Professional Documents
Culture Documents
إنهاء عقد الكراء السكني الواجهة
إنهاء عقد الكراء السكني الواجهة
الفوج األول
الفصل الثالث
مادة :العقود املدنية
عرض بعنوان:
الفصل 31على تحميل الدولة و املؤسسات العمومية و الجماعات املحلية مسؤولية تسيير استفادة
املواطنين من الحق السكم الالئق .وال ريب أن الجانب التشريعي املتفرع عنه تنظيم عقد الكراء على نحو
يؤمن الحماية القانونية للطرف املكتري وتعلو فيه إرادة املشرع في حرية التعاقد مدخل أساس ي لهذا
التسيير ،وكفالة الحق في السكن كإحدى الحاجيات األساسية التي يتحقق بها الحد األدنى من الكفاية و
االستقرار.
وتجسيدا ملكانة عقد الكراء وخصوصيته فإن املشرع منذ زمن ليس باليسير حاول تنظيم هذه
العالقة التعاقدية ابتداء من ظهير الشريف الصادر في 15من ذي القعدة 5( 1346مايو )1928باتخاذ
أوامر وتدابير وقتية بعقود الكراء الراجعة للمساكن وما أشبهها مرورا بظهير 25دجنبر 11980الذي جاء
استجابة ملجموعة من االنتقادات التي كانت قد وجهت للقانون القديم ،لكن مع تطور الحياة االجتماعية
و االقتصادية أصبح هذا الظهير متجاوزا في العديد من املقتضيات ،وكان لزاما على املشرع إصدار القانون
الجديد رقم 267.12الذي جاء بعدة مستجدات مسايرة للتشريعات الكرائية املعاصرة واستجابة للعديد
لقد نحى املشرع املغربي توجها يتجلى في حماية أطراف العالقة الكرائية وذلك بالتنصيص على
مسألة إنهاء العالقة الكرائية وأولى لها أهمية ،وسعى في االحاطة بمرحلة توثر العالقة الكرائية والتزاحم
-1ظهير شريف رقم 1.80.315بتاريخ 17صفر 25( 1401دجنبر )1980يتضمن األمر بتنفيذ القانون رقم 6.79بتنظيم العالقات التعاقدية
بين املكري واملكتري لألماكن املعدة للسكنى أو لالستعمال املنهي منشور ب الجريدة الرسمية عدد 3560بتاريخ 1981/01/21الصفحة .68
- 2ظهير شريف رقم 1.13.111صادر في 15من محرم 19 ( 1435نوفمبر )2013بتنفيذ القانون رقم 67.12املتعلق بتنظيم العالقات
التعاقدية بين املكري واملكتري للمحالت املعدة للسكنى أو لالستعمال املنهي الجريدة الرسمية عدد 6208الصادرة بتاريخ 24محرم 28( 1435
نوفمبر .2013
][1
بين أولوية املالك بملكه واستعادته خاليا ولو دون أدنى إخالل من جانب املكتري على أساس أن االنتفاع
عنصر أساس ي من عناصر ق امللكية ،وأحقية املكتري في االستقرار وبقائه شاغال للعين كحق السكن،
أهمية املوضوع:
يستمد املوضوع أهميته النظرية في أن القانون 67.12يعد مجاال خصبا للكتابات القانونية
والفقهية ،كما أنه يبلور عدة نقاط اختالف على مستوى محاكم اململكة.
أما على املستوى العملي فال يخف على أحد كثرة القضايا املعروضة أمام املحاكم املغربية واملتعلقة
بقضايا الكراء السكنى وخاصة في شقها املتعلق باإلنهاء.
إشكالية املوضوع:
على اعتبار أن القانون 67.12هو نتيجة لتعديل ظهير 25دجنبر 1980فهل توفق املشرع في تجاوز
االنتقادات املوجهة له من خالل هذا القانون ،وهل استطاع التوفيق بين مصالح املكري في الضفر
باالنتفاع بملكيته ،ومن جهة أخرى عدم حرمان املكتري من حق السكن كحق من الحقوق املدنية التي
يجب أن يتمتع كل مواطن في ظل دستور 2011؟
خطة البحث:
موضوع إنهاء عقد الكراء السكني مادة دسمة تثير مجموعة من االشكاالت ذات أبعاد متشعبة،
كما تشكل أرضا خصبة للنقاش الفقه و التضارب القضائي ،لذلك اعتمدنا في هذا البحث املنهج التحليلي
حتى نتمكن من استخالص االحكام واستنباط الغايات ،كما اعتمدنا على املنهج الوصفي للوقوف على
بعض العيوب في النصوص التشريعية.
التصميم املعتمد:
المبحث األول :أسباب إنهاء عقد الكراء السكني والمهني في ضوء
القانون 67-12
المبحث الثاني :مسطرة إنهاء عقد الكراء السكني والمهني في ضوء
القانون 67-12
][2
المبحث األول:
أسباب إنهاء عقد الكراء السكني والمهني في ضوء القانون 67-12
لقد تناول املشرع املغربي كل ما يتعلق بإنهاء عقد الكراء في الباب السابع من القانون 12.67وذلك
في املواد من 44إلى ،54فنجده حافظ على بعض مقتضيات ظهير 25دجنبر 1980في حين نجده عدل عن
أخرى أو عدلها.
فخالفا للقوانين السابقة ،فإن املشرع عمد إلى النص تحديدا على مجموعة من األسباب التي يحق
للمكري أن يبرر بها طلبه إلنهاء عقد الكراء .وهو ما سار عليه قانون .67-12حيث نجد أنه نص على أنه :3
"يجب على املكري الذي يرغب في إنهاء عقد الكراء أن يوجه إشعارا باإلفراغ إلى املكتري يستند على أسباب
-استرداد املحل املكترى لسكنه الشخص ي ،أو لسكنه زوجه أو أصوله أو فروعه املباشرين من
الدرجة األولى أو املستفيدين إن وجدو من الوصية الواجبة املؤسسة بمقتض ى املادة 369وما يليها
من مدونة األسرة أو املكفول املنصوص عليه في القانون 01-15املتعلق بكفالة األطفال املهملين.
-ضرورة هدم املحل املكترى وإعادة البناء أو إدخال إصالحات ضرورية عليه تستوجب اإلفراغ.
-التماطل في األداء".
وعليه سنحاول في هذا املبحث الوقوف على األسباب الداعية إلى إنهاء عقد الكراء السكني واملنهي.
][3
المطلب األول :إنهاء العقد بسبب االحتياج للسكنى وبسبب الهدم والتماطل
إن من بين االلتزامات األساسية امللقاة على عاتق املكري هو تمكين املكتري من االنتفاع بالعين
املكتراة طيلة مدة العقد ،بحيث ال يستطيع املطالبة بإنهاء العقد مادام املكتري لم يخل بأي من التزاماته.
ورغم ذلك فإنه بإمكان الطرفين االستناد على القواعد العامة القاضية بالعقد شريعة املتعاقدين
إلنهاء العقد إذا وجدت له حاجة شخصية لسكنى العين ،ويعتبر هذا االتفاق صحيحا ،بحيث يعد بمثابة
تعليق الكراء على شرط فاسخ ،إال أنه إقرار االستمرار القانونية لعقود الكراء بعد انتهاء املدة األصلية،
يقتض ي الخروج عن القواعد العامة ،وهكذا قد أعطى املشرع املغربي املكري حق طلب استعادة العين
املكتراة ،إذا ثبت حاجته إلى سكناها أو حاجة أحد أقربائه املعينين حسب القانون.
كما أن للمكري الحق في املطالبة بإنهاء عقد الكراء بناء على سبب الهدم والتماطل.
للسكنى ،واملشرع لم ينص عليه مطلقا بعبارة االحتياج ،وإنما تستفد من صياغة النصوص كما أننا نجد
حدد املشرع األشخاص الذين لهم حق االستفادة من إنهاء عقد الكراء السكني واملنهي في املادة 45
-املكري:
][4
إن املكري املعني هنا هو املالك للعقار وليس غيره من املكرين اآلخرين الذين يحترفون مهنة الوساطة
في إيجار العقارات املعدة للسكنى االستعمال املنهي ألن الغاية من إقرار هذا الحق هو تمكين املكرين املالك
من استرجاع عقاراتهم املأجورة للضرورة العائلية ،األمر الذي ال يتوفر للمكري الوسيط 4.وفي ذلك عدة
قرارات للمجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) تؤكد على أحقية املالك في استرداد محله ليسكن فيه5.
-زوج املكري:
إن القانون القديم لم يكن ينص على زوج املكري كمستفيد من سبب االحتياج إلنهاء عقد الكراء
وهو الش يء الذي تم تداركه في القانون الجديد حيث أصبح زوج املكري من بين األشخاص املستفيدين
وهو ما سيجنب القضاء العديد من اإلشكاالت التي كانت تثار سابقا ،منها اإلشكال الذي سبقت اإلشارة
إليه حول كون نفقة الزوجة على زوجها والسكن من مشموالت هذه النفقة ،وبالتالي فليس لها الحق في
نصت املادة 45على أن أصول املكري وفروعه املباشرين يعتبرون من بين املستفيدين من االحتياج
واملقصود بأصول املكري املباشرين األب واألم وهو تحديد حصري في األبوين املذكورين دون غيرهما،
- 4عبد القادر العرعاري ،الوجيز في النظرية العامة للعقود املسماة ،الكتاب الثاني :عقد الكراء املدني ،مطبعة الكرامة ،الطبعة األولى ،2002
الرباط الصفحة.174 :
- 5القرار رقم 2035بتاريخ 2006/06/21ملف عدد 2005/1/1680مأخوذ من املصطفى املرزوق ،اإلفراغ لالحتياج للسكن وفق مقتضيات
ظهير 25دجنبر 1980وتوجيهات املجلس األعلى ،مجلة القصر العدد ،2007 30الصفحة .393
][5
وكذلك الفروع ،فقد حصرهم املشرع في القانون املقصود بهم :األبناء دون أبنائهم دون أن نميز بين
الذكور أو اإلناث ،وسواء كان هؤالء األوالد يعيشون في كنف املكري وتحت رعايته أم أنهم مستقلون عنه،
مادام هؤالء ال يشغلون سكنا في ملكهم ويقيمون لدى الغير6.
-املكفول:
تعتبر إضافة املكفول إلى املستفيدين من طلب اإلفراغ لالحتياج من بين املستجدات التي جاء بها
القانون الجديد وهو مستجد إيجابي وسع من دائرة املستفيدين ،خاصة وأن املكفول مثل اإلبن.
ويقصد باملكفول وكما جاء النص على ذلك في املادة 45من القانون 12.67املكفول املنصوص عليه
في القانون 15.01املتعلق بكفالة األطفال املهملين واملشرع بهذا التخصيص يكون قد أقص ى املكفول غير
املهمل.
لقد نصت املادة 49من القانون 12-67على وجوب توفر شرطين اثنين حتى يقبل طلب تصحيح
اإلشعار باإلفراغ بسبب االحتياج للسكنى مع اإلشارة إلى أن هذين الشرطين ال يشترط توفرهما إذا عرض
املكري على املكتري سكنا مماثال للمحل املطلوب إفراغه بنفس املواصفات وبنفس الوجيبة الكرائية،
- 6املصطفى لزرق ،االفراغ لالحتياج للسكنى من خالل توجهات املجلس األعلى ومقتضيات ظهير 25دجنبر ،1980قضايا كراء األماكن
السكنية واملهنية واملحالت التجارية من خالل اجتهادات املجلس األعلى ،الندوة الجهوية األولى ،قصر املؤتمرات -فاس – 23/22فبراير ،2007
الصفحة.395 :
- 7تنص املادة 369من مدونة األسرة على ما يلي " :أنه متوفى وله أوالد ابن أو أوالد بنت ومات االبن أو البنت قبله أو معه وجب ألفراده هؤالء
في ثلث تركته وصية باملقدار والشروط اآلتية كما ورد النص عليها في املواد.372-371-370
][6
-1أن يكون املحل املطلوب إفراغه ملك للمكري منذ 18شهرا على األقل من تاريخ اإلشعار
باإلفراغ ،على أن للوارث واملوص ى له واملكفول حق االستفادة من احتساب املدة التي كان يملك
-2أن يكون املكري أو باقي األشخاص املستفيدين من الحق في استرداد املحل املكرى لالحتياج ال
يستغلون سكنا في ملكيتهم أو كافيا الحتياجاتهم؛ وقد حافظ املشرع املغربي على هذا الشرط
وشرط االحتياج في هذه الحالة مقصور على األماكن املحددة للسكنى دون تلك املعدة لالستعمال
املنهي8.
ويتبين من هذا الشرط أنه ال يخلو من حالتين فإما أن يكون طالب اإلفراغ ا يستغل سكنا في ملكه،
وإما أن يكون شاغال لسكن لم يعد كافيا لحاجياته العادية9.
بسبب حالة لهدم وإعادة البناء (أوال) ،والثاني في التماطل في األداء (ثانيا).
- 8محمد الكشبور ،الكراء املدني والكراء التجاري ،الطبعة األولى ،1997 ،دون ذكر املطبعة ،الصفحة.116 :
- 9ال يعقل أن يبقى املالك محروما من مسكن يأويه وعائلته مع أنه مالك ملحل يشغله الغير على وجه الكراء؛ القرار عدد 2053بتاريخ
2006/06/21ملف عدد ،2005/6/1/168أشار إليه إبراهيم أقبلي ،جميلة حميسة ،إنهاء عقد الكراء السكني في ضوء القانون رقم 67-12
واالجتهاد القضائي ،رسالة لنهاية التدريب :2015/2013 ،الصفحة .41
كما قض ى املجلس األعلى أن حالة املرض املحتج بها من طرف طالب املصادقة على اإلشعار باإلفراغ لالحتياج ال يمكن أن تكون سببا
للمصادقة عليه دون أن تبحث املحكمة مصدرته في واقعة االحتياج وتقدرها على ضوء الحالة املرضية للبنت املراد إسكانها ال سيما وقد
تمسك الطاعنون بأنه يتعذر عليها الصعود إلى الطابق الرابع الذي تسكن فيه معهم بناء على تعليمات طبيبها الذي أجرى لها عملية جراحية
على القلب (قرار رقم 2886بتاريخ 2006/9/6ملف عدد 2004/6/1/302 :أشار إليه املصطفى لزرق ،مرجع سابق الصفحة.404 :
][7
أوال :اإلنهاء بسبب الهدم أو إدخال إصالحات ضرورية
لقد نص املشرع على هذا السبب في املادة 45من القانون رقم 12.67ونظمه في املادة 50منه،
واملالحظ أن هذا السبب تضمن سببين مختلفين للمطالبة باإلفراغ لكونهما مشتركين في الحكم واإلثار،
فهناك من جهة الهدم الضروري للعين املكراة ،ومن جهة أخرى ضرورة إدخال إصالحات ضرورية عليها10.
كما أن املشرع من خالل املادة 50من القانون 12.67كرس ما ذهب إليه القضاء 11وتوسع في تفسير
الضرورة ،حيث جاء في الفقرة الثانية من املادة 50أنه" :يكون الهدم أو إدخال التغييرات ضروريا إذا
اقتضته وضعية البناء النعدام الشروط الصحية أو األمور الصحية أو األمنية به أو إذا رغب املكري في
إقامة بناء جديد مكان البناء املهدم أو ظهرت مستجدات بمقتض ى وثائق التعمير تسمح ببناءات إضافية
من شأنها أن تثمن العقار" .وبالتالي يكون قد أقص ى التفسير الضيق ملعنى الضرورة.
وقد أضاف املشرع املغربي شرطا آخر هو أن تستوجب الضرورة إفراغ املكتري من املحل املكترى12.
وبمعنى املخالفة فإذا كان الهدم أو إدخال إصالحات ال يستوجب هذا اإلفراغ ويمكن القيام به حتى
مع بقاء املكتري في املحل كأن يكون الهدم جزئيا وال يعوقه بقاء املكتري في باقي املحل ،أو أن األمر يتعلق
بتعلية ال تتطلب هدما كليا ألن أساس املحل يحتمل التعلية املراد القيام بها ،فإن إفراغ املكتري من املحل
- 10حياة البراقي ،االنهاء و الفسخ في ضل القانون 12.67املنظم للعالقات التعاقدية بين املكري و املكتري للمحالت املعدة للسكنى واالستعمال
املنهي ،مجلة قضاء محكمة النقض عدد 77سنة 2014الصفحة .166
- 11جاء في قرار للمجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) ما يلي :أن املحكمة لم تعتبر بناء طابق ثاني في حد ذاته أمرا ضروريا يستوجب
اإلفراغ ،كما أنها لم تبرر اإلفراغ بكون املحل مهدد بالسقوط ،وإنما اعتبرت أن الهدم ضروري لتعلية البناء الذي يعتبر حقا من حقوق
املالك "...أورده عبد العزيز توفيق ،قضاء محكمة النقض في الكراء املدني من سنة 1957إلى ،2011الطبعة األولى ،2012-1433 :الصفحة
.170 -169
- 12جاء في الفقرة األولى من املادة 50بأنه" :يتعين تصحيح اإلشعار باإلفراغ إذا كان هدم املحل أو إدخال تغييرات هامة عليه ضروري
ويستوجب إفراغ املكتري من املحل املكترى".
][8
كما أن للمكتري الحق في الرجوع إلى املحل بعد إصالحه وإعادة بنائه قبل غيره ،وذلك بشرط
استعماله لهذا الحق داخل أجل الشهرين املواليين إلشعاره ،13من طرف املكري ،وإال فإن حقه يسقط،
يعتبر هذا السبب بمثابة كسر للخاصية التي تميز سببي اإلنهاء السالفي الذكر؛ حيث أن أسباب
اإلنهاء كانت تقوم باألساس على رغبة املكري وال تقوم على خطأ املكتري ،لكننا نالحظ في القانون الجديد
أنه كسر هذه القاعدة وأدخل مع السببين السالفي الذكر سببا آخر يقوم على خطأ املكتري وهو التماطل،
وهذا السبب ليس جديدا وإنما كرسه القانون القديم في الفصل 12الذي كان يحيل بهذا الشأن على املادة
692من قانون االلتزامات والعقود ،غير أن املشرع في القانون الجديد لم يكتف بالنص عليه ضمن
األسباب املوجبة للفسخ كما القانون القديم بل نص عليه ضمن أسباب انهاء العقد والتي تستوجب
توجيه اإلشعار باإلفراغ كما نصت على ذلك املادة 54من هذا القانون.
ويترتب على ما سبق أن املكتري املمتنع عن أداء واجب الكراء ال يعتبر مماطال إذا لم يتوصل بهذا
اإلنذار ،وهو ما أكده املجلس األعلى في بعض قراراته ،والتي جاءت فيها " :إذا انبثق من وثائق امللف أن
طالب النقض لم يتوصل بأي إنذار باألداء فإنه ال يعد رافضا له وال مماطال فيه"" .14وأن قبول املحكمة
لدعوى االفراغ واملصادقة على اإلشعار الذي اعتبره صحيحا بسبب التماطل ،في حين أنه لم يثبت من
وثائق امللف أن الطاعن أنذر من طرف املطعون ضده قصد أداء ما بذمته من مبالغ كرائية تكون قد
- 13يتم اإلشعار هنا حسب الكيفيات املشار إليها في الفصول 37و 38و 39من قانون املسطرة املدنية.
- 14قرار مؤرخ في 1995/5/9املنشور في مجلة قضاء املجلس األعلى عدد ،48الصفحة .197
- 15قرار مؤرخ في ،1997/2/18في امللف املدني عدد 9/1231أشار إليه عبد القادر العرعاري ،مرجع سابق ،الصفحة.134 :
][9
وتوجيه اإلنذار باألداء للمكتري هو تطبيق لروح القاعدة التي تقول أن الكراء مطلوب ال محمول.
والتي اهتدى إليها القضاء ربما استشعارا منه بقساوة الحكم املستمد من القواعد العامة على املكتري،
وأنه إذا كان مستساغا بالنسبة للدين العادي الذي يحل أداؤه مرة واحدة فإنه ليس كذلك بالنسبة
لوجيبة الكراء التي تحل شهريا طوال زمن استمرار عقد الكراء16.
والقاعدة املذكورة قاعدة مكملة يجوز االتفاق على ما يخالفها وهو ما أكده املجلس األعلى (محكمة
النقض حاليا) ،حيث جاء في قرار له" :التوقف عن أداء الكراء بمكتب املكرية طبقا ملا ورد عليه اتفاق
الطرفين في عقد الكراء الرابط بينهما سيما وأن اإلنذار الذي وجهه الطاعن نفسه للمكري ال يتضمن ما
يفيد أن هذه األخيرة تمتنع عن قبض الكراء في مكتبها ،وإنما يعبر فيه موجهه عن استعداده ألداء الكراء
عندما يطلب منه في مسكنه وهو ما خالف به االتفاق املبرم بين الطرفين وبذلك فإن استنتاج القرار
املطعون فيه وجود حالة املطل بسبب عدم أداء مقابل الكراء الذي حل أجله في املكان املعين من قبل
الطرفين املؤدي إلى فسخ عقد الكراء وإفراغ املحل املكترى ينسجم مع ما تضمنته مقتضيات الفصلين
واملشرع في القانون رقم 12.67قد انتصر للرأي القائل بهذه القاعدة تأييدا منه لتوجه فقهي واسع
ولعمل قضائي متواتر على ضرورة توجيه إنذار املكتري ومنحه أجال يصبح بعد انصرامه دون أي وفاء
مماطال ويحق للمكتري طلب فسخ عقد الكراء الذي يربطه به.
و لإلشارة فإن للمكري في حالة عدم أداء الوجيبة الكرائية مسلكا آخر يشكل مكسبا له على
املستوى اإلجرائي ،ويمكنه من استيفاء هذه األجرة والتكاليف التابعة لها وفق إجراءات مبسطة وفي آجال
قصيرة ،وهو سلوك املسطرة املنصوص عليها في الباب الرابع والتي تقوم كذلك على مبدأ اإلنذار غير أنها ال
تهدف إلى الفسخ ،وهي نفس املسطرة تقريبا املنصوص عليها في القانون 64.99وبنفس الصياغة تقريبا.
- 16أحمد عاصم ،أحمد عاصم ،الحماية القانونية للكراء السكي واملنهي ،مطبعة دار النشر املغربية ،الطبعة األولى ،1996 ،الفحة.81 :
][10
المطلب الثاني :إنهاء عقد الكراء ألسباب أخرى
إذا كان من حق املكري أن يفرغ املكتري لتماطله في أدائه للوجيبة الكرائية دون أي تعويض من
جانبه ،فإنه من حقه كذلك التذرع بأسباب أخرى حددها املشرع على سبيل الحصر في الفصل 56من
قانون 12.67حيث نص صراحة أنه :يمكن للمكري أن يطلب من املحكمة فسخ عقد الكراء وإفراغ
وفي حالة إساءة استعمال املكتري للمحل وذلك باستعماله في غير ما أعد له ،أو إحداث تغييرات
فيه دون موافقة املكري بحيث يجب التأكد أوال بكون املكتري هو من قام بتلك التغييرات ،كما أنه من بين
األسباب الداعية لإلفراغ ،إهمال املكتري للمحل املكترى وعدم قيامه بالصيانة ،إضافة إلى استغالل العين
املكتراة ألغراض غير تلك املتفق عليها والتي تمس بالنظام العام.
إساءة أو تفريط وذلك على نحو ما نص عليه الفصل 663من قانون االلتزامات والعقود ،واملادة 56من
ويعتبر من أهم مظاهر اإلساءة إلى العين املكتراة هو استعمالها في غير ما أعدت له ،إال أه وبالرغم
من هذا التنصيص القانوني نجد أن هناك صعوبة في تحديد مفهوم اإلساءة سواء على مستوى الفقه أو
القضاء خارج الحاالت العادية التي تتمثل في تغيير املحل املخصص لغرض سكني إلى ممارسة نشاط
تجاري ،ومن ثمة يمكن القول أن القضاء ساهم بشكل كبير في تفسير مسألة اإلساءة ،وقد جاء في أحد
قرارات محكمة النقض" :إن تحويل محل معد للسكنى من طرف املكتري إلى مؤسسة للتعليم الحر مخالفا
بذلك شروط العقد ،قد أدى إلى الزيادة في أعباء املكري والتي تتجلى في تطبيق ظهير 24ماي 1995ما
][11
يستلزم ذلك من مطالبة بالتعويض عن رفض تجديد العقد لهذا فإن رضاء املكرس بهذا التغيير يجب أن
ي بذلك القانون املذكور"17. يكون كتابة كما يقض
وفي قرار آخر اعتبر أن تغيير العين املكتراة من حالة إلى حالة من طرف املكتري دون موافقة املكري
18
الكتابية إلصدار الحكم عليه باإلفراغ".
الفقرة الثانية :إدخال تغييرات على المحل المكترى بدون موافقة أو إذن المكري
بالرجوع إلى مقتضيات الفصلين 662و 663من ق ل ع ،نجدها ينصان على أنه يمنع إدخال تغييرات
على املحل املكترى بدون موافقة أو إذن املكتري وهو نفس املقتض ى الذي أورده القانون الجديد في مادته
56الفقرة الثالثة ،ويشكل نوعا من اإلساءة في استعمال الش يء املكترى الذي يعتبر سببا جديا موجب
للمطالبة بإفراغ املكتري طبقا للفصول القانونية املذكورة وحسب ما ذهب إليه القضاء فإن إقدام املكتري
على فتح نوافذ جديدة أو إغالقها ،أو بناء حائط بقصد تقسيم الحجرة إلى حجرتين ،إضافة حجرة أخرى،
تحويل شرفة املنزل إلى حجرة إضافية ...وكل األعمال التي تمس فعال بأصل العين وتؤدي إلى تعديل جوهري
في شكل املحل املكترى ،شريطة التأكد من كون املكتري هو الذي قام بإدخال تغييرات على العقار املكتررى
ليتم اعتبار ذلك إخالال بالتزاماته التعاقدية ،وقد جاء في قرار ملحكمة النقض" :أن صح ما عابه الطاعن
على القرار ذلك أنه اقتصر في تعليله بأن موافقة املستأنف عليه حذف املرحاض ووضعه بمحل الحمام
دون موافقة املستأنف يعتبر من قبيل التغييرات األساسية في وضعية العقار ومرافقه ،وإخالال منه
بالتزاماته التعاقدية ،واعتداء على امللكية ،األمر الذي أثبته الخبرة املنجزة من قبل الخبير ويؤكده املفوض
القضائي الذي عاين عند انتقاله إلى الشقة موضوع الدعوى وجود زليج بالبهو واملرحاض ،دون أن تبين
املحكمة من أي استخلصت بأن الطاعون هو الذي قام بالتغييرات املحدثة باملحل املدعى فيه ،خاص ى
- 17قرار محكمة النقض أورده عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون العقود املسماة -الكتاب الثاني -عقد الكراء ،مطبعة األمنية الرباط ،الطبعة
األولى 2013الصفحة.153 :
- 18قرار عدد 630بتاريخ 1986/11/13منشور بكتاب عبد العزيز توفيق ،عقد الكراء في التشريع والقضاء ،مرجع سابق ،الصفحة.52 :
][12
وأنه تمسك بأنه اكترى املحل على الحالة التي يوجد عليها حاليا ،وأنه قام فقط بالتزليج أو التبليط األمر
الذي كان معه القرار ناقص التعليل املوازي النعدامه مما عرضه للنقض واإلبطال".19
الفقرة الثالثة :إهمال المحل المكترى على نحو يسبب له ضررا كبيرا
يعتبر االلتزام باملحافظة على العين املكتراة من بين االلتزامات األساسية امللقاة على عاتق املكتري،
وأن كل إهمال من جانبه يعتبر نوعا من اإلساءة التي تستوجب اإلفراغ ،ومن هذا املنطلق نجد أن الفقه
قد أسهب في تعداد الحاالت التي تدخل في إطار اإلهمال ،وقد أجملها في حاالت عديدة منها عدم االلتزام
بصيانة املحل وذلك بترك العين املكتراة بدون استعمال ،وأيضا عدم قيامه بالترميمات الكرائية البسيطة
أو إفراط املكتري في استعمال املحل املكتري ،من قبيل االستعمال الضار بالصحة وسالمة املبنى.
وفي نفس السياق أفرغت املحكمة االبتدائية بطنجة املكتري بعلة إغالق للشقة املكتراة ملدة تزيد
عن أربع سنوات وهجره لها طوال تلك املدة يشكل ضررا ويعتبر إخالال بااللتزامات املترتبة عليه بمقتض ى
20
الفصل 663من قانون االلتزامات والعقود.
ومن خالل ما سبق يمكن القول أن مفهوم اإلهمال وإن كان يخضع للسلطة التقديرية ملحاكم
املوضوع ،فإن ذلك مشروط بتبيان الضرر الحاصل للعين املكتراة من جراء هذا اإلهمال.
الفقرة الرابعة :استعمال المكتري المحل المكترى ألغراض غير تلك المتفق عليها في
العقد أو المخالفة لألخالق الحميدة أو النظام العام أو القانون
بعدما أن كان الفصل 692من قانون االلتزامات والعقود ينص فقط على اإلفراغ في حالة استعمال
املكتري العين املكتراة ألغراض غير تلك املتفق عليها فإن القانون 12.67أضاف إلى هذا السبب استعمال
- 19قرار عدد 2012/74بتاريخ 2010/12/06أورده عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون العقود املسماة ،الصفحة.153 :
- 20حكم صادر عن املحكمة االبتدائية بطنجة بتاريخ 2012/03/12في ملف عدد /1303/1/729أورده محمد إبراهيمي ،إنتهاء عقدالكراء
املدني على ضوء قانون 12.67املتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين املكري واملكتري ،رسالة نهاية التدريب باملعهد العالي للقضاء،
،.2015/2013الصفحة.24 :
][13
انطالقا من هذا املستجد نجد أن املشرع املغربي أراد أن يعالج إشكاال كان يطرح في ظل القانون
القديم والذي لم يكن ينص صراحة على اإلفراغ في حالة استعمال العين املكتراة فيما يخالف النظام
العام أو األخالق الحميدة ،مما كان يجعل القضاء يستند على القواعد العامة للحكم باإلفراغ في ظل
إذا كان املشرع قد نص صراحة على أن اإلفراغ في حالة استعمال العين املؤجرة فيما يخالف النظام
العام واآلداب العامة فإن القضاء سيجد نفسه مرة أخرى أمام كم هائل من هذا النوع من الدعاوى بحيث
عنه بدون موافقة املكري في محرر ثابت التاريخ ما لم يتم التنصيص على خالف ذلك في عقد الكراء؛
يجب أن تشمل املوافقة الكتابية عند التولية مبلغ الوجيبة الكرائية الجديدة ،وكذا التكاليف
كما تنص املادة 40من نفس القانون على أن "بالنسبة للمحالت املعدة لالستعمال املنهي ال يحق
للمكري أن يعترض على التولية أو التخلي إذا ما التزم املتولى له أو املتخلى له باستعمال املحل أو املحالت
املكتراة ملزاولة نفس النشاط املنهي الذي كان يزاوله به املكتري األصلي ،أو ملزاولة نشاط منهي مماثل شريطة
أن ال يترتب عن ذلك إدخال تغييرات على املحل املكترى ،أو إحداث تحمالت إضافية بالنسبة للمكري أو
][14
من خالل ما سبق نالحظ أن املشرع بمقتض ى القانون الجديد قد خص التولية والتخلي 21عن كراء
املحالت املعدة لالستعمال املنهي بمقتضيات خاصة تراعي خصوصية هذا النوع من املحالت.
فإذا كان األصل هو أن تولية املحل املكترى أو التخلي عنه ،كليا أو جزئيا ال يجوز بدون موافقة
املكري فأنه ،في الحالة املحالت املعدة لالستعمال املنهي ال يحق للمكري أن يعترض على التولية أو التخلي
إذا ما التزم املتولى له و املتخلى له باستعمال املحل املكترى ملزاولة نفس النشاط املنهي الذي كان يزاوله
املكتري األصلي ،أو ملزاولة نشاط منهي مماثل شريطة أن ال يترتب عن ذلك إدخال تغييرات على املحل
املكترى ،أو إحداث تحمالت أو تغيير طبيعة عقد الكراء ،ويتم ذلك باستدعاء املكري من طرف املكتري
ليشارك في العقد ويشعره بنيته في التولية أو التخلي عنه الغير ،وإذا كان مبلغ الوجيبة الكرائية يفوق
وجيبة الكراء األصلية لجزء الذي وقعت توليته أو التخلي عنه فللمكري الحق في طلب زيادة الوجيبة
الكرائية األصلية للجزء الذي وقع توليته ،كما للمكري الحق في طلب الزيادة الوجيبة الكرائية األصلية
بقدر ذلك ،غير أنه وبالرجوع للمادة 41من القانون الجديد نجدها تمنع تولية أو التخلي الجزئي عن
املحالت املعدة لالستعمال املنهي ما لم يوافق املكري عن ذلك في محرر ثابت التاريخ وذلك تحت طائلة
البطالن ،ويالحظ أن املشرع خالفا للقانون القديم اشترط الكتابة في محرر ثابت التاريخ كشرط للتولية
عموما ،فإنه من أجل االستجابة للمطالبة بإفراغ املحالت السكنية واملهنية بناء على التولية
والتخلي ،فإنه ينبغي توفر عنصرين أساسيين ،يتمثل األول في اعتمار الغير للمحل املكترى ألزيد من ثالثة
أشهر ،أما العنصر الثاني فهو انتفاء إحدى الحاالت االستثنائية املنصوص عليها في الفصل 93من
- 21يقصد بالتولية أو ما يطلق عليها في العادة الكراء من الباطن أو الكراء من تحت اليد أو الكراء الفرعي أن يقوم املكتري الذي يسمى
باملكتري األصلي ،بكراء املحل املوجود تحت يده إلى شخص يسمى باملكتري الفرعي ،مع ما يترتب عن ذلك من التزام هذا الخير تجاه املكتري
بجميع االلتزامات التي نص في العقد ،بينما يبقى املكتري األصلي ملتزما تجاه املكري أي صاحب املحل املكترى.
ويقصد بالتخلي هو أن يتنازل املكتري عن حقه في الكراء لفائدة شخص آخر مع ما يترتب عن ذلك من حلول هذا األخير محل الطرف األول في
العالقة الكرائية ،أي أن هذه العالقة تصبح بعد تنازل املكتري املتخلى قائمة بين املتخلى له كمكتري جديد واملكري صاحب املحل املكترى.
][15
القانون ،12.67وفي حالة توفر هذين الشرطين فإن املتخلى له أو املتولى له يعتبر محتال للمحل دون حق
وال سند ،وللمكري أن يطلب من قاض ي األمور املستعجلة إصدار أمر بطرده هو واملكتري أو من يقوم
مقامها ،ويصبح عند التولية والتخلي وكذلك عقد الكراء األصلي ،بمجرد صدور األمر القضائي مفسوخين
بقوة القانون.
وبالرجوع إلى العمل القضائي نجده قد قام بتعريف مفهوم الغير الوارد في املادة املشار إليها ،حيث
أنه وباستقرائنا ملجموعة من القرارات ملحكمة النقض 22نجدها تصب جميعها في اعتبار أن األصول
والفروع الذيم تجب نفقتهم على املكتري ال يعتبرون في حالة تولية أو تخلي لهم عن الكراء من األغيار،
باستثناء األبناء العاملون الذين ليسوا تحت كفالة والدهم ،وكذلك البنت املتزوجة والتي تجب نفقتها على
المبحث الثاني:
مسطرة إنهاء عقد الكراء السكني والمهني في ضوء القانون 67-12
إن القانون ،67.12لم يكتف باإلحاطة باألسباب القانونية املؤدية إلى إنهاء عقد الكراء ،بل تعداه
إلى مستوى اإلجراءات واملساطر الشكلية الواجب اتباعها في ممارسة املكري لحقه في هذا اإلنهاء .وجعل
جميع مراحل إنهاء هذه العالقة تحت املراقبة املستمرة للسلطة القضائية.
- 22جاء في أحد قرارات محكمة النقض" :أن اعتمار محل النزاع من طرف أحد أصول املكتري ال يعتبر تخليا عن الكراء أو تولية له ،ما دام أن
هذا األصل ممن يتكلف املكتري بالنفقة عليه ولو لم يسكن معه" .قرار صادر بتاريخ 2001/2/6تحت عدد 504في امللف عدد 95/4233
منشور بمجلة القضاء والقانون عدد ،145الصفحة 164 :وما يليها.
وفي قرار آخر اعتبرت محكمة النقض" :أنه وبمجرد البناء بالزوجة تجب نفقتها على زوجها طبقا ألحكام املادة 195ملدونة األسرة وتصبح بالتالي
هي وزوجها غيرا بالنسبة لعقد الكراء املبرم من طرف والدها باعتباره مكتريا ،واعتمارها للمحل تفوق 3أشهر يعتبر تولية للكراء" .قرار صادر
عن محكمة النقض بتاريخ 2006/9/6تحت عدد 2576في امللف عدد ،04/2610منشور بمجلة القضاء املدني عدد ،1الصفحة 205وما
يليها.
][16
مما جعل املشرع املغربي يحد من مبدأ سلطان اإلرادة ،ويقيد من حقوق املكري في استرجاع ملكه
العقاري.
وبالرجوع إلى املقتضيات الشكلية املتعلقة بطلب إنهاء الكراء املنصب على محل سكني أو منهي ،مكا
نظمها القانون ،67.12نجد أنها ترتبط بمرحلتين أساسيتين هما :توجيه اإلشعار (املطلب األول)،
املكتري وراعى فيها ضمان حقه في االستقرار ،وترجمة لرغبته في عدم حصر حماية املكتري على مستوى
املكتري،23 وعليه فإن إنهاء عقد الكراء السكني أو املنهي يحتاج إلى ضرورة توجيه إشعار بذلك إلى
وذلك في سبيل تحقيق هدف أساس ي مفاده ضمان إمهال املكتري ،الذي ال يخل 24بالتزاماته العقدية
والقانونية .وهو ما يمكن اعتباره بمثابة القيد الشكلي الذي وضعه املشرع على ممارسة املكري لحقه في
املطالبة بإنهاء عقد الكراء الذي يربطه باملكتري وإفراغه من املحل املكترى.
بإنهاء عقد الكراء ،وإنما أحاطه بعناية خاصة ورتب البطالن كجزاء عن عدم توفره على أي من البيانات
- 23وهو ما نصت عليه املادة 44من القانون 67.12التي جاء فيها " :رغم كل شرط أو مقتض ى قانوني مخالف ،ال تنتهي عقود كراء املحالت
املشار إليها في املادة األولى أعاله ،إال بعد اإلشعار باإلفراغ وتصحيحه عند االقتضاء طبقا للشروط املحددة في هذا الباب".
- 24في حالة إخالل املكتري بأحد االلتزامات امللقاة على عاتقه بمقتض ى العقد أو القانون ،فإن املشر قد نزع عنه هذه الحماية ،وحرر املكري
من هذا القيد الشكلي املتمثل في توجيه اإلشعار ،وهو ما نصت عليه املادة 56من القانون 67.12التي جاء فيها" :يمكن للمكري أن يطلب من
املحكمة فسخ عقد الكراء وإفراغ املكتري ومن يقوم مقامه ،دون توجيه إشعار باإلفراغ."...
][17
والشروط التي قيد بها .حيث استهل املادة 46من القانون املذكور بالعبارة التالية" :يتضمن اإلشعار
وواضح مما سبق أنه ليس كل إشعار يؤدي إلى اإلفراغ ،بل ذلك اإلشعار املتوفر على الشكليات
املتطلبة بمقتض ى الباب السابع من القانون 67.12مما يجعله يختلف عن ذلك التنبيه باإلخالء
املنصوص عليه في القواعد العامة التي لم تستلزم إفراغه في أي قالب شكلي محدد بل تركت ذلك ملشيئة
األطراف وإرادتهم.
اإلشعار لغة أي اإلعالم ،أو إيصال الخبر للمعني به ويقال أشعرت رجال أي أبلغت إلى علمه .25
عرف األستاذ أحمد أبو نبات 26اإلشعار باإلفراغ بأنه تعبير صريح من املكري بعزمه على إنهاء
العالقة التعاقدية التي تربطه باملكتري ،فهو تعبير عن إرادة املكري بوضع حد لعقد الكراء.
وقد اعتبره األستاذ أحمد عاصم 27بأنه :إنذار شكلي يجب أن يتضمن بيانات معينة تحت طائلة
البطالن .لذلك فاإلشعار هو إنذار كتابي تعتبر الكتابة شكلية يجب توافرها لقيامه ،بحيث ال يجوز
االحتجاح باإلنذار الشفوي كما ال يمكن إثبات وجود اإلنذار في حالة االنكار بأي وسيلة أخرى غير صك
اإلنذار نفسه.
نظرا لألهمية البالغة التي يكتسيها االشعار في مصير العالقة الكرائية ،وسعيا من املشرع لضمان
فعاليته وتحقيق الغاية التي ةجد من أجلها ،فإنه من االزم أن يتوفر على مجموعة من الشروط .هذه
][18
األخيرة وإن لم يذكرها املشرع صراحة من خالل القانون 67.12فإن وجودها يعطي لإلشعار صبغته
القانونية.
من الالزم قانونا أن يصدر االشعار عن املكري أو من يمثله حتى يرتب جميع آثاره القانونية .فمادام
اإلشعار تصرفا قانونيا يعبر من خالله املكري عن إرادته في إنهاء العالقة الكرائية ،فإنه ال يمكن أن يصدر
فهو إجراء مسطري أوجبه القانون لسماع دعوى اإلفراغ .لذلك يجب أن يكون من يوجهه أهال
ملمارسة حقوقه ،وأن تكون له الصفة للتقاض ي بشأن الحقوق املتنازع بشأنها ،والعبرة بتاريخ توجيه
االشعار باإلفراغ.
وفي حالة تعدد املكرين فإنه يجب مبدئيا أن يصدر عنهم جميعا أصالة أو بالنيابة عن الباقين ،وهو
ما نسلمه من خالل قرار صادر عن محكمة االستئناف بالرباط ،حيث جاء في إحدى حيثياته ما يلي:
"اإلفراغ واقعة ال تقبل التجزئة ويجب أن يوجه اإلنذار من قبل جميع املكرين"28 .
-2توقيع اإلشعار
من خالل قراءة مقتضيات القانون ،67.12فإن املشرع أوجب أن يوضع االشعار في القالب قانوني
وبما أن هذا اإلشعار يعتبر تصرفا قانونيا يعبر بواسطته املكري عن رغبته في إنهاء العالقة الكرائية،
فأنه من الالزم أن يوقع من طرف من صدر عنه .وهذا ما يتضح جليا من خالل قرار صادر عن املجلس
- 28قرار صادر عن محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ 06/11/9منشور بمجلة رسالة املحاماة عدد 30و 31الصفحة 259 :وما يليها.
][19
األعلى (محكمة النقض حاليا) ،حيث جاء فيه مايلي" :اإلنذار باإلفراغ باعتباره تصرفا قانونيا يجب أن
يكون موقعا من طرف من صدر عنه .وال ينتج اإلنذار الخالي من التوقيع أية آثار قانونية"29.
-3لغة اإلشعار
اعتبارا لكون اللغة العربية وكذا اللغة األمازيغية اللغة الرسمية في البالد كما أكد على ذلك الفصل
الخامس من الدستور املغربي ،واعتبارا لكون مغربة القضاء وتعريبه يوجب أن تكون كافة املذكرات
واملقاالت التي يدلي بها أمام القضاء محررة باللغة العربية ،فإن اإلشعار يجب أن يحرر مبدئيا باللغة
العربية 30.أو اللغة األمازيغية .بحيث ال يجوز للمكتري في هذا اإلطار بالدفع ببطالن اإلشعار لكونه محرر
باللغة األمازيغية.
أما فيما يخص باقي اللغات غير تلك الرسمية للبالد ،فإن املجلس األعلى سابقا (محكمة النقض
حاليا) اعبر بأن اإلشعار باإلفراغ تصرفا قانونيا غير مشمول بقانون التعريب ،حيث جاء في إحدى قراراته
ما يلي" :أن اإلنذار باإلفراغ هو تعبير عن اإلرادة بوضع حد لعقد الكراء فهو تصرف قانوني ليس بإجراء من
إجراءات الدعوى .لهذا فهو غير مشمول بقانون التعريب القضاء الذي يقصر األمر على املرافعات
واملذكرات التي تقدم أثناء النظر في الدعوى وال يشمل الوثائق التي يدلي بها ،ولهذا فإن اإلنذار باإلفراغ وإن
كان قد حرر باللغة الفرنسية فقد أدى الغاية منه"31.
حددت املادة 46من القانون 67.12مجموعة من البيانات التي يجب أن يتضمنها اإلشعار باإلفراغ
- 29قرار صادر عن املجلس األعلى بتاريخ 92/11/25تحت عدد 2820في امللف املدني عدد ،91/3010منشور بمجلة املحاكم املغربية عدد
،67الصفحة 134وما يليها.
- 30أحد عاصم ،مرجع سابق ،الصفحة .31
- 31قرار صادر بتاريخ 8يونيو 1987في امللف املدني ،93159أورده أحمد عاصم ،مرجع سابق ،الصفحة.31 :
][20
✓ األسباب التي يستند عليها املكري؛
يبلغ اإلشعار باإلفراغ بحسب الكيفيات املشار إليها في الفصول 37و 38و 39من قانون املسطرة
املدنية32.
املشرع املغربي فرض مجموعة من الشكليات وأوجب احترامها حتى ترتب آثارها القانونية .لذلك أشار
املشرع في الفقرتين األخيرتين من املادة 46من القانون 67.12إلى الطرق القانونية لتبليغ اإلشعار باإلفراغ
ولم يكتف املشرع بإلزام املكري بتوجيه اإلشعار بالطرق القانونية فحسب ،بل ألزمه وفقا للقواعد
إذا كان اإلشعار باإلفراغ يصدر من جانب واحد باعتباره تصرفا أحادي الجانب فينشأ صحيحا تام
الشروط ،فإن ترتيبه آلثاره القانونية وخاصة منها سريان األجل املحدد فيه متوقف على تبليغه به ،ليتم
علمه به ويحدد منه موقفه ،إن كان بالقبول أو الرفض .وهو ما أكده املجلس األعلى (محكمة النقض
حاليا) في أحد قراراته التي جاء فيها" :بأن القانون يوجب التنبيه باإلخالء كتعبير عن اإلرادة بوضع حد
- 32للتوسع في البيانات الواجب تضمينها باإلشعار ،راجع أحمد عاصم ،مرجع سابق ،الصفحة 38 :وما يليها.
][21
لعقد الكراء فال يكون له أثر في مواجهة الطرف اآلخر في العقد إال إذا بلغ إليه بوسائل التبليغ الرسمية
الواردة في قانون املسطرة املدنية"33.
وقد تطرق املشرع املغربي في القانون 67.12ملوضوع تبليغ اإلشعار باإلفراغ بمقتض ى املادة 46منه ،محددا
طرقه والتاريخ املعتد به الحتساب بداية سريان أجله ،بحيث برجوعنا إلى هذه املادة نجدها تحيل على
الفصول 37و 38و 39من قانون املسطرة املدنية .وهو ما يعني أن املكري مخير بتوجيه إشعاره برسالة
إن االشعار باإلفراغ املوجه من قبل املكري في إطار القانون ،67.12ال يرتب آثاره القانونية إال من
يوم تبليغه .لذلك ونظرا لألهمية التي يكتسيها هذا التبليغ ،34فإن املكتري غالبا ما ينازع في توصله به أن
عملية التبليغ لم تكن قانونية .وهو ما يجعل مسألة االثبات ذات أهمية قصوى في هذا املجال.
ولعل اإلثبات بالدليل الكتابي يعتبر أهم طرق اإلثبات في عصرنا الحالي ،وتتجلى تطبيقاته في إطار
التبليغ القضائي في شهادة التسليم وطي التبليغ واإلشعار بالتوصل بالرسالة املضمونة ومحررات املفوض
القضائي35.
وبما أن املكري هو امللزم بتوجيه االشعار باإلفراغ ،فإنه ملزم فق للقواعد العامة بتحمل عبء
اثبات التبليغ .وهو ما أكده املجلس األعلى سابقا –محكمة النقض حاليا-حين قض ى بأن "املكري هو الذي
- 33قرار عدد ،219صادر عن املجلس األعلى بتاريخ ،1983/2/9في امللف املدني عدد ،78345منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى ،اإلصدار
الرقمي دجنبر ،2000العدد ،32الصفحة 12وما يليها.
- 34قرار رقم 219صادر عن املجلس األعلى بتاريخ 1983/02/09في امللف املدني رقم ،78354منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى رقم 32
اإلصدار الرقمي ،دجنبر ،2000الصفحة .14
- 35بديعة املمناوي ،أحكام التبليغ القضائي وإشكاالته العملية في املادة املدنية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة األولى ،2013الدار
البيضاء ،الصفحة 171 :وما بعدا.
][22
يجب عليه أن يوجه اإلنذار باإلفراغ إلى املكتري ،ويجب عليه نتيجة لذلك وفي قيام نزاع في هذا الصدد أن
ويثبت التبليغ في حالة اإلنكار بشهادة التبليغ التي تبين ملن وقع له تسليم التنبيه أو رفض تسلمه أو
بشهادة التسليم البريدية وأن عدم سحب التنبيه من طرف إدارة البريد ال يقوم مقام رفض التسليم37.
وتعتبر شهادة التسليم أهم وسيلة ال ثبات حصول التبليغ ،لذلك أحاطها املشرع بعناية خاصة ملا
أوجب احتواءها على مجموعة بيانات أساسية منصوص عليها في الفصل 39من قانون املسطرة املدنية.
هكذا قض ى املجلس األعلى سابقا –محكمة النقض حاليا-بأنه" :تكون املحكمة على صواب ملا رفضت
الدعوى لكون اإلنذار الذي أسست عليه لم يتوصل به صاحبه واستبعدت اثبات التوصل باإلشعار
بالتسليم عليه من طرف املعني به كما استبعدت الشهادة اإلدارية ألنها ال تقوم مقام االشعار بالتسليم"38.
،67.12والتي سبق لنا أن أشرنا إليها مسبقا ،ال يضع حدا لعقد الكراء ،خاصة إذا عبر املكتري عن رفضه
ملضمون اإلشعار واستمر في اعتمار املحل بالرغم من انصرام املدة املحددة في صلب اإلشعار ،وفي هذه
الحالة فإن هذا األخير يحتاج إلى مصادقة القضاء عليه والحكم بإفراغ املكتري هو ومن يقوم مقامه.
- 36قرار عدد 1995صادر عن املجلس األعلى بتاريخ ،1986/09/10في امللف املدني رقم ،1470مجلة القضاء والقانون ،العدد ،138فبراير
،1988الصفحة.139 :
- 37قرار رقم 219صادر عن املجلس األعلى بتاريخ ،1983/02/09في امللف رقم ،78354منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى رقم 32األصدار
الرقمي ،دجنبر ،2000الصفحة.14 :
- 38قرار عدد 1546صادر عن املجلس األعلى بتاريخ 11111 19اكتوبر 1983في امللف املدني رقم ،92421منشور بمجلة قضاء املجلس
األعلى ،عدد 33و ،34اإلصدار الرقمي ،دجنبر ،2000الصفحة 36 :ومايليها.
][23
لذلك أكد املشرع املغربي في املادة 47من القانون 67.12على أن املكري بإمكانه أن يطلب من املكمة
التصريح بتصحيح اإلشعار والحكم على املكتري هو ومن يقوم مقامه باإلفراغ ،إذا امتنع هذا األخير عن
اإلفراغ إما صراحة أو ضمنيا وذلك ببقائه في املحل بعد مض ي األجل املحدد في اإلشعار.
وحتى يخرج طلب املكري من مرحلة الجمود إلى املمارسة الفعلية فإنه مطالب باللجوء إلى الجهة
القضائية املختصة بالنظر في هذا النوع من القضايا ،وذلك كلما توفرت لديه شروط رفع الدعوى.
إن دعوى تصحيح اإلشعار باإلفراغ ال تتميز بأي خصوصية فيما يرجع إلى الشروط الالزم توفرها
فيها ،لذلك ال بد أن تتوفر فيها شكليات الدعوى بشكل عام كما هي منظمة في قانون املسطرة املدنية .كأن
تكون مرفوعة من طرف من له الصفة واملصلحة واألهلية في إقامتها ،وذلك طبقا للفصل األول من قانون
املسطرة املدنية ،فضال عن تقديمها في شكل مقال تحترم فيه مقتضيات الفصل 32من نفس القانون،
ومؤداة عنه الرسوم القضائية مالم يكن رافعها مستفيدا من املساعدة القضائية.
كما يجب أن تكون هذه الدعوى مسبوقة بإشعار باإلفراغ تحترم فيه الشكليات التي سبق لنا ذكرها
والتي تنص عليها املادة 46من القانون .67.12وأن يدلي املكري بما يثبت أنه قام بتبليغ اإلشعار إلى املكتري
تبليغا صحيحا وسليما وبالطرق القانونية املشار إليها في نفس املادة السابقة.
وتجدر اإلشارة إلى أنه في الحالة التي يقوم فيها املكتري بإفراغ املحل املكترى بعد أن يكون املكري قد
رفع دعوى تصحيح اإلشعار ،فإنه يتم رفض طلب هذا األخير الرامي إلى الحكم باإلفراغ ،كما هو الحال في
][24
حكم صادر عن املحكمة االبتدائية 39الذي جاء فيه ما يلي" :وحيث أنه ونظرا إلقرار املدعى عليه كونه
إفراغ من العين املكتراة وهو الش يء الذي أكده املدعي أثناء جلسة البحث وأوضح بأنه تسلم من املدعى
عليه مفاتيح املنزل بتاريخ 2012/10/13مما يكون معه طلب الحكم باإلفراغ غير ذي موضوع ويتعين
يعتبر الفصل 71من القانون 67.12بمثابة النص العام الذي يحدد االختصاصات املتعلقة
باملنازعات الكرائية السكنية ،وذلك بإسناد هذا االختصاص للمحكمة االبتدائية ملوقع املحل املكترى،
باإلضافة إلى نصوص أخرى من نفس القانون أسند من خاللها املشرع االختصاص إلى قاض ي املستعجالت.
وبالنظر إلى كون املحكمة االبتدائية تعتبر ذات والية عامة وبالتالي فهي تملك النظر في جميع
الدعاوى مالم يتعلق األمر بنص خاص ،لذلك يمكن أن نقول أن املشرع كان منطقيا 40عندما أسند إليها
اختصاص النظر في املنازعات املتعلقة بكراء املحالت السكنية وخصوصا ما يتعلق بإنهاء هذه العالقة،
وذلك بمقتض ى الفصل 71من القانون 67.12الذي ورد فيه أن املحكمة االبتدائية ملوقع املحل املكترى
أما بالنسبة لالختصاص املكاني ،فإنه وخالفا ملا تقرره القواعد العامة التي تمنح االختصاص بشأنه
ملحكمة املوطن الحقيقي أو املختار للمدعى عليه ،فإن املشرع قد أسند هذا االختصاص في قضايا األكرية
للمحكمة االبتدائية ملوقع املحل املكترى بنص املادة 71من القانون .67.12
- 39حكم عدد 122بتاريخ ،2014/05/14في امللف املدني عدد ،12/175منشور مجلة املحاكم املغربية عدد 143ص .133
- 40عبد القادر العرعاري ،مرجع سابق ،الصفحة.227 :
][25
الفقرة الثانية :آثار الحكم الصادر بتصحيح اإلشعار باإلفراغ
سنتناول في هذه الفقرة إفراغ املكتري للعين املكتراة (أوال) عندما تصرح املحكمة بتصحيح اإلشعار
إن املحكمة عندما تصرح بتصحيح اإلشعار باإلفراغ ويصبح حكمها حائزا لقوة الش يء املقض ي به،
فإن ذلك يعتبر تصريحا بانتهاء عقد الكراء والعالقة الكرائية الرابطة بين طرفيه لذلك يعتبر إفراغ املكتري
من العين املكتراة نتيجة طبيعية تترتب عن عقد الكراء فهذا الحكم هو الذي يضع حدا للعالقة الكرائية
وليس االشعار باإلفراغ لذلك وجب على املكتري هو ومن يقوم مقامه 41مغادرة املحل املكترى وإعادته
وتجدر اإلشارة إلى أن املكتري الذي ال ينفذ الحكم باإلفراغ طواعية قد يجبر على ذلك باستعمال
قانونية42 القوة العمومية .غير أن هذا االلتزام باإلفراغ للمحل املكترى يتوقف على تبليغه الحكم بصفة
ويتم التبليغ وفقا للفصل 433من قانون املسطرة املدنية بعد أن يقدم املكري أو من ينوب عنه إلى
قسم التنفيذ طلبا بذلك مرفقا بالنسخة التنفيذية للحكم أو القرار وشهادة عدم االستئناف .فيبلغ عون
التنفيذ الحكم إلى الطرف املحكوم عليه لتنفيذه وينذره بأن يفي بما قض ى به الحكم حاال أو بتعريفه
بنواياه43.
][26
أوجب املشرع املغربي تعويض املكتري بمقتض ى القانون 67.12في الحالتين التاليتين:
تنص املادة 51من القانون 67.12على أنه" :يجب على املكري في حالة تصحيح اإلشعار باإلفراغ ،أن
يؤدي للمكتري إضافة إلى صوائر االنتقال املثبتة تعويضا قيمته وجيبة كراء سنة حسب آخر مبلغ
فبمقتض ى هذه املادة أصبح من الواجب على املكري ،في حالة تصحيح اإلشعار باإلفراغ من قبل
املحكمة ،أن يؤدي للمكتري تعويضا عن هذا اإلفراغ قدره املشرع قيمته في وجيبة كراء سنة حسب آخر
مبلغ الوجيبة الكرائية املؤدى من طرف املكتري ،هذا باإلضافة إلى صوائر االنتقال بشرط اثباتها.
"إذا تبين أن اإلفراغ من املحل إما تلقائيا تبعا لإلشعار باإلفراغ أو تنفيذا للحكم القاض ي
بالتصحيح ،قد تم بناء على سبب غير مشروع أو سبب لم ينفذ من طرف املكري ،يكون للمكتري الحق في
أن يطالب املكري بتعويض يساوي قيمة الضرر الذي لحقه نتيجة ذلك ال يقل عن الوجيبة الكرائية ملدة
سنة".
ويستفاد من هذا النص أن املشرع املغربي قد خول للمكتري إمكانية املطالبة بالتعويض عن
األضرار التي لحقته إذا ثبت أن سبب اإلفراغ غير املطابق للواقع أو أن املكري لم ينفذ هذا السبب الذي
][27
كان يتواجد به وما كان يحقق له من مزايا مادية ومعنوية واضطره إلى كراء محل آخر ال يحقق له نفس
وحتى يستفيد املكتري من هذا التعويض ،عليه أن يثبت أحد األمرين التاليين:
أولهما :أن يثبت أن السبب الذي بني عليه اإلشعار غير صحيح
وفي هذه الحالة فإنه يتعين على املكتري الذي يكون قد أفرغ املحل فعال أن يطالب املكري بجبر كل
األضرار التي يكون قدد تسبب له فيها ،بعد أن يثبت عدم صحة السبب الذي بني عليه اإلشعار ،مستعمال
حددت املادة 52من القانون 67.12شرطين أساسين يجب توافرهما من أجل استفادة املكتري من
اعتبر املجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) أن إنهاء عقد الكراء املسكن يتم بتسليم مفاتيحه
ملالكه إذا كان غير محدد املدة وأن إثبات هذا التسليم واقع على عاتق مدعيه إذا أنكر خصمه ،45وهو ما
يعني أن املكتري الذي أفرغ فعليا املحل السكني دون أن يسلم مفاتيح املحل ملالكه يعتبر كأن لم يفرغ املحل
ويكون مطالبا بأداء الوجيبة الكرائية أو التعويض للمكري عن املدة التي ملى يسلم فيها هذه املفاتيح.
][28
خالفا للمادة 51من القانون 67.12فإن صياغة املادة 52من نفس القانون تفيد وجوب تقديم
طلب بهذا التعويض" :إذا تبين أن هذا اإلفراغ ...أن يطالب املكري ."...
فاملكتري مطالب بتقديم طلب في املوضوع يحدد فيه مقدار التعويض ويؤدي عنه الرسوم
القضائية46.
خاتمة
لقد عمل املشرع املغربي في القانون 67.12على لم الشتات في الشتات نظم فيه عقد الكراء السكني
واملنهي منذ إبرامه إلى حين انتهائه ،فنسخ بذلك مجموعة من الظهائر ورد الص عليها في املادة ،75كما نسخ
القوانين التي سبق ذكرها وحل الكثير من االشكاالت التي تثيرها وحسم الكثير من التضاربات.
وعليه فإنه يمكن القول أن القانون 67.12قد وفق بنسبة مهمة من تجاوز النواقص التي كانت
تعتري القوانين السابقة فنجده تارة غلب كفة املكري مراعاة منه ألحقيته في بعض األمور وتارة أخرى غلب
- 46وفي هذا قض ى املجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا) بما يلي" :أنه بمقتض ى الفصل 17من ظهير ،1980فإن التعويض عن اإلفراغ
هو حق للمكتري يمكن له أن يطالب به بسبب اإلفراغ .وال يمكن للمحكمة أن تقض ي به تلقائيا وبدون طلب" .قرار صادر بتاريخ 90/09/17
تحت عدد 1813في امللف عدد 85/3132منشور بمجلة اإلشعاع عدد ،4الصفحة 136 :ومايليها.
][29
غير املشرع وإن كان قد استحدث عدة تغييرات جوهرية على قانون الكراء السكني و املنهي ،إال أنه ال
زالت تتخلله بعض االشكاالت ،والتي ظهرت بعد التطبيق فعلى املشرع التدخل وضرورة استدراكها عن
طريق تعديل بعض املقتضيات الخاصة بالتماطل مع استلزام توجيه االنذار كاستثناء من املسطرة
الئحة المراجع
عبد القادر العرعاري ،الوجيز في النظرية العامة للعقود املسماة ،الكتاب الثاني :عقد الكراء
املدني ،مطبعة الكرامة ،الطبعة األولى ،2002الرباط.
إبن منظور الجزء الرابع ،بيروث.
محمد الكشبور ،الكراء املدني والكراء التجاري ،الطبعة األولى ،1997 ،دون ذكر املطبعة،
عبد العزيز توفيق ،قضاء محكمة النقض في الكراء املدني من سنة 1957إلى ،2011الطبعة
األولى.2012-1433 :
أحمد عاصم ،أحمد عاصم ،الحماية القانونية للكراء السكي واملنهي ،مطبعة دار النشر املغربية،
الطبعة األولى.1996 ،
][30
عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون العقود املسماة -الكتاب الثاني -عقد الكراء ،مطبعة األمنية
الرباط ،الطبعة األولى .2013
محمد بن أحمد بونبات ،الجديد في كراء األماكن املعدة للسكن أو االستعمال املنهي ،سلسلة
آفاق ،مطبعة الوراقة الوطنية مراكش ،الطبعة الثانية ،سنة .2000
بديعة املمناوي ،أحكام التبليغ القضائي وإشكاالته العملية في املادة املدنية ،مطبعة النجاح
الجديدة ،الطبعة األولى ،2013الدار البيضاء.
إبراهيم أقبلي ،جميلة حميسة ،إنهاء عقد الكراء السكني في ضوء القانون رقم 67-12واالجتهاد
القضائي ،رسالة لنهاية التدريب امللحقين القضائيين،2015/2013 ،
حياة البراقي ،حق املطالبة باالفراغ :الضمانات و الحدود في ظهير 25دحنبير 1980أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون الخاصـ جامعة محمد الخامسـ كلية العلوم القانونية و االقتصادية و
االجتماعية السنة الجامعية 2006/2005أكدال الرباط..
محمد إبراهيمي ،إنتهاء عقد الكراء املدني على ضوء قانون 12.67املتعلق بتنظيم العالقات
التعاقدية بين املكري واملكتري ،رسالة نهاية التدريب باملعهد العالي للقضاء.2015/2013 ،
حياة البراقي ،االنهاء و الفسخ في ضل القانون 12.67املنظم للعالقات التعاقدية بين املكري و
املكتري للمحالت املعدة للسكنى واالستعمال املنهي ،مجلة قضاء محكمة النقض عدد 77سنة
.2014
املصطفى لزرق ،االفراغ لالحتياج للسكنى من خالل توجهات املجلس األعلى ومقتضيات ظهير 25
دجنبر ،1980قضايا كراء األماكن السكنية واملهنية واملحالت التجارية من خالل اجتهادات
املجلس األعلى.
][31
مجلة القضاء والقانون ،العدد .138
مجلة القضاء املدني عدد .1
مجلة رسالة املحاماة عدد 30و .31
مجلة املحاكم املغربية عدد .67
مجلة قضاء املجلس األعلى ،اإلصدار الرقمي دجنبر ،2000العدد .32
سلسلة دالئل عملية عدد ،6مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء.
منشور بمجلة اإلشعاع عدد .4
الفهرس
مقدمة 1 ............................................................................................................................................................
املبحث األول :أسباب إنهاء عقد الكراء السكني واملنهي في ضوء القانون 3 ...................................... 67-12
املطلب األول :إنهاء العقد بسبب االحتياج للسكنى وبسبب الهدم والتماطل 4 ..........................................
الفقرة األولى :إنهاء العقد بسبب االحتياج 4 ..................................................................................................
الفقرة الثانية :إنهاء العقد بسبب الهدم والتماطل 7 ...................................................................................
املطلب الثاني :إنهاء عقد الكراء ألسباب أخرى 11 .........................................................................................
الفقرة األولى :استعمال املحل والتجهيزات املكتراة في غيرما أعدت له 11 ...................................................
الفقرة الثانية :إدخال تغييرات على املحل املكترى بدون مو افقة أو إذن املكري 12 ...................................
الفقرة الثالثة :إهمال املحل املكترى على نحو يسبب له ضررا كبيرا 13 .......................................................
][32
الفقرة الرابعة :استعمال املكتري املحل املكترى ألغراض غيرتلك املتفق عليها في العقد أو املخالفة
لألخالق الحميدة أو النظام العام أو القانون 13 ............................................................................................
الفقرة الخامسة :التولية والتخلي 14 .............................................................................................................
املبحث الثاني :مسطرة إنهاء عقد الكراء السكني واملنهي في ضوء القانون 16 ................................. 67-12
املطلب األول :توجيه اإلشعار17 .....................................................................................................................
الفقرة األولى :النظام القانوني لإلشعار 17 ....................................................................................................
الفقرة الثانية تبليغ اإلشعارو إثباته 21 ..........................................................................................................
املطلب الثاني :تصحيح اإلشعارباإلفراغ 23 ...................................................................................................
الفقرة األولى :دعوى تصحيح اإلشعارباإلفراغ 24 .........................................................................................
الفقرة الثانية :آثارالحكم الصادربتصحيح اإلشعارباإلفراغ 26 .................................................................
خاتمة 29 ...........................................................................................................................................................
الئحة املراجع 30 ...............................................................................................................................................
الفهرس 32 ........................................................................................................................................................
][33