Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
نظرا التساع رقعة مساحة األراضي التي لم تمسها عملية المسح العقاري ،وقصد رفع العراقيل المرتبطة بعدم وجود سندات
الملكية وحتى يمكن السير نحو تطهير الملكية العقارية في بالدنا الفتقار ثلثي الملكية الخاصة إلى سندات الملكية فقد تم
استحداث سند حيازي مؤقت يسمى شهادة الحيازة تخضع إلجراءات التسجيل والشهر وهي معفاة من قاعدة الشهر المسبق .
وقد جاء في المادة 39من القانون 25-90المؤرخ في 1990-11-18المتضمن التوجيه العقاري المعدل والمتمم 1على
أنه(:يمكن لكل شخص حسب مفهوم المادة 823من األمر ،58-75يمارس في أراضي الملكية الخاصة التي لم تحرر
عقودها ملكية مستقرة وغير منقطعة وهادئة وعالنية،ال يشوبها شبهة أن يحصل على سند حيازي يسّم ى شهادة حيازة وهي
تخضع لشكليات التسجيل واإلشهار العقاري،وذلك في المناطق التي لم يتم فيها إعداد سجل مسح األراضي،ويبقى تسليم شهادة
الحيازة في المناطق الرعوية خاضعا للقانون الخاص المعلن عنه في المادة 64أعاله.).
وقد صدر المرسوم التنفيذي رقم 2 254-91ليحدد كيفية إعدادها وتسليمها.
إذن فشهادة هي شهادة تسلم من طرف رئيس البلدية الواقع في دائرة اختصاصها العقار محل الطلب للمساهمة ولو بصفة غير
مباشرة في تكوين السجل العقاري ومجموعة البطاقات العقارية،وإ ن كانت وسيلة تطهيرية إال إنها ال تخلو من المنازعات
بسبب سرعة إجراءاتها وطابعها المؤقت القائم على مجرد تصريح شرفي مدعم بشهادة الشهود ،وما يترتب عنها من
صالحيات خطيرة منحت للمستفيد والتي تضر بالمالك الحقيقي عند ظهوره أو بحقوق الغير .
وبهذا تندرج دراستنا حول البحث عن هذه المنازعات التي تثيرها هذه الشهادة والتي تفيد الحيازة .وبهذا نقسم دراستنا إلى
ثالث محاور:
المحور األول :نتناول المنازعات التي يختص بها القضاء العقاري.
أما المحور الثاني نختص بالدراسة بالمنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري.
ويتعلق المحور الثالث:المنازعات التي يختص بها القاضي الجزائي.
المحور األول :المنازعات التي يختص بها القاضي العقاري:
إن شهادة الحيازة قبل تحريرها من قبل رئيس البلدية فإنه يوجب المشرع على هذا األخير اإلعالن عن العريضة والملف
المتضمن طلب شهادة الحيازة ،طيلة مدة شهرين،وخالل هذه المرحلة قد يعترض أحد األشخاص على إعداد هذه الشهادة أمام
رئيس المجلس الشعبي البلدي،وعلى هذا األخير أن يصرف الطرفين إلى الجهة القضائية المختصة.
القانون رقم ، 25-90المؤرخ في 1990-11-18المتضمن التوجيه العقاري ،ع ، 49المؤرخة في .1990-11-18 1
المرسوم التنفيذي رقم ،254-91المؤرخ 1991-07-27الذي يحدد كيفيات إعداد شهادة الحيازة وتسليمها المحدثة 2
بموجب المادة 39من القانون 25-90المتضمن التوجيه العقاري،ج ر،ع ،36المؤرخة في .1991-01-31
وهنا أي منازعة قبل إعداد هذه الشهادة من اختصاص القاضي العقاري باعتبارها منازعات تندرج ضمن منازعات الحيازة
3
والتي نص عليها المشرع في المادة 512/2قانون إجراءات مدنية وإ دارية.
أما عن االختصاص اإلقليمي فوفقا للمادة 518قانون إجراءات مدنية وإ دارية تؤول هذه المنازعات إلى االختصاص اإلقليمي
للمحكمة التي يوجد العقار في دائرة اختصاصها.
أما عن نوع الدعاوى التي ترفع فهي إما دعوى يرفعها الحائز لدفع هذا االعتراض بما يسمى دعوى منع التعرض أو دعوى
يرفعها ربما المالك الحقيقي والذي اكتسب الملكية بالتقادم المكسب أو له سند ملكية بما يسمى دعوى استحقاق الملكية ،أو
دعوى يرفعها الحائز الحقيقي والفعلي بما يسمى بدعوى استرداد الحيازة.
ولكل من هذه الدعاوى شروطها وأحكامها وهو ما سنتطرق إليه كالتالي.
أوال-دعوى منع التعرض:
تنص المادة 820ق م على أنه(:من حاز عقارا واستمر حائزا له مدة سنة كاملة ثم وقع له تعرض في حيازته جاز له أن
يرفع خالل السنة دعوى بمنع التعرض).
تعد دعوى منع التعرض دعوى الحيازة الرئيسية إذ هي تحمي الحيازة في ذاتها وهي الحيازة األصلية دون الحيازة العرضية
بشرط أن تستمر سنة.
فهنا هذه الدعوى تحمي الحيازة كوضعية دون خوض القاضي في شرعيتها أو في وجود حق عيني أو انعدامه،ومنه يقضي
بوجود أو عدم وجود التعرض على الحيازة الممارسة على العقار.
إن هذه الدعوى من ضمن دعاوى الحيازة،وهذه األخيرة لها نظام خاص بينما تدخل دعوى الملكية ضمن النظام العادي
4
للدعوى.
والقاضي المعروض عليه هذه دعوى التعرض يتأكد من المسائل التالية والتي نصت عليها المادة 524قانون إجراءات مدنية
وإ دارية على أنه(:يجوز رفع دعاوى الحيازة،فيما عدا دعوى استرداد الحيازة،ممن كان حائزا بنفسه أو بواسطة غيره لعقار
أو لحق عيني عقاري وكانت حيازته هادئة علنية ومستمرة ال يشوبها انقطاع وغير مؤقتة،دون لبس واستمرت هذه الحيازة
5
لمدة سنة على األقل: .).
-أن تكون الحيازة هادئة:بحيث يجب أن يحوز الشخص العين بصفة هادئة وبدون إكراه ،وإ ال كانت معيبة،خاصة إذا أكره
الحائز شخصا آخر كان حائزا للعقار قبل على ترك الحيازة،وبالتالي صاحب الحيازة تحصل عليها عن طريق اإلكراه
6
والتهديد.
القانون رقم 09-08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،المؤرخ في ،2008-02-25ج ر،ع 21المؤرخة في .2008-04-22 3
عبد السالم ديب،قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد،ترجمة المحاكمة العادلة،طبعة ثانية،موفم للنشر ،ص.57 4
بالرجوع إلى قرار المحكمة العليا تحت رقم 241917مؤرخ في ،2003-04-23مجلة قضائية ،2004ع]]دد ،01ص 210على أن]]ه(:االكتف]]اء 5
بمجرد المعاينة المادية للوجود على القطعة األرضية وعدم استيفاء إجراءات إعداد المادة 415من ق إ م يحوالن دون تكريس الحيازة).
عيسى أحمد،أسباب كسب الملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري،مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية،العدد السابع،ص .359 6
-أن تكون الحيازة مستمرة :وهي أن يستمر الحائز في ممارسة السيطرة المادية على محل الحيازة وذلك خالل المدة التي
حددها المشرع ،أي أن يمارس الحيازة لمدة سنة على األقل.
-أن تكون الحيازة علنية :البد أن تكون حيازة عالنية،بحيث يباشرها الحائز على مشهد من الناس ،وفي القليل على مشهد من
المالك أو صاحب الحق الذي يستعمله الحائز .فإذا أخفاها الحائز على المالك أو صاحب الحق كانت الحيازة مشوبة بعيب
7
الخفاء أو عدم العالنية ومن تم ال تكون صالحة ألن تحمى بدعاوى الحيازة.
وبهذا فإن هذه الدعوى تخضع الختصاص قاضي الموضوع وليس قاضي االستعجال،ألن حل النزاع يقتضي تحريات حول
صفة الحائز وعناصر الحيازة وشروطها ومدتها ،ويجب على بالخصوص إثارة مسألة معرفة ما إذا كان المدعي الذي
اعترض في حيازته تتوفر فيه هذه الشروط المنصوص عليها قانونا،وهي المسألة التي ال يمكن إطالقا طرحها في دعوى
8
إستعجالية.
ويترتب على هذه الدعوى مايلي:
-ال يمكن الجمع بين دعوى الحيازة ودعوى الملكية في نفس الطلب القضائي :فال مجال في دعوى الحيازة التعرض
للملكية،إذ أنها تسمح للحائز بحماية حيازته من كل تعرض قد يصيبها دون النظر إذا كان مالك للحق العيني من
عدمه،9ومجال دعوى الملكية هو تحديد المالك الحقيقي لحق العيني ،وعليه إذا تعرض القاضي ألصل الحق قد يؤدي إلى
الحكم عمى الحائز رغم ثبوت حيازته ،وذلك اعتمادا على ملكية خصم.
ولهذا فغالبا ما يرد المدعى عليه في دعوى التعرض بملكيته للعقار،بينما ال يمكن لمن ادعي عليه بدعوى الحيازة أن يرد إال
في نطاق هذه الدعوى لنفي التعدي أو لإلدعاء بدوره بالحيازة لنفس العقار،وال يمكنه التقاضي للمطالبة بالملكية إال بعد
الفصل نهائيا في دعوى الحيازة.
10
وإ ذا خسر المدعي دعوى الحيازة ال يمكنه أن يدعي للمطالبة بالملكية إال بعد تنفيذ الحكم الصادر ضده بشأن الحيازة.
لهذا فالقاضي ال يمكنه أن يفصل في أصل الحق بمناسبة دعوى الحيازة وحتى أنه ال يجب أن يتأثر بالعناصر المتعلقة بأصل
11
الحق كصفة المالك،غير أنه ال يمنعه هذا من اإلطالع على األسانيد المقدمة في منظور الحياة فقط كإثبات مدة الحيازة.
فراجي كوثر،ا لحيازة و أثرها في كسب الملكية العقارية بالتقادم المكسب في القانون الجزائري،مجلة القانون العقاري والبيئة،العدد ،1ص .09 7
قرار المحكمة العليا 236757،مؤرخ في ،2002-09-25مجلة اإلجتهاد القضائي،الغرفة العقارية،الجزء الثاني،1004،ص .278،281 8
صدوقي المهدي،شرايطي خيرة ،غريبي محمد،دعاوى الحيازة في التشريع الجزائري،مجلة الفكر القانوني والسياسي،العدد الخامس،ص .16 9
وهذا ما أكده قرار للمحطمة العلي]]ا تحت رقم 56026م]]ؤرخ في ،1989-11-15مجل]]ة قض]]ائية ،1990ع]]دد ،02ص (:32من المق]]رر قانون]]ا 11
أن قضاة الموضوع مقيدين بموضوع الدعوى األصلية،فال يج]وز الفص]ل في دع]وى الملكي]ة إذا ك]انت ال]دعوى األص]لية هي دع]وى الحي]ازة ومن ثم
القضاء بخالف ذلك يعد خرقا للقانون.
ولم]]ا ك]]ان في قض]]ية الح]]ال أن قض]]اة الموض]]وع فص]]لوا في الملكي]]ة بإثب]]ات حال]]ة الش]]يوع في األرض موض]]وع ال]]نزاع في حين أن دع]]وى الط]]اعنين
كانت دعوى منع التعرض للحيازة،فإنهم بقضائهم هذا خرقوا أحكام المادتين 415و 426من قانون اإلجراءات المدنية اللتين ال يجوز معهما النظر
في دعوى الملكية إذا كانت الدعوى األصلية هي دعوى الحيازة:).مشار إليه:حمدي باشا،القضاء العقاري،دار هومة،ص .191
كما أنه ال بد عليه مناقشة مدى توافر شروط هذه الدعوى ومدى توفر السيطرة المادية لدى المدعي،وبالتالي يجب عليهم منع
المدعى عليه التعرض لحيازته دون أن يتطرقوا لبحث مسألة ما إذا كان صاحب حق أم ال.
-ال يجوز رفع دعوى الحيازة بعد الفصل النهائي في دعوى الملكية بموجب حكم نهائي ألن هذه األخيرة هي دعوى حماية
أصل الحق تغني عن حماية الحيازة ،إذا كسب الحائز دعوى الحق.
-إن الحيازة واقعة مادية يتم إثباتها بكافة طرق اإلثبات القانونية ،ولهذا ال تتطلب أسانيد الملكية في هذه الدعوى ويتم االكتفاء
بالبحث عن صحة الحيازة.
-ال تقبل دعوى منع التعرض إال إذا رفعت خالل سنة من التعرض،وبهذا يبدو هذا األجل قصير وغير كاف.
-وجوب اقتصار القاضي في دعوى منع التعرض على وقف التعرض في حالة ثبوت الحيازة القانونية،12وفي الحالة المعاكسة
يرفض طلبهم وهو ما جاء في قرار المحكمة العليا 162028مؤرخ في ،1998-06-24الغرفة العقارية،غير منشور(:حيث
أنه ولما كان النزاع ينصب حول اعتراض المطعون ضدهم أمام البلدية على مسعى الطاعنين الرامي إلى الحصول على
شهادة الحيازة المنصوص عليها بالمادة 39من القانون 25-90المتضمن التوجيهي العقاري والمرسوم التطبيقي له رقم
254-91وهما النصان اللذان يرجعان إلى المادة ة 823من القانون المدني بالنسبة للمادة 39وإ لى المادة 413من قانون
اإلجراءات بالنسبة للمرسوم التطبيقي.
فإن قضاة الموضوع بعد أن استنتجوا من عناصر الدعوى أن الطاعنين لم يثبتوا حيازتهم وأن األرض كانت محل نزاع سابق
مما يفيد بأن الحيازة غير متوفرة األركان وأن المطعون ضدهم قدموا سندات حول األرض محل النزاع انتهوا إلى القضاء
13
برفض دعوى الطاعنين فهم بذلك أعطوا لقرارهم أساسا قانونيا).
قد يرفع الحائز الحقيقي دعوى استرداد حيازته وذلك إذا تعدى عليها طالب هذه الشهادة وقام باغتصاب العقار أو الحق العيني
منه عنوة أو إكراها،أو العكس قد يرفع هذه الدعوى طالب الشهادة والذي اغتصب منه العقار من طرف أحد األشخاص
14
والذي يدعي بالحيازة،حيث أن هذه الدعوى تسمح للحائز بتتبع العقار في أي يد تحوزه الستعادته منها.
وعن ميعاد هذه الدعوى هي مدة سنة من فقدها وهو ما نصت المادة 817/1من القانون المدني على أنه(:يجوز لحائز العقار
إذا فقد حيازته أن يطلب خالل السنة التالية لفقدها،ردها إليه فإذا كان فقد الحيازة خفية بدأ سريان السنة من وقت انكشاف
15
ذلك).
قرار المحكمة العليا 25217،مؤرخ في ،2001-12-29مجلة االجتهاد القضائي،الغرفة العقارية،الجزء الثاني،2004،ص .326 12
حيث ب]]الرجوع إلى ق]]رار المحكم]]ة العلي]]ا تحت رقم 468236م]]ؤرخ في ،2008-10-15مجل]]ة المحكم]]ة العلي]]ا،ع]]دد خ]]اص،الغرف]]ة العقاري]]ة، 15
،2010الجزء الثالث،ص ،102على أنه(:ترفع دعوى استرداد الحيازة قانونا وجوبا خالل السنة من فقدها.
وللحائز أن يرفع في الميعاد القانوني دعوى استرداد الحيازة على من انتقلت إليه حيازة الشيء المغتصب منه ولو كان هذا
16
األخير حسن النية.
والقاضي الذي ينظر في الدعوى ال يستجيب للطلب إال بعد التأكد من الحيازة القانونية لرافع الدعوى،ويمكن القول على أن
القاضي يمكن أن يأخذ بمبدأ الحيازة األحق بالتفضيل وهي تلك الحيازة القائمة على سند قانوني،وإ ذا لم يكن لدى أي من
الحائزين سند أو تعادلت سنداتهما كانت الحيازة األحق األسبق في التاريخ.
ثالثا-دعوى استحقاق الملكية أو دعوى منع التعرض أو وقف األعمال الجديدة:
قد يظهر المالك الحقيقي الذي بيده سند رسمي يثبت ملكيته وليس حيازته،ويعترض على الحائز طالب شهادة الحيازة،ويرفع
بذلك دعوى استحقاق ملكيته.
ويمكن تعريفها على أنها دعوى يطالب فيها المالك بتثبيت ملكيته على العقار محل المطالبة العقارية،أو هي دعوى يرفعها
17
المالك للمطالبة بملكيته التي يكون تحت الغير وهي ال تسقط بالتقادم.
وهنا إثبات الملكية بدعوى أنه صاحب حق،يثبتها بالسندات القانونية،لكن لألسف قد لوحظ خالل الممارسة القضائية قيام بعض
القضاة بتعيين خبير لتحديد المالك الحقيقي للعقار محل المنازعة،ويمكن القول أن هذه تعتبر مسألة قانونية وليست مسألة فنية
تحتاج إلى خبير.
أما دعوى منع التعرض للملكية كقيام الغير بالتعرض للمالك وحرمانه من ممارسة سلطاته الثالث،كمنع شخص للمالك من
حرث أرضه بدعوى أنه يحوزها أو منعه من البناء وغيرها من أفعال التعرض.
وبالنسبة لدعوى وقف األعمال الجديدة ،وهي في حالة الشروع في أعمال من شأنها حرمان المالك من ملكيته،كقيام شخص
18
أجنبي بتشجير وغرس أرض دون إذن من صاحبها...
المحور الثاني:المنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري:
إن هذه المنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري تتعلق تثور ما بعد تسليم شهادة الحيازة،وباعتبارها قرار إداري فإنه
يختص بها القاضي اإلداري وتتمثل هذه المنازعات في:
أوال-دعوى إلغاء شهادة الحيازة:
وهنا من المفروض يتم الطعن باإللغاء في القرار المتضمن شهادة الحيازة في اآلجال المنصوص عليها في المادة 829من
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والمحددة ب 4أشهر يسري من تاريخ التبليغ الشخصي من نسخة القرار اإلداري الفردي
أو من تاريخ نشر القرار التنظيمي أو الجماعي.
لكن بالرجوع إلى قرار مجلس الدولة تحت رقم 053423المؤرخ في ،2010-05-27الغرفة الرابعة،القسم األول ،غير
منشور أن(:وحيث أنه مادام ثابتا في قضية الحال أن شهادة الحيازة المطعون فيها باإللغاء لم يتم تبليغها للطاعن وبل ال
يتصور أن تبلغ إليه على ضوء اإلجراءات التي حددها المرسوم 254-91المؤرخ في 1991-07-27المتعلق بكيفيات
إعداد شهادة الحيازة فإن أجل الطعن ضدها يبقى مفتوحا أمامه وال يحتج عليه في هذه الحالة بتاريخ إشهار شهادة الحيازة
21
التي ال يمكن أن يعتبر نشرا بالمفهوم الذي جاء به المشرع فيما يتعلق بالقرارات اإلدارية التنظيمية).
وعن أوجه إلغاء شهادة الحيازة،بسبب تحريرها على عقار له سند ملكية ومشهر،أو منطقة ممسوحة باعتبار أن المشرع في
المادة 39من القانون 25-90المتضمن التوجيه العقاري المعدل والمتمم قد نص على أنه تحرر هذه الشهادة في المناطق
غير الممسوحة وكذا في أراضي الملكية والتي لم تحرر عقودها،وذلك لتطهير الوضعية العقارية وليس تعقيدها.
ذلك أن أغلب المنازعات والتي ثارت في مثل هذه الحاالت هو أنه عند قيام رئيس المجلس الشعبي البلدي بمراسلة وإ خطار
رئيس مصلحة األمالك الوطنية بالوالية لتوضيح الوضعية القانونية للعقار محل طلب شهادة الحيازة من منظور األحكام
التشريعية التي تحكم األمالك الوطنية،وذلك تحت مسؤولية فإن رئيس المجلس الشعبي البلدي في أعلب األحيان لم يتلقى أي
اعتراض منه خالل مدة شهرين من تاريخ اإلخطار،ولهذا فملزم بتحرير شهادة الحيازة،على الرغم من أنه العقار كان له سند
22
مشهر لكن تماطل رئيس مصلحة أمالك الدولة أدى رئيس المجلس الشعبي البلدي بإعداد تلك الشهادة.
وبالتالي فإن دعوى إلغاء شهادة الحيازة ال تغني المتحصل على حكم اإللغاء من رفع دعوى استرداد الحيازة أو دعوى
استحقاق أمام القسم العقاري ، 23باعتبار أن حكم اإللغاء ال يلزم الحائز صاحب الشهادة من إخالء العقار.
وهو ما أكده قرار المحكمة العليا رقم 426996الصادر بتاريخ ،2007-12-12مجلة المحكمة العلي ]]ا،الع ]]دد ،01،2008ص (:215وحيث أن 19
رئيس المجلس الشعبي البلدي هو مصدر هذه الشهادة وهو الهيئة اإلدارية المشار إليها في المادة 07من قانون اإلجراءات.
وحيث أن قض]]اة المجلس ولم]]ا تمس]]كوا باختصاص]]هم يكون]]وا ق]]د خ]]الفوا قواع]]د االختص]]اص الن]]وعي وال]]تي هي من النظ]]ام الع]]ام،مم]]ا يجع]]ل ق]]رارهم
معرض للنقض).
مرابط أسماء،دمانة محمد،المرجع السابق منازعات شهادة الحيازة،مجلة الحقوق والحريات،المجلد الخامس ،العدد ،02سنة ،2019ص .208 20
تنص الم ]]ادة 11من المرس ]]وم 254-91س ]]الف ال ]]ذكر على أن ]]ه(:يل ]]زم رئيس مص ]]لحة األمالك الوطني ]]ة بالوالي ]]ة تحت طائل ]]ة قي ]]ام مس ]]ؤوليته 22
الشخصية بإطالع رئيس المجلس الشعبي البلدي بالوضعية القانونية المطلوبة في أجل شهرين اعتبارا من تاريخ إخطاره بذلك.).
مرابط أسماء،دمانة محمد،المرجع السابق،ص .212 23
إن عريضة دعوى إلغاء شهادة الحيازة تشهر بالمحافظة العقارية باعتبارها من الدعاوى التي وردت في نص المادة 85من
المرسوم رقم 63-76المتعلق بتأسيس السجل العقاري والتي هي معنية بالشهر في المحافظة العقارية تحت طائلة عدم
القبول ألنها دعوى ترمي إلى إلغاء حق مشهر،باعتبارها شهادة الحيازة بعد إعدادها من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي
تشهر بالمحافظة العقارية وهو ما تنص عليه المادة سالفة الذكر على أنه«:إن دعاوى القضاء الرامية إلى النطق بفسخ أو
إبطال أو إلغاء أو نقض حقوق ناتجة عن وثائق تم إشهارها ال يمكن قبولها إال إذا تم إشهارها مسبقا.«....
فإنه خصت بالشهر كل عريضة رفع دعوى تتعلق بعقار أو 24
وبالرجوع إلى نص المادة 16مكرر 1/من األمر 74-75
حق عيني عقاري.
لكن بالرجوع إلى أحد القرارات القضائية فإنه إذا تبين بأن األرض محل النزاع لم يتم مسح األراضي فيها ،وعليه فإن
إشهار العريضة االفتتاحية ليس شرطا فيه والذي الزال اإلشهار فيه شخصيا طبقا للمادة 27من األمر 74-75المتضمن
تأسيس السجل العقاري والمادة 113من المرسوم 63-76المؤرخ في ،251976-03-25وهنا باعتبار شهادة الحيازة كآلية
موازية للتطهير العقاري في المناطق غير الممسوحة أي المناطق التي مازال نظام الشهر الشخصي مطبقا فيها وليس نظام
الشهر العيني،وبالتالي فهي غير معنية بالشهر العقاري.
ثانيا-دعوى التعويض:
قد يرتكب المحافظ العقاري أخطاء أثناء ممارسة مهامه تضر بالغير تترتب عليه المسؤولية ،كأن يقوم بإشهار شهادة
الحيازة على الرغم من أن العقار له سند مشهر بالمحافظة العقارية ،والدولة هي التي تحل محله في دفع التعويض وذلك في
حالة األخطاء الوظيفية أي ارتكابه لخطأ مرفقي سواء كانت األخطاء عادية 26أو جسيمة،ويتم رفع الدعوى في أجل سنة من
يوم اكتشاف فعل الضرر وإ ال سقطت الدعوى،وتتقادم الدعوى بمرور 15عام ابتدءا من ارتكاب الخطأ، 27وينعقد
االختصاص في دعوى التعويض لألخطاء اإلدارية للمحاكم اإلدارية،وال يبقى للدولة سوى الرجوع عليه بدعوى الرجوع في
تنص المادة 16مكرر 1/من األمر رقم 74-75المؤرخ في ،1975-11-12المتضمن مس]]ح الع]]ام لألراض]]ي وتأس]]يس الس]]جل العق]]اري ،ج 24
ر،ع ،92س]نة .1975على أن]ه «:تش]هر بالس]جل العق]اري الممس]وك بالمحافظ]ة العقاري]ة المختص]ة إقليمي]ا ك]ل عريض]ة رف]ع دع]وى تتعل]ق بعق]ار أو
حق عيني عقاري مشهر سنده بعد تسجيلها بأمانة ضبط المحكمة«.
حمدي باشا،القضاء العقاري،المرجع السابق،ص .247 25
جمال بوشنافة،شهر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري ،دار الخلدونية،2006،ص .214 26
فهذا ما نصت عليه المادة 23من األمر 74-75سالف الذكر بنصها على ما يلي«:تكون الدولة مسؤولة بسبب األخطاء المضرة بالغير والتي 27
يرتكبها المحافظ العقاري أثناء ممارسة مهامه،ودعوى المسؤولية المحركة ضد الدولة يجب أن ترفع في أجل عام يحدد من اكتشاف فعل الضرر
وإ ال سقطت الدعوى ،وتتقادم الدعوى بمرور 15عام ابتدءا من ارتكاب الخطأ«.
دفع التعويض 28وذلك إذا كان الخطأ الذي ارتكبه جسيما،بمفهوم المخالفة في الحالة التي ال يتصف فيها خطأ المحافظ العقاري
29
بالجسامة رغم تحملها عبئ تعويض المتضرر ال يمكنها رفع دعوى الرجوع.
إن شهادة الحيازة هي شهادة اسمية تمنح لحائز معين ،فبوفاته فإنه يحق للورثة طلب شهادة باسمهم وذلك خالل سنة من
الوفاة،وهنا السلطة المختصة بمنحها ال تنظر من جديد في مدى توفر شروط الحيازة وغيرها من الشروط فقط البد للورثة
30
تحرير شهادة توثيقية وتشهر بالمحافظة العقارية.
لكن إذا تم تقديم طلب لشهادة الحيازة بعد فوات مدة سنة وخارج اآلجال القانونية من وفاة مورثهم فهنا ال يمكن للسلطة
المختصة بمنحها رفض الطلب وتبرير الرفض بالمدة الممنوحة لهم بإيداع الطلب،فهذا القرار من هذا الجانب وإ ن كان
صحيحا إال أنه من جانب آخر قرار معيب يكون محل طعن باإللغاء،ذلك أنه يمكن للورثة الحصول على هذه الشهادة من
31
جديد وذلك إذا توفرت شروط الحيازة الهادئة والمستمرة وغير المنقطعة وكذا شرط مدة سنة للحيازة هذه.
المحور الثالث:المنازعات التي يختص بها القاضي الجزائي:
بالرجوع إلى نص المادة 46من القانون رقم 25 - 90يتضمن التوجيه العقاري المعدل والمتمم،فإنه(:يعاقب بالحبس سنة
واحدة إلى خمس سنوات وبغرامة مالية من 2000دج إلى 10.000دج كل شخص تعمد تصريحا غير صحيح ،أو إشهادا
غير صحيح أو استظهر أوراقا أو وثائق أو عقودا غير صحيحة أو أفسد بعضها ،فحصل أو سعى ليحصل غيره بغير حق
على شهادة حيازة أو استعمل أو حاول استعمال شهادة ملغاة.
لم تتضمن النصوص القانونية المتعلقة بالش]]هر العق]]اري كيفي]]ة رج]]وع اإلدارة على الموظ]]ف وإ ج]]راءات ذل]]ك،وله]]ذا يتم الرج]]وع للقواع]]د العام]]ة 28
المتعلقة بكيفية رفع الدعاوى اإلدارية المقررة في قانون اإلج]راءات المدني]ة واإلداري]ة باعتب]ار دع]وى الرج]وع تتم بين اإلدارة والموظ]ف،وكم]ا أنه]ا
ترفع من طرف المدير الوالئي للحفظ العقاري المختص إقليميا،وتتقادم هذه الدعوى بمرور 15يوما من دفع التعويض طبقا للقواعد العامة.
لبيض ليلى،منازعات الشهر العقاري في التشريع الجزائري،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في العل]]وم القانوني]]ة،جامع]]ة محم]]د خيض]]ر،بس]]كرة،كلي]]ة 29
الحقوق،2012-2011،ص .104
تنص الم]]ادة 40من ق]]انون التوجي]]ه العق]]اري،على أن]]ه(:ش]]هادة الحي]]ازة اس]]مية ال يج]]وز بيعه]]ا وإ ذا ت]]وفي الحاص]]ل على ش]]هادة الحي]]ازة أو أح]]د 30
الحاصلين عليها تكون أمام الورثة أو المشتركين اآلخرين في الحيازة إن اقتضى األم]ر م]دة س]نة إبت]داءا من ت]اريخ الوف]اة لطلب تس]ليم ش]هادة جدي]دة
باسمهم ويشمل هذا التسليم حق الحلول قانونا محل الحاص]ل أو الحاص]لين على ش]هادة الحي]ازة الق]ديم،وإ ن لم يق]ع االختي]ار خالل األج]ل المخص]ص
ألغيت الشهادة المذكورة).
قرار المحكمة العليا تحت رقم 0944424المؤرخ في ،2015-11-12مجلة المحكمة العليا. 31
ويعاقب بغرامة ملية تتراوح بين 1000دج و 5000دج كل شخص عطل أو منع تسليم شهادة الحيازة بمراوغة تدليسية أو
احتجاج او اعتراض تعسفي).
وبهذا فإن استعمال الطرق االحتيالية والمراوغة التدليسية في الحصول على هذه الشهادة،تعتبر جريمة يعاقب عليها المشرع
الجزائي.