Professional Documents
Culture Documents
2016م
هح ِيم
ِ ر ال ن م
َ ِ ْ
هحر ال ه
بِ ْس ِم ِ
َّللا
أ
ِ ي ب
َ ِ
ح ا ص
َ ا ي
َ ( تعالى: قال
اب ُم َت َف ِّرقُونَ ب ر َ أ َ
الس ْج ِن أ ْ َ ٌ ِّ
َخ ْي ٌر أَم ه
َّللاُ ا ْل َوا ِح ُد ا ْل َق هها ُر) ِ
أ
الشكر والتقدير ألسرة جامعة الرباط الوطني وجميع العاملين بمعهد البحوث
والدراسات الجنائية واإلجتماعية وكلية الدراسات العليا الذين جاهدوا من أجل أن
نصل ونرتقي بقدراتنا الذاتية واألكاديمية والشكر كل الشكر لهيئة التدريس الذين
عملوا في صمت ونكران ذات لتوصيل المواد بصورة علمية ,والشكر والتقدير
للدكتور :أحمد حامد أبوسن المشرف على هذا البحث والذي لم يألوا جهداً في
المشورة والتوجيه والتصويب حذفاً واضافةً وتقديماً وتأخي اًر حتى وصل البحث إلى هذا
المستوى العلمي ونسأل اهلل له التوفيق ,الشكر ألسرة مكتبة البحوث الجنائية ومكتبة
أكاديمية الشرطة العليا وجميع المكتبات التي نلنا من معينها ,والشكر خاصة إلى
الدفعة السادسة ماجستير وأنني فخورة بكم جميعاً ودمتم دائماً معي ,والشكر موصول
لكل من ساهم في إعداد هذا البحث بتوفير كتاب أو ورقة عمل أو معلومة كان لها
مكاناً فيه أو ساهم بالطباعة أو التنسيق أو التصوير الحمد والشكر هلل من قبل ومن
بعد ,نسأل اهلل لهم ولنا التوفيق.
ب
أهدي هذا العمل المتواضع إلى أبي الذي لم يبخل علي يوماً
بشيء
ج
مستخلص البحث
مجتمع وعينة الدراسة من العناصر التي يسعى الباحث أن يعمم عليها النتائج ذات
العالقة بالمشكلة المدروسة ,وفي هذه الدراسة يتكون مجتمع الدراسة من (النزالء
وتم اختيار مفردات عينة البحث من مجتمع الدراسة بطريقة العينة
بالسجون)َّ ،
(القصدية) وهى احدى العينات غير االحتمالية التى يختارها الباحث للحصول على
أراء أو معلومات معينة اليتم الحصول عليها اال من تلك الفئة المقصودة ,فطبيعة
مشكلة هذا البحث يوجد لها اهتماما" مقدرا" وسط مجتمع البحث وتم توزيع عدد
( )100إستبانة وتم استرجاع ( )100استبانة سليمة تم استخدامها في التحليل بنسبة
استرجاع بلغت (.%)100
واتبعت الدراسة المنهج الوصفي القائم علي وصف متغيرات الد ارسة بطريقة
احصائية مثل الجداول للتعرف علي طبيعة بيانات الدراسة بإالضافة إلى المنهج
التحليلي االستداللي القائم علي اختبار فرضية الدراسة يإستخدام بعض االساليب
االحصائية كأسلوب التحليل التميزي لبعض االختبارات الخاصة ،وكانت معالجة
البيانات بإستخدام بعض البرامج االحصائية المناسبة بواسطة الحاسوب مثل برنامج
التحليل االحصائي . Spss
د
اهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة:
/1التوجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير
النوع .
/2توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير العمر
/3توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة
االجتماعية.
/4التوجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير.
/1العمل على تطوير القسم اإلجتماعي والنفسي في السجن ,وذلك لتحقيق األهداف
المرجوة ,مما يساهم في تخفيف الضغوط االجتماعية لدى النزالء ,إذ بينت الدراسة
الحالية إن الضغوط النفسية بحاجة إلى تضافر جهود عديدة لتخفيفها لدى النزيل.
/2توصي الباحثة بضرورة دعم األقسام النفسية واإلجتماعية في السجون بالمزيد من
األخصائيين النفسيين ,وتفعيل دورهم في اإلرشاد النفسي في بيئة السجن.
/3تكثيف البرامج اإلرشادية التي تهدف لتوعية أسر النزالء للقيام بدورهم في تخفيف
الضغوط النفسية التي يعاني منها ذووهم المودعون في السجون
ه
Abstract
Study on the problem are limited by mental pressure for
prisoners and detainees of access to the most important features
of individual and social behaviors of members of those families
to try to achieve results contributes to modify negative attitudes
and behavior towards themselves and towards society in
General.
Society and the study sample of items sought by the
researcher to circulate the relevant results of the problem
studied, in this study the study population consists of (guest),
and sample vocabulary research community modality study
sample (intentional) and is a non-probability samples chosen by
the researcher to obtain opinions or specific information are
obtained from the category destination, the nature of the
problem with this research is "destined" central research society
and the number (100) identification and was recovered (100)
identification of sound Used in the analysis by recovery 100%.
The descriptive study followed based on study variables
described in a manner such as statistical tables to identify the
nature of the data in addition to the analytical approach based on
inferential testing hypothesis study uses some statistical methods
as its discriminatory analysis method for some tests, and the data
processing using some appropriate statistical software by
computer such as statistical analysis Spss.
The most important findings of the study:
1/there is no statistically significant differences in the level of
mental health due to the variable type.
2/ there are significant differences in the level of mental health
due to the variable age
و
3/ there are significant differences in the level of mental health
due to social status variable .
4/ there are no significant differences in the level of mental
health due to variable.
The most important recommendations reached by the
researcher:
1/ the development of the social and psychological Department
at the prison, so as to achieve the desired objectives, thus
contributing to alleviate social pressures are, as the current study
showed that stress the need for concerted efforts to mitigate
many have.
2/ the researcher recommend the need to support the
psychological and social sections in prisons more psychologists,
and activate their role in psychological counseling in the prison
environment.
3/ intensify outreach programmers aimed at educating families
to do their part to ease the psychological pressure suffered by
their relatives in prisons
ز
فهرس المحتويات
ح
الفصل األول
اإلطار العام للبحث
مقدمة:
إن صحة اإلنسان النفسية تتحدد من خالل الواقع اإلجتماعي الذي يعيشه
وأحداثه ووقائعه ،فطالما توافرت عناصر األمن واإلشباع سينعكس ذلك إيجاباً على
صحته النفسية ،أما إن تعرض للخوف ومصادر التوتر فسوف يكون لذلك مردوده
السلبي إلى ازدياد شعور الفرد باألمن والتقدير اإلجتماعي .واعتداده بنفسه حين
ينتمي لجماعة قوية يتقمص شخصيتها ويوحد نفسه بها .كما أن ضعف الدعم
اإلجتماعي والنفسي يؤدي إلى زيادة المعاناة النفسية للنزيل.
يمكن تعريف الصحة النفسية السليمة بأنها قدرة اإلنسان على الشعور
بالسعادة وايمانه بقيمة المختلفة في الحياة وتكوين عالقات صادقة مع اآلخرين
وكذلك قدرته على العودة إلى حالته الطبيعية بعد التعرض ألي صدمة أو ضغط
نفسي بالصحة النفسية جزء مكمل للصحة العامة إن عالم اليوم ملئي بالضغوط
النفسية واإلجتماعية واألنفعاالت المستمرة والتي قد تؤثر على صحة اإلنسان سواء
الجسدية أو النفسية كما أصبح التحول الحضاري وتغير أنماط الحياة والتعرض
لوسائل اإلعالم الخارجية من العوامل التي تساعد على أحداث تغيرات كبرى في
السلوك االجتماعي والنفسي للشخص.
فإذا كانت الصحة النفسية حالة دائمة نسبياً يكون الفرد فيها متوافقاً نفسياً مع
نفسه وبيئته ،ويكون قاد اًر على تحقيق ذاته واستغالل قدراته وامكاناته إلى أقصى حد
ممكن ،ويكون قاد اًر على مواجهة مطالب الحياة ،وتكون شخصيته متكاملة سوية
ويكون سلوكه عادياً ،ويكون حسن الخلق بحيث يعيش في سالمة وسالم .
للشخص أربعة جوانب :الجانب الجسمي ،والجانب العقلي ،والجانب
اإلجتماعي ،والجانب اإلنفعالي .وحتى يكون اإلنسان صحيحاً نفسياً فالبد من تكامل
جميع هذه الجوانب في شخصيته .يميل الفرد إلى تغيير نشاطه وفقاً لما يحدث في
بيئته من متغيرات ،فعندما يط أر تغيير على البيئة التي يعيش فيها فإنه يعدل سلوكه،
وفقاً لهذا التغير ،ويبحث عن طرق جديدة إلشباع الحاجات ،وهذا النوع من السلوك
1
هو الذي نسميه توافقاً ،فالتوافق يشير إلى أن األحداث النفسية تعمل على استبعاد
حاالت التوتر ،واعادة الفرد إلى مستوى معين هو المستوى المناسب لحياته في البيئة
التي يعيش فيها.
فإن اإليداع في السجن يمثل عبئاً نفسياً باهظا على السجين ,و يؤدى ذلك
إلى العديد من الضغوط النفسية ,و هذه الضغوط يختلف تأثيرها بإختالف النزالء,
من حيث لياقتهم النفسية أي قدرتهم على احتمال الضغوط النفسية أو ما يسمى
أحياناً صيد اإلحباط.
السجن بيئة تمثل ضغطاً شديدأ على النزالء ،وهذه البيئة الضاغطة تمثل مع
الظروف الخاصة بالسجين من الناحية النفسية واإلجتماعية واإلقتصادية ثنائياً يهبظ
كاهله بحيث يتعرض السجين ألنواع أو ألشكال عديدة من االضطربات النفسية،
وبالطبع تختلف هذه الشدة من شخص آلخر ولكنها بوجه عام اضطربات نتوقع أن
يتعرض لها السجناء بقدر أوآخر.
مشكلة الدراسة:
لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة و مضاد له في االتجاه " فإننا في العلوم
اإلنسانية ال نستطيع التأكد من أن رد الفعل مساوي للفعل ألن موضوعنا الحكم على
سلوكيات وعلى طباع متباينة ،لقد منح اهلل سبحانه وتعالى اإلنسان القدرة على
التعبير عن انفعاالته وحاجاته وبالتالي تفريغ الشحنات النفسية السالبة والموجبة"
الزائدة "أو الطارئة و الرجوع إلى حالة التوازن ،و يختلف البشر فيما بينهم في سرعة
الرجوع إلى حالة التوازن ألسباب عديدة منها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب ،لذا
سنحاول تناول بعض المشكالت النفسية لدي نزالء السجون وأفراد األسر ذات
المعاناة بشكل خاص متخذين من " أسر السجناء و المعتقلين " مجاالً لهذه الدراسة
العلمية .تواجه أسرة السجين أو المعتقل العديد من المشكالت ولعل أبرزها المشكالت
المادية إذ أن المسجون يكون في الغالب رب األسرة ،هذا ال يمنع أن األسرة تعاني
من مشكالت اجتماعية من حيث تغير نظرة أفراد المجتمع المحيط لألسرة التي
يسجن أو يعتقل أحد أفرادها ،وفي ظل تفكير األسرة ومحاوالتها للصمود أمام
مشكلتها اإلقتصادية وافاء حاجاتها اإلقتصادية و محاوالتها إليجاد طرق اتصال
2
جديدة مع أفراد المجتمع نجد أن أفراد األسرة يتعرضون لضغوط نفسية قد تكون هي
الموجه الرئيسي لسلوكياتهم تجاه أنفسهم واتجاه مجتمعهم أو اتجاه غيره بشكل عام
لذا يلقي الباحث الضوء على الجانب النفسي للسجناء والمعتقلين للوصول إلى أهم
مالمح السلوكيات الفردية واإلجتماعية ألعضاء تلك األسر لمحاولة التوصل لنتائج
تسهم في تعديل السلبي من اتجاهاتهم وسلوكياتهم تجاه أنفسهم واتجاه المجتمع بشكل
عام.
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة في أهميتها العلمية والنظرية كاآلتي:
أ /األهمية النظرية:
تبرز أهمية الدراسة الحالية في محاولتها الكشف عن المشكالت النفسية لدى نزالء
مراكز اإلصالح والتأهيل ،األمر الذي من شأنه تزويد المرشدين في هذه المراكز
بمعلومات عن طبيعة الخدمات اإلرشادية التي ينبغي تقديمها لكل فئة من فئات
النزالء وعن المتغيرات االجتماعية الديمغرافية التي يجب مراعاتها عند تقديم هذه
الخدمات .كما أن الكشف عن الظغوط النفسية لمدراء مراكز اإلصالح والتأهيل مدى
فاعلية األساليب التي يتبعونها في مراقبة وضبط السلوكيات السلبية لدى النزالء.
ب /األهمية العملية:
تكمن األهمية العملية للدراسة في سعيها لعالج أثر النظام العقابي على نزالء
المؤسسات العقابية من خالل تحديد هذا األثر وبعض المتغيرات ،ووضع خطط
وآليات ونماذج وحلول عملية مقترحة ،أو إدخال تصنيف متطور بحيث يمكن التغلب
على سلبيات النظام العقابي ،أو على األقل الحد من تأثيراته السلبية على نزالء
المؤسسات العقابية ،بهدف تعميم نتائج الدراسة على المؤسسات العقابية في السودان
لتالفي األثر السلبي الناتج عن النظام العقابي لنزالء المؤسسات العقابية من ذوي
العقوبات السالبة.
3
أهداف الدراسة:
/1الكشف عن اآلثار النفسية البعيدة الناتجة عن عقوبة السجن.
/2توضيح اآلثار السلبية للسجن ودورها في تدمير الروح والجسد والتنبيه على أهمية
الرعاية الشاملة للنزالء في السجون.
/3عالقة الصحة النفسية لدي النزيل ببعض المتغيرات.
مناقشة الفروض:
/1توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير النوع
/2توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير العمر
/3توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة
االجتماعية
/4توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة
االقتصادية
أسلئة البحث
/1ما هي طبيعة المشكالت النفسية التي يعاني منها السجناء والمعتقلين؟
/2كيف يمكن من خالل علم النفس تعديل سلوكيات تلك الفئة وتحقيق تنمية بشرية
لها؟
منهجية الدراسة:
اعتمدت الدراسة على المنهج األستقرائي القائم على ما تحتويه المراجع والكتب
العلمية في مجال التخصص.
مجتمع وعينة الدراسة:
يقصد بمجتمع الدراسة المجموعة الكلية من العناصر التي يسعى الباحث أن
يعمم عليها النتائج ذات العالقة بالمشكلة المدروسة ,وفي هذه الدراسة يتكون مجتمع
وتم اختيار مفردات عينة البحث من مجتمع الدراسة
الدراسة من (النزالء بالسجون) َّ ،
بطريقة العينة (القصدية) وهى احدى العينات غير االحتمالية التى يختارها الباحث
للحصول على أراء أو معلومات معينة اليتم الحصول عليها اال من تلك الفئة
المقصودة ,فطبيعة مشكلة هذا البحث يوجد لها اهتماما" مقدرا" وسط مجتمع البحث
4
وتم توزيع عدد ( )100إستبانة وتم استرجاع ( )100استبانة سليمة تم استخدامها في
التحليل بنسبة استرجاع بلغت (.%)100
5
الفصل الثاني
اإلطار النظري والدراسات السابقة
6
المبحث األول
الصحة النفسية
يمكن تعريف الصحة النفسية السليمة بأنها قدرة اإلنسان على الشعور
بالسعادة وايمانه بقيمة المختلفة في الحياة وتكوين عالقات صادقة مع اآلخرين
وكذلك قدرته على العودة إلى حالته الطبيعية بعد التعرض ألي صدمة أو ضغط
نفسي بالصحة النفسية جزء مكمل للصحة العامة إن عالم اليوم ملئي بالضغوط
النفسية واالجتماعية واالنفعاالت المستمرة والتي قد تؤثر على صحة اإلنسان سواء
الجسدية أو النفسية كما أصبح التحول الحضاري وتغير أنماط الحياة والتعرض
لوسائل اإلعالم الخارجية من العوامل التي تساعد على أحداث تغيرات كبرى في
السوك االجتماعي والنفسي للشخص ونتيجة لهذا فقد بدأت أعداد المرضى النفسيين
والمدمنين تتزايد يوما على مستوى العالم بالرغم من الجهود المضنية لمكافحة هذه
المشكلة (حامد زهران1977 ,م.)11 :
تسجل األمراض النفسية والعقلية انتشا ار واسعا في كافة المجتمعات النامية
والمتقدمة على حد سواء فقد يصاب البعض منا ببعض االضطراب العاطفي في
أوقات مختلفة وقد يشعر البعض األخر بالحزن ألسباب متعددة بينما يحس البعض
الثالث بالقلق والتوتر في أوقات أخرى وقد يصبح البعض عصبيا أو يغضب لموقف
ما أو ينصرف بطريقة غريبة تحت ظروف معينة.
هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة لتحليل األمراض النفسية كاالعتقاد بأن
الجن والقوى الشيطانية والسحر قد يسبب األمراض النفسية والعقلية ويلجا البعض إلى
المشعوذين والدجالين لعالج المرض النفسي مما يؤدي إلى تأخر حالة المريض وأن
تصبح حالته أسوأ بينما تتوفر اآلن في المستشفيات أحدث األدوية لعالج المريض
النفسي وأعانة ألداء دوره في بناء المجتمع.
مما سبق يمكننا القول أن الصحة النفسية هي قدرة اإلنسان أي العودة إلى
حالته الطبيعية في مقاييس حياته اليومية.
7
إن أغلب األمراض النفسية والعقلية يمكن الوقاية منها أو السيطرة عليها
بشكل أفضل إذا تم التعرف عليها مبك اًر وبالتالي ال يجب التأخير في طلب المساعدة
واالستشارة النفسية من المختصين حتى لو ظهرت المشكلة فجأة.
تتعدد تعريفات الصحة النفسية بتعدد المناحي النظرية التي تنطلق منها هذه،
التعريفات إال أنها تتفق فيما بينها على مجموعة من المقومات األساسية للصحة
النفسية،والتي سوف نحاول استخالصها في نهاية تناولنا لبعض هذه التعريفات.
عرفها البعض على إنها:
مفهوم ثقافي ونسبي بطبيعته ،وهو متغير بتغير ما يجد علينا من معلومات
عن الحياة ،وما ينبغي أن نكون عليه ،كما أنه يتغير بما نكتشفه عن أنفسنا وسلوكنا
وما نحب أن نصل إليه في حياتنا (حامد زهران)15 :
يتضح لنا من التعريف السابق أن الصحة النفسية مفهوم نسبي يتغير بتغير
المعلومة وما يطراء علينا من جديد في الحياة ,وأن يتغير بما نستطع كشفه عن
أنفسنا وما نحب أن نصل إليه.
حالة دائمة نسبياً فهي ليست استاتيكية ثابتة إما تتحقق أوال تتحقق ،وانما هي
حالة ديناميكية متحركة ونسبية تتغير من فرد إلى آخر ،ولدى الفرد ذاته من وقت
إلى أخر،آما تختلف معاييرها تبعا لمراحل النمو التي يمر بها الفرد ,وتتغير تبعاً
لتغير الزمان وتغير المجتمعات (حامد زهران.)16 :
نالحظ مما سبق أن التعريف الثاني يتفق مع التعريف األول بأنه مفهوم نسبي
غير ثابت وتتغير بتغير من فرد إلى أخر وأيضاً بتغير داخل الفرد من وقت إلى
لآلخر ,وتتغير تبعاً للزمان وتغير المجتمعات.
يتبين لنا من حالة دائمة نسبياً يكون فيها الفرد متوافقاَ نفسيا ،ويشعر بالسعادة
مع نفسه ،ومع اآلخرين ويكون قاد اًر على تحقيق ذاته واستغالل قدراته وامكانياته إلى
أقصى حد ممكن ،ويكون قاد اًر على مواجهة مطالب الحياة.
هناك من عرف الصحة النفسية في ضوء عملية التوافق أن الصحة النفسية
هي التوافق التام أو التكامل بين الوظائف النفسية المختلفة مع المقدرة على مواجهة
األزمات النفسية العادية التي تط أر على األنسان ومع اإلحساس اإليجابي بالسعادة
8
والكفاية ,ويقصد بالتوافق التام خلو المرء من النزاع الداخلي وما يترتب عليه من
توتر نفسي وتردد ،ومقدرته على حسم هذا النزاع حال وقوعه ويؤكد أيضاً على أن
من أركان الصحة النفسية نجاح الفرد في تكيفه مع ظروف بيئته االجتماعية والمادية
وتحقيق حاجاته النفسية (مصطفى فهمي1976 ,م.)21 :
يتبين لنا من التعريف السابق أن الصحة النفسية في ضوء التوافق النفسي هو
التوافق التام بين الوظائف النفسية المختلفة وقدرتها على مواجهة األزمات.
اتسام الشخصية بالوحدة الكلية واإلستم اررية ,والفهم الواقعي إلمكانات الذات
وحدودها وخفض التوترات والشعور باضط ارد التقدم نحو أهداف المستقبل تحقيقاً
للذات ،وتكيفاَ مع الحياة االجتماعية ,والحصول على تقدير األخرين وحبهم(مصطفى
فهمي.)21 :
وقد تبين لنا من مما سبق أن الصحة النفسية أن تتم الشخصية بالوحدة الكلية
واإلستم اررية وأن تحقهم الذات وحدودها ولبقية خفض توترها وكيف عليها التقدم نحو
مستقبل لتحقيق اهدافها
المفهوم الشامل للصحة:
للصحة مفاهيم متعددة ،ارتبط البعض منها بصحة الفرد في حين ارتبط
البعض اآلخر بصحة المجتمع أو صحة البيئة التي يعيش فيها الفرد ،وقد ارتبط
ظهور هذه المفاهيم بتطور مضمون الصحة على مدى التاريخ ،لكن هيئة الصحة
العالمية عرفت مفهوم الصحة على أنه( :حالة السالمة والكفاية البدنية والعقلية
واالجتماعية الكاملة وليست مجرد الخلو من المرض أو العجز).
نالحظ أن التعريف السابق يفتقد إلى جانب مهم جداً وهو الجانب الروحي،
كما أنه ال يشير إلى أن الصحة البد من أن تكون مثالية ومتكاملة ألن ذلك يضعها
في مستوى ناد اًر ما يتوافر ،ومع ذلك نجد أن الدول المتقدمة تنظر إلى الصحة
المثالية باعتبارها هدفاً بعيد المدى لبرامج وأنشطة تسعى إلى تحقيقها ،في حين أن ما
تسعى إليه الصحة هي تحقيق الجانب اإليجابي أي توافر طاقة صحية إيجابية تمكن
الفرد والمجتمع من مواجهة المشكالت والمؤثرات سواء كانت جسمية أو نفسية أو
9
اجتماعية دون ظهور أي أعراض أو عالمات مرضية وبالتالي نستطيع أن نستخلص
مواصفات الصحة الجيدة وهي كالتالي( :صالح مخيمر1997,م.)23 :
/1السالمة:
الخلو من األمراض والعاهات ،لكن هذا الخلو يفتقر إلى طاقة إيجابية من
الصحة تقيه المؤثرات وتمكنه من مواجهة المشكالت البدنية أو النفسية أو
االجتماعية دون ظهور أعراض مرضية ،فاإلنسان هنا يخلو من األمراض لكنه
معرض لإلصابة بأي مرض إذا توافرت له األسباب.
/2الكفاية البدنية:
سالمة أجهزة الجسم وتناسق وظائف األعضاء وتكيفها مع البيئة المحيطة بها.
/3الكفاية العقلية والنفسية:
سالمة النفس وانخفاض االضطرابات العقلية واالنفعاالت واألحاسيس بدرجة
تمكن الفرد من التوافق مع نفسه وامكانياته والعمل على تنميتها بحيث يضع ذاته
ضمن إطار معين يتالءم مع الواقع ،والشعور الواضح لشخصيته وتأثيرها على كل
من يحيط بها.
/4الكفاية االجتماعية:
قدرة الفرد على التفاعل واالستجابة اإليجابية مع اآلخرين من خالل إقامة
العالقات الشخصية واالجتماعية القائمة على تحقيق األهداف المشتركة وفق معايير
السلوك اإلنساني الخاصة بكل مجتمع.
/5الكفاية الروحية:
السعي وراء تكوين النفس المطمئنة من خالل استيعاب خصائص طريق
الفالح التي يتحقق بها تالؤمه ورضاه وتفاعله مع المجتمع الذي يعيش فيه،
واالعتقاد بأن تحقيقها يصل إلى إرضاء اللّه تعالى(صالح مخيمر.)24:
ويالحظ في عصرنا الحالي يتسم بالقلق النفسي وأصبحت السعادة فيه
كالسراب يلهث كثير من الناس وراءها وأصبحت الراحة النفسية والطمأنينة واالستقرار
أم ار صعب التحقيق ،لهذا يعتبر علم الصحة النفسية وليد القرن العشرين ،فهو يسعى
إلى محاولة العودة باإلنسان إلى سيرته األولى من الحيوية الجسمية والسلوك المعتاد
10
والشعور بالسعادة مع الذات ومع اآلخرين واإلقبال على الحياة واإلحساس بالرضا
والطمأنينة واألمن.
ميدان الصحة النفسية:
يعتبر ميدان الصحة النفسية من أكثر ميادين علم النفس إثارة الهتمام الناس،
ولعل من أهم أسباب هذا االهتمام هو رغبة الناس بعامة والمختصين بخاصة إلى
معرفة ماهية المظاهر التي ينبغي أن يتمتع بها اإلنسان كي يكون ذو صحة نفسية
سليمة.
نالحظ بأن في السابق كان يعتقد الناس بأنه مفهوم واضح ومحدد تماماً
ويكاد أن يتفق على معناه جميع المهتمين في هذا الميدان العلمي ،ولكن هذا الظن
لم يستمر ،وقد أدرك المهتمون أن هذا المفهوم هو مفهوم ثقافي نسبي ،فهو غير
ثابت وأنه يتأثر بالبيئة االجتماعية والثقافية التي يعيشها الفرد ،ومن هنا تباينت
وجهات نظر العلماء المختصين في الصحة النفسية في االتفاق على تحديد معناه،
وذلك الختالف منحاهم الفكري ،وهم أيضاً يختلفون فيما بينهم باختالف نظريتهم إلى
طبيعة اإلنسان وما ينبغي أن تكون عليه صحته النفسية.
يالحظ أن الصحة النفسية لها متطلبات تمتد من الفرد نفسه إلى عالقاته مع
المجال النفسي الذي يعيشه ،ذلك المجال الذي يتحدد بالبيئة االجتماعية سواء داخل
البيت في عالقاته مع أفراد أسرته وخلق مناخ نفسي مشبع بروح التعاون ،والتفاؤل
والخير ،أو فيما يتعلق بالمحبط االجتماعي ومرافق الحياة التي ترتبط بها األسرة.
/1البيئة:
دور هاماً جداً فى تكوين
مما الشك فيه أن العوامل البيئية المختلفة تلعب اً
شخصية الفرد وتواكب تطوره نموه النفسى والعقلى ,فاالنسان الذى يعيش فى بيئة
القرية هو غير االنسان الذى يعيش فى بيئة المدينة وليس هناك القصد من حيث
توفر االمكانيات واتاحتها لخدمة االنسان ولكن المقصود من ذلك هو ان للبيئة التى
يعيش فيها الفرد دور هام وهام جدا فى صحته النفسية والجسدية والعصبية ففى بيئة
المدينة حيث التلوث والضجيج واالزدحام تتوفر عوامل مساعدة لزيادة الشعور
باالكتئاب واالمراض العصبية والنفسية وهو ما دلت عليه الدراسات العلمية البيئة فى
11
هذا المجال فقد اكدت الدراسات على ان سكان المدن التى تشهد كثافة فى حركة
السيارات وزيادة عدد المصانع الملوثة هوالء السكان هم اكثر عرضت لالمراض
النفسية والعصبية واكدت الدراسات العالقة الوطيدة بين زيادة تراكيز الملوثات بالمدن
كالرصاص مثال وزيادة نسبة حاالت االصابة باالم ارض العصبية وايضا اتضح
وجود عالقة طردية بين زيادة نسبة الضجيج وزيادة الشعور بالضجر والقلق وحاالت
االكتئاب (عبد العزيز القوصي1952 ,م.)11 :
على الجانب االخر هناك البيئة اللصيقة بالفرد ذاته والمقصود بيئة عالقته
مع االخرين فالذى يعيش داخل منظومة اجتماعية تؤمن بالخرافة والدجل فان اصابته
بأى نوع من االمراض تتحاول بشكل تلقائى الى مرض نفسى بطبيعة طريقة
معالجةالمجتمع الذى يعيش فيه لهذه الحاالت ,الفرد الذى يعيش فىبيئة تضم وسط
مثقف وواعى يسهل عليه معالجة المشاكل النفسية بالطرق السليمة (عبد العزيز
القوصي1952م .)13 :
دور هاماً فى النفق الحاد فى مثل هذه
نالحظ أن البيئة الدينية تلعب اً
الحاالت من االمراض النفسية والعصبية ولعل ابسط االسباب فى ذلك االيمان
بالقضاء والقدر والرجوع الى اهلل سبحانه وتعالى " وهذا انجع اساليب العالج".
/2الوراثة:
الحظ العوام من الناس ومنذ أقدم العصور ,بروز حاالت اإلصابة بالمرض
العقلي لدى نفس العائلة وباألخص األسر المعهود لها بالزواج من األقارب وقد
تتكرر هذه الحالة ألجيال عدة مما دفع العلماء والباحثين إلى إجراء التجارب العلمية
والبحوث الرائدة لتأكيد أو نفي دور العامل الوراثي في األمراض النفسية ومع ازدياد
سرعة التقدم العلمي وتطور الوسائل البحثية اثر التقدم التكنولوجي العالمي ,ترسخ
المفهوم حول هذا بالموضوع وعزز بالنتائج المتأتية من استخدام الطرق الحديثة في
البحوث العلمية (عبد العزيز القوصي :ص.)27
تشتمل عبارة األمراض النفسية أو العقلية mental disordersعلى
طيف واسع من اإلعراض المتباينة في شدتها وتأثيرها الكمي والنوعي على حياة
المريض وفعاليته كانسان منتج وفعال في المجتمع حيث تعود كل مجموعة من
12
اإلعراض إلى تصنيف تشخيصي معين يكون مفهوما لدى أطباء النفس والعاملين في
حقل الصحة النفسية لكنه يبقى مبهما لدى الغالبية من الناس وتتملكهم مشاعر
ومفاهيم مشوشة حول ماهية المرض النفسي وأسبابه لكون الطب النفسي قد ظل
محاطا باألوهام والخرافات التقليدية الشائعة التي يتداولها الناس ويكاد ال يخلو منها
أي مجتمع بشري مهما بلغت درجة تمدنه وخضعت األمراض النفسية لشتى األفكار
الموروثة والتي اثبت الطب الحديث بعدها عن الحقيقة باألدلة والبراهين ومع هذا
استمرت تغلف أذهان الناس إلى يومنا هذا .
في األمراض الباطنية تكون العالقة الوراثية ظاهرة للعيان ومباشرة أكثر مما
هو عليه الحال في ميدان األمراض النفسية لكون األمراض الباطنية تظهر بشكل
أعراض جسدية واضحة وتتأكد بطريقة التحاليل المختبرية والصور اإلشعاعية
كمرض ارتفاع الضغط الشرياني وداء السكري وبعض أمراض الجملة العصبية
وغيرها ,أما في الطب النفسي فيقتضي األمر قد ار أكبر من اإللمام بتاريخ العائلة
المرضي family historyبالتفصيل مع األخذ بأسباب نشوء المرض بالدقة التامة
قبل الحكم على التأثير الوراثي وانتفاء المسببات األخرى للمرض كان تكون عضوية
المنشأ كأورام الدماغ أو حصول ضربات على الرأس والحميات التي تصيب أغشية
الدماغ meningitis ,encephalitisوتؤدي إلى ظهور أعراض مطابقة إلعراض
األمراض الذهانية ,من هنا يمكننا القول أن البحث عن العالقة الوراثية يعتمد طريقا
أطول وأكثر تعقيدا مما هو الحال في الطب الباطني (عبد العزيز القوصي.)29:
تشكل األمراض الذهانية psychotic disordersالمكون األكبر في تصنيف
األمراض النفسية من حيث األهمية نظ ار لتأثيرها على شخصية وذكاء وتصرفات
المريض ولعل أكثرها شيوعا هو مرض الفصام العقلي schizophreniaالذي
سنتناوله بشيء من التفصيل لكونه موصوم ضمنيا بمدى التأثير الوراثي وهو
التصنيف العلمي لما عرف عند العامة بالجنون العقلي ويسمى في بعض األدبيات
الطبية بسرطان العقل كتعبير عن تأثيره المدمر على المريض ومستقبله االجتماعي
والمهني .
13
تلعب العوامل الوراثية دو اًر هاماً في تكوين مرض الفصام بصورة خاصة وبقية
األمراض الذهانية بصورة عامة وتكون آلية انتقال المرض هو ما يعرف باالستعداد
الوراثي genetic predispositionوالعامل الوراثي هنا ال يكفي لوحده في نشوء
المرض إذ قد يظهر المرض ألول مرة في عائالت لم تعرف المرض العقلي في
تاريخها والعكس أيضا صحيح وهذا يعني إن العائلة التي يكون احد أفرادها مريضاً
بالفصام تكتسب االحتمالية األكبر إلصابة فرد ثاني من نفس العائلة مقارنة بالعوائل
الخالية من اإلصابة وقد أشارت الدراسات المتعددة التي أجريت على المرضى
الفصاميين وعائالتهم إلى وجود هذا االستعداد الوراثي وقد تظهر اإلصابة بمرض
ذهان ي أو عصابي غير الفصام ولذلك أطلق على هذه الظاهرة ما يسمى ب( الطيف
الفصامي ) ( عبد العزيز القوصي)30 :
/3العواطف:
تعد عملية التعبير عن العواطف من أهم مستلزمات الصحة النفسية والبدنية
للطفل والراشد على حد سواء ،إال أنها عملية مهمة للغاية بالنسبة للطفل ،ألن
أساليب التكيف لديه لم تصل بعد إلى الدرجة الكافية التي تمكنه من إيجاد البدائل
الصحيحة التي يتمكن من خاللها تفريغ ما لديه من شحنات عاطفية وانفعالية .فإذا
لم يكن المناخ المنزلي يتيح للطفل الفرصة كي يعبر عن عواطفه وأحاسيسه ،فإنه
سيعاني من الكبت والضغوط والتوترات ،ألنه سيضطر الى التعامل مع عواطفه
المكبوتة داخلياً بما يفضي به في النهاية إلى دوامة من اإلضطرابات النفسية ،إذ أن
العواطف المكبوتة تتحرك نحو الالشعور وتستقر به ،وتعبر عن نفسها في صورة
أعراض عصابية (محمد إبراهيم عيد2006 ,م.)33 :
في كثير من الحاالت إ ن لم لكن جميعها ال يفهم الوالدان أسباب سلوك الطفل
على نحو معين ،رغم أن تلك األسباب ترتبط مباشرة بالمناخ المنزلي وتصرفاتهما
الضاغطة ،ولم يجد الطفل متنفساً لهذا الضغط إال من خالل التقليد مثالً ،لكن هذا
المتنفسالوحيد ال يرضى الوالدان ،ويقاباله بالشدة أو اإلستنكار ،ففي هذه الحالة يلجأ
الطفل إلى ما يعرف باالستجابات سيئة التكيف وذلك بفعل الحافز االنفعالي الذي
ينخفض عن طريق العرض العصابي أو النشاط الدفاعي ،بمعنى أن الطفل يتعلم
14
األعراض المرضية كالخوف والقهر ،كما يتعلم الميكانيزمات الدفاعية كالنكوص
والنقل والتبرير واإلسقاط وغيرها .فالتوازن العاطفي يحدث لدى الطفل ،إذا لم يتح له
المناخ العائلي أن يعبر عن إنفعاالته وعواطفه ،وكذلك إذا تكررت المواقف التي تربك
حياته النفسية أو التي تثير في نفسه الغضب أو الحزن أو الخوف (محمد ابراهيم:
.)34
ال ،حرمان من العاطفة بكل مشتمالتها ،وفي حالة وجود
الحرمان من األم مث ً
األم دون أن تشبع الحاجات العاطفية للطفل يكون المناخ العائلي غير مكتمل من
حيث البناء والمحتوى النفسي ،وان بدا مكتمالً من حيث البناء الفيزيقي ،وفي هذه
الحالة يضطرب التفاعل العائلي في إحدى حلقاته الرئيسية ،ألنه ال يصبح قائماً على
أسس الود والحنان بما يكسبه صفة الدوام ،كما يفتقد الثراء العاطفي والترابط النفسي
الذي يمكن من خالله الطفل أن يكتسب ويتعلم كيف يعيش ،وفيه ينمو وتتكون
شخصيته وعاداته واتجاهاته وميوله ،انه يشعر بأنه مرغوب ،ومقبول ،ومحبوب،
ومن ثم تتشكل الدعامة األولى واألساسية لتقوية الروابط الوجدانية بين األطفال
والوالدين ،وفي هذه الحالة يكون هناك المناخ العائلي الذي يمكن الطفل من تنمية
قدراته من خالل اللعب ومشاركة بقية افراد األسرة في الخبرات المختلفة ،انه ال
يصدم بأمور ال يفهمها ،وال يكلف بأمور يصعب عليه القيام بها فال يدب اليأس إلى
نفسه ،وفي المناخ العائلي المفعم بالعواطف يتم إشباع ميل الطفل ألن يشعر بذاتيته
وتقابل سلوكياته المقبولة باإلستحسان والتشجيع ،وتشبع ميوله في االنجاز ،كما يتعلم
كيف ال يكون انانياً ،وكيف يحترم حقوق اآلخرين ،ويتالءم مع غيره من أفراد األسرة
(محمد ابراهيم.)35 :
يالحظ أن المناخ العائلي العاطفي يجعل الطفل دقيق المالحظة ألساليب
ومحتويات السلوك واإلستجابات ،وتتكون لديه بطريقة الشعورية اإلتجاهات اإليجابية
نحو الوالدين ،فال تكون هذه اإلتجاهات مرتبطة باألب كرمز للسلطة بما يتجسد في
كراهية المجتمع فيما بعد.
15
/4الخلق:
يقوم حسن الخلق على عمل الواجبات ,واالبتعاد عن االنحرافات .وهما ليسا
باألمر السهل ألنهما يتطلبان مجاهدة للنفس ,حتى تقبل واجباتها ,وتُ ْح ِسن القيام بها,
وتصبر على ما تكره من مسئوليات .كذلك النفس تخلق ناقصة ,قابلة للكمال ,وانما
تكمل بالتربية والتزكية ,وتهذيب األخالق ,والتغذية بالعلم ورياضة النفوس بالتعليم
والتأديب والتعويد على الفرح والسرور والصبر والشكر و ِ
اإلقدام والشجاعة والعفو
وِ
اإلحسان وفعل الخيرات .فال تزال ترتاض بذلك شيئا فشيئا حتى تصير هذه الصفات
عادات راسخة وملكات ثابتة (محمد حسن غانم2006 ,م).51 :
مجاهدة النفس وحملها على تعلم مسئولياتهم في حسن الخلق ,تختلف من
شخص إلى آخر .فبعض الناس ال يجدون مشقة في تعلمها والقيام بها ,وغيرهم
يجدون مشقة ,وآخرون يجدون مشقة كبيرة وذلك بحسب تكويناتهم النفسية ,التى
خرجوا بها من الطفولة.
فاألشخاص أصحاب االستعدادات النفسية الصحية Healthy Psycho-
dispositionsمهيأ ِإلتيان األفعال الحسنة ,واألعمال الصالحة بسهول بسهولة
Unhealthy ويسر ,أكثر من أصحاب ِ
اإلستعدادات النفسية غير الصحية
Psycho-dispositionsوتنمو هذه االستعدادات من التفاعل بين المعطيات
الوراثية وظروف التنشئة االجتماعية فى الطفولة والمراهقة (محمد غانم).52 :
وقد يولد قلة من الناس بمعطيات فطرية ,تجعلهم مهيئين الكتساب حسن
الخلق بسهولة ويسر ,وال يحتاجون إلى جهد كبير في تربيتهم .فكم من طفل يولد كما
قال الغزالي صادقا سخيا كريما يشوشا راضيا ,فهو موهوب في هذا المجال ويأتي
مسئوليا حسن الخلق بالفطرة .أما غالبية األطفال فليسو حسنى الخلق بالفطرة,
ويحتاجون إلى التربية الصالحة في البيت والمدرسة ,لتنمية االستعدادات النفسية
الصحية التي تجلهم مهيئين لحسن الخلق في مراحل حياتهم.
االستعدادات النفسية الصحية التي تنمو في الطفولة والمراهقة ال تعمل
أتوماتيكيا في الرشد ,وتجعل الشخص حسن الخلق ,ألن حسن الخلق يتطلب
سلوكيات ارادية اختيارية ,يأتيها ِ
اإلنسان بإرادته ,وهو مسئول عن مجاهده نفسه,
16
والزامها بعمل الواجبات ,واالبتعاد عن االنحرافات .وكل شخص مهما كانت
استعداداته النفسية التي خرج بها من الطفولة والمراهقة ,قادر على أن يكون حسن
الخلق بجهده ,ومثابرته على مجاهدة نفسه وضبطها والسيطرة على انفعاالته
وشهواته .فكل نفس قابلة الكتساب حسن الخلق .قال ِ
اإلمام الغزالي (قد يظن البعض
الخلق ال يمكن تغييرها .وهذا ظن خاطىء ,ألنه كل األخالق يمكن تعديلها ,لكن
أن ُ
بعض الطباع (أى االستعدادات) سريعة القبول للصالح وبعضها صعبة (محمد
غانم).53 :
نالحظ مما سبق انه يمكن إصالح األخالق بالرياضة النفسية لرد الشهوة
إلى االعتدال ,الذى هو وسط بين ِ
اإلفراط والتفريط وحمل النفس على األعمال
الجالبة لحسن الخلق فرياضة النفس وسيلة ِ
اإلنسان في تعويدها السلوكيات الحسنة,
وتدريبها على تصحيح أفكارها ومشاعرها
/5انحالل الشخصية:
يحدث تفكك الشخصية أو انحالل للشخصية في حاالت االضطرابات العقلية
الشديدة ،وعندما يحدث ذلك تتوقف وظائف الشخصية المختلفة عن العمل في وئام
وانسجام ,ويحدث ما يمكن ان نسميه تأكل الشخصية أو تلف أو تسوس او تعفن أو
النخر في كيان الشخصية أو التحلل أو الفصل أو االنعزال بين أبعاد الشخصية أو
حتى تثبيط الهمة وافساد األخالق وعدم التنظيم أو الوئام أو الترتيب أو األنسجام.
وقد يصيب الشخصية نوع من التفكك الجزئي فتفقد الوظائف التي كانت تقوم بينها
عالقات تفقد وحدتها وعالقاتها السابقة(محمد غانم.)54 :
مما سبق يمكن أن تتفكك شخصية الفرد وتصبح عدة شخصيات حيث
يتقمص الفرد شخصيات متعددة وينتقل في تقمصه من شخصية الى أخرى ،كأن
يتقمص شخصية إنسان راهب متحفظ ,ثم شخصية انسان ماجن وداعر ,ثم شخصية
طفل صغير أو مراهق ,وهكذا ينسى كل ما يربطه بالشخصية األولى عندما يتغمص
الشخصية الثانية.
قد يحدث ذلك عندما يتعرض الفرد لإلصابة باألمنيزيا Amnesiaأي فقدان
الذاكرة ،فينسى اسمه وعنوانه وزوجته في حالة ومهنته ويهيم على وجهه .ويحث اكبر
17
قدر من تحلل الشخصية في حال اإلصابة بفصام الشخصية أي بعدها عن عالم
الحقيقة وركونها إلى عالم الخيال واألوهام والهذاءات والهالوس السمعية والشمية
والبصرية والذوقية واللمسية .وكذلك االنفصال التام في داخل الشخصية بين الحياة
العقلية والحياة العاطفية لدى الفصامي.
فالتفكك واالنفصال يصيب الفرد عندما يحدث انقطاع وظيفي للترابط داخل
العقل أو داخل لحاء أو قشرة المخ ،بحيث يصعب على المريض استعادة ذكرياته
الماضية ،كما يفقد المرء السيطرة على العمليات الحركية ،وينتج عن التفكك هذا
حاالت النسيان والهالوس وفقدان الحساسية (محمد غانم.)55 :
/6العمليات العقلية الالشعورية:
الالشعور أول اإلبتكارت كان تعرفه على العمليات النفسية الالشعور وهي
منطقة إفتراضية في النفس تحتوي الدوافع والذكريات والمخاوف واالحاسيس والوجدان
وأفكار ممنوعة من الظهور في الوعي المكبوتات والعقد النفسية والشعور يظهر
بشكل جلي من خالل األحالم أو عند الناس المصابين بالعصاب وتشمل على
االحاسيس المتبقية من فترة الطفولة والدوافع الغريزية واللبيدو وتعديالتهم بتطور األنا
األعلى (جزء منه الشعوري) ،ويوجد الالشعور الجمعي حسب كارل يونغ وهو
الشعور عرقي ويشمل على أوهام عامة موروثة قديمة والتي تتبع قوانين تختلف عن
قوانين الشعور .تحت تأثير الالشعور االفكار واألحاسيس المجتمعة يمكن ان تنقل
خارج سياقها ،فكرتان أو صورتان مختلفتان يمكن ان تختزل في واحدة ،أفكار يمكن
ان تحول إلى صورة أكثر من ان يعبر عنها كمفهوم مجرد .ومواضيع محددة يمكن
ان تمثل برمزية عن طريق الصور لمواضيع أخرى ،والمشابهة بين الرمز والموضوع
األصلي قد تكون مبهمة ومتكلفة .قوانين المنطق ال تطبق على عمليات الالشعور.
التعرف على أنماط عمليات الالشعور جعل من الممكن فهم الظاهرة النفسية
والت تتجلى في األحالم ،من خالل تحليل عمليات الالشعور ،ووجد األحالم كخادمة
لحماية النوم ضد ازعاج الدوافع النابعة من خبرات الحياة ،الدوافع واألفكار غير
المقبولة تدعى محتوى الحلم الكامن او الباطن ،وتحول إلى الشعور بالحلم الظاهر.
18
معرفة آليات الالشعور تسمح للمحلل باسترجاع عمل الحلم .العملية التي يتم فيها
تحويا الحلم من كامن إلى معلن (سيد صبحي2003 ,م.)63 :
المراحل الجنسية النفسية أيضاً إلى أن اإلنسان يمر أثناء نموه بخمس مراحل نفسية:
المرحلة األولى:
هي فترة الوالدة وما بعدها بسنة واحدة يكون فيها المصدر الرئيسي لإلشباع
وللحصول على اللذة هو الرضاعة ويطلق عليها تسمية المرحلة الفمية the aral
.phase
المرحلة الثانية:
وتمتد من السنة الثانية حتى السنة الثالثة من العمر وتكون فيها منطقة
الشرج المصدر الرئيسي للحصول على اللذة ويطلق عليها اسم المرحلة الشرجية the
.anal phase
المرحلة الثالثة:
وتمتد من السنة الثالثة حتى السنة الخامسة من العمر وتصبح فيها
األعضاء التناسلية هي المصدر الرئيسي للحصول على اللذة ويطلق عليها اسم
المرحلة القضيبية the phallic phaseوفي هذه المرحلة يمر األوالد بعقدة أوديب
عقدة أودية .وتمر الفتيات بعقدة الكت ار عقدة الكترا.
المرحلة الرابعة:
وهي التي اصطلح على تسميتها بمرحلة الكمون the latency phase
حيث يكبت األطفال ميولهم الجنسية نحو الوالدين ويحولونها إلى موضوعات غير
جنسية.
المرحلة الخامسة:
وهي المرحلة التي تتجه فيها مشاعر الفرد نحو الجنس اآلخر وهي تشمل
مرحلة المراهقة ويطلق عليها تعبير المرحلة التناسلية ،the genital phase
ويقتضي التدرج الطبيعي أن يمر الفرد بهذه األدوار الخمسة (المرجع السابق:
ص.)65
19
/7مراحل النمو:
يتعلم معظم األطفال والشاب والسلوك المعياري السوي خالل تنشئتهم
االجتماعية ،ويسايرون في سلوكهم معايير السلوك االجتماعي السوى .ولكن البعض
ينحرفون أو يجنحون في سلوكهم عن هذه المعايير بدرجة قد ال تكون خطيرة بينما
البعض يجنحون عنها بدرجة مرضية تمثل مشكلة (مجدي احمد محمد2003 ,م:
.)34
ونحن نعرف أن الجناح هو الفعل أو السلوك الجانح .والجانح هو الحدث
(الطفل أو المراهق) الذي يرتكب عمالً خارجاً على المعايير االجتماعية وعلى
القانون.
الجانح شخص يقل عمره عادة عن سن 18ويقع تحت طائلة محاكم
األحداث ويوصف بصفات عامة غير محددة مثل :فاسد مطرود هارب (كما في
حالة الهروب من المدرسة) وبعض األفعال التي تخالف القانون ويعاقب عليها
وينظر إليها على أنها نوع من اإلجرام ،ومن الصعب أن نجد نظرية ما تفسر لنا
الجناح التي تترواح بين التغيب عن المدرسة إلى
األسباب التي تكمن وراء كل أنواع ُ
األنشطة الجماعية المنظمة التي ينظر إليها البالغون على أنها نوع من اإلجرام
(عبداهلل عسكر2005 ,م.)52 :
مشكلة جناح األحداث من المشكالت النفسية االجتماعية االقتصادية التي
تواجه األسرة والمدرسة والمجتمع والتي فهم علماء االجتماع وعلماء التربية ورجال
القانون واألمن .والتي تهمنا بصفة خاصة في دراسة علم نفس النمو والصحة النفسية
والعالج النفسي ،ويبدو أن جناح األحداث في تزايد يستوجب التدخل للوقاية والعالج
حتى نتجنب الخسارة البشرية الناتجة عن هذه المشكلة (مجدي محمد)33 :
ويالحظ أن الجناح كمشكلة اجتماعية تبدو مشكلة متزايدة وربما ترجع بعض
أسباب هذه الزيادة إلى تزايد عدد السكان من جهة والبعض يرجع إلى تزايد عدد
األفراد الذين تقل أعمارهم عن 18عاماً بالمقارنة بالتعداد الكلي للسكان ،وبعض
األسباب يرجع إلى أن نسبة كبيرة من السكان األقل من 18سنة يعيشون في ببيئات
حضرية بينما تقل نسبة من يعيشون في البيئات الريفية كما أن احتمال اعالن حالة
20
فرد ما على أنه جانح يتوقف على عدد رجال البوليس المتوافرين في نفس المنطقة
فالصغار من أبناء الريف ال يعرفون كجانحين ال ألنهم ال يرتكبون مخالفات وأفعاال
جانحة ولكن ألن القانون ومؤسساته الرسمية ال ينتشر في مثل هذه األماكن.
مظاهر الصحة النفسية:
هناك نوعان من مظاهر الصحة النفسية:
أ /مظاهر التمتع بالصحة النفسية:
للصحة النفسية مجموعة من الخصائص والمظاهر السلوكية يمكن أجمالها في
المظاهر التالية( :حجازي مصطفى2000 ,م)66 :
/1االتجاه نحو الذات:
ويشمل مفهوم واقعي وموضوعي عن الذات ،واحساس بالهوية.
/2تحقيق الذات:
ويعني استخدام الفرد لقدراته وامكانياته وتوجيهها نحو المستقبل.
/٣تكامل الشخصية:
ويعني االتساق بين جوانب الشخصية ،والمقدرة على مقاومة الشدائد وتحمل اإلحباط.
/٤التوجيه الذاتي (التلقائية – االستقاللية):
وتعني تحديد الفرد ألهدافه بما يتفق مع حاجاته وتعديلها بسهولة عند الضرورة.
/٥إدراك الواقع:
ويعني التحرر من مسايرة الواقع دائما ،والحساسية االجتماعية المعقولة.
/٦السيطرة على البيئة:
وتعني الكفاءة في الحب ،والعمل ،واللعب ،والعالقات االجتماعية ،وحل المشكالت
بطريقة فعالة.
/٧الشعور بالكفاءة والثقة بالنفس:
يعني إحساس الفرد بأن لديه من اإلمكانات ما يجعله قاد ار على العطاء
والمواجهة.
/٨المقدرة على التفاعل االجتماعي:
وتعني القدرة على تكوين عالقات إنسانية مشبعة وايجابية.
21
/٩النضج االنفعالي والمقدرة على ضبط النفس:
ويعني الثبات االنفعالي وعدم التناقض االنفعالي وعدم التذبذب االنفعالي إزاء
المواقف المتشابهة.
/١٠المقدرة على توظيف الطاقات واإلمكانات:
يعني اإلقبال على الحياة بنشاط ،ومثابرة ،وتخطيط.
/١١الخلو النسبي من األعراض العصابية:
يعني الخلو من األنماط السلوكية المصاحبة لالضطرابات النفسية مثل:
االآتئاب والقلق والتوتر النفسي.
/١٢تبني أطار قيمي وانساني:
يعني تبني أطار من القيم اإلنسانية وااللتزام بها مثل :العدل ،واألمانة ،والصدق،
والوفاء ،والمساندة.
/١٣تقبل الذات بأوجه قصورها:
يعني تقبل الفرد لذاته على حقيقتها ،وعدم الخجل بما تنطوي عليه من قصور,
والعمل على تنمية امكانياتها إلى أقصى درجة (حجازي مصطفى)67 :
/14اإلقبال على الحياة مع الشعور بالسعادة والرضى:
على الرغم من األهمية النسبية لمظاهر الصحة النفسية التي سبق عرضها إال
أن حجم الزاوية أو القول الفصل في الصحة النفسية هو اإلقبال على الحياة مع
الشعور بالسعادة والرضى ,هذا ما يعبر عنه تفصيالً بالتالي( :حجازي مصطفى:
.)67
الفاعلية االجتماعية
العافية النفسية.
ب /مظاهر عدم التمتع بالصحة النفسية:
أ ن مظاهر عدم التمتع بالصحة النفسية كثيرة ومتنوعة ,وتظهر في سلوكيات
االفراد والجماعات في صياغات واشكال مختلفة ومنها على سبيل المثال ال الحصر:
/1االفراط في استخدام الميكانزمات الدفاعية لحماية الذات والشعور الخادع بالتوازن,
مثل التبرير واالسقاط وابدال العدوان(.مجدي عبداهلل)43 :
22
/2كثرة التشكي من ظروف العمل او صعوبة الدراسة او كثرة االمراض البدنية
الوهمية غير الحقيقية .
/3عدم االستقرار والتطور الوظيفي او الفشل الدراسي او تغيير التخصص الدراسي.
/4المبالغة والتهويل او التقليل في تقدير الفرد لقدراته وامكاناته او ظروف عمله.
/5عدم الواقعية والموضوعية في تحديد االهداف,وعدم النجاح في ايجاد الحلول
المناسبةواالساليب الناجحة للتغلب على الصعاب التي تواجه الفرد.
/6االنهماك والمبالغة في اشباع الحاجات االنية ,وعدم وضع الخطط الهداف او
مشاريع بعيدة المدى .
/7عدم النضج االنفعالي وسرعة االثارة السباب غير مثيرة .فيبدو عليه القلق
والغضب واالنزعاج او العدوان.
/8سرعة الفشل واالنهيار والتعبير عن العجز امام الظروف الضاغطة البسيطة.
/9التفاعل االجتماعي غير الناجح وضعف العالقات االجتماعية والسعي الن ياخذ
اكثر مما يعطي .
/10ضعف المشاركة االجتماعية في النشاطات والفعاليات الجماعية او الحفالت
والمناسبات السارة وعدم االستماتع فيها.
/11كثرة التعرض لصراعات القلق او المخاوف غير المبروة او اظطرابات النوم
واالحالم المزعجة وغيرها من من االظطرابات العصابية
/12ظهور بعض االمراض الساسيكوسوماتية مثل ارتفاع ضغط الدم السكري
اظطرابات اف ارزات الغدة الدرقية.
/13ظهور بعض االضطرابات السوسيوباتية والسايكوباتية على سلوك الفرد,مثل
الشذوذ الجنسي والجناح المزمن واالعتماد على العقاقير والمخدرات والمهدئات
(االدمان) والتزوير والغش في االمتحانات والتعامالت (مجدي عبداهلل.)44 :
23
المبحث الثاني
مفهوم الضغوط النفسية وأنواعها
مقدمة:
عاش اإلنسان منذ بداية نشأة الكون عبر ماليين السنين ،باحث ًا عن
االستقرار ،واألمان ،جارياً وراء الراحة التي تعطيه االتزان ،فمنذ تلك األزمان وهو
ينشد الطمأنينة له وألبنائه ..فهو يسعى لتخفيف عبء الحياة عن كاهله ..ولما
ازدادت الحياة تعقيداً وقوة وتوسعت وازدادت مطالبها وحاجاتها ،ازدادت الضغوط
الواقعة عليه لتلبية تلك المطالب ..فال يستطيع التوقف عن مجاراة ذلك ،ألنه
سيتخلف عن اللحاق بها ،مما اضطره إلى مواكبة التسارع لتحقيق الرغبات
والمطالب ،هذا اإلسراع زاده مرة أخرى من الضغط على النفس وتحميلها أكثر من
طاقتها بغية اللحاق بموكب التحضر بكل ما يحمله من قسوة ورخاء .فالحضارة
تحمل معها رياح التغيير ،والتغيير يحمل معه التبديل في السلوك ،وينتج عنه بعض
االنحرافات ،وهي بالتالي نتاج الحضارة.
إن الضغوط بكل أنواعها هي نتاج التقدم الحضاري المتسارع الذي يؤدي إلى
إفراز انحرافات تشكل عبئاً على قدرة ومقاومة الناس في التحمل ،فرياح الحضارة
أعباء
ً تحمل النفس
تحمل في طياتها آفات تستهدف النفس اإلنسانية ،وزيادة التطور ّ
فوق الطاقة ،وينتج عنها زيادة في الضغوط على أجسامنا ،مما ينعكس على الحالة
الصحية (الجسدية -البدنية) والنفسية العقلية ويؤدي إلى االنهيار ثم الموت.
اإلنسان في المعاصر ينجح في استيعاب النمو المتسارع لمتطلبات الحضارة،
لكنه يخسر بالنتيجة قدرته الجسدية والنفسية ومقاومته في التحمل ،مما يؤدي إلى
استنزاف تلك الطاقة وتدميرها ،ويعني ذلك تدمير الذات.
مفهوم الضغط النفسي:
الضغط النفسي هو موقف أو خبرة شعورية يتعرض لها الشخص ويتطلب منه
استخدام كافة إمكانياته الشخصية واالجتماعية حتى يتكيف معها أو يصل لحد
االتزان (عبد الروؤف الطالع2000 ,م.)27 :
24
أو عبارة عن مجموعة من اإلعراض التي تتزامن في حدوثها مع تعرض الفرد
ضاغطة والمهددة لذاته ينتج عنها أيضا االستجابات االنفعالية الحادة والمستمرة
(سمير قوتة 2002 ،م)13 :
ترى الباحثة أن الضغط النفسي هو كل ما يحدث اضطراباً نفسياً أو جسدياً في
جسدنا وعقلنا.
أشكال الضغط النفسي :
الضغط النفسي الحاد:
وهو شائع جدا وتستطيع أن تميزه بسهولة من ضمن كل أنواع الضغوط
األخرى ففيه تستطيع أن تحدد بالضبط لماذا تشعر بالضيق ومن أهم أسبابه الزحمة
والضوضاء والشعور بالعزلة والجوع الشعور بالخطر والتهديد المرض تخيل مواقف
مزعجة أو مؤلمة وتستجيب هذه األنواع من الضغوط لتمارين االسترخاء بسهولة
(هارون الرشيدي1999 ,م.)52 :
الضغط النفسي المزمن:
وهو الضغط الذي يستمر لمدة طويلة مثل العمل في ظروف صعبة مشاكل
بالعالقات الفقر والمشاكل المالية ،البطالة االهتمام بفرد من العائلة لفترة طويلة وغير
ذلك وهذا النوع من الضغوط له تأثير سلبي على المدى الطويل .
نالحظ أن القاسم المشترك الذي يجمع كل الضغوط هو الجانب النفسي ،ففي
الضغوط الناجمة عن إرهاق العمل ومتاعبه في الصناعة ،أولى نتائجه الجوانب
النفسية المتم ثلة في حاالت التعب والملل اللذين يؤديان إلى القلق النفسي حسب شدة
أو ضعف الضغط الواقع على الفرد.
أنواع الضغوط النفسية:
تشكل الضغوط النفسية األساس الرئيس الذي تبنى عليه بقية الضغوط
األخرى ،وهو يعد العامل المشترك في جميع أنواع الضغوط األخرى مثل :الضغوط
االجتماعية ،ضغوط العمل (المهنية) ،الضغوط االقتصادية ،الضغوط األسرية،
الضغوط الدراسية ،الضغوط العاطفية ( عبدالهادي محمد القحطاني2013 ,م.)22 :
25
إن القاسم المشترك الذي يجمع كل الضغوط هو الجانب النفسي ،ففي الضغوط
الناجمة عن إرهاق العمل ومتاعبه في الصناعة ،أولى نتائجه الجوانب النفسية
المتمثلة في حاالت التعب والملل اللذين يؤديان إلى القلق النفسي حسب شدة أو
ضعف الضغط الواقع على الفرد..وآثار تلك النتائج على التكيف في العمل واإلنتاج،
فإذا ما استفحل هذا اإلحساس لدى العامل في عمله ،فسوف تكون النتائج ،التأثير
على كمية اإلنتاج ،أو نوعيته ،أو ساعات العمل ،مما يؤدي إلى تدهور صحة
العامل الجسدية والنفسية ،ومن أولى تلك األعراض ،هي زيادة اإلصابات في العمل
والحوادث ،وربما تكون قاتلة فضالً عن زيادة الغياب أو التأخر عن العمل ،وربما
يصل إلى االنقطاع عنه وتركه نهائياً.
الضغوط االقتصادية:
فلها الدور األعظم في تشتيت جهد اإلنسان وضعف قدرته على التركيز
والتفكير وخاصة حينما تعصف به األزمات المالية أو الخسارة أو فقدان العمل بشكل
نهائي ،إذا ما كان مصدر رزقه ،فينعكس ذلك على حالته النفسية ،وينجم عن ذلك
عدم قدرته على مسايرة متطلبات الحياة(عياش سمير العنزي2004 ,م.)63 :
الضغوط االجتماعية:
الحجر األساس في التماسك االجتماعي والتفاعل بين أفراد المجتمع .فمعايير
المجتمع تحتم على الفرد االلتزام الكامل بها ،والخروج عنها يعد خروجاً على العرف
والتقاليد االجتماعية.
الضغوط األسرية:
تشكل بعواملها التربوية ضغطاً شديداً على رب األسرة وأث اًر على التنشئة
األسرية ،فمعظم األسر التي يحكمها سلوك تربوي متعلم ينتج عنه التزام واال اختل
تكوين ٍ
األسرة وتفتتت معايير الضبط ونتج عنه تفكك األسرة إذا ما اختل سلوك رب
األسرة أو ربة البيت.
الصعوبات الدراسية:
على طالب المدرسة في مختلف المراحل الدراسية ضغطاً شديداً في حالة
عدم استجابته للوائح المدرسة أو المعهد أو الكلية ،فهو مطالب بأن يحقق النجاح في
26
الدراسة ،إلرضاء طموحه الشخصي الذاتي أوالً ،ورد الجميل ألسرته التي خصصت
من دخلها المادي كنفقات الدراسة ثانياً فضالً عن المؤسسة التعليمية التي صرفت
األموال المتمثلة في مستلزمات الدراسة كتوفير المدرسين المتخصصين واالحتياجات
المادية العلمية في العملية التعليمية (عياش العنزي.)65 :
ويالحظ أن الضغوط النفسية حالة من التوتر النفسي الشديد واالنعصا لدى
الفرد يحدث بسبب العوامل الخارجية التي تضغط على الفرد وتخلق عنده حالة من
أختالل التوازن واضطرابات السلوك
الضغوط العاطفية:
بكل نواحيها ،النفسية ،االنفعالية ،فإنها تمثل لبني البشر واحدة من مستلزمات
وجوده اإلنساني .فالعاطفة لدى اإلنسان غريزة اختصها اهلل عند البشر دون باقي
المخلوقات ،فعندما يعاق اإلنسان في طلب الزواج واالستقرار العائلي بسبب الحاجة
االقتصادية أو عدم االتفاق مع شريك الحياة وتتعثر جهوده في االستقرار الزوجي،
يشكل ذلك ضغطاً عاطفياً ،تكون نتائجه نفسية ،مما يجعله يرتبك في حياته اليومية
وتعامله وفي عمله أيضاً ،إلى أن يجد الحل في التوصل إلى تسوية مشاكله.
وتشكل مشكالت عدم االتفاق بين الزوجين ،أو صعوبة اختيار شريك الحياة ،أو
مشكلة االنفصال بين الزوجين ،مشكالت عاطفية يبحث اإلنسان عن حلول لها.
الضغوط النفسية الداخلية:
إما عن تنازع وصراع بين ما يريدهنفسية تنجم ّ
ّ وهي في الغالب ضغوط
العقل وما تريده العاطفة ،وا ّما عن التزاحم بين األعمال والهوايات ،أو اإلخفاق في
معين
معين ،أو العجز عن نيل درجة أو حاجة أو موقع ّ
تحقيق مسعى أو هدف ّ
(عياش العنزي)66 :
الضغوط النفسية الخارجية:
محددة ،ففي كل يوم قد يواجهك ٍّ
تحد ال يمكن حصر الضغوط الخارجية بنقاط ّ
قوة ومناعة وصالبة ،بما يستنفره
أو ضغط جديد ،وبالتالي فأنت تزداد في ك ّل يوم ّ
الضغط الجديد من قواك الكامنة المدخرة ،وقديماً قيل (الضربة التي ال تكسر الظهر
تقويه) (هارون الرشيدي.)96 :
ّ
27
وكيفية مواجهتها:
ّ يمكن أن نستعرض بعض تلك الضغوط،
ضغط العادات والتقاليد الموروثة :
يبدو أن تمسك كبار السن بالعادات والتقاليد التي شكلت مالمح الشخصية
لكبار السن وعدم توافقها مع الحداثة والواقع مما أدي إلي وجود فجوة ثقافية اجتماعية
ال تتقاطع مع طموح ورغبات وحاجات كبار السن ،وكلّما اتّسعت دائرة الوعي
تقلّصت دائرة حده السلوك الضاغط .
نستنتج من ذلك أن الفرد يتمتع بصحة سليمة إذا استطاع أن يحتفظ بالتوازن
بين الجانب النفسي والجسمي ،وفسر األحداث والتغيرات التي تقع ضمن مجاله
النفسي واالجتماعي بطريقة سليمة ،أما إذا لم يستطيع مواجهة هذه األحداث
والتغيرات وشعر باإلحباط وزادت المتطلبات على قدراته أو فقد المساندة االجتماعية
والرغبة في ممارسة أنشطته اليومية حدث خلل في هذا التوازن وفقد الفرد توافقه
النفسي واالجتماعي.
عالمات وأعراض الضغط النفسي:
أ /سلوكياً عاطفي( عبد الرؤوف الطالع.)109 :
/1فقدان الشهية والوزن الشعور االكتئاب.
/2صعوبة النوم واألرق ،فقدان الشعور بالمتعة.
/3االنعزال عن الجميع حتى المقربين الشعور باإلحباط.
/4عدم الذهاب إلي العمل أو قضاء وقت طويل بالعمل غضب.
/5تجنب المسؤولية أو إنكارها الغيرة غير المبررة.
/6انعدام الصبر الحساسية الزائدة.
/7ميل إلى الجدل قلق وخوف غير مبرر.
/8زيادة التدخين رغبة بالبكاء.
/9أداء سيء في العمل شعور بالعجز.
/10تغير في العالقات العائلية أو الحميمة شعور بعدم األمان.
/11الدخول في عادات سيئة مثل قضم األظافر حزن.
/12السك على اللثة شعور بغياب الهدف.
28
/13الضحك أو البكاء في الوقت غير المناسب شعور بانعدام القيمة.
/14عدم المرونة في التعامل مع اآلخرين شعور بفقدان األمل.
/15عنف في التعامل مع اآلخرين.
ب /جسدياً عقليا (:عبد الرؤوف الطالع)109 :
/1صداع مشاكل في الذاكرة.
شد الفكين صعوبة في اتخاذ الق اررات.
كز األسنان و ّ
ّ /2
تضيق وجفاف في الحلق صعوبة في التركيز.
ّ /3
/4ضعف المناعة صعوبة االنتباه.
/5ألم في الصدر وقصر بالنفس االرتباك.
/6اضطرابات معدي صعوبة في فهم ماذا يريد اآلخرين.
/7خلل في خفقان القلب فقدان القدرة على الحكم.
/8ارتفاع ضغط الدم رغبة في الهروب.
/9ألم وشد عضلي .تباطؤ في التفكير.
/10عسر هضم(إمساك/إسهال).
/11تسارع في األفكار.
وتعرق في اليدين عدم القدرة على التخلص من األفكار.
التعرق ّ /12زيادة في ّ
/13اضطراب في الدورة الشهرية.
/14مشاكل جلدية وتساقط الشعر.
اآلثار طويلة األمد لضغط النفسي( :عبد الرؤوف الطالع :ص.)110
/1أمراض القلب االكتئاب.
/2السرطانات السمنة.
/3السكر اضطرابات األكل العصبية.
/4اإلدمان على المخدرات أو التدخين قرحة المعدة.
/5التهاب القولون العصبي فقدان الذاكرة.
29
الحالة األقتصادية
تمهيد:
إن دراسة مشكالت السجناء دراسة علمية منهجية هي عملية مشوقة وشاقة،
لها أهميتها االجتماعية والنفسية والصحية واالقتصادية والسياسية والقانونية .فهي
مشوقة ألنها تبحث في صميم الكائن الحي وما يحرك سلوكه ويوجهه ويجعله مختلفا
إلى حد ما عن اآلخرين ،ويترتب على ذلك ظهور مشكالت متعددة بعضها ذا طابع
شخصي يتعلق بالسجين ذاته وآخر أسري يختص بأسرة السجين وثالث مجتمعي
يربط بين السجين والمشكالت االجتماعية واالقتصادية ورابع عالمي يتعلق بقضايا
حقوق اإلنسان وحريته.
وشاقة ألنها تمس جوانب شخصية دقيقة من جهة و جوانب قانونية من جهة
أخرى وعيه فإن التأطير العلمي يغدو هاماً ،فقد تبين عند مراجعة أدبيات
سوسيولوجيا السجن تعدد الدراسات العربية في هذا النطاق بعضها ذا بعد
سوسيولوجي و آخر نفسي و ثالث قانوني.
يترتب على توقيع عقوبة سالبة للحرية ،واختالط المحكوم عليه بهذه العقوبة
مع مجرمين آخرين ذوي خطورة إجرامية متباينة ،وأنماط إجرامية متفاوتة العديد من
اآلثار االقتصادية السلبية التي ال يقتصر ضررها على النزيل وحده ،بل يمتد لي
شمل أسرته ،فيفقد النزيل وكذلك أفراد أسرته إذا كان هو العائل مصدر رزقهم،
ويفصل من عمله بعد الخروج من المؤسسة اإلصالحية في كثير من األحيان،
ويتعرضهو وأفراد أسرته لصعوبات اقتصادية نتيجة التكلفة االقتصادية اإلضافية التي
ال عن تكلفة
تترتب على تزويد النزيل بما يحتاج إليه خالل الزيارات السجنية ،فض ً
االنتقال لزيارة النزيل ،في ظل انقطاع مورد الرزق ،والوصم الذي يجعل أفراد
المجتمع ينفضون من حول النزيل وأسرته ،في ضطر النزيل إلى العمل بالسجن ،أو
اتباع أحد أثرياء السجن ،وارتكاب سلوكيات سلبية في سبيل توفير المال الالزم
إلشباع احتياجاته واحتياجات أسرته إذا لزم األمر.
30
أوالً :مفهوم الحالة االقتصادية:
هي التغيرات التي تط أر على النواحي االقتصادية لنزالء المؤسسات
اإلصالحية أثناء وبعد قضائهم مدة العقوبة وتفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم ،من
خالل االستجابة للمثيرات الداخلية والخارجية في شكل ردود أفعال متباينة (أمل علي
المخزومي١٩٨٩ ،م.).96 :
هي التغيرات التي تط أر على النواحي االقتصادية ،ومدى قدرتها على إشباع
احتياجات نزالء المؤسسات اإلصالحية من خالل اتخاذ أساليب لمواجهة الظروف
االقتصادية الضاغطة أثناء قضاء فترة العقوبة في المؤسسة اإلصالحية (يوسف بن
أحمد العثيمين ٢٠٠6 ,م .).106:
ثانياً :اآلثار االقتصادية على االقتصاد القومي:
يؤدي دخول النزيل المؤسسة اإلصالحية إلى تحمل الدولة واالقتصاد القومي
نفقات اإلصالحية ،وتزداد هذه النفقات في حالة تقديم برامج التأهيل الالزمة ،كما
تتأثر بعدد النزالء ،الذي يؤدي في الغالب إلى فشل البرامج التأهيلية ،ومن ثم زيادة
التكاليف دون جدوى حقيقية ملموسة .وبصفة عامة هناك العديد من اآلثار
االقتصادية السلبية على االقتصاد القومي من أبرزها :
/١إن إنشاء السجون بأنواعها المختلفة وادارتها وحراستها يكلف الدولة أمواالً طائلة
الستخدامها فقط للتوقيف ومنع هروب النزالء.
/٢إن تقديم البرامج التأهيلية وبرامج الرعاية االجتماعية والصحية والتعليمية لنزالء
المؤسسات اإلصالحية يضيف تكلفة مالية باهظة تؤثر في االقتصاد القومي ،وال
تؤتي في الغالب ثمارها المرجوة.
/٣ينجم عن ظاهرة تكدس المؤسسات اإلصالحية بالنزالء العديد من األمراض خالل
النظام الجمعي في ظل ضيق المكان ،وقصور الخدمات الصحية ،ما يترتب عليه
زيادة نفقات العالج ونفقات تقديم الرعاية الصحية الالزمة.
/٤يؤدي الضغط على برامج السجن التأهيلية سواء الدينية أو االجتماعية أو الثقافية
أو الرياضية إلى فشل تلك البرامج ،أو على األقل ضعف فاعليتها ،بمعنى تبديد ما
أنفق على إعداد وتنفيذ هذه البرامج دون جدوى.
31
/٥فشل عملية التصنيف داخل السجون نتيجة عدم توفر اإلمكانات المادية الالزمة
لذلك التي تتطلب وجود مكان فسيح إلقامة النزالء في مجموعات متجانسة اجتماعياً
واقتصادياً وتعليمياً ،وفصل النزالء المبتدئين عن أصحاب الخطورة اإلجرامية من
معتادي اإلجرام.
/٦يولد الضغط على مرافق السجن الكثير من المشكالت األمنية والصحية
واالجتماعية التي تتطلب زيادة التكلفة لمواجهتها.
/٧يؤدي عدم فعالية البرامج التأهيلية واإلصالحية التي تقدمها المؤسسات
اإلصالحية إلى عدم القدرة على إصالح النزالء وتأهيلهم ،أو وقايتهم من أصحاب
الخطورة اإلجرامية ،ما يترتب عليهم تعلمهم سلوكيات إجرامية خالل النظام الجمعي،
وعودتهم الرتكاب الجريمة ،حيث يعبر ارتفاع معدالت العود عن فشل السجون في
تأدية وظيفتها اإلصالحية ،ما يعني تزايد النفقات المهدرة دون جدوى.
/٨يؤدي اكتظاظ المؤسسات اإلصالحية بالنزالء إلى الحاجة لنفقات إضافية لتهيئة
سبل إعاشتهم ،فضالً عن الحاجة إلى زيادة أعداد العاملين بالمؤسسات اإلصالحية،
ما يترتب عليه زيادة الرواتب ،ومن ثم زيادة التكلفة اإلجمالية.
/٩يؤدي اكتظاظ السجون بالنزالء إلى فقدان السيطرة عليها في كثير من األحيان،
ما يولد إشكاليات كثيرة من أهمها الشغب واالحتجاج والعنف الذي يترتب عليه العديد
من المشكالت واإلصابات للنزالء أو الحراس ،ما يترتب عليه تكلفة عالج إضافية.
/١٠تعطيل اإلنتاج ،ألن غالبية نزالء المؤسسات اإلصالحية من األصحاء القادرين
على العمل واإلنتاج ،وايداعهم بالمؤسسات اإلصالحية يبدد الكثير من الطاقات التي
كان يمكن استخدامها في أعمال إنتاجية تفيد النزيل وتفيد المجتمع.
/١١إفساد النزالء من خالل احتكاكهم بكبار المجرمين خالل النظام الجمعي ،وما
يترتب على ذلك من تعلم سلوكيات إجرامية تمهد لزيادة معدالت السلوك اإلجرامي،
ومن ثم الحاجة لزيادة نفقات مواجهته (ارتفاع تكلفة مواجهة الجريمة) (عبد اهلل بن
عبد العزيز اليوسف٢٠٠٣،م.)73 :
نالحظ أنه بالرغم من التكلفة المرتفعة للسجون المجهزة لتصنيف النزالء
حسب خطورتهم اإلجرامية ،إال أنه على المدى البعيد تعد هذه التكلفة قليلة مقارنةً
32
بتكلفة مكافحة الجريمة التي تنتج من تعلم النزالء لسلوكيات إجرامية من جراء
االحتكاك بكبار المجرمين خالل النظام الجمعي ،واحترافهم الجريمة وارتكابهم
لسلوكيات إجرامية ،ومن ثم ارتفاع معدالت العود ،بمعنى فشل الجهود اإلصالحية
والبرامج التأهيلية وتبديد ما أنفق عليها من وقت وجهد نتيجة سلبيات النظام الجمعي.
وتنحصر أهم اآلثار االقتصادية للنظام الجمعي على االقتصاد القومي بصورة أقرب
تحديداً فيما يلي :
/١اآلثار االقتصادية المباشرة:
تتعدد اآلثار المباشرة التي يتكبدها االقتصاد القومي على النحو التالي :
أ /بناء المزيد من المؤسسات اإلصالحية الستيعاب األعداد المتزايدة من المحكوم
عليهم بعقوبات سالبة للحرية قصيرة المدة.
ب /توفير متطلبات إعاشتهم خالل فترة تنفيذ العقوبة من مأكل وملبس ورعاية
صحية واجتماعية ونفقات حراسة ،ونفقات الرعاية الالحقة لهم وألسرهم عقب اإلفراج
عنهم.
ج /توفير البرامج اإلصالحية والتأهيلية الالزمة إلصالح النزالء واعادة تأهيلهم
لدمجهم في المجتمع من جديد (أيمن رمضان الزيني ٢٠٠٣ ،م.).89 :
د /تعطيل طاقة النزالء اإلنتاجية التي كان يمكن استغاللها في العمل واإلنتاج،
خاصة أًن غالبية النزالء في سن الشباب الذي يتميز بالقدرة على العمل واإلنتاج إذا
تم عقابهم بعقوبة بديلة عن العقوبة السالبة للحرية (عبد العزيز اليوسف .).75 :
/٢اآلثار االقتصادية غير المباشرة:
من أهم اآلثار االقتصادية غير المباشرة :
أ /تكلفة الفرصة البديلة :
هي األرباح والمنافع التي فقدها المجتمع ،والتي كان من الممكن الحصول
عليها من خالل استثمار الموارد واإلمكانات المادية المخصصة لإلنفاق على
العقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة في مشروعات إنتاجية تعود بالنفع على الوطن
من خالل تحقيق الربح ،وفي الوقت نفسه تشغيل نسبة الشباب وخفضنسبة البطالة
بينهم (أيمن الزيني.)93 :
33
ب /تكلفة عدم استخدام بديل للعقوبة قصيرة المدة :
تتمثل هذه التكلفة فيما يلي :
/١تكلفة الفارق بين تطبيق العقوبة قصيرة المدة ،وتطبيق بديل لها.
/٢النفقات التي يتكبدها المجتمع نتيجة فشل وعدم فعالية العقوبة السالبة للحرية
قصيرة المدة في إصالح المحكوم عليهم وتأهيلهم إلعادة االندماج في النسيج
االجتماعي.
/٣تكلفة الجرائم الجديدة التي يرتكبه ا نزالء المؤسسات اإلصالحية بعد الخروج منها
نتيجة فشل وعدم فعالية العقوبة السالبة للحرية في ظل سلبيات النظام الجمعي وتعلم
سلوكيات إجرامية من مخالطة كبار المجرمين.
/٤تكلفة تحول الفرد من عضو منتج إلى عضو محترف للسلوك اإلجرامي ،وهي
التكلفة التي يتحمل المجتمع واقتصاده القومي نصيباً منها ،ويتحمل المجني عليهم
وضحايا الجرائم الجديدة التي يرتكبها النزالء بعد اكتسابهم فنون الجريمة من كبار
المجرمين خالل النظام الجمعي النصيب اآلخر منها.
/٥تكلفة إجمالي قيمة المنافع والخدمات التي كان ينتجها النزالء وخسرها المجتمع
للزج بهم في المؤسسة اإلصالحية لقضاء العقوبة.
/٦تكلفة فشل البرامج اإلصالحية في تأهيل واصالح أصحاب العقوبات السالبة
للحرية طويلة المدة بسبب التكدس الناتج عن تزايد أعداد أصحاب العقوبات السالبة
للحرية قصيرة المدة ،ما يترتب عليه التكدس الذي يزيد أعباء العمل الملقاة على
عاتق القائمين على تنفيذ هذه البرامج ،ويزيد من احتماالت فشلها.
/٧استنزاف الزيادة في أعداد النزالء بسبب التزايد المضطرد في أعداد أصحاب
العقوبات السالبة للحرية لالعتمادات المالية المخصصة للمؤسسات العقابية ولبرامجها
اإلصالحية ،مايحد من فعالية وكفاءة البرامج اإلصالحية (أيمن الزيني.)94 :
ويالحظ أن تكدس السجون نتيجة الزيادة المضطردة في أعداد النزالء
المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية ،ال يقتصر على الضغط على الميزانية المحددة
لتنفيذ البرامج التأهيلية داخل السجون ،بل يشمل الضغط على مرافق السجن ،وارهاق
34
الحراس والعاملين بالسجن من آثرة النزالء وكثرة مشكالتهم ،ما يترتب عليه نفقات
إضافية للحاجة إما إلى زيادة أعداد الحراس والعاملين بالسجن ،أو إلى استخدام
التقنيات الحديثة كالمسدس الذكي وأجهزة الكشف عن المعادن واألسلحة ،لكي ال
يستولي النزالء على المعدات واألدوات المستخدمة في الورش التعليمية الستخدامها
في االعتداء على حراس السجن أو على بعضهم .وهذه النفقات الزائدة كان من
الممكن استغاللها في مشاريع تنموية تعود بالنفع على أفراد المجتمع ،فضالً عن
الخطورة الناتجة عن تكدس النزالء ،وما قد يترتب عليه من أمراض قد تؤدي إلى
هالكهم ،وفي ضوء قاعدة الضرورات تبيح المحظورات ،فإنه يجب االتجاه للتدابير
االحت ارزية وبدائل السجون كوسائل فعالة للتخلص من اآلثار االقتصادية السلبية
المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن زيادة أعداد المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية
قصيرة المدة.
ثالثاً :اآلثار االقتصادية على نزالء المؤسسات اإلصالحية:
يعاني نزالء المؤسسات اإلصالحية المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية
قصيرة المدة وكذلك أسرهم وعوائلهم من عدة آثار اقتصادية سواء أثناء تنفيذ العقوبة
أو بعد تنفيذها كما يتضح مما يلي :
/١اآلثار االقتصادية أثناء تنفيذ العقوبة :
أ /انقطاع المورد المالي:
يؤدي دخول النزيل العائل السجن إلى انقطاع المورد المالي الالزم إلعاشته
واعاشة أفراد أسرته ،ما يترتب عليه حدوث خلل في الوظيفة االقتصادية لألسرة،
فضالً عن العبء الذي يقع على أفراد األسرة لتوفير نفقات النزيل خالل فترة تنفيذ
العقوبة ،وكذلك توفير نفقات زيارته (أيمن الزيني ،)96 :حيث ال يعتمد غالبية النزالء
على ما توفره لهم المؤسسة اإلصالحية من مأكل وملبس ,وتقتضي إيقاعات الحياة
بالمؤسسة اإلصالحية حصول النزيل على دخل آخر لي تمكن من الحياة داخل
السجن (عبد اهلل عبد الغني غانم١٩٩٩،م.)110 :
كما أن انقطاع المورد المالي يؤدي إلى عدم القدرة على إشباع احتياجات
أفراد األسرة ،ومن ثم الحرمان االقتصادي الذي يترتب عليه العديد من اآلثار النفسية
35
واالجتماعية السلبية ،فالفقر يعرض أفراد األسرة لتجارب وخبرات قاسية ،كما قد
يدفعهم اإلحباط المتواصل إلى السلوك المنحرف واالنحالل الخلقي ،ما يترتب عليه
التفكك األسري ،كذلك قد يدفع الفقر والحرمان إلى ارتكاب السلوك اإلجرامي لكسب
المال بأية وسيلة لتوفير متطلبات األسرة ،ما ينعكس بشكل سلبي على األطفال في
ظل البيئة غير المناسبة للتنشئة االجتماعية السليمة (سالم سعد عبد العزيز السالم،
١٩٩٣م.)93 :
في حالة عدم قدرة األسرة على توفير النفقات اإلضافية للنزيل ،فإنه يلجأ إلى
توفير احتياجاته من خالل االلتحاق بخدمة أثرياء السجن والقيام بمهام لحسابهم ،ما
يترتب عليه دخول عدد غير قليل من النزالء في نظام التبعية لألثرياء الذين يكتسبون
مزيداً من القوة بزيادة عدد أتباعهم ،فضالً عن قيامهم بغرس ثقافة الجريمة في
أتباعهم خاصة أًن أثرياء السجن من أصحاب األنماط اإلجرامية الخطيرة كمرتكبي
جرائم المخدرات واألموال العامة والدعارة (عبد اهلل غانم .)112:
يالحظ أن هناك خطورة على إمكانية اكتساب نزالء المؤسسات اإلصالحية
من سلوكيات سلبية سواء في مجال األموال العامة كالتبديد واالختالس والسرقة
والتزييف والتزوير ،أو جرائم ترويج المخدرات ،أو جرائم العنف من خالل التبعية
ألثرياء السجن الذين يمتهنون هذه الجرائم ،وقد يستخدمون التابعين لهم بحكم
الظروف االقتصادية الضاغطة بعد الخروج من السجن لكي يعملوا معهم كأدوات
ووسائل لتنفيذ الجريمة.
ب /أضرار اقتصادية ألفراد أسرة النزيل:
يترتب على دخول النزيل السجن مشكالت جمة من أبرزها الوصم الذي
يتعرض له أقرباؤه وذووه ،الذي يتراوح في شكل سلوكيات الفظة من قبل أفراد
المجتمع وخصوصاً من يعمل لديهم أفراد أسرة النزيل إذا كانوا يعملون ،حيث يعانون
من ردود أفعال متباينة تتراوح ما بين فقدان الثقة من قبل أصحاب العمل ،إلى
االستغناء عن خدماتهم (أيمن الزيني.)115 :
36
/٢اآلثار االقتصادية بعد الخروج من المؤسسة اإلصالحية :
أ /عدم تقبل النزيل في النسيج االجتماعي:
بعد خروج النزيل من المؤسسة اإلصالحية يفاجأ بعدم تقبل المجتمع له ،فإذا
كان يعمل بالقطاع الخاص فإنه يجد صعوبة في إقناع صاحب العمل في العودة
لعمله ،وكذلك يجد صعوبة بالغة في تقبل الغير لتشغيله إذا تم فصله من العمل
السابق لدخوله السجن ،ما يترتب عليه إغالق أبواب الرزق في وجهه (أيمن الزيني:
.)116
أما إذا كان المفرج عنه يعمل بالقطاع الحكومي ،فيتم فصله على الفور في
حالة تعرضه لعقوبة الحبس حسب ما تنص عليه غالبية قوانين الدول العربية بشأن
الموظف العام ومن في حكمه.
ويالحظ من أن إغالق أبواب الرزق أمام المفرج عنهم من نزالء المؤسسات
العقابية الذي أمضوا عقوبة سالبة للحرية قصيرة المدة من أخطر السلبيات؛ ألن
النزيل مطالب بتوفير النفقات المالية التي يحتاج إليها وتحتاج إليها أسرته إلشباع
احتياجاتها ،وعند فصله من العمل الحكومي ،وكذلك فصله من العمل في القطاع
الخاص ،وعدم توفير فرص عمل بديلة يجعله يفكر إما في االعتماد على نفسه في
ممارسة السلوك اإلجرامي بما تعلمه واكتسبه من خبرات إجرامية من خالل االحتكاك
بنزالء السجن عبر النظام الجمعي ،أو االستعانة بأثرياء السجن في توفير فرص
عمل ،ما يدفعهم الستغالله في أعمال إجرامية ال يدفع ثمنها سوى المجتمع الذى
أغلق أبواب الرزق وتجاهل أن الجريمة خطيئة اجتماعية تتطلب تضافر الجهود
االجتماعية لمواجهتها وازالة آثارها.
ب /التهديد بفقد أفراد األسرة لمصدر دخلهم:
بعد خروج النزيل من المؤسسة اإلصالحية ال يتغير موقف المجتمع منه ،بل
إن سمة التعاطف التي كانت تالحقه تختفي ،ويحل محلها الخوف من التعامل من
النزيل أو أفراد أسرته ،خوفاً من تدخله في حالة حدوث مشكلة بين صاحب العمل
وأحد أفراد أسرته ،ما يعرض أفراد أسرة النزيل لفقد وظائفهم بالقطاع الخاص(أيمن
الزيني.)120 :
37
يتضح مما سبق أن اآلثار االقتصادية للنظام الجمعي على نزالء المؤسسات
اإلصالحية من ذوي العقوبات ال تقتصر على النزالء وحدهم ،بل تتعداهم إلى أهلهم
وذويهم ،حيث تتعرض أسرة النزيل لصعوبات اقتصادية نتيجة افتقاد مصدر الدخل
إذا كان العائل هو المحكوم عليه بالعقوبة ،وتزداد وطأة الصعوبات االقتصادية التي
تواجهها األسرة في ظل حاجة النزيل لنفقات إضافية في السجن ،ما يترتب عليه
عمل بعض أف ارد األسرة ،أو تفكك األسرة واللجوء ألعمال منافية لألداب العامة
واألخالق في حالة عدم توفر فرص العمل الكريم بهدف توفير النفقات المالية الالزمة
للنزيل ،وفي حالة عدم القدرة على توفيرها ،قد يلجأ النزيل إلى العمل في خدمة أثرياء
السجن الذين يلقنونه فنون الجريمة ويضمونه إلى اتباعهم ،وفي الغالب ينضم إليهم
بعد الخروج من السجن ويمتهن الجريمة بعد إغالق مصادر الرزق أمامه ونبذ
المجتمع له بعد الخروج من السجن ،وهكذا فالنتيجة واحدة ،إما يجعل النزيل يتعلم
سلوكيات باالختالط بكبار المجرمين ،أو يصبح تابعاً لهم يقوم على خدمتهم داخل
السجن وبعد الخروج من السجن؛ ألنه وان كانوا علموه سلوكيات إجرامية ،إال أنهم
وقفوا بجانبه وقت أن تخلى عنه المجتمع .كما أن اآلثار االقتصادية السلبية ال
تقتصر على النزيل ،بل تتعداه إلى أفراد أسرته وذويه من خالل فقد أفراد المجتمع
ثقتهم بهم ،والرغبة في إنهاء عملهم خوفاً من تدخل النزيل بعد الخروج من السجن
في العمل أو تحريض ذويه على صاحب العمل.
الوضع اإلجتماعي
يؤدي عزل النزيل عن المجتمع بصفة عامة ،وعن أسرته بصفة خاصة
والزج به في مجتمع السجن الذي يتضمن ثقافة مختلفة ،ومفاهيم وعادات وتقاليد
خاصة تتسم بفساد القيم والمعايير ،وتختلف عن ثقافة ومفاهيم وعادات وتقاليد
المجتمع الخارجي ،إلى عدم القدرة على التكيف مع مجتمع السجن إال بعد مرور فترة
غير قليلة في ظل قواعد ونظم السجن وثقافته الفرعية التي تؤثر بدرجات متباينة في
النزالء نتيجة تواجدهم خالل النظام الجمعي مع أفراد ذوي خطورة إجرامية متباينة ،ما
يؤدي إما إلى رفض النزيل للواقع المفروض عليه وارتكابه المخالفات والمشاحنات
وخروجه عن النظام ما يعرضه للعقوبات ويحرمه من فرصة اإلفراج الشرطي ،أو
38
القبول باألمر الواقع واكتساب ثقافة السجن بما تحمله من معايير وقيم فاسدة ،تكسبه
خبرات إجرامية قد تتسم بالخطورة وتساعد في اتجاهه للسلوك اإلجرامي بعد انقضاء
مدة العقوبة (أيمن الزيني.)130:
الوضع اإلجتماعي:
هي التغيرات التي تط أر على النواحي االجتماعية لنزالء المؤسسات
اإلصالحية أثناء وبعد قضائهم مدة العقوبة وتفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم ،من
خالل االستجابة للمثيرات الداخلية والخارجية في شكل ردود أفعال متباينة (أمل علي
المخزومي١٩٨٩ ،م.)82 :
تطر على العالقات بين النزيل وأسرته ,وبين النزيل
أ هي التغيرات التي
والمجتمع الخارجي من ناحية ،وبين عائلة النزيل والمجتمع المحيط بهم من ناحية
أخرى (أديب خضور١٩٩٩ ،م.)65 :
نالحظ أن دخول النزيل المؤسسة اإلصالحية يؤدي إلى زيادة درجات
التعاطف معه في البداية من قبل أسرته وأقاربه ،إال أنه بمرور الوقت تقل حدة هذا
التعاطف عندما تتوالى المشكالت وتبدأ الروابط االجتماعية في الضعف ،ويترتب
على ذلك آثار اجتماعية خطيرة سواء بين النزيل وأقاربه وذويه ,أو بين أسرة النزيل
وأفراد المجتمع المحيط بهم .وبصفة عامة هناك العديد من العوامل االجتماعية
المؤثرة على نزالء المؤسسات اإلصالحية من أبرزها :
/١أن دخول السجن يعني نزع الحقوق التالية :الحرية ،وحق التمتع بالحقوق
الزوجية ،وحق السيادة الشخصية على الذات ،وحق التصرف ،وحق األمن .كما ان
التواجد مع مجرمين ذوي خطورة إجرامية متفاوتة من مرتكبي أنماط إجرامية متباينة
في شدتها وخطورتها كالقتل واالتجار بالمخدرات والتزوير والنصب والقدح والذم،
ومخالفات المرور ،واالعتداء البدني ،يمثل خط اًر في حد ذاته.
/٢بالرغم من اختالف العقوبات على الجرائم المذكورة بأعلى من مجتمع آلخر ،إال
أن العقوبة طالت مدتها أو قصرت ستثير النقاط السلبية المتمثلة في االختالط
بمجرمين وأصحاب سوابق إجرامية ذات خطورة متنوعة.
39
/٣أن النقاط السلبية المذكورة بأعلى يمكن أن تثير مولدات عكسية لدى المسجونين
ال يرغب فيها المجتمع ،أو لم يحسب لها حساب عند فرضعقوبة السجن على كثير
من القضايا والمخالفات ،وأهم هذه المولدات العكسية :احتمالية أكبر للعودة إلى
الجريمة ،والتعود على حياة السجن ،ما يفقد العامل الردعي للعقوبة مفعوله.
/٤أن الدراسات الميدانية التي أثبتت فشل العقوبة السجنية وحدها في الوقاية من
الجريمة ،وفشل السجن في مهمة اإلصالح والتأهيل والتربية الوقائية من الجريمة،
واخفاق السجن كنظام عقابي في الحد من الجريمة أو العودة إليها لم تستهدف
المطالبة بإلغاء عقوبة السجن آليةً ,بل طالبت بإجراء تغييرات مناسبة في نظام
السجون سواء في النظام العقابي ككل ،أو في نظام العدالة الجنائية ،مع إعادة النظر
في الهدف األساسي للسجن ،وفي فكرة جوهر التأهيل والتهذيب واإلصالح
االجتماعي ،وفي مبدأ وفكرة الحد من تفاقم الجريمة بمجرد إصدار أحكام سجنية من
جهة أخرى.
/٥تأكيد الكثير من الباحثين أن فكرة السجن وحدها كقاعدة للنظام العقابي ،أو
كأساس لبناء سياسة عقابية أو سياسة وقائية لن تحل مشكلة السلوك اإلجرامي.
/٦عند مقارنة الفوائد المتحصل عليها في مجال الوقاية من الجريمة والتأهيل
واإلصالح والردع عن العودة للجريمة بالمبالغ الطائلة التي تنفق على إنشاء السجون
وتشغيلها وادارتها يتضح أنها قليلة جداً وغير موضوعية (حسن طالب ٢٠٠٢ ،م:
.)97وتنحصر أهم اآلثار االجتماعية على نزالء المؤسسات اإلصالحية من ذوي
العقوبات فيما يلي :
/١انسالخ السجين عن المجتمع:
يؤدي انسالخ السجين عن المجتمع إلى تشربه لثقافة السجن وقيمه ،حيث
تشير نظرية اإلذعان إلى أن النزيل يرفض في البداية ثقافة السجن ،وبمرور الوقت
يعتاد على هذه الثقافة ويتشربها ،ويجعلها المحور األساسي الذي يوجه سلوكياته
وتصرفاته حتى بعد خروجه من السجن ،وبذا تصبح ثقافة السجن بديالً لثقافته
األساسية (عبد اهلل اليوسف.) 121:
40
/٢القدوة السيئة:
يدخل السجين إلى المؤسسات اإلصالحية وهو طريد منبوذ من المجتمع
المحيط به نتيجة ما اقترفه من سلوك خاطىء مخالف ألعراف المجتمع ،وخارج عن
قواعد الضبط االجتماعي ،ويجد داخل المؤسسات اإلصالحية زمالء يتلقونه
بالترحيب وال يستنكرون سلوكه المنحرف ،بل يحمدونه ويثنون عليه ،ما يترتب عليه
يكون معهم
انخفاض صوت ضميره ،وموت إحساسه بالذنب والخطيئة ،ومن ثم ِّ
روابط حميمة ويعتبرهم الجماعة المرجعية األولى له التي ُيقيِّم من خاللها سلوكه،
ويكتسب من خاللها احترامه ورضاه عن ذاته ،ذلك الرضا الذي ينطلق من أفكار
ومفاهيم خاطئة تجانب الصواب (عبد اهلل اليوسف.).122:
/٣فقد المكانة االجتماعية والمركز االجتماعي:
المكانة االجتماعية أو المركز االجتماعي هي الحالة االجتماعية التي تعبر
عن مستوى الفرد والطبقة االجتماعية التي ينتمي إليها داخل المجتمع (احمد ماهر،
١٩٩٥م .)96 :وغالباً ما يفقد نزيل المؤسسات اإلصالحية مكانته االجتماعية نتيجة
الوصمة التي تلحق به من جراء دخول المؤسسة اإلصالحية (أيمن الزيني.)141 :
ونرى أن فقد المكانة االجتماعية يرتبط بشكل كبير بإمكانات النزيل المادية،
وعالقاته االجتماعية ،فأثرياء السجن ال يفقدون المكانة االجتماعية ،بل يسعى الكثير
من النزالء لخدمتهم واالنضمام لهم داخل السجن وبعد الخروج منه ،فغالبية الناس
تتناسى جرائم األثرياء الذين ال يتعرضون للوصم كما يتعرض له الفقراء.
/٤الفتور في العالقات االجتماعية :
يتعاطف أفراد أسرة السجين وذووه معه في بداية توقيع العقوبة السالبة للحرية
قصيرة المدة ،ولكن بعد مرور مدة ينتاب الفتور العالقات بينهم وبين النزيل ،خاصةً
إذا ترافق ذلك مع صعوبات اقتصادية وظروف ضاغطة نتيجة زيادة النفقات وقلة
الدخل ،خاصةً إذا كان النزيل هو العائل ,ما يترتب عليه العديد من اآلثار السلبية
على العالقات االجتماعية بين النزيل وأهله وذويه ،التي تتراوح في شدتها ما بين
الفتور إلى الشقاق أو الهجر واالنفصال (عطية مهنا١٩٩٩ ،م.)112 :
41
المحيط األسري
تعاني أسر وعائالت المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية من عدة آثار
تتراوح في شدتها ما بين الفتور في العالقات بين أفراد األسرة الواحدة وبينهم وبين
أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم ،وردود الفعل الغاضبة العصبية ،إلى انهيار األسرة
وتفككها ،وكذلك فك االرتباطات االجتماعية بينها وبين أفرد المجتمع كما يتضح مما
يلي :
/١الفتور في العالقات االسرية:
الفتور في العالقات االسرية من اآلثار البسيطة التي تنتج من تعرض أحد
أفراد األسرة أو عائلها إلى عقوبة سالبة للحرية ،ويرجع هذا الفتور إلى المشكالت
النفسية التي تصيب أسرة النزيل ،وتعرضها للوصم وشعورها بالخزي والعار الذي
يترتب عليه امتناع بعضهم عن زيارة النزيل ،وقد يصل ذلك إلى حد طلب الطالق
واالنفصال بين الزوجين ،كما أن هذا الشعور ال يقتصر على أسرة النزيل وأهله ،بل
يمتد إلى األصدقاء واألقارب والجيران ،فردود الفعل العصبية من قبل أسرة السجين
نتيجة انخفاض مستوى الثبات االنفعالي لديهم ،يجعل من السهل استثارتهم ،ومن ثم
اتسام ردود أفعالهم بالعصبية ،ما يترتب عليه المشاجرات والمضاربات بينهم وبين
أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم (أيمن الزيني.)153 :
/٢انهيار أسرة السجين:
تتأثر أسرة السجين بدخول أحد أفرادها المؤسسة اإلصالحية سواء كان ذلك
الفرد هو عائل األسرة أو أحد أفرادها ،ويختلف التأثير في شدته حسب دور النزيل
في األسرة قبل دخوله السجن على النحو التالي :
أ /يضم دخول المؤسسة اإلصالحية جميع أفراد األسرة في نظر المجتمع ،وبصفة
خاصة في المجتمعات العربية التي تعد االنتماء قائماً لألسرة وليس لألفراد ،ومن ثم
يؤثر الوصم في األسرة ،ويؤدي إلى انزواء أفراده او جرح كرامتهم واحساسهم بمركب
نقص قد يدفعهم إلى مشكالت ال نهاية لها.
42
ب /عند توقيع عقوبة الحبس بصفة عامة سواء كانت قصيرة أم متوسطة أم طويلة
المدة على رب األسرة أو عائلها ،فإن ذلك ينعكس على األسرة ،ويحطمها ،ويؤدي
إلى ضياعها من عدة أوجه نتيجة :
انعدام مصدر الرزق. .i
افتقاد األسرة لمصدر التربية والرقابة ،ومن ثم تحميل العبء على أحد .ii
الوالدين في عملية التربية والتنشئة االجتماعية ،وهي مهمة شاقة وعسيرة (عبد
اهلل اليوسف.)156 :
كما أن خروج النزيل من المؤسسة اإلصالحية بعد اختالطه بكبار المجرمين
خالل النظام الجمعي واكتسابه لثقافة السجن والسلوكيات السلبية ،يسهم في زيادة
سرعة ووتيرة التفكك األسري ،كما سبق إيضاحه عند التعرض لآلثار السلوكية نتيجة
فساد القدوة في عيون األبناء وسعيهم لتقليده في سكناته وحركاته ,أي أن تأثيرات
البيئة االجتماعية التي تجلبها تصرفات النزيل تدعم السلوكيات المنحرفة ،ولذلك
تزداد معدالت ارتكاب الجريمة واالنحراف بين قاطني األحياء الفقيرة ،وبين األفراد
الذين تعاني أسرهم من التفكك االجتماعي؛ نظ اًر لضعف الروابط االجتماعية
واالنسالخ القيمي ،ما يجعل كل فرد من أفراد األسرة ينساق وراء دوافع االنحراف
التي تفرزها البيئة السلبية ،مع األخذ في االعتبار أن الفقر قد يدفع للسلوك اإلجرامي
أحياناً ،وقد يكون دافعاً للنبوغ والتفوق أحياناً أخرى ،كما أن الجريمة قد تقع بنسب ال
يستهان بها بين األغنياء (محمد زكي أبو عامر١٩٩٣ ،م.)87 :
/٣تفكك االرتباطات االجتماعية:
يعد تفكك االرتباطات االجتماعية من أهم اآلثار السلبية التي تترتب على
دخول أحد أفراد األسرة المؤسسة اإلصالحية لقضاء عقوبة سالبة للحرية طويلة أو
متوسطة أو قصيرة المدة ،ألن الشعور بالخزي والعار ال يقتصر على أفراد أسرة نزيل
المؤسسات اإلصالحية ،بل يمت د ليشمل العالقات االجتماعية الخاصة بينهم وبين
أفراد المجتمع كأمور الخطبة وعقد النكاح وغيرها ،فقد يسارع من ارتبط بهذه
العالقات االجتماعية من أسرة النزيل إلى فك هذه االرتباطات للتخلص من الخزي
والعار فيقومون بفسخ الخطبة ،وكذلك طلب حاالت الطالق والتأكيد عليها بعد عقد
43
القران ،وقد يقوم المتزوجون بتطليق بنات النزيل ،ما يسهم بشكل أو بآخر في إحداث
ضغوط هائلة على الجوانب النفسية لألبناء ،تساعد على سرعة تدمير العالقة
األسرية واتساع نطاقها (أيمن الزيني.)160 :
/٤صعوبة االندماج في النسيج االجتماعي:
يترتب على العقوبة السالبة للحرية صعوبة اندماج النزيل بعد قضاء فترة
العقوبة ،وكذلك أفراد أسرته في النسيج االجتماعي من جديد ،حيث يصمهم المجتمع،
وينظر إليهم نظرة دونية ،نتيجة وصمة العار التي ال تقتصر على النزيل ،بل تلحق
بأفراد أسرته وذويه ،وينتج عنها انعدام ثقة أفراد المجتمع بهم ،وقد يترتب عليها فصل
النزيل من عمله ورفض تشغيله ،وكذلك انخفاض الثقة بأبنائه وذويه من قبل
أصحاب العمل.
يتضح مما سبق أن اآلثار االجتماعية للنظام الجمعي على نزالء المؤسسات
اإلصالحية من ذوي العقوبات ال تقتصر على النزالء وحدهم ،بل تتعداهم إلى أهلهم
وذويهم ،وكذلك إلى أفراد المجتمع المرتبطين بهم ،ما يترتب عليه عدم تقبل النزيل
وكذلك أفراد أسرته في النسيج االجتماعي ،فضالً عن العديد من اآلثار السلبية
االجتماعية التي تلحق بالنزيل نتيجة صعوبة تقبله في النسيج االجتماعي هو وكذلك
أفراد أسرته ،فضالً عن اعتباره بمثابة قدوة سيئة ،وفقده المكانة االجتماعية واالعتبار
االجتماعي الذي كان يتمتع به قبل دخوله المؤسسة اإلصالحية ،ما يترتب عليه
فتور العالقات االجتماعية بدرجات متنوعة الشدة تتراوح ما بين االنقطاع عن زيارة
النزيل إلى الطالق واالنفصال ،وما يترتب على ذلك من تفكك أسري يسهم بشكل أو
بآخر في زيادة معدالت الجريمة نتيجة انهيار أسرة النزيل ،ومعاناتها من الخزي
والعار والوصم الذي يلحق بها ويطاردها في كل مكان ،والذي يترتب عليه أحياناً فك
االرتباطات االجتماعية بين أفراد أسرة السجين وأفراد المجتمع المرتبطين معهم
بعالق ات المصاهرة سواء بفسخ الخطبة أو الطالق ،ما يترتب عليه مزيد من
االضطراب والتفكك ألسرة النزيل ،في ضوء رفض أصحاب العمل تشغيله ،وانعدام
الثقة به وبأفراد أسرته ،ما يفتح الباب أمام لجوء النزيل المته ان الجريمة وارتكاب
سلوكيات إجرامية مستعيناً بما تعلمه من خبرات إجرامية من مخالطته لكبار
44
المجرمين خالل النظام الجمعي في السجن ،فتكون النتيجة أن الخاسر ليس النزيل
وحده ،بل الخاسر األكبر هو المجتمع الذي أسهم بدور فعال في لجوء النزيل إلى
الجريمة كوسيلة للعيش والتكسب بعد إغالق مصادر وأبواب الرزق أمامه ،وفي
الوقت نفسه تعريض ه لسلبيات النظام الجمعي التي يترتب عليها احتكاكه بكبار
المجرمين واكتسابه مهارات ارتكاب الجريمة.
حماية الصحة العامة مع احترام حقوق الفرد:
تهتم حماية الصحة العامة في سياق السجون بالنهوض بالصحة وحمايتها،
وخفض معدل اإلصابة باألمراض والوفيات بين السجناء والمجتمع ككل .ويشمل ذلك
كل العاملين بالسجون وأفراد أسر السجناء ،والعاملين ،والزائرين ،باإلضافة إلى
المجتمع الخارجي الذي يخرج إليه السجناء في النهاية عند إخالء سبيلهم.
وفيما يتصل باألمراض المعدية ،قد يشمل تأمين الصحة العامة جمع
المعلومات والبيانات الشخصية عن السكان المصابين بفيروس نقص المناعة
البشري .ومن الضروري تحديد عوامل الخطر وأشكال السلوك الخطر ،وذلك لمعرفة
أساليب انتشار العدوى .وهذه المعلومات حيوية لوضع برامج الوقاية .وتتخذ تلك
اإلجراءات بصفة روتينية لألمراض األخرى مثل الدرن والزهري .وفي الماضي ،كانت
تتبع إجراءات إجبارية مثل العزل والحجر الصحي بصفة روتينية لمكافحة األوبئة
والمخاطر التي تصيب الصحة العامة .وال شك أن إجراءات معينة قد تقيد السلوك
الشخصي من أجل الصالح العام.
45
المبحث الثالث
مظاهر ومراحل الضغوط النفسية
إن الشخص الذي يعاني من آثار الضغوط النفسية يظهر لديه المظاهر التالية أو
عدة تندرج ضمن ثالثة أبعاد هـي( جاسم يوسف ٍ
بعض منها ،للضغط النفسي مظاهر ّ
محمد الشاعر2003 ,م:)36 :
/1البعد الفيزيولوجي:
وتتبدى مظاهره في:
/1التعب الشديد و عسر الهضم.
/2آالم الرأس والظهر.
/3زيادة ضربات القلب.
/4اضطراب ضغط الدم والتنفس.
/5اضطرابات النوم(األرق).
/2البعد المعرفي العقلي/االنفعالي):
ومن المظاهر العقلية للضغط النفسي:
/1نقص االنتباه وصعوبة التركيز وضعف قوة المالحظة.
التعرف وتزداد األخطاء.
/2تدهور الذاكرة حيث تق ّل قدرة الفرد على االستعداد و ّ
/3عدم القدرة على اتخاذ الق اررات ونسيان األشياء.
/4اضطراب التفكير حيث يغلب لدى الفرد التفكير النمطي بدالً من التفكير
االبتكاري.
/5ضعف قدرة الفرد على حل المشكالت وصعوبة معالجة المعلومات.
أما األعراض االنفعالية(النفسية) فتتمثل في:
ّ
/1سرعة الغضب والخوف.
/2القلق والتوتر.
/3فقد الثقة بالنفس.
/4زيادة االندفاعية والحساسية المفرطة.
/5النظرة السوداوية للحياة مع الشعور بغياب الهدف.
46
/6الشعور بإنعدام القيمة.
/3البعد السلوكي:
عندما يكون الفرد تحت طائل ضغط نفسي فإنه يسلك مجموعة من السلوكات
التي يحاول من خاللها أن يشغل ذاته بها عن مصادر التهديد .ومن تلك السلوكات
نجد( :جاسم الشاعر :ص)37
/1الزيادة أو التقليل من األكل أو النوم.
/2انخفاض وتراجع الفعالية في األداء.
/3قضم األظافر والنقر على األرض بالقدمين أو على الطاولة باألصابع.
/4عدم الثقة باآلخرين .
/5التخلي عن الواجبات والمسؤوليات واإللقاء بها على عاتق اآلخرين.
مراحل الضغوط النفسية:
يعتبر هانز سيلي selyeمن األوائل الذين تحدثوا عن التجارب المتنوعة
على الحيوان واإلنسان وقد تبين أن التعرض المستمر للضغط النفسي يؤدي إلى
حدوث اضطرابات في أنحاء الجسم المختلفة مما يؤدي إلى ظهور األغراض الذي
أطلق عليها سيلي اسم زملة أعراض التكيف العام وهذه الزملة تحدث من خالل
ثالث مراحل وهي ( :وليد السيد خليفة ,مراد علي عيسى2008 ,م.)56 :
المرحلة األولى :وتسمى استجابة اإلنذار:
في هذه المرحلة ستدعي الجسم كل قواه الدفاعية لمواجهة الخطر الذي
يتعرض له فيحدث نتيجة التعرض المفاجئ لمنبهات لم يكن مهيئاً لها وهي عبارة
عن مجموعة من التغيرات العضوية الكيميائية منها(:كامل علوان الزبيدي2000 ،م:
.)54
/1العالمات الجسدية:
حيث يالحظ الشخص حدوث اآلتى:
أ /ارتفاع ضغط الدم .
ب /سرعة فى ضربات القلب .
ج /عدم انتظام فى ضربات القلب .
47
د /غ ازرة العرق.
ه /الشعور بقشعريرة البرد.
و /الصداع.
ز /إمساك.
ح /جرش األسنان.
ط /بقع جلدية.
ي /اإلصابة بنزالت البرد حيث تكون مقاومة الجسم لألمراض تكاد أن تكون
معدومة.
ك /أالم فى العضالت والمفاصل.
ل /تغير أو عدم انتظام فى الشهية مع الميل الى فقدان الشهية العصبى.
م /اإلرهاق ألقل مجهود يقوم به.
ن /اللجوء الى استخدام األدوية المهدئة.
س /التدخين بشراهة.
ع /الرغبة فى ( تجريب ) أنواع جديدة من المخدرات.
ف /الشعور بآالم ال نهاية لها وفى أماكن مختلفة من الجسم.
/2العالمات النفسية ( :كامل الزبيدي.)55 :
أ /القلق.
ب /الحزن.
ج /األسى.
د /سوء التأويل (أى تفسير األشياء على أساس أنها مؤثرات) و (خطط) تحاك
ضده.
ه /تبلد اإلحساس.
و /عدم االتزان االنفعالى.
ز /األرق.
ح /اضطراب النوم.
ط /عدم االستقرار الحركى.
48
ي /الشعور بالدوخة.
ك /الشعور بعدم التركيز.
ل /اإلحساس بالفراغ ( و األخطر هو إحساس الشخص بأنه يعانى من الفراغ"
فراغ فى الداخل – فراغ فى الخارج).
م /نوبات من البكاء حادة وعنيفة ومجهولة األسباب.
ن /سرعة االستثارة.
س /ضحك بال سبب.
ع /نقص فى الرغبة الجنسية.
ف /فقدان الدافعية.
ص /عدم اإلحساس بالذات وبقيمتها.
/3األعراض اإلجتماعية( :كامل الزبيدي :ص.)56
أ /عدم الرغبة فى مخالطة اآلخرين.
ب /العزلة.
ج /الشعور بالوحدة حتى وان تواجد داخل اآلخرين.
د /ظهور اتجاهات سلبية تجاه اآلخرين.
ه /نقص فى اإلنتاج.
و /استهداف للحوادث.
ز /كثرة المشاجرات مع اآلخرين.
ح /قطع العالقات حتى وان كانت وثيقة باآلخرين.
ط /األيمان الى درجة اليقين بأن اآلخر هو الجحيم.
ي /االمتعاض.
ك /األسف على كل شىء موجود.
ل /الدخول في مشاكل مع أفراد أسرته.
م /الدخول فى مشاكل مع زمالؤه فى العمل.
ن /الوصول الى الطالق فى األسرة و الفصل فى العمل.
49
المرحلة الثانية :وتسمى بمرحلة المقاومة:
فإذا استمر الموقف الضاغط فإن مرحلة اإلنذار تتبعها مرحلة أخرى وهي
مرحلة المقاومة لهذا الموقف وتشتمل هذه المرحلة األعراض الجسمية التي يحدثها
التعرض المستمر للمنبهات والمواقف الضغطة التي يكون الكائن الحي قد اكتسب
القدرة على التكيف معها وتعتبر هذه المرحلة هامة في نشأة أغراض التكيف أو ما
يسمى باألغراض السيكوسوماتية ويحدث ذلك خاصة عندما تعجز قدرة اإلنسان على
مواجهة المواقف عن طريق رد الفعل التكيفي ،ويؤدي التعرض المستمر للضغوط
إلى اضطراب التوازن الداخلي مما يحدث مزيداً من اإلف ارزات الهرمونية المسببة
لالضطرابات العضوية ,ولها عدة أعراض منها( :عبد الرؤوف طالع.)120 :
/1األعراض الجسدية :
أ /الشعور باإلرهاق حتى بدون ان يقوم بأى مجهود.
ب /نقص الرغبة الجنسية ( أو تالشيها ) فلم يعد يسعى أو يقبل على اللقاء الزوجى
الذى كان يتمزق شوقا إليه من قبل بالرغم من (المثيرات) و(العروض الشيقة)
التى يقوم بها الطرف اآلخر
/2األعراض النفسية :
أ /عدم االهتمام بأى شىء أو أى أحداث سواء على المستوى المحلى أو حتى
القومى مطلقا
ب /الميل الى الوحدة و العزلة وعدم االبتهاج لمقابلة الناس.
ج /االستياء الدائم والمستمر.
/3األعراض المجتمعية:
أ /االنسحاب االجتماعى والعزلة.
ب /التأخير عن العمل (بل ويتمنى أن ال يذهب من األساس ويهلل داخليا ألى
أفكار بأن المؤسسة التى يعمل بها سوف تطبق نظام المعاش المبكر).
ج /المماطلة والتسويف ألى عمل ال يمكن أن يتم اليوم
د /اإلسراف فى التدخين.
ه /اإلسراف فى تناول أكواب الشاى والقهوة.
50
و /اللجوء الى تعاطى المهدئات و ربما المخدرات (الحقيقية)
المرحلة الثالثة :وتسمى اإلنهاك أو اإلعياء:
فإذا طال تعرض الفرد الضغوط متعددة لفترة أطول ،فإنه هسوف يصل إلى
نقطة يعجز عن االستمرار في المقاومة ويدخل في مرحلة االنهاك ويصبح عاج اًز
عن التكيف بشكل كامل في هذه المرحلة تنهار الدفعات الهرمونية وتنقص مقاومة
الجسم وتصاب الكثير من أجهزة العصب ويسير المريض نحو الموت بخطى سريعة
واذا توقف األمر على العديد من االستجابات التكيفية التي تساعد الفرد على حماية
نفسه كلما تعرض إلى تغيرات ومواقف ضاغطة ،فانخفاض درجة الح اررة أو زيادتها
وحاالت الجوع والعطش والنشاط العضلي الزائد والتوتر االنفعالي كلها تؤدي إلى
تغيرات في الكائن الحي نتيجة ما يسمى بحالة الضغط النفسي(.محمد
هالل2000،م ,)40 :ولها عدة أعراض:
/1األعراض الجسدية :
أ /اضطرابات مزمنة فى المعدة والقولون.
ب /اإلرهاق الجسمى المزمن.
ج /صداع مزمن بدون أسباب واضحة.
/2األعراض النفسية :
أ /حزن.
ب /اكتئاب مزمن ،وهو اكثر حدة من الحزن حيث النظرة السوداوية فى عمل شىء
وعدم التفاؤل واليأس.
ج /فقدان األمل وعدم التفاؤل حتى من باب مجاملة اآلخرين
د /قد يقدم على االنتحار والتخلص من حياته.
/2األعراض المجتمعية:
أ /استمرار العزلة.
ب /استمرار مقاطعة الناس.
ج /استمرار الغياب عن العمل.
د /قطع عالقته باآلخرين – حتى وان كانت عالقات حميمة طيبة مع اآلخر
51
ه /الشك فى اآلخرين (حتى وان كانوا اقرب الناس إليه).
و /عدم التسامح مع اآلخرين وحتى مع النفس ( وتضخيم ) األخطاء.
ز /االتجاه إلى عالم السحر (لفك هذا الغموض واألسئلة واأللغاز التى بال أجوبة
حتى اآلن).
ح /الدخول فى(مذاهب) متطرفة الثبات الذات ربما واثبات انه مختلف عن
اآلخرين.
نالحظ أن تتطور األعراض إن لم ننتبه إليها فى البداية من الممكن أن تقود
الشخص إلى الهالك فاإلنتباه جيداً ألى تغيرات ،وأن ال نفصل بين ما هو جسدى
وما هو نفسى ألن األمور قد تختلط ببعضها البعض فاألعراض النفسية قد تختار
األعضاء العضوية الجسدية (لتمثيل) دورها فتبدأ رحلة طويلة بين أروقة العيادات
والمستشفيات ويكون لديها بعض هذه (الجوالت) المكوكية العديد من األشعة،
والتحاليل ،والروشتات واألدوية ,ورغم ذلك ما زال يعانى من األلم العضوى ألنهُ هو
والطبيب قد بالغا فى االهتمام بالمرض ولم يلقوا باال لالهتمام بالسبب.
52
المبحث الرابع
مفهوم النزالء (المحبوسيين) وحقوقهم
مقدمة:
الحرية منحة إلهية منحها اهلل سبحانه وتعالى لهذا اإلنسان ،كي يكون
مسؤوالً عن تصرفاته أمام اهلل أوالً ،وأمام المجتمع الذي ينتمي إليه ثانياً ،لكن بعض
األفراد ربما يسيئون استخدام هذه المنحة اإللهية ،فيتعدون في غفلة من إيمانهم وغيبة
من ضمائرهم على النظام االجتماعي الذي ينتسبون إليه ،ومن هنا فقد شرع اإلسالم
الحنيف عقوبة السجن إصالحاً للجاني ،واشعا اًر له بخطئه من جهة ،وحماية للمجتمع
ومنعاً للجريمة وحسم ًا لمادة الفساد من جهة أخرى .ونقوم هذا الفصل من أجل إبراز
هذه العقوبة وايضاح األحكام الشرعية المتعلقة بالسجن والسجين ،وحقوق السجين
عبر ثالثة مباحث بينت في أولها حقيقة السجن وحكمه ،بينما أفردت ثانيها للحديث
عما يمنع منه السجين ،وما يباح له ،ثم خصصت ثالثها للحديث عن حقوق
السجين .كما نركز على إنسانية السجين ،وعدم إهدارها ،والحريص على أال تتجاوز
هذه العقوبة ما رسم لها من تحقيق المقاصد الشرعية من ورائها.
السجن ،هو سلب لحرية إنسان بوضعه في مكان يقيد حريته ،والسجن هو
َ
طريقة الحتجاز شخص بموجب حكم قضائي أو قرار إداري من سلطة يستند إما إلى
قانون ينص على عقاب الشخص لكونه ارتكب جريمة أو لمجرد قرار تقديري من
سلطة مخولة باحتجاز األشخاص إجراء وقائيا تقوم به إدارة األمن بوصفها سلطة
عامة .للتحفظ على مشتبه به حتى إتمام تحقيقاتها .ويطلق على السجن بغرض
التحفظ بالحبس االحتياطي أو حبس تحفظي ،أو اعتقال وقائي.
السجن بحسب األصل نوع من أنواع العقوبات الجزائية ولذلك ال يستخدم إال
وفقا للقانون (United Nations Development(.وهو كإجراء وقائي مخول
للسلطة أو اإلدارة لتقديرها ان شخصا بعينه يشكل خطورة على المجتمع أو يشكل
تهديدا على المجتمع أو النظام .السجن بهذا المفهوم األخير يطلق عليه أيضا"
اعتقاال" وهذا األخير يكون تعسفا من السلطة العامة التنفيذية إذا استطالت مدته على
53
النحو الذي يساوى فيه بين المعتقل لشبهة دون ثبوث جرم فعلي ،وبين المسجون
لكونه قد ارتكب بالفعل جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن وسلب الحرية.
يطلق السجن على المكان الذي تتم فيه سلب حرية اإلنسان .وهو مكان معد
ليكون صالحا لحبس شخص أو أكثر ويكون إعداده بوضع األسوار والقضبان
الحديدية وتعيين الحراسة الالزمة لمنع المسجون من الفرار .وبعبارة أخرى يتم وضع
كل الوسائل الممكنة لمنع الشخص من الخروج من المكان المحبوس فيه وتحت
سيطرة كاملة لحراس السجن.اما بالنسبة للتيار الفكري العام .وبالنسبة النصار نظرية
الحرية العامة .فهناك نوع من االحتقار للسجن كاداة للعقاب.
وفي رأئينا أن السجن يدمر اإلنسان ويمنعه من اإلبداع ومن التقدم ومن البناء فهو
لذلك محتقر .يجب أن يلف العار اولئك الدين يتقاضون المال من اجل ان يحكموا
بالسجن أو يراقبوا الزنازين .يجب أن يحكم بالعار على مرتزقة األنظمة السياسية
السجنية .هذه بعجالة بعض مخاطر السجون ومخاطر السجن على االفراد والمجتمع:
• الملل وعدم القدرة على ممارسة اي انشطة منتجة ابداً.
• مخاطر نشوء مجتمع شمولي يخدم مصاله فقط ويلجا إلى نظام المعاقبة بالسجن
الخراس معارضيه ومنتقديه.
• االستعباد بحيث يستعبد اإلنسان داخل السجن بتلك الطريقة".عبد سجين"لكن
ويالالسى فان ما يقال هو سجين وليس عبدا.
• تهشيش الفرد واضعافه نتيجة لسجنه مما يعرضه لمخاطر االغتصاب واالعتداء
الجنسي أكثر واكثر .ولكن هذه األوضاع التي نعرضهم لها هي اسوا من الجرائم
التي ارتكبوها .ونحن مذنبون بذلك.
مفهوم السجين:
يقال سجنه سجناً حبسه فهو مسجون وسجين ,ورجل سجين ومسجون ,وكذلك
وس ْجَنى ,وقال اللحياني :إمرأة سجين وسجينة أي
األنثى بغير هاء ,والجمع سجناءَ ,
مسجونة من نسوة سجنى وسجائن( .سجن – لسان العرب )203/13
والحبس ضد التخلية ,يقال حبست الرجل إذا سجنته حبس ( .لسان العرب .)44/6
54
ال يتضمن ضر اًر
وتطلق كلمة سجين على كل من أدخل السجن الرتكابه فع ً
ويعاقب عليه الشرع بعقوبة مقدرة أو غير مقدرة ,أو المدين الذي حبس لعدم وفائه
للدين وما شابه ذلك .والسجين هو أي شخص مجرد من حريته إلدانته بجريمة.
السجن لغة :بفتح السين ،مصدر سجن ،بمعنى حبس ،ومنه يقال :سجنه يسجنه
سجنا :أي حبسه والسجن بالكسر :المحبس ،أي مكان الحبس ،وصاحبه سجان،
ً
والجمع سجون ( .المعجم الوسيط .) 418/1
السجن أصطالحاً:
كثير عن اإلطالقات اللغوية
اً ال يخرج السجن في اصطالح الفقهاء وعرفهم
المتقدمة ،فها هو ابن القيم يعرف السجن بقوله" :ليس هو الحبس في مكان ،وانما
هو تعويق الشخص ،ومنعه من التصرف بنفسه سواء أكان في بيت ،أم مسجد ،أم
كان بتوكيل الخصم ،أو وكيله عليه ،ومالزمته له" (.حسن أبو غده1987 ,م.)24 :
وفي رائينا إن السجن هو حجز شخص ومنعه من التصرف ،وتقييد حريته،
أمور مخالفة ،ممن يملك سلطة لفعل ذلك".
الرتكابه ًا
القول" :حجز شخص معين" ،يعني أن السجن ال بد أن ينطوي على الحجز ،وهو
المنع.
القول" :منعه من التصرف" ،هذا القيد يشمل تلك التصرفات التي يحظر
عليه القيام بها مباشرة ما دام في الحبس ،وهذه التصرفات هي التي تحتاج إلى أن
يباشرها السجين بنفسه ،فيخرج منها ما ال يحتاج إلى تلك المباشرة كالتوكيل بالبيع ،أو
الشراء ،أو الطالق ،أو نحو ذلك( .محمد بن عبد اهلل الجريوي1997 ,م)32 :
القول" :تقييد الحرية" ،يشمل حرية الحركة والتنقل ،وكل تصرف يحظر عليه فعله،
تقييدا للحرية.
ألن في منعه من هذه التصرفات ً
القول" :تقييد الحرية" ،يشمل حرية الحركة والتنقل ،وكل تصرف يحظر عليه
أمور مخالفة":
تقييدا للحرية .قولنا" :الرتكابه ًا
فعله ،ألن في منعه من هذه التصرفات ً
إشارة إلى سبب السجن ،وهذه األمور المخالفة يراد بها ،األعمال أو األقوال التي ال
يقرها القانون ويجرمها.
55
أما قولنا" :ممن يملك سلطة لفعل ذلك" ،فيخرج من ليس له سلطة ،كما يحصل في
جرائم الخطف ،أو جرائم الحجز ،وتقييد الحرية التي يقوم بها بعض األفراد أو
الجماعات خارج نطاق القانون ،أو الشرع.
من ذلك نرى من خالل ما سبق إن نزالء المؤسسات العقابية في
االصطالح :هم المحكوم عليهم من المذنبين الذين يتم احتجازهم داخل مؤسسات
ٍ
مبان قوية وحراسة مشددة ومخططة بطريقة يصعب الفرار منها إصالحية ذات
لمنعهم من الهروب والتأآد من بقائهم بها طوال مدة تنفيذ الحكم.
السجن من وجهة نظر القرآن الكريم:
ذكرت في فلسفة السجن أمور معقولة ،وفي الواقع يعتبر السجن تبع ًا لتلك
االُمور ضرورة اجتماعية ،سواء كان لمعاقبة المجرمين أو كان إلصالحهم وتأديبهم،
أو كان لقطع خطرهم أو قطع جذور الفساد وغير ذلك من المسوغات ،وقد وردت
أن األلفاظ التي تدل على
إشارات عديدة لهذا المعنى في القرآن المجيد وال يخفى ّ
السنة الشريفة ومن
مفهوم «السجن» كثيرة في لغة العرب وقد استعملت في القرآن و ّ
جملة المصطلحات ،لفظة «السجن» التي وردت في تسعة موارد في آيات القرآن
ِِ ِ ِِ َِّ الكريم في قوله تعالى (قَالَ ْ ِ
ص َم
استَ ْع َت فَ َذل ُك َّن الذي لُ ْمتَُّنني فيه َولَقَ ْد َرَاو ْدتُهُ َع ْن َن ْفسه فَ ْ
ب إِلَ َّي ِم َّما
َح ُّ
ِّج ُن أ َ
ب الس ْ ين* قَا َل َر ِّ ِ ولَئِن لَم ي ْفع ْل ما َآمره لَيسجَن َّن ولَي ُك َ ِ
ون ْن م َن الصَّاغ ِر َ َ ْ ْ َ َ َ ُُُ ُ ْ َ َ َ
ِِ ِ ِ َّ ي ْدع َ ِ
ين (سورة يوسف ب إِلَ ْي ِه َّن َوأَ ُك ْن م َن ا ْل َجاهل َ ف َعِّني َك ْي َد ُه َّن أ ْ
َص ُ ونني إِلَ ْيه َوِاال تَ ْ
ص ِر ْ َ ُ
اآلية )33/23بمناسبة حبس هذا النبي الكريم الطاهر «بنفسها أو بمشتقاتها
واستعملت في مورد واحد في قصة فرعون في سورة الشعراء حيث خاطب فرعون
موسى(عليه السالم) مهدداً ّاياه بالسجن وحكى هذا القول القرآن الكريم بقوله تعالى(
ك ِم َن المسجونين)(.سورة الشعراء اآلية.)29ت ِالَهاً َغ ْي ِرى الَ ْج َعلََّن َ
قَا َل لَئِ ِن اتَّ َخ ْذ َ
والمصطلح اآلخر هو «الحبس» الذي استعمل في القرآن الكريم في موردين ،ولكن
ليس في معنى السجن ،واّنما استعمل في هذا المعنى في األحاديث اإلسالمية كثي اًر.
(أبو الفداء إسماعيل بن كثير2000,م.)203 :
االمساك الذي استعمل في مورد واحد في القرآن المجيد بمعنى السجن،
وهو مورد النساء الالتي يأتين الفاحشة ،وذلك قبل نزول حكم ِّ
حد الزنا (الجلد) "(.
56
ين ا ْلفَا ِح َشةَ ِ َّ ِ
حسن أبو غده ،)29 :وقد ورد هذا التعبير في قولة تعالى ( َوالالتي َيأْت َ
وت َحتَّى ِمن نِسائِ ُكم فَاستَ ْش ِه ُدوا علَ ْي ِه َّن أَربعةً ِم ْن ُكم فَِإن َش ِه ُدوا فَأَم ِس ُكوه َّن ِفي ا ْلبي ِ
ُُ ُ ْ ْ ْ َْ َ َ ْ َ ْ ْ
يال) (سورة النساء اآلية )15 ت أ َْو َي ْج َع َل اللَّهُ لَهُ َّن َسبِ ً َيتََوفَّ ُ
اه َّن ا ْل َم ْو ُ
ين ونجد أن معنى النفي من االرض الذي ورد في قوله تعالى( إَِّنما ج َز َِّ
اء الذ َ َ َ ُ
صلَُّبوا أ َْو تَُقطَّ َع أ َْي ِدي ِه ْم
َن ُيقَتَّلُوا أ َْو ُي َ
ادا أ ْ
ض فَ َس ً ون اللَّهَ وَر ُسولَهُ وَي ْس َع ْو َن ِفي ْاأل َْر ِ
َ َ ُي َح ِارُب َ
لد ْنَيا َولَهُ ْم ِفي ْاآلَ ِخ َرِة ي ِفي ا ُّ ِ
ك لَهُ ْم خ ْز ٌ ض َذلِ َ ف أ َْو ُي ْنفَ ْوا ِم َن ْاأل َْر ِ وأَرجلُهم ِمن ِخ َال ٍ
َ ْ ُ ُْ ْ
وفسره البعض بالسجن وكذا مصطلح ع َذ ٌ ِ
يم) (سورة المائدة اآلية )33من ّ اب َعظ ٌ َ
ِ ِ ِ ِ اإلرجاء الذي ورد في قوله تعالى( قَالُوا أ َْر ِج ْه َوأ َ
ين) (سورة َخاهُ َوأ َْرس ْل في ا ْل َم َدائ ِن َحاش ِر َ
األعراف اآلية )111في قصة موسى وفرعون ،حيث يعتقد البعض ّأنه بمعنى
إن معناه
السجن ولكن أغلب المفسرين لم يفسر اإلرجاء بهذا المعنى ،بل قالوا ّ
فإن المتيقن ّأنه يوجد في القرآن المجيد مورد واحد على
التأخير .وعلى ّأية حالّ ،
أن هذه اآلية ناظرة إلى
األقل من موارد حكم السجن والمعروف بين المفسرين هو ّ
عقاب النساء الالتي يرتكبن الزنا ،قبل نزول حكم ِّ
حد الزنا وهنا ذكر حكمهن وهو
السجن المؤبد ،وان تبدل هذا الحكم فيما بعد إلى حكم الجلد أو الرجم وجملة
ت أ َْو َي ْج َع َل اللَّهُ لَهُ َّن َسبِ ً
يال)(سورة النساء, ِ ِ
وه َّن في ا ْل ُب ُيوت َحتَّى َيتََوفَّ ُ
اه َّن ا ْل َم ْو ُ ِ
(فَأ َْمس ُك ُ
اآلية )15وان لم يذكر لفظ السجن فيها ،ولكن اإلمساك في البيوت إلى آخر العمر
أمر شبيه بالسجن وهذا هو المورد الوحيد المتحقق في القرآن حول حكم السجن.
ٌ
مشروعية الحبس:
أتفق الفقهاء على مشروعية الحبس للنصوص والوقائع الواردة في ذلك ,وقد نقل عن
بعضهم أن النبي لم يسجن أحدا(.محمد بن عبداهلل األحمد1998 ,م.)52 :
من القرآن الكريم:
استَ ْش ِه ُدوا ِ ِ ِ ِ ِ َّ ِ
ين ا ْلفَاح َشةَ م ْن ن َسائ ُك ْم فَ ْ (والالتي َيأْت َ إستدل المثبتون بقوله تعالى َ
ِ ِ ِ ِ
وه َّن في ا ْل ُب ُيوت َحتَّى َيتََوفَّ ُ
اه َّن ا ْل َم ْو ُ
ت أ َْو َي ْج َع َل َعلَ ْي ِه َّن أ َْرَب َع ًة م ْن ُك ْم فَِإ ْن َش ِه ُدوا فَأ َْمس ُك ُ
يال)(سورة النساء ,اآلية .)15وللعلماء أقوال في نسخ هذه اآلية منها :أن اللَّهُ لَهُ َّن َسبِ ً
الحبس نسخ في الزنى فقط بالجلد والرجم وبقي مشروعا في غير ذلك .واستدلوا أيضا
ان بِاللَّه) ففي اآلية الكريمة إرشاد
َّال ِة فَُي ْق ِس َم ِ
ونهُ َما ِم ْن َب ْع ِد الص َ
بقوله تعالى (تَ ْحبِ ُس َ
57
حبس من توجب عليه حق حتى يؤديه .واآلية غير منسوخة لعمل أبي موسى
وه ْم
األشعري بها في الكوفة زمن إمارته ,وفي الحبس جاء قوله تعالى ( َو ُخ ُذ ُ
وهم) وتقدم معنا أن الحصر هو الحبس ,واآلية ليست منسوخة ,والى ص ُر ُ
اح ُ
َو ْ
مشروعية األسر ذهب الفقهاء ,بل إن األسير يسمى مسجوناً .واإلسالم لم يشرع
عقوبة السجن من أجل االنتقام والتحقير واهدار كرامة اإلنسان ،بل شرعها لتقويم
واصالح الجاني مع الحرص على التناسب بين مقدار العقوبة وجسامة
الجريمة(.،محمد األحمد.)54 :
فضالً عن االلتزام بالمعاملة الحسنة للنزالء وتعهدهم بالرعاية التزاماً بقوله تعالى(
ط ِع ُم ُك ْم لِ َو ْج ِه اللَّ ِه َال ُن ِر ُ
يد ير * إَِّن َما ُن ْ ِّه ِمس ِك ًينا ويتِيما وأ ِ
َس ًا ِ َّ وي ْ ِ
ََ ً َ ون الط َع َام َعلَى ُحب ْ طع ُم َ َُ
ورا) سورة االنسان اآلية(.)9-8 ِ
اء َوَال ُش ُك ً
م ْن ُك ْم َج َز ً
من السنة النبوية:
موجودا في عهد النبي (صلى اهلل عليه وسلم) وانما استعاض
ً السجن لم يكن
عنه بأشكال أخرى قد تبدو بدائية ،إذا ما قيست بالسجون في أيامنا هذه تتمثل في
الربط والتقييد والمالزمة ،ووجود هذه األشكال من تقييد الحرية ذو داللة على أن
قائما في عهد النبي (صلى اهلل عليه وسلم) ولكن بأشكال مختلفة
السجن قد كان ً
قائما في عهده (صلى اهلل عليه وسلم) البعيد عن
تتناسب وبساطة الوضع الذي كان ً
أيضا مع طبيعة المجرمين وبساطة وبدائية جرائمهم ،والذين
التقصير ،كما وتتناسب ً
إذا ما قيسوا بعتاة المجرمين في أيامنا هذه ،فإنهم أقرب ما يكونوا إلى هواة ،أقرب
منهم إلى محترفي إجرام( .الموسوعة الفقهية ج 16ص.)283
السجن موجود في عهد النبي (صلى اهلل عليه وسلم) فال تضر األشكال
والكيفيات واآلليات التي تختلف من عصر إلى عصر ،ومن مصر إلى مصر،
وتتناسب مع كل بيئة وتواكب التعقيد في فن الجريمة المنظمة .إن استدالالت نفاة
الحبس ال تعدو أن تكون أقيسة واستنتاجات واستئناسات ،ال يمكن أن تعارض األدلة
النصية من القرآن والسنة ،واجماع األمة التي استدل بها الجمهور القائلين بمشروعية
الحبس.
58
نرى من ذلك إن المصلحة تقتضي حبس هؤالء من أجل تأديبهم وزجر غيرهم عن
وردعا ألمثالهم.
ً تأديبا لهم،
مقارفة ما ارتكبوه من أفعال ،فيكون الحبس ً
(لي الواجد
هناك بعض الشواهد تدل على مشروعية الحبس في السنة حديث ّ
اللي بمعنى المماطلة ويقصد بحل العرض إغالظ القوليحل عرضه وعقوبته) و ّ
والشكاية ,والعقوبة هي الحبس ,وهذا قول جماعة من الفقهاء مثل سفيان ووكيع وابن
المبارك وزيد بن علي .وروي عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال (إذا أمسك
الرجل ,الرجل ,وقتله اآلخر ,فيقتل الذي قتل ,ويحبس الذي أمسك) ,وبحنوه قضى
علي رضي اهلل عنه حين أمر بقتل القاتل وحبس الممسك حتى يموت ,ويعرف هذا
بالقتل صب ار أي الحبس حتى الموت .وروي أن النبي صلى اهلل عليه وسلم حبس
أحد رجلين من غفار اتهما بسرقة بعيرين وقال لآلخر:اذهب فالتمس ,فذهب وعاد
بهما( .الموسوعة الفقهية ج 16ص.)284
واتخذ الحبس من أيام الرسول صلى اهلل عليه وسلم ,حين حبس بني قريظة في
دار المدينة ,ثم اتخذت له الدور في جميع األمصار ,والظاهر أنه جاء وقت كان
الحبس فيه دار بالل ,قال وكيع"قدم ابن إدريس إلى شريك (القاضي) في وصية,
فأمر به إلى الحبس-والحبس يومئذ في دار بالل -فالتفت إلى شريك ,وهو يذهب به
إلى الحبس ,يقول :الحكم في كذا وكذا -يفتيه -فقال شريك:أفت بهذا أهل دار بالل.
(نظام الحكم في الشريعة والتاريخ اإلسالمي ج 2ص)545
من اإلجماع:
ولقد أجمع الصحابة ومن بعدهم على مشروعية الحبس ,وقد حبس الخلفاء
الراشدون وابن الزبير والخلفاء والقضاة ومن بعدهم في جميع األعصار واألمصار
من غير إنكار ,فكان ذلك إجماعاً.
من العقل:
وتدعوا الحاجة عقال إلى إقرار الحبس للكشف عن المتهم ,ولكف أهل الجرائم
المنتهكين للمحارم ,الذين يسعون في األرض فسادا ويعتادون ذلك ,أو يعرف
منهم,ولم يرتكبوا ما يوجب الحد أوالقصاص( .الموسوعة الفقهية ج 16ص.)286
59
األلفاظ ذات الصلة بالسجن:
أوالً :الحبس:
ويطلق الحبس بإزاء عدة معان:
/1ضد التخلية (ابن منظور،ج ،44 :6الرازي)51 :
حبسا :منعه وأمسكه(أنيس ورفاقه ،ج)152 :1
/2المنع واإلمساك ،ومنه يقال :حبسه ً
/3التوقيف ،كقولنا :حبسته ،بمعنى وقفته ،فهو حبيس ،والجمع حبس ،ويستعمل
احدا (.كان أو جماعة ،وحبسته بالتشديد ،مبالغة في
الحبيس في كل موقوف و ً
فرسا في سبيل اهلل :أي أقفه(
الحبس( الفيومي :ص (.)118قال الرازي :وأحبس ً
الرازي ,مختار الصحاح ,ص).51
/4الموضع الذي يحبس فيه( ابن منظور ,ج)44: 6
/5الحصر لغةً :ضرب من العي ,وقيل حصير لم يقدر على الكالم ,وحصر صدره:
ضاق كما يضيق الحبس على المحبوسين (,إبن منظور ,لسان العرب ,ص،)192
سجنا
ً قال تعالى( :وجع ْلَنا جهَّنم لِ ْل َك ِاف ِرين ح ِ
ص ًيرا) ( سورة اإلسراء ,اآلية ،) 8:أي َ َ َََ َََ
حصورا( الطبري , ,ج)42 :8ً محبسا
ً وحبسا ،قال الطبري :أي
ً
ويظهر لي أن أدق هذه المعاني وألصقها بطبيعة السجن ،هو المنع واإلمساك ،لما
يترتب على السجن من منع السجين من التصرف وامساكه بمنعه من الخروج من
ممنوعا
ً المكان الذي يحبس فيه ،فكان السجين والحالة هذه ممس ًكا عن الخروج ،أي
فيه.
ثانيا :الحجز:
ً
حجزا :أي فصل،
الحجز لغ ًة :يعني الفصل بين الشيئين ،ومنه يقال :حجز بينهما ً
ويأت الحجز بمعنى المنع( الفيروز آبادي).652 :
وأما في االصطالح :فهو تقييد حرية الشخص ووضعه في مكان معين طيلة فترة
التحقيق معه ،ويراد بالحجز عند القانونين التدبير اإلحتياطي ،ويسمونه الحجز
اإلحترازي أو اإليقاف التحفظي وهو وسيلة أمن يتالفى بها اقتراف جرائم جديدة ،وقد
ضمانا لتنفيذ العقوبة أو طريقة لتوفير صدق سير البحث.
ً تكون
60
ثالثا :التوقيف:
وهو لغةً :مأخوذ من الفعل وقف ومعناه الحبس (.إبراهيم أنيس ورفاقه )1051 :
ويقصد بالتوقيف والموقوف عند أهل القانون :بأنهم السجناء الذين لم ّيبت القضاء
في أحكامهم لعدم تجاوزهم مرحلة اإلتهام (.حسن أبوغدة ).44:فالتوقيف يشبه
الحجز؛ ألنه محدود المدة ،ويكون في الغالب قبل اإلحالة إلى المحكمة ،وبالتالي قبل
النطق بالحكم.
ابعا :التقييد:
ر ً
وهو لغةً :مأخوذ من القيد ،ويعني ضم العضدين من المؤخرتين( ابن منظور)372 :
اصطالحا بأنه :تعويق حرية السجين ومنعه من التصرف في
ً ويمكننا تعريف التقييد
نفسه وماله ،وذلك بوضع األغالل والقيود في يديه ورجليه.
خامسا :الربط:
ً
وهو لغةً :المنع ،يقال ربط نفسه عن كذا أي منعها (.إبراهيم أنيس)323 :
اصطالحا بأنه :وضع األغالل والقيود في يدي السجين ،أو
ً ويمكننا تعريف الربط
رجليه ،بهدف تقييد حركته ومنعه من الهرب.
سادسا :اإلقامة الجبرية:
ً
وتعني تحديد مكان يفرض على الشخص اإلقامة فيه ،وهذه اإلقامة الجبرية قد تكون
ضيقه بحيث يفرض على الشخص اإلقامة في بيته ويمنع من الخروج منه ،وقد تكون
واسعة( حسن أبوغدة ).45 :بحيث يفرض على الشخص اإلقامة في مدينة بعينها
ويمنع من الخروج منها ،حيث يطلب منه عادة إثبات وجوده في تلك المدينة ومراجعة
يوميا والتوقيع في ذلك المركز األمني ،لضمان عدم خروجه من
المراكز األمنية فيها ً
المدينة ،أو مغادرته إياها.
سابعا :النفي:
ً
النفي لغةً :يعني التغريب والطرد واإلبعاد والتنحية( أبن منظور).336 :
اصطالحا :هو سجن المذنب حتى يحدث توبةً(عالء الدين أبوبكر الكاساني,
ً والنفي
ج).95 :7
61
ثام ًنا :االعتقال:
وهو لغةً ،مأخوذ من الفعل عقل ،ويعني الحبس ،يقال :اعتقلت الشرطة المتهم :أي
حبسته حتى يحاكم (.إبراهيم انيس).616 :
قانونا :حبس المتهم في أحد سجون الدولة عن مباشرة أموره حتى يحاكم ،مع
ً وهو
منحه معاملة خا صة كعدم إلزامه بإرتداء زي السجناء وعدم تشغيله إال برضاه.
( غازي جرار)201:
نالحظ من خالل استعراضنا لأللفاظ ذات الصلة بالسجن ،تبدو العالقة
جميعا على
ً عموما وبين السجن ،حيث مدار هذه األلفاظ
ً واضحة بين هذه األلفاظ
تقييد الحرية ومنع السجين من التصرف بنفسه أو ماله ،وهذه هي حقيقة السجن.
ويمكننا إيراد المالحظات التالية:
/ 1إن الحبس لفظ عام يشمل تقييد الحرية بعد المحاكمة ،كما يشمل تقييدها قبله،
وان كان الغالب في اإلطالق أن الحبس هو من آثار المحاكمة ،وبالتالي فإنه يعقب
النطق بالحكم.
/2إن الحجز والتوقيف واالعتقال وغيرها من ألفاظ ذات الصلة ،كل ذلك يكون قبل
وغالبا أثناء فترة التحقيق.
ً المحاكمة
مؤبدا ،بخالف غيره من األلفاظ ذات الصلة
/3إن الحبس قد يكون مؤقتًا ،وقد يكون ً
إذ كل ذلك ال يكون إال مؤقتًا.
/4إن بين الحبس من جهة ،والحجز والتوقيف من جهة أخرى عموم وخصوص،
حبسا ،بمعنى أن الحجز قد يطلق عليه لفظ ً فكل حبس حجز ،وليس كل حجز
الحبس ،بخالف الحبس الذي ال يطلق عليه لفظ الحجز أو التوقيف ،أو االعتقال ،أو
النفي.
من هذا المنطلق تعرف الباحثة المؤسسة العقابية بأنها :المؤسسة تصمم بشكل
مختلف لتقديم خدمة عامة من خالل استقبال وايواء المحكوم عليهم بحكم قضائي
بمدة محددة أو غير محددة ،نتيجة مخالفة الشرع أو النظام ،ومعاملتهم معاملة
إنسانية تحفظ كرامتهم بهدف إصالحهم وتأهيلهم عن طريق البرامج التعليمية والمهنية
62
واإلرشادية والترفيهية الالزمة لمساعدتهم على التكيف مع المجتمع باتباع القانون
خالل فترة إقامتهم وبعد خروجهم لتحقيق أهدافها ووظائفها اإلصالحية.
نشأة وتطور عقوبة السجن:
تعد شريعة حمورابي ملك البابليين أول قانون جنائي مكتوب عرفه التاريخ قبل
أربعة آالف سنة ،وقد أعدت بأسلوب العقوبات االنتقامية ،واستمر هذا االتجاه خالل
الحضارة الرومانية التي أدى سقوطها إلى اختالل حقيقي في ميزان العدالة وأعيد
إدخال النظام العقابي القائم على دفع الغرامة المالية التي كان من ال يستطيع دفعها
يصبح عبداً ،وبعد انتشار المسيحية في أوروبا أدخلت أشكال جديدة من العقوبة ال
يقبلها العقل أو المنطق وتضمنت :
/ ١عقوبة المحاكمة بالمنازلة :كان يتم عقد منازالت قتالية بين الخصمين ،والرابح
هو الفائز ،والخاسر هو المذنب.
/ ٢عقوبة المحنة أو عقوبة التعذيب :بتعريض المتهم لشتى أصناف العذاب ،واذا
لم يهلك منها فذلك دليل على براءته لمساندة اإلله له (حسن طالب٢٠٠٢ ،م .)65:
ق د ارتبط التفسير القديم للجريمة وكذلك تقرير المسؤولية الجنائية الفردية
بمعتقدات دينية بدائية مصدرها أن هناك أرواحاً شريرة وقوى خفية تسيطر على
اإلنسان وتأمره بفعل الشر أو إتيان الفعل اإلجرامي ،باعتبار أن الكون آله تحكمه
وتسيطر عليه قوى شريرة تهدف إلى إيقاع األذى والضرر باإلنسان ،ولذلك تأمره
بفعل الشر وارتكاب السلوآيات اإلجرامية (حسن طالب ،)66 :فقد نزع اإلنسان
البدائي إلى اللجوء للخرافة في تفسير الظواهر المجهولة التي تحيط به ،ولذلك فسر
الجريمة بأنها أرواح شريرة وشياطين تسيطر على اإلنسان وتدفعه الرتكاب السلوك
اإلجرامي ،وامتد هذا االعتقاد في القرون الوسطى (عدنان الدوري١٩٨٤ ,م ).99:
التي فسرت الجريمة بأنها انتهاك للقانون اإللهي (بالمفهوم الكنسي) أحياناً ،نتيجة
لتأثير األرواح الشريرة ،أو اتباع مسالك الشيطان وخرق لتعاليم الكنيسة ،فالجريمة
كانت انتهاكاً للقانون الكنسي قبل أن تكون انتهاكاً للقانون اإلنساني ،فقد كان السلوك
اإلجرامي يفسر على أنه فساد للغريزة اإلنسانية ،أو عدم االنصياع لتعاليم الكنيسة،
63
أو مس من الجن والشيطان ،أو خلل خلقي وأخالقي لدى األفراد (عدنان الدوري
.).100:وكانت العقوبة أو العالج للمجرم يتم بإحدى طريقتين :
/١طرد الروح الشريرة باستخدام أرواح مقاومة لها باستخدام التعاويذ والتمائم
والطقوس السحرية المختلفة.
/ ٢القضاء على المجرم ذاته بإتالف جسده الذي يحتوي على الروح الشريرة (حسن
طالب .) 68 :فقد كان على المجرم أو المتهم أن يدفع ثمن الجريمة التي اقترفها في
الدنيا قبل اآلخرة ،أي يدفع لكل من اإلقطاع والكنيسة ،بل كان عليه أن يدفع ثمن
عدم انصياعه لتعاليم الكنيسة في الدنيا ،أي أن العقاب كان مضاعفاً ومزدوجاً عقاباً
دينيا ودنيوياً ،هدفه األساسي هو فرضالعقوبة الجسدية ودفع ثمن الخطيئة والجريمة
معاً إلى كل من الكنيسة واإلقطاع (حسن طالب.)69 :
من هذا المنطلق اتسمت العقوبات بالقسوة والوحشية خالل العصور القديمة
والمتوسطة واتسمت السياسة اإلصالحية بالشدة والعنف بإقرار العقوبات القاسية
وتوسيع مجاالت تطبيقها والوحشية في تنفيذها بدافع االنتقام (حسن طالب،)69 :
وتضمنت التشريعات عقوبات قاسية آبتر األعضاء واعدام الحواس والحرق والكي
وأنواعاً مختلفة من التعذيب وتشويه الجسد ووضع العالمات عليه بالحديد المحمي،
والغلي في الزيت ودفن األحياء وتحطيم العظام (محمد نيازي حتاتة١٩٩٣ ,م)82 :
في ظل اختالل هيكل ووظيفة النظام الجنائي الذي كان ال يحقق عدالً وال يوفر
استق ار اًر ،فالعقوبات قاسية ،وتقرير المسؤولية الجنائية غير دقيق ،ما ترتب عليه عدم
التن اسب والتفاوت الشديد بين جسامة الجرم وقدر العقوبة ،والقضاة يتمتعون بسلطات
مطلقة ،والمساواة بين المواطنين معدومة ،واالستبداد والحكم بالهوى قانون العصر
(محمد زكي أبوعامر١٩٨٥ ،م .)102 :وبعد ظهور الدولة الحديثة وانفصال
السلطة السياسية عن السلطة الدينية ،تحول حق العقاب إلى الدولة ،وتبلورت
شخصية المسؤولية الجنائية وتحددت معالم مبدأ شخصية المسؤولية والعقاب الذي
يعد من أهم دعائم نظرية القانون الجنائي (نبيل مدحت سالم١٩٨١,م .)87:وعلى
الرغم من هذا التطور ،إال أن المسؤولية المادية ظلت معروفة في أوروبا حتى
العصور الوسطى واتسمت العقوبات التي توقع عليها بالشدة والصرامة ،ولم تمتد
64
المسؤولية إلى أفعال اإلنسان الظاهرة فقط ،بل كان يسأل عن عقائده ونواياه وأفكاره.
ويرجع تاريخ تطبيق العقوبات السالبة للحرية بصفة عامة إلى فتح سجن أمستردام
بهولندا عام ١٥٩٥م ،حيث كان إيذان ًا بأهمية العقوبات السالبة للحرية بصفة عامة،
ولم يكن الهدف منها التصدي للجريمة بقدر ما كان وسيلة لتعديل القيم وتوجيهها
التوجيه الصحيح ،ولتحقيق ذلك تطورت العقوبة السالبة للحرية واصطبغت
بالمشروعية في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر وتنوعت
أشكالها وصورها حتى وصلت إلى ما هي عليه في وقتنا الحاضر ،ففي بريطانيا كان
الحجز في السجن يتم في بعضالحاالت اإلجرامية القليلة ،ثم اعتمدت عقوبة السجن
لمرتكبي جريمة القتل العمد ،ولمدة تتراوح ما بين ١٢٠ - ٤٠يوماً لمرتكبي جريمة
السرقة (حسن طالب .)70:كما أن أساس المسؤولية الجنائية بعناصرها الثالث
إالبناء على كتابات وأفكار فالسفة القرن
ً التجريم والعقاب والوقاية لم يبدأ التمهيد له
السابع عشر والثامن عشر حيث نادى هؤالء الفالسفة وعلى رأسهم مونتيسكو وروسو
بإصالح السياسة .اإلصالحية وضرورة تناسب العقوبات مع الجريمة مع تجنب
العقوبات القاسية الوحشية والدعوة إلى ضمان حرية المواطن ومساواته أمام القانون،
وضرورة وجود نصوص قانونية صريحة تحدد العقوبات وتحدد الفعل الجرمي ،مع
أهمية الفصل بين السلطة القضائية والسلطة التنفيذية (اكرم نشأت إبراهيم١٩٩٦،م:
.)109ويعد أول سجن أنشىء بالمعنى المتعارف عليه اآلن هو السجن الذي
أنشىء في أمريكا الشمالية عام ١٧٧٦م ،تاله إنشاء سجن في فرنسا عام ١٧٨٩م
وأصبحت العقوبة السالبة للحرية (عقوبة السجن) بدالً من العقوبة البدنية ،إال أن
تطبيق عقة السجن كان يرمي إلى:
- ١الضغط على األفراد لدفع ما عليهم من غرامات وديات.
- ٢حجز المحكوم عليهم لتطبيق عقوبات أخرى محكوم عليهم بها.
- ٣استبدال أحكام بأحكام أخرى ،وبخاصة أحكام اإلعدام (حسن طالب.)72 :
قد تأثرت السياسة اإلصالحية بدرجات متفاوتة من المدارس اإلصالحية
المختلفة التي أدخلت مفاهيم جديدة على السياسة اإلصالحية ونجحت في بلورة أفكار
الفالسفة والغاء فكرة االنتقام ،وتحديد إصالح الجاني واعادة تأهيله آهدف أساسي
65
من العقوبة ،فالسجن اليراد به العقاب بقدر ما يراد به اإلصالح والتهذيب (محمد
حتاتة .)90 :ويعد كل من " مونتيسكو" و" روسو" هما أصحاب الفضل األول في
انتقال هذه المبادى واألفكار التي أدخلت تعديالت جذرية على السياسة اإلصالحية
وتحديد ضوابط وأساس المسؤولية الجنائية.
فلسفة وأقسام السجون:
أن أكثر السجون على طول التاريخ كانت تعبر عن أبشع صور ال شك في ّ
الظلم من قبل الطغاة والحاقدين للوصول إلى مقاصدهم ،ولكن ذلك ال يمنع في أن
أهمية واقعية ،وآثار إيجابية في إصالح األفراد ومحاربة الفساد
يكون للسجن فلسفة و ّ
عد وسيلة ثقيلة للضغط على المسجونين االجتماعي .فاالعتقال وسلب الحريةُ ،ي ُّ
لتحقيق أحد االُمور التالية التي تشكل فلسفة الحبس( :حميدي فالح الشهراني
وآخرون1999 ,م)84 :
/ 1السجن االيذائي
يكون عادة لألشخاص الذين يرتكبون المخالفات ،فالسجن يسلبهم الحرية ليقفوا
على قبح أفعالهم ،ويردعهم عن تكرارها في المستقبل ،ولكي يعتبر اآلخرون بذلك.
(أيمن رمضان الزيني٢٠٠٣ ،م ).83 :
/2السجن اإلصالحي
هذا السجن يستفاد منه لحبس األفراد الذين يعتادون على االُمور السيئة
كالمعتادين على المخدرات) والذين ال ينفع معهم النصح واإلرشاد ،فال مهرب من
لمدة قصيرة أو طويلة ،إلصالحهم
حبسهم في هذا السجن وعزلهم عن المجتمع ّ
واجبارهم على ترك ما اعتادوا عليه (.حميدي فالح الشهراني وآخرون١٩٩٩ ,م115:
).
/3السجن االحتياطي
كأن تحدث حادثة مهمة كمقتل نفس محترمة ،ولم ُيعرف القاتل ولكن ُيتهم
البد من التحقيق للتعرف على القاتل ،ولمنع هروب المتهمين
البعض بالقتل ،وحينئذ ّ
البد من توقيف
وعدم التمكن من القبض على القاتل بعد ثبوت األدلة الكافيةّ ،
قدم االعتذار إليه وأُطلق سراحه،
المتهمين فترة التحقيق المؤقتة ،فمن ثبتت براءته ّ
66
البد أن
أن التحقيقات ّومن ثبت ُجرمه عوقب بالعقاب الذي يستحقه .ومن الطبيعي ّ
تتم على وجه السرعة ،إذ قد يكون المتهم بريئاً في الواقع ،فينبغي أن ال يبقى فترة
ّ
طويلة في الحبس (.سعود بن ضحيان الضحيان٢٠٠١ ،م )99 :
/4السجن التأديبي
هذا السجن ُيستفاد منه عادة في حق األطفال الذين ال تشملهم القوانين ،في
مقابل ارتكابهم بعض الذنوب .ليتم تأديبهم وتربيتهم (.محمد نيازي حتاتة١٩٩٣،م :
).97
/5السجن السياسي:
يطلق لفظ «السجين السياسي» على أولئك األشخاص الذين يقومون
بنشاطات سياسية معارضة لمصلحة المجتمع والنظام الحاكم ،وقد تكون تلك
النشاطات أحياناً غير معارضة لمصلحة المجتمع ،بل قد تكون في مصلحته ولكنها
مخالفة لمطامع الحكم المتسلط على رقاب أبناء المجتمع(.مصطفى عبد المجيد كاره
١٩٨٨م ).79 :
/6السجن االستحقاقي:
دين يمتنع عن
نقصد باالستحقاق هنا ،أخذ الحق ،فمثال ،لشخص على آخر ٌ
أدائه إليه مع ّأنه متمكن من األداء ،فهنا قد يحبس المدين حتى يضطر إلى دفع ما
البد من االفراج عنه فو اًر بمجرد أن يقبل دفع حق الدائن إليه،
عليه للدائن ،ولكن هنا ّ
ألن فلسفة الحبس تنتهي بهذا المقدار( .حميدي فالح الشهراني١٩٩9 ,م.)123 : ّ
/7سجن الحفظ:
هذا السجن قد يوجد ولكن بندرة ،وهو مورد بعض األشخاص الذين اشتد
أن وجود هؤالء األشخاص في المجتمع يشكل خط اًر غضب الناس عليهم إلى درجة ّ
على حياة الناس ،في حين ّأنهم على فرض ارتكابهم ذنباً فإّنهم ال يستحقون االعدام،
ومن هنا تضطر الدولة وهي الحافظة لمصالح الناس إلى نقل هؤالء األشخاص إلى
سجن معين حتى تهدأ ثائرة المجتمع ضدهم ،ومتى ما عادت األوضاع إلى حالتها
الطبيعية اطلق سراح هؤالء األشخاص ما ذكرناه من االقسام السبعة أعاله ،فلسفة
معقولة يمكن تصورها للسجن .وفي مقابل هذه الفلسفة المعقولة ،توجد أهداف
67
ومبررات المعقولة وظالمة كانت العامل األصلي لكثير من السجون منها ( :محمد
بن عبد اهلل الجريوي١٩٩٧ ،م)106 :
/1السجن االنتقامي
الجبارين والظلمة واالقطاعيين
ّ أن
سجن ليس له هدف معقول اطالقاً ،إالّ ّ
ولالنتقام من االحرار والرعية.
/2السجون المعدة لقمع التحرر:
الجبارون كسر روح المقاومة المعنوية أو الجسدية عند المناضلين
يحاول ّ
الثائرين ضدهم ،فيلقون بهم في السجون ألجل ذلك ،وأحياناً يكون الحبس توأماً مع
االهانة والتعذيب الروحي والجسدي
/3السجن لعزل القيادة عن القاعدة:
الجبارين وعندما
إن ّ هذه السجون خاصة بقادة الدين والقادة السياسيين ،حيث ّ
يضيقون ذرعاً بجهاد هؤالء يحاولون التفكيك بينهم وبين قواعدهم ومؤيديهم ،فيلقون
بالقادة في السجون
/4السجن لرفع المضايقات:
أحياناً يكون وجود العالم ،المخترع ،القائد ،أو أي فرد الئق ،مزاحماً لوجود
الجبارين إالّ أن يودعوا هؤالء في السجون ليرتاحوا
الجبارين ،فما يكون من ّ
الحكام ّ
من مضايقاتهم ومزاحمتهم.
/5السجن بسبب النزاهة:
من أعجب أنواع السجن على طول التاريخ ،السجن الذي يبتلى به بعض
البد من اإللتفات إلى النزاهة والطهارة ُّ
تعد ُجرماً األشخاص بسبب نزاهتهم وبراءتهم ،و ّ
في المحيط الملوث بالذنوب واآلثام كما في يوسف الذي دخل السجن بسبب طهارته
وعفته( .محمد الجريوي )107 :
حقوق النزالء( المحبوسين):
كل بني البشر ،وهذا بالتأكيد يشمل السجناء ،لهم حقوق معينة غير قابلة
للتصرف تقرها الصكوك الدولية المتعارف عليها .وقد تم منذ الحرب العالمية الثانية
تقنين وتحديد حقوق اإلنسان في معاهدات واتفاقيات .ففي عام ،1948تبنت
68
الجمعية العامة لألمم المتحدة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،وفيما بعد تم اعتماد
عهدين هما العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ،والعهد الدولي للحقوق
االقتصادية واالجتماعية والثقافية .وينص هذان العهدان على أن السجناء لهم حقوق،
حتى عند حرمانهم من حريتهم أثناء االحتجاز .وينص العهد الدولي للحقوق المدنية
والسياسية بالتحديد على أنه ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية
واحترام الكرامة الكامنة للشخصية اإلنسانية"(.اللجنة األفريقٌيةٌ لحقوق اإلنسان
والشعوب ( )2004تقر ٌير بعثة المقرر الخاص للسجون وأحوال االحتجاز في أفريقٌاٌ
الديمقراطيةٌ االتحاديةٌ 29 - 15مارس )2004
أثيوباٌ ٌ
إلى جمهوريةٌ ٌ
في عام1955م ،وضعت األمم المتحدة في قواعدها الدنيا النموذجية لمعاملة
السجناء معايير تتضمن مبادئ توفير الرعاية الصحية أثناء السجن .وأقر المجلس
االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة الـ 94قاعدة الواردة في القواعد النموذجية
الدنيا لحماية السجناء التي تحدد المتطلبات الدنيا للسجناء ،وقد امتد في عام
1977م تطبيقها ليشمل السجناء المحتجزين دون أن توجه إليهم أية تهم ،أي في
أماكن أخرى غير السجون .وقد عززت صكوك إضافية على مر السنين هذه القواعد
الدنيا النموذجية لحماية المحبوسين .فاعتمدت األمم المتحدة في 1984م اتفاقية
مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو
المهينة .كما اعتمدت األمم المتحدة في عام 1985م القواعد الدنيا النموذجية إلقامة
العدل للقصر التي تدعى "قواعد بكين" ،لحماية المجرمين من صغار السن .وفي
1988م و 1990م ،اعتمدت األمم المتحدة مجموعة المبادئ الخاصة بحماية كل
السجناء الخاضعين ألي شكل من أشكال االحتجاز أو السجن ،والمبادئ األساسية
لمعاملة السجناء ،على التوالي .وعلى المستوى اإلقليمي ،أقر المجلس األوربي
القواعد األوربية للسجون في 1987م .وتعتبر معاهدات حقوق اإلنسان الدول
مسؤولة عن أسلوب التصرف أو الفشل في التصرف .إن هيئات األمم المتحدة
والوكاالت اإلقليمية والوطنية وغير الحكومية مكلفة بمراقبة حقوق اإلنسان .ويخضع
أسرى الحرب للحماية بواسطة القانون الدولي اإلنساني كما جاء في اتفاقية جنيف
الثالثة لعام 1949م (وولف و توم ٌم1999 ,م)32 :
69
يمثل احترام حقوق اإلنسان ،حتى األساسية منها ،مشكلة تقليدية في
السجون .وفي أوربا على وجه الخصوص ،كانت هناك محاوالت رئيسية لحماية
السجناء من انتهاك حقوقهم األساسية ،كما يتضح من مثال االتفاقية األوربية
لمناهضة التعذيب .وأنشأ مجلس أوربا هيئة خاصة هي لجنة منع التعذيب والمعاملة
أو العقوبة الالإنسانية أو المهينة بقصد مراقبة سوء المعاملة وأحوال السجناء ،بما
فيها المسائل الصحية .كذلك تقوم منظمات غير حكومية كثيرة أخرى بمراقبة أحوال
السجناء ،وال سيما جميع أوجه الصحة داخل السجون (.الجمعيةٌ العامة لألمم
التعليم لألشخاص رهن االحتجاز :تقر ٌير المقرر
ٌ المتحدة ( )2009والحق في
التعليم ،جنيف ،االمم المتحده).
ٌ الخاص المعني بالحق في
اعتياديا في حياة اإلنسان ،بل هو بال
ً طبيعيا
ً أمر
ال يخفى أن السجن ليس ًا
ريب ،أمر استثنائي وغير طبيعي ،ومن هنا فإنه من البديهي أن تختلف حياة
السجين عن حياة اإلنسان العادي ،ومن البديهي أال يمكن السجين من أعمال كان
يمارسها في حياته الطبيعية بصفة عادية .وقد اتفق الفقهاء على حظر بعض
األعمال والممارسات على السجين واختلفوا في أعمال وممارسات أخرى ،بناء على
نظرة كل منهم إلى السجين وطبيعته ،والعلة أو الحكمة من اتخاذه ،وبناء على
االختالف في أن العمل هذا أو ذاك يتناقض والعلة أو الحكمة المتوخاة من السجن.
هذا المبحث التطرق إلى حقوق النزالء(عبد الرحمن عبد العزيز وسنحاول في
الرميخاني١٩٩٨ ،م)56 :
تضمنت المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان ،وخاصة ك ّل من اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،حمايةً
ُقرت الوثيقتان المذكورتان أساساً
مميزةً للحقوق األساسية لألشخاص المحتجزين .وقد أ ّ
بغرض حماية كرامة كافة البشر ،بمن فيهم األشخاص المتهمون بارتكاب جرائم.
الحق في محاكمة منصفة، ّ فاألشخاص المتهمون بارتكاب جرائم يحظون بضمانات
الحق في الطعن في أية إدانة تصدر .كما تحظر هذه الحق في افتراض البراءة ،و ّ
و ّ
المواثيق تعريضهم إلى التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الال
الحق في الحماية المتساوية أمام القانون،
ّ إنسانية أو الحاطة بالكرامة ،وتمنحهم
70
الحق في عدم التعرض لالعتقال أو االحتجاز التعسفيين ،وهي المعايير التي توفر
و ّ
المستوى األدنى من حماية المحتجزين (.منظمة الصحة العالميةٌ ( )2007الصحة
في السجون :دلي ٌل منظمة الصحة العالميةٌ عن األساسياٌت في مجال الصحة في
السجون ،كوبهاجن منظمة الصحة العالميةٌ)
لقد عرف الفقه اإلسالمي منذ أقدم العصور اإلسالمية أن للسجين حقوقًا
وضمانات تراعي إنسانيته ،وترفع الضرر واألذى عنه ،والفكر العقابي في اإلسالم ال
عدوا
فاسدا في المجتمع يجب بتره ،وال باعتباره ً
ً عضوا
ً ينظر إلى السجين باعتباره
شخصا متفلتًا متهرًبا من أداء الحقوق التي عليه ،وانما ينظر إلى
ً للمجتمع ،أو
السجين باعتبار أنه جانب الصواب في بعض التصرفات والسلوكيات ،وأن فترة
نافعا وفعاالً .والشريعة
عضوا ً
ً سجنه هي لتأهيله واصالحه ،واخراجه إلى المجتمع
اإلسالمية ال تنظر إلى فترة السجن على أنها فرصة للمجتمع ليعاقب فيها السجين،
وينتقم منه بسبب األذى الذي ألحقه بالمجتمع ،وانما ينظر إليها على أنها فترة
للتأهيل ،واإلصالح ،ومحاسبة النفس ومراجعتها ،وانها الفترة المناسبة لكي يشعر
السجين فيها بخطأه ،ويبدأ في إصالح ذلك الخطأ .غير أن هذا كله ال يمنع من
وجود خالفات فقهية ربما ال تتفق وهذه النظرة من جميع الوجوه ،وانما تجنح إلى
تغليب حق المجتمع ،واعتباره المحور الذي تنطلق منه في بناء األحكام واستنباطها
في هذا الموضوع ،ولعل هذا يقودنا إلى سببا ختالف الفقهاء في الفروع الفقهية
المنبثقة عن هذا المبحث ،حيث إن الفقهاء اختلفوا في مسائل عدة منضوية تحت هذا
المبحث ،وسبب اختالفهم يرجع في جزء كبير منه إلى اختالف األفهام في فلسفة
عقوبة السجن في اإلسالم ،كما يرجع في جزء آخر أيضا إلى االختالف في تغليب
أي من المصلحتين ،هل تغلب مصلحة المجتمع وحقه على مصلحة السجين وحقه
أم تغلب مصلحة السجين على مصلحة المجتمع وما هي مصلحة المجتمع؟ وأين
هي مصلحة السجين
أوالً :الحق في الرعاية الصحية وفي بيئة صحية في السجن:
في إشارة خاصة إلى الصحة ،أقر بالفعل في اإلعالن العالمي الحق في
ظروف "مناسبة للصحة والرفاهية" للجميع .باإلضافة إلى ذلك ،ينص العهد الدولي
71
للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية على أن السجناء لهم حق في أعلى مستوى
يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية .وتنظم القواعد الدنيا النموذجية لمعاملة
السجناء توفير الرعاية الصحية لهم .وقد تم استعراض تلك القواعد ،إلى جانب جميع
الصكوك األخرى التي تنظم حقوق ولوائح معاملة السجناء ،بتوسع والتعليق عليها في
نص شامل أصدرته الهيئة الدولية لإلصالح الجزائي .وأصدرت لجنة منع التعذيب
والمعاملة أو العقوبة الإلنسانية أو المهينة معايير للخدمات الصحية في السجون
(نشرت في تقريرها السنوي لعام .)1992ومؤخرا ،في 1998م ،أعلنت لجنة وزراء
مجلس أوربا توصيات جديدة تتصل بالرعاية الصحية في السجون.
إلى جانب الحقوق المدنية والسياسية ،ينطبق ما يسمى الجيل الثاني من
حقوق اإلنسان االقتصادية واالجتماعية ،التي وردت في العهد الدولي للحقوق
االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،على السجناء أيضا .كذلك ينبغي أن ينطبق الحق
في الحصول على أعلى مستوى ممكن للصحة على الحالة الصحية والرعاية
الصحية للسجناء .ويرتبط هذا الحق في الرعاية الصحية والبيئة الصحية بوضوح ،وال
سيما في حالة فيروس نقص المناعة البشري ،بحقوق " الجيل األول " األخرى ،مثل
عدم التمييز ،والخصوصية ،والسرية( .ماجد العاروري2009،م)69 :
أي البد ان يكون بناء السجن مريحاً وواقياً من الحر والبرد مما يتوفر معه
راحة السجين ،ومن هنا ترى النبي(ص) يحبس في الدور االعتيادية التي يسكنها
سائر الناس ،ويتوفر فيها النور ،والسعة فقد حبس االسرى المقاتلين الذين ُحكمهم
القتل في دور اعتيادية إذ فرقهم على بيوت الصحابة ،واحيانا كان يحبسهم في دار
واحدة كما حبسهم في دار إمرأة من بني النجار من االنصار» (احمد الوائلي:
.)117
ثانياً :الرعاية الصحية في السجن :التكافؤ في مواجهة المساواة:
ال يمكن للسجناء حماية أنفسهم في أوضاع االحتجاز ،وتقع المسؤولية على
الدولة لتوفير الخدمات الصحية وتوفير بيئة صحية.
تدعو صكوك حقوق اإلنسان إلى حصول السجناء على رعاية صحية تكافئ
على األقل الرعاية المتاحة لمن هم خارج السجن .فمن ناحية ،كانت الدعوة إلى
72
تكافؤ ال إلى مساواة ألن السجن مؤسسة مغلقة ذات دور وصاية ال يسمح دائما
بتوفير نفس الرعاية المتاحة في الخارج .ومن ناحية أخرى ،ألنه من األرجح أن يكون
السجين بالفعل في حالة صحية سيئة عند دخوله السجن ،وألن الظروف غير
المالئمة في الداخل تجعل الحالة الصحية أكثر سوءا ،فكثي ار ما تكون هناك حاجة
إلى رعاية صحية وعالج أكبر في السجن منه في المجتمع الخارجي .بيد أنه
اتضحت صعوبة شديدة في توفير الرعاية الصحية األساسية للسجناء في البلدان التي
انهارت فيها النظم الصحية العامة أو حيث تعاني من عدم كفاية مزمن .وفيما يتصل
بالقضية الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري ،هناك مجاالت متعددة تتصل
بتوفير تلك الرعاية .فمن واجب السلطات الحفاظ على صحة كل السجناء ،والنهوض
بالصحة العامة لنزالء السجون والسكان الخارجيين على حد سواء .وتنص المعاهدات
واالتفاقيات المذكورة أعاله على التزام سلطات السجن بتوفير ما يلي( :احمد الوائلي:
)120
/1أماكن معيشة آمنة وصحية لكل السجناء
/2حماية األشخاص من العنف واإلكراه
/3توفير خدمات الرعاية الصحية واألدوية الكافية ،دون مقابل قدر اإلمكان
/4تقديم المعلومات والتعليم الخاص بإجراءات الوقاية الصحية واألسلوب الصحي
للحياة
/5تنفيذ إجراءات الوقاية الصحية األولية
/6وسائل الكشف عن العدوى المنقولة جنسيا وعالجها بغرض اإلقالل من مخاطر
نقل فيروس نقص المناعة البشري
/7متابعة المعالجة الطبية التي بدأت خارج السجن (بما فيها المتعلقة بتعاطي
المخدرات) ،أو إمكانية بدئها داخل السجن
/8توفير حماية خاصة للسجناء المعرضين للخطر ،مثل األشخاص الذين أظهروا
اختبا اًر موجباً لفيروس نقص المناعة البشري ،وضد العنف من جانب السجناء
اآلخرين ،أو من األمراض المعدية التي قد تمثل خطورة كبيرة عليهم ،مثل الدرن
73
/9حيثما تتوفر االختبارات الطوعية لفيروس نقص المناعة البشري ،ينبغي دائما
تقديمها ،باإلضافة إلى المشورة المناسبة قبل االختبار وبعده(.الوائلي)125 :
ثالثاً :حظر التعذيب والمعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة:
يتعرض األشخاص المحتجزون رهن المحاكمة في بعض األحيان للتعذيب
وسوء المعاملة من أجل إكراههم على االعتراف والكشف عن المعلومات .ويتجاهل
نصت عليها الصكوك الدولية لحقوق
مرتكبو جريمة التعذيب المبادئ التوجيهية التي ّ
أن الحصول عليها تم باستخدامأن البيانات التي يتضح ّ
اإلنسان ،والتي أوضحت ّ
نصت اتفاقية
ضد شخص .وفي هذا الصددّ ، التعذيب ال ينبغي أن تعتمد كأدلة ّ
مناهضة كافة أشكال التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو الال إنسانية أو
المهينة على أن“ :تتخذ ك ّل دولة طرف باالتفاقية تدابير تشريعية أو إدارية أو
أن توجيهات األمم
قضائية فعالة أو أية إجراءات لمنع التعذيب في إقليمها” .كما ّ
المتحدة الواردة في صكوكها توجب التحقيق في ادعاءات التعرض للتعذيب ومالحقة
الحق في
ّ مقترفيه ،وتوصي باالحتفاظ بسجالت لعمليات االستنطاق ،وذلك لتأمين
السالمة من التعذيب وسوء المعاملة .يفسر حظر التعذيب والمعاملة القاسية على
أن وضع المحتجزين في زنزانة أنه :يحظر حبس المحتجزين انفرادياً مدة طويلة .كما ّ
معتمة أمر محظور ،وال يجوز للموظفين المكلفين إنفا َذ القوانين استعمال القوة في
عالقاتهم مع المحتجزين أو األسلحة النارية إال في ظروف معينة محدودة للغاية ،بما
فيها الدفاع عن النفس والدفاع عن اآلخرين ضد تهديد مباشر وخطير(.عبداهلل
عبدالغني غانم1985،م.)85 :
حقوق اإلنسان في السجــــــــون
أوال :حق المسجون في معاملة إنسانية:
يجب معاملة جميع المسجونين باالحترام الواجب لحفظ كرامتهم الشخصية
وقيمتهم بإعتبارهم من الجنس البشري وال يجوز إيذاء المسجون بدنياً أو معنوي ًا كما
ال يجوز حجزه أو حبسه في غير األماكن الخاضعة للقوانين الصادرة بتنظيم السجون
كما ال يجوز القبض على أي إنسان أو حبسه إال بأمر من السلطات المختصة .جاء
في االحكام السلطانية « :يجوز لألمير فيمن تكررت منه الجرائم ولم ينزجر عنها
74
استضر الناس بجرائمه حتى يموت بعد أن يقوم بقوته
ّ بالحدود أن يستديم حبسه اذا
وكسوته من بيت المال ليدفع ضرره عن الناس» (ابو علي محمد بن الحسين
الماوردي 1406 ،ق ،)220:وفي احكام السجون ورد« :و ّأول من أجرى من
الخلفاء الراشدين على أهل السجون ما يقوتهم في طعامهم وكسوتهم صيف ًا وشتاء هو
االمام علي(ع) فاذا كان للمجرم مال انفق منه عليه في السجن ،وان لم يكن له مال
شره»(احمد الوائلي )125:
انفق عليه من بيت مال المسلمين حتى يحبس عن الناس ّ
ثانياً :حماية المسجون من التعذيب:
المقصود بالتعذيب بأنه أي عمل ينتج عنه الم أو عذاب شديد جسديا كان أم
عقليا يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص أو شخص ثالث
على معلومات أو على اعتراف أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في انه ارتكبه
هو أو شخص ثالث.
إن الشريعة االسالمية ترفض
تحريم تعذيب السجين وضمان ما يترتب عليه ّ
تعذيب وايذاء السجين وتعاقب عليه ،فاذا قام متولو السجن من المسؤولين والحراس
واجهزة االمن واالستخبارات بتعذيب السجين ،وأدى ذلك الى موته أو جرحه أو فقدان
تكب ذلكعضو من اعضائه ونحو ذلك عمداً يقتص من المع ّذب منهم،اما اذا اُر ِ
ُ
خطأً وسهواً يلزم بدفع الدية وهكذا لو افرط بحق من حقوقه عدم التضييق على
السجناء اال في موارد محددة كما في المرتدة والعامل الخائن والمظاهر(وهو ان يقول
علي كظهر أمي)علي كظهر امي ،أو زوجتي أوفالنة ّالزوج مخاطبا زوجته انت ّ
والمولي (من اإليالء وهو الحالف على ترك وطئ الزوجة الدائمة ابدا أو مدة تزيد
على اربعة أشهر لالضرار بها) والملتوي عن اداء الدين من الموارد المستثناة ،ومع
هذا ال يخفى ان التضييق على المظاهر والمولي في المأكل والمشرب الجل ان
يختار الطالق او الجوع ،ولو اختا ار احدهما اليسجنان ،وكذلك بالنسبة الى المديون
الموسر المماطل لو أدى الدين.
إن التعامل االخالقي غير المسبوق لالمام علي (ع) مع قاتله حيث ورد انه
عندما اُلقي القبض على عبد الرحمن بن ملجم قاتل اإلمام علي (ع) وأودع السجن،
75
أوصى اإلمام(عليه السالم) بمداراته واإلهتمام به ،ومن جملة وصاياه ألوالده في حق
أسارهُ (بحار األنوار)239 :
ابن ملجم أطعموه واسقُوه وأحسنوا َ
يروي العالّمة المجلسي حديثاً آخر ،وذلك عندما جيء بابن ملجم إلى اإلمام
علي(عليه السالم) فتكلم معه اإلمام بكالم ثم قال لولده اإلمام الحسن(عليه السالم)
طارتاقد َ ك َو ْار َح ْمهُ َواَ ْح ِس ْن ِالَ ْي ِه َواَ ْش ِف ْق َعلَ ْي ِه ،اَال تَرى ِالى َع ْيَن ْي ِه ْ اَ ْرِف ْق يا َولَدي بِاَ ِ
سير َ
ورعباً َوفَ َزعاً ،فَقا َل لَهُ ا ْل َح َس ُن عليه السالم يا اَباهُ! قَ ْد ِالى اُ ِّم أر ِ
ْس ِه َوَق ْل ُبهُ َي ْر ِج ُ
ف َخ ْوفاً ُ َ
قال لَهُ َن َع ْم يا ُبَن َّيق بِ ِه؟! فَ َ ْم ُرنا بِ ِّ
الرْف ِ ت تَأ ُ عين ا ْلفا ِج ُر َواَ ْف َج َعنا َ
فيك َواَ ْن َ َّ
ك ه َذا الل ُ قَتَلَ َ
شيمتِنا ال َّ ِ ِ َّ ِ
داد َعلَى الذ ْنب الَ ْينا االّ َك َرماً َو َع ْفواً َوَر ْح َمةً َوالشفَقَةُ م ْن َ َن ْح ُن اَ ْه ُل َب ْيت ال َن ْز ُ
ط ِع ْمهُ يا ُبَن َّي ِم ّما تَْأ ُكلُهَُ ،واَ ْس ِق ِه ِم ّما تَ ْش َربهُ َوال تَُقّي ْد لَهُ قَ َدماً، شي َمتِ ِهَ ،ب َحقّي َعلَ ْي َ
ك فَاَ ْ ِم ْن ْ
َوال تَ ُغ َّل لَهُ يدا (بحار األنوار.)287 :
ثالثاً :حق المسجون في الرعاية الصحية:
تتمثل في الوقاية من اإلمراض الوبائية والمتوطنة والمهنية واإلمراض األخرى
وعالجها ومكافحتها وتهيئه ظروف من شأنها تأمين الخدمات الطبية والعناية الطبية
للجميع في حالة المرض.ويجب أن يقوم الطبيب بفحص كل سجين في اقرب وقت
ممكن وذلك الكتشاف أي مرض جسدي أو عقلي يمكن أن يكون مصابا به واتخاذ
اإلجراءات الالزمة وعزله عن السجناء الن صحة المسجونين تعتبر مسؤولية جميع
إفراد طاقم السجن .ويشترط أن يكون هناك طبيب وان يكون االتصال به متاحا أو
أن يكون هناك صلة دائمة مع الخدمات الطبية خارج السجن وعلى الطبيب أيضا أن
يقوم بصورة منتظمة بمعاينة كمية الغذاء ونوعية ونظافة ومالبس السجناء ولوازم
أسرتهم ومدى التقيد بالقواعد المتعلقة بالتربية البدنية والرياضية وان يقوم بتقدم بشأنها
إلى مدير السجن.ويجب إذا بلغت حالة المسجون المريض درجة الخطورة إبالغ
الجهة اإلدارية التي تقيم في دائرتها أهله إلخبارهم بذلك فو ار ويؤذن لهم
بزيارته(.أحوال حقوق اإلنسان ،جريدة االخبار المصرية23 ،أبريل 2008م).18:،
رابعاً :حق المسجون في التعليم:
للمسجون الحق في االشتراك في األنشطة الثقافية والتعليمية التي تهدف إلى
التنمية الكاملة للشخصية اإلنسانية بما في ذلك التعليم الديني كما يجب أن يكون
76
التعليم لألميين واألحداث إلزامي وذلك الن التعليم يؤدي إلى تغيير طرق التفكير
ومعايير الحكم على األشخاص واألشياء وتطبيق ذلك على المحكوم عليهم يؤدي إلى
تغيير نظرتهم إلى قواعد السلوك في المجتمع وارداتهم لضرورة احترامها .كما يجوز
ل لمحكوم عليهم أن يستحضروا على نفقتهم ما يشاؤون من الكتب والصحف
والمجالت المصرح بتداولها لالطالع عليها في أوقات فراغهم (.التقرير السنوي
السابع لجمعية حقوق اإلنسان لمساعدة السجناء ،االحتجاز والمحتجزين في مصر،
القاهرة)2004 ،
يحول بيئة السجن إلى
القرآن الكريم يحدثنا كيف أن يوسف الصديق حاول أن ّ
محيط للتربية والتعليم واإلصالح ،فكان يعلم السجناء درس التوحيد وعبادة اهلل وهو
أصل كل طهارة وحسن ،فمتى ما ُسئل يوسف عن مسألة بسيطة ،أو طلب منه
اإللهية ويبين المسائل التربوية للسجناء .قد
ّ تفسير رؤيا عابرة ،كان يطرح المعارف
الملوثين بالذنوب والجرائم سرعان ما
أن كثي اًر من السجناء األشرار ّ
أثبتت لنا التجارب ّ
يتم إصالحهم إذا ما وجدوا قريناً صالحاً يرشدهم إلى الطريق الصحيح ،إذ ّإنهم خارج
ّ
السجن لم يكن لديهم الفرصة الكافية من أجل التفكير والتأمل في تصرفاتهم الفائتة
واعادة حساباتهم للمستقبل (.احمد الوائلي.)122 :
خامساً :اإلشراف والتفتيش على السجون:
يجب أن يكون مدير السجن على قدر من األهلية لمهمته من حيث طباعة
وكفاءته اإلدارية وخبرته كما يجب أن يكون هناك تفتيش منظم لمؤسسات السجون
وخدماتها(.حقوق إنسان ،مجموعة صكوك دولية ،المجلد األول ،األمم المتحدة،
نيويورك1993 ،م).
سادساً :حق االتصال بالعالم الخارجي:
يعتبر شيء ضروري إلعادة تأهيلهم االجتماعي وعودتهم للمجتمع كما
للمسجونين الحق في التواصل والتراسل مع ذويهم وله الحق في أن يزوروه .واتاحة
الفرص للسجناء بمواصلة االطالع على مجرى اإلحداث عن طريق الصحف اليومية
أو الدورية أو أية منشورات خاصة تصدرها ادارة السجون،جاء في المبسوط« :اذا
كان محبوساً في موضع وله اربع زوجات وتمكن الدخول والوصول اليه وقد كان قد
77
قسم في حال انطالقه ،فانه وجب عليه أن يقسم للبواقي الن ذلك حقهن» ( محمدبن
ّ
حسن الطوسي1413 ،ه )332:ال اشكال في ظهور كلمات الفقهاء بل صريحهم
في اثبات حق لقاء المسجون زوجته تمهيداً لما تطلبه الغريزة الجنسية ،وهذا حق
للزوج والزوجة.
لقد عملت الشريعة اإلسالمية على سد الطرق المفضية النتشار الفحشاء
والفساد بين الناس حماية للفرد والمجتمع وبالنسبة لحكم الشرع في تطبيق الخلوة
الشرعية فإن الثابت شرعا أن جمهور الفقهاء عدا المالكية – نصوا على حق
المسجون في مباشرة زوجته في السجن وأن يكون هناك مكان آمن ال يطلع عليه أحد
لذلك ،استناد على أن المعاشرة من الحقوق المشتركة ولذلك فهو ثابت ال يسقطه أحد
كما جاء في حاشية ابن عابدين ونصه ال يمنع المسجون من دخول زوجته أو أمته
عليه واالتصال بها إذا كان هناك مكان خال في السجن يخلو بها فيه ألن السجين
غير ممنوع من شهوة البطن والفرج لكن ال تجبر الزوجة إال إذا كان في السجن سكن
مثلها لما في ذك من ضرر عليها وفى ذلك حفاظا على صحة السجين ونفسيته
حفظا له من االستمناء أو الشذوذ الجنسي ،وما يسرى على الرجل يسرى على المرآة
ص َن بِأ َْنفُ ِس ِه َّن ثَ َالثَةَ قُُروٍء َوَال َي ِح ُّل (وا ْل ُمطَلَّقَ ُ
ات َيتََرَّب ْ إذا كانت نزيلة سجن لقوله تعالى َ
ام ِه َّن إِ ْن ُك َّن ُي ْؤ ِم َّن بِاللَّ ِه َوا ْلَي ْوِم ْاآلَ ِخ ِر َوُب ُعولَتُهُ َّن
ق اللَّه ِفي أَرح ِ
َْ َن َي ْكتُ ْم َن َما َخلَ َ ُ لَهُ َّن أ ْ
الوف ولِ ِّلر َج ِ ادوا إِص َالحا ولَه َّن ِم ْث ُل الَِّذي علَ ْي ِه َّن بِا ْلمعر ِ ق بِ َرِّد ِه َّن ِفي َذلِ َ
ك إِ ْن أ ََر ُ َح ُّ
َ َ ُْ َ ْ ً َ ُ أَ
ِ َّ
يم) (سورة البقرة اآلية .)228والمقصود من حبس َعلَ ْي ِه َّن َد َر َجةٌ َواللهُ َع ِز ٌيز َحك ٌ
الزوجة معه في كلمات الفقهاء هو التمهيد لذلك .أورد صاحب الدعائم رواية تدل
على حق السجين في االلتقاء باقربائه وذويه ،وان تزوره اهله واقرباؤه او غيرهم اال
من يلقنه اللدد اي الخصومة والحقد والخداع او اخفاء معالم الجريمة .والرواية عبارة
عما كتبه علي (ع) الى رفاعة قاضي االهواز حول ابن هرمة ونصها كاألتي...« :
والتحل بينه وبين من يأتيه بمطعم أو مشرب ،أو ملبس أو مفرش والتدع أحداً يدخل
يضر به
ّ أن احداً لقّنه ما
صح عندك ّ
ّ ويرجيه الخالص فان
ّ اليه من يلقّنه اللدد
بالدرة فاحبسه حتى يتوب» (نعمان بن محمد بن منصور مسلماً ،فاضربه ّ
التميمي )532: 1385،وذهب الى ذلك من فقهاء العامة السرخسي والكاساني وابن
78
العابدين ،ولقد طبقت الخلوة الشرعية منذ العصور اإلسالمية حين سأل الفاروق عمر
رضي اهلل عنه السيدة حفصة رضي اهلل عنها عن الفترة التي تصبر فيها المرآة على
زوجها فقالت أربعة أشهر وفى رواية أخرى خمسة أو ستة فوضه للناس في مغازيهم
ستة أشهر يعودون بعدها ،وكان يسمح للسجين بالخروج ليعاشر زوجته في بيته ثم
يعود للسجن مرة أخرى ،الن عقاب الزوجة على ما لم تقترفه ال يصح شرعاً.
إن الشريعة
يالحظ إن تحريم تعذيب السجين وضمان ما يترتب عليه ّ
االسالمية ترفض تعذيب وايذاء السجين وتعاقب عليه ،فاذا قام متولو السجن من
المسؤولين والحراس واجهزة االمن واالستخبارات بتعذيب السجين ،وأدى ذلك الى
موته أو جرحه أو فقدان عضو من اعضائه ونحو ذلك عمداً ُيقتص من المع ّذب
منهم،اما اذا اُر ِ
تكب ذلك خطأً وسهواً يلزم بدفع الدية وهكذا لو افرط بحق من حقوقه
عدم التضييق على السجناء اال في موارد محددة كما في المرتدة والعامل الخائن
علي كظهرامي ،أو زوجتي
ّ والمظاهر(وهو ان يقول الزوج مخاطبا زوجته انت
علي كظهر أمي ) والمولي ( من اإليالء وهو الحالف على ترك وطئ
أوفالنة ّ
الزوجة الدائمة ابدا أو مدة تزيد على اربعة أشهر لالضرار بها) والملتوي عن اداء
الدين من الموارد المستثناة ،ومع هذا ال يخفى ان التضييق على المظاهر والمولي
في المأكل والمشرب الجل ان يختار الطالق او الجوع ،ولو اختا ار احدهما ال
يسجنان ،وكذلك بالنسبة الى المديون الموسر المماطل لو أدى الدين.
79
المبحث الخامس
الدراسات السابقة
/1صبحي الكفوري ,فعالية برنامج عالجي سلوكي عرفي في ادارة الضغوط
النفسية لدى عينة من طالب كلية تربية ,مصر2000 ,م.
هدفت هذة الدراسة للكشف عن فعالية استخدام برنامج عالجي معرفي سلوكي في
تخفيف الضغوط النفسية لدى عينة من طالب كلية تربية ,والكشف عن فعالية
استخدام برنامج عالجي سلوكي معرفي في تخفيف حدة االستجابة االكلينيكية التي
تصف اسلوب استجابة الفرد لالحداث الخطيرة في الحياة لدى عينة من طالب كلية
تربية ,والكشف عن فعالية استخدام برنامج عالجي سلوكي معرفي في تخفيف حدة
الشعور بالغضب لدى عينة من طالب كلية تربية.
تكونت عينة الدراسة من ( )40طالباً من طالب الفرقة الثانية بكلية تربية بكفر الشيخ
جميعهم من الذكور ,تم تقسيمهم إلى مجموعتين احداهما تجريبية من ( )20طالباً
واالخرى ضابطة من ( )20طالباً ,وتم مجانسة افراد المجموعتين في القياس القبلي
علي متغيرات الدراسة (الضغوط النفسية -االستجابة االكلينيكية -التعبير عن
الغضب).
وكانت أدوات الدراسة :مقياس االستجابة االكلينيكية ,مقياس الضغوط النفسية,
مقياس التعبير عن الغضب.
توصلت الدراسة إلى فعالية البرنامج العالجي السلوكي المعرفي الذي يتضمن
تدريباً على مهارات عديدة من بينها التدريب على السلوك التوكيدي ,وادارة الوقت
واالسترخاء العضلي ,واالسترخاء من طريق التخيل ,والتدريب علي الوعي االنتقائي
واعادة التقييم المعرفي ,وتقديم التعليمات للذات ,ومهارة حل المشكالت في تخفيف
الضغوط النفسية وتغير استجابة أفراد العينة لألحداث الخطيرة في الحياة ,والتي
تتضمن فقرات عامة من قبيل الشهور بالهياج الداخلي وعدم الراحة والشعور بكره
الذات والشعور بالعدوانية نحو الذات وسرعة الغضب والشعور باليأس وفقدان االمل
وردود الفعل المفزعة والضالالت ,متضمنة االدراك المشوه لالفراد واالفكار غير
السليمة حول االشياء وسيطرة الخرافات وتامل االفكار واالجترار وتخيالت ما قبل
80
النوم والتجنب واالنكار واالقحام ,حيث وجدت فروق ذات داللة احصائية بين متوسط
درجات افراد المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لصالح
المجموعة التجريبية ,وكذلك فروق دالة احصائية بين متوسط درجات المجموعة
التجريبية في القياس القبلي والقياس البعدي لصالح القياس البعدي.
/2هشام الخولي ,فعالية العالج المعرفي السلوكي في تخفيف حدة الضغوط
النفسية لدى معلمي التربية الخاصة2004,م ,مصر.
هدفت الدراسة الى تصميم برنامج عالجي معرفي سلوكي ,والتعرف على أثره في
تخفيف حدة الضغوط النفسية لدى عينة من معلمي التربية الخاصة.
قام الباحث بتطبيق مقياس الضغوط النفسية لمعلمي التربية الخاصة ,على عينة
عشوائية بلغ قوامها ( )130من معلمي التربية الخاصة ( 71من الذكور و 59من
االناث) بمدارس التربية الخاصة التابعة إلدارة بنها التعليمية في كل من مدارس
الصم والمكفوفين والتربية الفكرية ,ثم تم تصحيح المقياس حسب التعليمات واسفرت
نتائج التصحيح عن عدد من المعلمين والمعلمات ممن حصلو على درجات مرتفعة
على مقياس الضعوط النفسية ( )29معلماً )24( ,معلمة ,وتم اختيار عشواي
لعدد( )12معلماً )12( ,معلمة.
تم تقسيم عينة الدراسة على النحو التالي:
أ -مجموعة ذكورية تجريبية وعددها( )6معلمين
ب -مجموعة ذكور ضابطة وعددها( )6معلمين
ج -مجموعة اناث تجريبية وعددها( )6معلمات
د -مجموعة اناث ضابطة وعددها( )6معلمات
قام الباحث بتطبيق البرنامج العالجي على افراد المجموعتين التجريبتين.
واستخدمت الدراسة مقياس الضغوط النفسية لمعلمي التربية الخاصة.
وتوصلت الدراسة إلى فعالية البرنامج العالجي المستخدم في الدراسة ,وهو العالج
المعرفي السلوكي في تخفيف حدة الضغوط النفسية لدى عينة الدراسة ,وهي عينة
من معلمي التربية الخاصة ذكو اًر واناثاً بعد البرنامج العالجي مباشرة ,واستمرار
فعاليته إلى ما بعد انتهاء فترة المتابعة.
81
/ 3عادل جورج طنوس و جنان وحنا ,أثر برنامج التعديل المعرفي السلوكي في
تنمية الفعالية الذاتية لدى مدمني المخدرات في محافظة عكا وعالقتها ببعض
المتغيرات2008 ,م ,فلسطين.
هدفت الدراسة الي اختبار فعالية برنامج التعديل المعرفي السلوكي لرفع مستوى
الفعالية الذاتية المدركة لدى عينة من مدمني عرب ,وتأثير الفعالية الذاتية المدركة
على مواقف التعاطي للمخدرات ,باالضافة الى التعرف على االختالف بالفعالية
الذاتية لدي المدمنين باختالف متغيرات الجنس والمستويين االجتماعي واالقتصادي.
اما عينة الدراسة فقد تم اختيار عينة قصدية تالفت من ( )50مدمناً من المقيمين
بمراكز عالج االدمان في المؤسسات والمراكز التي تهتم بعالج المدمنين في منطقة
عكا ,ممن حصلو على درجات متدنية علي مقياس الفعالية الذاتية ,وبعد ذلك تم
توزيع العينة إلى مجموعتين التجريبية ( )25مدمناً والمجموعة الضابطة( )25مدمناً.
/4عبدالكريم سعيد المدهون ,فاعلية برنامج ارشادي لخفض الضغوط النفسية
وتحسين مستوى الرضا عن الحيتة لطلبة جامعة فلسطين بغزة2008 ,م,
فلسطين.
هدفت هذه الدراسة إلى التحقق من فاعلية برنامج ارشادي تدريبي في خفض
الضغوط النفسية لدى عينة من طلبة جامعة فلسطين من اجل تعديل سلوكهم بعد
التعرف على مصادر الضغوط واساليب مواجهتها وطرق التغلب عليها.
تكونت عينة الدراسة من ( )28طالباً ,وهم األعلى درجة في مقياس مواقف الحياة
الضاغطة ,واألدني درجة في مقياس الرضا عن الحياة تم تقسيمها إلى مجموعتين:
المجموعة االولى :مجموعة ضابطة وتضم ( )7من الذكور ,و( )7من االناث
المجموعة الثانية :مجموعة تجريبية وتضم ( )7من الذكور ,و( )7من االناث
واستخدمت الدراسة:
-مقياس مواقف الحياة الضاغطة
-مقياس الرضا عن الحياة
وتوصلت الدراسة إلى:
82
-1وجود فروق بين القياس القبلي والبعدي لدى المجموعة التجريبية لصالح القياس
البعدي
-2وجود فروق في مستوى الرضا عن الحياة بين المجموعة التجريبية والمجموعة
الضابطة في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
/5دراسة عبد اهلل أبو إياد العلوي ،نوعية الحياة وواقع الصحة النفسية لدى
المترددين على السجون واإلصالحيات2011 ،م ،جامعة بغداد.
تناول الدراسة واقع ومفهوم نوعية الحياة وتأثيره على الصحة النفسية لدى نزالء
السجون واإلصالحيات ،فالصحة النفسية بالنسبة لهذه الدراسة ،هي حالة دائمة نسبيا
يكون فيها الفرد متوافقا من النواحي النفسية واالجتماعية واالنفعالية مع نفسه ومع
اآلخرين ،ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع االغيار ،ويكون قاد ار على تحقيق ذاته
واستثمار قدراته وامكاناته إلى ابعد نطاق ممكن .باإلضافة إلى القدرة على مواجهة
مطالب الحياة وتكون شخصية متكاملة وسوية.
وتوصلت الدراسة:
-يعاني المترددون على السجن من انخفاضات خطيرة في مستوى تقديراتهم المتعلقة
بنوعية الحياة.
-توجد فروق ذات داللة في نوعية الحياة لدى المترددين على السجن تحكمها
متغيرات السن والحالة االجتماعية والجنس وعدد الترددات على السجن ونوعية
السلوكيات التي تشكل سندا في اإلحالة على السجن.
-توجد عالقة ارتباط ايجابية بين استجابة المترددين على السجن نحو نوعية الحياة
والصحة النفسية لديهم.
-توجد عالقة ارتباط ايجابية بين استجابات المترددين على السجن نحو نوعية
الحياة وواقع الصحة النفسية لديهم وسلوكياتهم اإلجرامية.
/6دراسة السراج2005م فلسطين.
هدفت إلى الكشف عن عالقة الضغوطات النفسية لدى زوجات األسرى الفلسطينيين
في سجون االحتالل اإلسرائيلي بعمر زوجة األسير ومستواها التعليمي والمستوى
االجتماعي واالقتصادي لها وعدد أبنائها ومستوى التزامها للقيم الدينية.
83
واشتملت الدراسة على عينة تتكون من المجتمع األصلي كله ويبلغ ( )93زوجة وقد
اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي ومن أبرز نتائج دراسته يعد مستوى
طا ،أما على
الضغوطات النفسية العامة لدى زوجات األسرى الفلسطينيين متوس ً
الصعيد السيكولوجي فهو فوق المتوسط ويعد دون المتوسط على الصعيد النفسي ،أما
على الصعيد االجتماعي االقتصادي فهو متوسط عدم وجود فروق دالة إحصائية
عند مستوى داللة ( )0,05فأقل في المستوى .الضغوط النفسية لدى زوجات األسرى
الفلسطينية تعزى لعامل عمر الزوجة وعدد األبناء والتزام الزوجة بالقيم الدينية.
إحصائيا عند مستوى داللة ( )0,05فأقل من مستوى الضغط
ً وجود فروق دالة
النفسي لدى زوجات األسرى الفلسطينيين تعزى لعامل تعليم الزوجة والمستوى
االجتماعي االقتصادي للزوجة.
84
الفصل الثالث
منهج واجراءات الدراسة الميدانية
85
المبحث االول
منهج الدراسة واجراءاته الميدانية
يشتمل هذا المبحث على الخطوات واإلجراءات التى تم اتباعها في تنفيذ
الدراسة الميدانية ،ويشمل ذلك وصفاً لمجتمع الدراسة وعينته ،وطريقة اعداد أداتها،
واجراء اختبار الثبات والصدق لهذه األداة للتأكد من صالحيتها للدراسة والمعالجات
اإلحصائية التي تم بموجبها تحليل البيانات واستخراج النتائج ،كما يتم توضيح
المقاييس واألساليب االحصائية التى تستخدم لدراسة وتحليل البيانات .وذلك على
النحو التالى.
أوال :منهجية البحث:
تسند الدراسة إلى المنهج الوصفي القائم علي وصف متغيرات الد ارسة بطريقة
احصائية مثل الجداول للتعرف علي طبيعة بيانات الدراسة بإالضافة إلى المنهج
التحليلي االستداللي القائم علي اختبار فرضية الدراسة يإستخدام بعض االساليب
االحصائية كأسلوب التحليل التميزي لبعض االختبارات الخاصة ،وكانت معالجة
البيانات بإستخدام بعض البرامج االحصائية المناسبة بواسطة الحاسوب مثل برنامج
التحليل االحصائي . Spss
ثانياً :تصميم أداة الدراسة:
أداة الدراسة عبارة عن الوسيلة التي يستخدمها الباحث في جمع المعلومات
الالزمة عن الظاهرة موضوع الدراسة ،ويوجد العديد من األدوات المستخدمة في
مجال البحث العلمي للحصول على المعلومات والبيانات الالزمة للدراسة ،وقد
إعتمدت هذة الدراسة على إعداد إستمارة خاصة إلجراء الدراسة الميدانية وتم توضيح
العبارات التى تقيس ( الصحة النفسية لدي النزالء وعالقتها ببعض المتغيرات) .ولقد
اتبع الباحث خالل عملية بناء اداة الدراسة الخطوات التالية:
/1االطالع على العديد من الدراسات المتعلقة بموضوع البحث باالضافة الى
االطالع على الدراسات السابقة ،وذلك لالستفادة منها فى إعداد أداة جمع البيانات.
86
/2عرض االستبانة على بعض المختصين للتحكيم واوصى المحكمون بحذف بعض
العبارات واضافة عبارات جديدة واعادة الصياغة اللغوية فى بعض البنود ليتوافق مع
فرضيات الدراسة .وتم االتفاق على أن تشمل االستبانة على قسمين:
القسم االول :يشمل البيانات الخاصة بأفراد عينة الدراسة :وهى:
.1النوع.
.2العمر.
.3الحالة االجتماعية.
.4الحالة االقتصادية.
القسم الثانى :وشمل متغيرات الدراسة األساسية :وهى عبارة عن محور الدراسة
والتى من خاللها يتم التعرف علي النتائج .ويشتمل هذا القسم علي ( )38عبارة:
وقد اعتمدت الدراسة فى إعداد هذا القسم على مقياس ليكرت الثالثي ( Likert
، )Scaleوالذى يتراوح بين ( دائماً ـ ـ ـ ابداً ) ،وقد تم تصحيح المقياس المستخدم فى
الدراسة كاآلتي:
الدرجة الكلية للمقياس هى مجموع درجات المفردة على العبارات.
إعطاء كل درجة من درجات مقياس ليكرت الثالثي وزن ترجيحى كاآلتى:
دائماً ( ،)3احياناً ( ،)2ابداً (.)1
بناء عليه كلما ارتفع الوزن المرجح عن ( )2كانت هنالك موافقة وكلما َّ
قل الوزن ً
المرجح عن ( )2كانت هنالك عدم موافقة.
مجتمع وعينة الدراسة:
يقصد بمجتمع الدراسة المجموعة الكلية من العناصر التي يسعى الباحث أن
يعمم عليها النتائج ذات العالقة بالمشكلة المدروسة ,وفي هذه الدراسة يتكون مجتمع
وتم اختيار مفردات عينة البحث من مجتمع الدراسة
الدراسة من (النزالء بالسجون) َّ ،
بطريقة العينة (القصدية) وهى احدى العينات غير االحتمالية التى يختارها الباحث
للحصول على أراء أو معلومات معينة اليتم الحصول عليها اال من تلك الفئة
المقصودة ,فطبيعة مشكلة هذا البحث يوجد لها اهتماما" مقدرا" وسط مجتمع البحث
87
وتم توزيع عدد ( )100إستبانة وتم استرجاع ( )100استبانة سليمة تم استخدامها في
التحليل بنسبة استرجاع بلغت (.%)100
جدول رقم()4/1
االستبانات الموزعة والمعادة
النسبة العدد البيان
%100 100 استبانات تم إعادتها بعد تعبئتها كاملة
%0 0 استبانات لم يتم إعادتها
%100 100 إجمالي االستبانات الموزعة
من الجدول أعاله يتضح أن معدل االستجابة بلغ .%100
وللخروج بنتائج موضوعية ودقيقة قدر االمكان حرص الباحث على أن تكون العينة
ممثلة لمجتمع الدراسة بكل تفاصيلة وذلك من حيث شمولها على الخصائص التالية:
.1النوع.
.2العمر.
.3الحالة االجتماعية.
.4الحالة االقتصادية.
88
النوع:
وفيما يلى التوزيع التكرارى لخصائص افراد عينة الدراسة:
جدول رقم()4/2التوزيع التكرارى الفراد العينة وفق متغير النوع
النسبة العدد النوع
63.0 63 ذكر
37.0 37 أنثي
100 100 المجموع
الشكل رقم()4/2
80 63
60 37
40
20 النسبة
0
ذكر أنثي
89
العمر:
جدول رقم( )4/3التوزيع التكرارى الفراد العينة وفق متغير العمر
النسبة العدد العمر
62.0 62 35-25
16.0 16 45-36
22.0 22 46فأكثر
100.0 100 المجموع
مصدر :إعداد الباحثة من الدراسة الميدانية 2015م
شكل رقم()4/3
62
70
60
50
40
22
30 16
20
10 النسبة
0
25 – 35 36 – 45 46فأكثر
90
الحالة اإلجتماعية:
جدول رقم( )4/4التوزيع التكرارى الفراد العينة وفق متغير الحالة االجتماعية
النسبة العدد الحالة االجتماعية
38.0 38 عازب
46.0 46 متزوج
9.0 9 مطلق
7.0 7 أرمل
100.0 100 المجموع
مصدر :إعداد الباحثة من الدراسة الميدانية 2015م
شكل رقم()4/4
46
50 38
40
30
20 9 7
10
النسبة
0
عازب متزوج مطلق أرمل
يتضح من الجدول( )4/4والشكل رقم ( )4\4أن غالبية افراد العينة المتزوجون حيث
بلغت نسبتهم %46من افراد العينة الكلية بينما بلغت نسبة من حالتهم االجتماعية
عازب %38اما أفراد العينة من حالتهم أرمل فقد بلغت نسبتهم %7من اجمالى
العينة المبحوثة.
91
الحالة االقتصادية:
جدول رقم( )4/5التوزيع التكرارى الفراد العينة وفق متغير الحالة االقتصادية:
النسبة العدد الحالة االقتصادية
58.0 58 ضعيف
42.0 42 متوسط
100.0 100 المجموع
42
شكل رقم()4/5
مصدر :إعداد الباحثة من الدراسة الميدانية 2015م
يتضح من الجدول( )4/5والشكل رقم( )4/5أن غالبية افراد العينة الذين حالتهم
االقتصادية ضعيفة بلغت نسبتهم %58.0من افراد العينة الكلية بينما بلغت نسبة
الذين حالتهم االقتصادية متوسطة بلغت %42.0اما أفراد العينة الذين دخلهم عالي
فقد بلغت نسبتهم %3.0من اجمالى العينة المبحوثة.
92
يتم تقييم واختبار أدوات القياس من خالل المقاييس التالية:
( .)1ثبات المقياس ( االستبانة):
يقصد بالثبات (استقرار المقياس وعدم تناقضه مع نفسه ،أي أن المقياس يعطي
نفس النتائج باحتمال مساو لقيمة المعامل إذا اُعيد تطبيقه على نفس العينة)( عز
عبد الفتاح ,2005 ,ص .)560ويستخدم لقياس الثبات " معامل الفا كرونباخ"
( ،)Cronbach,s Alphaوالذي يأخذ قيماً تتراوح بين الصفر والواحد صحيح ،فإذا
لم يكن هناك ثبات في البيانات فإن قيمة المعامل تكون مساوي ًة للصفر ،وعلى
العكس إذا كان هناك ثبات تام في البيانات فإن قيمة المعامل تساوي الواحد صحيح.
أي أن زيادة معامل الفا كرونباخ تعني زيادة مصداقية البيانات من عكس نتائج
العينة على مجتمع الدراسة.
( .)2صدق المحتوي:
تم اجراء اختبار صدق المحتوى لعبارات المقاييس من خالل تقييم صالحية
المفهوم وصالحية أسئلته من حيث الصياغة والوضوح والتى قد ترجع اما الى
اختالف المعانى وفقا" لثقافة المجتمع أو نتيجة لترجمة المقاييس من لغة الى أخرى
حيث قام الباحث بعرض االستبيان على عدد من المحكمين األكاديميين
والمتخصصين فى مجال الدراسة والبالغ عددهم ( )4محكمين ،لتحليل مضامين
عبارات المقاييس ولتحديد مدى التوافق بين عبارات كل مقياس ثم قبول وتعديل
بعض العبارات ،وبعد استعادة االستبيان من المحكمين ثم إجراء التعديالت التي
تم تصميم االستبانة في صورتها النهائية ( انظر ملحق).
اقترحت عليه ،وبذلك َّ
ثالثاً :تقييم أدوات القياس:
الخصائص السايكومترية للمقياس :
لمعرفة الخصائص القياسية للفقرات بالمقياس بمجتمع البحث الحالي ،قام
الباحث بتطبيق صورة المقياس المعدلة بتوجيهات المحكمين والمكونة من ( )38فقرة
على عينة أولية حجمها ( )40مفحوصا تم اختيارهم بالطريقة العشوائية من مجتمع
البحث الحالي ،وبعد تصحيح االستجابات قام الباحث برصد الدرجات وادخالها في
الحاسب األلى ،ومن ثم تم اآلتي:
93
صدق االتساق الداخلي للفقرات :
لمعرفة صدق اتساق الفقرات مع الدرجة الكلية بالمقياس بمجتمع البحث الحالي،
تم حساب معامل إرتباط بيرسون بين درجات كل فقرة مع الدرجة الكلية للمقياس
الفرعي الذي تقع تحته الفقرة المعنية ،والجدول التالي يوضح نتائج هذا اإلجراء:
جدول رقم ( )4/6يوضح معامالت ارتباط الفقرات مع الدرجة الكلية بالمقياس
بمجتمع البحث الحالي (ن =)40
الصحة النفسية
النفسي االجتماعي الجسمي
جدول رقم ( )4/8يوضح إختبار (ت) لمجتمع واحد لمعرفة السمة للصحة النفسية
95
جدول رقم ( )4/9يوضح إختبار (ت) لعينتين غير متساويتين في الحجم لمعرفة
الفروق في متغير النوع
جدول رقم ( )4/10يوضح إختبار ((أنوفا)) تحليل التباين االحادى لمعرفة الفروق
في متغير العمر
96
جدول رقم ( )4/11يوضح إختبار ((أنوفا)) تحليل التباين االحادى لمعرفة الفروق
في متغير الحالة االجتماعية
البعد
توجد فروق في متغيرالحاله بين
65.470 3 196.411
.015 3.666 المربعات
االجتماعية بين اعزب ومتزوج
االجتماعي
17.859 96 1714.429 داخل المربعات
لصالح متزوج 99 1910.840 المجموع
البعد
توجد فروق في متغيرالحاله بين
95.608 3 286.823
.015 3.692 المربعات
االجتماعية بين مطلق واعزب داخل المربعات
النفسى
25.898 96 2486.167
لصالح اعزب 99 2772.990 المجموع
الصحة
توجد فروق في متغيرالحاله بين
411.766 3 1235.297
.012 3.856 المربعات
االجتماعية بين متزوج واعزب داخل المربعات
النفسية
106.780 96 10250.893
لصالح اعزب 99 11486.190 المجموع
جدول رقم ( )4/12يوضح إختبار (ت) لعينتين غير متساويتين في الحجم لمعرفة
الفروق في متغير الحالة االقتصادية
97
تحليل البيانات واختبار محور الدراسة
يشتمل هذا المبحث على تحليل البيانات االساسية للدراسة للتمكن من معرفة النتائج
وذلك وفقا" للخطوات التالية:
/1التوزيع التكرارى الجابات الوحدات المبحوثة على عبارات محور البحث
وذلك من خالل تلخيص البيانات فى جداول والتى توضح قيم كل متغير لتوضيح
أهم المميزات االساسية للعينة فى شكل ارقام ونسب مئوية لعبارات الدراسة .
/2التحليل االحصائى لعبارات محور الدراسة
وذلك من خالل تقدير المتوسط واالنحراف المعيارى لمحور الدراسة لمعرفة اتجاه
عينة الدراسة وترتيب العبارات حسب اهميتها النسبية.
/3اختبار داللة الفروق (اختبار كاى تربيع)
والختبار وجود فروق ذات داللة احصائية بين أعداد الموافقين وغير الموافقين على
عبارات محور الدراسة.
98
الفصل الرابع
عرض ومناقشة النتائج
99
الفصل الرابع
عرض ومناقشة النتائج
أوالً :مناقشة الفروض:
مناقشة الفرض األول :توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية
تعزي لمتغير النوع.
100
بها كل من الذكور واالناث تكاد تكون متشابه وان المعاملة التي يتلقونها من المجتمع
متقاربة الي حد ما.
مناقشة الفرض الثاني :توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية
تعزي لمتغير العمر.
جدول يوضح إختبار ((أنوفا)) تحليل التباين االحادى لمعرفة الفروق في متغير
العمر
تبعاً لمتغير العمر من خالل الجدول الموضح اعاله انه توجد فروق ذات
داللة احصائية في البعد الجسمي كانت الفروق لصالح االعمار من 35-25أي
الذين لهم اعراض جسمية كانت الفئة من 35-25في البعد االجتماعي كانت
لصالح 46فأكثر حيث انهم أكثر الفئات تأث اًر من النواحي االجتماعية في البعد
النفسي .فقد اثبتت الدراسة أنه توجد فروق ذات داللة احصائية في البعد الجسمي
واإلجتماعي والصحة النفسية تعزي لمتغير العمر.
وقد اتفقت الدراسة مع دراسة عبد اهلل أبو إياد العلوي التي توصلت الي انه توجد
فروق ذات داللة في نوعية الحياة لدى المترددين على السجن تحكمها متغيرات السن
والحالة االجتماعية والجنس وعدد الترددات على السجن ونوعية السلوكيات التي
تشكل سندا في اإلحالة على السجن.
101
بينما اختلفت مع الدراسات السابقة التي لم تعير متغير العمر اي اهتمام في تاثيره
علي الضغوط النفسية.
تالحظ الباحثة من خالل تفاصيل النتيجة الموضحة بالجدول أعاله ان
الفرضية التي افترضتها الباحثة تحققت و لم تتفق مع نتجية من الدراسات السابقة في
انه توجد فروق ذات داللة احصائية في البعد الجسمي واإلجتماعي والصحة النفسية
تعزي لمتغير العمر ،بينما اختلفت مع نتيجة دراسة عبدالكريم سعيد المدهون
(2008م) التي اوضحت أنه توجد فروق ذات داللة احصائية في البعد الجسمي
واإلجتماعي والصحة النفسية تعزي لمتغير العمر.
تفسر الباحثة هذه النتيجة (أنه توجد فروق ذات داللة احصائية في البعد
الجسمي واإلجتماعي والصحة النفسية تعزي لمتغير العمر) ،ربما تعود إلى تعامل
المجتمع مع المسجون بطريقة واحدة دون تميز وذلك لمحدودية أفراد المجتمع التي
تكون عادة محصورة في نطاق ضيق ,ولكن ترى الباحثة أن المسجونين مختلفون في
الضغوط النفسية تبعاً لمتغير العمر ,وال شك أن العمر يؤثر في شخصيتهم وسلوكهم
لذا من المهم أن يفهم اطباء علم النفس مدى تأثير ذلك في شخصية المسجون
وقدرته علي التكيف ,قد يدفعه إلى الشعور بالتوتر والقلق.
102
مناقشة الفرض الثالث :توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية
تعزي لمتغير الحالة االجتماعية
البعد
توجد فروق في متغيرالحاله بين
65.470 3 196.411
.015 3.666 المربعات
االجتماعية بين اعزب ومتزوج
االجتماعي
17.859 96 1714.429 داخل المربعات
لصالح متزوج 99 1910.840 المجموع
البعد
توجد فروق في متغيرالحاله بين
95.608 3 286.823
.015 3.692 المربعات
االجتماعية بين مطلق واعزب داخل المربعات
النفسى
25.898 96 2486.167
لصالح اعزب 99 2772.990 المجموع
الصحة
توجد فروق في متغيرالحاله بين
411.766 3 1235.297
.012 3.856 المربعات
االجتماعية بين متزوج واعزب داخل المربعات
النفسية
106.780 96 10250.893
لصالح اعزب 99 11486.190 المجموع
جدول يوضح إختبار ((أنوفا)) تحليل التباين االحادى لمعرفة الفروق في متغير
الحالة االجتماعية
تبعاً للحالة االجتماعية في البعد الجسمي التوجد فروق في متغير الحالة
االجتماعية .اما في البعد االجتماعي توجد فروق في متغير الحالة االجتماعية بين
األعزب والمتزوج كانت لصالح المتزوج .اما في البعد النفسي توجد فروق في متغير
الحالة االجتماعية بين المطلق واألعزب وكانت النتيجة لصالح األعزب .وأثبتت
الدراسة أنه توجد فروق في متغير الحالة االجتماعية لصالح األعزب.
اتفقت الدراسة مع دراسة عبد اهلل أبو إياد العلوي التي توصلت الي انه توجد
فروق ذات داللة في نوعية الحياة لدى المترددين على السجن تحكمها متغيرات السن
والحالة االجتماعية والجنس وعدد الترددات على السجن ونوعية السلوكيات التي
تشكل سندا في اإلحالة على السجن.
بيمنا اختلفت الدراسة مع دراسة مع الدراسات االخري التي لم تنافش الحالة
االجتمتاعية (اعزب ومتزوج).
103
ترى الباحثة أن ما أثبتته الدراسة" أنه توجد فروق في متغير الحالة االجتماعية
لصالح األعزب" هو صحيح ألن أغلبية الشباب الذي لم يتزوج يتعرض الي ضغوط
نفسية ويكون عدم الزواج سبب رئيسي نسبةً لغالء المهور واندثار العادات وظهور
عادات جديدة وعدم توفر الوظيفة ,مما يدخل اإلنسان في حالة السرقة وتعاطي
المخدارت وارتكاب عدد كبير من الجرائم.
مناقشة الفرض الرابع :توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية
تعزي لمتغير الحالة االقتصادية
104
ثانياً :النتائج:
/1التوجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير
النوع من خالل الدراسة أثبتت الدراسة أنه ال توجد فروق ذات داللة احصائية تبعاً
لمتغير النوع في جميع االبعاد النفسية والجسمية واالجتماعية.
/2توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير العمر
علي انه توجد فروق ذات داللة احصائية تبعاً لمتغير العمر في البعد الجسمي
واالجتماعي ,أما في البعد النفسي كانت التوجد فروق في متغير العمر .فقد اثبتت
الدراسة أنه توجد فروق ذات داللة احصائية في البعد الجسمي واإلجتماعي والصحة
النفسية تعزي لمتغير العمر.
/ 3توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة
االجتماعية .تبعاً للحالة االجتماعية في البعد الجسمي التوجد فروق في متغير الحالة
االجتماعية .أما في البعد االجتماعي توجد فروق في متغير الحالة االجتماعية بين
األعزب والمتزوج كانت لصالح المتزوج .أما البعد النفسي توجد فروق في متغير
الحالة االجتماعية بين المطلق واألعزب وكانت النتيجة لصالح األعزب .وأثبت أنه
توجد فروق في متغير الحالة االجتماعية لصالح األعزب.
/4ال توجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى الصحة النفسية تعزي لمتغير
الحالة االقتصادية المقارنة بين ضعيف ومتوسط في االبعاد الجسمية والنفسية
واالجتماعية .فقد اثبتت الدراسة أنه التوجد فروق ذات داللة احصائية في مستوى
الصحة النفسية تعزي لمتغير الحالة االقتصادية.
105
ثالثاً :التوصيات:
في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها ,خرجت الدراسة ببعض التوصيات
التي يمكن ان تسهم في التخفيف من الضغوط النفسية التي تواجه النزالء في
للسجون السودانية ,ومن تلك التوصيات ما يلي:
/ 1العمل على تطوير القسم اإلجتماعي والنفسي في السجن ,وذلك لتحقيق األهداف
المرجوة ,مما يساهم في تخفيف الضغوط االجتماعية لدى النزالء ,إذ بينت الدراسة
الحالية إن الضغوط النفسية بحاجة إلى تضافر جهود عديدة لتخفيفها لدى النزيل.
/2توصي الباحثة بضرورة دعم األقسام النفسية واإلجتماعية في السجون بالمزيد من
األخصائيين النفسيين ,وتفعيل دورهم في اإلرشاد النفسي في بيئة السجن.
/3تكثيف البرامج اإلرشادية التي تهدف لتوعية أسر النزالء للقيام بدورهم في تخفيف
الضغوط النفسية التي يعاني منها ذووهم المودوعون في السجون
/4تطوير برامج التأهيل المهني لنزالء السجون باستمرار ,ليتسنى لهم اإلعتماد على
أنفسهم عند الخروج من السجن ,حتي ال يعودوا للجريمة مرة اخرى.
/5التحسين المستمر للخدمات المعيشية المناسبة لنزالء السجون ,مثل( التغذية,
النظافة ,اللباس ,األغطية) لما لهذه الظروف من انعكاسات ايجابية وتخفف من
ضغوطهم النفسية.
/6تشجيع الكوادر المتخصصه العاملة في السجون ,وتحفيزها بمكافات وعالوات
مادية لتميز عملهم الصعب والمضني ,مقارنة مع باقي الموظفين.
/7تفعيل مؤسسات الرعاية الالحقة ,وذلك بتوفير اإلمكانات المادية والبشرية لهذه
المؤسسات ,حتى يتسنى لها تقديم الخدمات الالزمة للنزيل بعد خروجه من السجن,
ومساعدته ليكون عضواً نافعاً في المجتمع.
/8تهيئة الجو األسري المناسب لمساعدة النزالء على التواصل مع اسرهم ,وذلك من
خالل توجيه األباء إلى أهمية غرس روح التعاون والمحبة بين األبناء ,وتخصيص
يوم من كل اسبوع الجتماع كافة افراد األسرة مع النزيل للتشاور فيما بينهم حول
المشكالت التي تعترض كل واحد منهم ,وكيفية التعاون في حلها.
106
الدراسات السابقة
/1صبحي الكفوري ,فعالية برنامج عالجي سلوكي عرفي في ادارة الضغوط
النفسية لدى عينة من طالب كلية تربية ,مصر2000 ,م.
هدفت هذة الدراسة للكشف عن فعالية استخدام برنامج عالجي معرفي سلوكي في
تخفيف الضغوط النفسية لدى عينة من طالب كلية تربية ,والكشف عن فعالية
استخدام برنامج عالجي سلوكي معرفي في تخفيف حدة االستجابة االكلينيكية التي
تصف اسلوب استجابة الفرد لالحداث الخطيرة في الحياة لدى عينة من طالب كلية
تربية ,والكشف ع ن فعالية استخدام برنامج عالجي سلوكي معرفي في تخفيف حدة
الشعور بالغضب لدى عينة من طالب كلية تربية.
تكونت عينة الدراسة من ( )40طالباً من طالب الفرقة الثانية بكلية تربية بكفر الشيخ
جميعهم من الذكور ,تم تقسيمهم إلى مجموعتين احداهما تجريبية من ( )20طالباً
واالخرى ضابطة من ( )20طالباً ,وتم مجانسة افراد المجموعتين في القياس القبلي
علي متغيرات الدراسة (الضغوط النفسية -االستجابة االكلينيكية -التعبير عن
الغضب).
وكانت أدوات الدراسة :مقياس االستجابة االكلينيكية ,مقياس الضغوط النفسية,
مقياس التعبير عن الغضب.
توصلت الدراسة إلى فعالية البرنامج العالجي السلوكي المعرفي الذي يتضمن
تدريباً على مهارات عديدة من بينها التدريب على السلوك التوكيدي ,وادارة الوقت
واالسترخاء العضلي ,واالسترخاء من طريق التخيل ,والتدريب علي الوعي االنتقائي
واعادة التقييم المعرفي ,وتقديم التعليمات للذات ,ومهارة حل المشكالت في تخفيف
الضغوط النفسية وتغير استجابة أفراد العينة لألحداث الخطيرة في الحياة ,والتي
تتضمن فقرات عامة من قبيل الشهور بالهياج الداخلي وعدم الراحة والشعور بكره
الذات والشعور بالعدوانية نحو الذات وسرعة الغضب والشعور باليأس وفقدان االمل
وردود الفعل المفزعة والضالالت ,متضمنة االدراك المشوه لالفراد واالفكار غير
السليمة حول االشياء وسيطرة الخرافات وتامل االفكار واالجترار وتخيالت ما قبل
النوم والتجنب واالنكار واالقحام ,حيث وجدت فروق ذات داللة احصائية بين متوسط
107
درجات افراد المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لصالح
المجموعة التجريبية ,وكذلك فروق دالة احصائية بين متوسط درجات المجموعة
التجريبية في القياس القبلي والقياس البعدي لصالح القياس البعدي.
/ 2هشام الخولي ,فعالية العالج المعرفي السلوكي في تخفيف حدة الضغوط
النفسية لدى معلمي التربية الخاصة2004,م ,مصر.
هدفت الدراسة الى تصميم برنامج عالجي معرفي سلوكي ,والتعرف على أثره في
تخفيف حدة الضغوط النفسية لدى عينة من معلمي التربية الخاصة.
قام الباحث بتطبيق مقياس الضغوط النفسية لمعلمي التربية الخاصة ,على عينة
عشوائية بلغ قوامها ( )130من معلمي التربية الخاصة ( 71من الذكور و 59من
االناث) بمدارس التربية الخاصة التابعة إلدارة بنها التعليمية في كل من مدارس
الصم والمكفوفين والتربية الفكرية ,ثم تم تصحيح المقياس حسب التعليمات واسفرت
نتائج التصحيح عن عدد من المعلمين والمعلمات ممن حصلو على درجات مرتفعة
على مقياس الضعوط النفسية ( )29معلماً )24( ,معلمة ,وتم اختيار عشواي
لعدد( )12معلماً )12( ,معلمة.
تم تقسيم عينة الدراسة على النحو التالي:
أ -مجموعة ذكورية تجريبية وعددها( )6معلمين
ب -مجموعة ذكور ضابطة وعددها( )6معلمين
ج -مجموعة اناث تجريبية وعددها( )6معلمات
د -مجموعة اناث ضابطة وعددها( )6معلمات
قام الباحث بتطبيق البرنامج العالجي على افراد المجموعتين التجريبتين.
واستخدمت الدراسة مقياس الضغوط النفسية لمعلمي التربية الخاصة.
وتوصلت الدراسة إلى فعالية البرنامج العالجي المستخدم في الدراسة ,وهو العالج
المعرفي السلوكي في تخفيف حدة الضغوط النفسية لدى عينة الدراسة ,وهي عينة
من معلمي التربية الخاصة ذكو اًر واناثاً بعد البرنامج العالجي مباشرة ,واستمرار
فعاليته إلى ما بعد انتهاء فترة المتابعة.
108
/ 3عادل جورج طنوس و جنان وحنا ,أثر برنامج التعديل المعرفي السلوكي في
تنمية الفعالية الذاتية لدى مدمني المخدرات في محافظة عكا وعالقتها ببعض
المتغيرات2008 ,م ,فلسطين.
هدفت الدراسة الي اختبار فعالية برنامج التعديل المعرفي السلوكي لرفع مستوى
الفعالية الذاتية المدركة لدى عينة من مدمني عرب ,وتأثير الفعالية الذاتية المدركة
على مواقف التعاطي للمخدرات ,باالضافة الى التعرف على االختالف بالفعالية
الذاتية لدي المدمنين باختالف متغيرات الجنس والمستويين االجتماعي واالقتصادي.
اما عينة الدراسة فقد تم اختيار عينة قصدية تالفت من ( )50مدمناً من المقيمين
بمراكز عالج االدمان في المؤسسات والمراكز التي تهتم بعالج المدمنين في منطقة
عكا ,ممن حصلو على درجات متدنية علي مقياس الفعالية الذاتية ,وبعد ذلك تم
توزيع العينة إلى مجموعتين التجريبية ( )25مدمناً والمجموعة الضابطة( )25مدمناً.
/4عبدالكريم سعيد المدهون ,فاعلية برنامج ارشادي لخفض الضغوط النفسية
وتحسين مستوى الرضا عن الحيتة لطلبة جامعة فلسطين بغزة2008 ,م,
فلسطين.
هدفت هذه الدراسة إلى التحقق من فاعلية برنامج ارشادي تدريبي في خفض
الضغوط النفسية لدى عينة من طلبة جامعة فلسطين من اجل تعديل سلوكهم بعد
التعرف على مصادر الضغوط واساليب مواجهتها وطرق التغلب عليها.
تكونت عينة الدراسة من ( )28طالباً ,وهم األعلى درجة في مقياس مواقف الحياة
الضاغطة ,واألدني درجة في مقياس الرضا عن الحياة تم تقسيمها إلى مجموعتين:
المجموعة االولى :مجموعة ضابطة وتضم ( )7من الذكور ,و( )7من االناث
المجموعة الثانية :مجموعة تجريبية وتضم ( )7من الذكور ,و( )7من االناث
واستخدمت الدراسة:
-مقياس مواقف الحياة الضاغطة
-مقياس الرضا عن الحياة
وتوصلت الدراسة إلى:
109
-1وجود فروق بين القياس القبلي والبعدي لدى المجموعة التجريبية لصالح القياس
البعدي
-2وجود فروق في مستوى الرضا عن الحياة بين المجموعة التجريبية والمجموعة
الضابطة في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
/5دراسة عبد اهلل أبو إياد العلوي ،نوعية الحياة وواقع الصحة النفسية لدى
المترددين على السجون واإلصالحيات2011 ،م ،جامعة بغداد.
تناول الدراسة واقع ومفهوم نوعية الحياة وتأثيره على الصحة النفسية لدى نزالء
السجون واإلصالحيات ،فالصحة النفسية بالنسبة لهذه الدراسة ،هي حالة دائمة نسبيا
يكون فيها الفرد متوافقا من النواحي النفسية واالجتماعية واالنفعالية مع نفسه ومع
اآلخرين ،ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع االغيار ،ويكون قاد ار على تحقيق ذاته
واستثمار قدراته وامكاناته إلى ابعد نطاق ممكن .باإلضافة إلى القدرة على مواجهة
مطالب الحياة وتكون شخصية متكاملة وسوية.
وتوصلت الدراسة:
-يعاني المترددون على السجن من انخفاضات خطيرة في مستوى تقديراتهم المتعلقة
بنوعية الحياة.
-توجد فروق ذات داللة في نوعية الحياة لدى المترددين على السجن تحكمها
متغيرات السن والحالة االجتماعية والجنس وعدد الترددات على السجن ونوعية
السلوكيات التي تشكل سندا في اإلحالة على السجن.
-توجد عالقة ارتباط ايجابية بين استجابة المترددين على السجن نحو نوعية الحياة
والصحة النفسية لديهم.
-توجد عالقة ارتباط ايجابية بين استجابات المترددين على السجن نحو نوعية
الحياة وواقع الصحة النفسية لديهم وسلوكياتهم اإلجرامية.
/6دراسة السراج2005م فلسطين.
هدفت إلى الكشف عن عالقة الضغوطات النفسية لدى زوجات األسرى الفلسطينيين
في سجون االحتالل اإلسرائيلي بعمر زوجة األسير ومستواها التعليمي والمستوى
االجتماعي واالقتصادي لها وعدد أبنائها ومستوى التزامها للقيم الدينية.
110
واشتملت الدراسة على عينة تتكون من المجتمع األصلي كله ويبلغ ( )93زوجة وقد
اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي ومن أبرز نتائج دراسته يعد مستوى
طا ،أما على
الضغوطات النفسية العامة لدى زوجات األسرى الفلسطينيين متوس ً
الصعيد السيكولوجي فهو فوق المتوسط ويعد دون المتوسط على الصعيد النفسي ،أما
على الصعيد االجتماعي االقتصادي فهو متوسط عدم وجود فروق دالة إحصائية
عند مستوى داللة ( )0,05فأقل في المستوى .الضغوط النفسية لدى زوجات األسرى
الفلسطينية تعزى لعامل عمر الزوجة وعدد األبناء والتزام الزوجة بالقيم الدينية.
إحصائيا عند مستوى داللة ( )0,05فأقل من مستوى الضغط
ً وجود فروق دالة
النفسي لدى زوجات األسرى الفلسطينيين تعزى لعامل تعليم الزوجة والمستوى
االجتماعي االقتصادي للزوجة.
111
قائمة المصادر والمراجع
112
قائمة المصادر والمراجع
/1إبراهيم أنيس ورفاقه ،المعجم الوسيط ،دار الفكر ،بيروت( ,د.ت) ,ج.1
/2أبو الفداء إسماعيل بن كثير ,تفسير القرأن العظيم ,مكتبة العلوم والحكم ,المدينة
المنورة1993,م.
/3ابو جعفر محمد بن جرير الطبري ,تفسير الطبري المسماة جامع البيان في تأويل
القران ,دار الكتب العربية ,ج1992 ,8م.
/4احمد الوائلي ,احكام السجون بين الشريعة والقانون ,بيروت ،دار الفكر.117 :
/5احمد بن علي الفيومي ,المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ,القاهرة,
المطبعة األميرية ,ط1952 ,6م.
/6احمد ماهر ،السلوك التنظيمي مدخل بناء المهارات ,اإلسكندرية ,الدار الجامعية,
ط١٩٩٥ ,7م.
/7أحوال حقوق اإلنسان ،جريدة االخبار المصرية23 ،أبريل 2008م.18:،
/8أديب خضور ،أولويات تطوير اإلعالم األمني العربي :واقعه وافاق تطويره,
الرياض ,جامعة نايف العربية للعلوم األمنية١٩٩٩ ,م.
/9اكرم نشأت إبراهيم ،السياسة الجنائية دراسة مقارنة ,بغداد ,مكتبة النهضة,
١٩٩٦م.
/10أمل علي المخزومي ،طرق وأساليب السيطرة على صراعاتك وامراضك النفسية,
دار العلم للماليين2012 ,م.
/11أيمن رمضان الزيني ،العقوبات السالبة للحرية القصيرة المدة وبدائلها :دراسة
مقارنة ,جدة ,جامعة الملك عبدالعزيز٢٠٠٣ ,م.
/12التقرير السنوي السابع لجمعية حقوق اإلنسان لمساعدة السجناء ،االحتجاز
والمحتجزين في مصر ،القاهرة2004 ،
/13جاسم يوسف محمد الشاعر ,الضغوط النفسية التي تتعرض لها المرأة
الفلسطينية ,رسالة ماجستير منشورة ,غزة ,جامعة النجاح الوطنية2003 ,م.
/14جمال الدين محمد بن مكرم األنصاري ابن منظور ،لسان العرب ,ج ,6بيروت,
دار الكتب العلمية2003 ,م.
113
التعليم لألشخاص رهن
ٌ /15الجمعيةٌ العامة لألمم المتحدة 2009م والحق في
التعليم ،جنيف ،االمم المتحده
ٌ االحتجاز :تقر ٌير المقرر الخاص المعني بالحق في
/16حامد عبدالسالم زهران ,الصحة النفسية والعالج النفسي ,مطبعة عالم الكتب
للنشر والتوزيع ,ط1977 ,2م.
/17حجازي مصطفى ,الصحة النفسية ,المركز الثقافي العربي ,الدار البيضاء
المغرب2000 ,م.
/18حسن أبو غده ,احكام السجن ومعاملة ومعاملة السجناء في االسالم ,مكتبة
المنار ,الكويت ,ط1987 ,1م.
/19حسن طالب ،سوسيولوجيا الجريمة والعقوبه والمؤسسات اإلصالحية ,بيروت,
دار الطليعه٢٠٠٢ ,م.
/20حقوق إنسان ،مجموعة صكوك دولية ،المجلد األول ،األمم المتحدة ،نيويورك،
1993م.
/21حميدي فالح الشهراني وآخرون ,أنظمة وتعليمات السجون ,الرياض ,مطابع
األمن العام1999 ,م.
/22سالم سعد عبد العزيز السالم ،اتجاهات بعض فئات المجتمع السعودي نحو
العمالة الوافدة في مجال األسرة ,رسالة ماجستير غير منشورة ,الرياض ,جامعة نايف
للعلوم االمنية١٩٩٣ ,م.93 :
/23سعود بن ضحيان الضحيان ،البرامج التعليمية والتأهيلية في المؤسسات
اإلصالحية ,الرياض ,جامعة نايف العربية للعلوم األمنية٢٠٠١ ,م.
/24سمير قوتة ،الضغوط النفسية وطرق التعامل معها لدى المجتمع الفلسطيني،
مركز غزة للصحة النفسية ،غزة2002 ,م.
/25سيد صبحي ,اإلنسان وصحته النفسية ,الدار المصرية اللبنانية2003 ,م.
/26صالح مخيمر ,المدخل إلى الصحة النفسية ,القاهرة ,مكتبة األنجلو1997 ,م.
/27الظافر القاسمي ,نظام الحكم في الشريعة والتاريخ اإلسالمي ,دار النفائس ,ج2
1987م.
114
/28عبد الرحمن عبد العزيز الرميخاني ،تكامل خدمات الرعاية االجتماعية داخل
السجون ,رسالة ماجستير غير منشورة ,الرياض ,جامعة نايف للعلوم االمنية,
١٩٩٨م.
/29عبد الروؤف الطالع ,الضغوط النفسية وعالقتها باألمراض السيكوسوماتية,
القاهرة ,جامعة عين شمس2000 ,م.
/30عبد العزيز القوصي ,أسس الصحة النفسية ,مكتبة النهضه المصرية ,ط,4
1952م.
/31عبد اهلل بن عبد العزيز اليوسف ،التدابير المجتمعية كبدائل للعقوبات السالبة
للحرية ,الرياض ,جامعة نايف العربية للعلوم األمنية٢٠٠٣ ,م.
/32عبد اهلل عبد الغني غانم ،أثر السجن في سلوك النزيل ,الرياض ,جامعة نايف
للعلوم األمنية١٩٩٩ ,م.
/33عبداهلل عسكر ,اإلضطرابات النفسية لألطفال ,القاهرة ,مكتبة األنجلو2005 ,م.
/34عبدالهادي محمد القحطاني2013 ,م.22 :
/35عدنان الدوري ,أسباب الجريمة وطبيعة السلوك اإلجرامي ,الكويت ,منشورات
ذات السالسل١٩٨٤ ,م.
/36عطية مهنا ،األثار اإلجتماعية للحبس قصير المدة على المحكوم عليه وأسرته,
القاهرة ,المركز القومي للبحوث اإلجتماعية والجنائية١٩٩٩ ,م.
/37عياش سمير العنزي ,عالقة الضغوط النفسية ببعض المتغيرات الشخصية,
الرياض ,جامعة نايف العربية للعلوم األمنية2004 ,م.
/38غازي جرار ,شرح قانون العقوبات األردني ,بدون دار نشر1978 ,م.
/39كامل علوان الزبيدي ،الضغوط النفسية وعالقتها بالرضا المهني والصحة
النفسية ,رسالة دكتوراه غير منشورة ,بغداد ,جامعة بغداد2000 ,م.
/40اللجنة األفريقٌيةٌ لحقوق اإلنسان والشعوب 2004تقر ٌير بعثة المقرر الخاص
الديمقراطيةٌ االتحاديةٌ - 15
أثيوباٌ ٌ
للسجون وأحوال االحتجاز في أفريقٌاٌ إلى جمهوريةٌ ٌ
29مارس 2004
115
/41ماجد العاروري ،حقوق المحتجزين ,مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب,
القاهرة2009 ,م.
/42مجدالدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ,القاموس المحيط ,مطبعة مصطفى
البابي الحلبي ,القاهرة1952 ,م.
/43مجدي احمد محمد عبداهلل ,علم النفس المرضي :دراسة في الشخصية بين
السواء واإلضطراب ,األسكندرية ,دار المعارف الجامعية2000 ,م.
/44مجدي احمد محمد ,اإلضطرابات النفسية لألطفال األعراض واألساليب والعالج,
القاهرة ,دار المعارف الجامعية2003 ,م.
/45محمد إبراهيم عيد ,أزمات الشباب النفسية ,مكتبة زهراء الشرق2006 ,م.
/46محمد باقر بن محمد تقي المجلسي ,بحار األنوار الجامعة لدرر أخبار األئمة
األطهار ,دار الكتب اإلسالمية ،تهران1111 ,ه.
/47محمد بن عبد اهلل الجريوي ,السجن وموجباته في الشريعة اإلسالمية مقارناً بنظام
السجن والتوقيف في المملكة العربية السعودية ,بيروت ,مؤسسة فؤاد بعينو ,ج ,1ط,2
1997م.
/48محمد بن عبداهلل األحمد ,أحكام الحبس في الشريعة اإلسالمية ,مكتبة الرشد
للنشر والتوزيع ,الرياض1998 ,م.
/49محمد بن محمد بن ابي بكر الرازي ,مختار الصحاح ,المطبعة االميرية
بالقاهرة1978 ,م.
/50محمد حسن غانم ,اإلضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية ,مكتبة األنجلو
المصرية2006 ,م.
/51محمد زكي أبو عامر١٩٩٣ ،م.87 :
/52محمد زكي أبوعامر ،دراسة في علم اإلجرام ,دار المطبوعات الجامعية,
األسكندرية١٩٨٥ ,م.
/53محمد نيازي حتاتة ,الدفاع اإلجتماعي السياسة الجنائية المعاصرة بين الشريعة
اإلسالمية والقانون الوضعي ,القاهرة ,مكتبة وهبة ,ط١٩٩٣ ,2م.
/54محمد هالل ،مهارات إدارة الضغوط ،االنجلو المصرية.القاهرة2000,م.
116
/55محمدبن حسن الطوسي1413 ،ه 332:
/56مصطفى عبد المجيد كاره ,السجن كمؤسسة إجتماعية ,الرياض ,جامعة نايف
للعلوم العربية١٩٨٨ ,م.
/57مصطفى فهمي ,الصحة النفسية في األسرة والمدرسة والمجتمع ,دار الثقافة
للنشر والطباعة ,ط1976 ,2م.
/58المعجم الوسيط ,مجمع اللغة العربية ,القاهرة,مكتبة الشروق الدولية2004 ,م
/59منظمة الصحة العالميةٌ 2007م الصحة في السجون :دلي ٌل منظمة الصحة
العالميةٌ عن األساسياٌت في مجال الصحة في السجون ،كوبهاجن منظمة الصحة
العالميةٌ
/60الموسوعة الفقهية الكويتية ,الطبعة الثانية ،دارالسالسل ,الكويت ,ج,16
1998م.
/61نبيل مدحت سالم ,فلسفة وتاريخ القانون الجنائي ,القاهرة ,جامعة عين شمس,
١٩٨١م.
/62نعمان بن محمد بن محمد بن منصور التميمي المغربي ,دعائم اإلسالم ,تحقيق:
آصف علي أصغر فيضي ،دار المعارف ،مصر 1385 ،ق.
/63هارون الرشيدي ,الضغوط النفسية طبيعتها -نظرياتها -برنامج لمساعدة الذات
في عالجها ,القاهرة ,مكتبة األنجلو المصرية1999 ,م.
/64وليد السيد خليفة ,مراد علي عيسى ,الضغوط النفسية والتخلف العقلي في ضوء
علم النفس المعرفي ,المفاهيم ,النظريات ,البرامج ,كويت ,دار للنشر والتوزيع ,ط,2
2008م.
/65وولف و توم ٌم1999 ,م32 :
/66يوسف بن أحمد العثيمين ,نحو إستراتيجية وطنية شاملة لمكافحة اإلرهاب في
المملكة العربية السعودية ,الرياض ,د.ن٢٠٠6 ,م.
117
المالحق
118
ملحق رقم ()1
الصورة االولية إلستمارة اإلستبيان
عزيزي المواطن/ة بين يديك إستبيان عن دراسة عنوان بحث الصحة النفسية لدى
النزالء وعالقتها ببعض المتغيرات إجابتكم على هذا اإلستبيان تساعد في الوصول
إلى نتائج مفيدة ونؤكد لكم إن نتائج هذا البحث ال تستخدم إال لألغراض العلمية
فقط.
البيانات األولية:
أنثى النوع :ذكر
50فأكثر 50-40 40-30 العمر30-18 :
أرمل مطلق متزوج الحالة اإلجتماعية :أعزب
جامعي ثانوي أساس المستوى التعليمي :أُمي
فوق الجامعي
أخرى ............ مزارع موظف المهنة :عامل
البيانات األساسية:
أبداً احياناً ناد اًر دائماً غالباً البيان
.1عادة أجد رغبة في الحديث عن نفسي ,وعن إنجازاتي أمام األخرين
.2احرص على تبادل الزيارات مع زمالئي وأصدقائي
.3عادة تتغير مشاعري بين حب وكراهية نحو األخرين بصورة سريعة.
.4بإمكاني أن أواصل عمالً ما لفتة طويلة حتى لو واجهتني بعض المشكالت
والصعوبات
.5أعاني من اهتزاز ( رعشة) في بعض أجزاء جسمي في كثير من األحيان.
.6يجب اال يحاول اإلنسان تحقيق غاياته على حساب األخرين.
.8 .7أرى الفائدة المرجوة من المعوقين جسمياً ال تتناسب مع حجم ما ينفق عليه
.9أشعر بأنه اليمكنني التغلب على كثير من المشكالت لو لم يساعدني األخرون
.10عادة استمتع بتبادل األفكار واآلراء مع زمالئي وأصدقائي.
.11غالباً تنتابني نوبات من الحزن والفرح دون سبب معقول.
.12بإمكاني أن أستغرق في اداء عملي لدرجة ال اشعر معها بمن حولي.
119
أبداً احياناً ناد اًر دائماً غالباً البيان
.13عادة أعاني من تكرار نوبات اإلمساك أو اإلسهال الشديد.
.14غالباً أعامل األخرين باألسلوب الذي احب ان يعاملونني به
.15ارى أن األفراد ثقلي الوزن يكونون موضع سخرية األخرين دائماً.
.16غالباً أشعر بأنه ليس لدي أراء مفيدة اقترحها على األخرين
.17استمتع كثي اًر بالعمل مع الناس كما هو الحال في عمليات البيع والشراء
.18إني أغضب وأثور إذا ما ضايقني احد ولو بكلمة بسيطة.
.19يسعدني بذل أقصى جهد ممكن في أداء عملي مهما كلفني ذلك من مشقة
.20أعاني من ضيق في التنفس في كثير من األحيان رغم عدم وجود سبب عضوي
واضح
.21أميل إلى اإلشادة بحسنات األخرين ومزاياهم اكثر من التنويه بعيونهم
.22عادة ما ينتابني شعور بأنني ال أصلح لشئ.
.23اعتقد أنني لست في مستوى كفاءة ومقدرة معظم زمالئي.
.24اجد إنني قلقاً معظم الوقت إزاء ما قد يحمله لي المستقبل.
.25احرص دائماً على بذل كل مافي وسعي التقان العمل الذي اقوم به.
.26تعاودني نوبات الصداع في معظم األحيان.
.27يجب أن يستمتع الفرد بمعرفة اآلخرين بقض النظر عما يحققونه له من منافع.
.28اشعر غالباً بأن زمالئي افضل مني في مظهرهم الجسمي عموماً.
.29أنا حساس جداً لما يبديه األخرون من نقد لتصرفاتي.
.30يسعدني عادة مشاركة زمالئي واصدقائي بعض الرحالت والمعسكرات.
.31ينتابني الضيق والتوتر إزاء المواقف الغامضة.
.32ارى أن قيمة اإلنسان تكمن في مدى إخالصه في أداء عمله مهما كان بسيطاً.
.33تعاودني األحالم المزعجة أو (الكوابيس) في كثير من األحيان.
.34من الضروري أن يلتزم الفرد بالصدق واألمانة حتى لو لم يعامله الناس بالطريقة
نفسها
.35غالباً أفضل التعامل مع من هم اصغر مني سناً
.36يعاملني والدي كما لو كنت طفالً صغي اًر
.37احرص على المشاركة في الجماعات الخاصة بالخدمات واألنشطة
.38يخيل إلى أن هناك من يتتبعني أينما ذهبت.
120
أبداً احياناً ناد اًر دائماً غالباً البيان
.39عادة حاول إنجاز أعمالي دون تباطؤ بالحكمة القائلة التؤخر عمل اليوم إلى الغد
.40اشعر بتوتر خلف رقبتي في كثير من األحيان
.41احترم مشاعر األخرين حتى لو اختلفو معي في الرأي
.42انا لست راضياً عن نفسي
.43اعتقد ان زمالئي اليهتمون بي كثي اًر بما ابديه من اراء وافكار
.44تسمح لي عالقاتي الوثيقة ببعض اساتذتي بالتحدث معهم بحرية في مختلف شئوني
الخاصة
.45احاول تجنب األماكن المظلمة بشتى الطرق
.46اشعر بأن مجال دراستي سيفيدني في مستقبل حياتي
.47أشعر بفقدان شهيتي للطعام
.48أحاول عادة الوفاء بوعدي ألن وعد الحر دين عليه.
.49غالباً ينظر الناس إلى الصم وثقيلي السمع على إنهم أقل كفاءة من غيرهم
.50اشعر بعدم كفاءتي إلى درجة تعوقني عن إنجاز أعمالي
.51تربطني عالقات وثيقة ببعض األشخاص بحيث أثق فيهم ائتمنهم على اسراري
.52غالباً أتصرف فو اًر في بعض المواقف دون تردد أو حساب لما يترتب على ذلك من
نتائج.
.53أنني حريص على التخطيط المختلف ألمور حياتي العتقادي أن النجاح في الحياة
اليتحقق بالصدمة
.54اشعر بالتعب واإلجهاد في كثير من األحيان رغم عدم وجود سبب عضوي واضح
لذلك
.55من رأيي أن كل إنسان سيجني حتماً نتائج عمله سواء خي اًر أوش اًر
.56اعتقد انه اليجب أن يطلب الناس أية مساعدة من فرد مبتور الساق أو مشلول
.57أشعر أنني أفتقد إلى مواهب وقدرات كثيرة لدرجة تجعلني أخجل من نفسي.
.58غالباً يسعدني المشاركة في الحفالت والمناسبات اإلجتماعية.
.59احاول الدفاع عن ارائي بشتى الوسائل دون إعتبار لمشاعر األخرين.
.60أحاول مواجهة مشكالتي بنفسي دون اإلعتماد كثي اًر على األخرين.
.61عادة يكون الفرد ذو الصوت الغليظ موضع تهكم زمالئه وسخريتهم.
.62كثي اًر ما أشعر بعدم ثقتي في نفسي وبأنني عبء على غيري.
121
أبداً احياناً ناد اًر دائماً غالباً البيان
.63عادة تشجعني أسرتي على تبادل الزيارات مع أصدقائي.
.64البد أن يثور الفرد ويثأر لكرامته عندما يذكرن األخرين بسوء.
.65لدى هوايات ممتعة أحرص على ممارستها في أوقات فراغي
.66أتحدث بسرعة كبيرة مما يجعلني أتلجلج أو أتهته.
.67اعتقد أن اإلنسان البد أن يتسم بالخلق الحسن فالعلم وحده اليكفي.
.68غالباً يخجل الفرد من أشياء مثل تشوه أسنانه أو عدم إنتظامها.
.69يصعب على ايداء رأي في مواجهة جماعه من الناس حتى لو كان هذا الرأئ عن
موضوع أعرفه جيداً.
.70تربطني عالقات طيبة ببعض األسر حيث أشعر معها لو كنت بين أهلي.
.71عادة يصعب علي نسيان ما يوجهه األخرون لي من إساءات.
.72عادة أفكر في أهمية ما اقوم به من أعمال ومدى فائدتها للمجتمع قبل ان اقدم عليها
.73يصعب علي الجلوس ساكناً لفترة طويلة
.74اعتقد انه من األفضل عدم اإلسراف في إسداء لنصح لألخرين
.75ينتابني شعور دائم بأن فكرة الناس على أقل مما يجب
.76يصعب علي الدخول في منافسات مع أخرين حتى لو كانوا في مثل سني.
.77أجد متعة كبيرة في تبادل الزيارات مع األصدقاء والجيران
.78غالباً أستغرق في أحالم اليقظة بحيث ال أشعر مطلقاً بما يدور حولي
.79اعتقد أن قيام الفرد بعمل ما بصورة روتينية أو عشوائية البد وأن يعرضه للملل
واإلخفاق
.80يصعب علي التخلص من بعض عادات مثل قضم أظافري أو وضع إصبعي في
فمي
.81يسعدني التخفيف عن األخرين وقت الشدائد حتى ولم يكونوا من معارفي.
.82غالباً يميل الفرد المصاب ببعض البثور او النمش في وجهه إلى اإلنطواء والبعد عن
األخرين
.83استغرق وقتاً طويالً في حسم المسائل مما يفوت علي فرصة إتخاذ القرار في وقته
المناسب
.84اشعر بالثقة واألحترام المتبادلين بيني وأفراد اسرتي.
.85أنا ال أعامل األخرين بالمثل حتى ولو كانوا غير عادلين
122
أبداً احياناً ناد اًر دائماً غالباً البيان
.86هنالك أمور كثيرة في الحياة تثير اهتمامي وتحفزني على العمل
.87تعودلي تقلصات في المعدتي رغم عدم وجود سبب عضوي لذلك
.88اعتقد انه من األفضل عدم مواجهة الناس بأخطائهم بصورة مباشرة
.89يبدو أن الناس يعتبرون أقل منهم لذا يتجنبون التعامل معهم
.90اهرب دائماً من بعض المشكالت والمصاعب لعدم مقدرتي على مواجهتها
.91ترحب اسرتي بمشاركتي في مناقشة األمور والق اررات المتعلقه بحياتنا
.92استغرق في الخيال طويالً حتى ولو كنت بين اصدقائي
.93احرص على تحمل مسئولياتي واداء واجباتي قبل ان اطالب بحقوقي.
.94اعاني من األرق بحيث ال استطيع األستغراق في النوم بدجة كافية
.95أفكر كثي اًر قبل أن أقدم على عمل قد يضر بمصالح اآلخرين
.96غالباً يعتقد الناس أن ضعاف البنية( الجسم) الحولى لهم والقوة وال يثقون بمقدرتهم
على انجاز اي شئ
123
ملحق رقم()2
الصورة النهائية إلستمارة اإلستبيان
عزيزي المواطن/ة بين يديك إستبيان عن دراسة عنوان بحث الصحة النفسية لدى
النزالء وعالقتها ببعض المتغيرات إجابتكم على هذا اإلستبيان تساعد في الوصول
إلى نتائج مفيدة ونؤكد لكم إن نتائج هذا البحث ال تستخدم إال لألغراض العلمية
فقط.
البيانات األولية:
أنثى النوع :ذكر
46فأكثر 45-36 العمر35-25 :
أرمل مطلق متزوج الحالة اإلجتماعية :أعزب
عالي متوسط الحالة االقتصادية :ضعيف
البيانات االساسية:
124
12أشعر أنني الأصلح في شئ
13أشعر بالقلق والخوف من المستقبل
14أحب معرفة اآلخرين دون مصلحة
15ال أشعر باإلرتياح إال بمعرفة مايجري حولي
16أعاني من الكوابيس
17أشعر بأني مراقب
18لست راض عن نفسي
19أحاول تجنب األماكن المظلمة
20أكون أحمقاَ في بعض األحيان
21أنا أري أن كل شخص يحصد نتيجة عمله سواء كان حسناَ أو سيئاَ
22ال أستطيع تذكر شئ قرأته ولو كان قبل قليل
23ال أستطيع التركيز في المحاضرات أو الخطب
24أري أن ال نتسرع في الحكم علي اآلخرين
25ال أسكت ألحد إن أخطأ بحقي
26األخالق أهم من العلم
27بعض األشخاص أشعر كأنهم أعلي
28ال أستطيع أن أعبر عن رأيي أمام اآلخرين وان كنت ملماَ بموضوع
النقاش
29من المفترض عدم المبالغة في نصح اآلخرين
30أحلم (أتخيل) وأنا مستيقظ لدرجة عدم اإلحساس بمن حولي
31أفكر في المواضيع بكثرة إلي أن ينقضي وقتها
32يوجد إحترام بيني وبين أسرتي
33توجد ثقة بيني وبين أسرتي
34يوجد كثير من االشيئا في الحياة تجعلني سعيد واود ان اعمل
35أهرب من المشاكل لعدم مقدرتي علي مواجهتها
125
36أشعر بالقلق وعدم المقدرة علي النوم
37أراعي لآلخرين قبل أن أعمل شئ يضرهم
38ال أعامل اآلخرين كما يعاملونني وان أخطأوا
126
ملحق رقم ()3
خطاب التحكيم
بسم اهلل الرحمن الرحيم
السيد........................./
السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته
الموضوع :تحكيم استبيان
أقوم بدراسة بعنوان الصحة النفسية لدى النزالء وعالقتها ببعض المتغيرات ,بمعهد البحوث
والدراسات الجنائية واإلجتماعية جامعة الرباط الوطني ،عليه ترجو الباحثه تحكيم مقياس
الدراسة المرفق بالحذف والتعديل أو اإلضافة وهو من إعداد الباحثة.
127
ملحق رقم ()4
قائمة المحكمين
128