Professional Documents
Culture Documents
تقديم
واذا كانت هذه التعديالت في مجملها انصبت على اإلجراءات الموضوعية والمسطرية
لحماية نص الملكية فإن جانباً هاماً من مسطرة التقاضي واختصاص المحاكم لحقته
تعديالت أساسية همت توزيع االختصاص بين المحاكم االبتدائية والمحاكم اإلدارية.
وهكذا فإن األصل العام ،والذي حافظت عليه تعديالت التحفيظ العقاري في الق اررات
التي يصدرها المحافظ على األمالك العقارية إنها ق اررات إدارية لصدورها عن سلطة إدارية
وارتباطها بتسيير المرفق العام.
لكن قد يعاب على التعديل الجديد الحفاظ على ازدواجية االختصاص بحيث كان
األولى حصر الطعن على القضاء الجديد اإلداري باعتباره قضاء أصيالً للمنازعة اإلدارية.
ما الغاية التي جعلت المشرع يحافظ على ازدواجية االختصاص في الطعن على
ق اررات المحافظة؟
1
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
إن االختصاص الموكول للمحاكم االبتدائية بمقتضى ظهير التحفيظ العقاري لم يقع
إلغاءه بالرغم من صدور قانون إحداث المحاكم اإلدارية ،فإن ذلك االختصاص ظل في
حدود الحاالت المحددة على سبيل الحصر ،بحيث ال يجوز التوسع فيه باعتباره استثناء
على القاعدة العامة ،وأن ما يشكل استثناء يجب تأويله تأويالً ضيقاً وال ينبغي التوسع في
تفسيره لتحقيق الغاية منه في الحاالت المقررة بشأنه فقط بحيث نصت المادة 164من
قانون المسطرة المدنية في فقرتها األخيرة على أنه ال يقبل طلب اإللغاء الموجه ضد
2
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
الق اررات اإلدارية إذا كان في استطاعة من يعنيهم األمر المطالبة بحقوقهم لدى المحاكم
العادية ،وعلى نفس المنوال سار القانون المحدث للمحاكم اإلدارية في فصله 11الذي
ينص على أنه " ال يقبل الطلب الهادف إلى إلغاء ق اررات إدارية إذا كان في وسع المعنيين
باألمر أن يطالبوا بما يدعونه من حقوق بطريقة الطعن العادي أمام القضاء الشامل".
سعى المشرع في هذه المرحلة لبسط إجراءات مسطرة التحفيظ حيث تم حذف شهادات
التعليق المتعلقة بمسطرة التحفيظ وتعويضها باإلشعار بالتوصل بهدف تفادي التأخير في
البث في مطالب التحفيظ كما تم تحديد آجال معينة إلنجاز مختلف مراحل مسطرة
التحفيظ ،إذ أصبح المحافظ على األمالك العقارية وباقي المتدخلين والمعنيين ملزمين
بإنجاز مختلف إجراءات مسطرة التحفيظ داخل آجال مضبوطة حتى يتم البت في مطالب
التحفيظ في آجال معقولة تشجع على اإلقبال على هذا النظام وتعمم االستفادة من مزاياه،
كما تم وضع ضوابط وشروط قابلية إيداع مطالب التحفيظ عن طريق ضرورة اإلدالء
بالحجج والوثائق المستوفية للشروط المتطلبة قانوناً.
وفي إطار مرحلة التحفيظ سنتطرق إلى قرار المحافظ برفض مطلب التحفيظ (أوالً) ثم
قرار إلغاء مطلب التحفيظ (ثانياً).
ينص الفصل 71من ظهير التحفيظ العقاري على أنه "يقدم التحفيظ تصريحاً
للمحافظ على األمالك العقارية مقابل وصل يسلم له فو اًر مطلباً موقعاً من طرفه أو من
ينوب عنه بوكالة صحيحة يتضمن لزوماً البيانات األساسية 1المتعلقة بالتعريف بالطالب
والعقار موضوع طلب التحفيظ يقدم طالب التحفيظ مع مطلبه أصول أو نسخ رسمية للرسوم
والعقود والوثائق التي من شأنها أن تعرف بحق الملكية وبالحقوق العينية المترتبة عن
الملك".
كما ينص الفصل 11مكرر على أنه "يجب على المحافظ على األمالك العقارية في
جميع الحاالت التي يرفض فيها طلباً للتحفيظ أن يعلل ق ارره ويبلغه لطالب التحفيظ ،ليكون
هذا القرار قابالً للطعن أمام المحكمة االبتدائية التي تبت فيه مع الحق في االستئناف،
وتكون الق اررات االستئنافية قابلة للطعن بالرفض".
ومن المهم اإلشارة إلى أن هذا المقتضى جاء بعبارة جديدة "في جميع الحاالت"
تستغرق جميع حاالت رفض التحفيظ ألي سبب كان ،التي أصبحت جميعها من
اختصاص المحاكم االبتدائية والتي ال تشاركها فيه بأي وجه من الوجوه المحاكم االبتدائية
على حالتي رفض التحفيظ إما لعدم صحة الطلب أو عدم كفاية الحجج ،وتظهر أهمية هذا
التعديل في كونه سوف يساهم في توحيد االختصاص لصالح جهة القضاء العادي في هذا
المجال للقضاء على ازدواجية االختصاص لتسهيل علم المتقاضين بالقاعدة القانونية
المسطرية وضمان وضوحها ورسوخها للحفاظ على األمن القانوني والقضائي ،2كما أن هذا
المقتضى يعد من الضمانات المهمة التي جاء بها القانون رقم 70-41المعيد والمتمم
لظهير التحفيظ العقاري ،والذي من خاللها تم النص على وجوب تعليل القرار بالرفض
وتبليغه لطالب التحفيظ لما لذلك من فوائد ستساهم في تفعيل الثقافة اإلدارية وتحفظ حقوق
الدفاع.
)2تعيين عنوان أو موطن مختار في الدئرة الترابية التابعة لنفوذ المحافظة العقارية.
)3مراجعة بطاقة التعريف الوطنية.
)9وصف العقار المطلوب.
)5تقديم القيمة التجارية للعقار.
)6بيان القيمة العقارية.
)7بيان أصل التملك.
-2ومعلوم أن الفصل 33من ظهير التحفيظ العقاري في صيغته القديمة والمنسوخة كان يشترط أن يكون رفض التحفيظ
مبنيا ً على عدم كفاية الحجج وأما بمقتضى الحكم الصادر بشأن التعرضات ،ال على أسباب أخرى وهو ما سبق أن
ذهبت إليه محكمة النقض في عدة قرارات منها قرار عدد 1929بتاريخ 1447/18/83وفي الملف اإلداري
47/85/81حينما اعتبر عدم تسجيل جزء من العقار المطلوب في إطار الفصل 31من ظهير التحفيظ العقاري نظراً
لخلوه من التعرضات قراراً إداريا ً تخضع الختصاص المحاكم االبتدائية.
4
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
ومن المهم اإلشارة أن إحجام المحافظ على األمالك العقارية عن مواصلة مسطرة
التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري لفائدة المتعرض بعدما قضت المحكمة بصحة تعرضه
يكون خارجاً عن المحاكم اإلدارية 3لكون األحكام الصادرة في التعرضات يكون لها فيما
بين األطراف قوة الشيء المقضي به طبقاً للفصل 13من ظهير التحفيظ العقاري ،وهكذا
جاء في قرار محكمة النقض الصادر بتاريخ 1441-47-41ليس للمحافظ رفض
التعرض على مطلب التحفيظ المقدم داخل األجل وليس له أيضاً مناقشة األحكام الصادرة
بين الطرفين بشأن التعرضات على مطلب تحفيظ سابق للقول بما إذا كانت تلك األحكام
لها مفعول الشيء المقضي به بين األطراف أم ال ،إذ أن من حق المحكمة وحدها بعد
التعرض على المطلب الجديد.4
ينص الفصل 11من ظهير التحفيظ العقاري على أنه "إذا نص المحضر على تغيب
طالب التحفيظ أو من ينوب عنه أو على عدم قيامه بما يلزم إلجراء عملية التحديد فإن
مطلب التحفيظ يعتبر الغياً وكأن يكن إذ لم يدلي بعذر مقبول داخل أجل شهر من تاريخ
توصله باإلنذار".
يعتبر مطلب التحفيظ كذلك الغياً إذاً تعذر على المحافظ على األمالك العقارية أو
نائبه إنجاز عملية التحديد لمرتين متتاليتين بسبب نزاع حول الملك...
كما ينص الفصل 04من ظهير التحفيظ العقاري على "أن الطلب الرامي إلى
التحفيظ والعمليات المتعلقة به يعتبر الغياً وكان لم يكن إذاً لم يقم طالب التحفيظ بأي
إجراء لمتابعة المسطرة وذلك خالل ثالثة أشهر من يوم تبليغه إنذا اًر من المحافظ على
األمالك العقارية بواسطة عون من المحافظة العقارية أو بالبريد المضمون أو عن طريق
السلطة المحلية أو بأي وسيلة أخرى من التبليغ".
وهكذا جاء في قرار لمحكمة النقض الصادر بتاريخ " 7116-41-47أن القرار الذي
قبل النظر في مطلب التحفيظ وقضى برفضه يكون قضاؤه قد تجاوز في استعمال سلطته
-3حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد 333صادر بتاريخ 2885/83/83في الملف عدد 89-7-262غير منشور.
-4مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات محكمة النقض ،إصدارات محكمة النقض ،2884ص .29
5
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
في تبه فيما هو موكول للمحافظ على األمالك بينما نظرهم مقتصر قانوناً على البت في
الحق المدعى به من قبل المتعرضين ونوعه ومحتواه وخرقوا مقتضيات الفقرة الثانية من
الفصل 11من قانون التحفيظ العقاري وعرضوا للنقض."5
وعليه فسواء تعلق األمر برفض مطلب التحفيظ أو إلغائه فإن االختصاص هو
المحاكم االبتدائية حسب الفصل 11مكرر من القانون رقم 70:41وكذا جاء في ق ار اًر
باعتبار عمليات التحفيظ وأن لم تكن إال إذا وجه لطالب التحفيظ إنذاز للقيام بإجراءات
متابعة مسطرة التحفيظ (الفصل 04من ظهير 71غشت 7171يتعين على المحكمة في
حالة الطعن في مقرر المحافظ أن تتأكد من أن هذا األخير قد قام باإلجراء المذكور قبل
أن يصدره مقرره.)6
كما جاء في حكم للمحكمة االبتدائية للدار البيضاء (عين الشق الحي الحسني بتاريخ
11فبراير 7116وحيث أن المحكمة لم تجد أية وثيقة راجحة تثبت أنه تم استدعاء طالب
التحفيظ لحضور عملية المسح الذي كان من المفروض أن يتم بتاريخ 7110-47-41
وبالتالي فإن قرار المحافظ بإلغاء مخالف لمقتضيات الفصلين 71و 04من ظهير التحفيظ
العقاري مما يتعين التصريح بإلغاء القرار المذكور واألمر بإتمام عملية المسح والتحديد.7
سعى المشرع خالل هذه المرحلة إلى تبسيط شروط تقييد الحقوق العينية باتخاذ
مجموعة من اإلجراءات الكفيلة بحت أصحاب الحقوق على المبادرة إلى تحيين رسومهم
العقارية والزام كل من ينازع في حق على عقار محفظ بإجراء تقييد احتياطي لهذا الحق،
وكذا إلزام المحافظ بتعليل قرار رفض التقييد او التشطيب وتبليغه إلى المعني باألمر
ليتمكن من الطعن فيه أمام القضاء.
-5مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات محكمة النقض ،إصدارات محكمة النقض ،2884ص .97
-6مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات محكمة النقض ،إصدارات محكمة النقض ،2884ص .76
-7حكم عدد 46-568غير منشور.
6
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
ينص الفصل 16من ظهير التحفيظ العقاري على أنه "يجب على المحافظ على
األمالك العقارية في جميع الحاالت التي يرفض فيها تقييد حق عيني أو التشطيب عليه أن
يعلل ق ارره ويبلغه إلى المعني باألمر".
يكون هذا القرار قابالً للطعن أمام المحكمة االبتدائية التي تبت فيه مع الحق في
االستئناف وتكون الق اررات االستئنافية قابلة للطعن بالنقض ،وقد جاء الفصل 74من القرار
الوزاري الصادر بتاريخ 7170-76-41المحدد لتفاصيل تطبيق نظام التحفيظ العقاري
بمسطرة خاصة لتقديم هذه الطعون والبت فيها إذا رفض المحافظ كلياً أو جزئياً ...تقييد
حق عيني أو التشطيب عليه من السجالت العقارية فإن ق ارره يجب أن يكون معلالُ وأن
يبلغ دون تأخير إلى الطالب ،ويكون هذا القرار قابالً للطعن القضائي المنصوص عليها في
الفصل 16من ظهير 7171/43/71داخل شهر واحد من تبليغه.
ويمارس هذا الطعن بواسطة مقال مكتوب يودع بكتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية
يبين بشكل مختصر وقائع وأوجه الطعن واألسباب المثارة قصد الحصول على القرار
المطعون فيه.
وتجدر اإلشارة إلى أن الفصل 16في صيغته الجديدة جاء بعبارة جديدة "في جميع
الحاالت" والتي تستغرق جميع حاالت رفض التقييد أو التشطيب على حق عيني ألي سبب
كان التي أصبحت جميعها من اختصاص المحاكم االبتدائية والتي ال تشاركها فيه بأي وجه
من الوجوه المحاكم اإلدارية على خالف المقتضى السابق (الفصل 16في صيغته القديمة
والمنسوخة الذي كان يحصر اختصاص المحاكم االبتدائية على حالتي رفض التقييد أو
التشطيب إما لعدم صحة الطلب أو عدم كفاية الرسوم) ،وتظهر أهمية هذا التعديل في
كونه سوف يساهم في توحيد االختصاص لصالح جهة القضاء العادي للقضاء على
7
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
أما فيما يتعلق برفض التشطيب المرتبط بنزع الملكية واستثناء على اختصاص
المحاكم االبتدائية يبقى خاضع الختصاص المحاكم اإلدارية الرتباطه بمسطرة نزع الملكية
المنظمة وفق قانون 41.37
ثانيا :قرار رفض تأسيس رسم عقاري خاص بالجزء الذي ل يشمله النزاع
ينص الفصل 17من ظهير التحفيظ العقاري على أنه "إذا وقعت تعرضات فإن
المحافظ على األمالك يبلغ فو اًر نسخة من مضمونها إلى طالب التحفيظ الذي يمكنه قبل
انصرام الشهر الموالي النتهاء أجل التعرض أن يدلي بما يثبت رفضها أو يصرح بقبولها".
إذاً أزال طالب التحفيظ التعرضات تماماً سواء كان بإثباته رفعها لها أو بقبوله لها
أمكن للمحافظ على األمالك العقارية أن يباشر التحفيظ وفق ما هو منصوص عليه في
الفصل السابق.
واذ لم يتمكن طالب التحفيظ من ذلك فإن المحافظ على األمالك العقارية يمكنه أن
يجزئ المطلب ويؤسس رسماً عقارياً خاص بالجزء الذي ال يشمله النزاع بعد إجراء تحديد
تكميلي.
وهكذا جاء في قرار لمحكمة النقض 9صدر بتاريخ 1441/41/13وهو بصدد البت
في الطعن المتعلق باالختصاص النوعي "حيث جاء في تعليالت الحكم المستأنف أن ق ارر
-8قرار محكمة النقض صادر بتاريخ 1477/83/22تحت عدد 996مقتضيات التحفيظ العقاري على ضوء محكمة
النقض مركز التوثيق محكمة النقض ،2884ص .27
8
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
المحافظ تأسيس رسم عقاري خاص ببقعة أرضية يبقى من ضمن الحاالت المنصوص
عليها في الفصل 16من المرسوم المؤرخ في 7171/43/71بشأن التحفيظ العقاري كما
وقع تغييره وتتميمه سواء تم تكييف هذا الطلب على أساس أنه طلب تحفيظ العقار أو
تسجيل حق عيني متعلق بعقار محفظ.
وحيث يكون الحكم المستأنف معلالً كافياً وسليماً وبالتالي تكون المحكمة اإلدارية غير
مختصة للبت في الطلب والحكم المستأنف لما قضى بذلك يكون واجب التأييد.
ينص الفصل 31مكرر من ظهير التحفيظ العقاري على أنه "كل حجز أو إنذار
بحجز عقاري يجب أن يبلغ إلى المحافظ على األمالك الذي يقيده بالرسم العقاري وابتداء
من تاريخ هذا القيد ال يمكن إجراء أي تقييد جديد خالل جريان مسطرة البيع الجبري للعقار
المحجوز".
بناء على
يشطب على الحجز واإلنذار بالحجز المنصوص عليهما في الفقرة السابقة ً
عقد أو أمر من قاضي المستعجالت يكون نهائياً ونافذاً فور صدوره.
كما ينص الفصل من نفس القانون "يمكن أن يشطب على كل ما ضمن الرسم
العقاري من تقييد أو بيان أو تقييد احتياطي بمقتضى كل عقد أو حكم مكتسب لقوة الشيء
المقضي به انعدام أو انقضاء الحق موضوع التضمين في مواجهة األشخاص الذين يعنيهم
هذا الحق".
وال تختص المحاكم االبتدائية إلى بالنظر في ق اررات رفض التقييد أو التشطيب على
الحجز أو اإلنذار بالحجز العقاري المرتبط والمؤسسة على العقود أما تعلق باألحكام فيرجع
االختصاص بشأنها للمحاكم اإلدارية.
-9قرار عدد 219المؤرخ في 2887/82/23ملف إداري – القسم األول -عدد 2887-1-9-5الراجي عبد الرحمن ضد
المحافظ على األمالك بسيدي قاسم.
9
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
ينص الفصل 30من ظهير التحفيظ العقاري على أنه "يمكن لكل من يدعي حقاً
على عقار محفظ أن يطلب تقييده تقييداً احتياطاً لالحتفاظ به مؤقتاً".
بناء على سند يثبت حقاً على عقار ويتعذر على المحافظ تقييده على حالته.
بناء على أمر قضائي صادر عن رئيس المحكمة االبتدائية التي يقع العقار في دائرة
نفوذها.
كما ينص الفصل 36من نفس القانون على أنه "تحدد في عشرة أيام مدة صالحية
التقييد االحتياطي المطلوب بناء على سند وال يمكن خالل هذه المدة قبول أي تقييد آخر
لحق يقتضي إنشاءه موافقة األطراف".
وال يمكن إجراء تقييد احتياطي أي بناء على سند إذا كانت مقتضيات القانون تمنع
تقييده النهائي.
يشطب على التقييد االحتياطي تلقائياً بعد انصرام األجل المذكور ما لم يدل طالب
التقييد بأمر صادر من رئيس المحكمة االبتدائية طبقاً ألحكام الفصل 30أعاله.
10
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
يمكن اللجوء إلى رئيس المحكمة االبتدائية التي يقع العقار بدائرة نفوذها بصفته
قاضياً للمستعجالت لألمر بالتشطيب على التقييد االحتياطي كلما كانت األسباب المستند
عليها غير جدية أو غير صحيحة.10
يجب على الطرب الذي يرغب في التشطيب أن يقدم إلى المحافظ على األمالك
العقارية طلباً مؤرخاً وموقعاً من طرفه أو من طرف المحافظ في حالة جهله أو عجزه عن
التوقيع يتضمن تعيين أو بيان مايلي:
وال تختص المحاكم االبتدائية بالنظر في ق اررات رفض التقييد أو التشطيب المرتبطة
والمؤسسة على عقود ،أما ما تعلق باألحكام فيرجع االختصاص بشأنها للمحاكم اإلدارية.
-10الفصل 36مكرر :على المحكمة االبتدائية كلما تبين لها التقييد االحتياطي بصفة تعسفية أو كيدية أو عن سوء نية أن
تفضي تلقائيا ً لفائدة الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية بغرامة مالية ال يقل مبلغها عن
عشرة في المائة من قيمة العقار والحق المدعي به والكل دون المساس بحق األطراف المتضررة في المطالبة
بالتعويض.
-11حكم عدد 312في الملف عدد 44-343غير منشور.
11
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
وعليه إذا كان رفض المحافظ للتقييد االحتياطي أو التشطيب المنصب على حق
عيني يرجع إلى المحاكم العادية فإن عدم تنفيذ المحافظ للحكم النهائي الصادر في
الموضوع يرجع للمحاكم اإلدارية.
وهكذا جاء في حكم للمحكمة اإلدارية بالدار البيضاء الصادر بتاريخ 1477/40/41
وحيث أنه وبعد تصفح المحكمة لوثائق الملف تبين كون القرار المطعون فيه الصادر على
المحافظ وأن انصب على رفض التشطيب على التقييد االحتياطي ،فإنه يتعلق بتنفيذ قرار
قضائي قضى برفض طلب الشفعة وأن الرفض األول مرتبط به وبالتالي فإن الطعن فيه
يندج ضمن االختصاص النوعي لهذه المحكمة ما يتعين معه التصريح بذلك.12
أما فيما يتعلق برفض اإليداع الفصل 30من ظهير التحفيظ العقاري ينص على أنه
إذا نشئ على عقار في طور التحفيظ حق خاضع لإلشهار أمكن لصاحبه من أجل ترتيبه
والتمسك به في مواجهة الغير أن يودع بالمحافظة العقارية الوثائق الالزمة لذلك ويبقى هذا
اإليداع بسجل التعرضات "ويقيد الحق المذكور عند التحفيظ بالرسم العقاري في الرتبة التي
عينت له إذا سمحت إجراءات المسطرة بذلك".
إن تسجيل العقد بالمطلب يتطلب إما إيداعه وفقاً ألحكام الفصل المذكور أو تقديم
باسم جميع طالب خالصة إصالحية إلى المحافظ يتضمن النسب المتفق عليهما والتي
ينبغي أن تكون مطابقة لألصل.14
خامس ا :رفض تصريح األخطاء المادية وتسليم نظير الرسم العقاري أو شهادة التقييد
الخاصة
أتاح الفصل 14من نفس القرار الوزيري إجراء تصحيح اإلغفاالت واألخطاء
والمخالفات التي قد تطال الرسوم العقارية أو التقييدات الالحقة وذلك بناء على طلب
األطراف واما تلقائياً بمبادرة من المحافظ مع إمكانية الطعن في ذلك من طرف أصحاب
المصلحة وفي هذا اإلطار ينص الفصل 14من القرار الوزيري المذكور على أنه إذا رفض
المحافظ إجراء التصحيحات المطلوبة أو إذا لم يقبل األطراف ما تم تصحيحه فإن المحكمة
تبت في األمر بحكم يصدر في غرفة المشورة ...وفي هذا اإلطار جاء قرار محكمة النقض
رقم 66في الملف المدني 63.061لكن حيث يستخلص من نص الفصل 11من القرار
الوزيري الصادر بتاريخ 7170/46/41أن إصالح الخطأ الذي وقع في الرسم العقاري ال
تقدم به دعوى مبدئه أمام القضاء وانما يقدم المحافظ من تلقاء نفسه أو بطلب من األطراف
أن يقدموا إليه طلباً بذلك فإن رفض القيام بهذا اإلصالح أم لم يقبل األط ارف وجهة نظرة
فإن ق ارره يعرض على المحكمة التي تبت في األمر بحكم تصدره بغرفة المشورة.
-14قرار محكمة النقض عدد 789الصادر بتاريخ 2886/83/81ملف مدني 2889-2856مقتضيات ظهير التحفيظ
العقاري على ضوء محكمة النقض ،مركز التوثيق محكمة النقض 2884ص ،117وقد كانت محكمة النقض قبل
دخول تعديالت ظهير التحفيظ العقاري حيز التنفيذ ،تعتبر قرار المحافظ برفض إيداع رسوم ووثائق تتعلق بعقار في
طور التحفيظ طبقا ً للفصل 39من قانون التحفيظ العقاري قراراً إداريا ً قابالً للطعن فيه عن طريق دعوى اإللغاء وهو
يخرج بالتالي عن القرارات الصادرة في إطار الفصل 46من نفس القانون الذي يرجع الطعن فيه على المحاكم العادية
إن رفض المحافظ إيداع العقود المرفقة بالطلب بدعوى أنها ال تتضمن المراجع العقارية بتجاوز السلطة لعيب السبب
وموجبا ً لإللغاء لكون عقد التقييد المطلوب إيداعه وأنه ثم قبل إنشاءه مطلب التحفيظ وال يتصور تضمين رقم مطلب
التحفيظ أنشئ قبل مسطرة التحفيظ المتعلقة بدائرة العقار.
13
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
بالنظر في النزاعات المتعلقة بتصحيح الغلط أو السهو أو الخلل في الرسم العقاري في
إطار الفصل 11من نفس القرار.
وهكذا جاء المحكمة اإلدارية بفاس صادر بتاريخ 14يناير 1447الطعن برفض
تصحيح ما اعتبره المدعي خطأ في صحة العقار وال يدخل ضمن اختصاص المحاكم
اإلدارية النوعية.15
أما فيما يخص رفض تسليم نظير الرسم العقاري أو الشهادة الخاصة فالفصل 741
من ظهير التحفيظ العقاري نص على أنه "إذا وقع تعرض على تسليم نظير جديد للرسم
العقاري أو نسخة شهادة التقييد الخاصة المنصوص عليه في الفصل 747من هذا القانون
بمناسبة ضياع أو تلف أو سرقة ،16ورأى المحافظ على األمالك العقارية أنه ال داعي لتلبية
الطلب المقدم إليه إذ يمكن للطالب أن يرفع األمر إلى المحكمة االبتدائية التي تبت وفق
اإلجراءات المقررة وفق قانون المسطرة المدنية".
ومن بين التعديالت المدخلة بالقانون السالف الذكر ،التغيير في موازن توزيع
االختصاص للنظر في الطعون المقدمة ضد ق اررات المحافظ حيث تم تحديد الق اررات تقبل
الطعن أمام المحكمة االبتدائية ،وذلك في الفصل 16و 11وترك الق اررات األخرى من
نصيب المحكمة اإلدارية باعتبارها القضاء المتخصص في دعوى اإللغاء ،إال أن هذه
-15حكم عدد 94الدليل العلمي الجتهاد القضائي في المادة اإلدارية منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية
الجزء الثالث رقم 16مطبعة المعارف الجديدة الرباط مطبعة األولى ،2889 ،ص .327
-16الفصل 181في حالة ضياع أو سرقة أو تلف نظير الرسم العقاري أو شهادة التقييد الخاصة يجب على صاحبها أن
يقدم للمحافظ على األمالك العقارية الوثائق المتبقية وأن يدلي إليه بتصريح هوية وظروف الضياع أو السرق أو التلف
وكل ما لديه من معلومات على الحادث ،يمكن للمحافظ على األمالك العقارية إذا ما ظهر له صدق التصريح أن يسلم
للمعني باألمر نظيراً جديد للرسم العقاري أو نسخة من شهادة التقييد الخاصة بعد انصرام 15يوما ً من تاريخ نشر
بذلك في الجريدة الرسمية.
الفصل :182ينص المحافظ على األمالك العقارية بالرسم العقاري على تسليم النظير الجديد أو نسخة شهادة التقييد
الخاصة مع بيان تاريخ وظروف التسليم.
14
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
التعديالت حملت بعض المستجدات التي تطرح السؤال عن دستوريتها خصوصاً مع زيادة
بعض الق اررات المحصنة من الطعن.
فق اررات المحافظ على األمالك العقارية تعتبر ق اررات إدارية بكل ما يحمل هذا
المصطلح من معنى ،كل ما هناك المش رع بعضها بمسطرة خاصة للطعن ،وما عدا ذلك
17
وفيما يلي نستعرض لبعض تطبيقات القضاء يبقى القضاء اإلداري هو المختص فيه
اإلداري للق اررات القابلة للطعن عن طريق دعوى اإللغاء.
إن ق اررات المحافظ جميعها أصبحت في مادة التعرضات تخضع الختصاص المحاكم
اإلدارية حص اًر سواء تعلق األمر برفض تسجيل التعرض (أوالً) أو إلغائه (ثانياً) إال أنه
توجد ق اررات تهم التعرض ال تقبل الطعن القضائي (ثالثاً).
لقد أعطى المشرع الحق لكل من لديه حق أو ادعاء يتعلق بالعقار الذي وضع بشأنه
التحفيظ أن يتعرض للمطالبة بحقوقه ،والذي حدد الحاالت التي يمكن فيها التعرض وذلك
في حالة المنازعة في وجود حق الملكية أو في مداه أو حدود العقار ،وكذلك عندما يكون
الشخص لديه حق عيني متعلق بالعقار المراد تحفيظه أو في حالة المنازعة في حق وقع
اإلعالن عنه طبقاُ للفصل 30من ظهير التحفيظ العقاري.
وقد حدد المشرع طريقة تقديم التعرض في الفصل 10من التحفيظ العقاري ،والذي
يجب أن يتضمن البيانات والشروط التي حددها المشرع في الفصل السالف الذكر ،ويعمل
المحافظ على تضمين التعرضات بسجل التعرضات ،18وبخصوص أجل تقديم التعرضات
فهو يبدأ من تاريخ تقديم مطلب التحفيظ إلى غاية شهرين ابتداء من اإلعالن عن انتهاء
التحديد ،ويتم وفق التعرضات التي تقدم خارج األجل المحدد باستثناء ما هو محدد في
الفصل 11من ظهير التحفيظ العقاري وبالتالي فالتعرض يكن مرفوع خارج األجل المحدد
-17سلسلة األنظمة والمنازعات العقارية ،اإلصدار الثاني ،أبريل ،2818الطبعة الولى.2818 ،
-18انظر الفصل 25من ظهير التحفيظ العقاري.
15
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
وهذه ال سلطة أي سلطة البت في التعرض تبقى من اختصاص المحافظ على األمالك
العقارية ،وليست للمحكمة سلطة قبول التعرضات أو عدم قبولها حسب تقديمها داخل
األجل القانوني أو خارجه يدخل في اختصاص المحافظ على األمالك العقارية الذي يتولى
تلقي هذه التعرضات وتهيئتها قبل إحالة الملف على المحكمة المختصة وبالتالي فإن
اختصاص المحكمة يبقى محصور بالبت في وجود الحق المدعى به من قبل المتعرضين
19
ويبقى االختصاص للبت في الطعن في قرار المحافظ على وطبيعة ومشتمالته ونطاقه
األمالك العقارية في إطار التعرض من نصيب المحكمة اإلدارية بصفة مطلقة بعد أن
تشاركها فيه المحكمة االبتدائية.
منح المشرع الحق لكل من يدعي حقاً على عقار قدم بشأنه مطلب تحفيظ ،أن يتقدم
بتعرضه للمحافظة على حقوقه ،لكيال تشملها قاعدة التطهير ،ويجب أن يكون هذا التعرض
مدعماً بالحجج والمستندات التي تقويه وتدعمه وتجعله جدياً ،وكذلك أداء الرسوم القضائية،
التي تترتب عليه حقوق المرافعة ،ويجب أن يقوم بذلك قبل انصرام الشهر الموالي النتهاء
أجل التعرض ،واال اتخذ المحافظ على األمالك العقارية قرار اًر بإلغاء حسب ما تم
النصيص عليه في الفصل 11من ظهير التحفيظ العقاري.
وتجدر اإلشارة إلى أن الفصل 11في صيغته المنسوخة كان يعطي االختصاص
للمحكمة االبتدائية بالنظر في ق اررات رفض التعرض أو إلغائه بسبب عدم تقديم المتعرضين
للرسوم والوثائق ،والرفض لغير هذه األسباب كان يخضع للطعن أمام المحكمة اإلدارية،
لكن هذا التمييز لم يحافظ عليه المشرع الجديد مما جعل االختصاص يرجع فيما يخص
الق اررات الصادرة في التعرض خاضع للمحكمة اإلدارية المطلقة.
خص المشرع لمسطرة التحفيظ مجموعة من اآلليات اإلشهارية التي ينبغي من ورائها
إعالم جميع أو كل من له حق متعلق بالعقار المراد تحفظه لكي يتقدم بتعرض من أجل
الحفاظ على حقه ،ولكن هذه اإلمكانية فتح لها أجل محدد ،يجب أن يمارس فيها التعرض،
واال سقط الحق في ذلك ،والتي تحدد من فترة تقديم مطلب التحفيظ إلى غاية شهرين بعد
نشر اإلعالن عن انتهاء التحديد بالجريدة الرسمية ،غير أنه حدد أجل استثنائياً طبقاً
للفصل 11من نفس الظهير سمح فيه بتقديم التعرض رغم فوات األجل القانوني لكنه ربطه
بشرط عدم توجيه المحافظ الملف للمحكمة االبتدائية.
وحصر المشرع الجهات التي لها التعرض االستثنائي في المحافظ على األمالك
العقارية ،ويالحظ أنه تم تقليص هذه الجهات بصدور قانون 70.41المتمم والمغير لظهير
التحفيظ العقاري مما يؤثر سلباً على مبدأ األمن العقاري وبالتالي على األمن القانوني ككل.
وصدر في هذا اإلطار قرار لمحكمة النقض جاء فيه :أن المحكمة االبتدائية المؤيد
حكمها بالقرار المطعون فيه الحظت وهي تنظر في التعرض المحال عليها بعد فتح أجل
جديد له من طرف المحافظ في إطار الفصل 11الحظت أن هذا النص إنما يخول
للمحافظ فتح أجل جديد للتعرض من طرف المحافظ وقع بعد إحالة الملف على المحكمة
وخروجه من يده وانتهاء المرحلة القضائية واعادته إليه التخاذ ما يراه في شأن طلب
التحفيظ.20
ويجب أن يقدم المتعرض داخل األجل االستثنائي الوثائق المبنية لألسباب التي منعته
من تقديم تعرضه داخل األجل وكذلك العقود المرافقة أو يثبت حصوله على المساعدة
القضائية.
وبالعودة للفقرة األخيرة من الفصل 11من ظهير التحفيظ العقاري يالحظ أن المشرع
جعل قرار رفض التعرض االستثنائي غير قابل للطعن القضائي.
فهل يقصد المشرع هنا التحصين من الطعن نهائياً؟ ،أم فقط المنع من الطعن أمام
المحاكم االبتدائية؟
-20مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات محكمة النقض ،إصدارات محكمة النقض ،2884ص ،48
ورد في مستجدات التحفيظ العقاري ،مرجع سابق ،ص .47
17
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
مادام أن القاعدة العامة والمستقر عليها فقهاً وقضاء هي عدم تحصين أي قرار إداري
من الطعن القضائي.21
واذا كان المشرع يقصد التحصين بصفة مطلقة فهذا يتعارض مع أسمى قانون في
البالد والذي أقر في مادته 773حق التقاضي وجعله حقاً دستورياً ،ونحن نعلم قيمة
القواعد الد ستورية حيث تلزم باقي القواعد األخرى األقل درجة منها في إطار احترام مبدأ
22
وكذلك يأتي هذا المقتضى مخالفاً لما نصت عليه نفس المادة من هرمية القواعد القانونية
الدستور ،والتي اعتبرت جميع الق اررات اإلدارية سواء الفردية منها أو التنظيمية قابلة للطعن
فيها أمام الهيئة القضائية المختصة.
وجاء في حكم المحكمة اإلدارية بأكادير صادر بتاريخ " 7110/41/14تعتبر دعوى
اإللغاء بمثابة دعوى القانون العام إللغاء الق اررات اإلدارية عموماً ،أي يمكن أن توجه ضد
أي قرار إداري دونما حاجة إلى نص قانوني صريح ،وحيث إنه ال يقبل وفقاً لروح قانون
14.07تحصين أي قرار من مراقبة قاضي المشروعية وحرمان المواطن في دولة الحق
والقانون ضماناً لحقوقه وحرياته من مراقبة أعمال اإلدارة عن طريق دعوى اإللغاء التي
تمارسها هيئة مستقلة عن اإلدارة وتتكون من قضاء تابعين للسلطة القضائية وال يخضعون
للتسلسل الرئاسي أو ألي نوع من الوصاية ويستعملون اختصاصاتهم من أجل حماية
المواطن واإلدارة معاً".23
ومن هنا يمكن القول أن الفقرة األخيرة من الفصل 11من ظهير التحفيظ العقاري
غير دستورية وبالتالي يمتنع على المحاكم اإلدارية تطبيقها ،واعتبار المنع المقصود
ينصرف للقضاء العادي فقط.24
وقد كانت المحاكم اإلدارية بالمرصاد ضد هذا التحصين الغير دستوري كما يبدو
حسب مقتضيات الدستور الجديد ،حيث صدرت أحكام ترفض تحصين الق اررات اإلدارية
من الطعن باإللغاء من بينها المحكمة اإلدارية بالرباط في حكم أصدره بتاريخ 17مارس
25
بأن حضر الطعن في قرار رفض التعرض يضل قاص اًر في جميع األحوال على 1471
الطعن العادي أمام المحاكم العادية وال يشمل الطعن باإللغاء أمام القضاء اإلداري الغير
قابل للتحصين مطلقاً طبقاً للفصل 773من الدستور.
تشمل الق اررات اإليجابية الصادرة عن المحافظ على األمالك العقارية والمتعلقة
بالتشطيب كل من التشطيب على حق عيني (أوالً) ثم التقييد االحتياطي (ثانياً).
بالرجوع للفصل 6من ظهير التحفيظ العقاري نجده حصر أمام المحاكم االبتدائية،
في الق اررات التي يرفض فيها المحافظ على األمالك العقارية تقييد حق عيني أو التشطيب
عليه ،وبالتالي فما عدا هذه الق اررات التي ال تختص فيها المحاكم المذكورة بل يرجع أمر
البت فيه للمحاكم اإلدارية باعتبارها صاحبة الوالية في دعوى اإللغاء الموجهة ضمن
الق اررات اإلدارية ،وذلك حسب قانون 07.14المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية ،حيث
يمكن لكل طرف في مواجهة قرار بالتشطيب على حقه العيني ،واذا كان متأكد من صحة
حقه أن يطعن في ذلك القرار أمام المحكمة اإلدارية المختصة بموجب المادة 3من قانون
إحداثها.
وهكذا جاء في قرار لمحكمة النقض صادر بتاريخ " 7113/71/41التشطيب على
حق عيني مسجل بالرسم العقاري يعتبر ق ار اًر إدارياً يطعن فيه أمام المحكمة اإلدارية
المختصة."26
-25صادر في الملف رقم 2818/5/147غير منشور ،ورد في سلسلة "األنظمة والمنازعات العقارية" ،مرجع سابق،
ص .66
-26مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات محكمة النقض ،إصدارات محكمة النقض ،2884ص 138
ورد في مستجدات التحفيظ العقاري مرجع سابق ،ص .181
19
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
أعطى المشرع الحق لكل شخص يدعي حقاً على عقار محفظ أن يطلب تقييده
احتياطياً ،في حالة ما إذا تعذر على صاحبه تقييده نهائي ًا ،وذلك من أجل الحفاظ على
المؤقت على رتبة حقه في الزمن إلى حين استكمال الشروط القانونية من أجل التقييد
التلقائي ،وقد حدد المشرع الحاالت التي تجيز التقييد االحتياطي في كل من:
بناء على سند يثبت حق على عقار ويتعذر (على المحافظ تقييده على حاله).
بناء على أمر قضائي صادر عن رئيس المحكمة اإلبتدائية التي يقع العقار في دائرة
نفوذها.
بناء على نسخة من مقال دعوى في الموضوع مروفوعة أمام القضاء أيضاً هناك
بعض الحاالت الخاصة التي تجيز التقييد االحتياطي نظ اًر لوجود مصلحة معينة،
رأى المشرع حاجتها إلى الحماية.27
ويدخل قرار التشطيب على التقييد االحتياطي ،ضمن الق اررات اإلدارية التي تخضع
لمراقبة القضاء اإلداري.28
فالمحافظ ال يحق له التشطيب على التقييد االحتياطي المبني على تقديم نسخة مقال
افتتاحي لدعوى تتعلق باالستحقاق وبطالن التحفيظ وذلك قبل صدور حكم نهائي في
الدعوى المعروضة.
الفقرة الثالثة :قرار رفض إرجاع نظير الرسم العقاري وقرار رفض تغيير اسم العقار
المحافظ
أولا :قرار رفع إرجاع نظير الرسم العقاري رغم انتهاء التقييدات
بعد انتهاء التقييدات يقوم المحافظ بإرجاع نظير الرسم العقار لصاحبه ،وامتناع
المحافظ عن ذلك يجعل ق ارره مشوباً بشطط في استعمال السلطة ،يجوز الطعن فيه باإللغاء
-27من هذه الحاالت الخاصة مثالً :التقييد االحتياطي للعقد االبتدائي لبيع العقار في طور اإلنجاز ،التقييد االحتياطي
للرهن المؤجل.
-28مستجدات التحفيظ العقاري ،مرجع سابق ،ص .183-182
20
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
أمام المحكمة اإلدارية ،وهذا ما جاء في قرار لمحكمة النقض صادر بتاريخ
7110/40/46إن امتناع المحافظ من إرجاع رسم عقاري ألصحابه رغم انتهاء
التسجيالت التي كانت سبب وضع الرسم العقار لدى المحافظ هو قرار إداري يتسم بالشطط
في استعمال السلطة وقابل للطعن باإللغاء لعدم وجود دعوى موازية أمام القضاء الشامل.29
وتجدر اإلشارة إن هذه الحالة تتعلق فقط برفض المحافظ إرجاع نظير الرسم العقاري،
أما الرفض الذي يكون مصدر األطراف فيجب الرجوع بخصوصه إلى الفصل 31من
ظهير التحفيظ العقاري والذي نظم هذه الحالة (حالة رفض اإلدالء بنظير الرس العقاري)،
وبالتالي ففي حالة عدم اإلدالء بالنظير رفقة الطلب وكان يتعلق بحق يقتضي إنشاؤه موافقة
المالك والحائز لنظير الرسم العقاري فهنا يجب على المحافظ أن يمتنع عن تقييد الحق
موضوع الطلب إلى أن يتم اإلدالء بالنظير.
أما في الحاالت األخرى فالمحافظ ينجز التقييد ويبلغه للحائز مع إنذاره بتقديم النظير
داخل 14يوماً.
ويمكن للمحافظ أن ينجز المطابقة كلما أتيحت له الفرصة في ذلك ،واذا لم يقم
الحائز للنظير بإيداعه داخل األجل الذي حدده المحافظ في اإلنذار ،يبقى هذا النظير بدون
قيمة إلى أن يتم المطابقة بينه وبين الرسم العقاري ،ويعمل المحافظ على إبالغ العموم بهذه
الوضعية عن طريق إعالن مختصر يغلق في المحافظة العقارية وبكل الوسائل المتاحة.
ويبقى لألطراف المعنية بالتقييد ،الحق في اللجوء إلى المحكمة االبتدائية من أجل
الحكم بإيداع النظير بالمحافظة العقارية.
بالرجوع للفصل 01مكرر من ظهير التحفيظ العقاري ،نجده يجيز لمالك العقار أن
يتقد بطلب لتغيير اسم العقار المحفظ والذي جاء فيه "يمكن للمالك المقيد تغيير اسم العقار
المحفظ وفي حالة الشياع تكون الموافقة الصريحة لكافة الشركاء المقيدين ضرورية.
-29أمينة ناعمي ،محمد الهيني ،القواعد الموضوعية للرهن الرسمي االجباري فقها ً وقضاء ،دار القلم الرباط ،منشورات
مركز قانون االلتزامات والعقود بكلية الحقوق بفاس ،الطبعة األولى 2818 ،ورد في مستجدات التحفيظ العقاري
مرجع سابق ص .189
21
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
ينشر الطلب بالجريدة الرسمية ويقيد في سجل اإليداع بعد انصرام خمسة عشر يوم ًا،
من تاريخ هذا النشر ويضمن االسم الجديد بالرسم العقاري وبنظيره ويشار إليه الحقاً في
التقييدات والوثائق".
وبالتالي فما يستكشف من هذا الفصل أن المشرع أعطى الحرية لمالك العقار لكي
يتقدم بطلب لتعيير اسم عقاره دون أن يربط ذلك بشرط معين ،وتعتبر هذه النقطة األخيرة
من بين المستجدات التي جاء القانون 70.41المغير والمتمم لظهير التحفيظ العقاري
ولذلك فرفض المحافظ على األمالك العقارية تغيير اسم العقار بعد االنحراف في السلطة،
وبالتالي يجوز للمعني باألمر الطعن في قرار المحافظ أمام المحكمة اإلدارية ،ألن
30
يشكل أحد األسباب التي يمكن لطالب الطعن أن يؤسس عليه طلبه االنحراف في السلطة
الرامي إلى إلغاء قرار المحافظ المتعلق برفض تغيير اسم العقار.
الفقرة الرابعة :رفض تنفيذ األحكام الحائزة لقوة الشيء المقضي به ورفض إحالة مطلب
التحفيظ على المحكمة
يقصد باألحكام هي تلك الق اررات الصادرة من المحاكم المشكلة تشكيالً قانونياً في
النزاعات التي تطرح عليها.
واألحكام التي يجب تسجيلها هي األحكام التي اكتسبت قوة الشيء المقتضى به ،أي
تلك األحكام النهائية التي أصبحت ال تقبل أي طريق من طرق الطعن المادية وهي
التعرض واالستئناف ويستوي في ذلك أن يكون الحكم نهائياً لصدوره في مرحلة االستئناف،
أو بفوات ميعاد الطعن فيه بهذا الطريق دون أن يطعن فيه في المرحلة االبتدائية.31
وينص الفصل 60من ظهير التحفيظ العقاري " 70.41يجب أن تشهر بواسطة
التقييد في الرسم العقاري ،جميع الوقائع والتصرفات واالتفاقات الناشئة بين األحياء مجانية
-30نص المشرع على الحاالت التي يؤسس عليها الطاعن طلبه باإللغاء والتي جاءت حصراً وذلك في الفصل 28من
قانون 19.48ا لمحدث بموجب المحاكم اإلدارية والتي تتتجلى في كل من العيب في الشكل أو االنحراف في السلطة أو
النعدام التعليل أو مخالفة القانون فهذه كلها أسباب تجيز طلب الطعن باإللغاء.
-31محمد خيري " ،العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي".
22
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
كانت أم بعوض ،وجميع المحاضر واألوامر المتعلقة بالحجز العقاري ،وجميع األحكام التي
اكتسبت قوة الشيء المقضي به".
وكذلك الفصل 60مكرر "يحدد أجل إنجاز التقييد المنصوص عليه في الفصل 60
في ثالث أشهر ويسري هذا األجل بالنسبة للق اررات القضائية ابتداء من تاريخ حيازتها لقوة
الشيء المقضي به".
ويتبين من ذلك أن األحكام التي تكون صادرة عن المحاكم واكتسبت قوة الشيء
المقضي به تفرض على المحافظ أن يقوم بتقييد تلك الحقوق التي تم اكتسابها عن طريق
ذلك الحكم.
وقد استقر اجتهاد الغرفة اإلدارية بمحكمةة النقض على أنه "يعتبر شططاً في
استعمال السلطة امتناع المحافظ العقاري عن تقييد حكم نهائي حائز لقوة الشيء المقضي
به".
وحيث أنه من المستقر عليه فقهاً وقضاء أن األحكام الحائزة لقوة الشيء المقضي به
هي األحكام التي ال تقبل التعرض وال االستئناف ،أي التي ال تقبل طريق من طرق الطعن،
وال ينزع هذه األحكام صفة االنتهائية وقوة الشيء المقضي به.
وحيث أنه بالنسبة للفصل 167من قانون المسطرة المدنية فإنه وكما استقر اجتهاد
محكمة النقض الغرفة اإلدارية في عدة ق اررات فإن المقصود بعبارة التحفيظ العقاري مجموع
اإلجراءات المتعلقة بإنشاء رسم عقاري ال يزال في طور التحفيظ.
أما العقارات المحفظة فلها نظام خاص يتبع من الرسوم العقارية ولذلك فإنه ال تدخل
ضمن مقتضيات المصطلح المذكور مما يكون معه قرار المحافظ القاضي برفض تقييد
الحكم النهائي الحائز لقوة الشيء المقضي به المستدل بالشطط في استعمال السلطة.32
-32قرار عدد 2881/16/23الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية منشور في المجلة المغربية لإلدارة
المحلية والتنمية الجزء الثالث رقم ،16مطبعة المعارف الجديدة الرباط األولى ،2889ص ،343مجلة األمالك محمد
الهيني ،ص .186
23
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
ويتبين من ذلك أنه المحافظ الذي يرفض تقييد الحكم النهائي في مادة التقييد الحائز
لقوة الشيء المقضي به صدر في محكمة االستئناف ولو مع صيروته قابالً للطعن بالنقض
يعتبر مشتطاً في استعمال سلطته ،وق ارره منسوب بعيب مخالفة القانون واجب اإللغاء ،ألن
الطعن بالنقض يوقف التنفيذ في قضايا التحفيظ العقاري باعتبارها مجموع اإلجراءات
المتعلقة بإنشاء عقاري ال يزال في طور التنفيذ.33
إن جميع ق اررات المحافظ ذات الصلة برفض تنفيذ حكم قضائي راجعة الختصاص
المحاكم اإلدارية كيفما كان سببها سواء تعلق بالتقييد أو التشطيب.34
إن مسطرة التحفيظ من بدايتها تعتبر في األصل مسطرة إدارية إال أنه قد تتخللها
المرحلة القضائية في حالة وجود تعرضات على مطلب التحفيظ وأن عدم التوصل إلى
صلح يرضي األطراف أو عدم رفع التعرض أو قبوله من طرف طالب التحفيظ يفيد تشبت
كل طرف بمطالبه ويقتضي األمر إحالة ملف التحفيظ على المحكمة المختصة للبت فيه.
وبالتالي فذلك يفرض على المحافظ إحالة المطلب على المحكمة المختصة واذا رفض
ذلك فق ارره هذا يكون معرضاً للطعن أمام القضاء اإلداري وهذا ما درج عليه القضاء
اإلداري حيث جاء في حكم للمحكمة اإلدارية بالرباط صادر بتاريخ 11مارس " 1444أن
قرار المحافظ على األمالك الرافض لطلب إحالة ملفي مطلبي التحفيظ على المحكمة
المختصة للبت فيه على اعتبار أن مطلب التحفيظ الثاني هو بمثابة التعرض على المطلب
األول يعتبر ق ار اًر إدارياً قابالً للطعن فيه عن طريق دعوى اإللغاء أما المحكمة اإلدارية."35
الفقرة الخامسة :قرار التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري بين القابلية للطعن وغير القابلية
للطعن
إن ما تعلق بقرار المحافظ بخصوص تحفيظ العقار وانشاء الرسم العقاري هناك من
ينادي بعدم قابلية الطعن وذلك استناداً إلى مقتضيات الدستور ،وبين من ينادي بعدم قابلية
الطعن وذلك وفق الفصل 61من قانون التحفيظ العقاري.
أولا :قرار المحافظ بخصوص تحفيظ العقار وانشاء الرسم العقاري يكون قابل للطعن
لقد استند مؤيدو هذا اإلتجاه إلى مقتضيات الفصل 773من دستور 1477بأن
"حق التقاضي مضمون لكل شخص للدفاع عن حقوقه ومصالحه التي يحميها القانون.
كل قرار اتخذ في المجال اإلداري سواء كان إدارياً أو فردياً يمكن الطعن فيه أمام
الهئية القضائية المختصة".
ويستنتج من هذا النص أن جميع الق اررات التي تكون إدارية وصادرة عن مؤسسة
إدارية تكون قابلة للطعن أمام الهيئة القضائية وال يمكن له اإلفالت من الرقابة ،وهذا ما
ينطبق على ق اررات المحافظ فهي وفق القواعد الدستورية تكون قابلة للطعن حتى ولو كانت
محصنة بنص تشريعي ،36ويدعمون بمجموعة من الق اررات التي صدرت بهذا الشأن.
وفي هذا اإلطار أصدرت المحكمة اإلدارية بفاس حكماً يحمل رقم 11/7411في
الملف اإلداري رقم 11/74قضت فيه باختصاصها للنظر في القرار الصادر عن السيد
المحافظ على األمالك العقارية عن انتهاء التحديد لتأسيسه على إجراء باطل وبإلغائه ،رغم
انتهاء الرسم العقاري المبني على هذا القرار وقد تم تأييد هذا الحكم بمقتضى قرار الغرفة
اإلدارية بالمجلس األعلى تحت رقم 116بتاريخ 13/41/76في الملف اإلداري عدد
00و.3713/47/70
ويعتبر هذا الطعن هو الراجح ويستندون في ذلك على مقتضيات الفصل 61من
قانون 70.41الذي ينص على أن الرسم العقاري نهائي وال يقبل الطعن ،ويعتبر نقطة
االنطالق الوحيدة للحقوق العينية والتحمالت العقارية المتربة على العقار وقت تحفيظه دون
ما عداها من الحقوق غير المقيدة.
إن قرار المحافظ بشأن تحفيظ العقار وتأسيس الرسم العقاري يعتبر من أخطر
الق اررات التي يتخذها المحافظ وذلك بعد إجراء مسطرة للتطهير يترتب عنها تأسيس رسم
عقاري وبطالن ما عداه من الرسوم ،وتطهير الملك من جميع الحقوق السالفة غير
المضمنة به ،وهو قرار نهائي غير قابل ألي وجه من أوجه الطعن.38
أما إذا وقع ضرر بالغير جراء قرار التحفيظ ،فإنه حسب الفصل 60من قانون
70.41ال يمكنه المطالبة باستحقاق العقار عين ًا وانما يبقى له الحق في التعويض فقط إذا
كان يختل عملية التحفيظ تدليس.
وقد كرس االجتهاد القضائي هذا المبدأ النهائي وعدم القابلية للطعن من خالل عدة
ق اررات صدرت.
كما في قرار لمحكمة النقض صادر بتاريخ 7113/40/47ال يمكن قانوناً التشطيب
على الرسم العقاري واعادة إجراء مسطرة التحفيظ ألن رسم الملك الناتج عن التحفيظ له
صفة نهائية وال يقبل الطعن وال اإللغاء ولو في حالة التدليس طبقاً لما هو منصوص عليه
بالفصل 60من قانون التحفيظ.39
وعن قرار آخر صادر عن المجلس األعلى سابقاً القرار الصادر بتاريخ 17أبريل
7111في الملف اإلداري رقم 73117الذي جاء فيه "أن إقامة الرسم العقاري له صفة
نهائية وال يقبل الطعن ويحسم كل نزاع بالعقار."40
ومن خالل ما سبق يتبين أن الرأي الثاني هو السائد ألنه يؤدي إلى حماية الملكية
ويحافظ على القاعدة التي يؤسسها التحفيظ وهي قاعدة التطهير.
الفقرة السادسة :الطعن في قرار التحديد اإلداري والطعن في المسؤولية المرفق عن
األضرار الناتجة عن عملية التسجيل
تعتبر عملية التحديد من أهم مراحل الحفيظ ،بل وأخرطها أحياناً ألنها هي المنطلق
الذي يثبت حالة العقار مادياً وقانونياً .واذا كان هذا التحديد يهدف إلى تحديد العقار من
الناحية المادية والقانونية فإنه يهدف أيض ًا إلى ربط العقار موضوع التحديد من الناحية
الهندسية بالخريطة العامة للمنطقة ،41وأن هذه العملية رغم ما يمكنه أن تساهم به من
إعطاء قيمة للعقار وتحديده يمكن أن يلحقها خلل أو عيب قد يسبب ضر اًر إما لطالب
التحفيظ أو أحد المتعرضين أو للغير فهي بالتالي تكون محل للطعن أمام القضاء اإلداري
من قبل المتضررين.
قررات قضائية بهذا الشأن نذكر منها القرار الصادر على المجلس
وقد صدرت عدة ا
األعلى حين حمل المسؤولية للمحافظ في عدم احترام اإلجراءات المقررة إلنجاز عملية
التحديد ورد فيه ما يلي" :إذا كان المشرع لم ينظم طريقة الطعن في مقرر اإلعالن عن
انتهاء التحديد لفسح المجال أمام الشروع في المرحلة اإلدارية الالحقة ،فإنه اختصاص
المحافظ على الملكية العقارية وبالتالي فإنه قرار إداري يكون قابالً للطعن باإللغاء ،وأن
المحكمة اإلدارية كانت مختصة للنظر في طلب إلغائه ،وأنه يمكن الطعن في جميع
اإلجراءات المتخذة عن طريق المحافظ والسابقة على إنشاء الرسم العقاري ما دام من شأنها
أن تؤثر على مركز الطاعنين."42
المؤقت التي تمت في غيبة المتعرض التطاعن لعدم استدعاءه رغم إعالن تعرضه على
مطلب التحفيظ مما يعد خرقاً لمقتضيات الفصل 71من ظهير التحفيظ العقاري.
إن جميع الق اررات التي تكون صادرة عن المحافظ في إطار أدائه لمهام إدارية
بخصوص ما يتعلق بالتقييد أو التسجيل يمكن أن تتسبب في أضرار إما لطالب التقييد أو
صاحب الرسم العقاري وذلك إما ناتج عن تطبيق المقتضيات القانونية أو من خطأ أو
تدليس ،ونتيجة لهذا الضرر الذي يلحق باألفراد يتسبب إحداث خلل في حقوق األفراد
ولمعالجة األمر يسمح األفراد بالمطالبة بالتعويض الذي أصابهم نتيجة ذلك التقييد أو
التشطيب.
إن هذا اإلشكال قد حسمت فيه المحكمة ،وذلك بمنح االختصاص للمحكمة االبتدائية
للنظر في دعاوى المسؤولية الشخصية عموماً والمسؤولية الشخصية للمحافظ على وجه
الخصوص ،فقد جاء في قرارها وهي بصدد تحديد جهة االختصاص للنظر في قضايا
المسؤولية الشخصية ،حيث أن دعوى التعويض المقامة حالياً مبنية على المسؤولية
الشخصية للمحافظ مما تكون معه المحكمة االبتدائية المختصة للنظر في الطلب وليست
المحكمة اإلدارية التي يضل اختصاصها محصو اًر في المنازعات المتعلقة بالمسؤولية
اإلدارية الناتجة عن األضرار الحاصلة بسبب أعمال ونشاطات أشخاص القانون العام طبقاً
لمقتضيات الفصل 3من قانون 74.07المحدث للمحاكم اإلدارية.43
وكذلك هناك قرار صاد لمحكمة النقض بخصوص منح االختصاص للمحاكم اإلدارية
بما يتعلق بالخطأ المصلحي .بتاريخ 1440/74/71والذي جاء في حيثياتهن حيث أن
الدعوى الموجهة ضد الدولة والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية من أجل التعويض عن
-43قرار عدد 1896المؤرخ في 2888/87/86ملف إداري عدد 188/1/9/527منشور بمجلة المحاكم المغربية العدد
،42ص .123
28
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
الضرر يتمسك المدعي بأنها نتجت عن خطأ مصلحي ،كما أن المحافظ على األمالك
العقارية أشار لرفع المسؤولية الشخصية أن رفضه إيداع العمليات الهندسية التي تهم الرسم
العقاري المعني مبني على أساس قانوني.
تجدر اإلشارة أنه للقيام بأي دعوى أمام القضاء البد من اتباع مسطرة معينة وخاصة
حددها المشرع ونص عليها بمقتضى نصوص قانونية ،وتختلف مسطرة الطعن في ق اررات
المحافظ على األمالك العقارية إذ ما كانت أمام القضاء العادي (مطلب أول) أو تمام
القضاء اإلداري (مطلب ثاني).
إذا كان الفصل 16و 11مكرر و 747من ظهير التحفيظ العقاري قد أشار إلى
حاالت الطعن في ق اررات المحافظ العقارية أمام القضاء العادي ،فإن الفصل 74من القرار
الوزيري المؤرخ في 1يونيو 7170حدد تفاصيل مسطرة الطعن المنصوص عليها في
الفصول المذكور وبين كيفية ممارستها.
وتجدر اإلشارة إلى كون المسطرة المنصوص عليها في الفصل 74من القرار
الوزيري السالف الذكر تميز بخصوصيات هامة جعلتها تخرج عن المقتضيات العامة،
وتشكل استثناء من القواعد العامة في قانون المسطرة المدنية.
ولذلك وجب علينا تتبع هذه المسطرة خالل المرحلة االبتدائية وخالل مرحلة
االستئناف ثم أمام المجلس األعلى.
في مستهل بحثنا لمسطرة الطعن خالل المرحلة االبتدائية البد من أن نشير أن
الطاعن أن يتبع أحد الطريقتين للطعن في ق اررات المحافظ:
أ) الطعن لدى المحافظ العام للملكية العقارية ،ويعتبر بمثابة تظلم رئاسي وهو أمر
اختياري وليس إجباري طبقاً لمقتضيات الفصل 164من ق.م.م ،بحيث يمكن للمعني
باألمر أن يختار ما يخوله له القانون صراحة.
ب) الطعن لدى الجهات القضائية المختصة حيث يمكن للمعني باألمر اللجوء إلى
المحكمة االبتدائية واتباع مسطرة التقاضي حتى نهايتها.
30
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
وفي هذه الحالة يجب على المعني باألمر أن يتوجه إلى المحكمة االبتدائية المختصة
مكاتباً ،وهي المحكمة موقع العقار طبقاً للفصل 13من ق.م.م.
هذا فإن الطعن في قرار المحافظ يتخذ فيه الطاعن صفة المدعي ألنه هو المتضرر
من قرار المحافظ أو ذوي الحقوق في حالة وفاة المدعي ،أما المدعى عليه فال خالف في
أنه هو المحافظ العقاري ،ولكن حدد المشرع في الفصل 74من القرار الوزيري المؤرخ
7170/6/1أجل الطعن في قرار المحافظ في شهر من تاريخ التبليغ.
ومدة الشهر المحددة من طرف المشرع تعد من النظام العام ،ويترتب عن عدم
ممارسة اإلجراء داخل األجل سقوط الحق.
ودعوى الطعن في قرار المحافظ أمام المحاكمة االبتدائية كأي دعوى أخرى يجب أن
تخضع لمقتضيات الفصل 17من ق.م.م الذي ينص على" :ترفع الدعوى إلى المحكمة
االبتدائية بمقال مكتوب موقع عليه من طرف المدعي أو وكيله أو بتصريح يدلي به
شخصياً ،ويحرر به أحد أعوان كتابة الضبط الملحقين محض اًر يوقع من طرف المدعي أو
يشار في المحضر إلى أنه ال يمكن له التوقيع"...
أما شكليات المقال ،فيجب الرجوع إلى البيانات المنصوص عليها في الفصل 11من
ق.م.م.
وتجدر اإلشارة إلى أن الطعن في قرار المحافظ تطبق فيه قواعد المسطرة الكتابية
تتطلب تنصيب محامي أمام القضاء كما أن تشكيلة المحكمة في الدعاوى العقارية العينية
والمختلطة تكون تشكيلة جماعية ألن هذه الدعوى لم يضعها المشرع ضمن استثناءات
45
بمقال الفصل 00من ق.م.م ،هذا وبمجرد ما يتوصل كاتب الضبط بالمحكمة االبتدائية
الدعوى فإنه يبادر بتسجيله في سجل الدعاوى ،ثم يعرض الملف على رئيس المحكمة.
-45ينص الفصل 95من ق.م.م على أن المسطرة تكون شفوية في القضايا التالية:
القضايا التي تختص المحاكم االبتدائية فيها ابتدائية فيها ابتدائيا ً واتفاقيا ً.
قضايا الشفقة والطالق والتطليق.
قضايا استيفاء ومراجعة وحبسة كرائية.
قضايا الحالة المدنية.
31
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
حيث يقوم رئيس المحكمة االبتدائية بتعيين قاضي مقرر يقوم بتحضير القضية تطبيقاً
للفقرة األخيرة من الفصل 17من ق.م.م ،ويقوم بجميع اإلجراءات التي يراها مفيدة ،والتي
ستساعد على إيجاد حل للنزاع أو على توضيحه للمحكمة ،ويتعين عليه إعداد تقرير يضمه
جميع إجراءات التحقيق التي قام بها.
وتبدأ المناقشة عادة بالنداء على األطراف وممثليهم ،يتبع ذلك بتالوة التقرير الذي
هيأه القاضي المقرر ليقرأه بالجلسة العمومية بمحضر الجميع للتذكير بكل الوقائع.
وتنتهي المناقشات بعد ذلك إما بالحكم في القضية إما بالحكم في القضية إما بالحكم
ال أو يتقرر حجز القضية للمداولة ليصدر البات في الموضوع ،هذا الحكم
في القضية حا ً
يجب تبليغه لكل األطراف المعنية خالل مدة ثمانية أيام ،وفق ما ينص عليه الفصل 04
ظهير التحفيظ العقاري.
ضماناً لحسن سيرة العدالة وحماية لحقوق جميع األطراف وصيانة لمصالحهم ،أوجد
المشرع المغربي نظم التقاضي على درجتين ،فاإلنسان مجبول عن الخطأ والقاضي هو
إنسان ،لذلك فاحتمال الخطأ وارد في حقه.46
وألن خطأ القاضي ليس كخطأ الناس العاديين ألنه يؤثر على حقوق األفراد
والمتقاضين ،فقد أوجد المشرع عدة طرق تمكن المتضرر من تدارك الخطأ واقتضاء حقه
وتعرف هذه األخيرة بطرق الطعن في األحكام.47
وطبقاً للفصل 11مكرر والفصل 16من ظهير التحفيظ العقاري فإن قرار المحافظ
في إعالن المنصوص عليها يكون قابالً للطعن أمام المحكمة االبتدائية ،التي تبت فيه مع
الحق في االستئناف في القضايا العقارية بغض النظر عن قيمة الدعوى.48
ويقدم االستئناف بصورة صحيحة خالل األجل المقرر في ق.م.م ،حيث حدد الفصل
710في 14يوماً ،تبتدئ من تاريخ التبليغ إلى الشخص نفسه أو في موطنه المختار أو
-46االستاذ عبد الكريم الطالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ،مطبعة الوراقة ،مراكش ،ط .2811
-47عبد الكريم الطالب المرجع نفسه ،ص .299
-48تنص الفقرة األولى من المادة " 91يقبل االستئناف في موضوع التحفيظ مهما كانت قيمة العقار المطلوب تحفيظه".
32
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
الحقيقي وذلك بمقتضى اإلحالة التي نص عليها الفصل 04من ظهير التحفيظ العقاري
على الفصل 710من ق.م.م ،وهذه المدة من النظام العام.
حالة وفاة الطاعن في قرار المحافظ ،حيث تتوقف آجال االستئناف لصالح ورثته وال
تقع مواصلتها من جديد إال بعد مرور 70يوماً التالية لتبليغ الحكم لورثته وذلك وفق
مقتضيات الفصل 711من ق.م.م
حالة وقوع تغيير في أهلية الطعن في قرار المحافظ حيث يتوقف أجل االستئناف ،وال
يبتدأ سريانه من جديد إلى بعد 70يوماً من تبليغ الحكم لمن لهم الصفة في هذا
التبليغ طبقاً للفصل 711من ق.م.م
هذا ولق أحال الفصل 07من ظهير التحفيظ العقاري على الفصل 707من ق.م.م
بخصوص كيفية االستئناف في القضايا العقارية ،49وبناء على ذلك فاالستئناف يقدم إلى
كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية التي أصدرت الحكم المطعون فيه ويجب أن يشمل مقال
االستئناف على البيانات المنصوص عليها في الفصل 701من ق.م.م ،مع إضافة إلى
مقال االستئناف المستندات والحجج التي يريد استعمالها لتدعيم طعنه.50
وتجدر اإلشارة إلى أنه ال يمكن رفع االستئناف إال من طرف المحافظة العقارية أو
الطاعن في ق ارره أو ذوي حقوق هذا األخير في حالة وفاته.
فالمحافظ العقاري من مصلحته استئناف الحكم الذي حكم بصحة الطعن الموجه ضد
ق ارره ،وفي هذه الحالة ال يحق للطاعن في قرار المحافظ استئناف الحكم نظ اًر النتقاء
المصلحة.51
وبمجرد ما يتوصل كاتب الضبط بمحكمة االستئناف بملف القضية يحيله على
الرئيس ،حيث يبادر هذا األخير إلى تعيين مستشا اًر مقر اًر ،يسهر على حسن سير القضية،
-49ينص الفصل 91من ظهير التحفيظ العقارية "يمكن رفع االسئناف على الكيفية المذكورة في الفصل 191من
الظهير المتعلق بالمسطرة المدنية ،ويوجه الملف بدون مصاريف مع نسخة الحكم المطعون فيه إلى كتابة الضبط
بمحكمة االستئناف".
-50محمد خيري ،قضايا التحفيظ العقاري ،مطبعة المعارف ،سنة ،2812ص .316
-51نص الفصل األول من ق.م.م على أنه" :ال يصلح التقاضي إال من له الصفة واألهلية والمصلحة ال ثبات حقوقه".
33
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
فبمجرد تعيينه يأمر الطرف المستأنف باإلدالء بأسباب استئنافه ووسائل دفاعه في ظرف
52
ثم يطلع الطرف اآلخر على ما أدلى به المستأنف للرد عليه أجل ال يتعدى 70يوماً
واإلدالء بوسائل دفاعه في مماثل.
فإذا انقضت آجال تقديم الردود وتأكد المستشار المقرر أن القضية جاهزة للحكم
أصدر أم اًر بالتخلي ويخبر أطراف النزاع باليوم الذي ستعرض فيه القضية وذلك قبل 70
يوماً طبقاً للفصل 00من ظهير التحفيظ العقاري.
وتجدر اإلشارة أنه يجوز للمحكمة أن تأمر بإحالة القضية من جديد عليه ،بمقتضى
53
هذا من قرار معلل إذا طرأت بعد صدور أمر اإلحالة واقعة جديدة ذات أثر على القضية
جهة.
أما من جهة ثانية تفتتح الجلسة في التاريخ المحدد سواء حضر األطراف أم لم
54
وتبتدئ المناقشات بتالوة المسار المقرر لتقريره ثم يتم االستماع لألطراف يحضروا
شخصياً أو بواسطة وكالتهم ،فيما قد يكون بقي لديهم من مالحظات أو توضيحات شفهية.
وبعد ما يقدم ممثل النيابة العامة مالحظاته واستنتاجاته التي غالباً ما تكون لما قدمته
كتابة من بيانات أدرجت بالملف.
ثم تحجز القضية للمداولة ،إذ ناد اًر ما يقع البت بعد المناقشة مباشرة ،ألن إصدار
الحكم في قضايا العقار تطلب إجراء مداوالت غالباً ما تكون شاقة وطويلة ولكنها مفيدة.55
-52وهو األجل المنصوص عليه في الفصل 18من القرار الوزيري المؤرخ في .1415/86/83
-53محمد خيري ،مرجع سابق ،ص .333
-54الفصل 93من ظهير التحفيظ العقاري.
-55محمد خيري ،مرجع نفسه ،ص .335
34
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
بعد ذلك تصدر المحكمة قرارها ،الذي إما يؤيد قرار المحافظ واما يلغيه مع البت في
مسألة المصاريف طبقاً للفصل 74من القرار الوزيري .7170/6/1
وبعد صدور قرار االستئناف ،تكون المحكمة ملزمة بتبليغ نصه الكامل إلى أطراف
الدعوى ،ويذكر في التبليغ أن لهم الحق في الطعن بطريقة النقض في هذا القرار أمام
محكمة النقض خالل مدة شهرين من يوم التبليغ.56
فيما يخص مسطرة الطعن أمام محكمة النقض فيالحظ أن قانون 70.41لم ينص
على مسطرة خاصة للطعن بالنقض فيما يتعلق بقضايا التحفيظ كما فعل بالنسبة لكل من
المحكمة االبتدائية ومحكمة االستئناف والسبب في ذلك هو الصبغة الخاصة التي يتميز بها
محكمة النقض حيث ال يعتبر درجة ثالثة من درجات التقاضي وهي ال تنظر في القضية
نفسها ولكن في الحكم المطعون فيه ولهذا قيل بأن النقض هو النظر في الحكم ال في
57
باعتباره قانون ال محكمة موضوع وهكذا فإن مسطرة الطعن في قضايا التحفيظ الدعوى
العقاري ستكون تطبيقاً من تطبيقات القواعد العام العامة المنصوص عليها بالمسطرة المدنية
إذ سنتناول الحديث في هذه المسطرة عن أجل الطعن بالنقض وشكلية عريضة النقض
(أوالً) ثم سير مسطرة الطعن (ثانياً).
لقد كان أجل الطعن بالنقض محدد بشهرين طبقاً للفصل 01من ظهير التحفيظ
العقاري خالفاً لما عليه األمر في القضايا األخرى غير قضايا التحفيظ العقاري حيث حدد
58
للطعن لدى المجلس األعلى. المشرع أجل ثالثين يوم
ولقد أدخل المشرع عند مراجعته لقانون التحفيظ العقاري تعديالً على الفصل 01
المحدد ألجل الطعن بالتعرض ونص على أنه يمكن الطعن بالنقض داخل األجل المحدد
-56ينص الفصل 97من ظهير التحفيظ العقاري "يبلغ القرار االسثنائي وفق الكيفية المقررة في قانون المسطرة المدنية
يمكن الطعن فيه داخل األجل المحدد من نفس القانون".
-57محمد خيري ،مرجع سابق ،ص .237
-58قرار منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد 31مارس .1433
35
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
في قانون المسطرة المدنية وبرجوعنا للفصل 103من قانون المسطرة المدنية الذي ينص
على ما يلي :يحدد بصرف النظر عن المقتضيات الخاصة أجل رفع الدعوى إلى المجلس
األعلى في ثالثين يوم من تبليغ الحكم المطعون فيه إلى الشخص نفسه أو إلى موطنه
الحقيقي.
وبناء على هذا فإن سريان أجل الطعن المنصوص عليه بالفصل 103من قانون
المسطرة المدنية ويبتدئ مباشرة بعد مرور اليوم األول للتبليغ ألن آجال النقض هي آجال
خالصة ال يدخل في حسابها يوم التبليغ وال اليوم الذي تنتهي فيه.59
أما فيما يخص شكلية عريضة النقض فإن طلب النقض يجب أن يكون بواسطة
عريضة كتابية تتوفر على البيانات اإللزامية المنصوص عليها بالفصل 100من قانون
المسطرة المدنية:
باإلضافة إلى إرفاق عريضة النقض بنسخة من الحكم أو القرار المطعون فيه ووصل
الرسم القضائي ويجب أن تكون نسخة الحكم موافقة لألصل ومصادق عليها من
طرف كاتب الضبط الذي يسلمها بحيث أن تقديم صورة من الحكم فال يمكن اعتبارها
وال تقبل من نظر القانون.
وقد صدر عن المجلس األعلى قرار من القبيل يقضي بما يلي" :حيث تقدم الطاعن
المحافظ على األمالك العقارية بسيدي قاسم بعريضة من أجل الطعن بالنقض في القرار
االستئنافي بالقنيطرة بتاريخ 70يوليوز 7111في الملف 1671101وأرفقه بصورة
شمسية من القرار المطعون فيه غير مشهود بمطابقتها لألصل مما تكون معه غير متوفرة
على مواصفات النسخة القانونية المنصوص عليها في الفصلين 101و 100من قانون
المسطرة المدنية وبيقى معه الطلب غير مقبول.
لهذه األسباب قضى المجلس األعلى بعدم قبول الطلب وعلى صاحبه بالصائر".60
وعريضة النقض يجب أن تكون موقعة من طرف محامي مقبول للترافع لدى المجلس
األعلى ،61وتنصيب المحامي ال يقتصر على طالب النقض وحدة وانما المطلوب ضده
النقض كذلك حيث ألزمت المادة 160من قانون المسطرة المدنية بأن يقدم األطراف
المطلوب ضدهم النقض مذكرات جوابهم موقعة من طرف محامي مقبول لدى محكمة
النقض.
ويجب أن تودع عريضة النقض لدى كتابة الضبط بالمحكمة التي أصدرت الحكم
المطعون فيه داخل األجل القانوني المنصوص عليه بالفصل 01من ظهير التحفيظ
العقاري حيث تسجل في سجل خاص بدون تأخير تحت رقم ترتيبي وتوجه العريضة مجاناً
مع األوراق المرفوقة بها إلى كتابة الضبط ويسلم كاتب الضبط وصالً بذلك .ثم تؤدى عنها
الرسوم القضائية في نفس الوقت الذي تقدم فيه تحت طائلة عدم القبول طبقاً لمقتضيات
62
الفصل 101من ق.م.م
بمجرد وضع عريضة النقض وتسجيلها لدى كتابة الضبط يبعث بالملف حيناً إلى
الرئيس األول الذي يقوم بدوره بتسليم الطلب إلى رئيس الغرفة المختصة وهذا األخير يعين
مستشا اًر مقر اًر يكلف بإجراء المسطرة.
والغرفة الملكفة بالبت في قضايا التحفيظ العقاري هي الغرفة المدنية التي تسمى
بالغرفة األولى علماً أنه يصح لكل غرفة أن تبحث وتحكم في جميع القضايا المعروضة
على المجلس أياً كان نوعها.
وطبق ًا للفصل 161من ق.م .م فإنه لرئيس الغرفة أن يقرر عدم إجراء البحث إذا
ظهر من المقال االفتتاحي أن حل القضية معروف مقدماً بصفة يقينية حيث يسلم الملف
مباشرة إلى النيابة العامة وتدرج القضية بعد ذلك في الجلسة التي يقررها الرئيس.
أما إذا كانت القضية تتطلب إجراء بحث في الموضوع فإن المستشار المقرر يتسلم
ملف القضية قصد إجراء مسطرة البحث ،وبعدما يري المستشار المقرر أن القضية
أصبحت جاهزة ،فإنه يضع تقريره ويعلن تخليه عن القضية ثم يوجهها إلى النيابة العامة
لتبدي رأيها في القضية.
إذا كان اطالع النيابة العامة على قضايا التحفيظ العقاري في المرحلتين االبتدائية
واالستئنافية يعتبر اختيارياً ،فإن األمر يختلف لدى المجلس األعلى ،حيث يتعين تبليغ
النيابة العامة قصد تقديم مستنتجاتها في القضية داخل أجل ثالثين يوماً من تبليغها.63
وعند انتهاء هذا األجل يجب على النيابة العامة سواء أبدت رأيها أم ال ،إعادة الملف
إلى المستشار المقرر الذي يصدر بعد ذلك أم اًر باستدعاء األطراف لجلسة مقبلة ،ثم يوجه
الملف لرئيس الغرفة.
وعند انعقاد الجلسة يقوم المستشار المقرر بتالوة تقريره ،ثم يقدم وكالء األطراف
مالحظاتهم الشفوية إذا طلبوا ذلك ،وأخي اًر تقدم النيابة العامة مستنتجاتها.64
وبعد أن ينهي المجلس األعلى إجراء هذه المسطرة ،يتعين عليه أن يصدر ق ارره في
الموضوع وذلك إما بنقض الحكم أو تأييده ،والحكم حينئذ يصبح حائ اًز لقوة الشيء المقضي
به وهو ال يخرج عن احتمالين إما تأييد قرار المحافظ وبالتالي يصبح نهائياً ،أو مراجعة
ق ارره.
ففي حالة تأييد قرار المحافظ برفض مطلب التحفيظ فإن القرار يصبح ساري المفعول
ويستدعي المحافظ طالب التحفيظ ويكلفه بسحب الوثائق المودعة من طرفه مقابل وصل،
كما يتم إلغاء عملية التحديد المؤقت والزام طالب التحفيظ بمحو أثاره على نفقته ولو استلزم
األمر استعمال القوة العمومية.65
وفي حالة تأييد قرار المحافظ برفض التعرض فإن المسطرة اإلدارية للتحفيظ تستمر
ويصبح التعرض في حكم العدم.66
أما فيما يتعلق بتأييد ق اررات المحافظ حين امتناعه عن تسليم نسخ الرسوم العقارية،
ونسخ شواهد التسجيل أو تصحيح األخطاء المادية الواردة بالرسوم العقارية فإن ق ارراته
تصبح سارية المفعول بشكل نهائي مع تحميل الطاعن صائر الدعوى.
وفي حالة ما إذا كان قرار المجلس األعلى يقضي بمراجعة قرار المحافظ فإن الفصل
74من القرار الوزيري الصادر بتاريخ 7170/6/1ألزم المحافظ بتنفيذ الحكم القاضي
بمراجعة ق ارره داخل أجل 03ساعة.
إقرار حق طالب التحفيظ الذي سبق للمحافظ رفض مطلبه في إعادة إد ارج المطلب
الستفاء اإلجراءات الالزمة.
إقرار حق التعرض الذي سبق للمحافظ أن رفض تعرضه ،في التعرض على مسطرة
التحفيظ.
الحق في تسجيل حق عيني أو التشطيب عليه ،واالستفادة مما يخوله هذا اإلجراء من
حقوق الحقة.
حق الطاعن في تسلم نظير الرسم العقاري ،أو نسخة من شهادة التسجيل وترتيب
مسؤولية مرفقية على المحافظ ،تكون فيها الدولة ملزمة بتعويض المتضرر ،في حالة
إثبات الضرر.
إلزام المحافظ بتصحيح األخطاء المادية الواردة على الرسم العقاري والغاء ما باشره
من تصحيحات.
ترتيب مسؤولية خاصة على المحافظ في حالة الخطأ الجسيم ،وامكانية مقاضاته
شخصياً؟ وفق أحكام الفصل 11من ق.ل.ع والمحافظ العقاري ملزم بتنفيذ الحكم
القاضي بمراجعة ق ارره داخل أجل ب 03ساعة ،وفق ما تقضي به الفقرة الخامسة من
الوزري المؤرخ في 7170/6/1التي تنص على أن:
الفصل 74من القرار ا
" ...وفي حالة مراجعة القرار موضوع الطعن يجب عل المحافظ أن يطبق الحكم
الصادر عن القضاء متى سار نهائياً ،وذلك داخل أجل 03ساعة"...
أما إذا امتنع المحافظ العقاري على تنفيذ الحكم القضائي النهائي فإن امتناعه هذا
يعتبر ق ار اًر إدارياً يكون قابالً للطعن أمام القضاء اإلداري.
"إن السؤال المطروح على هامش هذا النزاع هو هل المحافظ رغم وجود هذه
الصعوبات يعتبر ممتنعاً عن تنفيذ حكم قضائي ،وبالتالي يكون أمام قرار إداري قابل لطعن
اإللغاء".67
وفق مقتضيات المادة 1من قانون 14.07المحدث للمحاكم اإلدارية التي تنص:
" ترفع القضايا إلى المحاكم اإلدارية بمقال مكتوب يوقعه محام مسجل في جدول هيئة
المحامين بالمغرب ويتضمن هذا المقال ما لم ينص على خالف ذلك ،البيانات والمعلومات
المنصوص عليها في الفصل 11من المسطرة المدنية.68"...
إن من خالل التطرق لمقتضيات المادة 1من قانون إحداث المحاكم اإلدارية 14.07
يتبين أن الشروط والشكليات الواجب تعرفها لرفع الدعوى أمام قضاء اإللغاء.
أنه يجب أن ترفع في مقال مكتوب يتم توقيع هذا المقال من طرف محام مسجل
بإحدى هيئات المحامين بالمغرب فمن خالل التطرق لهاتين القاعدتين ،يتبين أن ال مجال
لتقديم الدعوى شفهياً أو عن طريق تصريح لكتابة الضبط وانما يجب تقديم الدعوى عن
طريق مقال مكتوب وكذلك إجبارية تنصيب محام أمام القضاء اإلداري.
ويجب أن يتضمن هذا المقال حسب مقتضيات المادة 11من قانون المسطرة المدنية
التي تمت اإلحالة إليها من قبل المادة 1من قانون 14.07
األسماء العائلية والشخصية وصفة ومهنة وموطن أو إقامة المدعى عليه والمدعى،
واذا كان أحد األطراف شركة وجب أن يتضمن المقال أو المحضر اسمها ونوعها
ومركزها.69
وبعد تسجيل مقال الدعوى ،فإن رئيس المحكمة يحيل الملف حاالً إلى قاضي مقرر
يقوم بتعيينه ،والى المفوض عن الحق والقانون ،وذلك لمتابعة ملف الدعوى وفق
المقتضيات المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية.70
لقد حددت المادة 164من قانون المسطرة المدنية آجال رفع دعوى إلغاء المقررات
الصادرة عن السلطة اإلدارية داخل ستون يوماً من يوم نشر أو تبليغ المقرر المطعون فيه.
وبالتالي فالمتضرر من القرار الذي يتميز بأنه إداري يكون صاد اًر عن المحافظ يجب
أن يقدمه المدعي داخل أجل ستون يوماً من صدور القرار عن المحافظ أو من يقوم بتبليغه
له.
وحسب هذه المادة في تعابير قانون التحفيظ 70.41التي تمنح الحق في اللجوء إلى
المحافظ العام من أجل التظلم في القرار الذي يكون صادر عن المحافظ على األمالك
العقارية غير أنه يمكن للمعنيين باألمر قبل انصرام األجل المحدد للطعن النزاعي أن يرفعوا
تظلماً استعطافياً إلى السلطة التي أصدرت المقرر أو إدارياً إلى التي تعلوها مباشرة.71
قد قرر المشرع في الفقرة األخيرة من المادة 164من ق.م.م أنه يجب لرفع الدعوى
أمام القضاء اإلداري لطلب إلغاء المقررات اإلدارية أال تكون هناك طريقة أخرى للوصول
إلى ذلك الحق والمطالبة به أمام القضاء العادي.
وهذا تصريح الفقرة من الفصل 164من ق.م.م ال يقبل طلب اإللغاء الموجه ضد
المقررات اإلداري ة إذا كان في استطاعة من يعنيهم األمر بالمطالبة بحقوقهم لدى المحاكم
العادية.
بعد استنفاذ جميع األطراف لجميع طرق الطعن العادية الممكن ممارستها في قضايا
التحفيظ العقاري ،فيصبح الحكم مبرم ًا فإن الحكم النهائي ال يخرج عن فرصتين ،إن تأييد
72
قرار المحافظ على األمالك العقارية أو إلغاء القرار المحافظ بجعل هذا األخير مبرماً
وبالتالي ينتج آثاره حسب الحاالت التي جاء فيها ،في الحالة التي يصدر فيها قرار
المحكمة مؤيداً لقرار المحافظ برفض التعرض ،فإن المسطرة اإلدارية تستمر ويصبح
التعرض دون أثر .وبالتالي فإن الكلمة تبقى للمحافظ فيما يخص تحفيظ العقار إذ توافرت
شروط ذلك ومن تم يمنع على المتعرض الذي رفض تعرضه أن يودع مطلب لتحفيظ نفس
العقار.
وفي هذا اإلطار وكما جاء في الفصل 03من ظهير التحفيظ العقاري يمكن للمحكمة
وبصفة تلقائية أن تحكم على الشخص المتعرض بغرامة ال تقل قيمتها عن عشرة في المائة
من قيمة العقار أو الحق المدعى به وذلك إذا تبت لها أن التعرض صدر بكيفية تعسفية أو
كيدية أو عن سوء نية ،ودون إخالل بحق األطراف المتضررة في التعويض إذا طالبوا به
ولهذه الغرامة طبيعة مدنية محضة.
وفي الحالة التي يتم فيها تأييد قرار المحافظ برفض قرار التحفيظ ،فإنه يصبح ساري
المفعول ،ويستدعي المحافظ بالتالي األطراف لسحب الوثائق المودعة من طرفهم بعد
التحقق من هويتهم ،وكذلك يصبح التحديد الغياً ويلزم التحفيظ بمحو آثاره ،وان لم يستجب
بعد إنذار يوجه إليه ،فإن ذلك المحو يباشر على نفقته ولو استلزم األمر تسخير القوة
العمومية.73
وتجدر اإلشارة إلى أن رفض مطلب التحفيظ من شأنه أن يعيد طالب التحفيظ وكافة
المعنيين بالطلب إلى الوضع السابق إليداع مطلب التحفيظ العقاري.
فيما يتعلق بالقرار رفض تقييد حق عيني أو التشطيب ،عليه فهذا القرار يصبح منتج ًا
آلثاره بشكل مباشر ،وبذلك يقوم المحافظ بالتشطيب على الطعن إذا ما كان موضوع تقييد
احتياطي بالرسم العقاري وبالتالي يبقى للتقييد المضمن بالرسم العقاري قوة ثبوتية في
مواجهة الكافة مع تحمل الطاعن صائر الدعوى وكافة المسؤوليات التي تقرها المقتضيات
القانونية األخرى.74
أما فيما يخص تأييد قرار المحافظ عند امتناعه عن تصحيح المادية الواردة بالرسوم
العقارية ،أو ق ارراه الرافض لتسليم شهادات التقييد الخاصة ،فهذه الق اررات جميعها تصبح
نهائية ويسري مفعولها بشكل مباشر ويتحمل هنا الطاعن صوائر الدعوى وكافة المسؤوليات
التي يمكن أن تترتب عن الطعن إلغاء قرار المحافظ موضوع الطعن.
يعد صدور الحكم بإلغاء قرار المحافظ موضوع الطعن يجب على المحافظ أن يطبق
الحكم الصادر عن القضاة متى صار نهائياً وذلك داخل ثمانية وأربعين ساعة من توصله
من كاتب الضبط بملف المحتوى على نسخة من الحكمين االستوائي أو االستئنافي أو على
شهادة تبث أن الحكم أصبح نهائياً طبقاً لما نص عليه الفصل 74من القرار الوزيري
الصادر في 1يونيو 7170المقرر لتفاصيل تطبيق النظام العقاري للتحفيظ.75
لكن األمر يستوجب التمييز بين األحكام القضائية بمراجعة ق اررات المحافظ السابقة
عن التحفيظ والق اررات التي تصدر الحقاً على التحفيظ على اعتبار أن المحافظ تكن له
سلطات واسعة في تنفيذ الحكم القضائي المتعلق بقرار ما قبل التحفيظ ،وبالتالي فمراجعة
قرار المحافظ القاضي برفض مطلب التحفيظ ال يعني بأي حال من األحوال تحفيظ للعقار
من طرف القضاء بل يكشف عن حق الطاعن في متابعة مسطرة التحفيظ ،ويوضح أوجه
76
وبالتالي فتنفيذ الحكم هنا يعني إعادة إدراج الخلل التي تطبع األسس القانونية للقرار
مطلب التحفيظ لتصحيح اإلجراء الذي تجاوزه المحافظ ويمكن أيضاً للمحافظ أن يأخذ
بالمعطيات الواردة في الحكم من أجل اتخاذ قرار بتحفيظ العقار الذي يبقى من نصيبه
بامتياز.
وكذلك األمر بالنسبة لمراجعة قرار المحافظ الخاص برفض التعرض حيث ال يعني
ذلك صحة التعرض ،بل فقط إعطاء الحق للمتعرض من أجل الدخول في المرحلة
القضائية للتحفيظ بعد أن كان قرار حرمه منها.
أما فيما يتعلق باألحكام التي تراجع الق اررات الصادرة عن المحافظ بعد التحفيظ ،فهي
تصبح ملزمة للمحافظ وعليه تنفيذها طبقاً للمسطرة المحددة في الفصل العاشر من ظهير 1
يونيو 7170وبالتالي وفي حالة مراجعة قرار المحافظ القاضي برفض إرجاع النظير
يصبح هذا األخير دون أثر ،ويكون لطالب الطعن الحف في تسليم نظير الرسم العقاري،
وكذلك يصبح حقه في تنفيذ الحق العيني أو التشطيب عليه مبرماً ،بعد أن يكون حكم
المحكمة قد ألغى قرار المحافظ برفض تقييد حق عيني أو التشطيب عليه.
وتجدر اإلشارة إلى أن صائر الدعوى دائماً يتحمله المدعي ،ما عدا إذا صدر عن
المحافظ خطأ جسيم كشفت عنه المحكمة في حكمها ،ويحدد القاضي أيضاً قدر الصوائر
التي يتحملها المحافظ.77
خاتمة
في ظل السير البطيء لفض النزاعات الطارئة بشأن التحفيظ الذي يشكل عرقلة في
حد ذاته أمام تطبيق نظام التحفيظ العقاري يتحتم تدخل المشرع من أجل خلق مسطرة
ناجعة لفض المنازعات وذلك بالعمل على خلق محاكم عقارية تتوفر على قضاة
متخصصين يتمتعون بالكفاءة القانونية في هذا المجال تكون مهمتها تصفية النزاعات
العقارية المعلقة واخراجها من حالة الجمود الذي تتسم به والسهر باستمرار على تنفيذ
المقتضيات القانونية المتعلقة بالتحفيظ العقاري.
46
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
المصادر والمراجع:
الكتب:
مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء ق اررات محكمة النقض ،إصدارات محكمة النقض
.1441
أمينة ناعمي ،محمد الهيني:
القواعد الموضوعية للرهن الرسمي اإلجباري فقهاً وقضاء ،دار القلم الرباط ،منشورات مركز قانون
االلتزامات والعقود بكلية الحقوق بفاس ،الطبعة األولى ،1474 ،ورد في مستجدات التحفيظ
العقاري.
47
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
48
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
فهرس املحتويات:
مقدمة10..........................................................................................
المبحث األول :الطعن في ق اررات المحافظ أمام القضاء العادي واإلداري10...........................
المطلب األول :الطعن في ق اررات المحافظ أمام القضاء العادي41.................................
الفقرة األولى :مرحلة التحفيظ41...............................................................
أوالً :قرار رفض مطلب التحفيظ41.........................................................
ثانياً :قرار إلغاء مطلب التحفيظ40.........................................................
الفقرة الثانية :مرحلة اإلشهار والتقييدات46....................................................
أوالً :رفض تقييد حق عيني أو التشطيب عليه46...........................................
ثانياً :قرار رفض تأسيس رسم عقاري خاص بالجزء الذي ال يشمله النزاع43.................
ثالثاً :رفض التقييد أو التشطيب على الحجز أو اإلنذار بحجز عقاري41....................
رابعاً :رفض التقييد أو التشطيب على التقييد االحتياطي أو اإليداع41.......................
خامساً :رفض تصريح األخطاء المادية وتسليم نظير الرسم العقاري أو شهادة التقييد
الخاصة71...............................................................................
المطلب الثاني :الطعن أمام القضاء اإلداري70...................................................
الفقرة األولى :ق اررات رفض التعرض أو قبولها70..............................................
أوالً :قرار رفض التعرض في مسطرة التحفيظ70............................................
ثانياً :قرار إلغاء التعرض76...............................................................
ثالثاً :قرار رفض التعرض غير "القابل للطعن القضائي"76..................................
الفقرة الثانية :الق اررات اإليجابية المتعلقة بالتشطيب71..........................................
أوالً :قرار التشطيب على حق عيني71.....................................................
ثانياً :قرار التشطيب على التقييد االحتياطي14.............................................
الفقرة الثالثة :قرار رفض إرجاع نظير الرسم العقاري وقرار رفض تغيير اسم العقار المحافظ14...
أوالً :قرار رفع إرجاع نظير الرسم العقاري رغم انتهاء التقييدات14...........................
ثانياً :قرار رفض تغيير اسم العقار المحفظ17..............................................
49
الطعن في قرارات املحافظ على ألامالك العقارية
الفقرة الرابعة :رفض تنفيذ األحكام الحائزة لقوة الشيء المقضي به ورفض إحالة مطلب التحفيظ
على المحكمة11.............................................................................
أوالً :رفض تنفيذ األحكام الحائزة لقوة الشيء11.............................................
ثانياً :رفض إحالة مطلب التحفيظ على المحكمة11.........................................
الفقرة الخامسة :قرار التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري بين القابلية للطعن وغير القابلية للطعن10..
أوالً :قرار المحافظ بخصوص تحفيظ العقار وانشاء الرسم العقاري يكون قابل للطعن10.......
ثانياً :قابلية التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري للطعن16......................................
الفقرة السادسة :الطعن في قرار التحديد اإلداري والطعن في المسؤولية المرفق عن األضرار الناتجة
عن عملية التسجيل11...........................................................................
أوالً :الطعن في قرار التحديد اإلداري11....................................................
ثانياً :مسؤولية المرفق عن األضرار الناتجة عن عملية التسجيل أو التشطيب13.............
المبحث الثاني :مسطرة الطعن في ق اررات المحافظ01................................................
المطلب األول :مسطرة الطعن في ق اررات المحافظ أمام القضاء العادي14.........................
الفقرة األولى :المسطرة خالل المرحلة االبتدائية14.............................................
الفقرة الثانية :المسطرة خالل المرحلة االستئنافية11............................................
الفقرة الثالثة :مسطرة الطعن أمام المجلس األعلى10...........................................
أوالً :أجل الطعن وشكلية عريضة النقض10................................................
ثانياً :سير المسطرة أمام المجلس األعلى11................................................
المطلب الثاني :المسطرة أمام القضاء اإلداري وآثارها04..........................................
الفقرة األولى :شكليات رفع الدعوى أو آجالها04...............................................
أوالً :شكليات رفع الدعوى أمام القضاء اإلداري04..........................................
ثانياً :آجال رفع الدعوى07................................................................
ثالثاً :الدعوى الموازية01..................................................................
الفقرة الثانية :آثار الطعن في مقررات المحافظ01..............................................
خاتمة 46..........................................................................................
المصادر والمراجع47...............................................................................
50