Professional Documents
Culture Documents
تمتاز األعمال التجارية بخاصية السرعة ،ولتحقيق هذه الغاية أوجد المشرع عدة سبل و وسائل متمثلة
في األوراق التجارية والتي تضع ألحكام ومبادئ منصوص عليها في القانون التجاري الجزائري .
أوال ـ تعريف األوراق التجارية :لم يعرف الم شرع الجزائري األوراق التجارية على غرار باقي
التشريعات األخرى و منه فان الضرورة تستوجب الرجوع إلى الجانب الفقهي الذي استقر على تعريفها
كما يلي " :أن الورقة التجارية هي محرر مكتوب وفقا ألوضاع شكلية معينة قابلة للتداول بالطرق
التجارية تمثل حق موضوعة مبلغ من ا لنقود مستحقة الوفاء بمجرد االطالع أو في أجل معينة وجرى
العرف على قبولها كأداة الوفاء بدال من النقود" .
و لقد تناولها القانون التجاري الجزائري في الكتاب الرابع انطالقا من المادة 333إلى غاية المادة 343
والمتمثلة في :السفتجة ،السند ألمر والشيك مع اإلشارة بأن المشرع الجزائري أضاف أوراق تجارية
أخرى بموجب المرسوم التشريعي رقم 80/33المؤرخ في 53أفريل 3333المتمثلة في :سند النقل ،
سند الخزن و عقد تحويل الفاتورة .
ثانيا :أنواع األوراق التجارية :
. 1السفتجة :
فالسفتجة هي ورقة تجارية ثالثية األطراف ،تتضمن أمرا صادرا من شخص يسمى الساحب إلى
شخص آخر يسمى المسحوب عليه بأن يدفع ألمر شخص ثالث يسمى المستفيد مبلغا معينا من النقود
بمجرد االطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعيين ،مع اإلشارة بان السفتجة هي عمل تجاري بحسب
الشكل و كل موقع عليها يخضع لاللتزام التجاري تطرق اليها المشرع الجزائري من المادة 303الى
غاية 464من القانون التجاري
. 2الشيك :هو صك محرر وفق شكل معين حدده القانون يأمر بموجبه شخص يسمى الساحب
شخص أخر يسمى المسحوب عليه ويكون عادة مصرفا بان يدفع لدى االطالع مبلغا من النقود ألمره أو
ألمر شخص آخر أو لل حامل و هو المستفيد و هو عمل تجاري بحب الموضوع تطرق اليه المشرع من
المادة من المادة 475ال غاية 343من القانون التجاري
.3السند ألمر :هو صك محرر وفق شكل معين محدد قانونا يتضمن تعهد شخص يسمى المحرر بان
يدفع في مكان محدد مبلغا من النقود في تاريخ معين ألمر شخص أخر يسمى المستفيد و هو عمل
تجاري بحسب الموضوع تطرق اليه المشرع الجزائري من المادة من المادة 463الى غاية 473من
القانون التجاري
. 4سند الخزن :تطرق إليه المشرع الجزائري من خالل المرسوم التشريعي رقم 80/33المؤرخ
في 3333/4/53و هو استمارة ضمان ملحقة بوصل البضائع المودعة بالمخازن العمومية و هو قابل
للتداول عن التظهير تطرق إليه المشرع الجزائري من المادة 343مكرر إلى غاية 343مكرر 7من
القانون التجاري
.5سند النقل :هو صك يمثل ملكية البضائع محل عقد النقل سوا يتعلق األمر بالنقل البحري أو
الجوي أو البري و هو قابل للتداول بالطرق التجارية عن طريق التظهير و تطرق إليه المشرع
الجزائري من المادة 343مكرر 0إلى غاية 343مكرر . 33
. 6عقد تحويل الفاتورة :هي عقد تحل بمقتضاه شركة متخصصة تسمى الوسيط محل زبونها
المسمى المنتمي عندما تسدد فورا لهذا األخير المبلغ التام في الفاتورة ألجل محدد ناتج عن عقد تتكفل
بتبعية عدم التسديد و ذلك مقابل اجر تطرق المشرع الجزائري الى عقد تحويل الفاتورة من المادة 343
مكرر 34إلى غاية المادة 343مكرر 30من القانون التجاري
1
ثالثا ـ خصائص األوراق التجارية :من خالل التعريف السالف الذكر لألوراق التجارية نستخلص
مجموعة من الخصائص التي تمتاز بها وتتمثل في :
1ـ أنها محررات مكتوبة وفقا ألوضاع شكلية معينة حددها القانون وبذلك يستبعد فيها ***** كما
يشترط فيها القانون ذكر بيانات معينة تنقسم إلى بيانات إلزامية يترتب عن إغفال أحدها فقدان هذه الورقة
لصفتها التجارية وبيانات اختيارية أعطى المشرع ألطراف السفتجة الحرية في ذكرها .
2ـ محل الورقة التجارية يمثل مبلغ من النقود وقد استقر الفقه على أنه يجب أن ينص االلتزام فيها على
مبلغ معين من النقود إال أن المشرع الجزائري خرج عن هذه الخاصة في تعديله للقانون التجاري
بموجب المرسوم التشريعي المؤرخ في 3333/84/53حيث نص على ثالثة أوراق جديدة وهي :سند
النقل ،سند الخزن ،عقد تحويل الفاتورة واعتبارها أوراق تجارية بالرغم من أن محلها هي بضائع
وليست أموال .
3ـ يجب أن تكون مستحقة الوفاء إما بمجرد االطالع عليها أو في أجل معين ومن المستحسن أن يكون
قصير المدى لكي ال يعرقل مهام هذه األوراق التجارية التي تقوم على سرعة التداول المادة 438من
القانون التجاري .
4ـ قابلية الورقة التجارية للتداول بالطرق التجارية هي التظهير ،والتسليم المادة 336من القانون
التجاري .
5ـ قبول الع رف للورقة التجارية كأداة وفاء وائتمان بدال من النقود بمعنى أن المجتمع والعرف يقبلها
بأن تقوم مهام النقود .
رابعا ـ الوظائف االقتصادية لألوراق التجارية :تقوم األوراق التجارية في الحياة اليومية للتجار
بعدة وظائف اقتصادية مجملها ما يلي :
1ـ األوراق التجارية كأداة ائتمان :تعبر هذه الوظيفة إحدى أهم الدعائم المساعدة على تنشيط
التجارة لكونها تسهل المعامالت بسبب األجل الفاصل بين تاريخ اإلنشاء و تاريخ االستحقاق إذ أن
المستفيد من هذه األوراق يأتمن ساحبها إلى ميعاد استحقاقها والمدين فيها الذي هو الساحب غير ملزم
بتقديم ضمانات كما يفعل الكثير من المقرضين مع اإلشارة إلى أن هذه الوظيفة ال تنطبق على الشيك
لكونه مستحق الوفاء دائما لدى االطالع .
2ـ أداة وفاء :بالرغم من أنها أداة ائتمان فهي أيضا أداة وفاء إذ كل ورقة تجارية تجسد في الحقيقة
قيمة نقدية معينة صالحة بذاته ا ألن تكون بديال عن النقود فهي تستعمل كأداة وفاء الديون بين التجار
فيستطيع حاملها إذ احتاج إلى األموال أن يخصم قيمتها من أحد البنوك .
3ـ هي أداة لتنفيذ عقد الصرف :يقصد بقانون الصرف بأنه مجموعة من القواعد التي تحكم
األوراق التجارية وتعتبر السفتجة الورقة ا لتي نشأت لتنفيذ عقد الصرف القائم على مبادلة عملية بأخرى
في صورة المسحوب من بلد إلى بلد آخر لتجنب مخاطر نقل النقود من السرقة والضياع .
خامسا ـ المبادئ التي تركز عليها األوراق التجارية :تتركز األوراق التجارية على عدة مبادئ
وهي :
.1مبدأ الشكلية :إن األورا ق التجارية كما سبق تعريفها هي محررات مكتوبة وفقا ألوضاع شكلية
محددة قانونا وعدم مراعاة ذلك يؤدي إلى فقدان قيمتها التجارية وبذلك فال مجال للمشافهة فيها وال
تتعارض الشكلية مع خاصية السرعة وبالعكس من ذلك فالشكلية تهدف إلى حماية الملتزم بها وكذا
طمأنينة من سينتقل إليه السند .
. 2مبدأ تظهير الدفوع :إن األصل في انتقال وتظهير األوراق التجارية خضوعها لمبدأ تظهير
الدفوع بمعنى أن الورقة التجارية عندما تنتقل من المظهر إلى المظهر إليه تصبح مطهرة تماما من كافة
أسباب البطالن أو الفسخ أو االنقضاء التي قد تشوب العالقات القانونية بين موقعي الورقة التجارية وهذا
ما يميزها عن حوالة الحق المدنية التي تفضي بأن الحق ينتقل من المحيل إلى المحال إليه بكامل ما يلحقه
من عيوب ودفوع أي ما يشوبه من أسباب البطالن والفسخ .
2
مع اإلشارة أن هناك بعض الدفوع ال يظهرها التظهير بل يمكن التمسك بها حتى في مواجهة الحامل
حسن النية كالدفع بانعدام األهلية والدفع بالتزوير .
3ـ مبدأ الكفاية الذاتية :ويقصد من ذلك أن الورقة التجارية قائمة ومستقلة بذاتها وليست بحاجة
إلى عنصر خارجي أو واقعة خارجية أو عالقة قانونية أخرى إلنشائها بمفهوم آخر أنه ينظر إلى الورقة
التجارية من حيث احتوائها على كل البيانات التي قررها المشرع دون النظر إلى العناصر أو الوقائع
الخارجية التي أدت إلى نشوئها .
4ـ مبدأ استقاللية التوقيعات :ويعني بذلك أنه إذا تضمنت الورقة التجارية عدة توقيعات فإنها
تكون مستقلة عن بعضها البعض وبذلك فإذا شاب أحد التوقيعات عيب أو سبب من أسباب البطالن كأن
يكون أحد موقعي الورقة التجارية ناقص األهلية فإن هذا البطالن ال يؤثر على التزامات باقي الموقعين
سواء كانوا سابقين أو الحقين له .
5ـ مبدأ إقامة التوازن بين مصالح أطراف الورقة التجارية :حتى تحقق الورقة التجارية غايتها
ولكي ال يبتعد من التجار التعامل بها فإن القانون بصفة عامة حاول إيجاد نوع من التوازن بين مصالح
الدائن والمدين فيها .
فمن جهة إلزام حامل الورقة التجارية ( الدائن ) بوجوب المطالبة بقيمـة الـورقة في ميعــــــاد االستحقاق
( المادة 434من القانون التجاري ) و ألزمه بتحرير وإعالن االحتجاج وبالمقابل من ذلك نجد أن
المشرع خفف و يسير على المدين وجعل االلتزام الصرفي يتقادم بثالثة سنوات وأخرجه من نطاق
التقادم العام المنصوص عليه في القانون المدني .
3
فالتسوية القضائية هي مجموعة من اإلجراءات القانونية التي يستفيد منها المدين التاجر سواء كان
شخصا طبيعيا أو معنويا المتوقف عن دفع ديونه في مواعيد استحقاقها و الذي ادلى بتقرير عن حالة
توقفه عن الدفع و لم يرتكب خطا جسيم .
تطرق المشرع الجزائري إلى التسوية القضائية من خالل المادة 556من القانون التجاري التي تؤكد
بان التسوية القضائية يستفيد منها التاجر الذي قدم إقرارا إلى المحكمة المختصة بحالة توقفه عن الدفع
خالل خمسة عشر يوما من تاريخ توقفه عن الوفاء بديونه طبقا للمادة 533من القانون التجاري
مع اإلشارة بان نظام التسوية القضائية قد الغي في فرنسا بموجب القانون المؤرخ في 53جانفي3303
المتعلق بإصالح المسار والتصفية القضائية redressement et liquidation judiciaire
و بذلك فإن المشرع الفرنسي ومن خالل قانون 3303حاول أن يحقق المصللحة االقتصلادية العاملة عللى
حساب ا لمصلحة الخاصة للدائنين إذ وبمقتضاه فكل المشاريع المتعثرة استوجب القانون أن تملر بملرحلتين
قصد إنقاذها إن أمكن ذلك ففي المرحلة األولى وهلي مرحللة اإلنقلاذ وفيهلا يوضلع المشلروع تحلت مراقبلة
القضاء وذلك بتعيين وكيل مفوض من قبل المحكمة لوضع خطة النهوض بالمشروع ثم يلأتي حكلم التقلويم
القضائي والذي بموجبه يخضع المشروع لإلصالح من خالل تنفيذ الخطة االقتصادية واالجتماعية وتحلت
إشراف القضاء ورقابته وفي حالة فشل جهود إنقلاذ المشلروع أو كلان المشلروع غيلر قابلل لإلصلالح ففلي
هذه الحالة يجب االنتقال إلى المرحلة الثانية وهي تصفية المشروع الغير قابل لإلصالح
ثانيا .خصائص اإلفالس و التسوية القضائية :يمتاز نظامي اإلفالس و التسوية القضائية بعدة
خصائص هي :
1ـ إشراف السلطة القضائية على إجراءات اإلفالس :تظهر هذه الخاصية أنه ومنذ انطالق
إجراءات اإلفالس و التسوية القضائية إلى غاية نهايتها والسلط ة القضائية تشرف على حسن سير
إجراءاته و تتجلي هذه المهمة في :
ـ إن تعيين القاضي المنتدب يتم في كل سنة قضائية يتم من طرف رئيس المجلس القضائي بناءا على
اقتراح رئيس المحكمة وهو من يقوم بمراقبة عمل إدارة التفليسة .
ـ إن المحكمة هي التي تتولي تعيين أحد كتاب الضبط كوكيل التفليسة يشرف عليها منذ بدايتها إلى نهايتها
مع اإلشارة إلى أن هذه المهمة ألغيت بموجب األمر رقم 53/36المؤرخ في 3336/87/83والذي
استبدل تسمية وكيل التفليسة بمصطلح الوكيل المتصرف القضائي.
ـ يجوز للمحكمة أن تطلب شهر اإلفالس من تلقاء نفسها إذا توفرت شروطه ألنه من النظام العام .
ـ تتولى المحكمة المصادقة على إجراءات الصلح وكذا الفصل في منازعات الديون إلى غير ذلك من
اإلجراءات المتعلقة باإلفالس .
2ـ بساطة اإلجراءات التفليسة :إن المشرع وحتى يحقق فعالية نظامي اإلفالس و التسوية
القضائية فإنه بسط في إجراءاته فقام بتقليص من مدة الطعن فيهما وحدد مدة االستئناف والمعارضة في
مواد اإلفالس والتسوية القضائية بعشرة أيام عوض الشهر المنصوص عليه في قانون اإلجراءات المدنية
إضافة إلى ذلك فإن األحكام المتعلقة بالتفليسة تصدر وهي مشمولة بالنفاذ المعجل رغم المعارضة
واالستئ ناف و يمكن تنفيذها بموجب مسودة الحكم فقط باستثناء الحكم الذي صادق على الصلح مع
اإلشارة انه توجد بعض األحكام ال يجوز الطعن فيها بأي طريق من طرق الطعن وهي الحاالت التي
نصت عليها المادة 535من القانون التجاري و المتمثلة في :
ـ قبول الدائن في المداوالت و هذا ما نصت عليه المادة 507من القانون التجاري
ـ األحكام التي تفصل بها المحكمة في الطعون الواردة على األوامر الصادرة عن القاضي المنتدب في
حدود اختصاصه .
ـ األحكام الخاصة باإلذن باستغالل المحل التجاري
3ـ غل يد المدين المفلس من إدارة أمواله :إن المشرع ولكي يتم تحقيق مصالح الدائنين وعدم
اإلضرار بهم أوجب منع المفلس من إدارة أمواله أو التصرف فيها و يتم إسناد هذه المهمة إلى شخص
يسمى وكيل التفليسة الذي يمارس كل حقوق ودعاوى المفلس طيلة مدة التفليسة وينتج عن هذه الخاصية
4
التضييق على المدين المفلس فزيادة على منعه من ا لتصرف في أمواله فالمشرع قرر إبطال بعض
تصرفاته التي أبرمها قبل اإلفالس وهي ما تصرف بفترة الريبة واستثناء من هذه الضغوطات فإن
القانون أقر للمدين المفلس له بعض الحقوق لحماية نفسه وعائلته من الضياع وذلك بمنح له إعانة
ولعائلته تطبيقا ألحكام المادة 545من القانو ن التجاري وهذا بموجب أمر يصدر القاضي المنتدب
باقتراح من وكيل التفليسة ،كما أتاح القانون للتاجر المفلس فرصة استعادة مكانته في عالم التجارة وذلك
بإمكانية إجراء الصلح مع دائنيه مع اإلشارة بان قاعدة غل يد المدين ال تطبق على التاجر الذي صدر
بشأنه حكم التسوية القضائية
4ـ المساواة بين الدائنين :باعتبار أن اإلفالس هو نظام جماعي للتنفيذ على أموال المدين المفلس
فالقانون ألزم بتكوين ما يسمى بجماع ة الدائنين وبعد القيام بتصفية أموال المدين المفلس يتم توزيع هذه
األموال على دائني المفلس.
5ـ تجريم اإلفالس :لكي يتم حمايته و فعالية نصوص اإلفالس المنصوص عليها في القانون
التجاري فالمشرع وضع لهذا النظام حماية خاصة واعتبر بعض حاالت اإلفالس تشكل جريمة يعاقب
عليها قانون العقوبات نص على اإلفالس بالتقصير واإلفالس بالتدليس حيث نصت الفقرة األولى من
المادة 303على أن كل من ارتكب جريمة اإلفالس بالتقصير المنصوص عليه في المادتين 378و373
من القانون التجاري يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنتين أما اإلفالس بالتدليس نصت عليه الفقرة الثانية
من المادة 303التي حددت عقاب اإلفالس بالتدليس بالحبس من سنة إلى خمس سنوات .
6ـ التسوية القضائية نظام قضائي يطبق على المدين حسن النية :يخضع نظام التسوية
القضائية إلجراءات قضائية نص على القانون التجاري الذي اكد في المادة 553بانه ال يترتب إفالس و
ال تسوية قضائية إال بحكم قضائي مقرر لذلك ،و منه فان نظام التسوية القضائية يطبق على التاجر
حسن النية الذي أعلن المحكمة المختصة بمحض إرادته عن حالة توقفه عن تسديد ديونه خالل فترة
خمسة عشرة يوما من تاريخ التوقف عن الدفع و منه فالمعيار الذي اعتمد عليه المشرع الجزائري في
قيام حسن نية المدين هو تقديم اإلقرار عن حالة التوقف عن الدفع.
ثالثا .الفرق بين نظام اإلفالس ونظام اإلعسار :يظهر الفرق بين النظامين في النقاط التالية :
3ـ إن نظام اإلفالس يطبق على التجار الذين توقفوا عن الدفع ديونهم وحتى ولو كانت ذممهم المالية
إيجابية بينما نظام اإلعسار ال يطبق إال إذا كانت كل أموال المدين ال تكفي لسداد الديون .
5ـ يمكن للقاضي إعطاء مهلة للمدين المعسر للوفاء بديونه وهذا طبقا ألحكام المادتين 538و 503من
القانون المدني بينما ال يمكن للقاضي التجاري منح مهلة للتاجر من اجل الوفاء بديونه بل يحكم بإفالسه
بمجرد عدم الوفاء بديونه في ميعاد استحقاقها .
3ـ نظام اإلفالس هو نظام جماعي للتنفيذ عل ى أموال التاجر المتوقف عن دفع ديونه وال يجوز مباشرة
اإلجراءات الفردية بخالف ذلك فإن نظام اإلعسار يجوز فيه لكل دائن مباشرة إجراءات فردية خاصة به
4ـ من بين نتائج اإلفالس غل يد المدين من التصرف في أمواله بينما نظام اإلعسار يمكن للمدين أن
يتصرف فها في حدود عدم اإلضرار بحق الدائن .
3ـ إن حكم اإلعسار ال يؤدي إلى سلب الحقوق الوطنية للمدين عكس حكم اإلفالس الذي يحرم المدين
التاجر عن الحقوق المدنية و السياسية .
6ـ إن المدين غير التاجر ليس ملزما بإخطار المحكمة عن حالته المالية أثناء توقفه عن دفع ديونه على
عكس ذ لك فإن التاجر يجب عليه إخطار المحكمة خالل 33يوم من توقفه عن دفع ديونه و هذا تطبيقا
للمادة 533تجاري .
5
شروط اإلفالس و التسوية القضائية
ال يقوم اإلفالس إال بتحقق عدة شروط ،تنقسم إلى موضوعية تتمثل في شرطي تحقق صفة التاجر
والتوقف عن الدفع و الشرط الشكلي المتمثل في صدور حكم اإلفالس من الجهة القضائية المختصة.
أوال :الشروط الموضـــوعية :تنص المادة 533من القانون التجاري على ما يلي :
"يتعين على كل تاجر أو شخص معنوي خاضع للقانون الخاص ولو لم يكن تاجرا ،إذا توقف عن الدفع
أن يدلي بإقرار في مدة خمسة عش ر يوما قصد افتتاح إجراءات التسوية القضائية أو اإلفالس ".
انطالقا من نص هذه المادة يتبين بأن الشروط الموضوعية لإلفالس تتمثل في تحقق الصفة التجارية
وشرط التوقف عن دفع الديون .
.1تحقققق صققفة التققاجر :عللرف المشللرع الجزائللري التللاجر فللي المللادة األولللى مللن القللانون التجللاري
الجزائري كما يلي " :يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا ويتخلذه مهنلة معتلادة لله
ما لم يقض القانون بخالف ذلك"
إن التاجر هو كل شخص يباشر األعمال التجارية ويتخذها مهنة معتادة له سواء كان شخصا طبيعيا أو
معنويا .
أ ـ الشخص الطبيعي :إن التاجر هو كل شلخص يملارس إحلدى األعملال التجاريلة المنصلوص عليهلا
قانونا ويتخذها مهنة معتادة له وذلك بأن يقوم بالمهنة التجارية باسمه ولحسابه الخاص .
فإذا عرض نزاع على القضاء يتعلق بإثبات الصفة التجارية فعلى القاضي أن يتأكد ملن تحقلق هلذه الصلفة
باالعتماد على عنصرين وهما احترا ف األعمال التجارية واألهلية القانونية لممارسة النشاط التجاري .
ـ احتراف األعمقال التجاريقة :يتحقلق هلذا العنصلر بقيلام التلاجر بممارسلة مختللف األعملال التجاريلة
المحللددة قانونللا سللواء كانللت أعمللاال تجاريللة بحسللب الشللكل أو أعمللاال تجاريللة بحسللب الموضللوع أو عمللال
تجاريا بالتبعيلة أملا العنصلر الثلاني فيتعللق بضلرورة ممارسلة األعملال التجاريلة عللى وجله االحتلراف و
االمتهان ،فالشـخص الذي مارس عمــال تجاريا مرة واحدة أو عدة ملرات متفـلـرقة و مسلتقلة ال يكتسلب
صفة التاجر إزاء القانون ،إنما يجلـب عليله أن يملارس العملل التجلاري بصلورة منتظملة و متكلررة بقصلد
كسب الرزق
إضافة إلى ذلك فإنه يجب على الشخص الذي يمارس هذه األعمال التجارية على وجه االستقالل ،بمعنى
أن يمارس الشخص األعمال التجارية باسمه الشخصي ولحساب نفسه .
ـ األهلية التجارية :يشترط الكتساب صفة التاجر أن يكون ملن يلزاول األعملال التجاريلة أهلال بلالمعنى
القانوني لمباشرتها ،وهو كل شخص بلغ سن 33سنة كاملة كملا هلو منصلوص عليله فلي الملادة 48ملن
القانون المدني الجزائري و يجلب أن تكلون إرادتله خاليلة ملن كلل علوارض األهليلة وملع ذللك يجلوز لملن
وصل سن الثامنة عشر من عـــمره أن يملارس النشلاط التجلاري إذ تحصلل عللى إذن ملن واللده أو والدتله
أو مجلس العائلة مصادق عليه من المحكمة.
بالتالي فإن القاصر المرشد إذا زاول عمال تجاريا في حدود اإلذن الممنوح له فإنه يأخذ حكم كامل األهليلة
ويكتسب صفة التاجر و يجوز طلب شهر إفالسه ،أما القاصر الذي لم يبلغ الثمانية عشرة سنة أو ملن بللغ
الثمانية عشرة و لم يتحصلل عللى إذن لمزاوللة التجلارة ،فانله ال يجلوز لله ممارسلة األعملال التجاريلة ،و
من ثم فهو ال يكتسب الصفة التجارية حتى و لو قام بممارسة األعمال التجارية على وجه االحتراف.
من هذا المنطلق فال يجوز شهر إفالس القاصر لعدم اكتسابه الصلفة التجاريلة ،بالمقابلل ملن ذللك تطبلق
في هذه الحالة القواعد العامة المتعلقة بآثار البطالن لنقص األهلية ،فال يلزم القاصلر إال بلرد ملا علاد إليله
من منفعة بسبب هذا التصرف .
أمللا بالنسللبة لألشللخاص الللذين يباشللرون التجللارة علللى الللرغم مللن الحظللر المفللروض عللليهم بمقتضللى
القلللوانين واألنظملللة الداخليلللة ،كرجلللال الجللليا والملللوثقين والمحلللامين والمحضلللرين القضلللائيين ،فلللإنهم
6
يكتسبون الصـلـفة التجاريلة ،للذا يجلوز شلهر إفالسلهم الحتلرافهم األعملال التجاريلة طبقلا للملادة 55ملن
القللـانون التجللاري الجزائللري التللي تللنص علللى ":ال يمكللن لألشللخاص الطبيعيللين أو المعنللويين الخاضللعين
للتسجيل في السلجل التجلاري و اللذين للم يبلادروا بتسلجيل أنفسلهم عنلد انقضلاء مهللة شلهرين أن يتمسلكوا
بصفتهم كتجار ،لدى الغير أو لدى اإلدارات العمومية إال بعد تسجيلهم .
غيللر أنهللم ال يمكللن لهللم االسللتناد لعللدم تسللجيلهم فللي السللجل التجللاري بقصللد تهللربهم مللن المسللؤوليات و
الواجبات المالزمة لهذه الصفة ".
انطالقا من مضمون هذه المادة فإن كلل شلخص يملارس أعملاال تجاريلة فلي إقلليم الدوللة الجزائريلة يللزم
بالقيد في السجل التجاري ،و إذا لم يقم بهذا اإلجراء فال يجوز له أن يتهرب علن تنفيلذ االلتزاملات الناتجلة
عن ممارسة األعمال التجارية .إضافة إلى ذلك فانه ال يجلوز لهلم أن يسلتفيدوا ملن قاعلدة وضلعت ضلدهم
فهللم محظللورون مللن ممارسللة األعمللال التجاريللة بقللوانين خاصللة وال يسللتفيدون مللن هللذه القاعللدة لتبريللر
ممارستهم األعمال التجاريلة ،فلإذا زاوللوا التجلارة عللى سلبيل االحتلراف فيشلهر إفالسلهم و يتعرضلون
للعقوبات التأديبية بسبب مخالفة الحظر المفروض عليهم
تجدر اإلشارة إلى أنه يجوز شهر إفلالس التلاجر المتلوفي إذا توقلف علن دفلع ديونله أثنلاء حياتله ،و يثبلت
هلذا الحللق لدائنيله أو ورثتلله و المحكمللة المختصلة مللن تلقلاء نفسللها مللع وجلوب رفللع دعلوى شللهر إفللالس
التاجر المتوفي في ظرف سنة من تاريخ وفاته طبقا للمادة 533من القانون التجلاري بلذلك فلإن المشلرع
الجزائري قد أجاز صراحة شهر إفالس التاجر بعد الوفاة إذا توفرت بعض الشروط منها:
.أن يكون المدين قد توقلف علن دفلع ديونله وظلل متوقفلا علن ذللك إللى أن تلوفي ويجلب أن ترفلع اللدعوى
خالل سنة من تاريخ وفاة المدين التاجر ويكون ذلك إما من طرف الورثة بإقرار ملنهم أو بنلاء عللى طللب
الدائنين أو من طرف المحكمة من تلقاء نفسها .
كما أجازت المادة 558من القانون التجاري شهر إفالس التاجر اللذي اعتلزل علن النشلاط التجلاري إذا
توفرت الشروط التالية:
ـ يجب أن يكون الدين محل طلب اإلفالس مستحق الوفلاء قبلل اعتلزال الملدين علن تجارتله ،ويجلب إثبلات
التوقف عن دفع الديون قبل اعتزال التجارة .
ـ ضرورة رفع دعلوى شلهر إفلالس اللـمدين خلالل ميعلاد سلنة ملـن تلاريخ اعتزالله التجلارة أو شلطب اسلم
المدين في السجل التجاري.
ـ القيد في السجل التجاري بالنسقبة للشقركات التجاريقة :إن القيلد فلي السلجل التجلاري ال يعتبلر
شللرطا مللن شللروط اكتسللاب الصللفة التجاريللة بالنسللبة للشللـخص الطبيعللي باعتـللـبار أن المللادة األولللى مللن
الـقانون التـجاري الجزائري عندما عرفت التلاجر للم تشلترط فيله أن يكلون مقيلدا فلي السلجل التجلاري بلل
رتبت اكتساب الصفة التجارية لكل شخص يمارس مختلف األعمال التجاريلة و يتخلذها مهنلة معتلادة لله و
من جهة ثانية فإن القيد في السجل التجاري يعتبر التزاما قانونيلا يقلع عللى الشلخص اللذي يملارس مختللف
األعمال التجارية .
هذا ما ذهبت إليه الفقرة الثانية من المادة 55من القانون التجاري التلي نصلت عللى ملا يللي" :غيلر أنله ال
يمكن له اإلسناد لعدم ت سجيلهم في السجل التجاري بقصد تهريبهم من المسلؤوليات و الواجـلـبات المالزملة
لهذه الصفة"
فبالتالي فإن المشرع الجزائري اعتبر عدم القيد في السجل التجاري ليس سببا إلعفاء الشخص الذي
مارس األعمال التجــارية من المسـؤوليات الالزمة للـصفة التجارية ،و بالنتيجة يطبق عليه القانون
التجاري بما فيها أحكام اإلفالس .
بالمقابللل مللن ذلللك فللان القيللد فللي السللجل التجللاري هللو شللرط الكتسللاب الشخصللية المعنويللة لألشللخاص
المعنوية بما فيها للشركات التجارية .
وبلذلك فالصلفة التجاريلة للشلخص المعنلوي ال تقلوم إال مللن تلاريخ قيلدها فلي السلجل التجلاري ،و هلذا مللا
ذهب إليه المشرع الجزائري في الملادة 343ملن القلانون التجلاري الجزائلري التلي تؤكلد بلان الشخصلية
المعنوية للشركة التجارية تنشا من تاريخ قيدها في السجل التجاري
7
ب .الشخص المعنوي :إن تطبيق نظام اإلفالس ال يقتصلر عللى األشلخاص الطبيعيلة فقلط بلل يطبلق
كللذلك علللى األشللخاص المعنويللة ،وهللذا مللا أشللارت إليلله المللادة 533مللن القللانون التجللاري الجزائللري إذ
حللددت مجللال تطبيللق نظللام اإلفللالس علللى األشللخاص المعنويللة الخاصللة حتللى و إن لللم تكتسللب الصللفة
التجارية .
لقد حددت المادة 43من القانون المدني األشخاص االعتبارية التي تنقسم إلى أشخاص خاصة وعامة.
إن المشرع الجزائري حسم الخالف القائم في مدى إمكانية شهر إفالس األشــــخاص المعنــوية
العامـــة كالدولة و الواليـــة والــــبلدية ،فالمادة 533من القانون التــجاري الجزائري قد حـددت
مجـــال تطـــبيق نظـام اإلفالس على األشــخاص المعنوية الخاصة فقـط بالمـقابل من ذلك فان هذه الـمادة
قد اسـتثنت تطبيـق نظام اإلفالس على األشخاص المعنوية العامة استنادا إلى أن الذمة المالية لهذه
األشخاص التي تكون دائما موسرة فحتى إذا زاولت أعماال تجارية فهي ال تخضع لنظام اإلفالس.
مع اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري قد أجاز شهر إفالس الشلركات ذات رؤوس أملوال عموميلة كليلا أو
جزئيا إذا توقفت عن دفع ديونها طبقا للمادة 537من القانون التجاري
ـ التعاونيات والجمعيات :يقصد منها كل تجمع ذو تنظيم مستمر لمدة معينة أو غير محددة تتكون
من أشخاص طبيعية أو اعتبارية تسعى إلى تحقيق أهداف إنسانية أو دينية أو علمية وفنية أو ثقافية أو
رياضية أو اجتماعية ،ال تهدف إلى توزيع األرباح.
مع اإلشارة إلى أن المادة 533من القانون التجاري جاءت عامة فرتبت تطبيق نظام اإلفالس على كل
الجمعيات بالرغم من أن الغرض األصلي لهذه الجمعيات ليس تحقيق األرباح .
ـ الشركــــات :الشركة هي عقد يبرم بين شخصين أو أكثلر سلواء كلانوا أشخاصلا طبيعيلين أو معنلويين
بـهدف تحقيق الربح أو الوصول إلى أهداف اقتصادية ذات منفعلة مشلتركة .تنقسلم الشلركات إللى شلركات
مدنية وشركات تجارية فبالنسبة للشركات المدنية فإن القانون الملدني نلص عليهلا فلي الفصلل الثاللث تحلت
عنوان "عقد الشركة ".
أملا بالنسلبة للشلركات التجاريلة فإنهلا تنقسلم إلللى شلركات تجاريلة بحسلب شلكلها وشلركات تجاريلة بحسللب
موضللوعها تعتبللر شللركة التــللـضامن وشركــللـة التوصللية والشللركة ذات المسللؤولية المحللدودة وشركـــ لـة
المساهــــمة عامل تجارية بحسب الشكل يطبق عليها القانون التجاري مهما كان غرضها .
أما الطائفة الثانية هي الشلركات التجاريلة بحسلب موضلوعها فهلي للم تحلدد عللى سلبيل الحصلر،بل ينظلر
فقلط إللى موضللوعها إذا كلان تجاريلا يطبللق عليهلا القلانون التجللاري وإذا كلان غرضلها مللدنيا يطبلق عليهللا
القانون المدني .
كما تنقـسم الشركات التجارية إلى شركات أشخــاص وشركـات أموال ،فبالنسبة لشلركات األشلخاص فهلي
تلك الشركات التي تقوم عللى االعتبلار الشخصلي لكلون أن الشلركاء فيهلا تلربطهم ببعضلهم الثقلة المتبادللة
اهم ما يميز هذه الشركات أن الشركاء فيها يكتسبون الصلفة التجاريلة و هلم مسلؤولون علن ديلون الشلركة
مسؤولية غيلر محلدودة و تعتبلر شلركة التضلامن النملوذج األمثلل لشلركات األشلخاص ،فلإفالس شلركة
التضامن يؤدي حتما إلى إفالس كل الشركاء بينما إفالس أحد شركائها ال يلؤدي حتملا إللى إفلالس الشلركة
،بل يؤدي في غالب األحيان يؤدي إلى انحاللها أو استمرارها إذا نص القانون األساسي عللى اسلتمرارها
في حالة إفالس أحد الشركاء
أملا بالنسلبة للطائفللة الثانيلة فهللي تتعللق بشللركات األملوال التللي تقلوم علللى فكلرة االعتبللار الملالي ،و تعتبللر
شللركة المسللاهمة النمللوذج األمثللل لشللركات األمللوال فللإفالس شللركة المسللاهمة ال يللؤدي إلللى شللهر إفللالس
شللركائها لكللونهم ال يكتسللبون صللفة التللاجر و أن مسللؤوليتهم عللن ديللون الشللركة مسللؤولية محللدودة علللى
حسب اسهم فيها
أما بالنسبة لشركة التوصية فهي تلك الشركة التي تتكون من نوعين ملن الشلركاء وهلم :شلركاء موصلون
يخضللعون ألحكللام شللركات األمللوال و شللركاء متضللامنون يخضللعون ألحكللام شللركات األشللخاص فهللم
يكتسبون الصفة التجارية ،وهم مسؤولو ن عن ديون الشركة مسؤولية تضامنية و مطلقة .
8
فبالتالي فإن إفالس شركة التوصية يؤدي حتما إلى إفالس الشركاء المتضامنين دون أن تمتلد هلذه ااثلار
إلللى الشللريك الموصللى ،باعتبللاره ال يكتسللب الصللفة التجاريللة وهللو مسللؤول عللن ديللون الشللركة مسللؤولية
محدودة بحسب نسبة أسهمه فيها
مع اإلشارة أن المشرع الجزائري قد أقر باكتساب الشريك الموصلى فلي شلركة التوصلية للصلفة التجاريلة
في حالة قيامه بعمل متعلق بإدارة الشركة ،أو ظهلر اسلمه فلي عنلوان الشلـركة بلإذن ملـنه أو بعلـلمه دون
أن يعتــرض على ذلك و هلذا طبقلا ألحكلام الملـادتين 363و 363مكلرر 5ملن القانـلـون التجلاري ،و
قياسا على هاتين الحالتين فإنه يجوز شهر إفالس الشريك الموصى كشخص طبيعي
بينمللا شللركة ذات المسللؤولية المحللدودة فهللي ليسللت شللركة أشللخاص و ليسللت شللركة أمللوال ،فمللن بللين
خصائصها ان مسؤولية الشريك فيها محدودة على حسب أسهمه في الشركة و بالتالي فهي تخضع ألحكلام
إفالس شركات األموال ،فلإذا أفلــلـست شلركة شركلـة ذات المسلـؤولية المحلدودة فلان ذللك ال يلـؤدي إللى
إفللالس شللركائها ألنهللم ال يكتللـ سبون الصللفة التجاريللة و أن مسللؤوليتهم عللن ديللون الشللركة هللي مسللؤولية
محدودة بحسب أسهمهم في الشركة.
كما يجوز فرض العقوبات على األشخاص الطبيعيين القائمين على المشروع إذا ارتكبلوا أخطلاء أدت إللى
تعثللر المشللروع ،فيجللوز شللهر إفللالس المللدير شخصلليا بللالرغم مللن أنلله ال يكتسللب الصللفة التجاريللة إذا
ارتكب فعل من األفعال المذكورة في المادة 554من القانون التــجاري التي نصت على ما يللي " :فلي
حالة التسوية القضائية لشخص معنوي أو إفالسه ،يجوز إشلهار ذللك شخصليا عللى كلل ملدير قلانوني أو
واقعي ظاهري أو باطني مأجور كان أم ال :
إذا كللان المللدير فللي ظللل الشللخص المعنللوي أثنللاء قياملله بتصللرفاته قللد قللام لمصلللحته بأعمللال تجاريللة أو
تصرف في أموال الشركة كما لو كانت أموال الخاصة .أو باشر تعسفا لمصلحته الخاصلة اسلتغالل خاسلر
ال يمكن أن يؤدي إال إلى توقف الشخص المعنوي عن الدفع ."...
مع اإلشارة إلى أن شركة المحاصة ال تخضلع لنظلام اإلفلالس لكونهلا ال تكتسلب الشخصلية المعنويلة فهلي
تقـــوم فقط فـــيما بين الشـركــــاء .
أما بخصوص الشركة الفعلية فالمشرع الجزائلري للم يلنص صلراحة عللى إمكانيلة شلهر إفلالس الشلركات
الفعلية ،فالمادة 343من القانون التجاري تؤكد بأن الشركة التجارية ال تتمتع بالشخصية المعنوية إال ملن
تاريخ قيدها في السجل التجاري و باعتبار الشركة الفعلـية تنـشـط في الواقـع فـقط و ال تقـــلـيد فلي السلجل
التجــــللـاري فإنلله و تطبيقللا لهللذه المـللـادة فللان الشركـللـات الفعللـلية تعتبللر عائقللا مللن عوائللق تطبيللق نظللام
اإلفالس في القانون التـــــــجاري الجزائري.
أما بخصوص الشلركة المنحللة فهلي تحلتفظ بشخصليتها القانونيلة فلي فتلرة التصلفية وبالتلالي يجلوز شلهر
إفالسللها ،وهللذا مللا تؤكللده المللادة 766مللن القللانون التجللاري الجزائللري التللي رتبللت اإلبقللاء بالشخصللية
المعنوية للشركة في حالة التصفية من وقت حلها إلى غاية االنتهاء من إجراءات التصفية.
والمالحظ أن مسالة تحديد األشخاص المعنوية الخاضعة لنظلام اإلفلالس فلي القلانون التجلاري الجزائلري
جاءت غير واضحة فالمادة 533منه قد استعملت عبارة "وكلل شلخص معنلوي خاضلع للقلانون الخلاص
و لو لم يكن تاجرا" الشيء الذي يفتح المجال إلخضلاع كلل األشلخاص المعنويلة الخاصلة لنظلام اإلفلالس
كالشركات المدنية وكذا الجمعيات خصوصا منها المدنية أو الرياضية فهي تقوم بأعمال مدنية بحتلة ليسلت
لها أية عالقة بالقانون التجاري .
.2التوقف عن دفع الديون:
إن الشرط الثاني الذي يجب توفره حتلى يلتم تطبيلق نظلام اإلفلالس هلو توقلف التلاجر علن دفلع ديونله فلي
ميعللاد اسللتحقاقها ،سللنتطرق فللي هللذا العنصللر إلللى دراسللة ماهيللة التوقللف عللن الللدفع ،ثللم إثباتلله وتحديللده
وأخيرا شروط الدين محل التوقف عن الدفع .
أ .ماهية التوقف عن الدفع :إن المشرع الجزائري لم يعرف ماهية التوقف عن الدفع فأشارت الملادة
533من القانون التجاري إلى ضرورة توفر شرط التوقلف علن اللدفع فقلط دون تبيلان المقصلود منله مملا
يستوجب اللجوء إلى الجانب الفقهي لتحديد ماهية التوقف عن الدفع الذي انقسم إلى نظريتين وهما :
9
.النظرية التقليدية :وترى هذه النظرية أن مفهوم التوقف عن الدفع في مجال اإلفالس ال يختلف علن
المعنى اللغوي لهذه العبارة التي تعني االمتنلاع علن تسلديد اللديون فلي مواعيلد اسلتحقاقها وهلذا ملا يميلزه
عن نظام اإلعسار الذي يفترض عدم كفاية أموال المدين للوفاء بديونه المستحقة األداء.
فوفقا لهذه النظرية فإن يسر أو عسر المدين لليس لله أي دخلل فلي مسلألة التوقلف علن اللدفع فبمجلرد علدم
تسديد الديون في مواعيدها يكون المدين في حالة التوقف عن الدفع بالرغم من أن النظرية التقليدية أخلذت
بعين االعتبار خصوصيات المعامالت التجارية
إال أنهللا تعرضللت إلللى عللدة انتقللادات ،مللن بينهللا أنهللا لللم تللراع المركللز المللالي للمللدين الللذي قللد يكللون لديلله
أسباب مشروعة تبرر عدم الوفاء في مواعيد االستحقاق كوجود نزاع جدي حول الدين ،أو وجود سبـلـب
من أسباب انقــضاء الدين و قد تكون أزمة عارضة يعجز فيها المدين عن تسديد الديون
ـ النظرية الحديثة :نتيجة االنتقادات التي تعرضت لها النظرية التقليديلة ظهلرت النظريلة الحديثلة التلي
تخلت عن التفسير الحرفي للتوقف عن الدفع ،واعتبرت عدم تسديد اللدين فلي مواعيلد اسلتحقاقه ال يشلكل
بحد ذاته حالة توقف عن دفع الدين بلل يجلب أن يكلون المركلز الملالي للملدين مضلطربا وتتعلرض حقلوق
الدائنين إلى خطر محدق و أكيد.
إال أن هللذه النظريللة تعرضللت لللبعض االنتقللادات إذ أن اسللتخالص حالللة التوقللف عللن دفللع الللديون سلللطة
تقديرية في يد القاضي ،وهذا ما يفتح المجال الختالف أحكام اإلفالس من قضية إلى أخرى.
أما بالنسبة لمو قف المشرع الجزائري من هاتين النظريتين فإنه وبلالرجوع إللى الملادة 533ملن القلانون
التجاري نجد انه أخذ برأي النظرية التقليدية ويتجلى ذلك عندما استعمل عبارة " :يجب عللى كلل تلاجر أو
شخص معنوي خاضلع للقلانون الخلاص وللو للم يكلن تلاجرا إذا توقلف علن اللدفع أن يلدلي بلإقرار فلي ملدة
خمسة عشر يوما قصد افتتاح إجراءات التسوية القضائية أو اإلفالس "
ب .إثبات التوقف عن الدفع :يقع عبء إثبات التوقف عن الدفع على المدعي الذي يطاللب إصلدار
حكم شهر إفالس مدينه طبقا لمبدأ البينة على من يدعي ،فالمشرع الجزائري لم يحدد الوسائل التلي يمكلن
من خال لها إثبـــات حالة التوقف عــــن الدفع ،و بذلك يجوز للملدعي أن يسلتند إللى كلل القلرائن المحيطلة
بالظروف المادية للملدين السلتنباط حلاالت التوقلف علن اللدفع التلي هلي كثيلرة ومتنوعلة و ملن أهلم هلذه
الحاالت تقديم الدائن محضر االمتناع علن تنفيلذ حكلم قضلائي تجلاري نهلائي يللزم المـلـدين بالوفــــلـاء أو
.
توقيع الحجوز على أمالكه ،أو إصدار المدين لشيكات بدون رصيد
ت .تحديد تاريخ التوقف عن الدفع :إن تحديد تاريخ التوقف علن اللدفع ملن المسلائل الجوهريلة التلي
يجب على المحكملة البحلث عنهلا ،فيجلب عليهلا أن تحلدد تلاريخ التوقلف علن اللدفع و تشلير إليله فلي ذات
الحكم الذي تصدره إلعالن إفالس المدين .
إضافة إلى ذلك ف أن المشرع قد ألزم المحكمة التي عرضت عليها قضية اإلفلالس أن تحلدد تلاريخ التوقلف
عن الدفع في أول جلسة تعقدها ،و هذا استنادا إللى الفقلرة األوللى ملن الملادة 555ملن القلانون التجلاري
التي تنص على ما يلي " :في أول جلسة يثبلت فيهلا للدى المحكملة التوقلف علن اللدفع فإنهلا تحلدد تاريخله
كما تقضي بالتسوية القضائية أو اإلفالس ".
إال أن المشرع قيلد سللطة المحكملة فلي تحديلد تلاريخ التوقلف علن اللدفع بملدة ال تتجلاوز كحلد أقصلى 30
شهرا السابقة لصدور حكم اإلفالس وهذا استنادا إلى الفقرة األخيرة من الملادة 547ملن القلانون التجلاري
الجزائللري التللي تللنص علللى مللا يلللي ":تللاريخ التوقللف عللن الللدفع تحللدده المحكمللة التللي قضللت بالتسللوية
القضائية أو بـشهر اإلفالس و ال يكون هذا التاريخ سابقا لصدور الحكم بأكثر من ثمانية عشر شهرا " .
يجوز للمحكمة من تلقاء نفسها أو بطلب من ذي مصلحة تعديل تاريخ التوقف عن الدفع بقرار تالي للحكم
الذي قضى باإلفالس بشرط أن يكون سابقا لقفل قائمة الديون طبقا للمادة 540من القـانون التجاري
قد يحدث أن ال يعين تاريخ التوقف عن اللدفع ال فلي حكلم شلهر اإلفلالس و ال فلي حكلم الحلق ،فالمشلرع
الجزائري تطرق إلى هذه المسألة في الفقرة الثانية من الملادة 555ملن القلانون التجلاري التلي أكلدت بأنله
في حالة عدم تحديد تاريخ التوقف عن اللدفع فيعتبلر تلاريخ صلدور حكلم اإلفلالس هلو تلاريخ التوقلف علن
الدفع ،و في هذه الحالة تكون فترة الريبة منعدمة.
10
ث .شروط الدين محل التوقف عن الدفع :
امتناع المدين علن تسلديد دينله ال يرتلب التوقلف علن اللدفع ،بلل يجلب أن تتلوفر علدة شلروط فلي اللدين
محل التوقف عن الدفع تتمثل في جوب أن يكون الدين حال األداء غير متنلازع عليله و ذو طبيعلة تجاريلة
ـ أن يكون الدين حقال األداء :ال يجلوز إجبلار الملدين بالوفلاء بلديون للم يحلين أجلهلا ألن اللدين يبنلى
على اتفاق الطرفين على الوفاء في أجل محدد ،بذلك ال يمكن اعتبار المدين في حالة توقلف علن اللدفع إذا
للم يحلين أجللل الوفلاء ،إضلافة إلللى ذللك فيجللب أن يكلون اللدين محللدد المقلدار فلال يتصللور اعتبلار المللدين
متوقفا عن دفع دين مجهول المقدار.
ـ يجب أن يكون الدين غير متنازع عليه :يشترط في الدين أن يكون محددا تحديدا دقيقا ال يثير أي
جدال في مقداره ،فإذا نازع التاجر في وجود الدين أو في مقداره و كلان النلزاع جلديا تعلين عللى المحكملة
أن ترفض دعوى اإلفالس.
كما يدخل كذلك ضمن المنازعلة الجديلة مسلألة انقضلاء اللدين ألي سلبب ملن أسلباب االنقضلاء كالتقلادم أو
المقاصلة أو بالوفلاء ،ففللي هلذه الحالللة يحلق للملدين االمتنللاع علن الوفللاء لحلين الفصلل فللي وجلود أو عللدم
وجود الدين فال يعد امتناعه توقفا عن الدفع.
.يجب أن يكون الدين محل التوقف عن الدفع تجاريا :يشترط في اللدين محلل التوقلف علن اللدفع
أن يكون دينا تجاريا ،سواء من طائفة األعملال التجاريلة بحسلب الشلكل أو ملن طائفلة األعملال التجاريلة
بحسب الموضوع ،مع اإلشلارة أنله يجلوز لللدائن بلدين ملدني أن يرفلع دعلوى شلهر إفلالس مدينله التلاجر
بشرط ان يكون قد توقف عن دفع ديون تجاري واحد ويعود السبب في ذللك انله ملادام التلاجر قلد توقلف
عن دفع دين تجاري ،فلال يهلم بعلد ذللك طبيعلة اللديون األخلرى ،طالملا أن اإلفلالس يلؤدي إللى التصلفية
الجماعية ألموال المدين و تقسيم حاصلها على كل الدائنين قسمة غرملاء باعتبلار ان ذملة التلاجر هلي ذملة
واحدة ،و لتحديد موقلف المشلرع الجزائلري ملن مسلالة تحديلد طبيعلة اللدين يجلب التطلرق إللى مضلمون
المادة 536من القانون التجاري قبل التعديل و بعد تعديلها في سنة 3333
فالمادة 536قبل التعديل جاءت غامضة عندما استعملت مصطلح تكليف المدين بالحضور كيفما كانت
طبيعة دينه ،فيفهم من ذلك أن المشرع الجزائري لم يميز بين الدين التجاري و المدني ،فأجاز شهر
إفالس المدين حتى و لو توقف عن دفع ديونه المدنية .
اسللتمر الوضللع بهللذا الغمللوض إلللى غايللة سللنة 3333أيللن تللدخل المشللرع الجزائللري بموجللب المرسللوم
التشريعي رقم 80/33المؤرخ في 3333/4/53تم حلذف كلملة الملدين و اسلتبدلت بكلملة اللدائن و منله
يكون النص باللغة العربية مطابقا لللنص باللغلة الفرنسلية ملن الملادة 536ملن القلانون التجلاري و بلالرغم
من ذلك فانه كان على المشرع الجزائري اللنص صلراحة فلي الملادة 533عللى طبيعلة اللدين اللذي يجلب
أن يكون تجاريا.
ثانيا :الشروط الشكــــــــلية لإلفالس و التسوية القضائية
ال يكفللي لشللهر إفللالس التللاجر تحقللق شللرطي الصللفة التجاريللة والتوقللف عللن الللدفع بللل يجللب رفللع دعللوى
اإلفالس و يصدر بشأنها حكم من المحكمة المختصة يسمى الحكم المقرر لإلفالس .
.1رفع دعوى اإلفالس أو التسوية القضائية :لقد وســع المشرع من نطــاق طلب شهر اإلفالس
لتــشمل المدين الذي يمكن لله أن يقلدم طللب يتضلمن إقلراره بتوقفله علن دفلع اللديون قصلد االسلتفادة ملن
التسوية القضائية أو شهر إفالسه ،كما يجوز للدائن رفع دعلوى شلهر إفلالس مدينله ،كملا يجلوز للمحكملة
المختصللة أن تفللتح التفليسللة مللن تلقللاء نفسللها ،كمللا يمكللن للنيابللة العامللة أن تطلللب شللهر إفللالس المللدين
المتوقللف عللن ديونلله فللي مواعيللد استللـحقاقها باعتبللار اإلفللالس يتعلللق بالنظللام العللام مللع اإلشللارة إلللى أن
المشرع الجزائري لم ينص صراحة على صفة التقاضي للنيابة العامة في طلب شهر اإلفالس .
شهـققـر اإلفـققـالس بطلققـب مـققـن المديققـن :إن طلللب شللهر اإلفللالس مللن طللرف المللدين نفسلله يعتبللر
كاستثناء عن القاعدة العامة لإلثبات ،ففلي مثلل هلذه الحلاالت فالتلاجر هلو اللذي يقلدم دليلل ضلد نفسله بأنله
متوقف عن دفع ديونه فالقانون ألزمه بتقلديم إقلرار إللى المحكملة المختصلة خلالل خمسلة عشلرة يوملا ملن
تاريخ توقفه عن الدفع ،فالغاية من ذلك هو التمييز بين المدين سيئ النيلة و الملدين حسلن النيلة اللذي يبلادر
11
بمحض إرادته بمجرد توقفه عن دفع ديونه ،عن طريق تقديم إقرار إلى المحكمة المختصة حتلى و للو للم
يقم احد دائنيه برفع دعوى قضائية ضده لشهر إفالسه .
فيجب عليه أن يرفق إعالن التوقف عن الدفع بمجموعة من الوثائق نصت عليها الملادة 530ملن القلانون
التجاري وهي :الميزانية ،حسلاب االسلتغالل العلام ،حسلاب الخسلائر واألربلاح ،بيلان رقملي بلالحقوق
والللديون مللع إيضللاح اسللم ومللوطن كللل مللن الللدائنين ويجللب أن تللؤرخ كللل هللذه الوثللائق و يوقللع عليهللا مللن
طرف المدين .
شهر اإلفالس بطلب من الدائنين :يجوز لكلل دائلن سلواء كلان شخصلا طبيعيلا أو معنويلا أن يطللب
شهر إفالس مدينه إذا اثبت بأنه دائن له بمبلغ محدد المقدار وحال األداء غير متنازع عليه .
يتم ذلك عن طريق إيداع عريضة افتتاح الدعوى لدى أمانة ضبط المحكمة المختصة موقعة و مؤرخة
مستوفية للشروط المذكورة في المواد 33و 34و 33من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية المتعلقة
بشروط قبول الدعوى .
ال يشترط أن ترفع دعوى اإلفالس من طرف مجموعة من الدائنين بل يمكن رفعها من طرف دائن واحد
،ثم ينظم إليها باقي الدائنين إذا تحققت شروط اإلفالس .فالمادة 536من القانون التجاري الجزائري
المعدلة ورد فيها عبارة الدائن في صيغة المفرد إذ نصت على ما يلي " :يمكن أن تفتح كذلك التسوية
القضائية أو اإلفالس بناء على طلب تكليف الدائن بالحضور كيفما كانت طبـــــــيعة دينه و ال ســيما ذلك
الديــــــن النات ــــــج عن فاتورة قابلة للدفع في اجل محدد " .
شهر اإلفالس بطلب من المحكمة المختصة :لقد أجازت الفقرة الثانية من المادة 536من القانون
التجاري الجزائري للمحكمة المختصة أن تحكم بشهر إفالس المدين من تلقاء نفسها ،إذا تحققت من
توفر شرطي الصفة التجارية والتوقف عن الدفع .
بذلك نجد أن المشرع الجزائري قد خرج عن نطاق القواعد العاملة التلي تقضلي بأنله ال يجلوز للمحلاكم أن
تقضي بما لم يطلب منها القضاء به ،و مبرر ذلك أن أحكام اإلفالس تتعلق بالنظام العام .
فالمحكمة تحكم بشهر اإلفالس من تلقاء نفسها في حالة تقديم الملدين تقريلر علن توقفله علن اللدفع للمطالبلة
بالصلح واالستفادة من التسوية القضائية ،ثم يتبين للمحكمة أن شلروط الصللح أو التســــــــلـوية القضلائية
غير متــوفرة بينـما شروط اإلفالس قائمة و منه يجلوز لهلا أن تشلهر إفلالس هلذا الملدين ملن تلقلاء نفسلها
في مثل هذه الحالة أو أن يتقدم أحد الدائنين بطلب شهر إفالس المدين ثم يتنازل عنله ،فيجلوز للمحكملة أن
تحكم بشهر اإلفالس رغم تنازل الدائن عن طلبله كملا يمكلن أن ترفلع دعلوى اإلفلالس ملن غيلر ذي صلفة
فال يوجد مانعا للمحكمة من شهر إفالس المدين من تلقاء نفسها.
شققهر اإلفققالس بنققاء علققى طلققب النيابققة العامققة :إن المشللرع الجزائللري لللم يللنص صللراحة علللى
إمكانيللـة شللهر اإلفللالس بنللاءا علللى طلللب النيابللة العامللة ،إال أنلله و باسللتقراء النصللوص القانونيللة المتعلقللة
باإلفالس نجد أن المشرع الجزائري قد أقر بها ضمـنيا ،و أعطلى لهلا بعلض الصلالحيات فلي هلذا المجلال
لتعلق اإلفلالس بالنظلام العلام فملثال ملا تضلمنته الملادة 538ملن القلانون التجلاري التلي تللزم كاتلب ضلبط
المحكملة بتبليلغ وكيلل الدوللة فلورا بملخلص األحكلام الصلادرة بشلهر اإلفلالس ،و كلذلك الملادة 566ملن
نفـس القانون التي أجازت للنيابة العامة حضور عملية جرد أموال المدين المفلس
.2المحكمة المختصة بشهر اإلفالس :إن القضايا المتعلقة باإلفالس يؤول االختصاص للفصل فيهلا
نوعيا لألقطاب المتخصصة المنعقدة في مقلر بعلض المحلاكم للنظلر فيهلا دون سلواها و التلي تفصلل فيهلا
بتشكيلة جماعية تتكون من ثالثة قضاة بموجب حكم قابل لالستئناف أملام الدرجلة الثانيلة طبقلا للملادة 35
من قانـون اإلجلراءات المدنيلـة و اإلداريلة " :تخلتص األقطلاب المتخصصلة المنعقلدة فلي بعلض المحلاكم
بالنظر دون سواهــــا في المــــــــنازعات المتعلقة بالتـجارة الدولية ،و اإلفلالس و التلـسوية القـــلـضائية ،
و المنازعللات المتعلقللة بللالبنوك ،ومنازعللات الملكيللة الفكريللة ،و المنازعللات البحريللة و النقللل الجللوي و
منازعات التأمينات ".
أما بالنسبة لالختصاص اإلقليمي فان المشرع أخضلعه لمحكملة ملوطن الملدعى عليله المنصلوص عليهلا
في المادة 37ملن قلانون اإلجلراءات المدنيلة و اإلداريلة ،إال أن المشلرع الجزائلري قلد أورد اسلتثناء علن
12
اختصلاص محكملة ملوطن الملدعى عليله بالنسلبة لقضلايا إفلالس الشلركات التجاريلة و منازعلات الشللركاء
فلقد نصت الفقرة الثالثة من المادة 48ملن قلانون اإلجلراءات المدنيلة و اإلداريلة عللى ملا يللي " فلي ملواد
اإلفالس أو التسوية القضائية للشركات و كذا الدعاوى المتعلقلة بمنازعلات الشركلـاء ،أملام المحكملة التلي
يقــع في دائرة اختصـاصها مكان افتتاح اإلفالس أو التسوية القضائية أو مكان المقر االجتماعي للشركة"
يتضح من خالل هذه الفقـــــرة أن المشرع الجزائري قلد أخلرج النزاعلات المتـــلـعلقة بالشلركات التجاريلة
و الشركاء من اختصاص محكمة موطن المدعى عليه ،و أورد لها نصا خاصا يتعللق بلإفالس الشلركات
التجاريلة و المنازعللات الناشلئة فيمللا بلين الشللركاء فتللؤول للمحكملة التللي يقلع فللي دائلرة اختصاصللها مكللان
افتتاح اإلفالس أو مكان المقر االجتماعي للشركة.
3مضمون حكم اإلفقالس و نشقر :إن القلانون التجــلـاري الجزائلري قلد أورد بعلض البيانلات التلي
يجب أن يتضمنها حكم اإلفالس ،و هذه البيانات ينفلرد بهلا هلذا الحكلم فقلط و ال نجلدها فلي بلاقي األحكلام
القضللائية األخللرى و تتمثللل فللي تحديللد تللاريخ التوقللف عللن دفللع الللديون مللع بيللان أسللبابه ،تعيللين القاضللي
المنتدب ،تعيين الوكيل المتصرف القضائي ،تعيين مراقلب أو اثنلين لمسلاعدة القاضلي المنتلدب ،األملر
بوضع األختام األمر بنشر حكم اإلفالس
: 4طرق الطعن في أحكام اإلفالس :لقد أورد في القانون التجاري أحكاما خاصة بطرق الطعن في
أحكام اإلفالس ،نـص عليها في الواد من المادة 533إللى الملادة 534ملن القلانون التجلاري التلي تتعللق
بطــرق الطعــــــــن العادية وهي المعارضة و االستئناف ،بينما لم ينص على طلرق الطعلن غيلر العاديلة
كاعتراض الغير الخارج عن الخصومة و الطعن بالنقض و التملاس إعلادة النظلر فتسلري بشلأنها القواعلـد
العامللـة المنصللوص عليهللا فللي قللانون اإلجللراءات المدنيللة ،بالمقابللل مللن ذلللك فللإن المشللرع الجزائللري فللي
المادة 535من ا لقانون التجاري أورد حاالت ال تخضع ألي طريق من طرق الطعن و هي :
ـ األحكام التي تصدرها المحكمة و المتعلقة بالفصل في الطعون الواردة عللى أواملر القاضلي المنتلدب فلي
حدود اختصاصاته .
ـ األحكام التي تصدرها المحكمة و تقرر فيها بوجه معجل قبول الدائن في المداوالت علن مبللغ تحلدده فلي
تحقيق الديون طبقا للمادة 507من القانون التجاري .
ـ األحكام الخاصة باإلذن باستغالل المحل التجاري(. )3
المعارضة :نلص المشلرع عللى الطعلن بالمعارضلة فلي أحكلام اإلفلالس فلي الملادة 533ملن القلانون
التجاري التي حددت ميعاد المعارضة في أحكلام اإلفلالس بعشلرة أيلام اعتبلارا ملن تلاريخ صلدور الحكلم ،
أما بالنسبة لألحكام الخاضعة إلجراءات اإلعالن و النشر في الصحف المعتمدة لنشلر اإلعالنلات القانونيلة
فانه ال يسري الميعاد فيها إال من تمام آخر إجراء مطلوب ،المالحظ أن المشرع و لكي يحقق السرعة فلي
الفصل في قضايا اإلفالس قد جعل ميعاد المعارضلة فيهلا قصليرا مقارنلة بميعلاد المعارضلة المطبلق عللى
باقي األحكام المحددة بميعلاد شلهر واحلد ملن تلاريخ التبليلغ الشخصلي للحكلم طبقلا للملادة 353ملن قلانون
اإلجراءات المدنية .
االستئناف :إن االستئناف في ملواد اإلفلالس و التسلوية القضلائية نصلت عليله الملادة 534ملن القلانون
التجاري التي تجيز لمن كان طرفا في حكم اإلفالس أن يشكل استئنافا أملام الدرجلة الثانيلة ،و لله فلي ذللك
ميعللاد عشللرة أيللام يبللدأ سللريانه مللن يللوم تبلـللـيغ حكللم اإلفللـالس و علللى المجلللس القضللائي أن يفصللل فللي
االستئناف خالل ثالثة أشهر كحد أقصى.
ثار إشكال يتعلق بمدى إمكـ انية محكمة الدرجة الثانية من إلغاء حكم اإلفالس إذا زالـت حالة التوقـف عن
الدفـع طالما أن الحـكم لم يكتسب الصفة النهــائية فاختلف الفقه حول اإلجابة عن هذا اإلشكال
الرأي األول :يرى بأنه ال يجوز لمحكمة الدرجة الثانية أن تلغي حكم اإلفالس حـــــتى و لو أصبح
ا لمدين في وضعية مالية تمكنه من الوفاء بكل ديونه ،يستند هذا الرأي إلى عدة حجج تنحصر في أن
محكمة الدرجة األولى عندما قضت بإفالس المدين قد تحققت من توافر شروط اإلفالس بما فيها حالة
التوقف عن الدفع ،و ما دام األمر كذلك فإنه ال يجوز للدرجة الثانية إلغائه ألن ذلك سيؤدي إلى
اإلضرار بالدائنين و اإلخالل بمبدأ المساواة بينهم
13
الرأي الثاني :أجاز لمحكمة الدرجة الثانية أن تلغي حكم اإلفالس إذا زالت حالة التوقف عن الدفع على
أساس أن الطعن باالستئناف يطرح الدعوى من جديد أمام محكمة االستئناف ،و بالتالي يجوز لها أن
تلغي حكم ا إلفالس طالما أن حالة التوقف عن الدفع قد زالت ،و ال مجال لمعاملة المدين بالقسوة مادام
أنه قد أصبح قادرا على الوفاء بكل ديونه .
أشخاص التفـــــــليسة
أن حكم اإلفالس يجلب أن يتضلمن عللى علدة أشلخاص يقلوم كلل ملنهم بلدور معلين حتلى يلتم تحقيلق غايلة
اإلفالس التي هي تصفية أموال المدين و توزيلع حاصللها عللى اللدائنين ،و تنقسلم أشلخاص التفليسلة إللى
أشخاص غير قضائية و أشخاص قضائية .
أوال :األشخاص غير القضائية
ينللدرج فللي تعللداد األشللخاص غيللر القضللائية للتفليسللة المللدين المفلللس جماعللة الللدائنين والوكيللل المتصللرف
القضائي و المراقبين.
.1المدين :يعتبر المدين شخص من أشخاص التفليسلة باعتبلار محلور كلل إجلراءات التفليسلة المنصلبة
على أمواله فمجرد صدور حكم اإلفالس تغل يده من إدارة و التصرف في أمواله بسلبب سلوء نيتله اذ ان
المشلرع الزمله بتقلديم إقلرار علن حالللة توقفله علن دفلع ديونله لالسللتفادة ملن التسلوية القضلائية ملن خللالل
إثبات حسن نيته وبالمقابل من ذلك فعلدم تقلديم اإلقلرار يجعلل الملدين سليئ النيلة و منله يطبلق عليله نظلام
اإلفالس ،لكونه أخفى واقعة التوقف عن الدفع و لم يقدم إقرارا عن حالته خالل خمسة عشرة يوما .
األكثر من ذلك فان هذا التصرف يشكل حالة من حاالت اإلفالس بالتقصير التلي هلي جنحلة معاقلب عليهلا
في قانون العقوبات فنصت المادة 303منه على ما يلي :
" كل من ثبلت مسلؤوليته الرتكلاب جريملة التفلليس فلي الحلاالت المنصلوص عليهلا فلي القلانون التجلاري
يعاقب :
ـ عن التفليس بالتقصير من شهرين إلى سنتين و بغرامة من 53.888دج إلى 588.888دج
-علللن التفلللليس بالتلللدليس بلللالحبس ملللن سلللنة إللللى خمسلللة سلللنوات و بغراملللة ملللن 388.888دج إللللى
388.888دج ."...
.2جماعة الدائنين :
بمجللرد صللدور حكللم اإلفللالس تتشللكل قانونللا جماعللة الللدائنين التللي يمثلهللا الوكيللل المتصللرف القضللائي و
يترأسها القاضي المنتدب تتكون من الدائنين الذين نشلأت ديلونهم قبلل صلدور حكلم اإلفلالس و تتشلكل ملن
الدائنين العاديين و الدائنين أصحاب االمتياز العام و هم الدائنــون الذين لهم امتياز على كلل أملوال الملدين
بللدون تحديللد .و ال تشللتمل الجماعللة علللى الللدائنين المللرتهنين و أصللحاب االمتيللاز الخاصللة الللواردة علللى
المنقول أو العقار ،لكون أن حقوقهم مؤمنة بضمانات خاصة تخول لهم استيفائها
يرجللع سللبب إدخلللال الدائنـــــــللـين أصلللحاب االمتيللاز العللام فلللي تشـــــــللـكيلة جماعلللة الدائنيـــــللـن رفقلللة
الدائنيـــــــللـن العللاديين إلللى أن االمتـــــللـياز العللام يللرد علللى كللل أمـــللـوال المـــللـدين بللدون تحديللدها ،و
بالتـلـالي فهللم عكللس أصللحاب االمتــــــــلـياز الخللاص الللذين لهللم رهلون عقــــــللـارية أو حيازيللة علللى مللال
محدد تحديدا دقيقا ،تابــع للملدين المفللس و منله ال يلدخلون فلي جماعلة اللدائنين ألنهلم يمتلكلون ضلمانات
تكفيهم الستيفاء ديونهم .
. 3الوكيل المتصرف القضائي :مـن بين آثار صدور حكم اإلفالس غلل يلد الملدين ملن إدارة أموالله
الخاصة ،ومنعه من تسيير أموالله و التصلرف فيهلا فملن هلذا المنطللق فلان الضلرورة تســلـتوجب إيجلاد
14
شخص ينوب الـــمدين في إدارة أموالله و هلو الوكيلل المتصلرف القــلـضائي اللذي تلم استـلـحداثه بموجلب
األمر رقم 53/36المؤرخ في 83يوليو 3336فالمشرع الجزائري قبل استحداثه هذه التسمية فلي سلنة
3336كان يستعمل مصطلح وكيل التفليسة طبقا للمادة 530من القانون التجاري قبلل إلغائهلا تؤكلد عللى
أن المحكمة التي أصدرت حكم اإلفالس هي التي تعين وكيل التفليسة من بين أحد كتاب ضبطها.
فالوكيل المتصلرف القضلائي هلو وكيلل يمثلل الملدين اللذي غللت يلده ملن التصلرف فلي أموالله ،كملا يمثلل
الدائنين المشكلين لجماعة الدائنين .
فقد اشترطت المادة الخامسلة ملن األملر رقلم 53/36السلالف اللذكر أكلدت عللى وجلوب أن يتضلمن حكلم
اإلفالس على تعيين الوكيلل المتصلرف القضلـائي ملن بلين األشخلـاص المسلجلين فلـي القائلـمة التلي تعلدها
اللجنة الوطنية ،و بالتالي فان طريقة اختيار الوكيل المتصلرف القضلائي جلاءت مختلفلـة تماملا عملا كلان
معموال به سابقا قبل .3336
فاللجنة الوطنية هي التلي تقلوم بإعلداد قائملة اللوكالء المتصلرفين القضـلـائيين و هلذه اللجنلة تتكلون حسلب
المادة 3من األمر 53/36من :
ـ قاضي المحكمة العليا رئيسا .
ـ قاضي من مجلس المحاسبة عضوا .
ـ قاضي حكم لدى المجلس القضائي عضو .
ـ قاضي حكم من المحكمة عضوا.
ـ عضو من المفتشية العامة للمالية .
ـ أستاذ في الحقوق أو العلوم االقتصادية أو التسيير عضوا .
ـ خبيران ( )85في الميدان االقتصادي أو االجتماعي عضوين.
ـ ثالثة ( )3وكالء متصرفين قضائيين أعضاء(. )3
و يللتم تحديللد قائمللة الللوكالء المتصللرفين القضللائيين بموجللب قللرار صللادر مللن وزيللر العللدل طبقللا للمللادة
الخامسة من األمر السالف الذكر.
و من بلين المهلام المسلندة للوكيلل المتصلرف القضلائي القيلام بلاإلجراءات التحفظيلة التلي تهلدف إللى ملـنع
الملدين ملن تهريلب أمـللـواله كقفلل دفلاتر المللدين و حصلرها القيلام بقيلد الرهللون العقاريلة لمصللحة جماعللة
اللدائنين عللى كلل أمللوال الملدين و عللى األملوال التللي يكتسلبها ملن بعلد أوال بللأول طبقلا للملادة 534مللن
القانون التجاري كما يقوم بإعداد الميزانية إذا لم يقــم المدين بوضعها
كمللا يقللوم الوكيللل المتصللرف القضللائي بمهمللة وضللع األختللام بنللاءا علللى أمللر صللادر مللن المحكمللة التللي
أصدرت حكم شــهر إفـالس المـدين ،و يتم وضـــــلـع األخــتلـام عللى الخلـزائن و الحافظلات و اللدفاتر و
األوراق التجارية التابعة للمدين
كمللا يلتللزم الوكيللل المتصللرف القضللائي بإعللداد قائمللة جللرد مكونللات التفليسللة ثللم تحصلليل الللديون و بيللع
المنقللوالت و رفللع الللدعاوى و التصللالح و التحكلليم و أخيللرا يلتللزم الوكيللل المتصللرف القضللائي بإيللـداع
األمــوال الناتــجة عـن البيــوع و التحصيالت في الخزينة العامة فورا .
.4المراقبين :تنص المادة 548من القانون التجاري على " :للقاضي المنتدب أن يعلين فلي أي وقلت
بأمر يصدره ،مراقبا أو اثنين من بين الدائنين .
و ال يجلوز أن يعللين مراقبلا أو ممللثال لشلخص معنللوي معلين كمراقللب ،أي قريلب أو نسلليب للملدين لغايللة
الدرجة الرابعة ".
من خالل الرجوع إلى هذه المادة يتبين جليا بان القاضلي المنتلدب هلو اللذي يقلوم بتعلـيين مراقلب أو اثنلين
من جماعة الدائنيــن لمراقبة أعمال التفليسة و يشترط فيهم أن يكونوا من بين الدائنين ،و لقد جلرت العلادة
أن يترشح كبار دائني المدين و العلة في ذلك أن الدائن هو األجدر بالحفاظ على أموال التفللـيسة و الرقابلة
على أعمال الوكيل المتصرف القضائي ،كما أن الدائن اقدر من غيره على الحفاظ حقوق الدائنين.
ثانيا :األشخاص القضائية
تتمثللل األشللخاص القضللائية فللي :القاضللي المنتللدب ،المحكمللة المختصللة ،النيابللة العامللة بالنسللبة للللدول
التي تعتبرها شخص من أشخاص التفليسة .
15
. 1القاضققي المنتققدب :يعللين القاضللي المنتللدب فللي بدايللة كللل سللنة قضللائية بللأمر مللن رئلليس المجلللس
القضائي بناءا على اقتراح من رئيس المحكمة طبقا للملادة 533ملن القلانون التجلاري الجزائلري و يكلون
القاضللي المنـللـتدب مكلللف بللـنوع خللاص بللان يراقللب أعمللال و إدارة التفليسللة أو التسللوية القضللائية تت لـمثل
مهامه في :
-يفصل القاضي المنتدب خالل ثالثة أيام في كل مطالبة تتعلق بأعمال الوكيل المتصرف القضائي
ـ يقوم القاضي المنــتدب بإصدار أمر بتعيين مراقب أو اثنين من بــــــين جماعة الدائنين
ـل يقللوم القاضللي المنتللدب بإحالللة تقريللر الوكيللل المتصللرف القضللائي فللورا إلللى وكيللل الجمهوريللة مشللفوعا
بمالحظاته
ـ يقدم القاضي المنتدب وجوبا تقريرا عن جميع المنازعات الناجمة عن اإلفالس
ـ يتولى القاضي المنتدب رئاسة جماعة الدائنين.
ـل يلللزم القاضللي المنتللدب بإيللداع األوامللر التللي يصللدرها بكتابللة ضللبط المحكمللة المخـــللـتصة و يحللدد فيهللا
األشللخاص الللذين يجللب إعالمهللم بهللذه األوامللر ،و يجللوز لهللؤالء األشللخاص رفللع معارضللة ضللد أوامللر
القاضي المنتدب خالل مهلة عشرة أيام من تاريخ تبليغهم بهذه األوامر.
مع المالحظة ان قرارات القاضي المنتدب قابلة للطعن امام القضاء و يتجلى ذلك من خالل الرجوع إلى
المادة 537أن المشرع الجزائري التي الزمت القاضي المنتدب بإيداع األوامر التي يصدرها فورا لدى
كتابة ضبط المحكمة ،و يعين األشخاص الذين يجب إعالمهم عن طريق كاتب ضبط المحكمة بهذه
األوامر حتى يتسنى لهم تشكيل المعارضة خالل مهلة عشرة أيام من تاريخ حصول اإليداع هذه األوامر
لدى كتابة الضبط .
.2المحكمققة المختصققة :نللص المشللرع الجزائللري صللراحة فللي الفقللرة الثانيللة مللن المللادة 536مللن
القانون التجاري على أن المحكمة المختصة هي شخص من أشخاص التفليسة لهلا صلالحية تسللم القضلية
من تلقاء نفسها إذا تعلق األمر بإفالس المــــدين الذي توقف عن دفع ديونه.
كما يظهر دور المحكمة كشخص من أشخاص التفليسة في أن رئيس المحكمة هو الذي يقترح على رئليس
المجلس القضائي تعيين القاضـي المنتـدب في بداية كل سنة قضائية.
كما أجازت الفقرة الثانية من المادة 536من القانون التجاري للمحكمة المختصة أن تحكم باإلفالس من
تلقاء نفسها ،متى تبين من ظروف النزاع المطروح عليها تحقق شروط اإلفالس ،و هذا ال يتعارض مع
مبدأ القضاء بما لم يطلب منها الخصوم باعتبار أن اإلفالس من النظام العام ،و يمكن إعطاء بعض
الحاالت التي تقضي المحكمة باإلفالس من تلقاء نفسها :
ـ في حالة ترك الخصومة من طرف الدائن الذي بادر إلى رفـع دعوى اإلفالس .
ـ في حالة إذا صدر من المحكمة حكم ببطالن اإلجراءات فيجوز لها القضاء باإلفالس
ـ في حالة عرض نزاع تجاري أمام القسم التجاري وتبين بعد االطالع على الدفاتر التجارية الحد
اطراف النزاع تبين بانه في حالة التوقف عن دفع ديونه .
ـ إذا أصدرت المحكمة حكم بإفالس شركة التضامن فإنها ومن تلقاء نفسها تقضي بشهر إفالس الشريك
المتضامن دون أن يطلب منها ذلك .
.3النيابة العامة :لم ينص القانون التجاري الجزائري صراحة على اعتبار النيابة العامة شخصا من
أشخاص التفليسة ،إال أنه ومن خالل الرجوع إلى مختلف المواد المنظمة لإلفالس نجد أن المشرع
الجزائري قد أورد بعض النصوص القانونية التي تحدد دور النيابة العامة في التفليسة ،ويظهر ذلك من
خالل الرجوع إلى المادة 566من القانون التجاري التي أجازت للنيابة العامة حضور عملية جرد أموال
المدين المف لس ،وكذا لها الحق في أي وقت االطالع على كافة المحررات ودفاتر المدين ،و كذا ما
نصت عليه المادة 538من القانون التجاري الجزائري التي ألزمت كاتب ضبط المحكمة أن يوجه فورا
إلى وكيل الجمهورية ملخصا عن األحكام الصادرة باإلفالس .
إال أن كل هذه النصوص ال تـــــكفي العتبار النيابة العامة شخص من أشخاص التفليسة ،فعلى المشرع
الجزائري استحداث نص صريح على ذلك .
16
أثار اإلفــــــالس
يترتب على صدور حكم اإلفالس عدة أثار منها ما تتعلق بالمدين و منها ما تتعلق بالدائنين
أوال :آثار اإلفالس بالنسبـــــــــة للمـــــــدين :يمكــــــن تقــــسيم آثار اإلفـــــــــــالس المنصبة
على المدين إلى قسمين :ااثار الناتــــجة قبل صدور حكم اإلفالس و آثار اإلفالس بعد صدور الحكم
.1آثار اإلفالس بالنسبة للمدين قبل صدور حكم اإلفالس :لعل أخطر الفترات التي تمس
بمصالح جماعة الدائنين هي الفترة ما قبل صدور حكم اإلفالس ،إذ أن المفلس في هذه الفترة يتعمد و
بسوء نية تهريب أمواله عن طريق إبرام تصرفات ناقلة للملكية بدون عوض ،حتى يتم إخراجها من
مكونات التفليسة و الضمان العام لجماعة الدائنين.
فتسمى الفتـــرة التي تفصل بين تاريخ التوقف عن الدفع إلى غاية صدور حكم اإلفالس بفترة الريبة و
الشك ،التي يقوم فيها المدين بعدة تصرفات تكون محال لسوء الظن فال تكون نافذة في حق جماعة
الدائنين .
بالرغم من أن المشرع الجزائري قد ترك للمحكمة التي أصدرت حكم اإلفالس سلطة تعيين تاريخ
التوقف عن الدفع من ظروف القضية ،إال انه قيدها بمدة ال تزيد عن ثمانية عشر شهر السابقة عن
صدور حكم اإلفالس طبقا الفقرة األخيرة من المادة 547من القانون التجاري فإذا لم يحدد تاريخ التوقف
عن الدفع اعتبر تاريخ صدور حكم اإلفالس هو نفسه تاريخ التوقف عن الدفع ،استنادا ألحكام المادة
555من القانون التجاري الجزائري ،ففي هذه الحالة فان فترة الريبة هي منعدمة ،طالما أن تاريخ
التوقف عن الدفع هو نفسه تاريخ صدور حكم اإلفالس ،و هذا ما يضر بمصالح جماعة الدائنين إذ ال
يجوز لهم الطعن في التــــصرفات التي ابرمها المفلس لكونها تمــت خارج فترة الريبة فهي صحيحة
من الناحية القانونية و في كل األحوال فان التصرفات التي ابرمها المفلس خالل فترة الريبة فهي تخضع
إما لعدم النفاذ الوجوبي أو عدم النفاذ الجوازي
أ .عدم النفاذ الوجوبي
يقصد بعدم النفاذ الوجوبي ،أن تقضي المحكمة بتقرير عدم نفاذ التصرف الذي أبرمه المدين المفلس
وجوبا و ال يكون للمحكمة أية سلطة تقديرية في ذلك .
ـ شروطــــه
يشترط لصحة عدم النفاذ الوجوبي في حق جماعة الدائنين أن يكون التصرف قد صدر من المفلس و
يتعلق بأمواله و أن يكون صادر في فترة الريبة و واردا ضمن الحاالت المنصوص عليها في الفقرة
األولى من المادة 547من القانون التجاري الجزائري .
حاالت عدم النفاذ الوجوبي :لقد نص المشــــرع الجزائري في الفـــــقرة األولى من المادة 547من
القانون التجاري على حاالت عــــــدم النــــــفاذ الوجوبي ،فالمالحــــظ أن تـــــــعداد هذه الحاالت جاء
على ســــبيل الحصر و ليس على سبيل المثال ،وعليه يمكن حصـر هذه الحاالت على الشكل التالي :
ـ التصرفات الناقلة للملكية المنقولة أو العقارية بغير عوض :
يقصد من التصرفات الناقلة للملكية المنقولة أو العقارية ،كل التصرفات التي يبرمها المفلس التي تكون
بدون مقابل سواء انصبت على منقول أو على عقار ،فكل التبرعات التي يقدمها المفلس تخضع لقاعدة
عدم النفاذ الوجوبي ،لكونها تمت في فترة الريبة.
ـ عقود المعاوضة التي تتجاوز فيها التزام المدين بأكثر من التزام الطرف اآلخر :
إذا تبين من العقد الذي أبرمه المدين المف لس بأنه قد تلقى مقابل ال يتناسب إطالقا مع المنفعة التي أخذها
المتعاقد معه ،فإن هذا التصرف يخضع لعدم النفاذ الوجوبي في حق جماعة الدائنين ،فيلزم المتعاقد مع
المدين المفلس بإرجاع الشيء الذي تلقاه من المفلس .
ـ الوفاء بالديون غير الحالة :
لقد رتب المشرع الجزائري عدم النفاذ الوجوبي على كل وفاء يقوم به المدين المفلس لديون لم يحن أجلها
ألن الغاية من ذلك هو تفضيل دائن على آخر الذي يشكل قرينة على سوء نية المدين المفلس إذ ال يعقل
17
أن تكون الوضعية المالية للمدين مضطربة و هو في حالة توقف عن دفع الديون و بالرغم من ذلك يقوم
بالوفاء بديون لم يحن أجلها .
ـ الوفاء الغير عادي للديون الحالة:
إن األصل في الوفاء بالديون الحالة انه ال يخضع لقاعدة عدم النفاذ الوجوبي و لو تم ذلك في فترة الريبة
و هذا ما يسمى بالوفاء العادي للديون ،المنصب في الوفاء النقدي الذي يتم عن طريق دفع كمية من
النقود معادلة لقيمة الدين أو الوفاء عن طريق التحويل في الحساب الجاري .
نفس الشيء يطبق كذلك بالنسبة للوفاء عن طريق األوراق التجارية فهو ال يخضع لعدم النفاذ الوجوبي
لكون أن هذه األوراق تقوم مقام النقود في الوفاء .
و بذلك فان الوفاء بالديون الحالة بالطر ق الثالثة المذكورة سالفا ال تخضع لعدم النفاذ الوجوبي ،استنادا
إلى أحكام الحالة الرابعة من المادة 547من القانون التجاري .
أما إذا كان الوفاء بالديون الحالة بغير الطريق النقدي أو التحويل أو األوراق التجارية فان هذا الوفاء
يخضع لعدم النفاذ الوجوبي ،باعتبار هذه المسالة تتعلق بالوفاء بطريق غير مألوف بين التجار والذي
يؤدي إلى حصول الدائن على أكثر من حقه و هذا ما يشكل أضرار بالغة لباقي دائني المدين المفلس .
و طرق الوفاء غير العادية كثيرة و ال يمكن حصرها إال انه يمكن ذكر بعض األمثلة عنها كالوفاء بالبيع
او الوفاء بالمقاصة .
ـ التأمينات الضامنة لديون سابقة :
تتحقق هذه الحالة عندما يكون الدين قد نشأ عاديا في ذمة المفلس قبل فترة الريبة ،ثم يقوم المفلس في
فترة الريبة بتعزيزه بضمانات كانت غير موجودة أثناء نشوء الدين كالرهن الرسمي أو الرهن الحــيازي
،فهذه التــصرفات تخضع لعدم النفاذ الوجوبي الن الغاية منها هو تفــضيل الدائن الذي خصه بالتامين
عن بقــية الدائنــين العاديين .
ب .عدم النفاذ الجوازي
يقصد بعدم الــــنفاذ الجوازي هو منح السلطة التقديرية في القضاء بعـــدم سريان تصرفات المفلس التي
أجراها في فترة الريبة ،إال أن هذه السلطة التقديرية تتحدد بحسب طبيعة التصرف الصادر من المفلس
إن كان يمس بالضم ان العام لجماعة الدائنين أم ال يشترط لصحة عدم النفاذ الجوازي أن يقع التصرف
الذي أبرمه المفلس في فترة الريبة و أن يكون التصرف صادر من المفلس ويتعلق بأمواله و أن يكون
المتصرف مع المدين عالما بتوقفه عن دفع ديونه :
حاالت عدم النفاذ الجوازي
ان حاالت عدم النفاذ الجوازي لم تذكر على سبيل الحصر بل ذكرت على سبيل المثال فذكرت المادة
543من القانون التجـــاري الجزائري حالتيـن تتعلق األولى بالوفاء بديون حالة بعد التوقف عن الدفع ،
وتتعلق الثانية بالتصرفات بعوض بعد هذا التاريخ كما أضافت الفقرة الثانية من المادة 547من القانون
التجاري الجزائري حالة ثالثة وهي التصرفات بغير عوض التي يبرمها المفلس قبل ستة أشهر من تاريخ
التوقف عن الدفع.
2.آثار اإلفالس بالنسبة للمدين بعد صدور حكم اإلفالس :يمكن إجمال أثار اإلفالس المنصبة
على المدين بعد صدور الحكم في غل يد المدين المفلس من إدارة أمواله وتقرير إعانة للمدين و لعائلته و
سقـوط بعض الحقـوق السياسية و المدنية.
أ .غل يد المفلس عن إدارة أمواله
نستخلص من مضمون المادة 544من القانون التجاري انه و بمجرد صدور حكم اإلفالس ترفع يد
المدين المفلس عن إدارة أمواله بحكـم القانون بذلك يمنع علـــيه التصرف في أمواله و إدارتها و يحل
محله في ذلك الوكيل المتصرف القضائي ،الذي يقوم بإدارة هذه األموال تمهيدا لبيعها و توزيع حاصلها
على جماعة الدائنين و يبقى غل يد المدين ال مفلس قائما من تاريخ صدور حكم اإلفالس إلى غاية انتهاء
التفليسة .
يتحـدد نطاق تطبـيق قاعدة غل يد المدين المفلس علــى كل التصرفات القانونية التي يـبرمها بعد صدور
حكم اإلفالس فاألعــمال التي تصدر من المفـــلس بـ عد صدور حكم اإلفالس ال تسري على جماعة
18
الدائنين سواء كانت من أعــمال اإلدارة أو من عمــل التصـــرف كالبــيع و الرهـن كما منع المفلس من
مباشرة إجراءات التقاضي أمام المحاكم ،ألنه فقد الثقة بتوقفه عن دفع الديون في مواعيد استحقاقها .
و تسند مهمة تمثيل المفلس أمام القضاء للوكيل المتصرف القضائي بالمقابل من ذلك فان قاعدة غل يد
المفلس تخضع لعدة استثناءات فالقانون أخرج من هذه القاعدة األموال التي ال يقبل الحجز عليها
المنصوص عليها في المادة 636من قانون اإلجراءات المدنية واإلداري و كذا النشاط الشخصي للمدين
كالحق في الوالية على أوالده القصر فالتاجر هو فرد من أفراد المجتمع يمتلك الحرية المطلقة للتصرف
في حياته الشخصية ،إضافة إلى ذلك فان المشرع قد منح له حق التدخل في الدعاوى القضائية .
ب .تقرير إعانة للمفلس وعائلته :يعتبر غل يد المــدين المــفلس عن إدارة أمــواله من بين ااثار
الجوهــرية لصدور حكم اإلفالس الذي يثير إشكال يتعلق ب عدم إمكانية المفلس من ممارسة تجارة جديدة
أو لم يستطيع العثور على عمل يمكنه من الحصول على بعض األموال لإلنفاق على نفسه و عائلته ،
ففي هذه الحالة تثور مشكلة إنسانية تحتاج إلى حل عادل يوفق بين قسوة نظام اإلفالس الذي يؤدي إلى
تصفية أموال كل تاجر توقف عن دفع ديونه في مواعيد استحقاقها و منه أجازت التشريعات القديمة و
الحديثة تقرير إعانة مالية للمديــــــن المفلس و عائلته كجانب إنساني لنظام اإلفالس الذي يتســــــــم
بالقسوة و التضييق على المفلس و هذا ما تطرقت اليه الفقرة األولى من المادة 545من القانون
التجاري على ما يلي " :للمدين أن يحصل لنفسه و ألسرته على معونة من األصول يحددها القاضي
المنتدب بأمر من وكيل التفليسة "
ت .سقوط بعض الحقوق السياسية و المدنية للمفلس :إن اإلفالس نظام قديم تعود جذوره إلى
القانون الروماني الذي كان يـقدس عالقة الدائنية ،فمجرد حلول اجـــل الوفاء بالدين يلزم المدين بالوفاء
و إال سوف تسلط عليه عقوبة قاسية ،تصل إلى حد استرقاقه أو قتله ثم يقسم أجزاء بدنه على دائنيه من
هذا المنطلق فان فكرة فقدان الحقوق السياسية و المدنية يرجع أصلها إلى القانون الروماني الذي اعتــبر
اإلفالس نقـــطة سوداء على المدين ،و بذلك يجب تسليط عقوبة قاســـية على كل مدين خان االئتـــمان
التجاري لكي يكون عبرة لباقي المدينين .
أما بالنسبة للمشرع الجزائري فان المادة 543من القانون التجاري أكدت بان التاجر الذي أشهر إفالسه
تسقط منه الحقوق المدنية و يستمر ذلك إلى غاية رد اعتباره .
إضافة إلى ذلك فان قانون العقــوبات الجزائـري أكد بأن بعــــض التصرفات التـي يقوم بها التاجر تشكـل
جرائم مـعاقب عليها في قانون العــقوبات فالمادة 303من قانون العقوبات الجزائري تعاقب عن جنحة
اإلفالس بالتدليس بالحبس من سنة إلى خمس سنوات و بغرامة من 388.888إلى 388.888دج
و يجوز عالوة على ذلك أن يــقضي على المـفلس بالتدليـس بالحرمان من حق أو أكثر من الحـقوق
الواردة في المادة 3مكرر 3من هذا القانون لـــمدة سنة على األقل و خمس سنوات على األكثر
و ينحصر مجال فقدان الحقوق الوطنية و المدنية و العائلية في :
3ـ العزل أو اإلقصاء من جميع الوظائف و المناصب العمومية التي لها عالقة بالجريمة ،
5ـ الحرمان من حق االنتخاب أو الترشح و من حمل أي وسام ،
3ـ عدم األهلية الن يكون مساعدا محلفا ،أو خبيرا ،أو شاهدا على أي عقد ،أو شاهدا أمام القضاء إال
على سبيل االستدالل ،
4ـ الحرمان من الحق في حمل األسلحة ،و في التدريس ،و في إدارة مؤسسة أو الخدمة في مؤسسة
للتعليم بصفته أستاذا أو مدرسا أو مراقبا ،
3ـ عدم األهلية الن يكون وصيا أو قيما ،
6ـ سقوط حقوق الوالية كلها أو بعضها .
و منه اعتبر الفقهاء أن التاجر الذي صدر بشأنه حكم اإلفالس بمثابة الموت الحكمي لكونه يحرم من
الحقوق األساسية للمواطن فعلى سبيل المثال التاجر الذي صدر ضده حكم اإلفالس ليس له الحق في أداء
الشهادة أمام القضاء بالرغم من انه ليس قاصرا .
19
ثانيا :آثار اإلفالس بالنسبة للدائنين
يمكن إجمال هذه األثار في تكوين جماعة الدائنين و رهن أموال المدين لصالحها و وقف الدعاوى
الفردية و سقوط آجال الديون .
.3تكوين جماعة الدائنين و رهن أموال المدين لصالحها
من بين ااثار الجوهرية لنظام اإلفالس تكـوين جماعة الدائنيـــن التي يترأسها القاضي الـمنتدب و
يشرف علــي ها الوكيل المتصرف القضائي و منه فانه يمنع على الدائنين مباشرة اإلجراءات الفردية بل
يجب عليهم أن يتكتلوا في تجمع يسمى جماعة الدائنين .
تتكون جماعة الدائنين من الدائنين العاديين وأصحاب حقوق االمتياز العام كالمصاريف القضائية ،التي
نصت عليها المادة 338من القانون المدني الجزائري و كذا المبالغ المستحقة لمصلحة الخزينة
العــمومية المنصوص عليها في المادة 333من القانون المدني .
بيـنما الدائنون أصحاب االمتياز الخاص أو الــمرتهــنون رهنا حيازيا أو رسميا ال يدخلون ضمن
جماعة الدائنين إال على سبيل المراجعة .
لعل ال سبب في إقصاء الدائــــــــــنين أصحاب االمتياز الخاص أو المرتهنين رهنا حيازيا أو رسميا
يكمن في أنهم يمتلكون ضمانات كافية فهم ليسوا في حاجة لالنضمام إلى جماعة الدائنين نتيجة تخصيص
لكل منهم منقول أو عقار محدد تحديدا دقيقا كضمان للوفاء بالدين استثناءا عن هذا األصل يمكن لهم
االنضمام إلى جماعة بصفتهم دائنين عاديين إذا كانت ضمانتهم ال تكفي لتغطية الدين و هذا ما أشارت
إليه الفقرة األخيرة من المادة 533من القانون التجاري الجزائري أو في حالة تنازلهم عن الضمانات
المقررة لهم .
.5رهن أموال المفلس لصالح جماعة الدائنين :من خالل الرجوع إلى المادتين 534و 533
من القانون التجاري يتبين جليا بان المشرع الجزائري قد اقر حماية خاصة لمصالح جماعة الدائنين ،و
وضع آلية فعالة من اجل الحفاظ على الضمان العام لجماعة الدائنين تتمثل في القيام بإجراء الرهن على
كل أموال المدين المفلس كضما ن الستيفاء الدائنين لديونهم ،فالفائدة من قيد الرهون تكمن في إعالم من
يتعامل مع المفلس بشان عقاراته.
فالوكيل المتصرف القضائي الذي يمثل المدين و جماعة الدائنين يلزم بنوع خاص و بدون انتظار
بتسجيل الرهون باسم جماعة الدائنين على كل أموال المفلس و كذا األموال التي سوف يكتسبها في
المستقبل .
.3وقف اإلجراءات الفردية
إن اإلفالس هو مجموعة من اإلجراءات الجماعية التي تهدف إلى التنفيذ على كل أموال المدين الذي
توقف عن دفع ديونه في مواعيد استحقاقها ،الشيء الذي يؤدي حتما إلى وقف كل الدعاوى و
اإلجراءات الفردية التي باشرها الدائنون بصفة مستقلة.
ففي حالة توقف المدين التاجر عن الوفاء بديونه في مواعيد استحقاقها يطبق عليه نظام اإلفالس ،الذي
هو نظام التنفيذ الجماعي على أموال المفلس عن طريق تشكيل جماعة الدائنين كتـــــــنظيم قانوني
يــــــــــهدف إلى تحقيق التــــــصفية الجـــــــــــــماعية ألمـــوال المفلس ،و تقسيمها على الدائنين كل
حسب دينه كما يترتب عن ذلك وقف اإلجراءات االنـــــــفرادية التي باشرها كل دائن على انفراد.
4سقوط آجال الديون :
ان ا لتاجر الذي صدر بشأنه حكم اإلفالس قد اثبت سوء نواياه في اإلضرار بمصالح دائنيه ،و من ثم
يفترض انه زالت الثقة فيه نتيجة امتناعه عن الوفاء بديونه في مواعيد استحقاقها و بذلك تسقط كل
ااجال الممنوحة للمدين للوفاء بديونه مادام انه غير جدير بالثقة .
إضافة إلى ذلك فانه سيتم تصفية كل أموال المفلس تصفية جماعية ،و بالتالي تسقـــــط كل آجـال
الديـون سواء كانــت ذات طبيعة تجارية أو مدنـية ،و ال يوجد ما يبرر انتظار ميعاد استحقاق الدين طالما
أ ن كل أموال المفلس سوف تخـــضع للتصفية و هذا ما نصت عليه المادة 546من القانون التجاري
20
انتهاء التفليسة
22