Professional Documents
Culture Documents
الشرط المنضود وفق القانون المغربي للالتزامات والعقود - دراسة مقارنة - المهدي فتح الله
الشرط المنضود وفق القانون المغربي للالتزامات والعقود - دراسة مقارنة - المهدي فتح الله
بالتفاوض ] [1ومرورا بتكوين العقد وإبرامه وتنفيذه وما بعد تنفيذه وإنهائه إن اقتضى األمر ذلك .حيث أن
لألطراف كامل الصالحية في تضمين كل ما يرونه أساسيا وجوهريا في إنشاء وتنفيذ تلك الرابطة القانونية،
ولقد جاء في الفقرة األولى من الفصل 19من ظ.ل.ع ][2بأنه “ال يتم االتفاق إال بتراضي الطرفين على
العناصر األساسية اللتزام وعلى باقي الشروط المشروعة األخرى التي يعتبرها الطرفان أساسية” ،وبالتالي
كل ما اتفق عليه األطراف فهو ملزم لهم ،وال جوز تعديل ذلك االتفاق أو إنهائه إال من خالل توافق إرادتهما
معا ،وهو المقتضى الصريح الذي نصت عليه المادة 1134من القانون المدني الفرنسي وفق التعديل
األخير] ،[3والتي يقابلها الفصل 230من ظ.ل.ع].[4
وبه ،من بين أهم ما يمكن أن يضمنه األطراف في التصرف القانوني ][5هو الشرط ،حيث يعتبر من بين
الضمانات االتفاقية التي نظمها المشرع المغربي ومكن األطراف من خاللها بضمان وقف سريان أثر العقد
إلى حين تحقق الواقعة المشروطة ،وبالتالي نكون هنا أمام شرط واقف ،أو بضمان إنهاء آثار التصرف
بمجرد تحقق الواقعة المشروطة ،وبالتالي نكون أمام شرط فاسخ.
وبتعبير آخر ،وكما هو معلوم لدى مجمل الباحثين في المجال المدني ،فإن الشرط إما أن يكون واقفا أو
فاسخا ،كونه يرتبط بواقعة مستقبلية غير محققة الوقوع – احتمالية – ،وبه فإذا كان تحقق الواقعة
المضمنة بالعقد يفيد الفسخ سنكون أمام شرط فاسخ ،وإذا كانت الواقعة السالفة تفيد الوقف سنكون أمام
شرط وافق.
وتعد الواقعة الشرطية إحدى أهم النظريات التي عني بها الفقه اإلسالمي ،وأن أساس هذه النظرية في
الشريعة الغراء يكمن في فكرة “المصلحة” ،وليس كمسألة مادية صرفة ،ولنا في قول ابن القيم الجوزية
خير شاهد على ذلك ،حينما يؤكد أن “تعليق العقود وغيرها بالشروط أمر قد تدعو إليه الضرورة أو الحاجة
أو المصلحة فال يستغني عنه المكلف…”[6].
ولقد عالج المشرع المغربي الشرط كوصف من بين أهم أوصاف االلتزام] ،[7من خالل الفصول من 107
الى 126من ظهير االلتزامات والعقود .في حين نظمه المشرع األردني في المواد من 393الى 401من
القانون المدني] ،[8فيما نظمه المشرع الفرنسي من خالل المواد من 1304الى 1304-7من القانون
المدني الجديد.
ومن خالل االطالع على النصوص التي تمت اإلشارة إليها أعاله ،نستشف أن هاته القواعد تقترب إلى حد
كبير من بعضها البعض مع وجود اختالفات قليلة جدا ،وبه سوف نحاول أن نعالج هذا الموضوع من خالل
التطرق إلى العديد من النقاط األساسية ذات الصلة بالشرط ،مثال تعريف الشرط وتحديد مقوماته القانونية
مرورا بأنواعه واآلثار المترتبة عليه.
وتماشيا مع ما تم ذكره ،ارتأينا أن نقسم العمل وفق اآلتي:
][Auteur 1
المبحث األول :ماهية الشرط وأنواعه. •
سوف نحاول من خالل هذا المبحث أن نضع اليد أوال على تعريف الشرط ومقوماته ،ثم ننتقل بعد ذلك
مباشرة إلى معالجة أنواع الشرط وفق التشريع المغربي والتشريعات المقارنة.
المطلب األول :ماهية الشرط. •
يقال إن كنه الشيء هو جوهره وحقيقته ،ونهدف من خالل هذا المطلب إلى تعريف الشرط من خالل الفقه
والتشريع والقضاء ،وفي نفس الصدد سنحاول أن نحدد مقومات الشرط في كل من التشريع المغربي وباقي
التشريعات المقارنة ذات التقاطع.
الفقرة األولى :تعريف الشرط. •
الشرط لغة هو “إلزام الشيء والتزامه” ،ويقال شارطه “ :إذا شرط كل منهما على صاحبه” ،فالشرط بهذه
المثابة يستهدف بيان حقوق وواجبات المتعاقدين أو المشترط والمشترط عليه[9].
وفي االصطالح :هو ما يتوقف وجود الحكم وجودًا شرعيا على وجوده ،ويكون خارجا عن حقيقته ،ويلزم
من عدمه عدم الحكم ،فالشرط وصف يتوقف عليه وجود الحكم ،وحقيقته أن عدمه يستلزم عدم الحكم ،وال
يلزم من وجوده وجود وال عدم ،وال يتحقق الحكم بشكل شرعي إال بوجود الشرط الذي وضعه الشارع
له].[10
أما في التشريع ،فبالرجوع إلى القانون المغربي لاللتزامات والعقود نجد أن المشرع وخروجا عن القاعدة
قام بوضع تعريف تشريعي للشرط من خالل الفقرة األولى من الفصل 107التي جاء فيها بأن“ :الشرط
تعبير عن اإلرادة يعلق على أمر مستقبل وغير محقق الوقوع ،إما وجود االلتزام أو زواله” ،وبالتالي نكون
أمام تعريف جامع لكل من الشرطين الواقف والفاسخ ،فيما عرفه المشرع األردني في المادة 393من
القانون المدني والتي صرحت بأن“ الشرط التزام مستقبل يتوقف عليه وجود الحكم او زواله
عند تحققه“ ،أما التعريف الذي أعطاه المشرع الفرنسي للشرط فإنه يتشابه إلى حد كبير مع الذي خصصه
له المشرع المغربي ،حيث نصت المادة 1304من ق.م.ف على أن “االلتزام مشروط هو ما يعتمد على حدث
مستقبل وغير مؤكد]”.[11
ولقد ساهم الفقه بدوره في وضع بعض التعاريف األخرى للشرط ،وإن كانت في مجملها ال تخرج عما هو
مسطر في القوانين الوضعية ،ومثاله حيث عرف الفقيه مأمون الكزبري – رحمه هللا – الشرط بأنه “التزام
][Auteur 2
مجهول المصير ،إذ الشك يدور حول معرفة ما إذا كان األمر الذي علق عليه وجود االلتزام أو زواله
سيتحقق أو ال يتحقق في المستقبل]”.[12
وعلى مستوى االجتهاد القضائي ،فقد عرفت محكمة النقض المصرية الشرط في أحد قراراتها ،والذي جاء
فيه“ :الشرط وفق المادة 265وصف يلحق االلتزام وهو أمر مستقبل غير محقق الوقوع ترتب عليه وجود
االلتزام أو زواله”[13].
واستخالصا لما سلف ،ارتأينا أن ندلي بتعريف للشرط وفق وجهة نظرنا المتواضعة ،ويمكن أن نقول
الشرط “هو واقعة مستقبلية غير محققة الوقوع وقت تضمينها ،حيث ينتج عن تحققها أثرين أساسين:
األول :سريان آثار التصرف القانوني اذا كان الشرط واقفا. •
الثاني :زوال آثار التصرف القانوني إذا كان الشرط فاسخا”. •
ويبقى التعريف المعطى أعاله قابل للنقاش والتعديل ،كون التعاريف تقبل التغيير والتطور حسب تطور
المحيط االجتماعي والقواعد المطبقة عليها من حيث التنظيم ،إذن فما هي مقومات الشرط؟.
الفقرة الثانية :مقومات الشرط. •
لكي يكون للشرط أثر مشروع تجاه أطراف العالقة القانونية ،يجب أن يستجمع جملة من المقومات والتي
بدونها لن يحصل المبتغى من الواقعة الشرطية.
أوال – يجب أن ينصب الشرط على واقعة مستقبلية :ويظهر بشكل جلي هذا المقوم من خالل مطلع الفصل
107من ظ.ل.ع بقوله “الشرط تعبير عن اإلرادة يعلق على أمر مستقبل”… ،وهو نفس المقتضى
المستشف كذلك من المادة 1304من ق.م.ف ][14والمادة 393من القانون المدي األردني[15].
كون تحقق الواقعية الشرطية في الماضي أو الحاضر يجعل من تضمينها في التصرف القانوني غير ذي
جدوى ،مادامت الواقعة محققة فال يمكن أن تكون محل شرط في التصرف القانوني ،بل أكثر من ذلك حتى
ولو كان األطراف يجهلون حلول تلك الواقعة أثناء انعقاد االتفاق ،كما لو تم اشتراط سريان العقد إذا ما
تزوج زيد ،في حين أن زيد متزوج ولكنه لم يخبر األطراف بذلك ،وبالتالي ال يعتد بهذا الشرط المضمن وال
ينتج أي أثر تجاه المتعاقدين ،وهو ما جاء به المشرع المغربي صراحة في الفقرة الثانية من الفصل 107
من ظ.ل.ع والتي جاء فيها“ :واألمر الذي وقع في الماضي أو الواقع حاال ال يصلح أن يكون شرطا ،وإن
كان مجهوال من الطرفين ”.ونجد أن كل من القانونين الفرنسي واألردني يفتقران لمثل هذا المقتضى ضمن
نصوصهما ،وحسن المشرع المغربي لما أبان حكم جهل األطراف للواقعة المحققة التي قاما بجعلها محال
للشرط.
وقد يحصل أن يكون الشرط منصبا على واقعة سلبية كما يمكن أن ينصب على واقعة إيجابية ،ومثال األولى
الشخص الذي يقوم بوهب عقار لزوجته شريطة أال تتزوج بعد وفاته ،ومثال الثانية الشخص الذي يبرم عقد
بيع ويعلق سريانه على عودة ابنه من الديار األوروبية ،وحسب أحد الباحثين ][16أن معيار األمر المستقبل
][Auteur 3
هو معيار موضوعي ال شخصي والعبرة فيه بحقائق األمور ال بما يدور في ذهن المتصرف أو نفس
المتعاقدين ،وهو ما سبق أن أشرنا إليه سلفا.
ثانيا – أن يكون الشرط غير محقق الوقوع :من مقومات الشرط كذلك أن يكون األمر المستقبل الذي علق
عليه وجود االلتزام أو زواله أمرا غير محقق الوقوع ،أما إذا كان األمر محقق الوقوع إن عاجال أو آجال.
وسواء كان الموعد معلوما أو غير معلوم ،فال يكون شرطا ،ذلك أن مثل هذا األمر المحقق الوقوع يفتقر إلى
عنصر الجهالة والشك وهو عنصر يالزم الشرط فال يقوم بدونه [17].وال ينبغي أن نفهم مسألة غير محقق
الوقوع بالمنطق المطلق ،وإنما وجب أن تفهم من زاوية مفادها غير محقق الوقوع في زمان ومكان
محددين ،إذ أنه حتى ولو كانت الواقعة المشروطة محقق الوقوع وكان يحوم حولها الشك ،فإنها تصلح ألن
تكون شرطا بالمعنى القانوني ،ومثاله الشخص الذي يعاقد شخصا آخر بخمسة آالف درهم إذا ما توفي
عمر ،فإن الموت هنا محقق ولكنه غير محدد ،وبالتالي تصح هاته الواقعة ألن تكون شرطا من الناحية
القانونية.
ثالثا – يجب أن يكون الشرط مشروعا :ويظهر هذا المقوم بشكل صريح في الفصل 108من ظ.ل.ع الذي
ينص على أن“ :كل شرط يقوم على شيء مستحيل أو مخالف لألخالق الحميدة أو للقانون يكون باطال
ويؤدي إلى بطالن االلتزام الذي يعلق عليه وال يصير االلتزام صحيحا إذا أصبح الشرط ممكنا فيما
بعد” ،وتقابله المادة 1304-1من القانون المدني الفرنسي ][18وكذلك المادة 397من القانون المدني
األردني [19].وبه ،نالحظ أن المشرع المغربي قطع أشواطا مهمة في هذا الصدد ،حيث أنه أضاف األخالق
الحميدة التي تعتبر من ثوابت المجتمع وركائزه ،ألن القانون غير كفيل بتنظيم كل ما يتعلق بما هو غير
مشروع لإلشتراط ،وهذا المقتضى قد يفعل السلطة التقديرية لمحكمة الموضوع من أجل تقرير ما إذا كانت
الواقعة المضمنة في االلتزام تخالف األخالق الحميدة أم ال.
وبتعبير آخر ،ال يجوز أن يتم تعليق االلتزام على واقعة مخالفة للقانون ،ونتيجة لما سبق ،فإن كل شرط من
شأنه أن يمنع أو يحد من مباشرة الحقوق والرخص الثابتة لكل إنسان كحق اإلنسان في أن يتزوج ،وحقه
في أن يباشر حقوقه المدنية ،يكون باطال ويؤدي إلى بطالن االلتزام الذي يعلق عليه[20].
ويرى الدكتور السنهوري“ [21] :أن الزوجة إذا اشترطت على زوجها عدم تعدد الزوجات وأنه إذا تزوج
بأخرى لها أن تصبح مطلقة منه أو يعطيها تعويضا ،الشرط صحيح وغير مخالف للنظام العام] ،[22ولكن ال
يجوز أن تشترط الزوجة على زوجها المسلم أال يتزوج غيرها وإال كان الزواج اآلخر باطال أو كانت الزوجة
األخرى طالقة”.
رابعا – يجب أن ال تكون الواقعة الشرطية معلقة على إرادة المدين :هذا المقتضى الذي نص عليه المشرع
في الفصل 112من ظ.ل.ع الذي جاء فيه بأنه ” :يبطل االلتزام إذا كان وجوده معلقا على محض إرادة
][Auteur 4
1304-2من ق.م.ف ،وال نجد لهذا المقتضى الملتزم”… ،والذي تقابله الفقرة األولى للمادة
نظير في القانون المدني األردني.
ومن هذا المنطلق ال يجوز أن يجعل المدين تحقق الواقعية الشرطية بين يديه ،حيث أنه وفي هذه الحالة
سنكون أمام تعسف وخلل في المراكز القانونية ألطراف االلتزام ،حيث جاء في أحد قرارات محكمة النقض –
المجلس األعلى سابقا – بأن “تعليق االلتزام على إرادة المدين يؤدي إلى بطالنه ،سواء كان المعلق هو
النشوء (الفصل 112من ظ.ل.ع) أو التنفيذ (الفصل 192من ظ.ل.ع)]”.[23
ومثال هذا المانع ،أقدم زيد على التعاقد مع عمر وعلق األول االلتزام على واقعة شرطية مفادها أن التصرف
القانوني سيكون ساريا تجاه عمر في عندما يذهب زيد إلى الحج ،وبالتالي نكون أمام التزام باطل بقوة
القانون.
مالحظة هامة :إذا ما لم تكن للطرف المشترط منفعة من وراء ذلك االشتراط ،فإن ذلك الشرط يعتبر باطال
بقوة القانون ،وبالتالي يجب أن تحضر المنفعة قبل تضمين الواقعة االشتراطية في االلتزام].[24
المطلب الثاني :أنواع الشرط. •
بالرجوع إلى طيات ظهير االلتزامات والعقود نجده ينظم نوعين من الواقعية الشرطية ،األولى سميت
بالشرط الواقف فيما الثانية سماها بالشرط الفاسخ ،وبه سنحاول أن نعالج كل مؤسسة على إنفراد.
الفقرة األولى :الشرط الواقف ( Condition Suspensive ). •
كما رأينا سابقا ،فإن الشرط حسب الفقرة األولى من الفصل 107من ظ.ل.ع ][25هو تعبير عن اإلرادة يعلق
على أمر مستقبل وغير محقق الوقوع ،إما وجود االلتزام أو زواله ،وبالتالي إذا كان أثر االلتزام يقف على
الواقعة المشروطة سنكون أمام شرط واقف ،بمعنى يوقف سريان المفعول القانوني للعقد إلى حين تحققه.
ومثال ذلك ،الشخص الذي يعلق عقد الهبة تجاه ابنته على واقعة الذهاب إلى دولة مصر من أجل إتمام
دراساتها ،أو الشخص الذي يقدم على تفويت عقاره إلى جاره شريطة أن يتزوج بابنته وغيرها من األمثلة
التي تجسد الشرط الواقف.
وبناء على ما سبق ،ال يحق للدائن المرتقب أن يتصرف في محل الشيء المبيع قبل تحقق الشرط الواقف،
ومثاله إذا ما فوت زيد عقار لعمر عبارة عن شقة سكنية وكان البيع معلق على شرط واقف معين ،فال يمكن
لعمر أن يتصرف في العقار وال أن يستعمله كون الواقعة الشرطية تجلع العقد معدوما من الناحية الواقعية
إلى حين تحقق الشرط الواقف ،وااللتزام يدور وجودا وعدما بمدى إمكانية تحقق الشرط[26].
وسبق أن أشرنا سابقا بأن الشرط ال يجب أن ينصب على واقعة مستحيلة أو مخالفة للقانون واألخالق
الحميدة] ، [27ونرى أنه من األفيد أن نوضح الفريق ما بين االستحالة القانونية واالستحالة المادية للشرط
الواقف.
][Auteur 5
1 :االستحالة القانونية هي الوضعية التي يحصل فيها تضارب ما بين الواقعة المشروطة •
والقانون ،حيث أن القانون يمنع ما تم اشتراطه ،ومثال ذلك الشخص الذي يبرم اتفاقا معلقا
على شرط يرمي إلى انتحار أحد األغيار ،أو الشرط الذي يوجه المتعاقد إلى الزواج بأكثر من
أربع نساء في حين أن الشرع والقانون ال يجيز التعدد بأكثر من أربعة زوجات ،وهكذا فكل
تصرف ضمنت فيه مثل هاته الشروط التي تحيط بها استحالة قانونية يكون باطال ويدخل في
حكم العدم.
2 :االستحالة المادية هي الوضعية التي يحصل فيها اشتراط أمر يستحيل أن يتحقق ،ومثال ذلك •
الشخص الذي يبرم تصرفا معلق على شرط مفاده الغطس في أعماق البحر بدون أنابين التنفس
أو الشخص الذي يشترط بأن يطير أحد بال وسيلة خاصة للطيران ،أو الشخص الذي يشترط
على أحد بأن يحمل على أكتافه مئة طن من الحجز أو أن يشق جبال بيده إلى غير ذلك ،وما قلناه
على أثر تضمين الواقعة المستحيلة استحالة قانونية ،ينطبق على الواقعة المستحيلة استحالة
مادية.
الفقرة الثانية :الشرط الفاسخ (Condition résolutoire).
عندما تكون الواقعة الشرطية تهدف إلى إنهاء آثار االلتزام عند تحققها نكون أمام شرط فاسخ ،ومثال
ذلك البائع الذي يشترط على المشتري عدم تفويت العقار داخل مدة معينة وإال اعتبر البيع وكأنه لم يكن،
وبالتالي فكلما تحقق الشرط الفاسخ أصبح االلتزام في حكم العدم.
ولقد تطرق المشرع المغربي إلى الشرط الفاسخ كنوع من أنواع الشرط بشكل ضمني عن طريق الفصل
107من ظ.ل.ع والذي عرف من خالله الشرط بأنه ” :تعبير عن اإلرادة يعلق على أمر مستقبل وغير
محقق الوقوع ،إما وجود االلتزام أو زواله“ ،وينطبق نفس األمر على القانون المدني األردني الذي هو
اآلخر لم ينص صراحة على الشرط الفاسخ كما هو الحال في الشرط الواقف ،حيث جاءت اإلشارة إلى
الشرط بصورة عامة دون تمييز ،غير أنه يمكن القول بأن حكم الشرط الفاسخ تضمنته المادة 393من
القانون المدني األردني ،والتي تنص على أن “ :الشرط التزام مستقبل يتوقف عليه وجود الحكم أو زواله
عند تحققه” ،وكذلك أشارت إليه مقتضيات المادة 399من نفس القانون والتي جاء فيها “يزول التصرف
إذا تحقق الشرط الذي قيده ويلتزم الدائن برد ما أخذ فإذا تعذر الرد بسببه كان ملزما بالضمان ”.ولكن
المشرع الفرنسي كان أكثر دقة من سابقيه ،حيث نص صراحة على الشرط الفاسخ عند معرض تعريفه
للواقعة الشرطية ،وذلك وفق الفقرة الثالثة للمادة 1304من القانون المدني الفرنسي] ،[28حيث جاء في
مضمونها بأن الشرط الفاسخ هو الذي ينتج عن تحقق فسخ االلتزام.
ولقد ساهم لالجتهاد القضائي هو اآلخر في وضع تعريف للشرط الفاسخ ،حيث جاء في أحد قرارات محكمة
النقض المصرية بأن “ :تحقق الشرط الفاسخ – وهو أمر مستقبل غير محقق الوقوع – يترتب علٌيه وفقا ً
][Auteur 6
لحكم المادة 265من القانون المدني زوال االلتزام المعلق على هذا الشرط يكون قائما ً ونافذا في فترة التعلق
ولكنه مهدد بخطر الزوال]”.[29
وعالوة على ما سبق ،يقول أحد الفقه الفرنسي ،بأن االلتزام المعلق على شرط فاسخ ينتج اثاره بمجرد
انعقاده وفسخه يبقى خاضعا للشرط المضمن به ،ومثاله بيع سيارة بشرط عدم بيعها للغير قبل عرضها على
مالكها القديم ،أو التبرع بعقار معين بشرط الفسخ إذا ما توفي المستفيد من التبرع وقس على ذلك]،[30
وبالتالي يبقى الشرط الفاسخ بمثابة الحكم الذي ال يحتاج إلى قاضي عند تحققه.
][Auteur 7
القاعدة الثانية :إذا لحق الشيء عيب أو نقصت قيمته بغير خطأ المدين أو فعله ،وجب على الدائن أن يأخذه
على الحالة التي يوجد عليها من غير إنقاص في الثمن ،ومفاد هاته القاعدة أنه يقع على المشتري تحمل
العيب أو النقص في القيمة االقتصادية لمحل عقد البيع المعلق على شرط واقف قد تحقق ،شريطة أن ال
يكون للمدين يد في حصول العيب ونقصان القيمة ،ونرى أن هاته القاعدة ما هي إال أحد التطبيقات الخاصة
لما جاء به الفصل 562من ظ.ل.ع].[31
القاعدة الثالثة :وإذا هلك الشيء هالكا تاما بخطأ المدين أو بفعله ،كان للدائن الحق في التعويض ،وبالتالي
كلما كان الهالك التام يعزى الى خطأ المدين أو فعله – والذي هو البائع في عقد البيع مثال – أمكن للدائن –
والذي هو المشتري في عقد البيع – أن يطالب بالتعويض عن الضرر الذي لحه من جراء عدم تنفيذ االلتزام
بسبب هالك محله.
القاعدة الرابعة :وإذا لحق الشيء عيب أو نقصت قيمته بخطأ المدين أو بفعله ،كان للدائن الخيار بين أن
يأخذ الشيء على الحالة التي يوجد عليها وبين أن يفسخ العقد ،مع ثبوت الحق له في التعويض في
الحالتين .ونستشف من خالل هذا المقتضى أن المشرع المغربي ترك للدائن الخيار من أجل الترجيح بين
مصلحة التنفيذ أو الفسخ عندما يلحق الشيء محل االلتزام عيب أو نقصان في قيمته االقتصادية شريطة أن
يكون السبب في ذلك هو بخطأ المدين أو فعله ،وال تحول المطالبة بأحد األمرين دون استحقاق التعويض إن
كان له محل.
مالحظة هامة :إن القواعد المومأ لها أعاله تكسي طابعا مكمال ،وبالتالي فال مناص من االحتكام إلى ما
اتفق عليه األطراف ابتداء وال يجوز الرجوع لما سبق إال في حالة سكوت األطراف عن تنظيم طبيعة اآلثار
المترتبة عن هالك الشيء محل االلتزام المعلق على شرط واقف ،سواء كان هذا الهالك كليا أو جزئيا بل
حتى ولو كان مجرد عيب أو نقصان في القيمة االقتصادية لمحل االلتزام].[32
ثالثا – آثار التصرفات التي تجرى أثناء وقبل تحقق الشرط الواقف :مبدئيا كل تصرف أبرم بعد أن تم عقد
التصرف الذي يتضمن شرطا واقفا يعتبر صحيحا وملزما لكافة أطرافه ومنتجا كذلك لآلثار القانونية
المسطرة وفق التشريع الذي تم االحتكام عليه ،ولكن هذا األمر ال يجوز للملتزم تحت شرط واقف أن يجري
قبل تحقق الش رط أي عمل من شأنه أن يمنع أو يصعب على الدائن مباشرة حقوقه التي تثبت له إذا ما تحقق
الشرط] ،[33ونالحظ من خالله أن المشرع وإن كان قد وضع مانعا يتجلى في عدم االضرار بالدائن من
خالل التصرفات التي قد يجريها قبل تحقق الشرط الواقف ،إال أنه لم يحدد معايير هذا المقتضى وال المقصود
بعبارة “أي عمل من شأنه أن يمنع أو يصعب على الدائن مباشرة حقوقه” والتي تحتمل مجموعة من
التأويالت المختلفة حسب اختالف كل نازلة على حدى ،وبالتالي وجب أن يتم تفعيل السلطة التقديرية
لمحكمة الموضوع التي تبقى لها صالحية تقرير ما يمكن أن يعتبر مانعا يحول دون ممارسة الدائن لحقوقه
وما يمكن أن يعتبر غير ذلك.
][Auteur 8
وتماشيا مع ما تم ذكره ،فإنه بعد تحقق الشرط الواقف ،تفسخ التصرفات القانونية القائمة بين نشوء
االلتزام وتحقق الشرط ،وذلك في الحدود التي يمكن فيها أن تضر بالدائن ،مع عدم اإلخالل بالحقوق
المكتسبة بطريقة سليمة للغير حسن النية].[34
رابعا – إمكانية اللجوء الى اإلجراءات التحفظية [35] :إنه بمجرد انعقاد التصرف القانوني الذي يتضمن
شرطا واقفا ،يمكن للدائن أن يلجئ إلى سلوك اإلجراءات التحفظية التي تمكنه من الحفاظ على حقوقه تجاه
المدين ،ومثال ذلك يجوز للمشتري أن يقوم بتقييد احتياطي على الرسم العقاري الخاص بالعقار المحفظ
موضوع البيع المعلق على واقعية شرطية موقفة لسريان عقد البيع ،وإذا خيف أن يتم اإلضرار بالدائن من
طرف المدين أمكنه اللجوء إلى مسطرة الحجز التحفظي إذا توفت شروطها القانونية].[36
خامسا – آثار تحديد أجل تحقق الشرط الواقف من عدمه :إنه في إطار الفصل 230من ظ.ل.ع ][37يمكن
ألطراف االلتزام الذي يحتوي على شرط واقف أن يحددوا أجل تحقق هذا الشرط ،وبالتالي إذا ما انقضى
األجل دون تحقق الواقعة المشروطة فإنها تصبح وكأنها لم تحدث ،وبه يصير االلتزام في حكم العدم ما لم
يتم االتفاق على خالف ذلك ،وهو المقتضى الذي نص عليه المشرع المغربي صراحة في الفقرة األولى من
الفصل 117من ظ.ل.ع ،بل أكثر من ذلك لقد منع – المشرع المغربي – القضاء من إمكانية وضع اليد على
األجل وتمديده .ولكن السؤال الذي يطرح في هذا السياق ،هو ماذا لو لم يتم تحديد أجل تحقق الشرط
الواقف؟ وهل يمكن اللجوء إلى القضاء من أجل تحديده؟.
وجوابا على ما تم التساؤل بشأنه ،إن االلتزام الذي يتضمن شرطا وافقا دون تحديد أجل تحققه يظل
صحيحا ،وبالتالي يمكن أن يتحقق الشرط في أي وقت وبالتالي يصبح االلتزام قائما ومنتجا آلثاره القانونية،
إال أن الشرط الواقف إذا صار مستحيل التحقق يدخل في حكم الشرط المتخلف ولو لم ينتهي األجل بعد ،ومن
زاوية أخرى قضائية جاء في أحد قرارات محكمة النقض – حاليا والمجلس األعلى سابقا – بأنه “إذا لم
يحدد للشرط الواقف أجل ،أمكن تحققه في أي وقت وال يعتبر متخلفا إال إذا تأكد أن الشرط لن يتحقق
مستقبال] ،”[38وقضت كذلك في قرار آخر بما يلي “ :يعتبر الشرط الواقف متخلفا إذا انقضى األجل دون
أن يتحقق األمر الذي علق عليه االلتزام ،أو إذا أصبح مؤكدا أن األمر لن يقع في المستقبل – وإذا علق
االلتزام على رخصة إدارية ،يعتبر الشرط متخلفا إذا رفضت اإلدارة منح الرخصة المذكورة – وتعديل
القانون الذي كان يوجب الحصول على الرخصة اإلدارية فيما بعد ،ال يكون له أثر رجعي بتصحيح العقد
الذي لم ينعقد بتخلف الشرط الذي كان قد علق عليه ]”.[39مع العلم أننا لم نجد مثيال لهاته المقتضيات ال
في القانون المدني الفرنسي وال في القانون المدني األردني.
وبخصوص الجواب على التساؤل الثاني ،لم نجد لهذا االشكال حال في القانون المغربي وال في التشريعات
المقارنة ،ولكن ال يعقل أن يتم تأبيد أمد تحقق الشرط بسبب عدم تحديده ،ومن بوادر االنصاف والعدالة أن
يتم اللجوء إلى القضاء من أجل تحديد أجل معقول لتحقق الشرط الواقف المضمن بااللتزام ،وبطبيعة الحال
][Auteur 9
فإن تحديد هذا األجل سيكون عن طريق االعتماد على مجموعة من المعايير التي تختلف من عقد الى آخر
ومن نازلة الى أخرى].[40
المطلب الثاني :اآلثار المترتبة على الشرط الفاسخ.
لما كان للشرط الواقف عدة آثار قانونية تنتج بمجرد تضمينه بااللتزام ،فإنه من البديهي أن تكون ألخيه
الشقيق الشرط الفاسخ نفس األهمية في هذا الجانب ،وبالتالي فكلما كان لدينا شرط فاسخ داخل االلتزام كلما
لحقته مجموعة من اآلثار القانونية ،وهي كاآلتي:
أوال – االلتزام الذي يحتوي على شرط فاسخ ينتج كافة آثاره بمجرد تمامه :ومرد ذلك إلى أن االلتزام الذي
ضمن به شرط فاسخ يكون ساري المفعول بمجرد توافق االيجاب والقبول لعاقديه إذا كان االلتزام من
التصرفات الملزمة لجانبين أو بمجرد تضمين الشرط من طرف الملزم به في إطار التصرفات الملزمة لجانب
واحد [41].وبه فإن تحقق الشرط الفاسخ المضمن بااللتزام يؤدي إلى إنهائه وفسخه] ،[42وال يكون سببا
في انشاء آثاره القانونية تجاه الملتزم أو الملتزمين به عن إبرام التصرف القانوني.
حيث جاء في أحد قرارات محكمة النقض – المجلس األعلى سابقا – بأن “العقد يصبح مفسوخا بقوة
القانون إذا تحقق الشرط الفاسخ ،ويصير قاضي المستعجالت مختصا بطرد المكتري الذي يقر تحقق الشرط
الفاسخ]”.[43
وإذا ما حصل وتم تحديد أجل لتحقق الشرط الفاسخ المضمن ،فإن انتهاء األجل المحدد دون تحقق الشرط
يجعل االلتزام تاما بمعزل عن الواقعة الشرطية التي كان من شأنها أن تهوي بااللتزام في ظالل الفسخ ،وهو
المقتضى الذي جاء به المشرع المغربي من خالل الفصل 118من ظ.ل.ع ].[44ويستحسن أن نحيل على ما
قلناه في إطار الشرط الواقف بخصوص عدم تحديد أجل تحقق هذا الشرط والقواعد الواجبة التطبيق في
هاته الحالة ،كون نفس األمر ينطبق على الشرط الفاسخ ،وذلك بهدف تفادي اإلطناب والحشو الذي لن
يضفي لهذا العمل المتواضع شيئا.
ثانيا – آثار وفاة المستفيد من الشرط الفاسخ :قد يحصل في بعض األحيان أن يتوفى أحد المتعاقدين
اللذان يحول بينهما شرط فاسخ في االلتزام ،وبالتالي هل يحق للورثة أن يتمسكوا بهذا الشرط؟ وماذا لو
تعدد الورثة واختلفوا في ابقاء االلتزام من فسخه؟.
جوابا على السؤال األول ،إذا مات المتعاقد الذي احتفظ لنفسه بخيار الفسخ قبل فوات األجل المحدد
لمباشرته من غير أن يعبر عن إرادته ،كان لورثته الخيار بين اإلبقاء على العقد وفسخه خالل الوقت الذي
كان باقيا لموروثهم ،وهو ما نص عليه المشرع المغربي صراحة من خالل الفقرة األولى للفصل 115من
ظ.ل.ع.
][Auteur 10
فيما جواب السؤال الثاني ،فإنه وإذا اختلف الورثة ،فال يسوغ للراغبين منهم في اإلبقاء على العقد أن
يجبروا اآلخرين على قبوله ،وإنما يجوز لهم أن يأخذوا العقد كله لحسابهم الشخصي ،وهو المقتضى الوارد
في الفقرة الثانية من نفس الفصل أعاله.
وتجدر اإلشارة إلى أن ما تم ذكره ما هو إال تدخل تكميلي من المشرع المغربي ،وبالتالي يمكن لألطراف أن
يتفقوا بخالف ذلك ،مثال تحديد نطاق الشرط الفاسخ أو االلتزام بأكمله وعدم جعله ساريا على الورثة في
حالة الوفاة.
ثالثا –آثار نقصان أهلية المستفيد من الشرط الفاسخ :قد يحصل أن يصاب الشخص الذي احتفظ لنفسه
بشرط الفسخ بنقصان في األهلية نتيجة السفه أو العته أو الجنون ،وبالتالي نكون أمام التزام صحيح من
الناحية القانونية ولكن يتولد لدينا خلل أثناء تنفيذه ،وبه وجب اللجوء إلى القاضي المكلف بشؤون
القاصرين من أجل تعيين مقدم على الشخص الذي نقصت أهليه ،وهو ما جاء به المشرع المغربي في
الفصل 116من ظ.ل.ع عندما قال “إذا أصيب المتعاقد الذي احتفظ لنفسه بخيار الفسخ بالحمق ][45أو بأي
سبب من أسباب نقص األهلية ،عينت المحكمة ،بناء على طلب المتعاقد اآلخر أو أي ذي مصلحة غيره،
مقدما خاصا ويقرر هذا المقدم ،بعد إذن المحكمة ما إذا كان يقبل العقد أو يفسخه وفق ما تقتضيه مصلحة
ناقص األهلية ،وفي حالة اإلفالس ][46يكون المقدم بحكم القانون هو وكيل التفليسة (السنديك) أو أي نائب
آخر لكتلة الدائنين”.
رابعا – آثار تحقق الشرط الفاسخ :إن تحقق الشرط الفاسخ يجعل االلتزام في حكم العدم وبالتالي يصبح
وكأنه لم يكن ،وبه وجب أن يتم إرجاع الحال إلى ما كان عليه قبل التعاقد ،ولكن هذا الطرح قد ال يكون له
محل إذا ما حصلت وقائع يصعب أو يستحيل معها إرجاع األمر إلى ما كان عليه ،ومثال ذلك زيد قام بتفويت
عقار لعمر مع تضمين شرط فاسخ يهدف إلى زوال التصرف إذا ما طلق عمر عائشة والتي هي بنت زيد،
وبعد ذلك أقدم عمر على تفويت العقار لقيس الذي قام بتحفيظه وتطهيره بأن تم تأسيس رسم عقاري له،
بالتالي وإن تحقق الشرط الفاسخ الذي هو طالق عمر من عائشة فال يمكن أن يتم إرجاع الحال إلى ما كانت
عليه ،وال مناص من طرق باب القضاء من أجل الحصول على التعويض المناسب].[47
ولكن ما يأخذ انتباهنا في هذا السياق هو ما جاء به المشرع المغربي في الفقرة األخيرة من الفصل 121من
ظ.ل.ع عندما قال “وهو – أي الذي كان تحقق الشرط الفاسخ ضده – ال يكون ملزما برد الثمار والزيادات
وكل اشتراط من شأنه أن يحمله رد الثمار يعتبر كأن لم يكن” ،في حين كان من األجدر على المشرع
المغربي أن يميز بين حسن النية وسيئها عوض وضعهما داخل قاعدة واحدة ال تفرق بين اإلثنين ،ألن
تحقق الشرط الفاسخ يجعل حسب منظورنا المتواضع المواجه به في حكم الحائز ،وقواعد الحيازة في سياق
المسؤولية المدنية ال تسوي بني حسن النية ][48وسيئها] ،[49بل إنها تعامل األول بشيء من المرونة فيما
تعامل الثاني بنقيض قصده.
][Auteur 11
ختم العمل:
إن الشرط بأنواعه يكتسي أهمية كبرى داخل المنظومة المدنية ،حيث أن المتعاقدين غالبا ما يحاولون أن
يوفروا لنفسهم الحماية القانونية الكافية من خالل تضمين الشروط التي تسري لصالحهم وتكفل لهم الحد
األدنى على األقل من األمن التعاقدي ،ويجب على كل شخص شاء أن يتكئ على الواقعة الشرطية أن يعلم
أوال مقوماتها القانونية ،وما يدخل في دائرة المنع وغيرها من القواعد المهمة التي ستسهل عليه التعامل
بها ،مع ضرورة استحضار مسألة مهمة مفادها أن المقتضيات المنظمة للواقعة الشرطية سواء في التشريع
المغربي أو في باقي التشريعات تبقى مكتسية للطابع المكمل فقط ،وبالتالي ال يتم اللجوء إليها إال استثناء،
ونتمنى أن يتم تجديد وتعديل هاته المقتضيات عن طريق عدم جعل حسن النية وسيئها فوق كفة واحدة،
وهذا ال يعني أن ظهير االلتزامات والعقود المغربي غير كافي أو طاله القدم ،بل على العكس من ذلك فإنه قام
بتن ظيم الواقعة الشرطية بشكل دقيق وبالقدر الذي لم تنظمه باقي التشريعات المقارنة كالقانون المدني
الفرنسي والقانون المدني األردني.
– ] [1إن شاء األطراف سلوكه ،وغالبا ما يتم اللجوء الى هذا النوع من االتفاقات التمهيدية في العقود التي
تكتسي نوعا من األهمية سواء من الناحية االقتصادية أو من الناحية القانونية كعقود التجارة الدولية
وغيرها ،ولقد نظم المشرع المغربي سيرا على منوال نظيره الفرنسي بعض العقود ذات الطبيعة التفاوضية،
وذلك قبل الوصول الى إبرام العقد النهائي مثل عقد التخصيص في القانون 44.00المتعلق ببيع العقار في
طور اإلنجاز المغير والمتمم بمقتضى القانون 107.12.
– ][2ظهير 9رمضان 1331الموافق ( 12أغسطس )1913بمثابة قانون لاللتزامات والعقود.
[3] – L’article 1193 Ordonnance n°2016-131 du 10 février 2016 – art2 : « Les
contrats ne peuvent être modifiés ou révoqués que du consentement mutuel
» des parties, ou pour les causes que la loi autorise
– ][4الفصل : “230االلتزامات التعاقدية المنشأة على وجه صحيح تقوم مقام القانون بالنسبة إلى
منشئيها ،وال يجوز إلغاؤها إال برضاهما معا أو في الحاالت المنصوص عليها في القانون”.
– ] [5التصرف القانوني هو العمل اإلرادي المحض الذي يهدف إلى إحداث أثر قانوني ما ،أي اتجاه اإلرادة
إلى إحداث أثر قانوني معين قد يرمي إلى إنشاء حق أو نقله أو تعديله أو إنهائه.
– ][6أسامة محمد سليمان الدباس – الواقعة الشرطية في القانون المدني األردني – رسالة لنيل شهادة
الماستر في القانون الخاص – كلية الحقوق – جامعة الشرق األوسط .ص .13
][Auteur 12
– ] [7وتجدر اإلشارة هنا بأن الشرط يمكن أن يلحق التصرفات الصادرة عن إرادة منفرة كما يمكن أن
يلحق العقد ،حيث أن المشرع الفرنسي جمع المؤسستين في القانون المدني الجديد المعدل سنة 2016
بقوله “تنشؤ االلتزامات من التصرفات القانونية أو الوقائع القانونية أو القانون”.
– ][8ويسمى هذا القانون بالمدني حسب المادة األولى منه.
– ][9الفيروز أبادي – قاموس المحيط – الجزء الثاني – القاهرة – ص .368
– ][10اإلحكام ،اآلمدي 1 :ص ،121مصادر التشريع اإلسالمي :ص ،553أصول الفقه ،خالف :ص
،134أصول السرخسي 2 :ص ،303الحدود في األصول ،الباجي :ص ،60شرح الكوكب المنير 1 :ص
.452
[11] – L’article 1304 Ordonnance n°2016-131 du 10 février 2016 – art.
3 : « L’obligation est conditionnelle lorsqu’elle dépend d’un événement futur et
incertain ».
– ][12مأمون الكزيري – نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود المغربي – الجزء الثاني
– أوصاف االلتزام وانتقاله وانقضاؤه – ص .19
– ][13أحمد صالح الدين – أحدث قرارات محكمة النقض – القاهرة – ص .06
– ][14لقد تمت اإلشارة لها فيما سبق.
– ][15لقد تمت اإلشارة لها فيما سبق.
– ][16أسامة محمد سليمان الدباس – م س – ص .42
– ][17مأمون الكزبري – م س – ص .23
[18] – 1304-1 Ordonnance n°2016-131 du 10 février 2016 – art. 3 : « La
condition doit être licite. A défaut, l’obligation est nulle ».
– ][19المادة : 397يبطل التصرف اذا علق وجوده على شرط مستحيل او مخالف لآلداب أو النظام العام.
– ][20المادة 109من ظ.ل.ع.
– ][21عبد الرزاق أحمد السنهوري – الوسيط في شرح القانون المدني الجديد – نظرية االلتزام بوجه
عام – األوصاف – الحوالة – االنقضاء – الجزء الثالث – دار إحياء التراث العربي – القاهرة – ص .22
– ][22أنظر المادة 40من مدونة األسرة.
– ][23قرار عدد 18الصادر بتاريخ 26/11/1969والمنشور بمجلة قضاء المجلس األعلى – العدد .16
– ][24الفصل 111من ظ.ل.ع.
– ][25تقابله المادة 1304من القانون المدني الفرنسي.
][Auteur 13
–والمادة 393من القانون المدني األردني.
[26] – Henri Capitant – Introduction à L’étude du Droit Civil – Cinquième
Edition – Paris – P 338.
– ][27الفصل 108من ظ.ل.ع.
–المادة 1304-1من القانون المدني الفرنسي.
–المادة 397من القانون المدني األردني.
[28] – L’article 1304 Ordonnance n°2016-131 du 10 février 2016 – art. 3 :
« L’obligation est conditionnelle lorsqu’elle dépend d’un événement futur et
incertain.
La condition est suspensive lorsque son accomplissement rend l’obligation
pure et simple.
Elle est résolutoire lorsque son accomplissement entraîne l’anéantissement de
»l’obligation.
– ][29أحمد صالح الدين – م.س – )الطعن رقم 665لسنة 44ق – جلسة 1978/4/25س29
ص – )1112ص .10
[30] – Henri Capitant – op cit – P 349.
– ][31الفصل : 562ليس للمشتري الحق في استرداد الثمن أو في إنقاصه ،إذا تعذر عليه رد الشيء
المبيع في الحاالت اآلتية:
أوال – إذا هلك المبيع بحادث فجائي أو بخطأ وقع من المشتري أو من األشخاص الذين يتحمل المسؤولية
عنهم؛
ثانيا – إذا سرق الشيء من المشتري أو اختلس منه؛
ثالثا – إذا حول المشتري الشيء على نحو يصير معه غير صالح الستعماله فيما أعد له أصال .إال أنه إذا لم
يكن العيب قد ظهر إال عند إجراء التحويل أو نتيجة له ،فإن المشتري يحتفظ بحقه في الرجوع على البائع.
– ][32أنظر الفقرة األخيرة من الفصل 120من ظ.ل.ع.
– ][33أنظر الفقرة األولى من الفصل 125من ظ.ل.ع.
– ][34أنظر الفقرة الثانية من الفصل 125من ظ.ل.ع.
– ][35الفصل 126من ظ.ل.ع.
– ][36أنظر الفصول من 452الى 458من قانون المسطرة المدنية.
][Auteur 14
– ][37ينص الفصل 230من ظ.ل.ع على أن “االلتزامات التعاقدية المنشأة على وجه صحيح تقوم مقام
القانون بالنسبة إلى منشئيها ،وال يجوز إلغاؤها إال برضاهما معا أو في الحاالت المنصوص عليها في
القانون”.
– L’article 1193 Ordonnance n°2016-131 du 10 février 2016 – art2 : « Les
contrats ne peuvent être modifiés ou révoqués que du consentement mutuel
des parties, ou pour les causes que la loi autorise ».
– ][38قرار عدد 889الصادر بتاريخ – 1990/04/18المنشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد .46
– ][39قرار عدد 3038الصادر بتاريخ – 1991/12/04المنشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد .46
– ][40وال نرى مانعا من سلوك مسطرة األوامر المبنية على طلب طبقا لمقتضيات الفصل 148من قانون
المسطرة المدنية.
– ][41مثل الهبة والصدقة والوقف وغيرها من التصرفات التي تلزم الطرف الذي صدرت عنه دون غيره.
– ][42وهذا النوع من الفسخ هو ما يصطلح عليه بالفسخ االتفاقي.
– ][43قرار عدد – 2220الصادر بتاريخ – 1989/11/01المنشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد
.45
– ][44الفصل ” : 118إذا علق التزام مشروع على شرط عدم وقوع أمر في وقت محدد ،فإن هذا الشرط
يتحقق إذا انقضى الوقت من غير أن يقع األمر وهو يتحقق كذلك إذا أصبح ،قبل فوات األجل ،مؤكدا أن
األمر لن يقع وإذا لم يحدد أي أجل ،فال يتحقق الشرط إال إذا أصبح مؤكدا أن األمر لن يقع”.
– ][45قارن مع المادة 217من مدونة األسرة.
– ][46نسخت المادة 733من مدونة التجارة لسنة ،1996الظهير الشريف بتاريخ 9رمضان 1331
( 13غشت )1913بمثابة القانون التجاري الذي كان يتضمن في الفصل 197وما بعده األحكام المتعلقة
بموضوع اإلفالس؛ وعوضت بمقتضيات الكتاب الخامس المتعلق بصعوبات المقاولة (الفصل 545وما
بعده) الذي استحدث ثالث مساطر رئيسية:
1 -التسوية القضائية؛ وفي نطاقها يستمر نشاط المقاولة مع المدين؛
– 2التفويت ويقوم على تفويت المقاولة ألحد األغيار مما يضمن استمرارية نشاطها؛
3 -التصفية القضائية وتنبني على تصفية أصول المدين من أجل وفاء خصومه
ويسبق الفصل في مآل المدين بفترة إعداد الحل تتغير في نطاقها قواعد غل يد المدين بالموازاة مع
السلطات المخولة للسنديك من تسيير كلي أو جزئي أو مراقبة ،في حين تؤدي التصفية القضائية إلى غل يد
المدين بقوة القانون.
– ][47أنظر الفقرة الثانية من الفصل 121من ظ.ل.ع.
][Auteur 15
–ولم أجد لهذا المقتضى مثيال ال في القانون المدني الفرنسي وال في القانون المدني األردني.
– ][48الفصل 103من ظ.ل.ع :الحائز عن حسن نية يتملك الثمار ،وال يلزم إال برد ما يكون منها
موجودا في تاريخ رفع الدعوى عليه برد الشيء ،وما يجنيه منها بعد ذلك.
وهو يتحمل ،من ناحية أخرى ،مصروفات الحفظ ومصروفات جني الثمار.
الحائز حسن النية هو من يحوز الشيء بمقتضى حجة يجهل عيوبها.
– ][49الفصل 101من ظ.ل.ع :الحائز سيئ النية ملزم بأن يرد ،مع الشيء ،كل الثمار الطبيعية والمدنية
التي جناها ،أو التي كان يستطيع أن يجنيها لو أنه أدار الشيء إدارة معتادة وذلك من وقت وصول الشيء
إليه وال حق له إال في استرداد المصروفات الضرورية التي أنفقت لحفظ الشيء وجني الثمار ،إال أنه ال
يكون له الحق في أن يباشر هذا االسترداد إال على الشيء نفسه.
ومصروفات رد الشيء تقع على عاتقه.
][Auteur 16