You are on page 1of 22

‫األحكام العامة لألوراق التجارية‬

‫تمتاز األعمال التجارية بخاصية السرعة‪ ،‬ولتحقيق هذه الغاية أوجد المشرع عدة سبل و وسائل متمثلة‬
‫في األوراق التجارية والتي تضع ألحكام ومبادئ منصوص عليها في القانون التجاري الجزائري ‪.‬‬
‫أوال ـ تعريف األوراق التجارية ‪ :‬لم يعرف الم شرع الجزائري األوراق التجارية على غرار باقي‬
‫التشريعات األخرى و منه فان الضرورة تستوجب الرجوع إلى الجانب الفقهي الذي استقر على تعريفها‬
‫كما يلي ‪" :‬أن الورقة التجارية هي محرر مكتوب وفقا ألوضاع شكلية معينة قابلة للتداول بالطرق‬
‫التجارية تمثل حق موضوعة مبلغ من ا لنقود مستحقة الوفاء بمجرد االطالع أو في أجل معينة وجرى‬
‫العرف على قبولها كأداة الوفاء بدال من النقود" ‪.‬‬
‫و لقد تناولها القانون التجاري الجزائري في الكتاب الرابع انطالقا من المادة ‪ 333‬إلى غاية المادة ‪343‬‬
‫والمتمثلة في ‪ :‬السفتجة ‪ ،‬السند ألمر والشيك مع اإلشارة بأن المشرع الجزائري أضاف أوراق تجارية‬
‫أخرى بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 80/33‬المؤرخ في ‪ 53‬أفريل ‪ 3333‬المتمثلة في ‪ :‬سند النقل ‪،‬‬
‫سند الخزن و عقد تحويل الفاتورة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع األوراق التجارية ‪:‬‬
‫‪ . 1‬السفتجة ‪:‬‬
‫فالسفتجة هي ورقة تجارية ثالثية األطراف ‪ ،‬تتضمن أمرا صادرا من شخص يسمى الساحب إلى‬
‫شخص آخر يسمى المسحوب عليه بأن يدفع ألمر شخص ثالث يسمى المستفيد مبلغا معينا من النقود‬
‫بمجرد االطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعيين ‪ ،‬مع اإلشارة بان السفتجة هي عمل تجاري بحسب‬
‫الشكل و كل موقع عليها يخضع لاللتزام التجاري تطرق اليها المشرع الجزائري من المادة ‪ 303‬الى‬
‫غاية ‪ 464‬من القانون التجاري‬
‫‪ . 2‬الشيك ‪ :‬هو صك محرر وفق شكل معين حدده القانون يأمر بموجبه شخص يسمى الساحب‬
‫شخص أخر يسمى المسحوب عليه ويكون عادة مصرفا بان يدفع لدى االطالع مبلغا من النقود ألمره أو‬
‫ألمر شخص آخر أو لل حامل و هو المستفيد و هو عمل تجاري بحب الموضوع تطرق اليه المشرع من‬
‫المادة من المادة ‪ 475‬ال غاية ‪ 343‬من القانون التجاري‬
‫‪.3‬السند ألمر ‪ :‬هو صك محرر وفق شكل معين محدد قانونا يتضمن تعهد شخص يسمى المحرر بان‬
‫يدفع في مكان محدد مبلغا من النقود في تاريخ معين ألمر شخص أخر يسمى المستفيد و هو عمل‬
‫تجاري بحسب الموضوع تطرق اليه المشرع الجزائري من المادة من المادة ‪ 463‬الى غاية ‪ 473‬من‬
‫القانون التجاري‬
‫‪ . 4‬سند الخزن ‪ :‬تطرق إليه المشرع الجزائري من خالل المرسوم التشريعي رقم ‪ 80/33‬المؤرخ‬
‫في ‪ 3333/4/53‬و هو استمارة ضمان ملحقة بوصل البضائع المودعة بالمخازن العمومية و هو قابل‬
‫للتداول عن التظهير تطرق إليه المشرع الجزائري من المادة ‪ 343‬مكرر إلى غاية ‪ 343‬مكرر ‪ 7‬من‬
‫القانون التجاري‬
‫‪ .5‬سند النقل ‪ :‬هو صك يمثل ملكية البضائع محل عقد النقل سوا يتعلق األمر بالنقل البحري أو‬
‫الجوي أو البري و هو قابل للتداول بالطرق التجارية عن طريق التظهير و تطرق إليه المشرع‬
‫الجزائري من المادة ‪ 343‬مكرر ‪ 0‬إلى غاية ‪ 343‬مكرر ‪. 33‬‬
‫‪ . 6‬عقد تحويل الفاتورة ‪ :‬هي عقد تحل بمقتضاه شركة متخصصة تسمى الوسيط محل زبونها‬
‫المسمى المنتمي عندما تسدد فورا لهذا األخير المبلغ التام في الفاتورة ألجل محدد ناتج عن عقد تتكفل‬
‫بتبعية عدم التسديد و ذلك مقابل اجر تطرق المشرع الجزائري الى عقد تحويل الفاتورة من المادة ‪343‬‬
‫مكرر ‪ 34‬إلى غاية المادة ‪ 343‬مكرر ‪ 30‬من القانون التجاري‬

‫‪1‬‬
‫ثالثا ـ خصائص األوراق التجارية ‪ :‬من خالل التعريف السالف الذكر لألوراق التجارية نستخلص‬
‫مجموعة من الخصائص التي تمتاز بها وتتمثل في ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أنها محررات مكتوبة وفقا ألوضاع شكلية معينة حددها القانون وبذلك يستبعد فيها ***** كما‬
‫يشترط فيها القانون ذكر بيانات معينة تنقسم إلى بيانات إلزامية يترتب عن إغفال أحدها فقدان هذه الورقة‬
‫لصفتها التجارية وبيانات اختيارية أعطى المشرع ألطراف السفتجة الحرية في ذكرها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ محل الورقة التجارية يمثل مبلغ من النقود وقد استقر الفقه على أنه يجب أن ينص االلتزام فيها على‬
‫مبلغ معين من النقود إال أن المشرع الجزائري خرج عن هذه الخاصة في تعديله للقانون التجاري‬
‫بموجب المرسوم التشريعي المؤرخ في ‪ 3333/84/53‬حيث نص على ثالثة أوراق جديدة وهي ‪ :‬سند‬
‫النقل ‪ ،‬سند الخزن ‪ ،‬عقد تحويل الفاتورة واعتبارها أوراق تجارية بالرغم من أن محلها هي بضائع‬
‫وليست أموال ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ يجب أن تكون مستحقة الوفاء إما بمجرد االطالع عليها أو في أجل معين ومن المستحسن أن يكون‬
‫قصير المدى لكي ال يعرقل مهام هذه األوراق التجارية التي تقوم على سرعة التداول المادة ‪ 438‬من‬
‫القانون التجاري ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ قابلية الورقة التجارية للتداول بالطرق التجارية هي التظهير ‪ ،‬والتسليم المادة ‪ 336‬من القانون‬
‫التجاري ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ قبول الع رف للورقة التجارية كأداة وفاء وائتمان بدال من النقود بمعنى أن المجتمع والعرف يقبلها‬
‫بأن تقوم مهام النقود ‪.‬‬
‫رابعا ـ الوظائف االقتصادية لألوراق التجارية ‪ :‬تقوم األوراق التجارية في الحياة اليومية للتجار‬
‫بعدة وظائف اقتصادية مجملها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ األوراق التجارية كأداة ائتمان ‪ :‬تعبر هذه الوظيفة إحدى أهم الدعائم المساعدة على تنشيط‬
‫التجارة لكونها تسهل المعامالت بسبب األجل الفاصل بين تاريخ اإلنشاء و تاريخ االستحقاق إذ أن‬
‫المستفيد من هذه األوراق يأتمن ساحبها إلى ميعاد استحقاقها والمدين فيها الذي هو الساحب غير ملزم‬
‫بتقديم ضمانات كما يفعل الكثير من المقرضين مع اإلشارة إلى أن هذه الوظيفة ال تنطبق على الشيك‬
‫لكونه مستحق الوفاء دائما لدى االطالع ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أداة وفاء ‪ :‬بالرغم من أنها أداة ائتمان فهي أيضا أداة وفاء إذ كل ورقة تجارية تجسد في الحقيقة‬
‫قيمة نقدية معينة صالحة بذاته ا ألن تكون بديال عن النقود فهي تستعمل كأداة وفاء الديون بين التجار‬
‫فيستطيع حاملها إذ احتاج إلى األموال أن يخصم قيمتها من أحد البنوك ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ هي أداة لتنفيذ عقد الصرف ‪ :‬يقصد بقانون الصرف بأنه مجموعة من القواعد التي تحكم‬
‫األوراق التجارية وتعتبر السفتجة الورقة ا لتي نشأت لتنفيذ عقد الصرف القائم على مبادلة عملية بأخرى‬
‫في صورة المسحوب من بلد إلى بلد آخر لتجنب مخاطر نقل النقود من السرقة والضياع ‪.‬‬
‫خامسا ـ المبادئ التي تركز عليها األوراق التجارية ‪ :‬تتركز األوراق التجارية على عدة مبادئ‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪ .1‬مبدأ الشكلية ‪ :‬إن األورا ق التجارية كما سبق تعريفها هي محررات مكتوبة وفقا ألوضاع شكلية‬
‫محددة قانونا وعدم مراعاة ذلك يؤدي إلى فقدان قيمتها التجارية وبذلك فال مجال للمشافهة فيها وال‬
‫تتعارض الشكلية مع خاصية السرعة وبالعكس من ذلك فالشكلية تهدف إلى حماية الملتزم بها وكذا‬
‫طمأنينة من سينتقل إليه السند ‪.‬‬
‫‪ . 2‬مبدأ تظهير الدفوع ‪ :‬إن األصل في انتقال وتظهير األوراق التجارية خضوعها لمبدأ تظهير‬
‫الدفوع بمعنى أن الورقة التجارية عندما تنتقل من المظهر إلى المظهر إليه تصبح مطهرة تماما من كافة‬
‫أسباب البطالن أو الفسخ أو االنقضاء التي قد تشوب العالقات القانونية بين موقعي الورقة التجارية وهذا‬
‫ما يميزها عن حوالة الحق المدنية التي تفضي بأن الحق ينتقل من المحيل إلى المحال إليه بكامل ما يلحقه‬
‫من عيوب ودفوع أي ما يشوبه من أسباب البطالن والفسخ ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مع اإلشارة أن هناك بعض الدفوع ال يظهرها التظهير بل يمكن التمسك بها حتى في مواجهة الحامل‬
‫حسن النية كالدفع بانعدام األهلية والدفع بالتزوير ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مبدأ الكفاية الذاتية ‪ :‬ويقصد من ذلك أن الورقة التجارية قائمة ومستقلة بذاتها وليست بحاجة‬
‫إلى عنصر خارجي أو واقعة خارجية أو عالقة قانونية أخرى إلنشائها بمفهوم آخر أنه ينظر إلى الورقة‬
‫التجارية من حيث احتوائها على كل البيانات التي قررها المشرع دون النظر إلى العناصر أو الوقائع‬
‫الخارجية التي أدت إلى نشوئها ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ مبدأ استقاللية التوقيعات ‪ :‬ويعني بذلك أنه إذا تضمنت الورقة التجارية عدة توقيعات فإنها‬
‫تكون مستقلة عن بعضها البعض وبذلك فإذا شاب أحد التوقيعات عيب أو سبب من أسباب البطالن كأن‬
‫يكون أحد موقعي الورقة التجارية ناقص األهلية فإن هذا البطالن ال يؤثر على التزامات باقي الموقعين‬
‫سواء كانوا سابقين أو الحقين له ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ مبدأ إقامة التوازن بين مصالح أطراف الورقة التجارية‪ :‬حتى تحقق الورقة التجارية غايتها‬
‫ولكي ال يبتعد من التجار التعامل بها فإن القانون بصفة عامة حاول إيجاد نوع من التوازن بين مصالح‬
‫الدائن والمدين فيها ‪.‬‬
‫فمن جهة إلزام حامل الورقة التجارية ( الدائن ) بوجوب المطالبة بقيمـة الـورقة في ميعــــــاد االستحقاق‬
‫( المادة ‪ 434‬من القانون التجاري ) و ألزمه بتحرير وإعالن االحتجاج وبالمقابل من ذلك نجد أن‬
‫المشرع خفف و يسير على المدين وجعل االلتزام الصرفي يتقادم بثالثة سنوات وأخرجه من نطاق‬
‫التقادم العام المنصوص عليه في القانون المدني ‪.‬‬

‫اإلفــــــالس والتــــسوية القضــــــائية‬


‫إن من مميزات ا لقانون التجاري أنه يتسم بالسرعة واالئتمان والثقة وهذه الميزات يستفيد منها فقط‬
‫فئة التجار وبالمقابل من ذلك ومن أجل تحقيق الثقة في العالم التجاري رتب المشرع الجزائري كغيره من‬
‫المشرعين نظامي اإلفالس و التسوية القضائية ‪.‬‬

‫األحكام العامة لإلفالس و التسوية القضائية‬

‫أوال‪ .‬تعريف اإلفالس و التسوية القضائية ‪:‬‬


‫‪. 1‬تعريف اإلفالس ‪ :‬هو نظام جماعي للتنفيذ على أموال المدين التاجر الذي توقف عن دفع ديونه‬
‫التجارية في مواعيد استحقاقها ويقوم نظام اإلفالس على تصفية أموال المدين تصفية جماعية ويوزع‬
‫الناتج منها على الدائنين كل ب نسبة دينه وذلك لتحقيق المساواة بين الدائنين بقابلة نظام اإلعسار الذي‬
‫يطبق على المدينين غير التجار والذي تم تنظيم أحكامه في القانون المدني ونص المشرع الجزائري نظام‬
‫اإلفالس والتسوية القضائية في المواد من ‪ 533‬إلى ‪ 300‬من القانون التجاري ‪.‬‬
‫‪.2‬تعريف التسوية القضائية ‪ :‬ظهر نضام التسوية القضائية لتخفيف من قساوة اإلفالس و يعتبر‬
‫المشرع الفرنسي أول من تعرض للتسوية القضائية بموجب المرسوم المؤرخ في ‪ 58‬ماي ‪3333‬‬
‫المتعلق باإلفالس و التسوية القضائية الذي من خالله ميز المشرع الفرنسي بين التاجر حسن النية سيئ‬
‫الحظ و التاجر سيئ النية ‪ ،‬فالتاجر سيئ النية يصدر بشأنه حكم اإلفالس لعدم تقديمه إقرار بحالة التوقف‬
‫عن الدفع و منه تغل يده من التصرف في أمواله و يفقد حقوقه المدنية و السياسية بالمقابل من ذلك فان‬
‫نظام التسوية القضائية ال يؤدي إلى غل يد المدين من إدارة أمواله كما ال يفقد حقوقه المدنية‬

‫‪3‬‬
‫فالتسوية القضائية هي مجموعة من اإلجراءات القانونية التي يستفيد منها المدين التاجر سواء كان‬
‫شخصا طبيعيا أو معنويا المتوقف عن دفع ديونه في مواعيد استحقاقها و الذي ادلى بتقرير عن حالة‬
‫توقفه عن الدفع و لم يرتكب خطا جسيم ‪.‬‬
‫تطرق المشرع الجزائري إلى التسوية القضائية من خالل المادة ‪ 556‬من القانون التجاري التي تؤكد‬
‫بان التسوية القضائية يستفيد منها التاجر الذي قدم إقرارا إلى المحكمة المختصة بحالة توقفه عن الدفع‬
‫خالل خمسة عشر يوما من تاريخ توقفه عن الوفاء بديونه طبقا للمادة ‪ 533‬من القانون التجاري‬
‫مع اإلشارة بان نظام التسوية القضائية قد الغي في فرنسا بموجب القانون المؤرخ في ‪ 53‬جانفي‪3303‬‬
‫المتعلق بإصالح المسار والتصفية القضائية ‪redressement et liquidation judiciaire‬‬
‫و بذلك فإن المشرع الفرنسي ومن خالل قانون ‪ 3303‬حاول أن يحقق المصللحة االقتصلادية العاملة عللى‬
‫حساب ا لمصلحة الخاصة للدائنين إذ وبمقتضاه فكل المشاريع المتعثرة استوجب القانون أن تملر بملرحلتين‬
‫قصد إنقاذها إن أمكن ذلك ففي المرحلة األولى وهلي مرحللة اإلنقلاذ وفيهلا يوضلع المشلروع تحلت مراقبلة‬
‫القضاء وذلك بتعيين وكيل مفوض من قبل المحكمة لوضع خطة النهوض بالمشروع ثم يلأتي حكلم التقلويم‬
‫القضائي والذي بموجبه يخضع المشروع لإلصالح من خالل تنفيذ الخطة االقتصادية واالجتماعية وتحلت‬
‫إشراف القضاء ورقابته وفي حالة فشل جهود إنقلاذ المشلروع أو كلان المشلروع غيلر قابلل لإلصلالح ففلي‬
‫هذه الحالة يجب االنتقال إلى المرحلة الثانية وهي تصفية المشروع الغير قابل لإلصالح‬
‫ثانيا‪ .‬خصائص اإلفالس و التسوية القضائية ‪ :‬يمتاز نظامي اإلفالس و التسوية القضائية بعدة‬
‫خصائص هي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إشراف السلطة القضائية على إجراءات اإلفالس ‪ :‬تظهر هذه الخاصية أنه ومنذ انطالق‬
‫إجراءات اإلفالس و التسوية القضائية إلى غاية نهايتها والسلط ة القضائية تشرف على حسن سير‬
‫إجراءاته و تتجلي هذه المهمة في ‪:‬‬
‫ـ إن تعيين القاضي المنتدب يتم في كل سنة قضائية يتم من طرف رئيس المجلس القضائي بناءا على‬
‫اقتراح رئيس المحكمة وهو من يقوم بمراقبة عمل إدارة التفليسة ‪.‬‬
‫ـ إن المحكمة هي التي تتولي تعيين أحد كتاب الضبط كوكيل التفليسة يشرف عليها منذ بدايتها إلى نهايتها‬
‫مع اإلشارة إلى أن هذه المهمة ألغيت بموجب األمر رقم ‪ 53/36‬المؤرخ في ‪ 3336/87/83‬والذي‬
‫استبدل تسمية وكيل التفليسة بمصطلح الوكيل المتصرف القضائي‪.‬‬
‫ـ يجوز للمحكمة أن تطلب شهر اإلفالس من تلقاء نفسها إذا توفرت شروطه ألنه من النظام العام ‪.‬‬
‫ـ تتولى المحكمة المصادقة على إجراءات الصلح وكذا الفصل في منازعات الديون إلى غير ذلك من‬
‫اإلجراءات المتعلقة باإلفالس ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ بساطة اإلجراءات التفليسة ‪ :‬إن المشرع وحتى يحقق فعالية نظامي اإلفالس و التسوية‬
‫القضائية فإنه بسط في إجراءاته فقام بتقليص من مدة الطعن فيهما وحدد مدة االستئناف والمعارضة في‬
‫مواد اإلفالس والتسوية القضائية بعشرة أيام عوض الشهر المنصوص عليه في قانون اإلجراءات المدنية‬
‫إضافة إلى ذلك فإن األحكام المتعلقة بالتفليسة تصدر وهي مشمولة بالنفاذ المعجل رغم المعارضة‬
‫واالستئ ناف و يمكن تنفيذها بموجب مسودة الحكم فقط باستثناء الحكم الذي صادق على الصلح مع‬
‫اإلشارة انه توجد بعض األحكام ال يجوز الطعن فيها بأي طريق من طرق الطعن وهي الحاالت التي‬
‫نصت عليها المادة ‪ 535‬من القانون التجاري و المتمثلة في ‪:‬‬
‫ـ قبول الدائن في المداوالت و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 507‬من القانون التجاري‬
‫ـ األحكام التي تفصل بها المحكمة في الطعون الواردة على األوامر الصادرة عن القاضي المنتدب في‬
‫حدود اختصاصه ‪.‬‬
‫ـ األحكام الخاصة باإلذن باستغالل المحل التجاري‬
‫‪ 3‬ـ غل يد المدين المفلس من إدارة أمواله ‪ :‬إن المشرع ولكي يتم تحقيق مصالح الدائنين وعدم‬
‫اإلضرار بهم أوجب منع المفلس من إدارة أمواله أو التصرف فيها و يتم إسناد هذه المهمة إلى شخص‬
‫يسمى وكيل التفليسة الذي يمارس كل حقوق ودعاوى المفلس طيلة مدة التفليسة وينتج عن هذه الخاصية‬

‫‪4‬‬
‫التضييق على المدين المفلس فزيادة على منعه من ا لتصرف في أمواله فالمشرع قرر إبطال بعض‬
‫تصرفاته التي أبرمها قبل اإلفالس وهي ما تصرف بفترة الريبة واستثناء من هذه الضغوطات فإن‬
‫القانون أقر للمدين المفلس له بعض الحقوق لحماية نفسه وعائلته من الضياع وذلك بمنح له إعانة‬
‫ولعائلته تطبيقا ألحكام المادة ‪ 545‬من القانو ن التجاري وهذا بموجب أمر يصدر القاضي المنتدب‬
‫باقتراح من وكيل التفليسة ‪ ،‬كما أتاح القانون للتاجر المفلس فرصة استعادة مكانته في عالم التجارة وذلك‬
‫بإمكانية إجراء الصلح مع دائنيه مع اإلشارة بان قاعدة غل يد المدين ال تطبق على التاجر الذي صدر‬
‫بشأنه حكم التسوية القضائية‬
‫‪ 4‬ـ المساواة بين الدائنين ‪ :‬باعتبار أن اإلفالس هو نظام جماعي للتنفيذ على أموال المدين المفلس‬
‫فالقانون ألزم بتكوين ما يسمى بجماع ة الدائنين وبعد القيام بتصفية أموال المدين المفلس يتم توزيع هذه‬
‫األموال على دائني المفلس‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تجريم اإلفالس ‪ :‬لكي يتم حمايته و فعالية نصوص اإلفالس المنصوص عليها في القانون‬
‫التجاري فالمشرع وضع لهذا النظام حماية خاصة واعتبر بعض حاالت اإلفالس تشكل جريمة يعاقب‬
‫عليها قانون العقوبات نص على اإلفالس بالتقصير واإلفالس بالتدليس حيث نصت الفقرة األولى من‬
‫المادة ‪ 303‬على أن كل من ارتكب جريمة اإلفالس بالتقصير المنصوص عليه في المادتين ‪378‬و‪373‬‬
‫من القانون التجاري يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنتين أما اإلفالس بالتدليس نصت عليه الفقرة الثانية‬
‫من المادة ‪ 303‬التي حددت عقاب اإلفالس بالتدليس بالحبس من سنة إلى خمس سنوات ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ التسوية القضائية نظام قضائي يطبق على المدين حسن النية ‪:‬يخضع نظام التسوية‬
‫القضائية إلجراءات قضائية نص على القانون التجاري الذي اكد في المادة ‪ 553‬بانه ال يترتب إفالس و‬
‫ال تسوية قضائية إال بحكم قضائي مقرر لذلك ‪ ،‬و منه فان نظام التسوية القضائية يطبق على التاجر‬
‫حسن النية الذي أعلن المحكمة المختصة بمحض إرادته عن حالة توقفه عن تسديد ديونه خالل فترة‬
‫خمسة عشرة يوما من تاريخ التوقف عن الدفع و منه فالمعيار الذي اعتمد عليه المشرع الجزائري في‬
‫قيام حسن نية المدين هو تقديم اإلقرار عن حالة التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬الفرق بين نظام اإلفالس ونظام اإلعسار ‪ :‬يظهر الفرق بين النظامين في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ إن نظام اإلفالس يطبق على التجار الذين توقفوا عن الدفع ديونهم وحتى ولو كانت ذممهم المالية‬
‫إيجابية بينما نظام اإلعسار ال يطبق إال إذا كانت كل أموال المدين ال تكفي لسداد الديون ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ يمكن للقاضي إعطاء مهلة للمدين المعسر للوفاء بديونه وهذا طبقا ألحكام المادتين ‪ 538‬و ‪ 503‬من‬
‫القانون المدني بينما ال يمكن للقاضي التجاري منح مهلة للتاجر من اجل الوفاء بديونه بل يحكم بإفالسه‬
‫بمجرد عدم الوفاء بديونه في ميعاد استحقاقها ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ نظام اإلفالس هو نظام جماعي للتنفيذ عل ى أموال التاجر المتوقف عن دفع ديونه وال يجوز مباشرة‬
‫اإلجراءات الفردية بخالف ذلك فإن نظام اإلعسار يجوز فيه لكل دائن مباشرة إجراءات فردية خاصة به‬
‫‪ 4‬ـ من بين نتائج اإلفالس غل يد المدين من التصرف في أمواله بينما نظام اإلعسار يمكن للمدين أن‬
‫يتصرف فها في حدود عدم اإلضرار بحق الدائن ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إن حكم اإلعسار ال يؤدي إلى سلب الحقوق الوطنية للمدين عكس حكم اإلفالس الذي يحرم المدين‬
‫التاجر عن الحقوق المدنية و السياسية ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ إن المدين غير التاجر ليس ملزما بإخطار المحكمة عن حالته المالية أثناء توقفه عن دفع ديونه على‬
‫عكس ذ لك فإن التاجر يجب عليه إخطار المحكمة خالل ‪ 33‬يوم من توقفه عن دفع ديونه و هذا تطبيقا‬
‫للمادة ‪ 533‬تجاري ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫شروط اإلفالس و التسوية القضائية‬
‫ال يقوم اإلفالس إال بتحقق عدة شروط‪ ،‬تنقسم إلى موضوعية تتمثل في شرطي تحقق صفة التاجر‬
‫والتوقف عن الدفع و الشرط الشكلي المتمثل في صدور حكم اإلفالس من الجهة القضائية المختصة‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الشروط الموضـــوعية‪ :‬تنص المادة ‪ 533‬من القانون التجاري على ما يلي ‪:‬‬
‫"يتعين على كل تاجر أو شخص معنوي خاضع للقانون الخاص ولو لم يكن تاجرا ‪ ،‬إذا توقف عن الدفع‬
‫أن يدلي بإقرار في مدة خمسة عش ر يوما قصد افتتاح إجراءات التسوية القضائية أو اإلفالس "‪.‬‬
‫انطالقا من نص هذه المادة يتبين بأن الشروط الموضوعية لإلفالس تتمثل في تحقق الصفة التجارية‬
‫وشرط التوقف عن دفع الديون ‪.‬‬
‫‪ .1‬تحقققق صققفة التققاجر ‪:‬عللرف المشللرع الجزائللري التللاجر فللي المللادة األولللى مللن القللانون التجللاري‬
‫الجزائري كما يلي ‪ " :‬يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا ويتخلذه مهنلة معتلادة لله‬
‫ما لم يقض القانون بخالف ذلك"‬
‫إن التاجر هو كل شخص يباشر األعمال التجارية ويتخذها مهنة معتادة له سواء كان شخصا طبيعيا أو‬
‫معنويا ‪.‬‬
‫أ ـ الشخص الطبيعي ‪ :‬إن التاجر هو كل شلخص يملارس إحلدى األعملال التجاريلة المنصلوص عليهلا‬
‫قانونا ويتخذها مهنة معتادة له وذلك بأن يقوم بالمهنة التجارية باسمه ولحسابه الخاص ‪.‬‬
‫فإذا عرض نزاع على القضاء يتعلق بإثبات الصفة التجارية فعلى القاضي أن يتأكد ملن تحقلق هلذه الصلفة‬
‫باالعتماد على عنصرين وهما احترا ف األعمال التجارية واألهلية القانونية لممارسة النشاط التجاري ‪.‬‬
‫ـ احتراف األعمقال التجاريقة ‪ :‬يتحقلق هلذا العنصلر بقيلام التلاجر بممارسلة مختللف األعملال التجاريلة‬
‫المحللددة قانونللا سللواء كانللت أعمللاال تجاريللة بحسللب الشللكل أو أعمللاال تجاريللة بحسللب الموضللوع أو عمللال‬
‫تجاريا بالتبعيلة أملا العنصلر الثلاني فيتعللق بضلرورة ممارسلة األعملال التجاريلة عللى وجله االحتلراف و‬
‫االمتهان ‪ ،‬فالشـخص الذي مارس عمــال تجاريا مرة واحدة أو عدة ملرات متفـلـرقة و مسلتقلة ال يكتسلب‬
‫صفة التاجر إزاء القانون‪ ،‬إنما يجلـب عليله أن يملارس العملل التجلاري بصلورة منتظملة و متكلررة بقصلد‬
‫كسب الرزق‬
‫إضافة إلى ذلك فإنه يجب على الشخص الذي يمارس هذه األعمال التجارية على وجه االستقالل‪ ،‬بمعنى‬
‫أن يمارس الشخص األعمال التجارية باسمه الشخصي ولحساب نفسه ‪.‬‬
‫ـ األهلية التجارية‪ :‬يشترط الكتساب صفة التاجر أن يكون ملن يلزاول األعملال التجاريلة أهلال بلالمعنى‬
‫القانوني لمباشرتها ‪ ،‬وهو كل شخص بلغ سن ‪ 33‬سنة كاملة كملا هلو منصلوص عليله فلي الملادة ‪ 48‬ملن‬
‫القانون المدني الجزائري و يجلب أن تكلون إرادتله خاليلة ملن كلل علوارض األهليلة وملع ذللك يجلوز لملن‬
‫وصل سن الثامنة عشر من عـــمره أن يملارس النشلاط التجلاري إذ تحصلل عللى إذن ملن واللده أو والدتله‬
‫أو مجلس العائلة مصادق عليه من المحكمة‪.‬‬
‫بالتالي فإن القاصر المرشد إذا زاول عمال تجاريا في حدود اإلذن الممنوح له فإنه يأخذ حكم كامل األهليلة‬
‫ويكتسب صفة التاجر و يجوز طلب شهر إفالسه ‪ ،‬أما القاصر الذي لم يبلغ الثمانية عشرة سنة أو ملن بللغ‬
‫الثمانية عشرة و لم يتحصلل عللى إذن لمزاوللة التجلارة ‪،‬فانله ال يجلوز لله ممارسلة األعملال التجاريلة ‪ ،‬و‬
‫من ثم فهو ال يكتسب الصفة التجارية حتى و لو قام بممارسة األعمال التجارية على وجه االحتراف‪.‬‬
‫من هذا المنطلق فال يجوز شهر إفالس القاصر لعدم اكتسابه الصلفة التجاريلة ‪ ،‬بالمقابلل ملن ذللك تطبلق‬
‫في هذه الحالة القواعد العامة المتعلقة بآثار البطالن لنقص األهلية ‪ ،‬فال يلزم القاصلر إال بلرد ملا علاد إليله‬
‫من منفعة بسبب هذا التصرف ‪.‬‬
‫أمللا بالنسللبة لألشللخاص الللذين يباشللرون التجللارة علللى الللرغم مللن الحظللر المفللروض عللليهم بمقتضللى‬
‫القلللوانين واألنظملللة الداخليلللة ‪ ،‬كرجلللال الجللليا والملللوثقين والمحلللامين والمحضلللرين القضلللائيين ‪ ،‬فلللإنهم‬

‫‪6‬‬
‫يكتسبون الصـلـفة التجاريلة ‪ ،‬للذا يجلوز شلهر إفالسلهم الحتلرافهم األعملال التجاريلة طبقلا للملادة ‪ 55‬ملن‬
‫القللـانون التجللاري الجزائللري التللي تللنص علللى‪ ":‬ال يمكللن لألشللخاص الطبيعيللين أو المعنللويين الخاضللعين‬
‫للتسجيل في السلجل التجلاري و اللذين للم يبلادروا بتسلجيل أنفسلهم عنلد انقضلاء مهللة شلهرين أن يتمسلكوا‬
‫بصفتهم كتجار ‪ ،‬لدى الغير أو لدى اإلدارات العمومية إال بعد تسجيلهم ‪.‬‬
‫غيللر أنهللم ال يمكللن لهللم االسللتناد لعللدم تسللجيلهم فللي السللجل التجللاري بقصللد تهللربهم مللن المسللؤوليات و‬
‫الواجبات المالزمة لهذه الصفة "‪.‬‬
‫انطالقا من مضمون هذه المادة فإن كلل شلخص يملارس أعملاال تجاريلة فلي إقلليم الدوللة الجزائريلة يللزم‬
‫بالقيد في السجل التجاري‪ ،‬و إذا لم يقم بهذا اإلجراء فال يجوز له أن يتهرب علن تنفيلذ االلتزاملات الناتجلة‬
‫عن ممارسة األعمال التجارية ‪.‬إضافة إلى ذلك فانه ال يجلوز لهلم أن يسلتفيدوا ملن قاعلدة وضلعت ضلدهم‬
‫فهللم محظللورون مللن ممارسللة األعمللال التجاريللة بقللوانين خاصللة وال يسللتفيدون مللن هللذه القاعللدة لتبريللر‬
‫ممارستهم األعمال التجاريلة ‪ ،‬فلإذا زاوللوا التجلارة عللى سلبيل االحتلراف فيشلهر إفالسلهم و يتعرضلون‬
‫للعقوبات التأديبية بسبب مخالفة الحظر المفروض عليهم‬
‫تجدر اإلشارة إلى أنه يجوز شهر إفلالس التلاجر المتلوفي إذا توقلف علن دفلع ديونله أثنلاء حياتله ‪ ،‬و يثبلت‬
‫هلذا الحللق لدائنيله أو ورثتلله و المحكمللة المختصلة مللن تلقلاء نفسللها مللع وجلوب رفللع دعلوى شللهر إفللالس‬
‫التاجر المتوفي في ظرف سنة من تاريخ وفاته طبقا للمادة ‪ 533‬من القانون التجلاري بلذلك فلإن المشلرع‬
‫الجزائري قد أجاز صراحة شهر إفالس التاجر بعد الوفاة إذا توفرت بعض الشروط منها‪:‬‬
‫‪.‬أن يكون المدين قد توقلف علن دفلع ديونله وظلل متوقفلا علن ذللك إللى أن تلوفي ويجلب أن ترفلع اللدعوى‬
‫خالل سنة من تاريخ وفاة المدين التاجر ويكون ذلك إما من طرف الورثة بإقرار ملنهم أو بنلاء عللى طللب‬
‫الدائنين أو من طرف المحكمة من تلقاء نفسها ‪.‬‬
‫كما أجازت المادة ‪ 558‬من القانون التجاري شهر إفالس التاجر اللذي اعتلزل علن النشلاط التجلاري إذا‬
‫توفرت الشروط التالية‪:‬‬
‫ـ يجب أن يكون الدين محل طلب اإلفالس مستحق الوفلاء قبلل اعتلزال الملدين علن تجارتله‪ ،‬ويجلب إثبلات‬
‫التوقف عن دفع الديون قبل اعتزال التجارة ‪.‬‬
‫ـ ضرورة رفع دعلوى شلهر إفلالس اللـمدين خلالل ميعلاد سلنة ملـن تلاريخ اعتزالله التجلارة أو شلطب اسلم‬
‫المدين في السجل التجاري‪.‬‬
‫ـ القيد في السجل التجاري بالنسقبة للشقركات التجاريقة ‪ :‬إن القيلد فلي السلجل التجلاري ال يعتبلر‬
‫شللرطا مللن شللروط اكتسللاب الصللفة التجاريللة بالنسللبة للشللـخص الطبيعللي باعتـللـبار أن المللادة األولللى مللن‬
‫الـقانون التـجاري الجزائري عندما عرفت التلاجر للم تشلترط فيله أن يكلون مقيلدا فلي السلجل التجلاري بلل‬
‫رتبت اكتساب الصفة التجارية لكل شخص يمارس مختلف األعمال التجاريلة و يتخلذها مهنلة معتلادة لله و‬
‫من جهة ثانية فإن القيد في السجل التجاري يعتبر التزاما قانونيلا يقلع عللى الشلخص اللذي يملارس مختللف‬
‫األعمال التجارية ‪.‬‬
‫هذا ما ذهبت إليه الفقرة الثانية من المادة ‪ 55‬من القانون التجاري التلي نصلت عللى ملا يللي‪" :‬غيلر أنله ال‬
‫يمكن له اإلسناد لعدم ت سجيلهم في السجل التجاري بقصد تهريبهم من المسلؤوليات و الواجـلـبات المالزملة‬
‫لهذه الصفة"‬
‫فبالتالي فإن المشرع الجزائري اعتبر عدم القيد في السجل التجاري ليس سببا إلعفاء الشخص الذي‬
‫مارس األعمال التجــارية من المسـؤوليات الالزمة للـصفة التجارية ‪ ،‬و بالنتيجة يطبق عليه القانون‬
‫التجاري بما فيها أحكام اإلفالس ‪.‬‬
‫بالمقابللل مللن ذلللك فللان القيللد فللي السللجل التجللاري هللو شللرط الكتسللاب الشخصللية المعنويللة لألشللخاص‬
‫المعنوية بما فيها للشركات التجارية ‪.‬‬
‫وبلذلك فالصلفة التجاريلة للشلخص المعنلوي ال تقلوم إال مللن تلاريخ قيلدها فلي السلجل التجلاري ‪ ،‬و هلذا مللا‬
‫ذهب إليه المشرع الجزائري في الملادة ‪ 343‬ملن القلانون التجلاري الجزائلري التلي تؤكلد بلان الشخصلية‬
‫المعنوية للشركة التجارية تنشا من تاريخ قيدها في السجل التجاري‬

‫‪7‬‬
‫ب ‪ .‬الشخص المعنوي ‪ :‬إن تطبيق نظام اإلفالس ال يقتصلر عللى األشلخاص الطبيعيلة فقلط بلل يطبلق‬
‫كللذلك علللى األشللخاص المعنويللة ‪ ،‬وهللذا مللا أشللارت إليلله المللادة ‪ 533‬مللن القللانون التجللاري الجزائللري إذ‬
‫حللددت مجللال تطبيللق نظللام اإلفللالس علللى األشللخاص المعنويللة الخاصللة حتللى و إن لللم تكتسللب الصللفة‬
‫التجارية ‪.‬‬
‫لقد حددت المادة ‪ 43‬من القانون المدني األشخاص االعتبارية التي تنقسم إلى أشخاص خاصة وعامة‪.‬‬
‫إن المشرع الجزائري حسم الخالف القائم في مدى إمكانية شهر إفالس األشــــخاص المعنــوية‬
‫العامـــة كالدولة و الواليـــة والــــبلدية ‪ ،‬فالمادة ‪ 533‬من القانون التــجاري الجزائري قد حـددت‬
‫مجـــال تطـــبيق نظـام اإلفالس على األشــخاص المعنوية الخاصة فقـط بالمـقابل من ذلك فان هذه الـمادة‬
‫قد اسـتثنت تطبيـق نظام اإلفالس على األشخاص المعنوية العامة استنادا إلى أن الذمة المالية لهذه‬
‫األشخاص التي تكون دائما موسرة فحتى إذا زاولت أعماال تجارية فهي ال تخضع لنظام اإلفالس‪.‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري قد أجاز شهر إفالس الشلركات ذات رؤوس أملوال عموميلة كليلا أو‬
‫جزئيا إذا توقفت عن دفع ديونها طبقا للمادة ‪ 537‬من القانون التجاري‬
‫ـ التعاونيات والجمعيات ‪ :‬يقصد منها كل تجمع ذو تنظيم مستمر لمدة معينة أو غير محددة تتكون‬
‫من أشخاص طبيعية أو اعتبارية تسعى إلى تحقيق أهداف إنسانية أو دينية أو علمية وفنية أو ثقافية أو‬
‫رياضية أو اجتماعية ‪،‬ال تهدف إلى توزيع األرباح‪.‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن المادة ‪ 533‬من القانون التجاري جاءت عامة فرتبت تطبيق نظام اإلفالس على كل‬
‫الجمعيات بالرغم من أن الغرض األصلي لهذه الجمعيات ليس تحقيق األرباح ‪.‬‬
‫ـ الشركــــات ‪:‬الشركة هي عقد يبرم بين شخصين أو أكثلر سلواء كلانوا أشخاصلا طبيعيلين أو معنلويين‬
‫بـهدف تحقيق الربح أو الوصول إلى أهداف اقتصادية ذات منفعلة مشلتركة ‪.‬تنقسلم الشلركات إللى شلركات‬
‫مدنية وشركات تجارية فبالنسبة للشركات المدنية فإن القانون الملدني نلص عليهلا فلي الفصلل الثاللث تحلت‬
‫عنوان "عقد الشركة "‪.‬‬
‫أملا بالنسلبة للشلركات التجاريلة فإنهلا تنقسلم إلللى شلركات تجاريلة بحسلب شلكلها وشلركات تجاريلة بحسللب‬
‫موضللوعها تعتبللر شللركة التــللـضامن وشركــللـة التوصللية والشللركة ذات المسللؤولية المحللدودة وشركـــ لـة‬
‫المساهــــمة عامل تجارية بحسب الشكل يطبق عليها القانون التجاري مهما كان غرضها ‪.‬‬
‫أما الطائفة الثانية هي الشلركات التجاريلة بحسلب موضلوعها فهلي للم تحلدد عللى سلبيل الحصلر‪،‬بل ينظلر‬
‫فقلط إللى موضللوعها إذا كلان تجاريلا يطبللق عليهلا القلانون التجللاري وإذا كلان غرضلها مللدنيا يطبلق عليهللا‬
‫القانون المدني ‪.‬‬
‫كما تنقـسم الشركات التجارية إلى شركات أشخــاص وشركـات أموال ‪،‬فبالنسبة لشلركات األشلخاص فهلي‬
‫تلك الشركات التي تقوم عللى االعتبلار الشخصلي لكلون أن الشلركاء فيهلا تلربطهم ببعضلهم الثقلة المتبادللة‬
‫اهم ما يميز هذه الشركات أن الشركاء فيها يكتسبون الصلفة التجاريلة و هلم مسلؤولون علن ديلون الشلركة‬
‫مسؤولية غيلر محلدودة و تعتبلر شلركة التضلامن النملوذج األمثلل لشلركات األشلخاص ‪ ،‬فلإفالس شلركة‬
‫التضامن يؤدي حتما إلى إفالس كل الشركاء بينما إفالس أحد شركائها ال يلؤدي حتملا إللى إفلالس الشلركة‬
‫‪ ،‬بل يؤدي في غالب األحيان يؤدي إلى انحاللها أو استمرارها إذا نص القانون األساسي عللى اسلتمرارها‬
‫في حالة إفالس أحد الشركاء‬
‫أملا بالنسلبة للطائفللة الثانيلة فهللي تتعللق بشللركات األملوال التللي تقلوم علللى فكلرة االعتبللار الملالي ‪،‬و تعتبللر‬
‫شللركة المسللاهمة النمللوذج األمثللل لشللركات األمللوال فللإفالس شللركة المسللاهمة ال يللؤدي إلللى شللهر إفللالس‬
‫شللركائها لكللونهم ال يكتسللبون صللفة التللاجر و أن مسللؤوليتهم عللن ديللون الشللركة مسللؤولية محللدودة علللى‬
‫حسب اسهم فيها‬
‫أما بالنسبة لشركة التوصية فهي تلك الشركة التي تتكون من نوعين ملن الشلركاء وهلم ‪ :‬شلركاء موصلون‬
‫يخضللعون ألحكللام شللركات األمللوال و شللركاء متضللامنون يخضللعون ألحكللام شللركات األشللخاص فهللم‬
‫يكتسبون الصفة التجارية ‪ ،‬وهم مسؤولو ن عن ديون الشركة مسؤولية تضامنية و مطلقة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫فبالتالي فإن إفالس شركة التوصية يؤدي حتما إلى إفالس الشركاء المتضامنين دون أن تمتلد هلذه ااثلار‬
‫إلللى الشللريك الموصللى‪ ،‬باعتبللاره ال يكتسللب الصللفة التجاريللة وهللو مسللؤول عللن ديللون الشللركة مسللؤولية‬
‫محدودة بحسب نسبة أسهمه فيها‬
‫مع اإلشارة أن المشرع الجزائري قد أقر باكتساب الشريك الموصلى فلي شلركة التوصلية للصلفة التجاريلة‬
‫في حالة قيامه بعمل متعلق بإدارة الشركة ‪ ،‬أو ظهلر اسلمه فلي عنلوان الشلـركة بلإذن ملـنه أو بعلـلمه دون‬
‫أن يعتــرض على ذلك و هلذا طبقلا ألحكلام الملـادتين ‪ 363‬و ‪ 363‬مكلرر ‪ 5‬ملن القانـلـون التجلاري ‪ ،‬و‬
‫قياسا على هاتين الحالتين فإنه يجوز شهر إفالس الشريك الموصى كشخص طبيعي‬
‫بينمللا شللركة ذات المسللؤولية المحللدودة فهللي ليسللت شللركة أشللخاص و ليسللت شللركة أمللوال‪ ،‬فمللن بللين‬
‫خصائصها ان مسؤولية الشريك فيها محدودة على حسب أسهمه في الشركة و بالتالي فهي تخضع ألحكلام‬
‫إفالس شركات األموال ‪ ،‬فلإذا أفلــلـست شلركة شركلـة ذات المسلـؤولية المحلدودة فلان ذللك ال يلـؤدي إللى‬
‫إفللالس شللركائها ألنهللم ال يكتللـ سبون الصللفة التجاريللة و أن مسللؤوليتهم عللن ديللون الشللركة هللي مسللؤولية‬
‫محدودة بحسب أسهمهم في الشركة‪.‬‬
‫كما يجوز فرض العقوبات على األشخاص الطبيعيين القائمين على المشروع إذا ارتكبلوا أخطلاء أدت إللى‬
‫تعثللر المشللروع ‪ ،‬فيجللوز شللهر إفللالس المللدير شخصلليا بللالرغم مللن أنلله ال يكتسللب الصللفة التجاريللة إذا‬
‫ارتكب فعل من األفعال المذكورة في المادة ‪ 554‬من القانون التــجاري التي نصت على ما يللي ‪ " :‬فلي‬
‫حالة التسوية القضائية لشخص معنوي أو إفالسه ‪ ،‬يجوز إشلهار ذللك شخصليا عللى كلل ملدير قلانوني أو‬
‫واقعي ظاهري أو باطني مأجور كان أم ال ‪:‬‬
‫إذا كللان المللدير فللي ظللل الشللخص المعنللوي أثنللاء قياملله بتصللرفاته قللد قللام لمصلللحته بأعمللال تجاريللة أو‬
‫تصرف في أموال الشركة كما لو كانت أموال الخاصة ‪.‬أو باشر تعسفا لمصلحته الخاصلة اسلتغالل خاسلر‬
‫ال يمكن أن يؤدي إال إلى توقف الشخص المعنوي عن الدفع ‪."...‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن شركة المحاصة ال تخضلع لنظلام اإلفلالس لكونهلا ال تكتسلب الشخصلية المعنويلة فهلي‬
‫تقـــوم فقط فـــيما بين الشـركــــاء ‪.‬‬
‫أما بخصوص الشركة الفعلية فالمشرع الجزائلري للم يلنص صلراحة عللى إمكانيلة شلهر إفلالس الشلركات‬
‫الفعلية ‪ ،‬فالمادة ‪ 343‬من القانون التجاري تؤكد بأن الشركة التجارية ال تتمتع بالشخصية المعنوية إال ملن‬
‫تاريخ قيدها في السجل التجاري و باعتبار الشركة الفعلـية تنـشـط في الواقـع فـقط و ال تقـــلـيد فلي السلجل‬
‫التجــــللـاري فإنلله و تطبيقللا لهللذه المـللـادة فللان الشركـللـات الفعللـلية تعتبللر عائقللا مللن عوائللق تطبيللق نظللام‬
‫اإلفالس في القانون التـــــــجاري الجزائري‪.‬‬
‫أما بخصوص الشلركة المنحللة فهلي تحلتفظ بشخصليتها القانونيلة فلي فتلرة التصلفية وبالتلالي يجلوز شلهر‬
‫إفالسللها ‪ ،‬وهللذا مللا تؤكللده المللادة ‪ 766‬مللن القللانون التجللاري الجزائللري التللي رتبللت اإلبقللاء بالشخصللية‬
‫المعنوية للشركة في حالة التصفية من وقت حلها إلى غاية االنتهاء من إجراءات التصفية‪.‬‬
‫والمالحظ أن مسالة تحديد األشخاص المعنوية الخاضعة لنظلام اإلفلالس فلي القلانون التجلاري الجزائلري‬
‫جاءت غير واضحة فالمادة ‪ 533‬منه قد استعملت عبارة "وكلل شلخص معنلوي خاضلع للقلانون الخلاص‬
‫و لو لم يكن تاجرا" الشيء الذي يفتح المجال إلخضلاع كلل األشلخاص المعنويلة الخاصلة لنظلام اإلفلالس‬
‫كالشركات المدنية وكذا الجمعيات خصوصا منها المدنية أو الرياضية فهي تقوم بأعمال مدنية بحتلة ليسلت‬
‫لها أية عالقة بالقانون التجاري ‪.‬‬
‫‪ .2‬التوقف عن دفع الديون‪:‬‬
‫إن الشرط الثاني الذي يجب توفره حتلى يلتم تطبيلق نظلام اإلفلالس هلو توقلف التلاجر علن دفلع ديونله فلي‬
‫ميعللاد اسللتحقاقها ‪ ،‬سللنتطرق فللي هللذا العنصللر إلللى دراسللة ماهيللة التوقللف عللن الللدفع ‪ ،‬ثللم إثباتلله وتحديللده‬
‫وأخيرا شروط الدين محل التوقف عن الدفع ‪.‬‬
‫أ‪ .‬ماهية التوقف عن الدفع ‪ :‬إن المشرع الجزائري لم يعرف ماهية التوقف عن الدفع فأشارت الملادة‬
‫‪ 533‬من القانون التجاري إلى ضرورة توفر شرط التوقلف علن اللدفع فقلط دون تبيلان المقصلود منله مملا‬
‫يستوجب اللجوء إلى الجانب الفقهي لتحديد ماهية التوقف عن الدفع الذي انقسم إلى نظريتين وهما ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .‬النظرية التقليدية ‪ :‬وترى هذه النظرية أن مفهوم التوقف عن الدفع في مجال اإلفالس ال يختلف علن‬
‫المعنى اللغوي لهذه العبارة التي تعني االمتنلاع علن تسلديد اللديون فلي مواعيلد اسلتحقاقها وهلذا ملا يميلزه‬
‫عن نظام اإلعسار الذي يفترض عدم كفاية أموال المدين للوفاء بديونه المستحقة األداء‪.‬‬
‫فوفقا لهذه النظرية فإن يسر أو عسر المدين لليس لله أي دخلل فلي مسلألة التوقلف علن اللدفع فبمجلرد علدم‬
‫تسديد الديون في مواعيدها يكون المدين في حالة التوقف عن الدفع بالرغم من أن النظرية التقليدية أخلذت‬
‫بعين االعتبار خصوصيات المعامالت التجارية‬
‫إال أنهللا تعرضللت إلللى عللدة انتقللادات‪ ،‬مللن بينهللا أنهللا لللم تللراع المركللز المللالي للمللدين الللذي قللد يكللون لديلله‬
‫أسباب مشروعة تبرر عدم الوفاء في مواعيد االستحقاق كوجود نزاع جدي حول الدين ‪ ،‬أو وجود سبـلـب‬
‫من أسباب انقــضاء الدين و قد تكون أزمة عارضة يعجز فيها المدين عن تسديد الديون‬
‫ـ النظرية الحديثة ‪ :‬نتيجة االنتقادات التي تعرضت لها النظرية التقليديلة ظهلرت النظريلة الحديثلة التلي‬
‫تخلت عن التفسير الحرفي للتوقف عن الدفع ‪ ،‬واعتبرت عدم تسديد اللدين فلي مواعيلد اسلتحقاقه ال يشلكل‬
‫بحد ذاته حالة توقف عن دفع الدين بلل يجلب أن يكلون المركلز الملالي للملدين مضلطربا وتتعلرض حقلوق‬
‫الدائنين إلى خطر محدق و أكيد‪.‬‬
‫إال أن هللذه النظريللة تعرضللت لللبعض االنتقللادات إذ أن اسللتخالص حالللة التوقللف عللن دفللع الللديون سلللطة‬
‫تقديرية في يد القاضي ‪ ،‬وهذا ما يفتح المجال الختالف أحكام اإلفالس من قضية إلى أخرى‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمو قف المشرع الجزائري من هاتين النظريتين فإنه وبلالرجوع إللى الملادة ‪ 533‬ملن القلانون‬
‫التجاري نجد انه أخذ برأي النظرية التقليدية ويتجلى ذلك عندما استعمل عبارة ‪" :‬يجب عللى كلل تلاجر أو‬
‫شخص معنوي خاضلع للقلانون الخلاص وللو للم يكلن تلاجرا إذا توقلف علن اللدفع أن يلدلي بلإقرار فلي ملدة‬
‫خمسة عشر يوما قصد افتتاح إجراءات التسوية القضائية أو اإلفالس "‬
‫ب‪ .‬إثبات التوقف عن الدفع ‪ :‬يقع عبء إثبات التوقف عن الدفع على المدعي الذي يطاللب إصلدار‬
‫حكم شهر إفالس مدينه طبقا لمبدأ البينة على من يدعي ‪ ،‬فالمشرع الجزائري لم يحدد الوسائل التلي يمكلن‬
‫من خال لها إثبـــات حالة التوقف عــــن الدفع ‪ ،‬و بذلك يجوز للملدعي أن يسلتند إللى كلل القلرائن المحيطلة‬
‫بالظروف المادية للملدين السلتنباط حلاالت التوقلف علن اللدفع التلي هلي كثيلرة ومتنوعلة و ملن أهلم هلذه‬
‫الحاالت تقديم الدائن محضر االمتناع علن تنفيلذ حكلم قضلائي تجلاري نهلائي يللزم المـلـدين بالوفــــلـاء أو‬
‫‪.‬‬
‫توقيع الحجوز على أمالكه ‪ ،‬أو إصدار المدين لشيكات بدون رصيد‬
‫ت‪ .‬تحديد تاريخ التوقف عن الدفع ‪:‬إن تحديد تاريخ التوقف علن اللدفع ملن المسلائل الجوهريلة التلي‬
‫يجب على المحكملة البحلث عنهلا ‪ ،‬فيجلب عليهلا أن تحلدد تلاريخ التوقلف علن اللدفع و تشلير إليله فلي ذات‬
‫الحكم الذي تصدره إلعالن إفالس المدين ‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك ف أن المشرع قد ألزم المحكمة التي عرضت عليها قضية اإلفلالس أن تحلدد تلاريخ التوقلف‬
‫عن الدفع في أول جلسة تعقدها ‪ ،‬و هذا استنادا إللى الفقلرة األوللى ملن الملادة ‪ 555‬ملن القلانون التجلاري‬
‫التي تنص على ما يلي ‪ " :‬في أول جلسة يثبلت فيهلا للدى المحكملة التوقلف علن اللدفع فإنهلا تحلدد تاريخله‬
‫كما تقضي بالتسوية القضائية أو اإلفالس "‪.‬‬
‫إال أن المشرع قيلد سللطة المحكملة فلي تحديلد تلاريخ التوقلف علن اللدفع بملدة ال تتجلاوز كحلد أقصلى ‪30‬‬
‫شهرا السابقة لصدور حكم اإلفالس وهذا استنادا إلى الفقرة األخيرة من الملادة ‪ 547‬ملن القلانون التجلاري‬
‫الجزائللري التللي تللنص علللى مللا يلللي ‪ ":‬تللاريخ التوقللف عللن الللدفع تحللدده المحكمللة التللي قضللت بالتسللوية‬
‫القضائية أو بـشهر اإلفالس و ال يكون هذا التاريخ سابقا لصدور الحكم بأكثر من ثمانية عشر شهرا ‪" .‬‬
‫يجوز للمحكمة من تلقاء نفسها أو بطلب من ذي مصلحة تعديل تاريخ التوقف عن الدفع بقرار تالي للحكم‬
‫الذي قضى باإلفالس بشرط أن يكون سابقا لقفل قائمة الديون طبقا للمادة ‪ 540‬من القـانون التجاري‬
‫قد يحدث أن ال يعين تاريخ التوقف عن اللدفع ال فلي حكلم شلهر اإلفلالس و ال فلي حكلم الحلق ‪ ،‬فالمشلرع‬
‫الجزائري تطرق إلى هذه المسألة في الفقرة الثانية من الملادة ‪ 555‬ملن القلانون التجلاري التلي أكلدت بأنله‬
‫في حالة عدم تحديد تاريخ التوقف عن اللدفع فيعتبلر تلاريخ صلدور حكلم اإلفلالس هلو تلاريخ التوقلف علن‬
‫الدفع ‪ ،‬و في هذه الحالة تكون فترة الريبة منعدمة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ث ‪.‬شروط الدين محل التوقف عن الدفع ‪:‬‬
‫امتناع المدين علن تسلديد دينله ال يرتلب التوقلف علن اللدفع ‪ ،‬بلل يجلب أن تتلوفر علدة شلروط فلي اللدين‬
‫محل التوقف عن الدفع تتمثل في جوب أن يكون الدين حال األداء غير متنلازع عليله و ذو طبيعلة تجاريلة‬
‫ـ أن يكون الدين حقال األداء ‪ :‬ال يجلوز إجبلار الملدين بالوفلاء بلديون للم يحلين أجلهلا ألن اللدين يبنلى‬
‫على اتفاق الطرفين على الوفاء في أجل محدد‪ ،‬بذلك ال يمكن اعتبار المدين في حالة توقلف علن اللدفع إذا‬
‫للم يحلين أجللل الوفلاء ‪ ،‬إضلافة إلللى ذللك فيجللب أن يكلون اللدين محللدد المقلدار فلال يتصللور اعتبلار المللدين‬
‫متوقفا عن دفع دين مجهول المقدار‪.‬‬
‫ـ يجب أن يكون الدين غير متنازع عليه ‪ :‬يشترط في الدين أن يكون محددا تحديدا دقيقا ال يثير أي‬
‫جدال في مقداره‪ ،‬فإذا نازع التاجر في وجود الدين أو في مقداره و كلان النلزاع جلديا تعلين عللى المحكملة‬
‫أن ترفض دعوى اإلفالس‪.‬‬
‫كما يدخل كذلك ضمن المنازعلة الجديلة مسلألة انقضلاء اللدين ألي سلبب ملن أسلباب االنقضلاء كالتقلادم أو‬
‫المقاصلة أو بالوفلاء‪ ،‬ففللي هلذه الحالللة يحلق للملدين االمتنللاع علن الوفللاء لحلين الفصلل فللي وجلود أو عللدم‬
‫وجود الدين فال يعد امتناعه توقفا عن الدفع‪.‬‬
‫‪.‬يجب أن يكون الدين محل التوقف عن الدفع تجاريا ‪ :‬يشترط في اللدين محلل التوقلف علن اللدفع‬
‫أن يكون دينا تجاريا ‪ ،‬سواء من طائفة األعملال التجاريلة بحسلب الشلكل أو ملن طائفلة األعملال التجاريلة‬
‫بحسب الموضوع ‪ ،‬مع اإلشلارة أنله يجلوز لللدائن بلدين ملدني أن يرفلع دعلوى شلهر إفلالس مدينله التلاجر‬
‫بشرط ان يكون قد توقف عن دفع ديون تجاري واحد ويعود السبب في ذللك انله ملادام التلاجر قلد توقلف‬
‫عن دفع دين تجاري‪ ،‬فلال يهلم بعلد ذللك طبيعلة اللديون األخلرى ‪،‬طالملا أن اإلفلالس يلؤدي إللى التصلفية‬
‫الجماعية ألموال المدين و تقسيم حاصلها على كل الدائنين قسمة غرملاء باعتبلار ان ذملة التلاجر هلي ذملة‬
‫واحدة ‪ ،‬و لتحديد موقلف المشلرع الجزائلري ملن مسلالة تحديلد طبيعلة اللدين يجلب التطلرق إللى مضلمون‬
‫المادة ‪ 536‬من القانون التجاري قبل التعديل و بعد تعديلها في سنة ‪3333‬‬
‫فالمادة ‪ 536‬قبل التعديل جاءت غامضة عندما استعملت مصطلح تكليف المدين بالحضور كيفما كانت‬
‫طبيعة دينه‪ ،‬فيفهم من ذلك أن المشرع الجزائري لم يميز بين الدين التجاري و المدني‪ ،‬فأجاز شهر‬
‫إفالس المدين حتى و لو توقف عن دفع ديونه المدنية ‪.‬‬
‫اسللتمر الوضللع بهللذا الغمللوض إلللى غايللة سللنة ‪ 3333‬أيللن تللدخل المشللرع الجزائللري بموجللب المرسللوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 80/33‬المؤرخ في ‪ 3333/4/53‬تم حلذف كلملة الملدين و اسلتبدلت بكلملة اللدائن و منله‬
‫يكون النص باللغة العربية مطابقا لللنص باللغلة الفرنسلية ملن الملادة ‪ 536‬ملن القلانون التجلاري و بلالرغم‬
‫من ذلك فانه كان على المشرع الجزائري اللنص صلراحة فلي الملادة ‪ 533‬عللى طبيعلة اللدين اللذي يجلب‬
‫أن يكون تجاريا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشروط الشكــــــــلية لإلفالس و التسوية القضائية‬
‫ال يكفللي لشللهر إفللالس التللاجر تحقللق شللرطي الصللفة التجاريللة والتوقللف عللن الللدفع بللل يجللب رفللع دعللوى‬
‫اإلفالس و يصدر بشأنها حكم من المحكمة المختصة يسمى الحكم المقرر لإلفالس ‪.‬‬
‫‪.1‬رفع دعوى اإلفالس أو التسوية القضائية ‪ :‬لقد وســع المشرع من نطــاق طلب شهر اإلفالس‬
‫لتــشمل المدين الذي يمكن لله أن يقلدم طللب يتضلمن إقلراره بتوقفله علن دفلع اللديون قصلد االسلتفادة ملن‬
‫التسوية القضائية أو شهر إفالسه ‪ ،‬كما يجوز للدائن رفع دعلوى شلهر إفلالس مدينله ‪،‬كملا يجلوز للمحكملة‬
‫المختصللة أن تفللتح التفليسللة مللن تلقللاء نفسللها ‪ ،‬كمللا يمكللن للنيابللة العامللة أن تطلللب شللهر إفللالس المللدين‬
‫المتوقللف عللن ديونلله فللي مواعيللد استللـحقاقها باعتبللار اإلفللالس يتعلللق بالنظللام العللام مللع اإلشللارة إلللى أن‬
‫المشرع الجزائري لم ينص صراحة على صفة التقاضي للنيابة العامة في طلب شهر اإلفالس ‪.‬‬
‫شهـققـر اإلفـققـالس بطلققـب مـققـن المديققـن ‪ :‬إن طلللب شللهر اإلفللالس مللن طللرف المللدين نفسلله يعتبللر‬
‫كاستثناء عن القاعدة العامة لإلثبات ‪ ،‬ففلي مثلل هلذه الحلاالت فالتلاجر هلو اللذي يقلدم دليلل ضلد نفسله بأنله‬
‫متوقف عن دفع ديونه فالقانون ألزمه بتقلديم إقلرار إللى المحكملة المختصلة خلالل خمسلة عشلرة يوملا ملن‬
‫تاريخ توقفه عن الدفع‪ ،‬فالغاية من ذلك هو التمييز بين المدين سيئ النيلة و الملدين حسلن النيلة اللذي يبلادر‬
‫‪11‬‬
‫بمحض إرادته بمجرد توقفه عن دفع ديونه ‪ ،‬عن طريق تقديم إقرار إلى المحكمة المختصة حتلى و للو للم‬
‫يقم احد دائنيه برفع دعوى قضائية ضده لشهر إفالسه ‪.‬‬
‫فيجب عليه أن يرفق إعالن التوقف عن الدفع بمجموعة من الوثائق نصت عليها الملادة ‪ 530‬ملن القلانون‬
‫التجاري وهي ‪ :‬الميزانية ‪ ،‬حسلاب االسلتغالل العلام ‪ ،‬حسلاب الخسلائر واألربلاح ‪ ،‬بيلان رقملي بلالحقوق‬
‫والللديون مللع إيضللاح اسللم ومللوطن كللل مللن الللدائنين ويجللب أن تللؤرخ كللل هللذه الوثللائق و يوقللع عليهللا مللن‬
‫طرف المدين ‪.‬‬
‫شهر اإلفالس بطلب من الدائنين ‪ :‬يجوز لكلل دائلن سلواء كلان شخصلا طبيعيلا أو معنويلا أن يطللب‬
‫شهر إفالس مدينه إذا اثبت بأنه دائن له بمبلغ محدد المقدار وحال األداء غير متنازع عليه ‪.‬‬
‫يتم ذلك عن طريق إيداع عريضة افتتاح الدعوى لدى أمانة ضبط المحكمة المختصة موقعة و مؤرخة‬
‫مستوفية للشروط المذكورة في المواد ‪ 33‬و ‪ 34‬و ‪ 33‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية المتعلقة‬
‫بشروط قبول الدعوى ‪.‬‬
‫ال يشترط أن ترفع دعوى اإلفالس من طرف مجموعة من الدائنين بل يمكن رفعها من طرف دائن واحد‬
‫‪ ،‬ثم ينظم إليها باقي الدائنين إذا تحققت شروط اإلفالس‪ .‬فالمادة ‪ 536‬من القانون التجاري الجزائري‬
‫المعدلة ورد فيها عبارة الدائن في صيغة المفرد إذ نصت على ما يلي ‪ " :‬يمكن أن تفتح كذلك التسوية‬
‫القضائية أو اإلفالس بناء على طلب تكليف الدائن بالحضور كيفما كانت طبـــــــيعة دينه و ال ســيما ذلك‬
‫الديــــــن النات ــــــج عن فاتورة قابلة للدفع في اجل محدد " ‪.‬‬
‫شهر اإلفالس بطلب من المحكمة المختصة ‪ :‬لقد أجازت الفقرة الثانية من المادة ‪ 536‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري للمحكمة المختصة أن تحكم بشهر إفالس المدين من تلقاء نفسها ‪ ،‬إذا تحققت من‬
‫توفر شرطي الصفة التجارية والتوقف عن الدفع ‪.‬‬
‫بذلك نجد أن المشرع الجزائري قد خرج عن نطاق القواعد العاملة التلي تقضلي بأنله ال يجلوز للمحلاكم أن‬
‫تقضي بما لم يطلب منها القضاء به‪ ،‬و مبرر ذلك أن أحكام اإلفالس تتعلق بالنظام العام ‪.‬‬
‫فالمحكمة تحكم بشهر اإلفالس من تلقاء نفسها في حالة تقديم الملدين تقريلر علن توقفله علن اللدفع للمطالبلة‬
‫بالصلح واالستفادة من التسوية القضائية ‪ ،‬ثم يتبين للمحكمة أن شلروط الصللح أو التســــــــلـوية القضلائية‬
‫غير متــوفرة بينـما شروط اإلفالس قائمة و منه يجلوز لهلا أن تشلهر إفلالس هلذا الملدين ملن تلقلاء نفسلها‬
‫في مثل هذه الحالة أو أن يتقدم أحد الدائنين بطلب شهر إفالس المدين ثم يتنازل عنله‪ ،‬فيجلوز للمحكملة أن‬
‫تحكم بشهر اإلفالس رغم تنازل الدائن عن طلبله كملا يمكلن أن ترفلع دعلوى اإلفلالس ملن غيلر ذي صلفة‬
‫فال يوجد مانعا للمحكمة من شهر إفالس المدين من تلقاء نفسها‪.‬‬
‫شققهر اإلفققالس بنققاء علققى طلققب النيابققة العامققة ‪ :‬إن المشللرع الجزائللري لللم يللنص صللراحة علللى‬
‫إمكانيللـة شللهر اإلفللالس بنللاءا علللى طلللب النيابللة العامللة ‪ ،‬إال أنلله و باسللتقراء النصللوص القانونيللة المتعلقللة‬
‫باإلفالس نجد أن المشرع الجزائري قد أقر بها ضمـنيا‪ ،‬و أعطلى لهلا بعلض الصلالحيات فلي هلذا المجلال‬
‫لتعلق اإلفلالس بالنظلام العلام فملثال ملا تضلمنته الملادة ‪ 538‬ملن القلانون التجلاري التلي تللزم كاتلب ضلبط‬
‫المحكملة بتبليلغ وكيلل الدوللة فلورا بملخلص األحكلام الصلادرة بشلهر اإلفلالس ‪ ،‬و كلذلك الملادة ‪ 566‬ملن‬
‫نفـس القانون التي أجازت للنيابة العامة حضور عملية جرد أموال المدين المفلس‬
‫‪ .2‬المحكمة المختصة بشهر اإلفالس ‪:‬إن القضايا المتعلقة باإلفالس يؤول االختصاص للفصل فيهلا‬
‫نوعيا لألقطاب المتخصصة المنعقدة في مقلر بعلض المحلاكم للنظلر فيهلا دون سلواها و التلي تفصلل فيهلا‬
‫بتشكيلة جماعية تتكون من ثالثة قضاة بموجب حكم قابل لالستئناف أملام الدرجلة الثانيلة طبقلا للملادة ‪35‬‬
‫من قانـون اإلجلراءات المدنيلـة و اإلداريلة ‪ " :‬تخلتص األقطلاب المتخصصلة المنعقلدة فلي بعلض المحلاكم‬
‫بالنظر دون سواهــــا في المــــــــنازعات المتعلقة بالتـجارة الدولية ‪،‬و اإلفلالس و التلـسوية القـــلـضائية ‪،‬‬
‫و المنازعللات المتعلقللة بللالبنوك ‪ ،‬ومنازعللات الملكيللة الفكريللة ‪ ،‬و المنازعللات البحريللة و النقللل الجللوي و‬
‫منازعات التأمينات ‪".‬‬
‫أما بالنسبة لالختصاص اإلقليمي فان المشرع أخضلعه لمحكملة ملوطن الملدعى عليله المنصلوص عليهلا‬
‫في المادة ‪ 37‬ملن قلانون اإلجلراءات المدنيلة و اإلداريلة‪ ،‬إال أن المشلرع الجزائلري قلد أورد اسلتثناء علن‬

‫‪12‬‬
‫اختصلاص محكملة ملوطن الملدعى عليله بالنسلبة لقضلايا إفلالس الشلركات التجاريلة و منازعلات الشللركاء‬
‫فلقد نصت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 48‬ملن قلانون اإلجلراءات المدنيلة و اإلداريلة عللى ملا يللي " فلي ملواد‬
‫اإلفالس أو التسوية القضائية للشركات و كذا الدعاوى المتعلقلة بمنازعلات الشركلـاء ‪ ،‬أملام المحكملة التلي‬
‫يقــع في دائرة اختصـاصها مكان افتتاح اإلفالس أو التسوية القضائية أو مكان المقر االجتماعي للشركة"‬
‫يتضح من خالل هذه الفقـــــرة أن المشرع الجزائري قلد أخلرج النزاعلات المتـــلـعلقة بالشلركات التجاريلة‬
‫و الشركاء من اختصاص محكمة موطن المدعى عليه ‪ ،‬و أورد لها نصا خاصا يتعللق بلإفالس الشلركات‬
‫التجاريلة و المنازعللات الناشلئة فيمللا بلين الشللركاء فتللؤول للمحكملة التللي يقلع فللي دائلرة اختصاصللها مكللان‬
‫افتتاح اإلفالس أو مكان المقر االجتماعي للشركة‪.‬‬
‫‪ 3‬مضمون حكم اإلفقالس و نشقر ‪ :‬إن القلانون التجــلـاري الجزائلري قلد أورد بعلض البيانلات التلي‬
‫يجب أن يتضمنها حكم اإلفالس ‪ ،‬و هذه البيانات ينفلرد بهلا هلذا الحكلم فقلط و ال نجلدها فلي بلاقي األحكلام‬
‫القضللائية األخللرى و تتمثللل فللي تحديللد تللاريخ التوقللف عللن دفللع الللديون مللع بيللان أسللبابه ‪ ،‬تعيللين القاضللي‬
‫المنتدب ‪ ،‬تعيين الوكيل المتصرف القضائي ‪ ،‬تعيين مراقلب أو اثنلين لمسلاعدة القاضلي المنتلدب‪ ،‬األملر‬
‫بوضع األختام األمر بنشر حكم اإلفالس‬
‫‪ : 4‬طرق الطعن في أحكام اإلفالس ‪ :‬لقد أورد في القانون التجاري أحكاما خاصة بطرق الطعن في‬
‫أحكام اإلفالس ‪ ،‬نـص عليها في الواد من المادة ‪ 533‬إللى الملادة ‪ 534‬ملن القلانون التجلاري التلي تتعللق‬
‫بطــرق الطعــــــــن العادية وهي المعارضة و االستئناف ‪ ،‬بينما لم ينص على طلرق الطعلن غيلر العاديلة‬
‫كاعتراض الغير الخارج عن الخصومة و الطعن بالنقض و التملاس إعلادة النظلر فتسلري بشلأنها القواعلـد‬
‫العامللـة المنصللوص عليهللا فللي قللانون اإلجللراءات المدنيللة ‪،‬بالمقابللل مللن ذلللك فللإن المشللرع الجزائللري فللي‬
‫المادة ‪ 535‬من ا لقانون التجاري أورد حاالت ال تخضع ألي طريق من طرق الطعن و هي ‪:‬‬
‫ـ األحكام التي تصدرها المحكمة و المتعلقة بالفصل في الطعون الواردة عللى أواملر القاضلي المنتلدب فلي‬
‫حدود اختصاصاته ‪.‬‬
‫ـ األحكام التي تصدرها المحكمة و تقرر فيها بوجه معجل قبول الدائن في المداوالت علن مبللغ تحلدده فلي‬
‫تحقيق الديون طبقا للمادة ‪ 507‬من القانون التجاري ‪.‬‬
‫ـ األحكام الخاصة باإلذن باستغالل المحل التجاري(‪. )3‬‬
‫المعارضة ‪ :‬نلص المشلرع عللى الطعلن بالمعارضلة فلي أحكلام اإلفلالس فلي الملادة ‪ 533‬ملن القلانون‬
‫التجاري التي حددت ميعاد المعارضة في أحكلام اإلفلالس بعشلرة أيلام اعتبلارا ملن تلاريخ صلدور الحكلم ‪،‬‬
‫أما بالنسبة لألحكام الخاضعة إلجراءات اإلعالن و النشر في الصحف المعتمدة لنشلر اإلعالنلات القانونيلة‬
‫فانه ال يسري الميعاد فيها إال من تمام آخر إجراء مطلوب‪ ،‬المالحظ أن المشرع و لكي يحقق السرعة فلي‬
‫الفصل في قضايا اإلفالس قد جعل ميعاد المعارضلة فيهلا قصليرا مقارنلة بميعلاد المعارضلة المطبلق عللى‬
‫باقي األحكام المحددة بميعلاد شلهر واحلد ملن تلاريخ التبليلغ الشخصلي للحكلم طبقلا للملادة ‪ 353‬ملن قلانون‬
‫اإلجراءات المدنية ‪.‬‬
‫االستئناف ‪ :‬إن االستئناف في ملواد اإلفلالس و التسلوية القضلائية نصلت عليله الملادة ‪ 534‬ملن القلانون‬
‫التجاري التي تجيز لمن كان طرفا في حكم اإلفالس أن يشكل استئنافا أملام الدرجلة الثانيلة ‪،‬و لله فلي ذللك‬
‫ميعللاد عشللرة أيللام يبللدأ سللريانه مللن يللوم تبلـللـيغ حكللم اإلفللـالس و علللى المجلللس القضللائي أن يفصللل فللي‬
‫االستئناف خالل ثالثة أشهر كحد أقصى‪.‬‬
‫ثار إشكال يتعلق بمدى إمكـ انية محكمة الدرجة الثانية من إلغاء حكم اإلفالس إذا زالـت حالة التوقـف عن‬
‫الدفـع طالما أن الحـكم لم يكتسب الصفة النهــائية فاختلف الفقه حول اإلجابة عن هذا اإلشكال‬
‫الرأي األول ‪ :‬يرى بأنه ال يجوز لمحكمة الدرجة الثانية أن تلغي حكم اإلفالس حـــــتى و لو أصبح‬
‫ا لمدين في وضعية مالية تمكنه من الوفاء بكل ديونه ‪ ،‬يستند هذا الرأي إلى عدة حجج تنحصر في أن‬
‫محكمة الدرجة األولى عندما قضت بإفالس المدين قد تحققت من توافر شروط اإلفالس بما فيها حالة‬
‫التوقف عن الدفع ‪ ،‬و ما دام األمر كذلك فإنه ال يجوز للدرجة الثانية إلغائه ألن ذلك سيؤدي إلى‬
‫اإلضرار بالدائنين و اإلخالل بمبدأ المساواة بينهم‬

‫‪13‬‬
‫الرأي الثاني ‪ :‬أجاز لمحكمة الدرجة الثانية أن تلغي حكم اإلفالس إذا زالت حالة التوقف عن الدفع على‬
‫أساس أن الطعن باالستئناف يطرح الدعوى من جديد أمام محكمة االستئناف ‪ ،‬و بالتالي يجوز لها أن‬
‫تلغي حكم ا إلفالس طالما أن حالة التوقف عن الدفع قد زالت ‪ ،‬و ال مجال لمعاملة المدين بالقسوة مادام‬
‫أنه قد أصبح قادرا على الوفاء بكل ديونه ‪.‬‬

‫أشخاص التفـــــــليسة‬
‫أن حكم اإلفالس يجلب أن يتضلمن عللى علدة أشلخاص يقلوم كلل ملنهم بلدور معلين حتلى يلتم تحقيلق غايلة‬
‫اإلفالس التي هي تصفية أموال المدين و توزيلع حاصللها عللى اللدائنين ‪ ،‬و تنقسلم أشلخاص التفليسلة إللى‬
‫أشخاص غير قضائية و أشخاص قضائية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬األشخاص غير القضائية‬
‫ينللدرج فللي تعللداد األشللخاص غيللر القضللائية للتفليسللة المللدين المفلللس جماعللة الللدائنين والوكيللل المتصللرف‬
‫القضائي و المراقبين‪.‬‬
‫‪.1‬المدين ‪ :‬يعتبر المدين شخص من أشخاص التفليسلة باعتبلار محلور كلل إجلراءات التفليسلة المنصلبة‬
‫على أمواله فمجرد صدور حكم اإلفالس تغل يده من إدارة و التصرف في أمواله بسلبب سلوء نيتله اذ ان‬
‫المشلرع الزمله بتقلديم إقلرار علن حالللة توقفله علن دفلع ديونله لالسللتفادة ملن التسلوية القضلائية ملن خللالل‬
‫إثبات حسن نيته وبالمقابل من ذلك فعلدم تقلديم اإلقلرار يجعلل الملدين سليئ النيلة و منله يطبلق عليله نظلام‬
‫اإلفالس ‪،‬لكونه أخفى واقعة التوقف عن الدفع و لم يقدم إقرارا عن حالته خالل خمسة عشرة يوما ‪.‬‬
‫األكثر من ذلك فان هذا التصرف يشكل حالة من حاالت اإلفالس بالتقصير التلي هلي جنحلة معاقلب عليهلا‬
‫في قانون العقوبات فنصت المادة ‪ 303‬منه على ما يلي ‪:‬‬
‫" كل من ثبلت مسلؤوليته الرتكلاب جريملة التفلليس فلي الحلاالت المنصلوص عليهلا فلي القلانون التجلاري‬
‫يعاقب ‪:‬‬
‫ـ عن التفليس بالتقصير من شهرين إلى سنتين و بغرامة من ‪ 53.888‬دج إلى ‪ 588.888‬دج‬
‫‪ -‬علللن التفلللليس بالتلللدليس بلللالحبس ملللن سلللنة إللللى خمسلللة سلللنوات و بغراملللة ملللن ‪ 388.888‬دج إللللى‬
‫‪ 388.888‬دج ‪."...‬‬
‫‪ .2‬جماعة الدائنين ‪:‬‬
‫بمجللرد صللدور حكللم اإلفللالس تتشللكل قانونللا جماعللة الللدائنين التللي يمثلهللا الوكيللل المتصللرف القضللائي و‬
‫يترأسها القاضي المنتدب تتكون من الدائنين الذين نشلأت ديلونهم قبلل صلدور حكلم اإلفلالس و تتشلكل ملن‬
‫الدائنين العاديين و الدائنين أصحاب االمتياز العام و هم الدائنــون الذين لهم امتياز على كلل أملوال الملدين‬
‫بللدون تحديللد‪ .‬و ال تشللتمل الجماعللة علللى الللدائنين المللرتهنين و أصللحاب االمتيللاز الخاصللة الللواردة علللى‬
‫المنقول أو العقار‪ ،‬لكون أن حقوقهم مؤمنة بضمانات خاصة تخول لهم استيفائها‬
‫يرجللع سللبب إدخلللال الدائنـــــــللـين أصلللحاب االمتيللاز العللام فلللي تشـــــــللـكيلة جماعلللة الدائنيـــــللـن رفقلللة‬
‫الدائنيـــــــللـن العللاديين إلللى أن االمتـــــللـياز العللام يللرد علللى كللل أمـــللـوال المـــللـدين بللدون تحديللدها‪ ،‬و‬
‫بالتـلـالي فهللم عكللس أصللحاب االمتــــــــلـياز الخللاص الللذين لهللم رهلون عقــــــللـارية أو حيازيللة علللى مللال‬
‫محدد تحديدا دقيقا ‪ ،‬تابــع للملدين المفللس و منله ال يلدخلون فلي جماعلة اللدائنين ألنهلم يمتلكلون ضلمانات‬
‫تكفيهم الستيفاء ديونهم ‪.‬‬
‫‪ . 3‬الوكيل المتصرف القضائي ‪:‬مـن بين آثار صدور حكم اإلفالس غلل يلد الملدين ملن إدارة أموالله‬
‫الخاصة ‪ ،‬ومنعه من تسيير أموالله و التصلرف فيهلا فملن هلذا المنطللق فلان الضلرورة تســلـتوجب إيجلاد‬

‫‪14‬‬
‫شخص ينوب الـــمدين في إدارة أموالله و هلو الوكيلل المتصلرف القــلـضائي اللذي تلم استـلـحداثه بموجلب‬
‫األمر رقم ‪ 53/36‬المؤرخ في ‪ 83‬يوليو ‪ 3336‬فالمشرع الجزائري قبل استحداثه هذه التسمية فلي سلنة‬
‫‪ 3336‬كان يستعمل مصطلح وكيل التفليسة طبقا للمادة ‪ 530‬من القانون التجاري قبلل إلغائهلا تؤكلد عللى‬
‫أن المحكمة التي أصدرت حكم اإلفالس هي التي تعين وكيل التفليسة من بين أحد كتاب ضبطها‪.‬‬
‫فالوكيل المتصلرف القضلائي هلو وكيلل يمثلل الملدين اللذي غللت يلده ملن التصلرف فلي أموالله‪ ،‬كملا يمثلل‬
‫الدائنين المشكلين لجماعة الدائنين ‪.‬‬
‫فقد اشترطت المادة الخامسلة ملن األملر رقلم ‪ 53/36‬السلالف اللذكر أكلدت عللى وجلوب أن يتضلمن حكلم‬
‫اإلفالس على تعيين الوكيلل المتصلرف القضلـائي ملن بلين األشخلـاص المسلجلين فلـي القائلـمة التلي تعلدها‬
‫اللجنة الوطنية ‪ ،‬و بالتالي فان طريقة اختيار الوكيل المتصلرف القضلائي جلاءت مختلفلـة تماملا عملا كلان‬
‫معموال به سابقا قبل ‪.3336‬‬
‫فاللجنة الوطنية هي التلي تقلوم بإعلداد قائملة اللوكالء المتصلرفين القضـلـائيين و هلذه اللجنلة تتكلون حسلب‬
‫المادة ‪ 3‬من األمر ‪ 53/36‬من ‪:‬‬
‫ـ قاضي المحكمة العليا رئيسا ‪.‬‬
‫ـ قاضي من مجلس المحاسبة عضوا ‪.‬‬
‫ـ قاضي حكم لدى المجلس القضائي عضو ‪.‬‬
‫ـ قاضي حكم من المحكمة عضوا‪.‬‬
‫ـ عضو من المفتشية العامة للمالية ‪.‬‬
‫ـ أستاذ في الحقوق أو العلوم االقتصادية أو التسيير عضوا ‪.‬‬
‫ـ خبيران (‪ )85‬في الميدان االقتصادي أو االجتماعي عضوين‪.‬‬
‫ـ ثالثة (‪ )3‬وكالء متصرفين قضائيين أعضاء(‪. )3‬‬
‫و يللتم تحديللد قائمللة الللوكالء المتصللرفين القضللائيين بموجللب قللرار صللادر مللن وزيللر العللدل طبقللا للمللادة‬
‫الخامسة من األمر السالف الذكر‪.‬‬
‫و من بلين المهلام المسلندة للوكيلل المتصلرف القضلائي القيلام بلاإلجراءات التحفظيلة التلي تهلدف إللى ملـنع‬
‫الملدين ملن تهريلب أمـللـواله كقفلل دفلاتر المللدين و حصلرها القيلام بقيلد الرهللون العقاريلة لمصللحة جماعللة‬
‫اللدائنين عللى كلل أمللوال الملدين و عللى األملوال التللي يكتسلبها ملن بعلد أوال بللأول طبقلا للملادة ‪ 534‬مللن‬
‫القانون التجاري كما يقوم بإعداد الميزانية إذا لم يقــم المدين بوضعها‬
‫كمللا يقللوم الوكيللل المتصللرف القضللائي بمهمللة وضللع األختللام بنللاءا علللى أمللر صللادر مللن المحكمللة التللي‬
‫أصدرت حكم شــهر إفـالس المـدين ‪ ،‬و يتم وضـــــلـع األخــتلـام عللى الخلـزائن و الحافظلات و اللدفاتر و‬
‫األوراق التجارية التابعة للمدين‬
‫كمللا يلتللزم الوكيللل المتصللرف القضللائي بإعللداد قائمللة جللرد مكونللات التفليسللة ثللم تحصلليل الللديون و بيللع‬
‫المنقللوالت و رفللع الللدعاوى و التصللالح و التحكلليم و أخيللرا يلتللزم الوكيللل المتصللرف القضللائي بإيللـداع‬
‫األمــوال الناتــجة عـن البيــوع و التحصيالت في الخزينة العامة فورا ‪.‬‬
‫‪ .4‬المراقبين ‪ :‬تنص المادة ‪ 548‬من القانون التجاري على‪ " :‬للقاضي المنتدب أن يعلين فلي أي وقلت‬
‫بأمر يصدره ‪ ،‬مراقبا أو اثنين من بين الدائنين ‪.‬‬
‫و ال يجلوز أن يعللين مراقبلا أو ممللثال لشلخص معنللوي معلين كمراقللب ‪ ،‬أي قريلب أو نسلليب للملدين لغايللة‬
‫الدرجة الرابعة "‪.‬‬
‫من خالل الرجوع إلى هذه المادة يتبين جليا بان القاضلي المنتلدب هلو اللذي يقلوم بتعلـيين مراقلب أو اثنلين‬
‫من جماعة الدائنيــن لمراقبة أعمال التفليسة و يشترط فيهم أن يكونوا من بين الدائنين‪ ،‬و لقد جلرت العلادة‬
‫أن يترشح كبار دائني المدين و العلة في ذلك أن الدائن هو األجدر بالحفاظ على أموال التفللـيسة و الرقابلة‬
‫على أعمال الوكيل المتصرف القضائي ‪ ،‬كما أن الدائن اقدر من غيره على الحفاظ حقوق الدائنين‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األشخاص القضائية‬
‫تتمثللل األشللخاص القضللائية فللي ‪ :‬القاضللي المنتللدب ‪ ،‬المحكمللة المختصللة ‪ ،‬النيابللة العامللة بالنسللبة للللدول‬
‫التي تعتبرها شخص من أشخاص التفليسة ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ . 1‬القاضققي المنتققدب ‪ :‬يعللين القاضللي المنتللدب فللي بدايللة كللل سللنة قضللائية بللأمر مللن رئلليس المجلللس‬
‫القضائي بناءا على اقتراح من رئيس المحكمة طبقا للملادة ‪ 533‬ملن القلانون التجلاري الجزائلري و يكلون‬
‫القاضللي المنـللـتدب مكلللف بللـنوع خللاص بللان يراقللب أعمللال و إدارة التفليسللة أو التسللوية القضللائية تت لـمثل‬
‫مهامه في ‪:‬‬
‫‪ -‬يفصل القاضي المنتدب خالل ثالثة أيام في كل مطالبة تتعلق بأعمال الوكيل المتصرف القضائي‬
‫ـ يقوم القاضي المنــتدب بإصدار أمر بتعيين مراقب أو اثنين من بــــــين جماعة الدائنين‬
‫ـل يقللوم القاضللي المنتللدب بإحالللة تقريللر الوكيللل المتصللرف القضللائي فللورا إلللى وكيللل الجمهوريللة مشللفوعا‬
‫بمالحظاته‬
‫ـ يقدم القاضي المنتدب وجوبا تقريرا عن جميع المنازعات الناجمة عن اإلفالس‬
‫ـ يتولى القاضي المنتدب رئاسة جماعة الدائنين‪.‬‬
‫ـل يلللزم القاضللي المنتللدب بإيللداع األوامللر التللي يصللدرها بكتابللة ضللبط المحكمللة المخـــللـتصة و يحللدد فيهللا‬
‫األشللخاص الللذين يجللب إعالمهللم بهللذه األوامللر‪ ،‬و يجللوز لهللؤالء األشللخاص رفللع معارضللة ضللد أوامللر‬
‫القاضي المنتدب خالل مهلة عشرة أيام من تاريخ تبليغهم بهذه األوامر‪.‬‬
‫مع المالحظة ان قرارات القاضي المنتدب قابلة للطعن امام القضاء و يتجلى ذلك من خالل الرجوع إلى‬
‫المادة ‪ 537‬أن المشرع الجزائري التي الزمت القاضي المنتدب بإيداع األوامر التي يصدرها فورا لدى‬
‫كتابة ضبط المحكمة ‪ ،‬و يعين األشخاص الذين يجب إعالمهم عن طريق كاتب ضبط المحكمة بهذه‬
‫األوامر حتى يتسنى لهم تشكيل المعارضة خالل مهلة عشرة أيام من تاريخ حصول اإليداع هذه األوامر‬
‫لدى كتابة الضبط ‪.‬‬
‫‪ .2‬المحكمققة المختصققة ‪ :‬نللص المشللرع الجزائللري صللراحة فللي الفقللرة الثانيللة مللن المللادة ‪ 536‬مللن‬
‫القانون التجاري على أن المحكمة المختصة هي شخص من أشخاص التفليسة لهلا صلالحية تسللم القضلية‬
‫من تلقاء نفسها إذا تعلق األمر بإفالس المــــدين الذي توقف عن دفع ديونه‪.‬‬
‫كما يظهر دور المحكمة كشخص من أشخاص التفليسة في أن رئيس المحكمة هو الذي يقترح على رئليس‬
‫المجلس القضائي تعيين القاضـي المنتـدب في بداية كل سنة قضائية‪.‬‬
‫كما أجازت الفقرة الثانية من المادة ‪ 536‬من القانون التجاري للمحكمة المختصة أن تحكم باإلفالس من‬
‫تلقاء نفسها ‪ ،‬متى تبين من ظروف النزاع المطروح عليها تحقق شروط اإلفالس ‪ ،‬و هذا ال يتعارض مع‬
‫مبدأ القضاء بما لم يطلب منها الخصوم باعتبار أن اإلفالس من النظام العام ‪ ،‬و يمكن إعطاء بعض‬
‫الحاالت التي تقضي المحكمة باإلفالس من تلقاء نفسها ‪:‬‬
‫ـ في حالة ترك الخصومة من طرف الدائن الذي بادر إلى رفـع دعوى اإلفالس ‪.‬‬
‫ـ في حالة إذا صدر من المحكمة حكم ببطالن اإلجراءات فيجوز لها القضاء باإلفالس‬
‫ـ في حالة عرض نزاع تجاري أمام القسم التجاري وتبين بعد االطالع على الدفاتر التجارية الحد‬
‫اطراف النزاع تبين بانه في حالة التوقف عن دفع ديونه ‪.‬‬
‫ـ إذا أصدرت المحكمة حكم بإفالس شركة التضامن فإنها ومن تلقاء نفسها تقضي بشهر إفالس الشريك‬
‫المتضامن دون أن يطلب منها ذلك ‪.‬‬
‫‪ .3‬النيابة العامة ‪ :‬لم ينص القانون التجاري الجزائري صراحة على اعتبار النيابة العامة شخصا من‬
‫أشخاص التفليسة ‪ ،‬إال أنه ومن خالل الرجوع إلى مختلف المواد المنظمة لإلفالس نجد أن المشرع‬
‫الجزائري قد أورد بعض النصوص القانونية التي تحدد دور النيابة العامة في التفليسة ‪ ،‬ويظهر ذلك من‬
‫خالل الرجوع إلى المادة ‪ 566‬من القانون التجاري التي أجازت للنيابة العامة حضور عملية جرد أموال‬
‫المدين المف لس‪ ،‬وكذا لها الحق في أي وقت االطالع على كافة المحررات ودفاتر المدين ‪ ،‬و كذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 538‬من القانون التجاري الجزائري التي ألزمت كاتب ضبط المحكمة أن يوجه فورا‬
‫إلى وكيل الجمهورية ملخصا عن األحكام الصادرة باإلفالس ‪.‬‬
‫إال أن كل هذه النصوص ال تـــــكفي العتبار النيابة العامة شخص من أشخاص التفليسة ‪ ،‬فعلى المشرع‬
‫الجزائري استحداث نص صريح على ذلك ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫أثار اإلفــــــالس‬

‫يترتب على صدور حكم اإلفالس عدة أثار منها ما تتعلق بالمدين و منها ما تتعلق بالدائنين‬
‫أوال ‪ :‬آثار اإلفالس بالنسبـــــــــة للمـــــــدين ‪ :‬يمكــــــن تقــــسيم آثار اإلفـــــــــــالس المنصبة‬
‫على المدين إلى قسمين ‪ :‬ااثار الناتــــجة قبل صدور حكم اإلفالس و آثار اإلفالس بعد صدور الحكم‬
‫‪.1‬آثار اإلفالس بالنسبة للمدين قبل صدور حكم اإلفالس ‪ :‬لعل أخطر الفترات التي تمس‬
‫بمصالح جماعة الدائنين هي الفترة ما قبل صدور حكم اإلفالس ‪ ،‬إذ أن المفلس في هذه الفترة يتعمد و‬
‫بسوء نية تهريب أمواله عن طريق إبرام تصرفات ناقلة للملكية بدون عوض ‪ ،‬حتى يتم إخراجها من‬
‫مكونات التفليسة و الضمان العام لجماعة الدائنين‪.‬‬
‫فتسمى الفتـــرة التي تفصل بين تاريخ التوقف عن الدفع إلى غاية صدور حكم اإلفالس بفترة الريبة و‬
‫الشك‪ ،‬التي يقوم فيها المدين بعدة تصرفات تكون محال لسوء الظن فال تكون نافذة في حق جماعة‬
‫الدائنين ‪.‬‬
‫بالرغم من أن المشرع الجزائري قد ترك للمحكمة التي أصدرت حكم اإلفالس سلطة تعيين تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع من ظروف القضية ‪ ،‬إال انه قيدها بمدة ال تزيد عن ثمانية عشر شهر السابقة عن‬
‫صدور حكم اإلفالس طبقا الفقرة األخيرة من المادة ‪ 547‬من القانون التجاري فإذا لم يحدد تاريخ التوقف‬
‫عن الدفع اعتبر تاريخ صدور حكم اإلفالس هو نفسه تاريخ التوقف عن الدفع ‪ ،‬استنادا ألحكام المادة‬
‫‪ 555‬من القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬ففي هذه الحالة فان فترة الريبة هي منعدمة ‪ ،‬طالما أن تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع هو نفسه تاريخ صدور حكم اإلفالس ‪ ،‬و هذا ما يضر بمصالح جماعة الدائنين إذ ال‬
‫يجوز لهم الطعن في التــــصرفات التي ابرمها المفلس لكونها تمــت خارج فترة الريبة فهي صحيحة‬
‫من الناحية القانونية و في كل األحوال فان التصرفات التي ابرمها المفلس خالل فترة الريبة فهي تخضع‬
‫إما لعدم النفاذ الوجوبي أو عدم النفاذ الجوازي‬
‫أ ‪.‬عدم النفاذ الوجوبي‬
‫يقصد بعدم النفاذ الوجوبي ‪ ،‬أن تقضي المحكمة بتقرير عدم نفاذ التصرف الذي أبرمه المدين المفلس‬
‫وجوبا و ال يكون للمحكمة أية سلطة تقديرية في ذلك ‪.‬‬
‫ـ شروطــــه‬
‫يشترط لصحة عدم النفاذ الوجوبي في حق جماعة الدائنين أن يكون التصرف قد صدر من المفلس و‬
‫يتعلق بأمواله و أن يكون صادر في فترة الريبة و واردا ضمن الحاالت المنصوص عليها في الفقرة‬
‫األولى من المادة ‪ 547‬من القانون التجاري الجزائري ‪.‬‬
‫حاالت عدم النفاذ الوجوبي ‪:‬لقد نص المشــــرع الجزائري في الفـــــقرة األولى من المادة ‪ 547‬من‬
‫القانون التجاري على حاالت عــــــدم النــــــفاذ الوجوبي ‪ ،‬فالمالحــــظ أن تـــــــعداد هذه الحاالت جاء‬
‫على ســــبيل الحصر و ليس على سبيل المثال ‪ ،‬وعليه يمكن حصـر هذه الحاالت على الشكل التالي ‪:‬‬
‫ـ التصرفات الناقلة للملكية المنقولة أو العقارية بغير عوض ‪:‬‬
‫يقصد من التصرفات الناقلة للملكية المنقولة أو العقارية‪ ،‬كل التصرفات التي يبرمها المفلس التي تكون‬
‫بدون مقابل سواء انصبت على منقول أو على عقار ‪ ،‬فكل التبرعات التي يقدمها المفلس تخضع لقاعدة‬
‫عدم النفاذ الوجوبي ‪ ،‬لكونها تمت في فترة الريبة‪.‬‬
‫ـ عقود المعاوضة التي تتجاوز فيها التزام المدين بأكثر من التزام الطرف اآلخر ‪:‬‬
‫إذا تبين من العقد الذي أبرمه المدين المف لس بأنه قد تلقى مقابل ال يتناسب إطالقا مع المنفعة التي أخذها‬
‫المتعاقد معه ‪ ،‬فإن هذا التصرف يخضع لعدم النفاذ الوجوبي في حق جماعة الدائنين ‪ ،‬فيلزم المتعاقد مع‬
‫المدين المفلس بإرجاع الشيء الذي تلقاه من المفلس ‪.‬‬
‫ـ الوفاء بالديون غير الحالة ‪:‬‬
‫لقد رتب المشرع الجزائري عدم النفاذ الوجوبي على كل وفاء يقوم به المدين المفلس لديون لم يحن أجلها‬
‫ألن الغاية من ذلك هو تفضيل دائن على آخر الذي يشكل قرينة على سوء نية المدين المفلس إذ ال يعقل‬
‫‪17‬‬
‫أن تكون الوضعية المالية للمدين مضطربة و هو في حالة توقف عن دفع الديون و بالرغم من ذلك يقوم‬
‫بالوفاء بديون لم يحن أجلها ‪.‬‬
‫ـ الوفاء الغير عادي للديون الحالة‪:‬‬
‫إن األصل في الوفاء بالديون الحالة انه ال يخضع لقاعدة عدم النفاذ الوجوبي و لو تم ذلك في فترة الريبة‬
‫و هذا ما يسمى بالوفاء العادي للديون‪ ،‬المنصب في الوفاء النقدي الذي يتم عن طريق دفع كمية من‬
‫النقود معادلة لقيمة الدين أو الوفاء عن طريق التحويل في الحساب الجاري ‪.‬‬
‫نفس الشيء يطبق كذلك بالنسبة للوفاء عن طريق األوراق التجارية فهو ال يخضع لعدم النفاذ الوجوبي‬
‫لكون أن هذه األوراق تقوم مقام النقود في الوفاء ‪.‬‬
‫و بذلك فان الوفاء بالديون الحالة بالطر ق الثالثة المذكورة سالفا ال تخضع لعدم النفاذ الوجوبي ‪ ،‬استنادا‬
‫إلى أحكام الحالة الرابعة من المادة ‪ 547‬من القانون التجاري ‪.‬‬
‫أما إذا كان الوفاء بالديون الحالة بغير الطريق النقدي أو التحويل أو األوراق التجارية فان هذا الوفاء‬
‫يخضع لعدم النفاذ الوجوبي ‪ ،‬باعتبار هذه المسالة تتعلق بالوفاء بطريق غير مألوف بين التجار والذي‬
‫يؤدي إلى حصول الدائن على أكثر من حقه و هذا ما يشكل أضرار بالغة لباقي دائني المدين المفلس ‪.‬‬
‫و طرق الوفاء غير العادية كثيرة و ال يمكن حصرها إال انه يمكن ذكر بعض األمثلة عنها كالوفاء بالبيع‬
‫او الوفاء بالمقاصة ‪.‬‬
‫ـ التأمينات الضامنة لديون سابقة ‪:‬‬
‫تتحقق هذه الحالة عندما يكون الدين قد نشأ عاديا في ذمة المفلس قبل فترة الريبة ‪،‬ثم يقوم المفلس في‬
‫فترة الريبة بتعزيزه بضمانات كانت غير موجودة أثناء نشوء الدين كالرهن الرسمي أو الرهن الحــيازي‬
‫‪ ،‬فهذه التــصرفات تخضع لعدم النفاذ الوجوبي الن الغاية منها هو تفــضيل الدائن الذي خصه بالتامين‬
‫عن بقــية الدائنــين العاديين ‪.‬‬
‫ب‪ .‬عدم النفاذ الجوازي‬
‫يقصد بعدم الــــنفاذ الجوازي هو منح السلطة التقديرية في القضاء بعـــدم سريان تصرفات المفلس التي‬
‫أجراها في فترة الريبة‪ ،‬إال أن هذه السلطة التقديرية تتحدد بحسب طبيعة التصرف الصادر من المفلس‬
‫إن كان يمس بالضم ان العام لجماعة الدائنين أم ال يشترط لصحة عدم النفاذ الجوازي أن يقع التصرف‬
‫الذي أبرمه المفلس في فترة الريبة و أن يكون التصرف صادر من المفلس ويتعلق بأمواله و أن يكون‬
‫المتصرف مع المدين عالما بتوقفه عن دفع ديونه ‪:‬‬
‫حاالت عدم النفاذ الجوازي‬
‫ان حاالت عدم النفاذ الجوازي لم تذكر على سبيل الحصر بل ذكرت على سبيل المثال فذكرت المادة‬
‫‪ 543‬من القانون التجـــاري الجزائري حالتيـن تتعلق األولى بالوفاء بديون حالة بعد التوقف عن الدفع ‪،‬‬
‫وتتعلق الثانية بالتصرفات بعوض بعد هذا التاريخ كما أضافت الفقرة الثانية من المادة ‪ 547‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري حالة ثالثة وهي التصرفات بغير عوض التي يبرمها المفلس قبل ستة أشهر من تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫‪ 2.‬آثار اإلفالس بالنسبة للمدين بعد صدور حكم اإلفالس‪ :‬يمكن إجمال أثار اإلفالس المنصبة‬
‫على المدين بعد صدور الحكم في غل يد المدين المفلس من إدارة أمواله وتقرير إعانة للمدين و لعائلته و‬
‫سقـوط بعض الحقـوق السياسية و المدنية‪.‬‬
‫أ‪ .‬غل يد المفلس عن إدارة أمواله‬
‫نستخلص من مضمون المادة ‪ 544‬من القانون التجاري انه و بمجرد صدور حكم اإلفالس ترفع يد‬
‫المدين المفلس عن إدارة أمواله بحكـم القانون بذلك يمنع علـــيه التصرف في أمواله و إدارتها و يحل‬
‫محله في ذلك الوكيل المتصرف القضائي ‪ ،‬الذي يقوم بإدارة هذه األموال تمهيدا لبيعها و توزيع حاصلها‬
‫على جماعة الدائنين و يبقى غل يد المدين ال مفلس قائما من تاريخ صدور حكم اإلفالس إلى غاية انتهاء‬
‫التفليسة ‪.‬‬
‫يتحـدد نطاق تطبـيق قاعدة غل يد المدين المفلس علــى كل التصرفات القانونية التي يـبرمها بعد صدور‬
‫حكم اإلفالس فاألعــمال التي تصدر من المفـــلس بـ عد صدور حكم اإلفالس ال تسري على جماعة‬
‫‪18‬‬
‫الدائنين سواء كانت من أعــمال اإلدارة أو من عمــل التصـــرف كالبــيع و الرهـن كما منع المفلس من‬
‫مباشرة إجراءات التقاضي أمام المحاكم ‪ ،‬ألنه فقد الثقة بتوقفه عن دفع الديون في مواعيد استحقاقها ‪.‬‬
‫و تسند مهمة تمثيل المفلس أمام القضاء للوكيل المتصرف القضائي بالمقابل من ذلك فان قاعدة غل يد‬
‫المفلس تخضع لعدة استثناءات فالقانون أخرج من هذه القاعدة األموال التي ال يقبل الحجز عليها‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 636‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلداري و كذا النشاط الشخصي للمدين‬
‫كالحق في الوالية على أوالده القصر فالتاجر هو فرد من أفراد المجتمع يمتلك الحرية المطلقة للتصرف‬
‫في حياته الشخصية ‪ ،‬إضافة إلى ذلك فان المشرع قد منح له حق التدخل في الدعاوى القضائية ‪.‬‬
‫ب‪ .‬تقرير إعانة للمفلس وعائلته ‪ :‬يعتبر غل يد المــدين المــفلس عن إدارة أمــواله من بين ااثار‬
‫الجوهــرية لصدور حكم اإلفالس الذي يثير إشكال يتعلق ب عدم إمكانية المفلس من ممارسة تجارة جديدة‬
‫أو لم يستطيع العثور على عمل يمكنه من الحصول على بعض األموال لإلنفاق على نفسه و عائلته ‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة تثور مشكلة إنسانية تحتاج إلى حل عادل يوفق بين قسوة نظام اإلفالس الذي يؤدي إلى‬
‫تصفية أموال كل تاجر توقف عن دفع ديونه في مواعيد استحقاقها و منه أجازت التشريعات القديمة و‬
‫الحديثة تقرير إعانة مالية للمديــــــن المفلس و عائلته كجانب إنساني لنظام اإلفالس الذي يتســــــــم‬
‫بالقسوة و التضييق على المفلس و هذا ما تطرقت اليه الفقرة األولى من المادة ‪ 545‬من القانون‬
‫التجاري على ما يلي ‪ " :‬للمدين أن يحصل لنفسه و ألسرته على معونة من األصول يحددها القاضي‬
‫المنتدب بأمر من وكيل التفليسة "‬
‫ت‪ .‬سقوط بعض الحقوق السياسية و المدنية للمفلس ‪ :‬إن اإلفالس نظام قديم تعود جذوره إلى‬
‫القانون الروماني الذي كان يـقدس عالقة الدائنية ‪ ،‬فمجرد حلول اجـــل الوفاء بالدين يلزم المدين بالوفاء‬
‫و إال سوف تسلط عليه عقوبة قاسية‪ ،‬تصل إلى حد استرقاقه أو قتله ثم يقسم أجزاء بدنه على دائنيه من‬
‫هذا المنطلق فان فكرة فقدان الحقوق السياسية و المدنية يرجع أصلها إلى القانون الروماني الذي اعتــبر‬
‫اإلفالس نقـــطة سوداء على المدين ‪ ،‬و بذلك يجب تسليط عقوبة قاســـية على كل مدين خان االئتـــمان‬
‫التجاري لكي يكون عبرة لباقي المدينين ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمشرع الجزائري فان المادة ‪ 543‬من القانون التجاري أكدت بان التاجر الذي أشهر إفالسه‬
‫تسقط منه الحقوق المدنية و يستمر ذلك إلى غاية رد اعتباره ‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فان قانون العقــوبات الجزائـري أكد بأن بعــــض التصرفات التـي يقوم بها التاجر تشكـل‬
‫جرائم مـعاقب عليها في قانون العــقوبات فالمادة ‪ 303‬من قانون العقوبات الجزائري تعاقب عن جنحة‬
‫اإلفالس بالتدليس بالحبس من سنة إلى خمس سنوات و بغرامة من ‪ 388.888‬إلى ‪ 388.888‬دج‬
‫و يجوز عالوة على ذلك أن يــقضي على المـفلس بالتدليـس بالحرمان من حق أو أكثر من الحـقوق‬
‫الواردة في المادة ‪ 3‬مكرر ‪ 3‬من هذا القانون لـــمدة سنة على األقل و خمس سنوات على األكثر‬
‫و ينحصر مجال فقدان الحقوق الوطنية و المدنية و العائلية في ‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ العزل أو اإلقصاء من جميع الوظائف و المناصب العمومية التي لها عالقة بالجريمة ‪،‬‬
‫‪ 5‬ـ الحرمان من حق االنتخاب أو الترشح و من حمل أي وسام ‪،‬‬
‫‪ 3‬ـ عدم األهلية الن يكون مساعدا محلفا ‪ ،‬أو خبيرا ‪ ،‬أو شاهدا على أي عقد ‪ ،‬أو شاهدا أمام القضاء إال‬
‫على سبيل االستدالل ‪،‬‬
‫‪ 4‬ـ الحرمان من الحق في حمل األسلحة ‪ ،‬و في التدريس ‪ ،‬و في إدارة مؤسسة أو الخدمة في مؤسسة‬
‫للتعليم بصفته أستاذا أو مدرسا أو مراقبا ‪،‬‬
‫‪ 3‬ـ عدم األهلية الن يكون وصيا أو قيما ‪،‬‬
‫‪ 6‬ـ سقوط حقوق الوالية كلها أو بعضها ‪.‬‬
‫و منه اعتبر الفقهاء أن التاجر الذي صدر بشأنه حكم اإلفالس بمثابة الموت الحكمي لكونه يحرم من‬
‫الحقوق األساسية للمواطن فعلى سبيل المثال التاجر الذي صدر ضده حكم اإلفالس ليس له الحق في أداء‬
‫الشهادة أمام القضاء بالرغم من انه ليس قاصرا ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ثانيا ‪:‬آثار اإلفالس بالنسبة للدائنين‬
‫يمكن إجمال هذه األثار في تكوين جماعة الدائنين و رهن أموال المدين لصالحها و وقف الدعاوى‬
‫الفردية و سقوط آجال الديون ‪.‬‬
‫‪.3‬تكوين جماعة الدائنين و رهن أموال المدين لصالحها‬
‫من بين ااثار الجوهرية لنظام اإلفالس تكـوين جماعة الدائنيـــن التي يترأسها القاضي الـمنتدب و‬
‫يشرف علــي ها الوكيل المتصرف القضائي و منه فانه يمنع على الدائنين مباشرة اإلجراءات الفردية بل‬
‫يجب عليهم أن يتكتلوا في تجمع يسمى جماعة الدائنين ‪.‬‬
‫تتكون جماعة الدائنين من الدائنين العاديين وأصحاب حقوق االمتياز العام كالمصاريف القضائية ‪ ،‬التي‬
‫نصت عليها المادة ‪ 338‬من القانون المدني الجزائري و كذا المبالغ المستحقة لمصلحة الخزينة‬
‫العــمومية المنصوص عليها في المادة ‪ 333‬من القانون المدني ‪.‬‬
‫بيـنما الدائنون أصحاب االمتياز الخاص أو الــمرتهــنون رهنا حيازيا أو رسميا ال يدخلون ضمن‬
‫جماعة الدائنين إال على سبيل المراجعة ‪.‬‬
‫لعل ال سبب في إقصاء الدائــــــــــنين أصحاب االمتياز الخاص أو المرتهنين رهنا حيازيا أو رسميا‬
‫يكمن في أنهم يمتلكون ضمانات كافية فهم ليسوا في حاجة لالنضمام إلى جماعة الدائنين نتيجة تخصيص‬
‫لكل منهم منقول أو عقار محدد تحديدا دقيقا كضمان للوفاء بالدين استثناءا عن هذا األصل يمكن لهم‬
‫االنضمام إلى جماعة بصفتهم دائنين عاديين إذا كانت ضمانتهم ال تكفي لتغطية الدين و هذا ما أشارت‬
‫إليه الفقرة األخيرة من المادة ‪ 533‬من القانون التجاري الجزائري أو في حالة تنازلهم عن الضمانات‬
‫المقررة لهم ‪.‬‬
‫‪ .5‬رهن أموال المفلس لصالح جماعة الدائنين ‪ :‬من خالل الرجوع إلى المادتين ‪ 534‬و ‪533‬‬
‫من القانون التجاري يتبين جليا بان المشرع الجزائري قد اقر حماية خاصة لمصالح جماعة الدائنين‪ ،‬و‬
‫وضع آلية فعالة من اجل الحفاظ على الضمان العام لجماعة الدائنين تتمثل في القيام بإجراء الرهن على‬
‫كل أموال المدين المفلس كضما ن الستيفاء الدائنين لديونهم‪ ،‬فالفائدة من قيد الرهون تكمن في إعالم من‬
‫يتعامل مع المفلس بشان عقاراته‪.‬‬
‫فالوكيل المتصرف القضائي الذي يمثل المدين و جماعة الدائنين يلزم بنوع خاص و بدون انتظار‬
‫بتسجيل الرهون باسم جماعة الدائنين على كل أموال المفلس و كذا األموال التي سوف يكتسبها في‬
‫المستقبل ‪.‬‬
‫‪.3‬وقف اإلجراءات الفردية‬
‫إن اإلفالس هو مجموعة من اإلجراءات الجماعية التي تهدف إلى التنفيذ على كل أموال المدين الذي‬
‫توقف عن دفع ديونه في مواعيد استحقاقها ‪ ،‬الشيء الذي يؤدي حتما إلى وقف كل الدعاوى و‬
‫اإلجراءات الفردية التي باشرها الدائنون بصفة مستقلة‪.‬‬
‫ففي حالة توقف المدين التاجر عن الوفاء بديونه في مواعيد استحقاقها يطبق عليه نظام اإلفالس ‪ ،‬الذي‬
‫هو نظام التنفيذ الجماعي على أموال المفلس عن طريق تشكيل جماعة الدائنين كتـــــــنظيم قانوني‬
‫يــــــــــهدف إلى تحقيق التــــــصفية الجـــــــــــــماعية ألمـــوال المفلس ‪ ،‬و تقسيمها على الدائنين كل‬
‫حسب دينه كما يترتب عن ذلك وقف اإلجراءات االنـــــــفرادية التي باشرها كل دائن على انفراد‪.‬‬
‫‪ 4‬سقوط آجال الديون ‪:‬‬
‫ان ا لتاجر الذي صدر بشأنه حكم اإلفالس قد اثبت سوء نواياه في اإلضرار بمصالح دائنيه ‪ ،‬و من ثم‬
‫يفترض انه زالت الثقة فيه نتيجة امتناعه عن الوفاء بديونه في مواعيد استحقاقها و بذلك تسقط كل‬
‫ااجال الممنوحة للمدين للوفاء بديونه مادام انه غير جدير بالثقة ‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فانه سيتم تصفية كل أموال المفلس تصفية جماعية‪ ،‬و بالتالي تسقـــــط كل آجـال‬
‫الديـون سواء كانــت ذات طبيعة تجارية أو مدنـية ‪،‬و ال يوجد ما يبرر انتظار ميعاد استحقاق الدين طالما‬
‫أ ن كل أموال المفلس سوف تخـــضع للتصفية و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 546‬من القانون التجاري‬

‫‪20‬‬
‫انتهاء التفليسة‬

‫تنهي التفليسة عن طريق الصلح القضائي أو باتحاد الدائنين‬


‫أوال ‪ :‬الصلح القضائي ‪ :‬هو عقد يبرم بين المدين و جماعة الدائنين بموافقة األغلبية و تصادق عليه‬
‫المحكمة بموجبه يتعهد المدين بتسديد ديونه كليا أو جزئيا فورا أو بعد اجل محدد و لقد اعتبر الراي‬
‫الراجح بان الصلح هو عقد اال انه من نوع خاص باعتباره ال يبرم بين المدين و كل دائن بشكل انفرادي‬
‫بل يتم بين المدين و جماعة الدائنين بأغلبية محددة قانونا و ال يكون ساري المفعول اال بعد التصديق‬
‫عليه من طرف المحكمة المختصة يتضمن الصلح منح المدين آجال جديدة للوفاء او التنازل عن جزء من‬
‫ديون المفلس او اشتراط الوفاء عند اليسر‬
‫‪ .1‬شروط الصلح ‪ :‬يشترط لتحقق الصلح ما يلي‬
‫آ ‪ .‬موافقة أغلبية الدائنين على الصلح ‪ :‬لم يشترط المشرع الحصول على إجماع بل اشترط‬
‫الحصول على األغلبية العددية و القيمية فبالنسبة لألغلبية العددية تمثل نسبة ‪ %33‬من مجموع الدائنين‬
‫المقبولة ديونهم و لكل دائن صوت واحد فقط ‪ ،‬أما األغلبية القيمية فيجب ان يكون الدائنين الموافقون‬
‫على الصلح يمتلكون ‪ 5/3‬ثلثي مجموع الديون المقبولة‬
‫فمثال إذا كان مجموع دائنيي المدين هو ‪ 68‬دائنا و كان مجـــموع ديونهم المـــقبولة هو ‪ 3.888‬دينــار‬
‫جزائري ‪ ،‬فإنه و لكي ينــعقد الصلح وفـــــقا للقانون يجب أن يوافق عليه ‪ 33‬دائنا على األقل الذين‬
‫يمثــــــــلون األغلبية العددية و يكون مجموع ديون هؤالء الدائنين الواحد و الثالثون يساوي على األقل‬
‫‪ 6.888‬دج من أصل ‪ 3.888‬دج‬
‫ب‪ .‬انتفاء اإلفالس بالتدليس ‪ :‬يــحرم المدين االستفادة من الصلح اذا صدر بشأنه حكم من قسم الجنح‬
‫يدينه بجنحة اإلفالس بالتدليس المنــــــصوص عليها في المادة ‪ 303‬من قانون العقوبات التي أجازت‬
‫لقاضي الجنح إصدار حكم اإلدانة ضد كل شخص ارتكب جنحة اإلفالس بالتدليس المعاقب عليها بالحبس‬
‫من سنة إلى خمس سنوات و غرامة من ‪ 388.888‬دج الى ‪ 388.888‬دج مع ضرورة أن يكون هذا‬
‫الحكم نهائيا ‪.‬‬
‫ت‪ .‬المصادقة على الصلح من طرف المحكمة ‪ :‬ال يكون الصلح نافذا إال بعد التصديق عليه من‬
‫طرف المحكمة ‪ ،‬هذا ما نصت عليه المادة ‪ 353‬من القانون التجاري الجزائري ‪،‬فالمشرع لم يترك‬
‫أمور الصلح إلرادة أطرافه بل تدخل عن طريق مراقبة أحكامه حماية لمصالح أقلية الدائنين الذين‬
‫عارضوا الصلح و كذا لرعاية مصلحة الدائنين الذين تغيبوا عن اجتماعات الصلح ‪.‬‬
‫‪ .2‬أثار الصلح ‪ :‬إن صدور حكم المصادقة على الصلح ينهي الحاجة إلى بـقاء جماعة الدائنين ‪ ،‬مما‬
‫يؤدي ذلك إلى زوالها‪ ،‬يترتب عن ذلك حق الدائنين في الرجوع على المدين بدعاوى فردية للمطالبة‬
‫بنصيبهم من الدين الذي هـو في ذمة المفلس‪ ،‬عن طريق اللجوء لرفع دعوى قضائية ضد المدين في‬
‫حالة عدم التزامه بتنفيذ الشروط المتفق عليها في عقد الصلح‪.‬‬
‫كما يودي الصلح إلى تعيين مندوب لتنفيذ الصلح إذ يتضمن حكم المصادقة على الصلح المبرم بين‬
‫المدين و جماعة الدائنين على تعيين مندوب أو ثالثة مندوبين‪ ،‬للقيام بمهمة تنفيذ مضمون عقد الصلح و‬
‫هذا ما ورد في المادة ‪ 350‬من القانون التجاري الجزائري التي تنص على ما يلي ‪:‬‬
‫" يـجوز أن يعــين في حـكم المـصادقة على الصلـح مندوب واحد أو ثالثة مندوبين لتنفيذ الصلح مع‬
‫تحديد مهمتهم " ‪.‬‬
‫‪ .3‬انقضاء الصلح‪ :‬ينقضي الصلح بالفسخ أو األبطال‬
‫أ ‪.‬انقضاء الصلح بالفسخ ‪ :‬لقد أكدت المادة ‪ 348‬من القانون التجاري على انه يفسخ الصلح اذا لم‬
‫يقم المدين بتنفيذ شروط الصلح و يرفع طلب الفسخ إلى المحكمة التي صادقت على الصلح و يترتب عن‬
‫ذلك إعادة فتح إجراءات التفليسة من جديد و تكوين جماعة الدائنين و استئناف الوكيل المتصرف‬
‫القضائي و القاضي المنتدب لمهامها‬
‫‪21‬‬
‫ب ‪.‬انقضاء الصلح بالبطالن ‪ :‬نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 343‬من القانون التجاري‬
‫الجزائري على سببين إلبطال الصلح و هما ‪ :‬الحكم على المدين بعقوبة اإلفالس بالتدليس بعد التصديق‬
‫على الصلح أو ظهور غا من المدين بعد التصديق على الصلح كإخفاء األموال مثال ‪.‬‬
‫ثانيا ‪.‬اتحاد الدائنين ‪ :‬إذا فشل المدين في الحــصول على الصلح من دائنـــيه يعتبر سبب من أسباب‬
‫قيام اتحاد الدائنين ‪ ،‬الذي يعني االستمرار في إجراءات التفليسـة قصـد بيـع أموال المفلـس و توزيعها‬
‫على الدائنين كما يقوم االتحاد في حالة تحول التسوية القضائية لإلفالس و هو ما يعبر عنه ببطالن او‬
‫فسخ الصلح ‪.‬‬
‫و يعتبر اتحاد الدائنين المرحلة األخيرة من التفليسة المنصبة على توزيع موجودات التفليسة على الدائنين‬
‫يأتي في المرتبة األولى أصحاب االمتياز العام ثم الشيء المتبقي يوزع على الدائنين العادين كل حسب‬
‫دينه أي االعتماد على قسمة الغرماء ‪.‬‬
‫و اذا قام الوكيل المتــــصرف القضائي بعمــــــــلية بيع كل موجودات المفلس وتوزيع المبالغ المتحصل‬
‫عليها على الدائنـــــــــين يؤدي إلى انقــــــــــضاء إتحاد الدائــــــنين بحكـــــــــــم القانون ‪.‬‬

‫‪22‬‬

You might also like