You are on page 1of 15

‫المطلب األول‬

‫ماهية اإلفراج الشرطي‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫لقد نشأ نظام اإلفراج الشرطي كمرحلة أخيرة من مراحل النظام التدريجي للعقوبات السالبة‬
‫للحرية‪ ،‬وتم تطبيقه ألول مرة في انجلت ار ثم انتقل إلي أيرلندا ثم إلي غيرها من باقي الدول الغربية‪،‬‬
‫وقد ظهرت الدعوة لهذا النظام على يد القاضي دي مارساني ‪ DeMarsangy‬في منتصف القرن‬
‫التاسع عشر وقد أدخل هذا النظام في فرنسا بالقانون الصادر في ‪ 14‬أغسطس سنة ‪1881‬م‪،‬‬
‫وأخذ به المنظم المصري بمقتضي األمر الصادر في‪ 32‬ديسمبر ‪1881‬م (‪.)1‬‬

‫كما أخذت به معظم التشريعات الجنائية الحديثة ‪ ،‬فقد أدخل هذا النظام في غالبية تشريعات‬
‫الدول العربية‪ ،‬إذ ورد النص عليه في القانون المصري‪ ،‬ونظمته المواد ‪ 44 -13‬من قانون تنظيم‬
‫السجون‪ ،‬والمادتان ‪ 81- 84‬من الالئحة الداخلية للسجون‪ ،‬ونص عليه قانون اإلجراءات الليبي‬
‫في المواد ‪ 411 -411 – 414‬مكررة‪ ،‬وكذلك القانون الجزائري في المواد ‪ 114-124‬من قانون‬
‫تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬كما جاء النص عليه في المادتين ‪،18‬‬
‫‪ 141‬من القانون الجنائي المغربي‪ ،‬وفي المواد ‪ 413-433‬من قانون المسطرة الجنائية أيضاً‪،‬‬
‫ونص عليه أيضاً القانون العراقي في المواد ‪ 221-221‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية‬
‫والقانون السوري في المواد ‪ 111 - 113‬من قانون العقوبات والقانون اللبناني في المواد ‪14-1‬‬
‫من قانون تنفيذ العقوبات‪ ،‬وكذلك الكويتي في المواد ‪ 81-81‬من قانون تنظيم السجون‪ ،‬والبحريني‬
‫في المواد ‪ 214-248‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬والقطري في المواد ‪ 41-41‬من قانون‬
‫تنظيم السجون‪ ،‬كما نص عليه قانون اإلجراءات الجزائية االتحادي في المادة ‪ ، 243‬ونص عليه‬

‫‪ )1‬الرشيدي‪ ،‬طه السيد أحمد ‪ ،‬أصول علمي اإلجرام والعقاب في ضوء النظريات والمذاهب العلمية الوضعية والنظرية اإلسالمية‪،‬‬
‫دار اإلجادة ‪1441 ،‬هـ ‪0201 -‬م ‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫القانون العماني في المادتين ‪ 11،14‬من قانون الجزاء وفي المادتين أيضاً ‪ 214، 248‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وفي المواد ‪ 14 ،12 ،13‬من قانون السجون‪ ،‬كما نصت عليه المادة ‪31‬‬
‫من نظام السجن والتوقيف السعودي‪ ،‬وكذلك المادة ‪ 41‬من قانون العقوبات اليمني (‪.)1‬‬

‫وال شك أن اإلفراج الشرطي كأحد طرق المعاملة العقابية قد جاء على أثر التطور الذي‬
‫شهدته العقوبة وغلبة دورها في التأهيل على وظيفتها في تحقيق العدالة والردع العام‪ .‬التي توجب‬
‫أن تحدد مدة العقوبة السالبة للحرية بحيث تتناسب مع الجسامة الموضوعية والشخصية للجريمة(‪.)0‬‬

‫فقد حرص نظام السجون والتوقيف السعودي على كفالة اإلفراج الشرطي للمحكوم عليهم‬
‫حيث تنص المادة ‪ 31‬على أنه "يجوز لوزير الداخلية أن يقرر اإلفراج تحت شرط عن أي محكوم‬
‫عليه بعقوبة السجن إذا أمضى في السجن ثالثة أرباع مدة العقوبة وكان سلوكه أثناء وجوده في‬
‫السجن يدعو إلى الثقة بتقويم نفسه‪ ،‬وذلك ما لم يكن في اإلفراج عنه خطر على األمن العام‪.‬‬
‫ويجب أال تقل المدة التي أمضاها المفرج عنه تحت شرط في السجن عن تسعة أشهر‪ ،‬وال يجوز‬
‫منح اإلفراج تحت شرط إال إذا أوفى المحكوم عليه بجميع االلتزامات المالية المترتبة على الجريمة‬
‫التي حكم عليه من أجلها‪ .‬ويحدد قرار اإلفراج تحت شرط الواجبات التي تفرض على المفرج عنه‬
‫من حيث إقامته وطريقة تعيشه وضمان حسن سيره وسلوكه‪ .‬فإذا ثبت وقوع ما يدل على سوء‬
‫سلوكه جاز لوزير الداخلية إصدار قرار بإعادته إلى السجن إلتمام المدة المحكوم بها عليه"(‪.)1‬‬

‫‪:‬‬ ‫لذلك ســــــوف نتناول دراســـــــة االفـــــــراج الشرطي في هــــــــذا المطلب كما يلي‪:‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف اإلفراج الشرطي‪.‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم االفراج الشرطي‪.‬‬

‫‪ )1‬الوريكات‪،‬محمد عبد هللا ‪ ،‬الجوخدار ‪ ،‬حسن محمد أمين ‪ ،‬اإلفراج لحسن السلوك في التشريع األردني والمقارن‪ ،‬البلقاء‬
‫‪.‬‬ ‫للبحوث والدراسات‪ ،‬المجلد (‪ ،)11‬العدد (‪ ،0213،)1‬ص‪-161‬‬
‫‪172‬‬

‫‪ )0‬مرعي ‪ ،‬أحمد لطفي السيد ‪ ،‬أصول علمي اإلجرام والعقاب‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.711‬‬
‫‪ )1‬المزمومي ‪ ،‬محمد حميد مضحي ‪،‬الوجيز في علم اإلجرام والعقاب ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الملك عبد العزيز ‪ ،‬مطابع جامعة‬
‫الملك عبد العزيز‪ ،‬الطبعة الثانية‪1441،‬هـ ‪9112 /‬م‪ ،‬ص‪.932‬‬
‫الفرع األول‬

‫مفهوم اإلفراج الشرطي‬

‫‪ ‬اإلفراج الشرطي لغة‪:‬‬

‫عرفه أحمد عبد الحميد في معجم اللغة العربية المعاصرة بأنه " فرج عنه يفرج‪ ،‬إفراجا‪ ،‬فهو مفرج‪،‬‬
‫والمفعول مفرج عنه‪ ،‬وأفرج عن الشخص أطلق سراحه‪ ،‬خلى سبيله ‪ ،‬وافراج شرطي يتوقف على‬
‫شرط " (‪.)1‬‬

‫‪ ‬تعريف اإلفراج الشرطي اصطالحا‪:‬‬

‫من خالل االطالع على اإلفراج الشرطي في التشريعات والنظم المختلفة لبعض الدول العربية‬
‫ومن خالل النظر إلى هذه القوانين المتعاقبة ‪ ،‬فسوف نعرض لبعض تعريفات اإلفراج الشرطي‬
‫واالجتهادات الفقهية من بعض العلماء والمتخصصين في علم القانون كما يلي‪:‬‬

‫يعني االفراج الشرطي اطالق سراح المسجون قبل انتهاء مدة عقوبته اذا توافرت شروط‬
‫معينة‪ ،‬ويكون هذا االفراج معلقا على شرط يتمثل في اخالل المحكوم عليه بالتزامات معينة‬
‫يفرضها عليه القانون ‪ ،‬فاذا تحقق هذا الشرط كان ذلك قرينة على عدم جدارة المحكوم عليه بهذا‬
‫االفراج ولذلك يقرر القانون اعادته الى المؤسسة العقابية مرة اخرى ليمضي فيها ما بقي فترة‬
‫العقوبة(‪.)0‬‬

‫ويقصد باإلفراج الشرطي أو اإلفراج تحت شرط‪ ،‬كما يطلق عليه البعض‪ ،‬إطالق سراح‬
‫المحكوم عليه قبل انقضاء مدة العقوبة بشرط أن يظل سلوكه قويما وأن يراعي االلتزامات المفروضة‬
‫عليه خالل مدة اإلفراج‪ .‬فإذا خالف االلتزامات المفروضة عليه أو ساء سلوكه خالل هذه المدة‬

‫‪ )1‬عمر ‪ ،‬أحمد مختار عبد الحميد ‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬ط‪9112 ،1‬م ‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.1223‬‬
‫‪ )0‬عبدالستار‪ ،‬فوزية‪ ،‬مبادي علم االجرام وعلم العقاب‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬الطبعة الخامسة ‪1411 -‬هـ ‪1221 -‬م‪ ،‬ص‪.499‬‬
‫ألغي اإلفراج وأعيد إلي السجن لقضاء المدة المتبقية من العقوبة‪ ،‬أما إذا انتهت مدة اإلفراج‬
‫الشرطي دون أن يرتكب جريمة أو يسوء سلوكه بما يبرر إلغاء اإلفراج يعتبر وكأنه نفذ كل مدة‬
‫العقوبة (‪.)1‬‬

‫وقد عرفه بعض الفقهاء بأنه هو إطالق سراح المحكوم عليه قبل انقضاء مدة عقوبته كلها‬
‫إطالقا مقيدا بشروط تتمثل في التزامات تفرض عليه وتفيد حريته‪ ،‬وتتمثل كذلك في تعليق الحرية‬
‫على الوفاء بهذه االلتزامات" (‪.)0‬‬

‫ويعرف أيضاً بأنه‪ :‬نظام قانوني انتقائي‪ ،‬يسترد بمقتضاه المحكوم عليه حريته‪ ،‬بعد تنفيذه‬
‫لجزء من عقوبته السالبة للحرية‪ ،‬إذا ما تبين للسلطات المختصة‪ ،‬أن هذا اإلجراء يتفق ومتطلبات‬
‫إصالح المحكوم عليه‪ ،‬على أن يلتزم األخير بالخضوع لإلشراف‪ ،‬وتنفيذ االلتزامات التي تفرض‬
‫عليه‪ ،‬والتي قد يترتب على إخالله بها إلغاء اإلفراج الشرطي (‪.)1‬‬

‫ويتضح من هذه التعاريف أن نظام اإلفراج الشرطي قاصر على العقوبات السالبة للحرية‪،‬‬
‫أياً كانت طبيعتها أو مدها‪ .‬كما أنه يتقرر بعد تنفيذ المحكوم عليه جزءاً من عقوبته‪ ،‬داخل السجن‪.‬‬
‫ويعلق تنفيذ باقي العقوبة على استقامة سلوك المفرج عنه طوال هذه المدة واال أعيد ثانية للسجن‬
‫الستيفاء العقوبة كاملة‪.‬‬

‫وعرفه البعض اآلخر بأنه نظام" يسمح بإخالء سبيل المحكوم عليه الموقوف قبل انقضاء‬
‫العقوبة المحكوم بها عليه وذلك تحت شروط" (‪.)4‬‬

‫‪ )1‬الرشيدي‪ ،‬طه السيد أحمد ‪ ،‬أصول علمي اإلجرام والعقاب ‪،‬مرجع سابق ‪ ، ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ )0‬حسني ‪ ،‬محمود نجيب ‪ ،‬علم العقاب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪( ،‬دط)‪1167 ،‬م‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ )1‬العبيد هللا ‪ ،‬صالح عبداللطيف صالح ‪،‬السياسة الشرعية في عفو ولي األمر‪،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ‪،‬المعهد‬
‫العالي للقضاء‪ ،‬رسالة ماجستير‪1439،‬هـ‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ )4‬أبو زيد ‪ ،‬محمود ‪ ،‬المعجم في علم اإلجرام واالجتماع القانوني والعقاب دار الكتاب للنشر والتوزيع‪1221 ،‬م‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫وفي تعريف آخر نجد أنه‪ " :‬وسيلة استخدمتها النظم العقابية المتطورة للحد من مساوئ‬
‫اإلبقاء في المؤسسات العقابية لفترات طويلة قد يكون لها آثارها السلبية التي تعوق إعادة تأهيل‬
‫السجين ‪ ،‬وتقويمه وبمقتضى هذا النظام يقضي السحين في المؤسسة العقابية مدة معينة من‬
‫العقوبة يتقرر بعدها إخالء سبيله أو اإلفراج عنه قبل انتهاء المدة المحكوم بها عليه (‪.)1‬‬

‫كما يعرف اإلفراج الشرطي بأنه "إخالء سبيل المحكوم عليه قبل انتهاء مدة عقوبته أذا‬
‫ثبت أن سلوكه اثناء وجوده داخل المؤسسة العقابية يدعو الى الثقة في اصالح حاله‪ ،‬شريطة ان‬
‫يبقى المفرج عنه حسن السلوك إلى أن تنتهى المدة المتبقية من الحكم الصادر عليه‪ ،‬وفى حالة‬
‫مخالفة المفرج عنه الشروط يعاد الى المؤسسة العقابية من اجل تنفيذ المدة المتبقية عليه من يوم‬
‫االفراج عنه " (‪.)0‬‬

‫مما سبق ‪:‬‬

‫يتضح أن نظام االفراج الشرطي مقرر لطائفة من المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية‬
‫ممن أبدو استعدادا إلصالح أنفسهم حسب البرامج المخصصة لهم في ذلك النظام‪.‬‬

‫نجد أن اإلفراج الشرطي ليس إنهاء للعقوبة‪ ،‬فهو ليس من أسباب انقضائها‪ ،‬كما أنه ليس‬
‫إفراجا نهائيا عن المحكوم عليه‪ ،‬إذ أنه من الممكن أن يلغي ويعود المفرج عنه الستكمال مدة‬
‫عقوبته‪ .‬ولعله أقرب ما يكون إلى وضع المحكوم عليه تحت االختبار لبيان ما إذا كان سيظل‬
‫حسن السلوك أم ال‪ .‬ويمكن اعتبار ذلك االختبار بمثابة تعديل لكيفية تنفيذ العقوبة‪ ،‬أو مرحلة‬
‫متوسطة من مراحل تنفيذها تقع بين سلب الحرية والتمتع بها بصورة كاملة نظ اًر لما يتضمنه‬
‫اإلفراج الشرطي من قيود يلتزم المفرج عنه بمراعاتها طيلة المدة الباقية من العقوبة‪.‬‬

‫‪ )1‬الشاذلي ‪ ،‬فتوح عبد هللا ‪ ،‬أساسيات علم اإلجرام والعقاب دار المطبوعات الجامعية االسكندرية‪ ،‬مصر‪0221 ،‬م‪ ،‬ص ‪.071‬‬
‫‪ )0‬المزمومي ‪ ،‬محمد حميد مضحي ‪،‬الوجيز في علم اإلجرام والعقاب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.014‬‬
‫ويتضح أن اإلفراج الشرطي يعني استبدال سلب الحرية بتقييدها‪ ،‬إذ ينطوي على تغيير في‬
‫كيفية تنفيذ الجزاء الجنائي فقط‪ ،‬فبعد أن كان الجزاء نفذ في وسط مغلق سالب للحرية‪ ،‬أصبح يتم‬
‫في وسط حر يكتفي فيه بتقييد تلك الحرية‪ ،‬مما يعني أنه ال يترتب على اإلفراج الشرطي انتهاء‬
‫تنفيذ الجزاء الجنائي‪ ،‬وانما هو تعديل لكيفية التنفيذ فقط خالل المدة المتبقية من ذلك الجزاء‪.‬‬

‫وعليه فإن اإلفراج الشرطي بهذا المعنى ليس حقاً للمحكوم عليه وانما هو منحة تمنحها‬
‫إياه جهة اإلدارة عندما يحسن سلوكه داخل السجن‪ ،‬كما نص على ذلك خطاب وزير الداخلية رقم‬
‫‪ 28118 /18‬في ‪1288 /13/ 34‬هـ ‪ ،‬والذي جاء فيه " أن اإلفراج في ظل المادة ( ‪ )31‬هو‬
‫قرار اختياري وصالحيات خاصة يملكها سمو وزير الداخلية وليس إلزامي‪ ،‬ولسموه حق رفض أي‬
‫طلب دون حاجة إلى تبرير "‪.‬‬

‫نستخلص مما سبق أن هدف المملكة العربية السعودية لألخذ بهذا النظام من أجل إعادة‬
‫التأهيل واإلصالح للسجين كما جاء في المادة ( ‪ ) 31‬من نظام السجن والتوقيف الصادر بالمرسوم‬
‫الملكي رقم م‪ 21 /‬وتاريخ ‪1288/4/ 31‬هـ ‪ ،‬ونصت هذه المادة على أنه "يجوز لوزير الداخلية‬
‫أن يقرر اإلفراج تحت شرط عن أي محكوم عليه بعقوبة السجن إذا أمضى في السجن ثالثة أرباع‬
‫مدة العقوبة وكان سلوكه أثناء وجوده في السجن يدعو إلى الثقة بتقويم نفسه‪ .‬وذلك ما لم يكن‬
‫في اإلفراج عنه خطر على األمن العام‪ .‬ويجب أن ال تقل المدة التي أمضاها المفرج عنه تحت‬
‫شرط في السجن عن تسعة أشهر وال يجوز منح اإلفراج تحت هذا شرط إال إذا وفى المحكوم عليه‬
‫بجميع االلتزامات المالية المترتبة على الجريمة التي حكم عليه من أجلها‪ ،‬ويحدد قرار اإلفراج‬
‫تحت شرط الواجبات التي تفرض على المفرج عنه من حيث إقامته وطريقة تعيشه وضمان حسن‬
‫سيره وسلوكه" (‪.)1‬‬

‫ولذلك سوف نستعرض في الفرع التالي أهداف اإلفراج الشرطي‪.‬‬

‫‪ )1‬العبيد هللا ‪ ،‬صالح عبداللطيف صالح ‪،‬السياسة الشرعية في عفو ولي األمر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫أهداف اإلفراج الشرطي‬

‫نظام اإلفراج الشرطي يهدف إلى التخفيف من ازدحام السجون‪ ،‬فيبعث األمل لدى المحكوم‬
‫عليه باإلفراج عنه قبل انتهاء مدة محكوميته‪ ،‬إذا ما التزم بمجموعة القيود والضوابط الملقاة على‬
‫عاتقه؛ بهدف العمل على إعادة إدماجه في المجتمع‪ .‬ويعتبر نظام االفراج الشرطي أحد بدائل‬
‫عقوبة الحبس قصيرة المدة؛ بهدف رسم السبل التي تكفل وقاية األفراد واألسرة والمجتمع بشكل‬
‫عام من الجريمة واالنحراف‪ ،‬وهو من الوسائل األكثر قدرة على إعادة تأهيل إصالح األفراد‬
‫المنحرفين لدمجهم من جديد في الحياة االجتماعية (‪.)1‬‬

‫كما تتعدد طبيعة اإلفراج الشرطي وفقا للغرض المرجو منه‪ :‬فيمكن اعتباره منحة ومكافأة‬
‫للمحكوم عليه على حسن سلوكه داخل المؤسسة العقابية‪ ،‬كما يمكن اعتباره مرحلة من مراحل‬
‫تنفيذ العقوبة السالبة للحرية حين يكون من المالئم إخضاع المفرج عنه العدد من االلتزامات في‬
‫أخير يمكن اعتبار‬
‫الوسط الحر للتحقق من التأهيل الذي بدت بوادره داخل المؤسسة العقابية‪ .‬و ًا‬
‫اإلفراج الشرطي تدبي ار مستقال للتأهيل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ ‬أن اإلفراج تحت شرط كمنحة‪:‬‬

‫لقد نظر إلى اإلفراج الشرطي في بداية تطبيقه على أنه منحة تهذيبية الهدف منه مكافأة المحكوم‬
‫عليه على حسن مسلكه أثناء تنفيذ العقوبة‪ ،‬وبالتالي كان قضاء المحكوم عليه فترة معينة داخل‬
‫المؤسسة العقابية كافيا لإلفراج عنه قبل انقضاء كل مدة العقوبة بصرف النظر عن التحقق من‬
‫إصالحه بالفعل‪ ،‬ومدى توافر إمكانية التأهيل االجتماعي (‪.)0‬‬

‫‪ )1‬خوالدة ‪ ،‬أحمد علي أحمد ‪ ،‬بدائل" عقوبة الحبس قصيرة المدة" ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬الجامعة االردنية ‪،‬عمان ‪ ،9112‬ص‬
‫‪ .22‬مسترجع من ‪.http://search.mandumah.com/Record/1126454‬‬
‫‪ )0‬مرعي ‪ ،‬أحمد لطفي السيد ‪ ،‬أصول علمي اإلجرام والعقاب‪،‬الرياض ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ ‬أن اإلفراج تحت شرط مرحلة من مراحل تنفيذ العقوبة السالبة للحرية‪:‬‬

‫وجوب ارتباط اإلفراج الشرطي برضاء المحكوم عليه وعلة ذلك أن هذا النظام أصبح يهدف إلى‬
‫التأهيل والتقويم‪ ،‬األمر الذي ال يتحقق إال إذا توافرت بالفعل لدى المحكوم عليه اإلرادة الكاملة‬
‫لالستفادة من المعاملة العقابية التي ينطوي عليها هذا النظام‪.‬‬

‫وجوب خضوع المفرج عنه لتدابير رقابة واشراف ومساعدة التي تكفل تحقيق التأهيل االجتماعي‬
‫للمفرج عنه‪ .‬وينبغي أن تكون مدة اإلفراج الشرطي مناسبة بحيث تسمح بمتابعة جهود إعادة‬
‫التأهيل واإلصالح عن طريق تلك التدابير (‪.)1‬‬

‫‪ ‬أن اإلفراج الشرطي تدبي ار مستقال للتأهيل االجتماعي‪:‬‬

‫فإن اعتبارات التأهيل توجب اال تطول هذه المدة إلى ما يجاوز المدى المتطلب لتحقيق‬
‫هذا التأهيل‪ .‬فإن جاوزت العقوبة تلك المدة وجب اختصارها عن طريق اإلفراج المؤقت عن‬
‫المحكوم عليه‪ ،‬على أن يخضع هذا األخير خالل فترة اإلفراج إلى عدد من الشروط وااللتزامات‬
‫تمهد إن التزم بها لإلفراج النهائي عنه‪ ،‬فالسياسة العقابية الحديثة التي تعلي من الوظيفة التأهيلية‬
‫للعقوبة تسلم بوجوب أن يسبق كل إفراج نهائي إفراج مؤقت حتى يمكن التأكد من اندماج المحكوم‬
‫عليه من جديد في مجتمعة وأنه صار يسلك طريقا سويا في الحياة وتبدو الحكمة من هذا النظام‬
‫جلية واضحة والتي تتمثل في تشجيع المحكوم عليه على أن يسلك سلوكاً قوياً خالل مدة تنفيذ‬
‫العقوبة كي يتسنى له االستفادة من نظام اإلفراج تحت شرط‪ .‬كما يهدف هذا النظام إلى التدرج‬
‫بمعاملة المحكوم عليه من مرحلة سلب الحرية الكاملة إلى مرحلة تقيد الحرية باإلفراج المؤقت‬
‫عنه تمهيدا لإلفراج النهائي عنه فيتجنب بذلك مساوئ اإلفراج المفاجئ عنه (‪.)0‬‬

‫‪ )1‬مرعي ‪ ،‬أحمد لطفي السيد ‪ ،‬أصول علمي اإلجرام والعقاب‪،‬الرياض ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.711‬‬
‫‪ )0‬مرعي ‪ ،‬أحمد لطفي السيد ‪ ،‬أصول علمي اإلجرام والعقاب‪،‬الرياض ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.710-711‬‬
‫وجدير بالذكر أن المغفور له بإذن هللا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز‬
‫آل سعود قد أصدر أمره بإعفاء السجين الذي يتمكن من حفظ القرآن الكريم غيبا أثناء فترة سجنه‬
‫من نصف محكوميته‪ ،‬وذلك بشرطين‪ ،‬هما‪ :‬أن ال تقل محكوميته عن ستة أشهر‪ ،‬وأال يقل حفظه‬
‫عن جزئين من القرآن الكريم‪ ،‬وتحتسب مدة العفو التي يستفيد منها النزيل الذي يحفظ القرآن الكريم‬
‫من خالل تقسيم عدد األجزاء التي يحفظها النزيل على عدد أجزاء القرآن الكريم وضربها في‬
‫نصف المحكومية باألشهر‪ ،‬ثم ضربها مرة أخرى في مدة المحكومية باألشهر على واحد) وذلك‬
‫بهدف االتأكد من أنه صار يسلك طريقا سويا في الحياة ‪.‬‬

‫وعادة ما تصدر مكرمة ملكية بالعفو بمناسبة شهر رمضان المبارك وذلك بإعفاء السجناء من‬
‫بعض محكومياتهم ومن الغرامات‪ ،‬وكذلك العفو عن سجناء الحقوق الخاصة الذين يثبت إعسارهم‪،‬‬
‫حيث تقوم الدولة بالسداد عنهم (‪.)1‬‬

‫وفي ضوء نظام السجن والتوقيف بالمملكة العربية السعودية في المادة ‪ 31‬يجوز لوزير‬
‫الداخلية أن يقرر اإلفراج تحت شرط عن أي محكوم عليه بعقوبة السجن إذا أمضى في السجن‬
‫ثالثة أرباع مدة العقوبة وكان سلوكه أثناء وجوده في السجن يدعو إلى الثقة بتقويم نفسه‪ ،‬وذلك‬
‫ما لم يكن في اإلفراج عنه خطر على األمن العام ‪ .‬ويجب أن ال تقل المدة التي أمضاها المفرج‬
‫عنه تحت شرط في السجن عن تسعة أشهر‪ ،‬وال يجوز منح اإلفراج تحت شرط إال إذا أوفى‬
‫المحكوم عليه بجميع االلتزامات المالية المترتبة على الجريمة التي حكم عليه من أجلها ‪ .‬ويحدد‬
‫قرار اإل فراج تحت شرط الواجبات التي تفرض على المفرج عنه من حيث إقامته وطريقة تعيشه‬
‫وضمان حسن سيره وسلوكه ‪ .‬فإذا ثبت وقوع ما يدل على سوء سلوكه جاز لوزير الداخلية إصدار‬
‫قرار بإعادته إلى السجن إلتمام المدة المحكوم بها عليه ‪.‬‬

‫‪ )1‬مرعي ‪ ،‬أحمد لطفي السيد ‪ ،‬أصول علمي اإلجرام والعقاب‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.713‬‬
‫وتم إضافة الفقرة (ب) إلى هذه المادة بموجب المرسوم الملكي رقم ( م ‪ ) 41 /‬وتاريخ ‪11‬‬
‫‪ 1424 / 8 /‬ه ‪ ،‬ويسمى نص المادة األساسي الفقرة ( أ ) ‪ ،‬لتكون المادة بالنص اآلتي ‪ :‬أ‬
‫يجوز لوزير الداخلية أن يقرر اإلفراج تحت شرط عن أي محكوم عليه بعقوبة السجن إذا أمضى‬
‫في السجن ثالثة أرباع مدة العقوبة وكان سلوكه أثناء وجوده في السجن يدعو إلى الثقة بتقويم‬
‫نفسه‪ ،‬وذلك ما لم يكن في اإلفراج عنه خطر على األمن العام‪ ،‬ويجب أال تقل المدة التي أمضاها‬
‫المفرج عنه تحت شرط في السجن عن تسعة أشهر‪ ،‬وال يجوز منح اإلفراج تحت شرط إال إذا وفي‬
‫المحكوم عليه بجميع االلتزامات المالية المترتبة على الجريمة التي حكم عليه من أجلها ‪ .‬ويحدد‬
‫قرار اإلفراج تحت شرط الواجبات التي تفرض على المفرج عنه‪ ،‬من حيث إقامته وطريقة تعيشه‬
‫وضمان حسن سيرته وسلوكه‪ ،‬فإذا ثبت وقوع ما يدل على سوء سلوكه جاز لوزير الداخلية إصدار‬
‫قرار بإعادته إلى السجن إلتمام المدة المحكوم بها عليه ‪ .‬ب يجوز لوزير الداخلية أن يقرر مدة‬
‫عفو إضافية في حدود خمسة عشر في المائة (‪ )% 11‬من مدة محكومية السجين الذي يجتاز‬
‫برامج التعليم أو التدريب المهني بعد التحاقه بها ومواظبته عليها في السجن‪ ،‬إذا كان سلوكه أثناء‬
‫إمضائه لمحكوميته يدعو إلى الثقة بتقويم نفسه‪ ،‬ولم يكن في اإلفراج عنه خطر على األمن العام‪،‬‬
‫وتحدد الالئحة اآللية المناسبة للتنفيذ (‪.)1‬‬

‫مما سبق نجد أن المادة ‪ 31‬من نظام السجن والتوقيف في المملكة أشارت إلى الهدف‬
‫من اإلفراج الشرطي وهو أنه يجوز لوزير الداخلية أن يقرر اإلفراج تحت شرط عن أي محكوم‬
‫عليه بعقوبة السجن إذا أمضى في السجن ثالثة أرباع مدة العقوبة‪ ،‬وكان سلوكه أثناء وجوده في‬
‫السجن يدعو إلى الثقة‪ .‬بتقويم نفسه‪ ،‬وذلك ما لم يكن في اإلفراج عنه خطر على األمن العام‪.‬‬
‫ويجب أن ال تقل المدة التي أمضاها المفرج عنه تحت شرط في السجن عن تسعة أشهر‪ ،‬وال‬

‫‪ )1‬موقع وزارة الداخلية ‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬أنظمة وتعليمات وارشادات ‪ ،‬نظام السجن والتوقيف‪1111‬هـ ‪ ،‬مرسوم‬
‫ملكي رقم م‪ 11 /‬بتاريخ ‪1111 / 6 / 01‬هـ‪ .‬على الرابط‬
‫‪https://www.moi.gov.sa/wps/wcm/connect/51f1dae5-7a06-427a-b017-‬‬
‫‪d4f6b64b9ea6/Prison+regulations.pdf?MOD=AJPERES&CVID=ok4Wxvp.‬‬
‫يجوز منح اإلفراج تحت شرط اال إذا وفى المحكوم عليه بجميع االلتزامات المالية المترتبة على‬
‫الجريمة التي حكم عليه من أجلها‪ .‬ويجدد قرار اإلفراج تحت شرط الواجبات التي تفرض على‬
‫المفرج عنه من حيث إقامته وطريقة تعيشه وضمان حسن سيره وسلوكه فإذا ثبت وقوع ما يدل‬
‫على سوء سلوكه جاز لوزير الداخلية إصدار قرار بإعادته إلى السجن إلتمام المدة المحكوم بها‬
‫عليه (‪.)1‬‬

‫مما سبق عرضه نجد أنه للمادة ‪ 03‬من نظام السجن والتوقيف في المملكة عدة أهداف منها‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬تشجيع المحكوم عليه على االلتزام بالسلوك الحسن داخل السجن وخارجه حتى يستفيد من‬
‫مزاياه‪ ،‬إذ يحقق مثل هذا االلتزام تدعيم ًا لحفظ النظام داخل السجن‪ ،‬كما أنه يساهم في‬
‫إصالح المحكوم عليه والتمهيد الندماجه في المجتمع خارج السجن‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلفراج الشرطي سبيل إلى تفريد المعاملة العقابية‪ ،‬فقد يتحسن وضع المحكوم عليه بسرعة‬
‫أكثر مما كان يتوقع القاضي أثناء نطقه بالحكم‪ ،‬وبالتالي يكون من غير المناسب االستمرار‬
‫في تنفيذ الجزاء الجنائي داخل السجن بالنسبة للمحكوم عليه في الوقت الذي بدأ فيه إصالحه‪.‬‬

‫ثالث ا‪ :‬يشجع أيضاً بقية المسجونين على االلتزام بحسن السلوك لكي يستفيدوا من هذا النظام‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬يساعد اإلفراج الشرطي من جهة أخرى على التخفيف من االزدحام في السجون‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬يتمثل دور اإلفراج الشرطي بحسن السلوك في إصالح السجناء واعادتهم إلى المجتمع‬

‫كأعضاء نافعين‪ ،‬سيسهم في التقليل من احتمال عودتهم إلى الجريمة مرة أخرى مما‬
‫يساعد في األخير على تخفيض عدد نزالء السجون (‪.)0‬‬

‫‪ )1‬مرعي ‪ ،‬أحمد لطفي السيد ‪ ،‬أصول علمي اإلجرام والعقاب‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.122 -121‬‬
‫‪ )0‬العبيد هللا ‪ ،‬صالح عبداللطيف صالح ‪،‬السياسة الشرعية في عفو ولي األمر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.121،121‬‬
‫ولضمان تحقيق أهداف نظام اإلفراج الشرطي كأحد بدائل عقوبة الحبس قصيرة المدة يجب‬
‫أن يكون سلوك المحكوم عليه قويماً سليماً وداعياً إلى الثقة بصالحه وتقويم نفسه خالل فترة تنفيذ‬
‫العقوبة؛ أي أن يتوفر الهدف األساسي من العقوبة‪ ،‬وهو إصالح الجاني وتأهيله‪ ،‬كما يتطلب هذا‬
‫النظام أن ال يكون في اإلفراج الشرطي عن المحكوم عليه خط اًر يهدد األمن العام‪ ،‬ويتم التأكد من‬
‫ذلك من حسن سلوك المحكوم عليه أثناء تنفيذ العقوبة في مركز اإلصالح‪ ،‬ويتوجب على المحكوم‬
‫عليه اإليفاء بالتزاماته المالية كالغرامة والمصاريف القضائية أو التعويض المستحق للغير‪ ،‬وأخي اًر‬
‫ال بد من رضاء المحكوم عليه لما لهذه اإلرادة من دور في إعداد الجاني وتأهيله للتكيف مع‬
‫المجتمع‪ ،‬كما أن ذلك يدل على تعاونه مع القائمين على اإلدارة العقابية (‪.)1‬‬

‫وبالرغم من أن اإلفراج الشرطي أصبح ذا مضمون تربوي وتهذيبي إال أنه لم يقم بما كان‬
‫مرجوًا منه في تأهيل واصالح المحكوم عليهم‪ ،‬وذلك يعود بصفة أساسية إلى استمرار ارتباط‬
‫اإلفراج الشرطي بالعقوبة المحكوم بها‪ .‬والدليل على ذلك أن مدة اإلفراج الشرطي وااللتزامات‬
‫الخاصة التي يمكن أن يخضع لها المفرج عنه كانت تستمد تحديدها من حكم اإلدانة‪ ،‬وكذلك فإن‬
‫تدابير الرقابة واإلشراف كانت تنتهي بانقضاء مدة العقوبة المحكوم بها‪ ،‬حتى ولم يكن قد تحقق‬
‫تأهيل واصالح المفرج عنه وهو ما يحدث في الغالب عندما تكون مدة اإلفراج الشرطي قصيرة‬
‫جدا‪ ،‬وكذلك فإن الجزاء الذي كان يوقع على المفرج عنه عند مخالفته لاللتزامات والقيود التي‬
‫أيضا من حكم اإلدانة‪ .‬فهذا الجزاء لم يكن إال إلغاء اإلفراج الشرطي‬ ‫تفرض عليه كان مستمد ً‬
‫وعودة المفرج عنه إلى المؤسسة العقابية ليستوفي المدة المتبقية من العقوبة (‪.)0‬‬

‫مما سبق يتضح لنا أن الهدف من نظام اإلفراج الشرطي تطور بتطور الفكر الجنائي‬
‫الحديث فيما يتعلق بدور العقوبة في التأهيل االجتماعي‪ ،‬وكذلك التطور نحو إنسانية التنفيذ‬
‫العقابي‪ ،‬وذلك في الحاالت التي تتطلب إيداع المحكوم عليه في المؤسسات العقابية لمدة زمنية‬

‫‪ )1‬خوالدة ‪ ،‬أحمد علي أحمد ‪ ،‬بدائل" عقوبة الحبس قصيرة المدة" ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ )0‬مرعي ‪ ،‬أحمد لطفي السيد ‪ ،‬أصول علمي اإلجرام والعقاب‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.711‬‬
‫يطول فيها سلب حريته التي لم يعد لها مبرر بالنسبة له ‪ ،‬فظهر في الوجود نظام اإلفراج الشرطي‬
‫عن المحكوم عليه قبل انقضاء المدة المحدد لعقوبته‪ ،‬وذلك لحسن سلوكه في المؤسسة العقابية ‪،‬‬
‫حيث يهدف اإلفراج الشرطي عن المحكوم عليه قبل انتهاء مدة محكوميته بشرط إذا ثبت للقائمين‬
‫على إدارة مركز اإلصالح والتأهيل حسن سلوكه وصالح أحواله في المجتمع خالل إنفاذ العقوبة‬
‫بحقه أصبح ذا مضمون تربوي وتهذيبي ‪ ،‬ويعتبر هذا اإلفراج معلقا على شرط فاسخ‪ ،‬يلزم المحكوم‬
‫عليه ببعض االلتزامات التي إن أخل بها أعيد إلى مركز اإلصالح والتأهيل إلكمال العقوبة التي‬
‫أفرج عنه بها قبل إكمالها‪.‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .1‬أبو زيد ‪ ،‬محمود ‪ ،‬المعجم في علم اإلجرام واالجتماع القانوني والعقاب دار الكتاب للنشر‬
‫والتوزيع‪1881 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬الرشيدي ‪ ،‬طه السيد أحمد ‪ ،‬أصول علمي اإلجرام والعقاب في ضوء النظريات والمذاهب‬
‫العلمية الوضعية والنظرية اإلسالمية‪ ،‬دار اإلجادة ‪1442 ،‬هـ ‪3431 -‬م ‪.‬‬
‫‪ .2‬الشاذلي ‪ ،‬فتوح عبد هللا ‪ ،‬أساسيات علم اإلجرام والعقاب دار المطبوعات الجامعية االسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪3442 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬العبيد هللا ‪ ،‬صالح عبداللطيف صالح ‪،‬السياسة الشرعية في عفو ولي األمر‪،‬جامعة اإلمام‬
‫محمد بن سعود اإلسالمية ‪،‬المعهد العالي للقضاء‪ ،‬رسالة ماجستير‪1423،‬هـ‪.،‬‬
‫‪ .1‬المزمومي ‪ ،‬محمد حميد مضحي ‪،‬الوجيز في علم اإلجرام والعقاب ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الملك‬
‫عبد العزيز ‪ ،‬مطابع جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬الطبعة الثانية‪1441،‬هـ ‪3418 /‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬الوريكات‪،‬محمد عبد هللا ‪ ،‬الجوخدار ‪ ،‬حسن محمد أمين ‪ ،‬اإلفراج لحسن السلوك في التشريع‬
‫األردني والمقارن‪ ،‬البلقاء للبحوث والدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،18‬العدد (‪3411، )1‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬حسني ‪ ،‬محمود نجيب ‪ ،‬علم العقاب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪1841 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬خوالدة ‪ ،‬أحمد علي أحمد ‪ ،‬بدائل" عقوبة الحبس قصيرة المدة" ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬الجامعة‬
‫االردنية ‪،‬عمان ‪ .3414‬مسترجع من‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1126454.‬‬
‫‪ .8‬عبدالستار ‪ ،‬فوزية‪ ،‬مبادي علم االجرام وعلم العقاب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬الطبعة الخامسة‬
‫‪1441 ،‬هـ ‪1881 -‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬عمر ‪ ،‬أحمد مختار عبد الحميد ‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬ط‪3448 ،1‬م ‪ ،‬ج ‪.2‬‬
‫‪ .11‬موقع و ازرة الداخلية ‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬أنظمة وتعليمات وارشادات ‪ ،‬نظام السجن‬
‫والتوقيف‪1288‬هـ ‪ ،‬مرسوم ملكي رقم م‪ 21 /‬بتاريخ ‪1288 / 4 / 31‬هـ‪ .‬على الرابط‬
‫‪https://www.moi.gov.sa/wps/wcm/connect/51f1dae5-7a06-427a-b017-‬‬
‫‪d4f6b64b9ea6/Prison+regulations.pdf?MOD=AJPERES&CVID=ok4Wxvp.‬‬

You might also like