Professional Documents
Culture Documents
فسيح جميلة
مقدمة:
نظ ار التساع رقعة مساحة األراضي التي لم تمسها عملية المسح العقاري ،وقصد رفع العراقيل المرتبطة
بعدم وجود سندات الملكية وحتى يمكن السير نحو تطهير الملكية العقارية في بالدنا الفتقار ثلثي الملكية
الخاصة إلى سندات الملكية فقد تم استحداث سند حيازي مؤقت يسمى شهادة الحيازة تخضع إلجراءات
التسجيل والشهر وهي معفاة من قاعدة الشهر المسبق .
إذن فشهادة هي شهادة تسلم من طرف رئيس البلدية الواقع في دائرة اختصاصها العقار محل الطلب
للمساهمة ولو بصفة غير مباشرة في تكوين السجل العقاري ومجموعة البطاقات العقارية،وإن كانت وسيلة
تطهيرية إال إنها ال تخلو من المنازعات بسبب سرعة إجراءاتها وطابعها المؤقت القائم على مجرد تصريح
شرفي مدعم بشهادة الشهود ،وما يترتب عنها من صالحيات خطيرة منحت للمستفيد والتي تضر بالمالك
الحقيقي عند ظهوره أو بحقوق الغير .
وبهذا تندرج دراستنا حول البحث عن هذه المنازعات التي تثيرها هذه الشهادة والتي تفيد الحيازة.
القانون رقم ، 52-39المؤرخ في 8339-88-81المتضمن التوجيه العقاري ،ع ، 63المؤرخة في .8339-88-81 1
المرسوم التنفيذي رقم ،526-38المؤرخ 8338-95-55الذي يحدد كيفيات إعداد شهادة الحيازة وتسليمها المحدثة 2
بموجب المادة 93من القانون 52-39المتضمن التوجيه العقاري،ج ر،ع ،94المؤرخة في .8338-98-98
المحور األول:نتناول المنازعات التي يختص بها القضاء العقاري.
أما المحور الثاني نختص بالدراسة بالمنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري.
إن شهادة الحيازة قبل تحريرها من قبل رئيس البلدية فإنه يوجب المشرع على هذا األخير اإلعالن عن
العريضة والملف المتضمن طلب شهادة الحيازة ،طيلة مدة شهرين،وخالل هذه المرحلة قد يعترض أحد
األشخاص على إعداد هذه الشهادة أمام رئيس المجلس الشعبي البلدي،وعلى هذا األخير أن يصرف
الطرفين إلى الجهة القضائية المختصة.
وهنا أي منازعة قبل إعداد هذه الشهادة من اختصاص القاضي العقاري باعتبارها منازعات تندرج ضمن
3
منازعات الحيازة والتي نص عليها المشرع في المادة 5/285قانون إجراءات مدنية وإدارية.
أما عن االختصاص اإلقليمي فوفقا للمادة 281قانون إجراءات مدنية وإدارية تؤول هذه المنازعات إلى
االختصاص اإلقليمي للمحكمة التي يوجد العقار في دائرة اختصاصها.
أما عن نوع الدعاوى التي ترفع فهي إما دعوى يرفعها الحائز لدفع هذا االعتراض بما يسمى دعوى منع
التعرض أو دعوى يرفعها ربما المالك الحقيقي والذي اكتسب الملكية بالتقادم المكسب أو له سند ملكية بما
يسمى دعوى استحقاق الملكية ،أو دعوى يرفعها الحائز الحقيقي والفعلي بما يسمى بدعوى استرداد
الحيازة.
القانون رقم 93-91المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،المؤرخ في ،5991-95-52ج ر،ع 58المؤرخة في 3
.5991-96-55
تنص المادة 159ق م على أنه(:من حاز عقا ار واستمر حائ از له مدة سنة كاملة ثم وقع له تعرض في
حيازته جاز له أن يرفع خالل السنة دعوى بمنع التعرض).
تعد دعوى منع التعرض دعوى الحيازة الرئيسية إذ هي تحمي الحيازة في ذاتها وهي الحيازة األصلية دون
الحيازة العرضية بشرط أن تستمر سنة.
فهنا هذه الدعوى تحمي الحيازة كوضعية دون خوض القاضي في شرعيتها أو في وجود حق عيني أو
انعدامه،ومنه يقضي بوجود أو عدم وجود التعرض على الحيازة الممارسة على العقار.
إن هذه الدعوى من ضمن دعاوى الحيازة،وهذه األخيرة لها نظام خاص بينما تدخل دعوى الملكية ضمن
4
النظام العادي للدعوى.
والقاضي المعروض عليه هذه دعوى التعرض يتأكد من المسائل التالية والتي نصت عليها المادة 256
قانون إجراءات مدنية وإدارية على أنه(:يجوز رفع دعاوى الحيازة،فيما عدا دعوى استرداد الحيازة،ممن
كان حائ از بنفسه أو بواسطة غيره لعقار أو لحق عيني عقاري وكانت حيازته هادئة علنية ومستمرة ال
5
يشوبها انقطاع وغير مؤقتة،دون لبس واستمرت هذه الحيازة لمدة سنة على األقل: .).
-أن تكون الحيازة هادئة:بحيث يجب أن يحوز الشخص العين بصفة هادئة وبدون إكراه ،وإال كانت
معيبة،خاصة إذا أكره الحائز شخصا آخر كان حائ از للعقار قبل على ترك الحيازة،وبالتالي صاحب الحيازة
6
تحصل عليها عن طريق اإلكراه والتهديد.
-أن تكون الحيازة مستمرة :وهي أن يستمر الحائز في ممارسة السيطرة المادية على محل الحيازة وذلك
خالل المدة التي حددها المشرع ،أي أن يمارس الحيازة لمدة سنة على األقل.
-أن تكون الحيازة علنية :البد أن تكون حيازة عالنية،بحيث يباشرها الحائز على مشهد من الناس ،وفي
القليل على مشهد من المالك أو صاحب الحق الذي يستعمله الحائز .فإذا أخفاها الحائز على المالك أو
4عبد السالم ديب،قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد،ترجمة المحاكمة العادلة،طبعة ثانية،موفم للنشر ،ص.25
بالرجوع إلى قرار المحكمة العليا تحت رقم 568385مؤرخ في ،5999-96-59مجلة قضائية ،5996عدد ،98ص 5
589على أنه(:االكتفاء بمجرد المعاينة المادية للوجود على القطعة األرضية وعدم استيفاء إجراءات إعداد المادة 682من
ق إ م يحوالن دون تكريس الحيازة).
عيسى أحمد،أسباب كسب الملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري،مجلة البحوث والدراسات القانونية 6
-ال يمكن الجمع بين دعوى الحيازة ودعوى الملكية في نفس الطلب القضائي :فال مجال في دعوى
الحيازة التعرض للملكية،إذ أنها تسمح للحائز بحماية حيازته من كل تعرض قد يصيبها دون النظر إذا
كان مالك للحق العيني من عدمه،9ومجال دعوى الملكية هو تحديد المالك الحقيقي لحق العيني ،وعليه
إذا تعرض القاضي ألصل الحق قد يؤدي إلى الحكم عمى الحائز رغم ثبوت حيازته ،وذلك اعتمادا على
ملكية خصم.
ولهذا فغالبا ما يرد المدعى عليه في دعوى التعرض بملكيته للعقار،بينما ال يمكن لمن ادعي عليه
بدعوى الحيازة أن يرد إال في نطاق هذه الدعوى لنفي التعدي أو لإلدعاء بدوره بالحيازة لنفس العقار،وال
يمكنه التقاضي للمطالبة بالملكية إال بعد الفصل نهائيا في دعوى الحيازة.
وإذا خسر المدعي دعوى الحيازة ال يمكنه أن يدعي للمطالبة بالملكية إال بعد تنفيذ الحكم الصادر ضده
10
بشأن الحيازة.
فراجي كوثر،الحيازة و أثرها في كسب الملكية العقارية بالتقادم المكسب في القانون الجزائري،مجلة القانون العقاري 7
الثاني،8996،ص .551،518
صدوقي المهدي،شرايطي خيرة ،غريبي محمد،دعاوى الحيازة في التشريع الجزائري،مجلة الفكر القانوني والسياسي،العدد 9
الخامس،ص .84
10عبد السالم ديب،المرجع السابق،ص .21
لهذا فالقاضي ال يمكنه أن يفصل في أصل الحق بمناسبة دعوى الحيازة وحتى أنه ال يجب أن يتأثر
بالعناصر المتعلقة بأصل الحق كصفة المالك،غير أنه ال يمنعه هذا من اإلطالع على األسانيد المقدمة
11
في منظور الحياة فقط كإثبات مدة الحيازة.
كما أنه ال بد عليه مناقشة مدى توافر شروط هذه الدعوى ومدى توفر السيطرة المادية لدى
المدعي،وبالتالي يجب عليهم منع المدعى عليه التعرض لحيازته دون أن يتطرقوا لبحث مسألة ما إذا
كان صاحب حق أم ال.
-ال يجوز رفع دعوى الحيازة بعد الفصل النهائي في دعوى الملكية بموجب حكم نهائي ألن هذه األخيرة
هي دعوى حماية أصل الحق تغني عن حماية الحيازة ،إذا كسب الحائز دعوى الحق.
-إن الحيازة واقعة مادية يتم إثباتها بكافة طرق اإلثبات القانونية ،ولهذا ال تتطلب أسانيد الملكية في هذه
الدعوى ويتم االكتفاء بالبحث عن صحة الحيازة.
-ال تقبل دعوى منع التعرض إال إذا رفعت خالل سنة من التعرض،وبهذا يبدو هذا األجل قصير وغير
كاف.
-وجوب اقتصار القاضي في دعوى منع التعرض على وقف التعرض في حالة ثبوت الحيازة
القانونية،12وفي الحالة المعاكسة يرفض طلبهم وهو ما جاء في قرار المحكمة العليا 845951مؤرخ في
،8331-94-56الغرفة العقارية،غير منشور(:حيث أنه ولما كان النزاع ينصب حول اعتراض المطعون
ضدهم أمام البلدية على مسعى الطاعنين الرامي إلى الحصول على شهادة الحيازة المنصوص عليها
بالمادة 93من القانون 52-39المتضمن التوجيهي العقاري والمرسوم التطبيقي له رقم 526-38وهما
وهذا ما أكده قرار للمحطمة العليا تحت رقم 24954مؤرخ في ،8313-88-82مجلة قضائية ،8339عدد ،95ص 11
(:95من المقرر قانونا أن قضاة الموضوع مقيدين بموضوع الدعوى األصلية،فال يجوز الفصل في دعوى الملكية إذا كانت
الدعوى األصلية هي دعوى الحيازة ومن ثم القضاء بخالف ذلك يعد خرقا للقانون.
ولما كان في قضية الحال أن قضاة الموضوع فصلوا في الملكية بإثبات حالة الشيوع في األرض موضوع النزاع في حين أن
دعوى الطاعنين كانت دعوى منع التعرض للحيازة،فإنهم بقضائهم هذا خرقوا أحكام المادتين 682و 654من قانون
اإلجراءات المدنية اللتين ال يجوز معهما النظر في دعوى الملكية إذا كانت الدعوى األصلية هي دعوى الحيازة:).مشار
إليه:حمدي باشا،القضاء العقاري،دار هومة،ص .838
قرار المحكمة العليا 52585،مؤرخ في ،5998-85-53مجلة االجتهاد القضائي،الغرفة العقارية،الجزء 12
الثاني،5996،ص .954
النصان اللذان يرجعان إلى المادة ة 159من القانون المدني بالنسبة للمادة 93وإلى المادة 689من
قانون اإلجراءات بالنسبة للمرسوم التطبيقي.
فإن قضاة الموضوع بعد أن استنتجوا من عناصر الدعوى أن الطاعنين لم يثبتوا حيازتهم وأن األرض
كانت محل نزاع سابق مما يفيد بأن الحيازة غير متوفرة األركان وأن المطعون ضدهم قدموا سندات حول
13
األرض محل النزاع انتهوا إلى القضاء برفض دعوى الطاعنين فهم بذلك أعطوا لقرارهم أساسا قانونيا).
قد يرفع الحائز الحقيقي دعوى استرداد حيازته وذلك إذا تعدى عليها طالب هذه الشهادة وقام باغتصاب
العقار أو الحق العيني منه عنوة أو إكراها،أو العكس قد يرفع هذه الدعوى طالب الشهادة والذي اغتصب
منه العقار من طرف أحد األشخاص والذي يدعي بالحيازة،حيث أن هذه الدعوى تسمح للحائز بتتبع
14
العقار في أي يد تحوزه الستعادته منها.
وعن ميعاد هذه الدعوى هي مدة سنة من فقدها وهو ما نصت المادة 8/185من القانون المدني على
أنه(:يجوز لحائز العقار إذا فقد حيازته أن يطلب خالل السنة التالية لفقدها،ردها إليه فإذا كان فقد الحيازة
15
خفية بدأ سريان السنة من وقت انكشاف ذلك).
وللحائز أن يرفع في الميعاد القانوني دعوى استرداد الحيازة على من انتقلت إليه حيازة الشيء المغتصب
16
منه ولو كان هذا األخير حسن النية.
والقاضي الذي ينظر في الدعوى ال يستجيب للطلب إال بعد التأكد من الحيازة القانونية لرافع
الدعوى،ويمكن القول على أن القاضي يمكن أن يأخذ بمبدأ الحيازة األحق بالتفضيل وهي تلك الحيازة
حيث بالرجوع إلى قرار المحكمة العليا تحت رقم 641594مؤرخ في ،5991-89-82مجلة المحكمة العليا،عدد 15
خاص،الغرفة العقارية،5989،الجزء الثالث،ص ،895على أنه(:ترفع دعوى استرداد الحيازة قانونا وجوبا خالل السنة من
فقدها.
ال تشكل الظروف األمنية مانعا من رفع الدعوى).
هذا ما تنص عليه المادة 183من القانون المدني. 16
القائمة على سند قانوني،وإذا لم يكن لدى أي من الحائزين سند أو تعادلت سنداتهما كانت الحيازة األحق
األسبق في التاريخ.
قد يظهر المالك الحقيقي الذي بيده سند رسمي يثبت ملكيته وليس حيازته،ويعترض على الحائز طالب
شهادة الحيازة،ويرفع بذلك دعوى استحقاق ملكيته.
ويمكن تعريفها على أنها دعوى يطالب فيها المالك بتثبيت ملكيته على العقار محل المطالبة العقارية،أو
17
هي دعوى يرفعها المالك للمطالبة بملكيته التي يكون تحت الغير وهي ال تسقط بالتقادم.
وهنا إثبات الملكية بدعوى أنه صاحب حق،يثبتها بالسندات القانونية،لكن لألسف قد لوحظ خالل الممارسة
القضائية قيام بعض القضاة بتعيين خبير لتحديد المالك الحقيقي للعقار محل المنازعة،ويمكن القول أن
هذه تعتبر مسألة قانونية وليست مسألة فنية تحتاج إلى خبير.
أما دعوى منع التعرض للملكية كقيام الغير بالتعرض للمالك وحرمانه من ممارسة سلطاته الثالث،كمنع
شخص للمالك من حرث أرضه بدعوى أنه يحوزها أو منعه من البناء وغيرها من أفعال التعرض.
وبالنسبة لدعوى وقف األعمال الجديدة ،وهي في حالة الشروع في أعمال من شأنها حرمان المالك من
18
ملكيته،كقيام شخص أجنبي بتشجير وغرس أرض دون إذن من صاحبها...
إن هذه المنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري تتعلق تثور ما بعد تسليم شهادة الحيازة،وباعتبارها
قرار إداري فإنه يختص بها القاضي اإلداري وتتمثل هذه المنازعات في:
وهنا من المفروض يتم الطعن باإللغاء في القرار المتضمن شهادة الحيازة في اآلجال المنصوص عليها
في المادة 153من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والمحددة ب 6أشهر يسري من تاريخ التبليغ
الشخصي من نسخة القرار اإلداري الفردي أو من تاريخ نشر القرار التنظيمي أو الجماعي.
لكن بالرجوع إلى قرار مجلس الدولة تحت رقم 929659المؤرخ في ،5989-92-55الغرفة
الرابعة،القسم األول ،غير منشور أن(:وحيث أنه مادام ثابتا في قضية الحال أن شهادة الحيازة المطعون
فيها باإللغاء لم يتم تبليغها للطاعن وبل ال يتصور أن تبلغ إليه على ضوء اإلجراءات التي حددها
المرسوم 526-38المؤرخ في 8338-95-55المتعلق بكيفيات إعداد شهادة الحيازة فإن أجل الطعن
ضدها يبقى مفتوحا أمامه وال يحتج عليه في هذه الحالة بتاريخ إشهار شهادة الحيازة التي ال يمكن أن
21
يعتبر نش ار بالمفهوم الذي جاء به المشرع فيما يتعلق بالق اررات اإلدارية التنظيمية).
وعن أوجه إلغاء شهادة الحيازة،بسبب تحريرها على عقار له سند ملكية ومشهر،أو منطقة ممسوحة
باعتبار أن المشرع في المادة 93من القانون 52-39المتضمن التوجيه العقاري المعدل والمتمم قد نص
على أنه تحرر هذه الشهادة في المناطق غير الممسوحة وكذا في أراضي الملكية والتي لم تحرر
عقودها،وذلك لتطهير الوضعية العقارية وليس تعقيدها.
وهو ما أكده قرار المحكمة العليا رقم 654334الصادر بتاريخ ،5995-85-85مجلة المحكمة العليا،العدد 19
،98،5991ص (: 582وحيث أن رئيس المجلس الشعبي البلدي هو مصدر هذه الشهادة وهو الهيئة اإلدارية المشار إليها
في المادة 95من قانون اإلجراءات.
وحيث أن قضاة المجلس ولما تمسكوا باختصاصهم يكونوا قد خالفوا قواعد االختصاص النوعي والتي هي من النظام
العام،مما يجعل قرارهم معرض للنقض).
مرابط أسماء،دمانة محمد،المرجع السابق منازعات شهادة الحيازة،مجلة الحقوق والحريات،المجلد الخامس ،العدد 20
تنص المادة 88من المرسوم 526-38سالف الذكر على أنه(:يلزم رئيس مصلحة األمالك الوطنية بالوالية تحت 22
طائلة قيام مسؤوليته الشخصية بإطالع رئيس المجلس الشعبي البلدي بالوضعية القانونية المطلوبة في أجل شهرين اعتبا ار
من تاريخ إخطاره بذلك.).
مرابط أسماء،دمانة محمد،المرجع السابق،ص .585 23
تنص المادة 84مكرر 8/من األمر رقم 56-52المؤرخ في ،8352-88-85المتضمن مسح العام لألراضي 24
وتأسيس السجل العقاري ،ج ر،ع ،35سنة .8352على أنه «:تشهر بالسجل العقاري الممسوك بالمحافظة العقارية
المختصة إقليميا كل عريضة رفع دعوى تتعلق بعقار أو حق عيني عقاري مشهر سنده بعد تسجيلها بأمانة ضبط
المحكمة«.
لكن بالرجوع إلى أحد الق اررات القضائية فإنه إذا تبين بأن األرض محل النزاع لم يتم مسح األراضي فيها
،وعليه فإن إشهار العريضة االفتتاحية ليس شرطا فيه والذي الزال اإلشهار فيه شخصيا طبقا للمادة 55
من األمر 56-52المتضمن تأسيس السجل العقاري والمادة 889من المرسوم 49-54المؤرخ في
،258354-99-52وهنا باعتبار شهادة الحيازة كآلية موازية للتطهير العقاري في المناطق غير الممسوحة
أي المناطق التي مازال نظام الشهر الشخصي مطبقا فيها وليس نظام الشهر العيني،وبالتالي فهي غير
معنية بالشهر العقاري.
ثانيا-دعوى التعويض:
قد يرتكب المحافظ العقاري أخطاء أثناء ممارسة مهامه تضر بالغير تترتب عليه المسؤولية ،كأن
يقوم بإشهار شهادة الحيازة على الرغم من أن العقار له سند مشهر بالمحافظة العقارية ،والدولة هي التي
تحل محله في دفع التعويض وذلك في حالة األخطاء الوظيفية أي ارتكابه لخطأ مرفقي سواء كانت
األخطاء عادية 26أو جسيمة،ويتم رفع الدعوى في أجل سنة من يوم اكتشاف فعل الضرر وإال سقطت
الدعوى،وتتقادم الدعوى بمرور 82عام ابتدءا من ارتكاب الخطأ، 27وينعقد االختصاص في دعوى
التعويض لألخطاء اإلدارية للمحاكم اإلدارية،وال يبقى للدولة سوى الرجوع عليه بدعوى الرجوع في دفع
التعويض 28وذلك إذا كان الخطأ الذي ارتكبه جسيما،بمفهوم المخالفة في الحالة التي ال يتصف فيها خطأ
29
المحافظ العقاري بالجسامة رغم تحملها عبئ تعويض المتضرر ال يمكنها رفع دعوى الرجوع.
جمال بوشنافة،شهر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري ،دار الخلدونية،5994،ص .586 26
فهذا ما نصت عليه المادة 59من األمر 56-52سالف الذكر بنصها على ما يلي«:تكون الدولة مسؤولة بسبب 27
األخطاء المضرة بالغير والتي يرتكبها المحافظ العقاري أثناء ممارسة مهامه،ودعوى المسؤولية المحركة ضد الدولة يجب أن
ترفع في أجل عام يحدد من اكتشاف فعل الضرر وإال سقطت الدعوى ،وتتقادم الدعوى بمرور 82عام ابتدءا من ارتكاب
الخطأ«.
لم تتضمن النصوص القانونية المتعلقة بالشهر العقاري كيفية رجوع اإلدارة على الموظف وإجراءات ذلك،ولهذا يتم 28
الرجوع للقواعد العامة المتعلقة بكيفية رفع الدعاوى اإلدارية المقررة في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية باعتبار دعوى
ثالثا-دعوى إلغاء القرار المتضمن رفض منح شهادة الحيازة:
إن شهادة الحيازة هي شهادة اسمية تمنح لحائز معين ،فبوفاته فإنه يحق للورثة طلب شهادة باسمهم وذلك
خالل سنة من الوفاة،وهنا السلطة المختصة بمنحها ال تنظر من جديد في مدى توفر شروط الحيازة
30
وغيرها من الشروط فقط البد للورثة تحرير شهادة توثيقية وتشهر بالمحافظة العقارية.
لكن إذا تم تقديم طلب لشهادة الحيازة بعد فوات مدة سنة وخارج اآلجال القانونية من وفاة مورثهم فهنا ال
يمكن للسلطة المختصة بمنحها رفض الطلب وتبرير الرفض بالمدة الممنوحة لهم بإيداع الطلب،فهذا القرار
من هذا الجانب وإن كان صحيحا إال أنه من جانب آخر قرار معيب يكون محل طعن باإللغاء،ذلك أنه
يمكن للورثة الحصول على هذه الشهادة من جديد وذلك إذا توفرت شروط الحيازة الهادئة والمستمرة وغير
31
المنقطعة وكذا شرط مدة سنة للحيازة هذه.
الرجوع تتم بين اإلدارة والموظف،وكما أنها ترفع من طرف المدير الوالئي للحفظ العقاري المختص إقليميا،وتتقادم هذه
الدعوى بمرور 82يوما من دفع التعويض طبقا للقواعد العامة.
لبيض ليلى،منازعات الشهر العقاري في التشريع الجزائري،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم القانونية،جامعة محمد 29
تنص المادة 69من قانون التوجيه العقاري،على أنه(:شهادة الحيازة اسمية ال يجوز بيعها وإذا توفي الحاصل على 30
شهادة الحيازة أو أحد الحاصلين عليها تكون أمام الورثة أو المشتركين اآلخرين في الحيازة إن اقتضى األمر مدة سنة
إبتداءا من تاريخ الوفاة لطلب تسليم شهادة جديدة باسمهم ويشمل هذا التسليم حق الحلول قانونا محل الحاصل أو
الحاصلين على شهادة الحيازة القديم،وإن لم يقع االختيار خالل األجل المخصص ألغيت الشهادة المذكورة).
قرار المحكمة العليا تحت رقم 9366656المؤرخ في ،5982-88-85مجلة المحكمة العليا. 31
بالرجوع إلى نص المادة 46من القانون رقم 90 - 25يتضمن التوجيه العقاري المعدل
والمتمم،فإنه(:يعاقب بالحبس سنة واحدة إلى خمس سنوات وبغرامة مالية من 2000دج إلى 10.000
دج كل شخص تعمد تصريحا غير صحيح ،أو إشهادا غير صحيح أو استظهر أوراقا أو وثائق أو عقودا
غير صحيحة أو أفسد بعضها ،فحصل أو سعى ليحصل غيره بغير حق على شهادة حيازة أو استعمل أو
حاول استعمال شهادة ملغاة.
ويعاقب بغرامة ملية تتراوح بين 1000دج و 5000دج كل شخص عطل أو منع تسليم شهادة الحيازة
بمراوغة تدليسية أو احتجاج او اعتراض تعسفي).
وبهذا فإن استعمال الطرق االحتيالية والمراوغة التدليسية في الحصول على هذه الشهادة،تعتبر جريمة
يعاقب عليها المشرع الجزائي.