You are on page 1of 84

‫محاضرات في مادة النظرية العامة‬

‫لاللتزامات والعقود‬
‫لطلبة الفصل الثاني من اإلجازة‬

‫إعداد ‪:‬الدكتورمحمد محروك‬

‫‪Power Point‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمان الرحيم والصالة والسالم على موالنا رسول هللا‬
‫وعلى اله وصحبه اجمعين‬
‫مر قانون االلتزامات والعقود بعدة مراحل تاريخية مهمة انطالقا من‬
‫فترة ما قبل الحماية الفرنسية تم مرحلة الحماية وأخيرا مرحلة ما بعد‬
‫االستقالل ن وهو خليط من من مجموعة من القواعد املأخوذة من‬
‫الفقه املالكي ‪ ،‬ومدونة بابليون لسنة ‪. 1804‬‬
‫لكن الفقه السائد هو الذي يعتبر أن ظهير ق ل ع املغربي الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬املوافق ل ‪ 12‬غشت ‪، 1913‬هو مأخوذ عن قانون‬
‫االلتزامات والعقود التونس ي (املجلة التونسية )‬
‫وهناك من يعتبر بأن هذه األخيرة مأخوذة بدورها عن املجلة‬
‫العثمانية حيث إن الدولة العثمانية هي التي تستعمل مفهوم " مجلة "‬
‫عكس أغلب التشريعات التي تستعمل مفهوم " مدونة "‬
‫أيضا وبمقارنة ق ل ع املغربي بالتونس ي نجد بان االول اكثر‬
‫اختصارا مقارنة بالثاني بحيث إن األول ال يتضمن سوى ‪1250‬فصال‬
‫مقابل ‪ 1531‬فصال في ق ل ع التونس ي ‪.‬‬
‫وااللتزام ال ينشأ من فراغ وما دام األمر كذلك فانه بات امرا‬
‫طبيعيا ان يكون لكل التزام مصدر خاص به نابع من ارادات اطرافه كما‬
‫هو الحال بالنسبة للعقود ‪.‬‬
‫او بإرادة طرف واحد كما في الوصية والهبة والوقف ‪.‬‬
‫وهذه االلتزامات ال تنتهي عموما إال بتنفيذها رضاء أو قضاء‬
‫إجماال تبقى أسباب االنقضاء هي إما‪:‬‬
‫الوفاء‬ ‫‪‬‬
‫املقاصة‬ ‫‪‬‬
‫التجديد‬ ‫‪‬‬
‫استحالة التنفيذ‬ ‫‪‬‬
‫االبراء‬ ‫‪‬‬
‫التقادم‬ ‫‪‬‬
‫مفهوم االلتزام‬
‫لاللتزام عدة معان وهو يطلق على كل تعهد أو واجب كيفما كان مصدره ولو لم تكن‬
‫له عالقة بجانب الذمة املالية للفرد مثال ‪:‬‬
‫‪ ‬التزام الفرد بالتصريح بالوالدة أو الوفاة ‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بدعوة االصدقاء الى وليمة ‪،‬أو الوفاء بنذر ‪.‬‬
‫وبالنسبة لقانون االلتزامات والعقود فهو يقصد به جميع النصوص املنظمة‬
‫للعالقات القانونية باملجتمع إال ما ستتني بقواعد قانونية خاصة وهو يعتبر ركيزة الحقوق‬
‫املدنية ‪.‬‬
‫ونظرية االلتزام تشمل كال من مصادر االلتزام ‪،‬أوصافه ‪ ،‬آثاره و انتقاله‪ ،‬اثباته‪ ،‬تم‬
‫اخيرا انقضاؤه ‪.‬‬
‫وااللتزام مرادف للحق الشخص ي ‪،‬كما أن االلتزام العيني مرادف للحق العيني ‪.‬‬
‫‪ ‬وهناك فروق بين الحق الشخص ي والحق العيني تتمثل ‪:‬‬
‫‪ ‬من حيث التعريف ‪.‬‬
‫‪ ‬من حيث األطراف‪.‬‬
‫‪ ‬الحق الشخص ي حق نسبي وهذا عكس الحق العيني فهو حق مطلق ‪.‬‬
‫‪ ‬ويترتب عن اعتبار الحق العيني حق مطلق ميزتان هما‪:‬‬
‫‪ – 1‬ميزة التتبع ‪:‬‬
‫‪ ‬حيث يمكن للمالك تتبع حقه إلى أي يد انتقل اليها خاصة عندما يكون ذلك دون إرادته ‪.‬‬

‫‪ – 2‬ميزة االفضلية ‪:‬‬


‫‪ ‬وهذه امليزة تسمح لصاحب الحق العيني أن يقدم على الغير في استيفاء حقه على من سواه‬
‫مثال ‪:‬‬
‫‪ " ‬الرهن‬
‫‪ " ‬االمتياز‬
‫التعريف القانون لاللتزام ‪:‬‬
‫االلتزام هو رابطة قانونية بين شخصين احدهما دائن و األخر مدين بمقتضاها يلتزم هذا األخير‬
‫أما بالقيام بعمل أو االمتناع عن عمل أو إعطاء ش يء لفائدة الدائن ‪.‬‬
‫من خالل هذا التعريف يظهر بأن االلتزام إما أن يكون ‪ :‬التزاما ايجابيا ‪ -‬التزاما سلبيا‬

‫خصائص االلتزام ‪:‬‬


‫يتميز االلتزام بمجموعة خصائص اهمها ‪:‬‬
‫إنه واجب قانوني ‪:‬‬
‫ويتمثل هذا الواجب اما من خالل سلوك ايجابي كالقيام بعمل أو بإعطاء ش يء أو‬
‫سلوك سلبي من خالل االمتناع عن القيام بعمل أو بإعطاء ش يء ‪.‬‬

‫إن هذا االلتزام املتمثل في الواجب القانوني يقع على املدين ‪.‬‬
‫كون هذا االلتزام أما أن يكون ماليا أو غير مالي كااللتزامات األسرية ‪ ،‬أو االلتزام‬
‫بعدم االضرار بالغير ‪.‬‬
‫‪ -‬ايجابيا ‪:‬‬
‫و يتمثل في القيام بعمل أو إعطاء ش يء ‪.‬‬

‫‪ -‬سلبيا‪:‬‬
‫و يتمثل في التزام املدين تجاه الدائن بعدم القيام بعمل أو االمتناع عن عمل‪.‬‬
‫كما ينظر إلى االلتزام من ناحيتين ‪:‬‬

‫املذهب الشخص ي ‪:‬‬


‫وهو الذي يعتمد معيار أطراف االلتزام حيث إن االلتزام يشكل رابطة بين شخصين‬
‫(الدائن و املدين) ‪.‬‬

‫أما املذهب املوضوعي‬


‫هو الذي ينظر إلى االلتزام من حيث محله فيعتبر انصار هذا املذهب أن لاللتزام‬
‫قيمة مالية ‪.‬‬
‫أنواع االلتزامات‬

‫تتنوع االلتزامات بحسب الحرية التي يمنحها سلطان االرادة لألطراف في انشاء و تنظيم‬

‫معامالتهم و هكذا نجد هناك ‪:‬‬


‫‪.‬‬

‫االلتزامات املدنية‬ ‫االلتزامات‬


‫الطبيعية‬
‫فااللتزام المدني هو الذي يتكون من عنصرين ‪:‬‬
‫عنصراملسؤولية ‪:‬‬
‫حيث إن املدين يكون مجبرا على‬ ‫عنصراملديونية ‪:‬‬
‫الوفاء و إال تعرض للجزاء الذي‬ ‫حيث إن املدين امللتزم يخضع ملا‬
‫يفرضه القانون‪.‬‬
‫يلقيه عليه االلتزام من عبء قانوني‪.‬‬

‫أما االلتزام الطبيعي‬


‫فهو الذي يتخلف فيه عنصر املسؤولية مع ثبوت عنصر املديونية فيه‪ .‬وبالتالي ال يجبر‬
‫املدين على تنفيذه‪.‬‬

‫االلتزام بتحقيق نتيجة‬ ‫االلتزام ببدل عناية أو وسيلة‬


‫االلتزام بتحقيق نتيجة ‪:‬‬
‫االلتزام يبدل عناية أو وسيلة ‪:‬‬ ‫عندما يلتزم املدين بتحقيق نتيجة‬
‫معينة و من أمثلة ذلك ‪:‬‬

‫فهو عندما يكون املدين ملزما ببدل‬ ‫‪ -‬التزام الوكيل بتنفيذ ما جاء في عقد الوكالة ‪.‬‬
‫نشاط أو وسيلة لبلوغ النتيجة املوجودة و‬ ‫‪ -‬التزام البائع بنقل ملكية الش يء املبيع ‪.‬‬
‫بالتالي فقد يصل هذه النتيجة و قد ال‬ ‫‪ -‬التزام املقاول ببناء املشروع وفق معايير و مواصفات‬
‫يصلها ‪ (.‬املحامي ‪ +‬الطبيب )‬ ‫معينة ‪.‬‬
‫‪ -‬التزام املكتري بتمكين املكري من الوجيبة الكرائية‬
‫مقابل التزام املكري بتمكين املكتري من منفعة العين‬
‫املكتراة‪.‬‬
‫التزامات بعمل و االلتزام باالمتناع عن عمل و االلتزام بإعطاء ش يء‬
‫فااللتزام بعمل يشكل عمال ايجابيا يلتزم املدين بأدائه كالتزام املهندس بانجاز تصميم‬
‫لبناء عقار ما‪.‬‬
‫أما االلتزام باالمتناع عن عمل فيتضمن عمال سلبيا من املدين اي االمتناع عن القيام‬
‫بعمل (عدم فتح محل تجاري منافس للدائن) أو االمتناع عن االضرار بالجار و غيرها من صور‬
‫االلتزامات ‪.‬‬

‫نقول أوال على ان املقصود باملصدر هو السبب املنش ئ لاللتزام و من مصادر االلتزام‬
‫هناك‪:‬‬
‫العقد ‪ :‬كالتزام البائع بنقل ملكية املبيع ‪.‬‬
‫االرادة املنفردة ‪ :‬كالتزام الواعد بمنح الجائرة ملن قام بعمل ما ‪.‬‬
‫العمل غيراملشروع ‪ :‬كالتزام املسؤول مسؤولية تقصيرية بتعويض املتضرر‪.‬‬
‫القانون ‪ :‬كالتزام بالنفقة الواجبة على الزوج ازاء زوجته‪.‬‬
‫اشباه العقود ‪ :‬كالتزام الفضولي بإتمام ما بدأ من عمل في إطار الفضالة ‪.‬‬
‫التقسيم الحديث لاللتزامات ‪:‬‬
‫وفق هذا االتجاه فهناك مصدرين لاللتزام هما ‪:‬‬
‫الواقعة القانونية ‪.‬‬ ‫التصرف القانوني‬

‫التصرف القانوني‬
‫يتمثل في‬
‫العقد و االرادة املنفردة إذ جوهر التصرف القانوني هو االرادة التي تحدث اثارا قانونية إما اإللزام أو االلتزام‬
‫‪.‬‬

‫أما الو اقعة املادية‬


‫فقد تكون طبيعية يرتب عليها القانون التزامات ‪ .‬و قد تكون اعماال مادية و هذه األخيرة بدورها قد تكون‬
‫اعمال مادية مشروعة تفقر الدائن و اعمال مادية مشروعة تغني املدين على حساب الدائن ‪.‬‬
‫ففي الحالة االولى ‪ :‬يستوجب االمر قيام املدين بتعويض الدائن نتيجة الضرر الذي اصابه و كمثال على ذلك‬
‫(الفضالة)‬
‫اما الحالة الثانية ‪ :‬فتستوجب قيام املدين برد ما اثري به على حساب الدائن و مصدر االلتزام هنا هو‬
‫"االثراء بال سبب "‬
‫مصادر االلتزام وفق ق ‪ .‬ل ‪ .‬ع ‪ .‬المغربي‬

‫نص الفصل ‪ 2‬من ق ‪ .‬ل‪ .‬ع ‪ .‬على أنه‪:‬‬

‫تنشأ االلتزامات عن االتفاقات و التصريحات األخرى املعبرة عن االرادة و عن اشباه‬


‫العقود و عن الجرائم و عن اشباه الجرائم ‪.‬‬
‫و بالتالي فمصادر االلتزام وفق ما نص عليه املشرع املغربي هي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬االتفاقات و العقود ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التصريحات االخرى املعبرة عن االرادة ( االرادة املنفردة )‬
‫ثالثا‪ :‬اشباه العقود‬
‫رابعا ‪ :‬الجرائم و اشباه الجرائم ‪.‬‬
‫و نركز في هذه املحاضرة على مصدر وحيد من هذه املصادر نظرا ألهميته البالغة و هو‬
‫العقد ‪.‬‬
‫تعريف العقد‬
‫لم يعرف املشرع املغربي العقد كما فعلت تشريعات أخرى خاصة املشرع الفرنس ي الذي‬
‫عرفه من خالل املادة ‪ 1101‬من القانون املدني بأنه ‪:‬‬
‫"اتفاق بمقتضاه يلتزم شخص او عدة اشخاص تجاه شخص او عدة اشخاص اخرين‬
‫بإعطاء ش يء او القيام بعمل او االمتناع عن القيام بعمل "‬

‫لكن يبقى انسب تعريف للعقد هو الذي يعرفه على أنه ‪:‬‬
‫‪ -‬اتفاق بين شخصين أو اكثر بهدف انشاء االلتزام او نقله أو انهائه أو تعديله ‪.‬‬
‫فهذا يفرض امرين ‪:‬‬
‫‪ -‬وجود اكثر من ارادة واحدة و هذا يميز العقد عن (الوصية و الهبة )‬
‫‪ -‬اقتصار مفهوم العقد على االتفاقات التي تهدف إلى انتاج اثر قانوني ‪.‬‬
‫تقسيمات العقود‬
‫من حيث تنظيم املشرع للعقود عامة نميز بين ‪:‬‬
‫العقد املسمى ‪ :‬هو الذي نظم من قبل املشرع من خالل تخصيصه باسم معين و تحديد‬
‫شروطه و آثاره القانونية ‪.‬‬
‫العقد غير املسمى ‪ :‬هو الذي لم يخص بتنظيم خاص من قبل املشرع‬
‫من حيث تكوينها نميز بين‪:‬‬
‫العقود العينية ‪:‬‬ ‫العقود الشكلية ‪:‬‬ ‫العقود الرضائية ‪:‬‬

‫من حيث طبيعتها هناك ‪:‬‬


‫عقود محددة ‪ :‬حيث يعلم املتعاقد مقدار ما سيعطي و ما سيأخذ ‪.‬‬
‫عقود احتمالية ‪ :‬وهي عقود الغرر وهي عكس األولى حيث ال يعلم املتعاقد مقدار ما‬
‫سيعطي ومقدار ما سياخد كعقود التأمين‪ .‬اللعب و املراهنة و ان كانت غير جائرة بين‬
‫املتبارين ‪.‬‬
‫العقود الفورية و العقود الزمنية‬
‫العقود الفورية ‪:‬هي التي تكون فورية التنفيذ و تكون كذلك حتى لو تراخى تنفيذها إلى أجل معين و من‬
‫أمثلة ذلك عقد البيع ‪.‬‬
‫أما العقود الزمنية او املستمرة‪.‬‬
‫فمن امثلة هذه العقود نجد عقد الكراء وعقد التوريد وغيرها ‪.‬‬

‫هناك أيضا‬
‫العقود البسيطة و العقود املركبة‪.‬‬
‫العقد البسيط ‪ :‬هو الذي يتضمن عقدا واحدا ( كعقد البيع و الكراء و الوكالة و غيرها)‬
‫اما العقد املركب ‪ :‬فهو الذي يتضمن مجموعة عقود في عقد واحد وهو ما يسمى باملجموعة العقدية‬
‫والتي تشمل التجمع العقدي وما يسمى بالسلسلة العقدية ‪.‬‬
‫أما من حيث االثر‬
‫فإننا نمز بين ‪ :‬العقود امللزمة لجانبين و العقود امللزمة لجانب واحد ‪.‬‬
‫فالعقود امللزمة لجانبين أو العقود التبادلية ‪:‬‬
‫هي التي ترتب التزامات متقابلة في ذمة كل طرف من طرفي العقد كعقود ‪ :‬البيع و الكراء و املقاولة الخ ‪.‬‬
‫أما العقود امللزمة لجانب واحد ‪:‬‬
‫فهي التي ترتب التزامات على عاتق احد الطرفين دون األخر حيث يكون كل من الطرفين إما دائنا‬
‫أو مدينا فقط ‪.‬‬

‫هناك أيضا‬
‫العقود العوضية و عقود التبرع‬
‫العقود العوضية ‪ :‬هي التي يأخذ فيها املتعاقد مقابال ملا يعطيه و بالتالي فهناك أداءات متقابلة‬
‫أخدا و عطاء ‪.‬‬
‫أما العقود التبرعية‪ :‬فهي التي يعطي فيها أحد املتعاقدين شيئا ما دون مقابل ملا أعطاه ( الهبة‬
‫‪،‬الصدقة ‪،‬الوصية ‪ ،‬الوقف)‬

‫و أهم أثر يترتب عن التمييز بين العقود العوضية و التبرعية هو أن االلتزام بالضمان يكون‬
‫مفروضا في عقود املعاوضة عكس األمر في العقود التبرعية ‪.‬‬
‫كذلك مسألة ضمان العيوب إذ تكون مفروضة في عقود التبرع دون العقود التبرعية‪.‬‬
‫أركان وشروط قيام العقد‬
‫يستلزم قيام العقود توافر أركان مختلفة نص عليها الفصل من ق ‪.‬ل‪.‬ع و هي الرضا ‪ -‬األهلية ‪ -‬املحل ‪-‬‬
‫السبب و إضافة لهذه األركان الالزمة عموما لقيام أي عقد فإن هناك عقود تستلزم أركان أخرى‬
‫كركن الشكلية بالنسبة للعقود الشكلية و التسليم بالنسبة للعقود العينية ‪.‬‬

‫ركن التراض ي‬
‫الرضا هو أساس العقد و قوامه وال وجود ألي عقد دونه و بالتالي فلصحة االلتزام البد من التعبير‬
‫الصحيح عن االرادة إلنتاج او احداث اثر قانوني و الرضا يجب ان يصدر عن كال طرفي العقد من‬
‫خالل ما يسمى باإليجاب و القبول عن طريق التعبير عن االرادة اي ارادة املوجب ثم ارادة القابل‪.‬‬
‫و أشكال التعبير عن االرادة أما أن يكون بشكل صريح و مباشر كما لو ثم كتابة أو لفظا أو من خالل‬
‫االشارة املتداولة عرفا‪.‬‬
‫فالتعبير كتابة يتم من خالل محرر أما في شكله التقليدي أو الحديث من خالل ما أيسمى بالكتابة‬
‫االلكترونية ‪.‬‬
‫أما التعبير باللفظ فيتم باللسان سواء بشكل مباشر أو من خالل االتصال بالهاتف ‪.‬‬
‫واخيرا هناك التعبير باإلشارة باستعمال حركة الرأس أو اليد مثال ‪.‬‬
‫التعبير الضمني‪:‬‬
‫وكمثال على ذلك حالة انتهاء عقد الكراء و بقاء املكتري بالعين املكتراة ‪.‬‬
‫لكن اإلشكال يطرح بخصوص مسألة السكوت اذ هناك من يعتبر بان السكوت ال يمكن اعتباره وسيلة للتعبير‬
‫عن االيجاب ‪.‬‬
‫لكن املشكل بالنسبة للقبول فمن حيث االصل ال يمكن أن نعتد بسكوت الطرف القابل ألن السكوت موقف‬
‫سلبي و ال يمكن ان يعتبر تعبيرا ضمنيا عن االرادة بناء على القاعدة الفقهية التي تقول بأنه‬
‫" ال ينسب إلى ساكت قول و السكوت في معرض الحاجة إلى البيان بيان"‬

‫كيفية حصول التراض ي‬


‫التراض ي يكون بصدور إيجاب من أحد املتعاقدين و قبول من املتعاقد االخر ثم اقتران القبول باإليجاب و‬
‫تطابقهما ‪.‬‬

‫اإليجاب ‪:‬‬
‫وهو تعبير عن االرادة معلن و كامل يعرض فيه شخص على اخر ابرام عقد و بالتالي فاإليجاب يلزم توجيهه إلى‬
‫شخص بغرض التعاقد معه لتحديد موقفه منه أما بالقبول أو الرفض ‪.‬‬
‫و هذا اإليجاب إما أن يكون موجها إلى شخص معين أو أن يكون موجها إلى الجمهور فيكون األول إيجابا خاصا و‬
‫الثاني إيجابا عاما ‪.‬‬
‫لكن هناك من يعتبر أن اإليجاب املوجه الى الجمهور هو دعوة إلى التعاقد و ليس إيجابا ‪.‬‬
‫بينما البعض األخر يعتبره إبجابا و ليس دعوة للتعاقد ‪.‬‬
‫تمييزاإليجاب‬
‫اإليجاب و العرض ‪( :‬اإليجاب االلكتروني)‬

‫بالرجوع إلى قانون التبادل االلكتروني للمعطيات القانونية املغربي تعريفا أو اشارة إلى االيجاب االلكتروني ‪ ،‬و‬
‫لكن عوضا عنه استعمال مفهوم العرض و مفهوم العرض االلكتروني ال يختلف عن االيجاب في العقود‬
‫التقليدية ‪.‬‬
‫و يبقى أهم فرق بين املفهومين هو أن العرض االلكتروني يتم بإحدى الوسائل االلكترونية ‪،‬و هذا عكس‬
‫اإليجاب الذي يتم وفق الوسائل التقليدية كما أشرنا إليها ‪.‬‬

‫االيجاب و الدعوة التعاقد‬

‫االيجاب تعبير ارادي يشتمل على العناصر األساسية للعقد املراد ابرامه و هو يختلف عن مجرد الدعوة‬
‫للتعاقد و الذي تكون غايته دفع الطرف االخر الى اصدار االيجاب ‪.‬‬

‫أنواع االيجاب‬
‫إضافة إلى اإليجاب الخاص و اإليجاب العام هناك أنواع أخرى من اإليجاب و هي ‪:‬‬
‫االيجاب البات و االيجاب املعلق ‪:‬‬
‫فاإليجاب البات ‪ :‬هو الذي يصدر عن الموجب دون أن يكون معلقا على شرط ‪.‬‬
‫أما اإليجاب المعلق فهو الذي يصدر عن الموجب لكنه معلق على شرط ‪.‬‬
‫و لذلك يمكن أن نقول أن اإليجاب البات هو ايجاب كامل يستوجب فقط القبول عكس اإليجاب المعلق إذ ليس‬
‫سوى دعوة للتفاوض‪.‬‬

‫اإليجاب الملزم و اإليجاب غير الملزم ‪:‬‬


‫يكون اإليجاب ملزما اذا كان اإليجاب المقيد لمدة محددة إذ يكون الموجب ملزما بإيجابه‬
‫طول المدة التي حددها له صراحة ‪ ،‬و ال يتحلل من ايجابه إال بعدم وصول الرد بالقبول‬
‫من طرف الموجب له‬
‫أما اإليجاب غيرالملزم فيكون في الحالة التي يعبر فيها الموجب للموجب له عن رغبته‬
‫الصريحة في عدم التقيد بالمدة العادية المعقولة حيث هنا يكون الموجب غير ملزم بإيجابه‬
‫مسقطات اإليجاب‬
‫يسقط اإليجاب إما ألسباب ترجع إلى الموجب أو الموجب له و هي أسباب إرادية ‪ ،‬أو‬
‫ألسباب غير إرادية تعود إما لوفاة الموجب أو الى فقد أو نقص أهليته ‪.‬‬
‫مسقطات اإليجاب االرادية ‪:‬‬
‫يسقط اإليجاب بشكل ارادي في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ثم سحب اإليجاب من قبل املوجب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬إذا ثم إلغاء اإليجاب من قبل املوجب بعد أن أرسله‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬يسقط اإليجاب أيضا عند رفضه من قبل املوجب له ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬يسقط اإليجاب أيضا بانصرام املدة املحدد لها اإليجاب ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مسقطات اإليجاب غير االرادية ‪:‬‬


‫يسقط اإليجاب بشكل غير ارادي عند وفاة املوجب بعد توجيهه للموجب له ‪.‬‬
‫في حالة فقد املوجب ألهليته ‪.‬‬

‫القبول‬
‫و هو يعتبر صادرا عن الطرف األخر يقبل بمقتضاه شروط املوجب و بالتالي تتطابق االرادتان و ينشأ العقد ‪.‬‬
‫شروط القبول الصحيح املنتج آلثاره القانونية‬
‫يجب أن يكون القبول صادرا في وقت يكون فيه اإليجاب ملزما لصاحبه ‪.‬‬
‫أن يكون القبول مطابقا لإليجاب تمام املطابقة و أن يكون موافقا لكافة شروط االيجاب‪.‬‬
‫صور اقتران القبول باإليجاب‬
‫قد يتم التعاقد بين طرفين حاضرين يجمعها مجلس و احد يطلق عليه مجلس العقد أو بين طرفين غائبين أما‬
‫عن طريق املراسلة او عن طريق الوسيط أو عن طريق الهاتف‪.‬‬
‫التعاقد بين حاضرين ‪:‬‬
‫وهنا يجب أن يصدر القبول من الطرف االخر فوريا و في مجلس العقد أي املكان الذي يجمع املتعاقدين املوجب و القابل‬
‫مباشرة و وقت انعقاد العقد ‪.‬‬

‫التعاقد بين غائبين‬


‫و هما اللذان ال يجمعهما مجلس و احد و يكون اما باملراسلة او بواسطة وسيط او عن طريق الهاتف ‪.‬‬

‫عن طريق املراسلة‬


‫تكون من خالل كتابة أحدهما رسالة للطرف االخر يعرض عليه شراء بضاعة فهنا يطرح التساؤل عن زمان و مكان ابرام العقد و‬
‫لإلجابة على هذا السؤال ظهرت ‪ 4‬نظريات و هي ‪:‬‬
‫نظرية اعالن القبول ‪ -‬نظرية ارسال القبول ‪ -‬ثم نظرية تسلم القبول ‪ -‬و اخيرا نظرية العلم بالقبول‬

‫نظرية اعالن القبول ‪:‬‬


‫و تقتض ي بأن العقد يبرم في حالة ما اذا اعلن القابل عن قبوله من خالل الرد على املوجب باملوافقة ‪.‬‬

‫نظرية ارسال القبول‪:‬‬


‫فوفق هذه النظرية فان العقد ينعقد بمجرد ارسال القبول إلى الطرف املوجب ألن القابل قد يتراجع عن قبوله لذلك ال يعتد بنظرية‬
‫اعالن القبول ‪.‬‬
‫نظرية تسلم القبول ‪:‬‬
‫و تقض ي بان العقد ينعقد لحظة تسلم املوجب بقبول األخر ‪.‬‬
‫نظرية العلم بالقبول ‪:‬‬
‫حيث إن العقد هنا ينعقد لحظة علم املوجب بقبول الطرف االخر حيث قد يتسلم الرسالة و لكن ال‬
‫يطلع عليها إال بعد مدة معينة و بالتالي فلحظة علمه بهذا القبول هي لحظة انعقاد العقد‬
‫موقف املشرع املغربي‬
‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 24‬من ق‪.‬ل‪.‬ع املغربي نجده يفيد على ان املشرع املغربي يأخذ بنظرية إعالن القبول‪.‬‬
‫عيوب الرضا‬
‫هناك العديد من الحاالت التي تكون فيها إرادة احد اطراف العقد معيبة مما يؤثر على االدراك و التمييز‬
‫و هذا يؤدي بالنتيجة إلى تضرر مصالح املتعاقد الذي كان ضحية تعيب ارادته و التي تؤدي الى ضرورة‬
‫مراجعة العقد و من هذه العيوب كما تناولها املشرع املغربي من خالل الفصول ‪ 39‬من ق‪.‬ل‪.‬ع إلى‬
‫الفصل ‪ 56‬منه و هي ‪:‬‬

‫الغلط – التدليس _ اإلكراه – الغبن – املرض و الحاالت املشابهة‬


‫الغلط‬
‫و هو تصور خاطئ يقوم في ذهن املتعاقد و يدفعه الى التعاقد على أساسه‪ ،‬فاملتعاقد يكون تحت وطأة الغلط و يقوم له‬
‫توهم في ذهنه يحمله على التعاقد والذي ما كان ليقدم عليه لو ال ذلك التصور الكاذب ‪.‬‬
‫الغلط في القانون – الغط في الش يء‪ -‬الغلط في الشخص أو في الحساب – الغلط الواقع من الوسيط ‪.‬‬

‫الغلط في القانون ‪:‬‬


‫و هنا يجب التمييز بين الغلط في القانون وبين مبدأ ال يعذر أحد بجهله للقانون حيث إن هذا األخير يقتض ي عدم التهرب من‬
‫تطبيق القانون عليه بحجة جهله به وبأحكامه أما الغلط في القانون فيكون من خالل اعتقاد حكم في القانون غير صحيح‬
‫مما يجعل اراة الشخص معيبة و بالتالي العقد يصبح قابال لإلبطال ‪ ،‬و مثال ذلك تنازل احد الورثة عن حصته في اإلرث‬
‫مقابل مبلغ من املال معتقدا أنه يرث ‪ 1/ 3‬في حين ان حصته تتجاوز ½ فهنا الوارث تصرف على أساس غلط في قانون‬
‫اإلرث فتكون ارادته معيبة مما يخوله امكانية املطالبة بإبطال العقد ‪.‬‬
‫و ليعتد بالغلط في القانون كسبب لإلبطال يجب توفر الشروط التالية ‪:‬‬

‫ان يكون الغلط هو السبب الدافع إلى التعاقد ‪.‬‬


‫أن يكون الغلط مما يعذر عنه ‪.‬‬
‫إذ يجب أن يكون الشخص الذي وقع في الغلط أميا أما إن كان من املختصين في القانون مثل املحامي فهو ال يعذر بغلطه في‬
‫القانون‬
‫عدم وجود نص في القانون يمنع التمسك بالغلط ‪.‬‬
‫فمثال بالنسبة للشخص املدين الذي يقوم بأداء ما بذمته رغم سقوط الدين بالتقادم ‪،‬فهنا ال يمكن لهذا املدين التمسك‬
‫بالغلط في القانون بدعوى جهله لواقعة التقادم ‪.‬‬
‫الغلط في الش يء‬
‫حيث نص املشرع املغربي على أنه " إذا وقع الغلط في ذات الش يء أو نوعه أو في صفة فيه كانت هي السبب الدافع‬
‫للرضا فإن ذلك يخول اإلبطال ‪.‬‬

‫الغلط في الشخص املتعاقد أو صفته‬


‫و يكون ذلك مثال عندما يهب شخص ماله لشخص اخر اعتقادا منه أنه قريب له ثم يتبين فيما بعد عكس ذلك و‬
‫بالتالي فالغلط في شخص املتعاقد أو في صفته يخول طلب االبطال للعقد نظرا لوجود عيب الغلط ‪.‬‬
‫فالغلط في الصفة مثال‪ :‬التعاقد مع طبيب بيطري عن غلط اعتقادا أنه طبيب مختص ‪.‬‬

‫الغلط في الحساب‬
‫من حيث املبدأ الغلط في الحساب ال يخول االبطال ‪ ،‬ألنه يمكن تصحيحه لعدم تأثيره على االرادة ‪.‬‬

‫التدليس‬
‫لم يعرف املشرع املغربي التدليس و إنما عرف من قبل بعض الفقه كاألستاذ مأمون الكزبري الذي عرفه بأنه ‪:‬‬
‫هو عبارة عن استعمال خديعة توقع الشخص في غلط يدفعه إلى التعاقد تحت و طأة التدليس و تحت تأثير‬
‫الوهم الذي آثاره في دهنه املدلس فإرادته اذا ليست حرة سليمة بل هي معيبة و العيب الذي يشوبها هو الغلط‬
‫الذي ولده التدليس ‪.‬‬
‫شروط التدليس‬

‫استعمال وسائل احتيالية لتضليل املدلس عليه ‪.‬‬


‫و يستلزم هذا الشرط ضرورة توفر عنصرين و هما ‪:‬‬

‫عنصرمادي ‪ :‬و يتمثل في استعمال وسائل احتيالية من قبل املدلس كتقديم وثائق مزورة لإليقاع باملتعاقد و‬
‫دفعه إلى التعاقد ‪.‬‬
‫عنصرمعنوي ‪:‬و يتمثل في نية و قصد التضليل و التدليس على املتعاقد األخر ‪.‬‬

‫أن تكون الوسائل املستعملة هي الدافعة للتعاقد بحيث لوال هذه الوسائل ملا تعاقد الطرف األخر‪.‬‬

‫أن تكون االساليب املستعملة في التدليس صادرة عن املدلس أو له علم بها ‪.‬‬
‫أما إن استعملت هذه الوسائل من قبل الغير و لم يكن املتعاقد على علم بها و ال يد له فيها فهنا ال نكون أمام‬
‫تدليس و بالتالي عدم امكانية املطالبة بإبطال العقد ‪.‬‬

‫آثارالتدليس‬
‫أهم اثر يترتب في حالة تحقق التدليس وكان هو الدافع للتعاقد هوانه يمكن للمدلس عليه املطالبة بإبطال العقد‬
‫‪،‬كما يمكن إضافة لذلك للمدلس عليه املطالبة بالتعويض لجبر الضرر االحق به ‪.‬‬
‫اإلكراه ‪:‬‬
‫وهو إجبار الشخص على االتيان بأمر ال يلزمه سوى بتهديده باألذى إن لم يفعله ‪.‬‬
‫أو هو حسب الفصل ‪ 46‬من ق ل ع م " إجبار يباشر من غير أن يسمح به القانون يحمل بواسطته‬
‫شخص شخصا أخر على أن يعمل عمال بدون رضاه "‬
‫وقد نص املشرع املغربي من خالل الفصل ‪ 47‬من ق ل ع عن الشروط الواجب توفرها في اإلكراه الذي‬
‫يخول االبطال وهذه الشروط هي ‪:‬‬
‫‪-1‬استعمال وسائل لتهديد املكره ‪:‬‬
‫وقد يكون االكراه جسيما يقع على جسم املكره كالضرب والتعذيب وقد يكون نفسيا كالتهديد بالحاق‬
‫االذى على املكره أو على اقاربه في ابدانهم او اموالهم او شرفهم ‪.‬‬
‫واالكراه بنوعيه الجسمي او النفس ي يجعل العقد قابال لإلبطال ‪.‬‬
‫‪-2‬اعتماد وسائل تبعث الرهبة في النفس وتكون هي الدافعة إلى التعاقد ‪:‬‬
‫والعبرة ال تكون بالوسيلة املعتمدة للضغط على املكره وإنما بما تبعته تلك الوسيلة من رهبة في نفس‬
‫املكره ويراعى في ذلك مسالة السن والذكورة واالنوثة وحالة االشخاص ودرجة تأثرهم ‪.‬‬
‫‪-3‬أن يكون اإلكراه يرمي إلى تحقيق غرض غيرمشروع ‪:‬‬
‫ويتحقق االكراه غالبا باعتماد وسائل غير مشروعة لتحقيق غرض مشروع كما يهدد غيره باألذى إن لم‬
‫يبع له عقارا ما و أحيانا يكون اإلكراه بوسائل مشروعة بغرض تحقيق غرض مشروع كالدائن الذي‬
‫بهدد مدينه برفع دعوى قضائية عليه إن لم يرجع له قيمة الدين‪.‬‬
‫الغبن و آثاره ‪:‬‬
‫و قد عرف بأنه "عدم التعادل بين ما يعطيه املتعاقد و ما يأخذه " و للغبن مجموعة من الخصائص و هي ‪:‬‬
‫الغبن ال يمكن تصوره إال بالنسبة للعقود امللزمة لجانبين أو عقود املعاوضة الن كل متعاقد يعطي مقابل ملا‬
‫يأخذ ‪.‬‬
‫ال يعتد إال بالغبن الفاحش أما اليسير فيتم التسامح فيه ‪.‬‬
‫الغبن يقدر وقت ابرام العقد ال بعده ‪.‬‬

‫آثارالغبن‬
‫اعتبر املشرع املغربي أن الغبن املجرد ال يعتبر معيبا للرضا و بالتالي ال يخول اإلبطال لكن هذه القاعدة لها‬
‫استثناء و هو وقوع الغبن على القاصرين أو ناقص ي االهلية لكن طلب اإلبطال يستوجب مايلي ‪:‬‬

‫أن يكون املغبون قاصرا أو ناقص األهلية أما إن كان راشدا فال ‪ .‬و يحق للقاصر طلب اإلبطال للعقد على‬
‫أساس الغبن حتى ولو ابرموا العقد بمساعدة الوص ي أو الوالي وفق االجراءات القانونية ‪.‬‬

‫أن يزيد الغبن عن ‪ 1/3‬ثم أال تكون التصرفات التي أجريت على أموال القاصر قد أجريت باملزاح العلني ‪.‬‬
‫و املشرع املغربي اشترط في الغبن لكي ينتج آثره القانوني ارتباط‪.‬‬
‫املرض و الحاالت األخرى املشابهة و آثارها على االلتزام‬

‫و االمراض املقصودة والتي تعتبر سببا إلبطال العقد إما أن تكون امراضا عقلية و إما أن تكون‬
‫امراضا عضوية و للقاض ي السلطة التقديرية في تحديد ما اذا كان مرض ما يؤدي إلى تعييب‬
‫الرضا في العقد و جعله قابال لإلبطال ‪.‬‬
‫و املقصود باملرض حسب الفصل ‪ 54‬ق‪.‬ل‪.‬ع هو ذلك الذي يؤثر على االدراك و التمييز‬
‫و يشمل ذلك ‪ :‬األمراض العقلية و النفسية و بالتالي فاملرض الذي يمكن معه للقاض ي إبطال العقد‬
‫هو كل مرض عقلي أو عضوي مؤثر على على االرادة ‪.‬‬
‫و هذا األمر هو نفس ما قرره القضاء املغربي الذي أكد أن مفهوم املرض املذكور في الفصل ‪54‬‬
‫يتعلق في أن واحد باملرض العقلي و املرض الجسدي املؤثرين على االرادة ‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن حاالت الجنون و فقدان العقل تبقى مستبعدة من نطاق تطبيق الفصل ‪54‬‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع ألن املشرع نص صراحة على أن املعتوه يعتبر ناقص أهلية االداء ‪.‬‬
‫أما املجنون و فاقد العقل فيعتبران عديما ألهلية االداء و بالتالي فإن ارادة املريض هنا تكون‬
‫منعدمة مما يؤدي إلى بطالن االلتزامات الصادرة عنه ‪.‬‬
‫الحاالت األخرى املشابهة و آثارها على االلتزام‬

‫يقصد بالحاالت املشابهة للمرض الحاالت التي يوجد فيها الشخص و تجعله اقرب للمرض ضعيف‬
‫التفكير منه لسليم الجسم و العقل و االدراك كما في الطيش البين و الهوى الجامع أو الحاجة‬
‫املاسة أو عدم الخبرة ‪.‬‬
‫فاملقصود بالطيش البين هو اقدام شخص على التصرف دون أن يعي تماما ما يترتب عليه من نتائج‬
‫‪ ،‬و مثال ذلك استغالل شاب طائش من قبل اشخاص لدفعه إلبرام عقود في غير مصلحته‬
‫مستغلين في ذلك طيشه و نزقه ‪.‬‬
‫أما الهوى الجامع فيقصد به الرغبة الشديدة لدى شخص إلى الحد الذي ال يستطيع معه التحكم‬
‫في مشاعره و مثال ذلك الرجل املسن الذي يتزوج من امرأة في مقتبل العمر فتعمد هذه االخيرة‬
‫إلى استغالل ما تلقاه عند زوجها من هوى فتدفعه ليكتب عدة عقود لنفسها و ألوالدها‪.‬‬
‫وهناك نظرية حديثة للغبن ترتكز على فترة الغبن االستغاللي الذي يقوم على استغالل أحد‬
‫املتعاقدين مرض أو ضعف أو حاجة أو طيش املتعاقد األخر و استجراره إلى التعاقد على أساس‬
‫يظهر فيها البون شائعا بين ما ينشأ للمغبون من حقوق و ما يترتب عليه من االلتزامات ‪.‬‬
‫وللغبن االستغاللي عنصران هما ‪:‬‬

‫أحدهما موضوعي ‪ :‬و يتمثل في اختالل التعادل اختالال فادحا بين التزامات أحد املتعاقدين و‬
‫التزامات املتعاقد األخر ‪.‬‬
‫أما العنصر النفس ي ‪:‬فهو استغالل ضعف في نفس املتعاقد و ذلك بأن يجئ االختالل في التعادل‬
‫نتيجة استغالل حاجة أو طيش أو عدم خبرة الطرف املغبون ‪.‬‬

‫ركن األهلية‬
‫وهناك من ال يتفق مع املشرع في اعتبار األهلية ركنا في االلتزام و إنما هي شرط من شروط صحة‬
‫التراض ي ‪.‬‬
‫لكن باستقراء مقتضيات ظهير ‪.‬ل‪.‬ع نجدها نصت و بشكل صريح على أن األركان الالزمة لصحة‬
‫االلتزامات الناشئة من االرادة هي ‪ :‬أهلية االلتزام – التعبير الصريح عن االرادة – ش يء محقق‬
‫يصلح أن يكون محل لاللتزام _ سبب مشروع ‪.‬‬
‫أنواع االهلية‬

‫أهلية الوجوب ‪:‬‬


‫و هي صالحية الشخص ‪.‬الكتساب الشخصية القانونية و التي تبتدئ منذ الوالدة و تنتهي بالوفاة إذ‬
‫حتى الجنين يتمتع بمجموعة حقوق كالحق في اإلرث و النسب أو االيصاء له لكن ذلك يتوقف‬
‫على والدته حيا ‪.‬‬

‫أهلية االداء ‪:‬‬


‫و هي صالحية الشخص للقيام باألعمال القانونية على الوجه السليم و بالتالي فعندما يكون املتعاقد‬
‫كامل أهلية االداء فإن العقد يكون قابال لإلبطال اما إن انعدمت األهلية فإن العقد يكون باطال ‪.‬‬
‫و حسب ق‪.‬ل‪.‬ع فإن كل شخص أهل لاللزام و االلتزام مالم يصرح قانون أحواله الشخصية بغير‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫فاملبدأ إذن هو كمال االهلية أما فقدها أو نقصانها فيكون بمقتض ى نص قانوني ‪.‬‬
‫و على من يدعي نقصان األهلية اثبات ذلك و عند تأكد ذلك‪ .‬يكون الجزاء هو البطالن أما في حالة‬
‫نقصان االهلية فالجزاء هو اإلبطال ‪.‬‬
‫عالقة األهلية بالنظام العام‬
‫تعتبر أحكام االهلية من النظام العام و بالتالي من الواجب مراعاتها ‪،‬وهكذا و حتى إن تعهد القاصر في إطار بيع لعقار‬
‫للمشتري بعدم الطعن في هذا البيع حتى بعد بلوغ سن الرشد فإن مثل هذا التعهد يقع باطال ‪.‬‬
‫آثاره فقدان األهلية على التصرفات‬
‫نص املشرع وفق قانون األسرة بانه " ال يكون أهال ملباشرة حقوقه املدينة من كان فاقد التمييز للصغر في السن أو جنون "‬

‫حالة الصغيرعديم التمييز ‪:‬‬


‫و يعتبر كذلك كل من لم يكمل ‪ 12‬من العمر و هو يعتبر هنا عديم األهلية و هو يعتبر محجورا عليه قانونا و األمر هنا ال‬
‫يحتاج الستصدار حكم قضائي بذلك و هذا الحجر القانوني بمثابة تنبيه لتفادي التعاقد معه ‪.‬‬

‫الجنون كعارض من عوارض األهلية ‪:‬‬


‫هي الحالة التي يفقد فيها الشخص عقله وقد يكون جنونا مطبقا او متقطعا ‪،‬و التشريعات ساوت بين املجنون‬
‫وبين الصغير عديم التمييز من حيث إن كالهما فاقدا لألهلية ‪.‬‬
‫لكن الفرق بينهما هو ان الصغير غير املميز يعتبر محجورا عليه قانونا عكس املجنون الذي البد من استصدار‬
‫حكم قضائي بذلك وهو ما يسمى بالحجر القضائي‬
‫أما من حيث اآلثار فان تصرفات الصغير مالها البطالن أما تصرفات املجنون بعد تبوث الحجر عليه فتكون‬
‫قابلة لإلبطال ‪.‬‬
‫فرغم أن املدونة ساوت بين املجنون و الصغير غير املميز من حيث فقدانهما لألهلية لكن نجد أن تصرفات‬
‫الصغير غير املميز باطلة و تصرفات املجنون قابلة لإلبطال ‪.‬‬
‫هناك أيضا مساواة املجنون و السفيه من حيث اعتبار تصرفاتهما غير نافدة ‪.‬‬
‫نقصان األهلية و آثرها على التصرفات‬
‫اعتبر املشرع ان كل من بلغ سن التمييز و لم يبلغ سن الرشد و كل من بلغ سن الرشد و كان سفيها يكون ناقص األهلية ‪.‬‬

‫الصغيراملميز ‪:‬‬
‫و هو كل من تجاوز ‪ 16‬سنة و لم يبلغ ‪ 18‬و املميز مثله مثل غير املميز محجور عليهما للصغر فيخضعان للنيابة‬
‫الشرعية ‪.‬‬

‫السفيه ‪:‬‬
‫و هو املبذر ملاله فيما ال فائدة فيه وفيما يعده العقالء عبثا و هو مثل املجنون ال يحجر عليه إال قضاء ‪.‬‬
‫و تصرفاته تعتبر صحيحة إن كانت نافعة له و غير صحيحة إن كانت ضارة له ‪.‬‬

‫املعتوه ‪:‬‬
‫و هو املصاب بعاهة ذهنية تؤثر على أهليته و هو مثله مثل الصبي املميز وللمحكمة سلطة ايقاع الحجر من عدمه عليه‬
‫‪.‬‬

‫األحكام الخاصة بتصرفات ناقص األهلية‬

‫حكم التصرفات النافعة نفعا محضا ‪:‬‬


‫و هي التصرفات التي تزيد في الجانب االيجابي من الذمة املالية أو تنقص من الجانب السلبي من تلك الذمة ‪.‬‬
‫فمثل هذه التصرفات بإمكان ناقص األهلية القيام بها لوحده دون حاجة ملمثله القانوني (الوالي ‪/‬الوص ي‪/‬املقدم )‬
‫حكم التصرفات الضارة ضررا محضا ‪:‬‬
‫هنا يمنع على القاصر إجراء مثل هذه التصرفات بل حتى النائب القانوني يمنع عليه مباشرة تلك التصرفات عن‬
‫القاصر و ذلك تحت طائلة البطالن ‪.‬‬

‫التصرفات الدائرة بين النفع و الضرر‬


‫إذ هناك يحتمل أن يتكبد املتعاقد خسائرا كما قد يجني أرباحا كما في عقد البيع و هنا نميز بين حالتين ‪.‬‬

‫الحالة ‪:1‬‬
‫حيث إذا اجرى القاصر التصرف بإذن من النائب القانوني أو قام هذا النائب بتصرف لفائدة القاصر بإذن‬
‫القاض ي فمثل هذا التصرف يعتبر صحيحا و ينتج كافة آثاره القانونية ‪.‬‬

‫الحالة ‪:2‬‬
‫إذا اجرى القاصر التصرف دون إذن النائب الشرعي فان تصرفه ال يكون ملزما له و يقع قابال لإلبطال ‪.‬‬
‫و هذا اإلبطال يقرر بطلب من النائب القانوني أو بطلب من القاصر بعد بلوغ سن الرشد القانوني‬
‫و يمكن للقاصر املطالبة باإلبطال و لو كان قد احتال على املتعاقد األخر ليوهمه بأنه راشد ‪.‬‬
‫و طلب االبطال مقرر للقاصر أو ناقص األهلية و ال يمكن للمتعاقد االخر طلب ذلك ‪.‬‬
‫أيضا يمكن بخصوص التصرفات التي يبرمها القاصر أو ناقص األهلية بدون إذن يمكن تصحيحها إذا وافق عليها‬
‫النائب القانوني كما يمكن اجارة التصرف من قبل الصغير بعد بلوغه سن الرشد أو ناقص األهلية بعد رفع‬
‫الحجر عليه إذ انذاك تصبح تلك التصرفات صحيحة و ال يجوز طلب إبطالها ‪.‬‬
‫ركن املحل‬
‫حيث إن قيام أي التزام تعاقدي يفرض وجود محل لاللتزام إذ أن املحل يعتبر ركنا أساسيا لقيام العقد‬
‫وفق ما نص عليه املشرع املغربي بالفصول من ‪ 57‬تم ‪ 61‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪.‬‬
‫فمحل االلتزام هو ذلك االداء الذي يلتزم و يتهعد به املدين ملصلحة الدائن و هو إما القيام بعمل أو‬
‫االمتناع عن القيام بعمل أو نقل حق عيني ‪:‬‬

‫الشروط الواجب توفرها في املحل‬

‫أوال ‪ -‬وجود املحل أو قابلتيه للوجود ‪:‬‬


‫فإن لم يكن موجودا اعتبر العقد باطال ‪،‬كما أنه يجوز التعامل في االشياء املستقبلية ‪.‬‬
‫‪ 61‬ق‪.‬ل‪.‬ع ال يجوز التنازل عن تركة انسان على قيد الحياة و ال إجراء أي تعامل فيها أو في ش يء مما تشتمل عليه ‪.‬‬
‫و إذا كان املبدأ هو ضرورة وجود محل العقد فإن هناك استثناءات و تهم بالخصوص كل من ‪ :‬بيع السلم – بيع العقار في‬
‫طور االنجاز ‪.‬‬
‫بيع السلم ‪:‬‬
‫و هو عقد بمقتضاه يجعل أحد املتعاقدين مبلغا محددا للمتعاقد األخر الذي يلتزم من جانبه بتسليم مقدار معين من‬
‫االطعمة و غيرها من األشياء املنقولة في اجل معين ‪.‬‬

‫بيع العقارفي طوراالنجاز ‪:‬‬


‫و هو بيع لعقار موقوف على شرط االنهاء مستقبال ‪ ،‬أو هو ما يسمى بالبيع على التصميم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬أن يكون محل االلتزام ممكنا ‪:‬‬
‫إذ يبطل كل التزام يكون محله شيئا او عمال مستحيال إما بحسب طبيعته‬
‫أو بحكم القانون ‪.‬‬

‫االستحالة الطبيعية ‪:‬‬


‫و ترجع إلى طبيعة محل االلتزام إذ ال يمكن مثال التعاقد على شراء جزء‬
‫من سطح القمر او لغرض تحويل معدن النحاس إلى ذهب ‪.‬‬

‫االستحالة القانونية ‪:‬‬


‫و هي التي تتمثل في وجود مانع قانوني كالتعاقد على مخدرات أو اسلحة أو‬
‫اشياء محضورة بنص قانوني ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬أن يكون املحل مشروعا و معينا أو قابال للتعيين ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون مشروعا ‪:‬‬
‫أي أن يكون يدخل في دائرة االشياء التي ال القانون صراحة التعامل بشأن أما االشياء التي تخرج عن‬
‫دائرة التعامل فال يصح ان تكون محال لاللتزام ‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون املحل معينا أو قابال للتعيين ‪:‬‬


‫فتعيين املحل ضروري و طبيعي لوجود االلتزام لكن محل االلتزام يختلف من حالة إلى اخرى فيبيع‬
‫العقار مثال يستوجب تحديدا دقيقا‪.‬‬
‫فاألشياء القيمية يستوجب تحديدا دقيقا صفاتها التي تميزها عن غيرها (مثال قطعة ارضية)‪.‬‬
‫فاألشياء املثلية فهي التي يكون لها مقابل في السوق من تعيين النوع و املواصفات و هنا يجب تعيين‬
‫الش يء بجنسه و نوعه و مقدراه مثال بيع قنطار من القمع ‪.‬‬
‫ركن السبب ‪:‬‬
‫و يعرف السبب بأنه هو ذلك الغرض املباشر القريب الذي يرمي املتعاقد إلى بلوغه من وراء قبوله للتعاقد‪.‬‬
‫و السبب أو الباعث الدافع إلى التعاقد يختلف باختالف املتعاقدين ففي عقد البيع مثال يكون سبب التزام‬
‫البائع هو الحصول على الثمن من أجل شراء ش يء ما ‪.‬‬
‫وقد تطرق املشرع املغربي الى السبب في الفصول من ‪ 62‬الى ‪ 65‬ق‪.‬ل‪.‬ع اذ اشار إلى ضرورة وجود السبب في‬
‫االلتزامات و يجب أن يكون مشروعا غير مخالف للنظام العام أو اآلداب العامة ‪.‬‬
‫الشروط الواجب توفرها في السبب‬
‫‪ -1‬ان يكون السبب موجودا ‪:‬‬
‫إذ لصحة االلتزام البد أن يكون مبنيا على سبب و االلتزام الذي ال سبب له يعتبر باطال بقوة القانون ‪.‬‬
‫و الطرف الذي يدعي عدم وجود السبب أو عدم مشروعيته عليه أن يقيم الدليل على ذلك و إال بقي مرتبطا‬
‫بالتزامه ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون السبب مشروعا ‪:‬‬


‫و يكون السبب غير مشروع إذا كان مخالفا للنظام العام و لألخالق الحميدة او للقانون كأن يكون االداء لتسديد‬
‫الدين ناش ئ عن القمار ‪.‬‬

‫‪-3‬أن يكون السبب حقيقيا ‪:‬‬


‫أي يجب أن ال يكون كاذبا أو وهميا ‪ ،‬و األصل أن لكل التزام سبب حقيقي و مشروع إلى أن يتم اثبات عكس ذلك‬
‫‪.‬‬
‫إثبات السبب ‪:‬‬
‫نص املشرع املغربي على أنه " إذا ثبت أن السبب املذكور غير حقيقي أو غير مشروع كان على من يدعي أن لاللتزام‬
‫سبب أخر مشروع أن يقيم الدليل عليه "‪.‬‬
‫و املشرع املغربي افترض أن لكل التزام سبب حقيقي و مشروع إلى أن يثبت العكس و على من يدعي غير ذلك‬
‫إثبات و تقديم الدليل ‪.‬‬

‫ركن الشكلية ‪:‬‬


‫الشكلية هي تلك الكتابة أو التوثيق للعقد في قالب أو شكل معين القواعد العامة الفصل ‪ 489‬من ق ل ع ‪.‬‬

‫إذا كان املبيع عقارا أو حقوقا عقارية أو اشياء أخرى يمكن رهنها رهنا رسميا وجب أن يجري البيع كتابة في محرر‬
‫ثابت التاريخ و ال يكون له أثر في مواجهة الغير إال إذا سجل في الشكل املحدد قانونا ‪.‬‬

‫‪ -‬املادة ‪ 4‬من م ‪.‬ح ‪.‬ع ‪ :‬يجب ان تحرر تحت طائلة البطالن جميع التصرفات املتعلقة بنقل امللكية أو بإنشاء‬
‫الحقوق األخرى أو نقلها أو تعديلها أو اسقاطها بموجب محرر رسمي أو بمحرر ثابت التاريخ يتم تحريره‬
‫من قبل محامي ‪.‬‬
‫‪-‬املادة ‪ 12‬من قانون ‪ – 00/18‬املادة ‪ 4‬من قانون ‪ 618 – 00/51‬قانون ‪. 00/14‬‬
‫ركن التسليم في العقود العينية‪:‬‬
‫العقد العيني هو الذي يستلزم باإلضافة إلى التراض ي و أحيانا عنصر الشكلية عنصرا اخر ال يقل‬
‫أهمية وهو التسليم ‪.‬‬

‫‪-‬الرهن الحيازي‬
‫‪-‬عقد القرض‬
‫‪ -‬الوديعة‬
‫‪ -‬هبة العقار غير املحفظ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الجزاءات املترتبة عن اختالل عناصرتكوين العقد ‪:‬‬


‫وضع املشرع املغربي مجموعة جزاءات على مخالفة القواعد التي أوجبها البرام العقد و بالتالي فقد‬
‫يكون العقد باطال أو قابال لإلبطال و قد تطرق املشرع للبطالن في الباب األول و في الثاني نظم‬
‫اإلبطال ‪.‬‬
‫ماهية البطالن و حاالته ‪:‬‬
‫البطالن جزاء مدني لم يعرفه املشرع لكن عرف من قبل بعض الفقه كاملرحوم عبد الرزاق احمد السنهوري الذي عرفه‬
‫بانه " الجزاء القانوني الناجم على عدم استجماع العقد ألركانه الكاملة مستوفية لشروطها «‬

‫حاالت البطالن ‪:‬‬


‫نصت الفقرة ‪ 2‬من الفصل ‪ 306‬ق‪.‬ل‪.‬ع على أن االلتزام يكون باطال بقوة القانون ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان ينقصه أحد األركان الالزمة لقيامه ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا قرر القانون في حاالت خاصة بطالنه ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬حالة تخلف أحد أركان العقد ‪:‬‬


‫و تهم هذه اإلحالة تخلف أما ركن الرضا أو املحل أو السبب أو الشكلية أو العينية ‪،‬أيضا تعتبر باطلة كل التصرفات التي‬
‫يتم ابرامها مع فئة القاصرين عديمي التمييز و كذا املجانين ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حاالت تقرير البطالن بنص القانون ‪:‬‬


‫في بعض الحاالت و بالرغم من توفر أركان و شروط العقد فإن تلك العقود يقرر بطالنها بنص القانون و مثال ذلك ‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 870‬ق‪.‬ل‪.‬ع " بطالن عقد اشتراط الفائدة بين املسلمين "‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 61‬ق‪.‬ل‪.‬ع " بطالن التنازل عن تركة إنسان على قيد الحياة أو إجراء أي تعامل فيها"‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 485‬ق‪.‬ل‪.‬ع " بطالن بيع ملك الغير ‪:‬‬
‫* إذا لم يقره املالك‬
‫* إذا لم يكسب البائع ملكيته‬
‫مظاهرالبطالن ‪:‬‬
‫و من أهم مظاهر البطالن نجد أن ‪:‬‬
‫‪ -‬بطالن االلتزام األصلي ينتج عنه بطالن االلتزام التابع ‪:‬‬
‫حيث إن الفرع يتبع األصل ما لم يظهر العكس من القانون أو من طبيعة االلتزام ‪.‬‬
‫و االلتزام االصلي هو االلتزام الذي يقوم لذاته كالحق العيني االصلي أما االلتزام التابع فهو الذي ال يقوم بذاته و إنما يقوم‬
‫مستندا إلى سواه و ال يتصور قيامه بدون التزام أصلي كالتزام املدين في عقد الرهن فإذا كان االلتزام األصلي باطال بطل‬
‫عقد الرهن و العكس غير صحيح ‪.‬‬

‫بطالن جزء من االلتزام يبطل االلتزام كله ‪:‬‬


‫و يكون ذلك خاصة عند ارتباط أجزاء العقد ببعضها ‪.‬أما إن كانت مستقلة عن بعضها و ال تؤثرفي العقد أمكن لاللتزام أن‬
‫يبقى قائما ولو بدون الجزء الذي لحقه البطالن ‪.‬‬

‫‪-‬العقد الباطل ال يمكن إجارته و ال التصديق عليه ‪:‬‬


‫حيث إن العقد الباطل ال يصحح باإلجازة أو املصاقة عليه و السبب في ذلك أن العقد الباطل يعتبر عقدا معدوما و ال ينتج أي‬
‫اثر و بالتالي يستحيل أن يتحول العدم الى الوجود‪.‬‬
‫‪ -‬تقادم دعوى البطالن ‪:‬‬
‫العقد الباطل أيضا ال يصحح بالتقادم ألن مض ي الزمن لن يضف على العقد الباطل شيئا و لن يجعله موجودا‬
‫بمرور الزمن لكن يمكن القول بأن الدعوى هي التي تتقادم اذ حسب الفصل ‪ 387‬ق‪.‬ل‪.‬ع كل الدعاوى‬
‫الناشئة عن االلتزام تتقادم ب‪ 15‬سنة فيما عدا االستثناءات الواردة فيما بعد و االستثناءات التي يقض ي بها‬
‫القانون في حاالت خاصة ‪.‬‬

‫أثار البطالن ‪:‬‬


‫عند بطالن العقد فان هذا األخير ال ينتج أي أثر إال استرداد ما دفع بغير حق تنفيذا له‪.‬‬

‫آثارالبطالن بين املتعاقدين ‪:‬‬


‫قلنا أن العقد الباطل هو عقد غير موجود و منعدم ‪،‬و بالتالي فانه ال ينتج اي آثار بين اطرافه و هكذا مثال فإن‬
‫عقد بيع العقار الذي يستوجب الشكلية و لم يتم احترامها رغم أن املشتري دفع جزءا من الثمن و ثم ابرام‬
‫عقد ابتدائي بعقد عرفي فهنا األمر يستوجب استرداد ما دفع من قبل املشتري و إذا استحال رد املتعاقدين‬
‫إلى الحالة التي كانا عليها قبل التعاقد فإنه يحق للمتضرر مراجعة املحكمة للمطالبة بتعويض عادل أو‬
‫املطالبة بما قدمه تنفيذا للعقد الباطل ‪.‬‬

‫آثارالبطالن بالسبة للغير‪:‬‬


‫إن آثار البطالن التسري فقط بالنسبة للمتعاقدين و إنما أيضا الغير الذي اكتسب حقا بمقتض ى العقد املقرر‬
‫بطالنه ‪.‬‬
‫الحاالت االستثنائية للبطالن‪:‬‬

‫عدم تأثير البطالن على الحقوق املكتسبة للغير حسن النية في العقار فالحقوق العينية املكتسبة‬
‫للغير حسن النية ال تتأثر بمبدأ رجعية آثار البطالن ‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم سريان آثارالبطالن على عقد الزواج الفاسد ‪.‬‬


‫عند بطالن أو فساد الزواج ينتهي الزواج بمجرد االطالع على سبب الفساد أو البطالن لكن آثار‬
‫انفصال الزوجين ال تسري على األوالد الذين ولدوا في إطار هذه العالقة فهم يبقوا أبناء شرعيون‬
‫ينسبون لوالدتهم و يستحقون اإلرث ‪.‬‬
‫اإلبطال‪:‬‬
‫نتحدث عن اإلبطال في الحالة التي يكتمل وجود العقد و تتوافر أركانه ‪ ،‬غير أنه فقد شرطا من‬
‫شروط صحة ركن الرضا كالغلط أو التدليس أو االكراه أو الغبن ‪.‬‬

‫حاالت اإلبطال ‪:‬‬


‫من بين حاالت اإلبطال هناك حالة اإلبطال لنقصان أهلية أحد املتعاقدين ثم هناك حالة وجود عيب‬
‫بالرضا ثم أخيرا االبطال بنص قانوني ‪.‬‬

‫‪-‬اإلبطال لنقصان أهلية أحد املتعاقدين ‪:‬‬


‫و يهم هذا األمر املتعلق باإلبطال للعقد بسبب نقصان األهلية سواء حالة النقصان الراجع لعامل‬
‫السن كما هو أمر الصغير املميز أو كان النقصان راجعا لسوء التدبير كحالة السفيه املبدر للمال‬
‫في غير مقتض ى العقل‪ ،‬وبالتالي فإن باع القاصر أو السفيه عقارا فهذا العقد يعتبر قابال لإلبطال ‪.‬‬

‫‪-‬اإلبطال لتعيب ارادة املتعاقدين بعيب من عيوب الرضا ‪:‬‬


‫كالغلط و التدليس و الغبن و االكراه و املرض و الحاالت املشابهة و هنا يجب إثبات العيب‪.‬‬
‫اإلبطال بمقتض ى نص قانوني ‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 54‬ق‪.‬ل‪.‬ع الذي نص على حالة املرض و الحاالت املشابهة ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 1085‬ق‪.‬ل‪.‬ع بطالن إجراءات القسمة إذا اجريت دون حضور دائني الشركة‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 485‬بيع ملك الغير اإلبطال ‪.‬‬
‫‪ 1173 -‬رهن ملك الغير ‪.‬‬

‫مظاهراإلبطال ‪:‬‬
‫‪ -‬املظاهرالتي ينفرد بها اإلبطال ‪:‬‬
‫العقد القابل لإلبطال تلحقه اإلجازة و التصديق ‪:‬‬
‫وذلك باعتبار العقد القابل لإلبطال هو عقد صحيح في أصله يتوفر عناصر وجوده لكن تلحقه عيوب‬
‫و نقائص يمكن تداركها باإلجازة واملوافقة عليها ‪.‬‬
‫و اإلجازة معناها النزول عن حق طلب اإلبطال ممن يتقرر هذا الحق لصالحه ‪.‬‬
‫و هذه اإلجازة إما إن تكون اجازة صريحة أو إجازة ضمنية حيث إن من يقرر اإلبطال ملصلحته قد‬
‫تنصرف ارادته إلى انقاد العقد باإلجازة أو املصادقة ‪.‬‬
‫شروط اإلجازة للعقد القابل لإلبطال ‪:‬‬
‫‪ -‬إن يتم تدوين بنود اإلجازة في محرر كتابي ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشارة إلى بيان جوهر االلتزام و سبب القابلية لإلبطال ‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه نية املتعاقد املتضرر إلى الرغبة في إصالح العيب املوجب لإلبطال ‪.‬‬

‫آثاراإلجازة للعقد القابل لإلبطال ‪:‬‬


‫أهم أثر لإلجازة هو أنها بمثابة تطهير للعقد من األسباب املوجبة لإلبطال و تساهم في تصحيح العقد‬
‫من العيوب التي كانت عالقة به‬
‫كما أن إجازة العقد يتم بموجبه التنازل عن طلب اإلبطال و الدفوع التي كان يمكن التمسك بها ضد‬
‫التصرف القابل لإلبطال‪.‬‬
‫و مفعول اإلجازة يجب أن يسري العقد القابل لإلبطال بإثر رجعي يمتد إلى تاريخ إبرام العقد بين‬
‫املتعاقدين ‪.‬‬
‫القابلية لإلبطال يصححها التقادم فتسقط به دعوى اإلبطال ‪.‬‬
‫وفق الفصل ‪ 311‬ق‪.‬ل‪.‬ع فإن سقوط الحق في التمسك بالقابلية لإلبطال بمرور مدة سنة واحدة وإذا‬
‫لم يتمسك به و انقضت مدة السنة تصحح اإلبطال واستقر العقد و تقادمت الدعوى و هذه املدة‬
‫تختلف بحسب األحوال ‪:‬‬
‫‪ -‬ففي حالة اإلكراه يبدأ سريان مدة التقادم من يوم زوال االكراه ‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة الغلط والتدليس يبدأ من يوم اكتشافه ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لتصرفات القاصرين ال يبدأ اجل السنة إال من يوم بلوغهم سن الرشد ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للتصرفات املبرمة من املحجور عليهم و ناقص ي األهلية ال يبدأ إال من يوم رفع الحجر عنهم ‪.‬‬

‫العقد القابل لإلبطال يتوقف على حكم أو اتفاق ‪:‬‬


‫فالعقد ال يبطل إال إذا لجأ صاحب املصلحة إلى القضاء و حصل على حكم بهذا الشأن و إذا صدر‬
‫حكم عن القضاء فانه يعتبر منشأ لإلبطال و ليس كاشفا له فقط كما هو الشأن بالنسبة للحكم‬
‫الذي يقرر بطالن العقد الباطل إذ هو يكشف عن البطالن و ال ينشئه ‪.‬‬
‫القابلية لإلبطال مقررة ملن شرعت له ‪:‬‬
‫إن حق التمسك بإبطال العقد يكون ملن شرع اإلبطال ملصلحته كما ينتقل إلى الورثة (الخلف العام ) ‪.‬‬
‫أيضا املحكمة ال تقرر من تلقاء نفسها إبطال العقد ألنه ليس من النظام العام و هذا عكس البطالن‬
‫الذي تثيره املحكمة من تلقاء نفسها ألن له عالقة بالنظام العام ‪.‬‬

‫املظاهرالتي يشترك فيها البطالن و اإلبطال‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬إبطال جزء من العقد يبطل العقد برمته كأصل ‪:‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تأثير البطالن و اإلبطال على االلتزامات األصلية و التبعية ‪.‬‬

‫آثاراإلبطال ‪:‬‬
‫في العقد الذي يتقرر إبطاله على املتعاقد البائع أن يرد الثمن الذي تسلمه و على املشتري رد عين‬
‫الش يء املبيع ‪.‬‬
‫وهكذا نص املشرع على أنه يترتب على إبطال االلتزام وجوب إعادة املتعاقدين إلى نفس و مثل الحالة‬
‫التي كانا عليها وقت نشأته و التزام كل منهما بان يرد لألخر كل ما اخذه بمقتض ى أو نتيجة العقد‬
‫الذي تقرر إبطاله‪.‬‬
‫الفسخ كجزاء لإلخالل ببنود العقد ‪:‬‬

‫يعتبر الفسخ جزاء مدنيا يترتب عن نتيجة عدم قيام أحد طرفي العقد بتنفيذ التزامه املنوط إليه في‬
‫العقد ‪.‬‬
‫فهو يهدف لوضع حد للعالقة العقدية عندما يحصل إخالل بمقتض ى االتفاق الرابط بين املتعاقدين ‪:‬‬

‫أنواع الفسخ ‪:‬‬


‫‪ -‬قضائي –‬ ‫قانوني‬
‫اتفاقي ‪.‬‬
‫الفسخ اإلتفاقي ‪:‬‬

‫يجوز للمتعاقدين إدراج‬ ‫الفسخ القضائي ‪:‬‬ ‫الفسخ القانوني ‪:‬‬


‫مجموعة من الشروط و‬
‫في حالة ما إذا قام أحد‬ ‫في الحالة التي يتخلف فيها‬ ‫و املشرع اشترط مجموعة‬
‫األطراف باإلخالل بهذه‬ ‫أحد املتعاقدين عن تنفيذ‬ ‫من الشروط لكي يتحقق‬
‫الشروط يؤدي إلى فسخ‬ ‫التزامه فإنه يحق للطرف‬ ‫الفسخ بقوة القانون يمكن‬
‫العقد ‪.‬‬ ‫الثاني الخيار إما بين تنفيذ‬ ‫اجمالها في اآلتي‪:‬‬
‫العقد و إما طلب الفسخ مع‬ ‫‪ -‬أن يتعلق األمر بعقود‬
‫فقد يتفق املتعاقدان على أن‬
‫إنذار املدين من قبل ‪.‬‬ ‫ملزمة لجانبين ‪.‬‬
‫يكون العقد مفسوخا إذا‬
‫فهنا يمكن للقاض ي‬ ‫‪ -‬أن تصبح التزامات أحد‬
‫لم يقم أحد املتعاقدين‬
‫االستجابة لطلب الفسخ مع‬ ‫األطراف مستحيلة‬
‫بتنفيذ التزامه أو يتفقا‬
‫الحكم أيضا لفائدة املتضرر‬ ‫استحالة مطلقة ‪.‬‬
‫على أن يكون العقد‬
‫بالتعويض إن اقتض ى الحال‬ ‫‪ -‬أن تكون االستحالة‬
‫مفسوخا من تلقاء نفسه‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ناشئة بعد إبرام العقد أو‬
‫دون الحاجة إلى حكم أو‬
‫أثناء تنفيذه‪.‬‬
‫إنذار‪.‬‬
‫آثار فسخ العقد‬
‫اليمكن تقرير الفسخ إال بعد استكمال العقد ألركانه ولشروطه وهو نتيجة لعدم التنفيذ وفسخ‬
‫العقد ينتج آثارا بين املتعاقدين وآثارا اتجاه الغير ‪.‬‬
‫آثار الفسخ بين املتعاقدين ‪:‬‬
‫وطلب الفسخ مقرر لكل من الدائن واملدين فالدائن يمكنه التنازل عن الفسخ ويطلب التنفيذ ‪ ،‬وهنا‬
‫القاض ي ال يمكنه الحكم بالفسخ ‪ ،‬واملدين أيضا عند رفع دعوى الفسخ يمكنه تفاديها بتنفيذ‬
‫العقد وهنا ال يبقى للقاض ي إال الحكم بالتعويض للدائن ‪ ،‬وبالتالي فالتعويض يعتبر أيضا جزاء‬
‫مدنيا عند اإلخالل بالعقد ‪.‬‬

‫آثار الفسخ بالنسبة للغير‬


‫آثار فسخ العقد ال تنحصر فقط على املتعاقدين وإنما تشمل أيضا الغير وبالتالي فاألشياء التي‬
‫انتقلت للغير يمكن ردها إن أمكن وهنا نميز بين ما إذا كان هذا الغير يمكن حسن النية أو سيئها‬
‫فمثال عندما يبادر هذا الغير الذي اشترى عقارا إلى تقييده عن حسن نية تم تبين فيما بعد أن‬
‫العقد األصلي مفسوخا فهنا ال يمكن مواجهة الغير حسن بكون العقد مفسوخا ‪ ،‬ونفس األمر‬
‫يقال أيضا بالنسبة للمنقول حيث إن الحيازة للمنقول هي سند امللكية ‪.‬‬
‫وبمفهوم املخالفة فإن س يء النية سواء في العقار أو املنقول محكوم بإرجاع األشياء إلى مالكها ‪.‬‬
‫مبدأ األثرالنسبي للعقد واالستتناءات الواردة عليه‬

‫ينص الفصل ‪ 228‬ق‪.‬ل‪.‬ع على أن االلتزامات ال تلزم إال من كان طرفا في العقد فهي ال تضر للغير وال‬
‫تنفعهم إال في الحاالت املذكورة في القانون فالقاعدة العامة هي أن آثار العقد تنحصر في األطراف‬
‫املنشئة للعقد وفي هذا املعنى يقول الفقيه كاربونييه بان الفطرة السليمة لإلنسان و مبدأ‬
‫االستقالل الفردي يتطلبان أن ينشغل كل فرد بما صنعت يداه و أن ال يهتم بشؤون الغير ‪.‬‬
‫لكن و إن كان هذا هو املبدأ فإن هناك حاالت يفرض فيها املنطق و العدالة انتقال آثار العقد الذي‬
‫ابرمه السلف إلى خلفه سواء كان هذا الخلف من الورثة أو ممن له الحق في االستفادة شرعا بجزء‬
‫من أموال التركة العائدة للهالك ‪.‬‬
‫وهكذا نستخلص على أن تحديد املركز القانوني ألطراف العالقة التعاقدية يفرض علينا التمييز‬
‫بين مركزين ‪:‬‬
‫‪ -‬حيث إن الشخص إما أن يكون أجنبيا عن العالقة العقدية وهنا يحتل ويتصف بصفة الغير في‬
‫العقد ‪.‬‬
‫‪ -‬و إما أن يكون شخصا معنيا بهذه الرابطة فيعتبر أنذاك طرفا في العقد‪.‬‬
‫من هو الطرف و من هو الغير في العقد؟‬
‫الطرف في العقد ‪:‬‬
‫هو كل من شارك في إبرام العقد سواء بشخصه أو بواسطة ممثله أو بتعبير أكثر‬
‫وضوحا هو من يتمتع باالمتيازات الخاصة به كطرف في العقد ‪.‬‬
‫و يبقى مفهوم الطرف مع ذلك غامضا وواسع املدلول إذ يختلف بإختالف مراحل العقد‬
‫(مرحلة التكوين‪ -‬مرحلة التنفيذ ) فالطرف في مرحلة التكوين ليس هو في مرحلة‬
‫التنفيذ ‪.‬‬

‫معايير تحديد مفهوم الطرف املتعاقد في العقد ‪:‬‬


‫‪ -1‬املعياراملوضوعي املتعلق باالرادة كمحدد للطرف في العقد ‪:‬‬
‫حيث إن الشخص ال يعتبر متعاقدا بنفسه و ملتزما قانونا تجاه غيره إال إذا عبر صراحة‬
‫أو ضمنا عن ارادته في االلتزام حيث توفر الرضا الذي يعد الركن األساس ي في العملية‬
‫التعاقدية ‪.‬‬
‫‪ -2‬املعيارالشكلي املتعلق بالكتابة كمحدد للطرف في العقد ‪:‬‬
‫و هذا املعيار يهم نوعا معينا من العقود هو عقد التحكيم إذ اشترط املشرع املغربي العتبار الشخص طرفا‬
‫في عقد التحكيم أن تكون ارادته مكتوبة فالكتابة تعد شرطا لوجود االتفاق ال التباته فضال على ان‬
‫يكون االتفاق موقعا عليه من جانب األطراف ‪.‬‬

‫‪ -3‬معيار تقابل املصالح كمحدد للطرف في العقد ‪:‬‬


‫فالعقد هو نتيجة الختالف حاجات و مصالح املتعاقدين فنكون أمام تعارض أو تقابل ملصالح أطراف‬
‫العملية التعاقدية و بالتالي فالطرف في العقد ليس فقط هو الذي يسري عليه اثر العقد و إنما هو من‬
‫يعبر العقد عن مصلحة ذاتية له ‪.‬‬
‫لكن هذا املوقف الفقهي تعرض ملجموعة انتقادات سيما في ضوء ظهور أنواع جديدة من العقود‪.‬‬
‫و هكذا فالطرف يتخذ مجموعة تعاريف بحسب وروده في النصوص التشريعية املختلفة فالطرف هو من‬
‫يصدر عنه الرضا أو هو من كان ضحية اإلكراه أو من صدر عنه اإلكراه أو هو من يقع منه الغلط أو‬
‫يعلم بالغلط أو يقصد بالطرف من له اهلية التعاقد ‪ ،‬أو هو من يكون سبب التزامه هو التزام الطرف‬
‫األخر أو كذلك هو من يلتزم بالقيام بعمل او االمتناع عن عمل أو بإعطاء ش يء معين‪.‬‬
‫مفهوم الغيرعن العقد ‪:‬‬
‫وفق النظرية التقليدية فالغير عن العقد هو كل من كان أجنبيا عن شريعة املتعاقدين ‪.‬‬
‫لكن هذا التعريف لم يبق صامدا بفعل التطورات التي عرفتها نظرية العقد سيما في ضوء ما أصبح‬
‫يعرف باملجموعات العقدية عندما يكون العقد مرتبطا بعقود أخرى أو ما يعرف بالسلسلة‬
‫العقدية ‪.‬‬

‫املجموعة العقدية ‪:‬‬


‫وهي التي ترتبط فيها مجموعة من العقود مع بعضها البعض إذ يكون من الصعب استقالل عقد منها‬
‫عن باقي العقود األخرى ‪.‬‬
‫و تقسم هذه املجموعة العقدية إلى نوعين ‪:‬‬

‫* السلسلة العقدية ‪:‬‬


‫و هي مجموعة عقود تتوحد فيما بينها من حيث املحل كالبيوعات التي تنصب على منقول أو عقار فما‬
‫يجمع بين تلك العقود هو موضوع املعاملة ‪.‬‬
‫من مظاهر السلسلة العقدية أيضا نجد هناك عقد املقاولة من الباطن حيث يسند املدين انجاز‬
‫العمل لشخص أخر و هكذا ‪.‬‬
‫‪ ‬التجمع العقدي ‪:‬‬
‫و هووو التجمووع الووذي يتكووون بواسووطة شووخص يقوووم بوودور رئيس و ي فيووه و موون أهووم هووذه التجمعووات‬
‫العقدية هناك االئتمان االيجاري أو الليزنج إذ ينشأ هذا العقد من خالل عالقة ثالثية و ليس ثنائية ‪.‬‬
‫و هكووذا فووإن الطوورف فووي املجموعووة العقديووة ال يعتبوور غي ورا بالنسووبة ألي عقوود موون العقووود املكونووة‬
‫للمجموعووة العقديووة و إن لووم يكوون طرفووا مباشورا ‪ ،‬و بالتووالي يمكنووه مواجهووة اي طوورف أخوور فووي املجموعووة‬
‫العقدية و لو لم يكن هوو الطورف املتعاقود معوه مباشورة وفوق قواعود املسوؤولية العقديوة حالوة االخوالل‬
‫بالعقد و بالتالي فتحديدنا ملفهوم الغير في املجموعة العقدية ‪.‬‬
‫يختلوف عوون ذاك التحديوود التقليوودي لوونفس املفهوووم فوي ضوول العقوود البسوويط أو املنفوورد ‪ ،‬و بووذلك‬
‫ال يمكن أن نقول بأن الغير في املجموعة العقدية هو ذلك األجنبي تماما عن املجموعة العقدية ‪.‬‬
‫و هكووذا ففووي ظوول النظريووة الكالسوويكية يمكوون اعتبووار كوول موون املقوواول موون البوواطن غي ورا بالنسووبة‬
‫للعقوود الووذي جمووع بووين املقوواول األصوولي و رب العموول ‪ ،‬كووذلك املكتووري الفرعووي يعتبوور غيوور عوون عقوود الكوراء‬
‫األصلي الذي جمع بين املكري األصلي و هكذا ‪.‬‬
‫لك وون بالنس ووبة للنظري ووة الحديث ووة و ف ووي ض وووء املجموع ووة العقدي ووة ك وول ه ووؤالء يعتب وورون أطراف ووا ف ووي‬
‫املجموعووة العقديووة أمووا الغيوور بالنسووبة لهووا فهووو كوول موون لووم يكوون طرفووا فووي عقوود موون العقووود املكونووة لهووذه‬
‫املجموعة العقدية و ال ممثال فيها ‪ ،‬و بالتالي فإن صفة الغير تنتفي عنهم ‪.‬‬
‫و هكووذا نسووتخلص بووان النظريووة الحديثووة قوود ضوويقت موون مفهوووم الغيوور فووي مقابوول توسوويع مفهوووم‬
‫الطرف في إطار النظرية العقدية ‪.‬‬
‫أثار العقد بالنسبة بالنسبة لألشخاص ‪:‬‬

‫آثارالعقد بالنسبة للخلف العام‬


‫يقصد بالخلف العام كل من يخلف سلفه في مجموع التركة أو في جزء منها و هذا ما يتحقق‬
‫بالنسبة للوارث الوحيد أو املشترك مع غيره كما يدخل املوص ى له ضمن فئة الخلف العام‬
‫‪.‬‬
‫و هكذا نجد الفصل ‪ 229‬ق‪.‬ل‪.‬ع أشار إلى تأثر الخلف بتصرفات سلفه حيث نص على ما يلي ‪.‬‬
‫تنتج االلتزامات أثرها ال بين املتعاقدين فقط و لكن أيضا بين ورثتهما مالم يكن العكس‬
‫مصرحا به و ناتجا عن طبيعة االلتزام أو عن القانون ‪ ،‬و مع ذلك فالورثة ال يلتزمون إال في‬
‫حدود أموال التركة و بنسبة مناب كل واحد منهم و إذا رفض الورثة التركة لم يجبروا على‬
‫قبولها و ال على تحمل ديونها و في هذه الحالة ليس للدائنين إال أن يباشروا ضد التركة‬
‫حقوقهم‬
‫و هكذا فإن املشرع املغربي جعل الورثة ملزملين في حدود الحصص اإلرثية التي يستحقونها و‬
‫من جهة اخرى جعل استحقاق اإلرث مسألة اختيارية يجوز التنازل عنها باختيار الورثة‪.‬‬
‫و هكذا فإذا كانت القاعدة العامة هي تأثر الخلف العام بالعقود التي يبرمها السلف بحيث‬
‫يستفيد من مختلفات العقود التي ابرمها سلفه و كذا الدعاوى الناشئة عن اإلخالل بهذه‬
‫العقود إال غن هناك استثناءات ال يتأثر فيها الخلف العام بالتصرفات التي يقوم بها سلفه و قد‬
‫حدد الفصل ‪ 3‬حاالت لعدم سريان آثار العقد في حق الخلف العام و هي ‪:‬‬

‫حالة االتفاق الصريح على استعاد الخلف العام من التأثر بآثار العقد‬
‫حيث إن العقد شريعة املتعاقدين كاتفاق شركة التأمين مع املؤمن له على عدم سريان‬
‫آثار العقد للخلف العام ‪.‬‬

‫‪ -‬حالة ما إذا كانت طبيعة آثارالعقد تأبى االنتقال إلى الخلف العام‬
‫و هذا األمر يتحقق عندما يتعلق األمر بالعقود ذات االعتبار الشخص ي كعقود التطبيب و‬
‫الهندسة و املقاولة إذ هذه العقود تنتهي بموت الطبيب واملهندس و املقاول لتعذر انتقال هذه‬
‫االلتزامات إلى خلفهم العام ‪.‬‬
‫‪ -‬حالة وجود نص قانوني يقض ى بعدم انصراف أثر العقد للخلف العام ‪:‬‬
‫‪ -‬و مثال ذلك ما نص عليه الفصل ‪ 344‬ق‪.‬ل‪.‬ع من عدم صالحية اإلبراء‬
‫الحاصل من املريض مرض املوت ألخد الورثة من كل أو بعض ما هو‬
‫مستحق عليه إال إذا أقره باقي الورثة ‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك انتهاء عقد الشركة بموت احد الشركاء الفصل ‪ 1051‬ق‪.‬ل ‪ .‬ع‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك انتهاء عقد الوكالة بموت الوكيل ‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك انتهاء عقد حق االنتفاع بموت املنتفع ‪.....‬الخ ‪.‬‬

‫اثر العقد بالنسبة للخلف الخاص ‪:‬‬


‫الخلف الخاص هو الذي يخلف سلفه في ش يء معين بالذات سواء كان‬
‫منقوال أو عقارا أو حقا شخصيا كان السلف دائنا به من قبل ‪.‬‬
‫فاملشتري ‪:‬‬
‫يعتبر خلفا خاصا للبائع بخصوص محل البيع ( منقول أو عقار)‪.‬‬
‫املوهوب له ‪:‬‬
‫أيضا يعتبر خلفا خاصا للواهب بخصوص الش يء املوهوب ‪.‬‬
‫املوص ى له ‪:‬‬
‫إذا كان محل الوصية عينا معينة بذاتها ‪.‬‬
‫املحال له ‪:‬‬
‫يعتبر خلفا خاصا للمحيل ‪.‬‬
‫فما مدى تأثر الخلف الخاص بالتصرفات التي أجراها سلفه بخصوص الش يء أو املحل موضوع‬
‫االستخالف ‪.‬‬
‫و هكذا مثال قد نجد عقارا مثقال برهن أو حق ارتفاق أو حق انتفاع حيث تنتقل امللكية للخلف‬
‫الخاص و هي مرتبطة بهذه ‪.‬‬
‫الحقوق العينية العقارية يشترط أن يكون الخلف عاملا بالوضعية القانونية للعقار قبل إبرام التصرف‬
‫متى كان العقد ملزما لجانبين إما إن كان العقد ملزما لجانب واحد أو من قبيل التبرعات فال يشترط‬
‫هذا العلم لكون املستفيد يأخذ من غير مقابل ‪.‬‬
‫االستثناءات الواردة على مبدأ األثرالنسبي للعقد‪:‬‬

‫‪ -1‬االستثناءات املقررة بنص القانون ‪:‬‬


‫و هناك حاالت كثيرة في هذا الشأن و أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬تأثر املالك الجديد للعقار املكترى فيما يتعلق بالحقوق و االلتزامات الناشئة عن‬
‫عقد الكراء بين املكترى و املالك القديم للعقار املبيع (‪ 694‬ق‪.‬ل‪.‬ع)‬
‫‪ -‬حالة تغير املركز القانوني لرب العمل بسبب البيع إذ جميع عقود العمل الجارية‬
‫يوم حصول هذا التغيير تستمر بين املالك الجديد للمشروع و بين عماله‬
‫ومستخدميه (‪ 754‬ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫‪ -‬حالة بيع السيارة املشمولة بالتأمين حيث ينتقل التأمين للمشتري الجديد ما لم يتم‬
‫تغيير الورقة الرمادية‪.‬‬
‫‪- 2‬االستثناءات الناجمة عن طبيعة التصرف ‪:‬‬
‫وهكذا فقد يتأثر الخلف الخاص بتصرفات سلفه إذا كانت طبيعة هذه‬
‫التصرفات تفرض انتقالها إلى الخلف و مثال ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬استفادة املشتري من رخص البناء التي سبق إن حصل عليها السلف ‪.‬‬
‫‪ -‬استفادة املشتري أيضا من دعوى الضمان و االستحقاق التي كانت من‬
‫حق سلفه‪.‬‬
‫آثار العقد بالنسبة للدائنين ‪:‬‬
‫إذا كان كل من الخلف العام و الخلف الخاص يتأثران بصورة مباشرة من‬
‫تصرفات سلفهم فإن الدائنين ال يتأثرون بالعقود التي يبرمها املدين إال بكيفية‬
‫غير مباشرة و ذلك ألنهم يعتبرون غيرا بخصوص هذه التصرفات لكن‬
‫ارتباطهم باملدين بمقتض ى عالقة املديونية يجعلهم يتأثرون بتصرفات مدينهم‬
‫سلبا أو ايجابا حيث إن تصرفات املدين إما أن تزيد في الجانب االيجابي للذمة‬
‫املالية ‪ ،‬و إما أنها قد تضعف من هذا الجانب االيجابي للذمة املالية و التي‬
‫تعتبر بمثابة ضمان عام لحقوق الدائنين (‪ 1241‬ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫االستثناءات الواردة على املبدأ األثر النسبي للعقد‪:‬‬

‫إذا كان املبدأ يقض ي بأن آثار العقد ال تسري إال بالنسبة ألطرافه وهذا‬
‫هو ما يسمى باألثر النسبي للعقد لكن مبدا النسبية هذا ال يمنع من‬
‫امكانية إبرام عقود ملصلحة الغير و الذي قد يصبح جراء ذلك طرفا فيها ‪،‬‬
‫و من هذه العقود نجد على الخصوص ‪:‬‬
‫االشتراط ملصلحة الغير الذي يعتبر من أهم االستثناءات التي أوردها‬
‫التشريع املغربي و املقارن على مبدأ االثر النسبي للعقد‬
‫إضافة إلى استثناء اخر ال يقل أهمية عن سابقه وهو التعهد عن‬
‫الغير ‪.‬‬
‫االشتراط ملصلحة الغير‪:‬‬

‫االشتراط عقد طرفاه املتعهد و املشترط يلتزم بمقتضاه الطرف األول في‬
‫مواجهة الثاني بأن يقوم بأداء مصلحة لشخص ثالث يسمى املستفيد أو املنتفع أو‬
‫املشترط ملصلحته ‪.‬‬
‫و لذلك يقال بأن لالشتراط ملصلحة الغير ثنائية التكوين ثالثية األثر و قد‬
‫نص املشرع املغربي على مسألة االشتراط ملصلحة الغير من خالل الفصلين ‪33:‬‬
‫و‪ 34‬من ق ل ع ‪.‬‬
‫واالشتراط ملصلحة الغير ينتج أثره مباشرة ملصلحة الغير و يكون لهذا الغير‬
‫الحق في أن يطلب باسمه من الواعد تنفيذه ‪ ،‬و ذلك ما لم يمنع العقد مباشرته‬
‫لهذه الدعوى أو علقت مباشرتها على شروط ‪.‬‬
‫و يعتبر االشتراط كان لم يكن إذا رفضه الغير الذي عقد االشتراط ملصلحته و‬
‫هنا يجب عليه إبالغ الواعد بهذا الرفض ‪.‬‬
‫شروط االشتراط ملصلحة الغير‪:‬‬
‫‪ -‬مصلحة املشترط ‪:‬‬
‫حيث إن االشتراط ملصلحة الغير يفترض أن تكون للمشترط مصلحة شخصية في العملية إضافة إلى وجود التزام الواعد‬
‫تجاه املستفيد ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مصلحة املشترط ‪.‬‬
‫و هذه املصلحة هي الحافز للتعبير عن االرادة حيث ال ارادة بدون مصلحة و تبقى مصلحة املشترط مسألة واقعية يعود‬
‫تقديرها إلى السلطة التقديرية للقاض ي و ليس ضروريا أن تكون املصلحة مباشرة فقد تكون مصلحة ادبية فقط‪.‬‬
‫أيضا يجب أن تكون هذه املصلحة مشروعة إما إن كانت غير ذلك فاالتفاق هنا باطل كما لو كانت املنفعة املشترطة‬
‫للغير هدفها ضمان استمرار عالقة غير مشروعة أو دفع الغير الرتكاب أفعال جرمية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬وجود عقد بين املشترط و الواعد ‪.‬‬


‫رغم عدم ضرورة أن يكون االشتراط ملصلحة الغير مرتبط بعقد أصلي يبقى أساسه عقديا ‪ ،‬إذ ال بد من عقد يربط بين‬
‫كل من املشترط و الواعد تتوفر فيه جميع األركان و الشروط املتطلبة في العقد ‪.‬‬
‫كما أنه ليس جميع العقود التي تفيد الغير تعتبر اشتراطا ملصلحة الغير و إنما أساس االشتراط ملصلحة الغير هو ارادة‬
‫املشترط و املتعهد التي يفرغانها في عقد يشترطان بموجبه ملصلحة الغير ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬قبول الغيراملستفيد ليس دائما شرطا لوجود حقه ‪.‬‬


‫إن املستفيد يعتبر أجنبيا عن العقد األصلي ‪ ،‬لكن رضاه ال يعتبر شرطا لصحة عقد االشتراط ملصلحته ‪ ،‬و قبول‬
‫املستفيد هو تعزيزي فقط و يسري بأثر رجعي لكن ذلك يبقى مقرونا بعدم تراجع املشترط عن اشتراطه ملصلحة الغير ‪.‬‬
‫و يبقى عقد التامين من أهم مظاهر عقد االشتراط ملصلحة الغير حيث إنه و إن كان مبدأ األثر النسبي يقض ي بعدم‬
‫سريان آثار العقد على الغير وفق املفهوم التقليدي لكن ليس هناك ما يمنع من استفادة الغير من عقد لم يكن طرفا فيه ‪،‬‬
‫أما العقد الذي يمكن أن يتضرر منه فال تسري عليه آثاره‪.‬‬
‫‪- 2‬االستثناءات الناجمة عن طبيعة التصرف ‪:‬‬
‫و هكذا فقد يتأثر الخلف الخاص بتصرفات سلفه إذا كانت طبيعة هذه‬
‫التصرفات تفرض انتقالها إلى الخلف و مثال ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬استفادة املشتري من رخص البناء التي سبق أن حصل عليها السلف ‪.‬‬
‫‪ -‬استفادة املشتري أيضا من دعوى الضمان و االستحقاق التي كانت من‬
‫حق سلفه‪.‬‬
‫آثار العقد بالنسبة للدائنين ‪:‬‬
‫إذا كان كل من الخلف العام و الخلف الخاص يتأثران بصورة مباشرة‬
‫من تصرفات سلفهم فإن الدائنين ال يتأثرون بالعقود التي يبرمها املدين إال‬
‫بكيفية غير مباشرة و ذلك ألنهم يعتبرون غيرا بخصوص هذه التصرفات‬
‫لكن ارتباطهم باملدين بمقتض ى عالقة املديونية يجعلهم يتأثرون بتصرفات‬
‫مدينهم سلبا أو ايجابا حيث إن تصرفات املدين إما أن تزيد في الجانب‬
‫االيجابي للذمة املالية ‪ ،‬و إما أنها قد تضعف من هذا الجانب االيجابي للذمة‬
‫املالية و التي تعتبر بمثابة ضمان عام لحقوق الدائنين (‪ 1241‬ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬
‫الشروط املتعلقة بشخص الغيراملستفيد ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬حالة عدم تحديد الغيراملستفيد ‪.‬‬


‫يمكن القول بان النادر هو االشتراط ملصلحة شخص غير محدد بل على األقل يجب‬
‫أن يكون قابال للتحديد ‪ ،‬لكن حتى غياب تحديد الغير املستفيد من االشتراط ال‬
‫يعني عدم صحة هذا العقد مادام أن الغير سيتم تحديده ابان انتاج االشتراط‬
‫ملصلحة الغير آثاره القانونية و بالتالي فالتحديد العام و املجرد للغير املستفيد‬
‫يعتبر كافيا ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحالة التي يكون فيها الغيراملستفيد غير معلوم الحال‬


‫و هكذا ثم اعتبار االشتراط ملصلحة الغير الذي سيولد مستقبال صحيحا و يكفي أن‬
‫يكون الولد مولودا في الوقت الذي ينتج فيه االشتراط اثره كما يمكن االشتراط‬
‫ملصلحة الدور و الجمعيات و لو لم تكن موجودة و إنما فقط في طور التأسيس ‪.‬‬
‫أحكام االشتراط ملصلحة الغير‪:‬‬
‫‪ -1‬العالقة بين املشترط و املتعهد ‪:‬‬
‫إذ يمكن للمشترط مقاضاة املتعهد بدعوى عدم التنفيذ ملا اشترطه ملصلحة الغير املستفيد ‪ ،‬كما‬
‫بإمكانه تعويضه شخصيا عن تضرره من عدم التنفيذ ‪.‬‬
‫لكن يمكن للمستفيد املطالبة لوحده بالتنفيذ و هنا ال يكون للمشترط أن يطالب املتعهد بتنفيذ‬
‫التزامه نحو املنتفع ‪.‬‬
‫كما يمكن للمشترط االحتجاج ضد املتعهد بالدفع بعدم التنفيذ و آثارة مسؤوليته العقدية لكون‬
‫املتعهد ارتكب خطأ عقديا عندما لم ينفذ عقد االشتراط ملصلحة الغير ثم طلب الفسخ و التعويض ‪.‬‬

‫‪ -2‬العالقة بين املشترط و الغيراملستفيد ‪:‬‬


‫مبدئيا الغير املستفيد ال تجمعه أية رابطة قانونية باملشترط و بالتالي ليس بإمكان املستفيد املطالبة‬
‫بأي حق ضد املشترط و ال مطالبته بأي منفعة كانت له عند املتعهد ‪،‬و عموما يمكن تحديد عالقة‬
‫املشترط بالغير املستفيد بحسب قصد املشترط من عقد االشتراط فإذا كان قصده التبرع كانت عالقته‬
‫بالغير املستفيد تبرعا كما قد تكون العالقة معاوضة ‪.‬‬
‫‪ -3‬عالقة الغيراملستفيد باملتعهد ‪:‬‬
‫إن الحق املباشر الذي ينشأ للغير املنتفع في ذمة املتعهد يبقى مصدره هو ذلك االشتراط املبرم‬
‫ملصلحة هذا األخير ‪.‬‬
‫و باعتبار الحق املتولد من االشتراط هو التزام يقع على املتعهد لفائدة الغير املستفيد فإنه يبقى‬
‫أن دائني املتعهد يزاحمون الغير املستفيد في أموال املتعهد بل و قد يلجئون إلى اقتسامها معه‬
‫قسمة غرماء حالة عدم كفايتها للوفاء بكل الدين ‪.‬‬
‫و الغير املستفيد في االشتراط إن كانت تقرر له حقوق فهو باملقابل ال يتحمل أية التزامات و‬
‫بالتالي ال يمكنه املطالبة بالفسخ ‪.‬‬
‫في حين يبقى األثر األخير في عالقة املستفيد باملتعهد و خاصة من نشوء حق لهذا الغير أن هذا‬
‫الحق ينشأ من االشتراط ال من وقت قبول الغير املستفيد له ‪.‬‬
‫التعهد عن الغير‪:‬‬
‫و هو اتفاق ارادتي شخصين على أن يتعهد احدهما و هو املتعهد بجعل‬
‫شخص ثالث ليس بطرف في االتفاق األول (الغير) يلتزم بأمر معين ازاء‬
‫الطرف الثاني ‪.‬‬

‫أركان التعهد عن الغير‪ :‬يتضمن التعهد عن الغير ثالثة أطراف يشكلون‬


‫األركان األساسية للتعهد عن الغير و هم كالتالي ‪:‬‬
‫املتعهد ‪ :‬و هو الذي يتعهد في مواجهة املتعاقد معه بأن يجعل هذا الغير‬
‫يقبل التحمل بالتزام معين لصالح املتعاقد معه ‪.‬‬
‫املتعهد له ‪ :‬و هو الذي يحصل التعهد ملصلحته ‪.‬‬
‫املتعهد عنه ‪:‬‬
‫و هو الذي يلتزم املتعهد بان يجعله يقبل االلتزام لصالح املتعهد له فهو‬
‫ليس بطرف في عقد التعهد عن الغير بل هو الغير ذاته ‪.‬‬
‫وإذا كنا قد عرفنا التعهد عن الغير بكونه هو ذلك العقد الذي يتم بين‬
‫شخصين بمقتضاه يلتزم أحدهما وهو "املتعهد" بان يجعل شخصا‬
‫ثالثا يلتزم في مواجهة املتعاقد معه ‪.‬‬
‫فإنه البد من اإلشارة إلى أن املشرع املغربي إن كان قد أقر صراحة االلتزام‬
‫عن الغير شرط إقراره إياه‪ ،‬فإنه وبخالف جل التشريعات املقارنة‬
‫كالتشريع املصري الجديد في مادته ‪ 153‬لم يقر صراحة "التعهد عن‬
‫الغير"‪ .‬لكن ورغم ذلك فإن الفقه القانوني قد أجمع على إمكانية األخذ‬
‫به طاملا ليس فيه ما يخالف النظام العام من جهة‪ ،‬ثم إن املبادئ‬
‫القانونية العامة في التشريع املغربي ال تتعارض مع األخذ بأحكام‬
‫التشريعات التي كرست هذا النظام ‪.‬‬
‫وفي ضوء كل ذلك‪ ،‬فإن التعهد عن الغير يستلزم حتى يكون صحيحا توافر ثالثة شروط ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬أن يتعاقد املتعهد عن الغيرباسمه ال باسم الغيرالذي يتعهد عنه‬

‫ومن هنا فاملتعهد إذ يعمل لنفسه وينصرف إليه أثر العقد‪ ،‬فإن مركزه القانوني‬
‫يختلف عن مركز كل من الوكيل والفضولي‪ ،‬كما يختلف عن امللتزم عن الغير الذي‬
‫يتعاقد باسم الغير ال باسمه كما بينا سلفا‪ ،‬وبالتالي فإن العالقة بين املتعهد‬
‫واملتعاقد اآلخر هي عالقة تعاقدية يترتب على عدم وفاء املتعهد بالتزامه تحقق‬
‫مسؤوليته العقدية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن تتجه نية املتعهد إلى إلزام نفسه بهذا التعهد ال إلزام الغير‬

‫حيث إنه إذا تعاقد باسمه مع إرادة إلزام غيره بتعاقده‪ ،‬يجعل العقد باطال‬
‫الستحالة املحل‪ .‬لذلك فإن قبول الغير للتعهد هو الذي يولد عقد آخر جديد بين‬
‫هذا الغير واملتعاقد اآلخر‪ ،‬ويكون هذا العقد هو مصدر التزام الغير وليس تعاقد‬
‫املتعهد‪ ،‬وفي هذا يظهر االختالف بين التعهد عن الغير واالشتراط ملصلحة الغير‬
‫الذي تنصرف فيه نية املشترط إلى إكساب الغير حقا مباشرا من ذات العقد الذي‬
‫أبرمه املشترط مع املتعهد وكذلك األمر بالنسبة لاللتزام عن الغير شرط إقراره‬
‫إياه؛ إذ إن إقرار الغير لهذا االلتزام ال يولد عقدا جديدا‪ ،‬بل يبقى العقد الذي‬
‫أبرم باسمه هو الذي ينتج آثاره ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أن يكون محل التزام املتعهد القيام بعمل هو حمل الغيرعلى قبول هذا التعهد‬

‫إن التزام املتعهد هنا هو التزام بتحقيق نتيجة وليس فقط التزاما بوسيلة؛ بحيث إذا رفض‬
‫الغير إبرام هذا العقد تحمل املتعهد املسؤولية العقدية وإذا كان األمر كذلك فإنه في حالة ما‬
‫إذا قبل الغير إبرام هذا العقد لكن تراخى عن تنفيذه فال مسؤولية على املتعهد مادام قد التزم‬
‫البتنفيذه‪.‬‬ ‫العقد‬ ‫ابرام‬ ‫بضمان‬ ‫فقط‬
‫والغير حسب ما سبق له أن يقبل تعهد املتعهد فيتحمل االلتزام الناتج عنه وتنصرف إليه أثره‬
‫بشكل فوري ال رجعي‪ ،‬وله أن يرفضه ودون أن يتحمل بأية مسؤولية ويكون املتعهد في هذا‬
‫الفرض هو املسؤول عن إخالله بالتزامه العقدي وتعويض املتعاقد معه أو تنفيذ ما التزم به عن‬
‫شخص ي‬ ‫بشكل‬ ‫الغير‬
‫وملا كانت لهذا الغير الحرية في قبول التعهد أو رفضه مثل ما عليه الحال في االلتزام عن الغير‪،‬‬
‫فإن ذلك يجعل التعهد عن الغير مرة أخرى تطبيقا ملبدأ العقد ال يضر الغير وليس استثناءا‬
‫منه‪.‬‬
‫االلتزام عن الغير شرط إقراره إياه‬

‫كرس املشرع املغربي أحكام هذا االلتزام في الفصول من ‪ 36‬إلى ‪38‬‬


‫من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬ويقصد بااللتزام عن الغير شرط إقراره إياه‪ ،‬أن يلتزم‬
‫شخص باسم غيره‪ ،‬شرط أن يقر هذا الغير هذا االلتزام‪.‬‬
‫وتتحقق هذه الصورة عندما يتصرف شخص عن آخر دون أن‬
‫يكون وكيال‪ ،‬إما ألنه وكيل وتجاوز حدود وكالته‪ ،‬وإما ألنه غير وكيل‬
‫أصال ولكن تربطه بمن يتصرف عنه صلة خاصة تجعله موقن بأنه‬
‫سيقر تصرفه ‪.‬‬
‫وتطبيقا ملبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬فإن الغير الذي أبرم االلتزام باسمه‬
‫له الحرية املطلقة في أن يرفض هذا االلتزام أو أن يقبل به‪ ،‬لذلك نميز‬
‫بين أحكام رفض الغير لاللتزام الذي ابرم باسمه‪ ،‬وأحكام إقراره ‪:‬‬
‫أوال ‪:‬حالة رفض االلتزام‬

‫إذا رفض الغير العقد املبرم باسمه‪ ،‬فال يمكن إلزامه به وال ترتيب أية مسؤولية على امللتزم إزاء الطرف‬
‫اآلخر؛ ألن االلتزام وقع في األصل معلقا على شرط واقف هو أن يحظى التعاقد بإقرار الغير املتعاقد باسمه‪،‬‬
‫فضال عن أن امللتزم لم يتعهد إزاء متعاقديه بالحصول على هذا اإلقرار‪ .‬وفي هذا يختلف هذا النوع عن ما‬
‫يسمى بالتعهد عن الغير ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬حالة إقرارااللتزام‬

‫يجب أن يكون اإلقرار داخل أجل معقول‪ ،‬وللملتزم أن يطلب من هذا الغير التصريح بموقفه واإلفصاح عن‬
‫نيته في ما إذا كان ينوي إقرار االتفاق داخل أجل أقصاه ‪ 15‬يوما من تاريخ اإلعالم بالعقد وإذا ما أجاز هذا‬
‫الغير التصرف داخل هذا األجل انقلب امللتزم عن الغير وكيال؛ إذ "اإلجازة الالحقة كالوكالة السابقة ‪ ،‬وينتج‬
‫هذا اإلقرار أثره في مابين املتعاقد اآلخر واملقر )الغير(‬
‫‪ ‬من وقت إبرام التصرف الذي وقع إقراره؛ بمعنى أن لإلقرار أثر رجعي في مابين املقر واملتعاقد اآلخر‬
‫دون الغير الذي ال يكون لإلقرار أي أثر في مواجهته إال من تاريخ حصوله طبقا للفصل ‪ 37‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪.‬‬
‫وإذا كانت إذن لهذا الغير الحرية املطلقة في أن يقبل ما التزم به امللتزم باسمه أو يرفضه‪ ،‬فإن ذلك يعضد ما‬
‫أكدناه من أن هذا االلتزام ليس استثناءا من قاعدة " العقد ال يضر الغير" بقدر ما هو تطبيق لها‪ ،‬مادام‬
‫هذا الغير ال يلتزم إال برضاه وعن حرية تامة ‪.‬‬
‫انتهى بعون هللا وتوفيقه‬

You might also like