Professional Documents
Culture Documents
المرحلة :الثانية
أوالً -من حيث الدور الذي يؤديه كل من وكيل العقود والوسيط التجاري 6في العمل المكلف
به.
في البداية البد من تعريف عقد وكالة العقود قبل التمييز بينه وبين عقد الوساطة التجارية فقد
عرف هذا العقد بأنه (( عقد يلتزم بموجبه شخص بأن يتولى على وجه االستمرار 6وفي 6منطقة
نشاط معينة الترويج والتفاوض وإ برام 6الصفقات باسم الموكل ولحسابه لقاء اجر ويجوز ان
تشتمل مهمته تنفيذها باسم الموكل ولحسابه )) ( .)2وقد عرف وكيل العقود او الوكيل
التجاري بأنه (( شخص يحترف 6تصريف 6البضائع لحساب مشروع او عدة مشاريع وال يتعاقد
باسمه الشخصي كالوكيل بالعمولة بل باسم موكله الذي يعمل لحسابه))( .)3من خالل التعريف
يمكن ان نبين دور وكيل العقود في العمل المكلف به اذ ان موضوع الوكالة قد يقتصر على
مجرد الحث والتفاوض على ابرام الصفقات لمصلحة الوكيل بمعنى ان مهمته تنحصر بمجرد
التوسط بين الموكل والعمالء أي البحث عن العمالء واقناعهم بشروط التعاقد ثم إحضارهم6
للموكل ليتعاقدوا 6معه دون تدخل منه في ابرام العقد والغالب هنا ان يحتفظ وكيل العقود بعقود
موقعه من الموكل بحيث يقتصر االمر على توقيع العميل عليها وبذلك تتم الصفقة بين الموكل
وتقترب مهمة وكيل العقود هنا والعميل مباشرة دون ان يتقابال بفضل وساطة الوكيل(.)4
من مهمة الوسيط 6التجاري حيث يقوم كل منهما بعمل مادي هو التوسط 6اليجاد متعاقد اخر
تتميز عن مهمة الوسيط التجاري 6في انه ال يشترط
إلبرام عقد معين اال ان مهمة وكيل العقود ّ
ان يتم التعاقد فعال بين العميل ومن تعاقد معه وكيل العقود ذلك ان مهمته تنتهي بمجرد وضع
العميل امام من تعاقد معه في حين ان الوسيط 6التجاري ال يستحق 6اجره اذا لم يتم العقد الذي
سعى للتوسط فيه مهما كانت الجهود التي بذلها في سبيل إتمام العقد( .)5فمهمة وكيل العقود
بهذه الصورة هي وساطة من نوع خاص في االعمال التجارية ولكن االمر الغالب ان تتجاوز
مهمة وكيل العقود مناقشة الصفقة ووضع العميل امام الموكل الى وجوب ابرام العقد وبذلك
فإن عمله ال يقتصر على الوساطة فقط وانما يتعدى ذلك الى ابرام العقد وفي 6هذه الحالة فإنه
يبرم الصفقة لحساب موكله واثار العقد تنصب مباشرة في ذمة الموكل وكأنه هو الذي يباشر
التصرف باسمه كما ان العالقات التي تنشأ عن هذا العقد هي عالقات مباشرة بين الموكل
والغير الذي يتعاقد 6مع وكيل العقود( .)6وقد جرى العمل على ان يقوم الموكل بتسليم الوكيل
المنتجات المراد تصريفها ليحتفظ بها هذا االخير في مخازنه حتى يتمكن من تنفيذ العقود التي
يبرمها لحساب الموكل فيسلم البضاعة للمشتري مقابل استالم الثمن وبذلك يتجنب المشتري6
مشقة السفر الى الجهة التي يوجد فيها مركز المنتج ( ، )7ويكون ذلك بمثابة تفويض صادر
من الموكل الى الوكيل بتنفيذ العقد غير ان ذلك ال يؤثر في قيام العالقة مباشرة بين الموكل
والمشتري 6بحيث يكون لكل منهما مقاضاة االخر في حالة اإلخالل بالتزامه ( .)8وفي حالة
يتميز عن عمل
قيام وكيل العقود بإبرام الصفقة نيابة عن موكله وباسم 6الموكل فإن عمله ّ
الوسيط التجاري اذ انه في هذه الحالة يقوم بعمل قانوني 6هو ابرام الصفقة نيابة عن الموكل
وباسمه في حين ان الوسيط التجاري 6يقوم بعمل مادي هو التقريب بين الطرفين 6من اجل ابرام
يتميز دوره عن دور وكيل العقود ،فضال عن ذلك فإن
العقد دون التعاقد باسم الموكل وبذلك ّ
وكيل العقود يرتبط مع شخص معين يسعى الى ابرام عقود لمصلحته على خالف الوسيط
التجاري الذي اليرتبط 6غالبا بعميل واحد.
رابعاً -من حيث الضمانات التي يوفرها 6القانون لكل من وكيل العقود والوسيط 6التجاري .
ال يتمتع وكيل العقود بأي ضمان لحقوقه تجاه الموكل وليس له اال الضمان العام لكل وكيل
وهو حبس البضائع التي يحوزها لحساب الموكل انتظاراً لبيعها( ،)18وهذا الحق في الحبس
ليس مقررا بنص خاص وإ نما هو تطبيق للقواعد العامة الواردة في القوانين المدنية (المادة
)280من القانون المدني العراقي ويقابلها المادة ( )246من القانون المدني المصري 6والمادة
( )388من القانون المدني األردني 6وهذه المواد أجازت لحائز الشيء ان يمتنع عن رده حتى
يستوفي 6ما هو مستحق له ( ،)19وهو بذلك يختلف عن الوكيل بالعمولة الذي يكون له امتياز
على البضاعة التي يحوزها 6لحساب الموكل من اجل استيفاء المبالغ المخصصة له إذ أن
القاعدة القانونية تقول انه ال امتياز إال بنص( .)20والواقع انه ال محل المتياز خاص
لمستحقات وكيل العقود ذلك ان طبيعة مهمته تختلف اختالفا جوهريا 6عن طبيعة مهنة الوكيل
بالعمولة فالوكيل بالعمولة يتعرض للمسؤولية المباشرة تجاه من يتعاقد 6معه نتيجة تعاقده باسمه
الشخصي عن أي إخالل بااللتزامات 6الناشئة عن العقد كما يتحمل الوكيل بالعمولة المخاطر6
التي تعرقل تنفيذ هذه االلتزامات اذا ما كان وكيال ضامنا لنتيجة التصرف والوجود 6لمثل هذه
المخاطر بالنسبة لوكيل العقود فهو يتعاقد 6باسم موكله ولحساب هذا االخير (. )21ولعله من
الضروري 6تقرير امتياز للوكيل التجاري 6على أموال الموكل وبضائعه مثله مثل الوكيل
بالعمولة كما فعل المشرع المصري( ،)22حرصاً على مصالح الوكالء التجاريين وتشجيعا6
لهم على ممارسة أعمالهم باطمئنان وثقة إذ من الممكن بعد ان ينفذ الوكيل التزاماته ان ال
يستطيع الحصول 6على مستحقاته من الموكل لعدم وجود أي من الضمانات الجدية التي تمكنه
من الحصول على حقوقه في ذمة الموكل .ان عدم تقرير ضمانات لوكيل العقود بموجب
نصوص خاصة كالحق في االمتياز 6يجعله متشابها في ذلك مع الوسيط التجاري اذ لم تقرر
القوانين المعالجة لهذا العقد أي من الضمانات للوسيط التجاري التي تمكنه من الحصول على
حقوقه المترتبة في ذمة المتعاقدين معه .أما فيما يتعلق بدور وكيل العقود في تنفيذ العقد
فاألصل انه غير مسؤول 6عن ذلك إال إذا كان هناك شرط صريح بالتنفيذ ويسمى شرط
الضمان ،و في هذه الحالة فقط يكون مسؤوال عن تنفيذ العقد .... .