2‬كانت هنالك عدم موافقة‪.‬‬
‫مجتمع وعينة الدراسة‪:‬‬
‫يقصد بمجتمع الدراسة المجموعة الكلية من العناصر التي يسعى الباحث أن‬
‫يعمم عليها النتائج ذات العالقة بالمشكلة المدروسة‪ ,‬وفي هذه الدراسة يتكون مجتمع‬
‫وتم اختيار مفردات عينة البحث من مجتمع الدراسة‬
‫الدراسة من (النزالء بالسجون) ‪َّ ،‬‬
‫بطريقة العينة (القصدية) وهى احدى العينات غير االحتمالية التى يختارها الباحث‬
‫للحصول على أراء أو معلومات معينة اليتم الحصول عليها اال من تلك الفئة‬
‫المقصودة ‪ ,‬فطبيعة مشكلة هذا البحث يوجد لها اهتماما" مقدرا" وسط مجتمع البحث‬

‫‪87‬‬
‫وتم توزيع عدد (‪ )100‬إستبانة وتم استرجاع (‪ )100‬استبانة سليمة تم استخدامها في‬
‫التحليل بنسبة استرجاع بلغت (‪.%)100‬‬

‫جدول رقم(‪)4/1‬‬
‫االستبانات الموزعة والمعادة‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫البيان‬
‫‪%100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫استبانات تم إعادتها بعد تعبئتها كاملة‬
‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫استبانات لم يتم إعادتها‬
‫‪%100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫إجمالي االستبانات الموزعة‬
‫من الجدول أعاله يتضح أن معدل االستجابة بلغ ‪.%100‬‬
‫وللخروج بنتائج موضوعية ودقيقة قدر االمكان حرص الباحث على أن تكون العينة‬
‫ممثلة لمجتمع الدراسة بكل تفاصيلة وذلك من حيث شمولها على الخصائص التالية‪:‬‬
‫‪.1‬النوع‪.‬‬
‫‪ .2‬العمر‪.‬‬
‫‪ .3‬الحالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .4‬الحالة االقتصادية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫النوع‪:‬‬
‫وفيما يلى التوزيع التكرارى لخصائص افراد عينة الدراسة‪:‬‬
‫جدول رقم(‪)4/2‬التوزيع التكرارى الفراد العينة وفق متغير النوع‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النوع‬
‫‪63.0‬‬ ‫‪63‬‬ ‫ذكر‬
‫‪37.0‬‬ ‫‪37‬‬ ‫أنثي‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫الشكل رقم(‪)4/2‬‬

‫‪80‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪40‬‬

‫‪20‬‬ ‫النسبة‬
‫‪0‬‬
‫ذكر‬ ‫أنثي‬

‫يتضح من الجدول(‪ )4/2‬والشكل اعاله أن غالبية افراد العينة من الذكور حيث‬


‫بلغت نسبتهم ‪ %63.0‬من افراد العينة الكلية بينما بلغت نسبة االناث ‪ %37.0‬من‬
‫اجمالى العينة المبحوثة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫العمر‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ )4/3‬التوزيع التكرارى الفراد العينة وفق متغير العمر‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫العمر‬
‫‪62.0‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪35-25‬‬
‫‪16.0‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪45-36‬‬
‫‪22.0‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ 46‬فأكثر‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬
‫مصدر‪ :‬إعداد الباحثة من الدراسة الميدانية ‪2015‬م‬
‫شكل رقم(‪)4/3‬‬

‫‪62‬‬
‫‪70‬‬
‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫‪40‬‬
‫‪22‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬ ‫النسبة‬
‫‪0‬‬
‫‪25 – 35‬‬ ‫‪36 – 45‬‬ ‫‪ 46‬فأكثر‬

‫مصدر‪ :‬إعداد الباحثة من الدراسة الميدانية ‪2015‬م‬


‫يبين الجدول رقم(‪ )4/3‬والشكل رقم(‪ )4/3‬أن غالبية افراد العينة الذين تتراوح اعمارهم‬
‫ما بين ‪ 35-25‬سنة فقد بلغ عددهم‪ 62‬فرداً ويمثلون ما نسبته ‪ %62.0‬من افراد‬
‫العينة الكلية بينما بلغت نسبة الذين تتراوح أعمارهم ‪ 46‬سنة فأكثر ‪ %22.0‬اما‬
‫أفراد العينة والذين تتراوح اعمارهم بين ‪ 45-36‬فقد بلغت نسبتهم ‪ %16.0‬من‬
‫اجمالى العينة المبحوثة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫الحالة اإلجتماعية‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ )4/4‬التوزيع التكرارى الفراد العينة وفق متغير الحالة االجتماعية‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫الحالة االجتماعية‬
‫‪38.0‬‬ ‫‪38‬‬ ‫عازب‬
‫‪46.0‬‬ ‫‪46‬‬ ‫متزوج‬
‫‪9.0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫مطلق‬
‫‪7.0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أرمل‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬
‫مصدر‪ :‬إعداد الباحثة من الدراسة الميدانية ‪2015‬م‬
‫شكل رقم(‪)4/4‬‬

‫‪46‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪10‬‬
‫النسبة‬
‫‪0‬‬
‫عازب‬ ‫متزوج‬ ‫مطلق‬ ‫أرمل‬

‫مصدر‪ :‬إعداد الباحثة من الدراسة الميدانية ‪2015‬م‬

‫يتضح من الجدول(‪ )4/4‬والشكل رقم (‪ )4\4‬أن غالبية افراد العينة المتزوجون حيث‬
‫بلغت نسبتهم ‪ %46‬من افراد العينة الكلية بينما بلغت نسبة من حالتهم االجتماعية‬
‫عازب ‪ %38‬اما أفراد العينة من حالتهم أرمل فقد بلغت نسبتهم‪ %7‬من اجمالى‬
‫العينة المبحوثة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الحالة االقتصادية‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ )4/5‬التوزيع التكرارى الفراد العينة وفق متغير الحالة االقتصادية‪:‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫الحالة االقتصادية‬
‫‪58.0‬‬ ‫‪58‬‬ ‫ضعيف‬
‫‪42.0‬‬ ‫‪42‬‬ ‫متوسط‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫‪42‬‬

‫مصدر‪ :‬إعداد الباحثة من الدراسة الميدانية ‪2015‬م‬

‫شكل رقم(‪)4/5‬‬
‫مصدر‪ :‬إعداد الباحثة من الدراسة الميدانية ‪2015‬م‬
‫يتضح من الجدول(‪ )4/5‬والشكل رقم(‪ )4/5‬أن غالبية افراد العينة الذين حالتهم‬
‫االقتصادية ضعيفة بلغت نسبتهم ‪ %58.0‬من افراد العينة الكلية بينما بلغت نسبة‬
‫الذين حالتهم االقتصادية متوسطة بلغت ‪ %42.0‬اما أفراد العينة الذين دخلهم عالي‬
‫فقد بلغت نسبتهم ‪ %3.0‬من اجمالى العينة المبحوثة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫يتم تقييم واختبار أدوات القياس من خالل المقاييس التالية‪:‬‬
‫(‪ .)1‬ثبات المقياس ( االستبانة)‪:‬‬
‫يقصد بالثبات (استقرار المقياس وعدم تناقضه مع نفسه‪ ،‬أي أن المقياس يعطي‬
‫نفس النتائج باحتمال مساو لقيمة المعامل إذا اُعيد تطبيقه على نفس العينة)( عز‬
‫عبد الفتاح‪ ,2005 ,‬ص‪ .)560‬ويستخدم لقياس الثبات " معامل الفا كرونباخ"‬
‫(‪ ،)Cronbach,s Alpha‬والذي يأخذ قيماً تتراوح بين الصفر والواحد صحيح‪ ،‬فإذا‬
‫لم يكن هناك ثبات في البيانات فإن قيمة المعامل تكون مساوي ًة للصفر‪ ،‬وعلى‬
‫العكس إذا كان هناك ثبات تام في البيانات فإن قيمة المعامل تساوي الواحد صحيح‪.‬‬
‫أي أن زيادة معامل الفا كرونباخ تعني زيادة مصداقية البيانات من عكس نتائج‬
‫العينة على مجتمع الدراسة‪.‬‬
‫(‪ .)2‬صدق المحتوي‪:‬‬
‫تم اجراء اختبار صدق المحتوى لعبارات المقاييس من خالل تقييم صالحية‬
‫المفهوم وصالحية أسئلته من حيث الصياغة والوضوح والتى قد ترجع اما الى‬
‫اختالف المعانى وفقا" لثقافة المجتمع أو نتيجة لترجمة المقاييس من لغة الى أخرى‬
‫حيث قام الباحث بعرض االستبيان على عدد من المحكمين األكاديميين‬
‫والمتخصصين فى مجال الدراسة والبالغ عددهم (‪ )4‬محكمين‪ ،‬لتحليل مضامين‬
‫عبارات المقاييس ولتحديد مدى التوافق بين عبارات كل مقياس ثم قبول وتعديل‬
‫بعض العبارات‪ ،‬وبعد استعادة االستبيان من المحكمين ثم إجراء التعديالت التي‬
‫تم تصميم االستبانة في صورتها النهائية ( انظر ملحق)‪.‬‬
‫اقترحت عليه‪ ،‬وبذلك َّ‬
‫ثالثاً‪ :‬تقييم أدوات القياس‪:‬‬
‫الخصائص السايكومترية للمقياس ‪:‬‬
‫لمعرفة الخصائص القياسية للفقرات بالمقياس بمجتمع البحث الحالي‪ ،‬قام‬
‫الباحث بتطبيق صورة المقياس المعدلة بتوجيهات المحكمين والمكونة من (‪ )38‬فقرة‬
‫على عينة أولية حجمها (‪ )40‬مفحوصا تم اختيارهم بالطريقة العشوائية من مجتمع‬
‫البحث الحالي‪ ،‬وبعد تصحيح االستجابات قام الباحث برصد الدرجات وادخالها في‬
‫الحاسب األلى‪ ،‬ومن ثم تم اآلتي‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫صدق االتساق الداخلي للفقرات ‪:‬‬
‫لمعرفة صدق اتساق الفقرات مع الدرجة الكلية بالمقياس بمجتمع البحث الحالي‪،‬‬
‫تم حساب معامل إرتباط بيرسون بين درجات كل فقرة مع الدرجة الكلية للمقياس‬
‫الفرعي الذي تقع تحته الفقرة المعنية‪ ،‬والجدول التالي يوضح نتائج هذا اإلجراء‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ )4/6‬يوضح معامالت ارتباط الفقرات مع الدرجة الكلية بالمقياس‬
‫بمجتمع البحث الحالي (ن =‪)40‬‬
‫الصحة النفسية‬
‫النفسي‬ ‫االجتماعي‬ ‫الجسمي‬

‫اإلرتباط‬ ‫البند‬ ‫اإلرتباط‬ ‫البند‬ ‫اإلرتباط‬ ‫البند‬ ‫اإلرتباط‬ ‫البند‬

‫‪*.097‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪.302‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.182‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.338‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪*.198-‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪.336‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪.146‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.460‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪.451‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪.251‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪.226‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.481‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪.448‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪*.049 9‬‬ ‫‪.182‬‬ ‫‪14 .411‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪*.095‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪.373‬‬ ‫‪11 .255‬‬ ‫‪25 .362‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪.274‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪.313‬‬ ‫‪12 .144‬‬ ‫‪28 .381‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪*.137-‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪.425‬‬ ‫‪13 *.060‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪.157‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪*.099- 15 .395‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪.443‬‬ ‫‪17 .100‬‬ ‫‪33‬‬
‫‪.361‬‬ ‫‪18 *.003-‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪*.039 19 .114‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪.440‬‬ ‫‪20 .301‬‬ ‫‪38‬‬

‫يالحظ من الجدول السابق أن معامالت ارتباطات جميع الفقرات دالة‬


‫إحصائياً عند مستوى (‪،)0.05‬وان جميع الفقرات تتمتع بصدق إتساق داخلي قوي‪.‬‬
‫عدا الفقرات المشار اليها بال* وهي سالبة االرتباط لذلك راي الباحث ان تحذف هذه‬
‫الفقرات حتي التؤثر على الثبات‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫معامالت الثبات للمقياس‪:‬‬
‫لمعرفة الثبات للدرجة الكلية للمقياس في صورته النهائية المكونة من (‪)29‬‬
‫فقرة في مجتمع البحث الحالي‪ ،‬قام الباحث بتطبيق معادلة ألفا كرونباخ على بيانات‬
‫فبينت نتائج هذا اإلجراء النتائج المعروضة بالجدول التالى‪:‬‬
‫العينة األولية‪ّ ،‬‬
‫جدول رقم (‪ )4/7‬يوضح نتائج معامالت الثبات لألبعاد الفرعية والدرجة الكلية‬
‫بمقياس بمجتمع البحث الحالي‬
‫الخصائص السايكومترية‬ ‫عدد‬ ‫المقاييس الفرعية‬
‫الفقرات‬
‫الصدق الذاتي‬ ‫(ألفا كرونباخ)‬
‫‪.863‬‬ ‫‪.746‬‬ ‫‪6‬‬ ‫البعد الجسمي‬
‫‪.718‬‬ ‫‪.516‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البعد االجتماعي‬
‫‪.857‬‬ ‫‪.735‬‬ ‫‪13‬‬ ‫البعد النفسي‬
‫‪.902‬‬ ‫‪.815‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الصحة النفسية‬

‫جدول رقم (‪ )4/8‬يوضح إختبار (ت) لمجتمع واحد لمعرفة السمة للصحة النفسية‬

‫االستنتـــــــاج‬ ‫القيمة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة‬ ‫االنحراف‬ ‫الوسط‬ ‫مجموعتي حجم‬ ‫المتغيـر‬


‫االحتمالية‬ ‫الحرية‬ ‫(ت)‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المقارنة العينة‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫‪2.43765‬‬ ‫‪15.8413‬‬ ‫‪63‬‬ ‫ذكر‬ ‫البعد الجسمي‬
‫النوع‬ ‫‪.254‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪1.149‬‬
‫‪2.63950‬‬ ‫‪15.2432‬‬ ‫‪37‬‬ ‫انثي‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫ذكر‬
‫النوع‬ ‫‪.852‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪-.187-‬‬
‫‪4.33493‬‬ ‫‪25.3968‬‬ ‫‪63‬‬ ‫البعد االجتماعي‬
‫‪4.54936‬‬ ‫‪25.5676‬‬ ‫‪37‬‬ ‫انثي‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫ذكر‬
‫النوع‬ ‫‪.543‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪-.610-‬‬
‫‪5.25699‬‬ ‫‪31.7619‬‬ ‫‪63‬‬ ‫البعد النفسي‬
‫‪5.39825‬‬ ‫‪32.4324‬‬ ‫‪37‬‬ ‫انثي‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫ذكر‬
‫النوع‬ ‫‪.914‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪-.108-‬‬ ‫‪10.50038‬‬ ‫‪73.0000‬‬ ‫‪63‬‬ ‫الصحة النفسية‬

‫‪95‬‬
‫جدول رقم (‪ )4/9‬يوضح إختبار (ت) لعينتين غير متساويتين في الحجم لمعرفة‬
‫الفروق في متغير النوع‬

‫االستنـتـــاج‬ ‫القيمة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط الوسط‬ ‫المتغير حجم‬


‫االحتمالية‬ ‫الحرية‬ ‫(ت)‬ ‫الحسابي المعياري‬ ‫النظري‬ ‫العينة‬

‫السمة تتميز باالرتفاع‬


‫‪.000‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪14.378‬‬ ‫‪2.51774‬‬ ‫‪15.6200‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪100‬‬
‫البعد الجسمي‬

‫السمة تتميز باالرتفاع‬


‫‪.000‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪12.428‬‬ ‫‪4.39334‬‬ ‫‪25.4600‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪100‬‬
‫البعد االجتماعي‬

‫السمة تتميز باالرتفاع‬


‫‪.000‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪11.356‬‬ ‫‪5.29245‬‬ ‫‪32.0100‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪100‬‬
‫البعد النفسي‬

‫السمة تتميز باالرتفاع‬


‫‪.000‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪14.009‬‬ ‫‪10.77136‬‬ ‫‪73.0900‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪100‬‬
‫الصحة النفسية‬

‫جدول رقم (‪ )4/10‬يوضح إختبار ((أنوفا)) تحليل التباين االحادى لمعرفة الفروق‬
‫في متغير العمر‬

‫النتيجة‬ ‫قيمة‬ ‫متوسط‬ ‫درجة‬ ‫مجموع‬ ‫مصدر‬


‫االحتمالية‬ ‫(ف)‬ ‫المربعات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعات‬ ‫التباين‬ ‫المتغير‬
‫البعد‬
‫‪25.638‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪51.276‬‬ ‫بين المربعات‬
‫توجد فروق في متغير العمر لصالح‬ ‫‪.016‬‬
‫‪4.31‬‬
‫داخل‬
‫‪5‬‬ ‫‪5.941‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪576.284‬‬
‫‪35- 25‬‬ ‫المربعات‬ ‫الجسمي‬
‫‪99‬‬ ‫‪627.560‬‬ ‫المجموع‬
‫البعد‬
‫‪67.554‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪135.108‬‬ ‫بين المربعات‬
‫توجد فروق في متغير العمر لصالح‬ ‫‪3.69‬‬ ‫داخل‬
‫‪.029‬‬ ‫‪18.307‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪1775.732‬‬
‫االجتماعي‬
‫‪ 46‬سنة فاكثر‬ ‫‪0‬‬ ‫المربعات‬
‫‪99‬‬ ‫‪1910.840‬‬ ‫المجموع‬
‫البعد النفسى‬
‫‪77.040‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪154.080‬‬ ‫بين المربعات‬
‫‪2.85‬‬ ‫داخل‬
‫التوجد فروق في متغير العمر‬ ‫‪.062‬‬
‫‪3‬‬
‫‪26.999‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪2618.910‬‬
‫المربعات‬
‫‪99‬‬ ‫‪2772.990‬‬ ‫المجموع‬
‫الصحة‬
‫‪443.135‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪886.271‬‬ ‫بين المربعات‬
‫توجد فروق في متغير العمر لصالح‬ ‫‪10599.91‬‬ ‫داخل‬
‫‪4.05‬‬ ‫‪109.278‬‬ ‫‪97‬‬
‫‪35- 25‬‬
‫‪.020‬‬
‫‪5‬‬
‫‪9‬‬
‫‪11486.19‬‬
‫المربعات‬
‫المجموع‬
‫النفسية‬
‫‪99‬‬
‫‪0‬‬

‫‪96‬‬
‫جدول رقم (‪ )4/11‬يوضح إختبار ((أنوفا)) تحليل التباين االحادى لمعرفة الفروق‬
‫في متغير الحالة االجتماعية‬

‫النتيجة‬ ‫قيمة‬ ‫متوسط‬ ‫درجة‬ ‫مجموع‬ ‫مصدر‬


‫االحتمالية‬ ‫(ف)‬ ‫المربعات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعات‬ ‫التباين‬ ‫المتغير‬
‫البعد‬
‫بين‬
‫‪9.040‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪27.120‬‬
‫التوجد فروق في متغيرالحاله‬ ‫‪.234‬‬ ‫‪1.445‬‬ ‫المربعات‬
‫داخل المربعات‬
‫االجتماعية‬ ‫الجسمي‬
‫‪6.255‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪600.440‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪627.560‬‬ ‫المجموع‬

‫البعد‬
‫توجد فروق في متغيرالحاله‬ ‫بين‬
‫‪65.470‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪196.411‬‬
‫‪.015‬‬ ‫‪3.666‬‬ ‫المربعات‬
‫االجتماعية بين اعزب ومتزوج‬
‫االجتماعي‬
‫‪17.859‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1714.429‬‬ ‫داخل المربعات‬
‫لصالح متزوج‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1910.840‬‬ ‫المجموع‬

‫البعد‬
‫توجد فروق في متغيرالحاله‬ ‫بين‬
‫‪95.608‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪286.823‬‬
‫‪.015‬‬ ‫‪3.692‬‬ ‫المربعات‬
‫االجتماعية بين مطلق واعزب‬ ‫داخل المربعات‬
‫النفسى‬
‫‪25.898‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪2486.167‬‬
‫لصالح اعزب‬ ‫‪99‬‬ ‫‪2772.990‬‬ ‫المجموع‬

‫الصحة‬
‫توجد فروق في متغيرالحاله‬ ‫بين‬
‫‪411.766‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1235.297‬‬
‫‪.012‬‬ ‫‪3.856‬‬ ‫المربعات‬
‫االجتماعية بين متزوج واعزب‬ ‫داخل المربعات‬
‫النفسية‬
‫‪106.780‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪10250.893‬‬
‫لصالح اعزب‬ ‫‪99‬‬ ‫‪11486.190‬‬ ‫المجموع‬

‫جدول رقم (‪ )4/12‬يوضح إختبار (ت) لعينتين غير متساويتين في الحجم لمعرفة‬
‫الفروق في متغير الحالة االقتصادية‬

‫االستنتـــــــاج‬ ‫القيمة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة‬ ‫االنحراف‬ ‫الوسط‬ ‫مجموعتي حجم‬ ‫المتغيـر‬


‫االحتمالية‬ ‫الحرية‬ ‫(ت)‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المقارنة العينة‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫‪2.45251‬‬ ‫‪15.9483‬‬ ‫‪58‬‬ ‫ضعيف‬ ‫البعد الجسمي‬
‫الحالة االقتصادية‬ ‫‪.126‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪1.543‬‬
‫‪2.56540‬‬ ‫‪15.1667‬‬ ‫‪42‬‬ ‫متوسط‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫ضعيف‬
‫الحالة االقتصادية‬ ‫‪.670‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪.428‬‬
‫‪3.99485‬‬ ‫‪25.6207‬‬ ‫‪58‬‬ ‫البعد االجتماعي‬
‫‪4.93277‬‬ ‫‪25.2381‬‬ ‫‪42‬‬ ‫متوسط‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫ضعيف‬
‫الحالة االقتصادية‬ ‫‪.716‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪-.365-‬‬
‫‪4.93040‬‬ ‫‪31.8448‬‬ ‫‪58‬‬ ‫البعد النفسي‬
‫‪5.80920‬‬ ‫‪32.2381‬‬ ‫‪42‬‬ ‫متوسط‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫ضعيف‬
‫الحالة االقتصادية‬ ‫‪.726‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪.352‬‬
‫‪9.73335‬‬ ‫‪73.4138‬‬ ‫‪58‬‬ ‫الصحة النفسية‬
‫‪12.16918‬‬ ‫‪72.6429‬‬ ‫‪42‬‬ ‫متوسط‬

‫‪97‬‬
‫تحليل البيانات واختبار محور الدراسة‬
‫يشتمل هذا المبحث على تحليل البيانات االساسية للدراسة للتمكن من معرفة النتائج‬
‫وذلك وفقا" للخطوات التالية‪:‬‬
‫‪/1‬التوزيع التكرارى الجابات الوحدات المبحوثة على عبارات محور البحث‬
‫وذلك من خالل تلخيص البيانات فى جداول والتى توضح قيم كل متغير لتوضيح‬
‫أهم المميزات االساسية للعينة فى شكل ارقام ونسب مئوية لعبارات الدراسة ‪.‬‬
‫‪ /2‬التحليل االحصائى لعبارات محور الدراسة‬
‫وذلك من خالل تقدير المتوسط واالنحراف المعيارى لمحور الدراسة لمعرفة اتجاه‬
‫عينة الدراسة وترتيب العبارات حسب اهميتها النسبية‪.‬‬
‫‪ /3‬اختبار داللة الفروق (اختبار كاى تربيع)‬
‫والختبار وجود فروق ذات داللة احصائية بين أعداد الموافقين وغير الموافقين على‬
‫عبارات محور الدراسة‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬
‫أوالً‪ :‬مناقشة الفروض‪:‬‬
‫مناقشة الفرض األول‪ :‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية‬
‫تعزي لمتغير النوع‪.‬‬

‫االستنـتـــاج‬ ‫القيمة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط الوسط‬ ‫المتغير حجم‬


‫االحتمالية‬ ‫الحرية‬ ‫(ت)‬ ‫الحسابي المعياري‬ ‫النظري‬ ‫العينة‬
‫السمة تتميز باالرتفاع‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪14.378‬‬ ‫‪2.51774‬‬ ‫‪15.6200‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪100‬‬
‫البعد الجسمي‬
‫السمة تتميز باالرتفاع‬
‫‪.000‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪12.428‬‬ ‫‪4.39334‬‬ ‫‪25.4600‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪100‬‬
‫البعد االجتماعي‬
‫السمة تتميز باالرتفاع‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪11.356‬‬ ‫‪5.29245‬‬ ‫‪32.0100‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪100‬‬
‫البعد النفسي‬
‫السمة تتميز باالرتفاع‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪14.009‬‬ ‫‪10.77136‬‬ ‫‪73.0900‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪100‬‬
‫الصحة النفسية‬
‫جدول يوضح إختبار (ت) لعينتين غير متساويتين في الحجم لمعرفة الفروق في‬
‫النوع‪.‬‬ ‫متغير‬
‫تبعاً لمتغير النوع من خالل الجدول الموضح اعاله أثبتت الدراسة أنه ال توجد‬
‫فروق ذات داللة احصائية تبعا لمتغير النوع في جميع االبعاد النفسية والجسمية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫تالحظ الباحثة من خالل تفاصيل النتيجة الموضحة بالجدول أعاله ان‬
‫الفرضية التي افترضتها الباحثة لم تتحقق واتفقت مع نتجية دراسة عادل جورج‬
‫طنوس وجنان وحنا(‪2008‬م) في انه ال توجد فروق ذات داللة احصائية تبعا لمتغير‬
‫النوع في جميع االبعاد النفسية والجسمية واالجتماعية‪ ،‬بينما اختلفت مع نتيجة دراسة‬
‫هشام الخولي (‪2004‬م) التي اوضحت وجود فروق ذات داللة احصائية بين الذكور‬
‫واالناث في الصحة النفسية لصالح الذكور‪.‬‬
‫تفسر الباحثة هذه النتيجة (ال توجد فروق ذات داللة احصائية تبعا لمتغير‬
‫النوع في جميع االبعاد النفسية والجسمية واالجتماعية)‪ ،‬الي ان الظروف التي يمر‬

‫‪100‬‬
‫بها كل من الذكور واالناث تكاد تكون متشابه وان المعاملة التي يتلقونها من المجتمع‬
‫متقاربة الي حد ما‪.‬‬
‫مناقشة الفرض الثاني‪ :‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية‬
‫تعزي لمتغير العمر‪.‬‬

‫النتيجة‬ ‫قيمة‬ ‫متوسط‬ ‫درجة‬ ‫مجموع‬ ‫مصدر‬


‫االحتمالية‬ ‫(ف)‬ ‫المربعات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعات‬ ‫التباين‬ ‫المتغير‬
‫البعد‬
‫‪25.638‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪51.276‬‬ ‫بين المربعات‬
‫توجد فروق في متغير العمر لصالح‬ ‫‪.016‬‬
‫‪4.31‬‬
‫داخل‬
‫‪5‬‬
‫الجسمي‬
‫‪5.941‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪576.284‬‬
‫‪35- 25‬‬ ‫المربعات‬
‫‪99‬‬ ‫‪627.560‬‬ ‫المجموع‬
‫البعد‬
‫‪67.554‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪135.108‬‬ ‫بين المربعات‬
‫توجد فروق في متغير العمر لصالح‬ ‫‪3.69‬‬ ‫داخل‬
‫‪.029‬‬ ‫‪18.307‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪1775.732‬‬
‫االجتماعي‬
‫‪ 46‬سنة فاكثر‬ ‫‪0‬‬ ‫المربعات‬
‫‪99‬‬ ‫‪1910.840‬‬ ‫المجموع‬
‫البعد النفسى‬
‫‪77.040‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪154.080‬‬ ‫بين المربعات‬
‫‪2.85‬‬ ‫داخل‬
‫التوجد فروق في متغير العمر‬ ‫‪.062‬‬
‫‪3‬‬
‫‪26.999‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪2618.910‬‬
‫المربعات‬
‫‪99‬‬ ‫‪2772.990‬‬ ‫المجموع‬
‫الصحة‬
‫‪443.135‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪886.271‬‬ ‫بين المربعات‬
‫توجد فروق في متغير العمر لصالح‬ ‫‪10599.91‬‬ ‫داخل‬
‫‪4.05‬‬ ‫‪109.278‬‬ ‫‪97‬‬
‫النفسية‬
‫‪.020‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المربعات‬
‫‪35- 25‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪11486.19‬‬ ‫المجموع‬
‫‪99‬‬
‫‪0‬‬

‫جدول يوضح إختبار ((أنوفا)) تحليل التباين االحادى لمعرفة الفروق في متغير‬
‫العمر‬
‫تبعاً لمتغير العمر من خالل الجدول الموضح اعاله انه توجد فروق ذات‬
‫داللة احصائية في البعد الجسمي كانت الفروق لصالح االعمار من ‪ 35-25‬أي‬
‫الذين لهم اعراض جسمية كانت الفئة من ‪ 35-25‬في البعد االجتماعي كانت‬
‫لصالح ‪ 46‬فأكثر حيث انهم أكثر الفئات تأث اًر من النواحي االجتماعية في البعد‬
‫النفسي‪ .‬فقد اثبتت الدراسة أنه توجد فروق ذات داللة احصائية في البعد الجسمي‬
‫واإلجتماعي والصحة النفسية تعزي لمتغير العمر‪.‬‬
‫وقد اتفقت الدراسة مع دراسة عبد اهلل أبو إياد العلوي التي توصلت الي انه توجد‬
‫فروق ذات داللة في نوعية الحياة لدى المترددين على السجن تحكمها متغيرات السن‬
‫والحالة االجتماعية والجنس وعدد الترددات على السجن ونوعية السلوكيات التي‬
‫تشكل سندا في اإلحالة على السجن‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫بينما اختلفت مع الدراسات السابقة التي لم تعير متغير العمر اي اهتمام في تاثيره‬
‫علي الضغوط النفسية‪.‬‬
‫تالحظ الباحثة من خالل تفاصيل النتيجة الموضحة بالجدول أعاله ان‬
‫الفرضية التي افترضتها الباحثة تحققت و لم تتفق مع نتجية من الدراسات السابقة في‬
‫انه توجد فروق ذات داللة احصائية في البعد الجسمي واإلجتماعي والصحة النفسية‬
‫تعزي لمتغير العمر‪ ،‬بينما اختلفت مع نتيجة دراسة عبدالكريم سعيد المدهون‬
‫(‪2008‬م) التي اوضحت أنه توجد فروق ذات داللة احصائية في البعد الجسمي‬
‫واإلجتماعي والصحة النفسية تعزي لمتغير العمر‪.‬‬

‫تفسر الباحثة هذه النتيجة (أنه توجد فروق ذات داللة احصائية في البعد‬
‫الجسمي واإلجتماعي والصحة النفسية تعزي لمتغير العمر)‪ ،‬ربما تعود إلى تعامل‬
‫المجتمع مع المسجون بطريقة واحدة دون تميز وذلك لمحدودية أفراد المجتمع التي‬
‫تكون عادة محصورة في نطاق ضيق‪ ,‬ولكن ترى الباحثة أن المسجونين مختلفون في‬
‫الضغوط النفسية تبعاً لمتغير العمر‪ ,‬وال شك أن العمر يؤثر في شخصيتهم وسلوكهم‬
‫لذا من المهم أن يفهم اطباء علم النفس مدى تأثير ذلك في شخصية المسجون‬
‫وقدرته علي التكيف‪ ,‬قد يدفعه إلى الشعور بالتوتر والقلق‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫مناقشة الفرض الثالث‪ :‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية‬
‫تعزي لمتغير الحالة االجتماعية‬

‫النتيجة‬ ‫قيمة‬ ‫متوسط‬ ‫درجة‬ ‫مجموع‬ ‫مصدر‬


‫االحتمالية‬ ‫(ف)‬ ‫المربعات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعات‬ ‫التباين‬ ‫المتغير‬
‫البعد‬
‫بين‬
‫‪9.040‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪27.120‬‬
‫التوجد فروق في متغيرالحاله‬ ‫‪.234‬‬ ‫‪1.445‬‬ ‫المربعات‬
‫داخل المربعات‬
‫االجتماعية‬ ‫الجسمي‬
‫‪6.255‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪600.440‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪627.560‬‬ ‫المجموع‬

‫البعد‬
‫توجد فروق في متغيرالحاله‬ ‫بين‬
‫‪65.470‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪196.411‬‬
‫‪.015‬‬ ‫‪3.666‬‬ ‫المربعات‬
‫االجتماعية بين اعزب ومتزوج‬
‫االجتماعي‬
‫‪17.859‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1714.429‬‬ ‫داخل المربعات‬
‫لصالح متزوج‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1910.840‬‬ ‫المجموع‬

‫البعد‬
‫توجد فروق في متغيرالحاله‬ ‫بين‬
‫‪95.608‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪286.823‬‬
‫‪.015‬‬ ‫‪3.692‬‬ ‫المربعات‬
‫االجتماعية بين مطلق واعزب‬ ‫داخل المربعات‬
‫النفسى‬
‫‪25.898‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪2486.167‬‬
‫لصالح اعزب‬ ‫‪99‬‬ ‫‪2772.990‬‬ ‫المجموع‬

‫الصحة‬
‫توجد فروق في متغيرالحاله‬ ‫بين‬
‫‪411.766‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1235.297‬‬
‫‪.012‬‬ ‫‪3.856‬‬ ‫المربعات‬
‫االجتماعية بين متزوج واعزب‬ ‫داخل المربعات‬
‫النفسية‬
‫‪106.780‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪10250.893‬‬
‫لصالح اعزب‬ ‫‪99‬‬ ‫‪11486.190‬‬ ‫المجموع‬

‫جدول يوضح إختبار ((أنوفا)) تحليل التباين االحادى لمعرفة الفروق في متغير‬
‫الحالة االجتماعية‬
‫تبعاً للحالة االجتماعية في البعد الجسمي التوجد فروق في متغير الحالة‬
‫االجتماعية‪ .‬اما في البعد االجتماعي توجد فروق في متغير الحالة االجتماعية بين‬
‫األعزب والمتزوج كانت لصالح المتزوج‪ .‬اما في البعد النفسي توجد فروق في متغير‬
‫الحالة االجتماعية بين المطلق واألعزب وكانت النتيجة لصالح األعزب‪ .‬وأثبتت‬
‫الدراسة أنه توجد فروق في متغير الحالة االجتماعية لصالح األعزب‪.‬‬
‫اتفقت الدراسة مع دراسة عبد اهلل أبو إياد العلوي التي توصلت الي انه توجد‬
‫فروق ذات داللة في نوعية الحياة لدى المترددين على السجن تحكمها متغيرات السن‬
‫والحالة االجتماعية والجنس وعدد الترددات على السجن ونوعية السلوكيات التي‬
‫تشكل سندا في اإلحالة على السجن‪.‬‬
‫بيمنا اختلفت الدراسة مع دراسة مع الدراسات االخري التي لم تنافش الحالة‬
‫االجتمتاعية (اعزب ومتزوج)‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ترى الباحثة أن ما أثبتته الدراسة" أنه توجد فروق في متغير الحالة االجتماعية‬
‫لصالح األعزب" هو صحيح ألن أغلبية الشباب الذي لم يتزوج يتعرض الي ضغوط‬
‫نفسية ويكون عدم الزواج سبب رئيسي نسبةً لغالء المهور واندثار العادات وظهور‬
‫عادات جديدة وعدم توفر الوظيفة‪ ,‬مما يدخل اإلنسان في حالة السرقة وتعاطي‬
‫المخدارت وارتكاب عدد كبير من الجرائم‪.‬‬
‫مناقشة الفرض الرابع‪ :‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية‬
‫تعزي لمتغير الحالة االقتصادية‬

‫االستنتـــــــاج‬ ‫القيمة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة‬ ‫االنحراف‬ ‫الوسط‬ ‫مجموعتي حجم‬ ‫المتغيـر‬


‫االحتمالية‬ ‫الحرية‬ ‫(ت)‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المقارنة العينة‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫‪2.45251‬‬ ‫‪15.9483‬‬ ‫‪58‬‬ ‫ضعيف‬ ‫البعد الجسمي‬
‫الحالة االقتصادية‬ ‫‪.126‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪1.543‬‬
‫‪2.56540‬‬ ‫‪15.1667‬‬ ‫‪42‬‬ ‫متوسط‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫ضعيف‬
‫الحالة االقتصادية‬ ‫‪.670‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪.428‬‬
‫‪3.99485‬‬ ‫‪25.6207‬‬ ‫‪58‬‬ ‫البعد االجتماعي‬
‫‪4.93277‬‬ ‫‪25.2381‬‬ ‫‪42‬‬ ‫متوسط‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫ضعيف‬
‫الحالة االقتصادية‬ ‫‪.716‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪-.365-‬‬
‫‪4.93040‬‬ ‫‪31.8448‬‬ ‫‪58‬‬ ‫البعد النفسي‬
‫‪5.80920‬‬ ‫‪32.2381‬‬ ‫‪42‬‬ ‫متوسط‬
‫ال يوجد فروق في متغير‬ ‫ضعيف‬
‫الحالة االقتصادية‬ ‫‪.726‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪.352‬‬
‫‪9.73335‬‬ ‫‪73.4138‬‬ ‫‪58‬‬ ‫الصحة النفسية‬
‫‪12.16918‬‬ ‫‪72.6429‬‬ ‫‪42‬‬ ‫متوسط‬
‫جدول يوضح إختبار (ت) لعينتين غير متساويتين في الحجم لمعرفة الفروق في‬
‫متغير الحالة االقتصادية‪.‬‬
‫تبعاً للحالة اإلقتصادية التوجد فروق في متغير الحالة االقتصادية المقارنة بين‬
‫ضعيف ومتوسط في االبعاد الجسمية والنفسية واالجتماعية‪ .‬فقد اثبتت الدراسة أنه‬
‫التوجد فروق احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة االقتصادية‪.‬‬
‫اتفقت الدراسة مع دراسة السراج‪2005‬م التي وجدت انه توجد فروق دالة‬
‫إحصائيا عند مستوى داللة (‪ )0,05‬فأقل من مستوى الضغط النفسي لدى زوجات‬
‫ً‬
‫األسرى الفلسطينيين تعزى لعامل تعليم الزوجة والمستوى االجتماعي االقتصادي‬
‫للزوجة‪.‬‬
‫بينما اختلفت مع الدراسات االخري التي لم تتناول العامل االقتصادي كمؤثر في‬
‫الضغوط النفسية‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ثانياً‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫‪ /1‬التوجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير‬
‫النوع من خالل الدراسة أثبتت الدراسة أنه ال توجد فروق ذات داللة احصائية تبعاً‬
‫لمتغير النوع في جميع االبعاد النفسية والجسمية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ /2‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير العمر‬
‫علي انه توجد فروق ذات داللة احصائية تبعاً لمتغير العمر في البعد الجسمي‬
‫واالجتماعي‪ ,‬أما في البعد النفسي كانت التوجد فروق في متغير العمر‪ .‬فقد اثبتت‬
‫الدراسة أنه توجد فروق ذات داللة احصائية في البعد الجسمي واإلجتماعي والصحة‬
‫النفسية تعزي لمتغير العمر‪.‬‬
‫‪ / 3‬توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة‬
‫االجتماعية‪ .‬تبعاً للحالة االجتماعية في البعد الجسمي التوجد فروق في متغير الحالة‬
‫االجتماعية‪ .‬أما في البعد االجتماعي توجد فروق في متغير الحالة االجتماعية بين‬
‫األعزب والمتزوج كانت لصالح المتزوج‪ .‬أما البعد النفسي توجد فروق في متغير‬
‫الحالة االجتماعية بين المطلق واألعزب وكانت النتيجة لصالح األعزب‪ .‬وأثبت أنه‬
‫توجد فروق في متغير الحالة االجتماعية لصالح األعزب‪.‬‬
‫‪ /4‬ال توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير‬
‫الحالة االقتصادية المقارنة بين ضعيف ومتوسط في االبعاد الجسمية والنفسية‬
‫واالجتماعية‪ .‬فقد اثبتت الدراسة أنه التوجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى‬
‫الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة االقتصادية‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها‪ ,‬خرجت الدراسة ببعض التوصيات‬
‫التي يمكن ان تسهم في التخفيف من الضغوط النفسية التي تواجه النزالء في‬
‫للسجون السودانية‪ ,‬ومن تلك التوصيات ما يلي‪:‬‬
‫‪ / 1‬العمل على تطوير القسم اإلجتماعي والنفسي في السجن‪ ,‬وذلك لتحقيق األهداف‬
‫المرجوة‪ ,‬مما يساهم في تخفيف الضغوط االجتماعية لدى النزالء‪ ,‬إذ بينت الدراسة‬
‫الحالية إن الضغوط النفسية بحاجة إلى تضافر جهود عديدة لتخفيفها لدى النزيل‪.‬‬
‫‪ /2‬توصي الباحثة بضرورة دعم األقسام النفسية واإلجتماعية في السجون بالمزيد من‬
‫األخصائيين النفسيين‪ ,‬وتفعيل دورهم في اإلرشاد النفسي في بيئة السجن‪.‬‬
‫‪ /3‬تكثيف البرامج اإلرشادية التي تهدف لتوعية أسر النزالء للقيام بدورهم في تخفيف‬
‫الضغوط النفسية التي يعاني منها ذووهم المودوعون في السجون‬
‫‪ /4‬تطوير برامج التأهيل المهني لنزالء السجون باستمرار‪ ,‬ليتسنى لهم اإلعتماد على‬
‫أنفسهم عند الخروج من السجن‪ ,‬حتي ال يعودوا للجريمة مرة اخرى‪.‬‬
‫‪ /5‬التحسين المستمر للخدمات المعيشية المناسبة لنزالء السجون‪ ,‬مثل( التغذية‪,‬‬
‫النظافة‪ ,‬اللباس‪ ,‬األغطية) لما لهذه الظروف من انعكاسات ايجابية وتخفف من‬
‫ضغوطهم النفسية‪.‬‬
‫‪ /6‬تشجيع الكوادر المتخصصه العاملة في السجون‪ ,‬وتحفيزها بمكافات وعالوات‬
‫مادية لتميز عملهم الصعب والمضني‪ ,‬مقارنة مع باقي الموظفين‪.‬‬
‫‪ /7‬تفعيل مؤسسات الرعاية الالحقة‪ ,‬وذلك بتوفير اإلمكانات المادية والبشرية لهذه‬
‫المؤسسات‪ ,‬حتى يتسنى لها تقديم الخدمات الالزمة للنزيل بعد خروجه من السجن‪,‬‬
‫ومساعدته ليكون عضواً نافعاً في المجتمع‪.‬‬
‫‪ /8‬تهيئة الجو األسري المناسب لمساعدة النزالء على التواصل مع اسرهم‪ ,‬وذلك من‬
‫خالل توجيه األباء إلى أهمية غرس روح التعاون والمحبة بين األبناء‪ ,‬وتخصيص‬
‫يوم من كل اسبوع الجتماع كافة افراد األسرة مع النزيل للتشاور فيما بينهم حول‬
‫المشكالت التي تعترض كل واحد منهم‪ ,‬وكيفية التعاون في حلها‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫الدراسات السابقة‬
‫‪ /1‬صبحي الكفوري‪ ,‬فعالية برنامج عالجي سلوكي عرفي في ادارة الضغوط‬
‫النفسية لدى عينة من طالب كلية تربية‪ ,‬مصر‪2000 ,‬م‪.‬‬
‫هدفت هذة الدراسة للكشف عن فعالية استخدام برنامج عالجي معرفي سلوكي في‬
‫تخفيف الضغوط النفسية لدى عينة من طالب كلية تربية‪ ,‬والكشف عن فعالية‬
‫استخدام برنامج عالجي سلوكي معرفي في تخفيف حدة االستجابة االكلينيكية التي‬
‫تصف اسلوب استجابة الفرد لالحداث الخطيرة في الحياة لدى عينة من طالب كلية‬
‫تربية‪ ,‬والكشف ع ن فعالية استخدام برنامج عالجي سلوكي معرفي في تخفيف حدة‬
‫الشعور بالغضب لدى عينة من طالب كلية تربية‪.‬‬
‫تكونت عينة الدراسة من (‪ )40‬طالباً من طالب الفرقة الثانية بكلية تربية بكفر الشيخ‬
‫جميعهم من الذكور‪ ,‬تم تقسيمهم إلى مجموعتين احداهما تجريبية من (‪ )20‬طالباً‬
‫واالخرى ضابطة من (‪ )20‬طالباً‪ ,‬وتم مجانسة افراد المجموعتين في القياس القبلي‬
‫علي متغيرات الدراسة (الضغوط النفسية‪ -‬االستجابة االكلينيكية‪ -‬التعبير عن‬
‫الغضب)‪.‬‬
‫وكانت أدوات الدراسة‪ :‬مقياس االستجابة االكلينيكية‪ ,‬مقياس الضغوط النفسية‪,‬‬
‫مقياس التعبير عن الغضب‪.‬‬
‫توصلت الدراسة إلى فعالية البرنامج العالجي السلوكي المعرفي الذي يتضمن‬
‫تدريباً على مهارات عديدة من بينها التدريب على السلوك التوكيدي‪ ,‬وادارة الوقت‬
‫واالسترخاء العضلي‪ ,‬واالسترخاء من طريق التخيل‪ ,‬والتدريب علي الوعي االنتقائي‬
‫واعادة التقييم المعرفي‪ ,‬وتقديم التعليمات للذات‪ ,‬ومهارة حل المشكالت في تخفيف‬
‫الضغوط النفسية وتغير استجابة أفراد العينة لألحداث الخطيرة في الحياة‪ ,‬والتي‬
‫تتضمن فقرات عامة من قبيل الشهور بالهياج الداخلي وعدم الراحة والشعور بكره‬
‫الذات والشعور بالعدوانية نحو الذات وسرعة الغضب والشعور باليأس وفقدان االمل‬
‫وردود الفعل المفزعة والضالالت‪ ,‬متضمنة االدراك المشوه لالفراد واالفكار غير‬
‫السليمة حول االشياء وسيطرة الخرافات وتامل االفكار واالجترار وتخيالت ما قبل‬
‫النوم والتجنب واالنكار واالقحام‪ ,‬حيث وجدت فروق ذات داللة احصائية بين متوسط‬

‫‪107‬‬
‫درجات افراد المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لصالح‬
‫المجموعة التجريبية‪ ,‬وكذلك فروق دالة احصائية بين متوسط درجات المجموعة‬
‫التجريبية في القياس القبلي والقياس البعدي لصالح القياس البعدي‪.‬‬
‫‪ / 2‬هشام الخولي‪ ,‬فعالية العالج المعرفي السلوكي في تخفيف حدة الضغوط‬
‫النفسية لدى معلمي التربية الخاصة‪2004,‬م‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫هدفت الدراسة الى تصميم برنامج عالجي معرفي سلوكي‪ ,‬والتعرف على أثره في‬
‫تخفيف حدة الضغوط النفسية لدى عينة من معلمي التربية الخاصة‪.‬‬
‫قام الباحث بتطبيق مقياس الضغوط النفسية لمعلمي التربية الخاصة‪ ,‬على عينة‬
‫عشوائية بلغ قوامها (‪ )130‬من معلمي التربية الخاصة (‪ 71‬من الذكور و‪ 59‬من‬
‫االناث) بمدارس التربية الخاصة التابعة إلدارة بنها التعليمية في كل من مدارس‬
‫الصم والمكفوفين والتربية الفكرية‪ ,‬ثم تم تصحيح المقياس حسب التعليمات واسفرت‬
‫نتائج التصحيح عن عدد من المعلمين والمعلمات ممن حصلو على درجات مرتفعة‬
‫على مقياس الضعوط النفسية (‪ )29‬معلماً‪ )24( ,‬معلمة‪ ,‬وتم اختيار عشواي‬
‫لعدد(‪ )12‬معلماً‪ )12( ,‬معلمة‪.‬‬
‫تم تقسيم عينة الدراسة على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مجموعة ذكورية تجريبية وعددها(‪ )6‬معلمين‬
‫ب‪ -‬مجموعة ذكور ضابطة وعددها(‪ )6‬معلمين‬
‫ج‪ -‬مجموعة اناث تجريبية وعددها(‪ )6‬معلمات‬
‫د‪ -‬مجموعة اناث ضابطة وعددها(‪ )6‬معلمات‬
‫قام الباحث بتطبيق البرنامج العالجي على افراد المجموعتين التجريبتين‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة مقياس الضغوط النفسية لمعلمي التربية الخاصة‪.‬‬
‫وتوصلت الدراسة إلى فعالية البرنامج العالجي المستخدم في الدراسة‪ ,‬وهو العالج‬
‫المعرفي السلوكي في تخفيف حدة الضغوط النفسية لدى عينة الدراسة‪ ,‬وهي عينة‬
‫من معلمي التربية الخاصة ذكو اًر واناثاً بعد البرنامج العالجي مباشرة‪ ,‬واستمرار‬
‫فعاليته إلى ما بعد انتهاء فترة المتابعة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ / 3‬عادل جورج طنوس و جنان وحنا‪ ,‬أثر برنامج التعديل المعرفي السلوكي في‬
‫تنمية الفعالية الذاتية لدى مدمني المخدرات في محافظة عكا وعالقتها ببعض‬
‫المتغيرات‪2008 ,‬م‪ ,‬فلسطين‪.‬‬
‫هدفت الدراسة الي اختبار فعالية برنامج التعديل المعرفي السلوكي لرفع مستوى‬
‫الفعالية الذاتية المدركة لدى عينة من مدمني عرب‪ ,‬وتأثير الفعالية الذاتية المدركة‬
‫على مواقف التعاطي للمخدرات‪ ,‬باالضافة الى التعرف على االختالف بالفعالية‬
‫الذاتية لدي المدمنين باختالف متغيرات الجنس والمستويين االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫اما عينة الدراسة فقد تم اختيار عينة قصدية تالفت من (‪ )50‬مدمناً من المقيمين‬
‫بمراكز عالج االدمان في المؤسسات والمراكز التي تهتم بعالج المدمنين في منطقة‬
‫عكا‪ ,‬ممن حصلو على درجات متدنية علي مقياس الفعالية الذاتية‪ ,‬وبعد ذلك تم‬
‫توزيع العينة إلى مجموعتين التجريبية (‪ )25‬مدمناً والمجموعة الضابطة(‪ )25‬مدمناً‪.‬‬
‫‪ /4‬عبدالكريم سعيد المدهون‪ ,‬فاعلية برنامج ارشادي لخفض الضغوط النفسية‬
‫وتحسين مستوى الرضا عن الحيتة لطلبة جامعة فلسطين بغزة‪2008 ,‬م‪,‬‬
‫فلسطين‪.‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى التحقق من فاعلية برنامج ارشادي تدريبي في خفض‬
‫الضغوط النفسية لدى عينة من طلبة جامعة فلسطين من اجل تعديل سلوكهم بعد‬
‫التعرف على مصادر الضغوط واساليب مواجهتها وطرق التغلب عليها‪.‬‬
‫تكونت عينة الدراسة من (‪ )28‬طالباً‪ ,‬وهم األعلى درجة في مقياس مواقف الحياة‬
‫الضاغطة‪ ,‬واألدني درجة في مقياس الرضا عن الحياة تم تقسيمها إلى مجموعتين‪:‬‬
‫المجموعة االولى‪ :‬مجموعة ضابطة وتضم (‪ )7‬من الذكور‪ ,‬و(‪ )7‬من االناث‬
‫المجموعة الثانية‪ :‬مجموعة تجريبية وتضم (‪ )7‬من الذكور‪ ,‬و(‪ )7‬من االناث‬
‫واستخدمت الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬مقياس مواقف الحياة الضاغطة‬
‫‪ -‬مقياس الرضا عن الحياة‬
‫وتوصلت الدراسة إلى‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -1‬وجود فروق بين القياس القبلي والبعدي لدى المجموعة التجريبية لصالح القياس‬
‫البعدي‬
‫‪ -2‬وجود فروق في مستوى الرضا عن الحياة بين المجموعة التجريبية والمجموعة‬
‫الضابطة في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية‪.‬‬
‫‪ /5‬دراسة عبد اهلل أبو إياد العلوي‪ ،‬نوعية الحياة وواقع الصحة النفسية لدى‬
‫المترددين على السجون واإلصالحيات‪2011 ،‬م‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫تناول الدراسة واقع ومفهوم نوعية الحياة وتأثيره على الصحة النفسية لدى نزالء‬
‫السجون واإلصالحيات‪ ،‬فالصحة النفسية بالنسبة لهذه الدراسة‪ ،‬هي حالة دائمة نسبيا‬
‫يكون فيها الفرد متوافقا من النواحي النفسية واالجتماعية واالنفعالية مع نفسه ومع‬
‫اآلخرين‪ ،‬ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع االغيار‪ ،‬ويكون قاد ار على تحقيق ذاته‬
‫واستثمار قدراته وامكاناته إلى ابعد نطاق ممكن‪ .‬باإلضافة إلى القدرة على مواجهة‬
‫مطالب الحياة وتكون شخصية متكاملة وسوية‪.‬‬
‫وتوصلت الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬يعاني المترددون على السجن من انخفاضات خطيرة في مستوى تقديراتهم المتعلقة‬
‫بنوعية الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬توجد فروق ذات داللة في نوعية الحياة لدى المترددين على السجن تحكمها‬
‫متغيرات السن والحالة االجتماعية والجنس وعدد الترددات على السجن ونوعية‬
‫السلوكيات التي تشكل سندا في اإلحالة على السجن‪.‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة ارتباط ايجابية بين استجابة المترددين على السجن نحو نوعية الحياة‬
‫والصحة النفسية لديهم‪.‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة ارتباط ايجابية بين استجابات المترددين على السجن نحو نوعية‬
‫الحياة وواقع الصحة النفسية لديهم وسلوكياتهم اإلجرامية‪.‬‬
‫‪ /6‬دراسة السراج‪2005‬م فلسطين‪.‬‬
‫هدفت إلى الكشف عن عالقة الضغوطات النفسية لدى زوجات األسرى الفلسطينيين‬
‫في سجون االحتالل اإلسرائيلي بعمر زوجة األسير ومستواها التعليمي والمستوى‬
‫االجتماعي واالقتصادي لها وعدد أبنائها ومستوى التزامها للقيم الدينية‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫واشتملت الدراسة على عينة تتكون من المجتمع األصلي كله ويبلغ (‪ )93‬زوجة وقد‬
‫اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي ومن أبرز نتائج دراسته يعد مستوى‬
‫طا‪ ،‬أما على‬
‫الضغوطات النفسية العامة لدى زوجات األسرى الفلسطينيين متوس ً‬
‫الصعيد السيكولوجي فهو فوق المتوسط ويعد دون المتوسط على الصعيد النفسي‪ ،‬أما‬
‫على الصعيد االجتماعي االقتصادي فهو متوسط عدم وجود فروق دالة إحصائية‬
‫عند مستوى داللة (‪ )0,05‬فأقل في المستوى‪ .‬الضغوط النفسية لدى زوجات األسرى‬
‫الفلسطينية تعزى لعامل عمر الزوجة وعدد األبناء والتزام الزوجة بالقيم الدينية‪.‬‬
‫إحصائيا عند مستوى داللة (‪ )0,05‬فأقل من مستوى الضغط‬
‫ً‬ ‫وجود فروق دالة‬
‫النفسي لدى زوجات األسرى الفلسطينيين تعزى لعامل تعليم الزوجة والمستوى‬
‫االجتماعي االقتصادي للزوجة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪112‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ /1‬إبراهيم أنيس ورفاقه‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪( ,‬د‪.‬ت)‪ ,‬ج‪.1‬‬
‫‪ /2‬أبو الفداء إسماعيل بن كثير‪ ,‬تفسير القرأن العظيم‪ ,‬مكتبة العلوم والحكم‪ ,‬المدينة‬
‫المنورة‪1993,‬م‪.‬‬
‫‪ /3‬ابو جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ,‬تفسير الطبري المسماة جامع البيان في تأويل‬
‫القران‪ ,‬دار الكتب العربية‪ ,‬ج‪1992 ,8‬م‪.‬‬
‫‪ /4‬احمد الوائلي‪ ,‬احكام السجون بين الشريعة والقانون‪ ,‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪.117 :‬‬
‫‪ /5‬احمد بن علي الفيومي‪ ,‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي‪ ,‬القاهرة‪,‬‬
‫المطبعة األميرية‪ ,‬ط‪1952 ,6‬م‪.‬‬
‫‪ /6‬احمد ماهر‪ ،‬السلوك التنظيمي مدخل بناء المهارات‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,‬الدار الجامعية‪,‬‬
‫ط‪١٩٩٥ ,7‬م‪.‬‬
‫‪ /7‬أحوال حقوق اإلنسان‪ ،‬جريدة االخبار المصرية‪23 ،‬أبريل ‪2008‬م‪.18:،‬‬
‫‪ /8‬أديب خضور‪ ،‬أولويات تطوير اإلعالم األمني العربي‪ :‬واقعه وافاق تطويره‪,‬‬
‫الرياض‪ ,‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪١٩٩٩ ,‬م‪.‬‬
‫‪ /9‬اكرم نشأت إبراهيم‪ ،‬السياسة الجنائية دراسة مقارنة‪ ,‬بغداد‪ ,‬مكتبة النهضة‪,‬‬
‫‪١٩٩٦‬م‪.‬‬
‫‪ /10‬أمل علي المخزومي‪ ،‬طرق وأساليب السيطرة على صراعاتك وامراضك النفسية‪,‬‬
‫دار العلم للماليين‪2012 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /11‬أيمن رمضان الزيني‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية القصيرة المدة وبدائلها‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ,‬جدة‪ ,‬جامعة الملك عبدالعزيز‪٢٠٠٣ ,‬م‪.‬‬
‫‪ /12‬التقرير السنوي السابع لجمعية حقوق اإلنسان لمساعدة السجناء‪ ،‬االحتجاز‬
‫والمحتجزين في مصر‪ ،‬القاهرة‪2004 ،‬‬
‫‪ /13‬جاسم يوسف محمد الشاعر‪ ,‬الضغوط النفسية التي تتعرض لها المرأة‬
‫الفلسطينية‪ ,‬رسالة ماجستير منشورة‪ ,‬غزة‪ ,‬جامعة النجاح الوطنية‪2003 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /14‬جمال الدين محمد بن مكرم األنصاري ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ,‬ج‪ ,6‬بيروت‪,‬‬
‫دار الكتب العلمية‪2003 ,‬م‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫التعليم لألشخاص رهن‬
‫ٌ‬ ‫‪ /15‬الجمعيةٌ العامة لألمم المتحدة ‪2009‬م والحق في‬
‫التعليم‪ ،‬جنيف‪ ،‬االمم المتحده‬
‫ٌ‬ ‫االحتجاز ‪ :‬تقر ٌير المقرر الخاص المعني بالحق في‬
‫‪ /16‬حامد عبدالسالم زهران‪ ,‬الصحة النفسية والعالج النفسي‪ ,‬مطبعة عالم الكتب‬
‫للنشر والتوزيع‪ ,‬ط‪1977 ,2‬م‪.‬‬
‫‪ /17‬حجازي مصطفى‪ ,‬الصحة النفسية‪ ,‬المركز الثقافي العربي‪ ,‬الدار البيضاء‬
‫المغرب‪2000 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /18‬حسن أبو غده‪ ,‬احكام السجن ومعاملة ومعاملة السجناء في االسالم‪ ,‬مكتبة‬
‫المنار‪ ,‬الكويت‪ ,‬ط‪1987 ,1‬م‪.‬‬
‫‪ /19‬حسن طالب‪ ،‬سوسيولوجيا الجريمة والعقوبه والمؤسسات اإلصالحية‪ ,‬بيروت‪,‬‬
‫دار الطليعه‪٢٠٠٢ ,‬م‪.‬‬
‫‪ /20‬حقوق إنسان‪ ،‬مجموعة صكوك دولية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،‬نيويورك‪،‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫‪ /21‬حميدي فالح الشهراني وآخرون‪ ,‬أنظمة وتعليمات السجون‪ ,‬الرياض‪ ,‬مطابع‬
‫األمن العام‪1999 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /22‬سالم سعد عبد العزيز السالم‪ ،‬اتجاهات بعض فئات المجتمع السعودي نحو‬
‫العمالة الوافدة في مجال األسرة‪ ,‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ,‬الرياض‪ ,‬جامعة نايف‬
‫للعلوم االمنية‪١٩٩٣ ,‬م‪.93 :‬‬
‫‪ /23‬سعود بن ضحيان الضحيان‪ ،‬البرامج التعليمية والتأهيلية في المؤسسات‬
‫اإلصالحية‪ ,‬الرياض‪ ,‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪٢٠٠١ ,‬م‪.‬‬
‫‪ /24‬سمير قوتة‪ ،‬الضغوط النفسية وطرق التعامل معها لدى المجتمع الفلسطيني‪،‬‬
‫مركز غزة للصحة النفسية‪ ،‬غزة‪2002 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /25‬سيد صبحي‪ ,‬اإلنسان وصحته النفسية‪ ,‬الدار المصرية اللبنانية‪2003 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /26‬صالح مخيمر‪ ,‬المدخل إلى الصحة النفسية‪ ,‬القاهرة‪ ,‬مكتبة األنجلو‪1997 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /27‬الظافر القاسمي‪ ,‬نظام الحكم في الشريعة والتاريخ اإلسالمي‪ ,‬دار النفائس‪ ,‬ج‪2‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ /28‬عبد الرحمن عبد العزيز الرميخاني‪ ،‬تكامل خدمات الرعاية االجتماعية داخل‬
‫السجون‪ ,‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ,‬الرياض‪ ,‬جامعة نايف للعلوم االمنية‪,‬‬
‫‪١٩٩٨‬م‪.‬‬
‫‪ /29‬عبد الروؤف الطالع‪ ,‬الضغوط النفسية وعالقتها باألمراض السيكوسوماتية‪,‬‬
‫القاهرة‪ ,‬جامعة عين شمس‪2000 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /30‬عبد العزيز القوصي‪ ,‬أسس الصحة النفسية‪ ,‬مكتبة النهضه المصرية‪ ,‬ط‪,4‬‬
‫‪1952‬م‪.‬‬
‫‪ /31‬عبد اهلل بن عبد العزيز اليوسف‪ ،‬التدابير المجتمعية كبدائل للعقوبات السالبة‬
‫للحرية‪ ,‬الرياض‪ ,‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪٢٠٠٣ ,‬م‪.‬‬
‫‪ /32‬عبد اهلل عبد الغني غانم‪ ،‬أثر السجن في سلوك النزيل‪ ,‬الرياض‪ ,‬جامعة نايف‬
‫للعلوم األمنية‪١٩٩٩ ,‬م‪.‬‬
‫‪ /33‬عبداهلل عسكر‪ ,‬اإلضطرابات النفسية لألطفال‪ ,‬القاهرة‪ ,‬مكتبة األنجلو‪2005 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /34‬عبدالهادي محمد القحطاني‪2013 ,‬م‪.22 :‬‬
‫‪ /35‬عدنان الدوري‪ ,‬أسباب الجريمة وطبيعة السلوك اإلجرامي‪ ,‬الكويت‪ ,‬منشورات‬
‫ذات السالسل‪١٩٨٤ ,‬م‪.‬‬
‫‪ /36‬عطية مهنا‪ ،‬األثار اإلجتماعية للحبس قصير المدة على المحكوم عليه وأسرته‪,‬‬
‫القاهرة‪ ,‬المركز القومي للبحوث اإلجتماعية والجنائية‪١٩٩٩ ,‬م‪.‬‬
‫‪ /37‬عياش سمير العنزي‪ ,‬عالقة الضغوط النفسية ببعض المتغيرات الشخصية‪,‬‬
‫الرياض‪ ,‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪2004 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /38‬غازي جرار‪ ,‬شرح قانون العقوبات األردني‪ ,‬بدون دار نشر‪1978 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /39‬كامل علوان الزبيدي‪ ،‬الضغوط النفسية وعالقتها بالرضا المهني والصحة‬
‫النفسية‪ ,‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ,‬بغداد‪ ,‬جامعة بغداد‪2000 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /40‬اللجنة األفريقٌيةٌ لحقوق اإلنسان والشعوب ‪ 2004‬تقر ٌير بعثة المقرر الخاص‬
‫الديمقراطيةٌ االتحاديةٌ ‪- 15‬‬
‫أثيوباٌ ٌ‬
‫للسجون وأحوال االحتجاز في أفريقٌاٌ إلى جمهوريةٌ ٌ‬
‫‪ 29‬مارس ‪2004‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ /41‬ماجد العاروري‪ ،‬حقوق المحتجزين‪ ,‬مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب‪,‬‬
‫القاهرة‪2009 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /42‬مجدالدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي‪ ,‬القاموس المحيط‪ ,‬مطبعة مصطفى‬
‫البابي الحلبي‪ ,‬القاهرة‪1952 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /43‬مجدي احمد محمد عبداهلل‪ ,‬علم النفس المرضي‪ :‬دراسة في الشخصية بين‬
‫السواء واإلضطراب‪ ,‬األسكندرية‪ ,‬دار المعارف الجامعية‪2000 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /44‬مجدي احمد محمد‪ ,‬اإلضطرابات النفسية لألطفال األعراض واألساليب والعالج‪,‬‬
‫القاهرة‪ ,‬دار المعارف الجامعية‪2003 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /45‬محمد إبراهيم عيد‪ ,‬أزمات الشباب النفسية‪ ,‬مكتبة زهراء الشرق‪2006 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /46‬محمد باقر بن محمد تقي المجلسي‪ ,‬بحار األنوار الجامعة لدرر أخبار األئمة‬
‫األطهار‪ ,‬دار الكتب اإلسالمية‪ ،‬تهران‪1111 ,‬ه‪.‬‬
‫‪ /47‬محمد بن عبد اهلل الجريوي‪ ,‬السجن وموجباته في الشريعة اإلسالمية مقارناً بنظام‬
‫السجن والتوقيف في المملكة العربية السعودية‪ ,‬بيروت‪ ,‬مؤسسة فؤاد بعينو‪ ,‬ج‪ ,1‬ط‪,2‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ /48‬محمد بن عبداهلل األحمد‪ ,‬أحكام الحبس في الشريعة اإلسالمية‪ ,‬مكتبة الرشد‬
‫للنشر والتوزيع‪ ,‬الرياض‪1998 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /49‬محمد بن محمد بن ابي بكر الرازي‪ ,‬مختار الصحاح‪ ,‬المطبعة االميرية‬
‫بالقاهرة‪1978 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /50‬محمد حسن غانم‪ ,‬اإلضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية‪ ,‬مكتبة األنجلو‬
‫المصرية‪2006 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /51‬محمد زكي أبو عامر‪١٩٩٣ ،‬م‪.87 :‬‬
‫‪ /52‬محمد زكي أبوعامر‪ ،‬دراسة في علم اإلجرام‪ ,‬دار المطبوعات الجامعية‪,‬‬
‫األسكندرية‪١٩٨٥ ,‬م‪.‬‬
‫‪ /53‬محمد نيازي حتاتة‪ ,‬الدفاع اإلجتماعي السياسة الجنائية المعاصرة بين الشريعة‬
‫اإلسالمية والقانون الوضعي‪ ,‬القاهرة‪ ,‬مكتبة وهبة‪ ,‬ط‪١٩٩٣ ,2‬م‪.‬‬
‫‪ /54‬محمد هالل‪ ،‬مهارات إدارة الضغوط‪ ،‬االنجلو المصرية‪.‬القاهرة‪2000,‬م‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ /55‬محمدبن حسن الطوسي‪1413 ،‬ه ‪332:‬‬
‫‪ /56‬مصطفى عبد المجيد كاره‪ ,‬السجن كمؤسسة إجتماعية‪ ,‬الرياض‪ ,‬جامعة نايف‬
‫للعلوم العربية‪١٩٨٨ ,‬م‪.‬‬
‫‪ /57‬مصطفى فهمي‪ ,‬الصحة النفسية في األسرة والمدرسة والمجتمع‪ ,‬دار الثقافة‬
‫للنشر والطباعة‪ ,‬ط‪1976 ,2‬م‪.‬‬
‫‪ /58‬المعجم الوسيط‪ ,‬مجمع اللغة العربية‪ ,‬القاهرة‪,‬مكتبة الشروق الدولية‪2004 ,‬م‬
‫‪ /59‬منظمة الصحة العالميةٌ ‪2007‬م الصحة في السجون ‪ :‬دلي ٌل منظمة الصحة‬
‫العالميةٌ عن األساسياٌت في مجال الصحة في السجون‪ ،‬كوبهاجن منظمة الصحة‬
‫العالميةٌ‬
‫‪ /60‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ،‬دارالسالسل‪ ,‬الكويت‪ ,‬ج‪,16‬‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ /61‬نبيل مدحت سالم‪ ,‬فلسفة وتاريخ القانون الجنائي‪ ,‬القاهرة‪ ,‬جامعة عين شمس‪,‬‬
‫‪١٩٨١‬م‪.‬‬
‫‪ /62‬نعمان بن محمد بن محمد بن منصور التميمي المغربي‪ ,‬دعائم اإلسالم‪ ,‬تحقيق‪:‬‬
‫آصف علي أصغر فيضي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ 1385 ،‬ق‪.‬‬
‫‪ /63‬هارون الرشيدي‪ ,‬الضغوط النفسية طبيعتها‪ -‬نظرياتها‪ -‬برنامج لمساعدة الذات‬
‫في عالجها‪ ,‬القاهرة‪ ,‬مكتبة األنجلو المصرية‪1999 ,‬م‪.‬‬
‫‪ /64‬وليد السيد خليفة‪ ,‬مراد علي عيسى‪ ,‬الضغوط النفسية والتخلف العقلي في ضوء‬
‫علم النفس المعرفي‪ ,‬المفاهيم‪ ,‬النظريات‪ ,‬البرامج‪ ,‬كويت‪ ,‬دار للنشر والتوزيع‪ ,‬ط‪,2‬‬
‫‪2008‬م‪.‬‬
‫‪ /65‬وولف و توم ٌم‪1999 ,‬م‪32 :‬‬
‫‪ /66‬يوسف بن أحمد العثيمين‪ ,‬نحو إستراتيجية وطنية شاملة لمكافحة اإلرهاب في‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ,‬الرياض‪ ,‬د‪.‬ن‪٢٠٠6 ,‬م‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫المالحق‬

‫‪118‬‬
‫ملحق رقم (‪)1‬‬
‫الصورة االولية إلستمارة اإلستبيان‬
‫عزيزي المواطن‪/‬ة بين يديك إستبيان عن دراسة عنوان بحث الصحة النفسية لدى‬
‫النزالء وعالقتها ببعض المتغيرات إجابتكم على هذا اإلستبيان تساعد في الوصول‬
‫إلى نتائج مفيدة ونؤكد لكم إن نتائج هذا البحث ال تستخدم إال لألغراض العلمية‬
‫فقط‪.‬‬
‫البيانات األولية‪:‬‬
‫أنثى‬ ‫النوع‪ :‬ذكر‬
‫‪ 50‬فأكثر‬ ‫‪50-40‬‬ ‫‪40-30‬‬ ‫العمر‪30-18 :‬‬
‫أرمل‬ ‫مطلق‬ ‫متزوج‬ ‫الحالة اإلجتماعية‪ :‬أعزب‬
‫جامعي‬ ‫ثانوي‬ ‫أساس‬ ‫المستوى التعليمي‪ :‬أُمي‬
‫فوق الجامعي‬
‫أخرى ‪............‬‬ ‫مزارع‬ ‫موظف‬ ‫المهنة‪ :‬عامل‬
‫البيانات األساسية‪:‬‬
‫أبداً‬ ‫احياناً ناد اًر‬ ‫دائماً غالباً‬ ‫البيان‬
‫‪ .1‬عادة أجد رغبة في الحديث عن نفسي‪ ,‬وعن إنجازاتي أمام األخرين‬
‫‪ .2‬احرص على تبادل الزيارات مع زمالئي وأصدقائي‬
‫‪ .3‬عادة تتغير مشاعري بين حب وكراهية نحو األخرين بصورة سريعة‪.‬‬
‫‪ .4‬بإمكاني أن أواصل عمالً ما لفتة طويلة حتى لو واجهتني بعض المشكالت‬
‫والصعوبات‬
‫‪ .5‬أعاني من اهتزاز ( رعشة) في بعض أجزاء جسمي في كثير من األحيان‪.‬‬
‫‪ .6‬يجب اال يحاول اإلنسان تحقيق غاياته على حساب األخرين‪.‬‬
‫‪ .8 .7‬أرى الفائدة المرجوة من المعوقين جسمياً ال تتناسب مع حجم ما ينفق عليه‬
‫‪ .9‬أشعر بأنه اليمكنني التغلب على كثير من المشكالت لو لم يساعدني األخرون‬
‫‪ .10‬عادة استمتع بتبادل األفكار واآلراء مع زمالئي وأصدقائي‪.‬‬
‫‪ .11‬غالباً تنتابني نوبات من الحزن والفرح دون سبب معقول‪.‬‬
‫‪ .12‬بإمكاني أن أستغرق في اداء عملي لدرجة ال اشعر معها بمن حولي‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫أبداً‬ ‫احياناً ناد اًر‬ ‫دائماً غالباً‬ ‫البيان‬
‫‪ .13‬عادة أعاني من تكرار نوبات اإلمساك أو اإلسهال الشديد‪.‬‬
‫‪ .14‬غالباً أعامل األخرين باألسلوب الذي احب ان يعاملونني به‬
‫‪ .15‬ارى أن األفراد ثقلي الوزن يكونون موضع سخرية األخرين دائماً‪.‬‬
‫‪ .16‬غالباً أشعر بأنه ليس لدي أراء مفيدة اقترحها على األخرين‬
‫‪ .17‬استمتع كثي اًر بالعمل مع الناس كما هو الحال في عمليات البيع والشراء‬
‫‪ .18‬إني أغضب وأثور إذا ما ضايقني احد ولو بكلمة بسيطة‪.‬‬
‫‪ .19‬يسعدني بذل أقصى جهد ممكن في أداء عملي مهما كلفني ذلك من مشقة‬
‫‪ .20‬أعاني من ضيق في التنفس في كثير من األحيان رغم عدم وجود سبب عضوي‬
‫واضح‬
‫‪ .21‬أميل إلى اإلشادة بحسنات األخرين ومزاياهم اكثر من التنويه بعيونهم‬
‫‪ .22‬عادة ما ينتابني شعور بأنني ال أصلح لشئ‪.‬‬
‫‪ .23‬اعتقد أنني لست في مستوى كفاءة ومقدرة معظم زمالئي‪.‬‬
‫‪ .24‬اجد إنني قلقاً معظم الوقت إزاء ما قد يحمله لي المستقبل‪.‬‬
‫‪ .25‬احرص دائماً على بذل كل مافي وسعي التقان العمل الذي اقوم به‪.‬‬
‫‪ .26‬تعاودني نوبات الصداع في معظم األحيان‪.‬‬
‫‪ .27‬يجب أن يستمتع الفرد بمعرفة اآلخرين بقض النظر عما يحققونه له من منافع‪.‬‬
‫‪ .28‬اشعر غالباً بأن زمالئي افضل مني في مظهرهم الجسمي عموماً‪.‬‬
‫‪ .29‬أنا حساس جداً لما يبديه األخرون من نقد لتصرفاتي‪.‬‬
‫‪ .30‬يسعدني عادة مشاركة زمالئي واصدقائي بعض الرحالت والمعسكرات‪.‬‬
‫‪ .31‬ينتابني الضيق والتوتر إزاء المواقف الغامضة‪.‬‬
‫‪ .32‬ارى أن قيمة اإلنسان تكمن في مدى إخالصه في أداء عمله مهما كان بسيطاً‪.‬‬
‫‪ .33‬تعاودني األحالم المزعجة أو (الكوابيس) في كثير من األحيان‪.‬‬
‫‪ .34‬من الضروري أن يلتزم الفرد بالصدق واألمانة حتى لو لم يعامله الناس بالطريقة‬
‫نفسها‬
‫‪ .35‬غالباً أفضل التعامل مع من هم اصغر مني سناً‬
‫‪ .36‬يعاملني والدي كما لو كنت طفالً صغي اًر‬
‫‪ .37‬احرص على المشاركة في الجماعات الخاصة بالخدمات واألنشطة‬
‫‪ .38‬يخيل إلى أن هناك من يتتبعني أينما ذهبت‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫أبداً‬ ‫احياناً ناد اًر‬ ‫دائماً غالباً‬ ‫البيان‬
‫‪ .39‬عادة حاول إنجاز أعمالي دون تباطؤ بالحكمة القائلة التؤخر عمل اليوم إلى الغد‬
‫‪ .40‬اشعر بتوتر خلف رقبتي في كثير من األحيان‬
‫‪ .41‬احترم مشاعر األخرين حتى لو اختلفو معي في الرأي‬
‫‪ .42‬انا لست راضياً عن نفسي‬
‫‪ .43‬اعتقد ان زمالئي اليهتمون بي كثي اًر بما ابديه من اراء وافكار‬
‫‪ .44‬تسمح لي عالقاتي الوثيقة ببعض اساتذتي بالتحدث معهم بحرية في مختلف شئوني‬
‫الخاصة‬
‫‪ .45‬احاول تجنب األماكن المظلمة بشتى الطرق‬
‫‪ .46‬اشعر بأن مجال دراستي سيفيدني في مستقبل حياتي‬
‫‪ .47‬أشعر بفقدان شهيتي للطعام‬
‫‪ .48‬أحاول عادة الوفاء بوعدي ألن وعد الحر دين عليه‪.‬‬
‫‪ .49‬غالباً ينظر الناس إلى الصم وثقيلي السمع على إنهم أقل كفاءة من غيرهم‬
‫‪ .50‬اشعر بعدم كفاءتي إلى درجة تعوقني عن إنجاز أعمالي‬
‫‪ .51‬تربطني عالقات وثيقة ببعض األشخاص بحيث أثق فيهم ائتمنهم على اسراري‬
‫‪ .52‬غالباً أتصرف فو اًر في بعض المواقف دون تردد أو حساب لما يترتب على ذلك من‬
‫نتائج‪.‬‬
‫‪ .53‬أنني حريص على التخطيط المختلف ألمور حياتي العتقادي أن النجاح في الحياة‬
‫اليتحقق بالصدمة‬
‫‪ .54‬اشعر بالتعب واإلجهاد في كثير من األحيان رغم عدم وجود سبب عضوي واضح‬
‫لذلك‬
‫‪ .55‬من رأيي أن كل إنسان سيجني حتماً نتائج عمله سواء خي اًر أوش اًر‬
‫‪ .56‬اعتقد انه اليجب أن يطلب الناس أية مساعدة من فرد مبتور الساق أو مشلول‬
‫‪ .57‬أشعر أنني أفتقد إلى مواهب وقدرات كثيرة لدرجة تجعلني أخجل من نفسي‪.‬‬
‫‪ .58‬غالباً يسعدني المشاركة في الحفالت والمناسبات اإلجتماعية‪.‬‬
‫‪ .59‬احاول الدفاع عن ارائي بشتى الوسائل دون إعتبار لمشاعر األخرين‪.‬‬
‫‪ .60‬أحاول مواجهة مشكالتي بنفسي دون اإلعتماد كثي اًر على األخرين‪.‬‬
‫‪ .61‬عادة يكون الفرد ذو الصوت الغليظ موضع تهكم زمالئه وسخريتهم‪.‬‬
‫‪ .62‬كثي اًر ما أشعر بعدم ثقتي في نفسي وبأنني عبء على غيري‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫أبداً‬ ‫احياناً ناد اًر‬ ‫دائماً غالباً‬ ‫البيان‬
‫‪ .63‬عادة تشجعني أسرتي على تبادل الزيارات مع أصدقائي‪.‬‬
‫‪ .64‬البد أن يثور الفرد ويثأر لكرامته عندما يذكرن األخرين بسوء‪.‬‬
‫‪ .65‬لدى هوايات ممتعة أحرص على ممارستها في أوقات فراغي‬
‫‪ .66‬أتحدث بسرعة كبيرة مما يجعلني أتلجلج أو أتهته‪.‬‬
‫‪ .67‬اعتقد أن اإلنسان البد أن يتسم بالخلق الحسن فالعلم وحده اليكفي‪.‬‬
‫‪ .68‬غالباً يخجل الفرد من أشياء مثل تشوه أسنانه أو عدم إنتظامها‪.‬‬
‫‪ .69‬يصعب على ايداء رأي في مواجهة جماعه من الناس حتى لو كان هذا الرأئ عن‬
‫موضوع أعرفه جيداً‪.‬‬
‫‪ .70‬تربطني عالقات طيبة ببعض األسر حيث أشعر معها لو كنت بين أهلي‪.‬‬
‫‪ .71‬عادة يصعب علي نسيان ما يوجهه األخرون لي من إساءات‪.‬‬
‫‪ .72‬عادة أفكر في أهمية ما اقوم به من أعمال ومدى فائدتها للمجتمع قبل ان اقدم عليها‬
‫‪ .73‬يصعب علي الجلوس ساكناً لفترة طويلة‬
‫‪ .74‬اعتقد انه من األفضل عدم اإلسراف في إسداء لنصح لألخرين‬
‫‪ .75‬ينتابني شعور دائم بأن فكرة الناس على أقل مما يجب‬
‫‪ .76‬يصعب علي الدخول في منافسات مع أخرين حتى لو كانوا في مثل سني‪.‬‬
‫‪ .77‬أجد متعة كبيرة في تبادل الزيارات مع األصدقاء والجيران‬
‫‪ .78‬غالباً أستغرق في أحالم اليقظة بحيث ال أشعر مطلقاً بما يدور حولي‬
‫‪ .79‬اعتقد أن قيام الفرد بعمل ما بصورة روتينية أو عشوائية البد وأن يعرضه للملل‬
‫واإلخفاق‬
‫‪ .80‬يصعب علي التخلص من بعض عادات مثل قضم أظافري أو وضع إصبعي في‬
‫فمي‬
‫‪ .81‬يسعدني التخفيف عن األخرين وقت الشدائد حتى ولم يكونوا من معارفي‪.‬‬
‫‪ .82‬غالباً يميل الفرد المصاب ببعض البثور او النمش في وجهه إلى اإلنطواء والبعد عن‬
‫األخرين‬
‫‪ .83‬استغرق وقتاً طويالً في حسم المسائل مما يفوت علي فرصة إتخاذ القرار في وقته‬
‫المناسب‬
‫‪ .84‬اشعر بالثقة واألحترام المتبادلين بيني وأفراد اسرتي‪.‬‬
‫‪ .85‬أنا ال أعامل األخرين بالمثل حتى ولو كانوا غير عادلين‬

‫‪122‬‬
‫أبداً‬ ‫احياناً ناد اًر‬ ‫دائماً غالباً‬ ‫البيان‬
‫‪ .86‬هنالك أمور كثيرة في الحياة تثير اهتمامي وتحفزني على العمل‬
‫‪ .87‬تعودلي تقلصات في المعدتي رغم عدم وجود سبب عضوي لذلك‬
‫‪ .88‬اعتقد انه من األفضل عدم مواجهة الناس بأخطائهم بصورة مباشرة‬
‫‪ .89‬يبدو أن الناس يعتبرون أقل منهم لذا يتجنبون التعامل معهم‬
‫‪ .90‬اهرب دائماً من بعض المشكالت والمصاعب لعدم مقدرتي على مواجهتها‬
‫‪ .91‬ترحب اسرتي بمشاركتي في مناقشة األمور والق اررات المتعلقه بحياتنا‬
‫‪ .92‬استغرق في الخيال طويالً حتى ولو كنت بين اصدقائي‬
‫‪ .93‬احرص على تحمل مسئولياتي واداء واجباتي قبل ان اطالب بحقوقي‪.‬‬
‫‪ .94‬اعاني من األرق بحيث ال استطيع األستغراق في النوم بدجة كافية‬
‫‪ .95‬أفكر كثي اًر قبل أن أقدم على عمل قد يضر بمصالح اآلخرين‬
‫‪ .96‬غالباً يعتقد الناس أن ضعاف البنية( الجسم) الحولى لهم والقوة وال يثقون بمقدرتهم‬
‫على انجاز اي شئ‬

‫‪123‬‬
‫ملحق رقم(‪)2‬‬
‫الصورة النهائية إلستمارة اإلستبيان‬
‫عزيزي المواطن‪/‬ة بين يديك إستبيان عن دراسة عنوان بحث الصحة النفسية لدى‬
‫النزالء وعالقتها ببعض المتغيرات إجابتكم على هذا اإلستبيان تساعد في الوصول‬
‫إلى نتائج مفيدة ونؤكد لكم إن نتائج هذا البحث ال تستخدم إال لألغراض العلمية‬
‫فقط‪.‬‬
‫البيانات األولية‪:‬‬
‫أنثى‬ ‫النوع‪ :‬ذكر‬
‫‪46‬فأكثر‬ ‫‪45-36‬‬ ‫العمر‪35-25 :‬‬
‫أرمل‬ ‫مطلق‬ ‫متزوج‬ ‫الحالة اإلجتماعية‪ :‬أعزب‬
‫عالي‬ ‫متوسط‬ ‫الحالة االقتصادية‪ :‬ضعيف‬

‫البيانات االساسية‪:‬‬

‫أبدا‬ ‫أحياناً‬ ‫دائماً‬ ‫العبارة‬


‫أشعر أنني أود التحدث عن نفسي وعن إنجازاتي أمام اآلخرين‬ ‫‪1‬‬
‫يتغير إحساسي بين الحب والكره بسرعة‬ ‫‪2‬‬
‫أشعر برعشة في جسدي‬ ‫‪3‬‬
‫أشعر بأني ال أستطيع أن أحل مشاكلي لوحدي‬ ‫‪4‬‬
‫أستمتع عندما أتناقش مع أصدقائي أو المساجين اآلخرين‬ ‫‪5‬‬
‫أفرح وأزعل دون سبب مقنع‬ ‫‪6‬‬
‫أعاني من اإلمساك أو اإلسهال الشديد‬ ‫‪7‬‬
‫أشعر أن تحدثي اليفيد اآلخرين‬ ‫‪8‬‬
‫أغضب بسرعة في أقل وقت‬ ‫‪9‬‬
‫‪ 10‬ال أستطيع التنفس بالرغم من عدم وجودأي مرض أو شعور باأللم‬
‫‪ 11‬أحب أن أشكر اآلخرين أكثر من نبذهم‬

‫‪124‬‬
‫‪ 12‬أشعر أنني الأصلح في شئ‬
‫‪ 13‬أشعر بالقلق والخوف من المستقبل‬
‫‪ 14‬أحب معرفة اآلخرين دون مصلحة‬
‫‪ 15‬ال أشعر باإلرتياح إال بمعرفة مايجري حولي‬
‫‪ 16‬أعاني من الكوابيس‬
‫‪ 17‬أشعر بأني مراقب‬
‫‪ 18‬لست راض عن نفسي‬
‫‪ 19‬أحاول تجنب األماكن المظلمة‬
‫‪ 20‬أكون أحمقاَ في بعض األحيان‬
‫‪ 21‬أنا أري أن كل شخص يحصد نتيجة عمله سواء كان حسناَ أو سيئاَ‬
‫‪ 22‬ال أستطيع تذكر شئ قرأته ولو كان قبل قليل‬
‫‪ 23‬ال أستطيع التركيز في المحاضرات أو الخطب‬
‫‪ 24‬أري أن ال نتسرع في الحكم علي اآلخرين‬
‫‪ 25‬ال أسكت ألحد إن أخطأ بحقي‬
‫‪ 26‬األخالق أهم من العلم‬
‫‪ 27‬بعض األشخاص أشعر كأنهم أعلي‬
‫‪ 28‬ال أستطيع أن أعبر عن رأيي أمام اآلخرين وان كنت ملماَ بموضوع‬
‫النقاش‬
‫‪ 29‬من المفترض عدم المبالغة في نصح اآلخرين‬
‫‪ 30‬أحلم (أتخيل) وأنا مستيقظ لدرجة عدم اإلحساس بمن حولي‬
‫‪ 31‬أفكر في المواضيع بكثرة إلي أن ينقضي وقتها‬
‫‪ 32‬يوجد إحترام بيني وبين أسرتي‬
‫‪ 33‬توجد ثقة بيني وبين أسرتي‬
‫‪ 34‬يوجد كثير من االشيئا في الحياة تجعلني سعيد واود ان اعمل‬
‫‪ 35‬أهرب من المشاكل لعدم مقدرتي علي مواجهتها‬

‫‪125‬‬
‫‪ 36‬أشعر بالقلق وعدم المقدرة علي النوم‬
‫‪ 37‬أراعي لآلخرين قبل أن أعمل شئ يضرهم‬
‫‪ 38‬ال أعامل اآلخرين كما يعاملونني وان أخطأوا‬

‫‪126‬‬
‫ملحق رقم (‪)3‬‬
‫خطاب التحكيم‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫السيد‪........................./‬‬
‫السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‬
‫الموضوع‪ :‬تحكيم استبيان‬
‫أقوم بدراسة بعنوان الصحة النفسية لدى النزالء وعالقتها ببعض المتغيرات‪ ,‬بمعهد البحوث‬
‫والدراسات الجنائية واإلجتماعية جامعة الرباط الوطني‪ ،‬عليه ترجو الباحثه تحكيم مقياس‬
‫الدراسة المرفق بالحذف والتعديل أو اإلضافة وهو من إعداد الباحثة‪.‬‬

‫ولكم الشكر والتقدير‬

‫الباحثة‪ :‬رانيا محمد الحسن عثمان‬


‫المشرف‪ :‬د‪ .‬أحمد حامد أبوسن‬

‫‪127‬‬
‫ملحق رقم (‪)4‬‬
‫قائمة المحكمين‬

‫الدرجة العلمية‬ ‫اإلسم‬


‫دكتوراه – جامعة الرباط الوطني‬ ‫‪ .1‬اماني عبداهلل‬
‫دكتوراه – جامعة الرباط الوطني‬ ‫‪ .2‬مني معاوية‬
‫ماجستير‪ -‬جامعة الرباط الوطني‬ ‫‪ .3‬يوسف علي يوسف‬
‫دكتوراه – جامعة الرباط الوطني‬ ‫‪ .4‬طيفور سيد احمد البيلي‬
‫دكتوراه – جامعة الرباط الوطني‬ ‫‪ .5‬محمد عبد الرحيم جاه النبي‬
‫دكتوراه‪ -‬جامعة الخرطوم‬ ‫‪ .6‬محمد الناجي‬

‫‪128‬‬

You might also like