You are on page 1of 12

‫محاضرات في‬

‫قانون المسطرة المدنية‬

‫الدكتورة‪ :‬امال ناجي‬

‫‪9191/9102‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الحجوز طريق للتنفيذ‬
‫كما سبقت اإلشارة يعتبر تنفيذ األحكام النقطة األساسية في المراحل التي يقطعها الحكم‬
‫‪ ،‬وتعود هذه األهمية إلى كون الحكم تبقى دون حماية حقيقية إذا لم تتوج بالتنفيذ‪،‬‬
‫وطبيعي جدا أال يقوم المحكوم عليه بالتنفيذ التلقائي االختياري للحكم الصادر ضده‪،‬‬
‫نظرا لغلبة الطابع األناني الغالب على سلوكه‪ ،‬وهذا ما يفرض التنفيذ ولو رغم إرادة‬
‫المحكوم عليه‪ ،‬وليست الحجوز سوى تلك الطريقة الجبرية التي تجعل الملزم بالتنفيذ‬
‫خاضعا لقواعد التنفيذ ولو لم يرغب في ذلك‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الحجز التنفيذي‬
‫نظم المشرع المغربي الحجز التنفيذي في الفصول ‪ 064 -061‬من ق‪.‬م‪.‬م كما قد يرد‬
‫على العقارات ‪ 044 -062‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات الحجز التنفيذي على المنقوالت‬
‫ويراد به الحجز على المنقوالت المادية التي توجد بحوزة المنفذ عليه والمملوكة والتي‬
‫يضعها القضاء بين يديه إلى ان يتم بيعها بالمزاد العلني القتضاء حق الحاجز من‬
‫ثمنها‪ ،‬ويتم الحجز التنفيذي على المنقول بإتباع مجموعة من اإلجراءات تكمن في‬
‫ضرورة حصرها ووصفها وصفا دقيقا في محضر ينجزه عون التنفيذ‪ ،‬وذلك طبقا‬
‫لمقتضيات الفصلين ‪ 044‬و ‪ 046‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬فوفقا للفصل ‪ 044‬من ق‪.‬م‪.‬م ال يمكن‬
‫الحجز على المنقوالت إال بتوافر مجموعة من الشروط‪:‬‬
‫‪ -0‬ضرورة االشارة إلى السند الذي يستند إليه طالب التنفيذ للقيام بالحجز‪.‬‬
‫‪ -9‬وجوب ذكر مكان الحجز وهو الذي توجد به المنقوالت مع ضرورة االشارة إلى‬
‫انتقال عون التنفيذ إليه‪ ،‬وإذا لم يشر عون التنفيذ إلى أن محضر الحجز قد تم في‬
‫مكانه فإن الحجز يكون باطال وعديم األثر‪ ،‬ويتعين مباشرة التنفيذ من العون داخل‬
‫عشرة أيام‪.‬‬
‫‪ -3‬ضرورة القيام ببيان مفصل لمفردات المنقوالت التي سيقع حجزها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -0‬تحديد ميعاد البيع الذي يجب أن يكون بعد انتهاء اجل ثمانية أيام من يوم الحجز‪،‬‬
‫مالم يتفق الدائن والمدين على اجل أخر‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرورة توقيع عون التنفيذ على المحضر الذي أنجزه‪.‬‬

‫وسمح المشرع من خالل الفصل ‪ 060‬من ق‪.‬م‪.‬م بإبقاء الحيوانات واألشياء المحجوزة تحت‬
‫حراسة المنفذ عليه بشرط موافقة الدائن على ذلك‪ ،‬غير أن المنفذ عليه يلتزم بالتعويض عن‬
‫أي ضرر يلحق بالدائن نتيجة استعمال الحيوانات واألشياء‪.‬‬

‫‪-6‬ينبغي تبليغ المدين بنسخة من محضر الحجز التنفيذي سواء بشكل مباشر إذا كان حاضرا‬
‫أثناء القيام بإحصاء األشياء المنقولة التي سيتم حجزها‪.‬‬

‫‪-4‬ضرورة تعيين حارس على األموال الني سيقع عليها الحجز‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن مباشرة إجراءات الحجز التنفيذي ال يمكن أن تتم إال بعد احترام قواعد‬
‫شكلية من بينها ضرورة احترام جميع طرق الطعن ووجوب إيقاع حجز تحفظي على‬
‫األموال المحجوزة ما لم يتفق على خالف ذلك‪ ،‬ومنها كذلك ضرورة تبليغ الحكم للمدين‬
‫للدفاع عن حقوقه‪ ،‬فضال عن ضرورة تقديم طلب بهذا الخصوص من قبل الطرف المعني‪،‬‬
‫إذ ل يعد مقبوال ان تباشر المحكمة التنفيذ تلقائيا ولو كان الحكم نهائيا‪.‬‬

‫ويرتب الحجز التنفيذي على المنقول هو بيع ذلك المنقول هذا بطبيعة الحال أهم أثر‪ ،‬غير أن‬
‫هذا البيع يتميز ببعض الخصائص عن غيره من البيوع العادية األخرى‪ ،‬وذلك ألنه يرمي‬
‫إلى التوفيق بين مصلحتين أوالهما تكمن في الحفاظ على مصلحة الدائن في الحصول على‬
‫حقه‪.‬‬

‫وثانيهما تثمتل في عدم المساس بالمدين وذلك ببيع المدين وذلك ببيع ماله بشكل تعسفي‬
‫وبثمن أقل بكثير من الثمن الحقيقي للمنقول الذي يملكه‪ ،‬وتحقيقا لهاتين المصلحتين قرر‬
‫المشرع بيع المنقول المحجوز بواسطة المزاد العلني حتى يكثر الراغبون في الشراء ويرتفع‬
‫الثمن وبال تالي يستفيد الدائن والمدين على حد السواء‪ ،‬ويتعين قبل مباشرة البيع القيام بإشهاره‬

‫‪3‬‬
‫واإلعالن عنه وذلك بتعليق اللوائح والملصقات خاصة ببيع تلك المنقوالت على باب المكان‬
‫الذي توجد به األشياء المحجوزة‪ ،‬وهذا ما نص عليه الفصل ‪ 063‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وما ينبغي التذكير به بان المحجوز عليه في بعض الحاالت يكون مدينا ألكثر من دائن وهو‬
‫ما يستلزم البحث في مدى إمكانية مباشرة الحجز من كل هؤالء‪ ،‬وقد انقسم الفقه بخصوص‬
‫هذه المسألة فالبعض يرى ان الحجز على الحجز ال يجوز‪ ،‬وليس أمام الدائنين اآلخرين إال‬
‫التدخل للتعرض على الحجز على تلك المنقوالت للحفاظ على ديونهم‪ ،‬في حين يرى البعض‬
‫أنه ال إشكال في مباشرة إجراءات الحجز من الدائنين كلهم‪.‬‬

‫وقد اختار المشرع المغربي الرأي األول إذ اعتبر الحجز الثاني بمثابة تعرض على األموال‬
‫المتحصلة من البيع وهذا ما نص عليه الفصل ‪ 064‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحجز التنفيذي على العقارات‬

‫خصص المشرع إجراءات متميزة للحجز التنفيذي الواقع عليه وذلك في الفصول من ‪062‬‬
‫إلى ‪ 044‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ونظرا ألهمية العقار االقتصادية واالجتماعية فقد أخر المشرع التنفيذ‬
‫عليه إلى حين عدم كفاية المنقوالت للوفاء بالدين الذي يطالب به الدائن‪ .‬وهذا طبقا لمقتضيات‬
‫الفقرة االولى من الفصل ‪ 062‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫ولمباشرة مسطرة الحجز التنفيذي على العقارات البد من احترام القواعد التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬ينذر عون التنفيذ المدين بمبلغ المدين الواجب أداؤه وذلك بهدف قيامه بالوفاء بطريقة‬
‫اختيارية قبل البدء في إجراءات التنفيذ الجبري‪ ،‬وعلى العون أن يبلغ المدين بالحكم‬
‫الصادر ضده وبنوع السند التنفيذي الجبري ثانيا‪ ،‬وذلك داخل أجل عشرة أيام من‬
‫تاريخ تقديم طلب التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -9‬يجب أن يشير العون إلى أنه انتقل إلى عين المكان الذي يتواجد به العقار محل التنفيذ‪،‬‬
‫‪ -3‬على العون أن يبين موقع العقار وحدوده بصورة دقيقة وان يشير إلى طبيعة العقار‬
‫موضوع الحجز هل هو عقار محفظ أم غير محفظ‪ ،‬فإذا كان محفظا يقيد المحضر من‬

‫‪4‬‬
‫طرف المحافظ في الرسم العقاري‪ ،‬اما إذا كان غير محفظ فيقيد بالسجل الخاص‬
‫بالمحكمة االبتدائية‪.‬وهذا طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 044‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ -0‬على عون التنفيذ قبل أن يبدأ إجراءات الحجز على العقار المعني‪ ،‬أن يطلب رسوم‬
‫الملكية ممن كانت في حوزته‪ ،‬وذلك حتى يطلع عليها المتزايدون الذي يودون اقتناء‬
‫العقار محل الحجز‪.‬‬
‫‪ -4‬على عون التنفيذ أن يخطر شركاء المنفذ عليه في الملكية بإجراءات التنفيذ المباشرة‬
‫ضد شريكهم في حالة الشياع وذلك حتى يتمكنوا من المشاركة في السمسرة التي ستتم‬
‫بشأن العقار الذي يشاركون المنفذ عليه في ملكيته‪.‬‬
‫‪ -6‬يقوم العون المكلف بالتنفيذ بتعيين حارس على العقار المحجوز وإذا لم يكن العقار‬
‫مكترى وقت الحجز فإن المنفذ عليه هو الذي يباشر حراسة عقاره بصفته حارسا‬
‫قضائيا‪.‬‬

‫ويترتب عن الحجز التنفيذي على العقارات هو اعتبار العقار محجوزا وموضوعا تحت‬
‫يد القضاء‪ ،‬وهذا يعني ان المدين يفقد التصرف في ذلك العقار‪ ،‬إذ ال يجوز له أن يفوته‬
‫بعوض أو بدون عوض‪ ،‬وإن كان بإمكانه استغالله واستعماله بصورة ال تضر بمصالح‬
‫الدائنين‪.‬‬

‫وقبل بيع العقار المحجوز بالمزاد العلني يجب على عون التنفيذ أن يقوم بتهييء دفتر‬
‫التحمالت وبإجراء اإلشهار القانوني على نفقة المدين ويبين اإلعالن عن المزاد العلني‬
‫وعن تاريخ افتتاحه‪ ،‬كما ينبغي أن يودع محضر الحجز ووثائق الملكية بكتابة الضبط‬
‫وكذلك شروط البيع‪.‬‬

‫وما ينبغي تسجيله بخصوص الحجز التنفيذي ان أهم مستجد يتمثل في تخصيص عدد من‬
‫األحكام لقاضي التنفيذ حيث وحسب المادة ‪ 040‬من المسودة يت تعيين قاضي التنفيذ من‬
‫بين قضاة محكمة أول درجة لتولي مهام التنفيذ‪ ،‬وهذا وفقا لقانون التنظيم القضائي الذي‬
‫سيصدر بدوره‪ ،‬وأن قاضي التنفيذ يختص وحده بإصدار األوامر المتعلقة بالتنفيذ‬

‫‪5‬‬
‫واإلشراف ومراقبة سائر إجراءات التنفيذ‪ ،‬والبت في صعوبات التنفيذ وهذا ما تنص عليه‬
‫المادة ‪ 049‬من المسودة‪.‬‬

‫ولم يفت المسودة ان تنظم االختصاص المكاني بقاضي التنفيذ‪ ،‬حيث يكون اختصاصه‬
‫بالمحكمة المصدرة للحكم‪ ،‬أو التي يوجد بها المنفذ ضده أو التي توجد بها أمواله طبقا‬
‫للمادة ‪ 043‬من المسودة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحجز لدى الغير‬

‫نظم المشرع المغربي الحجز لدى الغير في الفصول من ‪ 044‬إلى ‪ 026‬من ق‪.‬م‪.‬م‬
‫ويقصد بالحجز لدى الغير تلك المسطرة التي ترمي إلى عقل أموال المدين بين يدي مدين‬
‫هذا االخير‪ ،‬إما بواسطة كتابة الضبط بناء على سند تنفيذي أو بناء على طلب عند عدم‬
‫وجود هذا السند على أن يطالب الحاجز باستخالص المبالغ المحجوزة مباشرة أو بتسليمه‬
‫نتاج بيع لألشياء المحجوزة‪.‬‬

‫وطبيعي أن قيام الحجز لدى الغير يتطلب توافر عدة شروط ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط الحجز لدى الغير‬

‫أوال‪ :‬أن يتعلق األمر بدين ثابت أو سند تنفيذي‬

‫وهذا يعتبر من أهم الشروط التي نص عليها المشرع في الفصل ‪ 044‬فقي الفقرة األولى‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وذلك ألنه ال يمكن تصور إيقاع حجز لدى الغير إذا لم يكن ثمة دين ثابت‬
‫يثبت المديونية‪ ،‬وثبوت الدين يعني خلو الدين من النزاع وحلوله واستحقاقه‪ ،‬وهناك‬
‫ترابط بين ثبوت الدين والسند التنفيذي الذي قد يستند إليه الدائن للحجز على أموال مدينه‬
‫بين يدي المحجوز لديه‪ ،‬الن ثبوت الدين قد يكون بناء على حكم قضائي أو محضر‬
‫رئاسي‪ ،‬أو حكم أجنبي مذبل بالصيغة التنفيذية يقضي بمديونية المدين المحجوز عليه‪.‬‬

‫ومع ذلك فالسند التنفيذي يتميز عن ثبوت الدين بتنوعه إذ نجد األحكام القضائية واألوامر‬
‫الوالئية واألوامر القضائية سواء كانت أوامر استعجالية أو أوامر أداء واألحكام األجنبية‬

‫‪6‬‬
‫وأحكام المحكمين وغيرها‪ ،...‬والواقع ان اشتراط المشرع ثبوت الدين إليقاع الحجز لدى‬
‫الغير وذلك تسهيال على الدئنين‪ ،‬إذ ليس ضروريا أن يكون ذلك الدين ثابتا بموجب سند‬
‫تنفيذي‪ ،‬وهذا على عكس اشتراط تقديم السند التنفيذي كأساس للمطالبة بإيقاع الحجز لدى‬
‫الغير‪ ،‬ألنه غالبا ما تكون الندات التنفيذية عن جهات رسمية خالف الدين الثابت الذي‬
‫يجوز أن يترتب عن مجرد اتفاق أو عقد بين الدائن والمدين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يأذن القاضي أو يأمر الرئيس بالحجز لدى الغير‬

‫بالرجوع للفقرة األولى من الفصل ‪ 044‬من ق‪.‬م‪.‬م يظهر بوضوح ان التوافر على الدين‬
‫الثابت غير كاف لسلوك مسطرة الحجز لدى الغير‪ ،‬بل يتعين على الدائن أن يحصل‬
‫إضافة إلى ذلك على إذن من القاضي بإجراء المسطرة الذكورة‪ ،‬وعليه يكون ثبوت الدين‬
‫شرطا قاصرا ومتوقفا على شرط أخر وهو إذن القاضي بإيقاع الحجز‪.‬‬

‫وبمقارنة الفصل ‪ 044‬و الفصل ‪ 020‬يتضح ان هناك اختالفات كثيرة بينهما حيث انه من‬
‫ناحية اوقف المشرع ممارسة الحجز لدى الغير بناء على دين ثابت على ضرورة توفر‬
‫إذن القاضي‪ ،‬بينما الحجز بناء على سند تنفيذي تجوز دون الحاجة إلى أمر أو إذن‪...‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات الحجز لدى الغير‬

‫أوال‪ :‬تبليغ الحجز لدى الغير‬

‫طبقا للفصل ‪ 029‬من ق‪.‬م‪.‬م فالمشرع أعطى لتبليغ الحجز لدى الغير اهمية خاصة إذ‬
‫حاول أن يبين ويحدد إجراءاته‪ ،‬حيث يقوم احد أعوان كتابة الضبط بتبليغ الحجز إلى‬
‫المدين وكذلك إلى المحجوز لديه‪ ،‬وبمجرد تقديم طلبات أو سندات تنفيذية بشان إيقاع‬
‫الحجز لدى الغير‪.‬‬

‫يتم تقييد كل الحجوزات في سجل خاص بكتابة الضبط‪ ،‬وإذا تقدم دائنون متعددون بطلب‬
‫من أجل إيقاع نفس الحجز فإنه يتم تقييد هذه الحجوزات بالسجل المذكور على أن يقوم‬
‫كاتب الضبط بإشعار المدين المحجوز لديه بكل حجز في ظرف ثمان وأربعين ساعة‬
‫وذلك بكتاب مضمون أو بتبليغ بمثابة تعرض طبقا لمقتضيات الفقرة األولى من الفصل‬
‫‪7‬‬
‫‪ 020‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪ ،‬وهذا طبعا قبل أن يقوم الرئيس باستدعاء األطراف لجلسة قريبة خالل‬
‫الثمانية أيام الموالية للتبليغات المنصوص عليها في الفصل ‪ 029‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اتفاق األطراف والتصريح بما في الذمة‬

‫بعدما يقع تبليغ أطراف الحجز واستدعاؤهم من طرف الرئيس‪ ،‬يقوم هذا األخير بمحاولة‬
‫من ظاجل اتفاقهم على توزيع المبالغ المحجوزة لدى الغير‪ ،‬وال يخرج األمر عن حالتين‪،‬‬
‫إما أن يتفقوا على توزيع هذه المبالغ وفي هذه الحالة يحرر محضر بذلك وتسلم فورا‬
‫قوائم التوزيع‪ ،‬وإما أن يختلفوا وهنا البد من سلوك إجراءات نص عليها الفصل ‪ 020‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحجز االرتهاني‬

‫والذي يعتبر حجزا تحفظيا خاصا بالمكري وهو ما يتضح من خالل الفصول المنظمة‬
‫له من ‪ 024‬إلى ‪ 022‬من ق‪.‬م‪ .‬حيث انه يهدف إلى ضمان أداء السومات الكرائية‬
‫الواجبة األداء‪ ،‬ويمكن إيقاعه بناء على طلب من المكري على منقوالت المدين‬
‫المتواجدة داخل المحل المكرى‪ ،‬وينم تحقيق هذا الحجز بناء على امر من رئيس‬
‫المحكمة االبتدائية التي يعود لها االختصاص الترابي بالنظر لموقع العقار المكرى‪.‬‬
‫يمكن ان يمتد هذا الحجز بنفس اإلذن إلى المنقوالت التي كانت أثاثا للدار او المستعملة‬
‫في االستغالل الزراعي إذا كانت نقلت بدون رضى المكري وهذا ما تشير إليه الفقرة‬
‫الثانية من الفصل ‪. 024‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون طالب الحجز مكريا‬

‫ينص الفصل ‪ 024‬على أن أهم الشروط التي يتعين توافرها إليقاع الحجز االرتهاني‬
‫وهي ضرورة أن يكون طالبه مكريا‪ ،‬بمعنى ان يكون مرتبطا بالمدين المحجوز عليه‬
‫بعقد كراء‪ ،‬وبالتالي فالشخص الذي ال يتوافر على صفة مكري ال يكنه أن يتمتع بالصفة‬
‫إليقاع الحجز االرتهاني‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن ينصب الحجز على المنقوالت‬

‫من خالل الفقرة الثانية من الفصل ‪ 024‬من ق‪.‬م‪.‬م على أنه يمتد الحجز االرتهاني بنفس‬
‫اإلذن على المنقوالت التي كانت أثاثا للدار‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الحجز االستحقاقي‬

‫نظم المشرع الحجز االستحقاقي من خالل الفصول ‪ 411‬إلى ‪ 413‬من ق‪.‬م‪.‬م‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط الحجز االستحقاقي‬

‫أوال‪ :‬أن يكون الشخص مدعيا لملكية أو لحيازة قانونية‬

‫من خالل هذا الشرط يظهر ان المشرع يرمي إلى التساهل في هذا الشرط باقتصاره على‬
‫مجرد االدعاء‪ ،‬وذلك كفيل بالسماح بمباشرة الحجز‪ ،‬إال أن هذا يثير بعض اإلشكاالت‬
‫حيث انه ادعاء الملكية فقط ال يعطي للشخص الحق في ممارسة بعض المساطر على هذه‬
‫الملكية‪ ،‬ألنه ليس مالكا للشيء المدعى فيه بعد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يتعلق األمر بادعاء ضمان على شيء منقول‬

‫حسب الفقرة األولى من الفصل ‪ 411‬من ق‪.‬م‪.‬م يمكن لكل شخص يدعي ضمانا على‬
‫شيء منقول في حيازة الغير ان يباشر الحجز االستحقاقي‪ ،‬إال أن المشرع لم يبين طبيعة‬
‫الضمان علما ان الضمانات نوعين‪ ،‬ضمان شخصي ويعرف بالكفالة‪ ،‬وضمان عيني يرد‬
‫على العقارات وعلى المنقول على حد سواء‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬طرق الطعن في األحكام‬

‫لقد أقر المشرع وعلى غرار باقي التشريعات عدة وسائل كفيلة بتحقيق العدالة وضمان‬
‫احترام المتقاضين لمؤسسة القضاء‪ ،‬ولهذا أوجد المشرع الطعن كوسيلة تمكن األفراد من‬
‫المطالبة بمراجعة األحكام الصادرة عن محاكم دنيا‪ ،‬أمام محاكم أعلى درجة وتنقسم‬
‫طرق الطعن إلى عادية وغير عادية‪ .‬تخضع طرق الطعن لقواعد وأحكام تعتبر بمثابة‬
‫النظرية العامة للطعن‪ ،‬إال ان هذه القواعد العامة هناك من تسري على جميع طرق‬
‫الطعن دون استثناء‪ ،‬وهناك بعض القواعد التي يرد عليها استثناء حيث أنه ال تسري على‬
‫تعرض الخارج عن الخصومة وتسري على باقي طرق الطعن‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القواعد العامة التي تخضع لها جميع طرق الطعن‬

‫اوال‪ :‬ضرورة توفر مصلحة للطاعن في طعنه‬

‫ونظرا الن المصلحة تعتبر شرطا للدعوى‪ ،‬فهي تعبر كذلك للطعن‪ ،‬تطبيقا لقاعدة ال‬
‫طعن بدون مصلحة‪،‬وتتحقق المصلحة عند الطعن إذا كان الحكم المطعون فيه قد الحق‬
‫ضررا بالطاعن‪ ،‬أي إذا كان محكموما عليه او محمال بالتزامات ناشئة عن الحكم‬
‫كحرمانه من حق يدعيه‪ ،‬او خسارة لحقت به من جراء الحكم لخصمه بما يطلبه‪ ،‬وعليه‬
‫تنعدم المصلحة في الطعن إذا كان الطاعن حكم له بما طلب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬للطعن اثر نسبي يستفيد من باشره وال يحتج به إال على من بوشر بحقه‬

‫وتعني هذه القاعدة ان الطاعن ال يمكن أن يتضرر من طعنه‪ ،‬فالطعن ال يمكن ان يسيء‬
‫إلى مركزه كطاعن في الحكم إال في حالة تعارض هذه القاعدة مع النظام العام‪ ،‬وتعني‬
‫أيضا ان الطاعن غير ملزم بتوجيه طعنه ضد جميع من كان خصما له في خصومة‬
‫الحكم‪ ،‬حيث أن إغفال إدخال احدهم يجعل الطعن عديم األثر اتجاهه‪.‬‬

‫ومن تطبيقات هذه القاعدة الحالة التي يكون فيها تعدد المدعين أو المدعى عليهم‪ ،‬حيث‬
‫أنه إذا طعن احد هؤالء سواء المدعين او المدعى عليهم في الحكم الصادر بحقهم‪ ،‬فغن‬
‫هذا الطعن ال يستفيد نه سوى الطاعن وحده‪ ،‬ويبقى الحكم حائزا لقوة اآلمر المقضي به‬
‫‪10‬‬
‫بالنسبة للمحكوم عليهم الذين تبلغوا بالحكم بصورة قانونية ولم يطعنوا فيها‪،‬ىوتستثنى من‬
‫هذه القاعدة صدور حكم في موضوع ال يقبل التجزئة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ال يجوز التنازل مسبقا عن الطعن وإنما يصح التنازل عنه بعد صدور الحكم‬

‫يعتبر التنازل عن الطعن مسبقا تنازال باطال ويقصد بالتنازل المسبق أي انه يتم قبل‬
‫مباشرة الدعوى أو صدور الحكم فيها‪ ،‬أما التنازل الالحق فهو تنازل مجمع على صحته‬
‫ويقصد به أي الذي يقع بعد الفصل في الدعوى وصدور الحكم‪ ،‬سواء حصل بصورة‬
‫صريحة ويكون عندما يقبل المحكوم عليه صراحة الحكم الصادر في حقه دون اشتراط‬
‫شكل معين لهذا القبول أو قد يكون التنازل بصورة ضمنية إذا بادر المحكوم عليه إلى‬
‫تنفيذ الحكم رضائيا دون تحفظ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القواعد التي تخضع لها طرق الطعن باستثناء تعرض الخارج عن‬
‫الخصومة‬

‫أوال‪ :‬أجال الطعن هي آجال كاملة‬

‫وهذا ما جاء النص عليه في المادة ‪ 409‬من ق‪.‬م‪.‬م والتي " تعتبر جميع اآلجال‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون كاملة فال يحسب اليوم الذي يتم فيه تسليم االستدعاء أو‬
‫التبليغ واإلنذار أو أي إجراء أخر للشخص نفسه أو في موطنه وال اليوم األخير الذي‬
‫تنتهي فيه‪ ،‬إذا كان اليوم األخير يوم عطلة امتد األجل إلى أول يوم عمل بعده‪".‬‬

‫وعليه ينبغي ممارسة الطعون القضائية ضمن اآلجال التي حددها القانون‪ ،‬وإال سقط‬
‫الحق في ممارستها إذا انقضت اآلجال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أجال الطعن لها مساس بالنظام العام‬

‫إن اآلجال والمدد التي حددها المشرع لممارسة التعرض أو االستئناف أو إعادة النظر أو‬
‫النقض‪ ،‬هي مدد تتعلق بالنظام العام‪ ،‬ويترتب عن ذلك أنه ال يجوز لألطراف االتفاق‬
‫على مخالفة هذه اآلجال‪ ،‬كما يمنع على القاضي تمديدها بقبول طعن وقع خارج األجل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ثالثا‪ :‬موت المحكوم عليه يوقف ميعاد الطعن‬

‫وهذا طبقا لمقتضيات المادة ‪ 034‬من ق‪.‬م‪.‬م بالنسبة للطعن باالستئناف‪ ،‬إذ ورد فيها أن‬
‫وفاة أحد األطراف توقف أجال االستئناف لصالح ورثته وال تقع مواصلتها من جديد إال‬
‫بعد مرور خمسة عشر يوما التالية لتبليغ الحك للورثة بموطن الشخص المتوفي‪.‬‬

‫وهذه القاعدة الواردة في المادة ‪ 034‬هي تسري على باقي الطعون‪.‬‬

‫باستثناء التعرض الخارج عن الخصومة فإنه ال يخضع لهذه القواعد ولذا فإنه تبقى‬
‫ممارسة هذا الطعن حقا للغير مادام ل يسقط بالتقادم المحدد في خمسة عشر سنة‪ ،‬طبقا‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 344‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وبما ان مدة طعن اعتراض الخارج عن الخصومة‬
‫هي مدة تقادم فهي ليست مدة كاملة وال مساس لها بالنظام العام بل تخضع له مدد التقادم‬
‫من أسباب االنقطاع والتوقف طبقا لما تقضي به المواد ‪ 342‬إلى ‪ 349‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫‪12‬‬

You might also like