You are on page 1of 6

‫االسم ‪ :‬علي قاسم محمد علي‬

‫القسم ‪ :‬ادارة االعمال‬

‫المرحلة ‪ :‬الثانية‬

‫اسم التقرير ‪ :‬عقد الوساطة التجارية وعقد وكالة العقود‬

‫االستاذ المشرف على التقرير ‪ :‬د‪ .‬نجاة شاكر محمود‬


‫ان وكالة العقود تمثل إحدى صور الوكالة التجارية القائمة على فكرة النيابة في التعاقد عندما‬
‫يكون وكيل العقود مكلفا بإبرام الصفقات نيابة عن الموكل وليس باسمه الشخصي(‪ .)1‬لذلك‬
‫سنتناول دراسة عقد وكالة العقود وبيان اوجه االختالف والشبه بينه وبين عقد الوساطة‬
‫التجارية كما يأتي ‪:‬‬

‫أوالً ‪ -‬من حيث الدور الذي يؤديه كل من وكيل العقود والوسيط التجاري‪ 6‬في العمل المكلف‬
‫به‪.‬‬

‫في البداية البد من تعريف عقد وكالة العقود قبل التمييز بينه وبين عقد الوساطة التجارية فقد‬
‫عرف هذا العقد بأنه (( عقد يلتزم بموجبه شخص بأن يتولى على وجه االستمرار‪ 6‬وفي‪ 6‬منطقة‬
‫نشاط معينة الترويج والتفاوض وإ برام‪ 6‬الصفقات باسم الموكل ولحسابه لقاء اجر ويجوز ان‬
‫تشتمل مهمته تنفيذها باسم الموكل ولحسابه )) (‪ .)2‬وقد عرف وكيل العقود او الوكيل‬
‫التجاري بأنه (( شخص يحترف‪ 6‬تصريف‪ 6‬البضائع لحساب مشروع او عدة مشاريع وال يتعاقد‬
‫باسمه الشخصي كالوكيل بالعمولة بل باسم موكله الذي يعمل لحسابه))(‪ .)3‬من خالل التعريف‬
‫يمكن ان نبين دور وكيل العقود في العمل المكلف به اذ ان موضوع الوكالة قد يقتصر على‬
‫مجرد الحث والتفاوض على ابرام الصفقات لمصلحة الوكيل بمعنى ان مهمته تنحصر بمجرد‬
‫التوسط بين الموكل والعمالء أي البحث عن العمالء واقناعهم بشروط التعاقد ثم إحضارهم‪6‬‬
‫للموكل ليتعاقدوا‪ 6‬معه دون تدخل منه في ابرام العقد والغالب هنا ان يحتفظ وكيل العقود بعقود‬
‫موقعه من الموكل بحيث يقتصر االمر على توقيع العميل عليها وبذلك تتم الصفقة بين الموكل‬
‫وتقترب مهمة وكيل العقود هنا‬ ‫والعميل مباشرة دون ان يتقابال بفضل وساطة الوكيل(‪.)4‬‬
‫من مهمة الوسيط‪ 6‬التجاري حيث يقوم كل منهما بعمل مادي هو التوسط‪ 6‬اليجاد متعاقد اخر‬
‫تتميز عن مهمة الوسيط التجاري‪ 6‬في انه ال يشترط‬
‫إلبرام عقد معين اال ان مهمة وكيل العقود ّ‬
‫ان يتم التعاقد فعال بين العميل ومن تعاقد معه وكيل العقود ذلك ان مهمته تنتهي بمجرد وضع‬
‫العميل امام من تعاقد معه في حين ان الوسيط‪ 6‬التجاري ال يستحق‪ 6‬اجره اذا لم يتم العقد الذي‬
‫سعى للتوسط فيه مهما كانت الجهود التي بذلها في سبيل إتمام العقد(‪ .)5‬فمهمة وكيل العقود‬
‫بهذه الصورة هي وساطة من نوع خاص في االعمال التجارية ولكن االمر الغالب ان تتجاوز‬
‫مهمة وكيل العقود مناقشة الصفقة ووضع العميل امام الموكل الى وجوب ابرام العقد وبذلك‬
‫فإن عمله ال يقتصر على الوساطة فقط وانما يتعدى ذلك الى ابرام العقد وفي‪ 6‬هذه الحالة فإنه‬
‫يبرم الصفقة لحساب موكله واثار العقد تنصب مباشرة في ذمة الموكل وكأنه هو الذي يباشر‬
‫التصرف باسمه كما ان العالقات التي تنشأ عن هذا العقد هي عالقات مباشرة بين الموكل‬
‫والغير الذي يتعاقد‪ 6‬مع وكيل العقود(‪ .)6‬وقد جرى العمل على ان يقوم الموكل بتسليم الوكيل‬
‫المنتجات المراد تصريفها ليحتفظ بها هذا االخير في مخازنه حتى يتمكن من تنفيذ العقود التي‬
‫يبرمها لحساب الموكل فيسلم البضاعة للمشتري مقابل استالم الثمن وبذلك يتجنب المشتري‪6‬‬
‫مشقة السفر الى الجهة التي يوجد فيها مركز المنتج (‪ ، )7‬ويكون ذلك بمثابة تفويض صادر‬
‫من الموكل الى الوكيل بتنفيذ العقد غير ان ذلك ال يؤثر في قيام العالقة مباشرة بين الموكل‬
‫والمشتري‪ 6‬بحيث يكون لكل منهما مقاضاة االخر في حالة اإلخالل بالتزامه (‪ .)8‬وفي حالة‬
‫يتميز عن عمل‬
‫قيام وكيل العقود بإبرام الصفقة نيابة عن موكله وباسم‪ 6‬الموكل فإن عمله ّ‬
‫الوسيط التجاري اذ انه في هذه الحالة يقوم بعمل قانوني‪ 6‬هو ابرام الصفقة نيابة عن الموكل‬
‫وباسمه في حين ان الوسيط التجاري‪ 6‬يقوم بعمل مادي هو التقريب بين الطرفين‪ 6‬من اجل ابرام‬
‫يتميز دوره عن دور وكيل العقود ‪ ،‬فضال عن ذلك فإن‬
‫العقد دون التعاقد باسم الموكل وبذلك ّ‬
‫وكيل العقود يرتبط مع شخص معين يسعى الى ابرام عقود لمصلحته على خالف الوسيط‬
‫التجاري الذي اليرتبط‪ 6‬غالبا بعميل واحد‪.‬‬

‫ثانياً ‪ -‬من حيث استقاللية كل من الوسيط التجاري ووكيل‪ 6‬العقود ‪.‬‬


‫في هذه النقطة يتشابه وكيل العقود مع الوسيط‪ 6‬التجاري من حيث استقاللية كل منهما في أداء‬
‫عمله فوكيل‪ 6‬العقود ال يقوم بمهمته تحت إشراف وأوامر الموكل وانما هو الذي يقرر طريقة‬
‫ووسيلة مباشرته الحرفة النه يتمتع باالستقالل في عمله وال يخضع إلشراف‪ 6‬او توجيه الموكل‬
‫‪ ،‬حقيقة ان الموكل يصدر للوكيل التجاري التعليمات المتعلقة بثمن المبيع وشروطه غير ان‬
‫الموكل ال يتعدى ذلك فال يكلف الوكيل بالعمل على نحو معين (‪ .)9‬فالوكيل بالعقود هو الذي‬
‫يختار إقامة مكتب يلتقي فيه بالعمالء وهو الذي يحدد مكان نشاطه والفروع‪ 6‬التي يرغب في‬
‫إنشائها وهو الذي يحدد مواعيد مزاولة مهنته ومن يتعاونون معه من وكالء بالباطن او‬
‫مستخدمين كما انه هو الذي يحدد معاملته للعمالء واجتذابهم (‪ . )10‬ويترتب على صفة‬
‫االستقالل بان وكيل العقود يستطيع القيام ببعض االعمال التجارية لحسابه الخاص كما يستطيع‬
‫ان يمثل اكثر من مشروع‪ 6‬في نفس الوقت سواء كانت تنتج سلعة واحدة او سلعا مختلفة (‪.)11‬‬
‫كما انه يستطيع ان يعين ويستخدم‪ 6‬ما يشاء من الموظفين والمستخدمين‪ 6‬في منشأته دون الحاجة‬
‫الى الحصول على اذن او ترخيص من الموكلين كذلك له ان يعين نواباً عنه او وكالء دون‬
‫الحصول على موافقة او ترخيص من الموكلين كما يستطيع ان يجري ما يراه من تعديالت او‬
‫تغييرات في منشأته وفقا لما تتطلبه الظروف‪ 6‬التي يقدرها هو وحده دون الحاجة الى الحصول‬
‫على اذن من الموكلين(‪ .)12‬فمثل هذه التصرفات تبرز صفة االستقالل التي يتمتع بها وكيل‬
‫العقود وفي ذلك يلتقي مع الوسيط التجاري الذي يعتبر مستقال في عمله دون ان يكون تابعا‬
‫ألي من طرفي‪ 6‬العقد وهذه االستقاللية تفرقهما عن غيرهما من الوسطاء الذين يرتبطون‬
‫بالموكل بعالقة تبعية مثل العمال والمستخدمين والموظفين ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ -‬تجارية كل من وكالة العقود والوساطة التجارية ‪.‬‬


‫ان عقد وكالة العقود هو عقد تجاري ونصت على تجاريته القوانين المختلفة فقد نص القانون‬
‫العراقي على تجارية هذا العقد بموجب الفقرة ‪ 16‬من المادة الخامسة من قانون التجارة‬
‫العراقي ويقابلها في القانون المصري الفقرة الثانية من المادة الخامسة اذ تعتبر وكالة العقود‬
‫احدى صور الوكالة التجارية وعالجها القانون المصري‪ 6‬بشكل مفصل في متن قانون التجارة(‬
‫‪ .)13‬كما ان المادة (‪ )80‬من قانون التجارة األردني‪ 6‬أضفت على الوكالة الصفة التجارية اذ‬
‫كانت تتعلق بمعامالت تجارية لذا يكون المشرع األردني‪ 6‬قد اعتد بموضوع‪ 6‬الوكالة أي طبيعة‬
‫األعمال التي تناولتها‪ 6‬فإذا كانت هذه األعمال أعماالً تجارية بطبيعتها او بالتبعية كنا بصدد‪6‬‬
‫وكالة تجارية اما اذا كان موضوع الوكالة عمال مدنيا فالوكالة مدنية(‪ .)14‬وقد نازع جانب‬
‫من الفقه (‪ .)15‬في الصفة التجارية لوكيل العقود ألنه ال يقوم باألعمال التجارية باسمه‬
‫الشخصي ولحسابه الخاص بل باسم ولحساب موكله الذي يكون تاجرا فهو يمثل موكله في‬
‫قيامه بهذه االعمال والتمثيل في القيام باإلعمال التجارية ليس عمال تجاريا في ذاته لكن الرأي‬
‫الراجح يذهب الى اعتبار وكيل العقود تاجرا متى باشر هذا العمل على شكل مشروع او‬
‫مقاولة أي على سبيل االحتراف(‪ .)16‬ذلك ان اساس اكتسابه صفة التاجر هو احترافه القيام‬
‫بعمل تجاري مع استقالله عن موكله رغم كونه يتصرف‪ 6‬باسم موكله فوكيل العقود ال يقوم‬
‫بمهمته تحت إشراف وأوامر الموكل إنما هو الذي يقرر طريقة ووسيلة مباشرته لحرفته (‬
‫‪ .)17‬ونالحظ ان هذه االختالفات‪ 6‬الفقهية ال مجال لها في الوقت الحاضر‪ 6‬نظرا لصراحة‬
‫نصوص القوانين المذكورة آنفاً اذ نصت على تجارية هذا العقد في متونها ‪ .‬ان هذا العقد هو‬
‫عقد تجاري كما هو الحال في عقد الوساطة التجارية ولكن يشترط‪ 6‬لتجاريته ممارسته على‬
‫وجه االحتراف‪ 6‬وفي شكل مشروع وهذا الخالف فيه بالنسبة لوكيل العقود في حين قام‬
‫الخالف بالنسبة للوسيط التجاري حيث يذهب الرأي الراجح الى ان عملية الوساطة المنفردة‬
‫تعتبر تجارية على رأي اكثر الفقه‪ .‬اما فيما يتعلق بطبيعة العملية موضوع‪ 6‬الوكالة فالبد من ان‬
‫تكون تجارية حتى يعتبر العمل تجارياً فإذا كان موضوع الوكالة مدنيا فال تكون الوكالة‬
‫تجارية بل تكون وكالة مدنية عادية في حين ال أهمية لطبيعة الصفقة في عقد الوساطة‬
‫التجارية سواء كانت مدنية أم تجارية ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ -‬من حيث الضمانات التي يوفرها‪ 6‬القانون لكل من وكيل العقود والوسيط‪ 6‬التجاري ‪.‬‬
‫ال يتمتع وكيل العقود بأي ضمان لحقوقه تجاه الموكل وليس له اال الضمان العام لكل وكيل‬
‫وهو حبس البضائع التي يحوزها لحساب الموكل انتظاراً لبيعها(‪ ،)18‬وهذا الحق في الحبس‬
‫ليس مقررا بنص خاص وإ نما هو تطبيق للقواعد العامة الواردة في القوانين المدنية (المادة‬
‫‪ )280‬من القانون المدني العراقي ويقابلها المادة (‪ )246‬من القانون المدني المصري‪ 6‬والمادة‬
‫(‪ )388‬من القانون المدني األردني‪ 6‬وهذه المواد أجازت لحائز الشيء ان يمتنع عن رده حتى‬
‫يستوفي‪ 6‬ما هو مستحق له (‪ ،)19‬وهو بذلك يختلف عن الوكيل بالعمولة الذي يكون له امتياز‬
‫على البضاعة التي يحوزها‪ 6‬لحساب الموكل من اجل استيفاء المبالغ المخصصة له إذ أن‬
‫القاعدة القانونية تقول انه ال امتياز إال بنص(‪ .)20‬والواقع انه ال محل المتياز خاص‬
‫لمستحقات وكيل العقود ذلك ان طبيعة مهمته تختلف اختالفا جوهريا‪ 6‬عن طبيعة مهنة الوكيل‬
‫بالعمولة فالوكيل بالعمولة يتعرض للمسؤولية المباشرة تجاه من يتعاقد‪ 6‬معه نتيجة تعاقده باسمه‬
‫الشخصي عن أي إخالل بااللتزامات‪ 6‬الناشئة عن العقد كما يتحمل الوكيل بالعمولة المخاطر‪6‬‬
‫التي تعرقل تنفيذ هذه االلتزامات اذا ما كان وكيال ضامنا لنتيجة التصرف والوجود‪ 6‬لمثل هذه‬
‫المخاطر بالنسبة لوكيل العقود فهو يتعاقد‪ 6‬باسم موكله ولحساب هذا االخير (‪. )21‬ولعله من‬
‫الضروري‪ 6‬تقرير امتياز للوكيل التجاري‪ 6‬على أموال الموكل وبضائعه مثله مثل الوكيل‬
‫بالعمولة كما فعل المشرع المصري(‪ ،)22‬حرصاً على مصالح الوكالء التجاريين وتشجيعا‪6‬‬
‫لهم على ممارسة أعمالهم باطمئنان وثقة إذ من الممكن بعد ان ينفذ الوكيل التزاماته ان ال‬
‫يستطيع الحصول‪ 6‬على مستحقاته من الموكل لعدم وجود أي من الضمانات الجدية التي تمكنه‬
‫من الحصول على حقوقه في ذمة الموكل‪ .‬ان عدم تقرير ضمانات لوكيل العقود بموجب‬
‫نصوص خاصة كالحق في االمتياز‪ 6‬يجعله متشابها في ذلك مع الوسيط التجاري اذ لم تقرر‬
‫القوانين المعالجة لهذا العقد أي من الضمانات للوسيط التجاري التي تمكنه من الحصول على‬
‫حقوقه المترتبة في ذمة المتعاقدين معه ‪ .‬أما فيما يتعلق بدور وكيل العقود في تنفيذ العقد‬
‫فاألصل انه غير مسؤول‪ 6‬عن ذلك إال إذا كان هناك شرط صريح بالتنفيذ ويسمى شرط‬
‫الضمان ‪ ،‬و في هذه الحالة فقط يكون مسؤوال عن تنفيذ العقد ‪.... .‬‬

You might also like