Professional Documents
Culture Documents
التنظيم القضائي س4
التنظيم القضائي س4
وأمام هذا الوضع اهتدت البشرية إلى وسيلة لفض املنازعات فيما بينها لتحل
محل القوة أال وهي نظام التحكيم ،يلجأ إليه املتخاصمان عن طواعية لفض
خالفتهم ،ويعتبر العرب من ألاوائل الذين أخذوا بهذا النظام ،حيث كان لكل قبيلة
محكموها عرفوا برجاحة العقل وسعة إلادراك والعدل والابتعاد عن الدنايا
والصدق في إعطاء ألاحكام ،ولم تكن لهم سلطة تشريعية تسن القوانين لهم،
فاملحكم لم يكن عمله رسميا كما هو معروف حاليا ،وإنما كان الرجوع إليه
- 1الطيب الفصايلي ،التنظيم القضائي في املغرب ،وفق ظهير 01سبتمبر ،0991مكتبة وراقة البديع ،مراكش،
الطبعة ألاولى ،0991 ،ص .1
- 2عبد هللا درميش ،إطاللة على القضاء الشعبي والتحكيم من خالل التجرية املغربية ،مجلة املحاكم املغربية ،العدد
،13ماي و يونيو ،0991ص .37
1
مرتبط بمشيئة الناس ،إن شاءوا رجعوا إليه لفض النزاع ،وإن شاءوا اختاروا
حكما يرتضونه ليقض ي بينهم.
3
ولم يكن التحكيم ملزما للمحكم ،فإن شاء قبل أن يقوم بهذه املهمة وإن
شاء أبى ،وليس ألحد أن يجبره على هذه املهمة ،وكان البد من اتفاق الطرفين
للحضور أمام املحكم ،وليس ألحدهما الحق في إجبار آلاخر على املخاصمة
والحضور أمام املحكم وال عبرة للتحكيم إال إذا قبله الخصمان وحضر كل منهما
باختياره إلى املحكم. 4
كما عرف هذا النظام مع بداية انتشار إلاسالم ،حيث ورد في كتاب هللا عز
وجل قوله تعالى" :فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال
يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما" ،وقوله أيضا" :وإن
5
- 3قدري محمد محمود ،التحكيم في ضوء أحكام الشريعة إلاسالمية ،دار الصميعي ،الرياض ،الطبعة ألاولى،7119 ،
ص .72
- 4إسماعيل ألاسطل ،التحكيم في الشريعة إلاسالمية ،مكتبة النهضة العربية ،الطبعة ألاولى ،0991 ،ص .71
- 5سورة النساء آلاية .51
- 6سورة النساء آلاية .11
- 7موس ى عبود ومحمد السماحي ،املختصر في املسطرة املدنية والتنظيم القضائي ،مطبعة الصومعة ،الطبعة ألاولى،
،0991ص .1
2
ويجسد التنظيم القضائي البعد الاستراتيجي للنظام القضائي ككل ،ويشكل
بنية تحتية مهمة في تحقيق العدالة ،لذلك عملت مختلف الدول على تطويره بما
يحقق الطمأنينة وألامن الاجتماعي ،لذلك عمل املغرب على الاعتناء بمؤسسة
القضاء في مختلف مراحله التاريخية حيث تدخل في محطات متعددة إلعادة بنائه
وتطوير مرجعيته ومؤسساته.
ولإلحاطة باملوضوع سأحاول أن تناوله وفق التصميم التالي:
الفصل ألاول :مبادئ التنظيم القضائي
3
الفصل االول :المبادئ العامة للتنظيم القضائي
يقوم التنظيم القضائي باملغرب على غرار القوانين املقارنة على عدة مبادئ أساسية
تعتبر بمثابة التوجه واملوقف اللذين تبناهما املشرع املغربي في ما له عالقة بتنظيم املحاكم
أيا كان نوعها ،ويظهر من خالل املبادئ املتبناة ،أن قانوننا يسير وأغلب القوانين ال سيما
التي تنتمي للنظام الالتيني الذي يتزعمه القانون الفرنس ي.
وغني عن البيان أن مبادئ التنظيم القضائي تساهم إلى حد كبير في فهم النموذج
الذي يعتمده كل قانون وذلك من خالل الضمانات التي يضعها لحماية حقوق الدفاع،
وجعل القضاء يتمتع بالهبة والاستقاللية التي يفترض أن يتميز بها.
وكما هو متعارف عليه ،ثمة مبادئ كثيرة تعمل بها جل القوانين ،منها :استقالل
القضاء ،والتقاض ي على درجتين ،ووحدة القضاء ،والقاض ي الفرد وتعدد القضاة ،ومجانية
القضاء ،وعلنية الجلسات وشفوية املرافعات ،واملساعدة القضائية...
وللحديث عن هذه املبادئ سوف نسلك التقسيم التالي:
املطلب ألاول :مبادئ التقاض ي
املطلب الثاني :مبادئ سير الجلسات
المطلب األول :مبادئ التقاضي
تعتبر مبادئ التقاض ي من بين أهم القواعد التي تجسد مظهرا من مظاهر بناء دولة
الحق والقانون ،فمن خالل هذه املبادئ يمكن معرفة مدى نجاعة النظام القضائي لكل
دولة واستجابته للمعايير الدولية لحقوق إلانسان.
وهكذا يمكن الحديث عن مبادئ التقاض ي من خالل ثالثة فقرات على الشكل التالي:
الفقرة ألاولى :مبدأ استقالل القضاء
الفقرة الثانية :مبدأ وحدة القضاء
الفقرة الثالثة :مبدأ التقاض ي على درجتين
4
الفقرة األولى :مبدأ استقالل القضاء
تنص أغلب دساتير العالم على مبدأ الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية
والقضائية ،وهو املبدأ الذي نادى به الفقيه الفرنس ي مونتسكيو في كتابه روح القوانين،
بسبب ما يترتب عن وضع هذه السلطات الثالث في يد واحدة من ظلم واستبداد.
كما أن إلاعالنات واملواثيق الدولية تؤكد على هذا املبدأ وتعتبره أساسيا لحماية
حقوق إلانسان ،وعنصرا حاسما في إدارة الحكم وتحقيق الاستقرار وإلاسهام في التنمية،
8
هذا الاهتمام الدولي تمخض عنه إلاعالن العالمي حول استقاللية العدالة.
ويقصد بمبدأ استقالل السلطة القضائية أي استقاللها عن السلطتين التشريعية
والتنفيذية ،وعدم تدخل هاتين ألاخيرتين في عمل القضاء ،أي أن السلطة التشريعية مكلفة
دستوريا بسن القوانين ووضعها ،وكذا القيام بمراقبة العمل الحكومي عن طريق ألاسئلة
الكتابية أو ألاسئلة الشفوية أو غيرها من آلاليات التي وضعها الدستور لتحقيق هذه
9
املراقبة.
ويعني الاستقالل املذكور كذلك عدم تدخل السلطة التنفيذية في الاختصاص
والصالحيات املعهود بها للسلطة القضائية ،بمعنى أن الحكومة كهيأة تنفيذية ليس لها
سوى القيام بتنفيذ القوانين وفق ما ينص على ذلك الدستور ،كما أن مبدأ الاستقالل
10
يفرض عدم تدخل القضاء في أعمال السلطتين املذكورتين.
إضافة إلى ذلك يراد بهذا املبدأ أيضا تمتع القضاة كأفراد موكول إليهم أمر البت في
امللفات التي تعرض عليهم ،بنوع من الحياد والاستقالل وعدم التأثر أو الخضوع ألية جهة
كيفما كانت ،بمعنى أن القاض ي يتمتع بهامش واسع من القناعة في اتخاذ ما يراه مناسب
- 11عبد الكريم الطالب ،التنظيم القضائي املغربي ،املطبعة والوراقة الوطنية الداوديات ،مراكش ،الطبعة الرابعة،
،7107ص .71
- 12ظهير شريف رقم 0.00.90صادر بتاريخ 79يوليو 7100بتنفيذ نص الدستور ،الجريدة الرسمية عدد 1951مكرر
بتاريخ 11يوليو ،7100ص .1511
- 13شبكش ي محمد صالح رضوان ،ضمانات استقالل السلطة القضائية في النظم السياسية إلاسالمية ،أطروحة
لنيل الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق ،الدار البيضاء ،0992 ،ص .51
6
وزارة العدل منذ عشر سنوات لم تعد من وزارات السيادة وإنما منحت كحقيبة وزارية
لألحزاب السياسية.
وهكذا فمبدأ استقالل القضاء يعتبر ركيزة أساسية في بناء دولة الحق والقانون ،إال
أنه مع ذلك هناك حالة يختل فيها هذا املبدأ خاصة عندما يتعلق ألامر بحفظ ألامن
والنظام العام ،فقد تتدخل السلطة التنفيذية استثناء في جزء من أعمال القضاء وذلك
من خالل وقفها تنفيذ حكم قضائي إذا كان سيترتب عن التنفيذ مساس باألمن والنظام
14
العام ،وهو ما ينتقده الفقه والقضاء ملا فيه من ضرر يلحق املحكوم له.
الفقرة الثانية :مبدأ وحدة القضاء
هذا املبدأ كان محترما في املغرب قبل الحماية ،إال أنه بفرض الحماية الفرنسية
عملت السلطات الفرنسية على خلق أكثر من جهة قضائية تتحدد اختصاصاتها حسب
الجنسية والدين ،وبعد حصول املغرب على الاستقالل اعتمد هذه املبدأ من جديد.
ويعتبر هذا املبدأ من املبادئ التي تأخذ بها كثير من القوانين املقارنة ،وقلما نجد من
يتبنى مبدأ ازدواجية القضاء ،وبالنسبة للقانون املغربي ومنذ إصدار ظهير التنظيم القضائي
15
في 01يوليوز ،0931فإن الاختيار وقع على مبدأ وحدة القضاء.
ولوحدة القضاء عدة معان ،فهو أوال يفيد أن هناك جهة قضائية واحدة في كافة
تراب أو إقليم الدولة ،والجهة القضائية كما هو معلوم هي وجود محاكم منسجمة وشاملة
16
تنظر في كافة القضايا التي تعرض على القضاء.
أما املعنى الثاني لوحدة القضاء فيراد به مساواة كافة املواطنين واملتقاضين ولو كانوا
أجانب أمام القضاء ،فال يعتد بلغتهم ،وال بجنسيتهم ،وال بغير ذلك مما قد يميز شخصا عن
آخر ،وهذا من شأنه املساهمة في استقرار املؤسسات القضائية بالدولة ،وبث الثقة فيها
بين كافة من يقصد القضاء بهدف إنصافه وتمكينه من حقه.
- 14موس ى عبود ،ومحمد السماحي ،املختصر في املسطرة املدنية والتنظيم القضائي ،مطبعة الصومعة ،الطبعة
ألاولى ،0991 ،ص .11
- 15عبد الرحمان جمجامة ،من وحدة القضاء وازدواجية القانون إلى ازدواجية القضاء والقانون ،سلسلة القضاء
والقانون في الخطاب امللكي ،0995-0915 :العدد ،05السنة ،0993ص .13
- 16هاشم العلوي ،إلاصالح الشمولي للقضاء في مخطط مضبوط ،مطبعة ألامنية ،الرباط ،الطبعة ألاولى،7101 ،
ص .21
7
وعلى عكس مبدأ وحدة القضاء ،ثمة أسلوب آخر يعتمد من طرف بعض القوانين
املقارنة ،كالقانون الفرنس ي مثال فإنه يتم التمييز بين جهتين قضائيتين ،من جهة هناك
القضاء العادي املعروف بالقضاء املدني ،ومن جهة ثانية هناك القضاء إلاداري الذي ينظر
فقط في النزاعات ذات الطابع إلاداري أي التي تكون الدولة طرفا فيها.
وهكذا ففي فرنسا تتشكل جهة القضاء العادي من املحاكم الابتدائية ومحاكم
الاستئناف ،ومحكمة النقض ،ونجد جهة القضاء إلاداري تتشكل من املحاكم إلادارية،
ومحاكم الاستئناف إلادارية ،ومجلس الدولة الفرنس ي الذي ينزل منزلة محكمة النقض في
املادة إلادارية.
أما في املغرب القائم على مبدأ وحدة القضاء ال وجود لقضاء ثان مستقل عن القضاء
العادي ،وذلك على الرغم من أن ثمة محاكم تجارية ومحاكم الاستئناف التجارية ،واملحاكم
إلادارية ،ومحاكم الاستئناف إلادارية ،نقول رغم وجود هذه املحاكم املتخصصة ،أن مفهوم
الجهة القضائية الثانية لم يتحقق لحد آلان بسبب غياب محاكم متسلسلة ومرتبة كما هو
الحال بالنسبة للقضاء املدني.
فرغم إحداث محاكم متخصصة على درجتين للتقاض ي ،فإنه ال وجود ملحكمة قانون
(محكمة النقض تجارية أو إدارية) مختصة في مراقبة محاكم املوضوع من حيث تطبيقها
للقانون ،فاملجلس ألاعلى ( محكمة النقض حاليا) هو املحكمة الوحيدة التي تنظر في
الطعون املقدمة ضد ألاحكام الانتهائية الصادرة عن كل محاكم املوضوع أيا كان تخصصها،
مدنية أو إدارية أو تجارية طبقا للفصل 111من قانون املسطرة املدنية ،ولعل الغرف التي
تتكون منها محكمة النقض خير دليل على تبني املشرع املغربي ملبدأ وحدة القضاء ،فهناك
17
غرف إدارية ،تجارية ...
الفقرة الثالثة :مبدأ التقاضي على درجتين
من املبادئ ألاساسية التي تضمن حقوق الدفاع مبدأ التقاض ي على درجتين،
فبالرجوع إلى القانون املغربي يمكن التأكيد على احترام هذا املبدأ من خالل التنظيم
القضائي الصادر في 01يوليوز 0931وكذا على صعيد قانون املسطرة املدنية الصادر في 72
شتنبر . 0931
8
وهكذا أكد املشرع املغربي على أن للمتقاضين الحق في رفع قضاياهم والدفاع عنها
موضوعا وقانونا على درجتين ،ألاولى أمام محاكم أول درجة ،والثانية أمام محاكم ثاني
درجة ما لم يكن الحكم انتهائيا غير قابل لالستئناف.
ويقصد بمبدأ التقاض ي على درجتين السماح لكل طرف من أن يعرض نزاعه وقضيته
أمام محاكم الدرجة ألاولى (املحاكم الابتدائية واملحاكم إلادارية واملحاكم التجارية) قبل أن
يسلك الطعن باالستئناف كطريق طعن يعكس إمكانية التقاض ي مرة أخرى ولنفس
ألاسباب ونفس املوضوع ونفس ألاطراف أمام محاكم الدرجة الثانية (محاكم الاستئناف،
18
ومحاكم الاستئناف التجارية ،ومحاكم الاستئناف إلادارية).
ويساعد هذا املبدأ على تمكين املتقاضين من ضمانات أكثر للوصول إلى حقوقهم،
وكذا تمكين املحكمة الثانية من ممارسة رقابتها على محكمة الدرجة ألاولى ،وهو ما يكون بال
شك حافزا أمام قاض ي الدرجة ألاولى لتحقيق العدل في القضايا املعروضة أمامه ما دام
19
يعلم بوجود محكمة أعلى درجة تراقب أحكامه.
وقد أكد املشرع املغربي على حق الطعن باالستئناف في الفقرة ألاولى من املادة 011
التي جاء فيها" :استعمال الطعن باالستئناف حق في جميع ألاحوال عدا إذا قرر القانون
خالف ذلك".
ومع ذلك فإن هذا املبدأ ليس مطلقا ،حيث يتدخل املشرع ليمنع الاستئناف في بعض
القضايا التي لم تتجاوز النصاب القيمي ،أو أن يقض ي بصدور بعض ألاحكام وألاوامر
20
بصفة انتهائية من محكمة الدرجة ألاولى.
هذا وتجدر إلاشارة أن محكمة النقض ال تعتبر درجة ثالثة للتقاض ي ألنها ال تبت في
القضية من حيث الوقائع والقانون معا كما هو الشأن بالنسبة ملحكمتي الدرجة ألاولى
والثانية ،وإنما يقتصر دورها على مراقبة مدى موافقة الحكم للقانون.
9
المطلب الثاني :مبادئ سير الجلسات
من بين مبادئ التنظيم القضائي أيضا تلك املرتبطة بسير الجلسات ،وهي أيضا مبادئ
متعارف عليها في مختلف ألانظمة القضائية ،وللوقوف على هذه املبادئ سنخصص لها
ثالثة فقرات على الشكل التالي:
الفقرة ألاولى :مبدأ علنية الجلسات
الفقرة الثانية :مبدأ مجانية القضاء واملساعدة القضائية
الفقرة الثالثة :مبدأ القاض ي الفردي والقضاء الجماعي
الفقرة األولى :مبدأ علنية الجلسات
تعتبر علنية الجلسات ضمانة أساسية لحقوق الدفاع ألنها تمكن الرأي العام من
متابعة عمل القضاء ومراقبته ،وهذه املتابعة يمكن أن تشكل رقابة وعبئا معنويا على
القاض ي.
ويقصد بهذا املبدأ أن تتم املرافعات في جلسة علنية مفتوحة يمكن للعموم متابعتها،
ليتمكن املتقاضون من بسط أدلة إلاثبات والنفي وكافة وسائل الدفاع أمام القاض ي في
الجلسة ،وال تقتصر العلنية على املرافعات في الجلسة فحسب بل يجب أن تمتد إلى جميع
21
إلاجراءات التي تقوم بها املحكمة قبل إصدار الحكم كالتحقيق في الدعوى واملعاينة.
وقد نص قانون املسطرة املدنية على هذا املبدأ في الفصول 11و 11و 111و،131
كما نص عليه في املادة 3من قضاء القرب ،إذ أكد أنه يتعين أن تصدر ألاحكام في جلسة
علنية سواء تعلق ألامر باملرحلة الابتدائية أو بمرحلة الاستئناف ،أو أمام محكمة النقض،
وبالنظر إلى أن قواعد قانون املسطرة املدنية تعد الشريعة العامة في املادة إلاجرائية ،فإن
نفس املبدأ يؤخذ به بالنسبة ملحاكم الدرجتين ألاولى والثانية في املادتين التجارية
22
وإلادارية.
غير أنه إذا كان مبدأ علنية الجلسات سيؤدي إلى املساس باألخالق أو النظام العام فال
ش يء يمنع القاض ي من إقرار سريتها ،لكن النطق بالحكم يجب أن يكون دائما في جلسة
10
علنية وفقا ملا جاء في الفصل 119من قانون املسطرة املدنية الذي جاء فيه " :تكون
الجلسات علنية ،إال أنه يجوز للمحكمة أن تأمر بعقدها سرية إذا كانت علنيتها خطيرة
بالنسبة للنظام العام أو لألخالق الحميدة".
الفقرة الثانية :مبدأ مجانية القضاء والمساعدة القضائية
يقوم مبدأ مجانية القضاء على أساس قاعدة فقهية تقول بأن العدالة تمنح بدون
مقابل ،لذا يجب عدم تكليف ألافراد بدفع نفقات للقاض ي مقابل قضائه ،وقد ارتبط هذا
املبدأ بقيام الثورة الفرنسية لسنة ،0329حيث كان القاض ي الفرنس ي يأخذ من املتقاضين
نظير القضاء ،وقد كان هذا النظام ذريعة للرشوة واملحسوبية ،لذلك ألغته الثورة
23
الفرنسية.
ويعني هذا املبدأ أن فصل القاض ي في النزاعات ال يتطلب مقابال من ألاطراف ،أي أن
املتقاضين ال يؤدون الرواتب وال أي مقابل للقضاة الذين يبتون في نزاعاتهم ،وهذا فيه
24
تشجيع للجوء إلى املحاكم من أجل تمكين أصحاب الحقوق من حقوقهم.
كما أن هذا املبدأ له عالقة بمبدأ دستوري وهو الحق في التقاض ي ،وله عالقة كذلك
باملهمة املوكولة دستوريا للقضاء ،إذ من املنطقي أن تتكفل الدولة بأداء رواتب القضاة ال
املتقاض ي ،حفاظا على مبدأ استقالل القضاء ،وتالفيا لالنحياز الذي قد يكون أداء ألاطراف
لرواتب القضاة سببا فيه.
ورغم تقرير مبدأ املجانية في أغلب النظم القضائية فإن املتقاضين يدفعون مع ذلك
رسوما وصوائر ،وهي واجبات ليس القصد منها تحميل املتقاضين نفقات التقاض ي ،وإنما
وضع بعض ألاعباء على ألاشخاص الذين يستخدمون الجهاز القضائي حتى ال تؤدي املجانية
املطلقة إلى فتح باب القضاء أمام الكائدين وسيئ النية ،فيلجئون إلى القضاء بسبب
وبدونه ،ما دام أن املتقاض ي يعلم مسبقا أنه غير ملزم بأي أداء ،وال متبوعا بأي جزاء حتى
ولو ثبت أن رفعه للدعوى أو قيامه بإجراء ما سوى الكيد بغريمه وتطويل إلاجراءات دون
وجه حق ،وقد قيل دفاعا عن رسوم التقاض ي بأن املجانية املطلقة تغري بكثرة اللجوء إلى
11
القضاء ،لذا يجب أن تفرض على املتقاضين بعض الرسوم يدفعها ابتداء من يلجأ أوال إلى
25
القضاء ،ويحكم بها أخيرا على من يخسر الدعوى.
ومن ثم يكون املشرع قد وفق إلى حد بعيد في جعل املصاريف املختلفة التي تتطلبها
الدعاوي على نفقة املتقاضين ال الدولة ،وهكذا نظم قانون املسطرة املدنية هذا الجانب في
الفصول من 071إلى 079ومما ورد في هذا إلاطار أنه " :يحكم باملصاريف على كل طرف
خسر الدعوى سواء كان من الخواص أو إدارة عمومية.
يجوز الحكم بحسب ظروف القضية بتقسيم املصاريف بين ألاطراف كال أو بعضا".
غير أنه وباملقابل يستطيع املتقاضون املغاربة املعوزون الذين ال يمكنهم أداء املصاريف
التي تتطلبها الدعوى من بدايتها إلى نهايتها الاستفادة من نظام املساعدة القضائية.
وقد انتبه املشرع إلى مثل هذه الحاالت فأصدر مقتضيات تعفي املتقاض ي املعوز من
أداء املصاريف ،وهو ما يعرف باملساعدة القضائية ،ففي فاتح نونبر 0955صدر مرسوم
ملكي يتعلق باملبدأ املشار إليه ،وتشمل املساعدة القضائية كل مراحل التقاض ي سواء تعلق
ألامر باملرحلة الابتدائية أو بمرحلة الاستئناف ،أو بمرحلة النقض.
وللحصول على املساعدة القضائية ينبغي التوفر على الشروط التالية:
-تقديم طلب إلى وكيل امللك لدى املحكمة التي ستنظر في النزاع.
-إثبات الطالب للمساعدة لفقره وحاجته وعدم قدرته على تحمل الصوائر
والرسوم القضائية الخاصة بالدعوى التي هو طرف فيها.
وتم إحداث مكاتب للمساعدة القضائية على مستوى محاكم املوضوع وكذا على
مستوى محكمة النقض مكونة من أعضاء ينتمون للنيابة العامة ،وقضاة ،وأعضاء من
هيأة الدفاع.
وتجدر إلاشارة إلى أن ثمة نوعين من املساعدة القضائية ،املساعدة القضائية بناء
على طلب ،واملساعدة القضائية بقوة القانون ،فاألولى ال تمنح إال إذا توافرت الشروط
املذكورة سابقا ،أما الثانية فال تستوجب هذه الشروط وإنما يكفي أن يكون املستفيد ممن
- 25محمد السماحي ،املحطات الثالث للقضاء املغربي ،ندوة القضاء باملغرب ،واقع وآفاق ،مجلة القانون وإلاقتصاد،
العدد السادس ،0991 ،ص .13
12
متعهم القانون باملساعدة القضائية لغاية معينة كما الشأن بالنسبة لألجراء في مجال
الشغل ،غير أن هذه املساعدة تقتصر فقط على املرحلتين الابتدائية والاستئنافية دون
مرحلة النقض وهذا ما يستفاد من الفصل 731من قانون املسطرة املدنية الذي جاء فيه:
" يستفيد من املساعدة القضائية بحكم القانون العامل مدعيا أو مدعى عليه أو ذوو
حقوقه في كل دعوى بما في ذلك الاستئناف .وتسري آثار مفعول املساعدة القضائية بحكم
القانون على جميع إجراءات تنفيذ ألاحكام القضائية" ،وهو ما أكده املجلس ألاعلى سابقا
(محكمة النقض حاليا) في قرار جاء فيه" :وحيث أن طالب النقض لم يؤد الوجيبة
القضائية عن مقال النقض املرفوع بواسطة ،...اعتبارا بأنه معفى قانونا من أداء وجيبة
النقض ألن الدعوى اجتماعية ،وحيث إن إلاعفاء املنصوص عليه في الفصل املذكور لم
يتناول الدعوى في مرحلة النقض ،من أجله قض ى املجلس ألاعلى بعدم قبول الطلب".26
الفقرة الثالثة :مبدأ القاضي الفردي والقضاء الجماعي
يعد هذا املبدأ من أكثر املبادئ التي عرف فيها املشرع املغربي تأرجحا وتقلبا ،فتارة
يجعل القاض ي الفرد هو القاعدة العامة والقضاء الجماعي هو الاستثناء ،وتارة ال يعتبر
القضاء الفردي سوى استثناء على املبدأ العام املتمثل في التشكيلة الجماعية للقضاة وهم
ينظرون في النوازل املعروضة عليهم.
ففي سنة 0931بصدور قانون التنظيم القضائي جعل مبدأ القاض ي الفرد هو املبدأ
املتبع في البت في القضايا أمام املحاكم الابتدائية ،وذلك تبسيطا للمسطرة وتيسيرا على
املتقاضين وضمانا للسرعة في البت.
غير أن الانتقادات التي وجهت ملبدأ القاض ي الفرد سيما احتمال وقوع القاض ي الفرد
في الخطأ إلى جانب تشعب بعض امللفات التي تستلزم أكثر من رأي فضال عن وجود بعض
الحاالت التي قد يسجل فيها بعض الانحراف أثناء تفسير النصوص القانونية ،أدت إلى
العدول عن هذا املبدأ واعتماد مبدأ القضاء الجماعي ،الذي يجعل املحاكم الابتدائية ال
تنظر في القضايا إال بحضور ثالثة قضاة وكاتب الضبط وممثل النيابة العامة عند
الاقتضاء.
- 26قرار املجلس ألاعلى عدد 117بتاريخ 9نونبر ،0923مجلة املحاكم املغربية ،عدد ،10ص .17
13
وفي 00نونبر 7111أصدر املشرع القانون رقم 01.11الذي عاد إلى القضاء الفردي
كقاعدة عامة باستثناء بعض الدعاوي خاصة تلك املتعلقة بدعاوي ألاحوال الشخصية
وامليراث باستثناء النفقة ،والدعاوي العقارية العينية واملختلطة ،ودعاوي نزاعات الشغل....
وسيرا على نفس التوجه أكد الفصل 1من القانون 11.01الذي جاء فيه" :تعقد
املحاكم الابتدائية ،بما فيها املصنفة ،جلساتها مع مراعاة املقتضيات املنصوص عليها في
الفصل 1بعده ،وكذا الاختصاصات املخولة لرئيس املحكمة بمقتض ى نصوص خاصة،
بقاض منفرد وبمساعدة كاتب الضبط ،ما عدا الدعاوى العقارية العينية واملختلطة
وقضايا ألاسرة وامليراث ،باستثناء النفقة ،التي يبت فيها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم
الرئيس ،وبمساعدة كاتب الضبط".
هذا وتجدر إلاشارة أن املحاكم الابتدائية أضحت بإمكانها البت كدرجة استئنافية وفي
هذه الحالة فجلساتها تتشكل من ثالثة قضاة ،كما أن محاكم الاستئناف ومحكمة النقض
(املجلس ألاعلى سابقا) فلم تعرف هذا التأرجح بين النظامين بل حافظ لهما املشرع على
النظام الجماعي.
14
الفصل الثاني التنظيم القضائي الحالي
منذ حصول املغرب على استقالله ،بادر املشرع املغربي إلى إدخال مجموعة من
التعديالت على النظام القضائي إلى غاية صدور قانون التنظيم القضائي بتاريخ 01يوليوز
،0931الذي بدوره خضع لعدة تعديالت.
ومنذ 0991أصبح التنظيم القضائي املغربي يقوم على مبدأ تعدد الجهات القضائية،
حيث أصبح يتكون من محاكم عادية ،باإلضافة إلى املحاكم إلادارية والتجارية التي عرفت
النور في العقد ألاخير من القرن املاض ي ،كما اتجه املشرع املغربي إلى خلق محاكم استثنائية
للنظر في بعض الجرائم الاستثنائية بذاتها ،أو املرتكبة من فئات معينين من ألاشخاص .
وقد كان املغرب يعرف إلى غاية سنة 7100محاكم تدعى بمحاكم الجماعات
واملقاطعات التي تم حذفها وتعويضها بقضاء القرب ،ناهيك عن محاكم استثنائية زجرية
أال وهي محكمة العدل الخاصة التي حذفت سنة 7111أما اختصاصها فأسند إلى املحاكم
الابتدائية ومحاكم الاستئناف ،كما عرف املغرب أيضا املحكمة العليا التي ألغاها دستور
،7100وهكذا لم يتبقى من املحاكم الاستثنائية سوى املحكمة الدائمة للقوات املسلحة
امللكية.
وهكذا يتشكل التنظيم القضائي الحالي من نوعين من املحاكم ،ألاولى تسمى باملحاكم
العادية ،وتشمل محاكم الدرجة ألاولى و الثانية ،ومحكمة النقض ،أما الثانية تدعى محاكم
استثنائية وتشمل املحكمة العسكرية.
ولإلحاطة بهذه املحاكم سأقسم هذا الفصل على الشكل التالي:
املبحث ألاول :املحاكم العادية من الدرجة ألاولى
املبحث الثاني :املحاكم العادية من الدرجة الثانية
املبحث الثالث :محكمة النقض واملحاكم الاستثنائية
15
المبحث األول :المحاكم العادية من الدرجة األولى
يقصد باملحاكم العادية تلك املحاكم التي يسمح للمتقاضين باللجوء إليها وفقا
للشروط العامة للتقاض ي ودون شروط إضافية أو خاصة ،وهذا عكس املحاكم الاستثنائية
التي ال يكفي لعرض النزاعات أمامها توافر الشروط العامة ،وإنما البد من استجماع
الشروط الخاصة التي يفرضها املشرع لهذه الغاية .
وقد حدد املشرع املغربي املحاكم العادية من الدرجة ألاولى في الفصل ألاول من ظهير
01يوليوز 0931املتعلق بالتنظيم القضائي الذي جاء فيه" :يشمل التنظيم القضائي
املحاكم التالية:
- 0املحاكم الابتدائية27؛
-7املحاكم إلادارية28؛
-27تم تحديد عدد املحاكم الابتدائية في ثالث وثمانين ( )21محكمة طبقا للمادة ألاولى من املرسوم رقم 7.03.522
الصادر في 02من ربيع ألاول 3( 0119ديسمبر ،)7103بتغيير وتتميم املرسوم رقم 7.31.192الصادر في 71من
جمادى آلاخرة 05( 0191يوليو )0931تطبيقا ألحكام الظهير الشريف املعتبر بمثابة قانون رقم 0.31.112بتاريخ 71
من جمادى آلاخرة 01( 0191يوليو )0931املتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة؛ الجريدة الرسمية عدد 5511بتاريخ 9
ربيع آلاخر 72( 0119ديسمبر ،)7103ص ،3159وتم تعيين مقارها كما هو وارد في الجدول امللحق بهذا املرسوم
كالتالي( :الرباط ،تمارة ،سال ،الخميسات ،تيفلت ،الرماني ،القنيطرة ،سيدي قاسم ،مشرع بلقصيري ،سيدي
سليمان ،سوق أربعاء الغرب ،الدار البيضاء (املحاكم الابتدائية -:املدنية -الاجتماعية -الزجرية) ،املحمدية،
بنسليمان ،بوزنيقة ،الجديدة ،سيدي بنور ،فاس ،تاونات ،صفرو ،بوملان ،تازة ،مراكش ،تحناوت ،إيمنتانوت ،قلعة
السراغنة ،ابن جرير ،ورزازات ،زاكورة ،تنغير ،آسفي ،اليوسفية ،الصويرة ،مكناس ،آزرو ،الحاجب ،الرشيدية،
ميدلت ،أكادير ،إنزكان ،بيوكرى ،تارودانت ،تيزنيت ،طاطا ،كلميم ،طانطان ،أسا -الزاك ،سيدي إفني ،العيون،
السمارة ،وادي الذهب ،طنجة ،أصيلة ،العرائش ،القصر الكبير ،تطوان ،املضيق ،شفشاون ،وزان ،سطات ،بن
احمد ،برشيد ،بني مالل ،قصبة تادلة ،الفقيه بن صالح ،سوق السبت أوالد النمة ،أزيالل ،خنيفرة ،خريبكة ،وادي
زم ،أبي الجعد ،وجدة ،جرادة ،تاوريرت ،بركان ،فجيج ،جرسيف ،الناضور ،الدريوش ،الحسيمة ،تارجيست.).
-وتم إحداث محاكم مصنفة ابتدائية مدنية ،اجتماعية وزجرية بالدار البيضاء ،كم هو وارد في الجدول امللحق
باملرسوم رقم ،7.00.197سالف الذكر.
- 28تم إحداث محاكم إدارية بمقتض ى القانون رقم 10.91الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.90.771بتاريخ 77
من ربيع ألاول 01( 0101سبتمبر )0991؛ الجريدة الرسمية عدد 1773بتاريخ 02جمادى ألاولى 1( 0101نوفمبر
،)0991ص ،7052كما تم تغييره وتتميمه.
-وتم تحديد عدد املحاكم إلادارية في سبعة ( )3محاكم طبقا للمادة ألاولى من املرسوم رقم 7.97.19الصادر في 02
من جمادى ألاولى 1( 0101نوفمبر )0991تطبيقا ألحكام القانون رقم ،10.91سالف الذكر ،وتم تعيين مقارها كما
16
-1املحاكم التجارية 29؛
...
وتعين مقارها ودوائر نفوذها وعدد موظفيها بمقتض ى مرسوم".
فاملحاكم العادية من الدرجة ألاولى في التنظيم القضائي املغربي هي املحاكم الابتدائية
واملحاكم إلادارية واملحاكم التجارية.
ومن أجل الحديث عن هذه املحاكم سأقسم هذا املبحث على الشكل التالي:
املطلب ألاول :املحاكم الابتدائية
املطلب الثاني :املحاكم التجارية
املطلب الثالث :املحاكم إلادارية
المطلب األول :المحاكم االبتدائية
تعتبر املحاكم الابتدائية قاعدة هرم النظام القضائي املغربي ،كيف ال وهي صاحبة
الوالية العامة كما ينعتها الفقه القانوني ،حيث تنظر في سائر القضايا إال إذا نص القانون
صراحة على إسناد الاختصاص إلى محكمة غيرها.
وما يؤكد ذلك هو أن املحاكم الابتدائية آخذة في التوسع والانتشار في مختلف مناطق
املغرب ،حيث انتقلت من ثالثين محكمة ابتدائية غداة صدور ظهير 01يوليوز 0931إلى
سبعين محكمة سنة .7100
هو وارد في الجدول امللحق بهذا املرسوم كالتالي( :الرباط – الدار البيضاء – فاس – مراكش – مكناس – أكادير –
وجدة) .الجريدة الرسمية عدد 1779بتاريخ 7جمادى آلاخرة 03( 0101نوفمبر ،)0991ص .7750
- 29تم إحداث املحاكم التجارية ومحاكم الاستئناف التجارية بمقتض ى القانـون رقم 11.91الصادر بتنفيذه الظهير
الشريف رقم 0.93.51بتاريخ 1شوال 07( 0103فبراير )0993؛ الجريدة الرسمية عدد 1127بتاريخ 2محرم 0102
( 01ماي ،)0993ص ،0010كما تم تغييره وتتميمه.
-وتم تحديد عدد املحاكم التجارية في ثمان ( )2محاكم (الرباط – الدار البيضاء – فاس – مكناس -وجدة -طنجة –
مراكش – أكادير) وذلك طبقا للمادة ألاولى من املرسوم رقم 7.93.330الصادر في 71من جمادى آلاخرة 72( 0102
أكتوبر )0993بتحديد عدد املحاكم التجارية ومحاكم الاستئناف التجارية ومقارها ودوائر اختصاصها؛ الجريدة
الرسمية عدد 1117بتاريخ 1رجب 5( 0102نوفمبر ،)0993ص ،1091كما تم تغييره وتتميمه.
17
ولإلحاطة باملحاكم الابتدائية سوف نتطرق إلى تنظيمها وتصنيفها وسير العمل فيها
(الفقرة ألاولى) ،واختصاصاتها (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :تنظيم المحكمة االبتدائية وسير العمل فيها
تعتبر املحاكم الابتدائية إحدى الهيئات القضائية املشكلة ملا يسمى باملحاكم العادية،
حيث حدد املشرع تنظيمها وتصنيفها (أوال) ونظام الجلسات فيها (ثانيا).
- 30تم تغيير وتتميم الفقرة الثانية من الفصل 7أعاله بمقتض ى املادة الفريدة من القانون رقم 31.11الصادر
بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.11.71بتاريخ 07من ذي الحجة 1( 0171فبراير )7111؛ الجريدة الرسمية عدد 1021
بتاريخ 01ذو الحجة 1( 0171فبراير ،)7111ص .111
- 31انظر القانون رقم 17.01املتعلق بتنظيم قضاء القرب وتحديد اختصاصاته ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
0.00.010بتاريخ 05من رمضان 03( 0117أغسطس )7100؛ الجريدة الرسمية عدد 1931بتاريخ 5شوال 1( 0117
سبتمبر ،)7100ص ،197كما تم تغييره وتتميمه.
18
أ -رئاسة املحكمة
يضم هذا الجهاز رئيس املحكمة الابتدائية والقضاة الرسميون والنواب وهيئة لكتابة
الضبط تتولى تسيير املصالح إلادارية للرئاسة ،ويعتبر الرئيس هو املشرف ألاول على كل
املصالح إلادارية للمحكمة باإلضافة إلى اختصاصاته القضائية.
ويرتب القضاة والنواب على حد سواء باملحاكم الابتدائية بالدرجة الثالثة غير أنه
يمكن تعيينهم من بين القضاة املرتبين في درجات أعلى طبقا للمادة 05من النظام ألاساس ي
للقضاء ،32أما الرئيس فيرتب كمبدأ عام في الدرجة الثانية وفق ما تضمنته املادة 09من
النظام ألاساس ي للقضاة.
ب -النيابة العامة
تتكون النيابة العامة من وكيل امللك ونائب أو عدة نواب مع جهاز كتابة الضبط تابع
بها يتولى متابعة إلاجراءات داخل املحكمة.
ويرتب وكالء وكيل امللك كمبدأ عام في الدرجة الثالثة غير أنه يمكن تعيينهم من بين
القضاة املرتبين في درجات أعلى طبقا للمادة 05من النظام ألاساس ي للقضاء ،أما وكيل امللك
فيرتب كمبدأ عام في الدرجة الثانية وفق ما تضمنته املادة 09من النظام ألاساس ي للقضاة.
وتعتبر النيابة العامة من املؤسسات العضوية للقضاء الجنائي ،لكنها حاضرة أيضا في
القضاء املدني ،حيث تباشر مهمة الدفاع عن املصالح العليا للمجتمع ،وعن سيادة القانون
فيه وهي تمارس عملها هذا بطريقتين ،طريق إلادعاء والدفاع ،وطريق إبداء الرأي والتدخل،
وهما الطريقتين اللذين اصطلح مشرع قانون املسطرة املدنية عليهما بحالة الطرف الرئيس ي
33
والطرف املنضم.
وفي هذا إلاطار نص الفصل السادس من قانون املسطرة املدنية على أنه" :يمكن
للنيابة العامة أن تكون طرفا رئيسيا أو أن تتدخل كطرف منضم وتمثل ألاغيار في الحالة
التي ينص عليها القانون".
- 32ظهير شريف رقم 0.05.10صادر في 01من جمادى آلاخرة 71 ( 0113مارس ( 7105تنفيذ القانون التنظيمي رقم
015.01املتعلق بالنظام ألاساس ي للقضاة ،املنشور بالجريدة الرسمية عدد 6546بتاريخ 6رجب 75( 7541أبريل
) 6176ص .4761
- 33عبد العزيز حضري ،مرجع سابق ،ص .59
19
ج -أقسام املحاكم الابتدائية وغرفها
تقسم املحاكم الابتدائية حسب ألاهمية الجغرافية والاقتصادية لدائرة املحكمة
الترابية ونوعية القضايا الرائجة فيها ،إلى أقسام وغرف ،وقد حدد املشرع في الفصل الثاني
إمكانية تقسيم املحاكم الابتدائية ،إلى أقسام قضاء ألاسرة ،وأقسام قضاء القرب ،إضافة
إلى غرف منها غرف مدنية ،وتجارية ،وعقارية ،واجتماعية ،وزجرية.
وفصل الغرف بالشكل الوارد أعاله ال يعني أن كل غرفة تكتفي بالنظر في القضايا
ذات الصلة بطبيعة الغرفة ،بل إن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في كل القضايا املعروضة
على املحكمة كيفما كان نوعها باستثناء القضايا التي تدخل في اختصاص أقسام قضاء
ألاسرة وأقسام قضاء القرب.
وتتولى الجمعية العمومية للمحكمة الابتدائية 34خالل الخمسة عشر يوما ألاولى من
شهر دجنبر من كل سنة تحديد عدد الغرف والقضاة الذين يكونونها ،وأيام وساعات
الجلسات وتوزيع القضايا على مختلف الغرف.
- 2تصنيف المحاكم االبتدائية
ورد في الفقرات من 3إلى 01من الفصل الثاني من ظهير التنظيم القضائي على أنه:
" ...يمكن تصنيف املحاكم الابتدائية حسب نوعية القضايا التي تختص بالنظر فيها إلى
محاكم ابتدائية مدنية ومحاكم ابتدائية اجتماعية ومحاكم ابتدائية زجرية.
تقسم املحاكم الابتدائية املدنية إلى أقسام قضاء القرب وغرف مدنية وغرف تجارية
وغرف عقارية.
تقسم املحاكم الابتدائية الاجتماعية إلى أقسام قضاء ألاسرة وغرف حوادث الشغل
وألامراض املهنية وغرف نزاعات الشغل.
تقسم املحاكم الابتدائية الزجرية إلى أقسام قضاء القرب وغرف جنحية وغرف
حوادث السير وغرف قضاء ألاحداث".
- 34وهو جهاز يعنى بتنظيم املصلحة الداخلية للمحاكم (الفصل الرابع من املرسوم رقم 7.31.192بتاريخ 05يوليوز
0931صادر تطبيقا ملقتضيات القانون املتعلق بالتنظيم القضائي.
20
فمن خالل هذه الفقرات يتضح أنه يمكن تصنيف املحاكم الابتدائية حسب نوعية
القضايا التي تختص بالنظر فيها إلى محاكم ابتدائية مدنية تشتمل على أقسام قضاء
القرب وغرف مدنية وغرف تجارية وغرف عقارية ،ومحاكم ابتدائية اجتماعية تضم
أقسام قضاء ألاسرة وغرف حوادث الشغل وألامراض املهنية وغرف نزاعات الشغل ،ثم
محاكم ابتدائية زجرية تقسم إلى أقسام قضاء القرب وغرف جنحية وغرف حوادث السير
وغرف قضاء ألاحداث.
كذلك تحدث باملحاكم الابتدائية غرف تسمى غرف الاستئنافات تناط بها بعض
الاستئنافات املرفوعة ضد ألاحكام الصادر عنها ابتدائيا وذلك وفقا ملا ورد في الفقرة ألاخيرة
من الفصل الثاني من ظهير التنظيم القضائي.
هذا وتجدر إلاشارة أن مشروع قانون رقم 12.01املتعلق بالتنظيم القضائي ،تضمن
أجهزة جديدة لدى املحاكم الابتدائية ،ويتعلق ألامر بإحداث مكتب املحكمة الذي يتولى
مهمة وضع مشروع برنامج تنظيم العمل باملحكمة ،وذلك بتحديد الغرف والهيئات
وتأليفها ،وتوزيع القضايا واملهام على قضاة املحكمة ،وضبط عدد الجلسات وأيام وساعات
35
انعقادها.
ويتألف هذا املكتب من رئيس املحكمة الابتدائية باعتباره رئيسا للمكتب ،ويضم في
عضويته أيضا نائب رئيس املحكمة ورؤساء ألاقسام ورؤساء الغرف وأقدم القضاة
36
باملحكمة وأصغرهم سنا بها ،إضافة إلى وكيل امللك ونائبه املعين من قبله.
ومن ألاجهزة املستحدثة أيضا في املشروع منصب الكاتب العام للمحكمة ،الذي
يخضع إداريا ملراقبة وزير العدل ويتولى مهام التسيير إلاداري باملحكمة ،وضبط مختلف
محاكم كتابة الضبط واملصالح املحاسبية بها ،وإلاشراف على موظفي هيئة كتابة الضبط
37
العاملين بها.
21
ثانيا :نظام الجلسات بالمحاكم االبتدائية
عرفت املحاكم الابتدائية تعديالت مهمة فيما يتعلق بنظام الجلسات ،فقد شهدت
سنة 7111تحوال في نظامها ،حيث كانت تعقد جلساتها بقاض منفرد ومساعدة كاتب
الضبط في جميع القضايا ،واستثناء من هذا املبدأ العام كانت تعقد جلساتها وتصدر
أحكامها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس وبمساعدة كاتب الضبط – مع مراعاة
الاختصاصات املخولة لرئيس املحكمة بمقتض ى نصوص خاصة – في دعاوى ألاحوال
الشخصية وامليراث باستثناء النفقة ،والدعاوى العقارية العينية واملختلطة ،ونزاعات
الشغل ،والجنح املعاقب عليها بأكثر من سنتين حبسا والتي يسند قانون املسطرة الجنائية
الاختصاص فيها إلى املحاكم الابتدائية.
وفي سنة 7100صدر القانون رقم 11.01املغير واملتمم لظهير التنظيم القضائي الذي
جاء بمستجدات بالنسبة للفصل الرابع حيث أصبحت املحاكم الابتدائية – بما فيها
املصنفة – تعقد جلساتها بقاض منفرد وبمساعدة كاتب الضبط ،ما عدا الدعاوى
العقارية العينية واملختلطة وقضايا ألاسرة وامليراث باستثناء النفقة التي ينظر فيها بقضاء
38
جماعي.
وتجدر إلاشارة أن مشروع قانون التنظيم القضائي رقم 12.01قد استثنى من قضايا
ألاسرة وامليراث باإلضافة إلى النفقة كل ما يتعلق بقضايا الطالق الاتفاقي وأجرة الحضانة
والحق في زيارة املحضون والرجوع إلى بيت الزوجية وإعداد بيت الزوجية من مبدأ القضاء
39
الجماعي.
- 38تنص الفقرة ألاولى من الفصل الرابع على أنه " :تعقد املحاكم الابتدائية ،بما فيها املصنفة ،جلساتها مع مراعاة
املقتضيات املنصوص عليها في الفصل 1بعده ،وكذا الاختصاصات املخولة لرئيس املحكمة بمقتض ى نصوص خاصة،
بقاض منفرد وبمساعدة كاتب الضبط ،ما عدا الدعاوى العقارية العينية واملختلطة وقضايا ألاسرة وامليراث ،باستثناء
النفقة ،التي يبت فيها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس ،وبمساعدة كاتب الضبط".
- 39املادة 10من مشروع قانون التنظيم القضائي.
22
أما بالنسبة لغرف الاستئنافات لدى املحاكم الابتدائية فإنها تعقد جلساتها وتصدر
قراراتها من قبل ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس 40،ويجري العمل لديها باملسطرة املنصوص
41
عليها في الفصل 172من قانون املسطرة املدنية وما يعده من هذا القانون.
فضال عن ذلك يجب حضور ممثل النيابة العامة باملحاكم الابتدائية في الجلسات
الزجرية تحت طائلة بطالن املسطرة والحكم ،ويعتبر هذا الحضور اختياريا في جميع
القضايا ألاخرى ،عدا في ألاحوال املحددة بمقتض ى قانون املسطرة املدنية وخاصة إذا كانت
42
النيابة العامة طرفا رئيسيا وفي جميع الحاالت ألاخرى املقررة بنص خاص.
وتعقد املحاكم الابتدائية جلساتها في كل ألايام ،إال أيام آلاحاد والعطل ،والتي تكون
علنية ما لم بفرض القانون سريتها ،أو النظر في غرفة املشورة ،بل إن املشرع يجيز لهذه
املحاكم أن تأمر بعقدها سرية متى كانت علنيتها تشكل خطورة بالنسبة للنظام العام أو
ألاخالق الحميدة 43،كما يجيز لها عقد جلساتها تنقلية داخل دوائر نفوذها.
44
وفي جميع ألاحوال يجب أن يتم النطق بالحكم باسم جاللة امللك وطبقا للقانون،
في جلسة علنية ولو جرت املداولة بكيفية سرية ،وأن يتضمن نصه إلاشارة إلى صدوره في
45
جلسة علنية.
- 40تنص الفقرة ألاولى من الفصل 111من قانون املسطرة املدنية على أنه " :تنعقد الجلسات وتصدر قرارات غرف
الاستئنافات باملحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف من ثالثة قضاة بما فيهم الرئيس"
- 41ينص الفصل 172على أنه " :تودع مقاالت الاستئناف وفقا ملقتضيات الفصلين 010و 017وتسلم دون تأخير إلى
كتابة ضبط املحكمة املرفوع إليها الاستئناف حيث تقيد مع امللف والنسخ املشار إليها في الفقرة الثانية من الفصل
017وتطبق مقتضيات الفقرة ألاخيرة من هذا الفصل".
- 42نورة غزالن الشنيوي ،مرجع سابق ،ص .37
- 43ينص الفصل 119من قانون املسطرة املدنية على أنه " :تكون الجلسات علنية ،إال أنه يجوز للمحكمة أن تأمر
بعقدها سرية إذا كانت علنيتها خطيرة بالنسبة للنظام العام أو لألخالق الحميدة".
- 44تنص الفقرة ألاولى من الفصل 11من قانون املسطرة املدنية على أنه " :تصدر ألاحكام في جلسة علنية وتحمل في
رأسها العنوان التالي:
اململكة املغربية
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون".
- 45تنص الفقرة السابعة من الفصل 11من قانون املسطرة املدنية على أنه " :تنص ألاحكام على أن املناقشات قد
وقعت في جلسة علنية أو سرية وأن الحكم قد صدر في جلسة علنية".
23
أما بخصوص املسطرة أمام املحاكم الابتدائية فقد حددها الفصل 11من قانون
46
املسطرة املدنية الذي جاء فيه" :تطبق أمام املحاكم الابتدائية وغرف الاستئنافات بها
قواعد املسطرة الكتابية املطبقة أمام محاكم الاستئناف وفقا ألحكام الفصول 179و110
و 117و 111و 111و 115و 117و 111آلاتية بعده.
تمارس املحكمة الابتدائية ورئيسها أو القاض ي املقرر ،كل فيما يخصه ،الاختصاصات
املخولة حسب الفصول املذكورة ملحكمة الاستئناف ولرئيسها ألاول أو للمستشار املقرر.
غير أن املسطرة تكون شفوية في القضايا التالية:47
- 0القضايا التي تختص املحاكم الابتدائية فيها ابتدائيا وانتهائيا؛
- 7قضايا النفقة والطالق والتطليق؛
- 1القضايا الاجتماعية؛
- 1قضايا استيفاء ومراجعة وجيبة الكراء؛
- 1قضايا الحالة املدنية."48
فمن خالل الفصل 11أعاله يتبين أن املشرع املغربي تبنى بعد تعديل هذا الفصل
املسطرة الكتابية في التقاض ي أمام املحاكم الابتدائية بعدما كانت شفوية قبل تعديل
،0991باستثناء القضايا التي تختص فيها املحاكم الابتدائية ابتدائيا وانتهائيا ،وقضايا
النفقة والطالق والتطليق ،والقضايا الاجتماعية ،وقضايا استيفاء ومراجعة وجيبة الكراء،
وقضايا الحالة املدنية.
والحقيقة أن هذا التعديل أملته ضرورة الانسجام بين قانون املسطرة املدنية
والقانون املنظم ملهنة املحاماة الصادر سنة 7112الذي عدل بمقتضاه الفصل ،11حيث
ينص على أن املحامين املقيدين بجدول املحامين باململكة هم وحدهم املؤهلون في نطاق
تمثيل ألاطراف ومؤازرتهم لتقديم املقاالت واملستنتجات واملذكرات الدفاعية في القضايا
- 46تم تغيير وتتميم الفصل 11أعاله بموجب القانون رقم ،11.01سالف الذكر.
- 47تم تغيير وتتميم وتعويض الفقرة الثالثة من الفصل 11أعاله بموجب القانون رقم ،37.11سالف الذكر.
- 48تم تغيير الفصل 11أعاله بموجب الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ،0.91.715سالف الذكر.
24
باستثناء القضايا الجنائية ،وقضايا النفقة أمام املحاكم الابتدائية والاستئنافية والقضايا
التي تختص املحاكم الابتدائية بالنظر فيها ابتدائيا وانتهائيا...
حيث أن هناك عالقة بين املسطرة الكتابية وتنصيب املحامي ،إذ املالحظ أن القضايا
املتطلبة املسطرة الكتابية يتعين ضرورة تكليف محامي كمبدأ عام على عكس القضايا
49
الشفوية والواردة في الفصل 11أعاله التي ال تستوجب كقاعدة عامة تنصيب محامي.
الفقرة الثانية :اختصاصات المحاكم االبتدائية
للوقوف على اختصاصات املحاكم الابتدائية ،يتعين الوقوف على الاختصاص النوعي
(أوال) والاختصاص املحلي (ثانيا).
11من رمضان 28( 1394سبتمبر ،)1974الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم 1.11.149بتاريخ 16من رمضان 17 (1432أغسطس ،)2011الجريدة الرسمية عدد 5975
25
املدنية وقضايا ألاسرة 52والتجارية 53وإلادارية 54والاجتماعية ابتدائيا وانتهائيا أو ابتدائيا
مع حفظ حق الاستيناف.
تختص أيضا بقطع النظر عن جميع املقتضيات املخالفة ولو في الحالة التي يسند فيها
قانون خاص سابق النظر في بعض أنواع القضايا إلى محكمة أخرى".
فمن خالل هذا الفصل يتبين أن املحاكم الابتدائية هي صاحبة الوالية العامة للنظر
في كافة القضايا ما لم يكن هناك نص صريح يمنح الاختصاص ملحكمة أخرى ،ومن ثم فهي
تنظر في النزاعات املدنية والزجرية ،بل إن املحاكم الابتدائية تنظر كذلك في بعض القضايا
ألاخرى كما هو الحال بالنسبة ملادة الصحافة ومادة الجمعيات اللتين يحكمهما ظهير 0912
بشأن الحريات العامة.
كما تختص املحاكم الابتدائية في القضايا الاجتماعية وفق ما هو محدد في الفصل
71من قانون املسطرة املدنية الذي جاء فيه " :تختص املحاكم الابتدائية في القضايا
الاجتماعية بالنظر في:
أ) النزاعات الفردية املتعلقة بعقود الشغل أو التدريب املنهي والخالفات الفردية التي
لها عالقة بالشغل أو التدريب املنهي.
ب) التعويض عن ألاضرار الناتجة عن حوادث الشغل وألامراض املهنية طبقا للتشريع
الجاري به العمل؛
ج) النزاعات التي قد تترتب عن تطبيق املقتضيات التشريعية والتنظيمية املتعلقة
بالضمان الاجتماعي".
- 52تم تغيير وتتميم وتعويض الفصل 02أعاله بموجب القانون رقم ،37.11سالف الذكر.
1القاض ي بإحداث محاكم
- 53بخصوص الاختصاص النوعي للمحاكم التجارية ،انظر املواد من 1إلى 9من القانون رقم 1.91
تجارية ،الصادر ألامر بتنفيذه بمقتض ى الظهير الشريف رقم 2-74-51بتاريخ 7شوال 21( 2724فبراير )2774؛ الجريدة الرسمية
عدد 1127بتاريخ 1محرم 21( 2721ماي ،)2774ص .0010مع إلاشارة إلى أن املحاكم الابتدائية تبقى مختصة بالنظر في
الطلبات ألاصلية التي ال تتجاوز قيمتها 71.111درهم.
القانون رقم 72.73املحدث بموجبه
- 54بخصوص الاختصاص النوعي للمحاكم إلادارية ،انظر املواد 2و 9ومن 71إلى 11من
محاكم إدارية الصادر ألامر بتنفيذه بمقتض ى الظهير الشريف رقم 2-72-111بتاريخ 11من ربيع ألاول 23( 2727شتنبر )2770الجريدة الرسمية عدد 7114بتاريخ 21
؛ ،
جمادى ألاولى 0( 2727نوفمبر )2770ص .1251
26
كما تختص املحاكم الابتدائية بالنظر في القضايا وفقا لقاعدة النصاب وذلك وفقا ملا
ورد في الفصل 09املعدل من قانون املسطرة املدنية الذي جاء فيه " :تختص املحاكم
الابتدائية بالنظر:55
-ابتدائيا ،مع حفظ حق الاستئناف أمام غرف الاستئنافات باملحاكم الابتدائية ،إلى
غاية عشرين ألف درهم ( 20.000درهم)؛
-وابتدائيا ،مع حفظ حق الاستئناف أمام املحاكم الاستئنافية ،في جميع الطلبات
التي تتجاوز عشرين ألف درهم ( 20.000درهم)؛
-يبت ابتدائيا طبقا ألحكام الفصل 12أعاله ،56مع حفظ حق الاستئناف أمام
املحاكم الاستئنافية".
فمن خالل هذا الفصل املعدل ثم إعادة النظر في الاختصاص القيمي ،فبعدما كانت
املحاكم الابتدائية تبت ابتدائيا وانتهائيا إلى غاية ثالثة آالف درهم ( 1111درهم) ،فإنها
حاليا تبت في الغالب ألاعم في القضايا ابتدائيا مع حفظ حق الاستئناف ،فقط أن الجهة
التي تنظر في الاستئناف تختلف بحسب مبلغ النزاع ،فإن كان أقل من عشرين ألف درهم
( 71111درهم) عاد الاختصاص إلى غرف الاستئنافات ،وهي درجة جديدة للتقاض ي أحدثها
املشرع سنة ،7100بحيث أضحى بمتناول املتقاض ي أن يستأنف ألاحكام الصادرة عن
املحاكم الابتدائية أمام نفس هذه املحاكم مشكلة في إطار الغرف الاستئنافية كدرجة ثانية
57
من درجات التقاض ي.
كما تختص املحاكم الابتدائية بالنظر في القضايا بموجب قانون املسطرة الجنائية،
ويتعلق ألامر بالنظر في بعض الجنح واملخالفات وهذا ما أكدته املادة 717من قانون
املسطرة الجنائية التي جاء فيها " :تختص املحاكم الابتدائية بالنظر في الجنح واملخالفات".
- 2أقسام قضاء القرب
إن الحديث عن أقسام قضاء القرب يتطلب منا تحديد تنظيمها واملسطرة املطبقة أمامها.
- 55تم تغيير وتتميم الفصل 27أعاله بموجب القانون رقم ،01.23سالف الذكر.
- 56ينص الفصل 07من قانون املسطرة املدنية على أنه " :يبت ابتدائيا إذا كانت قيمة موضوع النزاع غير محددة.
- 57عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص .001
27
أ -تنظيم قضاء القرب
عمال بالظهير الشريف رقم 0.00.010الصادر في 03غشت 7100بتنفيذ القانون رقم
، 17.01أحدث املشرع املغربي قضاء يدعى بقضاء القرب بدوائر نفوذ املحاكم الابتدائية،
ووزع اختصاصه الترابي على الجماعات املحلية الواقعة بدائرتها الترابية ،وتلك الواقعة
بالدائرة الترابية ملراكز القضاة املقيمين ،وبتعبير آخر فإن قضاء القرب يشمل على أقسام
بكل من املحاكم الابتدائية ومراكز القضاة املقيمين.58
وتتألف أقسام قضاء القرب من قاض أو أكثر و أعوان لكتابة الضبط ،وتعقد
جلساتها بقاض منفرد وبمساعدة كاتب الضبط وبدون حضور النيابة العامة ،كما يجوز
لقضاء القرب أن يعقد جلسات تنقلية بإحدى الجماعات الواقعة بدائرة النفوذ الترابي
59
لألقسام التابعة له ،وذلك للنظر في القضايا التي تدخل في اختصاصه.
ب -المسطرة أمام قضاء القرب
تنص املادة السادسة 60من القانون 17.01على أنه " :تكون املسطرة أمام قسم قضاء
القرب شفوية .وتكون مجانية ومعفاة من الرسوم القضائية بخصوص الطلبات املقدمة من
طرف ألاشخاص الذاتيين".
- 58تنص املادة ألاولى من القانون 17.01على أنه " :يحدث قضاء للقرب بدوائر نفوذ املحاكم الابتدائية يوزع
اختصاصه الترابي على النحو التالي:
-أقسام قضاء القرب باملحاكم الابتدائية؛ ويشمل اختصاصها الترابي الجماعات املحلية الواقعة بالدائرة الترابية
لهذه املحاكم؛
-أقسام قضاء القرب بمراكز القضاة املقيمين؛ ويشمل اختصاصها الترابي الجماعات املحلية الواقعة بالدائرة الترابية
ملركز القاض ي املقيم".
- 59تنص املادة 7من القانون 17.01على أنه " :تتألف أقسام قضاء القرب من قاض أو أكثر وأعوان لكتابة الضبط
أو الكتابة .تعقد الجلسات بقاض منفرد بمساعدة كاتب للضبط ،وبدون حضور النيابة العامة.
يمكن عقد جلسات تنقلية بإحدى الجماعات الواقعة بدائرة النفوذ الترابي لقسم قضاء القرب للنظر في القضايا التي
تدخل ضمن اختصاص قضاء القرب.
-60تم تغيير أحكام املادة 5أعاله ،بمقتض ى املادة الفريدة من القانون رقم 01.01الصادر بتنفيذه الظهير الشريف
رقم 0.01.05بتاريخ 79من ربيع آلاخر 09( 0115فبراير )7101؛ الجريدة الرسمية عدد 5111بتاريخ 72جمادى
ألاولى 09( 0115مارس ،)7101ص .0310
28
وتضيف املادة السابعة من نفس القانون على أنه " :تكون جلسات أقسام قضاء
القرب علنية ،وتصدر ألاحكام باسم جاللة امللك وطبقا للقانون ،61وتضمن في سجل خاص
بذلك ،كما تذيل بالصيغة التنفيذية.
يتعين النطق باألحكام وهي محررة ،وتسلم نسخة منها إلى املعنيين بها داخل أجل
عشرة أيام املوالية لتاريخ النطق بها.
إذا صدر الحكم بحضور ألاطراف تم التنصيص على ذلك في محضر الجلسة ،ويشعر
القاض ي ألاطراف بحقهم في طلب إلالغاء وفق الشروط وداخل آلاجال املنصوص عليها في
املادتين 2و 9بعده وال يعتبر ذلك بمثابة تبليغ إال إذا تم تسليم نسخة الحكم بالجلسة وتم
التوقيع على ذلك".
فمن خالل هذين الفصلين يمكن القول أن من بين مميزات املسطرة أمام قضاء
القرب الشفوية ويعني ذلك أن ألاطراف غير ملزمين بتقديم وسائل دفاعهم ودفوعاتهم
بواسطة مقاالت مكتوبة ،بل يكفي أن يترافعوا أمام قاض ي القرب ويدلوا بما يؤيد
ادعاءاتهم أو يفند مزاعم خصومهم ،ومن مميزات املسطرة أيضا العلنية ،بمعنى أن جلسات
قضاء القرب تتم بشكل علني.
ويضاف إلى ذلك املجانية والبساطة والسرعة ،فحسب املادة 5أعاله فاملسطرة أمام
قضاء القرب معفاة من جميع الرسوم القضائية ،وهذه خاصية مهمة جدا ألنها تسمح لكل
متضرر ،ولكل ذي مصلحة بأن يلجأ إلى هذه ألاقسام للمطالبة بحقوقهم دون قيود مالية،
وتشمل هذه املجانية أتعاب الخبراء والتراجم ،ومصاريف املعاينات والتنقل ،إذا كان
ضروريا ،وقد نص على البعض من هذه املصاريف الفصول من 075إلى 079من قانون
املسطرة املدنية.62
-61تم تغيير وتتميم املادة 7أعاله ،بمقتض ى املادة الفريدة من القانون رقم 19.07الصادر بتنفيذه الظهير الشريف
رقم 0.07.70بتاريخ 01من رمضان 7( 0111أغسطس )7107؛ الجريدة الرسمية عدد 5132بتاريخ 00شوال 0111
( 11أغسطس ،)7107ص .1517
29
كما أن انعقاد جلسات قضاء القرب بقاض منفرد ومساعدة كاتب الضبط وبدون
حضور النيابة العامة ،يعتبر مظهرا من مظاهر تحقيق البساطة والسرعة ،إذ عادة ما تكون
القضايا التي تبت فيها املحاكم بقاض منفرد بسيطة وال تحتاج إلى إجراءات معقدة ،كما أن
هذا ألامر يساعد على السرعة في البت في هذه القضايا وتنفيذها أيضا ،بل أكثر من ذلك
فاملشرع وخالفا للشكليات الدقيقة والبيانات إلالزامية التي فرضها بالنسبة لألحكام
الصادرة عن املحاكم ألاخرى لم يستوجب إال صدورها باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
وتذييلها بالصيغة التنفيذية ،وهذا يؤكد خاصية البساطة والسرعة التي تتميز بها أحكام
أقسام قضاء القرب.
كما أنه وفقا للمادة 7من قانون قضاء القرب ،يمكن عقد جلسات تنقلية بإحدى
الجماعات الواقعة بدائرة النفوذ الترابي لقسم قضاء القرب ،مما يشكل تجسيدا ملبدأ
تقريب القضاء من املواطن خاصة بالنسبة للمناطق القروية.
ونشير في ألاخير أن القواعد املتعلقة باملسطرة هي املحددة في القانون 17.01ما لم
ينص قانون خاص على خالف ذلك ،كما تطبق مقتضيات قانون املسطرة املدنية وقانون
63
املسطرة الجنائية ما عدا إذا كانت مخالفة ألحكام هذا القانون.
ج -اختصاصات قضاء القرب
تتوزع اختصاصات قضاء القرب بين النظر في القضايا املدنية من جهة وبين النظر في
املخالفات من جهة أخرى.
فمن حيث اختصاص النظر في القضايا املدنية ،نجد أن قاض ي القرب يختص بالنظر في
الدعاوى الشخصية واملنقولة التي ال تتجاوز قيمتها خمسة آالف درهم ( 1111درهم) ،باستثناء
النزاعات املتعلقة بمدونة ألاسرة والعقار والقضايا الاجتماعية وإلافراغات وفقا ملا جاء في الفقرة
الرابعة من الفصل 7من قانون املسطرة املدنية والفقرة ألاولى من املادة 01من القانون رقم
64
17.01املتعلق بتنظيم قضاء القرب وتحديد اختصاصاته.
- 63تنص املادة 1من القانون رقم 17.01على أنه " :إن القواعد املتعلقة باالختصاص واملسطرة املطبقة في القضايا
املدنية والجنائية أمام أقسام قضاء القرب ،هي املحددة بمقتض ى هذا القانون ما لم ينص قانون خاص على خالف
ذلك ،كما تطبق مقتضيات قانون املسطرة املدنية وقانون املسطرة الجنائية ما لم تكن مخالفة ألحكام هذا القانون".
- 64تنص الفقرة الرابعة من الفصل الثاني على أنه " :تنظر أقسام قضاء القرب في الدعاوي الشخصية واملنقولة التي
ال تتجاوز قيمتها خمسة آالف درهم باستثناء النزاعات املتعلقة بمدونة ألاسرة والعقار والقضايا الاجتماعية
30
أما من حيث اختصاص النظر في املخالفات ،يختص قضاء القرب بالبت في املخالفات
التي يرتكبها فقط الرشداء دون غيرهم ،واملنصوص عليها وعلى عقوبتها في املواد من 01إلى
02من القانون رقم ،17.01وهي عقوبات تختلف باختالف الجرائم املرتكبة ،لكنها تنحصر
عموما في الحكم بغرامة تتراوح ما بين 711و 111درهم أو الحكم بغرامة تتراوح بين 111و
311درهم ،أو الحكم بغرامة من 111إلى 0111درهم ،أو الحكم بغرامة تتراوح بين 211إلى
65
0711درهم.
وتجدر إلاشارة أن قضاء القرب ال ينعقد اختصاصه املحلي بالنسبة للمخالفات إال إذا
ارتكبت داخل الدائرة التي يشملها اختصاصه الترابي أو التي يقيد بها املقترف وذلك حسب
املادة 01من القانون 17.01التي جاء فيها " :يختص قاض ي القرب بالبت في املخالفات
املرتكبة من طرف الرشداء املنصوص عليها في املواد املوالية ،ما لم يكن لها وصف أشد إذا
ارتكبت داخل الدائرة التي يشملها اختصاصها الترابي أو التي يقيم بها املقترف".
- 3اختصاص رئيس المحكمة االبتدائية
يتعلق ألامر باختصاص رئيس املحكمة الابتدائية بإلغاء بعض أحكام قضاء القرب،
وكذا بالبت في القضايا املستعجلة ،وفي مقاالت ألامر باألداء ،وفي ألاوامر املبنية على الطلب
واملعاينات.
أ – اختصاص رئيس المحكمة االبتدائية بإلغاء أحكام قضاء القرب
يختص رئيس املحكمة الابتدائية طبقا للمادة 9من القانون 17.01بالنظر في طلبات
إلغاء أحكام قضاء القرب في إحدى الحاالت التالية:
-إذا لم يحترم قاض ي القرب اختصاصه النوعي أو القيمي؛
وإلافراغات .كما تنظر أيضا في املخالفات املنصوص عليها في القانون املتعلق بتنظيم قضاء القرب وتحديد
اختصاصاته".
تنص الفقرة ألاولى من املادة 01على أنه " :يختص قاض ي القرب بالنظر في الدعاوى الشخصية واملنقولة التي ال
تتجاوز قيمتها خمسة آالف درهم ،وال يختص في النزاعات املتعلقة بمدونة ألاسرة والعقار والقضايا الاجتماعية
وإلافراغات".
- 65أنظر الفصول من 01إلى 02من القانون .17.01
31
-إذا لم يجر قاض ي القرب محاولة الصلح املنصوص عليها في املادة 6607؛
-إذا بت فيما لم يطلب منه ،أو حكم بأكثر مما طلب ،أو أغفل البت في أحد
الطلبات؛
-إذا بت رغم أن أحد ألاطراف قد جرحه عن حق؛
-إذا بت دون أن يتحقق مسبقا من هوية ألاطراف؛
-إذا حكم على املدعى عليه أو املتهم دون أن تكون له الحجة على أنه توصل بالتبليغ
أو الاستدعاء؛
-إذا وجد تناقض بين أجزاء الحكم؛
-إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى.
ويبت رئيس املحكمة الابتدائية في الطلب داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ
إيداعه ،في غيبة ألاطراف ،ما لم ير ضرورة استدعاء أحدهم لتقديم إيضاحات ،وفي جميع
الحاالت يبت داخل أجل الشهر ،وال يقبل هذا الحكم أي طعن.
ب -اختصاص رئيس المحكمة االبتدائية بالبت في القضايا المستعجلة
يقصد بقضاء ألامور املستعجلة هو الفصل في املنازعات التي يخش ى عليها من فوات
الوقت فصال مؤقتا ال يمس أصل الحق ،وإنما يقتصر على الحكم باتخاذ إجراء وقتي ملزم
للطرفين بقصد املحافظة على ألاوضاع القائمة أو احترام الحقوق الظاهرة أو صيانة
مصالح الطرفين املتنازعين.67
وقد نظم املشرع املغربي قضاء ألامور املستعجلة في الفصول من 019إلى 011من
قانون املسطرة املدنية مشيرا إلى مختلف القواعد التي تنظمه ومبرزا شروطه والجهة
املختصة بالبت في ألاوامر الاستعجالية.
- 66تنص املادة 07من القانون 17.01على أنه " :يقوم قاض ي القرب وجوبا ،قبل مناقشة الدعوى ،بمحاولة للصلح
بين الطرفين .فإذا تم الصلح بينهما ،حرر بذلك محضرا وتم إلاشهاد به من طرفه".
- 67عبد الباسط جميعي ،نظرية الاختصاص في قانون املرافعات الجديد وتعديالته ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،ص
.071
32
ولقيام قضايا ألامور املستعجلة وانعقاد الاختصاص لرئيس املحكمة الابتدائية ينبغي
توافر شرطين أساسين ،ألاول يتمثل في عنصر الاستعجال وهو الخطر الحقيقي املحدق
بالحق املراد املحافظة عليه والذي يلزم درؤه عنه بسرعة ال تكون عادة في التقاض ي العادي
ولو قصرت مواعيده ،68أما الشرط الثاني هو عدم املساس بجوهر الحق أو ما يمس باملركز
القانوني للخصوم ،كأن يقض ي في أصل الحقوق والالتزامات والاتفاقات التي تتم بين
ألاطراف أو بالسبب القانوني املحدد لحقوق والتزامات ألاطراف بعضهم تجاه البعض
69
آلاخر.
ج -اختصاص رئيس المحكمة االبتدائية بالبت في األمر باألداء
خصص املشرع املغربي الفصول من 011إلى 051من قانون املسطرة املدنية ملسطرة
ألامر باألداء ،وهي مسطرة من نوع خاص يجوز بمقتضاها للدائن أن يستصدر من القضاء -
رئيس املحكمة الابتدائية -في غيبة مدينه أمرا بأداء دينه بشروط محددة في قانون املسطرة
املدنية 70.وتهدف هذه املسطرة إلى اختصار إجراءات الدعوى وتبسيطها للدائنين الثابتة
ديونهم بموجب ورقة تجارية أو سند رسمي أو اعتراف بدين ووفق الشروط املوضوعية
71
والشكلية التي حددها قانون املسطرة املدنية في الفصول من 011إلى .013
- 68عبد اللطيف هداية هللا ،القضاء املستعجل في القانون املغربي ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة
ألاولى ،0922 ،ص .07
- 69عبد الواحد الجراري ،تعقيب على رد اتجاهات في العمل القضائي الاستعجالي للرئيس ألاول ،محلة امللحق
القضائي ،العدد ،05أبريل ،0925ص .13
- 70عبد العزيز حضري ،مرجع سابق ،ص .23
- 71ينص الفصل 011من قانون املسطرة املدنية على أنه " :يمكن إجراء مسطرة ألامر باألداء بشأن كل طلب تأدية
مبلغ مالي يتجاوز خمسة آالف درهم ( 1111درهم) مستحق بموجب ورقة تجارية أو سند رسمي أو اعتراف بدين" .
ينص الفصل 015على أنه" :يرفع مقال ألامر باألداء إلى املحكمة الابتدائية التي يوجد بدائرة نفوذها موطن أو إقامة
الطرف املدين ،طبقا للشروط املشار إليها في القسم الثالث أعاله.
يجب أن يتضمن املقال الاسم العائلي والشخص ي ومهنة وموطن أو محل إقامة ألاطراف ،وإذا كان أحد ألاطراف
شركة وجب أن يتضمن املقال اسمها ونوعها ومركزها ،مع البيان الدقيق للمبلغ املطلوب وموجب الطلب.
يجب أن يعزز هذا املقال بأصل السند الذي يثبت أساس الدين وصورة أو صور طبق ألاصل عنه بعدد املدينين".
ينص الفصل 013على أنه" :ال يقبل الطلب إذا كان من الواجب تبليغه بالخارج أو إذا لم يكن للمدين موطن معروف
بتراب اململكة".
33
فرئيس املحكمة الابتدائية هو املختص في البت في مقاالت ألامر باألداء وهذا ما أكده
الفصل 012من قانون املسطرة املدنية الذي جاء فيه" :يختص رئيس املحكمة الابتدائية أو
من ينوب عنه بالبت في مقاالت ألامر باألداء.72
إذا ظهر لرئيس املحكمة أن الدين ثابت ومستحق ألاداء ،إما جزئيا أو كليا ،أصدر أمرا
بقبول الطلب قاضيا على املدين بأداء أصل الدين واملصاريف والفوائد عند الاقتضاء.
إذا ظهر خالف ذلك ،أصدر الرئيس أمرا معلال برفض الطلب.
ال يقبل ألامر بالرفض أي طعن.
يبقى للطالب ،في حالة رفض الطلب أو قبوله جزئيا ،الحق في اللجوء إلى املحكمة
املختصة وفق إلاجراءات العادية".
وتمتاز مسطرة ألامر باألداء بكونها مجرد رخصة أو امتياز للدائن ،إن شاء استعملها،
وإال فيمكنه اللجوء إلى إلاجراءات العادية ،كما تتميز بالبساطة في إجراءاتها ،حيث تصدر
أوامرها بدون مرافعة ،ودون حضور ألاطراف وال حتى كاتب الضبط.
د -اختصاص رئيس المحكمة االبتدائية بالبت في األوامر المبنية على طلب
والمعاينات
تعتبر ألاوامر املبنية على طلب الصورة العادية التي يمارس فيها رئيس املحكمة
الابتدائية جزءا من اختصاصه الوالئي املخول له بمقتض ى النص العام الوارد في الفصل
73
012من قانون املسطرة املدنية أو بنصوص أخرى خاصة ومتفرقة في نفس القانون.
املادة 11من القانون رقم 10.71القاض ي بإحداث محاكم تجارية على أنه" :يختص رئيس املحكمة التجارية بالنظر في طلب ألامر باألداء الذي تتجاوز قيمته
- 72تنص
13.333درهم واملبني على ألاوراق التجارية والسندات الرسمية ،تطبيقا ألحكام الباب الثالث من القسم الرابع من قانون املسطرة املدنية"...
- 73ينص الفصل 012من قانون املسطرة املدنية على أنه " :يختص رؤساء املحاكم الابتدائية وحدهم بالبت في كل
مقال يستهدف الحصول على أمر بإثبات حال أو توجيه إنذار أو أي إجراء مستعجل في أية مادة لم يرد بشأنها نص
خاص وال يضر بحقوق ألاطراف .ويصدرون ألامر في غيبة ألاطراف دون حضور كاتب الضبط بشرط الرجوع إليهم في
حالة وجود أية صعوبة.
يكون ألامر في حالة الرفض قابال لالستيناف داخل خمسة عشر يوما من يوم النطق به عدا إذا تعلق ألامر بإثبات حال
أو توجيه إنذار .ويرفع هذا الاستيناف أمام محكمة الاستيناف.
إذا عاق الرئيس مانع ناب عنه أقدم القضاة.
34
وقد مثل املشرع املغربي لحاالت ألاوامر املبنية على طلب بدعوى إثبات حال ،أو توجيه
إنذار تاركا للرئيس إمكانية التدخل خارج إطارهما كلما توفرت حالة الاستعجال ،وبشرط
عدم املساس بحقوق الغير.
وخاصية هذه ألاوامر أن رئيس املحكمة الابتدائية يصدرها بطلب من أحد ألاطراف في
غياب خصمه ودون حضور كاتب الضبط.
- 4اختصاصات المحاكم االبتدائية كمرجع استئنافي
أحدث املشرع املغربي بمقتض ى الفقرة ألاخيرة من الفصل الثاني من ظهير التنظيم
القضائي غرف لالستئنافات باملحاكم الابتدائية حيث جاء في هذه الفقرة على أنه " :تحدث
باملحاكم الابتدائية ،بما فيها املصنفة ،غرف تسمى غرف الاستينافات تختص بالنظر في
بعض الاستينافات املرفوعة ضد ألاحكام الصادرة عنها ابتدائيا".
وهكذا أصبحت املحاكم الابتدائية تتمتع باختصاص استئنافي تنظر فيه غرف
الاستئنافات لدى نفس املحكمة في ألاحكام الابتدائية إلى غاية عشرين ألف درهم (71111
74
درهم).
كما تختص غرف الاستئناف لدى املحاكم الابتدائية في النظر في استئناف ألاحكام
الزجرية الصادرة عن املحاكم الابتدائية وفقا ملا ورد في الفقرة ألاخيرة من املادة 711من
قانون املسطرة الجنائية التي جاء فيها" :استثناء من أحكام الفقرة ألاولى تختص غرفة
الاستئنافات باملحكمة الابتدائية بالنظر في الاستئنافات املرفوعة ضد ألاحكام الصادرة
ابتدائيا عن املحاكم الابتدائية في قضايا املخالفات املشار إليها في املادة 195بعده ،وفي
يقوم عون كتابة الضبط املكلف بإنذار أو بإثبات حالة بتحرير محضر يثبت فيه باختصار أقوال ومالحظات املدعى
عليه الاحتمالي أو ممثله ويمكن تبليغ هذا املحضر بناء على طلب الطرف امللتمس لإلجراء إلى كل من يعنيه ألامر،
ولهذا ألاخير أن يطلب في جميع ألاحوال نسخة من املحضر.
إذا لم يكن القيام باملعاينة املطلوبة مفيدا إال بواسطة رجل فني أمكن للقاض ي تعيين خبير للقيام بذلك".
- 74تنص الفقرة ألاخيرة من الفصل 71من قانون املسطرة املدنية على أنه " :استثناء من أحكام الفقرة السابقة
تختص غرفة الاستينافات باملحكمة الابتدائية بالنظر في الاستينافات املرفوعة ضد ألاحكام الصادرة ابتدائيا عن
املحاكم الابتدائية في إطار البند ألاول من الفصل 19أعاله"
تنص الفقرة ألاولى من الفصل 09من قانون املسطرة املدنية على أنه " :ابتدائيا ،مع حفظ حق الاستيناف أمام غرف
الاستينافات باملحاكم الابتدائية ،إلى غاية عشرين ألف درهم ( 20.000درهم)"
35
القضايا الجنحية التي ال تتجاوز عقوبتها سنتين حبسا وغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين
فقط".
- 75املوطن الحقيقي هو مكان إقامة الشخص بصفة معتادة ومستقرة ،دون أن يعني هذا الاستقرار استمرار إلاقامة
في ذلك املكان بل يجوز أن تتخللها فترة غيبة كثيرة أو قليلة .وقد عرفة املشرع املغربي في الفصل 109من قانون
املسطرة املدنية بأنه محل سكن الشخص العادي ومركز أعماله ومصالحه.
أنظر :ادريس العلوي العبدالوي ،أصول القانون ،الجزء الثاني ،نظرية الحق ،مطابع قدموس الجديدة ،الطبعة
ألاولى ،0937 ،ص .712
- 76املوطن املختار هو املكان الذي يختاره الشخص لتنفيذ عمل قانوني معين سواء كان ذلك الاختيار بناء على عقد
يبرمه مع شخص آخر ،أو تم بإرادته املنفردة ،كأن يختار مكتب محاميه موطنا له.
- 77عرف الفصل 171من قانون املسطرة املدنية محل إلاقامة بكونه املحل الذي يوجد به الشخص فعال وقت
معين.
- 78ينص الفصل 72من قانون املسطرة املدنية على أنه" :تقام الدعاوى خالفا ملقتضيات الفصل السابق أمام
املحاكم التالية:
-في الدعاوى العقارية تعلق ألامر بدعوى الاستحقاق أو الحيازة ،أمام محكمة موقع العقار املتنازع فيه؛
-في الدعاوى املختلطة املتعلقة في آن واحد بنزاع في حق شخص ي أو عيني ،أمام محكمة املوقع أو محكمة موطن أو
إقامة املدعى عليه؛
36
-في دعاوى النفقة أمام محكمة موطن أو محل إقامة املدعى عليه أو موطن أو محل إقامة املدعي باختيار هذا ألاخير؛
-في دعاوى تقديم عالجات طبية أو مواد غذائية ،أمام محكمة املحل الذي قدمت به العالجات أو املواد الغذائية؛
-في دعاوى التعويض ،أمام محكمة املحل الذي وقع فيه الفعل املسبب للضرر أو أمام محكمة موطن املدعى عليه
باختيار املدعي؛
-في دعاوى التجهيز وألاشغال والكراء وإجارة الخدمة أو العمل أمام محكمة محل التعاقد أو تنفيذ العقد إذا كان هو
موطن أحد ألاطراف وإال فأمام محكمة موطن املدعى عليه؛
-في دعاوى ألاشغال العمومية ،أمام محكمة املكان الذي نفذت فيه تلك ألاشغال؛
-في دعاوى العقود التي توجد الدولة أو جماعة عمومية أخرى طرفا فيها ،أمام محكمة املحل الذي وقع العقد فيه؛
-في دعاوى النزاعات املتعلقة باملراسالت وألاشياء املضمونة وإلارساليات املصرح بقيمتها والطرود البريدية ،أمام
محكمة موطن املرسل أو موطن املرسل إليه باختيار الطرف الذي بادر برفع الدعوى؛
-في دعاوى الضرائب املباشرة والضرائب البلدية ،أمام محكمة املكان الذي تجب فيه تأدية الضريبة.
-في دعاوى التركات ،أمام محكمة محل افتتاح التركة.
-في دعاوى انعدام ألاهلية ،والترشيد ،والتحجير ،وعزل الوص ي أو املقدم ،أمام محكمة محل افتتاح التركة أو أمام
محكمة موطن أوالئك الذين تقرر انعدام أهليتهم باختيار هؤالء أو ممثلهم القانوني؛ وإذا لم يكن لهم موطن في
املغرب ،فأمام محكمة موطن املدعى عليه.
-في دعاوى الشركات ،أمام املحكمة التي يوجد في دائرتها املركز الاجتماعي للشركة.
-في دعاوى التفلسة ،أمام محكمة آخر موطن أو آخر محل إقامة للمفلس.
-في جميع الدعاوى التجارية ألاخرى يمكن للمدعي أن يختار رفع الدعوى إلى محكمة موطن املدعى عليه أو إلى
املحكمة التي سيقع في دائرة نفوذها وجوب الوفاء.
-في دعاوى التأمين وجميع الدعاوى املتعلقة بتحديد وتأدية التعويضات املستحقة ،أمام محكمة موطن أو محل
إقامة املؤمن له ،أو أمام محكمة املحل الذي وقع فيه الفعل املسبب للضرر عدا في قضايا العقار أو املنقول بطبيعته
فإن الاختصاص ال يكون إال إلى محكمة املحل الذي توجد به ألاشياء املؤمنة.
يحدد الاختصاص املحلي في القضايا الاجتماعية كما يأتي:
- 0في دعاوى عقود الشغل والتدريب املنهي ،أمام محكمة موقع املؤسسة بالنسبة للعمل املنجز بها أو محكمة موقع
إبرام أو تنفيذ عقدة الشغل بالنسبة للعمل خارج املؤسسة؛
- 7في دعاوى الضمان الاجتماعي ،أمام محكمة موطن املدعى عليه؛
- 1في دعاوى حوادث الشغل ،أمام املحكمة التي وقعت الحادثة في دائرة نفوذها؛
غير أنه إذا وقعت الحادثة في دائرة نفوذ محكمة ليست هي محل إقامة الضحية جاز لهذا ألاخير أو لذوي حقوقه رفع
القضية أمام محكمة محل إقامتهم؛
- 1في دعاوى ألامراض املهنية ،أمام محل إقامة العامل أو ذوي حقوقه".
ينص الفصل 79من قانون املسطرة املدنية على أنه " :خالفا ملقتضيات الفقرة ألاخيرة من الفصل السابق فإن
املحكمة املختصة:
37
-في دعاوى الضمان الاجتماعي ،محكمة الدار البيضاء إذا كان موطن املؤمن له بالخارج.
-في دعاوى حوادث الشغل ،محكمة محل إقامة الضحية أو ذوي حقوقه عند الاقتضاء إذا وقعت الحادثة خارج
املغرب.
-في دعاوى ألامراض املهنية ،أمام محكمة املحل الذي وقع إيداع التصريح باملرض فيه عند الاقتضاء إذا كان موطن
العامل أو ذوي حقوقه بالخارج".
ينص الفصل 11من قانون املسطرة املدنية على أنه " :ترفع طلبات الضمان ،وسائر الطلبات ألاخرى العارضة،
والتدخالت ،والدعاوى املقابلة ،أمام املحكمة املرفوع إليها الطلب ألاصلي عدا إذا ثبت بوضوح أن الطلب ألاول املقدم
أمامها لم يقصد به إال إبعاد املدعى عليه من محكمته العادية فعندئذ يحال املدعي على من له النظر".
38
وإلى جانب قواعد الاختصاص املحلي للمحاكم الابتدائية املحددة بمقتض ى قانون
املسطرة املدنية ،حددت املادة 719من قانون املسطرة الجنائية الاختصاص املحلي لهذه
املحاكم عند نظرها في الجرائم من خالل منحها الاختصاص إلى املحكمة التي يقع في دائرة
نفوذها إما محل ارتكاب الجريمة ،أو محل إقامة املتهم ،أو محل إقامة أحد املساهمين أو
املشاركين معه في الجريمة ،أو محل إلقاء القبض عليهم أو على أحدهم ولو كان القبض
مترتبا عن سبب آخر.
المطلب الثاني :المحاكم التجارية
يندرج إنشاء املحاكم التجارية ضمن سلسلة إلاصالحات التشريعية التي همت عالم
التجارة وألاعمال من بينها صدور مدونة التجارة وقوانين الشركات إلخ ،...وفي هذا إلاطار
ومن أجل طمأنة املستثمرين لتقوية جو الثقة ثم إنشاء املحاكم التجارية بمقتض ى القانون
7911.91للفصل في املنازعات التجارية.
ويحكم املحاكم التجارية منطق املحاكم الابتدائية على مستوى التكوين وإلاجراءات،
وتخضع للقواعد املقررة في قانون املسطرة املدنية ما لم ينص قانون خالف ذلك.
وعليه سأحاول الحديث عن املحاكم التجارية من خالل تكوينها واملسطرة املتبعة بها
(الفقرة ألاولى) وكذا الاختصاصات التي تتمتع بها (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :تكوين المحاكم التجارية ونظام الجلسات بها
سأخصص أوال للحديث عن تكوين املحاكم التجارية ،على أن أتناول في ثانيا املسطرة
أمامها.
- 79قانون رقم 11.91يقض ي بإحداث محاكم تجارية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.93.51صادر في 1شوال
0103املوافق 07فبراير ،0993املنشور بالجريدة الرسمية عدد 1127بتاريخ 2محرم 01( 0102ماي،)0993
ص.0010
- 80تم تحديد عدد املحاكم التجارية في ثمان محاكم تجارية (الرباط ،الدار البيضاء ،فاس ،مكناس ،طنجة،
مراكش ،أكادير و وجدة) كما تم تحديد مقارها ودوائر اختصاصها بموجب املرسوم رقم 7.93.330الصادر في 71من
39
-رئيس ونواب للرئيس وقضاة؛
-نيابة عامة تتكون من وكيل امللك ونائب أو عدة نواب؛
-كتابة ضبط وكتابة للنيابة العامة.
يجوز أن تقسم املحكمة التجارية إلى عدة غرف بحسب طبيعة القضايا املعروضة
عليها؛ غير أنه يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في القضايا املعروضة على املحكمة.
يعين رئيس املحكمة التجارية باقتراح من الجمعية العمومية قاضيا مكلفا بمتابعة
إجراءات التنفيذ".
81
وهكذا تتكون املحاكم التجارية من رئيس ونواب للرئيس وقضاة ،ومن نيابة عامة
تتكون من وكيل امللك ونائب أو عدة نواب ،ومن كتابة ضبط وكتابة للنيابة العامة ،كما هو
الحال بالنسبة للمحاكم الابتدائية.
وإلى جانب هذه ألاجهزة نص املشرع على مؤسسة جديدة باملحاكم التجارية وهي
مؤسسة قاض للتنفيذ 82الذي يعين من قبل رئيس املحكمة باقتراح من الجمعية العمومية
من أجل أن يتابع إجراءات التنفيذ ،غير أن هذه املؤسسة ليس فعالة بالشكل الذي توخاه
املشرع بل إن أغلبية املحاكم ال تتوفر عليها.
ويمكن تقسيم املحكمة التجارية إلى عدة غرف بحسب طبيعة القضايا املعروضة
عليها ،ويتم هذه التقسيم من طرف الجمعية العمومية ،التي تتشكل من جميع القضاة
العاملين باملحكمة سواء كانوا قضاة حكم أو قضاة نيابة عامة ،وذلك خالل النصف ألاول
من شهر دجنبر من كل سنة.
وعلى سبيل املثال فاملحكمة التجارية بالدار البيضاء قسمت إلى عدة غرف منها غرفة
امللكية الصناعية والتجارية ،وغرفة الكراء التجاري ،وغرفة صعوبات املقاولة ،وغرفة
جمادى آلاخرة 72( 0102أكتوبر )0993بتحديد عدد املحاكم التجارية ومحاكم الاستئناف التجارية ومقارها ودوائر
اختصاصها؛ الجريدة الرسمية عدد 1117بتاريخ 1رجب 5( 0102نوفمبر ،)0993ص 1091؛ كما تم تغييره وتتميمه.
- 81عبد إلاله املستاري ،دور النيابة العامة باملحاكم التجارية ،املنتدى ،العدد ألاول ،أكتوبر ،0999ص .092
- 82املهدي شبو ،حقيقة صالحيات القاض ي املتتبع إلجراءات التنفيذ في ضوء قانون املحاكم التجارية ،إلاشعاع،
العدد ،09يونيو ،0999ص .13
40
القضاء التجاري العادي ،أما املحكمة التجارية بمراكش قسمت إلى غرفتين فقط ،غرفة
خاصة بالقضايا التجارية العامة ،وغرفة خاصة بصعوبات املقاولة.
وإضافة إلى ذلك تتضمن املحاكم التجارية جهاز آخر ال يقل أهمية وإن كان قانون
املحاكم التجارية لم ينص عليه ،يتعلق ألامر بالقاض ي املنتدب في قضايا صعوبات املقاولة،
الذي يعين بموجب الحكم القاض ي بفتح مسطرة املعالجة تسوية كانت أم تصفية ،83حيث
تنص املادة 513من مدونة التجارة على أنه" :تعين املحكمة في حكم فتح املسطرة القاض ي
املنتدب والسنديك".
وتجدر إلاشارة وعلى خالف التشريع الفرنس ي الذي يأخذ بنظام انتخاب قضاة املحاكم
التجارية من بين التجار دون اشتراط التكوين القانوني لهم ،فإن التشريع املغربي يأخذ
بنظام التعيين من بين القضاة النظاميين املتوفرين على الشواهد العلمية املالئمة،
والخاضعين للنظام ألاساس ي للقضاء ،مع دعم تكوينهم باملعارف الاقتصادية والتجارية
84
وغيرها لجعلهم على إملام باملعطيات الاقتصادية والاجتماعية التي تحف باملقاولة.
وتجدر إلاشارة أن مشروع قانون التنظيم القضائي رقم 12.01استحدث أجهزة
جديدة لدى املحاكم التجارية ويتعلق ألامر بمكتب املحكمة ،وكاتب عام للمحكمة والتي
سبق أن أشرنا إليها عند حديثنا عن املحاكم الابتدائية ،إضافة إلى ذلك تضمن املشروع
تعديل على مستوى النيابة العامة ،التي أصبحت ممثلة بنائب لوكيل امللك أو أكثر يعينهم
85
وكيل امللك لدى املحكمة الابتدائية التي توجد بدائرتها املحكمة الابتدائية التجارية.
- 83املهدي شبو ،مؤسسة القاض ي املنتدب في مساطر صعوبات املقاولة ،سلسلة الدراسات القانونية املعاصرة،
املطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش ،7115 ،ص .32
- 84فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري الجديد ،دار آلافاق املغربية ،الطبعة الرابعة ،7107 ،ص .12
- 85املادة 12من مشروع قانون التنظيم القضائي رقم .12.01
41
تنص املادة 4من قانون إحداث املحاكم التجارية على أنه" :تعقد املحاكم التجارية
ومحاكم الاستئناف التجارية جلساتها وتصدر أحكامها وهي متركبة من ثالثة قضاة من
بينهم رئيس ،يساعدهم كاتب ضبط ما لم ينص القانون على خالف ذلك".
فمن خالل هذه املادة يتبين أن املشرع املغربي أخذ بمبدأ القضاء الجماعي في املحاكم
التجارية ،وذلك دون إيراد أي استثناء على ذلك كما فعل بالنسبة للمحاكم الابتدائية،
حيث تعقد املحاكم التجارية جلساتها وتصدر أحكامها بشكل جماعي وهي مكونة من ثالثة
قضاة من بينهم رئيس ،يساعدهم كاتب الضبط ،باستثناء القاض ي املنتدب الذي يعقد
جلساته في القضايا التي يختص بها في قضايا صعوبات املقاولة ويصدر أوامره فيها بشكل
منفرد بمساعدة كاتب الضبط.86
وبذلك يكون قانون املحاكم التجارية قد حسم ألامر ولم يترك أي مجال إلعمال
القضاء الفرد ،وهذا ربما راجع إلى طبيعة القضايا التجارية املتشعبة واملعقدة مقارنة
87
بالقضايا املدنية التي يغلب عليها عموما الطابع البسيط.
- 2المسطرة الكتابية
تنص الفقرة ألاولى من املادة 01من قانون إحداث املحاكم التجارية على أنه" :ترفع
الدعوى أمام املحكمة التجارية بمقال مكتوب يوقعه محام مسجل في هيئة من هيئـات
املحامين باملغرب."...
وعليه ،ال يسوغ مطلقا تقديم الدعوى أمام املحاكم التجارية بواسطة تصريح شفوي
أو حتى بواسطة مقال موقع عليه من املعني باألمر ،بل ال مناص من تقديمها في شكل مقال
مكتوب موقع عليه من طرف املحامي باعتباره املؤهل ملؤازرة وتمثيل ألاطراف أمام
88
القضاء.
- 86محمد كرام ،الوجيز في التنظيم القضائي املغربي ،املطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش ،الطبعة الثانية،7101 ،
ص .001
- 87عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص .52
- 88محمد املجذوبي إلادريس ي ،املحاكم التجارية باملغرب ،إشكالية التطبيق وآفاق التجربة ،أطروحة لنيل دكتوراه
الدولة في الحقوق ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال ،الرباط ،السنة الجامعية ،7110-7110
ص .111
42
- 3االستدعاء بواسطة المفوض القضائي
تنص املادة 01من قانون إحداث املحاكم التجارية على أنه" :يوجـه الاستدعاء
بواسطة عون قضـائي وفقـا ألحكام القـانون رقم 10.21بإحـداث هيئة لألعوان القضائيين
وتنظيمها الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.21.111بتاريخ 30من صفر 71( 0110
ديسمبر 89)0921ما لم تقرر املحكمة توجيه الاستدعاء بالطرق املنصوص عليها في الفصول
13و 12و 19من قانون املسطرة املدنية".
وهكذا ومن خالل هذه املادة يتضح أن املشرع عمد إلى إعطاء ألاولوية للتبليغ
بواسطة املفوضين القضائيين ما لم تقرر املحكمة توجيه الاستدعاء وفقا للطرق املنصوص
عليها في الفصول 13و 12و 19من قانون املسطرة املدنية ،وذلك نظرا لتخصصهم في هذا
النوع من املهام ،ولدقة املساطر أمام املحاكم التجارية ولآلثار الاقتصادية السلبية التي قد
تترتب على الخطأ في إجراءات التبليغ.
الفقرة الثانية :اختصاصات المحاكم التجارية
حدد املشرع املغربي اختصاص املحاكم التجارية في القسم الثالث من القانون
املحدث لهذه املحاكم مميزا بين الاختصاص النوعي (أوال) والاختصاص املحلي (ثانيا)،
إضافة إلى ذلك توجد اختصاصات أسندها املشرع لرئيس املحكمة التجارية (ثالثا).
- 89تم نسخ مقتضيات القانون املذكور باملادة 12من القانون رقم 20-11بتنظيم مهنة املفوضين القضائيين الصادر
بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.15.71بتاريخ 01من محرم 01( 0173فبراير ،)7115الجريدة الرسمية عدد 1111
بتاريخ فاتح صفر 7 ( 0173مارس ،)7115ص .119
43
-1النزاعات املتعلقة باألصول التجارية.
وتستثنى من اختصاص املحاكم التجارية قضايا حوادث السير.
يمكن الاتفاق بين التاجر وغير التاجر على إسناد الاختصاص للمحكمة التجارية فيما
قد ينشأ بينهما من نزاع بسبب عمل من أعمال التاجر.
يجور لألطراف الاتفاق على عرض النزاعات املبينة أعاله على مسطرة التحكيم
والوساطة وفق أحكام الفصول من 115إلي 173-31من قانون املسطرة املدنية".
إن القراءة ألاولية ملضمون هذه املادة يطرح تساؤال حول التعداد التشريعي الذي
أورده املشرع لالختصاص النوعي للمحاكم التجارية هل جاء على سبيل املثال أم الحصر؟
اعتبر الفقه هذا التعداد هو على سبيل املثال ال الحصر ،ألن القول بغير ذلك سيجعل
كثيرا من النزاعات التجارية خارجة عن اختصاص املحاكم التجارية كما هو الشأن بالنسبة
90
للنزاعات الناشئة عن قانون الشركات التجارية أو نظام املؤسسات املالية.
باإلضافة إلى ذلك توجد قضايا ال يمكن النظر فيها لطبيعتها إال من طرف املحاكم
التجارية ومع ذلك لم يتم التنصيص عليها في املادة 1من قانون إحداث املحاكم التجارية
كقضايا صعوبات املقاولة ،وإن كان املشرع قد تطرق إليها بطريقة غير مباشرة في قانون
املحاكم التجارية في الفصل املتعلق باالختصاص املحلي ،يضاف إلى ذلك أن قضايا أخرى
أسند النظر فيها للمحاكم التجارية ليس بموجب املادة 1وإنما بموجب قانون خاص
كقانون حماية امللكية الصناعية الذي نص صراحة في مادته 01على أن املحاكم التجارية
هي املختصة وحدها بالبت في النزاعات املترتبة عن تطبيق هذا القانون باستثناء القرارات
91
إلادارية املنصوص عليها.
وبالرجوع إلى التحديد التشريعي الوارد في املادة الخامسة املذكورة نجده تحديدا
غامضا مما أثار العديد من التأويالت الفقهية والقضائية حول اختصاص املحاكم التجارية
من عدمه في هذه القضايا.
90
- Mohammed Drissi Alami Machichi, droit commercial fondammental au Maroc, imprimerie de Fédala,
Rabat, 2006, page 71.
- 91محمد كرام ،مرجع سابق ،ص .005
44
نصت الفقرة ألاولى من املادة 1أن املحاكم التجارية تختص بالبت في الدعاوى
املتعلقة بالعقود التجارية ،إال أن املشرع لم يحدد املقصود بالعقود التجارية وهل يقتصر
ألامر على تلك العقود املنظمة في مدونة التجارة فقط أم يشمل عقودا أخرى ،أضف إلى
ذلك أن اختصاص املحكمة التجارية بالبت في هذه الدعاوي ال يتوقف على اكتساب صفة
تاجر ،بل إنه حتى ولو كان الطرف املدعى عليه غير تاجر فإن املحكمة التجارية تبقى
مختصة للفصل في النزاع الذي يعد فيه هذا ألاخير طرفا كما هو الشأن في عقود القرض
وفتح ومنح الاعتماد من طرف مؤسسة بنكية لفائدة شخص غير تاجر كاملوظف العمومي أو
املحامي أو املوثق وغيرهم ممن ال يكتسبون صفة تاجر ،وهذا ما أكدته محكمة الاستئناف
التجارية بفاس في قرار لها جاء فيه" :تعاقد شخص مع البنك على إقراضه سلفا معينا
يؤدى على شكل أقساط يعد عقدا بنكيا تختص املحاكم التجارية للبت في أي خالف وقع
حوله وذلك بغض النظر عن صفة الطرف املتعاقد مع البنك".92
ونفس الش يء بالنسبة للفقرة الثالثة من املادة 1املتعلقة بدعاوى ألاوراق التجارية،
إذ تختص املحاكم التجارية بالبت فيها بغض النظر عن صفة الطرف في هذه الدعاوى،
فحتى لو كان الطرفان غير تاجرين كما هو الشأن بالنسبة للشيك الذي يتصور فيه أن
يكون ناشئا بين شخصين غير تاجرين باعتباره وسيلة من وسائل ألاداء ،فإن النزاع الناش ئ
بينهما من أجله تختص املحاكم التجارية بالبت فيه ،وعليه فسواء تعلق ألامر بالكمبيالة أو
بالشيك أو السند ألمر فإن النزاع الذي ينشأ عنها بين أطرافها يجب أن يعرض على املحاكم
93
التجارية.
غير أن النقطة التي أثارت الكثير من الجدل الفقهي والقضائي هي تلك املتصلة
بالنزاعات املتعلقة باألصول التجارية واملذكورة في الفقرة الخامسة من املادة ،1خاصة ما
يتعلق بالبت في قضايا الكراء التجاري .
اتجاه أول تمثله محكمة الاستئناف التجارية بمراكش ترى أنه يعود البت في كراء
املحالت التجارية التي تستغل فيها ألاصول التجارية إلى املحاكم التجارية استنادا إلى
- 92قرار عدد 0031في امللف عدد 15/0790بتاريخ ،7115/3/01منشور بمجلة املعيار عدد ،13ص .759
- 93عبد السالم زوير ،الاختصاص النوعي للمحاكم التجارية وإشكاالته العملية ،مكتبة دار السالم ،الرباط ،طبعة
،7111ص 11وما بعدها.
45
عمومية الفقرة الخامسة من املادة 1املذكورة حيث تجب كل النزاعات املتعلقة باألصول
94
التجارية بما في ذلك املنظمة بمقتض ى ظهير 71ماي 0911بشأن كراء املحالت التجارية.
اتجاه ثاني يذهب إلى اعتبار املحاكم الابتدائية هي املختصة بالنظر في النزاعات
املتعلقة بتطبيق ظهير 71ماي 0911وليس املحاكم التجارية اعتبارا لكون املادة 1ال تدرج
ضمنها النزاعات املنصبة على عقود الكراء املنظمة بمقتض ى هذا الظهير ،وفي هذا إلاطار
جاء في قرار للمحكمة التجارية بالدار البيضاء على أنه" :املنازعات بين املكري واملكتري ملحل
معد لالستعمال التجاري ال تعتبر منازعة منصبة على ألاصل التجاري ،وإنما منازعة متعلقة
بعقد كراء شأنها شأن أي منازعة قد تنصب على بعض العناصر ألاخرى لألصل التجاري...
وأن اختصاص املحاكم التجارية ال يشمل النزاعات املنصبة على عقود الكراء املنظمة
بمقتض ى ظهير 71ماي 0911وتبقى خاضعة للمحاكم املدنية ذات الوالية العامة في كل ما
لم يسنده املشرع إلى غيرها من املحاكم".95
أما الاتجاه الثالث فيمنح الاختصاص إلى كل من املحكمة الابتدائية واملحكمة
التجارية بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق ظهير 71ماي 0911املتعلق بالكراء
التجاري ،وذلك حسب صفة طرفي النزاع وطبيعة الكراء التجاري بالنسبة لهما ،فإذا كان
الطرفين تاجرين وأبرم العقد بمناسبة ممارستهما ألعمالهما التجارية ،انعقد الاختصاص
للمحكمة التجارية استنادا للفقرة الثانية من املادة 1التي تمنحها صالحية النظر في
الدعاوى التي تنشأ بين التجار واملتعلقة بأعمالهم التجارية ،وهذا ما أكدته املحكمة
التجارية بالرباط في حكم جاء فيه" :وحيث أنه بالرجوع إلى وثائق امللف يتبين أن طرفي
النزاع ...يعتبران تاجرين وأن النزاع أثير بسبب عقد الكراء الذي أبرم بمناسبة ممارستهما
ألعمالهما التجارية ،علما أن املادة 01من مدونة التجارة تعتبر تجارية الوقائع وألاعمال التي
يقوم بها التاجر بمناسبة تجارته وأن عقد الكراء املشار إليه أعاله ال يخرج عن هذا
املقتض ى ،وحيث أنه طبقا للفقرة 7من املادة 1من القانون املحدث للمحاكم التجارية،
- 94القرار رقم 92-011ملف عدد 92/013بتاريخ 70أكتوبر ،0992منشور بمجلة املحامي ،العدد ، 11يناير ،0999
ص .092
- 95حكم صادر بتاريخ 9يناير 0992في امللف عدد 7111/92/9أورده محمد لفروجي ،التاجر وقانون التجارة
باملغرب ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الثانية ،ص .031
46
فإن الدعاوى التي تنشأ بين التجار واملتعلقة بأعمالهم التجارية تدخل في اختصاص هذه
املحاكم ،لذا يتعين التصريح بذلك".96
وفي اعتقادي أن الاتجاه الثاني هو ألاقرب للصواب على أساس أن املحاكم الابتدائية
هي ذات والية عامة للنظر في القضايا التي لم يسند املشرع أمر النظر فيها ملحاكم أخرى
وهذا ما لم تتضمنه املادة 1املذكورة ،فضال عن ذلك يوجد فرق كبير بين املحل التجاري
وألاصل التجاري ،فاألول هو املكان الذي يزاول فيه التجارة ،أما الثاني فهو مال منقول
معنوي يشمل الزبناء والسمعة التجارية إلى ألاموال الضرورية الستغالله كاالسم التجاري
وألاثاث التجاري والبضائع ،ولكن مع ذلك تبقى هناك إمكانية عرض النزاع على املحاكم
التجارية وذلك في حالة تطبيق الفقرة ألاخيرة من املادة 1املذكورة ،التي تتحدث عن اتفاق
الطرفين على عرض النزاع الذي قد ينشأ بينهما على املحاكم التجارية.
97
إضافة إلى هذه الاختصاصات تنظر املحاكم التجارية وفقا ملا هو مقرر في املادة 5
من قانون إحداث املحاكم التجارية التي جاء فيها" :تختص املحاكم التجارية بالنظر في
الطلبات ألاصلية التي تتجاوز قيمتها 71.111درهم ،كما تختص بالنظر في جميع الطلبات
املقابلة أو طلبات املقاصة مهما كانت قيمتها" ،وقد كانت املحاكم التجارية قبل التعديل
تختص ابتدائيا وانتهائيا في الطلبات التي ال تزيد قيمتها ألاصلية عن تسعة آالف درهم
( 9111درهم) وابتدائيا في جميع الطلبات التي تفوق املبلغ املذكور.
- 96حكم صادر بتاريخ 11يونيو 0992منشور بمجلة إلاشعاع ،العدد ، 02يناير ،0999ص .771
- 97تم نسخ وتعويض أحكام املادة 5أعاله باملادة ألاولى من القانون رقم 02.17املتعلق بتتميم القانون رقم ،11.91
الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.17.012بتاريخ فاتح ربيع آلاخر 01( 0117يونيو ،)7117الجريدة الرسمية عدد
1179بتاريخ 1جمادى آلاخرة 07( 0171أغسطس ،)7117ص .7751
47
إذا لم يكن للمدعى عليه موطن وال محل إقامة باملغرب ،أمكن مقاضاته أمـام محكمـة
موطن أو محل إقـامـة املدعي أو واحـد منهم في حـالة تعددهم.
إذا تعدد املدعى عليهم ،أمكن للمدعي أن يختار محكمة موطن أو محل إقامة أي واحد
منهم".
املالحظ على هذه املادة أنها مطابقة للمادة 73من قانون املسطرة املدنية ،هذا يعني
أن املشرع حافظ على القاعدة العامة الواردة في قانون املسطرة املدنية ،وبطبيعة الحال
هذه القاعدة لها استثناءات أوردها املشرع في املادة 00من قانون إحداث املحاكم التجارية
التي جاء فيها" :استثناء من أحكام الفصل 72من قـانون املسطرة املدنية ،ترفع الدعاوى:
-فيما يتعلق بالشركات ،إلى املحكمة التجارية التابع لها مقر الشركة أو فرعها؛
-فيما يتعلق بصعوبات املقاولة ،إلى املحكمة التجارية التابعة لها مؤسسة التاجر
الرئيسية أو املقر الاجتماعي للشركة؛
-فيما يخص إلاجراءات التحفظية ،إلى املحكمة التجارية التي يوجد بدائرتها موضوع
هذه إلاجراءات".
إضافة إلى ذلك أجازت املادة 07من قانون إحداث املحاكم التجارية لألطراف أن
يتفقوا على اختيار املحكمة التجارية املختصة.
وتجدر إلاشارة أنه كان على املشرع املغربي أن يكتفي في تحديده لالختصاص املحلي
للمحاكم التجارية بذكر الاستثناءات الواردة في املادة 00و ،07مع إلاحالة فيما يتعلق
بالقاعدة العامة الواردة في املادة 01إلى الفصل 73من قانون املسطرة املدنية عوض تكرار
نفس الصياغة ،خاصة أنه طبق تقنية إلاحالة في مواد أخرى من قانون إحداث املحاكم
98
التجارية.
- 98كما هو الشأن بالنسبة للمادتين 01و 09من قانون إحداث املحاكم التجارية .
48
ففي مجال القضاء الاستعجالي يبت رئيس املحكمة التجارية في الطلبات الاستعجالية
حسب الفقرة ألاولى من املادة 70من قانون إحداث املحاكم التجارية التي جاء فيها " :يمكن
لرئيس املحكمة التجارية بصفته قاضيا لألمور املستعجلة وفي حدود اختصاص املحكمة أن
يأمر بكل التدابير التي ال تمس أية منازعة جدية" ،ويمارس اختصاصه هذا وفق ما هو
منصوص عليه في الفصل 019من قانون املسطرة املدنية وما يليه ،وإن كان يجوز له رغم
وجود منازعة جدية أن يأمر بكل التدابير التحفظية أو بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه لدرء
ضرر حال أو لوضع حد الضطراب ثبت جليا أنه غير مشروع ،وفقا للفقرة ألاخيرة من املادة
70من قانون إحداث املحاكم التجارية ،وهو اختصاص ينفرد به عن غيره ،فمثال له
صالحية ألامر بإغالق مؤسسة تبث أنها تقوم بأعمال منافسة غير مشروعة ،وألامر برفع
99
اليد عن شيك وقع التعرض عليه بصفة غير قانونية.
كما يختص رئيس املحكمة الابتدائية بالنظر في طلبات ألامر باألداء بشرط أن تتجاوز
قيمتها عشرون آلف درهم ( 71111درهم) ،وأن تؤسس على ألاوراق التجارية والسندات
الرسمية أو اعتراف بدين ناتجين عن املعامالت التجارية وفق ما نصت عليه الفقرة ألاولى
من املادة 77من قانون إحداث املحاكم التجارية.
كما يختص أيضا رئيس املحكمة التجارية بإصدار ألاوامر الوالئية بناء على الفصل
012من قانون املسطرة واملادة 71من قانون إحداث املحاكم التجارية شريطة تعلق
الطلب فيها باملادة التجارية.
ويضاف إلى هذه الاختصاصات مهام أخرى أسندت لرئيس املحكمة التجارية بموجب
قوانين خاصة ،كما هو الشأن لقوانين الشركات التجارية ومدونة التجارة وقانون امللكية
الصناعية وغيرها ،إذ يعود له مثال تعيين خبير التسيير في نطاق املادة 013من قانون
شركات املساهمة واملادة 27من قانون الشركات ذات املسؤولية املحدودة ،كما يعود له
أيضا تجريح مراقب الحسابات الذي عينته الجمعية العامة بناء على طلب مساهم أو
مساهمين يمثلون ما ال يقل عن عشر رأسمال الشركة وتعيين مراقب آخر محله وفقا
ملقتضيات املادة 051من قانون شركات املساهمة واملادة 21من قانون الشركة ذات
املسؤولية املحدودة ،كما أسندت له مدونة التجارة في الكتاب الخامس املتعلق بصعوبات
49
املقاولة بتحريك مسطرة الوقاية الخارجية إلنقاذ املقاوالت التي تعاني من صعوبات دون أن
تتوقف عن الدفع وفقا للمادة 113من مدونة التجارة 100.باالضافة الى الاختصاص املسند
لرئيس املحكمة التجارية بمقتض ى قانون 19-05املتعلق بكراء املحالت املخصصة
لالستعمال التجاري او الصناعي او الحرفي باالمر باالفراغ لتوسيع املحل (املادة )05أو
السترجاع املحالت املهجورة( املادة )17مثال,
50
ويعين رئيس املحكمة إلادارية من بين قضاة املحكمة مفوضا ملكيا أو مفوضين
ملكيين للدفاع عن القانون والحق باقتراح من الجمعية العمومية ملدة سنتين".
فمن خالل هذه املادة تتكون املحكمة الابتدائية من رئيس وعدة قضاة وكتابة
للضبط ،إلى جانب املفوض امللكي الذي يعين من بين قضاة املحكمة من طرف رئيس
املحكمة بناء على اقتراح الجمعية العمومية ملدة سنتين.
ويالحظ على تكوين املحاكم إلادارية ال وجود للنيابة العامة بمفهومها الدقيق ،كما أن
املفوض امللكي ليس إال قاضيا من بين قضاة املحكمة إلادارية ،وما قيامه بالدفاع عن
القانون والحق سوى مهمة مؤقتة إذ يعين من طرف الرئيس ملدة سنتين بناء على اقتراح
الجمعية العمومية ،أما وكيل امللك فال يعين من قبل رئيس املحكمة وإنما هو قاض مكلف
قانونا بمهمة الدفاع عن الحق العام أو حق املجتمع.
ويضطلع املفوض امللكي بهذا الدور من خالل عرض آلرائه املكتوبة والشفهية على
هيأة الحكم بكامل الاستقالل سواء في الجانب الواقعي أو في الجانب القانوني للدعوى،
وليس له حق املشاركة في إصدار الحكم ألن ذلك من اختصاص قضاة الحكم.
وعلى غرار املحاكم الابتدائية والتجارية يمكن تقسيم املحاكم إلادارية إلى عدة أقسام
بحسب أنواع القضايا املعروضة عليها وذلك من طرف الجمعية العمومية خالل النصف
ألاول من شهر دجنبر من كل سنة ،غير أن املالحظ من قانون املحاكم إلادارية أن املشرع
استعمل صياغة تختلف عن تلك التي استعملها في قانوني املحاكم الابتدائية واملحاكم
102
التجارية.
فمن جهة يتحدث املشرع في قانون املحاكم إلادارية عن تقسيم هذه املحاكم إلى
أقسام وليس إلى غرف ،ومن جهة أخرى لم تشر املادة 7إلى أنه يمكن لكل قسم أن يبت في
مختلف القضايا التي تعرض على املحكمة إلادارية كما فعل بالنسبة للمحاكم التجارية
- 102عبد القادر باينة ،أسباب إنشاء املحاكم إلادارية باملغرب على هامش مشروع القانون املحدث للمحاكم إلادارية
املعروض على مجلس النواب ،دور ربيع ،0995الجمعية املغربية للعلوم إلادارية ،القضاء إلاداري حصيلة وآفاق،
،0991ص ,23
51
والابتدائية 103،لذلك حبذا لو سلك املشرع نفس التوجه الذي نهجه بالنسبة للمحاكم
التجارية والابتدائية.
وتجدر إلاشارة أن مشروع قانون التنظيم القضائي قد تنبه لهذا ألامر وذلك من خالل
تضمنه إلمكانية تقسيم املحاكم إلادارية إلى غرف ،وكذا منح كل غرفة إمكانية البت في كل
القضايا املعروضة على املحكمة.
إضافة إلى ذلك تضمن املشروع جهاز جديد لدى املحاكم إلادارية ويتعلق ألامر بمكتب
املحكمة ومنصب الكاتب العام للمحكمة ،وقاض للتنفيذ 104،إال أن املالحظ في املشروع أن
عضوية مكتب املحكمة إلادارية الابتدائية تتضمن إضافة إلى ألاعضاء ألاخريين املفوض
105
امللكي للمحكمة ألاعلى درجة.
،)2777الجريدة الرسمية عدد 7415بتاريخ 1جمادى آلاخرة 25( 2713سبتمبر ،)2777ص .1110
ألاولى 11( 2713غشت
- 110انظر املادة 795من القانون رقم 9.93املتعلق بمدونة الانتخابات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.93.21
بتاريخ 71من ذي القعدة 7( 0103أبريل ،)0993الجريدة الرسمية عدد 1131بتاريخ 71ذي القعدة 1( 0173أبريل
)0993كما تم تتميمه وتغييره:
53
والضرائب ونزع امللكية ألجل املنفعة العامة 111،وبالبت في الدعاوي املتعلقة بتحصيل
الديون املستحقة للخزينة العامة والنزاعات املتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين
والعاملين في مرافق الدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس
النواب وموظفي مجلس املستشارين ،112وذلك كله وفق الشروط املنصوص عليها في هذا
القانون.
وتختص املحاكم إلادارية أيضا بفحص شرعية القرارات إلادارية وفق الشروط
املنصوص عليها في املادة 11من هذا القانون".
وانطالقا من املادة أعاله يمكن حصر مجال اختصاص املحاكم إلادارية في الطلبات
والنزاعات التالية:
-طلبات إلغاء قرارات السلطة إلادارية بسبب تجاوز السلطة :إن كل قرار إداري
يصدر عن جهة غير مختصة أو لعيب في الشكل أو النحراف في السلطة أو النعدام التعليل
أو ملخالفة القانون ،يشكل تجاوزا في استعمال السلطة وبالتالي يحق للمتضرر الطعن فيه
أمام الجهة القضائية إلادارية املختصة بواسطة دعوى إلالغاء 113،إال أنه يستثنى من ذلك
طلبات إلالغاء بسبب تجاوز السلطة املتعلقة باملقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن
رئيس الحكومة ،وقرارات السلطات إلادارية التي يتعدى نطاق تنفيذها دائرة الاختصاص
"بصفة انتقالية واستثناء من أحكام املواد 15و 13و 52و 052و 091و 701و 732و 739من هذا القانون فإن
الطعون املتعلقة بالقيد في اللوائح الانتخابية وبالترشيحات تقدم أمام املحكمة الابتدائية املختصة وفقا للكيفيات وفي
آلاجال املحددة في املواد املشار إليها أعاله .وتبث املحكمة طبقا ألحكام املواد املذكورة.
غير أن ألاحكام الاستثنائية املنصوص عليها في الفقرة السابقة ال تطبق في العماالت وألاقاليم حيث يوجد مقر محكمة
إدارية.
تستأنف ألاحكام الصادرة عن املحاكم الابتدائية ،املشار إليها في الفقرة ألاولى من هذه املادة ،أمام محاكم الاستئناف
إلادارية".
- 111أنظر :البشير باجي ،شرح قانون نزع امللكية ألجل املنفعة العامة في ضوء القانون املغربي والقضاء والفقه
والتطبيق ،الكتاب ألاول ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة ألاولى. 0990 ،
- 112تم تتميم الفقرة الثانية من املادة 1أعاله بموجب القانون رقم 51.33الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 2.33.017بتاريخ 14شعبان 27 (2712نوفمبر ،)1333
- 113حددت املادة 71من القانون 10.91مدلول تجاوز السلطة ،في حين تعرضت املواد من 70إلى 71لطلبات
إلالغاء بسبب تجاوز السلطة املرفوعة إلى املحاكم إلادارية بصورة عامة.
54
املحلي ملحكمة إدارية حيث تبقى من الاختصاص الابتدائي والانتهائي ملحكمة النقض طبقا
ملا ورد في املادة 9من قانون إحداث املحاكم إلادارية. 114
-النزاعات املتعلقة بالعقود إلادارية :غالبا ما تقدم إلادارة على إبرام العقود إلادارية
كأسلوب من أساليب تسيير أنشطتها وتنفيذ برامجها ،وفي حالة ما إذا نشأ نزاع من جراء ما
قد يلحق املتعاقد مع إلادارة من ضرر يتم اللجوء إلى املحاكم إلادارية.
-دعاوى التعويض التي تسببها أعمال ونشاطات أشخاص القانون العام :أعطى
املشرع للمحاكم إلادارية اختصاص النظر في دعاوى التعويض عن ألاضرار الناجمة عن
أعمال ونشاطات أشخاص القانون العام ،ولم يستثني منها سوى ألاضرار التي تسببها في
الطريق العام املركبات أيا كان نوعها اململوكة لشخص من أشخاص القانون العام ،والتي
تبقى من اختصاص املحاكم الابتدائية في نطاق دعاوى املسؤولية التقصيرية.
-النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية املتعلقة
باملعاشات ومنح الوفاة املستحقة للعاملين في مرافق الدولة والجماعات املحلية
واملؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي مجلس املستشارين.115
-النزاعات املتعلقة باالنتخابات والضرائب ونزع امللكية ألجل املنفعة العامة،116
وتحصيل الديون املستحقة للخزينة العامة :تختص املحاكم الابتدائية بالنظر في الطعون
ضد العمليات الانتخابية الخاصة بمجالس الجماعات الحضرية والقروية ،ومجالس
العماالت وألاقاليم ،والغرف املهنية ،وممثلي املوظفين في اللجان إلادارية والثنائية.117
-فحص شرعية القرارات إلادارية :يشكل هذا الاختصاص الذي ذكره املشرع في
املادة 11من القانون 11810.91خطوة متطورة في مجال إلاصالح ،بحيث يخول القضاء
- 114الحسن سيمو ،قضاء إلالغاء وألاعمال املادية لإلدارة ،مجلة إلاشعاع ،العدد ،01دجنبر ،0991ص .3
- 115عبد هللا لعلج ،اختصاص املحاكم إلادارية بالبت في النزاعات املتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين والعاملين في
مرافق الدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية ،مجلة املرافعة ،العدد ،3دجنبر ،0993ص .11
- 116خصص القانون رقم 10.91املواد من 13إلى 11الختصاص املحاكم إلادارية في قضايا نزع امللكية من أجل
املنفعة العامة والاحتالل املؤقت.
- 117أنظر املادة 75من قانون إحداث املحاكم إلادارية
- 118تنص املادة 11على أنه" :إذا كان الحكم في قضية معروضة على محكمة عادية غير زجرية يتوقف على تقدير
شرعية قرار إداري وكان النزاع في شرعية القرار جديا ،يجب على املحكمة املثار ذلك أمامها أن تؤجل في القضية
55
إمكانية الامتناع عن تطبيق قرار ثبت أنه مخالف للدستور أو صدر عن سلطة ليست لها
119
صالحية إصداره.
وتحيل تقدير شرعية القرار إلاداري محل النزاع إلى املحكمة إلادارية أو إلى محكمة النقض بحسب اختصاص كل من
هاتين الجهتين القضائيتين كما هو محدد في املادتين 2و 9أعاله ،ويترتب على إلاحالة رفع املسألة العارضة بقوة
القانون إلى الجهة القضائية املحال إليها البت فيها.
للجهات القضائية الزجرية كامل الوالية لتقدير شرعية أي قرار إداري وقع التمسك به أمامها سواء باعتباره أساسا
للمتابعة أو باعتباره وسيلة من وسائل الدفاع".
-119مليكة الصروخ ،القانون إلاداري ،دراسة مقارنة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة السادسة،
،7115ص .511
56
الراجعة إلى اختصاص املحاكم إلادارية التي تنشأ خارج دوائر اختصاص جميع هذه
املحاكم".
فبالنسبة لالستثناء ألاول فإن املحكمة املختصة محليا للبت في طلبات إلالغاء بسبب
تجاوز السلطة هي املحكمة التي يوجد موطن طالب إلالغاء داخل دائرة اختصاصها أو
املحكمة التي صدر القرار بدائرة اختصاصها ،ويكمن الهدف من وراء تقرير هذا الاستثناء
في تقريب القضاء من طالب إلالغاء باعتباره طرفا ضعيفا في عالقته باإلدارة التي يلتمس
إلغاء قرارها.
أما الاستثناء الثاني فتختص املحكمة إلادارية بالرباط شريطة أن يكون ألاطراف
معينين بظهير أو بمرسوم كالوزراء وكتاب الدولة والعمداء والقضاة وغيرهم ،وأن تنصب
الدعاوى التي يقيمونها ليس على الطعن في مشروعية الظهير ،وإنما على املطالبة بالحقوق
املرتبطة بوضعيتهم الفردية ،كما استلزم أيضا أن تنشأ النزاعات التي تدخل في الاختصاص
النوعي للمحاكم إلادارية خارج دوائر الاختصاص املحلي لها جميعها ،كما هو الحال بالنسبة
للقضايا التي تتعلق بموظفي السفارات والقنصليات املغربية بالخارج.
57
المبحث الثاني :محاكم الدرجة الثانية
تحقيقا ملبدأ التقاض ي على درجتين تم إحداث محاكم الدرجة الثانية ،وتشمل هذه
املحاكم كل من :
-محاكم الاستئناف121؛
-محاكم الاستئناف إلادارية 122؛
-محاكم الاستئناف التجارية123؛
ولإلحاطة بهذه املحاكم سنخصص مطلب لكل محكمة نتحدث فيه عن تنظيم هذه
املحاكم واملسطرة املتابعة أمامها ،وكذا الاختصاصات التي تتمتع بها وفق ما يلي:
المطلب األول :محاكم االستئناف
تعتبر محكمة الاستئناف محكمة درجة ثانية تتيح الفرصة أمام املتقاضين لتقديم ما
فاتهم إلادالء به أمام محكمة الدرجة ألاولى من دفوع وأدلة ،ولتصحيح ما قد يقع فيه
قضاة هذه املحكمة من أخطاء ،وقد وضع ملحاكم الاستئناف تنظيما (الفقرة ألاولى) و حدد
اختصاصاتها (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :تنظيم محاكم االستئناف
سأتناول هذه الفقرة للحديث عن تأليف محاكم الاستئناف (أوال) ونظام الجلسات بها
(ثانيا).
-121تم تحديد عدد محاكم الاستئناف في اثنين وعشرين ( )77محكمة (الرباط -القنيطرة -الدار البيضاء -الجديدة-
فاس -تازة -مراكش -ورزازات -آسفي -مكناس -الرشيدية -أكادير -كلميم -العيون -طنجة -تطوان -سطات -بني مالل-
خريبكة -وجدة -الناضور -الحسيمة) ،طبقا للمادة ألاولى من املرسوم رقم ، 7.03.522السالف الذكر
- 122تم إحداث محاكم استئناف إدارية بمقتض ى القانون رقم ،21.11الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.15.13
بتاريخ 01من محرم 01( 0173فبراير ،)7115الجريدة الرسمية عدد 1192بتاريخ 71محرم 71 (0173فبراير
،)7115ص ،191كما تم تغييره.
-تم تحديد عدد محاكم الاستئناف إلادارية في اثنين (( )7الرباط – مراكش) طبقا للمادة ألاولى من املرسوم رقم
7.15.023الصادر في 79من جمادى آلاخرة 71( 0173يوليو )7115بتحديد عدد محاكم الاستئناف إلادارية ومقارها
ودوائر اختصاصها؛ الجريدة الرسمية عدد 1113بتاريخ 09رجب 01( 0173أغسطس ،)7115ص .7117
-123تم تحديد عدد محاكم الاستئناف التجارية في ثالث ( )1محاكم (الدار البيضاء – فاس – مراكش) ،وذلك طبقا
للمادة ألاولى من املرسوم رقم ،7.93.330سالف الذكر.
58
أوال :تأليف محاكم االستئناف
ينص الفصل 5من قانون التنظيم القضائي على أنه " :تشتمل محاكم الاستيناف
تحت سلطة رؤسائها ألاولين وتبعا ألهميتها على عدد من الغرف املختصة ،من بينها غرفة
لألحوال الشخصية وامليراث وغرفة للجنايات .غير أنه يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في
كل القضايا املعروضة على هذه املحكمة أيا كان نوعها.
تشتمل أيضا على نيابة عامة تتكون من وكيل عام للملك ونوابه العامين وعلى قاض
أو عدة قضاة مكلفين بالتحقيق وقاض أو عدة قضاة لألحداث وكتابة الضبط وكتابة
للنيابة العامة.
تشتمل محاكم الاستئناف املحددة ،واملعينة دوائر نفوذها بمرسوم ،على أقسام
للجرائم املالية.
تشتمل هذه ألاقسام على غرف للتحقيق وغرف للجنايات وغرف للجنايات
الاستئنافية ونيابة عامة وكتابة للنيابة العامة".
من خالل هذا الفصل يمكن القول أن محاكم الاستئناف تتكون من رئاسة املحكمة
املشكلة من رئيس أول ورؤساء غرف ومستشارين ،كما يوجد أيضا النيابة العامة التي
يمثلها في هذه املحاكم الوكيل العام للملك ويساعده نواب عامون ،إلى جانب ذلك يوجد
بمحاكم الاستئناف قاض أو عدة قضاة مستشارين مكلفين بالتحقيق ومستشار أو عدة
مستشارين لألحداث ،فضال عن وجود كتابة للضبط وكتابة للنيابة العامة.
كما تشمل محاكم الاستئناف تبعا ألهميتها على عدد من الغرف تحدد عددها وتكوينها
الجمعية العمومية ،وقد اكتفى الفصل 5أعاله ذكر نماذج منها هي غرفة ألاحوال
الشخصية والعقار وغرفة الجنايات ،ولكن توجد في الواقع غرف أخرى غيرها هي الغرفة
املدنية والغرفة الجنحية والغرفة الاجتماعية ،حيث يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في
124
كل القضايا املعروضة على هذه املحكمة أيا كان نوعها.
كما أصبحت محاكم الاستئناف تتكون من أقسام للجرائم املالية وفقا للفقرة الثالثة
من الفصل 5املذكور الذي شمله التغيير والتتميم بواسطة القانون رقم 11.01سنة 7100
- 124إدريس العلوي العبدالوي ،القانون القضائي الخاص ،الجزء الثاني ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
الطبعة ألاولى ،0925 ،ص .72
59
والتي حلت محل محكمة العدل الخاصة التي ألغيت باعتبارها محكمة استثنائية ،وتشتمل
هذه ألاقسام على غرف للتحقيق وغرف للجنايات وغرف للجنايات الاستئنافية ونيابة عامة
وكتابة للنيابة العامة.
وتجدر إلاشارة أن هذه ألاقسام لم تحدث في جميع محاكم الاستئناف باململكة،125
وإنما في بعضها حددت بمرسوم وتتمثل في أربعة محاكم هي محاكم الاستئناف بمدن
الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش.
ويتولى الرئيس ألاول ملحكمة الاستئناف مهمة مراقبة جميع القضاة العاملين باملحكمة
وباملحاكم الابتدائية التابعة لها ،كما يراقب مصالح كتابة الضبط ،أما الوكيل العام للملك
فإنه يراقب بدوره قضاة النيابة العامة لدى هذه املحكمة ولدى املحاكم الابتدائية التابعة
لها ،وكتابة النيابة العامة.
وما ينبغي التنبيه إليه أنه ال يكون قاضيا أو نائبا للوكيل العام بمحاكم الاستئناف إال
من بلغ على ألاقل الدرجة الثانية في سلم رجال القضاء ،وهذا على خالف القضاة والنواب
باملحاكم الابتدائية املرتبين كقاعدة عامة في الدرجة الثالثة.
وتجدر إلاشارة أن مشروع قانون التنظيم القضائي قد أستحدث منصب الكاتب العام
للمحكمة و مكتب املحكمة .
- 125الجدول امللحق باملرسوم رقم 7.00.111صادر في 3ذي الحجة 1( 0117نوفمبر )7100بتحديد عدد محاكم
الاستئناف املحدثة بها أقسام للجرائم املالية وتعيين دوائر نفوذها:
دوائر نفوذ محاكم الاستئناف محاكم الاستئناف املحدثة بها أقسام
الرباط – القنيطرة – طنجة – تطوان الرباط
الدار البيضاء – سطات – الجديدة – خريبكة – بني مالل الدار البيضاء
فاس – مكناس – الرشيدية – تازة – الحسيمة – الناضور -وجدة فاس
مراكش – آسفي – ورزازات – أكادير – العيون مراكش
الجريدة الرسمية عدد 1991بتاريخ 03ذو الحجة 01( 0117نوفمبر ،)7100ص .1101
60
ثانيا :نظام الجلسات بمحاكم االستئناف
ينص الفصل 3من قانون التنظيم القضائي على أنه" :تعقد محاكم الاستيناف
جلساتها في جميع القضايا وتصدر قراراتها من طرف قضاة ثالثة وبمساعدة كاتب الضبط
تحت طائلة البطالن ما لم ينص القانون على خالف ذلك.
يعتبر حضور النيابة العامة في الجلسة الجنائية إلزاميا تحت طائلة البطالن .واختياريا
في القضايا ألاخرى عدا في ألاحوال املنصوص عليها في قانون املسطرة املدنية وخاصة إذا
كانت النيابة العامة طرفا رئيسيا وفي جميع ألاحوال ألاخرى املقررة بمقتض ى نص خاص".
فمن خالل هذا الفصل يتضح أن املشرع تبنى مبدأ القضاء الجماعي ،حيث تصدر
محاكم الاستئناف قراراتها مكونة من ثالثة قضاة أي رئيس ومستشارين وبمساعدة كاتب
الضبط ،ولم يورد املشرع أي استثناء عن هذا املبدأ مما يعني ال يمكن تصور انعقاد
جلسات محاكم الاستئناف بقاض منفرد ،وهذا خالف املحاكم الابتدائية التي تأخذ بقاعدة
القضاء الفردي.
وعلى الرغم من انعقاد جلسات محاكم الاستئناف بثالثة قضاة ،فإنه بالنسبة لبعض
الغرف تعقد جلساتها مكونة من خمسة قضاة أي رئيس وأربعة مستشارين ،ويتعلق ألامر
بغرفة الجنايات الاستئنافية 126وغرفة املشورة.127
ويعتبر حضور النيابة العامة لدى محاكم الاستئناف إلزاميا في جلساتها الجنائية تحت
طائلة البطالن ،128أما في القضايا ألاخرى ذات الطابع املدني فال يكون حضورها ضروريا
- 126تنص الفقرة الخامسة من املادة 113من قانون املسطرة الجنائية على أنه " :تنظر في الطعن باالستئناف غرفة
الجنايات الاستئنافية لدى نفس املحكمة ،وهي مكونة من هيئة أخرى مشكلة من رئيس غرفة وأربعة مستشارين لم
يسبق لهم املشاركة في البت في القضية ،بحضور ممثل النيابة العامة ومساعدة كاتب الضبط تحت طائلة البطالن".
- 127تنص املادة 91من قانون املحاماة على أنه " :تبت محكمة الاستئناف بغرفة املشورة بعد استدعاء النقيب وباقي
ألاطراف لسماع مالحظاتهم وتلقي امللتمسات الكتابية للوكيل العام للملك.
تبت غرفة املشورة برئاسة الرئيس ألاول وأربعة مستشارين.
تجري املناقشات في جلسة سرية وينطق باملقرر في جلسة علنية".
- 128تؤكد هذا املبدأ الفقرة ألاولى من املادة 13من قانون املسطرة الجنائية التي جاء فيها" :تمثل النيابة العامة لدى
كل محكمة زجرية وتحضر مناقشات هيئات الحكم ويجب النطق بجميع املقررات بحضورها".
كما تنص الفقرة ألاخيرة من املادة 103من قانون املسطرة الجنائية على أنه" :تعقد غرفة الجنايات جلساتها بحضور
النيابة العامة وبمساعدة كاتب الضبط وذلك تحت طائلة البطالن".
61
عدا في ألاحوال املنصوص عليها في قانون املسطرة املدنية ،وخاصة إذا كانت النيابة العامة
طرفا رئيسيا ،وفي جميع ألاحوال املقررة بمقتض ى نص خاص.129
ونظرا لقلة محاكم الاستئناف ،وتيسيرا على املتقاضين ،يمكن ملحاكم الاستئناف أن
تعقد جلسات تنقلية بمقار املحاكم الابتدائية التابعة لدائرة نفوذها وذلك وفقا ملا نص
عليه الفصل 2من قانون التنظيم القضائي ،وعلى سبيل املثال فإن محكمة الاستئناف
بأسفي تعقد جلساتها التنقلية باملحكمة الابتدائية بالصويرة ،ومحكمة الاستئناف بمراكش
تعقد جلسات تنقلية باملحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة .ومحكمة الاستئناف بوجدة
تعقد جلسات تنقلية باملحكمة الابتدائية ببركان و بوعرفة,
وإلى جانب ما سبق نص املشرع على املسطرة الكتابية أمام محاكم الاستئناف ،إذ ال
يقبل التقاض ي أمامها إال باحترام مقتضيات قانون املسطرة املدنية املتعلقة بتقديم
الدعوى بواسطة مقال مكتوب واملنصوص عليها في الفصل 172وما يليه ،ما لم يتعلق
باالستثناءات التي نص عليها القانون.
الفقرة الثانية :اختصاصات محاكم االستئناف
تختص محاكم الاستئناف بالنظر في الاستئنافات املرفوعة ضد أحكام املحاكم
الابتدائية (أوال) ،إلى جانب اختصاصات أخرى تختص بها (ثانيا) ،كما أن رئيس محكمة
الاستئناف يتمتع باختصاصات (ثالثا).
- 129أنظر :محمد بوزيان ،دور النيابة العامة أمام املحاكم املدنية ،مطبعة ومكتبة ألامنية ،الرباط ،طبعة .0925
62
كما تنص الفقرة ألاولى من الفصل 71من قانون املسطرة املدنية على أنه" :تختص
محاكم الاستيناف عدا إذا كانت هناك مقتضيات قانونية مخالفة بالنظر في استيناف
أحكام املحاكم الابتدائية ،وكذا في استيناف ألاوامر الصادرة عن رؤسائها".
فمن خالل هذين النصين يمكن القول أن محاكم الاستئناف تنظر في مقاالت
الاستئناف املوجهة ضد أحكام املحاكم الابتدائية الصادرة ابتدائيا طبقا لقاعدة النصاب،
أي في الطلبات التي تتجاوز قيمتها عشرون ألف درهم ( 71111درهم) ،130أو في تلك التي
تكون فيها قيمة موضوع النزاع غير محددة.131
وال يقتصر نظر محكمة الاستئناف على الاستئنافات املرفوعة ضد ألاحكام الصادرة
عن املحاكم الابتدائية ،بل إنها تنظر أيضا في الاستئنافات املرفوعة ضد ألاوامر الصادرة عن
رؤسائها ،كما هو الشأن بالنسبة الستئناف ألاوامر الصادرة في القضايا الاستعجالية
وألاوامر باألداء ،وكذا ألاوامر الصادرة في نطاق الفصل 012من قانون املسطرة املدنية
املتعلقة باألوامر املبينة على طلب واملعاينات إذا صدرت برفض الطلب.
كما تختص محاكم الاستئناف بالنظر في بعض الاستئنافات ضد ألاحكام الصادرة عن
املحاكم الابتدائية في قضايا الجنح واملخالفات وفقا ملا نصت عليه الفقرة ألاولى من املادة
711من قانون املسطرة الجنائية التي جاء فيها " :تختص غرف الجنح الاستئنافية بالنظر في
الاستئنافات املرفوعة ضد ألاحكام الصادرة ابتدائيا عن املحاكم الابتدائية".
غير أن املشرع أضاف بموجب تعديل 7100فقرة جديدة لهذه املادة قلص من خاللها
من القضايا التي تختص فيها محكمة الاستئناف على وجه الاستئناف والذي أصبح قاصرا
على ألاحكام الصادرة في الجنح التي تتجاوز عقوبتها سنتين ،أما إذا قلت عن هذه العقوبة
فاالستئناف يكون أمام غرفة الاستئنافات باملحكمة الابتدائية.132
- 130تنص الفقرة الثانية من الفصل 09من قانون املسطرة املدنية على أنه -" :وابتدائيا ،مع حفظ حق الاستيناف
أمام املحاكم الاستينافية ،في جميع الطلبات التي تتجاوز عشرين ألف درهم ( 20.000درهم)".
- 131تنص الفقرة الثالثة من الفصل 09من قانون املسطرة املدنية على أنه -" :يبت ابتدائيا طبقا ألحكام الفصل 12
أعاله ،مع حفظ حق الاستيناف أمام املحاكم الاستينافية".
- 132تنص الفقرة ألاخيرة من املادة 711من قانون املسطرة الجنائية على أنه " :استثناء من أحكام الفقرة ألاولى
تختص غرفة الاستئنافات باملحكمة الابتدائية بالنظر في الاستئنافات املرفوعة ضد ألاحكام الصادرة ابتدائيا عن
63
ثانيا :االختصاصات األخرى المسندة لمحاكم االستئناف
يمكن تصنيف هذه الاختصاصات على النحو التالي:
– 1النظر في طلبات فصل تنازع االختصاص:
ينص الفصل 110من قانون املسطرة املدنية على أنه" :يقدم طلب الفصل في تنازع
الاختصاص بمقال أمام املحكمة ألاعلى درجة املشتركة بين املحاكم التي يطعن في أحكامها
أمامها ،وأمام محكمة النقض إذا تعلق ألامر بمحاكم ال تخضع ألية محكمة أعلى مشتركة
بينها".
فمن خالل هذا الفصل تنظر محاكم الاستئناف في تنازع الاختصاص سواء كان
ايجابيا أو سلبيا الذي قد يحدث بين محكمتين من محاكم الدرجة ألاولى بشأن النظر في
بعض القضايا املسطرة ،وذلك بواسطة غرفة املشورة طبقا للفقرة ألاولى من الفصل 117
من قانون املسطرة املدنية ،وهذا كله شريطة أن تكون محكمة الاستئناف املختصة محكمة
أعلى درجة مشتركة بين املحكمتين اللتين وقع التنازع بينهما ،مثال أن تتنازع محكمتا ميدلت
ومحكمة الرشيدية الابتدائيتين في هذه الحالة يعود البت في هذا التنازع إلى محكمة
الاستئناف بالرشيدية باعتبارها محكمة أعلى درجة مشتركة بينهما.
– 2النظر في بعض القضايا بموجب نصوص خاصة:
ومن ألامثلة على ذلك النظر في الطعون املقدمة ضد املقررات الصادرة عن مجلس
هيئة املحامين سواء تعلق ألامر بالقرارات التأديبية أو بقرارات تحديد ألاتعاب ،وكذا في
انتخاب النقيب ومجلس الهيئة التابعة لدائرتها القضائية ،وذلك وفقا ملا هو مقرر في
املادتين 91و 91من القانون املنظم ملهنة املحاماة.
– 3النظر في الجنايات:
من أهم الاختصاصات التي تطلع بها محاكم الاستئناف هو البت في الجنايات التي
تخرج أصال عن اختصاص املحاكم الابتدائية ،وفي هذا الصدد أحدثت لدى محاكم
الاستئناف غرفتان للجنايات ،ألاولى غرفة جنايات ابتدائية تبت بصفة ابتدائية في جرائم
املحاكم الابتدائية في قضايا املخالفات املشار إليها في املادة 195بعده ،وفي القضايا الجنحية التي ال تتجاوز عقوبتها
سنتين حبسا وغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين فقط".
64
الجنايات ،والثانية هي غرفة الجنايات الاستئنافية الحديثة العهد بالتشريع املغربي بموجب
قانون املسطرة الجنائية ،والتي تبت في استئناف قرارات غرفة الجنايات الابتدائية .
– 4اختصاص الغرفة الجنحية:
طبقا للمادة 710من قانون املسطرة الجنائية فإن هذه الغرفة تختص بالنظر في
ألاتي:
-طلبات إلافراج املؤقت املقدم إليها مباشرة ،وتدابير الوضع تحت املراقبة القضائية.
-طلبات بطالن إجراءات التحقيق املنصوص عليها في املواد 701إلى 701من قانون
املسطرة الجنائية املتمثلة في إجراءات الحضور ألاول للمتهم قصد استنطاقه وإجراءات
حضور املحامي أثناء الاستنطاقات واملواجهات ،وإجراءات التفتيش املنظمة في املواد 19و
51و 57و 010من قانون املسطرة الجنائية.
-الاستئنافات املرفوعة ضد أوامر قاض ي التحقيق طبقا للمادة 77وما يليها من قانون
املسطرة الجنائية.
-كل إخالل منسوب لضابط من ضباط الشرطة القضائية خالل مزولته ملهامه.
-البت في طلبات رد الاعتبار القضائي طبقا للفقرة ألاخيرة من املادة 523من قانون
املسطرة الجنائية.
وإضافة إلى هذه الاختصاصات التي تتمتع بها الغرفة الجنحية ،أسند املشرع لرئيس
هذه الغرفة سلطات خاصة ،تتمثل في التحقق من حسن سير مكاتب التحقيق التابعة
لنفوذ محكمة الاستئناف ،والعمل على أن ال تتأثر املسطرة بأي تأخير غير مبرر 133،والقيام
بزيارة املؤسسات السجنية التابعة لنفوذ محكمة الاستئناف مرة كل ثالثة أشهر على ألاقل،
والتحقق من حالة املتهمين املوجودين في حالة اعتقال احتياطي.134
– 5اختصاص أقسام الجرائم المالية:
65
تنص املادة 751-0من قانون املسطرة الجنائية على أنه" :استثناء من قواعد
الاختصاص املنصوص عليها في هذا الفرع تختص أقسام الجرائم املالية بمحاكم الاستئناف
املحددة واملعينة دوائر نفوذها بمرسوم ،بالنظر في الجنايات املنصوص عليها في الفصول
710إلى 715من القانون الجنائي وكذا الجرائم التي ال يمكن فصلها عنها أو املرتبطة بها".
ويتضح من هذه املادة أن أقسام الجرائم املالية بمحاكم الاستئناف املحددة تختص
في الجرائم التي كانت تختص فيها محكمة العدل الخاصة امللغاة ،وهي جرائم كلها جنايات
ذات طبيعة مالية ،تتمثل في أربع جنايات هي الاختالس والغدر الذي يرتكبه املوظفون
والرشوة واستغالل النفوذ ،غير أنه إذا كانت هناك جنح أو مخالفات ال يمكن فصلها عن
الجنايات ألاربع املذكورة أو مرتبطة بها ولو لم تكن مالية فإن أقسام الجرائم املالية
بمحكمة الاستئناف تبت في الجميع.
66
المطلب الثاني :محاكم االستئناف التجارية
إلى جانب املحاكم التجارية من الدرجة ألاولى ،أحدث املشرع كدرجة ثانية للتقاض ي في
امليدان التجاري ،محاكم الاستئناف التجارية ،وحدد تنظيمها (الفقرة ألاولى) واختصاصاتها
(الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :تنظيم محاكم االستئناف التجارية
تنص املادة 1من قانون إحداث املحاكم التجارية على أنه" :تتكون محكمة الاستئناف
التجارية من:
-رئيس أول ورؤساء غرف ومستشارين؛
-نيابة عامة تتكون من وكيل عام للملك ونواب له؛
-كتابة ضبط وكتابة للنيابة العامة.
يجوز أن تقسم محكمة الاستئناف التجارية إلى عدة غرف بحسب طبيعة القضايا
املعروضة عليها ،غير أنه يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في القضايا املعروضة على
املحكمة".
يتضح من هذه املادة أن محاكم الاستئناف التجارية تتكون من رئيس أول ورؤساء
غرف ومستشارين يمثلون قضاة الحكم ومن نيابة عامة مشكلة من الوكيل العام للملك
ونواب له ،إضافة إلى كتابة الضبط وكتابة للنيابة العامة.
ويمكن تقسيم محاكم الاستئناف إلى عدة غرف بحسب طبيعة القضايا الرائجة في
املحكمة ،ويمكن لكل غرفة أن تبحث في القضايا املعروضة على املحكمة.
وتعقد محاكم الاستئناف التجارية وتصدر أحكامها شأنها شأن املحاكم التجارية
بواسطة هيئة من ثالثة قضاة رئيس وبمساعدة كاتب الضبط ما لم ينص القانون على
خالف ذلك 136،كما أن املسطرة املتبعة أمام هذه املحاكم هي املسطرة الكتابية طبقا
ملقتضيات املادة 02من قانون إحداث املحاكم التجارية.
67
وعموما وحسب الفقرة الثانية من املادة 09من قانون إحداث املحاكم التجارية فإن
قواعد قانون املسطرة املدنية هو املطبق ما لم يرد نص خالف ذلك.
وتجدر إلاشارة أن عدد محاكم الاستئناف التجارية يبلغ ثالثة محاكم يتواجد مقارها
بكل من الدار البيضاء ومراكش وفاس ،وفق ما نصت عليه املادة ألاولى من مرسوم 72
أكتوبر 0993املحدد لعدد املحاكم التجارية ومحاكم الاستئناف التجارية ومقارها ودوائر
اختصاصها.
وتجدر إلاشارة أن مشروع قانون التنظيم القضائي قد تضمن بعض املستجدات فيما
يتعلق بالتنظيم الهيكلي ملحاكم الاستئناف التجارية ،وذلك بإحداث مكتب باملحكمة
ومنصب الكاتب العام ،ووجود نائب للوكيل العام للملك معين من طرف الوكيل العام
ملحكمة الاستئناف .
الفقرة الثانية :اختصاصات محاكم االستئناف التجارية
تنص املادة 02من قانون إحداث املحاكم التجارية على أنه " :تستأنف ألاحكام
الصادرة عن املحكمة التجارية داخل أجل خمسة عشر يوما ( )01من تاريخ تبليغ الحكم
وفقا لإلجراءات املنصوص عليها في الفصل 011وما يليه إلى الفصل 010من قانون
املسطرة املدنية ،مع مراعاة الفقرة الثانية من املادة 2من هذا القانون.
يقدم مقال الاستئناف إلى كتابة ضبط املحكمة التجارية.
يتعين على كتابة الضبط أن ترفع مقال الاستئناف مع املستندات املرفقة إلى كتابة
ضبط محكمة الاستئناف التجارية املختصة خالل أجل أقصاه خمسة عشر يوما ( )01من
تاريخ تقديم املقال الاستئنافي".
من خالل هذه املادة يتضح أن محاكم الاستئناف التجارية تبت في استئناف أحكام
املحاكم التجارية شريطة أن تتجاوز قيمة النزاع فيها 71111درهم مادام أن اختصاص
املحاكم التجارية وفقا للمادة 5من قانون إحداث املحاكم التجارية تختص بالنظر في
الطلبات ألاصلية التي تتجاوز هذا املبلغ.
كما أسند قانون حماية امللكية الصناعية ملحكمة الاستئناف التجارية بالدار البيضاء
اختصاصا فريدا من نوعه وتستقل به عن غيرها من محاكم الاستئناف التجارية ألاخرى،
ويكمن هذا الاختصاص في طلبات إلغاء مقررات املكتب املغربي للملكية الصناعية
68
املنصوص عليه في املادة 012من قانون امللكية الصناعية حيث جاء في املادة 1-012على
أنه" :تختص محكمة الاستئناف التجارية بالدار البيضاء بالبت في الطعون املشار إليها في
الفقرة ألاولى من املادة 1-012أعاله املقدمة ضد القرارات الصادرة عن الهيئة املكلفة
بامللكية الصناعية".
كما تستأنف أمام محاكم الاستئناف التجارية أيضا أوامر رئيس املحكمة التجارية التي
يصدرها في نطاق الفصل 012من قانون املسطرة املدنية القابلة منها لالستئناف وفي
137
قضايا املستعجالت وكذا في قضايا ألاوامر باألداء.
وتجدر إلاشارة في ألاخير أن الرئيس ألاول ملحكمة الاستئناف التجارية يختص بصفته
قاضيا للمستعجالت باألمر بكل التدابير التي ال تمس أية منازعة جدية ،بمعنى أنه يكون
مختصا بالبت في القضايا الاستعجالية لكن شريطة أن يكون النزاع معروضا على محكمة
الاستئناف التجارية.
المطلب الثالث :محاكم االستئناف اإلدارية
اقتصر املشرع املغربي عند إحداثه لقضاء إداري سنة 0991على املحاكم إلادارية
الابتدائية ،والتي كانت أحكامها تستأنف أمام الغرفة إلادارية باملجلس ألاعلى (محكمة
النقض حاليا).
وقد ظلت هذه الوضعية مستمرة إلى غاية صدور القانون 21.11الصادر بتنفيذه
الظهير الشريف رقم 0.15.13املؤرخ في 01فبراير 138،7115حيث ثم بموجبه إحداث
محاكم الاستئناف إلادارية وقد حدد املشرع من خالله تكوينها وتنظيمها (الفقرة ألاولى)
والاختصاصات املسندة إليها (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :تنظيم محاكم االستئناف اإلدارية
تنص املادة 7من قانون إحداث محاكم الاستئناف إلادارية على أنه" :تتكون محكمة
الاستئناف إلادارية من:
رئيس أول ورؤساء غرف ومستشارين.
69
كتابة ضبط.
يجوز أن تقسم محكمة الاستئناف إلادارية إلى عدة غرف حسب أنواع القضايا
املعروضة عليها.
ويعين الرئيس ألاول ملحكمة الاستئناف إلادارية من بين املستشارين مفوضا ملكيا أو
أكثر للدفاع عن القانون والحق باقتراح من الجمعية العمومية 139ملدة سنتين قابلة
للتجديد".
من خالل هذا النص يتضح أن محاكم الاستئناف إلادارية 140تتكون من رئيس أول
ورؤساء غرف ومستشارين ومن مفوض امللكي 141أو أكثر الذي يعينه الرئيس ألاول ملحكمة
الاستئناف إلادارية ،مهمته الدفاع عن الحق والقانون ،إلى جانب كتابة الضبط ،كما يمكن
ملحكمة الاستئناف إلادارية أن تقسم إلى عدة غرف حسب نوعية القضايا املعروضة
142
عليها.
ونشير أن مشروع قانون التنظيم القضائي قد أستحدث جهاز مكتب املحكمة
ومنصب الكاتب العام .
وتعقد محاكم الاستئناف جلساتها وتصدر قراراتها عالنية وهي متركبة من ثالثة قضاة
من بينهم رئيس ،إضافة إلى كتابة الضبط وبحضور املفوض امللكي للدفاع على القانون
-139تتكون الجمعية العامة ملحاكم الاستئناف إلادارية من مستشاري هذه املحاكم ومن املفوضين امللكيين للدفاع عن القانون والحق العاملين بها ،طبقا للمادة الثالثة من املرسوم
رقم.1.35.214
- 140تم تحديد عدد محاكم الاستئناف إلادارية في اثنين ( )7وعين مقرهما بالرباط ومراكش في الجدول بمقتض ى
مرسوم رقم 1.35.214صادر في 17من جمادى آلاخرة 11( 2714يوليو )1335بتحديد عدد محاكم الاستئناف إلادارية ومقارها ودوائر
ال املادة ألاولى من ال
اختصاصها؛الجريدة الرسمية عدد 1774بتاريخ 27رجب 27( 2714أغسطس ،)1335ص .1331
- 141يالحظ أن مدة تعيين املفوض امللكي بمحكمة الاستئناف إلادارية إذا كانت محددة في سنتين كما هو الشأن
بالنسبة للمحكمة إلادارية ،فإنهما يختلفان من حيث القابلية للتجديد ،فإذا كانت املادة 7من قانون إحداث محاكم
الاستئناف إلادارية تسمح بتجديد مدة التعيين ،فإن ألامر على خالف ذلك بالنسبة للمادة 7من قانون إحداث
املحاكم إلادارية التي تحدد مدة التعيين في سنتين دون التنصيص على قابليتها للتجديد.
- 142محمد ألاعرج ،محاكم الاستئناف إلادارية ،قراءة في مقتضيات القانون ،سلسلة مواضيع الساعة ،العدد ،11
السنة ،7113ص .71
70
والحق 143،والذي يدلي بمستنتجاته الشفوية والكتابية في كل قضية على حدة بالجلسة
144
العامة إلى هيئة الحكم ،إال أنه ال يشارك في املداوالت.
كما أن املسطرة أمام هذه املحاكم كتابية حيث يمارس الاستئناف أمامها بواسطة
مقال مكتوب موقع عليه من قبل محام ،ما لم يكن ألامر يتعلق بالدولة وإلادارات
العمومية ،إذ يكون تنصيب محام أمرا اختياريا.
145
- 143آمال املشرفي ،إحداث محاكم الاستئناف إلادارية ،نحو ازدواجية القضاء والقانون ،املجلة املغربية لإلدارة
املحلية والتنمية ،العدد ،11السنة ،7113ص 10وما بعدها.
- 144املادة 1من قانون إحداث محاكم الاستئناف إلادارية.
- 145ثورية لعيوني ،تنظيم القضاء إلاداري املغربي على ضوء قانون محاكم الاستئناف إلادارية رقم ، 21.11املجلة
املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ،العدد ,59ص ,00
71
امللكي رقم 101.51بتاريخ 03من رجب ( 0125فاتح نوفمبر )0955بمثابة قانون يتعلق
باملساعدة القضائية".146
المبحث الثالث :محكمة النقض والمحاكم االستثنائية
تعتبر محكمة النقض أعلى جهاز قضائي باملغرب ،حيث يمارس مهمة الرقابة على
محاكم املوضوع ،وقد نظم املشرع محكمة النقض قي قانون التنظيم القضائي ،حيث حدد
تأليفه واختصاصاته.
كما أنشأ املشرع محاكم استثنائية للنظر في بعض القضايا الخاصة ،إال أن املالحظ
كون املشرع يتجه إلى إلغاء املحاكم الاستثنائية ،وهذا ما يتضح من خالل إلغاءه لبعض
املحاكم الاستثنائية ولم يبقى منها سوى املحكمة العسكرية ،حيث قام املشرع بسن قانون
جديد بها حدد تأليفها واختصاصاتها.
وهكذا ومن أجل الحديث عن محكمة النقض واملحاكم الاستثنائية ،سأقسم هذا
املبحث إلى مطلبين على الشكل التالي:
املطلب ألاول :محكمة النقض
املطلب الثاني :املحكمة العسكرية
المطلب األول :محكمة النقض
أحدث املجلس ألاعلى بتاريخ 73شتنبر ،0913وهو أعلى جهاز قضائي في املغرب،يوجد
147
مقره في الرباط ،وقد ثم تغيير تسميته إلى محكمة النقض بمقتض ى القانون 12.00
الصادر بتاريخ 71أكتوبر ،7100الذي قض ى بإحالل عبارة " محكمة النقض" محل عبارة
"املجلس ألاعلى".
-146أنظر مرسوم ملكي رقم 127-51بتاريخ 24رجب 2015بمثابة قانون يتعلق باملساعدة القضائية؛ الجريدة الرسمية عدد 1113بتاريخ 0شعبان 25( 2015نونبر
،)2755ص 1047؛كما تم تغييره بمقتض ى املادة 21من الظهير الشريف رقم 2.71.113الصادر في 7رجب 17( 2720ديسمبر )2771املعتبر بمثابة قانون املالية لسنة
2770؛ الجريدة الرسمية عدد 7210بتاريخ 1رجب 03( 2720ديسمبر ،)2771ص .2105
- 147قانون رقم 12.00يتعلق بمحكمة النقض الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.00.031بتاريخ 71أكتوبر
7100يغير بموجبه الظهير الشريف رقم 0.13.771الصادر بتاريخ 73شتنبر 0913بشأن املجلس ألاعلى ،املنشور
بالجريدة الرسمية عدد 1929مكرر بتاريخ 75أكتوبر ،7100ص .1772
72
و ال تعتبر محكمة النقض ،148درجة من درجات التقاض ي ،بل هي محكمة قانون
مهمتها الرئيسية مراقبة تطبيق محاكم املوضوع للقانون عند بتها في القضايا املعروضة
عليها ،ولتحقيق ذلك عمل املشرع املغربي على تنظيم هذه املحكمة (الفقرة ألاولى) وتحديد
اختصاصاتها (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :تنظيم محكمة النقض
لإلحاطة بهذا املوضوع سأتناول تأليف محكمة النقض (أوال) ،وأتحدث على املسطرة
أمام محكمة النقض (ثانيا).
- 148تم إحداث محكمة النقض – املجلس ألاعلى سابقا – وتعيين مقرها بمدينة الرباط بموجب الفصل ألاول من
الظهير الشريف رقم 0.13.771بتاريخ 7ربيع ألاول 73( 0133شتنبر )0913بشأن املجلس ألاعلى؛ الجريدة الرسمية
عدد 7113بتاريخ 71ربيع ألاول 02( 0133أكتوبر ،)0913ص ،7711كما تم تغييره وتتميمه.
-حلت عبارة محكمة النقض محل عبارة املجلس ألاعلى وذلك بمقتض ى مادة فريدة من القانون 00.12الصادر
بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.00.031بتاريخ 73من ذي القعدة 71( 0117أكتوبر )7100؛ الجريدة الرسمية عدد
1929مكرر بتاريخ 72ذو القعدة 75( 0117أكتوبر ،)7100ص .1772
- 149تم تغيير وتتميم أحكام الفقرة 1بمقتض ى املادة 71من القانـون رقم 11.91القاض ي بإحداث محاكم تجارية
الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.93.51بتاريخ 1شوال 07( 0103فبراير ،)0993سالف الذكر.
73
وهكذا فطبقا للفصل 01أعاله ،تتكون محكمة النقض (املجلس ألاعلى سابق) ،من
رئيس أول ووكيل عام للملك يمثل النيابة العامة ،ومن رؤساء غرف ومستشارين وأيضا
كتابة للضبط وكتابة للنيابة العامة.
فرئاسة املحكمة تشمل كل من الرئيس ألاول والغرف ورؤساء الغرف واملستشارين،
أما النيابة العامة فتتكون من الوكيل العامة للمحكمة واملحامين العامين ،هذا باإلضافة إلى
كتابة الضبط وكتابة النيابة العامة.
كما تقسم محكمة النقض إلى غرف حددها املشرع في ست غرف وهي :الغرفة املدنية
وتسمى أيضا بالغرفة ألاولى ،وغرفة ألاحوال الشخصية وامليراث ،والغرفة الجنائية ،والغرفة
الاجتماعية ،والغرفة إلادارية ،والغرفة التجارية ،ويرأس كل غرفة رئيس ،ويمكن تقسيمها
إلى أقسام ،على أنه يجوز لكل غرفة أن تبحث في جميع القضايا املعروضة على املحكمة أيا
150
كان نوعها.
وينظم املصلحة الداخلية ملحكمة النقض ويوزع املهام فيها مكتب املحكمة 151،وفقا
للفصل 1من املرسوم رقم 7.31.192الذي جاء فيه" :ينظم املصلحة الداخلية للمحاكم :
بالنسبة إلى املجلس ألاعلى ،مكتبه؛
بالنسبة ملحاكم الاستيناف واملحاكم الابتدائية ،جمعيتها العامة".
ويتألف مكتب محكمة النقض حسب ما تضمنه الفصل 1من املرسوم 7.31.192
الذي جاء فيه" :يتألف مكتب املجلس ألاعلى من :
.0الرئيس ألاول ؛
.7رئيس كل غرفة وأقدم مستشار فيها ؛
.1الوكيل العام للملك ؛
.1قيدوم املحامين العامين.
يحضر رئيس كتابة الضبط اجتماعات املكتب".
- 150عبد القادر الرافعي ،املجلس ألاعلى كمحكمة للنقض املدني ،وسائل التحكم في العمل بين التقنين وعدم
الجدوى ،دار القلم ،الرباط ،الطبعة ألاولى ،7111 ،ص .31
- 151هذا خالف محاكم املوضوع التي تتولى مهمة تنظيم وتوزيع املهام داخلها الجمعية العمومية.
74
ويجتمع املكتب خالل الخمسة عشر يوما ألاولى من شهر دجنبر لتوزيع القضاة
والقضايا بين مختلف الغرف كما يحدد عدد أقسامها عند الاقتضاء وكذا أيام وساعات
الجلسات ،كما يمكن للمكتب أن يجتمع كلما دعت الحاجة إلى ذلك متى اعتبر الرئيس
152
ألاول ذلك مفيدا أو بطلب من الوكيل العام للملك.
وتجدر إلاشارة أن مشروع قانون التنظيم القضائي رقم 12.01تضمن منصب جديد
بمحكمة النقض هو الكتاب العام للمحكمة ،إضافة إلى خلق غرفة سابعة تسمى الغرفة
العقارية 153،كما أصبحت تتألف محكمة النقض إلى جانب رئيس ألاول ورؤساء الغرف
154
واملستشارين من مستشارين مساعدين.
- 156املهدي شبو ،مسطرة الغرف املجتمعة وتوحيد اجتهاد املجلس ألاعلى ،مقال منشور ضمن عمل املجلس
والتحوالت الاجتماعية والاقتصادية ،ندوة 71 – 02دجنبر ،0993ص 759وما بعدها.
- 157تنص الفقرة ألاولى من الفصل 111من قانون املسطرة املدنية على أنه " :ترفع طلبات النقض وإلالغاء املشار
إليها في الفصل السابق بواسطة مقال مكتوب موقع عليه من طرف أحد املدافعين املقبولين للترافع أمام محكمة
النقض".
- 158خالد إلادريس ي ،إصالح املجلس ألاعلى ودوره في تحقيق ألامن القضائي ،دار القلم ،الرباط ،الطبعة ألاولى،
،7101ص .10
76
-7الطعون الرامية إلى إلغاء املقررات الصادرة عن السلطات إلادارية للشطط في
استعمال السلطة؛
-1الطعون املقدمة ضد ألاعمال والقرارات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم؛
-1البت في تنازع الاختصاص بين محاكم ال توجد محكمة أعلى درجة مشتركة بينها
غير محكمة النقض؛
-1مخاصمة القضاة واملحاكم غير محكمة النقض؛
-5إلاحالة من أجل التشكك املشروع؛
-3إلاحالة من محكمة إلى أخرى من أجل ألامن العمومي أو لصالح حسن سير
العدالة."159
من خالل الفصل أعاله يمكن الحديث عن اختصاصات محكمة النقض على التوالي:
- 159تم تغيير وتتميم الفصل 111أعاله ،بمقتض ى املادة الفريدة من القانون رقم 71.11بتعديل وتتميم الفصلين
111و 111من قانون املسطرة املدنية املصادق عليه بمقتض ى الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 0.31.113بتاريخ 00
من رمضان 72( 0191سبتمبر ،)0931الصادر ألامر بتنفيذه بمقتض ى الظهير الشريف رقم 0.11.001بتاريخ 71من
شوال 71( 0175نوفمبر ،)7111الجريدة الرسمية عدد 1131بتاريخ 72شوال ( 0175فاتح ديسمبر ،)7111ص
.1017
- 160ألاحكام الانتهائية هي التي ال تقبل الطعن باالستئناف ،وتكون انتهائية ألاحكام الصادرة عن املحاكم الابتدائية
التي اعتبرها املشرع كذلك (الفصل 02من قانون املسطرة املدنية) ،وألاحكام الصادرة عن املحاكم الاستئنافية ولو
كانت قابلة للتعرض.
أنظر :عبد الكريم الطالب ،الشرع العملي لقانون املسطرة املدنية ،دراسة في ضوء مستجدات مسودة مشروع ،7101
مطبعة املعرفة ،مراكش ،الطبعة ألاولى ،7101 ،ص .771
- 161ألاحكام الباتة هي ألاحكام التي ال تقبل الطعن بأي طريق من طرق الطعن العادية أو الاستثنائية وهي أقوى
درجات ألاحكام.
77
وأعادت القضية إلى محكمة أخرى من نفس درجة املحكمة املطعون في حكمها ،أو إليها
نفسها لتعيد النظر فيه بهيئة قضائية جديدة ،على أساس املبادئ التي قررتها محكمة
162
النقض.
وبما أن طلب النقض هو طعن ملراقبة صحة الحكم ،فيجب أن يستند إلى واحد من
ألاسباب املحصورة في القانون ،فإذا أغفلت عريضة النقض إلاشارة إلى سبب من أسباب
النقض كانت مخالفة للقانون وتعين رفضها شكال ،وهذه ألاسباب محددة في املادة 119من
قانون املسطرة املدنية التي جاء فيها " :يجب أن تكون طلبات نقض ألاحكام املعروضة على
محكمة النقض مبنية على أحد ألاسباب آلاتية:
-0خرق القانون الداخلي؛
- 7خرق قاعدة مسطرية أضر بأحد ألاطراف؛
- 1عدم الاختصاص؛
- 1الشطط في استعمال السلطة؛
- 1عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني أو انعدام التعليل".
واستثنى املشرع من طلبات الطعن بالنقض ضد ألاحكام الانتهائية الصادرة عن
محاكم اململكة ،تلك التي تقل قيمتها عن عشرين ألف درهم ( 71111درهم ) وتلك املتعلقة
باستيفاء واجبات الكراء والتحمالت الناتجة عنه أو مراجعة السومة الكرائية.
وتجدر إلاشارة في ألاخير أن هناك نقض آخر يسمى النقض لفائدة القانون ،الذي
يضل أثره نظريا وال يستفيد منه ذو املصلحة ،وصورته أن تقوم النيابة العامة لدى محكمة
النقض بإحالة ألاحكام الانتهائية التي لم يتقدم املعني باألمر بطلب نقضها داخل ألاجل
القانوني ،إذ أن غاية هذا النقض هو تصحيح مفهوم قانوني قد تكون محاكم املوضوع
78
جانبت الصواب بخصوصه 163،وقد منح املشرع هذا الاختصاص للنيابة العامة لدى
محكمة النقض بمقتض ى الفصل 120من قانون املسطرة املدنية.
يوليو ،)1322الجريدة الرسمية عدد 1757مكرر الصادرة بتاريخ 11شعبان 03( 2701يوليو .)1322
79
تقوم الغرفة املعروضة عليها القضية بإبطال هذه ألاحكام إن اقتض ى الحال ويجري
إلابطال على الجميع".
ويكون القاض ي متجاوزا لسلطاته عندما يخرق الحدود التي حصر القانون سلطاته في
إطارها ،سواء بالتطاول على اختصاص هيئة أخرى أو بمنح نفسه حقوقا لم يمنحها له
القانون صراحة أو ضمنا ،وقد منح املشرع لوزير العدل وحده حق ممارسة هذا الطعن مع
167
إمكانية إدخال ألاطراف لتقديم مذكراتهم.
- 0إذا ادعى ارتكاب تدليس أو غش أو غدر من طرف قاض ي الحكم أثناء تيهئ القضية أو الحكم فيها أو من طرف قاض
من النيابة العامة أثناء قيامه بمهامه؛
- 7إذا قض ى نص تشريعي صراحة بجوازها؛
- 1إذا قض ى نص تشريعي بمسؤولية القضاة يستحق عنها تعويض؛
- 1عند وجود إنكار العدالة".
- 170الفصل 192من قانون املسطرة املدنية.
81
أساس له من الصحة ،فإنه يحكم عليه باملصاريف وعند الاقتضاء بغرامة ال تتجاوز 1111
درهم لقائدة الخزينة.
82
وعلى الرغم من اتجاه املشرع إلى حذف هذا النوع من املحاكم ويتجسد ذلك في حذفه
ملحكمة العدل الخاصة 171وإسناد الدعاوى التي كانت تبت فيها إلى املحاكم العادية ،وكذا
املحكمة العليا التي كان ينص عليها دستور 0995في فصوله من 22إلى 97والتي كانت
تتكون من نواب من مجلس النواب ومستشارين من مجلس املستشارين ،وكانت تختص في
الجنايات والجنح املرتكبة من طرف أعضاء الحكومة أثناء مزاولتهم ملهامهم ،إال أنه مع
دستور 7100تم إلغاء هذه املحكمة حيث لم يذكر أي فصل من فصوله هذه املحكمة.
وهكذا فاملشرع املغربي عمل على تبني توجه جديد بمنع إحداث املحاكم الاستثنائية
من خالل دستور 7100حيث جاء في الفصل 073على أنه":تحدث املحاكم العادية
واملتخصصة بمقتض ى القانون.
ال يمكن إحداث محاكم استثنائية".
وهكذا لم يعد يتبقى من املحاكم الاستثنائية سوى املحكمة العسكرية ،172الذي
وصفها املشرع في املادة ألاولى من القانون 173012.11املتعلق بالقضاء العسكري
باملتخصصة.
وعليه فإننا سندرس املحكمة العسكرية كمحكمة استثنائية وحيدة في النظام
القضائي املغربي من حيث تنظيمها ( الفقرة ألاولى) والاختصاصات املوكولة إليها (الفقرة
الثانية).
- 171القانون رقم 39.11بتغيير وتتميم مجموعة القانون الجنائي وبحذف املحكمة الخاصة للعدل ،الصادر بتنفيذه
الظهير الشريف رقم 0.11.079بتاريخ 01شتنبر 7111منشور بالجريدة الرسمية عدد 1712بتاريخ 05شتنبر ،7111
ص .1137
- 172أحدثت املحكمة العسكرية غداة الحصول على الاستقالل بموجب الظهير الشريف الصادر بتاريخ 01نونبر
، 0915وقد عرف هذا القانون عدة تعديالت أهمها تلك التي تضمنها القانون املؤرخ في 75يوليوز ،0930والظهير
الشريف الصادر في 07يوليوز .0933
- 173ظهير شريف رقم 0.01.023صادر في 03من صفر 01( 0115ديسمبر )7101بتنفيذ القانون رقم 012.01
املتعلق بالقضاء العسكري .الجريدة الرسمية عدد 5177الصادرة بتاريخ 9ربيع ألاول ( 0115فاتح يناير ،)7101ص
.1
83
الفقرة األولى :تنظيم المحكمة العسكرية
إن الحديث عن تنظيم املحكمة العسكرية يتطلب منا الوقوف على تكوين املحكمة
العسكرية (أوال) واملسطرة أمامها (ثانيا).
- 174تنص املادة 01من القانون 012.01على أنه " :تسند رئاسة هيئات الحكم باملحكمة العسكرية إلى :
-مستشار بمحكمة الاستئناف فيما يخص محاكمة العسكريين وشبه العسكريين إلى رتبة ليوتنان كولونيل ،فيما
يتعلق بالجنح واملخالفات ابتدائيا ؛
-مستشار رئيس غرفة بمحكمة الاستئناف فيما يخص محاكمة العسكريين وشبه العسكريين إلى رتبة ليوتنان
كولونيل ،فيما يتعلق بالجنح واملخالفات استئنافيا ،وبالجنايات ابتدائيا واستئنافيا ؛
-مستشار رئيس غرفة بمحكمة الاستئناف فيما يخص محاكمة العسكريين وشبه العسكريين من رتبة كولونيل
وكولونيل ماجور وجنرال ،ابتدائيا واستئنافيا فيما يتعلق بجميع الجرائم".
- 175املادة 71من قانون القضاء العسكري رقم .012.01
- 176الحسن البوعيس ي ،الوسيط في قانون القضاء العسكري ،املسطرة الجنائية العسكرية ،دارسة نظرية
وتطبيقية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة ألاولى ،7110 ،ص 07وما بعدها.
84
حيث يتولى هؤالء الضباط املقيدون بمهمة املستشارين العسكريين بصفة متوالية وحسب
ترتيب تقييدهم في القائمة.177
القضاة العسكريين :وهي فئة مستقلة تشكل سلكا قضائيا تخضع لنظام خاص،178
ويعملون بمصالح املحكمة العسكرية 179،تقوم فئة منهم بدور النيابة العامة ،وفئة أخرى
بمهمة التحقيق .وتعتبر هذه الفئة قارة لدى املحكمة العسكرية.
كتابة الضبط :يمارس مهام كتابة الضبط باملحكمة العسكرية ضباط وضباط صف
بصفتهم كتابا ومستكتبين للضبط تحت إشراف رئيس كتابة الضبط وكتابة النيابة
180
العامة.
النيابة العامة :يمثلها من جهة كل من الوكيل العام للملك ونوابه وقضاة التحقيق،
ومن جهة أخرى وكيل امللك ونوابه في املرحلة الابتدائية ،ويتم تعيين هؤالء من لدن جاللة
امللك القائد ألاعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات املسلحة امللكية من بين القضاة
181
العسكريين.
كما تضم املحكمة العسكرية عدة غرف وهي :غرفة الجنح الابتدائية العسكرية،
غرفة الجنايات الابتدائية العسكرية ،غرفة الجنح الاستئنافية العسكرية ،غرفة الجنايات
182
الاستئنافية العسكرية والغرفة الجنحية العسكرية.
وتجدر إلاشارة أنه يتعين وفقا للمادة 15و 13على كل من القضاة العسكريون
واملستشارون العسكريون والضباط كتاب الضبط وضباط الصف مستكتبو الضبط قبل
183
الشروع في مزاولة مهامهم أداء اليمين القانونية.
85
ثانيا :المسطرة أمام المحكمة العسكرية
تعقد املحكمة العسكرية طبقا للمادة 07من القانون 012.01جلساتها بالرباط،
ويجوز لها أن تعقدها في أي مكان آخر بقرار من الوكيل العام للملك لدى املحكمة
العسكرية.
وتعقد املحكمة العسكرية جلساتها بهيئة جماعية يختلف عددها باختالف الجرائم
املرتكبة وكذا برتبة مرتكبيها ،فطبقا للمادة 01من قانون القضاء العسكري تكون املحكمة
العسكرية مشكلة من هيئة ثالثية وبحضور وكيل امللك ومساعدة كاتب الضبط فيما
يخض غرفة الجنح الابتدائية العسكرية ،وغرفة الجنايات الابتدائية العسكرية ،وغرفة
184
الجنح الاستئنافية العسكرية والغرفة الجنحية العسكرية.
" أقسم باهلل العظيم وآخذ العهد على نفس ي أمام الوطن وامللك بأن أقوم بمهمتي بكل وفاء وإخالص وانضباط وتجرد
وأن أكتم بكل عناية سر املداوالت وأن أسلك في كل املواقف سبيل النزاهة و الاستقامة".
تنص املادة 13من نفس القانون على أنه" :يؤدي وفق الكيفية املنصوص عليها في املادة 15أعاله الضباط كتاب
الضبط وضباط الصف مستكتبو الضبط اليمين التالية :
"أقسم باهلل العظيم وآخذ العهد على نفس ي أمام الوطن وامللك بأن أقوم بمهمتي بكل وفاء وإخالص وانضباط وتجرد
وأن أراعي الواجبات التي تفرضها على هذه املهمة".
- 184تنص املادة 01على أنه " :مع مراعاة أحكام املواد 01إلى 77بعده ،تتألف هيئات الحكم باملحكمة العسكرية
كما يلي :
-0فيما يخص غرفة الجنح الابتدائية العسكرية ،من مستشار بمحكمة الاستئناف بصفته رئيسا ومن عضوين
أحدهما أو كالهما من القضاة العسكريين أو من املستشارين العسكريين املشار إليهم في املادة 71أدناه ،وبحضور
وكيل امللك ومساعدة كاتب الضبط.
-7فيما يخص غرفة الجنايات الابتدائية العسكرية ،من مستشار بمحكمة الاستئناف بصفته رئيسا .ومن عضوين
أحدهما مستشار بمحكمة الاستئناف وآلاخر قاض عسكري أو مستشار عسكري ،وبحضور الوكيل العام للملك لدى
املحكمة العسكرية ومساعدة كاتب الضبط.
-1فيما يخص غرفة الجنح الاستئنافية العسكرية ،من مستشار رئيس غرفة بمحكمة الاستئناف بصفته رئيسا،
ومن عضوين أحدهما مستشار بمحكمة الاستئناف وآلاخر قاض عسكري أو مستشار عسكري ،وبحضور الوكيل العام
للملك لدى املحكمة العسكرية ومساعدة كاتب الضبط.
... -1
-1فيما يخص الغرفة الجنحية العسكرية ،من مستشار رئيس غرفة بمحكمة الاستئناف بصفته رئيسا ،ومن
عضوين احدهما مستشار بمحكمة الاستئناف وألاخر إما قاض عسكري أو مستشار عسكري ،بحضور الوكيل العام
للملك لدى املحكمة العسكرية ومساعدة كاتب الضبط".
86
أما إذا تعلق ألامر بغرفة الجنايات الاستئنافية العسكرية فإن الهيئة تكون خماسية،
تضم وفق الفقرة الرابعة من املادة 01من قانون القضاء العسكري ،رئيس غرفة بمحكمة
الاستئناف بصفته رئيسا ،ومن أربعة أعضاء اثنان منهم مستشاران بمحكمة الاستئناف،
وآلاخران أحدهما أو كالهما من القضاة العسكريين أو من املستشارين العسكريين،
وبحضور الوكيل العام للملك لدى املحكمة العسكرية ومساعدة كاتب الضبط ،وكذا إذا
تعلق ألامر بمحاكمة الضباط من رتبة كولونيل أو كولونيل ماجور أو جنرال ابتدائيا
185
واستئنافيا في جميع القضايا.
وإذا كانت املحكمة العسكرية تعقد جلساتها بصفة جماعية على النحو السابق بيانه،
فإنها أيضا تعقد جلساتها بصفة عالنية تحت طائلة بطالن الحكم ،غير أنه إذا تبين أن في
هذه العلنية خطرا على ألامن أو ألاخالق تأمر املحكمة بانعقاد الجلسة بصفة سرية ،وفي
جميع الحاالت يصدر الحكم علنيا 186،وتتميز جلسات املحكمة العسكرية بضرورة وضع
نظائر من قانون القضاء العسكري ومن قانون املسطرة الجنائية ومن القانون الجنائي فوق
منصة هيئة الحكم وفقا ملا تضمنته الفقرة ألاولى من املادة 23من قانون القضاء
العسكري.
الفقرة الثانية :اختصاصات المحكمة العسكرية
تختص املحكمة العسكرية بالنظر في القضايا ذات الطابع الزجري دون الدعاوى
املدنية وهذا ما يستشف من املادة 7من القانون 012.01الذي جاء فيها على أنه " :تطبق
أمام املحكمة العسكرية أحكام القانون الجنائي والقانون املتعلق باملسطرة الجنائية الجاري
بهما العمل في كل ما لم يرد به حكم في هذا القانون أو في أي نص تشريعي آخر".
- 185تنص املادة 02من قانون القضاء العسكري على أنه" :تتألف هيئات الحكم باملحكمة العسكرية فيما يخص
محاكمة الضباط من رتبة كولونيل أو كولونيل ماجور أو جنرال ،ابتدائيا واستئنافيا ،في جميع القضايا:
-من مستشار رئيس غرفة بمحكمة الاستئناف بصفته رئيسا ؛
-مستشارين بمحكمة الاستئناف بصفتهما عضوين ؛
-عضوين عسكريين أحدهما أو كالهما من القضاة العسكريين أو املستشارين العسكريين رتبتهما مماثلة لرتبة املتهم
أو أعلى منها.
- 186املادة 23من قانون القضاء العسكري.
87
وقد نصت املادة 1من قانون القضاء العسكري على اختصاصات املحكمة العسكرية
حيث جاء فيها " :مع مراعاة أحكام املادة 1أدناه ،تختص املحكمة العسكرية بالنظر في
الجرائم التالية :
أوال :الجرائم العسكرية املنصوص عليها في الكتاب السادس من هذا القانون واملرتكبة
من قبل العسكريين وشبه العسكريين املخولة لهم هذه الصفة بموجب نصوص خاصة
والذين هم في وضعية الخدمة؛
ثانيا :الجرائم املرتكبة من قبل أسرى الحرب ،أيا كانت صفة مرتكبيها :
ثالثا :الجرائم املرتكبة في حالة حرب ،ضد مؤسسات الدولة أو املرتكبة ضد أمن
ألاشخاص أو ألاموال إذا ارتكبت لفائدة العدو أو كان لها تأثير على القوات املسلحة ،وجرائم
إلاعداد لتغيير النظام أو الاستيالء على جزء من التراب الوطني باستعمال السالح ،والجرائم
املرتكبة ضد النظم املعلوماتية والاتصاالتية والتطبيقات إلالكترونية واملواقع السبرانية
التابعة للدفاع الوطني؛
رابعا :إذا نص القانون صراحة على ذلك".
وهكذا تختص املحكمة العسكرية بالنظر في الجرائم املرتكبة من طرف العسكريين
واملحدد في املواد من 011إلى 701من قانون القضاء العسكري ،كما أن اختصاص
املحكمة العسكرية يمتد إلى مختلف الجرائم املرتكبة في حالة الحرب ضد مؤسسات الدولة
أو ضد أمن ألاشخاص وممتلكاتهم أو التي ارتكبت لفائدة العدو بصرف النظر عن صفة
مرتكبيها ،وعموما يمكن تحديد أهم الجرائم فيما يلي:
الجرائم املرتكبة ضد الواجب والانضباط العسكري. -
العصيان والفرار من الجندية. -
التمرد العسكري ونبذ الطاعة والاعتداء وإلاهانة والثورة. -
الشطط في استعمال السلطة. -
اختالس ألاشياء العسكرية وإخفائها. -
النهب وتخريب البنايات وتحطيم العتاد العسكري. -
مخالفات ألاوامر العسكرية. -
العطب املتعمد. -
88
التخلف عن املشاركة في جلسات املحكمة العسكرية أو رفض املشاركة فيها. -
الاستسالم. -
بعض الجرائم املرتكبة وقت الحرب أو أثناء العمليات العسكرية. -
اختالس البذالت العسكرية وألازياء الرسمية والشارات وألاوسمة والنياشين. -
الجرائم املاسة بنظم املعالجة آلالية للمعطيات والجرائم املاسة بنظم ووسائل -
الاتصال التابعة للدفاع الوطني.
جرائم أخرى. -
هذا واستثنى املشرع في القانون 012.01بعض الجرائم التي يرتكبها العسكريين من
اختصاص املحكمة العسكرية ،ويتعلق ألامر بجرائم الحق العام و الجرائم املرتكبة من قبل
الضباط وضباط الصف والدركيين أثناء ممارسة مهامهم في إطار الشرطة القضائية أو أثناء
187
ممارسة مهامهم في إطار الشرطة إلادارية.
كما ال تختص املحكمة العسكرية بالنظر في ألافعال املنسوبة إلى ألاحداث 188،وكذا في
189
ألافعال املنسوبة إلى ألاشخاص املدنيين العاملين في خدمة القوات املسلحة امللكية.
خاتمة
حاولنا من خالل هذه الكتاب إلاحاطة بموضوع التنظيم القضائي املغربي،
ففهم الهيكلة القضائية باملغرب تطلب منا الرجوع إلى ألاصول التاريخية لنشأة
القضاء سواء في الدولة إلاسالمية أو في املغرب باعتباره جزء ال يتجرأ من ألامة
إلاسالمية.
وهكذا حاولنا الحديث عن أصناف املحاكم املوجود في التنظيم القضائي
املغربي ،وكذا املسطرة التي اعتمدها املشرع أمام هذه املحاكم ،إضافة إلى مختلف
الاختصاصات التي حددها املشرع لكل محكمة ،سواء تعلق ألامر باملحاكم
89
الابتدائية أو محاكم الاستئناف أو املحاكم التجارية واملحاكم إلادارية ،أو محكمة
النقض ،واملحكمة العسكرية.
كما لم يفتنا إلاشارة إلى املستجدات التي تضمنها مشروع قانون التنظيم القضائي
رقم 12.01خاصة فيما يتعلق بتأليف املحاكم.
90