Professional Documents
Culture Documents
9191/9102
1
المبحث الثالث :الحجوز طريق للتنفيذ
كما سبقت اإلشارة يعتبر تنفيذ األحكام النقطة األساسية في المراحل التي يقطعها الحكم
،وتعود هذه األهمية إلى كون الحكم تبقى دون حماية حقيقية إذا لم تتوج بالتنفيذ،
وطبيعي جدا أال يقوم المحكوم عليه بالتنفيذ التلقائي االختياري للحكم الصادر ضده،
نظرا لغلبة الطابع األناني الغالب على سلوكه ،وهذا ما يفرض التنفيذ ولو رغم إرادة
المحكوم عليه ،وليست الحجوز سوى تلك الطريقة الجبرية التي تجعل الملزم بالتنفيذ
خاضعا لقواعد التنفيذ ولو لم يرغب في ذلك.
المطلب األول :الحجز التنفيذي
نظم المشرع المغربي الحجز التنفيذي في الفصول 064 -061من ق.م.م كما قد يرد
على العقارات 044 -062من ق.م.م.
الفقرة األولى :إجراءات الحجز التنفيذي على المنقوالت
ويراد به الحجز على المنقوالت المادية التي توجد بحوزة المنفذ عليه والمملوكة والتي
يضعها القضاء بين يديه إلى ان يتم بيعها بالمزاد العلني القتضاء حق الحاجز من
ثمنها ،ويتم الحجز التنفيذي على المنقول بإتباع مجموعة من اإلجراءات تكمن في
ضرورة حصرها ووصفها وصفا دقيقا في محضر ينجزه عون التنفيذ ،وذلك طبقا
لمقتضيات الفصلين 044و 046من ق.م.م ،فوفقا للفصل 044من ق.م.م ال يمكن
الحجز على المنقوالت إال بتوافر مجموعة من الشروط:
-0ضرورة االشارة إلى السند الذي يستند إليه طالب التنفيذ للقيام بالحجز.
-9وجوب ذكر مكان الحجز وهو الذي توجد به المنقوالت مع ضرورة االشارة إلى
انتقال عون التنفيذ إليه ،وإذا لم يشر عون التنفيذ إلى أن محضر الحجز قد تم في
مكانه فإن الحجز يكون باطال وعديم األثر ،ويتعين مباشرة التنفيذ من العون داخل
عشرة أيام.
-3ضرورة القيام ببيان مفصل لمفردات المنقوالت التي سيقع حجزها.
2
-0تحديد ميعاد البيع الذي يجب أن يكون بعد انتهاء اجل ثمانية أيام من يوم الحجز،
مالم يتفق الدائن والمدين على اجل أخر.
-4ضرورة توقيع عون التنفيذ على المحضر الذي أنجزه.
وسمح المشرع من خالل الفصل 060من ق.م.م بإبقاء الحيوانات واألشياء المحجوزة تحت
حراسة المنفذ عليه بشرط موافقة الدائن على ذلك ،غير أن المنفذ عليه يلتزم بالتعويض عن
أي ضرر يلحق بالدائن نتيجة استعمال الحيوانات واألشياء.
-6ينبغي تبليغ المدين بنسخة من محضر الحجز التنفيذي سواء بشكل مباشر إذا كان حاضرا
أثناء القيام بإحصاء األشياء المنقولة التي سيتم حجزها.
وتجدر اإلشارة إلى أن مباشرة إجراءات الحجز التنفيذي ال يمكن أن تتم إال بعد احترام قواعد
شكلية من بينها ضرورة احترام جميع طرق الطعن ووجوب إيقاع حجز تحفظي على
األموال المحجوزة ما لم يتفق على خالف ذلك ،ومنها كذلك ضرورة تبليغ الحكم للمدين
للدفاع عن حقوقه ،فضال عن ضرورة تقديم طلب بهذا الخصوص من قبل الطرف المعني،
إذ ل يعد مقبوال ان تباشر المحكمة التنفيذ تلقائيا ولو كان الحكم نهائيا.
ويرتب الحجز التنفيذي على المنقول هو بيع ذلك المنقول هذا بطبيعة الحال أهم أثر ،غير أن
هذا البيع يتميز ببعض الخصائص عن غيره من البيوع العادية األخرى ،وذلك ألنه يرمي
إلى التوفيق بين مصلحتين أوالهما تكمن في الحفاظ على مصلحة الدائن في الحصول على
حقه.
وثانيهما تثمتل في عدم المساس بالمدين وذلك ببيع المدين وذلك ببيع ماله بشكل تعسفي
وبثمن أقل بكثير من الثمن الحقيقي للمنقول الذي يملكه ،وتحقيقا لهاتين المصلحتين قرر
المشرع بيع المنقول المحجوز بواسطة المزاد العلني حتى يكثر الراغبون في الشراء ويرتفع
الثمن وبال تالي يستفيد الدائن والمدين على حد السواء ،ويتعين قبل مباشرة البيع القيام بإشهاره
3
واإلعالن عنه وذلك بتعليق اللوائح والملصقات خاصة ببيع تلك المنقوالت على باب المكان
الذي توجد به األشياء المحجوزة ،وهذا ما نص عليه الفصل 063من ق.م.م.
وما ينبغي التذكير به بان المحجوز عليه في بعض الحاالت يكون مدينا ألكثر من دائن وهو
ما يستلزم البحث في مدى إمكانية مباشرة الحجز من كل هؤالء ،وقد انقسم الفقه بخصوص
هذه المسألة فالبعض يرى ان الحجز على الحجز ال يجوز ،وليس أمام الدائنين اآلخرين إال
التدخل للتعرض على الحجز على تلك المنقوالت للحفاظ على ديونهم ،في حين يرى البعض
أنه ال إشكال في مباشرة إجراءات الحجز من الدائنين كلهم.
وقد اختار المشرع المغربي الرأي األول إذ اعتبر الحجز الثاني بمثابة تعرض على األموال
المتحصلة من البيع وهذا ما نص عليه الفصل 064من ق.م.م.
خصص المشرع إجراءات متميزة للحجز التنفيذي الواقع عليه وذلك في الفصول من 062
إلى 044من ق.م.م ،ونظرا ألهمية العقار االقتصادية واالجتماعية فقد أخر المشرع التنفيذ
عليه إلى حين عدم كفاية المنقوالت للوفاء بالدين الذي يطالب به الدائن .وهذا طبقا لمقتضيات
الفقرة االولى من الفصل 062من ق.م.م.
ولمباشرة مسطرة الحجز التنفيذي على العقارات البد من احترام القواعد التالية:
-0ينذر عون التنفيذ المدين بمبلغ المدين الواجب أداؤه وذلك بهدف قيامه بالوفاء بطريقة
اختيارية قبل البدء في إجراءات التنفيذ الجبري ،وعلى العون أن يبلغ المدين بالحكم
الصادر ضده وبنوع السند التنفيذي الجبري ثانيا ،وذلك داخل أجل عشرة أيام من
تاريخ تقديم طلب التنفيذ.
-9يجب أن يشير العون إلى أنه انتقل إلى عين المكان الذي يتواجد به العقار محل التنفيذ،
-3على العون أن يبين موقع العقار وحدوده بصورة دقيقة وان يشير إلى طبيعة العقار
موضوع الحجز هل هو عقار محفظ أم غير محفظ ،فإذا كان محفظا يقيد المحضر من
4
طرف المحافظ في الرسم العقاري ،اما إذا كان غير محفظ فيقيد بالسجل الخاص
بالمحكمة االبتدائية.وهذا طبقا لمقتضيات الفصل 044من ق.م.م.
-0على عون التنفيذ قبل أن يبدأ إجراءات الحجز على العقار المعني ،أن يطلب رسوم
الملكية ممن كانت في حوزته ،وذلك حتى يطلع عليها المتزايدون الذي يودون اقتناء
العقار محل الحجز.
-4على عون التنفيذ أن يخطر شركاء المنفذ عليه في الملكية بإجراءات التنفيذ المباشرة
ضد شريكهم في حالة الشياع وذلك حتى يتمكنوا من المشاركة في السمسرة التي ستتم
بشأن العقار الذي يشاركون المنفذ عليه في ملكيته.
-6يقوم العون المكلف بالتنفيذ بتعيين حارس على العقار المحجوز وإذا لم يكن العقار
مكترى وقت الحجز فإن المنفذ عليه هو الذي يباشر حراسة عقاره بصفته حارسا
قضائيا.
ويترتب عن الحجز التنفيذي على العقارات هو اعتبار العقار محجوزا وموضوعا تحت
يد القضاء ،وهذا يعني ان المدين يفقد التصرف في ذلك العقار ،إذ ال يجوز له أن يفوته
بعوض أو بدون عوض ،وإن كان بإمكانه استغالله واستعماله بصورة ال تضر بمصالح
الدائنين.
وقبل بيع العقار المحجوز بالمزاد العلني يجب على عون التنفيذ أن يقوم بتهييء دفتر
التحمالت وبإجراء اإلشهار القانوني على نفقة المدين ويبين اإلعالن عن المزاد العلني
وعن تاريخ افتتاحه ،كما ينبغي أن يودع محضر الحجز ووثائق الملكية بكتابة الضبط
وكذلك شروط البيع.
وما ينبغي تسجيله بخصوص الحجز التنفيذي ان أهم مستجد يتمثل في تخصيص عدد من
األحكام لقاضي التنفيذ حيث وحسب المادة 040من المسودة يت تعيين قاضي التنفيذ من
بين قضاة محكمة أول درجة لتولي مهام التنفيذ ،وهذا وفقا لقانون التنظيم القضائي الذي
سيصدر بدوره ،وأن قاضي التنفيذ يختص وحده بإصدار األوامر المتعلقة بالتنفيذ
5
واإلشراف ومراقبة سائر إجراءات التنفيذ ،والبت في صعوبات التنفيذ وهذا ما تنص عليه
المادة 049من المسودة.
ولم يفت المسودة ان تنظم االختصاص المكاني بقاضي التنفيذ ،حيث يكون اختصاصه
بالمحكمة المصدرة للحكم ،أو التي يوجد بها المنفذ ضده أو التي توجد بها أمواله طبقا
للمادة 043من المسودة.
نظم المشرع المغربي الحجز لدى الغير في الفصول من 044إلى 026من ق.م.م
ويقصد بالحجز لدى الغير تلك المسطرة التي ترمي إلى عقل أموال المدين بين يدي مدين
هذا االخير ،إما بواسطة كتابة الضبط بناء على سند تنفيذي أو بناء على طلب عند عدم
وجود هذا السند على أن يطالب الحاجز باستخالص المبالغ المحجوزة مباشرة أو بتسليمه
نتاج بيع لألشياء المحجوزة.
وطبيعي أن قيام الحجز لدى الغير يتطلب توافر عدة شروط .
وهذا يعتبر من أهم الشروط التي نص عليها المشرع في الفصل 044فقي الفقرة األولى
من ق.م.م ،وذلك ألنه ال يمكن تصور إيقاع حجز لدى الغير إذا لم يكن ثمة دين ثابت
يثبت المديونية ،وثبوت الدين يعني خلو الدين من النزاع وحلوله واستحقاقه ،وهناك
ترابط بين ثبوت الدين والسند التنفيذي الذي قد يستند إليه الدائن للحجز على أموال مدينه
بين يدي المحجوز لديه ،الن ثبوت الدين قد يكون بناء على حكم قضائي أو محضر
رئاسي ،أو حكم أجنبي مذبل بالصيغة التنفيذية يقضي بمديونية المدين المحجوز عليه.
ومع ذلك فالسند التنفيذي يتميز عن ثبوت الدين بتنوعه إذ نجد األحكام القضائية واألوامر
الوالئية واألوامر القضائية سواء كانت أوامر استعجالية أو أوامر أداء واألحكام األجنبية
6
وأحكام المحكمين وغيرها ،...والواقع ان اشتراط المشرع ثبوت الدين إليقاع الحجز لدى
الغير وذلك تسهيال على الدئنين ،إذ ليس ضروريا أن يكون ذلك الدين ثابتا بموجب سند
تنفيذي ،وهذا على عكس اشتراط تقديم السند التنفيذي كأساس للمطالبة بإيقاع الحجز لدى
الغير ،ألنه غالبا ما تكون الندات التنفيذية عن جهات رسمية خالف الدين الثابت الذي
يجوز أن يترتب عن مجرد اتفاق أو عقد بين الدائن والمدين.
بالرجوع للفقرة األولى من الفصل 044من ق.م.م يظهر بوضوح ان التوافر على الدين
الثابت غير كاف لسلوك مسطرة الحجز لدى الغير ،بل يتعين على الدائن أن يحصل
إضافة إلى ذلك على إذن من القاضي بإجراء المسطرة الذكورة ،وعليه يكون ثبوت الدين
شرطا قاصرا ومتوقفا على شرط أخر وهو إذن القاضي بإيقاع الحجز.
وبمقارنة الفصل 044و الفصل 020يتضح ان هناك اختالفات كثيرة بينهما حيث انه من
ناحية اوقف المشرع ممارسة الحجز لدى الغير بناء على دين ثابت على ضرورة توفر
إذن القاضي ،بينما الحجز بناء على سند تنفيذي تجوز دون الحاجة إلى أمر أو إذن...
طبقا للفصل 029من ق.م.م فالمشرع أعطى لتبليغ الحجز لدى الغير اهمية خاصة إذ
حاول أن يبين ويحدد إجراءاته ،حيث يقوم احد أعوان كتابة الضبط بتبليغ الحجز إلى
المدين وكذلك إلى المحجوز لديه ،وبمجرد تقديم طلبات أو سندات تنفيذية بشان إيقاع
الحجز لدى الغير.
يتم تقييد كل الحجوزات في سجل خاص بكتابة الضبط ،وإذا تقدم دائنون متعددون بطلب
من أجل إيقاع نفس الحجز فإنه يتم تقييد هذه الحجوزات بالسجل المذكور على أن يقوم
كاتب الضبط بإشعار المدين المحجوز لديه بكل حجز في ظرف ثمان وأربعين ساعة
وذلك بكتاب مضمون أو بتبليغ بمثابة تعرض طبقا لمقتضيات الفقرة األولى من الفصل
7
020من ق.م.م ،وهذا طبعا قبل أن يقوم الرئيس باستدعاء األطراف لجلسة قريبة خالل
الثمانية أيام الموالية للتبليغات المنصوص عليها في الفصل 029من ق.م.م.
بعدما يقع تبليغ أطراف الحجز واستدعاؤهم من طرف الرئيس ،يقوم هذا األخير بمحاولة
من ظاجل اتفاقهم على توزيع المبالغ المحجوزة لدى الغير ،وال يخرج األمر عن حالتين،
إما أن يتفقوا على توزيع هذه المبالغ وفي هذه الحالة يحرر محضر بذلك وتسلم فورا
قوائم التوزيع ،وإما أن يختلفوا وهنا البد من سلوك إجراءات نص عليها الفصل 020من
ق.م.م.
والذي يعتبر حجزا تحفظيا خاصا بالمكري وهو ما يتضح من خالل الفصول المنظمة
له من 024إلى 022من ق.م .حيث انه يهدف إلى ضمان أداء السومات الكرائية
الواجبة األداء ،ويمكن إيقاعه بناء على طلب من المكري على منقوالت المدين
المتواجدة داخل المحل المكرى ،وينم تحقيق هذا الحجز بناء على امر من رئيس
المحكمة االبتدائية التي يعود لها االختصاص الترابي بالنظر لموقع العقار المكرى.
يمكن ان يمتد هذا الحجز بنفس اإلذن إلى المنقوالت التي كانت أثاثا للدار او المستعملة
في االستغالل الزراعي إذا كانت نقلت بدون رضى المكري وهذا ما تشير إليه الفقرة
الثانية من الفصل . 024
ينص الفصل 024على أن أهم الشروط التي يتعين توافرها إليقاع الحجز االرتهاني
وهي ضرورة أن يكون طالبه مكريا ،بمعنى ان يكون مرتبطا بالمدين المحجوز عليه
بعقد كراء ،وبالتالي فالشخص الذي ال يتوافر على صفة مكري ال يكنه أن يتمتع بالصفة
إليقاع الحجز االرتهاني.
8
ثانيا :أن ينصب الحجز على المنقوالت
من خالل الفقرة الثانية من الفصل 024من ق.م.م على أنه يمتد الحجز االرتهاني بنفس
اإلذن على المنقوالت التي كانت أثاثا للدار.
من خالل هذا الشرط يظهر ان المشرع يرمي إلى التساهل في هذا الشرط باقتصاره على
مجرد االدعاء ،وذلك كفيل بالسماح بمباشرة الحجز ،إال أن هذا يثير بعض اإلشكاالت
حيث انه ادعاء الملكية فقط ال يعطي للشخص الحق في ممارسة بعض المساطر على هذه
الملكية ،ألنه ليس مالكا للشيء المدعى فيه بعد.
حسب الفقرة األولى من الفصل 411من ق.م.م يمكن لكل شخص يدعي ضمانا على
شيء منقول في حيازة الغير ان يباشر الحجز االستحقاقي ،إال أن المشرع لم يبين طبيعة
الضمان علما ان الضمانات نوعين ،ضمان شخصي ويعرف بالكفالة ،وضمان عيني يرد
على العقارات وعلى المنقول على حد سواء.
9
الفصل الرابع :طرق الطعن في األحكام
لقد أقر المشرع وعلى غرار باقي التشريعات عدة وسائل كفيلة بتحقيق العدالة وضمان
احترام المتقاضين لمؤسسة القضاء ،ولهذا أوجد المشرع الطعن كوسيلة تمكن األفراد من
المطالبة بمراجعة األحكام الصادرة عن محاكم دنيا ،أمام محاكم أعلى درجة وتنقسم
طرق الطعن إلى عادية وغير عادية .تخضع طرق الطعن لقواعد وأحكام تعتبر بمثابة
النظرية العامة للطعن ،إال ان هذه القواعد العامة هناك من تسري على جميع طرق
الطعن دون استثناء ،وهناك بعض القواعد التي يرد عليها استثناء حيث أنه ال تسري على
تعرض الخارج عن الخصومة وتسري على باقي طرق الطعن.
المبحث األول :القواعد العامة التي تخضع لها جميع طرق الطعن
ونظرا الن المصلحة تعتبر شرطا للدعوى ،فهي تعبر كذلك للطعن ،تطبيقا لقاعدة ال
طعن بدون مصلحة،وتتحقق المصلحة عند الطعن إذا كان الحكم المطعون فيه قد الحق
ضررا بالطاعن ،أي إذا كان محكموما عليه او محمال بالتزامات ناشئة عن الحكم
كحرمانه من حق يدعيه ،او خسارة لحقت به من جراء الحكم لخصمه بما يطلبه ،وعليه
تنعدم المصلحة في الطعن إذا كان الطاعن حكم له بما طلب.
ثانيا :للطعن اثر نسبي يستفيد من باشره وال يحتج به إال على من بوشر بحقه
وتعني هذه القاعدة ان الطاعن ال يمكن أن يتضرر من طعنه ،فالطعن ال يمكن ان يسيء
إلى مركزه كطاعن في الحكم إال في حالة تعارض هذه القاعدة مع النظام العام ،وتعني
أيضا ان الطاعن غير ملزم بتوجيه طعنه ضد جميع من كان خصما له في خصومة
الحكم ،حيث أن إغفال إدخال احدهم يجعل الطعن عديم األثر اتجاهه.
ومن تطبيقات هذه القاعدة الحالة التي يكون فيها تعدد المدعين أو المدعى عليهم ،حيث
أنه إذا طعن احد هؤالء سواء المدعين او المدعى عليهم في الحكم الصادر بحقهم ،فغن
هذا الطعن ال يستفيد نه سوى الطاعن وحده ،ويبقى الحكم حائزا لقوة اآلمر المقضي به
10
بالنسبة للمحكوم عليهم الذين تبلغوا بالحكم بصورة قانونية ولم يطعنوا فيها،ىوتستثنى من
هذه القاعدة صدور حكم في موضوع ال يقبل التجزئة.
ثالثا :ال يجوز التنازل مسبقا عن الطعن وإنما يصح التنازل عنه بعد صدور الحكم
يعتبر التنازل عن الطعن مسبقا تنازال باطال ويقصد بالتنازل المسبق أي انه يتم قبل
مباشرة الدعوى أو صدور الحكم فيها ،أما التنازل الالحق فهو تنازل مجمع على صحته
ويقصد به أي الذي يقع بعد الفصل في الدعوى وصدور الحكم ،سواء حصل بصورة
صريحة ويكون عندما يقبل المحكوم عليه صراحة الحكم الصادر في حقه دون اشتراط
شكل معين لهذا القبول أو قد يكون التنازل بصورة ضمنية إذا بادر المحكوم عليه إلى
تنفيذ الحكم رضائيا دون تحفظ.
المطلب الثاني :القواعد التي تخضع لها طرق الطعن باستثناء تعرض الخارج عن
الخصومة
وهذا ما جاء النص عليه في المادة 409من ق.م.م والتي " تعتبر جميع اآلجال
المنصوص عليها في هذا القانون كاملة فال يحسب اليوم الذي يتم فيه تسليم االستدعاء أو
التبليغ واإلنذار أو أي إجراء أخر للشخص نفسه أو في موطنه وال اليوم األخير الذي
تنتهي فيه ،إذا كان اليوم األخير يوم عطلة امتد األجل إلى أول يوم عمل بعده".
وعليه ينبغي ممارسة الطعون القضائية ضمن اآلجال التي حددها القانون ،وإال سقط
الحق في ممارستها إذا انقضت اآلجال.
إن اآلجال والمدد التي حددها المشرع لممارسة التعرض أو االستئناف أو إعادة النظر أو
النقض ،هي مدد تتعلق بالنظام العام ،ويترتب عن ذلك أنه ال يجوز لألطراف االتفاق
على مخالفة هذه اآلجال ،كما يمنع على القاضي تمديدها بقبول طعن وقع خارج األجل.
11
ثالثا :موت المحكوم عليه يوقف ميعاد الطعن
وهذا طبقا لمقتضيات المادة 034من ق.م.م بالنسبة للطعن باالستئناف ،إذ ورد فيها أن
وفاة أحد األطراف توقف أجال االستئناف لصالح ورثته وال تقع مواصلتها من جديد إال
بعد مرور خمسة عشر يوما التالية لتبليغ الحك للورثة بموطن الشخص المتوفي.
باستثناء التعرض الخارج عن الخصومة فإنه ال يخضع لهذه القواعد ولذا فإنه تبقى
ممارسة هذا الطعن حقا للغير مادام ل يسقط بالتقادم المحدد في خمسة عشر سنة ،طبقا
لمقتضيات الفصل 344من ق.ل.ع ،وبما ان مدة طعن اعتراض الخارج عن الخصومة
هي مدة تقادم فهي ليست مدة كاملة وال مساس لها بالنظام العام بل تخضع له مدد التقادم
من أسباب االنقطاع والتوقف طبقا لما تقضي به المواد 342إلى 349من ق.ل.ع
12