Professional Documents
Culture Documents
الفوج السابع
وحدة :نظرية االلتزام
يلعب التشريع دورا أساسيا في الحياة االجتماعية بحيث ينظمها ويحدد سلوك االفراد الذي
ينبغي اتيانه و الذي ال ينبغي القيام به ،ومع زيادة حاجيات االنسان اصبح اخراج النصوص
القانونية و إصدارها امر مهم من اجل مواكبة التطور ،و تطور المجتمع االقتصادي و
االجتماعي يفرض تدخل المشرع لمواكبة هذه التطورات ،اذ مما ال شك فيه تظهر كفاءة
التشريع بقدرته على التكييف و االستجابة لمتطلبات التطور للناس المعنيين بها.
ف إذا كان التدخل التشريعي ضروريا لمواكبة تطور العالقات داخل المجتمع ،وتأطير المراكز
القانونية المتولدة عن ذلك ،فقد جاء بمجموعة من النصوص القانونية الخاصة المواكبة لهذا
التطور تنظم مجموعة من المعامالت سواء المدنية او التجارية او العقارية ، ...و غيرها كثير
يستحيل حصره ،مراهن بذلك على ربح رهان التناسبية القانونية المتمثلة في توفير الحماية
القانونية الفعالة.
فإن من بين المظاهر المنتقد ة لألنظمة القانونية ما يتعلق أساسا بتضخيم النصوص القانونية
أو عدم استقرار القوانين ،نتيجة تغيرها المتكرر بعلة مقتضيات النظام العام ،وهذا ما قد يؤدي
إلى زعزعة استقرار المعامالت والمراكز الناجمة عنها ،خاصة عندما يتعلق األمر بتنظيم
بعض المجاالت الجديدة المرتبطة ،أو مواجهة مستجدات غير مؤطرة سلفا ،أو ظروف
استثنائية عارضة وغيرها كثير ، ...و التضخم التشريعي يعني وجود عدد كبير من القوانين
المتشابهة غير محددة الصياغة والتي تختلف المحاكم في تفسيرها في قضايا متشابهة ،االمر
الذي يظهر نوع م ن التشتت في النصوص القانونية الذي يوحي على نصوص مكررة تتعارض
مع نصوص أخرى او وجود مجموعة من االستثناءات التشريعية على القاعدة القانونية بحيث
تطغى على األصل العام لهذه القاعدة ،مما يجعل القضاء و من تسري عليهم هذه القوانين في
حيرة من امره في تطبيق النصوص ،و عدم تطبيق نص من النصوص القانونية مما يؤدي
الى جموده .
1
والجدير بالذكر ان هذا الموضوع يكتسي أهمية بالغة في الساحة القانونية ألنه يعرض المشكل
او الخلط الذي يحصل لمهني المجال القضائي في تطبيق النصوص القانونية ،وكذلك بالنسبة
للمطبقة عليهم هذه النصوص في معرفة النصوص التي تؤطر معامالتهم واي اتجاه سيسلكونه
من اجل ضم ان الحماية القانونية لمعاملتهم و مصالحهم .
فبناء على ما سبق يمكننا طرح االشكال التالي :ما مدى تأثير صناعة النصوص على تشتت
النصوص في القانون الخاص ؟
ماهي مظاهر تشتت نصوص القانون القاص في كل من قانون االلتزامات والعقود وكذا المادة
التجارية ؟ وما اثار تشتت هذه النصوص القانونية ؟ و ما سبل مواجهة هذا التشتت ؟
ولمقاربة اإلشكالية المطروحة سنعتمد على منهجين تحليلي ووصفي وذلك بالوقوف على
الجانب التطبيقي وتحليل النص المقارن ،وكذا منهج مقارن بالوقوف على بعض النصوص
العامة و مقارنتها بما جاءت به النصوص الخاصة ،وذلك و فق التصميم التالي :
2
المبحث األول :مظاهر تشتت نصوص القانون الخاص
إلى جانب القواعد العامة ارتأى المشرع المغربي ابتداع القوانين الخاصة وتنظيمها في مختلف
القوانين ،وذلك تسهيال لعمل القضاء وحماية لألمن االجتماعي ،وقد نظم بالتالي جملة عقود
في قوانين ونصوص خاصة على اختالفها منها ما هو مشتت بين قانون االلتزامات والعقود
وقوانين أخرى(المطلب األول) ومنها ما هو في المادة التجارية(المطلب الثاني)
المطلب األول :تجليات تشتت نصوص القانون الخاص في قانون االلتزامات والعقود
يعتبر قانون االلتزامات والعقود الشريعة العامة للقوانين كون مجمل العقود هي منظمة في
ثناياه ،فكان بذلك أب القوانين ،وبالرغم من ذلك لم يستطع هذا القانون تأطير جل هذه
المعامالت والعقود في كل جزئياتها فكان البد من اللجوء للقوانين الخاصة ،وهذا ما سيجعلنا
نتحدث في (الفقرة األولى) عن عقد الكراء بين قانون االلتزامات والعقود والقوانين الخاصة
في حين سنخصص (الفقرة الثانية) للحديث عن عقد البيع بين القواعد العامة والقوانين
الخاصة.
الفقرة األولى :عقد الكراء بين قانون االلتزامات والعقود وبعض القوانين الخاصه
إن المشرع المغربي إبان وضعه لقانون االلتزامات والعقود قسمه إلى كتابين إثنين األول
متعلق بالنظرية العامة لاللتزام ،في حين أفرد الكتاب الثاني باسم العقود المسمات ،هذه األخيرة
التي لم تأتي تسميتها عبثا وإنما لكثره انتشارها بين الناس وألهميتها االقتصادية واالجتماعية،
فارتأى بذلك المشرع تنظيمها واحاطتها بالحماية والعناية الالزمة ،ومن بين هذه العقود
المسماة التي نظمها المشرع المغربي في قانون االلتزامات والعقود نجد عقد الكراء وذلك من
الفصول 626إلى الفصل 721فيعرف بذلك قانون االلتزامات والعقود عقد الكراء بانه عقد
يترتب عنه انتفاع الشخص بملك الغير لمدة محدده مقابل اجرة معينه وهو عقد ينصب على
1
منفعة الشيء وليس امتالكه
1ينص الفصل 627من قانون االلتزامات والعقود على أنه " الكراء عقد بمقتضاه يمنح احد طرفيه لألخر منفعة منقول أو عقار خالل مدة معينه
في مقابل أجرة محدده يلتزم اآلخر بدفعها له"
3
أ – خصائص عقد الكراء :يمتاز بعدة خصائص والمتمثلة في كون عقد الكراء يلزمه
تراضي عاقديه على العناصر الثالثة وهي منفعة الشيء المؤجر والذي يجب أن يمتاز بعدم
القابلية لالستهالك ،وكذا المدة باإلضافة إلى األجرة .كما أنه من عقود اإلدارة وهو ملزم
للجانبين ،ثم يمتاز بكونه عقد شخصي أي ال ينشا إال لصالح المكتري اتجاه المكري كون
2
الحق الشخصي ال يتحول للعموم
ب – أركان عقد الكراء :وعقد الكراء شأنه شأن العقود األخرى يمتاز بعدة أركان وهي الرضا
واألهلية والسبب والمحل.
-فالرضى يتجسد في اشتراط انعقاد هذا العقد صدور االيجاب والقبول من طرفيه بتراضيهما
عن الشيء المؤجر األجرة ،وغيرها من شروط العقد األخرى ،ومن شروط التراضي األهلية
فبالنسبة للمكتري يكفي أن تكون لديه أهلية اإلدارة بتمام 18سنة شمسية كاملة وكذلك تثبت
للبالغ 16سنة المرشد ،وكذلك القاصر المأذون له بالتصرف في جزء من أمواله بقصد
التجربة ،كذلك خلو اإلرادة من عيوب الغلط والتدليس واالكراه والغبن.
أما الركن الثاني وهو المحل والذي يحمل صورتين وهما الثمن والشيء المؤجر هذا االخي8
الذي يجب أن يكون موجودا أو قابال للوجود ومعينا أو قابال للتعيين ،ثم أن يكون مشروعا،
باإلضافة إلى عدم قابلية الشيء المؤجر لالستهالك ،ثم األجرة والتي يجب أن تكون موجودة،
و تكون معينة أو قابلة للتعيين ،وأن يكون التعامل فيها جائز قانونا ،أما السبب فهو أيضا يجب
3
أن يكون مشروعا
وليس ببعيد عما ذكرنا فالفصل 629من قانون االلتزامات والعقود بين الوسيلة اإلثباتية
للعقارات والحقوق العقارية التي ال تتم إال بالكتابة إذا عقدت لمدة تفوق سنة وإال اعتبر الكراء
غير محدد المدة.4
2عبد الكريم شهبون :الشافي في قانون االلتزامات والعقود المغربي ،الكتاب الثاني العقود المسماة وما يشابهها ،الجزء الثاني االجارة-والحراسة-
العارية ،مطبعة النجاح الدار البيضاء ،ط ،2018ص 16و 15
3صباح بنقدور :محاضرات في العقود المسماة ،السنة الجامعية 2023 /2022
4أنظر الفصل 629من قانون االلتزامات والعقود.
4
ج – أما فيما يخص الحق في الكراء فقد أشار لذلك الفصل 630من قانون االلتزامات والعقود
فنص على أن المالك هو من له الحق في الكراء ،إال أنه قد يكون أشخاص آخرون من قبيل
صاحب الحق في االنتفاع ،والمالك على الشياع ألكثر من ثالث أرباع على األقل ،كذلك
5
المكتري إذا لم يكن شرط مانع يمنعه من ذلك ،ثم الدائن المرتهن رهنا حيازيا
ه – أما عن آثار عقد الكراء فهو ال شك يولد التزامات بين عاقديه ،فإذا نظرنا إلى التزامات
المكري فتتمثل في االلتزام بتسليم العين وااللتزام بالصيانة ،ثم بضمان التعرض وضمان
العيوب ،أما االلتزامات الواقعة على عاتق المكتري فهي االلتزام بدفع الثمن واستعماله للعين
فيما أعدت له المحافظة على الشيء المكترى ثم رده على الحالة التي تسلمها عليها.
د – أما انتهاء عقد الكراء فينتهي بانتهاء مدته أو بإنجاز الغرض الذي أبرم من أجله دون
اعتبار المدة الزمنية كما ينتهي بالفسخ إذا تحقق الشرط الفاسخ أو ابطاله.6
هذه كمقتضيات عامة منظمة في قانون االلتزامات والعقود بحيث تبقى قاصرة في تحقيق
الغاية المنشود ،بحيث أنها لم تحقق الحماية القانونية التي كان يبتغيها المشرع في هذا النوع
من العقود فارتأى بذلك تنظيمها في قوانين خاصة وذلك نظرا ألهمية عقد الكراء ونظرا
النتشاره في المجتمع ،بالنظر لحاجة الناس إلى السكن واالستقرار في آن واحد ،األمر الذي
دفع مختلف التشريعات إلى تنظيم العالقة بين المكري والمكتري على ضوء النظام
7
االقتصادي ،واالجتماعي ،والسياسي السائد في كل دولة
ومن ثم يمكن القول أن هذا االهتمام التشريعي بعقد الكراء يرجع الرتباطه الوثيق بسياسة
السكن في مختلف الدول وقد ابتدع المشرع المغربي مجموعة من القوانين الخاصة األخرى
المتعلقة بعقد الكراء والمتمثلة أساسا في القانون رقم 49.16المتعلق بالكراء التجاري
والقانون 67.12متعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري والمكتري للمحالت المعدة
السكنى واالستعمال المهني.
5
أوال :القانون 67.12المتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري و المكتري للمحالت
المعدة السكنى واالستعمال المهني ،فتطبق مقتضيات هذا القانون على:
أكرية المحالت معدة للسكنى أو االستعمال المهني مؤثثة أو غير مؤثثة والتي تفوق مدة
8
كراءها 30يوما ومرافقها التي ال تخضع لتشريع خاص
حدد هذا القانون وسيلة إلثبات الكراء في حالة النزاع هي الكتابة على محرر ثابت التاريخ
9
سواء كان عرفيا أو رسميا مع وجوب أن يتضمن عدة بيانات
أما بالنسبة آلثار الكراء ،فيولد بذلك عقد الكراء التزامات متبادلة بين كل من المكري
والمكتري وتتمثل التزامات المكري في اإللتزام بتسليم المحل ،وااللتزام بالضمان ،ثم تسليم
وصل موقع من طرفه أو وكيله ،يتضمن تفصيال للمبالغ المؤداة من طرف المكتري مع
تمييزها عن التكاليف.
أما التزامات المكتري فتتمثل أساسا في دفع الواجبة الكرائية وكذلك التكاليف الكرائية المتفق
عليها بمقتضى العقد أو القانون.
وفيما يخص االنتهاء فال ينتهي إال بعد االشعار باإلفراغ وتصحيحه عند االقتضاء ،ومن
أسباب إنهاء عقد الكراء هي باإلفراغ من أجل السكنى ومن أجل الهدم ،ثم إدخال تغييرات
هامة عليه ،باإلضافة إلى التماطل في األداء ،مع احتفاظ المكتري بحق األسبقية في الرجوع
إلى المحل بعد افراغه ،كما ينتهي عقد الكراء بالفسخ وحاالته فسخ الكراء بسبب الوفاه ،فسخ
10
الكراء إلخالل المكتري بااللتزامات التي يرتبها العقد ثم فسخ الكراء لتولية المحل
أما عن امتداده فإنه يستمر بدون انقطاع لصالح المكتري ،وال يحق للمكري المطالبة باإلفراغ،
باستثناء إذا لم يؤدي االلتزامات الملقاة على عاتقه أو تحقق للمكري أحد أسباب االنهاء والفسخ،
وفي حالة وفاة المكتري فإنه يستمر لفائدة زوج المتوفى وفروعه وأصوله المباشرين من
الدرجة األولى ،والمكفول ،و الوصي.
8أنظر المادة األولى من القانون 67.12المتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري و المكتري للمحالت المعدة للسكنى واالستعمال المهني
9أنظر المادة الثالثة من القانون 67.12المتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري و المكتري للمحالت المعدة للسكنى واالستعمال المهني
10صباح بنقدور :محاضرات في العقود المسماة ،السنة الجامعية 2023-2022
6
أما عن مسطرة االفراغ فتتم وفقا لآلتي :
أما إذا تبين للمكتري أن االفراغ بسبب غير صحيح فإن للمكتري مطالبة المكري بتعويض
يساوي الضرر الذي لحقه نتيجة ذلك على أن ال يقل عن الواجبة الكرائية لسنة
هذا القانون الذي تضمن 38مادة موزعة على عشر أبواب سنقتصر على بعضها بدءا بمجال
تطبيق هذا القانون الذي نصت عليه المادة األولى ،فيطبق بذلك على:
-عقود كراء العقارات أو المحالت التي يستغل فيها أصل تجاري في ملك تاجر أو حرفي
أو صانع
-عقود كراء العقارات أو المحالت الملحقة بالمحل الذي يستغل فيه األصل التجاري وفي
حال تعدد المالكين فإن ضم استغالل المحل الملحق بالمحل األصلي يجب أن يكون بموافقة
مالكي العقار الملحق األصلي وفي هذا الصدد ذهب قرار لمحكمة النقض مفاده بأنه" لما كان
السبب الذي استند عليه الطاعنون في طلب افراغ المطلوبة كما هو مضمن باإلنذار الذي
وجهه إليها هو قيامها بتقسيم المحل إلى قسمين منفصلين بحيث أبقت على جزء منه للنشاط
األصلي -قاعة الرياضة -والجزء الثاني المحدث عشوائيا لنشاط الطباعة والنسخ معتبرين
أنها أ حدثت بذلك أصال تجاريا في محل واحد وهو مخالف لبنود العقد ،فإن محكمة االستئناف
مصدرة قرار محكمة النقض المطعون في محل واحد ومخالفة لبنود العقد فان محكمة
االستئناف مصدرة قرار محكمة النقض المطعون فيه لما تبين لها من عقد االتفاق المبرم
7
بين الطرفين بتاريخ 8أبريل 1985إنما قامت به المطلوبة ال يشكل مخالفة لالتفاق المذكور
ردت عن صواب دفوع الطاعنين .11
-كذلك يسري هذا القانون على كراء األراضي العقارية التي شيدت عليها إما قبل الكراء أو
بعده بنايات الستغالل أصل تجاري بشرط الموافقة الكتابية.
-عقود كراء العقارات والمحالت الخاصة باالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي ،مع
12
مراعاه بعض االستثناءات الواردة في المادة الثانية من القانون 49.16
-العقارات أو المحالت التي تمارس فيها مؤسسات التعليم الخصوصي نشاطها أو التي تمارس
فيها التعاونيات نشاطا تجاريا وكذا على العقارات أو المحالت التي تمارس فيها المصحات
والمؤسسات المماثلة لها نشاطها.
-العقارات أو المحالت التي يمارس فيها النشاط الصيدلي والمختبرات الخاصة للتحاليل
البيولوجية الطبية وعيادات الفحص باألشعة.13
إن القراءة المتأنية للقانون 49.16تجعلنا نكشف عن مستجد جاء به المشرع والمتمثل في
فرض الكتابة من خالل تطلبه تحرير العقد بمحرر ثابت التاريخ كما جعل شرط المدة المتطلب
14
الستفادة المكتري من تجديد العقد موحد بالنسبة لكافه العقود
أما فيما يخص تحديد الواجبة الكرائية للعقارات المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي
أو الحرفي ،فهي متروكة لتراضي األطراف عليها ،إال أنه وضع قاعدة مكمله إلرادة طرفي
العقد بحيث افترض المشرع اعتبار التحمالت من مشموالت الواجبة الكرائية عند عدم
التنصيص على الطرف الملزم بها.
11قرار محكمة النقض الصادر بتاريخ 3دجنبر 2008في الملف التجاري عدد 1096/3/2/2005
12أنظر المادة 2من القانون . 49.16
13أنظر المادة األولى من القانون 49.16المتعلق بكراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي
14عبد الرحمن الشرقاوي :قانون العقود الخاصة ،الكتاب الثاني العقود الواردة على منفعة الشيء ،عقد الكراء وفق المبادئ العامة ،مطبعه النجاح،
ط ،2020ص 209
8
وينتهي عقد الكراء كما هو الشأن للمحالت المعدة للسكنى واالستعمال المهني ،ال بد من أن
يسبق االنتهاء ،االشعار باإلفراغ ومن أسباب االفراغ التي خولها المشرع في هذا القانون
15
إمكانية طلب االفراغ بناء على أي سبب كان حتى ولو كان واهيا
أما عن حاالت الحق في الرجوع عند إنهاء العقد ،فتتمثل في االفراغ من أجل الهدم واعاده
البناء ،كذلك المحالت اآليلة للسقوط ،ثم توسيع المحل أو تعليته ،فالحاالت هذه يحتفظ المكتري
16
بحق الرجوع إليها بعد إجراء هذه التعديالت على المحل المكترى
ومن خالل التعريف الذي جاء به المشرع المغربي لعقد البيع يمكن القول بأنه يمتاز بعدة
خصائص والمتمثلة أساسا في أنه من العقود التي نبتت فيه بذرة رضائية العقود إذ العقد
شريعة المتعاقدين وفيه نمت وازدهرت.17
باإلضافة إلى أنه عقد ملزم للجانبين اي ينشئ التزامات متبادلة بين عاقديه ونتيجة لهذه
الخاصية يظهر أنه إذا بطل التزام أحدهما بطل معه التزام الطرف اآلخر ،واذا انقضى التزام
أحدهما الستحالة الوفاء مثال انفسخ العقد ،وانقضى التزام الطرف االخر ،18كذلك هو من
عقود المعاوضة يتم مقابل ثمن نقدي ،دون اغفال بأنه عقد ناقل للملكية
أما بالنسبة ألركانه فهو كسائر العقود يتطلب الرضا واستنادا على الفصلين 19و 488من
قانون االلتزامات والعقود فإن عقد البيع من العقود الرضائية حيث يتطلب توافق ارادتي البائع
والمشتري على العناصر الجوهرية المكونة للعقد اما العناصر الثانوية فيمكن ان تكون محل
9
اتفاق ،كما يتطلب لصحة التراضي أن يكون الطرفان متمتعان بأهلية البيع والشراء وتكون
ارادتهما خالية من العيوب.
أما بالنسبة للمحل فيتخذ صورة المبيع بالنسبة للبائع والثمن بالنسبة للمشتري بحيث يشترط
في المبيع أن يكون موجودا أو قابال للوجود ،وأن يكون معينا أو قابال للتعيين ،وأن يكون في
دائرة التعامل ،وأخيرا أن يكون مملوكا للبائع.
في حين أن الثمن فهو المبلغ النقدي الذي يلتزم المشتري بدفعه للبائع مقابل الشيء المشترى
إذ بدون الثمن ال وجود للبيع ،19إضافة إلى أنه يشترط فيه أن يكون نقديا وأن يكون محددا
أو قابال للتحديد ،وأن يكون الثمن جديا.
أما بخصوص التزامات البائع والمشتري فاألول يلتزم بتسليم الشيء المبيع وضمانه والثاني
يلتزم بأداء الثمن وااللتزام بتسلم المبيع طبقا للفصل 576من القانون االلتزامات والعقود.
وجدير بالذكر أن هذه القواعد العامة المنظمة في قانون االلتزامات والعقود لم تكن كافية أمام
هذا التزايد الكبير لعقد البيع إذ أصبح يالمس كل مجاالت الحياة ،فكان البد للمشرع من التدخل
وتنظيمه بنصوص قانونية خارجة عن قانون التزامات والعقود ،ونمثل له بقانون حماية
المستهلك رقم ،31.08الذي تم التنصيص في مختلف نصوصه على عقد البيع.
فرجوعا إلى الباب الثالث منه فقد نظم فيه البيع خارج المحالت التجارية ،فيجب بذلك أثناء
عملية البيع هذه أن يكون العقد مكتوبا ويسلم نظير منه إلى المستهلك وذلك لتسهيل ممارسة
حق التراجع ،مع وجوب توقيع المستهلك بخط يديه جميع نظائر العقد ويؤرخها واستثناء من
الفصل 604من قانون االلتزامات والعقود فإنه يجوز للمستهلك التراجع داخل أجل اقصاه
سبعة أيام ابتداء من تاريخ الطلبية أو االلتزام بالشراء.
20
وأي شرط يمنع المستهلك من ممارسة حق التراجع يعد باطال
19محمود جمال الدين زكي :عقد البيع في القانون المدني ،جامعة الكويت ،ط ،1975ص 131
20أنظر المادة 49من القانون رقم ،31.08المتعلق بتحديد تدابير حماية المستهلك
10
وفي هذا القانون نفسه في الباب الرابع تم تخصيص للبيع بالتخفيض والذي عرفته الماده 53
منه بأنه يراد بالبيع بالتخفيض حسب مدلول هذا القانون" البيع المقترن أو المسبوق بإشهار
والمعلن عنه باعتباره يهدف إلى التصريف السريع للمنتوجات والسلع المخزونة عن طريق
تخفيض السعر،
وال يجوز أن يتم البيع بالتخفيض إال إذا كان مقترنا بإعالن واضح للفظة( تخفيض) مع
وجوب تضمين المورد في أماكن البيع لها ما يلي:
وقد خصص هذا القانون الباب الخامس للحديث عن البيع أو الخدمة مع المكافأة حسب الماده
56من هذا القانون فإنه يمنع القيام ببيع منتوجات أو سلع أو عرضها للبيع او تقديم خدمة أو
عرضها على المستهلك إذا كانت تخول الحق في الحصول بالمجان على الفور أو ألجل على
مكافأة تتكون من منتوجات أو سلع أو خدمات ما عدا اذا كانت مماثلة للمنتوجات والسلع
والخدمات محل البيع أو الخدمة وال يطبق هذا المقتضى على األشياء البسيطة والخدمات
الزهيدة.
11
مضمونه على أن االهلية التجارية هي 18سنة شمسية كاملة طبقا لما جاء في مدونة األسرة
سيما المادة 209منها 22وهذا السن يسري على التجار سواء مغاربة أو أجانب رغم أن
هناك مسطرة معلومة يستفيد منها هذا األخير لمزاولة النجارة ولو لم يبلغ سن الرشد
القانوني ،وما يتعلق بأهلية الصغير المميز المؤذون له و المرأة المتزوجة التي ال تحتاج في
ممارستها إلذن من زوجها ،باالنتقال الى القسم الرابع المتعلق بالتزامات التاجر من مسك
محاسبة و المحافظة على المراسالت و القيد في السجل التجاري ،ثم ننتقل للكتاب الثاني
المنضم لألصل التجاري ثم الكتاب الثالث المنظم لألوراق التجارية ،من كمبيالة و السند
ألمر ثم الشيك ،و بعد ذلك الكتاب الرابع المتضمن للعقود التجارية المتجلية في عقد الوكالة
التجارية مرورا بعقد السمسرة و الوكالة بالعمولة و االئتمان اإليجاري و عقد النقل و كذلك
ما يتعلق بالعقود البنكية وبذلك وصوال الى الكتاب الخامس المتعلق بمساطر صعوبات
المقاولة المتمحور حول مسطرة الوقاية الداخلية و الوقاية الخارجية ثم مسطرة اإلنقاذ و
كذلك ما يتعلق بمسطرة التسوية القضائية و بالتصفية القضائية .
وهذا لنضع القارئ في الصورة إلنضاج تصوره ،لنعالج في الفقرات االتية القوانين المتشتة
عن القانون التجاري ،و ذلك بقول األستاذ فؤاد معالل بأنه يشتمل القانون التجاري كافة
المواضيع المتعلقة بالعمل التجاري و بالتاجر ،غير أنه يالحظ أنه منذ حوالي أربعين سنة
عرفت دراسة هذا الفرع نوعا من التشتت ،إذ كان ينظر إليه كفرع واحد متجانس إلى
جانب فروع القانون األخرى أصبح ينطر اليه بمنظور تجزيئي ،ويمكن أن نجمع هذه
األجزاء التي تشتت إلها الدراسة القانونية التجارية في محورين :
23
يتعلق أساسا بالمؤسسة التجارية ،والبعض االخر ينصب حول دراسة محيطها
الفقرة الثانية :قانون الملكية الصناعية:
قانون الملكية الصناعية هو القانون الذي ينظم الحقوق الواردة على براءات االختراع،
التصاميم التي تشكل الدوائر المندمجة ،و الرسوم و النماذج الصناعية ،و عالمات الصنع
التجارية أو الخدمة ،واالسم التجاري ،وبيانات المصدر و تسميات المنشأ ،ولكل حق من
هذه الحقوق نضامه القانوني الخاص. 24
وبالن ضر لألهمية الكبيرة لهذه الحقوق في الزمن المعاصر ،حيث أن اإلنتاج و التجارة
أصبحا يعتمدان بشكل كبير على اإلبداع و االبتكار لهذه العالمات التجارية التي تعتبر
واجهة ترويجية في األسواق العالمية ،لذلك كان من الضروري أن تعمل التشريعات على
وضع نظام حمائي يمنع التعدي عليها صونا للوقت و الجهد و األموال التي بدلت في
إنجازها ،وبالتالي ضمانا لقيام مستوى من االبتكار و المنافسة داخل االقتصاد بما يكفل
تقدمه.
و علت عرضنا لهذه التوطئة أن العالمة التجارية أو االسم التجاري أو براءة االختراع هم
22طهير شريف رقم 1.96.83صادر في 15من ربيع األول 1417فاتح أغسطس 1996بتنفيذ القانون رقم 15.95المتعلق بمدونة التجارة .
23فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري الجديد الجزء األول نظرية التاجر و النشاط التجاري ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء،الطبعة الخامسة
،2016دار االفاق المغربية ص14:
24فؤاد معالل م س ص280:
12
من العناصر المعنوية لألصل التجاري ،ولكن نجد القانون رقم 17.97المتعلق بحماية
الملكية الصناعية خو من يؤطرهم قانونا ، 25السيما فيما يتعلق بحماية الحقوق التي تنصب
على المبتكرات ،ومنها براءة االختراع ،وهي سند ملكية صناعية تسلمها السلطة العمومية
المختصة للمخترع أو لذوي حقوقه فيخول صاحبها حقا استئثاريا الستغالل اختراعه
،وينضم كذلك تصاميم تشكل طبغرافيا الدوائرالمندمجة ،ومنها الرسوم و النماذج الصناعية
وهي مبتكرات جديدة ،وينضم هذا األخير أيضا ما يتعلق بحماية الملكية الصناعية كعالمات
الصنع أو التاجر للسلعة التي يسوقها ،أو صاحب الخدمة للخدمة التي يقدمها لتمييزها عن
غيرها ،بحيث تصبح مع مرور الوقت دليال على المنتج أو السلعة و الخدمات ،وعلى
مستوى جودتها فتمكن من جلب الزبائن و الحفاظ عليهم {مثل :داسيا ،وينكسو }...وتنص
المادة 133من قانون الملكية الصناعية { ...كل شارة قابلة للتجسد تمكن من تمييزمنتجات
أو خدمات شخص طبيعي أو معنوي} 26لهذا القانون رقم 17.95دور كبير في حماية
عناصر معنوية من األصل التجاري كبراءة االختراع و العالمات التجارية و االسم
التجاري ...من استعمال لغير أصحابها ،ومناط القول بأن عناصر األصل التجاري منظم
في مدونة التجارة كبنيان ولكن حمايته القانونية نجدها في قانون أخر و هو 17.95وخذه
أكبر دليل على تشتت النصوص في المادة التجارية
الفقرة الثالثة :القانون البنكي:
يلعب القانون البنكي دورا مهما في تحريك عجلة االقتصاد الوطني ،التي تدور حول النقود
و االئتمان ،من خالل تنظيمه للمهنة البنكية ،وكذا تحكمه في حركة النقود و الرساميل
داخل السوق الوطني ،وذلك من خالل مقتضيات قانونية تساهم في تخليق الحياة االقتصادية
27
للدولة.
والقانون البنكي تم تنظيمه بموجب القانون رقم 103.12المتعلق بمؤسسات االئتمان و
الهيئات المعتبرة في حكمها 28بدأ بتعريف مؤسسات االئتمان التي تعتبر بكونها األشخاص
االعتبارية التي تزاول نشاطها في المغرب وتأخد شكل شركة المساهمة ،أيا كان موقع
مقرها االجتماعي ،والتي تزاول بصفة اعتيادية نشاطا واحدا أو أكثر ، ...وقد حدد المشرع
المغربي مؤسسات االئتمان بموجب المادة 10من القانون رقم 103.12في صنفين من
المؤسسات وهي البنوك و شركات التمويل .
و البنك كمصطلح تم التنصيص عليه في الفقرة السابعة من المادة السادسة بمدونة التجارة
باعتباره عمال تجاريا أصليا ،وما تم التنصيص عليه كذلك في الباب األول من الكتاب
الرابع من مدونة التجارة فيما يخص الحساب البنكي في المادة 487من مدونة التجارة ،
25ظهير شريف رقم 1.00.19صادر بتاريخ 9ذي القعدة 15فبراير 2020بتنفيذ القانون 17.97المتعلق بحماية الملكية الصناعية
26جان بول رازون ،حماية العالمات في القانون المغربي،المجلة المغربية للقانون ،العدد 1987،14ص195 :
27نور الدين الفقيهي ،المعين في فهم القانون البنكي المغربي ،الطبعة األولى نونبر ،2015المطبعة طوب بريس .الرباط ص13:
28القانون رقم 103,12المتعلق بمؤسسات االئتمان و الهيئات المعتبرة في حكمها الصادر بتاريخ فاتح ربيع األول 24 1436ديسمبر 2014
الصادر بتنفيد الضهير الشريف رقم 193.14.1
13
وتم ذكره كذلك في المادة 18من مدونة التجارة ، 29و كذلك هناك نصوص ظهير
االلتزامات و العقود المرتبطة بالفائدة البنكية كما جاء في الفصل 780منه على أنه {
اشتراط الفائدة بين المسلمين باطل و مبطل للعقد الذي نظمه ، 30 }...وكذلك النصوص
المتعلقة بحماية المستهلك وأخذا على سبيل المثال المادة 69منه التي تنص على { مع
مراعات المادة 70أدناه تطبق أحكام هذا الفصل على كل قرض استهالكي باعتباره أي
عملية قرض ،ممنوح بعوض أو بالمجان }...
و بعد ذكر بعض مظاهر تشتت النصوص المنضمة للمؤسسات البنكية سننتقل للحديث عن
قانون التأمين
الفقرة الرابعة :قانون التأمين:
التأمين مصدر أمان من حيث أنه يهدف إلى جعل اإلنسان في مأمن من المخاطر و األفات
التي تهدده.
فاإلنسان يواجه في حياته اليومية عددا كبيرا من المخاطر غير المتوقعة ،منها ما يرتبط
31
بحياته العادية ونها ما يرتبط بنشاطه المهني تبعا لنوع ذلك النشاط
التأمين كمؤسسة تم تنظيمها في زمرة من القوانين بدأ من مدونة التجارة التي تم تنظيمه في
الفقرة الثامنة من المادة السادسة على أن عملية التأمين باألقساط الثابتة تعتبر عمال تجاريا
أصليا ،وكذلك نجده منظم في مدونة التأمين بالقانون رقم 17.99المتعلق بمدونة التأمين،
الذي نظم التأمين ضد الحريق و تأمين األشخاص ...
و منظم في مدونة الشغل كالتأمين االجتماعي وهو الذي يهدف إلى حماية مصالح الطبقة
العاملة ،فيحميها من أخطار العمل الذين هم بصدد القيام به ،ومن المرض ،تم العجز بسبب
الكبر في السن ،...لذلك فهو يقوم التضامن االجتماعي ،إلى جانب العمال هنالك أرباب
العمل المعنيين باألمر مباشرة ،الذين يساهمون في تمويله عن طريق تحميلهم نسبة من
اإلشتراكات ،و الدولة التي تتولى أمرتنظيمه وإدارته ومراقبته ،ويتواله في المغرب
الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ،وهو من حيث نوع المخاطر التي يهتم بها ،غالبا ما
يقتصر على تغطية المخاطر التي تهدد اإلنسان في شخصه{ ،مرض ،عجز }...،أي التأمين
على األشخاص ،وهو ال يخضع ألحكام عقود التأمين الخاصة ،واإلطار القانوني لدراسته
هو قانون الشغل 32 ،وينظمه كذلك ظهير 1984.10.02بمثابة قانون يتعلق بتعويض
المصابين في حوادث السير تسببت فيها عربات ذات محرك ،تكون خاضعة للتأمين
لإلجباري ،ولكن مالكها لم يقوموا بتأمينها 33،وكذلك جائت به جائحة كورونا من تعميم
29عبد الرحيم المودن ،الدليل القانوني و القضائي للعمل البنكي بالمغرب ،منشورات مجلة أنفاس حقوقية ،الطبعة األولى ،2022مطبعة األمنية ،
الرباط ص111:
30ظهير االلتزامات و العقود الصادر بتاريخ 9رمضان 12 1331أغسطس 1913
31فؤاد معالل ،الوسيط في قانون التأمين ،دار االفاق المغربية للنشر و التوزيع ،المطبعة الوطنية زنقة أبو عبيدة المحمدي ،الطبعة الثانية2020
ص5 :
32فؤاد معالل م س ص12:
33محمد خبمو ،المرجع في شرح قانون التعويض و التأمين في حوادث السير ،الشركة الوطنية لتوزيع الكتاب الممر الملكي حي األحباس الدار
البيضاء الطبعة الثانية ،2021ص13 :
14
للحماية االجتماعية عن طريق القانون اإلطار للحماية االجتماعية رقم ، 09.21ومن هنا
يتضح لنا مناط تشتت النصوص في مجال التأمين حيث نجد التأمين تتجاذبه عدة قوانين ألنه
ال يمكن تجميع هؤالء القوانين في مدونة جامعة ألن كل قانون له خصوصيته و سياقته،
وأسباب نزوله ،ومدونة الشغل حملت بين جنبيها تأمين للطبقة العاملة جراء ما تتعرض له
من أضرار ،وظهير 1984.10.02جاء لتعويض األشخاص الذين أصابهم حادث بواسطة
عربة ذات محرك غير مؤمنة.
المبحث الثاني :اثار تشتت نصوص القانون الخاص و بعض الحلول لمعالجتها
مادام ان القاعدة القانونية قاعدة اجتماعية فان واقع التطور يفرض عليها التكييف االنسجام
مع مختلف التغييرات و التحوالت التي يعرفها المجتمع الدولي عامة و المغربي خاصة ،
لذلك برزت الى الوجود قواعد قانونية تنظم مجموعة من المعامالت سواء المدنية او التجارية
او الع قارية ، ...مراهن بذلك على ربح رهان التناسبية القانونية المتمثلة في توفير الحماية
القانونية الفعالة ،و امام هذا الوضع اضطر المشرع المغربي على اصدار مجموعة من
النصوص من اجل التلطيف من حدة عدم التوازن التي أصبحت تطبع شتى او اغلب المعامالت
و المجاالت ،نذكر منها نصوص قانون العقود و االلتزامات وكذا بعض نصوص المادة
التجارية ،و غيرها كثير يستحيل حصره ،بعضها كان شكل إصالحات جزئية و البعض
االخر حاول تشييده على شكل قوانين جديدة ،هذا التشتت في النصوص القانونية جاء
بمجموعة من االثار (المطلب األول ) ،التي تتطلب دراسة بعض الحلول لمعالجتها او الحد
من تأثيراتها السلبية (المطلب الثاني ) .
15
الفقرة األولى :اثار تشتت بعض نصوص قانون االلتزامات و العقود
صدر عن المشرع المغربي في نهاية القرن الماضي عدة قوانين شكلت تنظيمات خاصة
ألغلب العقود المسماة التي أصبحت تتطور خارج ق ل ع ،هذه القوانين التي جاءت نتيجة
أصوات نادت بتغيير و تحيين ق ل ع نظرا لتطور الذي يشهده المجتمع المغربي امال فيها
تحقيق االمن القانونية و استقرار المعامالت ،و يمكن تقسيم اهم هذه العقود الى عقود ناقلة
للملكية ـعقد البيع ـ ،و عقود واردة على المنفعة ـ عقد الكراء ـ
أوال :عقد البيع :تماشيا مع التحوالت االقتصادية و االجتماعية التي عرفها المجتمع فان
القواعد الواردة في ق ل ع لم نعد كفيلة بالحماية ،مما جعل المسرع يعمل على اصدار
مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم بيوع معينة ،مما ساهم ذلك في تشتت االحكام
المنظمة لعقد الب يع و اصبحنا نتحدث عن تنظيم عام لعقد البيع وارد في ق ل ع و تنظيم خاص
وارد في قوانين و نصوص متفرقة ،34هذا التشتت في تنظيم عقد البيع كان له اثر بارز على
مجموعة من المبادئ و القواعد و المكتسبات التي كانت مرسخة في ق ل ع ، 35منها تقلص
دور مبدأ سلطان اإلرادة بوتيرة متزايدة تبعا لصدور خاصة متعددة وذات طبيعة امرة ترمي
الى بلوغ اهداف معينة ،وكذا مبدأ التراضي الذي تم الخروج عنه بمجموع من النصوص
الخاصة وفي مقدمتها القانون 44.00المعدل بالقانون 107.12المتعلق ببيع العقار في طور
اإلنجاز الذي استوجب بموجب المادة 618.3منه تدوين البيع االبتدائي للعقار قيد اإلنجاز اما
بموجب محرر رسمي او بموجب عقد ثابت التاريخ يجري اعداده من قبل مهني ينتسب الى
مهنة قانونية منظمة يخولها قانونها صالحية تحرير العقود وذلك تحت طائلة البطالن مع ان
،اال هذا ال يعني ان ق ل ع لم 36
العقد يجب ان يتم تضمينه بمجموعة من البيانات الشكلية
ينص على توثيق البيوع العقارية بل نص على ذلك في اطار الفصل 489ولكن لم يلتزم
توثيقها من قبل جهة محددة ،كما انه لم يحدد طبيعة المحرر الذي ينبغي ان تحرر فيه
التصرفات العقارية مما تسبب في انتشار المحررات العرفي الذي انعكس سلبا على المعامالت
34عبد الحق الصافي :قانون العقود التنظيم العم و التنظيمات الخاصة الحصيلة و االفاق ،منشور في المجلة المغربية للقانون و االقتصاد ،عدد 53
،سنة 2016ص 77.76
35بظهير 9رمضان 12 ( 1331أغسطس . ) 1913الفصل 488من قانون االلتزامات و العقود الصادر
36عبد الحق الصافي :قانون 44.00المتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز و رهان تحقيق التوازن بين المصالح المعارضة ،مقال منشور بمجلة
بدائل للقانون و االقتصاد ،عدد ، 2سنة ، 2015ص 14وما يليها .
16
العقارية ، 37وفيما يخص ضمان العيوب الخفية ،فاذا كانت العقود العامة الواردة في اطار
ق ل ع تسمح باالتفاق على تعديل احكام ضمان العيوب البيع سواء بالتشديد او النقصان او
االعفاء ،مع توفر الشروط المعروفة ،فانه في اطار القانون 31.08المتعلق بحماية المستهلك
أي اتفاق ع لى اسقاط او تخفيف ضمان عيوب المبيع يعتبر باطال بالنسبة للبيوع االستهالكية
وذلك طبقا للمادة 65من القانون السالف الذكر ،اما التشديد فهو ممكن وذلك من خالل قراءة
المادة المذكورة بمفهوم مخالف ،الن المشرع لم يمنع التشديد صراحة ،ناهيك على ان النص
.و بالتالي كل هذه اثار تشكل صعوبة و خلط في النصوص 38
الخاص ال يسوغ التوسع فيه
القانونية التي تؤثر على العمل القضائي و االمن القانوني على حد السواء .
ثانيا :عقد الكراء :ان التشتت في النصوص المنظمة لعقد الكراء وما نشأ عنه من تباعد بين
القواعد العمة و القواعد الخاصة كان له اثر كبير على القواعد العامة الواردة في ق ل ع ،
حيث تم التراجع عن مجموعة من المبادئ و المكتسبات التي كانت مقررة فيه ،وكما هو
االمر بالنسب ة لعقد البع فان مبدأ سلطان اإلرادة الذي كرسه المشرع المغربي في اطار الفصل
230من ق ل ع ،تم الفصل 628من نفس القانون ،تم تقييده مع صدور بعض النصوص
الخاصة ،و التي تظهر جليا في منع األطراف من االتفاق على رفع الوجيبة الكرائية خالل
مدة تقل عن ثالث سنوا ت من تاريخ ابرام عقد الكراء او من تاريخ اخر مطالبة قضائية، 39
مع ان الشرع لم يتوقف عند هذا الحد بل عمل على تحديد نسبة معينة للزيادة سواء في الحالة
العادية او االستثنائية ، 40و خالفا للقواعد العامة الواردة في ق ل ع التي تؤكد على ان الكراء
ينشأ من خالل تراضي األطراف تطبيقا للفصل 41 628منه ،فان المشرع في اطار القواعد
الخاصة تبنى شكلية الكتابة كوسيلة قانونية لتوثيق عد الكراء ،و نخص بالذكر هنا فانون
67.12المتعلق بكراء المحالت المعدة لالستعمال السكني و المهني ،مع ان عدم احترام هذه
37ادريس الفاخوري :الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء الحقوق العينية و التشريعات العقارية الخاصة ،مطبعة النجاح الجديدة ـالدار
البيضاء ،الطبعة الثالثة ، 2019 ،ص 115وما يليها .
38عبد الحق الصافي :عقد البيع دراية في قانون االلتزامات و العقود و في القوانين األخرى ،مطبعة النجاح الجديدة ـ البيضاء ،الطبعة 2018 ، 2
،ص 527الى . 532
39نزهة الخلدي :الوجيز في العقود المسماة ،مطبعة الهداية ـ تطوان ،الطبعة ، 2019 ، 3ص . 195
40المادة 34من القانون 67.12المتعلق ب بكراء المحالت المعدة لالستعمال السكني و المهني .
41ينص هذا الفصل على ان ":تم الكراء بتراضي الطرفين على الشيء وعلى األجرة وعلى غير ذلك مما عسى أن يتفقا عليه من
شروط في العقد"
17
الشكلية يحرم المكتري من االستفادة من القواعد الواردة في هذا القانون ومنه تطبيق القواعد
ق ل ع ،و نفس االمر نجده في اطار القانون رقم 16 .49المتعلق العامة الواردة في
بكراء العقارات او المحالت المخصصة لالستعمال التجاري او الصناعي او الحرفي بوجب
االدة الثالثة منه ،وأيضا من خالل بروز قوانين خاصة تنظم عقد الكراء ،ترتب عنها مليان
شروط جديدة تتعلق بمحل الكراء على غرار الشروط الواردة في ق ل ع ،والتي تتجسد من
خالل تنصيص المشرع في القانون 67.12المتعلق بكراء المحالت المعدة لالستعمال السكني
و المهني ،على ضرورة توفر المحل على مواصفات معينة ،42و التي تم تحديدها في اطار
المادة 5من هذا القانون ،و تجدر االشارة كذلك الى انه بموجب القانون 67.12تم التراخي
عن مكتسب كان يكرسه قانون االلتزامات و القعود وهو التزام المكري بضمان التعرضات
والتشويش الصادر عن الغير ،غير ان المكتري بموجب المادة 43 9من القانون المذكور
اصبح معفى من هذا الضمان حيث انه لو يعد يسأل اال على التشويش و العيوب الصادرة عنه
،وفيما يخص انهاء عقد الكراء لقد تم الراجع عن 44
او عن احد من لتباعه او مستخدميه
القاعدة المقرر في اطار الفصل 687من ق ل ع ،45التي تقتضي بان عقد الكراء ينتهي
بانتهاء مدته وبدون سابق اشعار ،من خالل القانون 67.12بموجب المادة 44منه التي اقرت
على انه ال تنتهي عقود الكراء المحالت المهدة لالستعمال السكني و المهني ،اال بعد االشعار
باإلفراغ وتصحيحه عند االقتضاء طبقا للشروط المحددة في القانون. 46
وعليه فان هذا التشتت المحاط بقانون االلتزامات و لعقود جعل تخرج عن المبادئ العامة
التي كرسها هذا القانون ،وكذا أصبحت القواعد العامة لم يعد لها وجود من حيث التطبيق
42محمد زروال :التوازن بين المكري و المكتري في القانون رقم 67.12المتعلق بالكراء السكني و المهني ،مطبعة األمنية ـ الرباط ،ط األولى
، 2021 ،ص . 38
43جاء في المادة 9من القانون 67.12ما يلي " :يجب على المكري أن يضمن للمكتري تسلم المحل المكترى و اإلنتفاع الكامل والهادئ به ،و أن
يضمن له العيوب التي تعرقل ذلك االنتفاع ما عدا تلك المحددة في البيان الوصفي أو التي تكون موضوع االتفاق الصريح المنصوص عليه في المادة
6أعاله ،غير أن المكري ال يضمن سوى العيوب الناشئة عن فعله أو فعل األشخاص المسؤول عنهم ،و ال يسأل عن العيوب التي يتسبب فيها الغير،
كما أنه ال يتحمل عيوب و نقائص المحل المكترى التي كان المكتري على علم بها و لم يتم تضمينها بالبيان الوصفي".
44عبد القادر العرعاري :العقود الخاصة ،الكتاب الثاني ،مطبعة األمنية الرباط ،الطبعة الرابعة ، 2018 ،ص . 25
45ينص هذا الفصل على " :راء األشياء ينقضي بقوة القانون عند انتهاء المدة التي حددها له المتعاقدان من غير ضرورة إلعطاء تنبيه
باإلخالء"
46. عبد الرحمان الشرقاوي :قانون العقود الخاصة ،الكتاب الثاني ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،طبعة ، 2020 ، 6ص 115.116
18
خاصة فيما يخص عقد الكراء ما عدى في الحالة التي ال يوجد بها نص في القواعد الخاصة
،حتى بالنسبة للنزاعات امام القضاء أصبحت تقتصر الى حد كبير على التنظيم الخاص. 47
إنه وبالنظر للقانون البنكي سنجد أن المشرع نظمه في قانون مستقل عن مدونة التجارة فخصه
بذلك بالقانون رقم 103.12المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها ،وجاء
هذا التقنين بعدما رأى المشرع تزايد أهمية البنوك ،وما تقوم به من دور مهم في االقتصاد
بحيث يعد القانون البنكي هو الالبنة األساسية للرقي االقتصاد والسمو به ،فالدولة التي يكون
لديها اطار بنكي قوي ال محال ستكون دولة قوية اقتصاديا الى جانب الدول الكبرى.
ولتوضيح عالقة مؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها باالقتصاد البد من إعطاء
مثال لذلك ونمثل له ( بقيام عمرو بفتح حساب ألجل لدى مؤسسة لدى مؤسسة بنكية ( X)،
فيتعاقد معها على استعمال أمواله التي قدرها 500مليون درهم ،مع تحديد مجال إلستثمارها
محددا أيضا المدة في ثالث سنوات ،وعائد الربح بذلك سيقتسمه كل من الزبون والبنك)
وانطالقا من هذا المثال يتبين بأن البنك من بين ادوارها القيام باالستثمار الذي بدوره يساعد
في االنتاج وبالتالي الرقي باالقتصاد والسمو به.
كذلك األمر بالنسبة لقانون الشركات الذي هو نتيجة التشتت نصوص القانون الخاص فنجد
أن المشرع نظم قانون شركات المساهمة في القانون رقم 17.95في حين خصص للشركات
التجارية األخرى القانون رقم ،5.96تعتبر بذلك الشركات التجارية احد اهم فروع القانون
19
التجاري التقليدية فهو يتعلق بممارسة التجارة في إطار آلية قانونية هي الشركة التجارية ذلك
ان التاجر يمكن ان يكون شخصا طبيعيا كما يمكن أن يكون معنويا.
إذا كان التاجر الشخص الطبيعي الذي استطاع خالل ممارسة األعمال التجارية بطبيعتها أن
ينشئ أصل تجاري ،كان لزمن قريب أهم ما يميز القانون التجاري فإن تطور النشاط
االقتصادي ألقى بضالله على هذه السمة القانونية للقانون التجاري إذ بدأت الشركات التجارية
تحتل مكان الصدارة في االقتصاديات الحديثة
ولعل عولمة االقتصاد وما نتج عنها من بروز الفت المنظومة اقتصاد السوق سيكون ال
فقط مؤكدا ألهمية الشركات التجارية ،بل فاتحا أيضا لمجاالت كبيرة ترتبط بطرق التمويل
48
المعتمدة على السوق المالية والمتطلبات األسواق التنافسية
إن المشرع المغربي وأمام هبوب رياح العولمة وتحرير االسواق وظهور الشركات العمالقة
عمل المشرع على 49
متعددة الجنسيات والعابرة للقارات وأمام التطور االقتصادي السريع
تقرير قانون الشركات التجارية السالف ذكرها ،إذن إن قانون الشركات يؤثر على االقتصاد
بكون هذه الشركات التجارية تمتلك وسائل االنتاج ،وأدوات االستثمار الشيء الذي سيجعلها
تنتج وتسهم في انتعاش االقتصاد الوطني ،كذلك هو الشأن بالنسبة لقانون التامين الذي له دور
مهم في االقتصاد
وعموما فقد أولى المشرع هذه األهمية لهذه القوانين المشتتة بين قوانين عامة وخاصة لما لها
من دور كبير ومهم في الحياة االقتصادية فهي القلب النابض لالقتصاد.
48علي نني :قانون الشركات التجارية ،مجمع األطرش للنشر الكتاب المختص وتوزيعها ،ط ،2021ص 19
49عبد الجليل مهرار :تأثير المبدأ التوجهي لالقتصاد على القانون الجنائي للشركات ،دار القلم الرباط ،ط ،2021ص 8
20
الظاهرة من خالل الفقرتين التاليتين:
حيـث انـه البـد للـنص القانوني ان يـأتي مستجيبا لمتطلبـات أكبـر فـئـة مـن المـواطنين أو
المقاس أو نص انتقـائـي تصـاغ مقتضياته بشكل مـن الفئـة المعنيـة بـه ،ال نص على
يجعـل منـه موجهـا لخدمـة فئـة معينـة او اشخاص ذاتيـين او اعتبـاريين محـددين ،او لتحقيق
مصالحهم ،الن ذلـك مـن شـأنه المسـاس الصـارخ بالطـابع العمـومي والمجـرد للقاعدة
القانونية ،ويجعـل سـلبيات هـذا الـنص تتجـاوز بشكل كبيـر إيجابياتـه ،بـل تفقـد الثقـة فيـه
وفـي صـانعيه فـي بعـض األحيـان مـن طـرف مجمـوع المواطنين ،خاصـة متـى ترافـق ذلـك
مـع نيـة مبينـة لـدى صـائغه او لدى الجهات الموجهة له.50
إذا كانت الحاجة والضرورة تعتبران شرطان أوليان وال غنى عنهما في اتخاذ مبادرات
النصوص القانونية ،فإن تلبية أو مواجهة هذه الحاجة يتعين أن يتم بنصوص مالئمة ومتوافقة
مع طبيعة وخصوصيات هذه الحاجة ،بحيث ال يستقيم قانونيا وال وواقعيا وال منطقيا مواجهة
أو تأطير أوض بط ظاهرة معينة في دولة ما بحلول تم ابتداعها وتبنيها في دولة أخرى ،خاصة
50.عالل الفالي ،صناعة النصوص القانونية ،إشكاالت االختصاص و الصياغة ،الطبعة األولى ،2018مطبعة المعارف الجديدة_الرباط 2018
ص.325-324
21
إذا كان هناك اختالف في الوضعيات القانونية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ،بل وحتى
النفسية للمعنيين بتطبيق أو باحترام وتنفيذ تلك النصوص.
القانون إذن إبن بيئته ،وال يمكن له أن ينشأ أو يترعرع ويشب إال إذا انطلق من خصوصيات
الواقع أو البيئة التي سيطبق فيها ،وإال إذا أخذ بعين االعتبار الحقائق التاريخية واالقتصادية
واالجتماعية لهذه البيئة ،وكذا المكونات الثقافية والسوسيوثقافية للمعنيين باحترامه وتنفيذه،
وذلك تحت طائلة عدم تطبيقه ،وعدم االلتزام بأحكامه ورفضه من طرفهم ،بل وبلورة وسائل
لعرقلته ومقاومته ،وكذا تحت طائلة سقوطه أيضا في فخ التعديالت المتكررة بحثا عن
المالئمة ،وبالتالي مزيد من مظاهر التعقيد والصعوبة في فهمه وتطبيقه.51
فبالرغم من أهمية مراعاة الخصوصية في ضمان التشريع الجيد ،فإن المتتبع للتطور الذي
تعرفه المنظومة القانونية لبالدنا سيالحظ حجم التبعية القانونية لهذها األخيرة للقانون الفرنسي،
لدرجة أصبح الحديث معها جائزا عن عمليات «االستيراد األعمى» للنصوص القانونية ،أو
«الت قليد األعمى» للنصوص األجنبية ،وذلك دون مراعاة الخصوصيات التي تتميز بها البيئة
المغربية ،والتي تختلف في العديد من المعطيات عن نظيرتها األوروبية عموما ،والفرنسية
على وجه الخصوص ،بحيث يتم في العديد من األحيان ترجمة النصوص الفرنسية فقط إلى
اللغة العربية مع إدخ ال بعض الروتوشات والتعديالت الطفيفة الالزمة المتعلقة بحذف بعض
المفاهيم أو التسميات أو المحاكم الخاصة بالمنظومة القانونية والقضائية الفرنسية وتعويضها
بما يقابلها من المفاهيم في منظومتنا الوطنية .52
بحيـث يتعـيـن الحـرص عنـد اعـداد النصـوص القانونيـة علـى ضـمان خاصية الشمولية فـي
الـنص المقتـرح ،بحيث يتعين أن يـأتي شـامال لكـل العناصر الالزمة لتنفيذه وتحقيق الغايـات
22
المرجـوة منـه .ومثـال ذلـك ضـرورة اشتمال مشروع القانون على االحكـام التـي تخاطـب
كـل المعنيـين بموضـوعه ،والجهـاز المنـوط بتنفيـذه والجزاءات في حالة مخالفة أحكامه،
وغير ذلك من العناصر األخرى.53
القضائي .فكلما تمت اإلحاطة بمختلف اآلثار والنتائج التي يمكن أن تترتب عن تطبيق النص
المقترح ،كلما جاء هذا األخير مجيبا عن كل اإلشكاالت التي يمكن أن يطرحها تطبيقه على
جميع المستويات ،وكلما جاء متجنبا ومتفاديا للعديد من الصعوبات واإلشكاالت التي يمكن أن
تطرح ع لى صعيد التطبيق العملي أو اإلداري أو القضائي ،كما تتيح هذه الدراسة االنتباه إلى
العديد من النقاط التي لم يتم التنصيص عليها في النص المقترح أو التي يتعين ،في المقابل،
التخلي عنها وحذفها من هذا النص ،أو فقط تغييرها أو تتميمها.
يتعين أن تأتي دراسة األثر ،باإلضافة إلى هذا ،مجيبة أوال على مدى وجود حاجة أو ضرورة
تفرض تبني مبادرة اقتراح النص ،وثانيا ،في ضمان تدخل تشريعي لمواجهة هذه الحاجة
يراعي خصوصيات المجال الذي سيطبق فيه؛ وثالثا ،في إشراك جميع المعنيين في صناعة
النص ،ورابعا ،في ضمان الطابع الشمولي للمبادرة.54
53.محمود محمد علي صبره ،االتجاهات الحديثة في إعداد وصياغة مشروعات القوانين .دار الكتب القانونية ،مصر ،2010 ،ص .57 :أحال عليه
عالل الفالي ،م.س ،ص .339
54.عالل الفالي ،م.س ،ص .341-340
23
خاتمة
وختاما لما سبق فقد حاولنا في عرضنا هذا اإلحاطة بالنصوص التي شابها التشتت
على مستوى مختلق المجاالت ،ولو انه ال يمكن اإلحاطة بها جميعها لكثرتها ،اذ
ان تشتت النصوص القانونية عامة و نصوص القانون الخاص خاصة بالمغرب له
عدة تجليات و أسباب محاولين بيان هذا التشتت و تأثيره و كذا مبرراته المؤدية
لهذا التدافع بين النصوص القانونية والوقائع المستحدثة ،و كذا اثاره الذي يمكن
ان يستخلص منه انه من شأنه جعل حصر النصوص القانونية والعلم بأحكامها
أمرا في غاية الصعوبة ،لكثرتها وتناثرها ،إذ يفضي إلى تضخم تشريعي ظاهر ،
بكل ما يحمله ذلك من آثار سلبية على إدارة العدالة برمتها والذي قد يشكل عقبة
للوصول إليها واإلحاطة بها عند تطبيقها.
24
الئحة المصادر والمراجع
1عبد الكريم شهبون :الشافي في قانون االلتزامات والعقود المغربي ،الكتاب الثاني العقود
المسماة وما يشابهها ،الجزء الثاني االجارة-والحراسة -العارية ،مطبعة النجاح الدار
البيضاء ،ط .2018
1صباح بنقدور :محاضرات في العقود المسماة ،السنة الجامعية 2023/2022
1فايز عبد هللا الكندري :االمتداد القانوني لعقد االيجار في القانون الكويتي ،مجلة الحقوق،
مجلس النشر العلمي جامعة الكويت ،العدد الثاني .2000
1قرار محكمة النقض الصادر بتاريخ 3دجنبر 2008في الملف التجاري عدد
1096/3/2/2005
1عبد الرحمن الشرقاوي :قانون العقود الخاصة ،الكتاب الثاني العقود الواردة على منفعة
الشيء ،عقد الكراء وفق المبادئ العامة ،مطبعه النجاح ،ط .2020
1عبد الرحمن بلعكيد :وثيقة البيع بين النظر والعمل ،مطبعة النجاح الجديدة (الدار
البيضاء) ،الطبعة الثالثة .2000
سليمان مرقس :العقود المسماة -عقد البيع ،-دار الكتب القانونية الشتات ،ط .1990
1محمود جمال الدين زكي :عقد البيع في القانون المدني ،جامعة الكويت ،ط .1975
1عبد الحق الصافي :قانون العقود التنظيم العم و التنظيمات الخاصة الحصيلة و االفاق ،
منشور في المجلة المغربية للقانون و االقتصاد ،عدد ، 53سنة .2016
1عبد الحق الصافي :قانون 44.00المتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز و رهان تحقيق
التوازن بين المصالح المعارضة ،مقال منشور بمجلة بدائل للقانون و االقتصاد ،عدد ، 2
سنة .2015
1ادريس الفاخوري :الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء الحقوق العينية و
التشريعات العقارية الخاصة ،مطبعة النجاح الجديدة ـالدار البيضاء ،الطبعة الثالثة ،
.2019
1عبد الحق الصافي :عقد البيع دراية في قانون االلتزامات و العقود و في القوانين األخرى
،مطبعة النجاح الجديدة ـ البيضاء ،الطبعة .2018 ، 2
1نزهة الخلدي :الوجيز في العقود المسماة ،مطبعة الهداية ـ تطوان ،الطبعة .2019 ، 3
1محمد زروال :التوازن بين المكري و المكتري في القانون رقم 67.12المتعلق بالكراء
السكني و المهني ،مطبعة األمنية ـ الرباط ،ط األولى . 2021 ،
25
1عبد القادر العرعاري :العقود الخاصة ،الكتاب الثاني ،مطبعة األمنية الرباط ،الطبعة
الرابعة .2018 ،
1علي نني :قانون الشركات التجارية ،مجمع األطرش للنشر الكتاب المختص وتوزيعها،
.2021
1عبد الجليل مهرار :تأثير المبدأ التوجهي لالقتصاد على القانون الجنائي للشركات ،دار
القلم الرباط ،ط .2021
1.عالل الفالي ،صناعة النصوص القانونية ،إشكاالت االختصاص و الصياغة ،الطبعة األولى
،2018مطبعة المعارف الجديدة_الرباط.
.محمود محمد علي صبره ،االتجاهات الحديثة في إعداد وصياغة مشروعات القوانين .دار
الكتب القانونية ،مصر.2010 ،
26
فهرس المحتوى:
مقدمة 1..............................................................................................................
المبحث األول :مظاهر تشتت نصوص القانون الخاص 3....................................................
ز ز
االلتامات والعقود3 ...................... المطلب األول :تجليات تشتت نصوص القانون الخاص يف قانون
ز
القواني الخاصه 3...................................... االلتامات والعقود وبعض ز بي قانون الفقرة األوىل :عقد الكراء ز
الفقرة الثانية :عقد البيع 9.............................................................................................................
ز المطلب ز
الثان :تجليات تشتت النصوص يف المادة التجارية11 ................................................. :
ي
الفقرة األوىل :مدونة التجارة 12.....................................................................................................
الفقرة الثانية :قانون الملكية الصناعية13....................................................................................... :
البنك14..................................................................................................... :
ي الفقرة الثالثة :القانون
ز
التأمي15..................................................................................................... : الفقرة الرابعة :قانون
المبحث ز
الثان :اثار تشتت نصوص القانون الخاص و بعض الحلول لمعالجتها 11.....................
ي
المطلب األول :اثار تشتت نصوص القانون الخاص 15 ...........................................................
ز
االلتامات و العقود 16.................................................... الفقرة األوىل :اثار تشتت بعض نصوص قانون
الفقرة الثانية :آثار تشتت نصوص المادة التجارية عىل االقتصاد 19........................................................
المطلب ز
الثان :حلول تشتت نصوص القانون الخاص20 ........................................................ :
ي
الفقرة األوىل :االعداد السليم للنصوص القانونية لتفادي التشتت21..................................................... :
الفقرة الثانية :دراسة األثر23........................................................................................................ :
خاتمة 24.............................................................................................................
الئحة المصادر والمراجع 25......................................................................................
فهرس المحتوى27................................................................................................ :
27