Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في مادة
القانون املدني
(أحكام االلتزام :تنفيذ االلتزام واألوصاف املعدلة آلثاره)
ص :صفحة.
ط :الطبعة.
مقدمة:
موعة من القواعد التي يضعها مشرع ما لتنظيم املعامالت ّ ّ
يعبر مفهوم القانون
املدني عن مج ٍ
بين ألافراد مع بعضهم البعض ،وتنقسم قواعد هذا القانون إلى قواعد آمرة والتي ال يمكن الاتفاق على
ّ مكملة والتي ُت ّ
مخالفة أحكامها ،وقواعد ّ
طبق في حالة عدم الاتفاق على ما يخالفها ،ويعتبر الهدف
الرئيس ّي من وضع هذه القواعد هو تنظيم كيفية التعامل بين ألافراد ،وتعيين الحقوق والالتزامات
لجميع ألاطراف ،بهدف منع حدوث أي نزاعات.
يعتبر القانون املدني أهم فروع القانون الخاص على الاطالق ،فهو الشريعة العامة للقانون
الخاص ،بمعنى أنه بمثابة املرجع العام لتنظيم جميع العالقات التي تنشأ بين أفراد املجتمع في ألاحوال
التي تسكت فيها الفروع املشتقة عن القانون املدني عن تنظيم مسألة من املسائل التي تدخل في
عد نظرية الالتزام من أهم موضوعات القانون املدني ،وهي تهتم بدراسة عالقة الفرد بغيره نطاقها ،وت ّ
من حيث املال ،حيث تدخل في دائرتها كل عالقات التبادل املالي ،كما تعني كذلك بدراسة جبر الضرر
الذي يلحق الغير في مجال املسؤولية.
يعرف الالتزام كموضوع من مواضيع هذه النظرية على أنه رابطة بين شخصين أو رابطة بين
ذمتين ماليتين ،فهو واجب قانوني يقع على الشخص يسمى املدين ،يلزمه بالقيام بأداء أو الامتناع عن
عمل ذي قيمة مالية ملصلحة شخص آخر يسمى الدائن ،والذي يكون له سلطة اجباره على أدائه،
ومهما كان موضوع الالتزام ،باعطاء ش يء ،أو القيام بعمل أو الامتناع عن عمل ،فهو ينشأ عن سبب
معين أي مصدره فاملقصود بمصدر الالتزام هو السبب الذي أنشأ الالتزام ،فيكون التزام املشتري بدفع
الثمن هو عقد البيع ،والتزام املتسبب في الضرر بالتعويض هو العمل املستحق للتعويض ،والتزام الاب
بالفقة هو القانون ،وعدد هذه املصادر هو خمسة في القانون املدني الجزائري وهي العقد ،الارادة
يعد تصرفا قانونيا ،باالضافة إلى الفعل الضار والفعل النافع ،وكذلك القانون الذي املنفردة ،وكليهما ّ
يعتبر املصدر املباشر وغير املباشر لكل الالتزامات.
فإن ألاثر الجوهري الذي يترتب عليه بعد قيامه صحيحا هو وجوب ومهما كان مصد الالتزامّ ،
ر
ً
قيام املدين بالتنفيذ طوعا وبمحض إرادته واختياره وضمن املدة املحددة ويسمى ذلك بتنفيذ الالتزام
اختيارا،هذه هي القاعدة العامة وألاصل في تنفيذ الالتزامات تطبيقا لنص املادة 061من ق م التي تنص
على أنه " :املدين ملزم بتنفيذ ما تعهد به ،1"...وهذا تطبيق ملبدأ حسن النية والثقة املتبادلة بين
-1أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،ج.ر.ج.ج عدد ،55صادر بتاريخ 91
سبتمبر ،0357معدل ومتمم.
2
محاضرات في مادة القانون املدني
الناس ،فمتى نشأ الالتزام صحيحا ،فإنه يكون صالحا إلنتاج آثاره القانونية والتي تتلخص في ضرورة
ّ
وإال ّ
فإن الالتزام ينفذ جبرا على قيام املدين بتنفيذه واختيارا استجابة لعنصر املديونية في الالتزام،
يعبر عنها بعنصر املسؤولية ،وهذا هو الاستاناء على القاعدة املدين تحقيقا لقوته القانونية التي ّ
بالتنفيذ بطريقين هما التنفيذ العيني الجبري أو بالتنفيذ بطريق التعويض.
ّ
وملا نتحدث عن امكانية جبر املدين على التنفيذ إذا كان ال يزال ممكنا ،فإننا نعني بذلك الالتزام
املدني ،والذي يختلف بدوره عن الالتزام الطبيعي،2الذي وإن كان يحتفظ بعنصر املديونية في ذمة
املدين،إال أنه يفتقد لعنصر املسؤولية،أي عدم إمكانية إجبار املدين على تنفيذه طبقا للمادة 0/061
التي تنص على أنه ... ":غير أنه ال يجبر على تنفيذ إذا كان الالتزام طبيعيا" ،3والسبب في ذلك لكونه
قضاء النقضاء مدة املطالبة به-التقادم -وبالتالي ال تسمع دعوى ً تحول إلى مانع قانوني من املطالبة به
ً
املطالبة به ويرده القاض ي لتقادمه زمنيا وعادة ما يكون ذلك بالتقادم الطويل 07سنة في أغلب
القوانين املدنية املقارنة ،ويفهم من هذا أن الالتزام الطبيعي ال يحميه القانون ،فهو يتحول إلى إلتزام
اخالقي على املدين ،ولكن يبقى الوفاء به وفاء صحيحا ،وتترتب عليه جميع آثار الوفاء بااللتزام املدني
ً ً
الذي يجمع مابين عنصر املديونية وعنصر املسؤولية أي وجوب تنفيذه من املدين اختيارا أو جبرا إن
اقتض ى ألامر.
غير ّأن أحكام الالتزام ال تقتصر فقط على آثاره البسيطة ،فحسب بل تتناول موضوعات أخرى
هي على وجه التحديد أوصاف الالتزام ،فإن كان الالتزام في وجوده معلقا على أمر مستقبل غير محقق
الوقوع ،فإنه يكون معلقا على شرط واقف ،وإذا كان زوال الالتزام معلقا على أمر غير محقق الوقوع،
فإنه يكون معلق على شرط فاسخّ ،أما إذا كان نفاذ الالتزام مضاف إلى أمر مستقبل محقق الوقوع
فإنه يكون مضاف إلى أجل واقف ،وإذا كان زواله مضاف إلى أمر محقق الوقوع ،فإنه يكون مضاف إلى
أجل فاسخ .
ّ
ومن أوصاف الالتزام كذلك تعدد أطرافه ،فقد يكون الدائن أكثر من شخص واحد ،وقد يكون
املدين أكثر من شخص واحد ،هنا تثور مسألة التضامن بين الدائنين أو املدنين إذا تعددوا.
2
-L’appellation d’obligation naturelle s’opose a celle d’obligation civile. Celle-ci caracterisé la situation
de contrainte du débiteur, le crréancier etant admis a exiger l’exicution , au besoin en recourant a des
mesure d’éxicution forcée.Celle- la est, au contraire, une obligation qui ne comporte pas tel pouvoir de
contrainte : le créancier ne peut forcer le débiteur a l’exécution ; il ne peut le porsuivre en justisce a cet
effet.Voir FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, FLOUR Yvonne, SAVAUX Eric, Droit civil, les
obligations/ le rapport d’obligation, 2éme Ed, Dalloz , Paris, 2001, p. 37.
-3أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
3
محاضرات في مادة القانون املدني
يتغير فيه شخص الدائن أو شخص املدين، والالتزام باعتباره عالقة بين دائن ومدين يجوز أن ّ
فااللتزام بذلك قابل لالنتقال والتحول من شخص لآلخر ،وانتقال الالتزام من جانب الدائن يسمى
حوالة الحق ّأما انتقاله من جانب املدين فيسمى حوالة الدين.
وأول سبب النقضائه هو تنفيذه غير ّأن الالتزام ال يوجد مؤبدا على الدوام فمصيره الانقضاءّ ،
أي عن طريق الوفاء ،ومع ذلك فهناك أسباب أخرى النقضائه غير الوفاء وهي الوفاء بمقابل ،التجديد،
املقاصة ،اتحاد الذمة ،وقد ينقض ى الالتزام بدون وفاء الستحالة تنفيذه أو التقادم.
وكما ذكرنا فإن األصل ّأن الالتزام املدني إذا نشأ في ذمة الشخص بفعل مصدر من مصادره،
فإنه يولد أثرا قانونيا ،وأول هذه آلاثار تنفيذ الالتزام طبقا ملا اشتمل عليه ،وتنفيذ الالتزام من املدين
البد أن يكون طوعا ،وخالل املدة املتفق عليها ،فاألصل في تنفيذ الالتزامات هو التنفيذ العيني
الاختياري أي وفاء املدين بعين ما التزم به ،لكن غالبا ما يمتنع أو يتأخر املدين في تنفيذ التزامه ،أو
تنفيذه تنفيذا معيبا أو تنفيذا جزئيا ،ألامر الذي يخول الدائن امكانية اللجوء إلى القضاء إلجبار
املدين على تنفيذ عين ما التزم به إذا كان ذلك ممكنا ،وهذا ما يسمى بالتنفيذ العيني الجبري ،وإذا لم
يكن ممكنا فينفذ بطريق التعويض ،فالحقبة التي كان یحق فيها للدائن أن یتولى بنفسه القیام
بالتنفیذ على أموال املدین قد زالت ،وأصبح آلان التنفیذ من اختصاص السلطة العامة فهي التي تملك
وسائل القهر و إلاجبار وبالتالي لیس للدائن أن یقتض ي حقه بنفسه( nul ne se fait justice
) par soi- mêmeوإنما الذي یتدخل الجبار املدین على التنفیذ هو السلطة العامة ،4إما عن
طریق اللجوء إلى القضاء الستصدار حكم یتم التنفیذ بموجبه أو عن طریق املوثق بالنسبة للعقود
الرسمیة ویتم التنفیذ عن طریق أشخاص یمتلكون صفة الضابط العمومي و منهم املحضر القضائي
فيتخذ التنفيذ في هذه ألاحوال صيغة الجبر.
ونظرا التساع نطاق نظرية الالتزام وشمولية موضوعاتها ،نكتفي في مجال هذه املطبوعة
بالتطرق ألحكام الالتزام مكتفيين بموضوعين أساسيين هما طرق التنفيذ الجبري لاللتزام(الفصل
ألاول) ،ومادام أن الالتزام ال ينشأ دائما بسيطا ناجزا،فإننا سنتطرق للوصاف املعدلة الثر الالتزام(
الفصل الثاني).
-4راجع في املوضوع :لوني يوسف " ،ضوابط تدخل القوى العمومية أثناء التنفيذ العيني الجبري لاللتزامات العقدية( دراسة مقارنة)"،
حوليات جامعة الجزائر ،العدد ،90الجزء الرابع ،ديسمبر ،0105ص ص .719-055
4
محاضرات في مادة القانون املدني
الفصل ألاول
طرق التنفيذ الجبري لاللتزام
يقوم الالتزام على عنصرين هما املديونية واملسؤولية ،ويقصد باملديونية تلك العالقة
القائمة بين الدائن واملدين والتي بمقتضاها يستطيع الدائن مطالبة املدين بالوفاءّ ،إما الوفاء
بالتزام إيجابي كنقل حق عيني أو القيام بعملّ ،
وإما الوفاء بالتزام سلبي يتمثل في الامتناع عن
عمل ،5فاملديونية هي التي تفرض على املدين الوفاء بما التزم به ،وإن فعل ذلك برأت ذمته ألن
ألاصل في التنفيذ هو التنفيذ الاختياري حيث يعتمد القانون أساسا على إرادة الافراد وحرية
اختيارهم في تنفيذ الالتزام ،وتعتبر هذه الصورة املثالية للتنفيذ ،6أما عنصر املسؤولية فهو
الحماية القانونية املقررة لاللتزام باللجوء إلى القضاء واقتضاء حق الدائن من املدين باستعمال
السلطة العامة للدولة إذ ال يجوز للدائن اقتضاء حقة بيده ،و هو ما يسمى بالتنفيذ الجبري،
ويكون هذا الاخير ّإما تنفيذا مباشرا أي عن طريق التنفيذ العيني الجبري (ااملبحث ألاول) ،أو عن
طريق التنفيذ الجبري بالتعويض(املبحث الثاني).
-5عامر محمود الكسواني ،أحكام الالتزام -آثار الحق في القانون املدني ( دراسة مقارنة) ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،0101 ،ص .006
-6القروي بشير سرحان ،طرق التنفيذ في التشريع الجزائري والتشريع املقارن ،أطروحة لنيل شهادة الدكتورا في القانون الخاص ،كلية
الحقوق ،جامعة الجزائر ،0102 ،0-ص .0
5
محاضرات في مادة القانون املدني
املبحث ألاول
التنفيذ العيني الجبري لاللتزام
ألاصل أن يقوم املدين بالتنفيذ العيني ،فال يجوز له العدول إلى طريق التنفيذ بالتعويض،
ّ
إال إذا تعذر التنفيذ العيني ،أو ّ
تم ذلك بتراض ي الطرفين،وقد خصص املشرع الجزائري الفصل
ألاول من الباب الثاني املتعلق بآثار الالتزام من الكتاب الثاني من ق م ج في املواد 062إلى املادة
ّ
057للتنفيذ العيني ،وقد نصت املادة 062من ق م على أنه ":يجبر املدين بعد اعذاره طبقا
للمادتين 081و 080على تنفيذ التزامه تنفيذا عينيا ،متى كان ذلك ممكنا" ، 7وتطبيق لهذا
نبين موضوعاته( املطلب سنبين مفهوم التنفيذ العيني الجبري لاللتزام( املطلب ألاول) ثم ّ
النص ّ
الثاني)
املطلب ألاول
مفهوم التنفيذ العيني الجبري لاللتزام
القاعدة ألاساسية في الوفاء هي الوفاء بذات الش يء وعلى ذلك كان التنفيذ العيني لاللتزام هو
ألاصل ،وهو حق لكل من الدائن واملدين بمعنى ال يمكن ألي منهما أن يحيد عنه بمفرده ويطلب
التنفيذ بطريق التعويض ،وعليه يجب ضبط تعريف التنفيذ العيني (الفرع ألاول) ،مع العلم أن
بقاء حق الدائن في املطالبة بالتنفيذ العيني الجبري يقتض ي توفر شروط معينة( الفرع الثاني)
الفرع ألاول :تعريف التنفيذ العيني الجبري
يقصد بالتنفيذ العيني الجبري تمكين الدائن من الحصول على ذات ألاداء الذي التزم به
املدين 8أي هو ا جبار املدين على تنفيذ عين ما التزم به وفقا لعالقة املديونية الى تربطه بالدائن
وموضوعها إذا كان ذلك ممكنا شرط أن يسبق هذا إلاجبار إعذار.
ويوصف التنفيذ الجبري أنه عيني ومباشر بالنظر إلى وسيلة التنفيذ وأن الدائن يحصل
على حقة الناتج عن العالقة التعاقدية بطريقة مباشرة ،9بحيث تحقق تلك الوسيلة التنفيذ بغير
-7أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-8منذر الفضل ،النظرية العامة لاللتزام في القانون املدني ( دراسة مقارنة بين الفقه الاسالمي والقوانين املدنية الوضعية ) ،مكتبة
الثقاقة للنشر والتوزيع ،0335 ،ص .06
-FRICERO Natalie, Procédures civiles d’exécution( Voies d’exécution et procédures de distribution), Ed
9
6
محاضرات في مادة القانون املدني
إحداث تغيير في املراكز القانونية لكل من الدائن طالب التنفيذ واملدين املنفذ ضده فيقتض ي
حقه دون أن يتعدى على الحقوق ألاخرى للمدين.
فالتنفيذ العيني الجبري وفقا ملا تقدم هو حق للدائن وهو واجب على املدين ،فإذا طلبه
الدائن فال يمكن للمدين أن يعدل عنه إلى التعويض شرط أن يكون التنفيذ العيني الجبري
ممكنا ،وإذا عرضه املدين ،فال يمكن للدائن أن يرفضه ،ومن ثمة كان مناط الحكم بالتنفيذ
العيني طلبه من الدائن أو عرضه من املدين.10
الفرع الثاني – شروط التنفيذ العيني الجبري
لصحة التنفيذ العيني الجبري يقتض ي توفر مجموعة من الشروط وهي :
أوال -أن يكون التنفيذ العيني ممكنا وغير مستحيال:
من البديهي أن يشترط للحكم بالتنفيذ العيني الجبري أن يكون ممكنا ،ألنه إذا استحال
تنفيذ الالتزام استحالت معه املطالبة به قضائيا ،وبالتالي استحال تنفيذه جبرا ،ويستوي أن
تكون الاستحالة لسبب أجنبي أو بسبب املدين ،وتنحصر أهمية تحديد سبب الاستحالة فيما
يترتب عليه من آثار ،فاالستحالة بسبب أجنبي تؤدي إلى انقضاء الالتزامّ ،أما إذا كانت بفعل ملدين
فيلتزم ألاخير بالتنفيذ بمقابل.11
ثانيا -أن يطلب الدائن التنفيذ العيني الجبري أو يتقدم به الدائن
لم يشر املشرع إلى هذا الشرط في املادة 062من ق م
ألن املحكمة ليس لها الفصل في قضية لم يرفع بشأنها صراحة ،إال ّأنه يفهم ضمنياّ ،
دعوى ،كما أنه ليس للمحكمة أن تحكم بالتنفيذ العيني إذا كان الدائن قد طلب منها الحكم على
املدين بالتعويض المتناعه عن التنفيذ ،حتى ولو كان التنفيذ العيني ممكنا على اعتبار أن هناك
اتفاقا ضمنيا بين الدائن واملدين.
املالحظ ّأن مج رد امتناع املدين عن التنفيذ ال يعطي الحق للدائن في طلب التنفيذ
العيني الجبري ،بل البد من أن ال يكون الامتناع راجع إلى عدم قيام الدائن بتنفيذ التزامه ،ألن
املدين في هذه الحالة يجوز له الدفع بعدم التنفيذ. 12
-10الجمال دمحم مصطفى ،أحكام الالتزام ،الفتح للطباعة والنشر ،إلاسكندرية ،0111 ،ص .922
-11أحمد شوقي دمحم عبد الرحمان ،النظرية العامة لاللتزام ،أحكام الالتزام،د د ن ،د ب ن ،0115 ،ص .5
http://olc.bu.edu.eg/olc/images/eltzam.pdf
-12تنص املادة 009من ق م ج في هذا الشأن على أنه : :في العقود امللزمة للجانبين إذا كانت الالتزامات املتقابلة مستحقة الوفاء
جازلكل املتعاقدين أن يمتنع عن تنفيذ التزامه إذا لم يقم املتعاقد آلاخربتنفيذ ما التزم به".
7
محاضرات في مادة القانون املدني
-13تعتبر فكرة الاعذار من تقاليد القانون الفرنس ي ،راجع في الفكرة :عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون املدني
املصري -ج ،0إلاثبات وآثار إلالتزام ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،0362 ،ص .590
-14أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني الجزائري ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
15
-« La mise en demeure est l’acte par lequel un créancier demande a son déditeur d’exécuter son
obligation », Voir : CABRILLAC Remy, Droit des obligation, 9émé Ed, Dalloz, Paris, 2010, p.136.
-16الحكمة من الاعذار أنه مطلوب العتبارات منها قانونية ومنها أخالقية ،وترتبط ألاولى من أن مجرد حلول أجل الدين ال يشكل قرينة
على تضرر الدائن ،وإنما يعني أن الدين أصبح مستحق ألاداء وبذلك اذا اراد الدائن أن يجعل مدينه مسؤوال فعليه اعذاره ،أما
الاعتبار الثاني فيقوم على أساس أن القيم الخلقية في أي مجتمع توجب على الدائن أن ينبه مدينه قبل مفاجئته بإجراءات التنفيذ
الجبري التي تشكل أغلبها مساسا بحرية وكرامة املدين .راجع تفاصيل أكثر عن املوضوع:
FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, FLOUR Yvonne, SAVAUX Eric, Droit civil, les obligations/ le
rapport d’obligation, Op, cit, p. 93.
-17راجع :لواني عبد املجيد ،إلاعذار في املواد املدنية والتجارية طبقا للقانون الجزائري ،مذكرة للحصول على شهادة املاجستير ،فرع
العقود واملسؤولية ،كلية الحقوق والعلوم الادارية ،جامعة الجزائر ،0117 ،ص .7
8
محاضرات في مادة القانون املدني
-إذا كان محل الالتزام رد ش يء يعلم املدين أنه مسروق ،أو ش يء تسلمه دون وجه حق وهو
عالم بذلك،
-إذا ّ
صرح املدين كتابة أنه ال ينوى تنفيذ الالتزام".18
رابعا -أال يكون في التنفيذ العيني إرهاق للمدين :
حد ذاته ،ولكنه يلحق ضررا باملدين ،بحيث التنفيذ العيني املرهق هو تنفيذ ممكن في ّ
يترتب على اجباره عليه ضرر ال يتناسب مع ما يلحق الدائن جراء التخلف عن الوفاء ،وهذا
الشرط نموذج للموازنة بين مصالح كل من الدائن واملدين ،19وقد كان الاصل أال يعتد بهذا
إلارهاق إعماال للمبادئ التقليدية التي تعطي للدائن الحق في الالتزام املدني في جبر مدينه على
الوفاء به ،ولكن اعتبارات العدالة ،وتطبيقا لفكرة عدم جواز التعسف في استعمال الحق،
يحدث أن يجيز املشرع للمدين دفع تعويض بدل التنفيذ العيني ،وتقدير مدى إلارهاق يعود
للسلطة التقديرية لقاض ي املوضوع ،وإذا كان العدول عن التنفيذ العيني للتعويض يرتب ضررا
للدائن وجب الرجوع للصل ،حتى ولو كان مرهقا ،20فعلى القاض ي هنا أن يرجح مصلحة الدائن
ّ
ألنه الاولى بالرعاية حيث أنه ال يطالب إال بحقه وبدون تعسف منه ،أما إن كان باإلمكان تفادي
إرهاق املدين ،ولو بضرر يسير يصيب الدائن جاز أن يحل التعويض النقدي محل التنفيذ
العيني.
ّ
خامسا -أال يكون في اجباراملدين على التنفيذ مساس بحريته الشخصية:
قد تكون شخصية املدين محل اعتبار في بعض صور الالتزام بعمل ،أين يقتض ي تدخل
املدين شخصيا ،ولكنه يصر على عدم التنفيذ ،في هذه الحالة يكون في اجباره على التنفيذ
مساس بحريته الشخصية ،عندئد يمتنع التنفيذ العيني الجبري ،وقد أعطى املشرع وسيلة غير
مباشرة للدائن للضغط على املدين للتنفيذ وهي وسيلة الغرامة التهديدية وإن لم تفلح لجأ
الدائن إلى طلب تعويض كما هو في التزام الفنان ،الطبيب ،املحامي...ألخ.21
-18أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-19نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،منشأة املعارف ،الاسكندرية ،0110،ص .05
-20راجع في بعض التطبيقات لهذه الفكرة :الفار عبد القادر سميح ،أحكام الالتزام ،آثار الحق والقانون املدني ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،ألاردن ،0107ص ص .50-51
-21رمضان أبو السعود ،أحكام الالتزام ،دار املطبوعات الجامعية ،الاسكندرية ،0116 ،ص.75
9
محاضرات في مادة القانون املدني
-22كما نصت عليه املادة 050من ق م حيث تقض ي بأنه ":في إلالتزام بعمل ،قد يكون حكم القاض ي بمثابة سند التنفيذ إذا
سمحت بهذا طبيعة االتزام مع مراعاة املقتايات القانونية والتنظيمية".
23
- FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, FLOUR Yvonne, SAVAUX Eric, Droit civil, les obligations/ le
rapport d’obligation,Op, cit, p. 93.
-24راجع حكم املادة 50من ق م .
10
محاضرات في مادة القانون املدني
11
محاضرات في مادة القانون املدني
ق م التي تنص ":الالتزام بنقل امللكية ...إذا كان محل الالتزام شيئا معينا بالذات يملكه
املدين ،وذلك مع مراعاة ألاحكام املتعلقة باالشهارالعقاري".
على هذا الاساس يكون عقد البيع الوارد على عقار مثال ال ينقل امللكية بذاته وبمجرد
نشوء الالتزام كما في املنقول ،بل يقتصر على انشاء التزام على البائع بنقلها ،وهذا إلالتزام يمكن
تنفيذه عينيا جبرا على البائع على أساس دعوى صحة ونفاذ البيع ،فإذا صدر حكم بصحة البيع
30
ونفاذه استطاع املشتري شهر الحكم ،فتنتقل إليه امللكية على أساس الحكم
ثانيا -التنفيذ العيني الجبري وارد على الالتزام بعمل:
قد يكون هذا العمل ايجابيا أي الالتزام بالقيام بعمل ،أو سلبيا باالمتناع عنه.31
-0التنفيذ العيني الجبري وارد على الالتزام بالقيام بعمل
قد يكون املدين ملتزما في مواجهة الدائن بالقيام بعمل ،وتختلف كيفية تنفيذ هذا
الالتزام بحسب الفرضين التاليين:
الفرض ألاول :أن تكون شخصية املدين محل اعتبار في الالتزام بحيث يجب أن يقوم به
بنفسه(كالطبيب والرسام) ،ال يمكن الحصول على التنفيذ العيني الجبري إذا أصر املدين إلامتناع
ملا لذلك من مساس بحرية املدين الشخصية ،كما ال يجوز في هذا الفرض للمدين أن ينفذ
الالتزام بواسطة غيره إذا رفض الدائن تطبيق للمادة 063من ق م التي تقض ي بأنه ":في الالتزام
بعمل إذا نص الاتفاق ،أو استوجبت طبيعة الدين أن ينفذ املدين الالتزام بنفسه جاز للدائن
أن يرفض الوفاء من غير املدين".
ال يكون للدائن في الفرض الوارد في النص املذكور أعاله ،سوى اللجوء إلى الوسائل غير
املباشرة للتنفيذ العيني كالتهديد املالي إذا كان ذلك ال يتعارض مع الحرية الشخصية للمدين أو
الحكم بالتعويض.32
الفرض الثاني :أن ال تكون شخصية املدين محل اعتبار في الالتزام ،فيكون تدخل املدين
غير ضروري لتحقيقه ،فسواء قام به بنفسه أو بمساعدة غيره ،وإذا أصر املدين على الامتناع
- 30نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،مرجع سابق ،ص .90
31
- FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, SAVAUX Eric, Droit civil, les obligations/ l’acte
juridique,9éme Ed, Dalloz , Paris, 2000,p.p. 25-26.
-32منذر الفضل ،النظرية العامة لاللتزام في القانون املدني ( دراسة مقارنة بين الفقه الاسالمي والقوانين املدنية الوضعية ) ،مرجع
سابق ،ص .23
12
محاضرات في مادة القانون املدني
نهائيا على التنفيذ ،يمكن الحصول على التنفيذ العيني الجبري عن طريق طلب إذن من القضاء
بالقيام بذلك على نفقة املدين أو دونه إذا اقتضت الضرورة ذلك ،تطبيقا للمادة 051من ق م
التي تنص على أنه ":في الالتزام بعمل ،إذا لم يقم املدين بتنفيذ جاز للدائن أن يطلب ترخيصا
من القاض ي في تنفيذ التزام على نفقة املدين إذا كان هذا التنفيذ ممكنا".
الفرض الثالث أن يكون محل الالتزام بعمل املحافظة على الش يء وإدارته ،فعلى املدين أن
يبذل في تنفيذه من العناية ما يبذله الشخص العادي ،فإذا بذل هذه العناية كان منفذا اللتزامه،
ّ
ولو لم يتحقق الغرض املقصود ،إال إذا نص القانون أو الاتفاق على غير ذلك ،فمثال إذا تبين من
شروط الاتفاق أن على املدين أن يبذل في املحافظة على الش يء وإدارته العناية التي يبذلها في
ّ
شؤونه الخاصة ،فإنه ال يعتبر موفيا بالتزامه إلال إذا بذل هذه العناية ،وعلى كل حال يسأل
عما يصدر منه من غش أو خطا جسيم سواء كانت العناية الواجبة هي املدين على وجه الدوام ّ
33
عناية الرجل العادي أ العناية التي يبذلها في شؤونه الخاصة
الفرض الرابع أن تكون طبيعة الالتزام تسمح بأن يقوم حكم القاض ي محل التنفيذ
العيني ،كامتناع البائع عن القيام بإجراءات الشهر لنقل ملكية املبيع تطبيقا للمادة 050من ق م
التي تنص على أنه " :في الالتزام بعمل قد يكون حكم القاض ي بمثابة سند التنفيذ ،إذا سمحت
بهذا طبيعة الالتزام مع مراعاة املقتايات القانونية والتنظيمية" ،34ففي الوعد بالتعاقد مثال
إذا أظهر املوعود له ي في ابرام ال عقد النهائي وامتنع الواعد عن ذلك وإمضاء العقد كان للموعود
ل استصدار حكم باثبات التعاقد ،ويقوم هذا الحكم مقام العقد املوعود بابرامهـ تطبيقا للمادة
50من ق م التي تنص على أنه " :إذا وعد شخص بابرام عقد ثم نكل وقاضاه املتعاقد آلاخر
طالبا تنفيذ الوعد وكانت كل الشروط الالزمة لتمام العقد وخاصة ما يتعلق منها بالشكل
متو افرة قام الحكم مقام العقد".
-2التنفيذ العيني الجبري وارد على الالتزام باالمتناع عن القيام بعمل :
إذا كان محل الالتزام امتناع عن عمل ،وقام به املدين أصبح التنفيذ العيني غير ممكن،
كما لو تعهد تاجر بعدم منافسة تاجر آخر ،ثم فتح متجرا ملنافسته ،هنا للدائن اللجوء للقضاء
13
محاضرات في مادة القانون املدني
وإزالة ما وقع مخالفا لاللتزام على نفقه املدين،كهدم بناء أقيم باملخالفة لاللتزام باالمتناع عن
البناء واملطالبة بالتعويض.35
قد يكون مصدر الالتزام باالمتناع عن القيام بعمل هو القانون ،فالطبيب مثال واملحامي
ملزمين بعدم افشاء السر املنهي ،وإذا تم الاخالل بهذا الالتزام قامت مسؤولية الفاعل وال يكون
أمام الدائن إال املطالبة بالتعويض ،36وباعتبار أن الالتزام باالمتناع عن عمل كااللتزام بنقل حق
عيني فهو التزام بتحقيق نتيجة ،أما الالتزام بعدم الاضرار بالغير عن خطأ فهو التزام ببذل عناية
وليس التزام عن الامتناع عن عمل ،فهو التزام بعمل وهو عدم إلاضرار بالغير.37
الفرع الثاني -وسائل التنفيذ العيني الجبري
يستطيع الدائن اللجوء إلى أكثر من وسيلة للضغط على املدين املتماطل أو املمتنع عن
التنفيذ للحصول على التنفيذ العيني الجبري اللتزامه ،ومن أهم هذه الطرق إلاكرام البدني أي
تقييد حريته حتى يبادر إلى تنفيذ ما التزم به( أوال) ،أو الضغط عليه باإلكراه املالي أو ما يسمى
بالغرامات التهديدية( ثانيا).
أوال -التنفيذ الجبري بواسطة حبس املدين( إلاكراه البدني)La contrainte par corps-
كان املدين في العصور القديمة يلتزم بالدين في جسمه ال في ماله ،38و الهدف الرئيس ي في
استخدام هذه الطريقة هو اجبار املدين على تنفيذ ما تعهد به للمدين وذلك بتقييد حريته
مؤقتا ،وقد أباح القانون الروماني القديم للدائن أن يتملك املدين الذي لم يوف بدينه فيسترقه
بل ويقتله ،39ثم تطور القانون ليصبح حق الدائن حبس مدينه والعمل ملصلحته ،غير أنه في وقت
-35حسب املادة 059من ق م التي تنص ":إذا التزم املدين باالمتناع عن عمل وأخل بهذا الالتزام جازللدائن أن يطالب إزالة ما وقع
مخالفا لاللتزام ،ويمكن أن يحصل من القااء على ترخيص بهذه إلازالة على نفقة املدين".
36
- FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, FLOUR Yvonne, SAVAUX Eric, Droit civil, les obligations/ le
rapport d’obligation, Op, cit, p. 98.
-37راجع في أنواع الالتزام:
- MOREL Journel Christel, Droit général( Le cadre juridique , les actes de la vie juridique, les droits et
les biens, les obligation,le droit patrimonial de la famille, les successions et les libertés, le cadre
juridique des échanges , le droit pénal, le droit du travail), Op,cit,p.p. 157-159.
-38عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون املدني الجديد ،الجزء الثاني ،إلاثبات -آثار إلالتزام ،الطبعة الثالث،
منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،0335 ،ص .511
-39راجع في فكرة الاكراه البدني في القوانين القديمة :الطبيب برمضان ،حبس املدين( إلاطراه البدني) بين الفقه الاسالمي والقانون
الجزائري (دراسة مقارنة) ،مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم إلاسالمية ،تخصص شريعة وقانون ،كلية العلوم إلاسالمية،
جامعة الجزائر ،0107 ،0-ص ص.00-9
14
محاضرات في مادة القانون املدني
ّ
الحق لم يعد حق الدائن في التنفيذ إال على أموال املدين ،حيث تغيرت النظرة إلى الالتزام الذي
أصبح ينصب على ذمة املدين املالية ،لتصبح أمواله ضامنه للوفاء بديونه.
ويجب فهم أن الحبس التنفيذي أو كما تسميه بعض التشريعات " بالحبس التعويض ي"
وهو التسمية الدقيقة 40ليس له عالقة بالحبس املنصوص عليه في القانون الجزائي ،فهو ليس
فإن الحبس التنفيذي يختلف عقوبة بل وسيلة ضغط على املدين إلجبا ه على التنفيذ ،لذلك ّ
ر
عن الحبس الجزائي من حيث السبب في اللجوء إليهما فالسبب الذي يفرض به الحبس التنفيذي
هو الدين ،في حين أن السبب في الحبس الجزائي هو وقوع جريمة ،وأن الغاية في الفرض ألاول هي
التضييق على املدين املوسر للوفاء ،في حين ّأن الغاية في الفرض الثاني هي عقوبة املجرم وردع
الغير.41
واملالحظ أن الكثير من القوانين الوضعية ألاجنبية 42وحتى العربية أجازت هذه الطريقة
ولم تجزها قوانين أخرى أو ضيقتها في مجاالت محددة ،43ومن هذه املجاالت ديون ألاسرة( كديون
النفقة ،الحضانة ،الرضاع و املسكن) ،وكذلك الديون التي تنشأ للدولة على مرتكبي الجرائم
(كغرمات واملصروفات الواجب ردها ،والتعويضات املحكوم بها للدولة) ،44وتعتبر هذه الطريقة
من مخلفات املاض ي البعيد ولم تعد تتفق مع املبادئ الحديثة.45
لم ينص املشرع الجزائري على حبس املدين املمتنع عن تنفيذ التزامه ،ولم يأخذ به
ملجافاته للنظرة الحديثة لاللتزام ،والتي ترى ّأن في اموال املدين ضمانا للوفاء بذلك الالتزام ،وهو
ما تضمنته املادة 0/055من ق م التي تنص على أنه ":أموال املدين جميعها ضامنة لوفاء
-40هاشم محمود دمحم ،الحبس في الديون في التشريعات العربية والفقه الاسالمي( دراسة مقارنة) ،دار الفكر العربي ،0357 ،ص .01
-41للتفصيل في املوضوع راجع :الطبيب برمضان ،حبس املدين( إلاكراه البدني) بين الفقه الاسالمي والقانون الجزائري (دراسة
مقارنة) ،مرجع سايق ،ص .23
-42ورث القانون الفرنس ي الكثير من املبادئ عن القانون الرماني ومنها فكرة حبس املدين بسبب الدين ،فقد اجاز القانون الفرنس ي
إلاكراه البدني في الديون املدنية املتسمة بطابع الغش وفي الديون التجارية إذا تجاوزت قيمة الدين 011فرنك انذاك ،وفي القضايا
ّ
الجنائية ،ولم يتم إلغاء العمل بحبس املدين في املسائل املدنية والتجارية إال سنة ،0365في حين تم استبقائه في املسائل الجنائية.
عن :ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني -الجزء الثاني -آثار الحقوق الشخصية ،أحكام الالتزام ،دراسة
موازنة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،0100 ،ص .053
-43منذر الفضل ،النظرية العامة لاللتزام في القانون املدني ( دراسة مقارنة بين الفقه الاسالمي والقوانين املدنية الوضعية ) ،مرجع
سابق ،ص .77
-44بلحاج العربي ،أحكام الالتزام في ضوء الشريعة إلاسالمية (دراسة مقارنة) ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،ألاردن،0100 ،
ص.53
-45سليمان مرقس ،الوافي في شرح القانون املدني ،الالتزامات،الجزء الثاني ،منشورات الحقوقية ،بيروت ،0335 ،ص .753
15
محاضرات في مادة القانون املدني
ديونه ،46"...ولكن هذا لم يمنعه من النص عليه ضمن أحكام ق إ ج كما ورد في املادة 733منه
التي تنص " :يجوز تنفيذ ألاحكام الصادرة بالدانة وبرد ما يلزم رده والتعوياات املدنية
واملصاريف بطريق إلاكراه البدني ،47"...أما في املواد املدنية فقد تم الغائه إعماال التفاقيات
دولية وقعت عليها الجزائر خاصة املتعلقة بحقوق إلانسان ،ألن في ذلك مساس بكرامة املدين،
فقد انضمت الجزائر للعهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية ،48وهذا ألاخير نص في
املادة 00منه " :ال يجوز سجن أي إنسان ملجرد عجزه عن الوفاء بالتزام تعاقدي" ،وبهذا أصبح
هذا النص يسمو على القوانين الوطنية السيما ق إ م إ 49تطبيقا لنص املادة 071من الدستور
التي تنص على أنه ":املعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية ،حسب الشروط املنصوص
عليها في الدستور ،تسمو على القانون". 50
ووفقا ملا تقدم فإن املشرع الجزائري تدخل بإلغاء نص املادة 215وما يليها من قانون
الاجراءات املدنية القديم واملتعلقة باإلكراه البدني بالقانون 13-15املتعلق باإلجراءات املدنية
وإلادارية ،وذلك تحقيقا لالنسجام املفروض مع التزامات الجزائر الدولية.
ثانيا-الغرامة التهديدية كوسيلة للتنفيذ العيني الجبري( الاكراه املالي) Les astreintes -
ّ
لم تعد القوانين الحديثة تأخذ باإلكراه البدني إال أنه قد ظهرت هناك حاجة إلى نوع آخر
من الاكراه إلجبار املدين على التنفيذ العيني اللتزامه إذا كان ممكنا خاصة في ألاحول التي تتطلب
تدخله الشخص ي فاهتدى القضاء الفرنس ي إلى فكرة التهديد املالي ،أو ما يسمي بالغرامة التهديدية
لذلك يجب أن نقف عند تعريفها وآثارها.
-46أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-47املرجع نفسه..
-48مرسوم رئاس ي رقم ،65-53مؤرخ في 06ماي ،0353يتضمن الانضمام إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية والبرتكول الاختياري املتعلق بالعهد الخاص بالحقوق املدنية والسياسية
املوافق عليها من طرف الجمعية العامة للمم املتحدة يوم 06ديسمبر سنة ،ج ر ج ج عدد ،01صادر بتاريخ 05ماي . 0353
-49قانون رقم ،13-15مؤرخ في 06فيفري ،0115يتضمن قانون الاجراءات املدنية وإلادارية ،ج.ر.ج.ج عدد ،00صادر في 09أفريل
.0115
-50دستور ،0336صادر بموجب مرسوم رئاس ي رقم ،295 -36مؤرخ في 15ديسمبر ،0336يتعلق بنشر نص تعديل الدستور املوافق
عليه في استفتاء 05نوفمبر ،0336ج.ر.ج.ج عدد ،56صادر بتارخ 5ديسمبر ،0336معدل ومتمم بقانون رقم ،10-06مؤرخ في 6
مارس ،0106ج .ر.ج.ج عدد ،02صادر في 5مارس .0106
16
محاضرات في مادة القانون املدني
-51السعدي دمحم صبري ،الواضح في شرح القانون املدني ،النظرية العامة لاللتزام ،دار الهدى للطباعة والنشروالتوزيع ،الجزائر،
،0101ص ص .21- 93
-52ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .030
-53سلمي نضال" ،الغرامة التهديدية في الاحكام الاجتماعية باالدماج وفقا لالجتهاد القضائي الجزائري" ،مجلة قانون العمل
والتشغيل ،العدد السادس ،جوان ،0105ص .065
-54أحمد شوقي دمحم عبد الرحمان ،النظرية العامة لاللتزام ،أحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص .07
55
-DONNIER Mark, BAPTISTE Jean, Voies d’exécutions et procédures de distribution, 7eme Ed,Juris -
classeur, paris, 2003, p.132
-56سلمي نضال" ،الغرامة التهديدية في الاحكام الاجتماعية باالدماج وفقا لالجتهاد القضائي الجزائري" ،مرجع سابق ،ص 051
فإن ،املشرع الفرنس ي تدخل بموجب القانون رقم 50-006الصادر بتاريخ 0350/5/7الذي أقر ألول مرة -وكإضافة في املوضوع ّ
النظام القانوني للغرامة التهديدية ،حتى وإن كان للمشرع الفرنس ي أن تدخل في وقت سابق بموجب القانون الصادر في 00تموز 0323
الذي أجاز الحكم علةى املستأجر الذي تقرر إخالءه بغرامة تهديدية عن كل مدة زمنية يمتنع فيها عن تنفيذ حكم إلاخالء ،وكانت تعد
تعويضا نهائيا ألنها كانت تقدر بقدر الضرر الفعلي الذي أصاب املؤجر .عن :منذر الفضل ،النظرية العامة لاللتزام في القانون املدني
الجزائري ،مرجع سابق ،ص .73
-57فواز صالح ،النظام القانوني للغرامة التهديدية ( دراسة مقانونية مقارنة)" ،مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية،
املجلد ،05العدد الثاني ،0100 ،ص .01
17
محاضرات في مادة القانون املدني
أو غير مالئم ،إال إذا قام به املدين نفسه ،جاز للدائن أن يحصل على حكم بإلزام املدين بهذا
التنفيذ ،وبدفع غرامة إجبارية إن امتنع عن ذلك .
وإذا رأى القاض ي أن مقدار الغرامة ليس كافيا لكراه املدين املمتنع عن التنفيذ ،جاز
له أن يزيد في الغرامة كلما رأى داعيا للزيادة".58
-2شروط الحكم بالغرامة التهديدية
ويشترط في اللجوء إلى الغرامة التهديدية توافر شروط أربعة يمكن استنتاجها من نص
املادة 052من ق م املذكور أعاله وهي:
أ -أن يمتنع املدين عن تنفيذ التزامه عينا ،سواء كان الالتزام بالقيام بعمل أو باالمتناع عنه.
ب-أن يكون التنفيذ العيني لاللتزام ال يزال ممكنا:
ال يكفي لتبرير الحكم بالغرامة التهديدية مجرد وجود الالتزام وإنما يجب أن يكون التنفيذ
العيني لذلك الالتزام مازال ممكنا ،وهذا شرط بديهي إذ املقصود من الغرامة إجبار املدين على
التنفيذ العيني ،فمتى كان هذا ألاخير مستحيال لم يعد للغرامة جدوى ووجب اللجوء إلى التنفيذ
بطريق التعويض ،وألن الهدف من هذا النظام هو حمل املدين على تنفيذ التزامه عينا ،فإذا كان
التزام املدين هو إلامتناع عن القيام بعمل معين ،وبادر املدين إلى القيام به ،فلم يعد بإمكانه
تنفيذ هذا الالتزام ،فإذا أصبح التنفيذ العيني مستحيال ولو بخطأ املدين فال فائدة من الحكم
بالغرامة التهديدية ،فإذا كان التزام املدين تسليم عين معينة بالذات وهلكت ألي سبب كان تعذر
على املدين تنفيذ التزامه بالتسليم ،فينقض ي الالتزام مع قيام حق الدائن في التعويض إذا كانت
استحالة التنفيذ بسسب املدين ودونه إذا كانت لسبب أجنبين ولكن ال يمكن اللجوء للغرامة
التهديدية .
ج -أن يكون تدخل املدين شخصيا ضروريا لتنفيذ الالتزام:
يكون الالتزام بدفع مبلغ من النقود قابل للتنفيذ املباشر دائما ،59وكذلك إلالتزام بنقل
امللكية أو الحق العين ،60بل ّأن التنفيذ العيني ممكن دائما في الالتزام بعمل إذا كانت شخصية
-58أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-59إذا كان محل الالتزام مبلغ من النقود ،فال يمكن اللجوء لتسلط الغرامة التهديدية قصد تنفیذه ،وهذا ما قضت به املحكمة العلیا:
قرار املحكمة العلیا الصادر عن الغرفة التجاریة والبحریة ،بتاریخ ، 06/10/0117املجلة القضائیة ،العدد ، 0سنة ، 2005ص .ص.
.057-055
-60تنص املادة 067من ق م أنه " :الالتزام بنقل امللكي ،أو أي حق عيني آخر من شأنه أن ينقل بحكم القانون امللكية أو الحق
العيني."...
18
محاضرات في مادة القانون املدني
املدين ليست محل اعتبار بالنسبة للدائن وكان محل الالتزام ش يء معين بنوعه ،61لذلك يكاد
ّ
يقتصر نظام الغرامة التهديدية على حالة الالتزام بعمل ال يمكن تنفيذه إال من جانب املدين
شخصيا ،62أو أن تنفيذ الالتزام من الغير يكون غير مالئم ،63وبالتالي يشترط للتنفيذ العيني
لاللتزام تدخل املدين شخصيا وال يمكن للغير أن يقوم مقامه في هذا التنفيذ ( وهذا كالتزام فنان
برسم لوحة فنية ،أو بالتمثيل في فيلم أو مسرحية ،ألتزام املستأجر بإخالء العين املؤجرة)...
غير أن هناك حاالت حاالت يمتنع فيها اللجوء للغرامة التهديدية بالرغم من أن تنفيذ
الالتزام ليس ممكنا دون تدخل املدين شخصيا ،ومن ذلك إذا كان التهديدي املالي يمس بشخصية
املدين وفيه تقييد على حريته الشخصية واملتمثلة في نتاج فكره وابداعه مثال ،كالتزام مؤلف تجاه
دار النشر على وضع كتاب للنشر ،ثم احتاج املؤلف إلى إلالهام لتحقيق ما التزم به ،فهنا ال يمكن
إعمال الغرامة التهديدية ،أو إدراكه مثال أن نتاج عمله ليس جديرا بالنشر ،ألن املسألة تتعلق
بسمعته فيمتنع عن التنفيذ.64
كما أنه ال مجال للغرامة التهديدية إذا كان التزام املدين هو الامتناع عن القيام بعمل وقام
به ،فيصبح التنفيذ العيني مستحيال ،وبالتالي نتحول إلى التنفيذ عن طريق التعويض كإفشاء
السر املنهي من الطبيب أو املحامي...الخ.
د -أن يطلب الدائن من القااء فرض الغرامة التهديدية على املدين:
اختلف الفقه بشأن هذا الشرط ،والرأي الراجح أنه يجب يطالب الدائن بفرض الغرامة
التهديدية ،فهو أمر جوازي للدائن بالتالي ال يجوز أن يقض ي به القاض ي من تلقاء نفسه،
وللمحكمة السلطة التقديرية في رفض الطلب أو قبوله عند توفر شروطها .وال تخضع املحكمة
لرقابة املحكمة العليا إذ هي تقض ي في مسالة موضوعيةّ ،أما من حيث مدى توفر شروط الغرامة
التهديدية للحكم بها فهي مسألة قانون تخضع فيها محكمة املوضوع لرقابة املحكمة العليا.65
-61تنص املادة 066من ق م أنه ... " :إذا لم يقم املدين بتنفيذ إلتزامه ،جاز للدائن أن يحصل على ش يء من النوع ذاته على نفقة
املدين بعد استئذان القاض ي."...
62
-Voir : ALVAREZ Isabelle, Essai sur la notion d’exécution contractuelle, Thése pour le doctorat en
droit, Université Montpellier 1 ,France, 2014, pp. 299- 300.
63
- CHABASFrançois, L'astreinte en droit français, p. 02. Consulté l’article sur :
http://www.direitocontemporaneo.com/wp-content/uploads/2014/02/Chabas-Lastreinte.pdf
-64السعدي دمحم صبري ،الواضح في شرح القانون املدني ،النظرية العامة لاللتزام ،مرجع سابق،ص .22
-65عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون املدني الجديد ،الجزء الثاني ،إلاثبات -آثار إلالتزام ،مرجع سابق ،ص .500
19
محاضرات في مادة القانون املدني
تجدر الاشارة أنه يجوز للدائن أن يطلب الحكم بالغرامة التهديدية في أي مرحلة من
مراحل الدعوى ،بل يجوز املطالبة بها ألول مرة أمام جهة الاستئناف وال يعتبر هذا الطلب جديدا.
-3خصائص الحكم بالغرامة التهديدية
يتميز الحكم بالغرامة التهديدية بمجموعة من الخصائص منها:
أ-أنه وسيلة تحكمية( :)Arbitraireفال مقياس لها سوى تقدير القاض ي الذي يراه منتج
لتحقيق غايته وهي انصياع املدين للحكم القضائي وتنفيذ التزامه عينا بشرط أن يكون مختص
نوعيا ،66فال يراعي درجة الضرر الذي أصاب الدائن جراء عدم التنفيذ ،بل أن مقدارها قد يزيد
على مقدار الضرر الذي وقع ،ألن الغرض منها كسر عناد املدين املتعنت عن التنفيذ ،وعلى
القاض ي أن يأخذ في الاعتبار مركز املدين وحالته املالية ،وكذا درجة عناده وتعنته ،وعليه ال
ألن الغاية منها ليس تعويض الضرر الذي لحق يشترط أن تكون مساوية للضرر الحاصلّ ،
بالدائن ،وإنما الضغط على إرادة املدين وحمله على التنفيذ ،فمتى قدر القاض ي أن مبلغ الغرامة
غير كافي إلخضاع املدين للحكم القضائي ،جاز له أن يزيد في املبلغ للقدر الذي يراه محققا
للغرض ،وهو ما أخذ به املشرع الجزائري ق م في املادة 0/052التي تنص على أنه ... " :وإذا رأى
القاض ي أن مقدار الغرامة ليس كافيا لكراه املدين املمتنع عن التنفيذ ،جاز له أن يزيد في
الغرامة كلما رأى داعيا للزيادة".67
ب-أنه وسيلة تهديدية( :) Comminatoireتعد الغرامة التهديدية التي تقض ي بها املحكمة
وسيلة ضغط على املدين ،وال تعتبر بأي حال حق للدائن وال دين على املدين ،68لذلك ال يجوز
التنفيذ بالحكم الصادر بها على أموال املدين ،وعلى هذا ألاساس كان تقدير التهديد املالي عن كل
وحدة من الزمن يتأخر فيها املدين عن التنفيذ أو عن كل مرة يخل فيها بالتزامه ،وال يجبر املدين
على عرض مبلغ الغرامة التهديدية عرضا حقيقيا .69
ج-أنه وسيلة مؤقتة(: )Provisoireالحكم بالغرامة التهديدية ال يعد حكما نهائيا واجب التنفيذ،
ألن الهدف منه هو مجرد الضغط على املدين ،وأن مصيرها الزوال والتصفية بحسب املوقف
-66قرار املحكمة العليا ،الغرفة املدنية ،ملف رقـم ،05550املؤرخ في ،0359/16/05املجلةالقضائية ،العدد ألاول ،0353ص.057
-67أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني الجزائري ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
68
- DE JUGLART Michel, Cour de droit civil, T1, Vol 2 , Biens – Obligations , Montchrestien, Paris,
1977, p. 432.
-69ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .033
20
محاضرات في مادة القانون املدني
النهائي للمدين ،70فمصير الحكم بالتهديد املالي يبقى غير مفصول فيه ،وبالتالي ال يطلب من
املدين دمجه مثال في عرضه للدين املترتب ي ذمته ،وعليه ال يحوز هذا الحكم حجية الامر
املقض ي فيه ،فهو حكم وقتي ،71وبالتالي يجوز للقاض ي أن يزيد فيه أو يحوله إلى تعويض نهائي
مراعيا في ذلك الضرر الذي لحق بالدائن لعدم الوفاء بااللتزام ،72ومن ثمة فهي وسيلة إكراه
مشروعة تمارس على املدين لحمله على التنفيذ.73
من خالل ما سبق يتضح لنا أن الحكم بالغرامة التهديدية أمرا جوازيا للقاض ي ،والقاض ي
متى حكم بالغرامة ،كان له أن يقدرها بصفة تحكمية ،على اعتبار أن مقدارها ال يقاس بالضرر،
عن كل وحدة زمنية ( يوم ،أسبوع ،شهر )...يتأخر فيها املدين عن تنفيذ التزامه ،ومتى الحظ
القاض ي أن مقدارها لم يؤثر في إرادة املدين ،كان له أن يزيد في مبلغها ،وعلى أي حال ،فإن موقف
املدين منها ال يخلو من أمرين :فإما أن يبادر املدين إلى التنفيذ ولو متأخرا ،وإما يبقى على تعنته،
وفي كلتا الحالتين ،وملا كان الحكم بالغرامة التهديدية حكما مؤقتا ال يجوز تنفيذه بتلك الحالة،
فإنه يلتزم القاض ي بتصفية الغرامة بحيث تتحول إلى تعويض لكن يراعي فيه من جهة الضرر
الذي أصاب الدائن والكسب الذي فاته ،وكذلك العنت الذي أبداه املدين ،وهذا ما يجعل
الغرامة التهديدية نوعا من العقوبة الخاصة.74
-70راجع في موضوع تصفيتها :براهمي فايزة ،براهمي سهام " ،تصفية الغرامة التهديدية في ظل قانون الاجراءات املدنية وإلادارية" مجلة
امليزان ،العدد ،0106 ،0ص ص ،79-97وكذلك:
- FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, FLOUR Yvonne, SAVAUX Eric, Droit civil, les obligations/ le
rapport d’obligation, Op, cit, p. 101.
71-
-LAUBA René, Le contentieux de l’exécution, 11eme édition, lexis nexis, Paris, 2012, p.523
-72ال تعد الغرامة التهديدية تعويضا عن الضرر الذي يلحق الدائن نتيجة تأخر املدين عن التنفي ،وهذا ما أكدته املادة 0/92من
القانون الفرنس ي رقم 30/061التي تنص على أنه " :إن الغرامة التهديدية مستقلة عن التعويض".
L'article 34/1 de la loi française n°91-650 du 9 juillet 1991 portant réforme des procédures civiles d'exécution
stipule que: « L'astreinte est indépendante des dommages- intérêts ».
https://www.legifrance.gouv.fr/affichTexte.do?cidTexte=JORFTEXT000000172847
- Mazeaud Henri Léon Jean. et CHABAS François, Leçons de droit civil, Obligations: théorie générale,
73
9 ème Ed, Montchrestien 1998- Delta 2000, n°924 et s., p.1028. Voir aussi : FRANCOIS Terré, PHILIPPE
Simler YVES Lequette et François chénedé, Droit civil, Les obligations, 12ème Ed, Dalloz, Paris 2018.
74
- CHABAS François, L'astreinte en droit français, Op.cit, p. 02.
21
محاضرات في مادة القانون املدني
املبحث الثاني
التنفيذ بطريق التعويض( التنفيذ بمقابل)
عدم تنفيذ املدين اللتزامه عينا ال يعني انقضاء الالتزام وإنما يضل قائما ،ويصار إلى
تنفيذه بطريق التعويض وهو تعويض الدائن عما أصابه من ضرر نتيجة الاخالل بااللتزام
ويشكل الوسيلة الثانية من وسائل التنفيذ الجبري إذا كان التنفيذ العيني مستحيال ،فعندئذ ال
يكون بيد الدائن سوى اتخاذ هذه الوسيلة كبديل.75
وإلزام املدين بالتعويض ال يعني انشاء التزام جديد في ذمته ،وإنما هو طريق لتنفيذ
الالتزام الثابت في ذمته من قبل ،وبالتالي فكل التأمينات التي قررت ضمانا لاللتزام تظل ضامنة
لوفاء املدين بالتعويض عند الاخالل به.
لذا عرف التعويض على أنه الحق الذي يثبت للدائن نتيجة اخالل مدينه بتنفيذ التزامه،
والذي قد يتخذ شكل النقد أو أية ترضية معادلة للمنفعة التي سينالها الذئن ولو لم يحصل
إلاخالل بااللتزام من جانب املدين.76
والتنفيذ بهذه الطريقة تعد وسيلة احتياطية وعالجية تعوض الدائن عما لحقه من ضرر
نتيجة عدم قيام املدين بتنفيذ التزامه تنفيذا عينيا أو تأخره في التنفيذ وذلك في حاالت معينة
تدخل في نطاقه وتتلخص فيما يلي:
-حالة استحالة تنفيذ الالتزام بخطأ املدين ،وهي استحالة متصورة بالنسبة لاللتزام أيا كان
مصدره عقدي أو تقصيري ،77ومهما كان محله ،عدا الالتزام بدفع مبلغ من النقود الذي
يكون دائما ممكنا.
-76الحسناوي حسن خنتوش رشيد ،التعويض القضائي في املسؤولية العقدية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،0333 ،ص .93
-77كل التزام مهما كان مصدره يجوز تنفيذه عن طريق التعويض ،فااللتزام العقدي سواء كان التزاما بنقل ملكية أو التزاما بعمل أو
التزاما باالمتناع عن عمل يكون التنفيذ بهذه الطريقة ممكنا ،وكذلك الالتزام التقصيري الذي يغلب أن يكون تنفيذه بالتعويض
ّ
باعتباره ا نتيجة لإلخالل بالتزام قانوني هو عدم إلاضرار بالغير ،وإال ترتبت عن هذا الاخالل املسؤولية التقصيرية إذ نص املشرع
الجزائري على هذه الفكرة في املادة 002من ق م التي كان حكمها كما يلي " :كل فعل أيا كان يرتكبه شخص بخطئه ،ويسبب ضررا
للغيريلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض".
ال يثرى شخص -وألامر سواء بالنسبة لاللتزام الناش ئ من الاثراء بال سبب الذي يقوم نتيجة الاخالل بااللتزام القانوني الذي مفاده ّ
على حساب شخص آخر دون سبب إعماال للمادة 020من ق م التي تنص " :كل من نال عن حشن نية من عمل الغيرأو من ش يء له
منفعة ليس لها ما يبررها يلزم بتعويض من وقع الاثراء على حسابه بقدر ما استفاد من العمل أو الش يء" .في موضوع التعويض عن
الاثراء بال سبب راجع :جالل علي العدوي ،الوجيز في مصادر الالتزام ،منشأة املعارف،الاسكندرية ،0331 ،ص ص .206-207
22
محاضرات في مادة القانون املدني
املطلب ألاول
التعويض القاائي
يعتبر ألاصل في اطار املسؤولية املدنية عقدية كانت أو تقصيرية هو التعويض
یعرف بأنه تعویض ّیقدره القضاء و یحكم به للفصل في الدعوى التي یقیمها القضائي،الذي ّ
لیحمله بمقتضاها املسؤولیة الناشئة عن عدم تنفیذ التزامه أو عن تأخره في الدائن على مدینه ّ
تنفیذ ،و هي دعوى یجب أن یتقدمها إلاعذار في الحاالت التي یجب فيها استیفاؤه ،و یحكم بهذا
التعویض في الحاالت التي ال محل للحكم بالتنفیذ العیني واملذكورة أعاله ،و في ألاحوال التي یثبت
فيها إصابة الدائن بضرر ّ
ملجرد تأخر املدین في تنفیذ التزامه.79
-78تنص املادة على أنه... " :أو أصر املدين على رفض التنفيذ حدد القاض ي مقدار التعويض الذي يلزم به املدين مراعيا في ذلك
الارر الذي أصاب الدائن والعنت الذي بدا من املدين".
-79عن :الحكیم عبد املجید،طه البشير ّ
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني و أحكام الالتزام،الجزء الثاني ،د س ن ،د ب ن،
ص .77
23
محاضرات في مادة القانون املدني
وحرصا من املشرع على إقامة التوازن بين املراكز القانونية لكل من الدائن واملدين ،منح
الدائن وسيلة التنفيذ الجبري بطريق التعويض الذي يراه القاض ي مناسبا لجبر الضرر الذي
يلحق الدائن تطبيقا للمادة 056من ق م كما يلي " :إذا استحال على املدين أن ينفذ الالتزام
عينا حكم عليه بتعويض الارر الناجم عن عدم تنفيذ الالتزام ،ما لم يثبت أن استحالة
التنفيذ نشأت عن سبب ال يد له فيه ،ويكون الحكم كذلك إذا تأخر املدين في تنفيذ التزامه"
ّ
،80غير أنه ال يمكن اللجوء للتعويض القضائي إال بعد اعذار املدين إعماال لحكم املادة 053من
ّ
ق م التي تنص " :ال يستحق التعويض إال بعد إعذاراملدين ما لم يوجد نص مخالف لذلك"
انطالقا من النصين أعاله يتضح لنا ضرورة توفر شروط معينة الستحقاق
التعويض(الفرع ألاول) ،ومتى توفرت شروطه يقوم القاض ي بتقدير التعويض( الفرع الثاني)
الفرع ألاول :شروط استحقاق التعويض القاائي
للحكم على املدين بالتعويض البد من توفر شروط معينة،يرتبط بعضها بذات الشروط
الواجبة لقيام املسؤولية املدنية (عقدية أو تقصيرية من خطأ ،ضرر ،عالقة السببية) أي اخالل
املدين بالتزام مدني ( أوال) باإلضافة إلى شرط الاعذار ( ثانيا).
أوال -قيام شروط املسؤولية املدنية
املسؤولية املدني ة هي مجموعة من القواعد التي تلزم من ألحق ضررا بالغير بجبره،
وذلك عن طريق تعويضه ،وهذا التعويض الذي يتحمله املسؤول هو نتيجة إخالل بالتزام سابق
رتبه العقد أو القانون ،وهكذا تنشأ املسؤولية املدنية عن امتناع املسؤول عن تنفيذ ما تعهد به
من التزامات عقدية أو القيام بالتزام قانوني مقتضاه عدم إلاضرار بالغير ،ولقيام هذه املسؤولية
املوجبة للتعويض يقتض ي ألامر ما يلي:
-0إلاخالل بالتزام عقدي أو قانوني
يتحقق إلاخالل بالتزام عقدي عند عدم وفاء املدين بااللتزام الذي ترتب عليه بموجب
العقد ،أو تأخره في تنفيذه ،وهو انحراف في السلوك من جانب املدين ،ال يأتي مثله الرجل العادي
في نفس الظروف ،ويقتض ي ألامر توفر شروط قيام الخطأ العقدي من امتناع املدين عن التنفيذ،
أو تأخره في ذلك ،ففي الالتزام ببذل عناية يكون مقصرا إذا لم يبذل عناية الرجل املعتاد لتنفيذ
-80أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
24
محاضرات في مادة القانون املدني
التزامه ،وفي الالتزام بتحقيق نتيجة ،يعتبر اخالل بالتزامه إن لم تتحقق النتيجة ،ففي البيع يجب
تسليم املبيع ،واملقاول إكمال البناء وتسليمه لرب العمل.81
أما إلاخالل بااللتزام القانوني فهو تجاوز الحد الذي ال بد من الوقوف عنده في الفعل
والامتناع عن الفعل ،حيث ان الخطأ التقصيري قد يكون ايجابيا باالتيان بفعل يحرمه القانون
هو عدم الاضرار بالغير ،أو الاملتناع عن فعل يلزمنا به القانون .
-2وجود ضرر يصيب الدائن كنتيجة الخالل املدين بالتزامه العقدي أو القانوني
املقصود بالضرر الذي يترتب عن الاخالل بااللتزام العقدي أو القانوني الاذى الذي يصيب
الدائن نتيجة اخالل املدين بالتزامه ،باملساس بحق من حقوقه أو مصلحة مشروعة له ،سواء
كانت هذه املصلحة مادية أو معنوية ،82والضرر املوجب للتعويض هو الضرر املحقق ،املباشر
والشخص ي الذي لم يسبق تعويضه.
-3قيام عالقة السببية بين إخالل املدين والارر الذي لحق بالدائن
ال يكفي قيام ركني الخطأ والضرر لقيا املسؤولية وبالتالي استحقاق التعويض ،بل ال بد أن
يرجع الضرر الذي اصاب الدائن إلى الخطأ العقدي للمدين أو إلى الاضرار ،بمعنى أنه يجب أن
يكون الضرر نتيجة طبيعية لعدم وفاء املدين بالتزامه العقدي أو القانوني. 83
ثانيا -إلاعذار
ّ
تنص املادة 053من ق م التي تنص " :ال يستحق التعويض إال بعد اعذار املدين ما لم
يوجد نص مخالف لذلك" ،من خالل النص نستنتج أن الاعذار شرط للتنفيذ بطريق التعويض
القضائي ،والسبب في ذلك هو التأكد من تصميم الدائن على استيفاء حقه في مواجهة املدين.
-0تعريف الاعذار
اعذار املدين هو وضعه قانونا في موضع املتأخر في تنفيذ الالتزام وأن مجرد حلول
أجل الالتزام ال يكفي لجعله في هذا الوضع القانوني ،بل البد من اعذاره ،وعن طريق هذا إلاجراء
-81ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .015
-82دربال عبد الرزاق ،الوجيز في النظرية العامة في الالتزام( مصادر الالتزام) ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،0112 ،ص ص -50
.50
83
- CABRILLAC Remy, Droit des obligation, Op,cit, p.253.
25
محاضرات في مادة القانون املدني
يطالب الدائن مدينه بالتنفيذ ويسجل تقصيره في تنفيذ الالتزام والوفاء به ، 84وهو ما يوجب
مسؤوليته بتعويض الدائن عما أصابه من ضرر جراء ذلك.
-2الهدف من االعذار
الحكمة من الاعذار أنه مطلوب العتبارات منها قانونية ومنها أخالقية ،وترتبط ألاولى من
أن مجرد حلول أجل الدين ال يشكل قرينة على تضرر الدائن ،وإنما يعني أن الدين أصبح مستحق
ألاداء وبذلك إذا أراد الدائن أن يجعل مدينه مسؤوال فعليه اعذاره ،أما الاعتبار الثاني فيقوم على
أساس أن القيم الخلقية في أي مجتمع توجب على الدائن أن ينبه مدينه قبل مفاجئته بإجراءات
التنفيذ الجبري التي تشكل أغلبها مساسا بحرية وكرامة املدين.
فاالعذار يفترض وجود مدين لم ينفذ التزامه بعد إزاء الدائن ،إال أن املشرع ال
يعتمد على التأخير الفعلي لكن باستبعاد مظنة تسامح الدائن في تأخر مدينه عن تنفيذ التزامه
وهذه املظنة تتنفي بتوجيه الاعذار من الدائن ملدينه بما ال يتصور معه تسامح ،وبالتالي جعل
ً ً
عند عدم الوفاء متأخرا قانونا عن الوفاء ،مما يعني أن وظيفة وطبيعة الاعذار ال تختلط
بالخطأ الذي هو عنصر من عناصر املسؤولية بل ّأن الغاية من الاعذار هي اثبات تأخر أو تقصير
املدين في القيام بتنفيذ التزامه.
-اعالم املدين بمصلحة الدائن في التنفيذ الفوري لاللتزام :يهدف الاعذار إلى إحاطة املدين
ً
علما بأن الدائن له مصلحة جدية في التنفيذ الفوري للعقد دون ادنى تأخر من جانب املدين.
-منح املدين فرصة للتنفيذ العيني :يهدف الاعذار إلى إعطاء املدين فرصة لتنفيذ التزامه بعين
ما انصرفت ارادته الى الوفاء به من التزم ففي الغرض الذي يكون فيه املدين أو يجهل بحسن نية
تاريخ الوفاء تكون وظيفة الاعذار في هذا الغرض تعين تاريخ الوفاء بعين ما التزم به املدين لذا
ً
يستهدف الاعذار منح املدين فرصة أخيرة لتنفيذ التزامه عينا.
-تحميل املدين رسميا نتائج اخالله بالتزاماته :فيتحمل املدين آثار عدم تنفيذه لاللتزام قانونيا
قبل املطالبة بالتعويض.
-84أنور سلطان ،الوجيز في النظرية العامة لاللتزام مصادر الالتزام ،دار الجامعة للنشر ،0117 ،ص .952
26
محاضرات في مادة القانون املدني
-3شكل إلاعذار
تنص املادة 051من ق م على أنه " :يكون اعذار املدين بإنذاره ،أو بما يقوم مقام
إلانذار ،ويجوز أن يتم الاعذار عن طريق البريد على الوجه املبين في هذا القانون ،كما يجوز أن
يكون مترتبا على اتفاق يقض ي بأن يكون املدين معذرا بمجرد حلول ألاجل دون الحاجة إلى ّ
أي
إجراء آخر" ،85يأخذ الاعذار بمقتض ي هذا النص ثالث أشكال:
-يكون اعذار املدين بانذار :يعد الاعذار على هذا النحو هو القاعدة العامة ،لذا يقال " قد أعذر
من أنذر" ،وإلانذار هو ورقة رسمية يعبر فيها الدائن عن رغبته الجدية في اقتضاء حقه ،وهي ورقة
من أوراق املحضرين القضائيين ،وتتم اجراءاته وفقا ملا نص عليه املشرع في قانون الاجراءات
املدنية والادارية.
-يكون الاعذار بطلب كتابي :بيرد في ورقة رسمية ،غير رسمية كرسالة أو برقية يعبر فيها الدائن
على رغبته في اقتضاء حقه ،والاعذار بهذه الطريقة قد يثر اشكاليات في اثباته ،ومدى تسلم
املدين لها.
-يجوز أن يتم الاعذار في أية صورة أخرى يحددها اتفاق الطرفين :فيجوز الاتفاق صراحة أ ,ضمنا
على أن يكون املدين معذرا بمجرد حلول أجل الدين دون حاجة إلى أي اجراء آخر ،قد يكون
أخطارا شفويا ...ألخ.
غير أنه ال ضرورة لالعذار قانونا في الحاالت املذكورة في املادة 050التي تقض ي بأنه:
" ال ضرورة العذار املدين في الحاالت آلاتية:
-إذا تعذر تنفيذ الالتزام أو أصبح غيرمجد بفعل املدين،
-إذا كاملحل الالتزام تعوياا ترتب عن عمل مار،
-إذا كان محل الالتزام رد ش يء يعلم املدين أنه مسروق ،أو ش يء تسلمه دون وجه حق وهو
عالم بذلك،
صرح املدين كتابة أنه ال ينوى تنفيذ الالتزام".86 -إذا ّ
-85أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
86املرجع نفسه..
27
محاضرات في مادة القانون املدني
إذا توفرت شروط استحقاق التعويض املبينة أعاله ،أصبح التعويض مستحقا و وجب
تقديره ،وكان على املدين دفعه للدائن ،والتعويض الواجب على املدين نوعان ،تعويض عن عدم
التنفيذ ،وتعويض عن التأخر في التنفيذ ،ويحل النوع ألاول محل التنفيذ العيني وال يجتمع معه،
أما النوع الثاني فيجتمع معه ،فنكون أمام تعويض عن عدم التنفيذ وتعويض عن التأخر عن
التنفيذ وعليه سنبحث في كيفية تقدير القاض ي للتعويض( أوال) ،والعناصر التي يجب أن
يشملها هذا التعويض( ثانيا) ثم وقت تقدير الضرر(ثالثا).
-87تنص املادة على أنه " :إذا كان املدين امللزم بالقيام بعمل يقتض ي تسليم ش يء ولم يسلمه بعد الاعذارفإن ألاخطارتون على
حسابه ولو كانت قبل الاعذار على حساب الدائن.
غيرأن هذه ألاخطارال تتعدى إلى املدين رغم الاعذار إذا أثبت املدين أن الش يء قد ياايع عند الدائن ولو سلم له ،ما لم يكن
املدين قد قبل أن يتحمل تبعية الحوادث املفاجئة.
ّ
على أن الش يء املسروق إذا هلك أو ضاع بأية صورة كانت فإن تبعية الهالك تقع على السارق".
28
محاضرات في مادة القانون املدني
88
- CABRILLAC Remy, Droit des obligation, Op,cit, p.138.
-89نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص .76
-90تنص املادة 08من ألامر رقم 076-66املؤرخ في مؤرخ في 05صفر عام 0956املوافق املوافق 5يونيو سنة يونيو سنة ،0366
يتضمن قانون العقوبات ،ج ر ج ج عدد ، 26صادر بتاريخ 00جوان ،0366معدل ومتمم على أنه " :للمحكمة عند الحكم باالدانة
أن تأمر في الحاالت التي يحددها القانون بنشر الحكم بأكمله أو مستخرج منه في جريدة أو أكثريعينها"...
91
- Voir : CABRILLAC Remy, Droit des obligation, Op,cit, p.p 242-244.
92
- TERKI Nour-Eddine, Les obligations, Responsabilité et régime général, OPU , Algérie, 1982, p.189
29
محاضرات في مادة القانون املدني
التعويض ما لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب ،بشرط أن يكون هذا نتيجة طبيعية
لعدم الوفاء بااللتزام أو للتأخر في الوفاء به ويعتبر الارر نتيجة طبيعية إذا لم يكن في
استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول ."...
تشمل عناصر التعويض ما أصاب الدائن من خسارة ،وما ضاع عليه من كسب ،ويدخل
في عنصر الخسارة في نطاق املسؤولية التقصيرية ما فات املضرور من منافع باملال الذي جرده
منه الفعل الضار من الانتفاع به ،وما ضاع منه من أجر كان سيتلقاه قبل وقوع الضررّ ،93أما في
نطاق املسؤولية العقدية ،الخسارة الالحقة والكسب الفائت ال بسبب ضياع الحق فحسب بل
بسبب التأخر في استفائه كذلك ،فإن تعاقد شخص مع مغن الحياء حفلة ،في وقت محدد ،ولم
ينفذ التزامه ،حكم عليه بتعويض يشمل الخسارة ممثلة في املصروفات التي انفقت لالستعداد
للحفلة ،ويشمل كذلك ما فا ته من كسب يمثله ما كان يتوقعه املتعهد أن يجنيه لو أقيمت
الحفلة.94
وتطبيقا للمادة 050املذكورة أعاله فإن الضرر الذي يمكن التعويض عنه في مجال
املسؤولية املدنية ،هو الضرر املباشر دون الضرر غير املباشر ،وهو ما يكون نتيجة طبيعية لعدم
تنفيذ الالتزام العقدي أو التأخر في تنفيذه ،ويكون نتيجة مباشر لإلخالل بالواجب القانوني في
املسؤولية التقصيرية.
يالحظ أن التعويض في املسؤولية العقدية يكون عن الضرراملباشر املتوقع سببه ومقداره
ّ
عند التعاقدّ ،95أما الضرر غير املتوقع فال يعوض عنه املدين إال إذا نشأ عن غشه أو خطئه
الجسيم تطبيقا للمادة 0/050من ق م التي تنص ... " :غير أنه إذا كان الالتزام مصدره العقد،
ّ
فال يلتزم املدين الذي لم يرتكب غشا أو خطأ جسيما إال بتعويض الارر الذي كان يمكن
توقعه عادة وقت التعاقد"ّ ،أما في نطاق املسؤولية التقصيرية فإن التعويض يكون على الضرر
املباشر املتوقع وغير املتوقع.
ّأما التعويض عن الضرر ألادبي ،فإنه ال يشمل على هذين العنصرين ،وإنما يعتبر عنصرا
قائما بذاته ،وفي حالة حدوثه يتولى القاض ي تحديد ما ينبغي الحكم به من تعويض كترضية
93
- TERKI Nour-Eddine, Les obligations, Responsabilité et régime général, OP,cit, p.186
-94الحكیم عبد املجید،طه البشير ّ
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني وأحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص .75
-95راجع في املوضوع ،علي فياللي "،تطور الحق في التعويض بتطور الضرر وتنوعه" حوليات جامعة الجزائر ،0املجلد ،90العدد
ألاول ، 0105 ،ص ص .29-01
30
محاضرات في مادة القانون املدني
للمضرور ،كنشر الحكم ،والتعويض عن الضرر الادبي ال يزيله ،وإنما قد يخفف منه; ،و لالشارة
فإن للقاض ي سلطة واسعة في مجال تقدير الضرر املعنوي 96وقد نص املشرع الجزائري على
تعويض الضرر ألادبي في املادة 050مكرر التي تنص على أنه " :يشمل التعويض عن الارر
ألادبي كل مساس بالحرية أو الشرف أو السمعة" ،97يستفاد منه أنه كل مساس بمصلحة غير
مالية في الحرية أو الشرف أو السمعة ،ويدخل في هذه الطائفة ألاضرار الناشئة عن السب
والشتم والطعن في الشرف.98
وما تجدر إليه إلاشارة ،أن الضرر واجب التعويض في نطاق املسؤولية املدنية العقدية
منها والتقصيرية هو الضرر املحقق ،سواء وقع فعال أو تراخى وقوعه إلى املستقبل ،بأن تكون
أسباب الضرر وقعت أما آثاره فقد تراخت للمستقبل ،وقد نص املشرع الجزائري على الضرر
املستقبلي في املادة 090من ق م على أنه " :يقدر القاض ي مدى التعويض عن الارر الذي
لحق املصاب طبقا للمادتين 082و 082مكرر مع مراعاة الظروف املالبسة ،فإن لم يتيسر له
وقت الحكم أن يقدر مدى التعويض بصفة نهائية فله أن يحتفظ للمارور بالحق في أن
يطالب خالل مدة معينة بالنظر من جديد في التقدير".99
باستقراء مضمون النص فإنه ال يجوز التعويض عن الضرر املحتمل ألنه غير محقق،
ولكن يجوز التعويض عن الضرر املستقبلي متى كان مؤكد الوقوع ،فالعامل الذي يتعرض لحادث
في العمل يعجزه عن العمل ،عندئذ ينبغي تعويضه عن الكسب الذي سيفوته مستقبال ،ألن هذا
الضرر تكتمل معامله فيحكم به القاض ي ،ولكن قد ال تكتمل هذه املعالم ،حينها قد يتعذر معرفة
النتيجة النهائية للضرر ومدى تأثيرها على قدرة العامل على أداء ألاعمال مستقبال ،فيحكم له
القاض ي بت عويض مؤقت أو جزئي مع حفظ حقه بالطلب من جديد بتعويض نهائي عن ألاضرار
التي استجدت ولم تكن داخلة في تقدير القاض ي وقت حكم بالتعويض املؤقت.100
ثالثا -وقت تقدير التعويض
ألاصل في تقدير التعويض أن يحدده القاض ي بقدر الضرر وقت تحمله ،وذلك ما يقتضيه
الغرض من التعويض ،وهو رد املضرور إلى الوضع الذي يمكن أن يكون لو نفذ املدين إلتزامه،
96
- TERKI Nour-Eddine, Les obligations, Responsabilité et régime général, OP,cit,p.p 168-169.
-97أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-98دربال عبد الرزاق ،الوجير في النظرية العامة لاللتزام( مصادر الالتزام) ،مرجع سابق ،ص ص .50-55
-99أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
100
- TERKI Nour-Eddine, Les obligations, Responsabilité et régime général, Op,cit, p.187.
31
محاضرات في مادة القانون املدني
غير أن الفقه والقضاء استقر على ّأن الضرر إذا كان متغيرا وجب تقديره وقت الحكم ،والضرر
املتغير هو الضرر الذي يزداد أو ينقص بمرور الزمن خالل الفترة التي تعقب إصابة الدائن
بالضرر وحتى صدور الحكم ،وإذا كان التغيير في سعر النقد الذي يقدر به التعويض ،فالعبرة
بسعره وقت الحكم ،وإذا كان املضرور قد أصلح الضرر بنفسه ،ثم رجع على محدث الضرر ،
حكم له بما دفعه فعال ،بغض النظر عن تغير قيمته وقت الحكم ،وإذا تعذر على القاض ي تقدير
التعويض نهائيا وقت الحكم منح الحق للدائن للمطالبة من جديد يتقدير تعويض نهائي ،كما
أسلفنا.
املطلب الثاني
التعويض الاتفاقي( الشرط الجزائي)
الهدف من التعويض هو جبر الضرر الذي لحق الدائن من عدم التنفيذ أو التأخر في
التنفيذ ،وإذا كانت القواعد القانونية ثابتة أن ألاصل أن يتم تقدير التعويض قضائيا ،إال أن
القانون ال يمنع أن يتفق املتعاقدان مقدما على مقداره ،وهو ما يسمى بالشرط الجزائي الذي
سنحاول تحديد مفهومه (الفرع ألاول) ثم ّ
نفصل في أحكامه( الفرع الثاني).
الفرع ألاول :مفهوم الشرط الجزائي ( التعويض الاتفاقي)
وفقا ملا تقدم يكون للمحكمة تقدير التعويض على أساس الضرر أو الخسارة التي لحقت
بالدائن والكسب الذي فاته ،غير أنه قد يعمد الطرفين إلى تقديره مقدما فما املقصود منه
(أوال) ،وما هي خصائصه( ثانيا).
أوال – تعريف الشرط الجزائي وخصائصه
ورد النص على التعويض الاتفاقي في املادة 059من ق م التي تنص " :يجوز للمتعاقدين
أن يحددا مقدما قيمة التعويض بالنص عليها في العقد أو في اتفاق الحق ،وتطبق في هذه
الحالة أحكام املواد 071إلى املادة ،"080يتحدد لنا من النص:
-0تعريف الشرط الجزائي :أنه مبلغ التعويض الذي يتفق عليه املتعاقدان مقدما وسمي
بالشرط الجزائي ألنه يوضع عادة ضمن شروط العقد ألاصلي 101ولكن ليس هناك مانع أن يرد في
اتفاق الحق لهذا العقد لضمان تنفيذه ،حيث يلتزم املتعاقد الذي أخل بالتزامه بأداء معين
101
- FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, FLOUR Yvonne, SAVAUX Eric, Droit civil, les obligations/ le
rapport d’obligation, Op, cit, p. 152.
32
محاضرات في مادة القانون املدني
لتعويض املتعاقد آلاخر ،بمجرد تحقق املخالفة العقدية ،102وبالتالي فهو أداة للضغط على
املتعاقد وحمله على التنفيذ الجاد اللتزامه كما في عقد املقاولة ،فهو بهذا ينطوي على التهديد،
دون أن يعتبر عقوبة ،103و ال ش يء يمنع أن يكون اتفاقا على التعويض املستحق من مصدر غير
العقد ،كالعمل غير املشروع ،وإن كان يحدث نادرا.104
والتعويض الاتفاقي قد يكون تعويضا على عدم التنفيذ ،كأن يشترط املشتري على البائع
تعويضا إذا تصرف في املبيع لشخص آخر ،وقد يكون تعويضا عن التأخر عن التنفيذ كما في
عقود املناقصات أو عقود الايجار حين يضع املالك على املستأجر شرطا جزائيا إذا تأخر في
تسليم بدل الايجار مثال.
ً
ومن تطبيقات الشرط الجزائي في عقود املقاوالت ،فقد يتضمن عقد املقاولة شرطا
ً
جزائيا ُيلزم املقاو َل بدفع مبلغ معين عن كل يوم ،أو أسبوع يتأخر فيه عن إنجاز العمل ،كذلك
ً ً
اللوائح وألانظمة املنظمة لعمل العمال في مصنع أو شركة أو غيرها ،قد تتضمن شرطا جزائيا
يقض ي بخصم مبلغ معين من أجرة العامل في حال إخالله بالتزاماته املختلفة ،أو مصلحة البريد
(أو أي مؤسسة تقوم بنقل الرسائل والطرود) قد يتضمن التعاقد معها تحديد مبلغ معين تدفعه
للمتعاقد معه في حال فقد طرد أو رسالة.
ويبقي أن الغرض من هذا الشرط إما التحايل على أحكام القانون املتعلقة بالفوائد
القانونية ،أو تعديل أحكام املسؤولية املترتبة عن الاخالل بااللتزام تشديدا أو تخفيفا ،وقد يكون
الغرض منه الزيادة في القوة امللزمة للرابطة العقدية ،ويبقى غرضه الاساس ي تجنب القضاء
والنزاع املحتمل فيما يتعلق باثبات ركن الضرر وتحديد طبيعته.105
33
محاضرات في مادة القانون املدني
-2خصائص الشرط الجزائي :يتميز الشرط الجزائي بخصائص استخلصها الفقه من الوظيفة
التي يقوم بها ومنها:
ألن ألاصل أن القضاء هو الذي يتولى -اتفاق ينطوى الخروج على أحكام التقدير القاائيّ :
تقديره ،لذا فأحكام التعويض الاتفاقي هي أحكام استانائية يجب تفسيرها تفسيرا دقيقا وضييقا،
بهذف عدم الخروج عما قصده املتعاقدان.
-الشرط الجزائي اتفاق:
تستفاد هذه الخاصية في املادة 059من ق م التي تنص " :يجوز للمتعاقدين أن يحددا
مقدما قيمة التعويض بالنص عليها في العقد أو في اتفاق الحق."...
فال يمكن تصور شرط جزائي مصدره القانون وتتجلى إلادارة كمصدر لاللتزام في شكلين
هما العقد و إلارادة املنفردة ،والشرط الجزائي العقدي يأخذ صورتان ،أولها أن يدرج في العقد
ألاصلي ،وثانيها أن يوضع في اتفاق الحق ،فليس من الضروري وضع الشرط الجزائي ضمن العقد
ألاصلي إذ أنه قد يكون الشرط الجزائي في اتفاق الحق للعقد ،و لكن بشرط أن يكون هذا الاتفاق
الالحق قبل وقوع الضرر الذي يقدر الشرط الجزائي التعويض عنه،
-الشرط الجزائي تقدير جزافي للتعويض:
لقد مر بنا ّأن الشرط الجزائي اتفاق مسبق على تقدير التعويض حيث أن ألاطراف
بإرادتهم يحددون بصفة مسبقة املبلغ الذي يدفعه املدين في حالة إخالله بإلتزامه أو عند تأخره
في تنفيذه ،فهو إذن تقدير جزافي للتعويض ،106ويترتب على كون الشرط الجزائي تقديرا جزافيا
للتعويض أنه يمكن للقاض ي أن يعدل في هذا التقدير زيادة أو نقصانا وذلك لكي يتناسب الحجم
الحقيقي للتعويض .
-الشرط الجزائي طريق إحتياطي:
إن املبدأ العام الذي يقتض ي بأن ألاصل في التنفيذ أن يكون عينيا وال يحكم بالتعويض إال
في حالة استحالة التنفيذ أو التأخر وهو الذي يطبق على الشرط الجزائي وذلك باعتباره تعويضا،
ومن هنا تبرز الصفة الاحتياطية للشرط الجزائي فباعتباره تعويض ال يجوز املطالبة به أو إعماله
إال إذا كان التنفيذ العيني لاللتزام غير ممكن ويبرز الطابع الاحتياطي بصورة أكثر وضوحا في حالة
106
- FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, FLOUR Yvonne, SAVAUX Eric, Droit civil, les obligations/ le
rapport d’obligation, Op, cit, p351.
34
محاضرات في مادة القانون املدني
ما إذا كان التنفيذ العيني ممكنا ،إذ ال يمكن للدائن عندئذ أن يجمع بين التنفيذ العيني والشرط
الجزائي إال إذا تقرر للتأخير في التنفيذ ،فاألصل العام هو املطالبة بالتنفيذ العيني أوال فإذا كان
غير ممكن ( الاستحالة ) جاز املطالبة بالشرط .
ومن املتفق عليه أن الشرط الجزائي املقرر لعدم التنفيذ ال يحول دون مطالبة الدائن
بالتنفيذ العيني لاللتزام ألاصلي فله أن يختار بين هذا وذاك.107
الشرط الجزائي التزام تابع :
الشرط الجزائي اتفاق هدفه تقدير التعويض الذي يستحقه الدائن في حالة عدم تنفيذ
املدين التزامه أو تأخره في ذلك ،فالشرط الجزائي التزام تابع لاللتزام ألاصلي أي أنه يتبع الالتزام
الاصلي 108في نشأنه استمراره ،أو انقضائه ،وعلى هذا ألاساس يبطل الشرط الجزائي إذا كان
إلالتزام ألاصلي باطال وإن كان بطالن الشرط الجزائي ال يؤدي إلى بطالن إلالتزام ألاصلي.
ّ
وغالبا ما يتمثل هذا الشرط في أداء نقدي ،إال أنه يمكن أن يكون سوى ذلك كتقصير ميعاد
الوفاء ،تعجيل جميع أقساط الدين املؤجلة إذا تأخر املدين في دفع قسط منها ،أو يكون تغيير
مكان التنفيذ ...الخ.
يجب أن نراعي أن الشرط الجزائي ليس هو السبب في استحقاق التعويض ،فهو ال يتولد
عنه التزام أصلي بالتعويض بل التزام تبعي بتقرير التعويض.109
ثانيا -شروط استحقاق الشرط الجزائي وتقديره
إذا كانت الشروط الجزائية الواردة في عقود املقاوالت وعقود الايجار وعقود البيع وغيرها
من التصرفات القانونية إنما هي تقدير اتفاقي للتعويضّ ،
فإن الشروط العامة الالزمة الستحقاق
هذا التعويض هي نفس شروط قيام املسؤولية من ضرورة توفر الضرر لجبره ،لهذا فإن
التعويض الاتفاقي يجب أن يتناسب مع درجة الضرر ،وبالتالي قد ال يحكم به النقطاع عالقة
-107ويرى بعض الفقهاء أنه مستمد من القواعد العامة حيث يمكن للدائن أن يطالبه بدال من التعويض بتنفيذ الالتزام عينا .في حين
يرى البعض آلاخر أن هذا الحق ينتج عن الطبيعة القانونية للشرط الجزائي ،حيث لو لم يتقرر هذا الحق للدائن واستحق الشرط
ا لجزائي عقد عدم التنفيذ لكنا بصدد تجديد الالتزام ألاصلي عينا والشرط الجزائي ،يتبين لنا بكل وضوح أن هناك التزامين أحدهما
أصلي يرد عليه التنفيذ العيني وآلاخر تبعي يكتفي به الدائن إذا لم ينفذ الالتزام ألاصلي.
108
- FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, FLOUR Yvonne, SAVAUX Eric, Droit civil, les obligations/ le
rapport d’obligation, Op, cit, p. 351.
-109عامر محمود الكسواني ،أحكام الالتزام -آثار الحق في القانون املدني ( دراسة مقارنة) ،ط ،0دار الثقافة للنشر والتوزيع،
عمان ،0101،ص .021
35
محاضرات في مادة القانون املدني
السببية وقيام السبب ألاجنبي ،أو خطأ الغير ،أو الدائن ،وبالتالي فهو تعويض مقدر على أساس
الضرر.
110
-0توفرأركان املسؤولية
إن العلة من وجوب توفر أركان املسؤولية ( خطأ ،ضرر ،عالقة السببية) ،هي أن
التعويض الاتفاقي ليس التزاما مستقال ،وإنما هو مجرد وسيلة لتقدير التعويض ،فالشرط
الجزائي اتفاق تبعي ال يقصد لذاته وال يستقل بنفسه ،وبالتالي فالعبرة عند مطالبة املدين
بااللتزام الاصلي وليس بالشرط الجزائي ،ألامر الذي يقتض ي أركان املسؤولية الثالث ،ويترتب عن
ذلك أن مجرد اتفاق الطرفان على مقدار التعويض ال يجعل الدائن مستحقا له ،ما لم يلحقه
ضرر نتيجة عدم تنفيذ الالتزام ،وهو ما نصت عليه املادة 052من ق م التي تنص " :ال يكون
التعويض املحدد في الاتفاق مستحق إذا أثبت املدين أن الدائن لم يلحقه أي ضرر.
ويجوز للقاض ي أن يخفض مبلغ التعويض إذا أثبت املدين أن التقدير كان مفرطا أو أن
الالتزام ألاصلي كان قد نفذ في جزء منه
يعتبر باطال كل اتفاق يخالف أحكام الفقرتين أعاله ".111
يعتبر حكم املادة 052أعاله من النظام العام ،112اذا ال يجوز الاتفاق على ما يخالفه ،وما
تجدر إلاشارة إليه أنه ال يفهم من حكم املادة أنه ال فائدة من الاتفاق على مقدار التعويض ،ما
فإن مقدار التعويض املتفق عليه إن لم دام يجوز للقاض ي التعديل من مقدا ه ،113و بالتالي ّ
ر
ّ
يكن يلزم القاض ي ،إال أنه يحقق فائدة بالنسبة للدائن وهي تحويل عبء الاثبات من الدائن إلى
املدين.
فهذا النوع من التعويض يكون الضرر فيه مفترض ،وينتقل عبء اثبات انعدام الضرر
على املدين ،بينما على الدائن إذا لم يكم هماك اتفاق على التعويض اثبات الضرر الذي لحق به
نتيجة اخالل املدين بالتزامه.
110
-- LAPOYADE DESCHAMPS Christian, Droit des obligations, Ellipses, Paris, 1998,p.p. 150-160.
-111أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-112مقدم السعيد ،نظرية التعويض عن الضرر املعنوي في املسؤولية املدنية ،املؤسسة الوطنية للكتاب ،0330 ،ص .030
113
- LAPOYADE DESCHAMPS Christian, Droit des obligations, Op,cit,p. 137.
36
محاضرات في مادة القانون املدني
-2اعذاراملدين
ال يكفي مجرد توفر الشرط ألاول من قيام أركان املسؤولية املدنية الستحقاق الدائن
للتعويض الاتفاقي بل يشترط شرط آخر بموجبه يجب على الدائن اعذار املدين في كل ألاحوال
ّ
التي يجب فيها الاعذار ،إال في الحاالت الاستانائية التي ال ضرورة فيها لالعذار الواردة في املادة
050من ق م ج.
الفرع الثاني :أحكام الشرط الجزائي
ّبينا أن مجرد اتفاق الدائن واملدين على مقدار التعويض ال يجعل الدائن مستحقا له،
وذلك باعتبار أن استحقاقه مقيد بالضرر الفعلي الذي يصيب الدائن نتيجة اخالل املدين
بالترامه ،فهو ال يستحق التعويض إذا لم يتضرر ،وإذا كان الضرر الذي لحق به أقل من
التعويض الذي اتفق عليه ،فالقاض ي ال يحكم به ،بل بتعويض معادل للضرر الحاصل.
كما يالحظ أنه ليس للدائن أن يطلب بتعويض يزيد عن مقدار التعويض املتفق عليه حتى
ولو جاوز الضرر الفعلي الحاصل الذي لحقه املقدار املتفق عليه ،ويستثنى من هذه الحاالت
بالسلطة في الحكم بالتعویض املتفق علیه أو في تعدیله ،114فإذا معينة ،وهكذا یتمتع القاض ي ّ
تحققت شروط استحقاقه ووجد القاض ي تناسبا بين قیمة الشرط الجزائي و درجة الضرر حكم
ّ
بالشرط الجزائي دون تعدیل من قیمته ،أما إذا لم یجد تناسبا فیتدخل لتعدیله ،و ذلك ّإما
باإلعفاء منه (أوال) إما بتخفیضه في بعض الحاالت ( ثانيا) أو بزیادته في حاالت أخرى(ثالثا).
أوال -الاعفاء من الشرط الجزائي (عدم استحقاق التعویض إلاتفاقي):
ّ
ملا كان الشرط الجزائي یتمثل في تعویض إتفاقي عن الضرر الذي یصیب الدائن من جراء
الدائن لم یلحقه ضرر ماعدم تنفیذ املدين اللتزامه ،فإنه یجوز إعفاء املدین منه متى أثبت أن ّ
نتيجةإلاخالل بااللتزام ،فإذا نجح املدین في إثبات أن الدائن لم یلحه أي ضرر من عدم تنفیذ
أعفي املدين من الشرط الجزائي ،و إال كان التعویض بغير سبب لعدم وجود ضرر،
-114سلطة القاض ي في تعديل الشرط الجزائي تعتبر استاناء من املبدأ العام وهو القوة امللزمة للعقد ،وقد حدد املشرع الحاالت التي
ّ
يسمح فيها للقاض ي بهذا التعديل ،ألن ألاصل العقد شريعة املتعاقدين ال يجوز نقضه أو تعديله إال باتفاق الطرفين أو للسباب التي
يقررها القانون وهو ما أخذ به املشرع الجزائري في املادة 016من ق م.
37
محاضرات في مادة القانون املدني
وهو ما قضت به املادة 0/052من ق م التي تنص على'':ال یكون التعویض املحدد في الاتفاق
أي ضرر."...مستحقا إذا أثبت املدین أن الدائن لم یلحقه ّ
ثانيا -تخفيض الشرط الجزائي
يجوز للقاض ي تخفیض الشرط الجزائي إلى املقدار املتناسب مع الضرر ألن الشرط
الجزائي یعتبر شرطا تهدیدیا یقصد به حمل املدین على تنفیذ الالتزام.
املشرع الجزائري حالتين لتخفیض مقدار التعویض ّ
املحدد في الشرط الجزائي و ّ و قد أورد
تنص ... " :و یجوز للقاض ي أن یخفض مبلغ التعویض إذا أثبت ذلك في املادة 0/ 184و التي ّ
ّ
ملدین أن التقدیر كان مفرطا أو أن الالتزام ألاصلي قد نفذ في جزء منه."...
-0الافراط واملبالغة في تقدير التعويض الوارد في الشرط الجزائي:
املبدأ أن الشرط الجزائي في حالة عدم التنفیذ یحتفظ ّ
بقوته امللزمة ،و لذلك ال یكفي أن
بالدائن ،حتى یستطیع القاض ي یثبت املدین أن الشرط الجزائي یجاوز مقدار الضرر الذي لحق ّ
115 ّ أن ّ
یخفض هذا الشرط و إال انتفت فائدة للشرط الجزائي
فینبغي أن یمارس القاض ي هذه السلطة بحذر و بطریقة استانائية ،حالة ما إذا كان
الشرط الجزائي مجحفا باملدین ،و عبء إلاثبات یقع على املدین حیث ّ
یتعين علیه أن یثبت أن
تقدیر التعویض كان مبالغا فيه إلى درجة كبيرة ،و معیار املبالغة في تقدیر التعویض حسب
شخصیة تقوم على جسامة الفرق بين املبلغ املشترط على املدین، ّ الفقه یقوم على فكرة مادیة ال
شخصیة أو لظروف خاصة و ّ
تقدر ّ وقیمة الضرر الفعلي الذي لحق الدائن ،دون اعتبار لعوامل
املبالغة في التقدیر إلى درجة كبيرة ،ال وقت ابرام العقد ،و ال وقت املطالبة بالجزاء بل وقت
الحكم ، 116فإذا ما أثبت املدین ذلك یقوم القاض ي بخفض التعویض إلى ّ
الحد املعقول ،أي الحد
الذي یتناسب مع الضرر ال إلى الحد املساوي للضرر،أخذا في الاعتبار إرادة املتعاقدین و مصالح
الدائن حسن نیة املدین ،و للقاض ي في هذا الصدد سلطة تقدیریة واسعة فیما ّ
یقرره أو ینفیه
حدا مناسبا لتخفیضه ،دون أن يخضع لرقابة من مبالغة في التعویض املشروط أو فیما یراه ّ
املحكمة العليا في ذلك.
-115نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص .57
-116دمحم شتا أبو سعد،التعویض القضائي والشرط الجزائي والفوائد القانونیة ،دار الجامعة الجدیدة للنشر ،0110،ص .093
38
محاضرات في مادة القانون املدني
-117عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون املدني الجديد( ،إلاثبات -آثار إلالتزام) ،مرجع سابق ،ص ص .550-551
-118أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
119
- - Mazeaud Denis, La notion de clause pénale, LGDJ, Paris, 1992, p. 448.
39
محاضرات في مادة القانون املدني
ّ
بإعفاء من املسؤولیة الناجمة عن العمل إلاجرامي" ،فال یمكن للطرفين إبرام هذا الاتفاق
سواء كان بطریق غير مباشر بأن ّیتفق على شرط جزائي یكون من التفاهة حیث یكون القصد أن
ّ
یصل به املدین إلى إعفائه من املسؤولیة التقصيریة ،ویكون الشرط الج ا زئي في هذه الحالة
باطال.120
التدخل لتعدیل التعویض إلاتفاقي سواء ّّ
بالزیادة أو لقد منح املشرع للمحكمة سلطة
النقصان بناءا على طلب أحد املتعاقدین لیتساوى مع مقدار الضرر الحاصل فعال و اعتبر ذلك
یتضمن استبعاد سلطة املحكمة باطال كما هو واضح ّ من النظام العام ،وبالتالي یعتبر أي اتفاق
في املادة ّ 3 9/052
بنصها ..." :ویكون باطال كل اتفاق یخالف أحكام الفقرتين أعاله".
املطلب الثالث
التعويض القانوني ( الفوائد)
سبق إلاشارة أن ألاصل في تقدير التعويض هو أن يتم من طرف القاض ي وفقا للقواعد
التي بسطناها ،لكن ليس هناك ما يمنع من أن يتفق الطرفان مقدما على مقداره أو أن يتكفل
القانون ذاته بتقديره ،وتكفل املشرع بتحديد مبلغ التعويض بنصوص جامدة هو أمر ينبغي عدم
ّ
إلاقدام عليه إال في حاالت نادرة يقوم فيها مبرر قوي يمثل هذا إلاجراء ويكون هذا املبرر القوي ما
يكافئ الضرر الذي ينجم عن انطواء نصوص تشريعية جامدة على مقادير معينة للتعويض في
حاالت متنوعة قد تختلف ظروفها ،وقد يتفاوت الضرر في كل حالة منها ،ورغم ذلك يبقى مبلغ
التعويض جامدا ال يتغير. 121
ومن أمثلة التعويضات املقدرة قانونا ما ينتج عن أضرار إصابات العمل ،القوانين املتعلقة
باألمراض املهنية ،والتقاعد وقوانين الضمان الاجتماعي وغيرها ،واملشرع إذ يفعل ذلك كان
مدفوعا بمقتضيات العدالة ،فيترتب التعويض عن املسؤولية ال عالقة لها بالخطأ.122
و تولى القانون تحديد التعويض في حاالت معينة يكون مدفوعا فيها على مسؤولية تقوم
على أسس مختلفة ،أما حينما تدخل عندما يكون محل الالتزام مبلغا من النقود ،فكان لكراهيته
التقليدية للربا ،وبالتالي فموضوع التعويض القانوني في مجال أحكام الالتزام كموضوع لهذا
-120مقدم السعيد ،نظرية التعويض عن الضرر املعنوي في املسؤولية املدنية ،مرجع سابق ،ص.030
-121نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص .53
-122الحكیم عبد املجید،طه البشير ّ
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني وأحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص.59
40
محاضرات في مادة القانون املدني
املطلب سيتمحور حول الفوائد( الفرع ألاول) ،وألن ما تكفل املشرع بتحديده من تعويضات في
حاالت أخرى ال يعتبر تطبيقا لنظرية التعويض القانوني ،وإنما هو تعويض تحدده التشريعات
وفقا ألحكام خاصة في ضوء الغرض من تشريعها ،وعلى نحو يعتبر استاناء ملا شرع في ق م ج
الذي يشترط أن يكون موضوع الالتزام مبلغا من النقود باالضافة إلى شروط أخرى ( الفرع
الثاني).
الفرع ألاول :مفهوم التعويض القانوني( الفوائد القانونية)
عما لحقه من ضرر نتيجة اخالل املدين قد يحدد القانون مقدار التعويض للدائن ّ
بالتزامه ،ويتجسد هذا التحديد في صورة وحيدة هي حالة ما إذا كان إلتزام املدين ينصب على دفع
مبلغ معين من النقود للدائن في أجل معين ،وسواء كان مصدر هذا الالتزام هو التصرف القانون
أو الفعل الضار أ و الفعل النافع ،أو القانون ،وهذا النوع من الالتزام يتميز بخاصية جوهرية ،أنه
يمكن تنفيذه تنفيذا عينيا دائما فماذا تعني الفوائد القانونية (أوال) وما خصائصها (ثانيا).
أوال -تعريف الفوائد القانونية
تعتبر الفوائد القانونية في نظر البعض التعويض الذي يحكم ويلزم به املدين نتيجة تأخره
في تنفيذ التزام ،وهي بهذا املعنى تتضمن مبلغا من النقود يضاف إلى الالتزام وتحدد بموجبه نسبة
مئوية معينة على ضوء قيمة الالتزام.123
كما تعرف الفائدة بأنها مبلغ من النقود يلتزم املدين بدفعه على سبيل التعويض عن
التأخر عن تنفيذ التزام محله دفع مبلغ من النقود في امليعاد املتفق عليه ،أو نظير انتفاعه بمبلغ
من املال في عقد من عقود املعاوضة ،124وبهذا املعنى فهي نوعان فوائد تأخيرية مستحقة عند
التأخر في تنفيذ إلتزام محله دفع مبلغ من النقود مهما كان مصدر هذا الالتزام ،والنوع الثاني هي
الفوائد التعويضية أو الاستثمارية ،ويجب الاشارة أن املصطلح ألادق هو الفوائد العوضية والتي
تكون مستحقة نظير انتفاع املدين بمبلغ من النقود 125أ ي الانتفاع برأس املال ،ويكون مصدرها
في هذه الحالة العقد ،كالفوائد املترتبة عن عقد القرض في ذمة املقترض ملصلحة املقرض.
-123عامر محمود الكسواني ،أحكام الالتزام -آثار الحق في القانون املدني ( دراسة مقارنة) ،مرجع سابق ،ص .029
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني وأحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص .52 -124الحكیم عبد املجید،طه البشير ّ
-125أنور طلبة ،دعوى التعويض ،املكتب الجامعي الحديث ،الاسكندرية ،0102،ص .295
41
محاضرات في مادة القانون املدني
ويكمن الفرق بين هذين النوعين في أن الفوائد التأخيرية تترتب عند في الوفاء بدين ّ
حل
ميعاد استحقاقه ،وتحدد دائما قانونا ،بينما الفوائد التعويضية تكون اتفاقية ،وتكون تعويضا
عن دين لم يحل أجله وإنما يلتزم املدين بدفعها ما بقي الدين في ذمته.
وقد أشار املشرع الجزائري إلى التعويض القانوني في املادة 056من ق م جالتي تنص:
" إذا كان محل الالتزام بين الافراد مبلغا من النقود عين مقداره وقت رفع الدعوى ،وتأخر
املدين في الوفاء به ،فيجب عليه أن يعوض للدائن الاررالالحق من هذا التأخير".126
حرم القرض بالفائدة ،أو الفوائد التعويضية، واملالحظ بالنسبة للمشرع الجزائري أنه ّ
بدليل نص املادة 272من ق م الجزائري التي تنص " :القرض بين ألافراد يكون دائما بدون
أجر ،ويقع باطال كل نص يخالف ذلك" ،127وبموجب هذا النص حرم املشرع الفائدة بين الافراد
والتي تعتبر ربا من الناحية الشرعية ،غير أنه أجاز العمل بها عندما يتعلق ألامر بمؤسسة قرض
إعماال للمادة 277من ق م التي تنص" :يجوز ملؤسسات القرض في حالة ايداع أموال لديها أن
تمنح فائدة يحدد قدرها بموجب قرار من الوزئر املكلف باملالية لتشجيع الادخار" ،أردف
املشرع في املادة 276من نفس القانون ليحدد الهدف من إجازة هذا النوع من القروض وهو
تشجيع الاقتصاد الوطني حيث نصت " :يجوز ملؤسسات القرض التي تمنح قروضا قصد
تشجيع النشاط ا اقتصادي الوطني أن تأخذ فائدة يحدد قدرها بموجب قرار من الوزئر
املكلف باملالية". 128
أقر التعويض عن التأخر عن الوفاء بالتزام نقدي مما سبق نستنتج أن املشرع الجزائري ّ
وترك تقدير هذا التعويض للقضاء ،الذي له السلطة التقديرية في ذلك.
ثانيا -خصائص الفوائد القانونية
ّ
يتضح لنا من خالل تعريف الفوائد القانونية أو التعويض القانوني أنه يتميز بمجموعة
من الخصائص أهمها:
-0أنه تعويض تولى القانون تقديره ،حيث أن املال يعتبر دائما مصدر ربح و ثمار ونفع وذلك
باستثماره ،وهو ما يمكن أن يفتح املجال للربا ،لذا تدخل املشرع نفسه لتحديد التعويض
القانون.
-126أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-127امللرجع نفسه.
-128املرجع نفسه.
42
محاضرات في مادة القانون املدني
-0أنه تعويض خرج فيه املشرع عن القواعد العامة للمسؤولية املدنية ،وهذا تكريسا للنظام
الاقتصادي املعاصر من أنه يحمي مصلحة الدائن تارة ومصلحة املدين تارة أخرى.129
-9أنه تعويض تمادى املشرع في التدخل في نطاقه كوسيلة ملحاربة الربا ،وهو ما يشكل حلول
إلرادة املشرع محل إرادة املتعاقدين ،ويشكل هذا قيد على حرية الطرفين ،130خاصة الدائن الذي
يظل مقيد بالن صوص القانونية التي تحدد نسب مئوية للتعويض ،وهو ما أخذت به بعض
،أما بالنسبة للمدين فعليه دفع هذا التعويض بمجرد التشريعات العربية دون املشرع الجزائري ّ
التأخر عن الوفاء بغض النظر عن مدى تحقق الضرر من عدمه.
الفرع الثاني :شروط استحقاق التعويض القانوني وكيفية تقديره( الفوائد القانونية)
تكمن الشروط العامة الستحقاق التعويض في ضرورة قيام أركان املسؤولية املدنية من
خطأ ،ضرر وعالقة السببية ،باإلضافة إلى الاعذار،وببحث هذه الشروط في مجال التعويض
القانوني ،يكون الخطأ هو تأخر املدين عن الوفاء بمبلغ نقدي مستحق في ذمته وهو ما يستوجب
ليته،أما الضرر وعالقة السببية فاملشرع افترض وجودهما غير ّأن هناك شروط أخرى ّ مسؤو
يتميز بها التعويض القانوني( الفوائد القانونية) (أوال) ،غير أن املشرع الجزائري لم يحدد نسب
مئوية لهذا النوع من التعويض من حيث كيفية تحديده( ثانيا.
أوال -شروط استحقاق التعويض القانوني
الستحقاق التعويض القانوني يجب أن تجتمع شروط معينة من أن يكون معلوم املقدار
وقت رفع الدعوى ، ،وتكون هذه الفوائد كنتيجة عن التأخر في الوفاء غير أن استحقاق هذه
الفواد ال ال يكون إال عن طريق القضاء ،وهو ما يقتض املطالبة بها قضائيا .
-0أن يكون محل الالتزام مبلغا من النقود
يتحدد نطاق اعمال التعويض القانوني بااللتزامات التي يكون محلها مبلغا من النقود،
فالعبرة بمحل الالتزام ما دام أنه دفع مبلغ من النقود ،وليس بمصدر الالتزام حتى تستحق
الفوائد إذا توفرت شروطها ،والغالب أن يكون مصدر الالتزام العقد ( البيع ،الايجار ،الشركة،)...
وكلن قد يكون غير العقد كااللتزام برد غير املستحق ،أو نص القانون كااللتزام بدفع النفقة التي
يغلب تقديرها نقدا.
43
محاضرات في مادة القانون املدني
-131خليل متري موس ى" ،املفاهيم القانون للفائد" ،مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية ،املجلد ،03العدد الثالث،
،0109ص .79
-132ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .025
44
محاضرات في مادة القانون املدني
في استحقاق التعويض عن القواعد العامة في مجال اثبات أركان املسؤولية ملصلحة الدائن ،
ولكنه كذلك خرج عنها بالنسبة لشرط الاعذار حماية ملصلحة املدين.
ثانيا -كيفية تقدير التعويض القانوني
تختص التشريعات املدنية عادة بتحديد نسب مئوية كفائدة يستحقها الدائن في حالة
تأخر املدين عن الوفاء بالتزامه النقدي كالتشريع املصري ،133ولكن املشرع الجزائري لم يحدد
التعويض املستحق للدائن على أساس نسبة مئوية ،وإنما هو يكتفي في املادة 056ق م بالنص
على استحقاقه التعويض عن الضرر الذي لحق به.
لذا فتحديد مقدار هذا التعويض يتم وفقا للقواعد العامة التي تطبق في مجال التعويض
القضائي ،إذا لم يحدد الاتفاق ذلك مع مراعاة أن مجرد تأخر املدين عن الوفاء يعتبر خطأّ ،أما
ألاركان ألاخرى فهي مفترضة بموجب قرينة قاطعة ال تقبل إثبات العكس .
ويجب عند تحديد مقدار التعويض املستحق للدائن مالحظة حكم املادة 055من ق م
التي تستوجب تخفيف مقدار التعويض املحدد في الاتفاق ،أو عدم الحكم به إطالقا عن املدة
التي طال فيها النزاع بدون مبرر ،إذا كان الدائن قد تسبب في ذلك بسوء نية.
-133املادة 006من القانون املدني املصري رقم 090لسنة 0325التي تنص " :ذا كان محل الالتزام مبلغا من النقود وكان معلوم املقدار
وقت الطلب وتأخر املدين في الوفاء به ،كان ملزما بأن يدفع للدائن على سبيل التعويض عن التأخر فوائد قدرها أربعة في املائة في
املسائل املدنية وخمسة في املائة في املسائل التجارية .وتسري هذه الفوائد من تاريخ املطالبة القضائية بها ،وان لم يحدد الاتفاق أو
العرف التجاري تاريخا آخر لسريانها ،وهذا كله ما لم ينص القانون على غيره" .القانون متوفر على املوقع:
https://www.almatareed.org
45
محاضرات في مادة القانون املدني
الفصل الثاني
ألاوصاف املعدلة ألثرالالتزام
تعد آلاثار التي شرحناها سابقا من آلاثار التي تترتب على الالتزام البسيطـ ،وهو الذي لم ّ
يلحقه وصف من ألاوصاف التي تغير فيه ،ويتصف الالتزام البسيط أنه منجز ،غير أن الالتزام ال
يكون دائما بسيطا منجزا ،بل قد يكون مركبا يلحقه وصف ما يخرجه عن أصله فيجعله غير
منجز ،وقد عالج املشرع الجزائري ألاوصاف املعدة في آثار الالتزام في الباب الثالث من الكتاب
الثاني من القانون املدني الجزائري تحت عنوان " ألاوصاف املعدلة ألثر التزام".
والالتزام املوصوف هو الالتزام الذي لحق أحد عناصره الثالثة ،رابطة املديونية ،أو املحل،
أو ألاطراف وصفا يكون من شأنه أن يعدل من آثاره ،وعليه تنقسم أوصاف الالتزام إلى أنواع،
فمنها ما يتصل بنفاذ الالتزام أو وجوده ،وهذا هو ألاجل والشرط(املبحث ألاول) ،ومنها ما يتصل
بتعدد محل الالتزام أو أطرافه ( املبحث الثاني).
املبحث ألاول
الشرط وألاجل كأوصاف تلحق الالتزام
الالتزام البسيط عبارة عن عالقة بمقتضاها يلتزم املدين بأداء معين مؤكد وفوري في
مواجهة الدائن ،ولكن قد يلحق وصف بااللتزام فيجعله في هذه الحالة موصوفا وليس بسيطا
والوصف قد يلحق الالتزام في الرابطة امللزمة ذاتها ،فيجعل وجودها أو زوالها غير محقق
الوقوع وهذا ما يسمى بالشرط( املطلب ألاول) ،أو يجعل تنفيذها أو انقضاء الرابطة امللزمة
متراخيا إلى أجل وهذا هو ألاجل (املطلب الثاني).
املطلب ألاول
ألاوصاف التي تمس وجود الالتزام (الشرط)
تقع دراسة أحكام الشرط ضمن الدراسات املرتبطة بالتصرف القانوني ،أي مجال إلارادة
املنفردة والعقد خاصة ،وقد خصص املشرع الجزائري للشرط مجموعة من املواد من(– 019
،)015وتضمنت هذه النصوص تعريف الشرط( الفرع ألاول) ،وآثاره باعتباره أحد ألاوصاف
املعدلة آلثار الالتزام(الفرع الثاني).
46
محاضرات في مادة القانون املدني
134
-أمر أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
135
- « La condition se définit comme l’evenement incertain a la realisation duquel est suspendu la
naissance d’une obligation, ou la disparition d’une obligation… »,In, CABRILLAC Remy, Droit des
obligation, Op,cit, p. 291.
-136نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص .052
ُ -137ویالحظ أن التشریع املدني املصري یقض ي أن الشرط الواقف هو الشرط الذي تحققه ّیولد الالتزام ،فإذا تحقق الشرط ُوجد
الالتزام ٕواذا تخلف لم یوجد ،وقد نصت على هذا املعنى املادة 265من القانون املدني املصري بقوله " یكون الالتزام معلقا على شرط
عبر على هذا النوع منإذا كان وجوده أو زواله مترتبا على أمر مستقبل غير محقق الوقوع" ،أما القانون الفرنس ي من جانبه فقد ّ
املعلق )(condition suspensive الشرط بمصطلح آخر مختلف عن املشرعين الجزائري واملصري لكن معناه واحد وهو الشرط ّ
املعبر عنه في القانون الجزائري واملصري .فتعلیق الالتزام ّأدق من كونه
ویمكن القول أنه التعبير الدقیق ،بخالف الشرط الواقف ّ
ّ
واقفا ،فإذا ُوجد الشرط املعلق كان إلالتزام موجودا .واملصطلح الجامع لهذا النوع بين تسمیات التشریعات السابقة هو " الشرط
ّ
املعلق الواقف.
47
محاضرات في مادة القانون املدني
الشرط يتحقق الالتزام في ذمة ألاب ويصبح ملزما له بمعنى نافذا ،فإذا كان الالتزام معلقا على
ّ
شرط واقف ال یكون نافذا إال إذا تحقق الشرط ،وهو ما نص عليه املشرع الجزائري في املادة 016
من ق م التي تنص " :إذا كان الالتزام معلقا على شرط و اقف ،فال يكون نافذا إال إذا تحقق
الشرط.138"...
أما الشرط الفاسخ فهو الذي يترتب على تحققه زوال الالتزام ،فااللتزام معه موجود
ونافذ ،ولكنه يزول بمجرد تحققه إذ تنص املادة 207من ق م جعلى أنه" :یزول الالتزام إذا
تحقق الشرط الفاسخ ،139"...ومثال ذلك نزول الدائن عن جزء من الدين بشرط أن يدفع له
املدين الاقساط الباقية كل قسط في موعده ،أو أن يشترط الواهب على املوهوب له استرداد
الهبة إذا رزق الواهب بمولود ،فالهبة هنا معلقة على شرط فاسخ هو ميالد الصبي ،140أو أن
يتفق املؤجر واملستأجر على انهاء الايجار في حالة تنقل املستأجر إلى مكان آخر ،فإذا انتقل
انقض ى معه عقد الايجار.
فالشرط الفاسخ يؤدي تحققه إلى زوال الالتزام املعلق عليه ،وكأنه لم يكن منذ البداية وال
حاجة لإلعذار وال الستصدار حكم قضائي.
ثانيا -مقومات الشرط
يتوقف وجود الشرط على عدة مقومات وهي:
-0الشرط أمر مستقبلي:
يجب أن يكون ألامر الذي يعلق عليه الالتزام أمرا مستقبال ،وهو ماأورده املشرع في
املادة 019من ق م " :يكون الالتزام معلقا إذا كان وجوده أو زواله مترتبا على أمر مستقبل
وممكن وقوعه" ،141ففكرة الشرط هي التعليق على أمر غير محقق الوجود ،بمعنى أن يكون
معلق على واقعة لم تحصل ولم تتحقق بعد ،واتفاق الطرفان على تعليق الالتزام على أمر كان قد
تحقق بالفعل يعني أن الالتزام قد نشأ منجزا غير معلق وبالتالي ال محل للشرط ،أو اتفاق
الطرفان على زوال الالتزام إذا تحقق أمر كان قد تحقق بالفعل ،هنا ال ينشأ الالتزام أصال .وال
أهمية لعلم ألاطراف أو جهلهما بتحقق الشرط من عدمه عند الاتفاق.
-138أمر أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-139املرجع نفسه.
-140بلحاج العربي ،أحكام الالتزام في القانون املدني الجزائري ،دراسة مقارنة ،ط ، 2دار هومة ،الجزائر ،0107 ،ص .976
-141أمر أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
48
محاضرات في مادة القانون املدني
142
- CABRILLAC Remy, Droit des obligation, Op,cit, p. 291.
-143الفار عبد القادر سميح ،أحكام الالتزام ،آثار الحق والقانون املدني ،مرجع سابق ،ص ص .005-005
49
محاضرات في مادة القانون املدني
السباحة عبور نهر سباحة ،فاإلستحالة النسبیة ال تمنع وجود الالتزام ،وإذا كان الشرط ممكنا في
ذلك الوقت ثم أصبح مستحیال بعد ذلك ،فإن الشرط یكون صحیحا.144
-4الشرط أمر مشروع
وفقا للقانون يجب أن يكون الشرط الوارد على الالتزام مشروعا ،بمعني أن ال يكون
ّ
مخالفا للنظام العام أو آلاداب العامة ،وإال كان باطال ،كاشتراط دفع مبلغ من النقود الرتكاب
جريمة قتل معينة ،حيث تنص املادة 012من ق م على أنه " :ال يكون الالتزام قائما إذا علق على
شرط غير ممكن ،أو على شرط مخالف آلداب أو النظام العام ،هذا إذا كان الشرط و اقفا أما
إذا كان الشرط فاسخا فهو نفسه الذي يعتبر غير قائم".
يتضح أن املقصود بعدم مشروعية الشرط ،هو مخالفة الغرض الذي يهدف إلى تحقيقه
من وراء الشرط ،وبمعنى أننا يجب أن نفرق بين الشرط بحد ذاته وبين الواقعة التي يهدف الشرط
ّ
إلى تحقيقها ،والشرط بهذا املعنى ال يكون باطال لعدم املشروعية إال إذا كان بحد ذاته مخالفا
للنظام العام ،بغض النظر عن مشروعية الواقعة التي ينطوي عليها هذا الشرط. 145
-5الشرط أمرال يتوقف على محض إلارادة
تنص املادة 017من ق م على أنه " :ال يكون الالتزام قائما إذا علق على شرط و اقف
يجعل وجود الالتزام متوقفا على محض إرادة امللتزم" ،146حسب النص فإنه إذا كان الشرط أمر
ألل يكون تحققه في الشرط الواقف متروكا ملحض إرادة غير محقق الوقوع ّ
فإن ذلك يقتض ي ّ
ّ
املدين ،وإال امتنع قيام الالتزام النفراد املدين بعقده الرابطة القانونية وارتباط ذلك وبمشيئته
وينقسم الشرط من حيث تعلقه بإرادة الشخص إلى ثالثة أنواع:
-الشرط الاحتمالي وهو الشرط الذي ال دخل إلرادة الشخص ،وإنما يتوقف تحققه على محض
الصدفة ،بمعنى أنه ال یدخل إطالقا في سلطة الدائن وال یكون في استطاعة املدی ،العقد املعلق
-144یختلف أثر الاستحالة بحسب ما إذا كان الشرط املستحیل واقفا أو فاسخا ،فإذا كان الشرط املستحیل واقفا ،فإن الالتزام ال
وجود له مطلقا ،إلستحالة تحقق ألامر املشروط الذي علق علیه وجوده .مثاله لو قال شخص آلخر أعطیك عشرة آالف دج إن المست
السماء بید .أما إذا كان الشرط املستحیل فاسخا فإنه ال أثر له على الالتزام ،حیث یبقى قائما ،إذ یعتبر الشرط غير قائم والالتزام
منجزا أي بسیطا غير موصوف.
-145عامر محمود الكسواني ،أحكام الالتزام -آثار الحق في القانون املدني ( دراسة مقارنة) ،مرجع سابق ،ص .035
-146أمر أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
50
محاضرات في مادة القانون املدني
على مدى وفرة املحصول الزراعي ،أو على ارتفاع او انخفاض ألاسعار ،أو التعهد بمبلغ من املال
إذا رزق أحدهم بمولود.147
ويعتبر هذا الشرط صحيحا وملزما ،وقفا كان أم فاسخا ،طاملا أنه غير مستحيل و مخالف
للنظام العام وآلاداب العامة.
-الشرط املختلط وهو الذي يعلق تحققه أو تخلفه على إرادة أحد املتعاقدين مع أمر خارجي
آخر ،كأن يهب شخص لآلخر شيئاإذا تزوج فتاة معينة ،فالعقد هنا معلق على إرادة املشترط
عليه ،وهو شرط صحيح واقفا كان أو فاسخا ،ألنه أمر ليس محقق الوقوع ،وليس مستحيل
الوقوع.
-الشرط إلارادي وهو املتروك تحققه على إرادة أحد طرفي الالتزام دون اقتضاء ألي ش ئء آخر،
كأن أهبك ماال إذا اردت أنا ،فهذا شرط واقف متعلق بمحض إرادة املدين ،أو أن أهبك ماال إذا
أردت أنت ،فهذا شرط وافق متعلق بإرادة الدائن ،وحكم هذا الشرط أنه صحيح إذا تعلق بإرادة
الدائن ،أما إذا تعلق بإرادة املدين فهو باطل وكذلك الالتزم ،ألنه يتنافى مع طبيعة الالتزام ذاته.148
الفرع الثاني -ألاثار املترتبة عن الشرط
تختلف آثار الشرط قبل معرفة مصيره وتسمى هذه املرحلة بمرحلة التعليق ،ویقصد
بفترة التعلیق املرحلة التي ال یعرف فيها مصير الشرط و هي الفترة املمتدة من تاریخ وجود الالتزام
املعلق على شرط إلى یوم تحقیقه أو تخلفه ،وتختلف آلاثار حسب ما إذا كان الشرط واقفا أو
فاسخا( أوال) ،واملرحلة الثانية هي التي يستبان فيها الشرط ويتضح سواء قد تحقق أو
تخلف(ثانيا)
أوال -آثارالشرط في مرحلة التعليق
تختلف هذه آلاثار بحسب نوع الشرط ،فإذا كان واقفا تولدت عنه وترتبت عليه آثار
تختلف عن تلك التي تترتب على الشرط إذا كان فاسخا.
-147نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص .056
ّ
-148ال تظهر أهمية تقسيم الشرط إلى احتمالي ،مختلط و إرادي إال بالنسبة للشرط الواقف ،فالشرط الفاسخ صحيح في جميع
ألاحوال سواء كان احتمالياأو مختلطا أو إراديا ،بسيطا ،أو محضا معقود بإرادة الدائن أو املدينّ ،أما الشرط الواقف فهو صحيح إذا
كان احتماليا أو مختلطا أو إراديا بسيطاّ ،أما إذا كان إراديا محضا فيكون صحيحا فقط إذا كان متعلق بإرادة الدائن وباطل إذا كان
مرتبط بإرادة املدين ألنه يتنافى مع فكرة وجود الالتزام ذاته .راجع :ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع
سابق ،ص ص 293وما بعدها.
51
محاضرات في مادة القانون املدني
-149أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
150
- CABRILLAC Remy, Droit des obligation, Op,cit, p. 297.
151
- Ibid
-152أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
52
محاضرات في مادة القانون املدني
نستنتج من النص أن الالتزام املعلق على شرط فاسخ هو التزام موجود ونافذ ،وعليه
فااللتزام في مرحلة التعليق يكون منجزا ثابتا ،مستحقا ومؤكدا ،153ولكنه مهدد بالزوال فالدائن
يملك حقا نافذا ويترتب على ذلك أنه:
-للدائن اتخاذ كل الوسائل التنفيذية ،فهو قابل للتنفيذ الجبري قبل تحقق الشرط.
-للدائن أن يرفع دعوى عدم نفاذ تصرفات مدينه تجاهه (الدعوى البوليصية) ،وله تتبع الش يء
محل الحق وانتزاعه في أي يد شخص انتقل إليه ،وله كذلك ممارسة الدعوى املباشرة ،وتكون له
جميع حقوق املالك مع مراعاة أنه مالك تحت شرط فاسخ.
-يستطيع الدائن صاحب الحق املعلق على شرط فاسخ أن يتصرف في الش يء بكل أنواع
التصرفات ،مقابل ذلك فهو من يتحمل تبعة هالكه.
-للدائن أن یتمسك باملقاصة بين ما قد ینشأ في ذمته من التزام لصالح مدینه حتى ولو كان هذا
الالتزام منجزا.
-سريان التقادم املسقط على حق الدائن املعلق على شرط فاسخ.
ثانيا -آثارالشرط بعد انقااء مرحلة التعليق
يقصد بانقضاء مرحلة التعليق معرفة مصير الشرط الذي علق عليه الالتزام فهو إما أن
يتحقق ّإما أن يتخلف ،ولكن كيف يتحقق الشرط وكيف يتخلف؟
-0كيفية تحقق الشرط وتخلفه
قد يتحقق الشرط بإحدى الطرق التالية:
أ-تحقق الشرط أو تخلفه بإرادة طرفي الالتزام :لم ينص املشرع الجزائري على على تمحقق
الشرط بإرادة ا أطراف الالتزام ،وإنما يستفاد ذلك من القواعد العامة ،من حيث الرجوع غلى ما
اتجهت إليه نيتهما للحكم بمدى تحقق الشرط أو تخافه ،فإذا كان موضوع الشرط الذي علق
عليه الالتزام هو مثال القيام بعمل معين ،فمعرفة مدى تحقق الشرط يكون بالعودة إلرادة
الطرفين إذا كان العمل املطلوب هو تحقيق نتيجة أو بذل عناية ،ومن له القيام بهذا املدين
شخصيا أم يمكن لغير القيام به ،مثاله الهبة املعلقة على شرط النجاح ،حیث یتمثل الشرط في
عمل من قبل الدائن مؤداه تحقیق نتیجة یتحقق بتحققها ویتخلف بتخلفها،كذلك الهبة املعلقة
153
- CABRILLAC Remy, Droit des obligation, Op,cit, p. 297.
53
محاضرات في مادة القانون املدني
على شرط الزواج من شخص معين ،حیث أنه تلعب إرادة كل من الدائن أو الغير دورا في تحقیق
النتیجة.154
ب-تحقق الشرط أو تخلفه بحلول مدة معينة :الالتزام املعلق على شرط هو التزام مهما امتد
فإن ذلك الشرط مصيره أن يتحقق أو يتخلف بحلول مدة معينة ،ويؤخذ بهذه الفكرة ألنها ليس
إال تطبيق للقواعد العامة ،فإذا كان الشرط إیجابیا معلقا على وقوع حادث وقد ّ
تحدد لهذا
عد الشرط غير محققا ،ویالحظ هنا الوقوع أجال معینا ،وانقض ى هذا دون وقوع هذا الحادث ّ
ٕ
محل التعلیق حتى یتحقق الشرط ،ولذلك یجب الرجوع في تحقق الشرط أو وجوب وقوع ألامر ّ
عدم تحققه إلى غرض
املتعاقدین ٕوالى نیتهما املشتركة التي أ ا ردها العقد.
ّ
یحدد الاتفاق میعادا معینا أ ّما إذا كنا بصدد شرط سلبي قوامه عدم تحقق أمر ما ،فقد
حدد املیعاد فإن الشرط ّ
یعد متحققا إذا إنقض ى املیعاد لعدم التحقق وقد ال یحدد ،فإذا ّ
یعد الشرط متحققا إال من الوقت الذي یحدد املیعاد فال ّ
ّ املضروب ولم یقع هذا ألامر ،أما إذا لم
یتم فیه التأكدعلى وجه الیقين أن الحدث لن یقع.155
ج-تحقق الشرط أو تخلفه بطريق الغش ممن له مصلحة :يعتبر الشرط قد تحقق إذا حال دون
تحققه بطريق غش الطرف الذي له مصلحة من عدم تحققه أو تخلفه ،كما الشرط يعتبر قد
تخلف إذا تحقق عن طريق الغش ممن له مصلحة في أن يتحقق ،156كأن يتعمد تاجر بعد التأمين
على متجره ضد الحريق اشعال النار فيه،فتحقق الشرط أو تخلفه ینبغي أن یتم بطریقة تتفق
مع ما توجبه حسن النیة ،ومن ثم فإن تحقق الشرط أو تخلفه بطریق الغش یأخذ حكما مغايرا
لحالتي تحقق الشرط أو تخلفه.
-2أحكام تحقق الشرط أو تخلفه
تعتبر مرحلة تعليق الالتزام على الشرط مرحلة مؤقتة ّ
البد أن تنقض ي ويتضح مصير
الشرط من حيث تحققه أو تخلفه ،ويختلف الحكم بحسب ما إذا كان الشرط واقفا أو فاسخا.
-154أبو السعود رمضان ،أحكام الالتزام ،دار الجامعة الجدیدة ،إلاسكندریة ،2008 ،ص .003
-155املرجع نفسه ،ص ص .001-003
-156الحكیم عبد املجید،طه البشير ّ
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني وأحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص .063
54
محاضرات في مادة القانون املدني
-157أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-158السعدي دمحم صبري ،الواضح في شرح القانون املدني النظریة العامة لاللتزامات أحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص .012
-159عامر محمود الكسواني ،أحكام الالتزام -آثار الحق في القانون املدني ،مرجع سابق ،ص .017
-160أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
55
محاضرات في مادة القانون املدني
له أن یسترده ،أو بصيغة أخرى إذا استوفى الدائن حقه ثم تحقق الشرط فعليه أن يرد ما
تسلمه ،ف ٕاذا التزم شخص بنقل ملكیة و تحقق الشرط فیترتب على ذلك زوال امللكیة ،161فإذا
استحال الرد بسبب الدائن وجب عليه أن یعوض املدین .أما إذا كان السبب أجنبي فال یجبر على
التعویض.
وقد استانت املادة 0/015ق م من هذا ألاثر أو النتيجة من تحقق الشرط حالة أعمال
إلادارة الصادرة من الدائن ،حيث تبقى هذه ألاعمال رغم تحقق الشرط مثال ذلك تأجير العقار
وبيع الثمار ،وذلك ألنها أعمال ضرورية للمحافظة على العين ،ويعتبر صاحب الحق املعلق عليه
الشرط الفاسخ صاحب الحق في الادارة ،وبالتالي يسر له القانون القيام بمهمته بأن أبقى أعماله
قائمة بالرغم من تحقق الشرط الفاسخ ،غير أنه يستلزم شرطين لسريان هذا الحكم هما:
-أن يكون الدائن صاحب الحق في القيام بهذه ألاعمال حسن النية ،فيجب أن ال يتخذها لتعطيل
حقوق الطرف آلاخرإذا تحقق الشرط الفاسخ.
-عدم تجاوز املألوف في هذه ألاعمال.
فإن الحق املعلق عليه يصبح ثابتا غير مهدد بالزوال ،بمعنى ّأما إذا تخلف الشرط الفاسخ ّ
أن احتمال زوال الالتزام ينقض ي ،ويترتب على ذلك أن كل التصرفات الصادرة من الدائن
صحيحة.
ج-فكرة ألاثر الرجعي للشرط
تنص املادة 01ق م على أنه " :إذا تحقق الشرط يرجع أثره إلى اليوم الذي نشأ فيه
ّ
الالتزام،إال إذا تبين من ارادة املتعاقدين أو من طبيعة العقد أن وجود الالتزام أو زواله ،إنما
يكون في الوقت الذي يتحقق فيه الشرط
غير أنه ال يكون للشرط أثر رجعي ،إذا أصبح تنفيذ الالتزام قبل تحقق الشرط غير
ممكن لسبب ال يد للمدين فيه".162
يفيد النص أنه سواء كان الشرط واقفا أو فاسخا ،فإنه متى تحقق ،فأثره يسري من وقت
ّ
قيام التصرف ال وقت تحقق الشرط ،فإذا علق البائع التزامه بنقل ملكیة املبیع إلى املشتري على
شرط واقف هو وفاؤه بجمیع أقساط الثمن ،فإنه إذا تحقق الشرط انتقلت ملكیة املبیع إلى
161
- CABRILLAC Remy, Droit des obligation, Op,cit, p. 299.
-162أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
56
محاضرات في مادة القانون املدني
املشتري ،من وقت انعقاد البیع ال من وقت الوفاء ،غير أن النص تضمن حاالت استانائية ال
يتحقق فيه ألاثر الرجعي للشرط وهي:
-استبعاد ألاثر الرجعي لتحقق الشرط باتفاق املتعاقدين ،فمتى ورد مثل هذا الاتفاق تحقق
الشرط بأثر فوري .
-استحالة إعم ال ألاثر الرجعي لتحقق الشرط بسبب طبيعة الالتزام كما هو ألامر بالنسبة
للعقود الزمنية ،كعقد الايجار والعمل ،حيث ال يمكن الاسترداد.
-استحالة إعمال ألاثر الرجعي لتحقق الشرط بسبب أجنبي قبل تحقق الشرط.
املطلب الثاني
ألاوصاف التي تمس نفاذ الالتزام(ألاجل)
يعتبر ألاجل الوصف الثاني الذي يلحق الالتزام من حيث استحقاقه ،ومثلما فعل املشرع
الجزائري بالنسبة للشرط كذلك فعل للجل ،حيث خصص مجموعة من املواد من ( ) 000 -013
نحدد من خاللها تعريف األجل ( الفرع ألاول) ثم بعدها نحاول تحديد آثاره القانونية (الفرع
الثاني) ،كما سنبين حاالت انقضاء ألاجل وسقوطه( الفرع الثالث).
الفرع ألاول :تعريف ألاجل وشروطه
تنص املادة 013من ق م على أنه ":يكون الالتزام ألجل إذا كان نفاذه أو انقااؤه مترتبا
على أمر مستقبل محقق الوقوع .
ويعتبر ألامر محقق الوقوع متى كان وقوعه محتما ،ولو لم يعرف الوقت الذي يقع
فيه".163
لم يعرف املشرع الجزائري ألاجل على غرار التشريعات ألاخرى ،ولكن من خالل املادة
يمكن تحديد تعريفه( أوال)مقوماته أو شروطه(ثانيا) وكذلك أنواعه(ثالثا).
أوال-تعريف ألاجل
يعرف ألاجل 164على أنه أمر مستقبل محقق الوقوع يترتب عليه نفاذ الالتزام أو انقضائه،165
وألاجل وفقا ملا تقدم يتمثل في مدة زمنية معينة ،أو موعد يضرب لنفاذ الالتزام أو انقضاؤه ،وهو
أمر مستقبل محقق الوقوع وهو الفرق الجوهري بين الشرط وألاجل.
-163أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
57
محاضرات في مادة القانون املدني
وألاجل من حيث أنواعه مثل الشرط ،فقد يكون واقفا أو فاسخا ،رغم معارضة الكثير
على تسمية ألاجل الفاسخ ،ألافضل أن يسمى ألاجل املنهي أو املسقط ،166وألاجل الواقف يختلف
عن الشرط الواقف في ّأن ألاجل ال يوقف وجود الالتزام ذاته ،كما هو في الشرط الواقف ،وإنما
يقتصر على وقف نفاذ الالتزام أو استحقاق وفائهّ ،أما ألاجل الفاسخ أو املسقط فهو الذي يترتب
على حلوله زوال الالتزام أو انقضائه ،فااللتزام معه موجود ونافذ ،ولكنه يزول بمجرد حلول
ألاجل ،و هناك من يرى ّأن ألاجل الفاسخ ليس وصفا باملعنى الفني ،ألنه ال ّ
يعدل من آثار الالتزام،
حيث يجوز للدائن أن يطلب تنفيذ الالتزام املضاف إلى أجل فاسخ فور نشوئه ،فاألجل الفاسخ
هو الذي يحدد النطاق الزمني لاللتزام.167
ثانيا-مقومات ألاجل
-0ألاجل أمر مستقبل
يعتبر ألاجل أمر مستقبل بطبيعته،فال يعتبر أجال إذا كان أمرا تحقق في املاض ي أو في
الحاضر ،أي يجب أن يتعلق ألاجل لم تحصل ولم تتحقق بعد ،فهو عادة ميعاد يحدد للوفاء
بااللتزام أو النقضائه ،أو ميعاد لتسليم املبيع ،وألاجل عنصر عارض في الالتزام وليس جوهري ،
فهو ال يقترن بااللتزام إال بعد أن يستوفي الالتزام جميع عناصر تكوينه ،ويأتي الاجل عنصرا
168
إضافيا يقوم الالتزام بغيره ويتصور بدونه
-2ألاجل أمر محقق الوقوع
على عكس الشرط يجب أن يكون ألاجل كوصف يرد على الالتزام أمرا محقق الوقوع،
وسواء كان ذلك بتحديد تاريخ معين أو حدوث واقعة معينة كتحقق الوفاة مثال ،169لذا يكون
مصير الالتزام املضاف إلى أجل معروف ،فإذا كان واقفا كان من املحقق أن يصبح نافذا ،وإن كان
فإن مصيره مجهول.فاسخا كان من املحقق أن الالتزام سينقض يّ ،أما الالتزام املعلق على شرط ّ
164
-« Le terme peut se difinir comme l’evenement futur rt certain qui suspend l’exigibilité ou l’extinciont
de l’obligation », In, CABRILLAC Remy, Droit des obligation, Op,cit, p.300.
-165نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام(أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص .035
-166ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .267
-167نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام(أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص .035
-168عامر محمود الكسواني ،أحكام الالتزام -آثار الحق في القانون املدني ،مرجع سابق ،ص .015
169
-CABRILLAC Remy, Droit des obligation, Op,cit, p. 301.
58
محاضرات في مادة القانون املدني
ويكون ألاجل صحيحا حتى ولو كان موعد وتاريخ تحققه مجهوال وغير ومعروف ،حيث
يكفي لصحته أن يكون محقق الوقوع وهو ما ورد في املادة ...": 0/013ويعتبر ألامر محقق الوقوع
متى كان وقوعه محتما ،ولو لم يعرف الوقت الذي يقع فيه".170
ثالثا-أنواع ألاجل
ينقسم ألاجل من حيث آثاره إلى واقف أو فاسخ ،وينقسم من حيث مصدره إلى اتفاقي
وقضائي وقانوني.
-0أنواع ألاجل من حيث آثاره
ألاجل من حيث آثاره ّإما أن يكون واقفا أو فاسخا:
ّ
أ -ألاجل الو اقف :هو ألاجل الذي يفترض معه وجود التزام قام بالفعل ،إال ّأن هذا الالتزام قد
تم تأجيل تنفيذه إلى أجل الحق فيكون غير مستحق الاداء قبل حلول ذلك ألاجل،وإذا حل أصبح
الالتزام نافذا مستحق ألاداء ،وهو ما اشارت إليه املادة 013من ق م السالفة الذكر ،فيكون
العقد صحيحا وموجود بوجود أركانه لكن نفاذه يكون مضافا إلى أجل ،مثاله عقد القرض ،حيث
يلتزم فيه املقترض برد ما اقترضه من نقود بعد مدة معينة من تسلمه لها كأن تكون مدة سنة،
فإن حل ألاجل املحدد للدفع وجب عليه الوفاء ،ويكون للدائن الحق في املطالبة بالتسديد،
ّ
فبحلول ألاجل يصبح العقد نافذا،أي أن الالتزام ال يصبح مستحق ألاداء إال بحلول أو انقضاء
ذلك ألاجل.171
ب-ألاجل الفاسخ أو املنهي :هو ألاجل الذي يفترض معه وجود التزام مستحق ألاداء قام بالفعل
ّ
ويجبر املدين على تنفيذه ،إال ّأن حلول ألاجل يؤدي إلى انهاء الالتزام دون أثر رجعي ،فيترتب عليه
زوال الالتزام،بعدما قام صحيحا مرتبا لكل آثاره القانونية ،ومثاله حالة التزام شخص بدفع ايراد
مرتب مدى الحياة لشخص آخر ،فيكون الالتزام معلق على أجل واقف هو وفاة املستفيد من
الايراد املرتب.
-170أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-171تجدر الاشارة أنه ال يجب الخلط بين ألاجل الفاسخ والتقادم املكسب ،حیث أن الالتزام الذي یضاف إلى أجل فاسخ یصبح لهذا
ألاجل حدا زمنیا للتنفیذ ،ومن ثم یترتب على حلول هذا ألاجل انتهاء التنفیذ وزوال الالتزام ،ویستلزم في ألاجل الفاسخ أن یكون الالتزام
من الالتزامات املستمرة ،حیث تفترض هذه الالتزامات وجود سلسلة من ألاعمال املتكررة ،ومن ثم فإن ألاجل الفاسخ یلتقي مع التقادم
املسقط في كون كل منهما یؤدي إلى انتهاء الالتزام ،ویختلف التقادم املسقط عن ألاجل الفاسخ ،في أن التقادم ینطوي على إلاهمال
وعدم املطالبة باملال حیث یختلف ألامر بالنسبة للجل الفاسخ.
59
محاضرات في مادة القانون املدني
-172منذر الفضل ،النظرية العامة لاللتزام في القانون املدني ( دراسة مقارنة بين الفقه الاسالمي والقوانين املدنية الوضعية ) ،مرجع
سابق ،ص .065
-173أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-174توفيق حسن فرج ،مصطفى الجمال ،مصادر وأحكام الالتزام (،دراسة مقارنة) ،منشورات الحلبي الحقوقية ،0115 ،ص ص
.705-705
60
محاضرات في مادة القانون املدني
ويترتب على مهلة امليسرة أثر وحيد هو أنها تمنع الاستمرار في الدعوى ،وليس من شأنها
إرجاء استحقاق الدين وإ ذا أصبح املدين ميسورا قبل انقضائها جاز للدائن مطالبة املحكمة أن
تأمره بالوفاء في الحال.
ج-ألاجل القانوني :وهو ألاجل الذي تحدده نصوص القانون كما هو بالنسبة لحق الانتفاع الذي
ينقض ي بوفاة املنتفع ،وكذلك الايراد املرتب مدى الحياة الذي نص عليه املشرع الجزائري املادة
609من ق م التي تنص " :يجوز للشخص أن يلتزم بأن يؤدي إلى شخص آخر مرتبا دوريا مدى
الحياة .175"...
ومن أمثلة ألاجل القانوني كذلك ما ورد في املادة 500من ق م التي تنص " :لكل شريك أن
يطالب بقسمة املال الشائع مالم يكن مجبرا على البقاء في الشيوع بمقتض ى نص أو اتفاق.
وال يجوز بمقتض ى الاتفاق أن تمنح القسمة ‘لى أجل يجاوز خمس سنوات فإذا لم
تجاوز هذه املدة نفذ الاتفاق في حق الشريك وفي حق من يخلفه" ،176أو ما نصت عليه املادة 35
من ق أ التي تلزم الوص ي بتقديم حسابات باملستندات بعد انتهاء فترة وصايته عن القاصر في مدة
ال تتجاوز شهرين.177
وقد يصدر املشرع قوانين استانائية في وقت ألازمات الاقتصادية يمنح بموجبها أجال
لجميع املدنين للوفاء بديونهم.178
وتجدر املالحظة ّأن الحقوق التي يلحقها ألاجل هي جميع الحقوق الشخصية والعينية ما
عدا حق امللكية،وهو حق تأبى طبيعته أن يقترن بأجل واقف أو فاسخ ،ألنه حق مؤبد ،فال يمكن
لشخص أن يبيع ممتلكاته ملدة سنة كأجل فاسخ ،وال أن تباع ابتداء من وقت معين ،179ويتقرير
ألاجل ملصلحة املدين كأصل ،ومع ذلك قد يتبين العكس من العقد كأن يشترط املشتري تسلم
-175أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-176املرجع نفسه.
-177قانون رقم ،00 -52مؤرخ في 3رمضان عام 0212املوافق ل 3يونيو سنة ،0352يتضمن قانون الاسرة ،ج ر ج ج عدد ،02صادر
بتاريخ 00يونيو ،0352معدل ومتمم.
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني أحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص .081 -178الحكیم عبد املجید،طه البشير ّ
-179ينقض ي حق الانتفاع كحق عيني في كل ألاحوال بوفاة املنتفع ،حتى قبل انقضاء ألاجل املعين إعماال للمادة 570من ق م ج ،كما
يمكن أن ينقض ي حق الرهن الرسمي بحلول أجل الدين بأن يقوم الدائن بنزع ملكية العقار املرهون من يد الحائز لهذا العقار تطبيقا
للمادة 300من ق م .
61
محاضرات في مادة القانون املدني
املبيع في أجل معين ،وقد تحدد ظروف التعاقد ملصلحة من ضرب ألاجل فقد يكون للطرفين معا،
كما هو في عقد القرض بفائدة وإلايجار ،وقد يتحدد املستفيد من ألاجل بنص القانون.
ا لفرع الثاني :آلاثار القانونية املترتبة عن ألاجل
تختلف آثار ألاجل باختالف مرحلة ما قبل حلول هذا ألاجل(أوال) ومرحلة ما بعد حلوله،
ودراسة هذه املراحل تهدف إلى معرفة مآل الحق موضوع الالتزام املؤجل(ثانيا).
أوال-في مرحلة ما قبل حلول ألاجل
نفرق في هذه املرحلة بين ألاجل الواقف وألاجل الفاسخ.
-0ألاجل الو اقف:
قبل انقضاء ألاجل يكون للدائن بموجب التزام مقترن بأجل واقف حق مؤكد وموجود،
ولكنه غير نافذ وغير مستحق ألاداء إلى غاية حلول ذلك ألاجل ،ويعتبر هذا ألاجل أقوى وجودا
من الشرط ،حيث يكون الحق املعلق على شرط واقف ناقص.
ومن النتائج املترتبة على كون حق الدائن مؤكد وموجود :
-يستطيع صاحب الحق التصرف في حقه بكافة أنواع التصرفات القانونية من بيع وهبة
وغيرها وإذا مات انتقل إلى ورثته ،وينتقل باألسباب ألاخرى النتقال الحقوق.
-يجوز للدائن اتخاذ كافة الاجراءات التحفظية للمحافظة على حقه ،تطبيقا للمادة
0/000من ق م التي تنص..." :يجوز للدائن حتى قبل انقااء ألاجل أن يتخذ من الاجراءات ما
يحافظ به على حقوقه ،"...ومن ذلك إقامة الدعوى غير املباشرة ،الدعوى الصورية ،180وقيد
حق الرهن أو تجديد القيد.
-للدائن أن يطالب بتأمين إذا خش ي افالس مدينه أو اعساره تطبيقا لنفس املادة املذكورة أعاله :
" ...وله بوجه خاص أن يطالب بتأمين إذا خش ي إفالس املدين ،أو عسره واستند في ذلك إلى
سبب معقول." ...
بالرغم من كون الالتزام املضاف إلى أجل موجود لكنه غير نافذ ويترتب على ذلك مايلي:
-ال يجوز للدائن أن يجبر املدين على وفاء الالتزام املؤجل قبل حلول ألاجل ،فااللتزام املؤجل التزام
غير مستحق ألاداء ،فهو ال يقبل التنفيذ الجبري.
-180غير أنه ال يجوز له اللجوء للدعوى البوليصية ألن حقه غير مستحق ألاداء.
62
محاضرات في مادة القانون املدني
-ال يجوز للدائن أن يتمسك باملقاصة القانونية بين الحق املؤجل وبين ما قد ينشأ في ذمته
من دين ملدين ،ألن املقاصة نوع من أنواع الوفاء الجبري ،وال تقع إال بين دينين مستحقي
ألاداء ،181فال تجراى املقاصة بين دين حال ودين آخر مؤجل.
-ليس للدائن ممارسة حق حبس ما عنده ملدينه ،ألن الحبس يكون في مجال الحق املستحق
ألاداء ،والحق املضاف غلى أجل ليس مستحق بل واقف.
ّ
-ال يسري التقادم املسقط في الالتزام املضاف إلى أجل إال من وقت حلول ألاجل ،ألنه قبل ذلك
ليس للدائن املطالبة بحقه.182
-إذا وفى املدين وهو عالم باألجل فهو نزول منه على هذا ألاجل ،وإذا كان يجهل قيام ألاجل ،فله
الرجوع على الدائن بدعوى غير املستحق ليسترد ما أداه.183
-2ألاجل الفاسخ:
يقتصر أثر ألاجل الفاسخ على مجرد وضع حد زمني ينتهي به الالتزام ،وعليه فإن هذا
الالتزام قبل انتهاء هذا ألاجل الفاسخ موجود ونافذ ولكن مؤكد الزوال ،فيكون للدائن حق
مستحق ألاداء ،ويترتب عليه كل آثار الالتزام املنجز منذ لحظة نشوئه إلى غاية تحقق ألاجل
الفاسخ ،فيجوز للدائن املطالبة به ويستطيع اتخاذ كل الوسائل التنفيذية لذلك ،ويترتب على
تحققه زوال ذلك الالتزام دون أن يكون له اثر رجعي إعماال للمادة 0/000من ق م التي تنص" :
...ويترتب على انقااء ألاجل الفاسخ زوال الالتزام دون أن يكون لهذا الزوال أثررجعي".
63
محاضرات في مادة القانون املدني
ومثال ذلك عقد إلايجار وعقد املرتب مدى الحياة ،حيث يزول الالتزام بانتهاء ألاجل
املحدد له ،ويكون ذلك بالنسبة للمستقبل دون أن يكون له أثر رجع ،ولكن بدل الايجار املستحق
عن املدة السابقة النقضاء ألاجل ولم يتم الوفاء بها تظل دينا على املستأجر املدين.
ثانيا -في مرحلة ما بعد حلول ألاجل
تختلف هذه آلاثار باختالف نوع ألاجل واقف أم فاسخ.
-0حلول ألاجل الو اقف
بحلول ألاجل الواقف يصبح حق الدائن نافذا ،ويكون على املدين التنفيذ بعد اعذاره من
الدائن ،ولهذا ألاخير اجباره على الوفاء والتنفيذ العيني ،ألن حقه أصبح مستحق ألاداء ،وله أن
يتخذ من الوسائل التنفيذية ما يمكنه من الحصول على حقه ،كما أنه بحلول هذا ألاجل تبدأ
مدة سريان التقادم املسقط ،وتقع املقاصة بين هذا الحق وحق آخر ،كما يجوز للدائن استعمال
الدعوى البوليصية.
ليس لحلول ألاجل الواقف للدين أثر رجعي ،إذ أن ألاجل ال يسري بأثر رجعي ،وإنما يعتبر
الحق نافذا ومستحق ألاداء من وقت حلول ألاجل الواقف وليس من وقت الاتفاق بين املتعاقدين.
-2حلول ألاجل الفاسخ:
فإن حلوله يؤدي إلى انقضاء الالتزام وبالتالي حقإذا كان الالتزام مضافا إلى أجل فاسخّ ،
الدائن بصفة تلقائية من دون حاجة إلى حكم من املحكمة ،ففي البداية يكون حق الدائن
موجودا ونافذا قبل انقضاء ألاجل ،ومستحق ألاداء من وقت نشأته ویبقى الحق قائما لكنه
محقق الزوال بحلول ألاجل184مثاله التزام شخص بأن یدفع ألخر مرتبا مدى الحیاة فهنا الالتزام
موجود ونافذ ومستحق ألاداء إلى أن ینقض ي بحلول ألاجل الفاسخ املحدد له ،وهو موت الدائن،
ویتفق كل من الحق املضاف إلى أجل فاسخ واملعلق على شرط فاسخ في الوجود
والنفاذ،ویختلفان في كون أن الحق املعلق على شرط فاسخ ،حق موجود على خطر الزوال ،أما
الحق املقترن بأجل فاسخ حق مؤكد الزوال عند حلول ألاجل ،فهو أضعف من الحق املعلق على
شرط فاسخ ،لكن أقوى منه من ناحیة ألاثر الرجعي ،حیث ال یزول بأثر رجعي ،كما في الحق
املعلق على شرط فاسخ.
-184السعدي دمحم صبري ،الواضح في شرح القانون املدني الجزائري ،النظرية العامة لاللتزام ،مرجع سابق ،ص .002
64
محاضرات في مادة القانون املدني
ويترتب على انقضاء ألاجل الفاسخ زوال الالتزام بالنسبة للمستقبل دون أن يكون له أثر
رجعي تطبيقا لنص املادة 0/000التي تنص ... " :ويترتب على انقااء ألاجل الفاسخ زوال
الالتزام ،دون أن يكون لها لهذا الزوال أثررجعي".185
186
الفرع الثالث :طرق انقااء ألاجل وسقوطه
يرتبط ألاجل بطبيعته بعنصر الزمن لذا فهو ليس مؤبد ،وإنما سينتهي دون شك ،لذا
يجب التفرقة في هذا الصدد بين حاالت انقضاء ألاجل( أوال) وحاالت سقوطه (ثانيا).
أوال -طرق انقااء ألاجل
يعتبر حلول ألاجل الطريق الطبيعي النقضائه ،سواء كان ألاجل واقفا أو فاسخا ،ولكن قد
ينقض ي قبل حلوله بالتنازل عن ممن قرر ملصلحته.
-0انقااء ألاجل بحلوله
ّإن حلول ألاجل واقفا كان أو فاسخا ،يعتبر الطريق الطبيعي النقضائه ،وحلول ألاجل
يكون ّإما بحلول التاريخ املحدد له ،كأن يقترض شخص مبلغا من النقود ويتم تحديد التاريخ
الذي يتعين عليه الوفاء به ،فإذا حل ذلك التاريخ تعين عليه تسديده ،وقد يكون ألاجل املضروب
هو تحقق واقعة معينة أو أمر منتظر كالوفاة ،العودة من السفر وغيرها ،وإذا تحقق هذا ألامر
فإن ألاجل يعتبر قد ّ
حل وانقض ى.
وتجدر املالحظة أن ألاصل عند وفاة املدين هو حلول الدين املؤجل ،واستاناء يبقى ألاجل
قائما في حالتين ،إذا كان الدين مضمون بتأمين خاص ،وإذا قدم الورثة ضمانا كافيا.
-2انقااء ألاجل بالنزول عنه
يعتبر من أسباب انقضاء ألاجل التنازل عنه من قبل من له مصلحة فيه ،سواء كان
الدائن أو املدين ،ويقع ذلك بإرادته املنفردة ،وتظهر أهمية تحديد الطرف الذي تقرر ألاجل
ملصلحته ،أنه إذا كان مقررا ملصلحة املدين فيجوز له النزل عنه ،والوفاء بالدين قبل حلوله،
ويمنع على الدائن املطالبة بالدين قبل هذا الوقتّ ،أما إذا كان ألاجل مقررا ملصلحة الدائن فله
املطالبة بالوفاء قبل حلوله ،وليس للمدين التمسك بميعاد الوفاء .187قد يتقرر ألاجل ملصلحة
الدائن واملدين معا ،فال يستطيع ّ
أي منهما التنازل عنه بإرادته املنفردة
-185أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
186
- CABRILLAC Remy, Droit des obligation, Op,cit, p.p.302-303 .
-187نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص .010
65
محاضرات في مادة القانون املدني
-188أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-189الحكیم عبد املجید،طه البشير ّ
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني و أحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص .087
-190نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص .019
66
محاضرات في مادة القانون املدني
-أن يكون إلاضعاف متعلق بالتأمينات الخاصة التي تترتب عنها حقوق عينية كالرهن وحق
الامتياز ،مهما كان مصدرها القانون ،العقد ،أو القضاء ،سواء كنت معاصرة أو الحقة لنشوء
الدين ،لذلك ال يسقط ألاجل إذا تعلق ألامر بإضعاف الضمان العام ،أو حقوق الامتياز
العامة.191
-ال يكفي أي اضعاف لهذه التأمينات بل ينبغي أن يكون إلاضعاف معتبرا جسيما أي أن تصبح
قيمة التأمين أقل من قيمة الدين الذي يضمنه ،بحيث ال يعطي للدائن ضمانا كافيا للحصول
على كامل حقه.
-أن يكةن اضعاف هذه التأمينات راجعا إلى فعل املدين ،ويستوى أن يكون فعال عمدا كهدم
املدين عقار قدمه رهنا لقرض ،أو يكون عن إهمال وتقصير املدين في الحفاظ على العقار الذي
قدمه رهنا لقرض.
ويترتب على هذا الفرض قيام حق الدائن في الخيار بين استيفاء حقه فورا نظرا لسقوط
ألاجل ،غير أن القانون أجاز له أن يطالب املدين بتأمين إضافي يكمل به التأمين ألاصلي مع بقاء
ألاجل ،فنكون أمام التزام تخييري يكون فيه الخيار للدائن.
أما إذا كان إضعاف التأمينات راجع لسبب أجنبي عن إرادة املدين ،كما لو تهدمالعقار
فإن ألاجل في هذا الفرض كذلك يسقط ،ولكن املرهون بفعل قوة قاهرة ،أو أفلس الكفيلّ ،
للمدين منع سقوط ألاجل أو توقيه عن طريق تقديم تأمين كاف للدائن لضمان حقه ،يعوض به
ضعف التأمين ألاول ،فااللتزام هنا أيضا يكون تخييري ،وحق الخيار يمارسه املدين.192
-3سقوط ألاجل لتخلف املدين عن تقديم ما وعد من تأمينات
يكون املدين في هذا الفرض قد وعد بتقديم تأمين خاص ،رهن أو كفالة ،وهو ما حمل
الدائن منحه أجال للوفاء ،فيخل املدين بوعده ،فال يقدم التأمين املذكور فيكون هذا سببا في
سقوط ألاجل وحلول الدين ،وسبب سقوط ألاجل واضحا بحيث لم يكن للدائن منح ذلك الاجل
لو ال تلك التأمينات التي وعد بها املدين.
-4سقوط ألاجل ملوت املدين
لم ينص املشرع الجزائري على هذه الحالة صراحة ،لكن يعتبر موت املدين سبب آخر
لسقوط ألاجل ،بشرط أن ال يكون الدين مضمون بتأمينات عينية ،ألنه في هذه الحالة يبقى
67
محاضرات في مادة القانون املدني
الدين موصوفا بين الدائن وورثة املدين ،193لم ينص كذلك املشرع الفرنس ي على سقوط ألاجل
بموت املدين ،بل ذكر فقط حالة الافالس وإضعاف التأمينات .194
املبحث الثاني
تعدد محل وأطراف الالتزام
ألاصل أن يكون الالتزام بسيطا سواء فيما يتعلق باستحقاقه ،فيكون ناجزا غير معلقا على
ّ
شرط وال مضاف إلى أجل ،أو فيما يتعلق بمحله بأن يكون ش يء واحدا ال تبرأ ذمة املدين إال إذا
أداه ،وفيما يتعلق بأطراف الالتزام نكون أمام دائن واحد ومدين واحد فيما بينهما حقوق
والتزامات ،غير أنه في بعض ألاحيان يرد محل الالتزام على عدة أشياء( املطلب ألاول) ،كما قد
يقوم هذا الالتزام بين عدة أطراف ما يدفعنا لدراسة أحكام تعدد أطراف الالتزام( املطلب
الثاني).
املطلب ألاول
تعدد محل الالتزام
ال يرتب تعدد محل الالتزام تعديل آثاره في كل ألاحوال ،فااللتزام الذي يكون محله عدة
أشياء يلتزم املدين بأدائها كلها حتى تبرأ ذمته يبقى التزاما بسيطا رغم ذلك التعدد ،وإنما الحاالت
التي يترتب عنها تعديل آثر الالتزام بتعدد املحل هي الحالة التي يرتبط فيها التعدد بحق في الاختيار
بين محالت متعددة فنكون أمام الالتزام تخييري ( الفرع ألاول) أو الحالة التي يكون فيها للمدين
أن يبدل التزام بآخر أي الالتزام البدلي ( الفرع الثاني).
الفرع ألاول :الالتزام التخييري( خيارالتعيين)
تنص املادة 009ق م على أنه " :يكون الالتزام تخييريا إذا شمل محله أشياء متعددة تبرأ
ذمة املدين براءة تامة إذا أدى واحدا منها ،ويكون الخيار للمدين ما لم ينص القانون أو يتفق
املتعاقدان على غيرذلك".195
-193عامر دمحم الكسواني ،أحكام الالتزام( آثار الحق في القانون املدني) ،ومرجع سابق ،ص .002
194
- FRANCOIS Terré, PHILIPPE Simler YVES Lequette et François chénedé, Droit civil, Les obligations, Op,cit,
p. 915.
-195أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
68
محاضرات في مادة القانون املدني
انطالقا من املادة أعاله يمكن تعريف الالتزم التخييري على أنه الالتزام الذي يكون محله
عدة أشياء بحيث تبرأ ذمة املدين إذ أدى واحدا منها ،196كأن يلتزم الشريك في شركة بتقديم
حصة من مال أو أرض أو عمل ،أو أن يشترط الواهب على املوهوب له إسكانه أو إطعامه أو
ترتيب إيراد له ،) ...يظهر من هذا النوع من الالتزامات أن الدائن يريد أن يضمن لنفسه التنفيذ
العيني لاللتزام ،بحيث أنه حتى ولو تلف أحد املحال بقيت ألاخرى قابلة للوفاء بها،غير أن تحليل
مقتض ى املادة يقتض ي ابراز شروط صحة الالتزام التخييري( أوال) ،وكذلك تحديد من له ألاحقية
في استعمال حق الخيار(ثانيا) ثم نتطرق ألحكام هالك محل الخيار( ثالثا) وكذلك لالثر الرجعي
الستعمال حق خيار التعيين( رابعا).
أوال -شروط صحة الالتزام التخييري
يشترط لصحة الالتزام التخييري ،أو اللحاق وصف التخيير بااللتزام توافر الشروط
التالية:
-0أن يتعدد محل الالتزام بأن يكون واردا على أكثر من ش يء
إذا لم يكن محل الالتزام متعددا أعماال لهذا الشرط لم يكن الالتزام موصوفا ،واشتراط
التعدد يكون بهدف تحقيق مكنة فعلية للخيار ،ويستوي ألامر أن يرد التعدد على املثليات أو
القيميات ،بحيث أن الوفاء بواحد منها يبرأ ذمة املدين ،فيتحقق الالتزام التخييري ولو كان محل
هذا الالتزام حق عيني أو القيام بعمل أو الامتناع عن عمل.
-2أن يتوفر في كل ش يء من ألاشياء املتعددة واملكونة ملحل الالتزام الشروط القانونية للمحل
يجب أن يكون كل محل من هذه املحال املتعددة موجودة وممكنة أو قابلة للتعيين،
ومشروعة ،والحكمة من هذا الشرط هو احتمال وقوع الخيار على أي منها ،197فإذا التزم املدين
بأحد أمرين أحدهما غير مشروع ،فال يكون الالتزام تخييريا ،بل هو في الحقيقة التزام بسيط
يقتصر محله علىذلك الذي توفرت فيه صالحية الالتزام به.
-3أن ال يلتزم املدين عند الوفاء إال بأداء واحد من املحال املتعددة أداء موفيا مبرأ لذمته
يجب أن يكون أحد الاشياء في محل الالتزام هو واجب ألاداء حتى تبرأ ذمة املدين ،وعليه
إذا كانت كل الاشياء واجبة ألاداء كان الالتزام بسيطا وليس موصوفا تخييريا.
- 196عرف كذلك على أنه:
« L’obligation est alternative lorsque le débiteur doit efectuer l’une ou l’autre des prestations qui sont
privues », Voir : CABRILLAC Remy, Droit des obligation,Op,cit,p. 279
-197ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .237
69
محاضرات في مادة القانون املدني
-198أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-199راجع املادة 0/000و املادة 311من ق م.
70
محاضرات في مادة القانون املدني
-200أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-201ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .710
-202راجع حاالت أخرى واردة في مرجع :منذر الفضل ،النظرية العامة لاللتزام في القانون املدني( دراسة مقارنة بين الفقه الاسالمي
والقوانين املدنية الوضعية ) ،مرجع سابق ،ص .050
71
محاضرات في مادة القانون املدني
-إذا أفلس البائع قبل تعيين الش يء من قبل املشترى ،فمن حق هذا ألاخير استرداد الش يء الذي
وقع اختياره عليه من التفليسة ،ألنه يعد مالكا له من وقت ابرام العقد ال من وقت تعيين الش يء.
-إذا تصرف من له الخيار في الش يء ،وكان مازال لم يستعمل حقه في الخيار ،ثم اختار الش يء
ذاته ،فإن تصرفه يقع صحيحا ،وليس تصرف في ملك الغير.
-إذا كان الخيار للمشتري ،وقام البائع ببيع أحد الاشياء محل الالتزام التخييري قبل الاختيار،
ووقع اختيار املشتري على ما باعه ،جاز للمشترى استرداده من املشترى الثاني ما لم يكن حسن
النية.
-ثمار الش يء قبل الاختيار تكون للمشتري ،ألنه املالك من وقت العقد ال الخيار.
الفرع الثاني :الالتزام البدلي
ّ
تنص املادة 006ق م على أنه " :يكون الالتزام اختياريا إذا لم يشمل إال شيئا واحدا
ولكن تبرأ ذمة املدين إذا أدى بدال منه شيئا آخر".203
ّ
يكون الالتزام بدليا حسب النص إذا لم يكن محله إال شيئا واحدا ،ولكن تبرأ ذمة املدين
إذا أدى ش يء آخر ،فهو التزام ينبغي أن يكون له محل واحد هو املحل ألاصلي ،ويقوم محل هذا
املحل ألاصلي ش يء آخر بديال عنه هو املحل البدلي ،204ومثال ذلك إذا أقرض الدائن املدين مبلغا
من النقود ،واتفق معة أنه عند حلول ألاجل ،إذا لم يشأ أن يرد مبلغ القرض يقدم له قطعة
أرض ،فيكون مبلغ النقود هو املحل الاصلي وتكون قطعة الارض هي البديل ،ويجب أن تتوفر في
ّ
املحل جميع الشروط القانونية وإال كان باطال.
-203أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
204
- Le code civil francais ne prevoit pas cette modalité, mais les partie sont libres de l’envisager. Dans
l’obligation facultative, une seule chose est due, mais le dibiteur a la faculté de se libérer en exécutant une
autre prestation.Voir : CABRILLAC Remy, Droit des obligation,Op, cit, p. 280.
72
محاضرات في مادة القانون املدني
-205منذر الفضل ،النظرية العامة لاللتزام في القانون املدني( دراسة مقارنة بين الفقه الاسالمي والقوانين املدنية الوضعية ) ،مرجع
سابق ،ص .052
73
محاضرات في مادة القانون املدني
املطلب الثاني
تعدد أطراف الالتزام
ألاصل في الالتزام أن يكون بسيطا ألنه رابطة مالية بين شخصين دائن ومدين ،ولكن قد
يتعدد أطراف هذه الرابطة ،يتعدد الدائنون أو يتعدد املدينون ،206أو قد يتعددوا معا في الوقت
عندئذ يوصف الالتزام بأنه مشترك أو متعدد ألاطراف ،وقد يقوم هذا التعدد وقت نشوء ٍ ذاته،
الالتزام ،أو يطرأ فيما بعد ،ويتحقق ذلك مثال حالة وفاة عن عدة ورثة ،فينقسم الحق بينهم.
ووجود التعدد في أطراف الالتزام ال يعني بالضرورة أن الالتزام موصوفا ،باعتبار ألاصل
أنه إذا تعدد أطراف الالتزام فإنه ينقسم بينهم ،207وأحيانا يبقى الالتزام واحدا وال ينقسم وذلك
في حالتي الالتزام التضامني وحالة التضامن هي وصف يرد على أطراف الالتزام عند
تعددهم،فيكون
تضامنا ايجابيا بين الدائنين هدفه تسهيل استيفاء الدين من املدين ( الفرع ألاول) ،أو تضامنا
سلبيا بين املدينين ( الفرع الثاني) ،وقد يبقى الدين واحدا وال ينقسم في حالة عدم قابلية الدين
لالنقسام(الفرع الثالث).
الفرع ألاول :التاامن بين الدائنين(التاامن الايجابي)
أورد املشرع الجزائري هذا النوع من التضامن في املادة 005ق م ج التي تنص على أنه " :إذا
كان التاامن بين الدائنين جاز للمدين الوفاء بالدين ألي منهم ما لم يمانع أحدهم في
208
ذلك"...
والتضامن بين الدائنين هو نظام قانوني ،يكون بموجبه لكل دائن الحق في مطالبة املدين
في كل الدين ،فتبرأ ذمة املدين إذا قام بالوفاء بالدين ألي من الدائنين املتضامنين ،209فيقوم هذا
النوع من التضامن إذا كان لكل الدائنين في حالة تعددهم الحق في استيفاء كامل الدين من
املدين ،وكان للمدين الحق في الوفاء بكل الدين ألي من الدائنين ،على أن يرد الدائن الذي استوفى
الدين كله لكل واحد من الدائنين نصيبه من الدين مهما كان مصدره(أوال) ،وإذا قام املدين
بالوفاء برأت ذمته تجاههم جميعا وهو من بين آثره أو أحكامه( ثانيا).
206
- CABRILLAC Remy, Droit des obligation,Op,cit, p. 282.
207
-Ibid.
-208أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-209ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .702راجع أيضا:
74
محاضرات في مادة القانون املدني
-210أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-211عامر محمود الكسواني ،أحكام الالتزام -آثار الحق في القانون املدني (-دراسة مقارنة) ،مرجع سابق.090 ،
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني و أحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص .214 -212الحكیم عبد املجید،طه البشير ّ
75
محاضرات في مادة القانون املدني
76
محاضرات في مادة القانون املدني
-218أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-219املرجع نفسه.
77
محاضرات في مادة القانون املدني
بحسب حصته ومقدارها بالنسبة للدين ،وتحديد مقدار كا دائن من الدين يكون باالتفاق بينهم
أو بنص القانون ،وإذا لم يوجد نص وال اتفاق قسم الدين بينهم بالتساوي.
يكون للدائنين املتضامنين الرجوع على بعضهم إما بدعوى الوكالة إذا توفرت ،الفضالة
إذا استحال ثبوت عقد الوكالة ،220في حين ال يتصور دعوى الحلول بداهة في التضامن الايجابي ،
ّ
ألن الحلول ال يتصور إال في الوفاء عن الغير ال في الاستيفاء عن الغير.221
الفرع الثانيي :التاامن بين املدينين( التاامن السلبي)
التضامن السلبي معناه أن يكون كل مدين عند تعددهم مسؤول قبل الدائن عن كل
الدين ،ووفاءه هذا مبرأ لذمته ولذمة سائر املدينين ،حيث تنص املادة 000ق م على أنه " :إذا
كان التاامن بين املدينين فإن وفاء أحدهم للدين مبرئ ذمة الباقين" ،222وعليه يكون للدائن
مطالبة أي منهم شاء بكل الدين ،بالرغم من قابلية املحل الالتزام لالنقسام.
عرف كذلك تضامن املدینين على أنه الحالة التي یكون فيها عدة أشخاص ملتزمين تجاه
الدائن بنفس الدین بحیث یستطیع الدائن أن یطالب أیا منهم بكل الدین ،فإذا استوفاه أو وفى
إیاه أي مدین منهم برأت ذمة سائر املدینين ،على أن یكون ملن وفى الدین الرجوع على آلاخرین كل
بقدر نصیبه ،223ويمثل التضامن السلبي وسيلة فعالة بيد الدائن الذي يخش ى إعسار أحد
مدينيه مهما كان مصدر هذا التضامن( أوال) ،ألنه يستطيع مطالبة أيا منهم بكل الدين ،على
اعتبار أن من آثار التضامن بينهم هو منع انقسام الدين فيما بين الدائن واملدينين
املتضامنين(ثانيا).
أوال -مصادرالتاامن بين املدينين
التضامن السلبي يخص حالة تعدد املدينين ،وهو كذلك وصف يلحق الالتزام ،وألاصل إذا
تعددوا هو انقسام ا التزام بينهم ،بمعنى تعدد الالتزامات بقدر عددهم ،ولو كانت هذا الالتزامات
قد نشأت عن مصدر واحد ،وبالتالي إذا أرادوا على قاعدة انقسام الدين بينهم قبل الدائن فالبد
من اتفاق أو نص في القانون ،على اعتبار أن هذا الوصف وهو التضامن ال يفترض كما هو
بالنسبة للدائنين ،وهو ما أكدته املادة 005ق م املذكورة أعاله.
-220ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .709
-221نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص.027
-222أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-223سعید جبر "،الالتزام التاامني ،:مجلة القانون والاقتصاد ،العدد ، 69القاهرة ،0333 ،ص .01
78
محاضرات في مادة القانون املدني
-224عبد النبى شاهين إسماعیل ،أحكام مطالبات املدینين املتاامنين بالدین في القانون املدني ،دراسة مقارنة بالفقه إلاسالمي،
دار الجامعة الجدیدة ،إلاسكندریة ،0116 ،ص .00
--225منذر الفضل ،النظرية العامة لاللتزام في القانون املدني( دراسة مقارنة بين الفقه الاسالمي والقوانين املدنية الوضعية ) ،مرجع
سابق ،ص .030
-226أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-227املرجع نفسه.
79
محاضرات في مادة القانون املدني
لقد توسع املشرع الجزائري في النص على حاالت التضامن سواء في القانون املدني 228أو
القانون التجاري.229
ثانيا -أحكام التاامن بين املدينين
نتطرق لهذه ألاحكام من خالل دراسة العالقة التي تحكم املدينين بالدائن ،وتلك التي
تحكمهم فيما بينهم وذلك تكريسا ملجموعة من املبادئ.
-228راجع املواد 9/751بالنسبة للوكيل ونائبه ،واملادة 665بالنسبة لحالة تعدد الكفالء في الكفالة القانونية والقضائية ،املادة 772
بالنسبة للتضامن بين املهندسين املعماريين واملقاول عن تهدم البناء...وغيرها من النصوص والقانونية.
-229راجع املواد 769 -770 -290من ألامر ،73-57مؤرخ في 06سبتمبر ،0357يتضمن القانون التجاري ،ج.ر.ج.ج ،عدد ، 101
صادر بتاریخ 19دیسمبر، 1975معدل ومتمم.
-230أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-231املرجع نفسه.
80
محاضرات في مادة القانون املدني
(-)3تمسك أي من املدنين املتاامنين بأوجه الدفع املشتركة بينهم واملتعلقة بالدين نفسه:
باعتبار الدين واحد بالنسبة لكل املدينين ،فيجوز ّ
ألي منهم أن يحتج بأوجه الدفع املشتركة بينهم
إذا طالبه الدائن بالوفاء ،ومن ذلك مثال كالدفع ببطالن الالتزام بطالنا مطلقا لعدم مشروعية
املحل أو السبب ،أو ألن الالتزام قد انقض ى ألي سبب من أسباب الانقضاء( كالتقادم) أو
انقضاءه ليبب آخر غير الوفاء ( التجديد املقاصة ،اتحاد الذمة ،)...أو لهالك املحل لقوة قاهرة،
وهذا عمال بمقتضيات املادة 0/009التي تنص ... ":وال يجوز للمدين إذا طالبه أحد الداءنين
بالوفاء أن يعارض بأوجه الدفع الخاصة بغيره من املدينين ولكن يجوز له أن يعارض بأوجه
الدفع الخاصة وبالتي يشترك فيها جميع املدينين".
ب-مبدأ تعدد الروابط
وحدة الدين أو محل الالتزام التي تترتب عن التضامن السلبي ال تنفي إمكانية تعدد
الروابط ،بل يبقى املدينون املتضامنون مرتبطين بروابط متعددة ،وبالتالي كل مدين تربطه
بالدائن رابطة مستقلة عن تلك التي تربطه باآلخرين ،فهي روابط مستقلة وخاصة بكل مدين،
وهو ما يفهم من املادة 0/009ق م التي تنص ... " :وال يجوز للمدين إذا طالبه أحد الداءنين
بالوفاء أن يعارض بأوجه الدفع الخاصة بغيره من املدينين ،"...وانطالقا من مضمون النص
تترتب مجموعة من آلاثار تتعلق بمظاهر تعدد هذه الروابط واستقالليتها والتي علىالدائن
مراعاتها عند مطالبة لك مدين :ـ
(-)0الاعتداد بالوصف الذي يلحق كل رابطة :يجب على الدائن مراعاة الوصف الذي يلحق
برابطة التزام كل املدين ،وقد يختلف الوصف الذي يلحق هذه الرابطة عن الوصف الذي يلحق
غيرها (شرط أو أجل) ،وبالتالي يكون الدفع بهذا الوصف مقررا للمدين املعني فقط.
كما قد يكون الالتزام مضافا إلى أجل واقف ،ثم يسقط بالنسبة ألحد املدينين دون
آلاخرين املتضامنين بسبب تعرضه لإلفالس ،وفي جميع هذه الحاالت يتعين على الدائن مراعاة
الوصف الذي يلحق رابطة املدين الذي يريد استيفاء الدين منه ،ألنه ال يستطيع مطالبة مدين
يكون دينه معلق على شرط لم يتحقق بعد ،مضاف إلى أجل ولم يحل بعد.
(-)2تعدد الدفوع وامتناع التمسك بأوجه الدفوع الخاصة بمدين آخر :بالنظر إلى تعدد
الروابط ،توجد دفوع خاصة لبعض املدينين ال يستطيع غيره من املدينين التمسك بها ،باالضافة
إلى الدفوع املشتركة بين جميع املدينين املتضامنين ،وهذه الدفوع عدة أنواع:
81
محاضرات في مادة القانون املدني
* الدفوع العينية أو املشتركة :وهي الدفوع التي ترد على أصل الدين ،وبالتالي تعد دفوع مشتركة
يجوز لجميع املدينين املتضامنين التمسك بها ملواجهة مطالبة الدائن بالوفاء ،ومثالها الدفع
232
بالتقادم ،الدفع ببطالن العقد ملخالفة املحل للنظام العام أو آلاداب العامة
*الدفوع الشخصية أو الخاصة باملدين :وهي تلك الدفوع التي تتحقق ألحد املدينين املتضامنين
أو بعضهم فقط ،وال يمكن لغيرهم من املدينين التمسك بها ،كالدفوع املتعلقة بعيوب الارادة،
فالعيب الذي يلحق الرابطة التي تربط املدين بالدائن مثل الغلط ،إلاكراه ،التدليس نقص
ألاهلية ال يؤثر على الروابط ألاخرى ،والتمسك بهذا العيب يقتصر على املدين الذي تعلق به هذا
العيب وحده دون سواه من املدينين ألاخرين.233
* الدفوع املختلطة :وهي الدفوع التي تتحقق بالنسبة لبعض املدينين املتضامنين ويستفيد منها
آلاخرين ،وهذه الدفوع هي التي تنشأ عن انقضاء الدين بالنسبة لبعض املدينين فقط ،وقد
وصفت بأنها دفوع مختلطة ألنها شبيهة بالعينية ،حيث يمكن لجميع املديني املتضامنين التمسك
ّ
بها ،وهي شبيهة بالدفوع الشخصية التي ال يمكن التمسك بها إال بقدر حصة املدين الذي يثبت له
الدفع من جهة أخرى.234
( -)3انقااء الالتزام بغيرالوفاء :235نميز في هذا هذا الصدد بين حالتين:
*حالة انقااء دين املدينين املتاامنين :فإذا انقض ى الالتزام بالنسبة لهم جميعا لكل واحد
منهم التمسك بهذا الانقضاء في مواجهة الدائن.
*حالة انقااء رابطة التزام أحد املدينين دون الباقين :يترتب على مبدأ تعدد الروابط ،أنه قد
تنقض ي رابطة الالتزام بالنسبة إلى أحد املدينين املتضامنين فقط دون أن تنقض ي رابطة غيره من
ّ
املدينين إال في حدود نصيب املدين ألاول في الدين سواء انقض ى الدين عن طريق املقاصة،
إلابراء ،اتحاد الذمة ،التقادم.
-املقاصة :القاعدة في هذا الصدد ،أنه اليجوز للمدين املتضامن أن يتمسك باملقاصة التي تقع
ّ
بين الدائن ومدين متضامن آخر ،إال بقدر حصة هذا ألاول ،وفي هذا الصدد نفرق بين فرضين،
-232ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .726
-233دمحم علي دمحم عبد العزیز الزعبي ،عالقة املدینين املتاامنين بالدائن في التاامن السلبي طبقا ألحكام القانون املدني الاردني
واملقارن ،مذكرة لنيل شهادة املاجستيرفي القانون الخاص ،جامعة إلاسرا ءالخاصة ،ألاردن ،2101 ،ص ص .75-73
-234الحكیم عبد املجید،طه البشير ّ
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني و أحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص .202
-235راجع في املوضوع :بن ددوش نضرة ،انقااء الالتزام دون الوفاء به في القانون الوضعي والفقه الاسالمي ،دراسة
مقارنة،أطروحة لنیل درجة الدكتورة ،كلیة الحقوق ،جامعة ،وهران.0100 ،
82
محاضرات في مادة القانون املدني
أن يطالب الدائن املدين املتضامن الذي أصبح دائنا له بمبلغ مماثل وتوافرت شروط املقاصة بين
الدينين ،وقتها يجوز لهذا املدين التمسك في مواجهة الدائن بانقضاء الدين باملقاصة ،وينقض ي
الدين جميعه ،وعليه ال يجوز للدائن مطالبة أي مدين آخر ،ألن له أن يدفع هو كذلك بانقضاء
الدين باملقاصةّ ،أما الفرض الثاني فهو أن يطالب الدائن مدينا متضامنا آخر غير الذي تحققت
شروط املقاصة بالنسبة إليه ،فيكون للمدين املطالب بالوفاء أن يدفع أيضا باملقاصة التي
تحققت شروطها بين الدائن ومدين آخر ،ولكن في حدود حصة هذا املدين في الدين ،وهو ما ورد
في املادة 007ق م التي تنص على أنه " :ال يجوز للمدين املتاامن التمسك باملقاصة التي تقع
بين الدائن ومدين متاامن آخرإال بقدرحصة هذا املدين".236
ّ
-اتحاد الذمة :إذا اتحدت ذمة الدائن مع أحد مدينيه املتضامنين ،فال ينقض ي الالتزام إال بقدر
حصة هذا املدين فقط ،إذ تنص املادة 006ق م على أنه ":إذا اتحدت الذمة بين شخص الدائن
وأحد مدينيه املتاامنين فإن الدين ال ينقض ي بالنسبة إلى باقي املدينين إال بقدر حصة
املدين" ،وأتحاد الذمة يتحقق عن طريق خالفة الدائن للمدين أو خالفة املدين للدائن ،وفي كلتا
ّ
الحالتين ال ينقض ي الدين إال ب قدر حصة املدين فيه ،وفي حالة ما إذا ورث الدائن أحد املدينين
وكانت التركة معسرة ،بحيث لم يتمكن الدائن استيفاء إال بعض حصة املدين املتوفىّ ،
فإن له
الرجوع بما تبقى من الحصة على باقي املدينين ،ألن من شأن املتضامن أن يتحمل خطر إعسار أي
من املدينين.237
-ألابراء :مسألة الابراء تحتاج إلى نوع من التفصيل حيث يجب أن نفرق بين إلابراء الذي يرد على
الدين ذاته و ذلك الذي يرد على التضامن.
-إذا أبرأ الدائن أحد املدينين من الدين ذاته انقض ى الالتزام بالنسبة لهذا املدين فال يجوز
بعدها أن يطالبه الدائنّ ،أما عن أثر هذا الابراء بالنسبة للمدينين آلاخرين فهو أنه ،إذا قصد
الدائن اقتصار الابراء على أحدهم كان له الرجوع على البقية بالدين بعد انقاص حصة املدين
املبرأ تطبيقا للمادة 0/005التي تنص " :إذا أبرأ الدائن أحد املدينين املتاامنين فال تبرأ ذمة
ّ
الباقيين إال إذا صرح الدائن بذلك" ،238أما إذا احتفظ الدائن وقت الابراء بحقه في الرجوع على
باقية املدينين بكل الدين ،في هذه الحالة يكون ملن وفى الدين الرجوع على املدين الذي أبرأه
-236أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-237ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .720
-238أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
83
محاضرات في مادة القانون املدني
الدائن بحصته ،وعلى هذا النحو تقتصرت فائدة إلابراء على امتناع مطالبة الدائن له عمال
بالحكم الوارد في من املادة 0/005املذكورة أعالهّ ،أما إذا قصد الدائن باالبراء الصادر منه أن يعم
ّ سائر املدينينّ ،
فإن الدين ينقض ي كله ،على أن هذا ألاثر ال يترتب إال إذا صرح الدائن بذلكّ ،أما
إذا لم يصرح اقتصر إلابراء على حصة املدين املبرأ.239
إذا أبرأ الدائن املدين املتاامن من التاامن فقط ،دون إبرائه من الدين ذاته ،امتنع عله
ّ
مطالبة هذا املدين إال بقدر حصته في الدين ،إن استوفاها ،له الرجوع على الباقين على وجه
التضامن بالدين بعد انقاص الحصة التي استوفاها ،فإن مليستوفها له الرجوع على أي مدين أخر
بكل الدين و لهذا ألاخير الرجوع على املدين املبرأ من التضامن ما لم تتجه إرادة الدائن أن تبرأهم
من حصة املدين الذي تم الابراء لصالحه ،وهو ما تضمنته املادة 005ق م التي تنص على أنه :
"إذا أبرأ الدائن أحد املدينين املتاامنين من التاامن بقي حقه في الرجوع على الباقين بكل
الدين مالم يكن هناك اتفاق على غيرذلك".240
-التقادم :إذا امتنع سماع الدعوى بمروربالنسبة ألحد املدينين ،فله وحده التمسك بذلك،
حيث ال يستفيد من هذا الدفع باقي املدينين إال بقدر حصة هذا املدين ،وهما أخذ بهاملشرع
اجزائري في املادة
091ق م التي تنص على أنه " :إذا انقض ى الدين بالتقادم بالنسبة إلى أحد املدينين املتاامنين
ّ
فال يستفيد من ذك باقي املدينين إال بقدرحصة هذا املدين.241"...
وإذا انقطعت املدة القانون لعدم سماع الدعوى أو أوقف سريانها بالنسبة إلى أحد
املدينين املتضامنين فال يجوز للدائن أن يتمسك بذلك قبل باقي املدينين وفقا للمادة 0/091
املذكورة أعاله.
ج -مبدأ النيابة التبادلية
املقصود بالنيابة التبادلية كما أسلفنا ،أن كل مدين يعتبر نائبا عن غيره من املدينين
املتضامنين فيما يجريه من تصرفات متعلقة بالدين موضوع التضامن ،وهي نيابة مصدرها
القانون ،والنيابة التبادلية هنا تكون فيما ينفع دون ما يضر ،ويعني هذا أن يكون كل مدين نائبا
عن غيره من املدينين املتضامنين إذا بدر منه في مواجهته ما ينفع املدينين ألاخرين ،على أنه ال
-239نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،مرجع سابق ،ص.003
-240أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-241املرجع نفسه..
84
محاضرات في مادة القانون املدني
يكون نائبا عنهم إذا بدر منه في مواجهة ما يضر املدينين آلاخرين ،242ومن النتائج التي تترتب عن
النيابة التبادلية:
( -)0انقطاع التقادم ووقف سريانه :بالنسبة للدعوى التي يملكها الدائن ضد أحد املدينين
املتضامنين ،فإن انقطاع التقادم أو وقف سريانه يكون لصالح الدائن ضد املدين ،إذا هو ال
ّ
يسري إال في مواحهة املدين املعني فط دون سواه من املدينين عمال باملدة 0/091ق م .
( -)2املسؤولية عن عدم تنفيذ الالتزام :إذا استحال تنفيذ الالتزام التضامني لسبب يعود إلى
فإن هذا املدين وحده من يلتزم بالتعويض وفقا للمادة 090ق م التي تنص " :ال أحد املدينينّ ،
ّ
يكون املدين مسؤوال في تنفيذ الالتزام إال عن فعله" .
( -)3الاعذار واملطالبة القاائية :إذا أعذر الدائن أحد املدينين املتضامنين أو قاضاه ،ال يكون
لذلك أثر بالنسبة إلى باقي املدينين ،وإذا أعذر أحد املدينين املتضامنين الدائن يستفيد باقي
املدينين من هذا الاعذار عمال بامادة 0/090املذكورة أعاله.
( -)4الصلح :إذا أجرى أحد املدينين صلحا مع الدائن ،ينبغي التفرقة ،إذا كان الصلح مفيدا لباقي
فإن النيابة التبادلية تقوم ألن التصرف في صالح باقي املدينين ،كما لو املدينين املتضامنينّ ،
تضمن الصلح شروطا أخف من الشروط التي قام عليها الالتزام ،أما إذا كان من شأن الصلح أن
یضر بهم فال ینفذ في حقهم إال إذا قبلوه ،كما لو أن الصلح قد رتب في ذمتهم التزاما أو زاد فیما
هم ملتزمون به.243
( -)5الاقرار واليمين الحاسمة :اقرار أحد املدينين املتضامنين بالدين فيه ضرر لباقي املدينين،
مما تنتفي معه النيابة التبادلية بينهم أي ال يسري هذا الالقلرار في حقهم ،وهو ما يفهم من املادة ّ
0/090ق م التي تنص على أنه ":ال يسري أقرار أحد املدينين املتاامنين بالدين في حق
الباقينّ ،"...،أما عن اليمين فإنه لو وجهت إلى أحد املدينين اليمين الحاسمة ،فأداها وكسب
الدعوى ،فإن النيابة التبادلية تقوم ألن التصرف في صالح باقي املدينينّ ،أما إذا نطل أحد
املدينين عن حلف اليمين التي وجهها إليه الدائن ،فخسر املدين الدعوى،أو إذا وجه املدين يمينا
إلى الدائن فحلفها الدائن فخسر املدين الدعو ،فال تقوم النيابة ألنه تصرف ضار بالباقي من
املدينين حسب املادة 0/909ق م املشار إليها أعاله.
-242ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص .726
-243فادي محفوظ " ،مقارنة قانونیة موجزة بين مفاعیل كل من التضامن السلبي والالتزام بالكل واملوجبات غير القابلة
للتجزئة"،مجلة قانونیة ،لبنان ،العدد السابع ، 2001 ،ص.3
85
محاضرات في مادة القانون املدني
-244أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-245بلحاج العربي،أحكام الالتزام في القانون املدني الجزائري دراسة مقارنة ،مرجع سابق ،ص .250
-246أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
86
محاضرات في مادة القانون املدني
على أنه " :إذا أعسر أحد املدینين املتاامنين تحمل هذا إلاعسار من وفى الدین وسائر
املدینين املوسرین كل بقدر حصته".247
ب -رجوع املدين املوفي على املدينين املتاامنين آلاخرين
يترتب على فكرة النيابة التبادلية القائمة بين املدينين املتضامنين أن للمدين املوفي
الحق في الرجوع على البقية كل بحسب حصته ،ويتقرر حق املدين في الرجوع ّإما بدعوى
شخصية على أساس الوكالة في التضامن الاتفاقي ،أو على أساس الفضالة في التضامن القانوني،
وقد يكون رجوعه ليس على أساس دعوى شخصية ،وإنما دعوى الحلول.
فاملدين املوفي لكل الدين يعتبر أصيال عن نفسه ،ووكيال عن بقية الدائنيني أو فضوليا
بالنسبة لهم ،وعندئذ يرجع بصفته وكيال على موكله 248أو بصفته فضوليا على رب العمل. 249
والرجوع على أساس دعوى الحلول تقوم على اسا أن من دفع للدائن حقه يحل محله في
هذا الحق ،فينتقل |إله بصفاته وتأميناته ودفوعه ،فقد نصت املادة 0/092ق م على أنه..." :ولو
كان بدعوى الحلول على الدائن ،"...وكذلك املادة 010منه " :إذا قام بالوفاء شخص غير
املدينّ ،
حل املوي محل الدائن الذي استوفى حقه.250"...
وتمتاز الدعوى الشخصية عن دعوى الحلول أنها تسمح للمدين املوفي بالعودة على
املدينين ألاخرين بفوائد املبالغ التي دفعها للدائن ،وأن لها ميزة أخرى أن التقادم فيها يسري من
تاريخ الوفاء وليس من تاريخ حلول الدينّ ،أما دعوى الحلول فهي تمتاز في أن التأمينات التي انت
تضمن الدين تنتقل مع الدين للموفي لتضمن الحصول على ما دفعهّ ،أما عن التقادم فيسري
ّ
من وقت حلول الدين ال وقت الوفاء به ،وإن كانت مدة التقادم نفسها في الدعويين إال أن تواريخ
سريانها يجعل دعوى الحلول تسقط أوال ،ألن حلول أجل الدين يسبق الوفاء به.251
-247أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-248عمال باملادة 750ق م ج التي تنص ":على املوكل ألن يرد للوكيل ما أنفقه في تنفيذ الوكالة تنفيذا معتادا "....
-249تنص املادة 157من ق م ج على أنه " :یعتبر الفاولي نائبا عن رب العمل ،متى كان قد بذل في إدارته عنایة الشخص العادي،
ولو لم تتحقق النتیجة املقصودة وفي هذه الحالةیكون رب العمل ملزما بتنفیذ التعهدات التي عقدها الفاولي لحسابه،
وبتعویاه عن التعهدات الي التزم بها ،وبرد النفقات الارورية أو النافعة التي سوغتها الظروف ،وبتعویاه عن الارر الذي
لحقه بسبب قیامه بالعمل ،وال یستحق الفاولي أجرا عل ى عمله إال إذا كان هذا العمل من أعمال مهنته".
-250أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني و أحكام الالتزام ،مرجع سابق ،ص .205 -251الحكیم عبد املجید،طه البشير ّ
87
محاضرات في مادة القانون املدني
-252تنص املادة 0/055من ق م على أنه " :ال يجبر املدين على قبول وفاء جزئي لحقه "...
253
- CABRILLAC Remy, Droit des obligation,Op,cit, p .822.
-254تنص املادة 555من ق م على أنه ":إذا جزأ العقار املرتفق به بقي حق الارتفاق و اقعا على كل جزء منه. "...
-255تنص املادة 530على أنه ":كل جزء من العقارأو العقارات املرهونة ضامن لكل الدين ."...
88
محاضرات في مادة القانون املدني
-256عامر دمحم الكسواني ،أحكام الالتزام( آثار الحق في القانون املدني) ،مرجع سابق ،ص .023
-257أمر رقم ،75 -57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
-258ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني ،مرجع سابق ،ص ص .762 -760
89
محاضرات في مادة القانون املدني
90
محاضرات في مادة القانون املدني
خاتمة
تكتس ي دراسة مقياس القانون املدني أهمية بالغة في املشوار الدراس ي لكل طالب في
الحقوق ،باعتبار القانون املدني يمثل الشريعة العامة لجميع فروع القانون ،و ّ
تعد نظرية الالتزام
من أبرز موضوعاته خاصة وأنها تتعلق باملعامالت ذات الطابع املالي والتي تنشأ بين ألافراد ،بل أنها
وصفت بمثابة العمود الفقري للقانون بصفة عامة ،لكونها تتضمن في مجملها مبادى أساسية
وكلية ،وقواعد عامة ومجرة تكفل تنظيم العالقات القانوية مهما تعددت ،وهذه املبادئ تسيطر
على القانون الخاص بفروعه املختلفة ،فدراسة القانون التجاري مثال غير ممكنة دون العلم
واملعرفة بنظرية الالتزامات وكذلك الحال لقانون العمل ،وفي غير ذلك فإن الصلة وثيقة بين
ً
نظرية الالتزام والاقتصاد والعالقات الدولية ،ولهذا كانت دراسة هذه النظرية أمرا البد منه.
تنقسم دراسة هذه النظرية إلى قسمين ،مصادر الالتزام ،وأحكام الالتزام ،وموضوع هذه
املطبوعة كان حول القسم الثاني ،حيث حاولنا من خالل مجموعة من املحاضرات التركيز على
محورين أساسيين ضمن مقرر وبرنامج السنة الثانية هما تنفيذ الالتزام ،وأوصاف الالتزام ،فإذا
كان الاصل في التنفيذ هو التنفيذ العيني الاختياري ،أي قيام املدين بالوفاء برضاه وذلك بأداء
عين ما التزم به طاملا كان ذلك ممكنا ،فالتنفيذ هو ألاثر الجوهري الذي يترتب على كل التزام نشأ
صحيحا ،غير أنه في بعض الحاالت قد ال يستجيب بالضرورة املدين لعنصر املديونية في الالتزام،
وهو ما يعطي الحق للدائن في إعمال العنصر الثاني في الالتزام املدني دون الطبيعي ،وهو عنصر
املديونية ،وذلك باتخاذه اجراءات جبرية في مواجهة املدين لدفعه إلى الوفاء جبرا وهو ما يسمى
بالتنفيذ العيني الجبري متى اجتمعت شروطه التي درسناها بنوع من التفصيل ،باللجوء في حاالت
معينة إلى وسائل يقتضيها تعنت املدين واصراره على عدم الوفاء ،كالغرامات التهديدية أو ما
يسمى باالكراه املالي ،التي تعد وسيلة ضغط على املدين ،ولكن قد ال يتحقق الغرض من اللجوء
إليها ،فننتقل من التنفيذ العيني الجبري غير املمكن إلى التنفيذ عن طريق التعويض الذي قد
يكون اتفاقيا أو قانونيا أو قضائيا بحسب الحالة التي نحن بصددها ،مع بقاء دور القاض ي مميزا
في تقديره لهذا التعويض وفقا للمعايير التي اشرده إليها املشرع.
حاولنا من خالل هذه الدراسة كذلك الوقوف عند أهم ألاواصاف التي تدخل على أحد
عناصر الرابطة القانونية ،وإذا دخلت على الالتزام جعلته موصوفا معلقا غير منجز،ألنه حتى
91
محاضرات في مادة القانون املدني
ّ
وإن كان الاصل في الالتزام أن يكون بسيطا،إال أن املشرع منح ألافراد امكانية تضمين التزاماتهم
هذه ألاوصاف بما يتماش ى مع تحقيق مصالحهم ،دون املساس بمبدأ املشروعية في ذلك.
فإذا تعلق الوصف بوجود أو نفاذ أو زوال الاللتزام سمي شرطا أو أجالّ ،أما إذا وردا على
محل الالتزام ،فيجعله التزاما بدليا أو تخييريا ،ومن ألاوصاف ما يتعلق بأطراف الالتزام ،ويتمثل
في تعددهم ،ويطلق عليه بالتضامن وعدم القابلية لالنقسام ،مع العلم أنه في كل فرض حاولنا
الاملام بشروط تحقق هذا ألاوصاف بنوع من البساطة والتيسيير بهدف استيعاب هذه املبادئ
واملضامين.
92
محاضرات في مادة القانون املدني
قائمة املراجع
-باللغة العربية:
أوال -الكتب
-1أحمد شوقي دمحم عبد الرحمان ،النظرية العامة لاللتزام ،أحكام الالتزام،د د ن ،د ب ن.0115 ،
-2أنور سلطان ،الوجيز في النظرية العامة لاللتزام مصادر الالتزام ،دار الجامعة للنشر .0117،
-3أنور طلبة ،دعوى التعويض ،املكتب الجامعي الحديث ،الاسكندرية .0102،
-4بلحاج العربي ،أحكام الالتزام في ضوء الشريعة إلاسالمية (دراسة مقارنة) ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان ،ألاردن.0100 ،
-5بلحاج العربي،أحكام الالتزام في القانون املدني الجزائري دراسة مقارنة ،ط ، 2دار هومة،
الجزائر.0107 ،
-1توفيق حسن فرج ،مصطفى الجمال ،مصادر وأحكام الالتزام (،دراسة مقارنة) ،منشورات
الحلبي الحقوقية.0115 ،
-7جالل علي العدوي ،الوجيز في مصادر الالتزام ،منشأة املعارف،الاسكندرية.0331 ،
-8الجمال دمحم مصطفى ،أحكام الالتزام ،الفتح للطباعة والنشر ،إلاسكندرية.0111 ،
-9الحسناوي حسن خنتوش رشيد ،التعويض القضائي في املسؤولية العقدية ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان.0333 ،
محمد،البكري عبد البقي ،القانون املدني وأحكام ّ -01الحكیم عبد املجید،طه البشير
الالتزام،الجزء الثاني ،د س ن ،د ب ن.
http://www.aoacademy.org/docs/civil_law_13_0110008.pdf
-00دربال عبد الرزاق ،الوجيز في النظرية العامة في الالتزام( مصادر الالتزام) ،دار العلوم للنشر
والتوزيع ،عنابة.0112 ،
-02السعدي دمحم صبري ،الواضح في شرح القانون املدني ،النظرية العامة لاللتزام ،دار الهدى
للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر0101 ،
-03السعدي دمحم صبري ،الواضح في شرح القانون املدني النظریة العامة لاللتزامات أحكام التزام،
دراسة مقارنة في القوانين العربیة ،دار الهدى للمطبوعات ،الجزائر.0100 ،
93
محاضرات في مادة القانون املدني
-04سليمان مرقس ،الوافي في شرح القانون املدني ،الالتزامات،الجزء الثاني ،منشورات الحقوقية
صادر ،بيروت.0335 ،
-05عامر دمحم الكسواني ،أحكام الالتزام( آثار الحق في القانون املدني) ،ط ،0دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان.0101 ،
-01عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون املدني املصري -ج ،0إلاثبات وآثار
الالتزام ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.0362 ،
-07عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون املدني الجديد ،الجزء الثاني ،إلاثبات-
آثار إلالتزام ،الطبعة الثالث ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت .0335 ،
-08عبد النبى شاهين إسماعیل ،أحكام مطالبات املدینين املتضامنين بالدین في القانون املدني،
دراسة مقارنة بالفقه إلاسالمي ،دار الجامعة الجدیدة ،إلاسكندریة.0116 ،
-09الفار عبد القادر سميح ،أحكام الالتزام ،آثار الحق والقانون املدني ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،ألاردن .0107
-21دمحم شتا أبو سعد،التعویض القضائي والشرط الجزائي والفوائد القانونیة ،دار الجامعة
الجدیدة للنشر.0110،
-20مقدم السعيد ،نظرية التعويض عن الضرر املعنوي في املسؤولية املدنية ،املؤسسة الوطنية
للكتاب.0330 ،
-22منذر الفضل ،النظرية العامة لاللتزام في القانون املدني( دراسة مقارنة بين الفقه الاسالمي
والقوانين املدنية الوضعية ) ،مكتبة الثقاقة للنشر والتوزيع.0335،
-23نبيل ابراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،الجزء الثاني( أحكام الالتزام) ،منشأة املعارف،
الاسكندرية.0110،
-24هاشم محمود دمحم ،الحبس في الديون في التشريعات العربية والفقه الاسالمي( دراسة
مقارنة) ،دار الفكر العربي.0357 ،
-25ياسين دمحم الجبوري ،الوجيز في شرح القانون املدني الاردني -الجزء الثاني -آثار الحقوق
الشخصية ،أحكام الالتزام ،دراسة موازنة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.0100 ،
94
محاضرات في مادة القانون املدني
أ-األطروحات
-0بن ددوش نضرة ،انقضاء الالتزام دون الوفاء به في القانون الوضعي والفقه الاسالمي ،دراسة
مقارنة،أطروحة لنیل درجة الدكتورة ،كلیة الحقوق ،جامعة ،وهران.0100 ،
-2بوصري بلقاسم دمحم ،طرق التنفیذ من الناحیة املدنیة ،أطروحة مقدمة لنیل شهادة دكتو اره
العلوم في الحقوق ،تخصص :عقود ومسؤولیة ،كلیة الحقوق والعلوم السیاسیة ،قسم حقوق،
جامعة دمحم خیضر ،بسكرة.0107 ،
-3القروي بشير سرحان ،طرق التنفيذ في التشريع الجزائري والتشريع املقارن ،أطروحة لنيل
شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر .0102 ،0-
ب-المذكرات
-0لواني عبد املجيد ،إلاعذار في املواد املدنية والتجارية طبقا للقانون الجزائري ،مذكرة للحصول
على شهادة املاجستير ،فرع العقود واملسؤولية ،كلية الحقوق والعلوم الادارية ،جامعة الجزائر،
.0117
-2الطبيب برمضان ،حبس املدين( إلاطراه البدني) بين الفقه الغسالمي والقانون الجزائري
(دراسة مقارنة) ،مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم إلاسالمية ،تخصص شريعة وقانون،
كلية العلوم إلاسالمية ،جامعة الجزائر.0107 ،0-
-3دمحم علي دمحم عبد العزیز الزعبي ،عالقة املدینين املتضامنين بالدائن في التضامن السلبي طبقا
ألحكام القانون املدني الاردني واملقارن ،مذكرة لنيل شهادة املاجستير في القانون الخاص ،جامعة
إلاسراء الخاصة ،ألاردن.0101 ،
ثالثا -المقاالت
-0براهمي فايزة ،براهمي سهام " ،تصفية الغرامة التهديدية في ظل قانون الاجراءات املدنية
وإلادارية" مجلة امليزان ،العدد ،0106 ،0ص ص.79-97
-2بورنان العيد ،الرقابة القضائية على الشرط الجزائي" ،مجلة العلوم القانونية والاجتماعية،
املجلد ،0العدد ألاول ،0105 ،ص ص .010-55
95
محاضرات في مادة القانون املدني
-3خليل متري موس ى" ،املفاهيم القانون للفائد" ،مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية
والقانونية ،املجلد ،03العدد الثالث ،0109 ،ص ص .53-25
-4سعید جبر "،الالتزام التاامني ،:مجلة القانون والاقتصاد ،العدد ، 69القاهرة.0333 ،
-5سلمي نضال" ،الغرامة التهديديةفي الاحكام الاجتماعية باالدماج وفقا لالجتهاد القضائي
الجزائري" ،مجلة قانون العمل والتشغيل ،العدد السادس ،جوان ،0105ص ص .039-065
-1علي فياللي "،تطور الحق في التعويض بتطور الضرر وتنوعه" حوليات جامعة الجزائر،0
املجلد ،90العدد ألاول ،0105 ،ص ص .29-01
-7فادي محفوظ " ،مقارنة قانونیة موجزة بين مفاعیل كل من التضامن السلبي والالتزام بالكل
واملوجبات غير القابلة للتجزئة"،مجلة قانونیة ،لبنان ،العدد السابع ، 2001 ،ص3
-8فواز صالح ،النظام القانوني للغرامة التهديدية ( دراسة مقانونية مقارنة)" ،مجلة جامعة
دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية ،املجلد ،05العدد الثاني،0100 ،ص ص .95- 3
-9لوني يوسف " ،ضوابط تدخل القوى العمومية أثناء التنفيذ العيني الجبري لاللتزامات
العقدية(دراسة مقارنة)" ،حوليات جامعة الجزائر ،العدد ،90الجزء الرابع ،ديسمبر ،0105
ص ص .719-055
رابعا -النصوص القانونية
أ -الدستور:
-دستور ،6991صادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ،834 -91مؤرخ في 70ديسمبر
، 6991يتعلق بنشر نص تعديل الدستور الموافق عليه في استفتاء 84نوفمبر ،6991
ج.ر.ج.ج عدد ،01صادر بتارخ 4ديسمبر ،6991معدل ومتمم بقانون رقم ،76-61
مؤرخ في 1مارس ،8761ج .ر.ج.ج عدد ،68صادر في 0مارس .8761
ب-اإلتفاقيات الدولية:
-مرسوم رئاس ي رقم ،65-53مؤرخ في 06ماي ،0353يتضمن الانضمام إلى العهد الدولي الخاص
بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية
والبرتكول الاختياري املتعلق بالعهد الخاص بالحقوق املدنية والسياسية املوافق عليها من طرف
الجمعية العامة للمم املتحدة يوم 06ديسمبر سنة ،ج ر ج ج عدد ،01صادر بتاريخ 05ماي
.0353
96
محاضرات في مادة القانون املدني
ج-النصوص التشريعية:
-0أمر رقم ،077-66مؤرخ في 5يونيو ،0366يتضمن قانون إلاجراءات الجزائية ،ج ر ج ج عدد
،25صادر بتاريخ 01جوان ،0366معدل ومتمم.
-2أمر رقم 076-66املؤرخ في مؤرخ في 05صفر عام 0956املوافق املوافق 5يونيو سنة يونيو
سنة ، 0366يتضمن قانون العقوبات ،ج ر ج ج عدد 23صادر بتاريخ 00جوان ،0366معدل
ومتمم
-3أمر رقم ،75-57مؤرخ في 01رمضان 0937املوافق ل 06ديسمبر ،يتضمن القانون املدني،
ج.ر.ج.ج عدد ،55صادر بتاريخ 91سبتمبر ،0357معدل ومتمم.
-4أمر ،73-57مؤرخ في 06سبتمبر ،0357يتضمن القانون التجاري ،ج.ر.ج.ج ،عدد ، 101
صادر بتاریخ 19دیسمبر ، 1975معدل ومتمم
-5قانون رقم ،00 -52مؤرخ في 3رمضان عام 0212املوافق ل 3يونيو سنة ،0352يتضمن
قانون الاسرة ،ج ر ج ج عدد ،02صادر بتاريخ 00يونيو ،0352معدل ومتمم.
-1قانون رقم ،13-15مؤرخ في 06فيفري ،0115يتضمن قانون الاجراءات املدنية وإلادارية،
ج.ر.ج.ج عدد ،00صادر في 09أفريل .0115
الاجتهاد القاائي
-0قرار املحكمة العليا ،الغرفة املدنية ،ملف رقـم ،05550املؤرخ في ،0359/16/05
املجلةالقضائية ،العدد ألاول .0353
-2قرار املحكمة العلیا الصادر عن الغرفة التجاریة والبحریة ،بتاریخ ،06/10/0117املجلة
القضائیة ،العدد ، 0سنة . 2005
بالّلغة الفرنسية
1/-Ouvrages :
1-CABRILLAC Rémy, Droit des obligation, 9émé Ed, Dalloz, Paris, 2010.
2-DE JUGLART Michel, Cour de droit civil, T1, Vol 2 , Biens – Obligations ,
Montchrestien, Paris, 1977.
97
محاضرات في مادة القانون املدني
4-FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, FLOUR Yvonne, SAVAUX Eric, Droit
civil, les obligations/ le rapport d’obligation, 2éme Ed, Dalloz , Paris, 2001.
5-FLOUR Jaques, AUBERT Jean-Luc, SAVAUX Eric, Droit civil, les obligations/
l’acte juridique,9éme Ed, Dalloz , Paris, 2000.
9-LAUBA René, Le contentieux de l’exécution, 11eme Ed, Lexis nexis, Paris, 2012.
12-MOREL Journel Christel, Droit général( Le cadre juridique , les actes de la vie
juridique, les droits et les biens, les obligation, le droit patrimonial de la famille,
les successions et les libertés, le cadre juridique des échanges , le droit pénal, le
droit du travail),4éme Ed, Gualino Lextenso, Paris, 2010.
2/-ARTICLE :
98
الفهرس
الفصل ألاول
طرق التنفيذ الجبري لاللتزام
05.........................................................................................................................................................
املبحث ألاول:التنفيذ العيني الجبري لاللتزام
06…….................. ..............................................................................................................................
املطلب ألاول مفهوم التنفيذ العيني الجبري لاللتزام06......................................................................
الفرع ألاول :تعريف التنفيذ العيني الجبري06.....................................................................................
الفرع الثاني :شروط التنفيذ العيني الجبري 07..................................................................................
أوال -أن يكون التنفيذ العيني ممكنا وغير مستحيال07......................................................................
ثانيا -أن يطلب الدائن التنفيذ العيني الجبري أو يتقدم به الدائن07................................................
ثالثا -أن يسبق التنفيذ العيني الجبري اعذار املدين 08.....................................................................
رابعا -أال يكون في التنفيذ العيني إرهاق للمدين 09.............................................................................
ّ
خامسا -أال يكون في اجبار املدين على التنفيذ مساس بحريته الشخصية09...................................
سادسا -أن يكون لدى الدائن سند تنفيذي 10...................................................................................
املطلب الثاني :موضوع التنفيذ العيني الجبري ووسائل ادائه10........................................................
الفرع ألاول :موضوع التنفيذ العيني الجبري10...................................................................................
أوال -التنفيذ العيني الجبري وارد على الالتزام بنقل حق عيني أو انشائه10......................................
ثانيا -التنفيذ العيني الجبري وارد على الالتزام بعمل12......................................................................
الفرع الثاني :وسائل التنفيذ العيني الجبري14................................................................................
أوال -التنفيذ الجبري بواسطة حبس املدين14....................................................................................
ثانيا-الغرامة التهديدية كوسيلة للتنفيذ العيني الجبري16.................................................................
99
الفهرس
100
الفهرس
الفصل الثاني
ألاوصاف املعدلة ألثرالالتزام
46.........................................................................................................................................................
املبحث ألاول :الشرط وألاجل كأوصاف تلحق الالتزام46....................................................................
املطلب ألاول :ألاوصاف التي تمس وجود الالتزام (الشرط) 46..........................................................
الفرع ألاول -تعريف الشرط ومقوماته( شروطه)47...........................................................................
أوال -تعريف الشرط 47........................................................................................................................
ثانيا -مقومات الشرط48.....................................................................................................................
الفرع الثاني -ألاثار املترتبة عن الشرط51...........................................................................................
أوال -آثار الشرط في مرحلة التعليق 51 ................................................................................................
ثانيا -آثار الشرط بعد انقضاء مرحلة التعليق 53.............................................................................
املطلب الثاني :ألاوصاف التي تمس نفاذ الالتزام(ألاجل)57................................................................
الفرع ألاول :تعريف ألاجل وشروطه 57................................................................................................
أوال-تعريف ألاجل 57............................................................................................................................
ثانيا-مقومات ألاجل 58.........................................................................................................................
ثالثا-أنواع ألاجل 60..............................................................................................................................
ا لفرع الثاني :آلاثار القانونية املترتبة عن ألاجل62.............................................................................
أوال-في مرحلة ما قبل حلول ألاجل 62...................................................................................................
ثانيا -في مرحلة ما بعد حلول ألاجل64.................................................................................................
الفرع الثالث :طرق انقضاء ألاجل وسقوطه65...................................................................................
أوال -طرق انقضاء ألاجل65..................................................................................................................
ثانيا -سقوط ألاجل 66.........................................................................................................................
املبحث الثاني :تعدد محل وأطراف الالتزام68.....................................................................................
املطلب ألاول :تعدد محل الالتزام 68....................................................................................................
الفرع ألاول :الالتزام التخييري( خيار التعيين)68...............................................................................
أوال -شروط صحة الالتزام التخييري 69..............................................................................................
101
الفهرس
102