You are on page 1of 12

‫مداخلة حول ‪:‬المنازعات التي تثيرها شهادة الحيازة‬ ‫أ‪.

‬فسيح جميلة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫نظ ار التساع رقعة مساحة األراضي التي لم تمسها عملية المسح العقاري ‪،‬وقصد رفع العراقيل المرتبطة‬
‫بعدم وجود سندات الملكية وحتى يمكن السير نحو تطهير الملكية العقارية في بالدنا الفتقار ثلثي الملكية‬
‫الخاصة إلى سندات الملكية فقد تم استحداث سند حيازي مؤقت يسمى شهادة الحيازة تخضع إلجراءات‬
‫التسجيل والشهر وهي معفاة من قاعدة الشهر المسبق ‪.‬‬

‫وقد جاء في المادة ‪ 93‬من القانون ‪ 52-39‬المؤرخ في ‪ 8339-88-81‬المتضمن التوجيه العقاري‬


‫المعدل والمتمم‪ 1‬على أنه‪(:‬يمكن لكل شخص حسب مفهوم المادة ‪ 159‬من األمر ‪،21-52‬يمارس في‬
‫أراضي الملكية الخاصة التي لم تحرر عقودها ملكية مستقرة وغير منقطعة وهادئة وعالنية‪،‬ال يشوبها‬

‫شبهة أن يحصل على سند حيازي ّ‬


‫يسمى شهادة حيازة وهي تخضع لشكليات التسجيل واإلشهار‬
‫العقاري‪،‬وذلك في المناطق التي لم يتم فيها إعداد سجل مسح األراضي‪،‬ويبقى تسليم شهادة الحيازة في‬
‫المناطق الرعوية خاضعا للقانون الخاص المعلن عنه في المادة ‪ 46‬أعاله‪.).‬‬

‫وقد صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 2 526-38‬ليحدد كيفية إعدادها وتسليمها‪.‬‬

‫إذن فشهادة هي شهادة تسلم من طرف رئيس البلدية الواقع في دائرة اختصاصها العقار محل الطلب‬
‫للمساهمة ولو بصفة غير مباشرة في تكوين السجل العقاري ومجموعة البطاقات العقارية‪،‬وإن كانت وسيلة‬
‫تطهيرية إال إنها ال تخلو من المنازعات بسبب سرعة إجراءاتها وطابعها المؤقت القائم على مجرد تصريح‬
‫شرفي مدعم بشهادة الشهود ‪،‬وما يترتب عنها من صالحيات خطيرة منحت للمستفيد والتي تضر بالمالك‬
‫الحقيقي عند ظهوره أو بحقوق الغير ‪.‬‬

‫وبهذا تندرج دراستنا حول البحث عن هذه المنازعات التي تثيرها هذه الشهادة والتي تفيد الحيازة‪.‬‬

‫وبهذا نقسم دراستنا إلى ثالث محاور‪:‬‬

‫القانون رقم ‪، 52-39‬المؤرخ في ‪ 8339-88-81‬المتضمن التوجيه العقاري ‪،‬ع ‪، 63‬المؤرخة في ‪.8339-88-81‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪،526-38‬المؤرخ ‪ 8338-95-55‬الذي يحدد كيفيات إعداد شهادة الحيازة وتسليمها المحدثة‬ ‫‪2‬‬

‫بموجب المادة ‪ 93‬من القانون ‪ 52-39‬المتضمن التوجيه العقاري‪،‬ج ر‪،‬ع ‪،94‬المؤرخة في ‪.8338-98-98‬‬
‫المحور األول‪:‬نتناول المنازعات التي يختص بها القضاء العقاري‪.‬‬

‫أما المحور الثاني نختص بالدراسة بالمنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري‪.‬‬

‫ويتعلق المحور الثالث‪:‬المنازعات التي يختص بها القاضي الجزائي‪.‬‬

‫المحور األول ‪:‬المنازعات التي يختص بها القاضي العقاري‪:‬‬

‫إن شهادة الحيازة قبل تحريرها من قبل رئيس البلدية فإنه يوجب المشرع على هذا األخير اإلعالن عن‬
‫العريضة والملف المتضمن طلب شهادة الحيازة ‪،‬طيلة مدة شهرين‪،‬وخالل هذه المرحلة قد يعترض أحد‬
‫األشخاص على إعداد هذه الشهادة أمام رئيس المجلس الشعبي البلدي‪،‬وعلى هذا األخير أن يصرف‬
‫الطرفين إلى الجهة القضائية المختصة‪.‬‬

‫وهنا أي منازعة قبل إعداد هذه الشهادة من اختصاص القاضي العقاري باعتبارها منازعات تندرج ضمن‬
‫‪3‬‬
‫منازعات الحيازة والتي نص عليها المشرع في المادة ‪ 5/285‬قانون إجراءات مدنية وإدارية‪.‬‬

‫أما عن االختصاص اإلقليمي فوفقا للمادة ‪ 281‬قانون إجراءات مدنية وإدارية تؤول هذه المنازعات إلى‬
‫االختصاص اإلقليمي للمحكمة التي يوجد العقار في دائرة اختصاصها‪.‬‬

‫أما عن نوع الدعاوى التي ترفع فهي إما دعوى يرفعها الحائز لدفع هذا االعتراض بما يسمى دعوى منع‬
‫التعرض أو دعوى يرفعها ربما المالك الحقيقي والذي اكتسب الملكية بالتقادم المكسب أو له سند ملكية بما‬
‫يسمى دعوى استحقاق الملكية ‪،‬أو دعوى يرفعها الحائز الحقيقي والفعلي بما يسمى بدعوى استرداد‬
‫الحيازة‪.‬‬

‫ولكل من هذه الدعاوى شروطها وأحكامها وهو ما سنتطرق إليه كالتالي‪.‬‬

‫أوال‪-‬دعوى منع التعرض‪:‬‬

‫القانون رقم ‪ 93-91‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪،‬المؤرخ في ‪،5991-95-52‬ج ر‪،‬ع ‪ 58‬المؤرخة في‬ ‫‪3‬‬

‫‪.5991-96-55‬‬
‫تنص المادة ‪ 159‬ق م على أنه‪(:‬من حاز عقا ار واستمر حائ از له مدة سنة كاملة ثم وقع له تعرض في‬
‫حيازته جاز له أن يرفع خالل السنة دعوى بمنع التعرض)‪.‬‬

‫تعد دعوى منع التعرض دعوى الحيازة الرئيسية إذ هي تحمي الحيازة في ذاتها وهي الحيازة األصلية دون‬
‫الحيازة العرضية بشرط أن تستمر سنة‪.‬‬
‫فهنا هذه الدعوى تحمي الحيازة كوضعية دون خوض القاضي في شرعيتها أو في وجود حق عيني أو‬
‫انعدامه‪،‬ومنه يقضي بوجود أو عدم وجود التعرض على الحيازة الممارسة على العقار‪.‬‬
‫إن هذه الدعوى من ضمن دعاوى الحيازة‪،‬وهذه األخيرة لها نظام خاص بينما تدخل دعوى الملكية ضمن‬
‫‪4‬‬
‫النظام العادي للدعوى‪.‬‬
‫والقاضي المعروض عليه هذه دعوى التعرض يتأكد من المسائل التالية والتي نصت عليها المادة ‪256‬‬
‫قانون إجراءات مدنية وإدارية على أنه‪(:‬يجوز رفع دعاوى الحيازة‪،‬فيما عدا دعوى استرداد الحيازة‪،‬ممن‬
‫كان حائ از بنفسه أو بواسطة غيره لعقار أو لحق عيني عقاري وكانت حيازته هادئة علنية ومستمرة ال‬
‫‪5‬‬
‫يشوبها انقطاع وغير مؤقتة‪،‬دون لبس واستمرت هذه الحيازة لمدة سنة على األقل‪: .).‬‬
‫‪-‬أن تكون الحيازة هادئة‪:‬بحيث يجب أن يحوز الشخص العين بصفة هادئة وبدون إكراه‪ ،‬وإال كانت‬
‫معيبة‪،‬خاصة إذا أكره الحائز شخصا آخر كان حائ از للعقار قبل على ترك الحيازة‪،‬وبالتالي صاحب الحيازة‬
‫‪6‬‬
‫تحصل عليها عن طريق اإلكراه والتهديد‪.‬‬
‫‪-‬أن تكون الحيازة مستمرة‪ :‬وهي أن يستمر الحائز في ممارسة السيطرة المادية على محل الحيازة وذلك‬
‫خالل المدة التي حددها المشرع ‪،‬أي أن يمارس الحيازة لمدة سنة على األقل‪.‬‬
‫‪-‬أن تكون الحيازة علنية‪ :‬البد أن تكون حيازة عالنية‪،‬بحيث يباشرها الحائز على مشهد من الناس‪ ،‬وفي‬
‫القليل على مشهد من المالك أو صاحب الحق الذي يستعمله الحائز ‪.‬فإذا أخفاها الحائز على المالك أو‬

‫‪4‬عبد السالم ديب‪،‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪،‬ترجمة المحاكمة العادلة‪،‬طبعة ثانية‪،‬موفم للنشر‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫بالرجوع إلى قرار المحكمة العليا تحت رقم ‪ 568385‬مؤرخ في ‪،5999-96-59‬مجلة قضائية ‪،5996‬عدد ‪،98‬ص‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 589‬على أنه‪(:‬االكتفاء بمجرد المعاينة المادية للوجود على القطعة األرضية وعدم استيفاء إجراءات إعداد المادة ‪ 682‬من‬
‫ق إ م يحوالن دون تكريس الحيازة)‪.‬‬
‫عيسى أحمد‪،‬أسباب كسب الملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري‪،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية‬ ‫‪6‬‬

‫والسياسية‪،‬العدد السابع‪،‬ص ‪.923‬‬


‫صاحب الحق كانت الحيازة مشوبة بعيب الخفاء أو عدم العالنية ومن تم ال تكون صالحة ألن تحمى‬
‫‪7‬‬
‫بدعاوى الحيازة‪.‬‬
‫وبهذا فإن هذه الدعوى تخضع الختصاص قاضي الموضوع وليس قاضي االستعجال‪،‬ألن حل النزاع‬
‫يقتضي تحريات حول صفة الحائز وعناصر الحيازة وشروطها ومدتها ‪،‬ويجب على بالخصوص إثارة‬
‫مسألة معرفة ما إذا كان المدعي الذي اعترض في حيازته تتوفر فيه هذه الشروط المنصوص عليها‬
‫‪8‬‬
‫قانونا‪،‬وهي المسألة التي ال يمكن إطالقا طرحها في دعوى إستعجالية‪.‬‬
‫ويترتب على هذه الدعوى مايلي‪:‬‬

‫‪-‬ال يمكن الجمع بين دعوى الحيازة ودعوى الملكية في نفس الطلب القضائي‪ :‬فال مجال في دعوى‬
‫الحيازة التعرض للملكية‪،‬إذ أنها تسمح للحائز بحماية حيازته من كل تعرض قد يصيبها دون النظر إذا‬
‫كان مالك للحق العيني من عدمه‪،9‬ومجال دعوى الملكية هو تحديد المالك الحقيقي لحق العيني ‪ ،‬وعليه‬
‫إذا تعرض القاضي ألصل الحق قد يؤدي إلى الحكم عمى الحائز رغم ثبوت حيازته‪ ،‬وذلك اعتمادا على‬
‫ملكية خصم‪.‬‬
‫ولهذا فغالبا ما يرد المدعى عليه في دعوى التعرض بملكيته للعقار‪،‬بينما ال يمكن لمن ادعي عليه‬
‫بدعوى الحيازة أن يرد إال في نطاق هذه الدعوى لنفي التعدي أو لإلدعاء بدوره بالحيازة لنفس العقار‪،‬وال‬
‫يمكنه التقاضي للمطالبة بالملكية إال بعد الفصل نهائيا في دعوى الحيازة‪.‬‬
‫وإذا خسر المدعي دعوى الحيازة ال يمكنه أن يدعي للمطالبة بالملكية إال بعد تنفيذ الحكم الصادر ضده‬
‫‪10‬‬
‫بشأن الحيازة‪.‬‬

‫فراجي كوثر‪،‬الحيازة و أثرها في كسب الملكية العقارية بالتقادم المكسب في القانون الجزائري‪،‬مجلة القانون العقاري‬ ‫‪7‬‬

‫والبيئة‪،‬العدد ‪،8‬ص ‪.93‬‬


‫قرار المحكمة العليا‪ 594525،‬مؤرخ في ‪،5995-93-52‬مجلة اإلجتهاد القضائي‪،‬الغرفة العقارية‪،‬الجزء‬ ‫‪8‬‬

‫الثاني‪،8996،‬ص ‪.551،518‬‬
‫صدوقي المهدي‪،‬شرايطي خيرة‪ ،‬غريبي محمد‪،‬دعاوى الحيازة في التشريع الجزائري‪،‬مجلة الفكر القانوني والسياسي‪،‬العدد‬ ‫‪9‬‬

‫الخامس‪،‬ص ‪.84‬‬
‫‪10‬عبد السالم ديب‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.21‬‬
‫لهذا فالقاضي ال يمكنه أن يفصل في أصل الحق بمناسبة دعوى الحيازة وحتى أنه ال يجب أن يتأثر‬
‫بالعناصر المتعلقة بأصل الحق كصفة المالك‪،‬غير أنه ال يمنعه هذا من اإلطالع على األسانيد المقدمة‬
‫‪11‬‬
‫في منظور الحياة فقط كإثبات مدة الحيازة‪.‬‬
‫كما أنه ال بد عليه مناقشة مدى توافر شروط هذه الدعوى ومدى توفر السيطرة المادية لدى‬
‫المدعي‪،‬وبالتالي يجب عليهم منع المدعى عليه التعرض لحيازته دون أن يتطرقوا لبحث مسألة ما إذا‬
‫كان صاحب حق أم ال‪.‬‬
‫‪-‬ال يجوز رفع دعوى الحيازة بعد الفصل النهائي في دعوى الملكية بموجب حكم نهائي ألن هذه األخيرة‬
‫هي دعوى حماية أصل الحق تغني عن حماية الحيازة‪ ،‬إذا كسب الحائز دعوى الحق‪.‬‬

‫‪-‬إن الحيازة واقعة مادية يتم إثباتها بكافة طرق اإلثبات القانونية‪ ،‬ولهذا ال تتطلب أسانيد الملكية في هذه‬
‫الدعوى ويتم االكتفاء بالبحث عن صحة الحيازة‪.‬‬

‫‪ -‬ال تقبل دعوى منع التعرض إال إذا رفعت خالل سنة من التعرض‪،‬وبهذا يبدو هذا األجل قصير وغير‬
‫كاف‪.‬‬
‫‪-‬وجوب اقتصار القاضي في دعوى منع التعرض على وقف التعرض في حالة ثبوت الحيازة‬
‫القانونية‪،12‬وفي الحالة المعاكسة يرفض طلبهم وهو ما جاء في قرار المحكمة العليا ‪ 845951‬مؤرخ في‬
‫‪،8331-94-56‬الغرفة العقارية‪،‬غير منشور‪(:‬حيث أنه ولما كان النزاع ينصب حول اعتراض المطعون‬
‫ضدهم أمام البلدية على مسعى الطاعنين الرامي إلى الحصول على شهادة الحيازة المنصوص عليها‬
‫بالمادة ‪ 93‬من القانون ‪ 52-39‬المتضمن التوجيهي العقاري والمرسوم التطبيقي له رقم ‪ 526-38‬وهما‬

‫وهذا ما أكده قرار للمحطمة العليا تحت رقم ‪ 24954‬مؤرخ في ‪،8313-88-82‬مجلة قضائية ‪،8339‬عدد ‪،95‬ص‬ ‫‪11‬‬

‫‪(:95‬من المقرر قانونا أن قضاة الموضوع مقيدين بموضوع الدعوى األصلية‪،‬فال يجوز الفصل في دعوى الملكية إذا كانت‬
‫الدعوى األصلية هي دعوى الحيازة ومن ثم القضاء بخالف ذلك يعد خرقا للقانون‪.‬‬
‫ولما كان في قضية الحال أن قضاة الموضوع فصلوا في الملكية بإثبات حالة الشيوع في األرض موضوع النزاع في حين أن‬
‫دعوى الطاعنين كانت دعوى منع التعرض للحيازة‪،‬فإنهم بقضائهم هذا خرقوا أحكام المادتين ‪ 682‬و‪ 654‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية اللتين ال يجوز معهما النظر في دعوى الملكية إذا كانت الدعوى األصلية هي دعوى الحيازة‪:).‬مشار‬
‫إليه‪:‬حمدي باشا‪،‬القضاء العقاري‪،‬دار هومة‪،‬ص ‪.838‬‬
‫قرار المحكمة العليا‪ 52585،‬مؤرخ في ‪،5998-85-53‬مجلة االجتهاد القضائي‪،‬الغرفة العقارية‪،‬الجزء‬ ‫‪12‬‬

‫الثاني‪،5996،‬ص ‪.954‬‬
‫النصان اللذان يرجعان إلى المادة ة‪ 159‬من القانون المدني بالنسبة للمادة ‪ 93‬وإلى المادة ‪ 689‬من‬
‫قانون اإلجراءات بالنسبة للمرسوم التطبيقي‪.‬‬

‫فإن قضاة الموضوع بعد أن استنتجوا من عناصر الدعوى أن الطاعنين لم يثبتوا حيازتهم وأن األرض‬
‫كانت محل نزاع سابق مما يفيد بأن الحيازة غير متوفرة األركان وأن المطعون ضدهم قدموا سندات حول‬
‫‪13‬‬
‫األرض محل النزاع انتهوا إلى القضاء برفض دعوى الطاعنين فهم بذلك أعطوا لقرارهم أساسا قانونيا)‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬دعوى استرداد الحيازة‪:‬‬

‫قد يرفع الحائز الحقيقي دعوى استرداد حيازته وذلك إذا تعدى عليها طالب هذه الشهادة وقام باغتصاب‬
‫العقار أو الحق العيني منه عنوة أو إكراها‪،‬أو العكس قد يرفع هذه الدعوى طالب الشهادة والذي اغتصب‬
‫منه العقار من طرف أحد األشخاص والذي يدعي بالحيازة‪،‬حيث أن هذه الدعوى تسمح للحائز بتتبع‬
‫‪14‬‬
‫العقار في أي يد تحوزه الستعادته منها‪.‬‬

‫وعن ميعاد هذه الدعوى هي مدة سنة من فقدها وهو ما نصت المادة ‪ 8/185‬من القانون المدني على‬
‫أنه‪(:‬يجوز لحائز العقار إذا فقد حيازته أن يطلب خالل السنة التالية لفقدها‪،‬ردها إليه فإذا كان فقد الحيازة‬
‫‪15‬‬
‫خفية بدأ سريان السنة من وقت انكشاف ذلك)‪.‬‬

‫وللحائز أن يرفع في الميعاد القانوني دعوى استرداد الحيازة على من انتقلت إليه حيازة الشيء المغتصب‬
‫‪16‬‬
‫منه ولو كان هذا األخير حسن النية‪.‬‬

‫والقاضي الذي ينظر في الدعوى ال يستجيب للطلب إال بعد التأكد من الحيازة القانونية لرافع‬
‫الدعوى‪،‬ويمكن القول على أن القاضي يمكن أن يأخذ بمبدأ الحيازة األحق بالتفضيل وهي تلك الحيازة‬

‫قرار مشار إليه‪:‬حمدي باشا‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.593‬‬ ‫‪13‬‬

‫صدوقي المهدي‪،‬شرايطي خيرة‪ ،‬غريبي محمد ‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.59‬‬ ‫‪14‬‬

‫حيث بالرجوع إلى قرار المحكمة العليا تحت رقم ‪ 641594‬مؤرخ في ‪،5991-89-82‬مجلة المحكمة العليا‪،‬عدد‬ ‫‪15‬‬

‫خاص‪،‬الغرفة العقارية‪،5989،‬الجزء الثالث‪،‬ص ‪،895‬على أنه‪(:‬ترفع دعوى استرداد الحيازة قانونا وجوبا خالل السنة من‬
‫فقدها‪.‬‬
‫ال تشكل الظروف األمنية مانعا من رفع الدعوى)‪.‬‬
‫هذا ما تنص عليه المادة ‪ 183‬من القانون المدني‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫القائمة على سند قانوني‪،‬وإذا لم يكن لدى أي من الحائزين سند أو تعادلت سنداتهما كانت الحيازة األحق‬
‫األسبق في التاريخ‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬دعوى استحقاق الملكية أو دعوى منع التعرض أو وقف األعمال الجديدة‪:‬‬

‫قد يظهر المالك الحقيقي الذي بيده سند رسمي يثبت ملكيته وليس حيازته‪،‬ويعترض على الحائز طالب‬
‫شهادة الحيازة‪،‬ويرفع بذلك دعوى استحقاق ملكيته‪.‬‬

‫ويمكن تعريفها على أنها دعوى يطالب فيها المالك بتثبيت ملكيته على العقار محل المطالبة العقارية‪،‬أو‬
‫‪17‬‬
‫هي دعوى يرفعها المالك للمطالبة بملكيته التي يكون تحت الغير وهي ال تسقط بالتقادم‪.‬‬

‫وهنا إثبات الملكية بدعوى أنه صاحب حق‪،‬يثبتها بالسندات القانونية‪،‬لكن لألسف قد لوحظ خالل الممارسة‬
‫القضائية قيام بعض القضاة بتعيين خبير لتحديد المالك الحقيقي للعقار محل المنازعة‪،‬ويمكن القول أن‬
‫هذه تعتبر مسألة قانونية وليست مسألة فنية تحتاج إلى خبير‪.‬‬

‫أما دعوى منع التعرض للملكية كقيام الغير بالتعرض للمالك وحرمانه من ممارسة سلطاته الثالث‪،‬كمنع‬
‫شخص للمالك من حرث أرضه بدعوى أنه يحوزها أو منعه من البناء وغيرها من أفعال التعرض‪.‬‬

‫وبالنسبة لدعوى وقف األعمال الجديدة ‪،‬وهي في حالة الشروع في أعمال من شأنها حرمان المالك من‬
‫‪18‬‬
‫ملكيته‪،‬كقيام شخص أجنبي بتشجير وغرس أرض دون إذن من صاحبها‪...‬‬

‫المحور الثاني‪:‬المنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري‪:‬‬

‫إن هذه المنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري تتعلق تثور ما بعد تسليم شهادة الحيازة‪،‬وباعتبارها‬
‫قرار إداري فإنه يختص بها القاضي اإلداري وتتمثل هذه المنازعات في‪:‬‬

‫أوال‪-‬دعوى إلغاء شهادة الحيازة‪:‬‬

‫حمدي باشا‪،‬حماية الملكية العقارية الخاصة‪،‬دار هومة‪،‬الطبعة الثامنة‪،5985،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪17‬‬

‫حمدي باشا‪،‬حماية الملكية العقارية الخاصة‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.38‬‬ ‫‪18‬‬


‫ترفع دعوى إلغاء شهادة الحيازة أمام المحكمة اإلدارية باعتبارها قرار إداري يصدر رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي المختص‪،19‬وهذه الدعوى في حقيقتها ليست موجهة ضد اإلدارة بقدر ما هي موجهة ضد القرار‬
‫‪20‬‬
‫المعيب‪.‬‬

‫وهنا من المفروض يتم الطعن باإللغاء في القرار المتضمن شهادة الحيازة في اآلجال المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 153‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والمحددة ب ‪ 6‬أشهر يسري من تاريخ التبليغ‬
‫الشخصي من نسخة القرار اإلداري الفردي أو من تاريخ نشر القرار التنظيمي أو الجماعي‪.‬‬

‫لكن بالرجوع إلى قرار مجلس الدولة تحت رقم ‪ 929659‬المؤرخ في ‪،5989-92-55‬الغرفة‬
‫الرابعة‪،‬القسم األول ‪،‬غير منشور أن‪(:‬وحيث أنه مادام ثابتا في قضية الحال أن شهادة الحيازة المطعون‬
‫فيها باإللغاء لم يتم تبليغها للطاعن وبل ال يتصور أن تبلغ إليه على ضوء اإلجراءات التي حددها‬
‫المرسوم ‪ 526-38‬المؤرخ في ‪ 8338-95-55‬المتعلق بكيفيات إعداد شهادة الحيازة فإن أجل الطعن‬
‫ضدها يبقى مفتوحا أمامه وال يحتج عليه في هذه الحالة بتاريخ إشهار شهادة الحيازة التي ال يمكن أن‬
‫‪21‬‬
‫يعتبر نش ار بالمفهوم الذي جاء به المشرع فيما يتعلق بالق اررات اإلدارية التنظيمية)‪.‬‬

‫وعن أوجه إلغاء شهادة الحيازة‪،‬بسبب تحريرها على عقار له سند ملكية ومشهر‪،‬أو منطقة ممسوحة‬
‫باعتبار أن المشرع في المادة ‪ 93‬من القانون ‪ 52-39‬المتضمن التوجيه العقاري المعدل والمتمم قد نص‬
‫على أنه تحرر هذه الشهادة في المناطق غير الممسوحة وكذا في أراضي الملكية والتي لم تحرر‬
‫عقودها‪،‬وذلك لتطهير الوضعية العقارية وليس تعقيدها‪.‬‬

‫وهو ما أكده قرار المحكمة العليا رقم ‪ 654334‬الصادر بتاريخ ‪،5995-85-85‬مجلة المحكمة العليا‪،‬العدد‬ ‫‪19‬‬

‫‪،98،5991‬ص ‪(: 582‬وحيث أن رئيس المجلس الشعبي البلدي هو مصدر هذه الشهادة وهو الهيئة اإلدارية المشار إليها‬
‫في المادة ‪ 95‬من قانون اإلجراءات‪.‬‬
‫وحيث أن قضاة المجلس ولما تمسكوا باختصاصهم يكونوا قد خالفوا قواعد االختصاص النوعي والتي هي من النظام‬
‫العام‪،‬مما يجعل قرارهم معرض للنقض)‪.‬‬
‫مرابط أسماء‪،‬دمانة محمد‪،‬المرجع السابق منازعات شهادة الحيازة‪،‬مجلة الحقوق والحريات‪،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد‬ ‫‪20‬‬

‫‪،95‬سنة ‪،5983‬ص ‪.591‬‬


‫مشار إليه‪:‬حمدي باشا‪،‬القضاء العقاري‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.565‬‬ ‫‪21‬‬
‫ذلك أن أغلب المنازعات والتي ثارت في مثل هذه الحاالت هو أنه عند قيام رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫بمراسلة وإخطار رئيس مصلحة األمالك الوطنية بالوالية لتوضيح الوضعية القانونية للعقار محل طلب‬
‫شهادة الحيازة من منظور األحكام التشريعية التي تحكم األمالك الوطنية‪،‬وذلك تحت مسؤولية فإن رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي في أعلب األحيان لم يتلقى أي اعتراض منه خالل مدة شهرين من تاريخ‬
‫اإلخطار‪،‬ولهذا فملزم بتحرير شهادة الحيازة‪،‬على الرغم من أنه العقار كان له سند مشهر لكن تماطل‬
‫‪22‬‬
‫رئيس مصلحة أمالك الدولة أدى رئيس المجلس الشعبي البلدي بإعداد تلك الشهادة‪.‬‬
‫وبالتالي فإن دعوى إلغاء شهادة الحيازة ال تغني المتحصل على حكم اإللغاء من رفع دعوى استرداد‬
‫الحيازة أو دعوى استحقاق أمام القسم العقاري‪ ،23‬باعتبار أن حكم اإللغاء ال يلزم الحائز صاحب الشهادة‬
‫من إخالء العقار‪.‬‬
‫إن عريضة دعوى إلغاء شهادة الحيازة تشهر بالمحافظة العقارية باعتبارها من الدعاوى التي وردت في‬
‫نص المادة ‪ 12‬من المرسوم رقم ‪ 49-54‬المتعلق بتأسيس السجل العقاري والتي هي معنية بالشهر في‬
‫المحافظة العقارية تحت طائلة عدم القبول ألنها دعوى ترمي إلى إلغاء حق مشهر‪،‬باعتبارها شهادة‬
‫الحيازة بعد إعدادها من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي تشهر بالمحافظة العقارية وهو ما تنص عليه‬
‫المادة سالفة الذكر على أنه‪«:‬إن دعاوى القضاء الرامية إلى النطق بفسخ أو إبطال أو إلغاء أو نقض‬
‫حقوق ناتجة عن وثائق تم إشهارها ال يمكن قبولها إال إذا تم إشهارها مسبقا‪.«....‬‬
‫‪24‬‬
‫فإنه خصت بالشهر كل عريضة رفع‬ ‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 84‬مكرر ‪ 8/‬من األمر ‪56-52‬‬
‫دعوى تتعلق بعقار أو حق عيني عقاري‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 88‬من المرسوم ‪ 526-38‬سالف الذكر على أنه‪(:‬يلزم رئيس مصلحة األمالك الوطنية بالوالية تحت‬ ‫‪22‬‬

‫طائلة قيام مسؤوليته الشخصية بإطالع رئيس المجلس الشعبي البلدي بالوضعية القانونية المطلوبة في أجل شهرين اعتبا ار‬
‫من تاريخ إخطاره بذلك‪.).‬‬
‫مرابط أسماء‪،‬دمانة محمد‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.585‬‬ ‫‪23‬‬

‫تنص المادة ‪ 84‬مكرر‪ 8/‬من األمر رقم ‪ 56-52‬المؤرخ في ‪ ،8352-88-85‬المتضمن مسح العام لألراضي‬ ‫‪24‬‬

‫وتأسيس السجل العقاري‪ ،‬ج ر‪،‬ع ‪،35‬سنة ‪ .8352‬على أنه‪ «:‬تشهر بالسجل العقاري الممسوك بالمحافظة العقارية‬
‫المختصة إقليميا كل عريضة رفع دعوى تتعلق بعقار أو حق عيني عقاري مشهر سنده بعد تسجيلها بأمانة ضبط‬
‫المحكمة«‪.‬‬
‫لكن بالرجوع إلى أحد الق اررات القضائية فإنه إذا تبين بأن األرض محل النزاع لم يتم مسح األراضي فيها‬
‫‪،‬وعليه فإن إشهار العريضة االفتتاحية ليس شرطا فيه والذي الزال اإلشهار فيه شخصيا طبقا للمادة ‪55‬‬
‫من األمر ‪ 56-52‬المتضمن تأسيس السجل العقاري والمادة ‪ 889‬من المرسوم ‪ 49-54‬المؤرخ في‬
‫‪،258354-99-52‬وهنا باعتبار شهادة الحيازة كآلية موازية للتطهير العقاري في المناطق غير الممسوحة‬
‫أي المناطق التي مازال نظام الشهر الشخصي مطبقا فيها وليس نظام الشهر العيني‪،‬وبالتالي فهي غير‬
‫معنية بالشهر العقاري‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬دعوى التعويض‪:‬‬

‫قد يرتكب المحافظ العقاري أخطاء أثناء ممارسة مهامه تضر بالغير تترتب عليه المسؤولية‪ ،‬كأن‬
‫يقوم بإشهار شهادة الحيازة على الرغم من أن العقار له سند مشهر بالمحافظة العقارية ‪،‬والدولة هي التي‬
‫تحل محله في دفع التعويض وذلك في حالة األخطاء الوظيفية أي ارتكابه لخطأ مرفقي سواء كانت‬
‫األخطاء عادية‪ 26‬أو جسيمة‪،‬ويتم رفع الدعوى في أجل سنة من يوم اكتشاف فعل الضرر وإال سقطت‬
‫الدعوى‪،‬وتتقادم الدعوى بمرور ‪ 82‬عام ابتدءا من ارتكاب الخطأ‪، 27‬وينعقد االختصاص في دعوى‬
‫التعويض لألخطاء اإلدارية للمحاكم اإلدارية‪،‬وال يبقى للدولة سوى الرجوع عليه بدعوى الرجوع في دفع‬
‫التعويض ‪28‬وذلك إذا كان الخطأ الذي ارتكبه جسيما‪،‬بمفهوم المخالفة في الحالة التي ال يتصف فيها خطأ‬
‫‪29‬‬
‫المحافظ العقاري بالجسامة رغم تحملها عبئ تعويض المتضرر ال يمكنها رفع دعوى الرجوع‪.‬‬

‫حمدي باشا‪،‬القضاء العقاري‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.565‬‬ ‫‪25‬‬

‫جمال بوشنافة‪،‬شهر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪،5994،‬ص ‪.586‬‬ ‫‪26‬‬

‫فهذا ما نصت عليه المادة ‪ 59‬من األمر ‪ 56-52‬سالف الذكر بنصها على ما يلي‪«:‬تكون الدولة مسؤولة بسبب‬ ‫‪27‬‬

‫األخطاء المضرة بالغير والتي يرتكبها المحافظ العقاري أثناء ممارسة مهامه‪،‬ودعوى المسؤولية المحركة ضد الدولة يجب أن‬
‫ترفع في أجل عام يحدد من اكتشاف فعل الضرر وإال سقطت الدعوى ‪،‬وتتقادم الدعوى بمرور ‪ 82‬عام ابتدءا من ارتكاب‬
‫الخطأ«‪.‬‬
‫لم تتضمن النصوص القانونية المتعلقة بالشهر العقاري كيفية رجوع اإلدارة على الموظف وإجراءات ذلك‪،‬ولهذا يتم‬ ‫‪28‬‬

‫الرجوع للقواعد العامة المتعلقة بكيفية رفع الدعاوى اإلدارية المقررة في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية باعتبار دعوى‬
‫ثالثا‪-‬دعوى إلغاء القرار المتضمن رفض منح شهادة الحيازة‪:‬‬

‫إن شهادة الحيازة هي شهادة اسمية تمنح لحائز معين ‪،‬فبوفاته فإنه يحق للورثة طلب شهادة باسمهم وذلك‬
‫خالل سنة من الوفاة‪،‬وهنا السلطة المختصة بمنحها ال تنظر من جديد في مدى توفر شروط الحيازة‬
‫‪30‬‬
‫وغيرها من الشروط فقط البد للورثة تحرير شهادة توثيقية وتشهر بالمحافظة العقارية‪.‬‬

‫لكن إذا تم تقديم طلب لشهادة الحيازة بعد فوات مدة سنة وخارج اآلجال القانونية من وفاة مورثهم فهنا ال‬
‫يمكن للسلطة المختصة بمنحها رفض الطلب وتبرير الرفض بالمدة الممنوحة لهم بإيداع الطلب‪،‬فهذا القرار‬
‫من هذا الجانب وإن كان صحيحا إال أنه من جانب آخر قرار معيب يكون محل طعن باإللغاء‪،‬ذلك أنه‬
‫يمكن للورثة الحصول على هذه الشهادة من جديد وذلك إذا توفرت شروط الحيازة الهادئة والمستمرة وغير‬
‫‪31‬‬
‫المنقطعة وكذا شرط مدة سنة للحيازة هذه‪.‬‬

‫المحور الثالث‪:‬المنازعات التي يختص بها القاضي الجزائي‪:‬‬

‫الرجوع تتم بين اإلدارة والموظف‪،‬وكما أنها ترفع من طرف المدير الوالئي للحفظ العقاري المختص إقليميا‪،‬وتتقادم هذه‬
‫الدعوى بمرور ‪ 82‬يوما من دفع التعويض طبقا للقواعد العامة‪.‬‬
‫لبيض ليلى‪،‬منازعات الشهر العقاري في التشريع الجزائري‪،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم القانونية‪،‬جامعة محمد‬ ‫‪29‬‬

‫خيضر‪،‬بسكرة‪،‬كلية الحقوق‪،5985-5988،‬ص ‪.896‬‬

‫تنص المادة ‪ 69‬من قانون التوجيه العقاري‪،‬على أنه‪(:‬شهادة الحيازة اسمية ال يجوز بيعها وإذا توفي الحاصل على‬ ‫‪30‬‬

‫شهادة الحيازة أو أحد الحاصلين عليها تكون أمام الورثة أو المشتركين اآلخرين في الحيازة إن اقتضى األمر مدة سنة‬
‫إبتداءا من تاريخ الوفاة لطلب تسليم شهادة جديدة باسمهم ويشمل هذا التسليم حق الحلول قانونا محل الحاصل أو‬
‫الحاصلين على شهادة الحيازة القديم‪،‬وإن لم يقع االختيار خالل األجل المخصص ألغيت الشهادة المذكورة)‪.‬‬
‫قرار المحكمة العليا تحت رقم ‪ 9366656‬المؤرخ في ‪،5982-88-85‬مجلة المحكمة العليا‪.‬‬ ‫‪31‬‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪ 90 - 25‬يتضمن التوجيه العقاري المعدل‬
‫والمتمم‪،‬فإنه‪(:‬يعاقب بالحبس سنة واحدة إلى خمس سنوات وبغرامة مالية من ‪ 2000‬دج إلى ‪10.000‬‬
‫دج كل شخص تعمد تصريحا غير صحيح‪ ،‬أو إشهادا غير صحيح أو استظهر أوراقا أو وثائق أو عقودا‬
‫غير صحيحة أو أفسد بعضها‪ ،‬فحصل أو سعى ليحصل غيره بغير حق على شهادة حيازة أو استعمل أو‬
‫حاول استعمال شهادة ملغاة‪.‬‬
‫ويعاقب بغرامة ملية تتراوح بين ‪ 1000‬دج و ‪ 5000‬دج كل شخص عطل أو منع تسليم شهادة الحيازة‬
‫بمراوغة تدليسية أو احتجاج او اعتراض تعسفي)‪.‬‬
‫وبهذا فإن استعمال الطرق االحتيالية والمراوغة التدليسية في الحصول على هذه الشهادة‪،‬تعتبر جريمة‬
‫يعاقب عليها المشرع الجزائي‪.‬‬

You might also like