Professional Documents
Culture Documents
- -اﻟﺴﻮ
1
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ2018 -2017 :
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
ﻣﻘﺪﻣﺔ:
ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻣﻐرب ﺑﺗﻌدد وﺗﻧوع اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻓراد
ﻫﻧﺎك أﻣﻼك ﺗﻌود ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻣﻠك اﻟﺧﺎص واﻟﻣﻠك اﻟﻌﺎم وأراﺿﻲ اﻷوﻗﺎف واﻟﻛﯾش
ﺛم أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وأراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع ،وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﻣﻧﺎ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ
واﻟﺗﺣﻠﯾل.
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷراﺿﻲ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ-اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ -ﺗﻠك اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ إﻟﻰ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗﺑﺎﺋل أو ﻋﺷﺎﺋر ﺗرﺗﺑط ﺑﯾﻧﻬم رواﺑط ﻋرﻗﯾﺔ أو ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ أو
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو أودﯾﻧﯾﺔ ﯾﺗم اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻊ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﯾﻧﻬم ،1ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻬﺎ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﺧﯾري" :ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻷراﺿﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﺳﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗﺑﺎﺋل أو دواوﯾر أو ﻋﺷﺎﺋر ﺗرﺑط ﺑﯾﻧﻬم
رواﺑط ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ أو ﻋرﻗﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو دﯾﻧﯾﺔ وﺣﻘوق اﻷﻓراد ﻏﯾر ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن ﺣﻘوق
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ 2ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن أﻣﻼك ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺧﺻص ﻟﻼﻧﺗﻔﺎع اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ
ﻣن طرف أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ.
ﻣﻧﺎطق اﻟﺗﺧﯾﯾم واﻟﻣراﻓق اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻣﻧﺎطق ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺳﻛن أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ؛
أراﺿﻲ ﻓﻼﺣﯾﺔ أو ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻔﻼﺣﺔ ﺗﻣﺛل اﻟﺧﻣس ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﻔﻼﺣﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب؛
أراﺿﻲ اﻟرﻋﻲ وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﺗم اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ
ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ.
1اﻟﻌﺮﰊ ﶊﺪ ﻣ ﺎد ،ﺳﻠﺴ ا ٕ ﻼم وﺗﺒﺼﲑ اﳌﺴﳤ ،اﻟﻌﺪد 21ﻣﻼت ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﻨﻈﻢ ﻠﺠﲈ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﲆ ﺿﻮء و ﺋﻖ اﳊﻮار
اﻟﻮﻃﲏ ﺣﻮل ا ٔراﴈ اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ،ﻃﺒﻌﺔ ،2014ص .05
2ﶊﺪ ﺑﻠ ﺎج ﲿﴢٔ ،راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﺘﻨﻈﲓ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ وا ٕﺷﲀﻟﯿﺎت اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻃﺒﻌﺔ ،2016ص .09
2
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
ﺷؤون اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺗﻬﺎ ﻓﺿل ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻌﺷﺎﺋر اﻷﻫﻠﯾﺔ إﻟﻰ أن ﺟﺎء ظﻬﯾر 14
دﺟﻧﺑر 1937ﻓﺎﻗﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت دون اﻷﻫﻠﯾﺔ ﺛم ﺟﺎء ظﻬﯾر 17ﻏﺷت
1956ﺑﺷﺄن ﺗﻐﯾﯾر اﻟظﻬﯾر اﻟﺷرﯾف ﺑﺗﺎرﯾﺦ 27أﺑرﯾل 1919ﻓﺄطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺳم اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﺗﻼﻩ ظﻬﯾر 1963اﻟذي اﺣﺗﻔظ ﺑﺎﺳم اﻟﻌﺷﺎﺋر وأردﻓﻬﺎ ﺑﺎﻷﺻﻠﯾﺔ وﻫو اﻟﻣﺻطﻠﺢ
اﻟﻣﻌول ﻋﻠﯾﻪ اﻵن ﻣﻊ ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻌﺷﺎﺋر ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ.
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ﺳوف ﻧﻘوم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌرض ﺑﺎﻟﺗطرق إﻟﻰ إﺷﻛﺎﻟﻲ اﻟﺗﺄﺻﯾل
اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺛم أﯾﺿﺎً اﻟﺑﺣث ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ
ﺧﺻوﺻﺎً وأن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷراﺿﻲ ﺣﺳب ظﻬﯾر 1919اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻬذﻩ اﻷراﺿﻲ
ﺣﺳب اﻟﻔﺻل 4اﻟذي ﯾﻧص أﯾﺿﺎً ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺣﺟز ،وﻻ ﯾﺳري ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻘﺎدم وﻏﯾر
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻔوﯾت.
إذن ﻣﺎ أﺻل وطﺑﯾﻌﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ؟ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ظﻬﯾر 1919ﻟم ﯾﺗطرق
ﻟﻬذا اﻹﺷﻛﺎل ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﺑﻌض ﯾﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﺷﻛﻼﻧﯾﺔ 3اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ﺧدﻣﺔ ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﻪ
وأﻏراﺿﻪ.
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذا اﻹﺷﻛﺎل ارﺗﺄﯾﻧﺎ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ﻋﺑر ﻣﺑﺣﺛﯾن :ﻧﺧﺻص إﺣداﻫﻣﺎ ﻟﻺطﺎر
اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ،وﻧورد ﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﻣﻌﯾﻘﺎﺗﻪ.
3
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
إن ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ أﺻل أراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع ﯾﻘﺗﺿﻲ رﺻد أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺎﻟﻣﻐرب وﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ داﺧل اﻟﺑﻧﯾﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب.
ﻧظﺎم أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻟﯾس ﺣدﯾث اﻟﻌﻬد ﺑل ﻟﻪ ﺟذور ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﻋﺻور
ﻗدﯾﻣﺔ ﺟداً ﻣﻧذ أن ﻛﺎﻧت اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﺑﺷﻛل ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻧظراً
ﻟظروف اﻷﻣن وطﺑﯾﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻐﻠق اﻟﺗﻲ ﺗﻠزم اﻟﻘﺑﺎﺋل وﻓﺻﺎﺋﻠﻬﺎ ﺑﺗﻛوﯾن وﺣدات إﻧﺗﺎج
واﺳﺗﻬﻼك ﺗﺿﻣن ﻟﻬﺎ اﻛﺗﻔﺎءاً ذاﺗﯾﺎً .4
إن أﺑرز ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻫﻲ أﻧﻬﺎ
ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻔوﯾت أو اﻟﺣﺟز أو اﻻﻛﺗﺳﺎب ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ،ﻓرﻏﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷراﺿﻲ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﺣﺻر ﻣﻧﻔﻌﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﯾﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ رﻏم إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون
اﻟوﺿﻌﻲ إﻻ أﻧﻪ ﻛرس ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻐل ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ظﻠت
ﺗﺳﺗﻐل وﺗﺳﯾر وﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﻬﺎ طﺑﻘﺎً ﻟﻸﻋراف واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ﻟﻬذﻩ اﻷراﺿﻲ
ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ.
وا ٕ ذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﻧو ع ﻓﻲ اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻗد اﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋل ﻧظﺎم أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻗد
ﺗﺄﺛرت ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺧﺿﻌت ﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣد واﻟﺟزر ﺑﻔﻌل
اﻟوظﺎﺋف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ وﺗﺑﻌﺎً ﻟﻠﻣﺳﺗﺟدات واﻟظروف
اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﻣﻐرب.5
وﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻫذا اﻟﺗﺻور ارﺗﺄﯾﻧﺎ أن ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﻓﻲ ﻣطﻠﺑﯾن ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول
اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ﺛم اﻟﺣدﯾث ﻋن
طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
4ﻣﺼﻄﻔﻰ اﳊﳰﺮ ،ا ٔراﴈ اﶺﺎﻋﯿﺔ ﳌﻐﺮب ،رﺳﺎ ﻟﻨﯿﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺴ اﻟﻌﺎﱄ ،اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﻟﻼ ٕدارة اﻟﻌﻤﻮﻣ ﺔ ،اﻟﺴﻨﺔ ،1984-1983
ص .40
اﻟﻔﺤﴢ ٔراﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﺘﻨﻈﲓ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ وا ٕﺷﲀﻻت اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻃﺒﻌﺔ ،2016ص .44
، 5ﶊﺪ ﺑﻠ ﺎج
4
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
ﺗﻌﺗﺑر أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺷﻛﻼً ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻐرﺑﻲ وﻫﻲ
أراﺿﻲ ﯾﺻﻌب ﺗﺣدﯾد ﻧظﺎﻣﻬﺎ ﺑدﻗﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﻌدد وﻗدم ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟذي ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻗرون ﻗدﯾﻣﺔ
ﺟداً ﻣﺿت ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟﻣﻌﻘد اﻟذي ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻸﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻟﻸﻋراف واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺳﺎﺋدة ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
إن اﻫﺗﻣﺎم ﻣﻌظم اﻟدراﺳﺎت ﺑﺄراﺿﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﺟﻌﻠت ﻣن أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ذات وﺿﻌﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻣؤﺳﺳﺔ ذات اﻫﺗﻣﺎم ﺛﺎﻧوي ،إذ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺻدور
ظﻬﯾر 27أﺑرﯾل 1919اﻟذي ﯾﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﯾﺛﺎق أﺳﺎﺳﻲ ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻧﻧظﯾم وﺗﻘﻧﯾن ﻫذا اﻟﻧوع
ﻣن اﻷراﺿﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إﺟﻣﺎﻻً أن ﻣﺷﻛل أراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع ﻟم ﯾﺣظﻰ ﺑﺎﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ
ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﺣﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻛن ﺗدﺧﻠﻬﺎ ﯾﻧﺻب ﻣن أﺟل ﺧدﻣﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻷراﺿﻲ أو ﻣن أﺟل ﺗﺣﺳﯾن ظروف ﻋﯾش أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻋﺎﻣﻠﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻠذﯾن
ﺗﺣﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻛل اﻟﺗﺻورات اﻟﺗﻲ ﻧﺗﺟت ﻋﻧﻬﺎ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟظﻬﯾر اﻟﻣذﻛور واﻟﻣﻧظم ﻟﻠوﺻﺎﯾﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﺿﺑط ﺗدﺑﯾر ﺷؤون اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺗﻬﺎ.
أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﺿﺑط اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ﻣن ﺧﻼل إﻋطﺎء اﻷﻓراد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن ﻓﻲ
اﻟواﻗﻊ ﺻﻔﺔ "ذي ﺣق" ﻟرﺑطﻬم ﺑﻬذﻩ اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻠﻛون ﻓوﻗﻬﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾﯾرات
اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﺳوى ﺣق اﻧﺗﻔﺎع ﯾﻔﻘدوﻧﻪ ﺑﻣﺟرد ﻧزوﺣﻬم ﻋﻧﻬﺎ ،وﻗد ﻛﺎن ﻫدف اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ﻣن
وراء ﺗﺣدﯾد ذوي اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣذﻛور ﻫو ﻣﻧﻊ اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﻣن اﻟﻬﺟرة ﻣن اﻟﻘرى واﻟﺑوادي
إﻟﻰ اﻟﻣدن.6
6ﶊﺪ ﺑﻠ ﺎج اﻟﻔﺤﴢ"ٔ :راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﺘﻨﻈﲓ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ وا ٕﺷﲀﻻت اﻟﻮاﻗﻊ" ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .46
5
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
إن ﻓﻬم أي ﻧظﺎم ﻋﻘﺎري ﺳواء ﻛﺎن ﯾرﺗﺑط ﺑﺄراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم
ﻣﺎ ﻟم ﺗﺗﺑﻠور ﻓﻲ اﻟدﻫن ﺻورة واﺿﺣﺔ ﻋن اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣر ﻣﻧﻬﺎ واﻷوﺿﺎع اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﺗﺳود ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺣﯾث ﻟم ﯾﺄﺧذ أي ﻧظﺎم ﻋﻘﺎري ﺷﻛﻠﻪ اﻟﻛﺎﻣل دﻓﻌﺔ واﺣدة ﺑل ﻧﺷﺄ وﺗطور
ﺑﺎﻟﺗدرﯾﺞ 7وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺣﺎول اﻟﺗطرق ﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻗﺑل ﻓﺗرة اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ووﺿﻌﯾﺗﻬﺎ
ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺛم ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل وذﻟك ﻓﻲ ﻓﻘرات ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ.
اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ :أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮة اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ
إن اﻟﺑﺣث ﻓﻲ أي ﻧظﺎم ﻋﻘﺎري ﺳواء ﻛﺎن ﯾرﺗﺑط ﺑﺄراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن
أن ﯾﺗم ﻣﺎﻟم ﯾﺗﺑﻠور ﻓﻲ اﻟذﻫن ﺻورة واﺿﺣﺔ ﻋن اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ ﺣﯾث ﻟم ﯾﺄﺧذ أي
ﻧظﺎم ﻋﻘﺎري ﺷﻛﻠﻪ دﻓﻌﺔ واﺣدة ﺑل ﻧﺷﺄ وﺗطور ﺑﺎﻟﺗدرج .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺟذور اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﺣﺳب ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟﻣؤرﺧﯾن ﺗﻌود إﻟﻰ ﻓﺗرة ﻣﺎ ﻗﺑل ظﻬور اﻹﺳﻼم،8
أي أن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸراﺿﻲ وﺟدت ﻗرون ﻋدﯾدة ﻗﺑل ﻣﺟﻲء اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻻ
أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ آﻧذاك وﻛﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﻋﺑر ﻣراﺣل أوﻟﯾﺔ
ﻣن ﻣراﺣل اﻟﺗطور ﺗﻣﺛل رد ﻓﻌل ﻓرﺿﺗﻪ اﻟظروف اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ ووﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
وﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈن أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻔﺗﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،ووﻓﻘﺎً ﻟﻠﻣذﻫب
اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﻻ ﺗوﺟد ﺳو ى ﺛﻼث أﺷﻛﺎل ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أراﺿﻲ اﻟﻣوات ،واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
واﻷﺣﺑﺎس .9ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺛﻼث اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻣﻧذ
ﺗﺄﺳﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻷﺣﻛﺎﻣﻬﺎ وﻗواﻋدﻫﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﻣن ﻣﻌﺎﻣﻼت وﺣﻘوق
وﻣﻧﺎزﻋﺎت وﻏﯾرﻫﺎ ،...ﻓﺈن أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻧظﺎم ﻋﻘﺎري ﻟﯾس ﺣدﯾث اﻟﻌﻬد ﺑل
ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ أﺟﯾﺎل ﺧﻠت وﺗﺣدﯾد اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺣل
ﺟدل ﻓﻘﻬﻲ ﻣﺗﺑﺎﯾن اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت وﻫﻛذا ﻧﺟد اﻟﻔﻘﯾﻪ Albert Caillaume10ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾؤﻛد أن أﺻل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻹﺳﻼم ﻓﻼ وﺟود ﻟﻬﺎ
7ﶊﺪ ﲑي" :ﻗﻀﺎ اﻟﺘﺤﻔ ﻆ اﻟﻌﻘﺎري ﰲ اﻟ ﴩﯾﻊ اﳌﻐﺮﰊ" ،ﻃﺒﻌﺔ ،2010ص .21
8ﶊﺪ ﺑﻠ ﺎج اﻟﻔﺤﴢ"ٔ :راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﺘﻨﻈﲓ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ وا ٕﺷﲀﻻت اﻟﻮاﻗﻊ" ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 52
9ﶊﺪ ﺑﻠ ﺎج اﻟﻔﺤﴢ"ٔ :راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﺘﻨﻈﲓ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ وا ٕﺷﲀﻻت اﻟﻮاﻗﻊ" ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 52
10ﶊﺪ ﺑﻠ ﺎج اﻟﻔﺤﴢٔ" :راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﺘﻨﻈﲓ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ وا ٕﺷﲀﻻت اﻟﻮاﻗﻊ" ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص53
6
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم أو ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟﻧﺑوي اﻟﺷرﯾف وﻻ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وﻣن ﺛم ﯾﻧﻔﻲ
ﻋﻧﻬﺎ طﺎﺑﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
وﻣن اﻟﻣﺂﺧذ ﻋن ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻔﻘﯾﻪ ﻛوﻧﻪ ﻏﯾر ﺻﺎﺋب ﻓﯾﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ ﻟﻛن ﯾﻣﻛن أن
ﻧﺗﻔق ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻛون ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷراﺿﻲ ظﻬر أو ﻛﺎن ﻗﺑل اﻹﺳﻼم ذﻟك أﻧﻪ ﻻ أﺣد ﻣن
اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﯾﺷك ﻓﻲ ﻛون اﻷرض ﺧﻠﻘﻬﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺑل ﺧﻠق ﺑﻧﻰ آدم وﻗﺑل ﻛل اﻟدﯾﺎﻧﺎت ،إﻻ
أﻧﻪ ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر أن ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻟم ﺗﻛن ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺄراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع وﺑﺎﻷراﺿﻲ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ
وﻻ اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ.11
ﻓﺄراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﺟدت ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻣﻧذ اﻟﻘدﯾم وﻛﺎن أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻫو اﻟﻌرف
واﻟﻌﺎدة وﻫﻲ ﻓﻲ أﺳﺎﺳﻬﺎ أراﺿﻲ ﻓﻼﺣﯾﺔ ﻗروﯾﺔ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺟﻣﺎﻋﺎت إﺛﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗﺑﺎﺋل أو
ﻓﺧدات وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺗطرق اﻷﺳﺗﺎذ اﻟذﻫﺑﻲ إﻟﻰ أن ﻗﺑﺎﺋل اﻷوداﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺣق
اﻻﻧﺗﻔﺎع واﻻﺳﺗﻐﻼل ﻣن اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺣﺎرﺑﯾن ﻟﻠﻣﺧزن وأن ﻫذﻩ
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﺎ ﻟﺑﺛت إﻟﻰ أن ﺗﺣوﻟت إﻟﻰ أراﺿﻲ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﻣن ﺛم ﯾﻣﻛن
اﻟﻘول أن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻫو اﻟﻌرف واﻟﻌﺎدات وأن ﻧظﺎم
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺷﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ظﻬور ﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ
واﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ.12
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ :أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ
إن ﻓرض اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻐرب ﺳﻧﺔ ،1912أدى إﻟﻰ ﺟﻌل اﻟﺑوادي ،واﻟﻘﺑﺎﺋل ،واﻟﻘرى
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﺗﺣﺞ ﺑﺎﻟﻔوﺿﻰ واﻻﺿطراب ،ﺣﯾث ﺳﺎرع ﺳﻛﺎن اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗوطﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻬول إﻟﻰ
إﻗﺎﻣﺔ رﺳوم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻔﻌون ﺑﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ ،ﻧظراً ﻟﻣﺎ ﻛﺎن
ﻋﻠﯾﻪ ﺳﻛﺎن اﻟﺑﺎدﯾﺔ ﻣن ﺟﻬل وﻏﻔﻠﺔ ،وﺑداﻓﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﺑﺳﺑب ﻋدم
ﺗواﺟد ﻣن ﯾداﻓﻊ ﻋن ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ،وﯾﻧﺎزع ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،إذ ﻛﺎن ﻛل ﻣﻧﻬم ﯾﺣﻣل ﻓﻲ
داﺋرة ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺟرأة وا ٕ ﻗدام وﻧﻔوذ وﺟﺎﻩ ،ﺑل واﺗﺟﻪ أﻋﯾﺎن
11ﶊﺪ ﺑﻠ ﺎج اﻟﻔﺤﴢ"ٔ :راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﺘﻨﻈﲓ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ وا ٕﺷﲀﻻت اﻟﻮاﻗﻊ" ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص54
12ﶊﺪ ﲑي" :ﻗﻀﺎ اﻟﺘﺤﻔ ﻆ اﻟﻌﻘﺎري ﰲ اﻟ ﴩﯾﻊ اﳌﻐﺮﰊ" ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ص .21
7
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
وﺷﯾوخ اﻟﻘﺑﺎﺋل إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ رﺳوم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ أي
أﺣد ﻣن أﻓراد اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗواﺟد ﻓﻲ اﻟﺳﻬول.
وﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻋﺎﺟزة ﻋن إﺣﺑﺎط ﻫذﻩ اﻟﻣؤﻣرات ،أو إﯾﻘﺎف أﻋﻣﺎل
اﻟﻐﺿب واﻟﺗﻔوﯾت وﻛﺎن ﻟزاﻣﺎً ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﻟوﺿﻊ ﺣد ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت
وﻣﺎ ﯾﻧﺷﺄ ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﻣﺿﺎﻋﻔﺎت ،وﻟذﻟك وﺧﺻوﺻﺎً ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺣﯾث
أﺧد اﻟﻣﻌﻣرون اﻟواﻓدون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻐرب ﯾﺗﻬﺎﻓﺗون ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﺧﺻﺑﺔ ،وﻗد
ﺳﺎﻋدﻫم ﻓﻲ ذﻟك ﺳﻠطﺎت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﻣدت إﻟﻰ ﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺷراء ﻫذﻩ ،اﻷﻣر اﻟذي
ﺣدا ﺑﻬذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣذﻛورة إﻟﻰ إﺻدار ﺗرﺳﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﻐرض اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺛروة ﻫذﻩ
اﻷراﺿﻲ ﻣن اﻟﺿﯾﺎع ،أﻫﻣﻬﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ظﻬﯾر 27أﺑرﯾل 1919اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗدﺑﯾر
اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻐﯾرت ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻷﺳس اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻣن
اﻷﻋراف اﻟﻘدﯾﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل
ﺑﻌد ﺣﺻول اﻟﻣﻐرب ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺑﺎدرت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ إﻟﻰ إدﺧﺎل ﻋدة
ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ ظﻬﯾر 27أﺑرﯾل .1919
ﻛﺎن أول إﺟراء ﻗﺎﻣت ﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻫو إﺻدار ظﻬﯾر 28ﯾوﻟﯾوز 1996
واﻟذي أدﺧل ﺗﻐﯾﯾرات ﺟوﻫرﯾﺔ ﺗﺗﻼءم وظروف اﻟﻣﻐرب اﻟﺣدﯾﺛﺔ واﻟﺟدﯾد وﺑﺎﻷﺧص ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ.
وﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺟراءات اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﺛروة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺻدرت ﻧﺻوص
ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ وﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﻫﻲ ﺣﺳب اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﻛروﻧوﻟوﺟﻲ اﻵﺗﻲ:
اﻟظﻬﯾر اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 28ﯾوﻟﯾوز 1959اﻟذي ﻋﻬد ﺑﺎﻟوﺻﺎﯾﺔ إﻟﻰ وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت؛
8
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
اﻟظﻬﯾر اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 17ﻧوﻧﺑر 1959اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﻌدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ
ﻷي طﻌن؛
اﻟظﻬﯾر اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 06ﻓﺑراﯾر 1963اﻟذي ﺻرح ﺑﻌدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎدم
وﻻ ﻟﻠﺗﻔوﯾت واﻟﺣﺟز؛
ظﻬﯾر 26ﺷﺗﻧﺑر 1963اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ اﺳﺗرﺟﺎع اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻠك اﻟﻣﻌﻣرﯾن
ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻟم ﯾﺗم اﺳﺗرﺟﺎﻋﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ؛
اﻧطﻼﻗﺎً ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻌطﻰ و ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟرد اﻟﺗﻌدﯾﻠﻲ ﻟﻠظﻬﯾر اﻷم ﯾﺗﺿﺢ ﺗﺷﺗت
اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ.
ﻋﻣوﻣﺎً ﻫذﻩ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﻲ ﻣرت ﻣﻧﻬﺎ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﻣﺎ
ﯾدﻓﻌﻧﺎ ﻟﻠﺗﺳﺎؤل ﻋن طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن ،ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﻌﺎﻟﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث.
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :طﺒﯿﻌﺔ ﻣﻠﻜﯿﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ
إن ﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﯾطرح ﺗﺳﺎؤﻻت ﻋدﯾدة ﺗﺗﻌﻠق
أﺳﺎﺳﺎً ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻫل ﺗﻌود ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ؟ أم ﺗﻌد ﻣﻠﻛﺎً ﻣن أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ؟
وﻣﺎ ﻫو ﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﻲ ظل وﺻﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت؟
ﯾذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد إﻟﻰ أن اﻟرأي اﻟواﻗﻌﻲ واﻟﻣﻌﻘول ﻫو اﻟرأي اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن
ﻧظﺎم ﻣﻠﻛﯾﺔ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣوع ،ﯾﺗوزع ﺑﯾن ﺣق اﻟرﻗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﻪ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟدوﻟﺔ ،وﺑﯾن ﺣق
9
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
اﻻﻧﺗﻔﺎع اﻟﻣﺧول إﻟﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ،ﯾﺷﻛل ﻣرﺣﻠﺔ أوﻟﯾﺔ ﻣن اﻟرأي اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ظﻬور
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ.13
ﻓﻲ ﺣﯾن ذﻫب اﻟﺑﻌض اﻵﺧر إﻟﻰ أن اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺗﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻷﺻل ﻣﻠﻛﺎً
ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻠﻛﺎً ﻟﻠدوﻟﺔ رﻏم ﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻟﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ واﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ.14
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟرأي اﻟﻘﺎﺋل ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺣق اﻟرﻗﺑﺔ وﻟﺋن ﻛﺎن ﯾﺟد ﻣﺑرراً ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﯾﻣﻧﺔ
ﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗدﺑﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ،ﻓﺈن ﺻواﺑﯾﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ أن ﺗﺣﻔﯾظ
اﻷﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﺗم ﻓﻲ اﺳم اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ وﻟﯾس ﻓﻲ اﺳم اﻟﻣﻠك اﻟﺧﺎص
ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻟﻛون ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾت ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﺗﺧﺻص ﻋﺎﺋدات
اﻟﺗﻔوﯾت ﻟﻣﺎ ﯾﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.15
وﺗﺗﺟﻠﻰ رﻗﺎﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺧص وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ
وﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﺳﺗوﯾﺎت:
.1ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت :ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘرﯾر ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ
ﺗﺑر ﻣﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯾر )اﻷﻛرﯾﺔ ﻋﻘود اﻻﺷﺗراك اﻟﻔﻼﺣﻲ ،اﻟﺗﻔوﯾﺗﺎت( ﻓﻬذﻩ
اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺣﺳب اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس ﻣن ظﻬﯾر 26أﺑرﯾل 1919ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺑرم إﻻ
ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﯾﺔ؛
13ﺣﺴﻦ ﺧﺸﲔٔ ،ﺷﺎر ا ٕﻟﯿﻪ ا ٔﺳﺘﺎذ ،ﺳﻌﯿﺪ ز دٔ ،راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ-اﻟﺘﺪﺑﲑ-اﳌﻨﺎز ﺎت ،ﻣ ﺸﻮرات ﳎ اﳊﻘﻮق ،اﻟﻄﺒﻌﺔ ﲑ
ﻣﺬ ﻮرة ،ص .17
14ﶊﺪ ﲑي ،ﻣﺴﺘ ﺪات اﻟﺘﺤﻔ ﻆ اﻟﻌﻘﺎري ﰲ اﻟ ﴩﯾﻊ اﳌﻐﺮﰊٔ ،ﺷﺎر ا ٕﻟﯿﻪ ا ٔﺳﺘﺎذ ﺳﻌﯿﺪ ز د ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .17
15ﺳﻌﯿﺪ ز دٔ ،راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ -اﻟﺘﺪﺑﲑ-اﳌﻨﺎز ﺎ ﻦ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ17 ،
10
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
.2ﻣراﻗﺑﺔ ﻗرارات ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣذوﺑﯾن :ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ درﺟﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﺗرﻓﻊ إﻟﯾﻪ
اﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺿد ﻗرارت ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧدوﺑﯾن ﺑﺧﺻوص ﺗﻘﺳﯾم اﻻﻧﺗﻔﺎع واﻟﺻﻌوﺑﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﺳﯾم ﺣﺳب اﻟﻔﺻل 4ﻣن ظﻬر 26أﺑرﯾل 1919؛
.3ﻣﻧﺢ اﻹذن ﺑﺎﻟﺗﻌﺎطﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﻌﻘﺎري :ﺣﺳب اﻟﻔﺻل 5ﻣن ظﻬﯾر 1919ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ أن ﺗﻘﯾم أو ﺗؤﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﻌﻘﺎري أﯾﺔ دﻋوة ﻗﺻد اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﻻ أن ﺗطﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ إﻻ ﺑﺈذن ﻣن اﻟوﺻﻲ.
ﻓﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷراﺿﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ،ﻟﻛن ﺗﺑﻘﻰ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺻرف
ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ،وﻻ ﻟﻠﺣﺟز وﻻ ﻟﻠﺗﻣﻠك ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻘﺎدم.
وﻟﻌل اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺧﺎﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل ﺟﻌل ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗﻔوﯾت ﻫو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎﺳك اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ.
11
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
ﯾﺣﺗل اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ذﻟك أن اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎج
إﻟﻰ وﻋﺎء ﻋﻘﺎري ﻟﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﺣدودﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﻣﻠك اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻋﻘﺎر ،ﻓﺈن واﻗﻊ اﻟﺣﺎل
ﯾﻧم ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ أرﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻟﺗوﻓﯾر اﻟوﻋﺎء اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن
أﺟل اﻟدﻓﻊ ﺑﻌﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ،ﻏﯾر أن إدﻣﺎج ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﻠﺳل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
)اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ،ﻻ ﺗزال ﺗﻌﺗرﺿﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﺋق )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول :دور اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ
ﺗﺣﺗل اﻷراﺿﻲ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻷر اﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب،
ﻓﻧﺳﺑﺗﻬﺎ ﺗﻔوق 15ﻣﻠﯾون ﻫﻛﺗﺎر ،وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن اﻟﻌﻘﺎر ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎم ﻟﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ،إذ ﻻ ﺑد ﻣن وﻋﺎء ﻋﻘﺎري ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧططﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،وأﻣﺎم
ﻋﺟز ﻋن ﺗوﻓﯾر ﻫذا اﻟوﻋﺎء اﻟﻌﻘﺎري ،ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻫو
اﻟﺣل.
إن اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﺳﺗوﯾﺎت ،ﺳواء ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻔﻼﺣﻲ ،أو اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ.
ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔﻼﺣﻲ ﻓﺈن ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺧطط اﻟﻣﻐرب اﻷﺧﺿر اﻟذي اﻋﺗﻣدﻩ اﻟﻣﻐرب
ﻟﺟﻌل اﻟﻔﻼﺣﺔ راﻓﻌﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ 15ﺳﻧﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ،ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ و ﻋﺎء ﻋﻘﺎري ﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﻫذا اﻟﻣﺧطط ﺣﯾث ﺣددت ﻓﻲ 700أﻟف ﻫﻛﺗﺎر.
وﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻔﻼﺣﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ
اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟوطﻧﻲ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﺎن
ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﺗوﻓر ﻣﺎ ﻣﺟﻣوﻋﻪ 9500إﻟﻰ 10000طن ﻛل ﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﺣواﻣض،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ
ﺣﺳب اﻟﻣﻧﺎطق اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ.16
16ﶊﺪ ﺑﻠ ﺎج ﲿﴢٔ ،راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﺘﻨﻈﲓ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ وا ٕﺷﲀﻻت اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .285
12
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺎر ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻراً اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل
ورﻛﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ إﻋداد اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ واﻟﻣﻌﺎﻣل وﺗﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻪ ﻛل
ﺗطﻠﻌﺎت اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ.17
وأﻣﺎم ﻋدم اﻋﺗﻣﺎد اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻔروض أن
ﺗﺟﻌل اﻷرض اﻟﺣﺿرﯾﺔ أداة ﻟﺗﻔﻌﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،إذ ﯾﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﻧﻌﺷون واﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون ﻣن ﻣﺷﺎﻛل
ﻣﺗﻌددة ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ،اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص اﻷﻣر
اﻟذي ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺑداﺋل وﻫذا اﻟﺑدﯾل ﻟن ﯾﻛون ﺳوى اﻷراﺿﻲ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ
ﻧظراً ﻟﺷﺳﺎﻋﺔ ﻣﺳﺎﺣﺗﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ إن وﺟدت ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﺳواء
ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗﻧﺎء ﺑﺎﻟﻣراﺿﺎة ﻣﻊ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ أو ﻋن طرﯾق ﻧزع ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ،وﻛﻣﺛﺎل
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻧذﻛر ﻣﺷروع اﻟطﺎﻗﺔ ﻧور إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﻧﺟﺎزﻫﺎ ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾن ﻓﺗﺑرز دور أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣل أزﻣﺔ
اﻟﺳﻛن وا ٕ ﻧﺟﺎز اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﺑﻣﺳﺎﺣﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣن أراﺿﯾﻬﺎ ﺑﻐرض
إﻧﺷﺎء اﻟﺗﺟزﺋﺎت اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣراﻓق اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﻧظﯾم ﻧﺷﺎط اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
ﻟﻘد اﺳﺗطﺎﻋت اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺑﻔﺿل ﺗﻧﺷﯾط وﺗﻔﻌﯾل أرﺻدﺗﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣن
أراﺿﯾﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻛراﺋﻬﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﺧواص أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺗﻔوﯾﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ أو
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﺗﺳﺗﺛﻣرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺳﻛﺎن ﻋن طرﯾق ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺳﻛن ﻏﯾر اﻟﻼﺋق
وأﺣﯾﺎء اﻟﺻﻔﯾﺢ واﻟﺳﻛن اﻟﻌﺷواﺋﻲ وﻛذا اﻟﻣﺳﺎﻛن اﻟﻣﺗداﻋﯾﺔ ﻟﻠﺳﻘوط ،واﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣدﺧراﺗﻬﺎ
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺣل أزﻣﺔ اﻟﺳﻛن اﻟﺧﺎﻧﻘﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣﺎ ﺗوﻓرﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻣن أراﺿﻲ رﻫن إﺷﺎرة ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻗﺻد ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻓﺈن أراﺿﻲ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻻزاﻟت ﻣن ﻣﺷﺎﻛل وا ٕ ﻛراﻫﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻌرﻗل ﻫذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻫو ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ
ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﻣواﻟﻲ.
إن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻓﻬﺎ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺳواء ﻣن ﺣﯾث ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
أو طرﯾﻘﺔ ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ أو ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﯾﺟﻌل ﻫذا اﻟرﺻﯾد اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻬﺎم ﯾﻌرف ﺟﻣودا ﯾﺣول
دون اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷودة وﯾﺷﻛل ﻣﻌﯾﻘﺎت ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ.
وﯾﻣﻛن رد ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﯾﻘﺎت إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﺗﺗﻌﻠق اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣﻧظم ﻟﻬذﻩ اﻷراﺿﻲ
)اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻬم اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺟﺎل ﺗدﺑﯾر ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ :اﻟﻤﻌﯿﻘﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎر أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ
أوﻻً :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟظﻬﯾر 27أﺑرﯾل 1919ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم وﻻﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻷﻫﻠﯾﺔ
ﻓﻲ ﺿﺑط ﺗدﺑﯾر اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺗﻔوﯾﺗﻬﺎ:
إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﺑﺧﺻوص اﻟﻣﻠك اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻠرﻋﻲ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺣﻔﺎظ
ﻋﻠﯾﻪ وﺗدﺑﯾرﻩ ،أو اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد أي ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﺣﻘوﻗﻬﺎ
وﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﺷﺎﺋﻬﺎ.
ﺣﺻر ﻣﺳطرة ﻛراء اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻔﺻل 6ﻣن ظﻬﯾر 1919ﻻ ﺗﺳﺎﻋد
ﻋﻠﻰ إﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻛﺑرى.
14
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون أﻫم ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺷﺑﻪ ﻋﺻري ﯾﻧظم أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ
ﺑﺣﯾث ﺗﺣو ل اﻟﻌﺿو اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﻣﺟرد ذي ﺣق اﻧﺗﻔﺎع ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﻌﺔ اﻷرﺿﯾﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻓﻲ ﺣوزﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺎﻟك ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع.
ﺗطﺑق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻫذا اﻟظﻬﯾر ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗواﺟدة ﻛﻼً أو ﺟزءاً
داﺧل دواﺋر اﻟري ،ﻣﻣﺎ ﺧﻠق ارﺗﺑﺎﻛﺎً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟزء اﻟﻣﺗواﺟد ﺧﺎرج دواﺋر اﻟري اﻟذي ﯾﻔﻬم
ﻣن اﻟﻧص اﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﻠﻘﯾود اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ظﻬﯾر 1969؛
وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﺻرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن ذوي اﻟﺣﻘوق ﺗﻼﻓﯾﺎً ﻟﺗﻘﻧﯾن اﺳﺗﻐﻼل
أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ؛
إﻟزام ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧدوﺑﯾن ﺑوﺿﻊ ﻻﺋﺣﺔ ذوي اﻟﺣﻘوق ﺑﻣﺟرد ﻧﺷر اﻟظﻬﯾر وﻻ ﯾدرج ﻓﯾﻬﺎ
أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟذﯾن ﻓﻘدوا ﺣﻘوﻗﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ إﺛر ﻣﻧﺣﻬم ﻗطﻌﺔ ﻓﻲ
ﻣﻠك اﻟدوﻟﺔ طﺑﻘﺎً ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 4ﯾوﻟﯾو 1966ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﻣﻧﺢ ﺑﻌض اﻟﻔﻼﺣﯾن أراﺿﻲ ﻓﻼﺣﯾﺔ أو ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻔﻼﺣﺔ ﻣن ﻣﻠك اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﺎص.
ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻻﺋﺣﺔ ذوي اﻟﺣﻘوق إﻻ أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن
ﺑﺎﻷﻣر أو ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ؛
ﺗﺗم اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﻣﻼﻛﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺎع ﺑﻘرار ﻟوزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﯾﻧﺷر ﺑﺎﻟﺟرﯾدة
اﻟرﺳﻣﯾﺔ؛
ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن أﺟل إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ﻟﻠﻣﺎﻟك ﻋﻠﻰ
اﻟﺷﯾﺎع إن اﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﻧون اﻹﺻﻼح اﻟزراﻋﻲ.
15
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
ﺛﺎﻟﺛﺎً :ﻋدم ﺗطﺎﺑق ظﻬﯾر 18ﻓﺑراﯾر 1924اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣدﯾد اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﻣﺎ
وﻗﻊ ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻣﻊ ظﻬﯾر 3ﯾﻧﺎﯾر 1916ﺑﺧﺻوص ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري ﻷﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ:
ﺗﺧﺿﻊ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺷﺑﻬﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣﺳطرة اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري ﺑطﻠب ﻣﻣن ﻟﻪ ﺣق
اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ.وﺗﺑﺎﺷر ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﺟﻧﺔ إدارﯾﺔ
ﺗﺗﻛون ﻣن ﻣﺻﺎﻟﺢ وزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ووزارة اﻟﺗﺟﻬﯾز ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ
ﻋدل وﻣﺗرﺟم ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء .ﺗﻧطﻠق اﻟﻣﺳطرة ﺑﻣرﺳوم وﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺻدورﻩ وﻧﺷرﻩ ﻓﻲ
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻛل ﺗﻌرض ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﻋﻠﻰ أﻗﺻﻰ ﺗﻘدﯾر ﺧﻼل 6أﺷﻬر
ﻣن اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﺣدﯾد وﯾﺟب أن ﯾﻌزز ﺑﻣطﻠب ﺗﺄﻛﯾدي ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺳﻘوط اﻟﺗﻌرض.
اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗطﻬﯾر اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻣن ﻛل اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻘدم ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌرﺿﺎت.
اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﺈن اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻻ ﺗﻣﻧﻊ ﻣﻧﺎطق اﻟﺣﻠﻔﺎء اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻧظﺎم اﻟﻐﺎﺑﺎت
واﻟﻣوﺟودة داﺧل داﺋرة اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ أن ﺗﻛون ﻣوﺿوع ﺗﺣدﯾد إداري
ﺟدﯾد طﺑﻘﺎً ﻟظﻬﯾر 3ﯾﻧﺎﯾر 1916ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗطﻬﯾر ﻻ ﯾﻣس اﻷوﻗﺎف اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﻠك
اﻟﻌﻣوﻣﻲ.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ :ﺗﻌﺪد اﻟﻔﺎﻋﻠﯿﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺪﺑﯿﺮ اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ
ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺗدﺧﻠﯾن ﻓﻲ ﺗدﺑﯾر أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻓﺑداﯾﺔ ﻫﻧﺎك ذوي
اﻟﺣﻘوق أي ﺳﻛﺎن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻷدﻧﻰ ﻓﻲ ﺗدﺑﯾر أراﺿﻲ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻧﺣﺻر ﻣﻬﻣﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻗرارات ﻣن طرف ﻣن ﯾﻣﺛﻠﻪ.
وﻫﻧﺎك اﻟﻣﻧدوﺑون وﻣﺟﻠس ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧواب أو ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧدوﺑﯾن واﻟذي ﯾﻌﻬد ﻟﻪ ﺗدﺑﯾر
ﺷؤون اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﺿﻲ واﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟدﯾون اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻟﻔﺎﺋدة
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻐﯾر.
16
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
وﻫﻧﺎك رﺟل اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟذي ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ إﻋداد ﻟواﺋﺢ ذوي اﻟﺣﻘوق ﻛﻣﺎ ﯾﺷرف
ﻋﻠﻰ ﺳﯾر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣدﯾد اﻹداري ﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
ﺑﺻﻔﺔ ﺿﺎﺑط ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ.
وﻫﻧﺎك ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘرﯾرﯾﺔ وﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر
أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﯾدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻛﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺻرف
ﻋﺎﺋداﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟﻠس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻣرﺟﻌﺎً
اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺎً ﺗﻘدﯾم دﻋﺎوى اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق أو اﻟﺣﯾﺎزة ،دﻓﺎﻋﺎً ﻋن أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ.
وﻫﻧﺎك ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺷؤون اﻟﻘروﯾﺔ ﺑوزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﺑﺎﺳم وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ.
وﻫﻧﺎك وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم وﯾزود
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وأﺧﯾراً ﻫﻧﺎك اﻟدوﻟﺔ ﺣﯾث أن ﻛل ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗم ﺗﺣت وﻻﯾﺔ
اﻟدوﻟﺔ.
ﻋﻣوﻣﺎً ﻓﺗﻌدد اﻟﻣﺗدﺧﻠﯾن ﻓﻲ ﺗدﺑﯾر أراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻼﻟﯾﺔ ﯾطرح ﻣﺷﻛل اﻟﺗﻧﺳﯾق
واﻻﻟﺗﻘﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت و ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣدﺑرة وﻋدم ﺗوﺣﯾد اﻟرؤﯾﺔ ﺑﺧﺻوص
ﺗدﺑﯾر ﻫذا اﻟرﺻﯾد اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻬﺎم.
ﻓواﻗﻊ ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺑﯾل ﯾﺟﻌل ﺟزءاً ﻛﺑﯾراً ﻣن اﻟوﻋﺎء اﻟﻌﻘﺎري ﺧﺎرج اﻟدورة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻣﺎ
ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺗﺄﻫﯾل ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﻘﺎري وﺗﺳﺧﯾرﻩ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ.
17
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
ﺧﺎﺗﻤﺔ:
ﺗﺷﻛل اﻷراﺿﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣظﻬرا ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،وا ٕ رﺛﺎً ﺣﺿﺎرﯾﺎ وﻟﺣﻣﺔ
ﺗوطد رواﺑط اﻟﺗﺂزر واﻻﻟﺗﺣﺎم ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ اﻟواﺣدة ،ﻛﻣﺎ أن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷراﺿﻲ ﺳواء
ﻣن ﺣﯾث ﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣﻧﻬﺎ أو ﻣن ﺣﯾث ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟرﺻﯾد اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﺗوﻓرﻩ ﯾﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ
ﻋﻧﺻراً أﺳﺎﺳﯾﺎً ﯾﺗﻌﯾن أﺧذﻩ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧد وﺿﻊ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗﺣدﯾد اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت،
إﻻ أن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷراﺿﻲ ﺗطرح ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل ﺗﺣول دون ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ
ﺑﺎﻟدور اﻟﻣﻧﺗظر ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑطﺎﺑﻊ ﻋدم اﻟﺗﻔوﯾت وﻋدم ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻠواﻗﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻌطﯾل ﺑﻌﺿﻬﺎ وﺗﺟﻣﯾد ﺗطﺑﯾق أﺧرى.
18
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة:
اﻟﻌﺮﰊ ﶊﺪ ﻣ ﺎد ،ﺳﻠﺴ ا ٕ ﻼم وﺗﺒﺼﲑ اﳌﺴﳤ ،اﻟﻌﺪد 21ﻣﻼت ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﻨﻈﻢ ﻠﺠﲈ ﺎت
اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﲆ ﺿﻮء و ﺋﻖ اﳊﻮار اﻟﻮﻃﲏ ﺣﻮل ا ٔراﴈ اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ،ﻃﺒﻌﺔ .2014
ﺳﻌﯿﺪ ز دٔ ،راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ-اﻟﺘﺪﺑﲑ-اﳌﻨﺎز ﺎت ،ﻣ ﺸﻮرات ﳎ اﳊﻘﻮق ،اﻟﻄﺒﻌﺔ ﲑ
ﻣﺬ ﻮرة.
ﶊﺪ ﺑﻠ ﺎج اﻟﻔﺤﴢٔ ،راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﺘﻨﻈﲓ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ وا ٕﺷﲀﻻت اﻟﻮاﻗﻊ،
ﻃﺒﻌﺔ .2016
ﶊﺪ ﲑي" :ﻗﻀﺎ اﻟﺘﺤﻔ ﻆ اﻟﻌﻘﺎري ﰲ اﻟ ﴩﯾﻊ اﳌﻐﺮﰊ" ،ﻃﺒﻌﺔ .2010
ﻣﺼﻄﻔﻰ اﳊﳰﺮ ،ا ٔراﴈ اﶺﺎﻋﯿﺔ ﳌﻐﺮب ،رﺳﺎ ﻟﻨﯿﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺴ اﻟﻌﺎﱄ ،اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ
ﻟﻼ ٕدارة اﻟﻌﻤﻮﻣ ﺔ ،اﻟﺴﻨﺔ .1984-1983
19
أﺻﻞ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ أراﺿﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﻼﻟﻴﺔ
اﻟﻔﻬﺮس:
ﻣﻘﺪﻣﺔ1 ........................................................................................................................... :
اﳌﺒﺤﺚ ا ٔول :اﻻٕﻃﺎر اﻟﻌﺎم ٔراﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ 4 ................................................................
اﳌﻄﻠﺐ ا ٔول :اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﺎرﳜﻲ واﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ٔراﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ 5 ............................................
اﻟﻔﻘﺮة ا ٔوﱃٔ :راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﻗ ﻞ ﻓﱰة اﶵﺎﯾﺔ 6 .......................................................
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔٔ :راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﰲ ﻓﱰة اﶵﺎﯾﺔ 7 .........................................................
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔٔ :راﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﺘﻘﻼل 8 .......................................................
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ :ﻃﺒﯿﻌﺔ ﻣﻠﻜ ﺔ ٔراﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ 9 ............................................................
اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ :ﳮﯿﺔ ٔراﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ وﻣﻌﯿﻘﺎﲥﺎ 12 ..............................................................
اﳌﻄﻠﺐ ا ٔول:دور ا ٔراﴈ اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ ﰲ ا ﻟﺘﳮﯿﺔ 12 ...................................................................
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ :ﻣﻌﯿﻘﺎت ﺳ ر ﰲ ٔراﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ 14 ................................................
اﻟﻔﻘﺮة ا ٔوﱃ :اﳌﻌﯿﻘﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻻﺳ ر ٔراﴈ اﶺﺎ ﺎت اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ 14 ........................................
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ :ﺗﻌﺪد اﻟﻔﺎ ﻠﲔ اﳌﺆﺳﺴﺎﺗﯿﲔ ﰲ ﳎﺎل ﺗﺪﺑﲑ ا ٔراﴈ اﻟﺴﻼﻟﯿﺔ 16 ...............................
ﺎﲤﺔ18 ........................................................................................................................... :
اﳌﺮاﺟﻊ اﳌﻌﳣﺪة19 ............................................................................................................... :
20