Professional Documents
Culture Documents
Lecture 5-6
Lecture 5-6
يوفر قانون العمل الكثير من االمتيازات للعامل ،ولكن بدون توافر هذا العقد سيفقد العامل الكثير من هذه
االمتيازات.
ومنعا ً من محاولة رب العمل للتهرب من التزاماته اتجاه العامل توجب علينا التمييز ما بين عقد العمل و
العقود المشابهة له.
بيان أوجه االختالف و التشابه ما بين عقد العمل من جهة و العقود المشابهة له من جهة أخرى .و
المقصود هنا عقد المقاولة و الشركة و الوكالة و االيجار.
هو عقد يتعهد بموجبه أحد الطرفين على أن يؤدي عمالً أو يصنع شيئا ً مقابل أجر يقدمه الطرف
األخر( .م 612 .ق.م).
تحليل بسيط لهذا التعريف نجد مقدار الشبه الكبير ما بين عقد العمل و عقد المقاولة.
ففي كال العقدين يوجد طرفين بحيث يلتزم أحد األطراف بتقديم عمل لحساب الطرف االخر الذي سيقدم
بدوره االجر.
1
عقد المقاولة بهذا المعنى من أكثر العقود تشابها ً بعقد العمل سيما أن المقاولين يوجدون في مركز مالي و
اقتصادي متواضع كالعمال.
)1بحسب بعض الفقهاء فأن معيار التفرقة يجب أن ينصب على طبيعة محل العقد .ففي حين أن
التزام العامل نحو رب العمل هو التزام بعناية ،فأن التزام المقاول اتجاه رب العمل هو التزام
بنتيجة معينة.
الرد على هذا الراي بأنه ممكن للعامل أن ينصب التزامه اتجاه رب العمل على نتيجة أيضاً .و هذه حالة
األجر عندما يحدد على أساس اإلنتاج .و مع ذلك ال يمكن لنا أن نعتبره مقاول.
)2البعض األخر من الفقهاء ذهب العتماد طريقة األجر كمعيار للتمييز ما بين العقدين .بحيث يقدّر أجر
المقاول على أساس إنتاج العمل ،بينما العامل يحدد أجره على أساس زمن العمل.
ايضا ً هذا الرأي تعرض النتقادات كونه يمكن للعامل أن يحدد أجره على أساس اإلنتاج .و مع ذلك ال
يمكن لنا أن نعتبره مقاول.
)3بعض الفقهاء ذهب إلى أن المقاول يقدم عمله لعدة عمالء في حين أن العامل يقدم عمله لصاحب
العمل فقط.
يؤخذ على هذا الرأي مجافاته للحقيقة ،ففي أحيان كثيرة يقتصر المقاول عمله على عميل واحد كما هو
خال متعهد الصحية الذي تقتصر خدماته على شركة بناء واحدة.
في حين أنه ممكن للعامل أن يقدم عمله للجميع دون إمكانية اعتباره مقاوالً .و هذه حالة عمال الشحن و
التفريغ الذين يعملون في الموانئ البحرية.
)4البعض األخر من الفقهاء ذهب إلى أن المقاول قد يستعين بعمال آخرين لتنفيذ العمل في حين أن
العامل يلتزم بأداء العمل شخصياً.
الرد يكون بأن هنالك الكثير من المقاولين ينفذون أعمالهم بأنفسهم دون االستعانة بآخرين ،كما أن
استخدام العامل لعمال آخرين لمساعدته في انجاز العمل ،ال ينفي عنه صفة التبعية و خضوعهم ألحكام
قانون العمل.
2
)5معيار التبعية القانونية :ربما يكون هذا المعيار هو المعيار الحاسم للتمييز ما بين عقد المقاولة و عقد
العمل.
فحين تتوافر عالقة التبعية من حيث خضوع العامل إلشراف و سلطة و إدارة رب العمل نكون
أمام عقد العمل .و حين تتخلف هذه التبعية لتحل محلها استقاللية المقاول نكون أمام عقد مقاولة.
أمثلة توضيحية:
.1اذا كان عمل المحرر خاضع إلشراف و رقابة وسلطة صاحب الجريدة فنحن أمام عقد عمل.
كونه ال يتمتع بأي هامش من الحرية للتعبير عن أفكاره .في حين أن الكتّاب الكبار يتمتعون بقدر
كبير من االستقاللية لنكون أمام عقد مقاولة.
.2أيضا ً فأن عالقة صاحب المسرح بأفراد الفرقة المسرحية تعد من قبيل عقد العمل لما يملكه من
سلطة رقابة و اشراف في حين أن عالقة المنتج بالمخرج السينمائي الذي يمتلك فيها المخرج تلك
الحرية من اختيار للقصة و التعاقد مع الممثلين ومعالجة المشاكل .تجعل من عقده أقرب ما يكون
لعقد المقاولة.
3
عقد العمل و عقد الوكالة..
أ) تعتبر الوكالة من العقود التي قصرها المشرع على العمل القانوني دون العمل المادي (م.
665ق .م) .في حين أن عقد العمل ممكن أن يكون محله عمل قانوني أو عمل مادي (م 47 .ق.
ع).
لذلك فاإلشكالية تثار فقط عندما يكون موضوع عقد العمل عمالً قانونيا ً بحتاً .عندئذ يقترب
مضمون عقد العمل من مضمون عقد الوكالة لدرجة ال يستهان بها.
سيما إذا ما الحظنا االتجاه السائد لتكون الوكالة مأجورة في أغلب األحيان .خصوصا ً عندما
نكون أمام وكالة قانونية كما في حالة وكالة المحامي.
أيضا ً فأن كثيرا ً ما يقيد الموكل عمل الوكيل بكثير من الشروط و التعليمات و التي تشبه إلى حد
بعيد تلك التي يصدرها رب العمل للعامل.
يعتبر عنصر األجر أساسي في عقد العمل سيما إذا ما كان هذا العمل داخالً في مهنة من أداه .أو
كان العمل مما لم تجري العادة على التبرع به( .م 647 .ق .م).
في حين أن الوكالة في األصل تبرعية مالم يتم االتفاق على خالف ذلك صراحة أو ضمنا ً (م.
675ق.م).
في عقد الوكالة يجوز لكال الطرفين إنهاء الوكالة في أي وقت ولو تم االتفاق على خالف ذلك.
(م 682 ،681 .ق .م).
في حين أن إنهاء عقد العمل الغير محدد المدة يخضع إلجراءات و قيود شكلية و موضوعية.
4
-3من حيث الختصاص القضائي..
إذا ما نشأت منازعة في عقد الوكالة فأن االختصاص القضائي يخضع للقواعد العامة ،باستثناء
الخالفات المتعلقة بأتعاب المحامي عندما يكون وكيالً فاالختصاص ينعقد لمجلس فرع النقابة
الذي ينتسب اليه المحامي.
في حين أن االختصاص القضائي في المنازعات المتعلقة بعقد العمل و ما ينشأ عنه
فاالختصاص معقود للمحكمة البداية العمالية.
❑ و للتفريق ما بين العقدين ال بد من اعتماد مدى توافر رابطة التبعية القانونية .بحيث نكون أمام
عقد عمل إذا ما كان العامل خاضعا ً لرقابة و إشراف صاحب العمل.
❑ ليس من السهل اعتماد مبدأ التبعية القانونية للتفريق ما بين عقد الوكالة و عقد العمل .ألن الوكيل
ايضا ً يتبع أوامر و توجيهات الموكل األمر الذي قد يؤدي إلى الخلط ما بين العقدين.
❑ ولكن االستقاللية التي يتمتع بها الوكيل نسبيا ً هي أكبر من تلك التي يتمتع بها العامل .بحيث يبقى
للوكيل ذلك القدر للتعبير عن إراداته في حدود السلطات المخولة له.
❑ بمعنى أن الوكيل يحترم توجيهات الموكل و لكن ال يخضع لسلطته في حين أن العامل يخضع
إلرادة و سلطة صاحب العمل بشكل كامل.
❑ في عقد الوكالة ..يتلقى الوكيل تعليمات و توجيهات الموكل لكن أدوات التنفيذ و أوقاته يبقى أمر
اختيارها و تحديدها متروك للوكيل.
في حين أن الباعة في المحال التجارية ال يتمتعون بذلك القدر من االستقاللية بحيث نجد أن ❑
التبعية لرب العمل تكون واضحة من خالل تحديده ألوقات الدوام و ممارسة سلطة اإلشراف و
الرقابة على عماله في المتجر.
5
❑ بينما المفوض في إدارة المطعم أو الفندق ..يظهر بوضوح ممارسته لتلك االستقاللية في عمله
من خالل تحديد أوقات داوم العمال و صرف الحوافز و عدم خضوعه لرقابة و سلطة صاحب
العمل .وبما أن الرقابة عنصر أساسي في عقد العمل األمر الذي ينفي عن عقده هذه الصفة.
الشركة عبارة عن عقد يلتزم بمقتضاه شخصان أو أكثر بتقديم حصة من مال أو عمل بهدف تأسيس
مشروع مالي القتسام ما ينشأ عن هذا المشروع من ربح أو تحمل ما ينتج عنه من خسارة( .م473 .
ق.م).
بما أنه من الجائز في عقد الشركة أن تقتصر الحصة على ما يقدمه الشريك من عمل ..فمن هنا قد
يحصل الخلط مع عقد العمل ،عندما تحدد أجرة العامل كنسبة من األرباح.
عقد العمل من العقود الرضائية التي تنعقد بمجرد اتفاق الطرفين .و الكتابة فيها ليست بشرط
انعقاد و إنما بشرط صحة بمعنى أن العامل يستطيع اثباته بجميع وسائل األثبات .في حين أن
الكتابة شرط أثبات بالنسبة لرب العمل فقط.
أما بالنسبة للشركة ..فأن الكتابة من الشروط الشكلية بحيث أن الشركة ال تنعقد إال بالكتابة( .م.
.475ق.م).
6
)2من المشاركة في الخسائر:
يتحمل الشريك بالشركة الخسائر التي قد تصيب المشروع ،في أن العامل في عقد العمل ال
يتحمل ذلك .و أنما تقع على عاتق رب العمل لوحده ،حتى و لو كان أجره نسبة من األرباح
بحيث يبقى للعامل في حالة الخسارة ،الحد األدنى من األجر المقرر قانوناً.
❑ وفق هذا المعيار فإن الشريك وحده من يتحمل الخسارة إذا ما لحقت بالشركة .في حين أن العامل
سيحصل على أجره المتفق عليه في أخر الشهر أو األسبوع حسب االتفاق.
❑ هذا المعيار تعرض للنقد كون األجر ممكن أن يكون في جزء منه نسبة من األرباح ،فإذا ما
تعرض رب العمل للخسارة فأن العامل سيخسر معه تلك النسبة المئوية المتفق عليها ،بحيث يبقى
ّ
له الجزء األخر من األجر .وهذا نوع من المشاركة في ت ّحمل الخسائر.
من المسلم به فقها ً و قضا ًء بأن التمييز ما بين العقدين يقوم على أساس التبعية القانونية .ففي حين
أن العامل يخضع في عمله إلشراف و إدارة ورقابة رب العمل فأن الشريك ال يخضع لمثل ذلك
من بقية شركائه .فالتدخل بأعمال اإلدارة ممنوع على الشركاء تحت طائلة اعتبار الشريك
المتدخل مدير فعلي.
7
عقد العمل ..و عقد اإليجار..
➢ كان فيما مضى يطلق على عقد العمل عقد إيجار األشخاص أو الخدمات ،يقابله عقد إيجار
األشياء.
➢ أما اليوم فقد جرى التمييز ما بين عقد العمل الذي محله هو عمل اإلنسان و ما بين عقد اإليجار
الذي يْرد على األشياء المادية بحيث يلتزم المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة
لمدة معينة لقاء أجر معلوم( .م 526 .ق.م).
➢ فعلى سبيل المثال ال الحصر عندما نكون أمام اتفاق يُعقد ما بين صاحب سيارة و سائق ،بحيث
يتم االتفاق على نسبة من االيراد يأخذه السائق مقابل السماح له باالنتفاع من السيارة .فهل نحن
أمام عقد ايجار أم شركة؟
➢ ففي حال التزام السائق بتوجيهات و تعليمات صاحب السيارة ،من حيث تحديد ساعات العمل و
المناطق التي يعمل فيها .و فيما إذا ما كان صاحب السيارة شوفور سابق أو حالي؟ فنحن حتما ً
أمام عقد عمل.
➢ أما إذا كان السائق يتمتع بقدر من االستقاللية بحيث هو الذي يحدد ساعات عمله ،و يختار
المناطق التي يعمل فيها و يت ّحمل ما يقع للسيارة من تلف أو ضرر .مقابل مبلغ من المال عن كل
فترة محددة يدفعه السائق لصاحب السيارة .فنحن بكل تأكيد أمام عقد إيجار.
8