You are on page 1of 8

‫مقدمة‬

‫إن المبدأ األساسي الذي يحكم الميدان العقدي والذي مفاده أن العقد ال يلزم إال من كان طرفا فيه ‪ ،‬فهو ال يضر وال ينفع الغير‬
‫‪ ،‬غير أن هذا المبدأ ال يؤخذ على إطالقه ‪ ،‬إذ قد يحدث أحيانا أن تنصرف أثار العقد إلى غير عاقديه ‪ ،‬وذلك هو حال التعاقد‬
‫بالنيابة حيث يقوم النائب بإبرام العقد فتنصرف أثاره إلى األصيل والتعاقد على هذا النحو ليس على صورة واحدة بل إنه‬
‫يختلف بحسب مصدره فهو إما أن يكون قانوني أو قضائي أو اتفاقي‬
‫‪ .‬والنيابة االتفاقية هي التي يصطلح على تسميتها بالوكالة متى كان الوكيل مفوضا للقيام بتصرف قانوني لفائدة موكله‬
‫غير أن الوكالة بهذا التحديد لم تكن معروفة لدى الرومان إال في حدود ضيقة حيث كانت ترتبط بالعمل المادي أكثر من العمل‬
‫القانوني ‪ ،‬وذلك راجع إلى أن رابطة االلتزام كانت شخصية محضة ‪ ،‬زيادة على الشكليات التي سادت إبرام العقود ‪ ،‬أما‬
‫‪url:#_ftn1‬فقهاء الشريعة اإلسالمية فقد أجازوها وبينوا أحكامها بل إنهم أفردوا لها حيزا هاما في مؤلفاتهم [[‪]]1‬‬
‫ونظرا لألهمية العملية والقانونية لعقد الوكالة باعتبارها وسيلة وأداة تسهل على الناس أمور حياتهم عن طريق تمكينهم من‬
‫إجراء تصرفات يتعذر عليهم في بعض األحيان من إجرائها بأنفسهم لغيابهم عن مكان العقد أو لقلة خبرتهم أو لكثرة‬
‫‪ .‬مشاغلهم لهذا فإن جل القوانين الحديثة اعترفت بالوكالة ونظمت أحكامها‬
‫والمشرع المغربي من جانبه لم يحد عن هذا التوجه إذ أنه خص الوكالة بالفصول من ‪ 897‬إلى ‪ 942‬من ق ل ع‬
‫باإلضافة إلى هذا فإن توثيق عقد الوكالة يتم وفق إجراءات محددة وتحتاج إلى شكلي خاصة لتحريرها كل ذلك من أجل حماية‬
‫أطراف تلك العالقة وضمان استقرار المعامالت‬
‫إذن كيف نظم المشرع المغربي أحكام الوكالة في إطار قانون االلتزامات والعقود؟ وما هي اإلجراءات المتبعة في توثيقها ؟‬
‫‪:‬لإلجابة عن هذه اإلشكاليات إرتئينا تقسيم الموضوع الذي بين أيدينا إلى مبحثين‬
‫‪.‬سنتطرق في المبحث األول إلى أحكام الوكالة أما المبحث الثاني سنتطرق إلى إجراءات توثيق عقد الوكالة‬

‫المبحث األول‪:‬أحكام عقد الوكالة‬

‫سنناقش في المطلب األول تحديد عقد الوكالة على أن نخصص المطلب الثاني لتمييز عقد الوكالة مع بعض العقود المشابهة‬
‫‪.‬وآثارها‬

‫المطلب األول‪ :‬تحديد عقد الوكالة و خصائصها‬

‫‪.‬سنتحدث في الفقرة األولى عن مفهوم الوكالة وخصائصها على أن نتناول في الفقرة الثانية أنواع الوكالة‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الوكالة وخصائصها‬

‫‪.‬الوكالة لغة هي الحفظ و الكفاية و الضمان‬


‫أما في االصطالح الفقهي فقد عرفها ابن عرفة بكونها نيابة ذي حق غير ذي امرة و ال عبادة لغيره فيه غير مشروطة بموته‬
‫نص الفصل ‪ 879‬من فانون االلتزامات و العقود على أن "الوكالة عقد بمقتضاه يكلف شخص شخصا آخر بإجراء عمل مشروع‬
‫‪".‬لحسابه ‪،‬ويسوغ إعطاء الوكالة أيضا لمصلحة الموكل و الوكيل أو لمصلحة الغير ‪،‬بل ولمصلحة الغير وحده‬
‫والوكالة في اصطالح الفقه اإلسالمي هي أن ينيب شخص غيره في حق له يتصرف فيه كتصرفه بدون أن يقيد اإلنابة بما بعد‬
‫‪.‬الموت فتخرج بدلك الوصية‪،‬فإنها نيابة شخص آلخر بعد موته فال تسمى الوصية وكالة‬
‫‪.‬أما في االصطالح القانوني ‪:‬فالوكالة هي عقد بمقتضاها يكلف شخص شخصا آخر بإجراء عمل مشروع لحسابه‬
‫‪:‬والوكالة تتميز بمجموعة من الخصائص و المميزات نحاول تفصيلها في النقط التالية‬
‫‪.‬الوكالة عقد رضائي ‪:‬أي تتم بمجرد اقتران اإليجاب بالقبول ولو شفويا صراحة أو ضمنا ما لم يتطلب القانون شكال خاصا‬
‫‪:‬الوكالة عقد تبرعي ‪:‬األصل أن تكون الوكالة تبرعية فال يحصل الوكيل على اجر لكن يكون له رغم دلك اجر في حاالت معينة‬
‫‪.‬إدا كان موضوع الوكالة يدخل في مهنة الوكيل أو حرفته‪-‬‬
‫‪.‬إدا كان موضوع الوكالة عمال تجاريا بين التجار‪-‬‬
‫‪.‬إدا جرى العرف على إعطائه أجرا‪-‬‬

‫‪:‬الوكالة عقد ينصب في األصل على تصرف قانوني‬

‫حيث أن محل الوكالة األصلي يكون دائما تصرفا قانونيا ‪،‬يقوم به الوكيل لصالح الموكل و ليس معنى هدا آن يقوم به الوكيل‬
‫حتما باسم الموكل وان كان هدا هو الغالب بل يصح أن يقوم به باسمه الشخصي كما يقع في االسم المستعار و في الوكالة‬
‫‪.‬بالعمولة ولكن يجب دائما أن يعمل الوكيل لحساب الموكل ال لحسابه الشخصي‬

‫الوكالة من العقود المستمرة ‪ :‬أي أنها تستمر خالل تنفيدها في الزمن ويترتب عن هدا االستمرار عدم اعتبار اثر فسخ هده العقود‬
‫‪.‬على المدة التي انقضت بحيث ال يكون للفسخ اثر رجعي على ما تم تحقيقه إنما تقتصر على المستقبل‬

‫الفقرة الثانية‪:‬أنواع الوكالة‬

‫إن نطاق الوكالة يضيق أو يتسع حسب اتفاق الطرفين ‪،‬فقد يقيد الموكل حرية الوكيل وقد تتسع حريته لدرجة قد يترك له فيها‬
‫الموكل تقدير اختيار الشروط و الشخص الدي سيتعاقد معه‪.‬وتنقسم الوكالة من حيث نطاقها إلى وكالة عامة و وكالة خاصة‪،‬ومن‬
‫‪.‬حيث طبيعتها إلى وكالة مدنية و وكالة تجارية‬

‫الوكالة الخاصة‪:‬نص الفصل ‪ 891‬على الوكالة الخاصة أو المقيدة ‪،‬وهي التي تقتصر على تصرف واحد وال يتوسع في تفسيرها ‪-‬‬
‫وتمنح للوكيل صالحيات محددة من أجل القيام بعمل أو عدة أعمال معينة مع ‪url:#_ftn2 ،‬بل تفسر تفسير ضيقا [[‪]]2‬‬
‫توابعها الضرورية مما يستلزمه التنفيذ من تصرفات و أعمال تابعة ‪،‬ومثال الوكالة الخاصة نذكر الوكالة في الزواج أو وكالة‬
‫‪.‬التقاضي حيث اعتبرها الفصل ‪ 892‬من ق ل ع وكالة خاصة‬

‫الوكالة العامة ‪:‬هي التي تمنح الوكيل صالحيات عامة غير مقيدة ألداء مصالح موكله ‪،‬وترد في ألفاظ عامة فال يعين فيها الموكل ‪-‬‬
‫‪ .‬محل التصرف القانوني وال نوعه‬

‫الوكالة المدنية و الوكالة التجارية ‪:‬عند تحديد طبيعة الوكالة ‪،‬يجب النظر إلى صفة الموكل فإن كان تاجرا وأبرمت الوكالة لتنفيذ‬
‫عمل تجاري بالنسبة له كانت تجارية ‪،‬فالوكيل الذي يشتري سلعة مما يتجر فيها موكله ولغرض االتجار فيها كانت الوكالة‬
‫‪.‬تجارية ‪،‬أما إدا لم يكن الشراء لغرض االتجار ولكن لالستعمال الشخصي كانت الوكالة مدنية‬
‫وتعتبر الوكالة تجارية بالنسبة للوكيل إدا كان تاجرا وكانت تدخل في أعمال تجارية ‪،‬وتكون مدنية إذا لم يكن تاجرا ولو دخلت‬
‫‪.‬الوكالة في أعمال مهنته‪،‬فوكالة المحامي عن تاجر في قضية تجارية تعتبر مدنية بالنسبة للمحامي وتجارية بالنسبة للموكل‬
‫وتفيذ التفرقة في تحديد االختصاص و طريقة إتباث الوكالة فيختص القضاء المدني بالوكالة المدنية و القضاء التجاري بالوكالة‬
‫‪url:#_ftn3‬التجارية‪]]3[[.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز عقد الوكالة و آثارها‬

‫الفقرة األول‪ :‬تمييز الوكالة عن بعض العقود المشابهة‬

‫تتميز الوكالة عن سائر العقود من خالل أن محل الوكالة تصرف قانوني ال عمل مادي لذلك سنحاول تمييزها عن بعض العقود‬
‫‪:‬المشابهة‬

‫‪:‬عقد الوكالة و النيابة‬

‫عرف الفقه النيابة بأنها "سلطة منجزة عن مصدرها المتجسد في القانون أو في القضاء أو في االتفاق ‪،‬يتمتع بها شخص يسمى‬
‫بالنائب لتمثيل شخص آخر يسمى المنوب عنه في إنجاز عمل مادي مشروع لمصلحة هذا األخير أو في إجراء تصرف قانوني مع‬
‫‪.‬الغير نصرف آثاره إلى المنوب عنه بصفة مباشرة أو بصفة غير مباشرة‬
‫‪:‬انطالقا من هدا التعريف يتبين مدى الفرق بين كل من النيابة و عقد الوكالة والذي يتجسد في عدة وجوه‬
‫‪.‬فمن حيث المصدر فإن النيابة إما أن يكون مصدرها القانون أو القضاء أو االتفاق عكس الوكالة التي مصدرها االتفاق فقط‬
‫أما من حيث الموضوع فالنيابة يكون محلها إما عمل مادي أو تصرف قانوني ‪،‬أما الوكالة فال يكون موضوعها إال إجراء تصرف‬
‫قانوني‬

‫‪:‬تمييز عقد الوكالة عن عقد الفضالة‬

‫الفضالة هي شبه عقد مادام الشخص الذي صدر التصرف لفائدته لم يوكل الفضولي ولم يأذن له في ذلك ‪،‬خالفا للوكالة التي تعتبر‬
‫عقد رضائي يتم بإيجاب وقبول وهو ملزم ولو لجانب واحد على األقل وهو الوكيل ‪،‬بينما يقوم الفضولي بتصرفه تلقائيا دون أن‬
‫يكون ملزما بذلك ‪،‬إال أن الفضالة قد تنتهي لوكالة إذا وقع إقرار بها من طرف من تم الفعل لفائدته ‪،‬كما أن الوكالة قد تنقلب إلى‬
‫‪ url:#_ftn4 .‬فضالة فيما إذا تجاوز الوكيل حدود وكالته أو استمر فيها بعد انتهائها[[‪]]4‬‬

‫‪:‬تمييز عقد الوكالة عن عقد المقاولة‬

‫يتفق عقد الوكالة مع عقد المقاولة في كون كالهما يردان على العمل ‪،‬وهذا العمل يؤديه كل من المقاول والوكيل لمصلحة‬
‫الغير‪،‬لكنهما يختلفان في كون أن العمل في عقد الوكالة هو تصرف قانوني في حين أنه في عقد المقاولة عمل مادي ‪،‬كما أن‬
‫المقاولة تكون دائما مأجورة وال تخضع فيها األجرة لتقدير القاضي بينما الوكالة فاألصل فيها أن تكون بغير أجر وإذا كانت بأجر‬
‫‪.‬خضع األجر لالتفاق بين الطرفين أو لتقدير القاضي‬
‫كما أن المقاول ال ينوب عن رب العمل على عكس الوكالة فالوكيل ينوب عن الموكل‪،‬كما أن الوكالة تنتهي حتما بموت احد‬
‫‪.‬الطرفين أما المقاولة فال تنتهي بموت أحدهما إال إذا كانت شخصية أحدهما محل اعتبار‬

‫‪:‬تمييز عقد الوكالة عن عقد الشركة‬

‫يشتبه عقد الوكالة بعقد الشركة فيما إذا فوض الدائن شخصا أن يقبض حقه من المدين في مقابل نسبة معينة من‬
‫‪.‬الدين ‪،‬فالعقد وكالة مأجورة ال شركة آلن الوكيل ال يشارك الدائن في الخسارة إذا لم يقبض الدين‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أثار الوكالة‬

‫تنشئ الوكالة آثار فيما بين طرفيه الموكل والوكيل ‪ ،‬وتنشئ كذلذ أثار بالنسبة للغير الذي يتعامل مع الوكيل ‪ ،‬وهكذا سنتناول‬
‫في نقطة أول أثار الوكالة بالنسبة لألطراف وفي نقطة ثانية أثار الوكالة بالنسبة للمتعاقدين‬

‫أوال ‪:‬أثار الوكالة بالنسبة لألطراف‬

‫إن مدى سعة الوكالة يضيق ويتسع حسب اتفاق الطرفين ‪ ،‬فقد يقيد الموكل حرية الوكيل إلى حد يحرمه فيه من كل تقدير ‪،‬‬
‫‪.‬فال يبقى لهذا األخير سوى تنفيذ تعليمات األول حرفيا ‪ ،‬فيصير الوكيل كأنه مجرد رسول مكلف بنقل إرادة الموكل للغير‬
‫وقد يوسع الموكل سلطة الوكيل فيقيده في بعض األمور بالشروط التي يعمل على مقتضاها ‪ ،‬ويترك له حرية التقدير في‬
‫غيرها من األمور ‪ ،‬وهنا يكون وكيال بمعنى الكلمة ‪ ،‬وقد يزيد الموكل في توسيع سلطة الوكيل فيحدد له نوع من التصرف‬
‫ويفوض إليه شروطه وهذه وكالة خاصة ‪ ،‬أو يسند إليه أعمال اإلدارة أو بعضها تاركا له حرية تقدير الشروط المالئمة وتلك‬
‫‪ .‬وكالة عامة‬
‫‪ .‬وعلى ذلك فإن االتساع أو التضييق في سلطات الوكيل يمكن أن يكون في الوكالة الخاصة أو في الوكالة العامة‬
‫ويتعين على الوكيل االلتزام بالمهمة التي كلف بها وال يجوز له أن يخرج عن الحدود المرسومة للوكالة ‪ ،‬بمعنى أن الوكيل‬
‫ملزم بالقيام بالتصرفات القانونية التي أسندت إليه مهمة إنجازها في الحدود المرسومة بمقتضى العقد أو القانون أو العرف‬
‫وإذا تجاوز الوكيل حدود المهمة التي كلف بها كان مسئوال عن تعويض الموكل عما لحقه من أضرار ‪]]5[[url:#_ftn5 ،‬‬
‫‪url:#_ftn6 .‬نتيجة فعله ‪ ،‬وإذا نفد الوكيل الوكالة بشروط أفضل مما طلب من الموكل فإن ذلك جائز[[‪]]6‬‬
‫لكن هناك بعض الحاالت تكون فيها ظروف أو أسباب خطيرة هي التي دفعت الوكيل إلى مخالفة تعليمات الموكل وتجاوز‬
‫‪ :‬وكالته ‪ ،‬هنا يجوز له ذلك إذا توافر شرطين‬
‫أن يخطر الموكل باألسباب الخطيرة التي يواجهها في أقرب فرصة يستطيع فيها ‪-‬‬
‫‪.‬باإلضافة إلى ذلك أن يكون في االنتظار خطر على مصالح الموكل ‪-‬‬

‫بالنسبة للموكل‬

‫إن االلتزامات التي يمكن أن تنشأ لصالح الوكيل في ذمة الموكل ‪ ،‬هي االلتزام بتزويد الوكيل بالنقود وغيرها من األشياء‬
‫لتنفيذ الوكالة ورد المصروفات التي دفعها هذا األخير من أجل تنفيذ الوكالة ‪ ،‬مع تعويضه عن الضرر الذي يلحقه من جراء‬
‫‪.‬ذلك باإلضافة إلى التزامه بدفع األجرة فيما إذا كانت الوكالة بأجرة‬
‫‪url:#_ftn7 .‬فالموكل يلزم بأداء األجر للموكل والمصروفات والتعويضات عن األضرار التي تلحق به [[‪]]7‬‬
‫وفي حالة قيام الموكل بتكليف شخص آخر في نفس القضية التي كان قد كلف بها شخصا أوال فإنه يبقى مسئوال تجاه الوكيل‬
‫األول في جميع أثار عقد الوكالة المبرمة بينهما ‪ ,‬سواء تعلق األمر باألجرة أو بالمصروفات أو بالتعويض أو ما يلزم تقديمه‬
‫إلى الوكيل لغرض تنفيد الوكالة ‪ ،‬إال إذا كان في عقد الوكالة شرط مخالف يقبله الوكيل األول فيكون الحكم حسب هذا الشرط‬
‫‪ .‬وما اتفق عليه الطرفان في العقد‬

‫ثانيا‪ :‬أثار الوكالة بالنسبة للغير‬

‫إن أثار الوكالة بالنسبة للغير ‪ ،‬تختلف بحسب إذا ما إذا قام الوكيل بالتصرف القانوني محل الوكالة باسمه الشخصي دون أن‬
‫يعلن عن الشخص الموكل أو قد يعلن عن الشخص الموكل‬

‫أ‪-‬عمل الوكيل باسمه الشخصي‬

‫من خالل مقتضيات الفصل ‪ 920‬من ق ل ع يستفاد بأن الوكيل قد ينفد محل الوكالة باسمه الشخصي ‪ ،‬أي أصالة عن نفسه‬
‫دون أن يظهر كونه وكيال أو نائبا عن موكله ‪ ،‬فيظهر بالتالي عند العقد مع الغير كأنه هو األصيل ‪ ,‬فتكون هذه الوكالة غير‬
‫نيابية ‪ ،‬بمعنى أنه إذا وقع اشتراط في عقد الوكالة أن يعمل الوكيل باسمه الشخصي ويسخره في ذلك مستعيرا اسمه فتسمى‬
‫‪ .‬الوكالة في هذه الحالة بعقد التسخير أو عقد االسم المستعار ‪ ،‬ويسمى الوكيل بالمسخر‬

‫ب‪-‬عمل الوكيل باسم الموكل‬

‫غالبا ما يفضل الوكيل العمل باسم موكله لكي ال يقع على عاتقه عبء االلتزامات الناتجة عن تنفيذه للوكالة مع الغير الذي‬
‫يتعامل معه ‪ ،‬األمر الذي يجعل هذه االلتزامات تقع مباشرة على الموكل خالفا للحالة التي يتصرف فيها الوكيل باسمه‬
‫الشخصي‬
‫عالقة الوكيل بالغير ‪ :‬إن الوكيل الذي يعمل في حدود وكالته باسم موكله ‪ ،‬يكون نائبا عنه ‪ ،‬فال تنصرف إلى ذمته أثار‬
‫التصرف ‪ ،‬وإنما تترتب مباشرة في ذمة األصيل بمعنى أن الوكيل مادام يعمل باسم الموكل فال تنصرف الى ذمته أثار‬
‫التصرف ‪ ،‬بل تنصرف إلى ذمة األصيل و يصبح الموكل بعد تنفيذه الوكالة هو الدائن أو المدين أو االثنين معا _حسب‬
‫‪ .‬األحوال_الشيء الذي يمنح التعاقد مع الوكيل الحق في رفع دعواه مباشرة ضد الموكل‬
‫لكن الغير الذي تعاقد مع الوكيل له الحق في أن يقيم دعوى مباشرة ضد الموكل وليس له أن يرفعها على الوكيل إال في‬
‫‪ :‬حالتين‬

‫‪.‬أن تكون الوكالة قد أعطيت للوكيل لمصلحة الموكلين‪ .‬أن يكون الوكيل مكلفا من الموكل بتنفيذ التصرف‬

‫عالقة الموكل بالغير ‪ :‬هذه العالقة األخيرة هي التي تتجسد فيها أثار الوكالة بصورة واضحة إذ أن أثار العقد تنسحب ‪D‬‬
‫وأن الموكل يلتزم مباشرة تجاه الغير المتعاقد مع الوكيل الذي تعاقد معه ‪url:#_ftn8‬مباشرة على هذين الطرفين [[‪]]8‬‬
‫‪:‬وذلك عند توافر الشروط التالية‬

‫أن تكون تصرفات الوكيل باسم الموكل ‪1‬‬


‫‪ .‬أن يكون الوكيل قد أجرى التصرفات في حدود وكالته التي رسمها له الموكل بحيث لم يخالف تعليماته ‪2‬‬
‫كما يلتزم الموكل تجاه الغير في حالة الوكالة ‪url:#_ftn9‬أن يكون الوكيل قد أجرى هذه التصرفات على وجه صحيح [[‪3 ]]9‬‬
‫‪.‬الظاهرة إذا توافرت شروطها حماية للغير وذلك عندما يتجاوز الوكيل حدود وكالته‬

‫ونكون أما وكالة ظاهرة في الحاالت التي يصل التي يعمل فيها الوكيل بال وكالة‪ ،‬أو خارج حدودها ‪ ،‬ويكون الغير الذي تعامل‬
‫‪.‬معه حسن النية ‪ ،‬باإلضافة إلى اعتماد هذا األخير على مظهر خارجي يرجع إلى الموكل الذي تعاقد على أساسه‬
‫وإذا كان األصل هو التزام الموكل تجاه الغير الذي تعاقد معه الوكيل ‪ ،‬عند توفر الشروط الثالثة التي تطرقنا لها ‪ ،‬فإن هناك‬
‫‪ :‬حاالت يلتزم فيها الموكل تجاه الغير رغم تصرف الوكيل خارج حدود وكالته ‪ ،‬أو متجاوزا إياها وهذه الحاالت هي‬
‫‪ .‬أن يقر الموكل تصرف الوكيل ‪-‬‬
‫‪ .‬أن يستفيد الموكل من التصرف ‪-‬‬
‫‪.‬أن يبرم الوكيل التصرف بشروط أفضل مما تضمنته تعليمات الموكل ‪-‬‬
‫إذا أبرم الوكيل التصرف بشرط أقصى مما تضمنته تعليمات الموكل ‪-‬‬
‫وفي أخير أشير إلى اإلشكالية التي يثيرها عقد الوكالة في حالة تعاقد النائب مع نفسه وهنا ثتار جملة من التساؤالت حول‬
‫جوازه أو منعه فقد ظهر على الساحة القانونية تياران متعارضان األول يجيز هذا التصرف بينما يمنعه التيار الثاني ويرى‬
‫أنصار المنع أن الوكيل عندما يتعاقد أصالة عن نفسه ونيابة عن غيره فإن مصالحهما ستتعارض فيما بينهم األمر الذي‬
‫سيؤدي إلى اإلضرار باألصيل أما أنصار الجواز فإنهم يرون أن الوكيل يكون أحق من غيره في االستفادة من موضوع‬
‫الوكالة إن كانت له الرغبة في ذلك بشرط أن يثبت عنصر حسن نية الوكيل وأن يكون الموكل على علم بتصرف الوكيل إال أن‬
‫أهمية هذا الشرط األخير تكاد تكون منعدمة ألن الوكالة تفقد فاعليتها في ظل هذا الوضع مادام أنه بإمكان الوكيل والموكل‬
‫‪url:#_ftn10‬إبرام عقد مباشر بينهما من غير حاجة لسلوك طريق النيابة ‪]]10[[.‬‬
‫هذا كل ما يتعلق بآثار الوكالة فما هي اإلجراءات التي يتم إتباعها في توثيق عقد الوكالة؟‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات توثيق عقد الوكالة‬

‫كما أشرنا سابقا فعقد الوكالة عقد التزام من طرف واحد هو الموكل ‪ ،‬وهو من العقود التي تحتاج إلى شكلية خاصة لتحريرها‬
‫‪،‬وفق إلجراءات معينة سنحاول خالل هذا المبحث أن نتحدث في المطلب األول عن كيفية تلقي عقد الوكالة‬
‫‪.‬أما في المطلب الثاني سنتحدث عن اإلجراءات اإلدارية الالحقة لتوثيق عقد الوكالة و أسباب انتهائها‬

‫المطلب األول‪ :‬كيفية تلقي عقد الوكالة‬

‫سنناقش ف هذا المطلب ما يتعلق بالمرحلة القبلية لتلقي عقد الوكالة في فقرة أولى على أن نتناول في الفقرة الثانية مرحلة‬
‫‪ .‬تلقي عقد الوكالة‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مرحلة ما قبل التلقي‬

‫إن أهم ما يميز هذه المرحلة هو تواجد كل من الموكل والوكيل‬


‫الموكل هو الشخص الذي يمنح هذه الوكالة لغيره ‪ ،‬ويشترط فيه أن يكون بالغا عاقال راشدا فالمحجور أو ناقص األهلية ال‪1-‬‬
‫‪ .‬يجوز له أن يوكل غيره إال بعد إذن خاص من القاضي المكلف بشؤون القاصرين‬
‫الوكيل تشترط فيه نفس شروط الموكل ‪ ،‬غير أنه إذا كان ناقص األهلية أو محجورا عليه‪ ،‬فإنه يصرف النظر عن توكيله ‪2-‬‬
‫‪ .‬بشكل قطعي‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن قراءة المادة ‪ 880‬من ق ‪.‬ل‪.‬ع توحي بأن أهلية الوكيل يكفي فيه أن يكون متمتعا بالتمييز وقواه العقلية‬
‫دون أن يكون راشدا لتوكيله ‪ ,‬لكن يجب االنتباه والحضر وعدم االنسياق مع ظاهر النص القانوني ‪ ,‬ربما المشرع كان يقصد‬
‫الوكالة التي يكون فيها الوكيل مجرد رسول ناقل ال دخل إلرادته في إنشاء التصرفات ‪ ،‬لذا فإن أهلية الوكيل يجب أن تكون‬
‫تامة كأهلية الموكل حيث إنه في بعض الوكاالت ذات أهمية كتفويت العقارات وكذلك الوكاالت التجارية تتطلب من الناحية‬
‫‪url:#_ftn11‬الواقعية أن يكون الوكيل أكثر كفاءة ودراية من الموكل نفسه‪]]11[[.‬‬
‫كما هو معلوم في الفقه المدني ‪ ,‬يجب أن تكون إرادة األطراف خالية من عيوب الرضا ‪ ،‬كتدليس والغلط و اإلكراه ‪ ،‬ونالحظ‬
‫أن هذه العيوب هي متعلقة بالشخص المتعاقد والعدل غير ملزم بالبحث عنها لكن يتعين على العدل من سؤال كل طرف لتأكد‬
‫من كونه غير أخرص وال أصم وال أبكم ‪ ،‬أو ناقص األهلية ‪ ،‬وأيضا يتعين استفسار األطراف عن موضوع التصرف القانوني‬
‫‪.‬يعني الوكالة‬
‫وذلك كل طرف عن تصوره الشخصي للموضوع فقد يدلي مثال أحد األطراف بلفظ الوكالة وهو يقصد تصرف آخر أو أن‬
‫نطاق الوكالة هو مخصوص كالوكالة في التقاضي واآلخر يقصد وكالة عامة‪ ،‬وفي بعض األوساط يتم استعمال مصطلحات‬
‫قريبة من للفظ الوكالة ‪ ،‬ولكن يكون المقصود منها تصرف قانوني آخر كالتنازل مثال من جهة أخرى إدا كان الموكلون ورثة‬
‫وأثناء الجنازة ‪ ،‬يستحسن تجنب تلقي الوكالة في هذه الحالة إذ أغلب الورثة ال يستخدم عقله وال يعي تبعات ذلك التصرف‬
‫حيث تغلب العاطفة في مثل هذه األحوال وهناك من يستغل مثل هذه الظروف اللهم إذا كانت الوكالة غير شاملة للتفويت أو‬
‫‪ .‬لقبض المال‬
‫بعد التحقق من إرادة األطراف وعزمهم على إنشاء التصرف القانوني المتعلق بالوكالة بحسب القانون ‪ ،‬تأتي مرحلة التحقق‬
‫من أسباب الوكالة فقد يكون السبب غير مشروع وغالبا ما يتم إخفاءه من جانب طرف سيء النية ولكن في هذه الحالة يمكن‬
‫االعتماد على القرائن الظاهرة وأبرز مثال على ذلك قدوم احد األطراف للمكتب العدلي أو توجه السادة العدول إلى منزلهم‬
‫ويكون ذلك الشخص في حالة مرض ظاهر وقد سبق له أن ذهب إلى جهة توثيقية ورفضت له توثيق المعاملة األصلية‬
‫ووجهته إلى مكتب العدول من أجل انجاز وكالة عدلي بثمن بخس ‪ ,‬والعودة بالوكالة العدلية المنجزة في حالة مرض الموت‬
‫إلى الجهة المرسلة إلجراء المعاملة األصلية المربحة دون التحمل بتبعاتها القانونية ونسبة تلك التبعات إلى السادة العدول‬
‫‪.‬ممن قاموا باإلشهاد على الوكالة‬
‫أما فيما يخص محل الوكالة ‪ ,‬فيجب أن يكون مما يجوز التعامل فيه بمعنى أنه غير مخالف للنظام العام أو األخالق الحميدة أو‬
‫القوانين المدنية أو الدينية و أن يكون محل الوكالة تصرفا قانونيا ممكنا بمعنى يجب أن يكون غير مستحيل أو مبهم إبهاما‬
‫‪url:#_ftn12‬فاحشا‪]]12[[.‬‬
‫غير أن هناك بغض األعمال القانونية التي ال يصح فيها التوكيل لذاتها مثال ذلك ما نص عليه الفصل ‪ 882‬ق ل ع من أنه "‬
‫تعتبر الوكالة كأن لم تكن إذا كان محلها عمال ال يجوز إجراءه بطريق النيابة كأداء اليمين" وقد صدر قرار عن محكمة‬
‫‪url:#_ftn13‬النقض في نفس االتجاه قضى فيه " أن أداء اليمين هو أمر شخصي ال تجوز فيه النيابة"[[‪]]13‬‬
‫وبعد اإلحاطة بأهلية األطراف وبمحل الوكالة والسبب ‪ ،‬تأتي مرحلة التحقق من الوثائق الرسمية لألطراف‪ ،‬وتعد البطاقة‬
‫الوطنية مناط هذه العملية ‪ ،‬كونها ال زالت غير منتهية الصالحية ‪ ،‬وال يجب التساهل في هذا الشأن فقد يكون صاحب هذه‬
‫البطاقة قد أودع لدى المصالح المختصة تصريح بالضياع وحصل على بطاقة جديدة ‪ ،‬ومع ذلك يستعمل البطاقة القديمة في‬
‫األعمال المشبوهة ‪ ،‬كما يجب التحقق من الوضعية المادية للبطاقة الوطنية ‪ ،‬وخصوصا القديمة منها بمعنى أنه لم يسبق‬
‫العبث بها من أجل استبدال الصورة وهنا نتحدث عن البطاقة الوطنية القديمة في حين أصبحت هذه اإلمكانية غير ممكنة‬
‫بالنسبة البطاقات الوطنية البيومترية الجديدة‪ ،‬و كذلك عدم قبول أي نسخة ولو مصادق عليها ‪ ،‬أو وصل من إدارة األمن‬
‫يحمل الصورة ‪ ،‬فالوصل وحده غير كافي إلثبات الهوية ‪ ،‬وكذلك التحري عن مهنة األطراف خصوصا المنتمون للمهن‬
‫‪ .‬العسكرية ممن يقيمون بالثكنات المتواجدة في األقاليم البعيدة عن مكان التعاقد‬
‫فمن األفضل اإلدالء بما يفيد رخصة الخروج أي رخصة اإلجازة ‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بالمغاربة المقيمين في الخارج فالبطاقة‬
‫الوطنية أحيانا ال تكفي من أجل التأكد من صفة ذلك الشخص ومن أجل قطع دابر كل خالف وسد باب الذرائع ‪ ،‬فيستحسن‬
‫االطالع على جواز السفر ‪ ،‬وباألخص تاريخ الدخول إلى المغرب وكذا االطالع على مدة قضاء العطلة المسموح بها من لدن‬
‫‪ .‬الدول المستقبلة واالحتفاظ بكل ما يفيد اإلثبات من نسخ الوثائق المدلى بها‬
‫فمتى توفرت الوثائق وجب وضعها في أرشيف خاص ‪ ،‬وبالرجوع إلى قانون خطة العدالة فإنه يفتح ملف الشهادة ويتضمن‬
‫كل الوثائق المفيدة المتعلقة بالشهادة ‪ ،‬وتختلف مستندات كل ملف الشهادة بحسب نوع الشهادة المتلقاة ‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يكفي نسخ من الوثائق الرسمية التي تثبت الهوية وبالخصوص نسخة ممن البطاقة الوطنية موقع عليها من طرف صاحبها‬
‫فالتوقيع غير الزم ولكن على سبيل االحتياط ونسخة من رخصة السماح للعسكريين بالخروج أي رخصة اإلجازة إن صح‬
‫التعبير وذلك عند االقتضاء ‪ ،‬وكذلك الشأن بالنسبة ألفراد الجالية المغربية اإلدالء بمستند يفيد فترة اإلقامة داخل أرض‬
‫الوطن ‪ ،‬أم إذا تعلق األمر بتاجر فيمكن مسك شهادة من السجل التجاري إذا ما تعلق األمر بوكالة تهم النشاط التجاري ‪ ،‬أما‬
‫إذا تعلق األمر بشخصية معنوية فاإلدالء بشهادة تثبت حق التمثيل ‪ ،‬فال يحق للشخص الطبيعي التعاقد باسم شخصية معنوية‬
‫‪url:#_ftn14‬ما لم يدلي بما يفيد ذلك‪]]14[[.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مرحلة التلقي‬

‫عندما نتحدث عن مرحلة التلقي يكون العدل أمام ركنين في عقد الوكالة وهما ‪ :‬الموكل فيه ثم الصيغة ‪ ،‬و هو ما ثم التطرق‬
‫إليه فيما سبق عندما تحدثنا عن محل الوكالة ‪ ،‬وعليه فالوكالة تنقسم من حيث موضوعها إلى وكالة تجارية إذا كان موضوع‬
‫التصرف تجاريا و مدنية إذا كان موضوع التصرف مدنيا ‪ ،‬وتكمن أهمية التمييز بين الوكالة المدنية والتجارية في تحديد‬
‫‪ .‬الجهة القضائية المختصة وكذا األحكام القانونية المطبقة على كل نوع‬
‫كما تنقسم الوكالة إلى وكالة خاصة ال تمنح الوكيل صالحية التصرف إال بالنسبة للتصرفات التي تعينها على وجه التحديد‪,‬‬
‫ومنها على سبيل المثال وكالة بيع عقار محفظ حيث يتوجب فيها تعيين العقار موضوع عقد الوكالة بناءا على المراجع‬
‫المدرجة بشهادة الملكية‪ .‬أما إذا كان غير محفظ فيجب ذكر مراجع التملك وذلك حسب ما هو مدرج برسم التملك ‪ ،‬هذا زيادة‬
‫على ذكر الثمن إن شاء الموكل ‪ .‬كما يستحسن ذكر إيداع الثمن بعد البيع بحساب الموكل المفتوح لدى البنك الفالني رقم‬
‫‪ .‬الحساب كذا‬
‫ثم وكالة الزواج حيث يتوجب فيها مراعاة بعض الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 17‬من مدونة األسرة حيث نصت على‬
‫ما يلي ‪ ":‬يتم عقد الزواج بحضور أطرافه غير أنه يمكن التوكيل على إبرامه بإذن من قاضي األسرة المكلف بالزواج وفق‬
‫الشروط اآلتية ‪ :‬وجود ظروف خاصة ال يتأتى معها للموكل أن يقوم بإبرام عقد الزواج بنفسه‪ ,‬تحرير وكالة عقد الزواج في‬
‫ورقة رسمية أو عرفية مصادق على توقيع الموكل فيها‪ ,‬أن يكون الوكيل رشيدا متمتعا بكامل أهليته المدنية ‪ ،‬وفي حالة‬
‫توكيله من الولي يجب أن تتوفر فيه شروط الوالية ‪ ,‬ان يعين الوكيل في الوكالة اسم الزوج األخر ومواصفاته و المعلومات‬
‫المتعلقة بهويته وكل المعلومات التي يرى فائدة في ذكرها في ذكرها ‪ .‬أن تتضمن الوكالة قدر الصداق وعند االقتضاء‬
‫المعجل منه والمؤجل ‪ ،‬وللموكل أن يحدد الشروط التي يريد إدراجها في العقد والشروط التي يقبلها من الطرف األخر ‪ ،‬أن‬
‫" يؤشر القاضي المذكور على الوكالة بعد أن يتأكد من توفرها على الشروط المطلوبة‬
‫الوكالة العامة وهي وكالة ال تعطى إال لذوي الثقة فهي تمنح الوكيل صالحيات عامة غير مقيدة ‪ ،‬ألداء مصالح موكله وترد‬
‫في ألفاظ عامة فيقول الموكل للوكيل‪ :‬وكلتك توكيال تاما مفوضا عاما في كل ما تصح فيه شرعا دواما واستمرارا ما لم‬
‫‪url:#_ftn15‬أصرح بعزلك بمعنى ألفاظ عامة ال تخصيص فيها [[‪]]15‬‬
‫أما فيما يخص الصيغة كركن من أركان عقد الوكالة فهي كل لفظ صريح يفيد الوكالة ويعبر عنها بالماضي حيث يقول‬
‫الموكل ‪" :‬وكلتك"وهو ما يدل على تمام انعقاد الوكالة فيكون أبلغ داللة الشيء الذي يحسم كل نزاع أو خالف بشأنها‪ ,‬هذا‬
‫مع العلم أنه ال يشترط في الصيغة لفظ مخصوص ‪,‬بل تنعقد بكل لفظ يدل عرفا أو قانونا على توكيل الموكل للوكيل [[‬
‫‪]]16url:#_ftn16‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الالحقة لتوثيق عقد الوكالة و أسباب انتهائها‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية‬

‫يتعين على العدل بعد عملية التلقي وتحرير الرسم المتعلق بالوكالة ان يقدمه إلى السيد قاضي التوثيق التابع للمحكمة‬
‫‪ .‬االبتدائية التي يوجد مكتب العدل داخل دائرة نفوذها من أجل األداء‬
‫وبعد ذلك التوجه إلى مصلحة التسجيل من أجل أداء واجب التسجيل المحدد في واجب ثابت قدره ‪ 200‬درهم ثم العودة‬
‫‪.‬بالرسم ثانية للقاضي من أجل التضمين والخطاب‬
‫ويجب التأكيد على عدم تسليم رسم الوكالة لطالب الشهادة من اجل التسجيل و إنما يجب على العدل الموثق إيداع الرسم لدى‬
‫مصالح التسجيل‪ ,‬وتوجيه طالب الشهادة إلى مصلحة التسجيل من أجل أداء واجب التسجيل كما أن مصلحة التسجيل يمنع‬
‫‪url:#_ftn17‬عليها تسليم الرسم لصاحبه بعد أداء واجب التسجيل وإنما تسلمه للعدل الموثق [[‪]]17‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬أسباب انتهاء عقد الوكالة‬

‫‪ :‬نظم المشرع المغربي مسألة انتهاء الوكالة في الفصل ‪ 929‬من قانون ل‪.‬ع ‪ ،‬حيث تنتهي الوكالة حسب الفصل‬
‫بتنفيذ العملية التي أعطيت من أجلها ‪ ،‬وذلك بأن يتم الوكيل التصرف الذي وكل فيه دون زيادة أو نقصان ‪,‬فقد يكون محل‬
‫الوكالة مثال شراء شيء ما وقد تمتد الوكالة إلى حين تسليم المبيع للمشتري أو لتسجيل العقد بالمحافظة العقارية إذا كان‬
‫المبيع عقارا على أن يقوم الموكل بأداء أجرة الوكيل أو ما تبقى منها إن كانت الوكالة بأجر‪ ,‬زيادة على المصروفات‬
‫والتعويضات عند االقتضاء تبعا للفصل ‪ 914‬من ق‪.‬ل‪.‬ع كما تنص الفقرة السابعة من الفصل ‪ 929‬على أن الوكالة تنتهي‬
‫باستحالة تنفيذها لسبب خارج عن إرادة المتعاقدين وذلك كالقوة القاهرة أو الحدث الفجائي كما لو هلك المنتوج بسبب‬
‫‪ .‬الفيضان مثال‬
‫كما تنتهي الوكالة بعدم النجاح في العمل ولو كان ذلك راجع لتقصير الوكيل أو عدم كفاءته فالتزام الوكيل هو التزام ببدل‬
‫‪ .‬عناية وليس التزاما بتحقيق نتيجة‬
‫كما تنتهي الوكالة لتحقق شرط أو حلول األجل حيث ينص الفصل ‪ 889‬ق‪.‬ل‪.‬ع على أنه " يسوغ إعطاء الوكالة بشرط أو‬
‫"ابتداء من وقت معين أو إلى اجل محدد‬
‫فبتأملنا للفصل يتضح أن الوكالة قد تكون معلقة على شرط واقف فال تنشأ إال بتحققه ‪ ،‬أو شرط فاسخ فيفسخ العقد‬
‫بتحققه ‪,‬كما قد تكون الوكالة مضافة إلى أجل فتنتهي بانتهائه حيث يكون المقياس في هذه الوكالة بالمدة التي تنقضي وليس‬
‫باألعمال التي تتم‪.‬وهنا تجب اإلشارة إلى أن األجل المحدد النتهاء الوكالة قد ال يعرف تاريخ حلوله بالضبط ‪ ،‬كما لو وكل‬
‫‪url:#_ftn18‬صاحب مصنع شخصا للقيام باألعمال اإلدارية إلى حين عودته من السفر [[‪]]18‬‬
‫"‪ ...‬كما تنتهي الوكالة بعزل أو تنازل الوكيل حيث نص الفصل ‪ 931‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بأنه" للموكل أن يلغي الوكالة متى شاء‬
‫وانطالقا من الفصل يتضح أن المشرع خول للموكل عزل وكيله متى شاء إال أن المشرع نص في نفس الفصل على‬
‫استثناءين وهما‪ :‬إذا كانت الوكالة فيها مصلحة للوكيل أو الغير‪,‬ال يجوز عزل وكيل الخصومة متى أصبحت الدعوى جاهزة‬
‫للحكم الوكيل الخصومة حيث ال يبقى للمحكمة سوى حجزها إلصدار حكم فيها ‪ .‬حيث يمكن اعتبار عزل الوكيل في هذه‬
‫‪ .‬الحالة تعسفا ظاهرا من طرف الموكل‬
‫وإلغاء الوكالة قد يكون صريحا أو ضمنيا حسب الفصل ‪ 932‬ق‪.‬ل ‪.‬ع ويستخلص اإللغاء الضمني للوكالة من بعض الوقائع‬
‫‪url:#_ftn19‬والمالبسات كتعيين الموكل لوكيل أخر للقيام بنفس التصرف [[‪]]19‬‬
‫وتنتهي الوكالة بتنازل الوكيل عنها شريطة أن يخبر الوكيل الموكل بتنازله عن الوكالة وأن يتخذ التدابير الالزمة للمحافظة‬
‫على مصالح الموكل ‪ ،‬فإن لم يتخذ هذه التدابير فإنه يصبح مسؤوال عن األضرار التي قد تلحق الموكل وذلك تحت طائلة‬
‫المطالبة بالتعويض وهو ما نص عليه الفصل ‪ 935‬ق‪.‬ل‪.‬ع ‪,‬كما يمتد واجب الوكيل في اإلخطار إلى الغير الذي له مصلحة‬
‫‪url:#_ftn20‬وإال استحق هذا الغير تعويضا عما قد يصيبه من ضرر وذلك حسب الفصل ‪ 936‬من ق‪.‬ل‪.‬ع[[‪]]20‬‬
‫دون أن ننسى حالة الموت أو فقدان األهلية ‪ .‬حيث تنتهي الوكالة بموت الوكيل أو الموكل ‪ .‬وذلك لكونها تقوم على االعتبار‬
‫الشخصي وال تمتد إلى الخلف ‪,‬أما إذا كانت الوكالة معطاة من طرف عدة موكلين فإنها ال تنتهي إال بالنسبة لمن مات منهم‬
‫حيث تنتهي بالنسبة لنصيب الهالك من الصفقة ما لم تكن غير قابلة للتجزئة حسب الفصل ‪ 933‬ق‪.‬ل ‪,‬ع كما أن الوكالة‬
‫المعطاة من شخص معنوي تنتهي بانتهاء ذلك الشخص تطبيقا لمقتضيات الفصل ‪ 930‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫إال أن الوكالة ال تنتهي بمجرد موت الموكل بل تبقى قائمة إلى أن يعلم الوكيل بذلك حيث تبقى صحيحة التصرفات التي يبرمها‬
‫الوكيل باسم الموكل خالل الفترة التي يجهل فيها موت الموكل شريطة أن يجهل ذلك الغير بدوره حسب الفصل ‪ 939‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪ ،‬كما تنقضي الوكالة بحدوث تغيير في حالة الموكل كأن يحجز عليه بمقتضى حكم قضائي حسب الفصل ‪ 938‬ق‪.‬ل‪.‬ع إال‬
‫أنه يطبق في حالة الوكيل أيضا وإن لم ينص المشرع صراحة على ذلك ‪ .‬علما أن الفصل ‪ 880‬ق‪.‬ل‪,‬ع يشترط في الوكيل‬
‫‪url:#_ftn21‬أن يكون متمتعا بالتمييز وبقواه العقلية [[‪]]21‬‬

‫الهوامش‬
‫أنظر على سبيل المثال إحكام األحكام على تحفة الحكام للشيخ محمد بن يوسف الكافي[‪-]1‬‬
‫أنور طلبة‪:‬المطول في شرح القانون المدني"ج "التشريعات‪،‬إيجار األماكن‪،‬العارية‪،‬الوكالة "الطبعة الثانية ‪ 2006‬المكتب‪1.‬‬
‫‪ .‬الجامعي الحديث االسكندرية ص ‪228‬‬
‫عبد السالم أحمد فيغو‪:‬العقود المدنية الخاصة في القانون المغربي‪ ،‬طبعة ‪ 2008 1‬مطبعة األمنية الرياط‪.]3[.‬‬
‫عبد الكريم شهبون‪":‬الشافي في قانون االلتزامات و العقود المغربي "الكتلب الثاني العقود المسماة ومايشابهها طبعة‪.‬‬
‫‪]4[1/2002‬‬
‫قرار عدد ‪ 170‬بتاريخ ‪" 1990‬حيث إن من الوصل الذي أدلى به الطاعن والمسلم إليه من السمسار إن إتمام البيع معلق‪-‬‬
‫على موافقة المالك‪ ،‬وان المالك ينفي أن يكون أعطى موافقة على البيع ‪ ،‬كما أن الطاعن لم يثبت هذه الموافقة ‪ ،‬وأن وجود‬
‫بيوع أخرى قد وافق عليها المالك ال يلزم منه موافقة على هذا البيع ‪ ،‬إذ الموافقة على البيع كأي تصرف ناقل للملكية يجب‬
‫أن تكون صريحة وواضحة و ال يمكن استنتاجها من وقوع عمليات مماثلة على فرض وجودهّا"[‪]5‬‬

You might also like