You are on page 1of 88

‫‪1‬‬

‫عبداللطيف الشنتوف‬

‫أدوات الدفع واالئتمان في الق انون المغربي‬


‫(الكمبيالة والشيك)‬

‫يشتمل الكتاب على‪:‬‬


‫‪ ‬التنظيم القانوني للكمبيالة والشيك‪.‬‬
‫‪ ‬المبادئ الفقهية المؤطرة للكمبيالة والشيك‪.‬‬
‫‪ ‬قرارات قضائية مختارة للغرفة التجارية بمحكمة النقض‪.‬‬

‫الجزء االول ‪ :‬الكمبيالة ‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫مقدمة عامة ‪:‬‬


‫شرفني الدكتور عبداللطيف الشنتوف بطلب كتابة مقدمة عامة لكتابه الموسوم ب" أدوات‬
‫الدفع واالئتمان في القانون المغربي‪(-‬الكمبيالة والشيك)"‪ ،‬المخصص لطلبة االجازة في‬
‫الحقوق واستجابة لذلك فإنني سوف أتناول في هذا المقدمة وبعجالة النقط التالية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف األوراق التجارية وخصائصها ؛‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع األوراق التجارية ؛‬
‫ثالثا ‪ :‬خصائص اإللتزام الصرفي؛‬
‫أوال ‪ :‬تعريف األوراق التجارية وخصائصها ‪:‬‬
‫عرفها األستاذ محسن شفيق ‪" :‬بأنها عبارة عن محرر قابل للتداول بالطرق التجارية ويمثل‬
‫حقا موضوعه مبلغ من النقود يستحق الوفاء بمجرد االطالع أو في ميعاد معين أو قابل‬
‫للتعيين ويستقر العرف على اعتبارها أداة للوفاء تقوم مقام النقود")‪.(4‬‬
‫كما عرفتها محكمة النقض المصرية في قرار لها بتاريخ ‪ 1301/12/00‬بقولها ‪" :‬المعنى‬
‫الجامع في هذه األوراق أنها تتضمن دفع مبلغ معين من النقود في أجل معين ويمكن نقل‬
‫ملكيتها إلنسان آخر بتظهيرها أو بمجرد تسليمها بغير حاجة إلى إجراء آخر يعطل تداولها أو‬
‫يجعله معتذرا")‪ (5‬وانطالقا من ذلك يظهر أن لألوراق التجارية أربع خصائص نجملها فيما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪-‬أنها تمثل حقا يكون موضوعه مبلغا من النقود فال يمكن أن يكون موضعها أداء عمل أو‬
‫امتناع عن عمل ومن تم فال يدخل ضمن األوراق التجارية سند الشحن البحري وخطابات‬
‫النقل البري والجوي‪.‬‬
‫‪ -‬أن هذه األوراق تتميز بطابعها الشكلي الذي يعد شرطا لوجود الورقة‪ ،‬حيث ال تقوم لها‬
‫قائمة إال باستيفائها للشروط المنصوص عليها في القانون‪.‬‬
‫‪ -‬قابلة للتداول بالطرق التجارية‪ ،‬تنتقل الورقة التجارية بمجرد تظهيرها كما تنتقل بالمناولة‬
‫إن كانت الورقة لألمر أو للحامل‪ ،‬وذلك دون إتباع إجراءات وقواعد خاصة معقدة كقواعد‬
‫الحوالة المدنية التي ال تتفق والمعامالت التجارية التي تقوم على السرعة واالئتمان‪.‬‬
‫‪ -‬أنها مستحقة الوفاء بمجرد اإلطالع أو بعد أجل قصير‪ ،‬وهذا يعني أن األوراق التجارية‬
‫أداة وفاء وائتمان في نفس الوقت‪ ،‬فإذا كانت ألجل فإنها تلعب دورا مهما في االئتمان‪،‬‬
‫فالتاجر قد يكون بحاجة للنقود لتغطية معامالته فيظهرها لتاجر أخر يتعامل معه أو يقوم‬
‫بخصمها لدى أحد األبناك دون انتظار أجل االستحقاق‪ ،‬أما إذا كانت مستحقة األداء عند‬

‫)‪ (4‬محسن شفيق الوسيط في القانون التجاري المصري ج ‪ II‬مطبعة اتحاد الجامعات اإلسكندرية الطبعة الثانية ‪ 1311‬ص ‪.131 :‬‬
‫ذكره جمال الدين عوض القانون التجاري (العقود التجارية‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬عمليات البنوك) دار النهضة العربية ‪ 1392‬ص‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪.203:‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫اإلطالع فإنها تعتبر مجرد أداة وفاء ألنها تقوم مقام النقود في الوفاء بالديون وهو ما ينهض‬
‫به الشيك)‪.(6‬‬
‫ويرى األستاذ جمال الدين عوض وبحق على أن هذه الوظيفة ليست من جوهر الشيك وإن‬
‫كانت هي الغالبة فيه‪ ،‬فمن الممكن أن يتخذ الشيك أداة ال للوفاء الذي يقضي الدين بل أداء‬
‫إلنشاء دين جديد‪ ،‬مثال أداة لالقتراض‪ ،‬فال يهم إعطاء الشيك من الساحب إلى المستفيد على‬
‫أن الساحب يقضي دينا عليه موجودا من قبل لصالح المستفيد‪ ،‬ولهذا فإن الصواب أن نقول‬
‫أ ن سحب الشيك يعتبر عمال محايدا ال يعبر بدايته عن حقيقة العملية التي يتخذ الشيك أداة‬
‫لتنفيذها‪ ،‬ولهذا حكم بأنه ‪" :‬وإن كان صحيحا أن الشيك ليس سند مديونية بل هو في الغالب‬
‫أداة وفاء‪ ،‬فإن ذلك ليس صحيحا على إطالقه وحقيقة الواقع في شأن الشيك أنه دليل كتابي‬
‫على أن مبلغا قد انتقل من ذمة شخص إلى ذمة شخص آخر أما سبب هذا االنتقال وداللته‬
‫)‪(7‬‬
‫فتفسره الظروف األخرى في الدعوى"‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع األوراق التجارية‪ :‬لم يعط المشرع المغربي تعريفا لألوراق التجارية‪ ،‬كما أنه‬
‫لم يعمد إلى ذكر أنواعها بصفة حصرية‪ ،‬ألن التعريف من اختصاص الفقه والقضاء‪ ،‬وألن‬
‫حصر هذه األوراق من شأنه أن يمنع ظهور أوراق جديدة أخرى تتوافر على خصائص‬
‫األوراق التجارية وتبرر الحاجات العملية للتعامل بها‪ ،‬وهكذا تناول المشرع في مدونة‬
‫التجارة في باب األوراق التجارية‪ ،‬التنظيم القانوني لكل من الكمبيالة والسند ألمر والشيك‪،‬‬
‫وسوف نقتصر على تعريف هذه األوراق وحدها‪.‬‬
‫‪ -‬فالكمبيالة هي محرر مكتوب وفق شرائط مذكورة في القانون تتضمن أمرا من شخص‬
‫يسمى الساحب إلى شخص آخر يسمى المسحوب عليه بأن يدفع مبلغا معينا من النقود إلى‬
‫شخص ثالث يسمى المستفيد‪.‬‬
‫‪ -‬أما السند ألمر فهو محرر مكتوب يخضع ألوضاع شكلية محددة قانونا يتعهد فيه محرره‬
‫بأن يدفع ألمر شخص آخر يسمى المستفيد مبلغا من النقود بمجرد اإلطالع أو في ميعاد معين‬
‫أو قابل للتعيين‪.‬‬
‫وأخيرا فإن الشيك هو مكتوب أيضا وفقا ألوضاع شكلية محددة في القانون ويتضمن أمرا من‬
‫شخص وهو الساحب إلى شخص آخر يكون بنكا أومن في حكمه وهو المسحوب عليه بأن‬
‫يدفع لشخص ثالث أو ألمره‪ ،‬أو لحامل الشيك وهو المستفيد مبلغا نقديا معينا بمجرد‬
‫اإلطالع)‪.(8‬‬
‫)‪ (6‬وهكذا جاء في قرار للمجلس األعلى صادر بتاريخ ‪" : 2000/11/01‬لما كان الشيك الحامل لجميع البيانات اإللزامية يعتبر وظيفيا‬
‫أداة صرف ووفاء فهو يستحق األداء بمجرد اإلطالع عليه‪ ،‬وإنه كسائر األوراق التجارية األخرى يتميز بخاصية التجريد أي أنه‬
‫يتداول بعيدا عن سببه‪.‬‬
‫ولذلك فإن حامله يعتبر دائنا لساحبه بالمبلغ المقيد به دون أن يكون ملزما بأن يبين السبب الذي تسلم من أجله الشيك الذي أرجع إليه‬
‫بدون رصيد‪ ،‬قرار عدد ‪ 1110‬ملف مدني عدد ‪ 33/2/0/021‬مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 15‬ص ‪.011‬‬
‫)‪ (7‬علي جمال الدين عوض مرجع سابق ص ‪.210 :‬‬
‫قرار محكمة‬ ‫فالشيك أمر ناجز من الساحب إلى مصرفه بدفع مبلغ محدد من المال إلى المستفيد دون أن يتضمن سبب الدفع‪،‬‬ ‫)‪(8‬‬

‫االستئناف بالرباط صادر بتاريخ ‪ ،1393/10/00‬مجلة اإلشعاع عدد ‪ 0‬ص ‪.110 :‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ويرى أستاذنا شكري السباعي أن كل ورقة أخرى مجانسة لتشابه غاياتها وصفتها مع‬
‫األوراق المحددة أو التي ستستجد مستقبال تتضمن مميزات األوراق التجارية وتقبل التداول‬
‫التجاري ويستقر العرف التجاري على التعامل بها أو يقبلها كأداة لالئتمان أو الوفاء أو‬
‫االثنين معا تعتبر ورقة تجارية)‪.(9‬‬
‫وعليه فكل سند يبتدعه العرف والتعامل التجاري ويكون قابال للتداول بالطرق التجارية يشكل‬
‫ورقة تجارية‪ ،‬واألوراق التجارية عموما تتداول بعيدا عن سببها وأن على من يدعي سبب‬
‫معين االلتزام بإثباته‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬خصائص االلتزام الصرفي‪:‬‬
‫إن لاللتزام الصرفي عدة خصائص مكنته من أن يحتل وجه الصدارة في القانون التجاري بل‬
‫يشكل نظرية قائمة بذاتها‪ ،‬فهو التزام شكلي وصارم ومستقل ومجرد وتجاري‪.‬‬
‫‪ - 1‬الصفة الشكلية لاللتزام الصرفي ‪:‬إن األوراق التجارية تعتبر تصرفات قانونية ذات‬
‫طبيعة شكلية‪ ،‬والشكل بالنسبة إليها ركن ثابت وأصيل فهو شرط وجود ال صحة يترتب عن‬
‫وجوده الوجود وعن عدمه العدم‪ ،‬ولهذا فالورقة التجارية التي تتوفر على البيانات اإللزامية‬
‫المنصوص عليها قانونا تعد ورقة صحيحة وشرعية تنتج آثارها القانونية الصرفية وإال‬
‫تحولت إلى سند عادي مدني أو تجاري حسب األحوال – وإثارة بطالن الورقة من النظام‬
‫العام يمكن للقاضي أن يثيره تلقائيا حسب ما أكدته محكمة النقض الفرنسية في قرارها‬
‫الصادر بتاريخ ‪.(10)1310/01/15‬‬
‫ويتفرع عن الص فة الشكلية لاللتزام الصرفي مبدأ الكفاية الذاتية للورقة التجارية الذي يعني‬
‫أن هذه األخيرة كافية بذاتها إلثبات الحق الذي تتضمنه ومستقلة بنفسها ال تعتمد على مستند‬
‫آخر‪ ،‬وال ترتبط بااللتزامات السابقة لتحديد مضمونها‪ ،‬ذلك أن مضمون االلتزام الصرفي‬
‫يتوقف على عبارة الورقة وفحواها وال يمكن للورقة التجارية أن تستند إلى أي عنصر‬
‫خارجي كسبب إنشائها مثال‪ ،‬كما أن الورقة التجارية ال يمكن أن تؤدي وظائفها ويسهل‬
‫تداولها إال إذا تيسر الوقوف على مضمونها بمجرد اإلطالع عليها‪ ،‬وعلى صفة األشخاص‬
‫الموقعين عليها‪ ،‬ونطاق ومدى التزامهم فمجرد التوقيع ومكانه ينبئان عن هوية الشخص‬
‫الموقع ومسؤوليته في نطاق االلتزام الصرفي‪ ،‬وارتباط الورقة بمظهرها الشكلي الخارجي‬
‫يفسر ارتباطها كثيرا بنظرية الظاهر‪ ،‬إذ أن اإلرادة الظاهرة هي المعتمدة في نواحي كثيرة‬
‫في االلتزام الصرفي‪.‬‬
‫ولقد حاولت محكمة النقض المصرية التطرق لخصائص األوراق التجارية في قرارها‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪ ،1311‬جاء فيه ‪" :‬إن خصائص الورقة التجارية هو صالحيتها‬
‫)‪(11‬‬
‫للتداول‪ ،‬والزم لكون كذلك أن قيمتها مقدرة على وجه نهائي ال يدع محال للمنازعة"‪.‬‬
‫أحمد شكري السباعي ‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬الجزء األول الكمبيالة والسند ألمر‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الطبعة‬ ‫)‪(9‬‬

‫األولى ‪ ،1339‬ص ‪ 3 :‬وما بعدها‪.‬‬


‫)‪(10‬‬
‫‪G. Riepert – R. Roblot : Effet de commerce banque et bourse contrats commerciaux collectives, Tome 2,‬‬
‫‪16ème édition L.G.D.J. 2000. P / 146.‬‬
‫)‪ (11‬أورده علي جمال الدين عوض مرجع سابق ص ‪.200 :‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ - 2‬صرامة وقساوة االلتزام الصرفي ‪:‬إن لاللتزام الصرفي أحكام خاصة تتميز بصرامتها‬
‫وقساوتها على المدينين بالورقة التجارية مقارنة مع وضعية نظرائهم في االلتزامات العادية‪،‬‬
‫ألن التوقيع على الورقة التجارية يجعل التزام المدين تجاري وصرفي‪ ،‬فقساوة هذا‬
‫االلتزام)‪ (12‬يجعله مسؤوال بالتضامن مع سائر الموقعين على الورقة التجارية ويحرمه من‬
‫المهلة القضائية)‪ ، (13‬لذلك فعلى المدين الوفاء بمبلغ الورقة في تاريخ االستحقاق‪ ،‬ومن تم‬
‫تسري في حقه فوائد التأخير‪ .‬باإلضافة إلى ذلك فإن امتناعه عن الوفاء يجعله مهددا بإجراء‬
‫االحتجاج‪ ،‬وال يخفى مدى تأثير ذلك سلبا على مستقبله التجاري‪ ،‬إذ قد يكون منطلقا للتسوية‬
‫القضائية أو التصفية القضائية‪ ،‬وقبل ذلك فإنه يكون عرضة إلجراء الحجز التحفظي على‬
‫منقوالته وعقاراته‪.‬‬
‫وهذه الشدة في معاملة المدين في الورقة التجارية ال تعني أن المشرع أراد أن يجعل من‬
‫قواعد قانون الصرف سيفا مسلطا على المدين في أي وقت‪ ،‬بل خفف عن المدين الصرفي‬
‫في بعض الحاالت‪ ،‬إليجاد نوع من التوازن بين حق الحامل والتزام المدين)‪. (14‬‬
‫ومن مظاهر التخفيف هاته أن المشرع قرر تقادما قصيرا في األوراق التجارية ووضع‬
‫مواعيد قصيرة إلجراء االحتجاج وإال عد الحامل مهمال وسقط حقه ضد جميع الملتزمين‬
‫باستثناء القابل والساحب الذي لم يوفر مقابل الوفاء‪ ،‬كما أنه ألزم الحامل بقبول الوفاء الجزئي‬
‫قصد التخفيف عن الملتزمين في الورقة التجارية‪.‬‬
‫وتهدف القواعد المسطرة سابقا إلى دعم الثقة واالئتمان في الورقة التجارية وتسريع تداولها‪،‬‬
‫وقد أكدت محكمة االستئناف التجارية بفاس في قرارها الصادر بتاريخ ‪ 1339/01/20‬قاعدة‬
‫صرامة االلتزام الصرفي‪ ،‬بحيث جاء فيه ‪" :‬طبق قواعد الصرف الصارمة يؤمر المسحوب‬
‫عليه بأداء الكمبياالت المستوفية لشروطها بحلول أجل استحقاقها")‪.(15‬‬
‫‪ - 0‬استقالل االلتزام الصرفي ‪:‬وهو ما يبرر قاعدة عدم التمسك بالدفوع‪ ،‬ومعناه أن التواقيع‬
‫الم وضوعة على الورقة تحدث التزامات صرفية مستقلة بعضها عن البعض اآلخر)‪ (16‬وهذا‬

‫)‪ (12‬مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون التجاري األوراق التجارية واإلفالس‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر بيروت ‪ 1391‬ص ‪.210 :‬‬
‫‪ -‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬القانون التجاري األوراق التجارية في ضوء الفقه والقضاء‪ ،‬مطبعة االنتصار ‪ ،1330‬ص ‪.10 :‬‬
‫)‪ (13‬وهكذا جاء في أمر صادر عن رئيس المحكمة التجارية بالرباط صادر بتاريخ ‪" : 2000/02/21‬إذا كان سند الدين شيكا فإنه ال‬
‫يمنح أي إمهال قانوني أو إنذار قضائي إال في حالة القوة القاهرة"‪ ،‬مجلة اإلشعاع عدد ‪ 21‬ص ‪.201 :‬‬
‫كما جاء في حكم للمحكمة االبتدائية بالبيضاء صادر بتاريخ ‪" : 1313/09/00‬إن دين المسحوب عليه بالنظر إلى صبغته‬
‫الصرفية ال يمكن إعطاء أية مهلة ألدائه"‪ ،‬المجلة المغربية للقانون عدد ‪ 2‬ص ‪.111 :‬‬
‫زهير عباس كريم ‪ :‬النظام القانوني للشيك دراسة فقهية وقضائية مقارنة‪ ،‬مكتبة دار التربية بيروت الطبعة األولى ‪ ،1331‬ص ‪:‬‬ ‫)‪(14‬‬

‫‪.00‬‬
‫‪ -‬علي جمال الدين عوض مرجع سابق ص ‪.211 :‬‬
‫‪ -‬سميحة القليوبي األوراق التجارية الطبعة الثانية دار الثقافة العربية القاهرة ‪ ،1332‬ص ‪.20 :‬‬
‫)‪ (15‬قرار رقم ‪ 11‬ملف رقم ‪ 39/13‬غير منشور‪.‬‬
‫)‪ (16‬علي سلمان العبيدي األوراق التجارية في التشريع المغربي مكتبة التومي الطبعة األولى ‪ 1310‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫ما أكده المجلس األعلى في قرار له بتاريخ ‪ 1390/09/01‬جاء فيه ‪" :‬إن التوقيع على‬
‫الكمبيالة ينشئ للحامل حقا مجردا ناتجا عن الكمبيالة ذاتها ومستقال عن العالقات الشخصية‬
‫التي تربط الموقعين ع ليها‪ ،‬وذلك قصد تمكينها من أداء وظيفتها في ميدان التداول")‪.(17‬‬
‫وهكذا نصت المادة ‪ 151‬م‪.‬ت على أن ‪" :‬الكمبيالة الموقعة من طرف قاصر غير تاجر‬
‫باطلة اتجاهه وتحتفظ األطراف بحقوقهم وفقا للقانون العادي‪.‬‬
‫إذا كانت الكمبيالة تحمل توقيعات أشخاص ال تتوفر فيهم أهلية االلتزام بها أو توقيعات‬
‫مزورة أو توقيعات ألشخاص وهميين أو توقيعات ليست من شأنها ألي سبب آخر أن تلزم‬
‫األشخاص الموقعين لها واألشخاص الذين وقعت باسمهم‪ ،‬فإن التزامات غيرهم من الموقعين‬
‫تظل صحيحة"‪ ،‬وعليه فإذا كان التزام أحد الموقعين باطال لنقص أهليته أو لعيب شاب رضاه‬
‫أو لعدم مشروعية سبب االلتزام او لتزوير التوقيع كان التزام هذا الموقع باطال‪ ،‬أما التزامات‬
‫غيره من الموقعين تظل صحيحة‪ ،‬ويعد هذا خروجا عن القواعد العامة التي تقضي بأن‬
‫البطالن يحتج به كل ذي مصلحة‪.‬‬
‫ولقد وضع هذا المبدأ ألسباب اقتصادية تجارية وجيهة تروم تحقيق أهداف كثيرة ال يمكن أن‬
‫تحققها قواعد القانون العادي تتجسد في حماية حسن نية المتعاملين بالورقة التجارية عامة‪،‬‬
‫وبالكمبيالة خاصة‪ ،‬وحماية االئتمان من المفاجآت‪ ،‬وهي أسباب ضمنت لها الرواج والثقة‬
‫)‪(18‬‬
‫وجعلتها تؤدي دورها االقتصادي والتجاري كامال‪.‬‬
‫‪ - 1‬تجريد االلتزام الصرفي – مبدأ عدم التمسك بالدفوع ‪: -‬ويجعل التجريد الكمبيالة‬
‫وغيرها من األوراق التجارية تتداول بعيدا عن السبب الذي أنشئت من أجله‪ ،‬أي أنها تستمد‬
‫قوتها التنفيذية من ذاتها ومن قانون الصرف‪ ،‬وال توقف هذه القوة التنفيذية الدفوع الناشئة عن‬
‫العالقة األصلية والتي غالبا ما تكون مجهولة بالنسبة لباقي الموقعين)‪ ،(19‬وذلك حتى ال يتعذر‬
‫تداول الورقة التجارية بسبب عالقات أجنبية خارجة عنها وال علم للحامل بها‪.‬‬
‫ويأتي هذا المبدأ لتحصين حقوق الحملة بتأمينهم من المفاجآت وتشجيعهم على قبول التعامل‬
‫باألوراق التجارية لتسهيل وتسريع تداولها قصد تنشيط الحركة االقتصادية‪ ،‬وأساس هذا‬
‫المبدأ نجده في المادة ‪ 111‬م‪.‬ت التي جاء فيها ‪" :‬ال يسوغ لألشخاص المدعى عليهم بسبب‬

‫)‪ (17‬المجلة المغربية للسياسة والقانون واالقتصاد عدد ‪ 11‬ص ‪.102 :‬‬
‫كما جاء في قرار آخر صادر بتاريخ ‪" : 2001/05/03‬يلتزم الضامن االحتياطي تجاه الحامل التزاما صرفيا ومستقال عن‬
‫االلتزامات الناشئة عن التوقيعات األخرى في الورقة التجارية‪ ،‬يعتبر التزامه صحيحا ولو كان التزام المضمون باطال ألي سبب‬
‫غير العيب في الشكل‪.‬‬
‫يخول الحامل حق المطالبة بالوفاء قبل مطالبة المضمون ولو كان هذا األخير في حالة يسر"‪ .‬قرار عدد ‪ 595‬ملف تجاري عدد‬
‫‪ 2000/1009‬مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 53‬ص ‪.193‬‬
‫)‪ (18‬أحمد شكري السباعي ج ‪ 1‬مرجع سابق ص ‪.23 :‬‬
‫)‪ (19‬أحمد شكري السباعي ج ‪ 1‬مرجع سابق ص ‪.01 :‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫الكمبيالة أن يتمسكوا اتجاه الحامل بالدفوع المستمدة من عالقاتهم الشخصية بالساحب أو‬
‫)‪(20‬‬
‫بحامليها السابقين ما لم يكن الحامل قد تعمد باكتسابه الكمبيالة اإلضرار بالمدين"‪.‬‬
‫وهكذا جاء في قرار المجلس األعلى صادر بتاريخ ‪" : 1339/01/11‬لما كان الطاعن‬
‫مسحوبا عليه بحكم توقيعه‪ ،‬وموقع على الكمبيالة توقيع القبول يصبح مدينا صرفيا ومباشرا‬
‫تجاه كل حامل لها‪ ،‬بصرف النظر عن العالقات السابقة التي أدت إلى نشوئها أو قبولها‪،‬‬
‫وبالتالي فإن للحامل حق االدعاء المباشر اتجاه المسحوب عليه المذكور")‪.(21‬‬
‫كما جاء في قرار للمجلس األعلى صادر بتاريخ ‪" : 2000/11/01‬لما كان الشيك الحامل‬
‫لجميع البيانات اإللزامية يعتبر وظيفيا أداة صرف ووفاء فهو يستحق األداء بمجرد االطالع‬
‫عليه‪ ،‬وأنه كسائر األوراق التجارية األخرى يتميز بخاصية التجريد أي أنه يتداول بعيدا عن‬
‫سببه‪،‬ولذلك فان حامله يعتبر دائنا لساحبه بالمبلغ المقيد به دون أن يكون ملزما بأن يبين‬
‫السبب الذي تسلم من أجله الشيك الذي أرجع إليه بدون رصيد")‪.(22‬‬
‫"لئن كان يعتبر الشيك أمرا ناجزا بأداء مبلغ معين من المال للمستفيد‪ ،‬فهو ككل التزام يتطلب‬
‫لصحته في عالقة الساحب بالمستفيد أن يكون له سبب حقيقي ومشروع")‪. (23‬‬
‫ويعتبر الشي ك أداة وفاء والقانون حدد البيانات اإللزامية الواجبة تضمينها به وهي المحددة في‬
‫المادة ‪ 203‬من مدونة التجارة وال يشترط لصحته ذكر سببه‪ ،‬كما أنه ال تأثير لوفاة الساحب‬
‫بعد اإلصدار على آثاره)‪.(24‬‬

‫)‪ (20‬يقابلها الفصل ‪ 251‬من مدونة التجارة بالنسبة للشيك‪ ،‬والفصل ‪ 201‬بالنسبة للسند ألمر‪.‬‬
‫ولإلشارة فقاعدة تطهير الدفوع تطبق أيضا في إطار تقنية االعتماد المستندي‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 0‬من نصوص الئحة قواعد‬
‫االعتمادات المستندية الجديدة نشرة غرفة التجارة الدولية رقم ‪ 100‬الصادرة سنة ‪ 30‬على استقالل االعتمادات عن عملية البيع‬
‫وبأنه ال يسوغ لآلمر مجابهة البنك بالدفوع المستمدة من عقد فتح االعتماد أو من عقد البيع‪ ،‬فقد جاء في قرار لمحكمة االستئناف‬
‫بالبيضاء بتاريخ ‪ 1335/05/21‬أن ‪" :‬االعتماد يؤدي إلى تطهير الدفوع المتعلقة بعملية البيع التي كانت أساسا لفتح االعتماد وعلى‬
‫هذا يظل االلتزام المصرف قائ ما تجاه المستفيد البائع ولو شاب عقد البيع عيب قد يؤدي إلى بطالنه أو فسخه" مجلة المحاكم‬
‫المغربية عدد ‪ 13-19‬ص ‪ .100 :‬للمزيد من التفصيل راجع ‪:‬‬
‫‪ -‬أستاذنا أحمد كويسي‪ ،‬االعتماد المستندي غير قابل لإللغاء دراسة في التزامات البنك‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون‬
‫الخاص كلية الحقوق فاس سنة ‪.1331-1335‬‬
‫‪ -‬محمد منعزل االعتماد المستندي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق مراكش ‪.1332‬‬
‫‪ -‬وراجع أيضا مقاله بعنوان ‪ :‬استقالل االلتزام القطعي للبنك في إطار االعتماد المستندي‪ ،‬مجلة المناهج عدد ‪ 1‬ص ‪.95 :‬‬
‫)‪ (21‬مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 11-10‬ص ‪ ،125 :‬كما جاء في قرار آخر صادر بتاريخ ‪" : 2001/02/11‬إن الشيك بوصفه‬
‫ورقة تجارية ووسيلة أداء فإنه يتمتع بخاصية التجريد ويتداول بعيدا عن سببه" قرار عدد ‪ 112‬صادر بتاريخ ‪ 2001/02/11‬ملف‬
‫تجاري عدد ‪ 2000/1/0/59‬مذكور في مؤلف األوراق التجارية بين القانون والعمل القضائي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لقانون‬
‫األعمال والمقاوالت‪ ،‬سلسلة القانون والممارسات القضائية عدد ‪ 2001/1‬ص ‪.90 :‬‬
‫كما جاء في قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس صادر بتاريخ ‪" : 2005/01/20‬تقديم الكمبياالت سند الدين للبنك‬
‫في إطار عملية الخصم يجعل البنك مالكا للحق في الورقة المخصومة وفوائدها تجاه المدين الرئيسي بقيمة األوراق التجارية‬
‫والملتزمين اآلخرين‪ ،‬كما يستفيد من مبدأ عدم قابلية االحتجاج في مواجهته بالدفوع أو قاعدة تطهير الدفوع طبقا لمقتضيات المادة‬
‫‪ 111‬من م‪.‬ت" قرار غير منشور رقم ‪ 135‬عدد ‪.05-202‬‬
‫)‪ (22‬قرار عدد ‪ ،33/2/0/021‬مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 15‬ص ‪.011‬‬
‫)‪ (23‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 131‬المؤرخ في ‪ 2003 /01/19‬الملف التجاري عدد ‪ 2005/955‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫وحيث إنه وإن كان الشيك بالفعل وسيلة أداء ويلزم أن يكون ساحبه متوفرا على قيمته وقت‬
‫إنشائه إال أنه إذا وقع نزاع بين الساحب والحامل حول االلتزام الذي بسببه أنشئ الشيك‪ ،‬فإنه‬
‫من الالزم التأكد من صحة هذا السبب ومن تحقق محل االلتزام ليكون مقابل الوفاء‬
‫مستحقا")‪ ،(25‬وقد ردت المحكمة عن حق مجرد الدفع إن الشيك وسيلة وفاء وأنه ال مجال‬
‫للحديث عن سببه‪،‬ألن هذا القول يصح في مواجهة الغير حسن النية ال في مواجهة أصحاب‬
‫العالقة األصلية المباشرة التي كانت سببا في سحب الورقة التجارية كما هو في نازلة الحال‪.‬‬
‫إن محكمة االستئناف بعدما عاينت الوثائق المدلى بها في ملف النازلة وخاصة الكمبياالت‬
‫سند الدين‪ ،‬مستخلصة من ذلك أنها تتوفر على جميع الشروط الشكلية والموضوعية التي‬
‫يلزمها القانون‪ ،‬تكون قد عللت عن صواب تعليال كافيا قرارها بما مضمنه ‪" :‬إن الكمبياالت‬
‫موضوع األمر باألداء تتضمن جميعها البيانات اإللزامية المنصوص عليها في المادة ‪113‬‬
‫من مدونة التجارة‪ ...‬ثم أن الكمبيالة تعد ذاتها دليال على المديونية ومن تم وتمشيا مع طابع‬
‫التجريد الذي يميز االلتزام الصرفي عن غيره من االلتزامات العادية والذي يجعل منها سندا‬
‫تجاريا مستقال عن المعامالت التي كانت في األصل سببا في إنشائها‪ ،‬فانه ال موجب إللزام‬
‫المستفيد بإقامة الحجة إلثبات المعاملة)‪.(26‬‬
‫والواقع أن الخصائص الثالث األخيرة الشكلية واالستقالل والتجريد متداخلة بحيث يصعب‬
‫تمييز إحداها عن األخرى وهي تهدف جميعا إلى حماية الحامل حسن النية من الدفوع‬
‫)‪(27‬‬
‫المستمدة من الظروف الخارجة عن نص الورقة والتي يمكن أن تؤثر في حقه ‪.‬‬
‫‪ - 1‬الصفة التجارية لاللتزام الصرفي والعمليات المتعلقة به ‪ :‬إذا كانت الكمبيالة تعد عمال‬
‫تجاريا شكليا مطلقا بنص المادة ‪ 3‬من مدونة التجارة الجديدة بصرف النظر عن أشخاص‬
‫المتعاملين بها‪ ،‬والعملية المترتبة عنها لكونها أداة وفاء وائتمان‪ ،‬لكن المشرع بالنسبة للسند‬
‫ألمر اعتبره عمال تجاريا إذا كان موقعا ولو من غير تاجر إذا ترتب في هذه الحالة على‬
‫معاملة تجارية‪ ،‬بمعنى أنه يعد عمال تجاريا في حالتين ‪ :‬األولى إذا وقعه تاجر بصرف النظر‬
‫عن طبيعة المعاملة‪ ،‬والثاني إذا وقعه مدني بناء على معاملة تجارية‪.‬‬
‫واألصل أن الشخص مدني وعلى من يدعي العكس إثباته ألن صفة التاجر طارئة على‬
‫الشخص كما ذهبت إلى ذلك المحكمة التجارية بمراكش في العديد من أحكامها‪.‬‬

‫)‪ (24‬القرار عدد ‪ ،212 :‬المؤرخ في ‪ ،2001/0/2 :‬الملف التجاري عدد ‪ 2000/1/0/109 :‬مذكور عند ‪ :‬أحمد كويسي‪ ،‬محمد الهيني‪:‬‬
‫مرجع سابق ص ‪ . 115‬كما جاء في محكمة االستئناف التجارية بفاس أنه "ال حاجة ألن يكون للكمبيالة سبب محدد إذ أن الكمبيالة‬
‫في ذاتها تحمل سبب إنشائها"‪ .‬قرار رقم ‪ 1111 :‬صدر بتاريخ ‪ 2001-10-13 :‬رقم الملف بالمحكمة التجارية ‪2001-2-115 :‬‬
‫رقمه بمحكمة االستئناف التجارية ‪ .2001-1123 :‬مذكور عند *أحمد كويسي‪ ،‬محمد الهيني ‪ :‬مرجع سابق ص ‪.131‬‬
‫قرار محكمة االستئناف التجارية بالبيضاء صادر بتاريخ ‪ ،2001/01/12‬رقم ‪ ،01/2901‬مجلة المحاكم المغربية عدد ‪ 101‬ص‬ ‫)‪(25‬‬

‫‪.101‬‬
‫القرار عدد ‪ 911‬المؤرخ في ‪ 2000/01/03‬ملف تجاري عدد ‪ 2000/1/0/011 :‬مذكور عند *أحمد كويسي‪ ،‬محمد الهيني‪:‬‬ ‫)‪(26‬‬

‫مرجع سابق ص ‪.190‬‬


‫)‪ (27‬مصطفى كمال طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211 :‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫أما الشيك فنظرا لعدم تحديد المشرع لصفته فقد اختلف الفقه والقضاء المقارنين حول الصفة‬
‫التي يمكن إطالقها عليه‪ ،‬ففي فرنسا الفقه والقضاء الغالب يرى أن الشيك ليس عمل تجاري‬
‫شكلي وإنما تتحدد صفته التجارية أو المدنية حسب صفة الدين أو المعاملة)‪ (28‬والبعض اآلخر‬
‫يرى لتحديد الصفة التج ارية للشيك يجب أن يكون صادرا عن تاجرا ومترتبا عن معاملة‬
‫)‪(29‬‬
‫تجارية ‪.‬‬
‫وهذا ما يفسر تناول الفقه الفرنسي للشيك إما في إطار العمليات البنكية أو في إطار مستقل‬
‫عن األوراق التجارية "ما يسمى باألوراق التجارية والشيك"‪.‬‬
‫أما في مصر فإن الرأي الغالب والمستقر فقها وقضاء يميل إلى اعتبار الشيك عمال تجاريا‬
‫إذا ما حرر بمناسبة عمل تجاري‪ ،‬وتنسحب الصفة التجارية أو المدنية التي أسبغت عليه‬
‫وقت تحريره على جميع العمليات الالحقة التي تقع عليه كتظهيره أو ضمانه)‪.(30‬‬
‫وفي المغرب فالفقه عندنا مختلف أيضا حول هذه النقطة بحيث أن الرأي الغالب ال الراجح‬
‫يعتبر أن الشيك ال يعد عمال تجاريا إال إذا سحبه تاجر ألغراضه التجارية)‪ (31‬ويمثل الرأي‬
‫المخالف والراجح عندنا األستاذ أحمد شكري السباعي)‪ (32‬والذي يرى بحق أن الشيك يعد‬
‫عمال تجاريا شكليا كالكمبيالة ومؤيداته في ذلك أن القواعد المنظمة للشيك واحدة وذلك أنه ال‬
‫توجد قواعد تنظم الشيكات المدنية وأخرى تنظم الشيكات التجارية وبالنسبة لألهلية فالمشرع‬
‫)‪(28‬‬
‫‪Jean Devèse / Philippe Petel, droit commercial instruments de paiement et de crédit, édition‬‬
‫‪Montchrestien, EJA, 1992 p : 13.‬‬
‫)‪(29‬‬
‫‪G. Ripert / R. Roblot, traite de droit commercial op. cit p. 242. / Michel de juglart et Benjamin Ippolito,‬‬
‫‪les effets de commerce, lettre de change, billets à ordre, chèque. Tome 2, 3ème édition Montchrestien‬‬
‫‪EJA, Paris 1996.p : 263.‬‬
‫وهكذا جاء في قرار للمجلس األعلى عدد ‪ 203‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ 2009‬في الملف عدد ‪ 2005/2/0/1019‬أن‬ ‫)‪(30‬‬

‫"التعامل بالشيك ال يعتبر عمال تجاريا إال إذا كان االلتزام به متعلقا بتسوية عملية تجارية‪ ،‬أما إذا تعلق بعملية مدنية فإنه‬
‫يعتبر عمال مدنيا تخضع الدعوى بشأنه للتقادم المدني‪ ،‬وهو نفس األمر إذا تحول الشيك لسند عادي لتخلف أحد بياناته‬
‫اإللزامية"‪.‬‬
‫أحمد يوسف البرقي تقديم لمؤلف األستاذة لطيفة الداودي األوراق التجارية‪ ،‬أحكام السند ألمر في القانون المغربي‪ ،‬مطبعة النجاح‬ ‫)‪(31‬‬

‫الجديدة طبعة ‪ 1331‬ص ‪ 1 :‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -‬محمد لفروجي‪ ،‬الشيك‪ ،‬إشكالياته القانونية والعملية‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية رقم ‪ 0‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،1333‬ص ‪.3 :‬‬
‫‪ -‬محمد الحارثي‪ ،‬األوراق التجارية فقها وقضاء‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الطبعة األولى ‪ 1335‬ص ‪.295 :‬‬
‫‪ -‬أحمد كويسي‪ ،‬دروس في األوراق التجارية‪ ،‬الكمبيالة والشيك‪ ،‬كلية الحقوق بفاس السنة الجامعية ‪ 1339-1331‬ص ‪.213 :‬‬
‫‪ -‬محمد المجدوبي اإلدريسي‪ ،‬عمل المحاكم التجارية بدايته وإشكاليته‪ ،‬دراسة نقدية‪ ،‬شركة بابل الطبعة األولى سنة ‪ ،1333‬ص ‪:‬‬
‫‪.111‬‬
‫‪ -‬محمد الشافعي‪ ،‬األوراق التجارية في مدونة التجارة المغربية‪ ،‬دار وليلي للطباعة والنشر الطبعة األولى سنة ‪ 1339‬ص ‪.230 :‬‬
‫‪ -‬محمد مرابط‪ ،‬األوراق التجارية في التشريع المغربي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الطبعة الثانية ‪ 2001‬ص ‪.111 :‬‬
‫أحمد شكري السباعي الوسيط في األوراق التجارية الشيك ووسائل األداء األخرى الجزء الثاني مطبعة المعارف الجديدة الرباط‬ ‫)‪(32‬‬

‫الطبعة األولى ‪ ،1339‬وفي الفقه الفرنسي فإن الفقيهين ريبير وروبلو يعتبران أنه لما أصبح الشيك محرر بنكي فإنه يجب أن‬
‫يصبح تجاريا تماما كالكمبيالة ‪:‬‬
‫‪Ripert / Roblot op. cit p : 242.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫لم يميز بين األهلية المدنية والتجارية في مجال سحب الشيك المدني أو التجاري ونضيف إلى‬
‫ذلك بأن المسؤولية الجنائية واحدة‪.‬‬
‫ومن حيث االختصاص القضائي فالمحاكم التجارية تظل هي المختصة نوعيا بنظر دعاوى‬
‫الشيكات متى تجاوزت مبلغ (‪ )20.000‬درهم بصرف النظر عما إذا كانت الشيكات مدنية‬
‫أو تجارية المادة ‪ 1‬من القانون المحدث للمحاكم التجارية‪ ،‬ويختص أيضا رئيس المحكمة‬
‫التجارية بمقاالت األمر باألداء المبنية على األوراق التجارية المادة ‪ 22‬من قانون المحاكم‬
‫التجارية متى تجاوزت مبلغ (‪ )20.000‬درهم‪ ،‬ألن المشرع أدخل الشيك ضمن األوراق‬
‫التجارية المحددة في الكتاب الثالث من مدونة التجارة‪ ،‬وهذا ما يجعل بوضوح التفرقة لغوا‬
‫واعتباطا وال فائدة منها‪.‬‬
‫وقد أكد القضاء التجاري المغربي الحديث اختصاصه للنظر في األوراق التجارية مطلقا‪،‬‬
‫وهكذا فقد جاء في قرار لمحكمة االستئناف التجارية بالبيضاء الصادر بتاريخ ‪1339/10/11‬‬
‫‪:‬‬
‫"حيث تمسك المستأنف بعدم اختصاص المحكمة التجارية نوعيا على أساس أن الشيك قدم‬
‫من أجل معاملة مدنية وبين مدنيين‪.‬‬
‫وحيث أنه بخصوص الدفع المتعلق باالختصاص النوعي فإنه بالرجوع إلى المادة الخامسة‬
‫من القانون المحدث للمحاكم التجارية نجدها تنص في الفقرة الثالثة على منحها االختصاص‬
‫في الدعاوى المتعلقة باألوراق التجارية)‪.(33‬‬
‫وحيث إن مدونة التجارة تكلفت من خالل الباب الثالث بالتعريف باألوراق التجارية‬
‫والنصوص الواجبة التطبيق عليها بشأنها وهي الكمبيالة والسند ألمر والشيك‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫صفة موقع الشيك‪ ،‬أم هو مدني أو تاجر ال تنزع االختصاص عن المحاكم التجارية‪ ،‬باعتبار‬
‫أن الشيك ورقة تجارية بنص القانون وتطبق بشأنه الفصول الواردة بمدونة التجارة‪ ،‬ويبقى‬
‫ما تمسك به المستأنف بخصوص المادة التاسعة من مدونة التجارة والتي لم تتطرق للشيك‬
‫خالل تعريف العمل التجاري على اعتبار أن الفصل المذكور أتى ليبين القانون الواجب‬
‫التطبيق" )‪.(34‬‬
‫ورغم وجاهة هذا الرأي فإنه لم يقوى على الرد على ما جاء بخصوص عدم اإلشارة للشيك‬
‫خالل تعريف المشرع للعمل التجاري في المادة التاسعة‪ ،‬ألن التصريح بأن هذا الفصل أتى‬
‫ليبين القانون الواجب التطبيق يسهل الرد عليه‪ ،‬ألن الصفة المدنية أو التجارية للورقة‬
‫التجارية ال تأثير لها على القانون الواجب التطبيق وهذا ما وضع محكمة االستئناف في مأزق‬
‫)‪ (33‬أما ما تعلق باالختصاص المحلي فإن المحكمة المختصة هي محكمة الموطن الحقيقي أو المختار للمدعى عليه إذا لم يكن لهذا‬
‫األخير موطن بالمغرب ولكنه يتوفر على محل إقامة به فإن االختصاص يكون لمحكمة هذا المحل طبقا للفصلين ‪ 21‬و‪ 29‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وهكذا جاء في قرار للمجلس األعلى لكون الشيك محرر بفرنسا وكذلك أن الدعوى مقامة بين طرفيها الساحب والمستفيد‬
‫وكالهما يتوفر على محل إقامة بالمغرب مما يجعل االختصاص منعقد للمحاكم المغربية واستمدت قواعد المسطرة المدنية الواجبة‬
‫التطبيق ولم تجعل لقضائها أساسا من القانون"‪ .‬قرار عدد ‪ 295‬ملف تجاري عدد ‪ 2001/2/0/551‬مجلة المحاكم المغربية عدد‬
‫‪ 19‬ص ‪.001 :‬‬
‫)‪ (34‬قرار رقم ‪ 39/201‬ملف عدد ‪ 0/39/111‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫إذ كيف يمكن التوفيق بين المادة التاسعة من مدونة التجارة والمادة الخامسة من قانون‬
‫المحاكم التجارية؟‬
‫والحقيقة أن المادة الخامسة نسخت مقتضيات المادة التاسعة وأبطلت مفعولها وجعلتها كأن لم‬
‫تكن‪ ،‬وال يخفى مدى التأثير الذي من الممكن أن تمارسه القواعد المسطرية على الموضوعية‬
‫خاصة إذا كانت الحقة إذ الالحق يلغي السابق عند التعارض وإال كيف يمكن اإلبقاء على‬
‫المادة التاسعة مع عدم وجود مبرر عملي للتمييز بين الصفة المدنية والتجارية للشيك؟‬
‫خاصة أن المبرر الوحيد الذي يضعه الفقه الفرنسي)‪ (35‬والذي يجاريه بعض الفقه المغربي عن‬
‫قصد أو دونه هو المتعلق بتوزيع االختصاص بين المحاكم المدنية والتجارية ينهار عندنا في‬
‫المغرب لألسباب السالفة الذكر‪.‬‬
‫وفي األخير فإنه رغم اختالف الصفة المدنية أو التجارية لألوراق التجارية فإن االلتزام‬
‫الصرفي الذي ينشأ على عالقات كل موقع يعتبر تجاريا دائما أيا كانت صفته وصفة العملية‬
‫)‪.(36‬‬
‫المترتبة عنه من إصدار وتداول وضمان‬
‫الدكتور محمد الهيني‬

‫وبعد هذه المقدمة العامة حول تعريف االوراق التجارية وبيان انواعها وخصائص االلتزام‬
‫الصرفي ‪ ،‬فإننا سننتقل لمعالجة مواضيع هذا المؤلف من خالل تقسيمه إلى باب أساسيين كما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫الباب األول ‪ :‬في الكمالية ‪.‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬في الشيك‪.‬‬

‫‪(35) G. Ripert / R. Roblot op. cit p : 242.‬‬


‫‪- J. Deveze / PH. Petel op. cit p : 13.‬‬
‫)‪ (36‬وهكذا جاء في قرار لمحكمة االستئناف بالدار البيضاء صادر بتاريخ ‪" : 1339/11/21‬إن صفة موقع الشيك ال أثر لها على‬
‫اختصاص المحكمة التجارية"‪ ،‬قرار رقم ‪ 39/121‬في الملف عدد ‪0/39/123‬غ غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫الباب األول ‪ :‬في الكمبيالة‪.‬‬


‫سوف نقسم هذا الباب المخصص للحديث عن الكمبيالة كوسيلة من أهم وسائل االئتمان إلى‬
‫فصلين أساسيين نتحدث في االول منهما عن إنشاء الكمبيالة وتداولها‪ ،‬ثم نتحدث في الفصل‬
‫الثاني عن ضمانات الوفاء في الكمبيالة وانقضائها‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إنشاء الكمبيالة وتداولها‪.‬‬
‫يرتبط ميالد أو إنشاء الكمبيالة كورقة تجارية بتوفر مجموعة من الشروط القانونية التي‬
‫اشترطها المشرع التجاري سوف نقف عندها في المبحث األول من هذا الفصل‪ ،‬كما أن‬
‫الهدف من إنشاء الكمبيالة يتجلى في أدائها الوظيفة المنوطة بها من طرف نفس المشرع وهي‬
‫القيام بالدور االئتماني داخل الحياة التجارية عن طريق التعامل بها بين االطراف المكونة لها‬
‫أو عن طريق تظهيرها للغير وهو ما سوف نخصص له المبحث الثاني‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬شروط إنشاء الكمبيالة‪.‬‬
‫يتطلب انشاء الكمبيالة توفر مجموعة من الشروط تشترك فيها الكمبيالة مع الشروط العامة‬
‫المتطلبة في عملية التعاقد بشكل عام والمنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود‪ ،1‬وهي‬
‫التي تسمى بالشروط الموضوعية وشروط اخرى خاصة بالكمبيالة وتسمى بالشروط‬
‫الشكلية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط الموضوعية‬
‫يشترط لكي يكون االلتزام صحيحا في الكمبيالة توفر ركن الرضا واألهلية والمحل والسبب‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬ركن الرضا في الكمبيالة‪.‬‬


‫إن المقصود بركن الرضا في انشاء الكمبيالة هو نفس الركن المتطلب في كافة التصرفات‬
‫القانونية‪ ،‬بحيث يجب أن تكون ارادة الساحب الذي هو أحد أطراف الكمبيالة وباعتباره أول‬
‫الموقعين عليها‪ ،‬حرة وغير مشوبة بأي عيب من عيوب االرادة المعروفة في ظهير‬
‫االلتزامات والعقود كالغلط والتدليس واإلكراه‪ 2‬أو الحاالت التي أخذ بها المشرع المغربي فيما‬
‫يخص الغبن ‪.3‬‬
‫ويعتبر التوقيع على الكمبيالة هو التجسيد الفعلي لهذه االرادة وبالتالي فإننا نتصور أن‬
‫الدفوعات التي قد تنصب على ارادته سوف تتجه إلى الطعن في توقيعه بحيث قد يدفع‬

‫‪ - 1‬ينص الفصل الثاني من قانون االلتزامات والعقود على هذه الشروط العامة كما يلي ‪ " :‬األركان الالزمة لصحة االلتزامات الناشئة‬
‫عن التعبير عن اإلرادة هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬األهلية لاللتزام؛‬
‫‪ - 2‬تعبير صحيح عن اإلرادة يقع على العناصر األساسية لاللتزام؛‬
‫‪ - 0‬شيء محقق يصلح ألن يكون محال لاللتزام؛‬
‫‪ - 1‬سبب مشروع لاللتزام "‪.‬‬

‫‪ - 2‬نص الفصل ‪ 03‬من قانون االلتزامات والعقود على ما يلي ‪ :‬يكون قابال لإلبطال الرضى الصادر عن غلط‪ ،‬أو الناتج عن تدليس‪ ،‬أو‬
‫المنتزع بإكراه بحيث جعل هذا الفصل هذه الحاالت قابلة لإلبطال لصالح من وقع فيها أو مورست عليه ‪.‬‬
‫‪ - 3‬انظر الفصلين ‪11‬و‪ 15‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫الساحب مثال بأن توقيعه مزور أو أنه وقعها تحت ضغط التهديد أو اإلكراه‪ ،‬إذ يعتبر فقهاء‬
‫القانون أن توقيع الكمبيالة تحت عاملي االكراه الجسدي وكذا الغلط الجوهري يعد مشابها‬
‫‪4‬‬
‫لعملية تزوير التوقيع ويأخذ حكمه ويمكن التمسك به في مواجهة كل حامل للكمبيالة‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن القضاء المغربي على مستوى محكمة النقض يعتبر أن الدفع بزورية‬
‫التوقيع في الكمبيالة مستثنى من قاعدة عدم التمسك بالدفوع ‪ -‬التي سنقف عندها الحقا ‪، -‬‬
‫وهكذا جاء في قرار لمحكمة النقض ‪ 5‬أن " الدفع بزورية التوقيع الوارد بالكمبيالة يستثنى من‬
‫قاعدة عدم التمسك بالدفوع ألن التوقيع هو مظهر من مظاهر التعبير عن االرادة والذي‬
‫‪6‬‬
‫بثبوت زوريته تنتفي تلك االرادة "‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬ركن األهلية‪.‬‬


‫يعتبر التوقيع على الكمبيالة عمال تجاريا شكليا‪ ،‬مطلقا ومنفردا ‪ ، 7‬حسب نص المادة التاسعة‬
‫من مدونة التجارة بغض النظر عن صفة المتعاملين بها وطبيعة الدين الذي أنشئت من أجله‪.‬‬
‫وقد أحال المشرع التجاري المغربي في باب األهلية المشترطة لممارسة التجارة في المغرب‬
‫على األحكام العامة لألهلية المنصوص عليها في مدونة األسرة (أوال)‪ ،‬مع تنظيمه لبعض‬
‫الحاالت الخاصة في صلب مدونة التجارة (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األحكام العامة لألهلية التجارية ‪:‬‬
‫أحالت مدونة التجارة في باب االهلية على قواعد االهلية المنصوص عليها في مدونة االسرة‬
‫‪ ،‬وهكذا نصت المادة ‪ 12‬من مدونة التجارة على ما يلي "تخضع األهلية لقواعد األحوال‬
‫الشخصية‪ 8 "...‬وبالتالي يمكننا القول أن سن الرشد التجاري هو نفسه سن الرشد المدني‪ ،‬أي‬
‫بلوغ الشخص ‪ 19‬سنة كاملة من عمره دون أن يلحقه أي عارض من عوارض األهلية‪.‬‬
‫كما انه وفقا لنص المادة ‪ 219‬من مدونة األسرة‪ ،‬يمكن ترشيد الشخص قبل بلوغه هذا السن‬
‫(‪ 19‬سنة)‪ ،‬ويصبح بالتالي متوفرا على األهلية التجارية بما فيها التوقيع على الكمبيالة بشرط‬
‫أن يبلغ من العمر ‪ 15‬سنة‪ ،‬وأن يصدر حكم بذلك عن المحكمة بعد أن يثبت لديها رشد‬
‫القاصر‪ ،‬بطلب من هذا األخير أو من نائبه الشرعي‪.‬‬

‫‪ - 4‬أنظر أحمد كويسي ‪ :‬األوراق التجارية ‪ :‬الكمببيالة –السند ألمر – الشيك ‪ ،‬دراسة في ضوء االجتهاد القضائي المغربي والمقارن‪،‬‬
‫منشورات مركز قانون االلتزامات والعقود –كلية الحقوق بفاس‪ ،‬سلسلة كتب ‪ ،1‬مطبعة اميمة ‪ ،‬الطبعة األولى فاس ‪، 2001‬ص ‪20 :‬‬
‫‪ - 5‬تجدر االشارة إلى علم طلبة القانون إلى أن محكمة النقض كانت تسمى المجلس األعلى قبل أن تسميتها بمحكمة النقض بواسطة‬
‫دستور ‪ 2011‬وقد قام المشره بمالئمة هذه التسمية في القانون المنظم لها بمقتضى مادة فريدة من القانون ‪ 11.19‬الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.110‬بتاريخ ‪ 21‬من ذي القعدة ‪ 21( 1102‬أكتوبر ‪)2011‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 1393‬مكرر بتاريخ ‪29‬‬
‫ذو القعدة ‪ 25( 1102‬أكتوبر ‪.)2011‬‬
‫‪ - 6‬قرار عدد ‪ 021‬وتاريخ ‪ 2001/00/20‬في الملف التجاري رقم ‪( 2002/1/001‬غير منشور)‬
‫‪ -7‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬الجزء األول‪ :‬في آليات أو أدوات االئتمان "الكمبيالة والسند ألمر"‪ ،‬نشر دار‬
‫المعرفة ـ الرباط ـ المطبعة األولى ‪ ،1339‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -8‬حلت تسمية مدونة األسرة محل تسمية مدونة األحوال الشخصية بموجب المادة ‪ 031‬من القانون رقم ‪ 10.00‬بمثابة مدونة األسرة‬
‫الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪ 1.01.22‬صادر في ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 0( 1121‬فبراير ‪ ،)2001‬الجريدة الرسمية عدد ‪،1191‬‬
‫بتاريخ ‪ 11‬ذو الحجة ‪ 1( 1121‬فبراير ‪ ،)2001‬ص ‪ ،119‬كما تم تغييره وتتميمه‪ ،‬وأخذا بعين االعتبار أن مدونة التجارة صدرت‬
‫قبل مدونة األسرة لذلك الزالت تسمية مدونة األحوال الشخصية تراوح مكانها في مواد مدونة التجارة في انتظار المناسبة لتعديل هذه‬
‫األخيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫أما في غير هاتين الحالتين (حالة بلوغ سن الرشد وحالة الترشيد)‪ ،‬فإنه ال يمكن للقاصر أن‬
‫يوقع الكمبيالة وإذا حصل تعتبر هذه الكمبيالة باطلة تجاه هذا القاصر وفقا لنص المادة ‪151‬‬
‫من مدونة التجارة التي تنص على ما يلي " إن الكمبيالة الموقعة من طرف قاصر غير تاجر‬
‫باطلة تجاهه‪ ،‬ويحتفظ األطراف بحقوقهم وفقا للقانون العادي‪.‬‬
‫إذا كانت الكمبيالة تحمل توقيعات أشخاص ال تتوفر فيهم أهلية االلتزام بها أو توقيعات‬
‫مزورة أو توقيعات ألشخاص وهميين أو توقيعات ليس من شأنها ألي سبب آخر أن تلزم‬
‫األشخاص الموقعين لها أو األشخاص الذين وقعت باسمهم‪ ،‬فإن التزامات غيرهم من‬
‫الموقعين عليها تظل مع ذلك صحيحة‪.‬‬
‫من وقع كمبيالة نيابة عن آخر بغير تفويض منه التزم شخصيا بموجبها‪ .‬فإن وفاها آلت إليه‬
‫الحقوق التي كانت ستؤول إلى من ادعى النيابة عنه‪.‬‬
‫يسري الحكم نفسه على من تجاوز حدود النيابة "‪.‬‬
‫ويميز فقهاء القانون في موضوع األهلية بشكل عام بين مرحلتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة انعدام التمييز وتمتد من الوالدة إلى حدود ‪ 12‬سنة ويأخذ حكمها أيضا المصاب‬
‫بعارض من عوارض األهلية كالجنون والسفه والعته ‪ 9 ،‬وكل هؤالء تعتبر تصرفاتهم إما‬
‫باطلة بشكل كلي ال يمكن أن تنتج أي أثر قانوني كحالة الصغير المنعدم التمييز والمجنون‪،‬‬
‫وإما خاضعة لمقتضيات المادة ‪ 221‬من مدونة األسرة كحالة السفيه والمعتوه أي أن‬
‫تصرفاتهم دائرة بين القبول في حالة التصرفات النافعة وبين الباطلة في حالة التصرفات‬
‫المضرة بهم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة التمييز وتمتد من ‪ 12‬سنة إلى بلوغ سن الرشد القانوني (‪ 19‬سنة)‪ ،‬وفي هذه‬
‫المرحلة يمكن أن يؤذن للقاصر المميز في تسلم جزء من أمواله والتصرف فيها على سبيل‬
‫التجربة وفقا لنص المادتين ‪ 225‬و‪ 221‬من مدونة األسرة ‪ ،‬بحيث يصدر هذا اإلذن من ولي‬
‫القاصر أو بقرار صادر عن القاضي المكلف بشؤون القاصرين‪،‬‬
‫على أن يقيد هذا اإلذن في السجل التجاري إذا تعلق األمر بممارسة أعمال تجارية وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 10‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي والخاضع لمساطر معالجة صعوبات المقاولة‪:‬‬


‫يمكن لألجنبي أن يمارس التجارة في المغرب ببلوغه سن الرشد وفقا للقانون المغربي‪،‬‬
‫بغض النظر عن قانون بلده‪ ،‬وهكذا نصت المادة ‪ 11‬من مدونة التجارة على ما يلي‪" :‬يعتبر‬
‫األجنبي كامل األهلية لمزاولة التجارة في المغرب ببلوغه عشرين سنة كاملة ‪ 10‬ولو كان‬
‫قانون جنسيته يفرض سنا أعلى مما هو منصوص عليه في القانون المغربي "‪.‬‬

‫‪ -9‬أنظر في تعريف السفيه والمعتوه والمجنون المواد ‪ 211‬و‪ 215‬و‪ 211‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 10‬تم نسخ مدونة األحوال الشخصية بموجب المادة ‪ 031‬من القانون رقم ‪ 10.00‬بمثابة مدونة األسرة المشار اليه قبله‪ .‬وبالتالي فإننا‬
‫نعتقد ان سن الرشد القانوني بالمغرب محدد في ‪ 19‬سنة للمغاربة واألجانب على حد سواء وفقا لما تنص عليه المادة ‪ 203‬من مدونة‬
‫االسرة ‪ .‬ومما يعضد ذلك ما تنص عليه المادة ‪ 15‬من مدونة التجارة التي جعلت العبرة بالقانون المغربي في باب االهلية القانونية ‪،‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫وإذا كان األجنبي لم يبلغ هذه السن بعد‪ -‬ولو كان راشدا وفقا لقانون بلده‪ -‬فإنه ال يمكنه‬
‫ممارسة التجارة‪ ،‬ومنها توقيع الكمبيالة‪ ،‬إال بعد حصوله على إذن من رئيس المحكمة التي‬
‫ينوي ممارسة التجارة بدائرتها وتقييد هذا اإلذن في السجل التجاري‪.11‬‬
‫وأما إذا كان التاجر خاضعا لمساطر معالجة صعوبات المقاولة فإنه يجب التمييز بين‬
‫مرحلتين‪ ،‬مرحلة التسوية القضائية وفيها يمكن لرئيس المقاولة أن يوقع على إنشاء‬
‫الكمبياالت في حالة إذا ما قررت المحكمة ترك التسيير له وعينت السنديك فقط ليقوم‬
‫بالمراقبة أو بمساعدة رئيس المقاولة‪ 12 ،‬أما إذا تم تكليف السنديك وحده بالتسيير الكلي أو‬
‫الجزئي للمقاولة فإنه يحل محل رئيس المقاولة‬
‫أما في مرحلة التصفية القضائية‪ ،‬فإن أي تصرف يهم المقاولة قام به رئيسها بعد فتح هذه‬
‫المسطرة يعد باطال ومنه توقيعه على الكمبيالة‪ ،‬وينطبق نفس األمر على المحكوم عليه‬
‫بسقوط األهلية التجارية المنصوص عليها في المواد ‪ 111‬إلى ‪ 121‬من مدونة التجارة ‪.13‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬ركنا المحل والسبب‪.‬‬
‫إن المحل في الكمبيالة هو دائما وأبدا ذلك المبلغ من النقود الذي يمثل قيمتها والذي يعتبره‬
‫المشرع من البيانات االلزامية تحت طائلة بطالنها‪.‬‬
‫وأما السبب في الكمبيالة فإنه يمثل ويتوج العالقة التي تجمع بين الساحب والمسحوب له (أي‬
‫المستفيد ) والتي بمقتضاها أصبح هذا األخير دائنا للساحب بمبلغ من النقود‪ ،‬على أن ذكر‬
‫سبب إنشاء الكمبيالة ليس من البيانات اإللزامية كما سنرى‪ ،‬لكن إذا تم ذكر السبب وكان غير‬
‫مشروع أو مخالفا للنظام العام‪ ،‬فإن الكمبيالة تعتبر باطلة‪ ،‬ويطبق نفس األمر إذا لم يذكر‬
‫السبب ولكن استطاع الملتزم بها أن يثبت أن سببها غير مشروع‪.‬‬
‫إال أن الفرق بين الحالة التي يذكر فيها السبب صراحة في سند الكمبيالة والحالة التي يتم‬
‫إثباته فيما بعد‪ ،‬تتجلى في كون جزاء البطالن يقرر في الحالة األولى في مواجهة كافة‬
‫الموقعين ألن سبب البطالن كان باديا للجميع‪ ،‬أ ما في الحالة الثانية فإن الكمبيالة تكون باطلة‬
‫فقط تجاه موقع الكمبيالة األصلي والمستفيد المباشر دون باقي الموقعين‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن األصل في الكمبيالة هو قيامها على سبب صحيح وعلى من يدعي‬
‫خالف هذا األصل أن يثبته‪" ،‬مالم يصدم بقاعدة عدم التمسك بالدفوع" ‪.14‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‪.‬‬

‫حيث نصت على أنه " ال يجوز لألجنبي غير البالغ سن الرشد المنصوص عليه في القانون المغربي أن يتجر إال بإذن من رئيس‬
‫المحكمة التي ينوي ممارسة التجارة بدائرتها حتى ولو كان قانون جنسيته يقضي بأنه راشد"‪ ،‬مع االشارة على أن المعالجة التشريعية‬
‫في المادة ‪ 11‬من مدونة التجارة لم تكن سليمة لكون التعبير باألرقام يخلق دائما المشاكل عند التعديل ‪ ،‬إذ من االفضل االكتفاء‬
‫بالعبارات العامة و الدالة ‪ ،‬كعبارة سن الرشد وفقا للقانون المغربي‪ -‬مثال‪.-‬‬
‫‪ - 11‬المادة ‪ 15‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪-12‬أنظر المادة ‪ 115‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ -13‬للمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع يراجع‪ :‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -14‬المختار بكور‪ :‬األوراق التجارية في القانون المغربي‪ ( -‬الكمبيالة ـ الشيك) نشر وتوزيع وطبع دار السالم‪ ،‬الرباط الطبعة الثانية‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫إن المقصود بالشروط الشكلية في الكمبيالة هي مجموعة من البيانات اشترطها المشرع في‬
‫صلب مدونة التجارة وجعل ذكرها ضروريا لنشوء هذه الكمبيالة بشكل صحيح‪.‬‬
‫وهذه الشروط اإللزامية هي المحددة في المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة باإلضافة إلى شرط‬
‫الكتابة الذي يعتبر شرطا بديها وفق ما يستنتج من نص نفس المادة (الفقرة األولى)‪ ،‬فضال‬
‫عن إمكانية تضمين الكمبيالة بعض البيانات االختيارية التي يمكن لألطراف أن يتفقوا عليها‬
‫(الفقرة الثاني)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬البيانات اإللزامية في الكمبيالة‪:‬‬
‫تعد الكتابة ركن أسا سي في الكمبيالة لكونها الوسيلة التي سوف تترجم لنا كافة البيانات‬
‫االلزامية المنصوص عليها في المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة‪ ،‬وهذه البيانات هي‪" :‬‬
‫‪ - 1‬تسمية "كمبيالة" مدرجة في نص السند ذاته وباللغة المستعملة للتحرير؛‬
‫‪ - 2‬األمر الناجز بأداء مبلغ معين؛‬
‫‪ - 3‬إسم من يلزمه الوفاء )المسحوب عليه)؛‬
‫‪ - 4‬تاريخ االستحقاق؛‬
‫‪ - 5‬مكان الوفاء؛‬
‫‪ - 6‬إسم من يجب الوفاء له أو ألمره؛‬
‫‪ -7‬تاريخ ومكان إنشاء الكمبيالة؛‬
‫‪ - 8‬اسم وتوقيع من أصدر الكمبيالة (الساحب)"‪.‬‬
‫وسوف نقوم في نقطة أولى بتوضيح هذه البيانات اإللزامية على أن نتحدث في النقطة الثانية‬
‫عن جزاء تخلفها أو ذكرها بشكل مخالف للحقيقة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ماهية عناصر البيانات اإللزامية‪:‬‬
‫‪-1‬تسمية الكمبيالة‪:‬‬
‫اشترط المشرع في المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة اإلشارة إلى تسمية كمبيالة مدرجة في نص‬
‫السند ذاته المعتبر كمبيالة وبنفس اللغة المستعملة في تحريرها‪ ،‬والغرض من ذلك كما ذهب‬
‫إلى ذلك شراح القانون التجاري هو لفت انتباه المتعامل بها إلى خطورة تعامله بالكمبيالة‬
‫ووعيه بما سيقدم عليه‪ ،‬لكون التعامل باألوراق التجارية التي منها الكمبيالة سوف يدخله إلى‬
‫دائرة االلتزامات الخاصة بهذه األوراق والتي يطلق عليها "التزامات قانون الصرف" وهي‬
‫تختلف عن المبادئ العامة لاللتزامات‪ ،‬ثم إن اإلشارة إلى لفظة الكمبيالة سوف يميزها عن‬
‫باقي السندات التي تصدرها هيئات مالية أخرى كاألسهم والحواالت والشيكات البنكية‬
‫‪.15‬‬
‫وغيرهم‬

‫‪ -15‬أنظر‪ :‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 52‬والمختار بكور‪ :‬األوراق التجارية في القانون‬
‫المغربي ـ مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 23‬والعبارة التي نستعمل عادة في التعبير عن التسمية هي‪" :‬ادفعوا مقابل هذه الكمبيالة ملبغ كذا من‬
‫الدراهم" مثال‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫كما اشترط المشرع أن تكتب تسمية الكمبيالة بنفس اللغة التي استعملت لتحريرها‪ ،‬فإذا كانت‬
‫اللغة العربية فإنه يعبر عنها بالكمبيالة‪ 16‬كما في القانون المغربي‪ ،‬أما إذا كانت اللغة‬
‫المستعملة هي الفرنسية فإنها يعبر عنها بلفظ " ‪ ،" La lettre de change‬وباللغة‬
‫اإلنجليزية " ‪ " Bill of echange‬وهكذا حسب التسميات المترجمة أو االصطالحية‬
‫لمختلف لغات العالم‪.‬‬
‫‪-2‬األمر الناجز بأداء مبلغ معين‪:‬‬
‫إن األمر الناجز باألداء يعني عدم تعليقه على شرط من شأنه أن يشكل حاجزا أمام تداولها‪،‬‬
‫كأن يشترط الساحب في نص سند الكمبيالة بقوله "ادفعوا مقابل هذه الكمبيالة مبلغ ‪3000‬‬
‫درهم عندما ينجح فالن في مباراة كذا"‪ ،‬ففي هذا المثال فإن األمر الذي تضمنته الكمبيالة ال‬
‫يعتبر ناجزا ألنه متوقف على نجاح شخص معين الذي قد يتوفق في هذه المباراة وقد ال‬
‫يفعل‪ ،‬وفي مقابل ذلك يمكن للكمبيالة أن تعلق على أجل بشرط أن يكون محددا‪ ،‬مثل ادفعوا‬
‫مقابل هذه الكمبيالة مبلغ ‪ 3000‬درهم عند حلول شهر رمضان لسنة ‪ 1109‬هجرية‪.‬‬
‫كما أن األمر الناجز هذا يجب أن يتضمن بالضرورة أداء مبلغ معين من النقود ال أشياء‬
‫أخرى كالبضائع مثال‪ ،‬وأن هذا المبلغ يجب أن يحدد بدقة ويكتب إما بالحروف أو األرقام أو‬
‫هما معا وهذه الحالة األخيرة هي التي جرت بها العادة في النماذج التي تستعملها البنوك‬
‫المغربية‪ ،‬كما أنه عند االختالف يعتبر المبلغ المحرر بالحروف هو المعتمد‪ ،‬ويعتبر كذلك‬
‫المبلغ األقل هو المعتمد عند تحرير المبلغ بالحروف أكثر من مرة ‪.17‬‬
‫أما بالنسبة للعملة التي يجب أداء الكمبيالة بها فإنه يجب أن تحدد كذلك مع نسبتها إلى البلد‬
‫المستعمل بها كالدوالر األمريكي أو الكندي أو الدرهم اإلماراتي والمغربي والريال القطري‬
‫والسعودي وهكذا‪ ،‬وإذا لم يعين اسم البلد صاحب العملة فإن االداء سوف يكون بقيمة عملة‬
‫بلد الوفاء (المادة ‪ 191‬من مدونة التجارة) إن كان لهما نفس تسمية العملة ولكنهما يختلفان‬
‫من حيث قيمتها (مثال الدوالر الكندي مع األمريكي)‪ ،‬أما إن كانت تسمية العملة مختلفة بين‬
‫بلد إصدار الكمبيالة وبلد الوفاء (كأوروبا مع أمريكا) فإن الخيار يبقى للحامل في اختيار‬
‫عملة الوفاء الواردة في الكمبيالة‪ ،‬مالم تتضمن الكمبيالة شرط الوفاء الفعلي بالعملة األجنبية‪.‬‬
‫ويمكن اشتراط الفائد ة في الكمبيالة المستحقة األداء عند االطالع أو بعد مدة من االطالع‬
‫شريطة أن يعين سعر الفائدة على ذات الكمبيالة ‪ 18‬وفي غير هاتين الحالتين ال يجوز اشتراط‬
‫الفائدة والمقصود هنا الكمبيالة المستحقة األداء في تاريخ معين أو بعد مدة من تحريرها‪.‬‬
‫‪-0‬اسم المسحوب عليه‪:‬‬
‫المسحوب عليه هو أحد األطراف الكمبيالة األساسيين (الساحب والمستفيد والمسحوب عليه)‬
‫وهو الملزم بالوفاء بها عند حلول أجلها لذلك يجب ذكر اسمه بوضوح ‪ ،19‬ويجوز أن تسحب‬

‫‪ -16‬يعبر عنها في بعض القوانين العربية بلفظ سفتجة أو سند السحب‪ .‬راجع أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في الوراق التجارية‪،‬‬
‫م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 17‬المادة ‪ 150‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ -18‬المادة ‪ 152‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫الكمبيالة على عدة أطراف شريطة أن يكون أمر الساحب إليهم بدفع المبلغ الوارد بالكمبيالة‬
‫على سبيل العطف وليس التخيير ‪ ،‬على أن أداء أي واحد من هؤالء المسحوب عليهم يبرئ‬
‫ذمة الجميع وأن التمسك بحق التقسيم بحسب عددهم غير جائز ألنه التزام تضامني يلتزم‬
‫الجميع بأدائه كامال دون تجزئ‪.‬‬
‫ويمكن وفق لنص المادة ‪ 151‬من مدونة التجارة أن يكون الساحب هو نفسه المسحوب عليه‪،‬‬
‫وقد جرت العادة في الواقع العملي التعامل بهذه الصيغة بالنسبة للمؤسسات البنكية والشركات‬
‫التي تتوفر على عدة فروع بحيث يتم تبادل عملية السحب فيما بينها تسهيال ألعمالها‪.‬‬
‫‪-1‬تعيين تاريخ االستحقاق‪:‬‬
‫يقصد بتعيين تاريخ االستحقاق تحديد التاريخ أو الوقت الذي يجب أداء الكمبيالة فيه‪ ،‬وهو‬
‫وقت له أهمية كبرى في الميدان التجاري لكونه مرتبط بحلول االلتزام الصرفي الذي يترتب‬
‫عنه مجموعة من اآلثار تهم عملية الوفاء في حد ذاتها وبدء سريان التقادم والقيام بإجراء‬
‫االحتجاج والرجوع الصرفي وغير ذلك من اإلجراءات التي سنقف عندها الحقا‪.‬‬
‫وقد حددت المادة ‪ 191‬من مدونة التجارة‪ ،‬مواعيد استحقاق الكمبيالة على الشكل اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بمجرد االطالع ‪ : à vue‬بمعنى أن الكمبيالة يجب أن تصرف فور تقديمها من طرف‬
‫المستفيد إلى المسحوب عليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬بعد مدة من االطالع ‪ : à un certain délai vue :‬والمقصود هنا هو أن يتم تحديد‬
‫أجل معين يصبح ساري ابتداء من تاريخ االطالع على الكمبيالة من طرف المسحوب عليه‪،‬‬
‫كأن يكتب الساحب بعد عشرين يوما من االطالع‪.‬‬
‫ج‪ -‬بعد مدة من تاريخ التحرير ‪ :‬والمقصود بتاريخ التحرير هو تاريخ إنشاء الكمبيالة وتكون‬
‫واجبة الوفاء بعد مدة محددة كعشرة أيام مثال بعد التحرير مثال ذلك‪:‬‬
‫تاريخ التحرير هو ‪ 2011-02-19‬وتتضمن بعد عشرين يوم من تاريخ التحرير فتكون‬
‫الكمبيالة واجبة الوفاء في‪.2011-00-10 :‬‬
‫د‪ -‬في تاريخ معين‪ : à jour fixe :‬وهذه الطريقة تعد سهلة وهي األكثر شيوعا في الواقع‬
‫العملي بحيث تتضمن الكمبيالة تاريخ استحقاقها بكل وضوح‪ ،‬مثل يوم ‪.2011-00-01‬‬
‫وهذه الحاالت األربع الستحقاق الكمبيالة هي المعتبرة قانونا ويترتب على مخالفتها أو إدراج‬
‫مواعيد متعاقبة بطالن الكمبيالة وفقا لنص المادة ‪ 191‬من مدونة التجارة‪ ،‬وأما إذا لم تتضمن‬
‫أي تحديد لتاريخ االستحقاق فإنها ال تعتبر باطلة بل تعتبر واجبة اإلداء بمجرد اإلطالع ‪.20‬‬
‫‪ -1‬مكان الوفاء‪:‬‬
‫إن الهدف من تحديد مكان الوفاء هو سهولة رجوع حامل الكمبيالة على المسحوب عليه‬
‫ولتحقيق ذلك يجب أن يذكر مكان الوفاء بكيفية تؤدي إلى الوصول إلى مكان المحسوب عليه‬

‫‪ -19‬يرى أستاذنا أحمد شكري السباعي جوابا عن إشكالية معنى اسم المسحوب عليه الوارد في نص المادة ‪ 113‬من م‪ .‬ت هل‬
‫المقصود ذكر االسم الكامل أي العائلي والشخصي أم االكتفاء بأحدهما فقط‪ ،‬أنه من األفضل إعطاء تأويل واسع لكلمة اسم المسحوب‬
‫عليه بحيث تكون الكمبيالة صحيحة متى ذكر أحد االسمين العائلي أو الشخصي – الوسيط في األوراق التجارية – م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -20‬أنظر نص المادة ‪ 150‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫بسهولة ‪ ،21‬بحيث يتم ذكر كافة المعلومات التي من شأنها تحقيق ذلك كذكر المدينة والشارع‬
‫والرقم وغير ذلك حسب ظروف كل بلد‪.‬‬
‫واألصل أن يكون محل الوفاء هو موطن المسحوب عليه أو محل نشاطه تماشيا مع القواعد‬
‫العامة التي توجب "اقتضاء الدين في محل المدين "‪ 22.‬ويفيد كذلك تحديد مكان الوفاء في‬
‫تحديد جهة االختصاص الترابي أو المكاني للمحاكم التجارية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع وإن اعتبر تعيين مكان الوفاء من البيانات اإللزامية إال أن‬
‫عدم ذكره ال يؤدي إلى بطالن الكمبيالة بل يتم اعتماد مكان وفائها في هذه الحالة هو المكان‬
‫المذكور إلى جانب اسم المسحوب عليه وإذا لم يوجد هذا البيان كذلك (المقصود المكان وليس‬
‫اسم المحسوب عليه) فإن المكان الذي يزاول فيه المسحوب عليه نشاطه يعد هو مكان‬
‫الوفاء‪.23‬‬
‫‪-5‬اسم المستفيد‪:‬‬
‫المستفيد من الكمبيالة هو كذلك أحد أطرافها األساسيين‪ ،‬ويقصد به الشخص الذي يجب الوفاء‬
‫له أو لحسابه ومادام أنه كذلك‪ ،‬فيفترض فيه أن يكون هو الدائن في الكمبيالة إذا اعتبرنا أن‬
‫هذه األخيرة تمثل سند المديونية بين الساحب والمستفيد‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يجب أن يذكر اسم المستفيد كامال‪ ،‬أي االسم العائلي والشخصي (بالنسبة‬
‫للمغرب مثال)‪ 24‬إذا كان شخصا طبيعيا‪ ،‬أما إذا كان شخص معنوي فيجب ذكر عنوانه أو‬
‫اسمه التجاري‪.‬‬
‫وغني عن البيان أن الكمبيالة التي ال تتضمن ذكر اسم المستفيد تعتبر باطلة ال يمكن لحاملها‬
‫أن يطالب بالوفاء بها وفقا لقواعد قانون الصرف المغربي‪ ،25‬ذلك أن الكمبيالة يجب أن تصدر‬
‫دائما ألمر أي في اسم شخص معين (المستفيد) وال يمكن أن تكون للحامل‪ ،‬على أنه يجوز‬
‫للساحب أن يسحب الكمبيالة في اسمه هو ثم يظهرها على بياض لفائدة شخص آخر فتصير‬
‫الكمبيالة بهذه الطريقة لحاملها‪ ،26‬بحيث يتم اللجوء إلى هذه الطريقة لتحقيق بعض الغايات‬

‫‪ -21‬تفعيال لقاعدة‪ :‬ماال يتم الواجب إال به فهو واجب‬


‫‪ -22‬محمد الشافعي‪ :‬األوراق التجارية في مدونة التجارة المغربية‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية ـ الطبعة الرابعة مراكش ‪ ،2010‬ص‬
‫‪.11‬‬
‫‪ -23‬المادة ‪ 150‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ -24‬ويجب ان يكون االسم ثالثيا بالنسبة لألشخاص الذين يتعاملون بالكمبيالة في المغرب ويحملون وثائق الهوية بها االسم الثالثي‬
‫كمواطنين دول المشرق العربي مثال‪.‬‬
‫‪ -25‬وت عرض على المحاكم التجارية بعض قضايا أداء الكمبياالت ال تتضمن اسم المستفيد منها‪ ،‬وال تملك هذه المحاكم إال أن ترفض‬
‫هذه الطلبات تطبيقا للنص القانوني‪ ،‬ومما جاء في تعليل رفض أحدها ما يلي ‪ " :‬وحيث إنه بالرجوع إلى مجموع الكمبياالت التي‬
‫يلتمس المدعي الحكم له بأدائها ‪،‬يتبن أنها ال تتضمن اسم المستفيد منها ‪ ،‬مع أن بيان اسم هذا األخير جعلته المادة ‪ 113‬من مدونة‬
‫التجارة من البيانات الجوهرية ‪ ،‬مما يتعين معه رفض الطلب لهذه العلة‪.‬‬
‫وحيث يتعين تحميل خاسر الدعوى الصائر طبقا للفصل ‪ 121‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫وتطبيقا للفصول ‪ 121 – 02 – 0 – 1‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬والقانون ‪ 31/10‬المحدث للمحاكم التجارية‪.‬‬
‫لهذه األسبـــاب‪:‬‬
‫حكمت المحكمة علنيا ابتدائيا وغيابيا‪ :‬بالشكل بقبول الطلب وفي الموضوع برفضه وتحميل رافعه الصائر ‪ -‬بهذا صدر الحكم في اليوم‬
‫والشهر والسنة والهيئة المذكورة أعاله ‪ -‬حكم رقم ‪ 11 :‬صدر بتاريخ ‪ 01:‬يناير‪ 2011‬ملف عدد‪."2011-09-4139 :‬‬
‫‪ -26‬سوف نتطرق إلى موضوع تظهير الكمبيالة فيما يأتي من صفحات هذا المؤلف‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫العملية في الميدان التجاري‪ ،‬ومنها مثال‪ :‬خوف الساحب من عدم قبول الكمبيالة ‪ 27‬من طرف‬
‫المسحوب عليه فيسحبها أوال لفائدة وبعد قبولها يتم تظهيرها لمن يشاء‪.28‬‬
‫ونشير أخيرا إلى أن المستفيد من الكمبيالة قد يكون واحد وقد يكون أكثر من واحد بحيث يتم‬
‫ذكرهم على سبيل التخيير (فالن أو فالن‪ )...‬أو على سبيل الجمع (فالن وفالن وفالن‪)...‬‬
‫على أن ال يتم الوفاء في الحالة األخيرة إال وهم مجتمعون‪.‬‬
‫‪-1‬تاريخ ومكان إنشاء الكمبيالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬تاريخ اإلنشاء‪:‬‬
‫يقصد بتاريخ اإلنشاء في الكمبيالة وضع تاريخ فيها يحدد وقت إنشائها‪.‬‬
‫وهذا التاريخ تترتب عليه مجموعة من اآلثار نجملها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة أهلية الساحب من حيث كمالها أو سقوطها؛‬
‫‪ -‬تحدي د فترة التصرف وما إذا كانت تدخل في فترة الريبة بالنسبة لألشخاص والمؤسسات‬
‫المفتوحة في حقهم مساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪29‬؛‬
‫‪ -‬معرفة تواريخ االستحقاق التي رأينا بعضا منها في مضى من هذا المؤلف (بعد مدة من‬
‫اإلطالع وبعد مدة من تاريخ االنشاء)؛‬
‫‪ -‬معرفة تاريخ التقديم للقبول واحتساب الفائدة والتقادم ‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫ولم يشترط المشرع المغربي في تعيين تاريخ اإلنشاء شكال خاصا‪ ،‬بحيث قد يكون تقويما‬
‫هجريا أو ميالدي ا وقد يكتب بالحروف أو باألرقام وقد يكون بذكر مناسبة وطنية مثال شريطة‬
‫إقرانها بذكر السنة ألنها متجددة‪.31‬‬
‫ورغم ان المشرع جعل تار يخ اإلنشاء من البيانات اإللزامية إال أنه لم يرتب عليه جزاء‬
‫البطالن وإنما عوضه باعتبار تاريخ تسليم السند للمستفيد ما لم يرد فيه خالف ذلك‪.32‬‬
‫ب‪ -‬مكان اإلنشاء‪:‬‬
‫إن المقصود على ما يبدو من ذكر مكان اإلنشاء في الكمبيالة هو لمعرفة البلد بشكل عام بما‬
‫يتضمنه من حدود وسيادة ولمعرفة المدينة أو القرية ألنه سوف يساعد في معرفة القانون‬
‫الواجب التطبيق في حالة التعامل الدولي بالكمبيالة ومعرفة وجود الساحب للرجوع إليه عند‬
‫عدم قبول الكمبيالة أو عدم وفائها ألي سبب‪.‬‬
‫وقد اعتبر المشرع المغربي في المادة ‪ 150‬من مدونة التجارة‪ ،‬أن الكمبيالة التي لم يذكر فيها‬
‫مكان اإلنشاء تعتبر منشأه في المكان المذكور إلى جانب اسم الساحب وإذا لم يعين مكان‬
‫بجانب اسم هذا األخير فتعتبر منشأه بمواطن الساحب‪.‬‬
‫‪-9‬اسم وتوقيع من أصدر الكمبيالة (الساحب)‪.‬‬
‫‪ -27‬سوف نقف على موضوع قبول الكمبيالة وكيف يتم فيما يأتي من صفحات هذا المؤلف‪.‬‬
‫‪ -28‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ 12‬و‪.10‬‬
‫‪ -29‬يراجع الكتاب الخامس من مدونة التجارة المغربية‪.‬‬
‫‪ -30‬محمد مومن‪ :‬أحكام وسائل األداء واإلئتمان في القانون المغربي‪-‬المطبعة والوراقة الوطنية – مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2010‬ص‬
‫‪.02‬‬
‫‪ -31‬المختار بكور‪ :‬األوراق التجارية في القانون المغربي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -32‬المادة ‪150‬من مدونة التجارة ‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫يعتبر الساحب طرفا أساسيا في الكمبيالة بل منشئا لها‪ ،‬لذلك أوجب المشرع المغربي في‬
‫المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة ذكر اسمه بوضوح باإلضافة إلى توقيعه الذي يترجم ويعبر‬
‫عن إدارته في التعامل بالكمبيالة وما ينتج عنها من آثار باعتبارها ورقة تجارية شكلية بغض‬
‫النظر عن المتعامل بها كما قلنا ذلك سابقا‪.‬‬
‫ويقصد بالتوقيع وضع عالمة خاصة بالساحب تكون أسفل الكمبيالة غالبا وإن لم يحدد له‬
‫المشرع حيز معين ‪ ،33‬و تكون هذه العالمة بخط اليد بحيث تستبعد باقي التوقيعات األخرى‬
‫كالختم والبصمة بحسب ما يذهب إليه الفقه القانوني والقضاء بالمغرب‪ ،34‬لكن ماذا عن‬
‫‪35‬‬
‫التوقيع اإللكتروني للكمبيالة ؟‬
‫التوقيع االلكتروني ال يختلف عن باقي أنواع التوقيعات اليدوية خاصة بعدما عمل‬
‫المشرع على إضفاء الحجية القانونية عليه‪ ،‬ولذلك فإن تصور توقيع الكمبيالة توقيعا إلكترونيا‬
‫جائز قانونا خاصة إذا تعلق األمر بصيغة إلكترونية لتلك الكمبيالة‪ .‬وهنا ال يمكن الوثوق في‬
‫ذلك التوقيع إال إذا تم بواسطة آلية لها قوة وثوقية من الناحية القانونية وتضمن إمكانية‬
‫الرجوع إلى مصدر التوقيع‪ ،‬وهنا وجب علينا التأكيد بأن المشرع المغربي افترض وجود‬
‫صورتين للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬واحدة مجسدة في التوقيع اإللكتروني اآلمن وهي الصورة التي‬
‫تتم باستعمال أدوات تشفير معقدة ومخصصة لهذا الغرض‪ ،‬والصورة الثانية هي التوقيع‬
‫اإللكتروني غير اآلمن وهو التوقيع الذي يتم بوسيلة غير موثوق بها وفي قدرتها على تشفير‬
‫الرسائل‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن التوقيع اآلمن والتوقيع غير اآلمن ال عالقة له باألشخاص أو‬
‫الجهات المكلفة بتوثيقه‪ ،‬وإنما له ارتباط وثيق باآللية المستعملة للتشفير‪.‬‬
‫ومن هنا يجب التنبيه إلى أن الكمبيالة متى حررت بطريقة إلكترونية أو صيغت بين‬
‫طرفين يتواصالن بصورة إلكترونية فإن توقيعا إلكترونيا يمكن تصوره ويمكن أن تكون لها‬
‫نفس الحجية القانونية ويواجه بها األطراف وبآثارها‪.‬‬
‫وقد سبق لألستاذ احمد شكري السباعي ان انتقد عدم انفتاح مدونة التجارة المغربية‬
‫على التطورات الحاصلة في مجال التوقيع قائال‪" :‬ولقد زاد الطين بلة جمود قانون التجارة‬
‫الجديد‪ ،‬الذي لم يغير أو يعدل عبارة –توقيع من اصدر الكمبيالة أو الساحب‪ -‬التي كان‬
‫منصوصا عليها في الفقرة الثامنة أيضا من المادة ‪ 129‬من قانون ‪ 12‬غشت‪ 1310‬الملغى أو‬
‫المنسوخ (‪ )....‬وللصدق وللحقيقة التاريخية كنا – وال زلنا‪ -‬من المدافعين داخل لجنة التدوين‬
‫‪ ،‬التي وضعت مشروع سنة ‪ )..( 1399‬على فتح باب التوقيع أمام الوسائل الميكانيكية‬
‫والبرقية والكهربائية الجديدة ‪ ،‬الن هذه الوسائل تنسجم مع طبيعة التجارة التي تقوم على‬

‫‪ -33‬فقط يشترط أن ال يخرج عنها‪ -‬المختار بكور‪ ،‬األوراق التجارية في القانون المغربي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -34‬أنظر أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجاري‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ 19‬وما بعدها والمختاربكور‪ :‬األوراق التجارية في القانون‬
‫المغربي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -35‬أنظر‪ :‬علي سليمان العبيدي‪ :‬األوراق التجارية في التشريع المغربي – مكتبة التومي – الرباط ‪ ،1310‬ص‪ .11‬وأحمد شكري‬
‫السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ 19‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫السرعة واالئتمان‪ ،‬ومع تطور النظام البنكي ومؤسسات االئتمان‪ ،‬ولكن الجمود والتحجر‬
‫‪36‬‬
‫وقف في وجه التطور"‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن النقاش الفقهي أعاله كان في قبل دخول القانون الجديد رقم ‪10.01‬‬
‫المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ 37‬والذي ادخل عدة تعديالت على الكتابة‬
‫والتوقيع اإللكتروني وفق المحدد سلفا‪ ،‬لذلك نرى إمكانية إصدار كمبيالة إلكترونية تكون لها‬
‫قوة إثباتيه مثل تلك التي للكمبيالة الورقية في ضل هذه المتغيرات الجديدة في القانون‬
‫المغربي ‪.‬‬
‫بقي أن نشير في نهاية هذه النقطة أن المشرع المغربي أجاز النيابة في التوقيع على الكمبيالة‪،‬‬
‫ويحدث هذا في حالة األ شخاص المعنوية كالشركات وغيرها بحيث يقوم الممثل القانوني لها‬
‫بسحب كمبياالت نيابة عنها‪ ،‬وهذا التصرف يطبق عليه أحكام الوكالة بشكل عام‪ ،‬لكن إذا‬
‫تصرف شخص وأصدر كمبيالة دون وجود هذه الوكالة أو كانت وسحبت منه‪ ،‬فإنه يبقى‬
‫‪38‬‬
‫ملتزما بها شخصيا وفقا لنص المادة ‪ 151‬من مدونة التجارة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬جزاء تخلف أحد البيانات اإللزامية أو ذكرها بشكل مخالف للحقيقة‪:‬‬
‫األصل في البيانات اإللزامية المحددة في نص المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة أن تذكر كاملة‬
‫غير منقوصة الرتباطها بشروط إنشاء االلتزام الصرفي (الكمبيالة) الذي يقوم على شدة‬
‫وقسوة الشكل – كما اشرنا على ذلك في مقدمة المؤلف‪ ، -‬ويترتب عن عدم احترام هذا‬
‫الشكل بطالن الكمبيالة كورقة تجارية واعتبارها مجرد سند عاد إلثبات الدين‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬وبالنظر إلى صرامة هذه الشكلية فإن المشرع المغربي نفسه حاول التخفيف منها عبر‬
‫إيجاد بدائل يمكن أن تعوض بعض البيانات اإللزامية في حال تخلفها‪ ،‬وهكذا نصت المادة‬
‫‪ 150‬من مدونة على أن "السند الذي يخلو من أحد البيانات المشار إليها في المادة السابقة ال‬
‫يصح كمبيالة إال في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الكمبيالة التي لم يعين تاريخ استحقاقها تعتبر مستحقة بمجرد االطالع؛‬
‫‪ -‬إذا لم يعين مكان الوفاء‪ ،‬فإن المكان المبين بجانب اسم المسحوب عليه يعد مكانا للوفاء‬
‫وفي الوقت نفسه موطنا للمسحوب عليه ما لم يرد في السند خالف ذلك؛‬
‫‪ -‬إذا لم يعين مكان بجانب اسم المسحوب عليه يعتبر مكانا للوفاء المكان الذي يزاول فيه‬
‫المسحوب عليه نشاطه أو موطنه؛‬
‫‪ -‬الكمبيالة التي لم يعين فيها مكان إنشائها تعتبر منشأة في المكان المذكور إلى جانب اسم‬
‫الساحب؛‬
‫‪ - 36‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪90‬و‪91‬و‪.90‬‬
‫‪ - 37‬يتعلق االمر بالظهير الشريف رقم ‪ 1.01.123‬صادر في ‪ 13‬من ذي القعدة ‪ 00( 1129‬نوفمبر ‪ )2001‬بتنفيذ القانون رقم ‪10.01‬‬
‫المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية ‪ -‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 1191‬الصادرة يوم الخميس ‪ 5‬دجنبر‪.2001‬‬
‫‪ -38‬تنص المادة ‪ 151‬من م‪ .‬ت في فقرتها الثالثة على ما يلي‪ " :‬من وقع كمبيالة نيابة عن آخر بغير تفويض منه التزم شخصيا‬
‫بموجبها‪ .‬فإن وفاها آلت إليه الحقوق التي كانت ستؤول إلى من ادعى النيابة عنه‪.‬‬
‫يسري الحكم نفسه على من تجاوز حدود النيابة "‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫‪ -‬إذا لم يعين مكان بجانب اسم الساحب فإن الكمبيالة تعتبر منشأة بموطنه؛‬
‫‪ -‬إذا لم يعين تاريخ إنشاء الكمبيالة يعتبر تاريخ اإلنشاء هو تاريخ تسليم السند إلى المستفيد ما‬
‫لم يرد في السند خالف ذلك "‪.‬‬
‫تعتبر الكمبيالة التي ينقصها أحد البيانات اإللزامية غير صحيحة‪ ،‬ولكنها قد تعتبر سندا عاديا‬
‫إلثبات الدين‪ ،‬إذا توفرت شروط هذا السند"‪.‬‬
‫وكما يمكن أن نتحدث عن تخلف أحد البيانات اإللزامية فإننا يمكن أن نفترض أيضا تخلف‬
‫جميع هذه البيانات‪ ،‬وهي الحالة التي يطلق عليها الفقه القانوني "الكمبيالة الناقصة"‪،‬‬
‫والمقصود بها "تلك الكمبيالة التي يتفق أطرافها مسبقا على عدم ذكر بعض بياناتها اإللزامية‬
‫عند اإلنشاء أو التحرير على ان تكمل أو تضاف في المستقبل" ‪.39‬‬
‫ولم يتطرق المشرع المغربي إلى موضوع الكمبيالة الناقصة‪ ،‬لذلك وقع خالف حول صحة‬
‫الكمبيالة أو بطالنها‪ ،‬إال أن الرأي الفقهي والقضائي في المغرب وفي وقت مبكر من بداية‬
‫الممارسة الفقهية والقضائية بعد االستقالل دهب إلى اعتبار الكمبيالة الناقصة أو على بياض‬
‫صحيحة متى تم إكمال بياناتها قبل تقديمها للوفاء ‪.40‬‬
‫وتجدر االشارة إلى أن قانون جنيف الموحد لسنة ‪ 1300‬المنظم للكمبيالة والسند ألمر في‬
‫مادته العاشرة يذهب إ لى صحة الكمبيالة الناقصة متى تم االتفاق على إكمالها فيما بعد‪ ،‬ونفس‬
‫األمر ذهبت إليه كذلك اتفاقية األمم المتحدة بشأن الكمبياالت الدولية ‪.41‬‬
‫ويجرنا الحديث عن الكمبيالة الناقصة إلى الحديث عن تحريف بيانات الكمبيالة وتزويرها أو‬
‫جعلها صورية‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫األصل في الكمبيالة التي زورت إحدى بياناتها أن تضل صحيحة مادامت الشكلية متوفرة‬
‫ويلتزم مزور البيان وحده بااللتزام الناشئ عنها وال يلتزم بها من زور عليه‪ ،‬وهكذا ففي مثال‬
‫تزوير التوقيع مثال نصت المادة ‪ 151‬من مدونة التجارة في فقرتها الثانية على ما يلي‪ " :‬إذا‬
‫كانت الكمبيالة تحمل توقيعات أشخاص ال تتوفر فيهم أهلية االلتزام بها أو توقيعات مزورة أو‬
‫توقيعات ألشخاص وهميين أو توقيعات ليس من شأنها ألي سبب آخر أن تلزم األشخاص‬
‫الموقعين لها أو األشخاص الذين وقعت باسمهم‪ ،‬فإن التزامات غيرهم من الموقعين عليها‬
‫تظل مع ذلك صحيحة "‪ ،‬هذا دون الحديث عن الجانب الزجري للتزوير الذي يخضع في‬
‫مثل هذه األحوال للفصل ‪ 011‬من القانون الجنائي المغربي‪.‬‬
‫أما عن البيانات الصورية في الكمبيالة فإنها كيف ما كانت صورها ومظاهرها فإنها‬
‫تخضع للقواعد المتعلقة بالصورية كما هي معروفة في قانون االلتزامات والعقود المغربي ‪،‬‬
‫حيث جاء في نص الفصل ‪ 22‬من هذا القانون ما يلي‪ " :‬االتفاقات السرية المعارضة أو‬
‫غيرها من التصريح ات المكتوبة ال يكون لها أثر إال فيما بين المتعاقدين ومن يرثهما‪ ،‬فال‬
‫‪ -39‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ .‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -40‬علي سليمان العبيدي‪ :‬األوراق التجارية‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ 15‬والذي استشهد بأحكام قضائية قديمة تعتبر الكمبيالة الناقصة صحيحة‪.‬‬
‫‪ -41‬للتفاصيل يراجع أستاذنا أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ 31‬و‪.32‬‬
‫‪ -42‬ألننا في قانون الصرف الذي هو قانون تغلب عليه الشكلية كما مضى القول ننظر إلى البيانات هل هي متوفرة أم ال ؟ وال نهتم‬
‫بحقيقتها وكنهها‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫يحتج بها على الغير‪ ،‬إذا لم يكن له علم بها‪ .‬ويعتبر الخلف الخاص غيرا بالنسبة ألحكام هذا‬
‫الفصل"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬البيانات االختيارية في الكمبيالة‪:‬‬


‫إضافة إلى البيانات اإللزامية المشترطة في الكمبيالة وفقا لمقتضيات المادة ‪ 113‬من مدونة‬
‫التجارة والتي كانت موضوع الفقرة األولى‪ ،‬فإن المشرع التجاري أتاح ألطراف الكمبيالة‬
‫الحق في إضافة أي بيانات اختيارية أخرى شرط أن ال تخالف البيانات اإللزامية أوال‬
‫والمبادئ التي تحكم قانون الصرف والنظام العام بشكل عام‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن بعضا من هذه البيانات االختيارية قد تم التنصيص عليه في مواد‬
‫مختلفة من مدونة التجارة مثل‪ ،‬شرط عدم الضمان (المادتان ‪ 151‬و‪ )153‬وشرط التقديم‬
‫االلتزامي للقبول (المادة ‪ )111‬أو عدمه (المادة ‪ )111‬وشرط الوفاء عن طريق التدخل‬
‫(المادة ‪ )211‬وشرط الرجوع بدون مصاريف (المادة ‪ )200‬وشرط تعدد نسخ النظائر‬
‫(المادة ‪ ،)222‬ويعتمد الفقه القانوني في تقسيم هذه البيانات االختيارية على معيار تأثير البيان‬
‫االختياري على االلتزام الصرفي من عدمه ‪.43‬‬
‫أوال‪ :‬البيانات االختيارية المؤثرة في الكمبيالة‪:‬‬
‫يمكن التمثيل ألهم البيانات االختيارية التي لها تأثير على الكمبيالة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬شرط ليس األمر‪:‬‬
‫المقصود بهذا الشرط هو أن ساحب الكمبيالة أو مظهرها إذا أراد ان يمنعها من التداول‪ ،‬فإنه‬
‫يضع عبارة "لي ست ألمر" أو عبارة "غير قابلة للتظهير"‪ ،‬وبهذه الطريقة تصبح الكمبيالة‬
‫غير قابلة للتداول مبدئيا‪.‬‬
‫‪ )2‬شرط إخطار المسحوب عليه أو عدمه‪:‬‬
‫المقصود بهذا الشرط تضمين عبارة "شرط إخطار المحسوب عليه" في الكمبيالة وبهذه‬
‫الطري قة ال يمكن للمسحوب عليه أن يوفي أو يقبل الكمبيالة إال إذا توصل بهذا اإلشعار من‬
‫الساحب وإذا قام بقبولها أو وفائها دون وجود هذا اإلشعار‪ ،‬فإنه يتحمل مسؤولية هذا الوفاء‪.‬‬
‫‪ -0‬شرط التقديم االلزامي للقبول‪:‬‬
‫إذا وجد هذا الشرط في الكمبيالة فإن حاملها يكون ملزما بتقديمها للمسحوب عليه لكي يؤشر‬
‫عليها بالقبول‪ ،‬وبدون هذا القبول ال يمكن ممارسة بعض الحقوق الناجمة عن التعامل‬
‫بالكمبيالة والتي سنقف عليها الحقا‪.‬‬
‫‪ -43‬محمد الشافعي‪ :‬األوراق التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫‪ -1‬شرط غير صالحة للقبول‪:‬‬


‫هذا الشرط هو عكس الشرط الذي قبله‪ ،‬بمعنى ان حامل الكمبيالة ال يمكنه تقديمها إلى‬
‫المسحوب عليه لكي يقبلها بل عليه أن ينتظر حلول أجل االستحقاق وتقديمها للوفاء‪" ،‬ما لم‬
‫تكن الكمبيالة قابلة لألداء عند الغير أوفي موطن غير الذي يوجد به مقر المسحوب عليه أو‬
‫كانت مستحقة األداء بعد مدة من اإلطالع" (المادة ‪ 111‬من م‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ -1‬شرط الرجوع بدون مصاريف‪:‬‬
‫يمكن وفقا لهذا الشرط ألي موقع على الكمبيالة (الساحب أو المظهر أو الضامن االحتياطي)‬
‫أن يعفى حاملها من إقامة االحتجاج في حالة عدم الوفاء أو القبول وذلك لكون هذا االحتجاج‬
‫(المادة ‪ 200‬من م‪.‬ت) يتطلب مصاريف إلقامته ‪.44‬‬
‫‪ -5‬شرط عدم الضمان‪:‬‬
‫يمكن لجميع الموقعين أن يتحل لوا من ضمان وفاء الكمبيالة أو قبولها أوهما معا‪ ،‬باستثناء‬
‫الساحب الذي لم يعطه المشرع التجاري الحق إال في عدم ضمان القبول أما الوفاء فال يمكن‬
‫أن يتحلل منه وكل شرط بخالف ذلك يعد الغيا ‪.45‬‬
‫‪ -1‬شرط المحل المختار‪:‬‬
‫يعتبر محل الوفاء من البيانات اإللزامية – كما رأينا – وإنه وفقا لنص المادة ‪ 150‬من مدونة‬
‫التجارة فإنه إذا لم يعين مكان الوفاء يكون المكان المذكور بجانب المسحوب عليه هو محل‬
‫الوفاء‪ ،‬لكن يمكن باالستناد إلى نص المادة ‪ 151‬من مدونة التجارة االتفاق على تعيين موطن‬
‫شخص آخر يسمى الموطن المختار‪.‬‬
‫‪ -9‬شرط السحب بنظير واحد ‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 222‬من مدونة التجارة على أنه " يجوز سحب الكمبيالة في عدة نظائر‬
‫متطابقة‪.‬‬
‫ويجب أن يوضع في متن كل نظير رقمه وإال اعتبر كل نظير كمبيالة مستقلة‪.‬‬
‫يجوز لكل حامل كمبيالة لم يرد فيها أنها سحبت بنظير واحد أن يطلب تسليم نظائر متعددة‬
‫على نفقته‪ ،‬ويتعين عليه ألجل ذلك أن يوجه طلبه لمن ظهر له الكمبيالة ويلتزم هذا بمساعدته‬
‫لمطالبة من ظهر له بدوره‪ ،‬وهكذا تصاعدا حتى الوصول إلى الساحب‪ ،‬ويتعين على‬
‫المظهرين أن يكرروا تحرير التظهيرات على النظائر الجديدة"‪ .‬ويستفاد من هذه المادة أنه‬
‫وإن كان األ صل هو جواز سحب الكمبيالة في عدة نظائر متطابقة فإنه يمكن لألطراف في‬
‫الكمبيالة أن يتفقوا على شرط سحبها بنظير واحد‪.‬‬
‫ونشير إلى أنه يجب التفرقة بين النظير والنسخة في الكمبيالة ‪ ،‬بحيث إن النظير هو مماثل‬
‫للكمبيالة ويجب أن يكون مرقما (المادة ‪ 222‬من مدونة التجارة) أما النسخة فال تعتبر كمبيالة‬
‫ويقوم بإنشائها الحامل وليس الساحب كما في النظير ويجب أن يذكر فيها عبارة "نسخة" وأن‬
‫‪ -44‬نشير إلى أن مجموعة من المفاهيم المذكورة في هذا الشرط كالضمان االحتياطي واالحتتاج والمظهر والقبول سوف نشرحها فيما‬
‫يلي من صفحات الكتاب‪ ،‬كما نشير أيضا إلى شرط الرجوع بدور مصاريف إذا وضع من طرف الساحب فإنه يكون ملزما لجميع‬
‫الموقعين على الكمبيالة أما إذا وضع من غيره كالضامن االحتياطي مثال فإنه ال يسري إال في مواجهة واضعة‪.‬‬
‫‪ -45‬المادة ‪ 151‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫األدالء ال يتم بالنسخة بل بأصل الكمبيالة بإستثناء ما هو منصوص عله في المادة ‪ 225‬من‬
‫مدونة التجارة‪.46‬‬

‫ثانيا‪ :‬البيانات االختيارية غير المؤثرة في الكمبيالة‪:‬‬


‫يمكن التمثيل للبيانات غير المؤثرة في الكمبيالة بالبيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬شرط وصول القيمة؛‬
‫‪ -2‬السحب لحساب الغير (المادة ‪ 151‬من مدونة التجارة)؛‬
‫‪ -0‬اشتراط الفائدة (المادة ‪ 152‬من مدونة التجارة)؛‬
‫‪ -1‬شرط الدفع الفعلي بالعملة األجنبية (المادة ‪ 191‬من مدونة التجارة)؛‬
‫‪ -1‬شرط مقابل الوفاء؛‬

‫*******************************‬

‫‪ -46‬نصت المادة ‪ 225‬من م ‪.‬ت على ما يلي ‪ " :‬يجب أن يعين في النسخة حائز األصل‪ .‬ومن واجب هذا األخير أن يسلمه لحامل‬
‫النسخة الشرعي‪.‬‬
‫فإذا امتنع من تسليمه لم يجز للحامل أن يطالب األشخاص الذين ظهروا له النسخة أو ضمنوها ضمانا احتياطيا إال بعد أن يثبت‬
‫باالحتجاج أن األصل لم يسلم له بناء على طلبه‪.‬‬
‫إذا كان األصل يحمل‪ ،‬على إثر آخر تظهير حرر قبل إقامة النسخة‪ ،‬عبارة "ال يصلح التظهير من اآلن فصاعدا إال على النسخة" أو أية‬
‫عبارة أخرى مماثلة لها‪ ،‬كان كل تظهير محرر على األصل بعد ذلك باطال "‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫تطبيق ات قضائية للبيانات االلزامية في الكمبيالة‬


‫المادة ‪ 951‬من مدونة التجارة‬

‫القرار األول ‪:‬‬

‫قرار المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا) عدد‪ ،9721 :‬المؤرخ في‪ ،7119/6/71 :‬ملف تجاري‬

‫عدد‪.11/7/3/9971 :‬‬

‫باسم جاللة الملك‬


‫وبعد المداولة طبقا للقانون‬
‫حيث يستفاد من مستندات الملف‪ ،‬ومن القرار المطعون فيهه الصهادر عهن محكمهة االسهتئناف بالهدار‬
‫البيضاء بتاريخ ‪ 39/10/22‬في الملهف ‪ 35/2121‬تحهت رقهم ‪ 0301‬أن المطلهوب فهي الهنقض تقهدم‬
‫بمقال أمام ابتدائية الدار البيضاء أنفا التمس فيه الحكم علهى الطالهب بهأداء مبلهغ ‪ 51.000.00‬درههم‬
‫قيمة كمبيالتين ومبلغ ‪ 1.000.00‬درهم كتعويض وبعد جواب الطالب ودفعه بانعدام صفة المطلوب‬
‫لعدم إثبات الكيفية التي تملهك بهها السهندين المحهتج بهمها وأنهمها ال يحمهالن ال اسهم المسهتفيد وال اسهم‬
‫السهههاحب أصهههدرت المحكمهههة حكمههها قضهههى علهههى الطالهههب بهههأداء مبلهههغ ‪ 51.000.00‬درههههم أصهههال‬
‫و‪ 500.00‬درهههم كتعههويض مههع الفوائههد القانونيههة مههن تههاريخ الطلههب اسههتأنفه الطالههب فأيدتههه محكمههة‬
‫االستئناف بقرارها المطعون فيه‪.‬‬
‫حيث أن من جملة ما يعيبه الطاعن على القرار في الوسيلة الثانيهة عهدم االرتكهاز علهى أسهاس فسهاد‬
‫التعليل خرق الفصلين ‪ 109‬و‪ 129‬مهن ق ت ج ذلهك أنهه تمسهك بكهون السهندين يفتقهران إلهى بعهض‬
‫البيانات اإللزامية المنصهوص عليهها فهي الفصهل ‪ 129‬مهن ق ت ج وأن الكمبيهالتين المحهتج بهمها ال‬
‫تتضمنان ال تاريخ اإلنشاء وال اسم المستفيد الشيء الذي يجعلهما مجرد سند عادي وللهرد علهى ههذه‬
‫الوسيلة أوردت المحكمة الجواب التالي‪:‬‬
‫حيههث إن عههدم ذكههر اسههم المسههتفيد مههن السههندين ال يقههدح فههي صههحتهما باعتبههار أن ذلههك مههرده طبيعههة‬
‫المعامالت التجارية وكثرة المناولة اليدوية التي تعرفهها األوراق التجاريهة ولعنصهر الثقهة الهذي يعهد‬
‫محور هذه المعامالت وأن المحكمة اعتبرت أن السيد (أ) مسهتفيدا مهن السهندين فهي حهين ال يحمهالن‬
‫اسم المستفيد وهذا تعليل غريب ويخالف القانون مما يستوجب نقضه‪.‬‬
‫حقا فإنه بمقتضى الفصل ‪ 129‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .‬يعتبر ذكر اسم المستفيد وهو اسم من يجب الوفاء له أو‬
‫ألمره وتهاريخ اإلنشهاء مهن التعليهل اإللزامهي التهي يجهب أن تتضهمنها الكمبيالهة لمنهتج أثرهها كورقهة‬
‫تجارية صحيحة وحتى تخضع لمقتضيات القانون الصرفي‪.‬‬
‫ومههن جهههة أخههرى فإنههه يجههوز التمسههك بههبطالن االلتههزام الصههرفي فههي مواجهههة الكافههة ومههن ضههمنهم‬
‫الحامل ا لمظهر له سواء كان حسن النية أو سيء النية لخلو الكمبيالة من واحد أو أكثهر مهن البيانهات‬
‫اإللزاميههة المنصههوص فههي المههادة ‪ 113‬ولمهها كههان الطالههب قههد دفههع خههالل مرحلتههي التقاضههي بخلههو‬
‫الكمبيالتين من ذكر اسم المستفيد فإن محكمة االستئناف لما ردت الهدفع المهذكور بهأن عهدم ذكهر اسهم‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫ال مستفيد بالسندين ال يقهدح فهي صهحتهما وأن الطهاعن أحجهم عهن إثبهات نقصهان بعهض البيانهات مهن‬
‫الكمبيالة والحال أنهما كذلك لم تجعل لما قضت به أساسا من القانون وأساءت تعليل قرارها بما أدى‬
‫إلى خرق الفصل المذكور فكان ما بالوسيلة واردا على القرار ومبررا لنقضه‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫قضى المجلس األعلى بنقض وإبطال القرار المطعون فيه‪ ،‬وإحالة القضية على نفس المحكمهة للبهت‬
‫فيه من جديد بهيئة أخرى طبقا للقانون وبتحميل المطلوب في النقض الصائر‪.‬‬
‫********************************‬
‫القرار الثاني‬

‫قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) عدد ‪ 9721‬المؤرخ في ‪ ،9113/15/97‬المل ف الم دني‬
‫عدد ‪22/3119‬‬

‫باسم جاللة الملك‬


‫إن المجلس األعلى‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‪.‬‬
‫يسههتفاد مههن وثههائق الملههف ومههن القههرار المطعههون فيههه الصههادر بتههاريخ ‪ 95/11/21‬عههن اسههتئنافية‬
‫البيضاء في الملف عدد ‪ 91/311‬أنه بتهاريخ ‪ 90/3/15‬تقهدم السهيد (أ) بمقهال إلهى ابتدائيهة البيضهاء‬
‫يعرض فيه أنه دائن للمدعى عليه السيد (ب) بما قدره ‪ 995.102.10‬درهمها مهن قبهل كمبيالهة حالهة‬
‫األداء بتاريخ ‪ 90/1/1‬وقد امتنهع مهن أداء مبلغهها رغهم جميهع المحهاوالت الوديهة طالبها الحكهم عليهه‬
‫بأداء ما ذكر مع تعويض عن التماطل قدره ‪ 10.000.00‬درهم والفوائهد القانونيهة مهن تهاريخ الحكهم‬
‫وتحميله الصهائر‪ .‬وأجهاب المهدعى عليهه بهأن الكمبيالهة المطالهب بقيمتهها مشهكوك فهي صهحتها طالبها‬
‫رفههض طلههب المههدعى‪ ،‬فأصههدرت المحكمههة حكمهها يقضههي بههرفض الطلههب اسههتأنفه المههدعى فقضههت‬
‫محكمة االستئناف بإلغاء الحكم االبتدائي والحكم وفق الطلب في أصل الدين مع الفوائد القانونية مهن‬
‫تاريخ الحلول وتحديد التعويض المسهتحق فهي ‪ 1.000.00‬درههم وههذا ههو القهرار المطلهوب نقضهه‬
‫استنادا إلى الوسائل اآلتية‪:‬‬
‫في الوسيلة األولى بفروعها‬
‫حيههث يعيههب الطههاعن علههى القههرار المطعههون فيههه تعليلههه الفاسههد الههذي يعههد بمثابههة انعههدام فههي التعليههل‬
‫يسههتوجب الههنقض ذلههك أن القههرار المطعههون فيههه خههرق تعليههل الحكههم االبتههدائي فكههان جوابههه عههن هههذا‬
‫التعليل فاسدا حيث جاء ليذكر القاضي االبتدائي بأن هناك قانونا مؤرخا في ‪ 13/1/20‬ألغى القهانون‬
‫المههؤرخ فههي ‪ 11/3/1‬ويجبههر ضههمنيا اعتمههادا الكمبيالههة علههى بيههاض وليخههتم بههأن القضههاء ذهههب إلههى‬
‫اعتبار الكمبيالة الناقصة صحيحة في حين أنه ال دليل في جميع المراجع المطلع عليهها فهي التشهريع‬
‫المغربي أن هذا األخير أصهدر قانونها بتهاريخ ‪ 13/1/20‬ألغهى بهه قهانون ‪ 11/3/1‬وعلهى أي فإنهه ال‬
‫خالف بين القاضي االبتدائي ومحكمة االستئناف في مبدأ قبول الكمبيالة الناقصة وكل مها فهي األمهر‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫أن األول يتمسك بضرورة وجود اتفاق في هذه الحالة وظروف النازلة تكشهف عهن عهدم وجهود ههذا‬
‫االتفاق وأن القرار المطعون فيه اعتبر أن العارض وقهع علهى الكمبيالهة بمحهض إرادتهه للطهاعن إن‬
‫العههارض وقههع بمحههض إرادتههه علههى مطبههوع الكمبيالههة ولكههن لههيس للطههاعن كمهها يههزعم ذلههك القههرار‬
‫المطعون فيه بل وقعها للكاتبة الحيسوبية ضمن مجموعة أخرى من الكمبياالت والشيكات تسهدد بهها‬
‫بعض الديون الحالة التي ال يوجد مال في الحين إلبرائها أنه من الثابت في وقائع النازلة وفي الحكهم‬
‫الجنحي القاضي بالبراءة أن السهيد (أ) ( السهاحب المزعهوم ) تقهدم بورقهة بيضهاء تحمهل توقيعها إلهى‬
‫مه دير البنههك المغربههي للتجههارة والصههناعة فههرع سههيدي معههروف وطلههب منههه مههلء البيانههات الناقصههة‬
‫حسبما تقتضي مصلحته وفعال قام المسؤول البنهك بتلهك المهمهة ثهم ذيلهها السهاحب المزعهوم بتوقيعهه‬
‫ولههيس هنههاك أي إثبههات علههى أن المسههحوب عليههه وقههع علههى الكمبيالههة بمحههض إرادتههه للسههاحب وأن‬
‫المنازعة الجدية في صحة الكمبيالة من طرف الطاعن يعتبهر دلهيال علهى انتفهاء رضهائه وكهان علهى‬
‫المحكمة أن تلقي عبء إثبات حصول االتفاق على الساحب المزعوم‪.‬‬
‫لكن حيث إن التحريف الذي يكون سببا للنقض هو التحريف الذي له أثر على القضهية ومها ورد فهي‬
‫القرار المطعون من تعليل الحكم االبتدائي لم يؤثر في القرار باعتبهار أن الخهالف الواقهع بهين الحكهم‬
‫االبتدائي والقرار المطعون فيه فهي النهايهة يتعلهق فهي جهوهره بمهن يقهع عليهه إثبهات صهحة البيانهات‬
‫وعدم صحتها فهالحكم االبتهدائي ألهزم المسهتفيد السهاحب بإثبهات االتفهاق علهى البيانهات المدونهة علهى‬
‫الكمبيالة بعد إصدارها وقبل حلول أجل الوفاء بينما القرار المطعون فيهه وعهن صهواب جعهل إثبهات‬
‫ذلك على المسحوب عليه القابل باعتبار أنه بتوقيعه عليها منح ثقته للساحب للقيام بملء فراغها وفق‬
‫االتفاق المسبق القائم بينهمها كمها أن مها ورد فهي القهرار مهن ذكهر لقهانون ‪ 13/1/20‬الملغهى لقهانوني‬
‫‪ 11/3/1‬إنما هو من قبيل التزيد الذي ال أثر له عليه ويستقيم بحذفه كما أن ما زعمه الطالب مهن أن‬
‫توقيعه على الكمبيالة لم يكن للمطلوب رده القرار بما ثبت له من بهراءة المطلهوب مهن تهمهة السهرقة‬
‫المنسوبة إليه مما يكون معه معلال بما فيه الكفاية وتبقى الوسيلة على غير أساس‪.‬‬
‫في الوسيلة الثانية‪:‬‬
‫حيث يعيهب الطهاعن علهى القهرار خرقهه أو علهى األقهل سهوء تطبيقهه للفصهل ‪ 101‬مهن ق م م وعهدم‬
‫إعمال قواعد اإلثبات القانونية وعهدم االرتكهاز علهى أسهاس قهانوني سهليم بهدعوى أن العهارض أنكهر‬
‫أمام المحكمة أن يكون لتلك الكمبيالة سبب حقيقي بمعنى أنه أنكر أن يكون قد توصهل بمقابهل الوفهاء‬
‫من طهرف السهاحب وأن قرينهة القبهول يقتهرض وجهود مقابهل الوفهاء ههي قرينهة بسهيطة حيهث يمكهن‬
‫إثبات عكسها بنفي وجود مقابل الوفاء وأن الساحب الهذي يعارضهه المسهحوب عليهه فهي األداء لعهدم‬
‫وجود مقابل الوفاء في الكمبيالة لم يثبت أنهه فهي ميعهاد االسهتحقاق كهان دائنها للمسهحوب عليهه بمبلهغ‬
‫الكمبيالة وأن عدم إثبات عدم وجود مقابل الوفاء في ميعاد االستحقاق وعهدم بحهث القهرار المطعهون‬
‫فيه لهذه األمور القانونية يجعله ناقص التعليل الموازي النعدامه وعدم ارتكازه على أساس‪.‬‬
‫لكن حيث إن العالقهة بهين الطهرفين كمها أثبهت ذلهك القهرار المطعهون فيهه عالقهة بهين سهاحب مسهتفيد‬
‫ومسههحوب عليههه قابههل واسههتنادا إلههى الفقههرة الرابعههة مههن الفصههل ‪ 101‬مههن ق ت فههإن قبههول الكمبيالههة‬
‫يفترض معه وجود مقابل الوفاء وهذا االفتهراض يعهد قرينهة بسهيطة بهين السهاحب والمسهحوب عليهه‬
‫تقبل إثبات العكس من ههذا األخيهر وههو شهيء غيهر ثابهت ممها لهم يخهرق معهه القهرار المقتضهيات –‬
‫المذكورة ‪.‬وبخصوص ما ورد في الفقرة السادسة من الفصل فإن على الساحب دون غيهره أن يثبهت‬
‫في حالة اإلنكار أن المسحوب عليها كان لهديها مقابهل الوفهاء فهي تهاريخ االسهتحقاق فهإن ذلهك يرجهع‬
‫للعالقة بين الساحب والمستفيد وبين المسحوب عليه باإلضافة إلى أن الوسهيلة وعلهى النحهو الهواردة‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫فيه أثيرت ألول مهرة أمهام المجلهس فالمنازعهة فهي سهبب االلتهزام ال يعنهي بالضهرورة المنازعهة فهي‬
‫وجود مقابل الوفاء مما تكون معه غير مقبولة‪.‬‬
‫في الوسيلة الثالثة‪:‬‬
‫حيث يعيب الطاعن علهى القهرار تحريفهه لمقتضهيات الفصهل ‪ 50‬مهن ق ل ع وفسهاد التعليهل وخهرق‬
‫حقوق الدف اع وقلب عبء اإلثبات وعهدم كفايهة التعليهل وانعهدام األسهاس القهانوني بهدعوى أن القهرار‬
‫المطعون فيه أورد في تعليله مقتضيات الفصل ‪ 101‬من ق ت وطبقا لههذا الفصهل فهإن السهاحب ههو‬
‫الملزم بإثبات توافر مقابل الوفاء فهي ميعهاد االسهتحقاق وأن الكمبيالهة التهي لهم تشهر ألي سهبب تبهرر‬
‫اعتبار العارض ال يمكن أن يطلب منه إثبات واقعة سلبية‪.‬‬
‫لكن حيث إن ما أورده القرار بخصوص سبب االلتزام فقد كان ردا علهى مها ورد فهي مهذكرة جهواب‬
‫الطالب على المقال االستئنافي المقدم بجلسة ‪ 91/1/12‬المستندة على الفصول ‪ 52‬إلى ‪ 51‬مهن ق ل‬
‫ع للقههول بانعههدام السههبب باإلضههافة إلههى أنههه أورد فههي تعليالتههه أن علههى الطالههب بصههفته مههدعيا إقامههة‬
‫الدليل على انعدام السبب ولم يقع إثبات ذلك مما يكون معه القرار قد ساير مقتضيات الفقهرة الرابعهة‬
‫من الفصل ‪ 101‬من ق ت دون الفقرة السادسة المتمسك بها التي ال تهم الموضوع حيهادا علهى كهون‬
‫إثبات الواقعة السلبية غير ممكن مما لم يخرق معه القرار أي مقتضى ويعتبر معلال تعليال سليما ولم‬
‫يخرق أي حق من حقوق الدفاع وتبقى الوسيلة على غير أساس‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب وإبقاء الصائر على الطالب‪.‬‬
‫**********************************‬
‫القرار الثالث‬
‫قرارالمجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) عدد‪ 222 :‬المؤرخ في‪7113/12/11 :‬‬
‫ملف تجاري عدد‪7113/9/3/355 :‬‬
‫باسم جاللة الملك‬
‫بتاريخ‪ ،2000/01/03 :‬إن الغرفة التجارية ـ القسم األول ـ بالمجلس األعلى في جلستها العلنية أصدرت‬
‫القرار اآلتي نصه‪:‬‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‪.‬‬
‫حيث يستفاد من مستندات الملف‪ ،‬ومن القرار المطعون فيه الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس‬
‫بتاريخ ‪ 2002/11/25‬تحت رقم ‪ 1230‬أن المطلوب في النقض موالي إدريس الغرفي استصدر بتاريخ‬
‫‪ 2001/12/01‬في الملف عدد ‪ 01/011‬عن رئيس المحكمة التجارية بفاس أمرا بالداء قضى على الطاعن‬
‫(المدعى عليه) بأداءه له مبلغ ‪ 21010‬درهم بما في ذلك أصل الدين والصائر‪ ،‬بناء على كمبيالة حالة‬
‫األداء في سنتي ‪ 31‬و‪ ،39‬استأنفه الطاعن فأيدته محكمة االستئناف بقرارها المطلوب نقضه‪.‬‬
‫حيث يعيب الطاعن على القرار المطلوب نقضه في الوسيلة الفريدة نقصان التعليل الموازي النعدامه ذلك‬
‫أنه أثار أمام المحكمة أن الدين غير ثابت ألن المطلوب في النقض لم يثبت مصدر المعاملة التي تربطه به‪،‬‬
‫وإن كانت الكمبيالة تعد عمال تجاريا فيجب أن يكون لكل التزام سبب مشروع‪ ،‬الشيء الذي لم يكن ثابتا في‬
‫هذه النازلة‪ ،‬كما أن الكمبياالت المدلى بها تختلف من حيث الكتابة والتوقيعات المذيلة بها وأنها مجرد‬
‫أوراق عرفية غير معدة لإلثبات وال تتضمن البيانات المنصوص عليها قانونا‪ ،‬وتوقيع الساحب غير‬
‫مصادق عليه مما يجعل كل ما جاء في مضمونها غير ملزم له‪ ،‬فيكون بذلك القرار ناقص التعليل وعرضة‬
‫للنقض‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫لكن حيث إنه خالفا لما يدعيه الطاعن‪ ،‬فان محكمة االستئناف بعدما عاينت الوثائق المدلى بها في ملف‬
‫النازلة وخاصة الكمبياالت سند الدين وعددها ‪ ،25‬مستخلصة من ذلك أنهم يتوفرون على جميع الشروط‬
‫الشكلية والموضوعية التي يلزمها القانون عللت عن صواب تعليال كافيا قرارها بما مضمنه‪" :‬أن‬
‫الكمبياالت موضوع األمر باألداء تتضمن جميعها البيانات اإللزامية المنصوص عليها في المادة ‪ 113‬من‬
‫مدونة التجارة‪ ...‬ثم أن الكمبيالة تعد ذاتها دليال على لمديونية ومن تم وتمشيا مع طابع التجريد الذي يميز‬
‫االلتزام الصرفي غيره من االلتزامات العادية وتجعل منها سندا تجاريا مستقال عن المعامالت التي كانت‬
‫في األصل سببا في إنشائها فإنه ال موجب إللزام المستفيد بإقامة الحجة إلثبات المعاملة‪ ،‬كما أن المادة‬
‫‪ 113‬المشار إليها أعاله ال تشترط أن يكون التوقيع على الكمبيالة مصادقا عليه لدى المصالح المختصة‬
‫وإنما اكتفت بان يكون في الكمبيالة إسم وتوقيع من أصدرها فيتعين رد دفوع المستأنف وتأييد األمر‬
‫المستأنف‪ ".‬مما تكون معه الوسيلة على غير أساس‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب وبتحميل الطالب الصائر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تداول الكمبيالة‪:‬‬


‫إن الهدف من إنشاء الكمبي الة بالشكل الذي رأيناه في المبحث األول هو أداؤها للوظيفة‬
‫االئتمانية التي تتطلبها الحياة التج ارية‪ ،‬بحيث يكون لعامل الوقت دور مهم في سير العمل‬
‫التجاري‪ ،‬وهكذا عندما يتم إنشاء الكمبيالة بين أطرافها األساسيين وهم الساحب‬
‫والمسحوب عليه والمستفيد‪ ،‬فإن هذا األخير يكون مخيرا بين انتظار األجل الوارد فيها‬
‫و القيام بصرفها لدى المسحوب عليه وبذلك تنهي حياة الكمبيالة وتنهي معها كل العالقات‬
‫التي أقيمت بمناسبة إنشائها‪ ،‬أ و أنه يمكن للمستفيد من الكمبيالة ان يتنازل عن الحق الوارد‬
‫فيها وهو مبلغ من النقود دائما قبل تاريخ استحقاقها إلى شخص آخر يصير حامال لها‪،‬‬
‫وهذا األخير يمكنه القيام بنفس العملية وهكذا دواليك‪.‬‬
‫وتسمى هذه العملية بالتظهير "‪ "l’endossement‬الذي يقصد به " كتابة عبارة على‬
‫ظهر الكمبيالة أو على وجهها – أو صدرها – أو على وصلة أو ديل ‪ -Allonge -‬تفيد‬
‫انتقال الحق الثابت فيها أو المبلغ من المستفيد المظهر إلى المظهر إليه" ‪ ،47‬وتسمية عملية‬
‫انتقال الكمبيالة بالتظهير تعود ألسباب تاريخية ‪ ،‬ألنه كان يتم كتابته على ظهر الكمبيالة‬
‫وجوبا‪ 48.‬ولكنه اليوم هو مجرد اسم اصطالحي فقط ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى التظهير يكون غير ممكن إذا تضمنت الكمبيالة عند انشائها شرطا‬
‫يمنعه كما رأينا ذلك عند حد يثنا عن البيانات االختيارية في الكمبيالة‪.‬‬

‫‪ -47‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -48‬ظ هر هذا النظام في إيطاليا في القرن السادس عشر ‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫ويتنوع التظهير إلى عدة أنواع إما بحسب الشكل وإ ما بحسب اآلثار الناجمة عنه ‪ ،‬فمن‬
‫حيث النوع األول يتنوع إلى تظهير اسمي وتظهير للحامل وتظهير على بياض ومن حيث‬
‫التنوع الثاني فإنه ينقسم إلى تظهير ناقل للملكية وتظهير توكيل ي وتظهير تأميني وسوف‬
‫نركز على النوع الثاني ألنه هو الذي له أهمية من حيث األحكام واآلثار في المعامالت‬
‫‪49‬‬
‫التجارية‪.‬‬
‫وسوف نتحدث في مطلب أول عن التظهير الناقل للملكية على أن نخصص المطلب الثاني‬
‫للحديث عن التظهير التوكيلي والتأميني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التظهير الناقل للملكية‬
‫يطلق التظهير الناقل للملكية على عملية نقل الحق الثابت في الكمبيالة من المظهر إلى‬
‫المظهر إليه‪ ،‬ويعد هذا النوع من التظهير هو األكثر شيوعا في التعامل التجاري وهو‬
‫األ صل في التظهير مالم يرد فيه ما يدل على أنه توكيلي أو تأميني‪.50‬‬
‫والتظهير بهذا المعنى يعد ش بيها بعملية سحب الكمبيالة أول مرة إن على مستوى بعض‬
‫األثار التي يتحملها الساحب أو على مستوى الشروط المتطلبة في التظهير‪.‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬شروط التظهير الناقل للملكية‪:‬‬
‫نبدأ أوال بالشروط الموضوعية ثم ننتقل إلى الشروط الشكلية‪،‬‬
‫أ‪ -‬الشروط الموضوعية‪:‬‬
‫لم ينص المشرع ا لتجاري على شروط موضوعية خاصة بالتظهير ‪ ،‬كما هو الحال ايضا‬
‫بالنسبة للشروط الموعية الخاصة بانشاء الكمبيالة ‪ ،‬وإنما لجأ إلى إعمال القواعد العامة‬
‫المنصوص عليها في ظهير اال لتزامات والعقود (الفصل الثاني) بشكل عام ‪ ،‬لكنه مع ذلك‬
‫تطلب ضرورة توفر شروط موضوعية خاصة أيضا بالتظهير‪ .‬وتطبيقا لذلك ‪ ،‬البد لصحة‬
‫التظهير أ ن يصدر عن شخص له أهلية كاملة و سليم اإلرادة ومتعد بها مع وجود سبب‬
‫‪51‬‬
‫ومحل مشروعين‪.‬‬
‫وأما بالنسبة للشروط الموضوعية الخاصة بالتظهير‪ ،‬فيمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون للمظهر الصفة في القيام بعملية التظهير‪:‬‬
‫البد لكي ي قوم المظهر بنقل ملكية الكمبيالة إلى المظهر إليه أن يكون حامال شرعيا لها‪،‬‬
‫ومعنى الحامل الشرعي‪ ،‬إما أن يكون هو المستفيد األصلي منها أي أن الكمبيالة سحبت‬

‫‪ - 49‬التظهير اإلسمي‪ :‬هو الذي يعين فيه اسم المستفيد سواء كان واحدا او متعددا طبيعيا أو معنويا أجنبيا عن الكمبيالة أم سبق‬
‫له التوقيع عليها‪.‬‬
‫‪ -‬التظهير للحامل‪ :‬هو الذي ال يعين فيه اسم المستفيد بل يتم ذكر كلمة للحا مل فيصير هذا األخير هو الحامل لها بعض النظر‬
‫عن شخصه‪.‬‬
‫‪ -‬التظهير على بياض‪ :‬وهو الذي يتم اإلكتفاء فيه بتوقيع المظهر دون ذكر اسم المظهر إليه ويبقى لهذا األخير وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 161‬من مدونة التجارة أن يمأل البياض باسمه فيصير التظهير اسميا أو باسم شخص آخر أو ان ي ظهر الكمبيالة من جديد‬
‫على بياض أو لشخص آخر أويتم تسليمها مناولة دون تظهيرها‪.‬‬
‫‪ -50‬علي سليمان العبيدي‪ :‬األوراق التجارية في التشريع المغربي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -51‬نحيل في هذه الشروط على ما سبق بيانه عند حديثنا عند إنشاء الكمبيالة‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫أول األمر لفائدته أو أن تكون قد ظهرت له ‪ ،‬كمظهر أول أو وصلت اليه عبر سلسلة من‬
‫‪52‬‬
‫التظهيرات مهما كان عددها وفق ما تقضي بذلك المادة ‪ 171‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون الكمبيالة قابلة للتظهير بحد ذاتها وتكون غير قابلة له كما رأينا إذا‬
‫تضمنت عبارة "ليست ألمر"‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ال يعلق التظهير على شرط‪ ،‬وقد نصت في هذا اإلطار الفقرة الرابعة من المادة‬
‫‪ 167‬من مدونة التجارة على ما يلي‪" :‬أن يكون التظهير ناجزا وكل شرط مفيد له‬
‫يعتبر كأن لم يكن" ‪.53‬‬
‫‪ -4‬ان يكون التظهير تاما وغير جزئي ألن هذا األخير يعيق تداول الكمبيالة وقد‬
‫نصت الفقر ة الخامسة من المادة ‪ 167‬على ما يلي‪" :‬التظهير الجزئي باطل‪."...‬‬
‫‪ -5‬أن ال يقع التظهير خارج األجل القانوني المحدد له ‪ :‬بالرجوع إلى المادة ‪ 173‬من‬
‫مدونة التجارة نستنتج منها بمفهوم المخالفة‪ ،‬أن التظهير يجب أن يقع قبل إقامة‬
‫محضر احتجاج عدم وفاء الكمبيالة أو قبل التاريخ المعين إلقامته‪.54‬‬
‫كما يمكن للكمبيالة كما هو معلوم أن تنتقل بطرق شرعية أخرى كاإلرث والوصية‬
‫والهبة‪ ،‬ففي كل هذه األحوال تثبت الصفة الشرعية لحامل الكمبيالة‪ ،‬كما يمكن أن يثبت‬
‫أيضا صفة التصرف الشرعي كالنائب عن صاحب الكمبيالة مثال ‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫(النيابة) يت م إعمال مقتضيات المادة ‪ 164‬من مدونة التجارة بالشكل الذي سبق وأن رأيناه‬
‫عند حديثنا عن النيابة في إنشاء الكمبيالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشروط الشكلية الخاصة بالتظهير‪:‬‬
‫التظهير كما سلف القول هو مثله مثل عملية سحب او إنشاء الكمبيالة من جديد تقريبا‪،‬‬
‫ولذلك تطلب فيه المشرع التجاري أيضا وجود شروط شكلية إلى جانب الشروط‬
‫الموضوعية التي رأيناها‪ .‬ثم إن هذه الشروط الشكلية منها ما هو إلزامي ومنها ما هو‬
‫اختياري تركه المشرع إلرادة المظهر‪.‬‬

‫‪ -52‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 171‬من م‪ .‬ت على ما يلي‪ " :‬يعتبر حائز الكمبيالة الحامل الشرعي لها إذا أثبت حقه بسلسلة‬
‫غير منقطعة من التظهيرات ولو كان التظهير األخير على بياض‪ .‬وتعتبر في هذا الشأن التظهيرات المشطب عليها كأن لم توجد‪.‬‬
‫ومتى كان التظهير على بياض متبوعا بتظهير آخر اعتبر الموقع عل ى هذا التظهير األخير مكتسبا ل لكمبيالة بموجب التظهير‬
‫على بياض"‪.‬‬
‫‪ -53‬ويذهب األستاذ محمد الشافعي في كتابه األوراق التجارية في مدونة التجارة المغربية‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ 26‬إلى ان التظهير‬
‫المعلق على شرط ال يعد باطال وإنما يبطل فقط الشرط ويبقى التظهير صحيحا بحيث ال يمكن ل لملتزم بوفاء الكمبيالة ان يرفض‬
‫الوفاء اعتمادا على وجود هذا الشرط‪.‬‬
‫‪ - 54‬سنقف الحقا على معنى "محضر احتجاج عدم وفاء الكمبيالة" في متن هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫‪ -1‬الشروط الشكلية اإللزامية في التظهير‪ :‬تنحصر الشروط الشكلية التي يمكن اعتبارها‬
‫الزامية في شرطين اثنين أوالهما يتعلق بضرورة الكتابة والثاني يتعلق بالتوقيع‪ ،‬بحيث‬
‫إنه ال يمكننا تصور تظهير دون كتابة‪.‬‬
‫و وفقا لنص المادة ‪ 167‬من مدونة التجارة فإن التظهير يجب أن يقع على الكمبيالة ذاتها‬
‫أو على ورقة متصلة بها‪.‬‬
‫ولم تحدد المادة أعاله‪ ،‬مكان كتابة التظهير وبالتالي فإنه قد يكتب على صدر أو وجه‬
‫الكمبيالة‪ ،‬أو على ظهرها وهو األ صل في التظهير من الناحية التاريخية‪ ،‬وإذا امتألت‬
‫‪55‬‬
‫الكمبيالة كلها بالتوقيعات يمكن كتابته على ورقة مستقلة عن الكمبيالة تسمى الوصلة‪.‬‬
‫ويتعلق الشرط اإللزامي الثاني في التظهير بضرورة توقيع المظهر وأن يكون هذا التوقيع‬
‫‪56‬‬
‫إما على الكمبيالة ذاتها أو على وصلة‪ ،‬وتعد الكمبيالة التي لم توقع وكأنها غير مظهرة‪.‬‬
‫‪ -2‬وأما عن الشروط االختيا رية في التظهير فإنه يمكن للمظهر أن يذكر ما شاء من‬
‫البيانات اال ختيارية شريطة عدم مخالفته لمبادئ االلتزام الصرفي والنظام العام أو مخالفة‬
‫االلتزامات والشروط الواردة بذات الكمبيالة‪.‬‬
‫وهكذا يمكن للمظهر إضافة شروط ت تعلق بتاريخ التظهير لما له من فوائد في معرفة أهلية‬
‫المظهر‪ ،‬وهل وقع التظهير قبل تاريخ االستحقاق أم بعده‪ .‬ورغم أن التاريخ بيان غير‬
‫إلزامي في التظهير إال أنه في حال ذكره يجب ان يكون صحيحا وفي حالة تقديم تاريخ‬
‫التظهير فإن المشرع التجاري في المادة ‪ 173‬اعتبره تزوير ا ومعنى ذلك أنه يخضع‬
‫لمقتضيات الجنائية المتع لقة بالتزوير المنصوص عليها في القانون الجنائي‪ 57.‬كما يمكن‬
‫للمظهر إضافة شروط اختيارية أخرى تتعلق باشتراط عدم تظهير الكمبيالة مرة أخرى‬
‫الذي يترتب عليه عدم تحمل المظهر للضمان في مواجهة من آلت إليهم الكمبيالة بتظهير‬
‫الحق وفقا لما نصت عليه المادة ‪ 168‬من مدونة ال تجارة‪ ،‬كما يمكنه أيضا اشتراط عدم‬

‫‪ -55‬يذهب األستاذ المختار بكور في كتابه األوراق التجارية في القانون المغربي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪ 67‬واألستاذ محمد مومن في كتابه‬
‫احكام وسائل األداء واإلئتمان في القانون المغربي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪ . 61‬إلى ضرورة اإلشارة في الوصلة إلى ما يفيد تبعيتها للكمبيالة‬
‫األصلية‪ ،‬بينما يذهب أستاذنا أحمد شكري السباعي إلى عكس هذا الرأي ويرى بأن ذكر بيانات الكمبيالة في الوصلة من شأنه ان‬
‫يجعلها كمبيالة ثانية وه و ما يتنافى مع التظهير على بياض ‪ ،‬ثم إنه ال جدوى من وجود هذه البيانات مادامت الوصلة تلحق دائما‬
‫بالكمبيالة األصلية وال تنفك عنها‪ ،‬وإن من شأن هذه البيانات كذلك ان تؤدي إلى الخلط بين الكمبيالة األصلية والوصلة وقد‬
‫يجعلها نسخة ثانية منها – للتفاصيل يراجع كتابه ا لوسيط في األوراق التجارية – م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -56‬انظر ما قلناه سابقا بشأن توقيع الساحب لكونه ينطبق على المظهر أيضا‪.‬‬
‫‪ -57‬تنص المادة ‪ 173‬من مدونة التجارة على ما يلي‪" :‬يترتب عن التظهير الحاصل بعد تاريخ االستحقاق نفس اآلثار المترتبة‬
‫عن تظهير سابق‪ .‬إال أن التظهير الحاصل بعد وقوع احتجاج عدم الوفاء أو بعد انصرام األجل المعين إلقامته ال يترتب عليه‬
‫سوى آثار الحوالة العادية‪.‬‬
‫يعتبر التظهير بال تاريخ محررا قبل انصرام األجل المعين إلجراء االحتجاج ما لم يثبت خالف ذلك‪.‬‬
‫يمنع تقديم تاريخ األوامر‪ ،‬وإن حصل عد تزويرا"‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫الضمان الذي ينحصر أثره في اإلعفاء من قبول الكمبيالة دون أن يمتد إلى اإلعفاء من‬
‫الوفاء‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار التظهير الناقل للملكية‬
‫التظهير الناقل للملكية ينتج عنه نقل ملكية الحق الوارد في الكمبيالة إلى المظهر إليه‪،‬‬
‫وهذا اال نتقال تنتج عنه مجموعة من اآلثار ذات طبيعة خاصة على اعتبار أن األمر يتعلق‬
‫بورقة تجارية لها خاصية ائتمانية أيضا وأحاطها المشرع بمجموعة من الضمانات‪،‬‬
‫وهكذا يترتب عن عملية االنتقال هاته الحقوق اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬ملكية الحق الوارد في الكمبيالة المظهرة‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 161‬م ن مدونة التجارة على أن التظهير ينقل "جميع الحقوق الناشئة عن‬
‫الكمبيالة" وأول هذه الحقوق فيها هو المبلغ المالي الذي تتضمنه والذي يطلق عليه الفقه‬
‫القانوني "مقابل الوفاء" الذي يجب على المسحوب عليه أداؤه‪ ،‬كما أن الكمبيالة قد‬
‫تتضمن حقوق أخرى كالرهون والضمانات وا الشتراطات وغيرها‪ ،‬وعموما كل حق‬
‫‪58‬‬
‫ت ضمنته الكمبيالة قبل ان تؤول إلى الحامل األخير بمقتضى التظهير‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق مواجهة جميع الملتزمين بالكمبيالة‪:‬‬
‫يملك المظهر إليه بمجرد انتقال الكمبيالة إليه بواسطة التظهير حق الرجوع على جميع‬
‫الموقعين عليها في حالة عدم األداء عند حلول أجل االستحقاق وفقا لما نصت عليه المادة‬
‫‪ 211‬من مدونة التجارة ‪ . 59‬وهكذا إذا رفض المحسوب عليه أداء مبلغ الكمبيالة التي‬
‫بحوزة المظهر إليه فإنه يحق لهذا األخير أن يقيم دعاوى المطالبة باألداء ضد جميع‬
‫الموقعين على الكمبيالة أي الملتزمين فيها بدءا من الساحب والمظه رين (السابقين عليه)‬
‫‪61‬‬
‫والضامنين االحتياطيين‪ ، 60‬ويستثنى من هؤالء من أعفى نفسه من الضمان‪.‬‬
‫ج‪ -‬حق انتقال الكمبيالة إلى المظهر إليه وهي خالية (مطهرة) من الدفوع‪:‬‬

‫‪ -58‬نشير إل ى أن موضوع التظهير الناقل للملكية هو مشابه من حيث الفكرة لمؤسسة قانونية أخرى موجودة في القانون المدني‬
‫(ظهير االلتزامات والعقود) هي حوالة الحقوق والديون "الحوالة" المنصوص عليها في القسم الثالث منه المسمى ب‪ :‬انتقال‬
‫االلتزامات وتحديدا الفصول من‪ 118‬إلى ‪ 211‬من ق ل ع ‪ ،‬لكن طبعا تمت عدة فروق من حيث الضمانات التي توفرها كال‬
‫منهما‪ ،‬واآلثار الناجمة عنهما‪ ،‬ومن بين هذه الفروق فيما له عالقة بموضوعنا أعاله ما يتعلق بانتقال الحق في الحوالة حيث‬
‫تتكون هذه األخيرة من ثالثة اطراف المح يل والمحال له والمحال عليه وتتجلى عملية ا نتقال الحق فيها بحلول المحال له محل‬
‫شخص المحيل‪ ،‬فيما ينتقل الحق في الكمبيالة انتقاال مباشرا إلى المظهر بشكل موضوعي وليس شخصي‪.‬‬
‫‪ -59‬تنص هذه المادة على ما يلي‪." :‬يسأل جميع الساحبين للكمبيالة والقابلين لها والمظهرين والضامنين االحتياطيين على وجه‬
‫التضامن نحو الحامل‪.‬‬
‫يحق للحامل أن يوجه الدعوى ضد جميع هؤالء األشخاص فرادى أو جماعة دون أن يكون ملزما باتباع الترتيب الذي صدر به‬
‫التزامهم‪.‬‬
‫ويتمتع بالحق نفسه كل موقع للكمبيالة أدى مبلغها‪.‬‬
‫وال تمنع الدعوى المقامة على أحد الملتزمين من إقامة الدعوى تجاه اآلخرين ولو كانوا الحقين لمن أقيمت عليه الدعوى أوال "‪.‬‬
‫‪ - 60‬سوف نقف على موضوع الضمان االحتياطي في الكمبيالة الحقا في متن هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ -61‬نشير إلى أن الساحب ال يمكن له ان يعفي نفسه من ضمان الوفاء‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫تعتبر قاعدة عدم التمسك بالدفوع من القواعد التي تستعمل كثيرا في التحليل الفقهي‬
‫والعمل القضائي بالنظ ر إلى شمولية آثار هذه القاعدة واستيعابها لكافة المواضيع المرتبطة‬
‫‪62‬‬
‫بالكمبيالة وإن كانت تجد مجاال تطبيقيا خصبا لها في موضوع التظهير‪.‬‬
‫وحتى يتم تبسيط األمر لدراسي القانون ومختلف المهتمين‪ .‬فإننا سنقوم بتعريف هذه‬
‫القاعدة ثم ننتقل إلى بيان أبرز مجاالت تطبيقاتها‪.‬‬
‫‪ -1‬المقصود بقاعدة عدم التمسك بالدفوع ‪:‬‬
‫سبق أن رأينا أن الكمبيالة تنشأ أساسا بين ثالثة أطراف (الساحب والمسحوب عليه‬
‫والمستفيد)‪ ،‬ثم بعد ذلك يمكن أن تنتقل إلى أطراف أخرى عن طريق التظهير الذي قد‬
‫يصل إلى سلسلة من التظهيرات‪.‬‬
‫وتفاديا لقيام أحد الملتزمين في الكمبيالة بالتمسك بدفع من الدفوع المعنية بهذه القاعدة‬
‫‪ ،‬بسبب عالقته مع ساحب الكمبيالة األصلي‪ ،‬مثال‪ ،‬أو المستفيدين السابقين على آخر‬
‫حامل للكمبيالة قصد التهرب من أدائها‪ ،‬فإن المشرع سطر هذه القاعدة حماية لحامل‬
‫الكمبيالة الحسن النية‪ ،‬بحيث إنه وفي غياب تقرير هذه القاعد ة‪ ،‬فإن حامل الكمبيالة قد‬
‫يفاجئ بعالقة تجمع ما بين الساحب والمستفيد ا ألول من الكمبيالة قبل تظهيرها‪،‬تتمثل في‬
‫وجود عالقة مديونية بينهم ا بقيمة الكمبيالة وبالتالي مطالبة المدين في هذه العالقة‬
‫بالمقاصة وبالتعبية سوف تصبح الكمبيالة عديمة الفائدة‪.‬‬
‫ولكن مع وجود قاع دة عدم التمسك بالدفوع تجاه الحامل حسن النية‪ ،‬فإنه ال يمكن مواجهته‬
‫بأي دفع ناجم عن العالقات الشخصية السا بقة على وصول الكمبيالة إليه ‪ .‬وهذه الدفوع‬
‫هي كثيرة ومتعددة منها ما يرتبط بالكمبيالة ذاتها كالدفع بتخلف بعض البيانات اإللزامية‬
‫أو الدفوع الموضوعية المتعلق ة باألركان كالدفع بنقصان األهلية أو إنعدامها أو وجود‬
‫عيب من عيوب اإلرادة أو تحريف البيانات وزوريتها‪ 63‬وغيرها من الدفوع ‪.64‬‬
‫وتعتبر المادة ‪ 171‬من مدونة التجارة بمثابة المؤطر القانوني لقاعدة عدم التمسك‬
‫بالدفوع ت جاه حامل الكمبيالة حسن النية ‪،‬حيث قررت هذه المادة ما يلي‪ " :‬ال يجوز‬
‫لألشخاص المدعى عليهم بسبب الكمبيالة أن يتمسكوا تجاه الحامل بالدفوع المستمدة من‬
‫عالقاتهم الشخصية بالساحب أو بحامليها السابقين ما لم يكن الحامل قد تعمد باكتسابه‬
‫الكمبيالة اإلضرار بالمدين "‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪-Michel de Juglar et Benyamin Ippotito :les offerts de commerce, lettre de change, billets à ordre, chèque, tome, 3 éme édition-Montchrestien‬‬
‫‪EJA, Paris 1996, p 157.‬‬
‫‪ -63‬محمد الهيني‪ :‬الدفوع في األوراق التجارية على ضوء الفقه والقضاء – منشورات مركز قانون االلتزامات والعقود بكلية‬
‫الحقوق بفاس‪ ،‬دار اآلفاق المغربية‪ ،‬مطبعة األمنية بالرباط ‪ ،2111‬ص ‪ 124‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -64‬تجدر اإلشارة إلى أن قاعدة عدم التمسك بالدفوع في مواجهة الحامل حسن النية تتقاطع مع ق اعدة لها نفس األهمية في القانون‬
‫ا لصرفي وهي قاعدة استقالل التوقيعات ‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫‪ -2‬مجاالت تطبيق قاعدة عدم التمسك بالدفوع ‪:‬‬


‫قبل أن نقف على بعض تطبيقات قاعدة عدم التمسك بالدفوع‪ ،‬نشير إلى أن هذه القاعدة ال‬
‫‪65‬‬
‫تهم بعض حاالت انتقال الكمبيالة كما لو انتقلت باإلرث أو عن طريق الحوالة المدنية‪،‬‬
‫أو في حالة التظهير التوكيلي الذي سوف نقف عنده الحقا بالنظر إلى طبيعة هذا األخير‬
‫الذي ال يتمتع فيه شخص ا لوكيل بحق مستقل عن باقي الموقعين على الكمبيالة ‪،66‬‬
‫وبالتالي فإن قاعدة عدم التمسك بالدفوع تهم بالدرجة األولى التظهير الناقل للملكية الذي‬
‫سبق أن تحدثنا عنه والتظهير التأميني الذي سنتحدث عنه الحقا‪.‬‬
‫ويمكن باإلستناد إلى نص المادة ‪ 171‬من مدونة التجارة تحديد مجاالت تطبيق هذه‬
‫القاعدة كما يلي‪:‬‬
‫حالة تمسك المدعى عليهم بالدفوع المستمدة من عالقتهم الشخصية بالساحب أو‬ ‫‪‬‬
‫حاملي الكمبيالة السابقين‪:‬‬
‫والمقصود بهذا المقتضى هو أنه ال يمكن للمدعى عليهم وهم كل ملتزم بالوفاء بالكمبيالة‬
‫أو ملتزم بقبولها أو ضامنيها ‪ 67‬أن يتمسكوا بأية ع القة تجمعهم سواء بساحب الكمبيالة‬
‫األصلي أو الحاملين السابقين لها ع لى اعتبار أن كل مظهر للكمبيالة ي أخذ مركزا شبيها‬
‫بالساحب تجاه آخر حامل لها‪ ،‬وذلك مثل الدف ع المتعلقة بانتهاء االلتزام بسبب المقاصة‬
‫التي كانت بين المدعي عليه (الملتزم في الكمبيالة) والساحب أو حاملي الكمبيالة السابقين‪،‬‬
‫‪68‬‬
‫أو غيرها من الدفوع‪.‬‬
‫هذا عن الدفوع الشخ صية أما الدفوع الموضوعية التي لها عالقة بالكمبيالة ويستطيع كل‬
‫حامل ان يتعرف عليها أل نها تكون ظاهرة فال تكون مشمولة بقاعدة عدم التمسك بالدفوع‪،‬‬
‫وذلك كالدفع بنقصان األهلية وخلو الكمبيالة من ذكر بعض البيانات اإللزامية المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 158‬من مدونة التجارة السالف ذكرها وكذلك الدفع بوجود بيان اختياري‬
‫منصوص عليه في ص لب الكمبيالة وكذلك الدفع بانعدام مشروعية سبب الكمبيالة إذا كان‬
‫مذكورا فيها‪ ،‬ففي هذه األمثلة يستطيع الحامل من ظاهر الكمبيالة أن يتعرف على نقصان‬

‫‪ -65‬المختار بكور‪ :‬األوراق التجارية في القانون المغربي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪66‬‬
‫أنظر للمزي د من التفاصيل‪:‬‬
‫‪René Robolt : Les effets de commerce, édition Siry 1975, p 247 et s.‬‬
‫‪ -67‬أي الذين سوف يكون لهم مركز المدعى عليهم في حالة عدم األداء وتوجه حامل الكمبيالة (المدعي) إلى ال محكمة للمطالبة‬
‫بأدائها‪.‬‬
‫‪ -68‬من األمثلة التي يوردها فقهاء القانون التجاري هنا الدفع بكون الكمبيالة موقعة على سبيل المجاملة وليست حقيقية‪ ،‬ذاك أنه‬
‫يقع في الحياة التجارية ان يقوم مسحوب عليه بتوقيع الكمبيالة مجاملة ودون ان يكون لديه الرصيد أي مقابل الوفاء ‪ ،‬بحيث إن‬
‫الساحب في هذه الحالة يقضي بها بعض مآرب تجارته دون أن يصرفها او يتم توفير المؤونة لها فيما بعد‪ ،‬فإذا حصل هذا األمر‬
‫بطريقة من الطرق وا نتقلت هذه الكمبيالة إلى حامل وقد مها للوفاء عند حلول ميعاد استحقاقها فإنه ال يمكن للمسحوب عليه أو‬
‫يواجهه بعالقته مع الساحب وأنه نتيجة لهذه العالقة قام بقبول الكمبيالة على سبيل المجاملة ليس إال‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫أهلية الساحب مثال‪ ،‬وعدم وجود بيان الزامي وعدم مشروعية السبب في حالة ذكره‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫‪ ‬حالة اكتساب الحامل للكمبيالة قصد اإلضرار بالمدين‪:‬‬
‫استثنى المشرع التجاري في المادة ‪ 171‬من قاعدة عدم جواز تمسك بالدفوع الحامل الذي‬
‫آلت إليه الكمبيالة وهو يعلم بالد فوع التي يمكن أن تثار وسكت عن قصد إضرارا بالملتزم‬
‫في الكمبيالة والذي عبرت عنه المادة ‪ 171‬أعاله بالمدين‪ ،‬وهذا ما يناقشه الفقه التجاري‬
‫في إطار ما يعرف بحسن نية حامل الكمبيالة‪.‬‬
‫لكن النقاش بين هذا الفقه حول الوقت الذي يكون ا لحامل سئ النية وبالتالي يتم حرمانه من‬
‫االستفادة من قاعدة عدم التمسك بالدفوع‪ ،‬هل بمجرد علمه بهذه الدفوع أثناء اكتسابه‬
‫الكمبيالة كما تذهب إلى النظرية الفرنسية ؟ أم أن مجرد العلم ال يكفي بل البد من حصول‬
‫تواطؤ بين الحامل والمظهر كما تذهب إلى ذلك النظرية اإلنجليزية ؟ تجدر االشارة إلى‬
‫أن قانون جنيف الموحد اتخذ موقفا وسطا بين هاتين النظريتين حيث لم يكتف بعلم حامل‬
‫الكمبيالة فقط ولم يشترط حصول التواطئ‪ ،‬بل اشترط في المادة ‪ 17‬من هذا القانون أن‬
‫يكون الحامل على علم بوجود الدفع وأن يتعمد اإلضرار بالمدين عند حصوله على‬
‫الكمبيالة‪ ،‬وهو نفس الموقف الذي تبناه ال قانون التجاري المغربي في المادة ‪ 171‬التي‬
‫سبقت اإلشارة إليها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التظهير التوكيلي والتأميني‬
‫سوف نتحدث في فقرة أولى عن التظهير التوكيلي ثم عن التظهير التأميني في فقرة ثانية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التظهير التوكيلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المقصود بالتظهير التوكيلي‪:‬‬
‫يقصد بال تظهير التوكيلي كما يت جلى ذلك من اسمه ومن وظيفته المحددة في المادة ‪172‬‬
‫من مدونة التجارة‪ ،‬قيام المظهر بتظهير الكمبيالة إلى المظهر إليه باستعمال عبارة ال تفيد‬
‫نقل الملكية وإنما تف يد القيام بتحصيلها لحسابه في تاريخ استحقاقها وقيامه كذلك‬
‫باإلجراءات الناجمة عن ع دم الوفاء أو القبول‪.‬‬
‫ولما كان األمر ال يتعدى قيام المظهر إليه باستخالص الكمبيالة لحساب المظهر‪ ،‬فإن‬
‫األمر هنا يتعلق بإعمال نظام الوكالة المعروفة في القانون المدني مع بعض الخصوصيات‬
‫التي تقتضيها طبيعة القانون الصرفي‪.‬‬
‫وللتظهير التوكيلي في الواقع العملي فوائد ك بيرة بحيث يقوم التاجر أو المؤسسات‬
‫التجارية باإللتجاء إلى أسلوب الوكيل لتفادي الحضور الشخصي بسبب كثرة األعمال وفي‬
‫‪69‬‬
‫األغلب تقوم األبناك بهذا الدور نيابة عن زبنائها بعد الحصول على التوكيل منهم‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪- Réne Roblot : Les effets de commerce, op.cit, p 257‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫ويشترط في التظهير التوكيلي أن يكتب في ذات الكمبيالة وأن يرد في صيغة تفيد بشكل‬
‫صريح التظهير التوكيلي وليس الناقل للملكية مثل عبارة "لالستخالص" أو "التوكيل" أو‬
‫"االستفاء" وغيرها‪ ،‬كما يشترط فيه أن يكون موقعا ب نفس كيفية توقيع الساحب التي سبق‬
‫الحديث عنها فضال عن أن التظهير يجب أن يكون ناجزا وأن يشمل مبلغ الكمبيالة بكامله‪.‬‬
‫ب‪ -‬آثار التظهير التوكيلي‪:‬‬
‫التظهير التوكيلي له آثار تهم العالقة التي تجمع ما بين المظهر والمظهر إليه وما بين هذا‬
‫األخير والغير‪.‬‬
‫فبالنسبة لعالقة المظهر بالمظهر إليه فإنها تحتكم إلى قواعد الوكالة المنصوص عليها في‬
‫الفصول من‪ 178‬إلى ‪ 842‬من قانون االلتزامات والعقود شريطة أال تتعارض قواعد هذا‬
‫األخير مع قواعد القانون الصرفي كما سبق القول أو ما تم استثناه بنص صريح ‪ ،‬كحالة‬
‫موت الموكل التي تنتهي الوكالة معها وفقا للقواعد العامة لكن المشرع في القانون‬
‫التجاري خرج عن هذه القاعدة عندما نص في المادة ‪ 172‬في فقرتها الثالثة على أنه "ال‬
‫تنتهي الوكالة التي يتضمنها التظهير التوكيلي بوفاة الموكل أو فقدانه ألهليته"‪.‬‬
‫وأما بالنسبة لعالقة المظهر إليه (الوكيل) بالغير فإنه وبالنظر إلى طبيعة التظهير التوكيلي‬
‫الذي ال يملك فيه المظهر إليه إال استخالص مبلغ الكمبيالة فإن هذا النوع من التظهير غير‬
‫مط هر من الدفوع وبالتالي ال يقف حاجزا أمام عدم تمسك الملتزمين في الكمبيالة بالدفوع‬
‫التي لهم في مواجهة المظهر (الموكل) لكن‪ ،‬ليس لهم أن يواجهوا بها المظهر إليه ألنه‬
‫مجرد وكيل‪.‬‬
‫كما ال يحق للمظهر إليه أن يظهر الكمبيالة للغير إال على سبيل التوكيل‪ ،‬أما التظهير التام‬
‫أو الناقل للملكية فال يجوز وفقا لما نصت عليه الفقرة األولى من المادة ‪ 172‬من مدونة‬
‫التجارة التي جاء فيها ما يلي‪" :‬يجوز للحامل متى تضمن التظهير عبارة "لالستخالص"‬
‫أو "من أجل االستيفاء"‪ ،‬أو "للتوكيل" أو أية عبارة أخرى تفيد مجرد التوكيل أن يمارس‬
‫جميع الحق وق الناتجة عن الكمبيالة‪ ،‬لكن ال يجوز له أن يظهرها إال على سبيل التوكيل"‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التظهير التأميني‪:‬‬
‫أ‪ -‬المقصود بالتظهير التأميني‪:‬‬
‫يقصد بالتظهير التأميني قيام المظهر (الراهن) بتظهير الكمبيالة إلى المظهر إليه‬
‫(المرتهن) لضمان دين معين‪.‬‬
‫وهذا النوع من ال تظهير نادر الوقوع بالنظر إلى تفض يل الجهات المانحة للقروض‬
‫ضمانات أخرى أكثر فاعليه وغير مقر ونة بأجل كما هو حال الكمبيالة‪.‬‬
‫وقد اشترط فيه المشرع التجاري في المادة ‪ 172‬أ ن يكتب في ذات الكمبيالة ما يفيد أن‬
‫التظهير هو على سبيل الرهن كعبارة "مبلغ على وجه الضمان" او "مبلغ على وجه‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫الرهن" أو أي عبارة تفيد نفس المعنى‪ ،‬كما أكد فقهاء القانون التجاري على وجوب توفر‬
‫‪70‬‬
‫باقي الشروط األخرى المتطلبة في التظهير الناقل للملكية‪.‬‬
‫ب‪ -‬آثار التظهير التأميني‪:‬‬
‫يمنح التظهير التأميني لحامل الكمبيالة حق صفة الدائن المرتهن على أن هذا الحق يتم‬
‫تقديره وفقا لما تمنحه الكمبيالة كورقة تجارية من حقوق وليس وفقا للقواعد العامة التي‬
‫‪71‬‬
‫تحكم الرهن‪.‬‬
‫وقد أجملت المادة ‪ 172‬من مدونة التجارة في فقرتها الرابعة مختلف آثار التظهير‬
‫التأميني عندما نصت على أنه " يجوز للحامل متى تضمن التظهير عبارة "مبلغ على وجه‬
‫الضمان" أو "مبلغ على وجه الرهن" أو أية عبارة أخرى تفيد الرهن أن يمارس جميع‬
‫الحقوق المتفرعة عن الكمبيالة‪ ،‬لكن ال يصح التظهير الذي يصدر عنه إال كتظهير توكيلي‬
‫"‪.‬‬
‫*******************‬
‫تطبيق ات قضائية في موضوع تظهير الكمبيالة‬
‫القرار األول ‪:‬‬

‫قرار المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا) عدد‪ ، 318 :‬المؤرخ في‪ ،2116/3/22 :‬ملف تجاري عدد‪:‬‬

‫‪.2114/1/3/1119‬‬
‫باسم جاللة الملك‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‬
‫بناء على قرار السيدة رئيسة الغرفة بعدم إجراء بحث طبقا ألحكام الفصل ‪ 050‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية‪.‬‬
‫حيث يستفاد من أوراق الملف ومن القرار الصادر عن محكمة االسهتئناف التجاريهة بالهدار البيضهاء‬
‫بتههاريخ ‪ 2000/10/1‬فههي الملههف عههدد ‪ 3/2002/521‬تحههت عههدد ‪ 2000-2311‬أن الطالههب البنههك‬
‫المغربي ‪ ...‬تقدم بمقال إلى المحكمة التجارية بالدار البيضاء مفاده أنه دائن لشهركة ‪ ...‬بمبلهغ أصهلي‬
‫يرتفع إلى ‪ 1.901.015.00‬درههم التهي رفضهت األداء رغهم المسهاعي الوديهة‪ ،‬وأن الهدين المهذكور‬
‫ترتههب بهههذمتها مهههن قبهههل كشهههف حسهههاب موقهههوف فهههي ‪ 1339/12/1‬بمبلهههغ ‪ 1.515.019.30‬درههههم‬
‫وكمبيالههههة مسههههحوبة علههههى المطلوبههههة شههههركة ‪ ...‬ومظهههههرة مههههن طههههرف شههههركة ‪ ...‬لفائدتههههه بمبلههههغ‬

‫‪ -70‬المختار بكور‪ :‬األوراق التجارية في القانون المغربي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ ،86‬ومحمد مومن‪ :‬أ حكام وسائل اال داء واإلئتمان‬
‫في القانون المغربي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -71‬تراجع هذه الفكرة عند‪:‬‬
‫‪Ch. Gavalda et Stoufflet (J): Droit de crédit, effet de commerce, cheque, cartes de paiement et de crédit, tome 2, n°2 édition, Paris litec,1‬‬
‫‪999, p 86 et s.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫‪ 119.021.10‬درهم مهع الفوائهد البنكيهة بسهعر ‪ %10‬ابتهداء مهن فهاتح دجنبهر ‪ 1339‬بالنسهبة بمبلهغ‬
‫‪ 1.515.019.30‬درهههم الممثههل لرصههيد الحسههاب السههلبي‪ ،‬وابتههداء مههن تههاريخ حلههول الكمبيالههة وهههو‬
‫‪ 1339/5/2‬بالنسهههبة لمبلهههغ ‪ 119.021.10‬درههههم والحكهههم علهههى شهههركة ‪ ...‬بهههأداء تعهههويض قهههدره‬
‫‪ 110.000.00‬درهههم وعلههى شههركة ‪ ...‬بتعههويض قههدره ‪ 20.000.00‬درهههم وتحميلهمهها الصههائر‪،‬‬
‫فصدر حكم قضهى علهى المهدعى عليهمها بأدائهمها تضهامنا مبلهغ ‪ 1.901.015.00‬درههم مهع حصهر‬
‫المبلغ المحكوم به بالنسبة للمدعى عليها الثانية شركة ‪ ...‬في ‪ 119.021.10‬درهم مع الفوائد البنكية‬
‫ابتداء من تاريخ الحلول بالنسبة للمبلغ الوارد بالكمبيالة والفوائد القانونيهة مهن اليهوم المهوالي إليقهاف‬
‫الحسههاب بالنسههبة لمبلههغ ‪ 1.015.019.30‬درهههم ومبلههغ ‪ 1.000.00‬درهههم كتعههويض عههن التماطههل‬
‫ورفض باقي الطلبات وتحميلهما الصائر بالتضامن‪ ،‬استؤنف من طرف المطلوبة شركة ‪ ،...‬فصدر‬
‫قرار استئنافي بإلغاء الحكم المستأنف فيما قضى به في مواجهة شركة ‪ ...‬والحكم مهن جديهد بهرفض‬
‫الطلب في مواجهتها وتحميل المستأنف عليه الصائر‪ ،‬وهو القرار المطعون فيه‪.‬‬
‫في شأن الوسائل مجتمعة‪،‬‬
‫حيث يعيب الطهاعن القهرار بتحريهف طبيعهة عمليهة بنكيهة المسهاوي لتحريهف الوقهائع والمهؤدي إلهى‬
‫فساد التعليهل المهوازي النعدامهه ولخهرق المهادتين ‪ 111‬و‪ 151‬مهن المدونهة بهدعوى أن القهرار علهل‬
‫حكمه من أنه " يتضح بالفعل بالرجوع إلى الكمبيالة موضوع النهزاع الحاملهة لمبلهغ ‪119.021.10‬‬
‫درهههم أنههها تحمههل عبههارة غيههر قابلههة لتظهيههر‪ ،‬ومههع ذلههك قامههت السههاحبة شههركة ‪ ...‬بتقههديمها للخصههم‬
‫بتهاريخ ‪ 1339/0/1‬لتسهتفيد مهن قيمتهها قبهل ميعهاد االسهتحقاق " واعتبهر بهذلك قضهاء االسههتئناف أن‬
‫المستفيدة من كمبيالة دفعتها في حسابها البنكي في إطار عملية الخصم يشهكل تظهيهر للكمبيالهة التهي‬
‫تم التنصيص فيها على أنها غير قابلة للتظهير‪ ،‬مع أن التظهيهر لفائهدة البنهك أمهر جهائز ومعمهول بهه‬
‫في إطار التعامل البنكي‪ ،‬ألنه ال يمكن للمستفيد من كمبيالة أو شيك أن يحصهل علهى مقابلهه ويسهجل‬
‫في حسابه إال إذا ظهر ذلك الشهيك أو الكمبيالهة لفائهدة البنهك‪ ،‬ويكهون هنهاك فهرق بهين التظهيهر الهذي‬
‫يههؤدي إلههى تههداول وسههيلة األداء والتظهيههر المقتصههر علههى البنههك الههذي فههتح بههين يديههه حسههاب لفائههدة‬
‫المستفيد كما أن االلتزام بعدم التظهير يشكل اتفاقا بين المدعى عليهما بسبب الكمبيالهة أي شهركة ‪...‬‬
‫وشههركة ‪ ،...‬وال يمكههن لشههركة ‪ ...‬أن تواجهههه بهههذا االتفههاق‪ ،‬وقضههاة االسههتئناف بعههدم التفههاتهم لهههذا‬
‫المقتضى خرقوا هذا المبدأ الراسخ الذي كان يتعين تطبيقهه‪ ،‬ويبقهى لشهركة كهاف ديزيهل أن تقاضهي‬
‫شركة ‪ .....‬وتطالبها بالتعويض عن خرقهها لاللتهزام بعهدم التظهيهر الهذي ال يمكهن أن يعهارض بهه "‬
‫البنك " ثم أن قضاة االستئناف عنهدما رفضهوا دعهواه فهي مواجههة المطلوبهة قضهوا بمها ههو مخهالف‬
‫للقهانون‪ ،‬إذ لههم يرتهب المشههرع علهى تظهيههر الكمبيالهة التههي تحمهل شههرط " غيهر قابلههة للتظهيههر " أي‬
‫جزاء من هذا القبيل‪ ،‬إَضافة إلى أن المشرع أورد في تلك المادة كيفيهة انتقهال الكمبيالهة فهي حهالتين‪،‬‬
‫األولى بطريق التظهير ولو لم تكن مسحوبة لألمر صراحة والثانية بطريهق الحوالهة العاديهة‪ ،‬إال أن‬
‫المشههرع لههم يههنص فههي المههادة ‪ 151‬علههى الحالههة التههي تكههون فيههها الكمبيالههة حاملههة لعبههارة غيههر قابلههة‬
‫للتظهير‪ ،‬وفضال عهن ذلهك فهإن ههذه المهادة لهم تهنص علهى عاقبهة الهبطالن حتهى يتسهنى للمحكمهة أن‬
‫تههرفض الطلههب المقههدم ضههد المسههحوب عليههها‪ ،‬وأن القههرار أورد " مهها دام أن الثابههت فههي النازلههة أن‬
‫المستأنفة بصفتها مسحوبا عليهها قهد اشهترطت علهى السهاحب عهدم تهداول الكمبيالهة‪ ،‬فإنهه يمنهع عليهه‬
‫تظهيرها للغير ولو مهن أجهل الخصهم "‪ ،‬الشهيء الهذي يتجلهى منهه أن المحكمهة تقهر بهأن ههذا الشهرط‬
‫اشترطته المسحوب عليها على الساحب‪ ،‬ويكون هذا الشرط قابال للتنفيذ بينهما وال يمكن أن يعتد بهه‬
‫في مواجهة األغيار بما فيهم (الطالب) سهواء عمهال بالمهادة ‪ 111‬مهن مدونهة التجهارة أو المهادة ‪151‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪42‬‬

‫منها أو حتى بناء على الفصل ‪ 229‬مهن قهانون االلتزامهات والعقهود‪ ،‬وبمها أن القهانون المطبهق علهى‬
‫النازلههة والههذي يتجسههد فههي المههادتين ‪ 151‬و‪ 111‬ال يههنص علههى عههدم قبههول الطلههب‪ ،‬أو عههدم إمكانيههة‬
‫مقاضاة المسحوب عليها في مثل النازلة‪ ،‬فالحكم االبتهدائي كهان مصهادفا للصهواب والقهرار القاضهي‬
‫بإلغائه معرضا للنقض‪.‬‬
‫ل كههن‪ ،‬حيههث إن التظهيههر الناقههل للملكيههة ينقههل الحههق فههي الكمبيالههة مههن المظهههر للمظهههر إليههه‪ ،‬ومتههى‬
‫تضمنت الكمبيالة عدم قابليتها للتظهيهر فهإن المسهتفيد الهذي يقهوم مهع ذلهك بتظهيرهها للبنهك مهن أجهل‬
‫خصمها يكون تظهيره تظهيرا ناقال للملكية‪ ،‬وال يمكن بالتالي للبنك المظهر لهه الرجهوع علهى الغيهر‬
‫المسههحوب عليههه متههى اشههترط هههذا األخيههر عههدم قابليههة الكمبيالههة للتظهيههر وارتضههى مههع ذلههك البنههك‬
‫تظهيرها له من طرف المستفيدة ويبقى للبنهك فقهط حهق الرجهوع علهى المسهتفيدة مهن عمليهة الخصهم‬
‫دون المسحوب عليها‪ .‬والمحكمة مصدرة القرار المطعون فيهه التهي عللهت قرارهها " بأنهه مها دام أن‬
‫الساحبة شركة كاف الصخور السوداء خالفت المنع المشترط في الكمبيالة وقدمتها للخصم فإن البنك‬
‫الحامل ال يحق لهه الرجهوع علهى المسهحوب عليهها وإنمها يبقهى لهه حهق الرجهوع علهى السهاحب فقهط‬
‫باعتباره المستفيد من الخصم " تكون قد اعتمدت وعن صواب مجمل ما ذكر‪ ،‬وما ورد فهي قرارهها‬
‫حول " عدم جواز الخصم إال في األوراق التجارية أو السندات القابلة للتداول عمال بالمهادة (‪ 215‬م‬
‫ت) فهو من قبيهل التزيهد الهذي ال أثهر لهه علهى سهالمة القهرار الهذي يكهون معلهال تعلهيال سهليما وغيهر‬
‫خارق للمقتضين المحتج بخرقهما والوسائل على غير أسهاس فيمها عهدا مها ههو مهن قبيهل التزيهد فههو‬
‫دون أثر‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب‪ ،‬وتحميل الطالبة الصائر‪.‬‬
‫*************‬
‫القرار الثاني ‪:‬‬

‫قرار المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا) عدد‪ :‬عدد‪ 678 :‬المؤرخ في ‪2113/5/28 :‬‬
‫‪ ،‬ملف تجاري عدد ‪2112/1/3/446 :‬‬

‫باسم جاللة الملك‬


‫بتههاريخ‪ 29 :‬مههايو ‪ 2000‬إن الغرفههة التجاريههة القسههم الثههاني بههالمجلس األعلههى فههي جلسههتها العلنيههة‬
‫أصدرت القرار اآلتي نصه‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‪،‬‬
‫حيث يستفاد من أوراق الملف والقرار المطعهون فيهه أن المطلهوب البنهك ‪ ..‬تقهدم بتهاريخ ‪31/9/0‬‬
‫بدعوى يلتمس بمقتضاها الحكم على الطالبة بمعية شركة ‪ ...‬وكفيله السيد عبد العزيز ‪ ...‬بأدائهم له‬
‫مبلغ ‪ 2.111.112.12‬درهم ومبلغ‪ 2.011.191.10‬درهم و‪ 501.109.23‬درهم مع الفائدة البنكية‬
‫والضريبية على القيمة المضافة الكل من ‪ 31/1/1‬وهي المبهالغ الناتجهة عهن رصهيد حسهاب الطالبهة‬
‫المههدين‪ ،‬وعههن اسههتحقاقات غيههر مههؤداة ع هن قههرض متوسههط األحههد بمبلههغ مليههون درهههم وعههن نفههس‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫االستحقاقات متعلقة بقرض بمبلغ مليون درهم ‪،‬كما الهتمس الحكهم علهى المهدعى عليهمها بأدائهمها لهه‬
‫مبلههغ ‪ 31.510.12‬درهههم عههن سههت كمبيههاالت غيههر مههؤداة وعلههى الطالبههة بمعيههة شههركة ‪ ...‬و كفيلههها‬
‫بمبلههغ ‪ 101.205.11‬درهههم ‪،‬عههن سههتة كمبيههاالت أخههرى مههع الفائههدة البنكيههة والضههريبة علههى القيمههة‬
‫المضافة من ‪" 31/1/1‬وتعويض بمبلغ ثالثين ألف درهم ‪،‬ثم تقهدم المطلهوب بطلهب إضهافي رام إلهى‬
‫الحكم على نفس المدين بأدائهما له مبلغ ‪ 10.110.11‬درهم مع الفائهدة البنكيهة مهن ‪ 35/0/21‬الهدين‬
‫النههاتج عههن كفالههة جمركيههة أداههها نيابههة عههن المدين هة األصلية‪،‬فأصههدرت المحكمههة االبتدائيههة بالههدار‬
‫البيضاء (الحي الحسني –عين الشق) بتاريخ ‪ 35/12/1‬حكما استجابت فيه للطلهب فهي حهدود أصهل‬
‫الدين دون التعويض استأنفته الطاعنة‪،‬فأيدته محكمة االستئناف بمقتضى قرارها المطعون فيه‪.‬‬
‫فيمهها يهههم الوسههائل الههثالث مجتمعههة المتخههذة مههن خههرق أحكههام الفصههل ‪ 201/201‬مههن ق ل ع‬
‫الفصهههول ‪ 159/151/150/115‬مهههن ق ل ع و الفصهههل ‪ 103‬القهههانون التجهههاري المهههادة ‪ 111‬ومهههن‬
‫المدونة ‪.‬‬
‫ذاك أن شركة ‪ ...‬و ‪ ...‬لم تنفهذا التزامهمها كمها ههو متفهق عليهه فأصهبحت السهندات المسهلمة لهها مهن‬
‫الطالبة الغية بسبب ذلك ‪،‬وبالتالي فان األخيرة أصبحت في حل من مبالغها‪ ،‬وإن المحكمة لم تناقش‬
‫و لم تعر أي اهتمام لذلك وألحكام الفصهول ‪ 201‬و ‪ 201‬و‪ 201‬مهن ق ل ع وأهملهت وسهائل إثبهات‬
‫الطالبة بخصوص أن الشركة المذكورة لم تنفذ التزامها مما يجعل اعتبا ر الشهرط الفاسهخ قائمها فهي‬
‫النازلة أن الطالبة أشعرت نفس الشركة داخل األجل القانوني و أقهرت بهالعيوب عمليهة اإلصهالح لهم‬
‫تعط نتيجهة ‪ ،‬و الفصهل ‪ 115‬يهنص علهى أن الشهرط الفاسهخ يعتبهر موجهودا دون حاجهة للهنص عليهه‬
‫لصالح كل من المتعاقدين إذ لم ينفذ المتعاقد اآلخهر التزامهه‪ ،‬و الفصهل ‪ 151‬منهه يلهزم أجيهر الصهنع‬
‫بضمان عيوب ونقائص صنعته ‪ ،‬و أن الطالبة طالبت شركة سطون وسهيد بقيمة الثوب و الخياطهة‬
‫‪ ،‬وأنههه عمههال بالفصههول‪ 159/151/150/201‬مههن ق ل ع فههان هههذه السههندات و العههدم سههواء‪ ،‬إال أن‬
‫المحكمة لم تأخذ بهذه الدفوع ‪ ،‬فأتى قرارها منعدما لتعليل‪،‬فضال عن أن المحكمة لم تأخذ باالسهتثناء‬
‫الههوارد بالفصههل ‪ 103‬مههن ق ت الههذي يههنص علههى أنههه ال يسههوغ لألشههخاص المههدعي علههيهم بسههبب‬
‫الكمبيالة أن يتمسكوا ضد الحامل بالدفوع المبنيهة علهى عالقهتهم الشخصهية مهع السهاحب أو الحملهة‬
‫السابقين ما لم يكن قد تعمد باكتسابه الكمبيالهة اإلضهرار بالمهدين )المهادة ‪ 112‬مهن مدونهة التجهارة )‬
‫وانه يستفاد من تلك الوقائع أن شركة سطون الحاملة تعمدت باكتسابها الكمبيهاالت السهت األضهرار‬
‫بالطالبة ‪ ،‬والقرار الذي لم يراعي ذلك يكون عرضه للنقض‪.‬‬
‫لكن حيث أن المحكمة ثبت لها أن البنك المطلوب ههو الحامهل للكمبيهاالت ولهيس شهركة "‪ ..‬و‬
‫‪" ...‬خالف مادعته الوسيلة واستبعدت مها أثارتهه الطالبهة مهن دفهوع مسهتمدة مهن عالقتهها الشخصهية‬
‫بالساحب‪،‬فضال عن أن هذه األخيرة لم تدل بما يثبت أن البنك تعمد اكتساب الكمبياالت سند الدعوى‬
‫اإلضرار بها‪،‬مطبقة بدلك قاعدة تطهير الدفوع المنصوص عليها ي المادة ‪ 112‬مهن مدونهة التجهارة‬
‫(الفصل ‪ 103‬من ق‪.‬ت قديم) التي تحول دون تمكين المدين في مواجهة الحامل حسن النيهة بدفوعهه‬
‫في مواجهة دائنه غير المباشر في االلتزام الصرفي‪ ،‬فردت بذلك على جميع مها تمسهكت بهه الطالبهة‬
‫من دفوع تتعلق بعيب الصنع الذي يهم عالقاتها المباشرة مع الساحب‪،‬التي تخضع للقواعهد القانونيهة‬
‫العامة‪،‬فلم تخهرق المحكمهة الفصهول المحهتج بخرقهها التهي تههم العالقهة بهين المسهحوب عليهه القابهل‪،‬‬
‫والساحب‪،‬دون الحامل الذي لم تدل الطالبة للمحكمة بما يثبت أنه تعمد باكتسابه الكمبياالت موضوع‬
‫المطالبة اإلضرار بحقوقها‪،‬فأتى القرار معلل بما فيه الكفاية غير خارق ألي مقتضى خالف ما نعته‬
‫الوسائل غير القائمة على أساس‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫لهذه األسباب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب وتحميل رافعه الصائر‪.‬‬
‫************‬
‫القرار الثالث ‪:‬‬

‫‪ ،2118/13/15‬ملف‬ ‫قرار المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا) عدد‪ :‬عدد‪ 278 :‬المؤرخ في‬
‫تجاري عدد ‪2117/2/3/1421 :‬‬
‫باسم جاللة الملك‬
‫إن المجلس األعلى وبعد المداولة طبقا للقانون‪،‬‬
‫تفيد الوقائع التي انبنى عليها القرار المطعون فيه‪ ،‬أن بنك ‪" ...‬الطالب" قدم مقاال إلى المحكمة‬
‫التجارية بمراكش‪ ،‬عرض فيه‪ ،‬انه حامل لثمان كمبياالت حالة األجل يبلغ مجموع قيمتها ‪191000‬‬
‫درهم ظهرت لفائدته من طرف مؤسسة ‪...‬المنار التي كانت قد تسلمتها من مقاولة محمد‪ ،...‬رجعت‬
‫بدون أداء عند تقديمها لالستخالص‪ ،‬وأن جميع المحاوالت الحبية المبذولة لم تسفر عن نتيجة مما‬
‫الحق بها أضرارا فادحة تبررها مصاريف الدعوى وتفويت لفرص الربح يقدر التعويض عنه في‬
‫مبلغ ‪ 19000‬درهم‪ ،‬ملتمسا الحكم على مقاولة ‪ ....‬العربي بأدائها لها مبلغ ‪ 191000‬درهم مع‬
‫الفوائد البنكية بنسبة ‪ 12,75‬في المائة ابتداء من تاريخ حلول أجل كل كمبيالة وتعويض قدره‬
‫‪ 19000‬درهم عن المماطلة التعسفية‪ ،‬وبعد إدخال مؤسسة ‪ ...‬من طرف المدعى عليها وإجراء‬
‫خبرة‪ ،‬أصدرت المحكمة حكمها القاضي برفض الطلب‪ ،‬استأنفه المدعي فأيدته محكمة االستئناف‬
‫بمقتضى قرارها المطلوب نقضه‪.‬‬
‫في شأن الوسيلتين األولى والثانية مجتمعتين‪:‬‬
‫حيث يعيب الطاعن القرار خرقه للمادتين ‪ 201‬و‪ 111‬من مدونة التجارة والفصلين ‪ 155‬و‪111‬‬
‫من قانون االلتزامات والعقود والفصل ‪ 011‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وفساد التعليل الموازي‬
‫النعدامه‪ ،‬وعدم االرتكاز على أساس‪ ،‬بدعوى أن القرار علل قضاءه أن البنك سبق أن حصل على‬
‫حكم بتاريخ ‪ 2001/00/11‬قضى بمبالغ الكمبياالت ضمن مبلغ ‪ 535262013‬درهم أيد استئنافيا‪،‬‬
‫مع أن الحكم المذكور صدر في مواجهة شركة ‪ ...‬ولم يصدر في مواجهة مقاولة ‪ ...‬العربي‪ ،‬وانه‬
‫كان باإلمكان مسايرة التعليل لو أن الحكم صدر في مواجهة هذه األخيرة‪ ،‬وعمال بمبدأ نسبية‬
‫األحكام فإنه ال يجوز مواجهة البنك بسبق تمكينه من حكم قضى لفائدته بنفس الدين النعدام وحدة‬
‫الموضوع والسبب واألطراف‪ ،‬ومادام لم يستخلص أي مبلغ من المحكوم عليها التي خضعت‬
‫لمسطرة التصفية القضائية يبقى من حقه إقامة الدعوى في مواجهة مقاولة ‪ ....‬العربي‪ ،‬وانه كان‬
‫باإلمكان مسايرة التعليل لو أن الحكم صدر في مواجهة هذه األخيرة‪ ،‬وعمال بمبدأ نسبية األحكام‬
‫فإنه ال يجوز مواجهة البنك بسبق تمكينه من حكم قضى لفائدته بنفس الدين النعدام وحدة الموضوع‬
‫والسبب واألطرا ف‪ ،‬ومادام لم يستخلص أي مبلغ من المحكوم عليها التي خضعت لمسطرة‬
‫التصفية القضائية‪ ،‬يبقى من حقه إقامة الدعوى في مواجهة مقاولة ‪ ....‬العربي وحدها عمال بالمادة‬
‫‪ 201‬من مدونة التجارة خاصة وأن المادة ‪ 111‬من نفس المدونة تنص على حالة التضامن بقوة‬
‫القانون بين الشركة المظهرة والمقاولة الساحبة وهو تضامن مستمد من الفصل ‪ 155‬من قانون‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪45‬‬

‫االلتزامات والعقود‪ ،‬مما يكون معه القرار قد خرق وأساء تطبيق النصوص المستدل بها‪ ،‬وانطلق‬
‫من تعليل فاسد يتمثل في عدم جواز تقاضي البنك من جديد بسبب نفس الكمبياالت لعدم جواز‬
‫استخالص الدين موضوعها اآلمرة واحدة‪ ،‬مع أن الدعوى السابقة قدمت ضد شركة ‪ ...‬وحدها‪ ،‬ولم‬
‫يستخلص الدين منها لخضوعها لمساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬وان إقامة الدعوى الحالية ضد مقاولة‬
‫‪ ....‬العربي مطابق للمادة ‪ 201‬من مدونة التجارة‪ ،‬وما زعمته المقاولة والشركة المستمد من‬
‫الفصل ‪ 155‬من قانون االلتزامات والعقود فحرم البنك بدون موجب من القيام أيضا على مقاولة‬
‫‪ ....‬العربي المتضامنة بقوة القانون مع شركة ‪ ،...‬مادام ال مانع من ذلك‪ ،‬إذ يجوز له استصدار‬
‫سندين قضائيين‪ ،‬واحد ضد مدين ملتزم واآلخر ضد المدين الملتزم معه بنفس الدين‪ ،‬وال يشكل ذلك‬
‫مانعا قانونيا طالما أن الدائن ال يستخلص الدين إال مرة واحدة من هذا المدين او ذلك‪.‬‬
‫لكن حيث إن المادة ‪ 102‬من مدونة التجارة جاء بها ما نصه" حينما يكون تسجيل دين في الحساب‬
‫ناتجا عن ورقة مقدمة إلى البنك‪.....‬إذا لم تؤد الورقة التجارية في تاريخ االستحقاق فللبنك الخيار‬
‫في‪ :‬متابعة الموقعين من أجل استخالص الورقة التجارية أو تقييد في الرصيد المدين للحساب‪،‬‬
‫الدين الصرفي الناتج عن عدم أداء الورقة‪ .....‬وفي هذه الحالة ترجع الورقة التجارة للزبون‪.‬‬
‫وحيث إن القرار المطعون فيه بعد عرضه للطعون المقدمة أمامه ردها بالقول "حيث إن الثابت من‬
‫وثائق الملف وخاصة الخبرة المنجزة ابتدائيا أن الكمبياالت المطالب بها كانت موضوع طلب صدر‬
‫بشأنه حكم قضى بأداء مبلغها‪ ....‬أيد استئنافيا‪ ،‬وأنه أمام هذا القرار ال مجال لالحتجاج بمقتضيات‬
‫الفصلين ‪ 201‬و‪ 111‬من مدونة التجارة المتمسك بها"‪.‬‬
‫وحيث إن هذا التعليل له مأخذ صحيح من القانون –وال يتجافى مع وقائع القضية‪ -‬طالما تبين أن‬
‫الطاعن بعد أن تسلم الكمبياالت المظهرة لفائدته تظهيرا تمليكيا من طرف زبونته شركة سانتير‬
‫المنار‪ ،‬اختار بعد عدم استخالصه لقيمتها بسبب انعدام مؤونة ساحبتها‪ ،‬القيام بتقييد قيمتها في‬
‫الرصيد المدين لحساب زبونته "المظهرة" وهو ما يصطلح عليه بالتقييد العكسي‪ ،‬وقدم دعوى ضد‬
‫زبونته للمطالبة بأدائها له مجموع الدين الذي بذمتها بما فيه قيمة الكمبياالت استنادا على كشف‬
‫الحساب فصدر حكم لفائدته بمجموع الدين‪ ،‬وهو ما ال ينازع الطاعن في قيامه‪ ،‬وبصنيعه هذا لم‬
‫يعد قانونا حامال شرعيا للكمبياالت ليتمكن من االستفادة من مقتضيات المادة ‪ 201‬من مدونة‬
‫التجارة ومن مزية التضامن بين المدينين التي تخولها‪ ،‬وأن عدم إرجاعه للكمبياالت لزبونته خرقا‬
‫للمادة ‪ 102‬أعاله ال يعطيه صفة الحامل الشرعي التي فقدها بناء على ما تم بيانه‪ ،‬وأن هذه العلة‬
‫القانونية على الوقائع الثابتة أمام قضاة الموضوع تحل محل العلة المعتمدة من طرف القرار‬
‫المطعون فيه وما بالوسيلتين على غير أساس‪.‬‬
‫لهـــــــذه األسبـــــــــــاب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب وبتحميل الطالب الصائر‪.‬‬
‫*********************‬
‫القرار الرابع‬
‫قرار المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا) عدد‪ :‬عدد‪ 771 :‬المؤرخ في ‪ ،2114/6/23 :‬ملف تجاري‬
‫عدد ‪.2112/1/3/1162 :‬‬
‫باسم جاللة الملك‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪46‬‬

‫بتاريخ‪ 20 :‬يونيو ‪2001‬إن الغرفة التجارية القسم األول بهالمجلس األعلهى فهي جلسهتها العلنيهة أصهدرت‬
‫القرار اآلتي نصه‪:‬‬
‫حيث يستفاد مهن أوراق الملهف و القهرار المطعهون فيهه أن المطلهوب تقهدم بتهاريخ ‪ 31/1/1‬بهدعوى يلهتمس‬
‫بمقتضاها الحكم على الطالب بأدائه له مبلغ ‪ 113.129.21‬درهم قيمة الدين المترتب بذمة الناتج عهن عهدم‬
‫تسديده رصيد حسابه السلبي و عدم تسديده كمبيالة حالة بتاريخ ‪ 32/1/23‬ثم تظهيرهها للمهدعى مهن طرفهه‬
‫باإلضههافة إلههى الفائههدة البنكيههة بسههعر ‪ 11.11‬و مبلههغ عشههرة آالف درهههم كتعههويض و الصههائر و تحديههد مههن‬
‫اإلكراه البدني في األقصى فأصدرت المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء آنفا بتاريخ ‪ 31/01/01‬حكما قضي‬
‫باالستجابة للطلب في حدود أصل الدين مع تحديد مبلغ التعويض في ألف درهم ‪ ،‬أيدتهه محكمهة االسهتئناف‬
‫بمقتضى قرارها القطعي مع تعديله جزئيا بحصر المبلغ المحكوم بهه فهي مبلهغ ‪ 109.105.25‬درههم ‪ ،‬بعهد‬
‫أن أمرت بإجراء خبرة حسابية ‪.‬‬
‫فيما يهم الوسيلة األولى المتخذة من انعدام األساس القانوني – انعدام أو نقص التعليل – قلب عبء اإلثبات‪.‬‬
‫ذلك أن الدين المطلوب منازع فيه من الطالب‪ ،‬وأن المطلوب اعتمد كشف حسابي مجمل منجهز مهن طرفهه‬
‫دون أن يدلي بما يفيد توصل الطاعن به بانتظام أنه ال يتضمن جميع تحركات الحساب حجة سهوى إذا أقهر‬
‫الزبون بتوصله به و عدم الطعن فيه ‪ ،‬وهو ما ليس متوفرا فهي النازلهة ‪ ،‬ثهم إن الخبهرة الحسهابية أثبتهت أن‬
‫الرصههيد المههدين هههو أقههل ممها أورده البنههك فههي كشههف حسههابه – كمهها أنههه قههام بإقفههال الحسههاب وتجميههده منههذ‬
‫‪ 32/3/00‬وحههول الرصههيد إلههى حسههاب خههاص بالنزاعههات بعههدما كههان هههذا الرصههيد قبههل التحويههل شههامال‬
‫للمصهاريف البنكيهة ‪ ،‬ومههؤدى ذلهك انهه ابتههدأ مهن ‪32/3/00‬ال يمكهن احتسههاب الفائهدة البنكيهة أو غيرههها ألن‬
‫الحساب أوقفه المطلوب ‪ ،‬و القرار المطعون فيه عندما تأكد له أن البنهك لهم يثبهت دائنيتهه بهالمبلغ المطلهوب‬
‫كان عليه أن يستبعد الكشف الحسابي مما يجعله عرضة للنقض ‪.‬‬
‫لكن ‪ ،‬حيث أنه بخصوص ما أوردته الوسيلة بشأن عدم انتظام الكشف الحسابي ‪ ،‬و عدم توصل الطالب به‬
‫و عهدم إمكانيهة احتسهاب الف ائههدة البنكيهة لهم يتضههمن نعيها علهى القههرار المطعهون فيهه ‪،‬فيكههون ههذا الشهق مههن‬
‫الوسيلة غير مقبول في حين أن النعي بأن القرار حينما تأكد له أن البنهك لهم يثبهت دائنيتهه بهالمبلغ المطلهوب‬
‫مما كان عليه استفاء الكشف فان المحكمة مصدرة القرار بعدما تبين لها أثر منازعهة الطالهب فهي مضهمون‬
‫سههند الههدين المههذكور ارتههأت إجههراء خبههرة حسههابية ‪،‬و نههتج عنههها ثبههوت مديونيههة األخيههر فههي حههدود مبلههغ‬
‫‪ 10112.50‬درهم وأن الطالب الذي نازع في هذه الخبرة لم يهؤدي أتعهاب الخبهرة الثانيهة المهأمور بهها مهن‬
‫طرف المحكمة بمقتضى قرارها التمهيهدي الصهادر فهي ‪ 33/3/29‬و لهذلك فإنهها حصهرت مبلهغ الهدين فهي‬
‫القدر المحكوم به الذي يمثهل المبلهغ المشهار أليهه عهالوة علهى مبلهغ‪ 09250.50‬درههم قيمهة الكمبيالهة فتبهين‬
‫للمحكمة من خالل هذا ثبوت الدين في الحدود المذكورة خالف ما ادعاه الشق من الوسيلة الذي يكون علهى‬
‫غير أساس ‪.‬‬
‫فيما يهم الوسيلة الثانية المتخذة من خرق مقتضهيات الفصهل‪ 011‬مهن ق م م انعهدام التعليهل و انعهدام السهند‬
‫القانوني ‪.‬‬
‫ذلك أن الكمبيالة ال تتضمن ما يفاد انتقال ملكيتها للمطلوب كمظهر إليه ألن المسحوب عليهها لواجهب عليهه‬
‫وفاؤها هو المسمى السباعي ألمر الشركة ‪ ، ...‬وال تحمل الكمبيالة أية مالحظة على ظهرهها قهد تفيهد الهدفع‬
‫لحاملها أو ذكر المستفيد من التظهير ‪،‬و التوقيع الموضوع على ظهرها ال يسعف في تحديد نوع التظهير ‪،‬‬
‫و الطالب ليس ملتزما في األصل بمبلغها ‪ ،‬و أن التظهير كان يجب أن يحصل من الشركة المذكورة ‪ ،‬كمها‬
‫أنه ال يوجد بالكمبيالة ما يفيد االتفاق على فوائد بنكية زيادة على القيمة األصلية و أن الطالب أثهار ههذا فهي‬
‫مقاله االستئنافي دون أن ترد عليه المحكمة‪.‬‬
‫حيث تبين أن الطالب أثار استئنافيا بأن الكمبيالة ال تتضمن ما يفيد انتقال ملكيتها إلى المطلوب كمظهر إليه‬
‫و أن المحسوب عليه الواجب عليه الوفاء بها ههو المسهمى السهاعي محمهد ألمهر الشهركة ‪ ،....‬وأن التوقيهع‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫على ظهر الكمبيالة ال يسعف فهي تحديهد نهوع التظهيهر ههل ههو ناقهل للملكيهة أم تظهيهر تهوكيلي‪ ،‬و أنهها ال‬
‫تتضمن ما يفيد ا التفاق على الفائدة البنكية ‪ ،‬زيادة على مبلغها ‪ ،‬غير أن المحكمة و رغم للهدفوع مهن تهأتير‬
‫على قضائها أهملت الرد عليها وقضهت بقيمهة الكمبيالهة مهع الفائهدة البنكيهة ‪ ،‬فهأتى قرارهها غيهر معلهل بههذا‬
‫الخصوص عرضة للنقض جزئيا في حدود مبلغ الكمبيالة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات الكمبيالة ووفاؤها‪:‬‬


‫تعد الكمبيالة كما سبق القول مرارا وتكرارا أداة إئتمان بشكل أساسي‪ ،‬أي أنها تؤدي‬
‫وظيفة إئتمان ية في الحياة التجارية تتجلى في مزية األ جل الذي تتوفر عليه‪ ،‬وهو غاية ما‬
‫يطلبه التاجر لكون الوقت أو األ جل له قيمة كبرى في عالم التجارة‪.‬‬
‫ولما كان ل لكمبيالة كل هذه األهمية فإن المشرع التجاري المغربي قد أحاطها بمجموعة‬
‫من الضمانات القانونية أو االتفاقية قصد الحفاظ على الدور اإلئتمان ي للكمبيالة وزيادة ثقة‬
‫المتعاملين بها‪ ،‬وتتجسد هذه الضمانات من خالل تنظيم المشرع التجاري لمؤسستين‬
‫قانونين هما مؤسسة القبول أي تقديم الكمبيالة للمحسوب عليه لقبولها قبل موعد استحقاقها‬
‫وكذا مؤسسة الضمان االحتياطي‪.‬‬
‫أما الضمانة األساسية واألصلية في الكمبيالة فهي إلزا م الساحب بتقديم مقابل الوفاء في‬
‫الكمبيالة عند حلول أجل استحقاقها‪ ،‬فصال عن وجود ضمانة أخرى متمثلة في مبدأ‬
‫التضامن الصرفي المعمول به في األوراق التجارية كما سنرى‪.‬‬
‫و بناء عليه فإننا سنقف في هذا الفصل على مختلف هذه الضمانات في مبحث أول على أن‬
‫نخصص المبحث الثاني للحديث عن أداء الكمبيالة وآثاره‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تنوع الضمانات في الكمبيالة‪.‬‬
‫تتنوع الضمانات في الكمبيالة إلى عدة أنواع ‪ ،‬منها ما هو مفروض بقوة القانون ومنها ما‬
‫هو متروك إلرادة األفراد قصد إ ضافته واالتفاق بشأنه‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪48‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الضمانات القانونية‪.‬‬


‫الضمان اإللزامي الذي يمنحه القانون لحامل الكمبيالة نوعان األول هو ضمان افتراض‬
‫وجود مقابل ال وفاء وفي حال غيابه يتم إعمال مب دأ التضامن الصرفي وهذا هو النوع‬
‫الثاني‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬افتراض وجود مقابل الوفاء‪.‬‬
‫يقتضي منا الحديث عن مقابل الوفاء التعرض لمفهومه (أوال) وشروطه (ثانيا) ومسألة‬
‫االثبات فيه (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪-‬مفهوم مقابل الوفاء‪:‬‬
‫يقصد بمقابل الوفاء تلك العالقة الرابطة بين المسحوب عليه والساحب والتي بسببها قام‬
‫هذا األخير بسحب الكمبيالة عليه‪ ،‬وقد اعتبرها األستاذ أحمد شكري السباعي بمثابة دين‬
‫وحق شخصي ثابت للساحب تجاه المسحوب عليه "والذي يلتزم بمقتضاه هذا األخير بأن‬
‫‪72‬‬
‫يدفع مبلغ السفتجة إلى المستفيد أو الحامل‪.‬‬
‫ويؤطر حق حامل الكمبيالة في وجود مقابل الوفاء ك ضمانة أساسية فيها من الناحية‬
‫القانونية المادة ‪ 165‬من مدونة التجارة التي جاء فيها " الساحب ضامن للقبول والوفاء‪.‬‬
‫ويجوز له أن يعفي نفسه من ضمان القبول‪ ،‬ويعد الغيا كل شرط يقضي بإعفائه من‬
‫ضمان الوفاء‪ ،‬وكما هو واضح من المادة ‪ 165‬أعاله فإن حق حامل الكمبيالة في وجود‬
‫‪73‬‬
‫مقابل الوفاء هو حق مطلق ومن النظام العام ال يجوز االتفاق على مخالفته‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬شروط مقابل الوفاء‪:‬‬
‫يشترط في مقابل ا لوفاء عدة شروط يمكن إجمالها وفقا لنص المادة ‪ 166‬من مدونة‬
‫التجارة فيما يلي‪:‬‬
‫أن يكون موضوع مقابل الوفاء مبلغا من النقود؛‬ ‫‪-1‬‬
‫يجب أن يكون موجود وقابال للتصرف فيه وقت استحقاق الكمبيالة؛‬ ‫‪-2‬‬
‫يجب أن يكون مبلغ مقابل الوفاء مساويا للمبلغ الوارد بالكمبيالة؛‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -4‬يجب أن يكون دين ا لساحب على المسحوب عليه عند حلول أجل استحقاق الكمبيالة‬
‫ناجزا أو معينا وجاهزا‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬إثبات مقابل الوفاء‪:‬‬

‫‪ -72‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األورق التجارية‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ص‪ 135‬و‪.136‬‬


‫‪ -73‬توجد من الناحية الفقهية نظريتان لتفسير حق مقابل الوفاء األولى ا لنظرية الفرنسية التي تربط االلتزام الصرفي في الكمبيالة‬
‫بالعالقات السابقة على إنشائه وبالتالي فإن مقابل الوفاء ينتقل من الساحب إلى المستفيد أو الحامل الالحق مالم يوجد اتفاق‬
‫مخالف‪ ،‬أما النظرية األلمانية وهي الثانية فإنها تعتبر االلتزام الصرفي مستقل ومجرد عن العالقات السابقة عليه وتل زم الساحب‬
‫فقط بضمان الوفاء‪ .‬أما ضم ان القبول فإنه يمكن االتفاق على مخالفته ‪ -‬للتفاصيل أكثر يراجع‪ :‬أحمد شكري السباعي ‪ :‬الوسيط‬
‫في األورا ق التجارية – م‪-‬س‪-‬ص‪ 136 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫يعتبر ا لساحب األصلي هو الملزم بتقديم مقابل الوفاء في الكمبيالة وعليه يقع عبئ إثبات‬
‫وجوده عند استحقاق الكمبيالة في حالة إنكاره من طرف المسحوب عليه سواء كان هذا‬
‫األخير موقعا على الكمبيالة بالقبول أم ال وفق ما تق تضيه الفقرتين األولى واألخيرة من‬
‫المادة ‪ 166‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫وعند إث بات الساحب لوجود مقابل الوفاء أو في حالة عدم إنكاره من طرف المسحوب‬
‫عليه فإن هذا األخير يصبح هو المدين الرئيسي في الكمبيالة‪ ،‬بحيث يتم الرجوع عليه في‬
‫حالة عدم األداء ل من هو مستفيد أو حامل لها قبل الرجوع على الساحب أو المظهر في‬
‫‪74‬‬
‫حالة التظهير‪.‬‬
‫لكن إذا كان المسحوب عليه قام بقبول الكمبيالة قبل حلول أجلها ‪ -‬كما سنرى ذلك عند‬
‫حديتنا عن القبول ‪ -‬فإن ذلك يعد قرينة على وجود مقابل الوفاء لديه‪ ،‬إال أن قوة هذه‬
‫القرينة أو هذا االفتراض يختلف بحسب ما إذا كانت العالقة قائمة بينه وبين الساحب أو‬
‫بين المسحوب عليه والحامل أو المظهرين‪.‬‬
‫ففي حالة ال ساحب فإن افتراض وجود مقابل الوفاء لدى المسحوب عليه يبقى افتراضا‬
‫بسيطا يمكن إثبات عكسه أو حتى إنكاره وفي هذه الحالة ينقلب عبئ اإلثبات على الساحب‬
‫وفقا لنص الفقرة األخيرة من المادة ‪ 166‬بالشكل الذي رأيناه أعاله‪ ،‬وأما في حالة ما إذا‬
‫كانت العالقة بين الحامل والمظهرين فإن المسحوب عليه القابل ال يستطيع إثبات العكس‬
‫‪75‬‬
‫بل يعد مقابل الوفاء موجودا بحوزته‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التضامن الصرفي في الكمبيالة‪.‬‬


‫يقصد بمبدأ التضامن الصرفي ‪ La solidarité cambiaire‬ذلك الضمان الذي يمثله‬
‫التزام الساحب وا لقابل والمظهر والضام ن االحتياطي بأداء مبلغ الكمبيالة كاملة تضامنا‬
‫في تاريخ استحقاقها‪ .‬وهذا المبدأ هو الذي أعطى للكمبيالة عبر العصور والزال قوة‬
‫إئتمانية كبيرة ساعدت في االنتشار والت عامل بها كثيرا بين التجار وغيرهم أفرادا‬
‫ومؤسسات‪.‬‬
‫ولتفعيل هذا التضامن الصرفي فإن المشرع التجاري في المادة‪ 211‬من م‪.‬ت أعطى الحق‬
‫‪76‬‬

‫لحامل الكمبيالة في حالة عدم أدائها من طرف المسحوب عليه بعد تقديمها إليه في تاريخ‬

‫‪ -74‬ويعتمد في إثبات مقابل الوفاء على و سائل اإلثبات المدنية إذا كان دين الساحب على المحسوب عليه وسببه مدنيا وعلى‬
‫وسائل اإلثبات التجارية إذا كان الدين تجاريا‪ -‬يراجع أحمد شكري السباعي الوسيط في األوراق التجارية م ‪-‬س ‪-‬ص‪.143-‬‬
‫‪ -75‬سنعود إلى موضوع القبول في الكمبيالة فيما يلي من صفحات هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪ -76‬تنص المادة ‪ 211‬على ما يلي‪ " :‬يسأل جميع الساحبين للكمبيالة والقابلين لها والمظهرين والضامنين االحتياطيين على‬
‫وجه التضامن نحو الحامل‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫استحقاقها أ ن يوجه الدعوى ضد جميع الملتزمين بأدائها من األشخاص المحددين في‬


‫التعريف قلبه (الساحب والقابل والمظهر والضامن االحتي اطي) سواء بشكل فردي أو حتى‬
‫جماعي وأن ال يكون هذا الحامل ملزم بإتباع ترتيب معين شريطة أن يقوم بتحرير‬
‫محضر االحتجاج (‪ ) le protêt‬إذا وجهت الدعوى ضد غير الساحب والمسحوب عليه‬
‫‪77‬‬
‫القابل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات االتفاقية في الكمبيالة‬
‫رأينا في الفقرة األولى الضمانا ت التي يمنحها القانون لحامل الكمبيالة الستيفاء المبلغ‬
‫الوارد بها وتحدثنا في إطار ذلك عن الزام ساحب الكمبيالة باعتباره المدين األول فيها‬
‫بتوفير مقابل الوفاء عند حلول اجل االستحقاق و في حالة عدم توفير مقابل الوفاء هذا‬
‫وعدم أداء الكمبيالة‪ ،‬فإن ذلك يعطي الحق لل حامل في أن يرجع على كافة الملتزمين في‬
‫الكمبيالة من ال ساحب والمسحوب عليه القابل والمظهر والضامن االحتياطي وفق المبادئ‬
‫المؤطرة ل لتضامن الصرفي‪.‬‬
‫وفصال عن هذا ا لضمان القانوني‪ ،‬فإن المشرع أتاح إمكانية اتفاق األطراف في الكمبيالة‬
‫على إضافة ضمانات اتفاقية أخرى كالقبول (الفقرة األولى ) والضمان االحتياطي (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬قبول الكمبيالة‪.‬‬
‫سوف نتحدث أوال عن مفهوم القبول وثانيا عن شروطه وثالثا عن آثاره ورابعا وأخيرا‬
‫سيتم الحديث عن القبول بالتدخل والقبول بالوساطة باعتبارهما ناتجين عن رفض القبول‬
‫األصلي‪.‬‬
‫أوال‪-‬مفهوم القبول‪:‬‬
‫يقصد بقبول الكمبيالة تقديمها قبل تاريخ استحقاقها إلى المسحوب عليه قصد وضع توقيعه‬
‫عليها ويصبح بذلك ملزما بأدائها عند حلول األجل المحدد فيها‪ ،‬وبذلك يدخل المسحوب‬
‫عليه إلى حلقة الملتزمين في الكمبيالة بل يصير المدين الرئيس فيها‪ ،78‬ذلك أن المسحوب‬
‫ال يعد من الملتزمين في الكمبيالة‪ ،‬إذا لم يكن قابال لها وهذا القبول ال يمكن إلزامه به حتى‬
‫ولو كان فعال مدينا للساحب ألنه في بعض األحيان يفضل المسحوب تسوية ديونه بطريقة‬
‫عادية تجنبه طريقة االلتزام الصرفي الصارم وما ينتج عنه من آثار‪.‬‬
‫وتكمن فائدة القبول في الكمبي الة في كونه يسهل عملية تداولها والوفاء بها من طرف‬
‫التجار وفاء إئتمانيا ‪ ،‬ألن قبول الكمبيالة من طرف المسحوب عليه يفيد ويفترض وجود‬
‫يحق للحامل أن يوجه الدعوى ضد جميع هؤالء األشخاص فرادى أو جماعة دون أن يكون ملزما باتباع الترتيب الذي صدر به‬
‫التزامهم‪.‬‬
‫ويتمتع بالحق نفسه كل موقع للكمبيالة أدى مبلغها‪.‬‬
‫وال تمنع الدعوى المقامة على أحد الملتزمين من إقامة الدعوى تجاه اآلخرين ولو كانوا الحقين لمن أقيمت عليه الدعوى أوال"‪.‬‬
‫‪ -77‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ .‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ 182‬و‪ 183‬وسنقف الحقا عند مفهوم محضر االحتجاج‬
‫ومسطرة إقامته‪.‬‬
‫‪ -78‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫مقابلها دون حاجة للقيام بإجراءات معينة لتفعيل مبدأ االلتزام الصرفي‪ ،‬ولهذا يقوم الكثير‬
‫من التجار في بعض الدول باتفاق مع البنوك ك ي تقبل الكمبياالت الصادرة عنهم مقابل‬
‫‪79‬‬
‫عمولة محددة بل يفتحون لديها اعتمادات لهذا العرض‪.‬‬
‫وتتم عملية قبول الكمبيالة بتقديمها من طرف الحامل لها سواء كان حامال شرعيا أي‬
‫حصل عليها بصفته مستفيد منها أو ظهرت إليه أو كان مجرد حائز لها أي حصل عليها‬
‫بطريقة معينة ك من عثر عليها وغير ذلك من االفتراضات‪ ،‬وذلك تماشيا مع منطوق‬
‫مقتضيات الفقرة االولى من المادة ‪ 174‬من مدونة التجارة التي نصت على أنه‪ " :‬يجوز‬
‫لحامل الكمبيالة أو لمجرد الحائز لها أن يقدمها حتى تاريخ االستحقاق إلى المسحوب عليه‬
‫في موطنه لقبولها‪ ،" .‬على أن تاريخ تقدي م الكمبيالة يختلف باختالف المواعيد المحددة في‬
‫ذات الكمبيالة الستحقاقها والمنصوص عليها في المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة كما يلي‪:‬‬
‫* بمجرد اإلطالع‪ :‬وفي هذه الحالة ال يمكن تقديم الكمبيالة للقبول ألنها تكون مستحقة‬
‫بمجرد ما تصل إلى يد المسحوب عليه‪.‬‬
‫* بعد مدة من اإل طالع‪ :‬وفي هذه الحالة نصت المادة ‪ 174‬في فقرتها السادسة على‬
‫وجوب تقديمها للقبول داخل اجل سنة من تاريخ إنشائها على أنه يجوز لمنشئ الكمبيالة‬
‫األصلي أي الساحب أن يزيد في هذا األجل أو ينقص منه على خالف المظهر الذي ليس‬
‫له إال أن ينقص من أجل السنة دون الزيادة فيه وفقا للفقرة السابقة من نفس المادة‪ .‬لكن‬
‫ينبغي التأكيد على أن تقديم الكمبيالة للقبول هنا ي عد واجبا ألنه من تاريخ هذا التقديم يبدأ‬
‫حساب مدة تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫* في تاريخ معين أو بعد مدة من تاريخ التحرير‪ :‬يمكن في هاتين الحالتين تقديم الكمبيالة‬
‫للقبول إلى حين ميعاد االستحقاق‪ ،‬وهو ما نصت عليه الفقرة األولى من المادة ‪174‬من‬
‫م‪.‬ت‪.‬‬
‫ويمكن للساحب أن يورد شرط التقديم اإللزامي للقبول بحيث يعتبر هذا الشرط ملزما‬
‫للحامل وإذا لم يتقيد به يعتبر حامال مهمال ويفقد حقه في الرجوع على بقية الملتزمين في‬
‫الكمبيالة‪ ،‬كما أنه وفقا لنص ال فقرة الخامسة من المادة ‪ 174‬من مدونة التجارة يمكن‬
‫للمظهر ان يضع نفس الشرط باستثناء ما إذا كان الساحب قد اشترط سابقا منع تقديم‬
‫الكمبيالة للقبول‪.‬‬
‫هذا في حالة اشتراط التقديم للقبول أما في الحالة المعاكسة أي في حالة اشتراط عدم تقديم‬
‫الكمبيالة للقبول فإن ذلك يبق ى من حق الساحب وحده بشروط وفقا لنص المادة ‪ 174‬من‬
‫مدونة التجارة في فقرتها الثالثة‪ .‬ويبقى أمام الحامل هنا انتظار حلول ميعاد االستحقاق‬

‫‪ -79‬رزق هللا األنطاكي‪ :‬السفتجة أو سند السحب ‪ -‬منشورات مديرية الكتب الجامعية ‪ -‬دمشق‪ ،‬طبعة ‪ ،1866‬ص‪.211‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫للمطالبة المسحوب عليه بوفاء الكمبيالة‪ ،‬على أن المشرع منع عدم التقديم للقبول في ثالث‬
‫حاالت نصت عليها نفس الفقرة الثالثة من المادة ‪ 174‬من م‪.‬ت كما يلي‪ " :‬كما يجوز له‬
‫أن يمنع تقديم الكمبيالة للقبول ما لم تكن الكمبيالة قابلة األداء عند الغير أو في موطن غير‬
‫الذي يوجد به مقر المسحوب عليه أو كانت مستحقة األداء بعد مدة من االطالع "‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬شروط القبول‪:‬‬
‫يشترط لصحة التزام المسحوب عليه المع بر عنه بالقبول شروط موضوعية وأخرى‬
‫شكلية‪.‬‬
‫‪)1‬الشروط الموضوعية‪:‬‬
‫إن القبول باعتباره تصرفا قانونيا ينتج عنه التزام المسحوب عليه بأداء مبلغ الكمبيالة عند‬
‫حلول اجل استحقاقها‪ ،‬البد وأن تتوفر في هذا التصرف األركان الالزمة لصحة‬
‫االلتزامات من أهلية (األهلية التجارية) ورضى وسالمة هذا األخير من العيوب التي قد‬
‫تعلق به كالغلط والتدليس واإلكراه والغبن ‪ 80‬ووجود ومشروعية المحل والسبب في القبول‪.‬‬
‫وفضال عن هذه الشروط أو األركان العامة المنصوص عليها في ظهير ل‪.‬ع فإن هناك‬
‫شروط موضوعية منصوص عليها في صلب مدونة التجارة‪ ،‬ويمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون القبول ناجزا‪:‬‬
‫نصت على هذا الشرط المادة ‪ 176‬من مدونة التجارة‪ ،‬ومعنى كونه ناجزا أي غير معلق‬
‫على قيد أو شرط ‪ ،‬وفق ما شرحناه عند حديثنا عن شروط إنشاء الكمبيالة‪ ،‬وعلى العكس‬
‫من ذلك يمكن تعليق القبول على أجل معين كأن يقول قبلت ابتداء من تاريخ معين شرط‬
‫أن يكون هذا التاريخ قبل ميعاد االستحقاق طبعا‪.‬‬
‫كما يمكن للمسحوب عليه أن يقبل الكمبيالة بشكل جزئي أي في حدود مبلغ معين من‬
‫المبلغ اإلجمالي الوارد بها وفي هذه الحالة يكون من الالزم ذكر المبلغ المقبول‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال ينتج عن عملية القبول تغيير في بيانات الكمبيالة‪:‬‬
‫مؤدى هذا هو أنه ال يمكن للمسحوب عليه أن يقوم عند تقديم الكمبيالة إليه من أجل قبولها‪،‬‬
‫بإدخال تعديالت على البيانات الواردة فيها سواء كانت هذه البيانات إلزامية أي فرضها‬
‫القانون التجاري بمقتضى المادة ‪ 158‬أو كانت بيانات إختيارية اتفق عليها أطراف‬
‫الكمبيالة كما رأينا ذلك سابقا ‪ ،‬وقد اعتبرت المادة ‪ 176‬من مدونة التجارة في فقرتها‬
‫الرابعة أن " كل تغيير آخر يدخله القبول في البيانات الواردة في نص الكمبيالة يعد بمثابة‬
‫رفض للقبول‪ ،‬غير أن القابل يبقى ملزما طبقا لشروط قبوله "‪ ،‬لكن الجملة األخيرة من‬
‫هذه الفقرة غير واضحة تماما بل وتبدو متناقضة‪ ،‬إ ذ كيف يعد رفضا للقبول إذا تم إدخال‬

‫‪ -80‬في حدود الحاالت التي يأخذ بها قانون االلتزامات والعقود المغ ريبي بالنسبة للغبن‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪53‬‬

‫تعديالت على الكمبيالة وفي نفس الوقت يبقى المسحوب عليه ملتزما وحتى إن قصد‬
‫المشرع هنا شيئا معينا فهو غير واضح في مقصوده‪.‬‬
‫ويذهب أستاذنا احمد شكري السباعي إلى وجوب التفرقة بين القبول المعدل (أي إدخال‬
‫تعديالت على بيانات الكمبيالة) وبين مجرد التحفظات الت ي يوردها المسحوب عليه عند‬
‫قبول الكمبيالة قصد الحفاظ على حقوقه تجاه الساحب ‪ ،‬حيث اعتبر هذه التحفظات‬
‫مشروعة وصحيحة‪. 81‬‬
‫أن يكون القبول نهائيا وغير قابل للرجوع فيه إذا بلغ لعلم الحامل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يجوز للمسحوب عليه أن يرجع في قبوله مادام أنه قبل الكمبيالة وأرجعها إلى حاملها‬
‫وذلك ضمانا للثقة التي تتمتع بها الكمبيالة‪ ،‬لكن إذا أراد المسحوب عليه أن يرجع في‬
‫قبولها قبل أن تصل إلى الحامل فإنه يمكنه ذلك عن ط ريق التشطيب على القبول بعبارة‬
‫تف يد الرجوع فيه‪ ،‬وكل هذا يجب أن يقع قبل إعادة الكمبيالة لحاملها‪.‬‬
‫‪-2‬الشروط الشكلية‪:‬‬
‫حددت المادة ‪ 176‬من مدونة التجارة في فقرتها األولى الشروط الشكلية الواجب توفرها‬
‫في قبول الكمبيالة‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون القبول مكتوبا‪:‬‬
‫إن القبول شأنه شأن إنشاء الكتابة أول مرة يجب أن يكون مكتوبا بعبارة دالة عليه‪ ،‬وهي‬
‫كما يذهب إلى ذلك شراح القانون التجاري شرط صحة وإثبات في نفس الوقت‪ ،82‬وقد‬
‫اعتبر المشرع في المادة ‪ 176‬من مدونة التجارة أن مجرد توقيع المسحوب عليه على‬
‫وجه الكمبيالة يعد قبوال لها وعلى العكس من ذلك إذا كان ال يعد بالتوقيع المجرد إذا ورد‬
‫القبول في ظهر الكمبيالة‪ ،‬بل البد من ذكر العبارة الدالة عليه كــ "قبلت" أو " قبل" أو ما‬
‫شابهها‪.‬‬
‫كما أنه وتطبيقا لمبدأ الكفاية الذاتية للكمبيالة‪ 83‬فإن القبول يجب أن يقع على ذات الكمبيالة‬
‫ويمنع حصوله على ورقة مستقلة عنها على خالف التظهير كما مر معنا‪.‬‬
‫‪ ‬يجب تأريخ القبول في حالتين‪:‬‬
‫أوجب المشرع في المادة ‪ 176‬من مدونة التجارة في فقرتها الثانية وضع تاريخ لقبول‬
‫الكمبيالة في حالتين هما‪ " :‬إذا كانت الكمبيالة مستحقة األداء بعد مدة من االطالع‪ ،‬أو إذا‬
‫كان ينبغي تقديمها للقبول داخل أجل معين بمقتضى شرط خاص ‪ ،‬فمن الالزم أن يؤرخ‬
‫القبول باليوم الذي صدر فيه ما لم يطالب الحامل أن يؤرخ بيوم التقديم‪ ،‬وإذا خال القبول من‬

‫‪ -81‬أحمد شكر ي السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.166‬‬


‫‪ -82‬أحمد شكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪ . 167‬والمختار بكور‪ :‬األوراق التجارية في القانون‬
‫المغربي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -83‬سبق شرح هذا المبدأ في المقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫التاريخ وجب على الحامل‪ ،‬حفظا لحقوقه في الرجوع على المظهرين والساحب‪ ،‬إثبات هذا‬
‫النقص بإقامة احتجاج في األجل القانوني "‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬آثار القبول ‪:‬‬
‫قبل الحديث عن آثار قبول الكمبيالة باعتباره أحد الضمانات االتفاقية الهامة ‪ ،‬نذكر أن‬
‫المسحوب عليه ليس من األطراف الموقعة على الكمبيالة و بالتالي فهو غير داخل في حلقة‬
‫االلتزام الصرفي قبل توقيعه و يترتب عن ذلك أن بإمكانه رفض التوقيع على الكمبيالة‬
‫بالقبول في جميع األحوال حتى لو تلقى مقابل الوفاء من الساحب‪ ،‬مع استثناء الحاالت‬
‫‪84‬‬
‫المنصوص عليها في الفقرة التاسعة من المادة ‪ 111‬من م‪.‬ت‪.‬‬
‫و يبقى للساحب أن يثبت أنه قدم مقابل الوفاء للمحسوب عليه و يرجع عليه وفقا لقواعد‬
‫القانون العادي و ليس وفقا لضوابط القانون الصرفي لكونه غير موقع على الكمبيالة ‪ ،‬كما‬
‫أنه يحق للحامل بعد رفض القبول من طرف المسحوب عليه ‪ ،‬أن يرجع بشكل فوري على‬
‫الساحب و جميع الموقعين على الكمبيالة ‪ ،‬باستثناء من أعفى نفسه من ضمان الوفاء وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 151‬من م‪.‬ت ‪ ،‬و ذلك دون ح اجة إلى أن ينتظر الحامل أجل االستحقاق المدون‬
‫بالكمبيالة النعدام الفائدة في االنتظار مادام أن المحسوب عليه عبر عن موقفه برفض قبول‬
‫الكمبيالة‪.‬‬
‫و إذا قبل المسحوب عليه الكمبيالة عن طريق توقيعه عليها كما سلف القول فإنه بذلك يصبح‬
‫من الملتزمين بأداء مبلغ الكمبيا لة بل إن قبول ذلك ينتج عنه تغيير في ترتيب االلتزام‬
‫الصرفي‪ ،‬بحيث يصبح المسحوب عليه هو الملتزم األول بذل الساحب‪ ،‬كما أن القبول يعد‬
‫قرينة قاطعة على أن المسحوب عليه تلقى مقابل الوفاء من الساحب و بالتالي فإن حامل‬
‫الكمبيالة يستطيع بعد حلول أجل االستحقاق أن يطالب المسحوب عليه بالوفاء و اتخاذ‬
‫اإلجراءات الالزمة لذلك في حال رفضه‪ ،‬وهذا طبعا ال يعني أن الساحب سوف تصبح ذمته‬
‫فارغة تجاه الحامل بل يبقى ملتزما هو وجميع الموقعين على الكمبيالة كالمظهرين وغيرهم‪،‬‬
‫كل ما هنالك أن المسحوب عليه إنضاف إليهم و أصبح بحكم قرينة وجود مقابل الوفاء لديه‬
‫الملتزم األول‪ ،‬أما من حيث المبدأ فإن جميع من وقع على الكمبيالة بالسحب (الساحب) أو‬
‫التظهير أو القبول أو الضمان يعد ملتزما فيها و يحق للحامل أن يرجع عليهم جميعا‪.‬‬
‫ومن الىثار االخرى الناجمة عن قبول المسحوب عليه للكمبيالة‪ ،‬استمرار استفادة الملتزمين‬
‫فيها من مزية األجل الواردة فيها‪ ،‬بحيث إن القبول يمنع الرجوع قبل الوقت أو الرجوع‬
‫الفوري – مبتسر ‪ – anticipé‬مع استثناء الحاالت الواردة في المادة ‪ 135‬من م‪.‬ت المتعلقة ب‪:‬‬
‫‪ ‬حالة التسوية أو التصفية القضائية للمسحوب عليه‪.‬‬
‫‪ ‬حالة توقف المسحوب عليه عن أداء ديونه‪.‬‬
‫‪ ‬حالة الحجز عن أمواله دون جدوى‪.‬‬

‫‪ - 84‬تنص الفقرة ‪ 8‬من المادة ‪ 174‬على ما يلي ‪ " :‬إذا كانت الكمبيالة قد أنشئت لتنفيذ اتفاق متعلق بتسليم بضائع ومبرم بين‬
‫تجار‪ ،‬ونفذ الساحب االلتزامات المترتبة عليه في العقد‪ ،‬فإنه ال يجوز للمسحوب عليه أن يرفض قبول الكمبيالة بعد أن ينصرم‬
‫األجل الجاري به العمل في األعراف التجارية بشأن التعرف على البضائع"‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪55‬‬

‫و هذه الحاالت ال فائدة من انتظار حلول أجل الكمبيالة معها‪ ،‬ألن دخول المسحوب عليه إلى‬
‫مساطر معالجة صعوبة المقاولة يغل يده في التصرف وإتخاد القرار بشكل عام‪ ،‬كما أن‬
‫ت وقفه عن أداء ديونه هو مبرر لفتح مساطر صعوبة المقاولة في حقة وأما الحالة األخيرة‬
‫(الحجز على األموال دون جدوى) فإنها توضح الوضعية المالية الحرجة للمسحوب عليه و‬
‫بالتالي ال حاجة النتظار أجل االستحقاق النعدام الفائدة من ذلك‪.‬‬
‫د‪ .‬القبول بالتدخل أو الواسطة ‪:‬‬
‫سبق وأن سطرنا أن المسحوب عليه ليس ملزما بقبول الكمبيالة و يمكنه رفض عملية القبول‬
‫و أن من نتائج ذلك الرفض سقوط أجل االستحقاق و حق الحامل في الرجوع الفوري على‬
‫الساحب و كل الملتزمين في الكمبيالة‪.‬‬
‫و لتفادي هذا الوضع الذي يشكل خطرا على االئتمان التجاري العام اتاح المشرع إمكانية‬
‫تدخل طرف آخر لقبول الكمبيالة إما بشكل تلقائي وإما بطلب من الساحب أو أي ملتزم آخر و‬
‫الحيلولة دون سقوط األجل‪ 85.‬وهذا المتدخل قد يكون شخصا أجنبيا عن الكمبيالة و قد يكون‬
‫القابل هو نفس المسحوب عليه الرافض للقبول األصلي الذي قد يفضل رفض القبول‬
‫األصلي ألنه سوف يجعله ملتزما أوال و يفترض فيه حيازته لمقابل الوفاء على خالف القبول‬
‫بالتدخل‪ ،‬لكون هذا األخير يعطى عدة ضمانات للقابل المتدخل و ذلك بإمكانية رجوعه على‬
‫الطرف المتدخل لمصلحته أوال وعلى جميع الموقعين على الكمبيالة ثانيا‪.‬‬
‫و يشترط في القبول بالتدخل شروط تهم الورقة التجارية (الكمبيالة) و الطرف المتدخل‬
‫والمتدخل له فضال عن شكليات هذا النوع من القبول‪.‬‬
‫و هكذا يشترط في الكمبيالة على غرار القبول األصلي أن تكون قابلة للقبول‪ ،‬بمعنى أن ال‬
‫تكون متضمنة لشرط عدم التقديم للقبول وأن يكون الحامل موافقا على عملية القبول بالتدخل‬
‫باستثناء ما إذا تضمنت الكمبيالة بيانا اختياريا يلزمه بذلك و أن يرفض المسحوب عليه‬
‫القبول األصلي ‪ ،‬أما الطرف المتدخل فيشترط فيه ما يشترط في أي ملتزم آخر من ضرورة‬
‫توفره على أركان و شروط صحة االلتزامات بشكل عام و أن يكون محل القبول هو مبلغ‬
‫الكمبيالة و يصح أن يكون جزء منه فقط‪ ،‬أما المستفيد من التدخل بالقبول فيشترط فيه أن‬
‫يكون من الملتزمين في الكمبيالة و أن ال يكون قد سبق له بمقتضى بيان اختياري أن أعفى‬
‫نفسه من ضمان القبول ‪.‬‬

‫‪ - 85‬تنص المادة ‪ 215‬من مدونة التجارة على ما يلي ‪ ":‬يجوز للساحب أو لمظهر أو ضامن احتياطي أن يعين شخصا ليقبل‬
‫الكمبيالة أو ليفي بها عند االقتضاء‪.‬‬
‫ويجوز لشخص متدخل لمصلحة أحد المدينين المعرضين للرجوع أن يقبل الكمبيالة أو يوفي مبلغها مع مراعاة الشروط المحددة‬
‫بعده‪.‬‬
‫ويمكن أن يكون المتدخل من الغير وحتى المسحوب عليه نفسه أو أحد األشخاص الملزمين بمقتضى الكمبيالة باستثناء القابل‪.‬‬
‫ويتعين على المتدخل أن يعلم بتدخله الشخص الواقع التدخل لمصلحته ضمن أجل ثالثة أيام عمل‪ ،‬وإذا خالف هذا األجل كان‬
‫مسؤوال‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬عن إه ماله من غير أن يتجاوز التعويض مبلغ الكمبيالة "‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪56‬‬

‫و أما بالنسبة لشكليات القبول بالتدخل فقد أجملتها المادة ‪ 612‬من مدونة التجارة التي نصت‬
‫على ما يلي‪ " :‬يجب بيان القبول بالتدخل على الكمبيالة ويوقعه المتدخل ويبين الشخص الذي‬
‫وقع التدخل لمصلحته وإال اعتبر التدخل صادرا لمصلحة الساحب" والتي يمكن توضيحها‬
‫في ضرورة كتابة القبول بالتدخل في ذات الكمبيالة و ليس في ورقة مستقلة عنها و إال كان‬
‫مجرد كفالة عادية ‪ 86،‬و أن تذكر صيغة القبول و الشخص المستفيد من التدخل و اال اعتبر‬
‫لفائدة الساحب كما يجب إعالم المستفيد داخل أجل ثالثة أيام و أخيرا يجب توقيع صبغة‬
‫القبول بالتدخل من طرف القابل في ظهر الكمبيالة أو على وجهها‪.‬‬
‫و ينتج عن القبول بالتدخل أو بالواسطة عدة آثار نختزلها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يصبح القابل بالتدخل وفقا لنص الفقرة السادسة من المادة ‪ 215‬من م‪.‬ت ملتزما اتجاه‬
‫الحامل و المظهر بين الالحقين بنفس الكيفية التي يكون ملتزما بها الشخص الذي وقع‬
‫التدخل لمصلحته‪ ،‬لكن و مع ذلك ال يمكن للحامل أن يرجع على القابل المتدخل إال‬
‫بعد مطالبة المسحوب عليه و إثبات امتناعه بواسطة محضر احتجاج عدم األداء تحث‬
‫طائلة فقدان حقه في الرجوع على القابل بالتدخل‪.‬‬
‫‪ ‬يفقد الحامل بقبول التدخل حقه في الرجوع الفوري على الساحب و باقي الملتزمين في‬
‫الكمبيالة‪.‬‬
‫**********************‬

‫تطبيق ات قضائية لموضوع القبول في الكمبيالة‬

‫القرار األول ‪:‬‬

‫قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) عدد ‪ 621‬المؤرخ في ‪،7115/16/95‬‬

‫باسم جاللة الملك‬


‫وبعد المداولة طبقا للقانون‪.‬‬
‫في شأن الدفع بعدم القبول‪،‬‬
‫حيث دفع المطلوب البنك المغربي ‪ ...‬بأن الطالبين صرحوا بأنهم بلغوا بالقرار المطعون فيه بتاريخ‬
‫‪ 01/03/23‬دون أن يدلوا بأصل طي التبليغ‪ ،‬مكتفين باإلدالء بصورة منه خالفا لما ينص عليه ‪ 110‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع وصرحوا بأنهم سيقومون باإلدالء باألصل لدى كتابة الضبط دون أن يفعلوا مما ينبغي التصريح‬
‫بعدم قبول النقض‪.‬‬

‫‪ - 86‬أحمد شكري السباعي ‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية – م‪.‬س – ص ‪111 :‬‬


‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫لكن‪ ،‬وخالفا لمضمون الدفع‪ ،‬فإن الطالبين لم يسبق لهم أن أدلوا بصورة لطي تبليغهم بالقرار المطعون فيه‬
‫وصرحوا بأ نهم سيقومون باإلدالء بأصله لدى كتابة الضبط وإنما ضمنوا مقال نقضهم أنهم لم يبلغوا بعد‬
‫القرار المطعون فيه والدفع على غير أساس‪.‬‬
‫حيث يستفاد من وثائق الملف ومن القرار المطعون فيه الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار‬
‫البيضاء تحت عدد ‪ 1111‬بتاريخ ‪ 01/01/19‬في الملف عدد ‪ ،3/00/300‬أن المطلوب البنك المغربي ‪....‬‬
‫تقدم بمقال لتجارية البيضاء عرض فيه أنه بمقتضى اتفاقية مصادق على توقيعاتها استفاد الطالبون ورثة‬
‫‪ ....‬من قرض بمبلغ ‪ 1.000.000.00‬درهم غير أنهم لم يوفوا بالتزامهم فأصبحوا مدينين بمبلغ‬
‫‪ 1.011.111.09‬درهما كما يتجلى من كشف الحساب الموقوف في ‪ 1339/11/00‬وأن الفصل ‪ 11‬من‬
‫العقد يجعله محقا في المطالبة بنسبة ‪ %10‬من المبلغ المطالب به قضائيا‪ ،‬وأن الفصل ‪ 1‬منها ينص على‬
‫أن نسبة الفوائد االتفاقية حددت في السعر الحقيق البنكي وهو ‪ %12.91‬تضاف إليه ‪ %0.01‬أي ‪%15‬‬
‫ألجله يلتمس الحكم على المدعى عليهم بأدائهم تضامنا له مبلغ ‪ 1.011.111.09‬درهما مع الفوائد االتفاقية‬
‫ومبلغ ‪ 101.011.10‬درهما كتعويض‪ ،‬وأدلى المدعى بمقال إضافي التمس فيه رفع الطلب األصلي لمبلغ‬
‫‪ 3.011.111.09‬درهما الناتج إضافة إلى مبلغ المطالب به في المقال االفتتاحي عن سندات األمر‪.‬‬
‫و بعد إجراء خبرة أصدرت المحكمة التجارية حكما على المدعى عليهم بأدائهم للبنك المدعي تضامنا فيما‬
‫بينهم مبلغ ‪ 9.109.913.11‬درهما مع الفوائد القانونية من ‪ 39/12/01‬إلى يوما ألداء ورفض باقي‬
‫الطلبات‪ ،‬استأنفه المحكوم عليهم أصليا والمدعى فرعيا‪ ،‬فأصدرت محكمة االستئناف التجارية قرارها‬
‫بتأييده وهو المطعون فيه‪.‬‬
‫في شأن الوجه الثاني للوسيلة الثانية‪،‬‬
‫حيث ينعى الطاعنون على القرار خرق قواعد تحقيق الدعوى بسبب أن الخبير عاين أن التسهيالت البنكية‬
‫الممنوحة للطالبين لم تتعد سقف ستة ماليين درهم‪ ،‬وأن البنك تجاوز سقف ‪ 1.9‬مليون درهم المحدد في‬
‫العقد األول إلى ثالثة ماليين درهم ثم ستة ماليين درهم المحدد في العقد الثاني إلى المبلغ المطالب به‬
‫حاليا‪ ،‬وعاين كذلك وفق الحساب بتاريخ ‪ 39/10/01‬وليس ‪ 39/11/00‬كما ورد بكشف الحساب‪ ،‬وأن‬
‫الرصيد تضمن أن السندات ألمر محل المنازعة ثم رصد الخبير إدراج البنك لفوائد وعموالت غير‬
‫مستحقة‪ ،‬وتناقض الكشوف الحسابية ما بين مبلغ ‪ 1.011.111.09‬درهما ومبلغ ‪ 9.109.125.00‬درهما‪،‬‬
‫ورغم دقة هذه المالحظات لم يأخذها القرار بعين االعتبار‪ ،‬واعتمد تقريرا مخالفا لشكليات إنجاز الخبرة‬
‫المنصوص عليه بالفصول ‪ 13‬إلى ‪ 55‬من ق‪.‬م‪.‬م لكونها أنجزت دون محضر تصريحات األطراف ودون‬
‫استدعاء دفاعهما‪ ،‬ولم تجر محاولة الصلح‪ ،‬مما يكون معه غير معلل وينبغي التصريح بنقضه‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬حيث إنه فضال عن أن الطالبين التمسوا اإلشهاد لهم بعدم منازعتهم في أصل الدين المحدد من طرف‬
‫الخبير‪ ،‬فإن موضوع الوجه من الوسيلة أثير ألول مرة أمام المجلس األعلى فهي غير مقبولة‪.‬‬
‫في شأن الوجه األول للوسيلة األولى‪،‬‬
‫حيث ينعى الطاعنون على القرار عدم ارتكازه على أساس قانوني وخرق مقتضيات المواد ‪ 201‬و‪201‬‬
‫و‪ 205‬من م‪.‬ت ذلك أن البنك المطلوب تقدم بمقال افتتاحي للدعوى التمس من خالله الحكم له بمبلغ‬
‫‪ 1.011.111.09‬درهما عن الرصيد المدين لحساب الطالبين‪ ،‬ثم تقدم بمقال إضافي رفع من خالله مطالبة‬
‫مبلغ ‪ 3.011.111.09‬درهما‪ ،‬مضيفا مبلغ ثمانية ماليين المناسب لثالثة سندات ألمر‪ ،‬ولقد أكد الطالبون‬
‫أن هذه السندات ال تشكل سندا للمديونية لعدم إدالء البنك بما يفيد مقابل التعامل البنكي‪ ،‬لذلك فإن إدراج‬
‫السندات ألمر بخانة المديونية يتوجب إثبات المعاملة المتعلقة بها‪ ،‬مما يفيد أنها سلمت للبنك كوسيلة ائتمان‬
‫لضمان التسهيالت المصرفيين على الحساب الجاري‪ ،‬وليس كوسيلة أداء‪ ،‬غير أن القرار المطعون فيه رد‬
‫ذلك "بأنه تبعا للمادة ‪ 155‬من م‪.‬ت فإن قبول السند ألمر يفترض معه وجود مقابل الوفاء ومادام الطاعنون‬
‫لم يدحضوا هذه القرينة باألداء‪ ،‬بما يفيد عدم وجود مقابل الوفاء فإن دفعهم يبقى غير مبني على أساس‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪58‬‬

‫ويتعين رده"‪ ،‬في حين المادة ‪ 155‬المذكورة تتعلق بالكمبياالت وليس بالسندات ألمر وال تحيل المواد‬
‫‪ 201‬و‪ 201‬و‪ 205‬من نفس المدونة عليها‪ ،‬مما يجعل األساس القانوني للقرار غير سليم وغير مرتكز‬
‫على أساس مما ينبغي نقضه‪.‬‬
‫حيث تمسك الطالبون بموجب مقالهم االستئنافي يكون السندات ألمر تنشأ بمقال للوفاء وأنها اكتتب عل‬
‫حسابهم الجاري كضمانة موازية تلجأ إليها األبناك‪ ،‬لذلك فإن إدالء المستأنف عليه بها ال يمكن أن يدخل‬
‫إال في إطار االغتناء على حساب الغير‪ ،‬وعليه أن يثبت مقابل وفائها‪ ،‬ملتمسين رفض الطلب اإلضافي‪،‬‬
‫فردت المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه ذلك "بأنه طبقا للمادة ‪ 155‬من م‪.‬ت فإن قبول السند ألمر‬
‫يفترض معه وجود مقابل الوفاء‪ ،‬ومادام الطاعنون لم يدحضوا هذه القرينة بما يفيد مقابل الوفاء فإن دفعهم‬
‫بهذا الخصوص يبقى غير مبني على أساس ويتعين رده"‪ ،‬في حين المادة ‪ 155‬المذكورة تتعلق بمقابل‬
‫وفاء الكمبيالة‪ ،‬وال يوجد أي مقتضى مماثل لها في القسم الثاني في الكتاب الثالث المتعلق بالسند ألمر‪ ،‬وال‬
‫تحيل المقتضيات المنظمة لهذه الورقة على المادة ‪ 155‬السالفة الذكر‪ ،‬إضافة إلى أن الطالبين نفوا وجود‬
‫أية عالقة تجارية بينهم وبين البنك المطلوب تتعلق بالسندات المذكورة ولم يثبت البنك مقابال لها‪ ،‬مما حدا‬
‫بالخبير المنتدب لخصم ما مديونية حسابهم الجاري موضوع النزاع‪ ،‬وبذلك أتى قرارها غير مرتكز على‬
‫أساس سليم‪ ،‬عرضة للنقض فيما قضى به من تأييد الحكم االبتدائي القاضي على الطالبين بأداء مبلغ ثمانية‬
‫ماليين درهم مقابل السندات ألمر الثالثة‪.‬‬
‫وحيث أن موضوع الوجهين الثاني للوسيلة األولى و األول للوسيلة الثانية يتعلقان بالسندات ألمر التي‬
‫قضى المجلس األعلى بنقض القرار المطعون فيه فيما قضى به من أداء بشأنها‪.‬‬
‫حيث إن حسن سير العدالة ومصلحة الطرفين يقتضيان إحالة الملف على نفس المحكمة للبت فيه من جديد‬
‫طبقا للقانون‪.‬‬
‫لهــذه األسبــاب‬
‫قضى المجلس األعلى بنقض القرار المطعون فيه من تأييد الحكم االبتدائي القاضي على الطالبين بأداء‬
‫مبلغ ثمانية ماليين درهم مقابل السندات الثالثة وبإحالة القضية على نفس المحكمة المصدرة له للبت فيما‬
‫تم نقضه ورفضه في الباقي وجعل الصائر مناصفة بين الطرفين‪.‬‬

‫القرار الثاني ‪:‬‬

‫قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) عدد ‪ 2119‬المؤرخ في ‪ 9116/91/92‬ملف رقم‬
‫‪93/4224‬‬

‫باسم جاللة الملك‬


‫بتاريخ ‪ ،35/10/11‬إن الغرفة المدنية من المجلس األعلى‪ ،‬في جلستها العلنية أصدرت القرار اآلتي نصه‪:‬‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‬
‫في شأن الوسيلة الوحيدة‬
‫حيث يستفاد من أوراق الملف ومن القرار المطعون فيه الصادر عن محكمة االستئناف بتاريخ ‪32/1/1‬‬
‫في الملف عدد ‪ 31/111‬أن شركة ‪ .....‬تقدمت بمقال من أجل األمر باألداء عرضت فيه أن لها بذمة‬
‫المدعى عليه الطاعن عبد اإلله ‪ ....‬مبلغ ثمانين ألف درهم ‪ 90.000‬موضوع كمبيالة منشأة بتاريخ‬
‫‪ 30/1/11‬وحالة األداء بتاريخ ‪ ،1330/1/11‬ملتمسة الحكم لها بالمبلغ المذكور والصائر‪ ،‬فأصدر السيد‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪59‬‬

‫رئيس المحكمة األمر باألداء عدد ‪ 30/299‬القاضي على الطاعن بأدائه للشركة المدعية ‪90.100.10‬‬
‫درهم أصل الدين والرسوم القضائية وعلى إثر استئنافه أيدته محكمة االستئناف بمقتضى قرارها المطعون‬
‫فيه مع تغريم الدائن مبلغ ‪ 9.000.00‬لفائدة خزينة الدولة‪.‬‬
‫حيث ينعى الطاعن على القرار عدم كفاية التعليل مما يعد بمثابة انعدامه خرق مقتضيات الفصول ‪011‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م و‪ 201‬و‪ 201‬من ق‪.‬ل‪.‬م والفصل ‪ 112‬من القانون التجاري بدعوى أن المحكمة عللت قرارها‬
‫تعليال خاطئا إذ أنه ينبغي التذكير بأن الطاعن تعاقد مع المطلوبة في النقض وانه سلمها مبالغ مالية بلغت‬
‫إلى حين تقديم الدعوى ‪ 110.000‬درهم بما في ذلك الكمبيالة وليس فقط ‪ 90.000‬درهم كما ورد في‬
‫تعليل القرار لمطعون فيه وانه يدلي بالرسالة التي توصل بها من دفاع المطلوبة في النقض والتي تعترف‬
‫اعترافا صريحا بما توصلت به‪.‬‬
‫وإن الخبرة المنجزة من طرف عبد السالم بنعطية تفيد أن األشغال التي أنجزت فاسدة أما التي لم يقع‬
‫إنجازها فلم يقع التطرق إليها وأن الطاعن أكد أن ما توصلت به الشركة يفوق ما يجب لها وهذه المنازعة‬
‫تجعل دعوى المطلوب ضده موضوع نقاش جوهري يخضع لمراقبة قاضي الموضوع‪ ،‬واألمر المستأنف‬
‫كان في إطار مسطرة استعجالية وان اختصاص قضاء المستعجالت ال يمكنه مناقشة المنازعات الجوهرية‬
‫التي من شأنها مناقشة آثار االلتزام‪ ،‬وأن الطاعن ملزم باألداء مقابل تقيد الطرف المطلوب ضده النقض‬
‫بالتزاماته التعاقدية‪ ،‬وفي حالة عدم تنفيذه اللتزاماته فان من حق الطاعن منازعة مديونيته التي تعتبر‬
‫منعدمة والقرار المطعون فيه عندما قضى بعكس ذلك يكون قد صدر معلال تعليال خاطئا مما يتعين نقضه‪.‬‬
‫لكن حيث إن االلتزام الصرفي ينشأ بمجرد التوقيع على الكمبيالة التي تتضمن قيمة مالية بمجرد توافر‬
‫العناصر التي اشت رطها القانون لصحتها‪ ،‬فال يجوز للمسحوب عليه أن يحتج بعدم وجود مقابل الوفاء عند‬
‫حلول أجل أدائها مادام قد وقع عليها بالقبول‪ ،‬ويتضح أن الكمبيالة موضوع األمر باألداء موقعة توقيع‬
‫قبول ومحكمة االستئناف التي ثبت لديها ذلك محتفظة للطاعن بالحق الذي يدعيه بعد إثباته مؤيدة األمر‬
‫باألداء بعد ما ثبت لها أن ما تمسك به الطاعن في عدم وفائه لقيمة الكمبيالة غير مؤسس وذلك بقولها حيث‬
‫أن المديونية التي صدر بشأنها األمر باألداء ثابتة بمقتضى كمبيالة مستجمعة لشروط الفصل ‪ 129‬من‬
‫القانون التجاري لم يطعن فيها بأي وجه من أوجه الطعن مما تبقى معه حجة مثبتة للمبلغ‪.‬‬
‫حيث أن ما تذرع به المستأنف الطاعن من كون السبب في عدم وفائه لقيمة الكمبيالة يعود للعيوب‬
‫المالحظة بأشغال النجارة التي أنجزتها الشركة المستأنف عليها المطلوبة في النقض والتي الحظها الخبير‬
‫وأشار إليها في تقريره غير مؤسس ذلك أن الخبير نفسه حدد نسبة العيوب في ‪ %5‬من مجموع قيمة‬
‫األشغال وانتهى إلى أن قيمة ما أنجز على حالته يصل إلى مبلغ ‪ 122.103.1‬درهما وهو ما يفوق ما تم‬
‫اإلقرار باستيفائه باإلضافة إلى مبلغ الكمبيالة والتي تبقى في جميع األحوال سندا مستقال بذاته ومثبتا‬
‫للمديونية‪ ،‬ويبقى كل حق يدعيه الطاعن محفوظا للمطالبة به بعد إثباته أمام الجهة المختصة‪ ،‬يكون قرارها‬
‫معلال بما فيه الكفاية ولم يخرق أي مقتضى والوسيلة على غير أساس‪.‬‬
‫لهذه األسبــاب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب مع إبقاء الصائر على رافعه‪.‬‬

‫القرار الثالث ‪:‬‬


‫قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) عدد ‪ 069‬المؤرخ في ‪8992/90/82‬ملف تجاري رقم‬
‫‪.8992/8/3/602‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫باسم جاللة الملك‬


‫وبعد المداولة طبقا للقانون‪.‬‬
‫حيث يستفاد من مستندات الملف‪ ،‬ومن القرار المطعون فيه ادعاء المطلوب في النقض عزيز‬
‫‪ ....‬أنه بناء على معاملة تجارية مع والده أصدر المدعى عليه ‪ ...‬كمبيالتين حالتي األداء في‬
‫‪ 2002/02/12‬بمبلغ ‪ 30.000‬درهم لكل واحدة منهما‪ .‬وذلك بمناسبة حفر ما عمقه ‪100‬م‬
‫وبضعة سنتيمترات حسب ‪ 510‬دهـ للمتر بالنسبة لمئة متر األولى و ‪ 210‬م بالنسبة لألمتار‬
‫التي تفوق ‪ 100‬متر‪ .‬وأنه لم يتمكن من استخالص قيمة الكمبيالتين لذلك التمس من المحكمة‬
‫الحكم على المدعى عليه بأدائه له مبلغ ‪ 60.000‬درهم قيمة الكمبيالتين مع الفوائد القانونية‪.‬‬
‫وبعد جواب المدعى عليه قضت المحكمة االبتدائية وفق دعوى المدعي وذلك بحكم استأنفه‬
‫الطاعن وأيدته محكمة االستئناف بقرارها المطلوب نقضه‪.‬‬
‫حيث يعيب الطاعن على المحكمة في وسيلتيه األولى والثانية مجتمعتين خرق قاعدة مسطرية‬
‫أضر به وفساد التعليل وتناقض الحيثيات‪ :‬ذلك أنه من جهة سبق للطاعن أن أثار أمام‬
‫المحكمة في المرحلتين االبتدائية واالستئنافية عدم استحقاق المطلوب في النقض للمبالغ‬
‫المطلوبة ألن الكمبيالتين موضوع النزاع سلمتا له مقابل قيامه بحفر بئر لفائدة والد الطاعن‬
‫على عمق ‪ 000‬م غير أنه لم يف بالتزامه وتوقف عن األشغال على ‪ 120‬م فقط رغم عدم‬
‫تدفق الماء‪ .‬وإلثبات ذلك أدلى الطاعن بالعقدة المبرمة بين والده والمطلوب في النقض بسبب‬
‫عدم تنفيذه اللتزامه علما أن المطلوب في النقض أقر بتسلمه من والد الطاعن ما قدره‬
‫‪ 00.000‬درهم نقدا‪ ،‬غير أن المحكمة قضت بأداء قيمة الكمبيالتين دون أن تعير أي اهتمام‬
‫لدفوع الطاعن ودون أن تجري تحقيقا في النازلة بالبحث أو الخبرة للتأكد من مسألة تنفيذ‬
‫المطلوب في النقض التزامه ومسألة تدفق الماء في البئر‪ .‬ومن جهة أخرى فإن المحكمة‬
‫استندت على محضر معاينة أدلى به الطاعن في التدليل على أن المطلوب في النقض قد نفذ‬
‫التزامه وأصبح محقا في تقاضي مقابل خدماته ما دام أنه ليس هناك دليل على امتناعه عن‬
‫االستمرار في أعمال حفر البئر تنفيذا للعقد المبرم في الموضوع واعتبرت المحكمة مع ذلك‬
‫أن مستند الطعن في الحكم المستأنف على أساس علما أن الطاعن هو الطرف المستأنف‬
‫وأيدت الحكم المذكور فجاء قرارها فاسد التعليل ومشوبا بالتناقض في الحيثيات مما يعرضه‬
‫للنقض‪.‬‬
‫لكن حيث أن محكمة االستئناف اعتمدت في قرارها على ما مضمنه بأن الكمبياالت موضوع‬
‫الدعوى تعد ف ي حد ذاتها دليال على المديونية وأن الطاعن بتوقيعه عليها توقيع القبول يصبح‬
‫مدينا مباشرا كما أنها قدرت محضر المعاينة ومن حقها ذلك ولو كان قد أدلى به من طرف‬
‫الطاعن واستخلصت منه أن المطلوب في النقض فعال قام بحفر بئر قطره ‪ 0,85‬م على عمق‬
‫‪ 120‬م وأنه من حقه الحصول على مقابل هذه األشغال وكلن ذلك وحده كافيا في تبرير ما‬
‫قضت به المحكمة من تأييد الحكم المستأنف ولم تكن ملزمة بإجراء أي تحقيق وأن إشارة‬
‫القرار إلى عبارة‪" :‬إن مستند الطعن على أساس" بدال من عبارة‪" :‬إن مستند الطعن على‬
‫غير أساس" كان مجرد خطأ مادي ال يشكل تناقضا في الحيثيات في منزلة انعدام التعليل‪،‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫فجاء قرار المحكمة معلال بما فيه الكفاية ولم تخرق فيه المقتضيات أعاله وكان ما بالوسيلتين‬
‫غير جدير باالعتبار‪.‬‬
‫لهــذه األسبـــــاب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب وبتحميل الطاعن الصائر‪.‬‬
‫القرار الرابع‪:‬‬
‫قرار المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) عدد ‪ 863‬المؤرخ في ‪9020/93/80‬‬
‫باسم جاللة الملك‬
‫إن المجلس‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‪.‬‬
‫حيث يستفاد من وثائق الملف ومن القرار المطعون فيهه أن المطلوبهة شهركة ‪ .....‬التمسهت مهن‬
‫السهيد رئههيس المحكمههة االبتدائيههة بمههراكش إصههدار أمهر مههن شههركة ‪ ( ....‬الطالبههة ) بههأداء مبلههغ‬
‫‪ 109.311.31‬درهههم وهههو يمثههل قيمههة الكمبيالههة التههي حههل أجههل وفائههها يههوم ‪ 92/0/10‬والتههي‬
‫سههحبتها الطالبههة المههذكورة علههى نفسههها لفائههدة شههركة كومسههيب التههي ظهرتههها بههدورها لفائههدة‬
‫المطلوبة‪ .‬فأصدر السيد الرئيس أمره وفق الطلب واستأنفته الطالبة مثيهرة أن المطلوبهة لهم تقهم‬
‫بإجر اء مسطرة االحتجاج بعدم األداء وهو إجراء ضروري وإال سقط حقها وأن المستفيدة من‬
‫الكمبيالة شركة ك‪ ....‬لم تنجز األشغال التي كلفت بهها والتهي تعتبهر الكمبيالهة موضهوع النهزاع‬
‫أجرا مسبقا لها – وبعد جواب المطلوبة التي التمسهت تأييهد األمهر المسهتأنف أصهدرت محكمهة‬
‫االستئناف قرارها بتأييهد األمهر المهذكور بعلهة أن الكمبيالهة يفتهرض فيهها وجهود مقابهل الوفهاء‪،‬‬
‫وأن المستأنفة لم تدل بما يفيد إنها سلمتها من أجل سلمتها من أجل أشغال معينة لهم تنجهزه كمها‬
‫أن عدم إجراء االحتجاج بعدم األداء ليس له أي تأثير على النازلهة بهين السهاحبة التهي ههي فهي‬
‫نفس الوقت الحاملة والمستأنفة المسحوب عليها‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالسبب األول والفهرع األول مهن الوسهيلة الثالثهة المتخهذين مهن خهرق الفصهل ‪151‬‬
‫مههن القههانون التجههاري لعههدم إقامههة االحتجههاج بعههدم األداء‪ ،‬والطالبههة أثههارت ذلههك أمههام محكمههة‬
‫االستئناف إال أن األخيرة ردته بالعلة المشار إليها أعاله مع العلم أن عهدم القيهام بههذا اإلجهراء‬
‫يترتههب عنههه سههقوط حههق الحامههل فههي الرجههوع علههى المسههحوب عليههه بههاألداء وهههو مهها يعههرض‬
‫القرار للنقض‪.‬‬
‫لكن حيث أنه طبقا للفصهل ‪ 153‬مهن القهانون التجهاري فهإن الحامهل يسهقط حقهه فهي حالهة عهدم‬
‫إقامة االحتجاج بعدم األداء إزاء المظهرين والساحب وبقية الملتزمين باسهتثناء القابهل الهذي ال‬
‫يشههترط لمتابعتههه اتخههاذ اإلجههراء المههذكور‪ ،‬وفههي نازلتنهها فههإن األمههر بههاألداء كههان مرفوعهها ضههد‬
‫شركة م‪ ...‬التي تعتبر حسب الكمبيالة موضوع النزاع هي المسهحوب عليهها والقابلهة لهها‪ ،‬إذن‬
‫فال يشترط على الحامل لمتابعتها اتخهاذ االحتجهاج بعهدم األداء إزاءهها ممها اعتبهر معهه القهرار‬
‫المطعههون فيههه عنههدما أجههاب علههى هههذا الههدفع بأنههه ال تههأثير لههه علههى النازلههة أنههه كههان فههي محلههه‬
‫وتكون الوسيلة غير مرتكزة على أساس‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫فيما يتعلق بالوسيلة الثانية المتخذة من فساد التعليل الناتج عهن الفههم الخهاطئ لمراكهز أطهراف‬
‫الكمبيالة حينما اعتبر القرار المطعون فيه أن الحاملة للكمبيالة ههي نفسهها السهاحبة لهها مهع أن‬
‫هذا مخالف للواقع إذ بالرجوع إلى هذه الكمبيالة يتبين أنها مسحوبة من طرف الطالبهة وعليهها‬
‫في نفس الوقت‪ ،‬أما الحامل لها فهي ليست إال مظهرا لها من طرف المستفيدة األصهلية شهركة‬
‫‪ ...‬المغرب‪ ،‬ومن هذا يتضح على أن تعليل المحكمة الذي انبنى علهى ههذا الفههم الخهاطئ كهان‬
‫فاسدا وهو ينزل منزله عدمه ويعرض القرار للنقض‪.‬‬
‫لكههن حيههث أنههه ال يضههير القههرار كونههه وصههف الحاملههة للكمبيالههة بأنههها تعتبههر فههي نفههس الوقههت‬
‫السههاحبة لههها مهها دام أن المحكمههة اعتبههرت الطالبههة هههي المسههحوب عليههها والتههي هههي المطالبههة‬
‫أساسا بهاألداء إزاء الحامهل للكمبيالهة حتهى ولهو لهم يتخهذ إزاءهها االحتجهاج بهاألداء مهن طهرف‬
‫الحامل طبقا لما أشير إليه عند الجهواب علهى الوسهيلة األولهى ممها يجعهل الوسهيلة غيهر جهديرة‬
‫باالعتبار‪،‬‬
‫وفيما يتعلق بالفرع الثاني من الوسيلة الثالثة المتخذ من انعهدام التعليهل ذلهك أن الطالبهة لهم تهدل‬
‫بما يفيد أن تلك الكمبيالة سلمت من أجل تنفيذ أشغال معينة‪ ،‬وأن ههذه األشهغال لهم يهتم إنجازهها‬
‫في حين أنه بالرجوع إلى الكمبيالة نجد أنها تشير إلى كونها تعتبهر قيمهة أداء فهاتورة البرنهامج‬
‫رقم ‪ 10‬وكان على من يدعي انقضاء االلتزام أن يثبت ادعاءه عمال بالفصهل ‪ 100‬مهن قهانون‬
‫االلتزامات والعقود كما أنه لكي تتم مطالبة الطالبة بالوفهاء بالتزامهها فإنهه كهان علهى المطلوبهة‬
‫طبقا للفصل ‪ 200‬من نفس القانون أن تثبت أنها وفت بالتزامها‪.‬‬
‫لكن حيث أنه طبقا للفصل ‪ 115‬من القانون التجاري فإنه بالقبول يلتزم المسحوب عليهه بوفهاء‬
‫قيمههة الكمبيالههة فههي تههاريخ اسههتحقاقها‪ ،‬والثابههت مههن الكمبيالههة أن الطالبههة هههي المسههحوب عليههها‬
‫والقابلهة لهها‪ ،‬ولهذا فههي تكهون ملزمهة بوفائهها إزاء الحامهل لهها الهذي ال يمكهن االحتجهاج إزاءه‬
‫بعدم وجود مقابل الوفاء أو العالقة التي تربط الساحب بالمستفيد من الكمبيالة مما لهم يبهق معهه‬
‫مجال لتطبيق الفصلين ‪ 100‬و‪ 200‬المحتج بهما في الوسيلة‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫قضى برفض الطلب وعلى صاحبته الصائر‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمان االحتياطي‪:‬‬


‫يعتبر الضمان االحتياطي من الضمانات االتفاقية التي يمكن ألطراف الكمبيالة أن يتفقوا‬
‫عليها لزيادة الثقة في التعامل بها‪ ،‬وذلك لما يتوفر عليه هذا الضمان من خصائص و مميزات‬
‫ناتجة عن طبيعته المختلطة ككفالة شخصية و تضامنية و صرفية ‪ ،‬و كذلك بما ينتج عن هذا‬
‫الضمان من آثار‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪63‬‬

‫و إلعطاء فكرة عن موضوع الضمان االحتياطي‪ ،‬فإننا سنتحدث أوال عن مفهومه و ثانيا عن‬
‫شروطه و ثالثا عن آثاره ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الضمان االحتياطي ‪:‬‬
‫ظهر الضمان االحتياطي نتيجة التطور الحاصل في التعامل بالكمبيالة والعمل التجاري‪،‬‬
‫بحيث انطلق هذا التطور من نظام الكفالة المعمول به منذ القديم في الميدان المدني‪.‬‬
‫و يمكن إجمال مختلف التعاريف الفقهية التي أعطيت للضمان االحتياطي في كونه كفالة‬
‫يقدمها أحد من األغيار أو حتى من الموقعين على الكمبيالة وفقا لنص المادة ‪ 190‬من م‪.‬ت ‪،‬‬
‫يتعهد بموجبها تعهدا شخصيا خاضعا للقانون الصرفي بضمان جزئي أو كلي ألداء مبلغ‬
‫‪87‬‬
‫الكمبيالة في تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫و انطالقا من هذا التعريف يمكننا استخراج خصائص الضمان االحتياطي التي ال تخرج عن‬
‫كونه أوال كفالة لتشابهه مع كفالة الديون المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬إال‬
‫أن الضمان االحتياطي يبقى عمال تجاريا لوقوعه على سند اعتبره المشرع تجاريا بشكله‬
‫(المادة ‪ 3‬من مدونة التجارة) ‪ ،‬و ثانيا هو شخصي أي أنه يلتزم به من قدمه بصفة شخصية‬
‫عند حلول أجل استحقاق الكمبيالة وثالثا تعد طبيعة هذا الضمان تضامنية‪ ،‬ألن الضامن‬
‫يصبح متضامنا في أداء مبلغ الكمبيالة عند حلول أجلها مع باقي الموقعين عليها‪ ،‬بحيث يحق‬
‫لحامل الكمبيالة أن يرجع عليهم جميعا دفعة واحدة أو على أي واحد منهم أو حتى على‬
‫ا لضامن وحده دون غيره‪ ،‬و أ خيرا فإن من خصائص الضمان االحتياطي أنه التزام صرفي‬
‫بحيث يخضع لقانون الصرف (الكتاب الرابع من مدونة التجارة) و ما يقتضيه ذلك من تطبيق‬
‫‪88‬‬
‫مبادئه كمبدأ استقالل التوقيعات و غير ذلك من المبادئ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شروط الضمان االحتياطي ‪:‬‬
‫يفرق الفقهاء عند تحليلهم لشروط الضمان االحتياطي بين الشروط الموضوعية و الشكلية‪.‬‬
‫‪ -1‬الشروط الموضوعية ‪:‬‬
‫يمكن إجمال هذه الشروط فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬التوفر على األهلية التجارية بالنسبة لمقدم الضمان االحتياطي‪.‬‬
‫‪ ‬التوفر على الصفة في تقديم الضمان االحتياطي و هذه الصفة تختلف حسب ما إذا‬
‫كان تقدم الضمان شخص طبيعي أو معنوي كشركة‪ ،‬ففي حالة الشخص الطبيعي فإنه‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 190‬يمكن ألي كان أن يوقع الكمبيالة بصفته ضامنا احتياطيا‬
‫باستثناء الساحب و المسحوب عليه‪ ،‬و هذا يعني أن كل الناس لهم الصفة في تقديم‬
‫‪ - 87‬يراجع التعريف الذي قدمه كل من ‪ :‬أحمد شكري السباعي ‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية – م‪.‬س‪.‬ص ‪188:‬‬
‫المختار بكور‪ :‬األوراق التجارية في القانون المغربي ‪ -‬م‪.‬س‪.‬ص ‪.123:‬‬
‫‪ - 88‬للتفاصيل يراجع‪ :‬محمد مؤمن‪ :‬أحكام وسائل األداء و االئتمان في القانون المغربي – مرجع سابق – ص‪ 141 :‬و ‪141‬‬
‫و ‪.142‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪64‬‬

‫الضمان االحتياطي باستثناء الساحب والمسحوب عليه‪ ،‬أما في حالة الضمان المقدم‬
‫من شركة تجارية فإنه يشترط فيه الحصول على ترخيص خاص كما هو الحال‬
‫‪89‬‬
‫بالنسبة لشركة المساهمة غير األبناك و المؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تعيين المستفيد من الضمان وفقا لنص المادة ‪ 195‬في فقرتها السادسة و إذا‬
‫لم يتم تعيين المستفيد اعتبر مقدما لفائدة الساحب‪ ،‬وقد دهب بعض الفقهاء باالعتماء‬
‫على موقف القضاء المغربي و الفرنسي إلى اعتبار هذه القرينة قاطعة غير قابلة‬
‫‪90‬‬
‫إلثبات العكس‪.‬‬
‫‪ ‬يجب على مقدم الضمان االحتياطي أن يبين حدود المبلغ المشمول بالضمان واال‬
‫اعتبر شامال لكامل المبلغ الوارد بالكمبيالة و يستثنى من ذلك الضمان االحتياطي‬
‫المقدم لفائدة ملتزم بجزء من مبلغ الكمبيالة ألنه كما هو معلوم يمكن للضامن أن‬
‫يحصر ضمانه في شخص معين‪.‬‬

‫‪ -2‬الشروط الشكلية‪:‬‬
‫تتعلق الشروط الشكلية الخاصة بالضمان االحتياطي بالكتابة أو مجرد التوقيع بحسب ما إذا‬
‫حصل الضمان في ذات الكمبي الة أو في ورقة متصلة بها أو مستقلة عنها تماما وقت تقديم هذا‬
‫الضمان‪.‬‬
‫‪ ‬شرط الكتابة‪ :‬تشرط الكتابة في الضمان االحتياطي التي يعتبرها الفقهاء شكلية نشوء‬
‫و إثبات ‪ 91‬إذا حصل الضمان على ظهر الكمبيالة وهي تعني الصيغة الدالة على‬
‫الضمان والتوقيع عليها وال يغني أحدهما عن اآلخر‪ ،‬إذ أن التوقيع المجرد سيعد‬
‫تظهيرا‪ ،‬بينما صيغة الضمان دون توقيعه ستبقى مجردة من االلتزام‪ ،‬وفق نص الفقرة‬
‫الرابعة من المادة ‪ 190‬من م‪.‬ت‪.‬‬
‫و نفس األمر ينطبق على الضمان الوارد في الوصلة ‪ Allonge‬التي يتم اللجوء إليها عندما‬
‫تمتلئ الكمبيالة و كذلك عندما يتعلق األمر بالورقة المستقلة عن الكمبيالة‪ ،‬على أنه ال بد في‬
‫الحالتين األخيرتين من احترام الشرط الذي نصت عليه المادة ‪ 190‬في فقرتها الثالثة "يحدد‬

‫‪ - 89‬أنظر نص المادة ‪ 71‬من القانون رقم ‪ 85-17‬المتعلق بشركة المساهمة‪.‬‬


‫‪ -90‬المختار بكور ‪ :‬الضمان االحتياطي في الكمبيالة و فق التشريع المغربي – رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا بكلية الحقوق‬
‫بالرباط – أكدال السنة الجامعية ‪ 1813 -1814‬ص‪ 111 :‬و ‪.112‬‬
‫‪ - 91‬المختار بكور ‪ :‬األوراق التجارية في القانون المغربي م‪.‬س‪.‬ص ‪.127 :‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪65‬‬

‫الضمان االحتياطي إما الكمبيالة نفسها أو على وصلة و إما محرر على حده يعين فيه مكان‬
‫صدوره"‪.‬‬
‫‪ ‬التوقيع المجرد‪ :‬يمكن وفقا لنص المادة ‪ 190‬من م‪.‬ت في فقرتها الخامسة أن يعتبر‬
‫الضمان االحتياطي حاص ال بمجرد توقيع الضامن على صدر الكمبيالة ما لم يتعلق‬
‫األمر بتوقيع المسحوب عليه و الساحب‪ ،‬ذلك أن توقيع الساحب يعد سحبا للكمبيالة و‬
‫توقيع المسحوب عليه يعد قبوال لها‪.‬‬
‫‪ ‬شرط تاريخ تقديم الضمان ‪ :‬يقدم الضمان االحتياطي كأصل عام منذ تاريخ إنشاء‬
‫الكمبيالة إلى تاريخ استحقاقها و إذا لم يتم تأريخ حصول الضمان اعتبر واقعا مند‬
‫انشاء الكمبيالة‪ ،‬على أن الضمان الحاصل بعد تاريخ االستحقاق و قبل تقديم االحتجاج‬
‫أو قبل انصرام األجل المحدد إلجرائه‪ ،‬يقع صحيحا و بمفهوم المخالفة فإن الضمان‬
‫االحتياطي المقدم بعد ذلك فيعد غير صحيح و ال يمكن أن تنتج عنه آثار الضمان‬
‫الصرفي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬آثار الضمان االحتياطي ‪:‬‬
‫تتنوع العالقة التي تجمع الضامن االحتياطي و باقي الموقعين على الكمبيالة و المتعاملين‬
‫بها‪ ،‬و نتيجة لذلك تختلف اآلثار النا جمة عن هذه العالقة بحسب ما إذا كان حامال أو مضمونا‬
‫أو بباقي الموقعين على الكمبيالة‪.‬‬
‫و تخضع آثار الضمان االحتياطي لنوعين من المقتضيات األولى مقتضيات قانون الصرف‬
‫أي تلك المنصوص عليها في مدونة التجارة و المبادئ الفقهية المستنتجة منها و الثانية‬
‫تخضع لقواعد الكفالة العادية المنصوص عليها في قانون اآللتزامات و العقود‪.‬‬
‫‪ -1‬عالقة الضامن االحتياطي بالحامل ‪:‬‬
‫يخضع الضامن االحتياطي في عالقته بالحامل لقواعد قانون الصرف و للقانون العادي كما‬
‫قلنا‪ ،‬و يتجلى ذلك في كونه هذا الضامن يكون ملتزما بنفس الكيفية التي بها الشخص‬
‫‪92‬‬
‫المضمون وفق نص المادة ‪ 190‬في فقرتها السابعة‪.‬‬
‫كما أنه يمكنه أن يواجه الحامل بالدفوع التي يمكن للمضمون أن يحتج بها عليه‪ ،‬و هذا يعد‬
‫من خصائص االلتزام العادي (الكفالة)‪.‬‬
‫كما أن التزام الضامن االحتياطي يعد في نفس الوقت التزام أصلي يخضع لقانون الصرف و‬
‫يخضع لمبادئه‪ ،‬كمبدأ استقالل التوقعات المنصوص عليه في المادة ‪ 151‬من مدونة التجارة‬
‫و االلتزام بأداء مبلغ الكمبيالة للحامل متى رفض المسحوب عليه األداء ولو بدون أن يرجع‬

‫‪ - 92‬تنص هذه الفقرة على ما يلي ‪" :‬يلتزم الضامن االحتياطي بنفس ال كيفية التي يلتزم بها المضمون"‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫هذا الحامل على الشخص المضمون أو عليهم جميعا في حال التعدد على خالف ما هو‬
‫‪93‬‬
‫منصوص عليه في القواعد العامة للكفالة‪.‬‬
‫‪ -2‬عالقة الضامن االحتياطي بالمضمون ‪:‬‬
‫إن الضامن االحتياطي عندما يؤدي للحامل مبلغ الكمبيالة‪ ،‬فإنه يكون قد أدى دين المضمون‬
‫الذي هو المدين الحقيقي و بالتالي يبقى من الضامن الرجوع على المضمون فيما أداه‪ ،‬و هو‬
‫ما تنص عليه المادة ‪ 190‬من مدونة التجارة في فقرتها األخيرة‪.‬‬
‫و يمكن وفقا لذلك أن يرجع عليه إما بمقتضى الدعاوي الشخصية المقررة في القواعد العامة‬
‫و إما وفقا لقانون الصرف‪.‬‬
‫‪ -0‬عالقة الضامن االحتياطي بباقي الملتزمين في الكمبيالة‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 181‬في فقرتها األخيرة على أنه" يكتسب الضامن االحتياطي عند وفائه‬
‫للكمبيالة الحقوق الناشئة عنها تجاه المضمون وتجاه األشخاص الملزمين نحو هذا األخير‬
‫بموجب الكمبيالة"‪.‬‬
‫و مفاد هذه الفقرة أن كل شخص موقع على الكمبيالة يكون من حق المضمون الرجوع عليه‬
‫يمكن كذلك للضامن االحتياطي أن يرجع عليه‪.‬‬
‫كما أنه إذا تعدد الضامنون االحتياطيون لنفس المضمون و أدى أحدهم االلتزام للحامل فإنه‬
‫يكون من حقه الرجوع عليهم وفقا لقواعد الكفالة العادية‪ ،‬بمعنى أنه يرجع عليهم بحسب‬
‫نصيب كل واحد منهم في االلتزام و ليس بكل االلتزام وفقا للفصل ‪ 1111‬من ق‪.‬ل‪.‬م‪.‬‬
‫*********************‬
‫تطبيق ات قضائية للضمان االحتياطي في الكمبيالة‬
‫القرار األول ‪:‬‬

‫قرار المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا) عدد‪ ،626 :‬المؤرخ في‪،7111/6/1 :‬ملف التجاري عدد‪:‬‬

‫‪.7113/9312‬‬

‫باسم جاللة الملك‬


‫وبعد المداولة طبقا للقانون‬
‫حيث يستفاد من مستندات الملف‪ ،‬ومن القرار المطعون فيه الصادر عن محكمة االستئناف التجارية‬
‫بالبيضاء بتاريخ ‪ 2000/01/05‬في الملف عدد ‪ 01/02/1109‬تحهت رقهم ‪ 00/1111‬أن المطلهوب‬
‫في النقض (أ) تقدم بتاريخ ‪ 2001/1/21‬لدى المحكمة التجارية بالدار البيضاء بمقال عرض فيه أنه‬

‫‪ - 93‬انظر الفصل ‪ 1131‬و ما بعده من قانون االلتزامات و العقود‪.‬‬


‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪67‬‬

‫دائهههن للطهههاعن القهههرض العقهههاري والسهههياحي بمبلهههغ ‪ 2.300.000.00‬درههههم ترتهههب عهههن ضهههمانه‬
‫االحتياطي لخمس كمبياالت وقع بيانها في المقال طالبا الحكم عليه بأصل الدين المذكور مهع الفوائهد‬
‫القانونية والنفاذ المعجل والصائر وأرفق مقاله بأصول الكمبياالت الخمسة‪.‬‬
‫وأجاب الطهاعن بمقهال مضهاد الهتمس فيهه عهدم قبهول الهدعوى لعهدم كفايهة الرسهوم القضهائية المهؤداة‬
‫ولخلههو المقههال مههن البيانههات المنصههوص عليههها ف هي الفصههل ‪ 02‬مههن ق‪.‬م‪.‬م واحتياطيهها فههإن الضههمان‬
‫االحتياطي ال أثر له لصدوره ممن ال صفة له حسب الثابت من إدانة الموقعين عليه (ب) ومساعدها‬
‫(ج) من طرف محكمة العدل الخاصة مما يوجب التصريح بهبطالن الضهمان االحتيهاطي مهع إدخهال‬
‫(ب) و(ج) وشهههركة أم الربيهههع إنتهههاج و(د) فهههي الهههدعوى والحكهههم علهههيهم بهههأدائهم متضهههامين المبلهههغ‬
‫المطلوب مع إخراجه من الدعوى وأدلى بنسختين من حكمين صادرين عن محكمة العدل الخاصة‪.‬‬
‫وبعد تمام اإلجراءات صرحت المحكمة بقبول الطلب األصلي شكال‪ ،‬وموضوعا بأداء الطاعن مبلغ‬
‫‪ 2.300.000.00‬درهههم مههع الفوائههد القانونيههة مههن تههاريخ الحلههول والنفههاذ المعجههل وتحميلههه الصههائر‪،‬‬
‫وبعدم قبول مقال اإلدخال شكال وبرفض الطلب المضاد‪.‬‬
‫وبعد استئناف الطاعن صرحت محكمة االستئناف بتأييد الحكم المستأنف بمقتضى قرارها المطلوب‬
‫نقضه‪.‬‬
‫حيث يعيب الطاعن في الوسيلتين األولى والثانية مجتمعين على القرار خرق الفصهلين ‪ 011‬و‪013‬‬
‫من ق م م والفصلين ‪ 111‬و‪ 110‬من ق ل ع ونقصان التعليهل والمسهاس بحجيهة األمهر المقضهي بهه‬
‫وخرق قاعدة قانونية‪ ،‬ذلك أنه تقدم لدى المحكمة التجارية بطلب مضهاد يرمهي إلهى بطهالن الضهمان‬
‫االحتياطي لعدة أسباب من بينها إدانة الموقعين علهى الضهمان االحتيهاطي مهن طهرف محكمهة العهدل‬
‫الخاصة لتورطهما في االختالسات التي تعرض لهها الطهاعن ولعهدم مشهروعية الضهمان االحتيهاطي‬
‫لصهههدوره دون إذن مههههن اللجنهههة المكلفههههة بههههالقروض ودون علهههم اإلدارة المركزيههههة إال أن محكمههههة‬
‫االستئناف ردت الدفع بعلة مخالفته للواقع دون أن تتحقق مهن وقهائع الحكهم الجنحهي بشهكل كلهي ألن‬
‫هههذا الحكهم صههرح بعههدم شههرعية إنشههاء الكمبيههاالت وتوقيعههها مههن أجههل الضههمان مههن طههرف المتهمههة‬
‫ومساعدها‪ .‬كمها تمسهك ببطالنهها النعهدام مقابهل الوفهاء مسهتندا علهى تصهريح مهدير شهركة أم الربيهع‬
‫إنتاج أمام قاضهي التحقيهق لهدى محكمهة العهدل الخاصهة والهذي أكهد فيهه أن المطلهوب فهي الهنقض لهم‬
‫يسلمه السلعة المتفق عليها وبعدم أخذ المحكمة بهذه الدفوع تكون قد جعلت قرارها على غير أسهاس‬
‫وناقص التعليل وعرضه للنقض‪.‬‬
‫لكههن حيههث إنههه خالفهها لمهها عابههه الطههاعن علههى القههرار فإنههه لمهها كههان الضههامن االحتيههاطي يلتههزم تجههاه‬
‫الحامل التزاما صرفيا ومستقال عن االلتزامات الناشئة عن التوقيعات األخرى في الورقة التجاريهة‪،‬‬
‫وأن تعهده يعتبر صحيحا حتى ولهو كهان التهزام المضهمون بهاطال ألي سهبب غيهر العيهب فهي الشهكل‬
‫وفقا لما نصت عليه الفقرة ما قبل األخيرة من الفصل ‪ 190‬من م ت ج‪ ،‬ويكون الضامن االحتيهاطي‬
‫ملزما بالوفاء بقيمة الكمبياالت للحامل عند حلول تاريخ االستحقاق علما أن التزامه الصهرفي يخهول‬
‫الحامل حق مطالبته بالوفاء قبل مطالبة المضمون حتى ولهو كهان ههذا األخيهر فهي حالهة يسهر يجعلهه‬
‫قادرا على الوفاء‪.‬‬
‫كما أن التوقيع على الضمان االحتياطي وقع مهن طهرف مهديرة فهرع البنهك الطهاعن ومسهاعدها وأن‬
‫صفتهما تجعلهما في حالة تبعية للطاعن فيما يقومان به من أفعال بصفتهما تلك وفهي إطهار مهامهمها‬
‫وفقا لمقتضيات الفصل ‪ 91‬من ق ل ع الذي يقرر مسهؤولية المتبهوع عهن أعمهال تابعهه وذلهك مها لهم‬
‫يثبت أنه تصرف خارج نطاق عملهه المعههود بهه إليهه‪ .‬فهإن محكمهة االسهتئناف بعهد دراسهتها لوثهائق‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫الملف عللت ما قضت به بما يكفي لتبريره بما مضمنه " أنه بعهد اإلطهالع علهى الوثهائق المهدلى بهها‬
‫وخصوصا الحكم الجنحي المستدل به تبين لها أنه ليس فيه ما يفيد بطالن الضمان االحتياطي المقدم‬
‫باسم القرض العقاري والسياحي لفائدة المستفيد منه ألن الحكهم المهذكور يتعلهق باألفعهال التهي قامهت‬
‫بها المدانة (ب) مديرة الوكالة والمتمثلة في االختالس وتقديم الضمان االحتياطي دون ترخيص مهن‬
‫اللجنة المكلفة بالقروض مما يوجب استبعاد دفع الطاعن في هذا الجانب‪ .‬كما أن ما دفع به مهن عهدم‬
‫وجود مقابل الوفاء ال يسهتقيم ومها نصهت عليهه الفقهرة الثامنهة مهن الفصهل ‪ 190‬مهن م ت ج مهن (أن‬
‫تعهد الضامن االحتيا طي يكون صحيحا ولو كان التزام المضمون باطال ألي سبب كان غيهر العيهب‬
‫في الشكل) مما يفيد أنه حتى في حالة افتراض أن االلتزام األصلي تقرر إبطاله ألي سهبب كهان فهإن‬
‫الضامن االحتياطي ال يستفيد منه‪ .‬وال يجوز له الدفع بههذا الهبطالن فهي مواجههة الحامهل مها لهم يكهن‬
‫هذا الهبطالن قهد ترتهب عهن عيهب فهي شهكل الورقهة التجاريهة " وبتعليلهها ذلهك تكهون قهد ردت دفهوع‬
‫الطاعن بما يكفي لردها ويكون ما بالوسيلتين على غير أساس وخالف الواقع‪.‬‬
‫حيث يعيب الطاعن في الوسائل الثالثة والرابعة والخامسة مجتمعة علهى القهرار فسهاد التعليهل وعهدم‬
‫االرتكههاز علهههى أسهههاس وخههرق الفصهههول ‪ 013 ،011 ،023 ،101 ،100 ،03‬مهههن ق م م ذلهههك أن‬
‫الحكههم االبتههدائي قضههى بعههدم قبههول مقههال اإلدخههال بعلههة أن الطههاعن لههم يوجههه أي طلههب فههي مواجهههة‬
‫المههدخلين فههي مقالههه وبههأن المههدخلين سههبق الحكههم علههيهم مههن طههرف محكمههة العههدل الخاصههة بههأداء‬
‫تعويضات لفائدة الطهاعن إال أن محكمهة االسهتئناف أيهدت الحكهم االبتهدائي بعلهل جديهدة أنكهرت فيهها‬
‫علههى الطههاعن حقههه فههي إدخههال شههركة أم الربيههع إنتههاج بصههفتها مسههحوب عليههها بعلههة أن الطههاعن ال‬
‫يكتسب الحهق فهي مواجهتهها إال بعهد أدائهه قيمهة الكمبيهاالت وردت طلهب إدخهال اآلخهرين بعلهة أنههم‬
‫ليسههوا مههوقعين علههى الكمبيههاالت وليسههوا ملههزمين صههرفيا تجههاه الحامههل‪ .‬وتكههون محكمههة االسههتئناف‬
‫بتأييدها للحكم االبتدائي بعلل أخرى قد مسهت بحقهوق الطهاعن‪ .‬كمها أنهه عهاب علهى الحكهم االبتهدائي‬
‫وقههوع البههت فههي الههدعوى دون انتظههار مههآل مسههطرة تنصههيب قههيم فههي حههق المههدخلين إال أن محكمههة‬
‫االستئناف جردت الطاعن من حق إدخال األطراف المدخلة إال بعد أدائه قيمة الكمبياالت والحال أن‬
‫المسطرة تقتضي استدعاء المدخلين وإن اقتضى األمر بالبريد المضمون قبل تنصيب قيم ويتم البهت‬
‫في الدعوى بعد احترام هذه اإلجراءات الشيء الذي لم تقم بهه المحكمهة باإلضهافة إلهى أنهها اعتبهرت‬
‫حكمها قد صدر بصفة حضورية وبنهجها ذلك جعلت قرارها عرضه للنقض‪.‬‬
‫لكن حيث إنه لما كان الطعن باالستئناف ينشر الدعوى من جديد فإن محكمة االستئناف تكهون محقهة‬
‫في منهاقش علهل الحكهم المسهتأنف لهديها واسهتبدالها بعلهل أخهرى حتهى ولهو قضهت بتأييهد الحكهم فيمها‬
‫انتهى إليه من القول بعدم قبول مقال اإلدخال ويكون ما بهذا الفرع على غير أساس‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإنه لما كان الطاعن في مقاله المضهاد المقهرون بإدخهال الغيهر فهي الهدعوى يههدف‬
‫إلى إخراجه من النزاع بالحكم على المدخلين على وجه التضامن بأدائهم المبلهغ المطلهوب الحكهم بهه‬
‫عليه في المقال االفتتاحي خالفا لقواعد القانون الصرفي التي تجعل الضامن االحتياطي يلتزم بهنفس‬
‫الكيفيههة التههي يلتههزم بههها المضههمون‪ .‬وهههذا االلتههزام يخههول حامههل الكمبيالههة حههق مطالبههة الضههامن‬
‫االحتيههاطي بههاألداء وال يسههتطيع هههذا األخيههر التمسههك ضههده بحههق التجريههد أو التقسههيم فههي حالههة تعههدد‬
‫المهوقعين علههى الكمبيالههة أو أن يطالبههه بههالرجوع أوال علهى المضههمون أو علههى بههاقي المههوقعين علههى‬
‫الكمبيالة – وذلك خالفا للقواعد المقررة في القانون المهدني – وتكهون ههذه العلهة القانونيهة المحصهنة‬
‫المطبقة على الوقائع الثابتة لقضاة الموضهوع محهل العلهة المنتقهدة وبكهون مها انتههى إليهه القهرار مهن‬
‫عدم قبول مقال اإلدخال مصادفا للصواب ويكون ما بهذا الجانب على غير أساس‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪69‬‬

‫وبخصوص ما عابه الطاعن من وقوع البت في النهزاع قبهل معرفهة مهآل إجهراءات تنصهيب قهيم فهي‬
‫حق المدخلين في الدعوى فإن محكمة االستئناف لما تبين لها وجه البت في مقال اإلدخال بالحكم فيه‬
‫بعدم القبول صرفت النظر عن اإلجراء ولم تكن بحاجة إلى انتظار مآل هذا اإلجراء ويكون ما بههذا‬
‫الشق غير جدير باالعتبار‪.‬‬
‫كما أن ما عابه الطاعن من إضهفاء صهبغة صهدور القهرار حضهوريا بالنسهبة للمهدخلين فهي الهدعوى‬
‫فإنه ال صفة للطاعن في أثارته لتعلق هذا الوصف بغيره ولعدم بيهان الضهرر الالحهق بهه ويكهون مها‬
‫بهذا الشق غير جدير باالعتبار‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب مع تحميل الطاعن الصائر‪.‬‬
‫**************‬
‫القرار الثاني ‪:‬‬

‫قرار المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا) عدد‪ ،953 :‬المؤرخ في‪ ،2111/1/27 :‬ملف المدني‬

‫عدد‪.99/2/3/556 :‬‬
‫باسم جاللة الملك‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‬
‫يستفاد من عناصر الملف والقرار المطعون فيه أنه سبق للمطلوب فهي الهنقض ‪ ...‬بنهك وههي شهركة‬
‫مجهولههة االسههم فههي شههخص ممثلههها وأعضههاء مجلسههها اإلداري أن استصههدر عههن رئههيس المحكمههة‬
‫االبتدائيههة بالربههاط بتههاريخ ‪ 5‬دجنبههر ‪ 1335‬أمههرا بههاألداء قضههى علههى (‪ )...‬وشههركة ‪ ...‬فههي شههخص‬
‫ممثلها وأعضاء مجلسها اإلداري بوصفها ضامنة لألول ومتضامنة معه مبلهغ ‪ 110.110.13‬درههم‬
‫اسههتأنفته هههذه األخيههرة وتههم تأييههده بمقتضههى القههرار المطلههوب نقضههه الصههادر بتههاريخ ‪ 39/1/11‬فههي‬
‫الملف عدد‪.31/0009 :‬‬
‫حيث تعيب الطاعنة على المحكمة‪:‬‬
‫‪ -‬خرق القانون – خرق الفصلين ‪ 119‬و‪ 011‬من ق‪.‬م‪.‬م والفصل ‪ 200‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام األساس القانوني ونقصان التعليل أو انعدامه بالمرة‪.‬‬
‫ذلك أن البنك المستفيد أدلى بكمبيالهة حاملهة لمبلهغ ‪ 190.000.00‬درههم صهادرة عهن المحكهوم عليهه‬
‫األول (‪ ) ...‬وهي خالية من اإلشارة إلهى وجهود أيهة ضهمانة بشهأنها كمها أدلهى نفهس البنهك بعقهد كفالهة‬
‫مسههتقل موقههع مههن طههرف الههرئيس المفههوض للشههركة وهههو بههدوره خههال مههن أيههة إشههارة إلههى الكمبيالههة‬
‫المذكورة‪.‬‬
‫فإذا كان المدين األصلي (‪ )...‬قد اقترض المبلغ المذكور لشراء سيارة والتزم بتسديده خالل المدة ما‬
‫بين ‪ 00‬شتنبر ‪ 31‬و‪ 01‬غشت ‪ 31‬وأدى فعال مجموعة مهن الهدفعات ثهم توقهف فقهد كهان علهى البنهك‬
‫المدعي مقاضاة المدين المذكور مباشرة أمام قاضي الموضوع لوجود نهزاع حهول الضهمانة ومهدتها‬
‫التي تنتهي بعد سنة كاملة من تاريخ ‪ 31/9/1‬وهو ما أكدتهه الرسهالة الصهادرة عهن الطاعنهة بتهاريخ‬
‫‪.35/0/25‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫وأن مقاضاة الشركة الطاعنة دون إدخال رئيسها (أ) الذي وقع على عقد الضمان يعد إخهالل بأبسهط‬
‫القواعد الشكل ية كما أن الدعوى جهاءت قبهل األوان باعتبهار أن السهيارة موضهوع القهرض محجهوزة‬
‫لدى البنك المدعي ولم يثبت بعد عسر المدين األصلي (‪ )...‬وال يمكن بالتالي إدخال الشركة الطاعنة‬
‫في الدعوى إال أمام قاضي الموضوع‪.‬‬
‫لكن من جهة أخرى حيث إنه لما كان التزام الضهامن االحتيهاطي نحهو الحامهل تحكمهه قواعهد قهانون‬
‫الصرف وقواعد الكفالة التضامنية وأنه يلتزم بهنفس الكيفيهة التهي يلتهزم بهها المضهمون فإنهه ال يملهك‬
‫بالتالي حق الدفع بتجريد المدين األصلي المكفول قبل متابعة إجهراء اسهتخالص الهدين ضهده (الفقهرة‬
‫‪ 1‬من المادة ‪ 190‬من مدونة التجارة) وأن المحكمة كانت علهى صهواب عنهدما ردت دفهوع الطاعنهة‬
‫بقولها‪:‬‬
‫( حيث ثبت من خالل العقد بأن المستأنفة كفيلة بالتضامن وأنها هي من عليها أخطار الهدائن بانتههاء‬
‫ضمانها للدائن األصلي وأن الكفالة تضهامنية كمها أن المسهتأنف عليهها سهلكت مسهطرة اإلنهذار حيهث‬
‫تبعا لذلك يكون الدين حاال وثابتا ومستحقا )‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب وإبقاء الصائر على عاتق رافعه‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬انقضاء االلتزام الصرفي في الكمبيالة‪:‬‬


‫تنقضي الكمبيالة بتحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله و هو الوفاء بها في ميعاد استحقاقها‪.‬‬
‫وتحقيقا لهذه الغاية أحاط المشرع التجاري موضوع الوفاء في الكمبيالة بعدة أحكام منها ما‬
‫تتعلق بطريقة الوفاء و معالجة بعض القضايا الناجمة عنه‪ ،‬و منها ما تتعلق بأحكام رفض‬
‫المسحوب عليه أداء المبلغ الوارد بالكمبيالة‪ ،‬بحيث مكن المشرع المستفيد منها أو الحامل لها‬
‫القيام بمجموعة من اإلجراءات للحفاظ على حقه تجسيدا لقوة الضمانات التي توفرها الكمبيالة‬
‫للمتعاملين بها و هذه اإلجراءات هي ما يطلق عليها بالرجوع الصرفي و كل ذلك يجب أن‬
‫يكون ما لم ينته االلتزام الصرفي بالتقادم أو السقوط ‪.‬‬
‫و عليه فإننا سنتحدث في هذا المبحث عن حالتين أساسيتين‪ ،‬األولى تتعلق بالوفاء و الثانية‬
‫بعدم الوفاء وفق المطلبين اآلتيين‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حالة الوفاء بالكمبيالة‬
‫إن الهدف من إنشاء الكمبيالة هو الوفاء بها في ميعاد استحقاقها – كما قلنا – و بالتالي فإن‬
‫المسحوب عليه عندما تقدم إليه الكمبيالة من طرف المستفيد منها أو الحامل لها فإنه عندما‬
‫يؤديها تبقى العالقة بينه و بين الساحب الذي إما أن يكون قدم للمسحوب عليه مقابل الوفاء‬
‫بشكل قبلي وفي هذه الحالة لن يثار أي مشكل مرتبط بهذا الوفاء‪ ،‬و إما أن ال يكون الساحب‬
‫قد قدم هذا المقابل و هنا تبقى عالقة المديونية قائمة بينهما‪.‬‬
‫على أن ما يهمنا في عملية الوفاء هاته هو التعرف على بعض األحكام المرتبطة به و التي‬
‫سوف نجملها في النقط اآلتية‪:‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬التقدم للوفاء و تاريخه‪:‬‬
‫يقصد بتقديم الكمبيالة للوفاء قيام الحامل أو المستفيد منها بتقديمها بشكل وجوبي إلى‬
‫المسحوب عليه من أجل استخالصها وفقا لنص المادة ‪ 481‬من مدونة التجارة التي نصت‬
‫على أنه "يتعين على حامل الكمبيالة المستحقة الوفاء في يوم معين أو بعد مدة من تاريخها أو‬
‫من تاريخ االطالع‪ ،‬أن يقدمها للوفاء إما في يوم االستحقاق بالذات وإما في أحد أيام العمل‬
‫الخمسة الموالية له"‪.‬‬
‫و هذا التقديم يجب أن يقع من الحامل الشرعي للكمبيالة أو من يوكله أو للمظهرة إليه‬
‫الكمبيالة والحاصل عليها بمقتضى القانون كالوالي و الوصي و غيرهما‪.‬‬
‫و يمكن أن يتم تقديم الكمبيالة للموفي االحتياطي أو القابل بالتدخل إذا وجدا ورفض‬
‫المسحوب عليه األداء أو للشخص المختار للوفاء‪.‬‬
‫و يتم تقديم الكمبيالة للوفاء في التاريخ المحدد بها كتاريخ الستحقاقها و هو كما رأينا من‬
‫البيانات اإللزامية المنصوص عليها في المادة ‪ 451‬من م‪.‬ت التي يجب ذكرها في الكمبيالة‪.‬‬
‫و قد حددت المادة ‪ 484‬من م‪.‬ت مواعيد استحقاق الكمبيالة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬بمجرد االطالع؛‬
‫‪ -‬بعد مدة من االطالع؛‬
‫‪ -‬بعد مدة من تاريخ التحرير؛‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫‪ -‬في تاريخ معين‪.‬‬


‫و سبق أن تم شرحها في الفصل األول من هذا المؤلف‪.‬‬
‫و يرتبط بمواعيد االستحقاق بعض األحكام الخاصة بها‪ ،‬مثل تضمن الكمبيالة مواعيد‬
‫بالشهور أو األسابيع‪.‬‬
‫أ‪ -‬المواعيد المحتسبة بالشهور‪:‬‬
‫إن الكمبيالة المتضمنة لمواعيد بالشهور إما أن تكون هذه المواعيد في أول الشهر (مثل ‪4‬‬
‫مارس) بحيث تكون واجبة األداء في هذا التاريخ أو تكون في آخر الشهر (مثال ‪ 14‬مارس)‬
‫فتكون أيضا واجبة األداء في هذا التاريخ‪ ،‬و هذا طبعا إذا كان الشهر به ‪ 14‬أو ‪ 13‬أما إذا‬
‫كان ينتهي ب ‪ 91‬أو ‪ 98‬كمثال شهر فبراير فإن آخر الشهر تعني هذا التاريخ أي نهاية‬
‫الشهر و نفس األمر ينطبق على معنى نصف الشهر ‪ 45‬يوما األولى منه كيفما كانت نهايته‬
‫‪94‬‬
‫‪.‬‬
‫و أما إذا كانت الكمبيالة تتضمن عبارة عدة شهور من تاريخ إنشائها و كان تاريخ هذا األخير‬
‫ال يتوافق مع بداية الشهر فإننا نجعل التاريخ المقابل بعدد الشهور هو تاريخ االستحقاق (مثل‬
‫تاريخ اإلنشاء هو ‪ 41‬أبريل و الكمبيالة مستحقة بعد ‪ 1‬أشهر فتكون واجبة األداء يوم ‪41‬‬
‫يوليوز) و إذا لم يكن للشهر مقابل و هو ما يتجسد مثال في شهر فبراير‪ ،‬بحيث إننا إذا أنشأنا‬
‫كمبيالة يوم ‪ 13‬دجنبر و جعلنا تاريخ االستحقاق بعد شهرين من اإلنشاء فتكون واجبة األداء‬
‫‪95‬‬
‫في اليوم األخير منه أي يوم ‪ 91‬أو ‪ 98‬حسب األحوال‪.‬‬
‫ب‪ -‬المواعيد المستحقة باألسابيع‪:‬‬
‫يجب التمييز‪ ،‬وفقا لنص المادة ‪ 489‬في فقرتها الثامنة‪ ،‬بين األسبوع الذي يعني سبعة أيام‬
‫(مثال عندما يكون تاريخ اإلنشاء هو ‪ 43‬أبريل و كانت مستحقة بعد أسبوع فإن تاريخ األداء‬
‫هو ‪ 41‬أبريل و بين عبارة ثمانية أيام أو خمسة عشرة يوما بحيث تحسب المواعيد في الحالة‬
‫األخيرة باأليام)‪.‬‬
‫ووفقا لنص المادة ‪ 481‬من م‪.‬ت في فقرتها األولى فإن تاريخ االستحقاق يجب أن يعين وفق‬
‫اليومية المعمول بها في بلد الوفاء بالنسبة للكمبياالت المتعامل بها خارج التراب الوطني من‬
‫حيث تحديد التاريخ و من حيث ومن حيث مالءمته إذا كان هناك اختالف في التاريخ‬
‫المعتمد‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫بقي أن نشير في نهاية هذه النقطة إلى أن اآلجال المعمول بها في الكمبيالة هي أجال كاملة‪.‬‬
‫‪ - 94‬المختار بكور‪ :‬األوراق التجارية ‪ – ...‬م‪.‬س – ص ‪ ،145:‬المادة ‪ 112‬من م‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ - 95‬أنظر المادة ‪ 112‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪ - 96‬أنظر نص المادة ‪ 231‬من م‪.‬ت التي تنص على ما يلي‪" :‬ال يدخل اليوم األول وال األخير ضمن اآلجال القانونية أو‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫ال يمنح أي إمهال قانوني أو قضائي إال في األحوال المنصوص عليها ف ي المادتين ‪ 186‬و‪."217‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪73‬‬

‫كما أنه ال تجوز" المطالبة بوفاء كمبيالة صادف تاريخ استحقاقها يوم عطلة قانونية إال في‬
‫أول يوم عطلة موال‪ (" .....‬المادة ‪ 991‬من مدونة التجارة)‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مكان الوفاء و إثباته و التعرف عليه‪:‬‬
‫سبق الحديث عن مكان وفاء الكمبيالة و ذلك عند الحديث عن البيانات االلزامية التي يتعين‬
‫ذكرها في الكمبيالة وكذا تصحيح بعض هذه البيانات عند إغفالها‪ ،‬لذلك لن نعيد ما تم ذكره‬
‫إلمكانية الرجوع إليه في تنايا هذا الكتاب‪.‬‬
‫و نكتفي باإلشارة إلى أنه إذا تم تعيين شخص ليكون موف احتياطي أو قابل بالتدخل أو تم‬
‫تقديم الكمبيالة إلى غرفة المقاصة‪ ،‬فإن أمكنة تواجد هؤالء أو مواطنهم تعد بمثابة أمكنة‬
‫‪97‬‬
‫للوفاء‪.‬‬
‫و يتم إثبات الوفاء في الكمبيالة عن طريق قيام حاملها بالتوقيع عليها على سبيل المخالصة‬
‫الذي يعني أن الحامل قبض جميع المبلغ الوارد في الكمبيالة و يبقى المسحوب عليه حائزا لها‬
‫لكونه معنينا بإثبات حصول الوفاء و ال تبرأ ذمته إال بقيامه بذلك‪.‬‬
‫لكن ه ذا األمر يكون ممكنا في األداء الكلي للكمبيالة‪ ،‬إال أنه أحيانا يمكن أن يقترح المسحوب‬
‫عليه على الحامل الوفاء الجزئي أو أن يكون قد قبلها جزئيا فقط‪ ،‬ففي هذه الحالة ال يمكن وفقا‬
‫للمادة ‪ 485‬من م‪.‬ت في فقرتها الثانية للحامل أن يرفض األداء الجزئي على أن يعود بباقي‬
‫المبلغ على بقية الملتزمين في الكمبيالة‪ ،‬ومن تم يمكن للحامل أن يحتفظ بالكمبيالة التي تم‬
‫‪98‬‬
‫أدؤها جزئيا لكنها تكون متضمنة لما يفيد أداءها جزئيا من طرف المسحوب عليه‪.‬‬
‫و ال يمكن التعرض على وفاء الكمبيالة إال في حالتين ذكرتهما المادة ‪ 481‬من مدونة‬
‫التجارة كما يلي‪ ":‬ال يجوز التعرض على الوفاء إال في حالة ضياع الكمبيالة أو سرقتها أو‬
‫في حالة التسوية أو التصفية القضائية للحامل"‪.‬‬
‫و ذلك لكون التعرض على الوفاء في الكمبيالة يؤدي إلى عرقلة أهم خصائصها و هي الثقة و‬
‫االئتمان‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حالة عدم وفاء الكمبيالة‬
‫إن عدم أداء مبلغ الكمبيالة لمن له الحق فيها ال يعتبر ضربا لحق من الحقوق الخاصة‬
‫بال مستفيد من الكمبيالة فقط‪ ،‬بل يعتبر ضربا و استهدافا للثقة و االئتمان التي منحها القانون‬
‫الصرفي لهذه الورقة التجارية تشجيعا للتعامل بها في ميدان األعمال‪.‬‬

‫‪ -97‬ي رجع المختار بكور‪ :‬األوراق التجارية في القانون المغربي م – س‪ -‬ص‪ 141 :‬و ‪.148‬‬
‫‪ -98‬أنظر المادة ‪ 115‬من مد ونة التجارة التي تنص على‪" :‬يحق للمسحوب عليه الذي وفى مبلغ الكمبيالة كليا أن يطلب تسليمها‬
‫إليه موقعا عليها بما يفيد الوفاء‪.‬‬
‫ال يجوز للحامل أن يرفض وفاء جزئيا‪.‬‬
‫يجوز للمسحوب عليه في حالة الوفاء الجزئي أن يطالب بإثبات هذا الوفاء على الكمبيالة وبتسليمه توصيال بما أداه‪.‬‬
‫إن المبالغ المؤداة على حساب الكمبيالة تبرئ ذمة الساحب والمظهر‪.‬‬
‫ويتعين على الحامل أن يطلب إقامة احتجاج بالمبلغ الباقي"‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫و لهذا السبب خول المشرع لحامل الكمبيالة في هذه الحالة حق مقاضاة جميع الملتزمين فيها‬
‫من المسحوب عليه و الساحب باعتبارهما مدينين رئيسيين إلى باقي الملتزمين اآلخرين‬
‫كالمظهرين و الضامنين وضامنيهم االحتياطيين باعتبارهم مدينين من الدرجة الثانية وفق‬
‫تعبير األستاذ أحمد شكري السباعي‪ 99.‬على أن المشرع تطلب في هذه المقاضاة المسماة‬
‫بالرجوع الصرفي مجموعة من الشكليات أهمها إثبات االمتناع عن الوفاء في محضر يسمى‬
‫محضر االحتجاج ‪ Le protêt‬قبل انقضاء االلتزام الوارد في الكمبيالة بالسقوط أو التقادم‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تنظيم الرجوع الصرفي‪:‬‬
‫يتطلب منا معالجة الرجوع الصرفي الذي يمارسه حامل الكمبيالة الحديث عن حالته و‬
‫شكلياته‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حددت المادة ‪ 411‬من مدونة التجارة الحاالت التي يمكن لحامل الكمبيالة أن يقوم فيها‬
‫بإجراءات الرجوع الصرفي‪ ،‬و هذه الحاالت منها ما هو مرتبط بحلول أجل االستحقاق و‬
‫منها ما يمكن ممارسته حتى قبل حلول هذا األجل إذا توفرت أسباب محددة تجعل من انتظار‬
‫أجل استحقاق الكمبيالة أمرا غير مجد ‪.‬‬
‫و هذا‪ ،‬فإنه عندما يرفض المسحوب عليه أداء الكمبيالة للحامل أو أدائها بشكل جزئي يكون‬
‫من حق الحامل أن يرجع على بقية الموقعين في الكمبيالة لمطالبتهم بأداء مبلغها الكامل أو ما‬
‫تبقى منها في حالة الوفاء الجزئي و ذلك عن طريق إقامة محضر يعرف بمحضر االحتجاج‬
‫‪ ، le protêt‬لكن كل هذا يجب أن يتم بعد حلول أجل االستحقاق الواردة بالكمبيالة و قبل‬
‫انصرام األجل القانوني المحدد لذلك (التقادم الصرفي)‪.‬‬
‫أما الحاالت التي يمكن لحامل الكمبيالة أن يمارس فيها الرجوع الصرفي حتى قبل ميعاد‬
‫‪100‬‬
‫االستحقاق‪ ،‬فهي تلك المحددة في المادة ‪411‬من م‪.‬ت وهي كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا حصل امتناع كلي أو جزئي عن القبول‪:‬‬
‫و تعني هذه الحالة أن المستفيد من الكمبيالة يمكنه أن يقدمها إلى المسحوب لقبولها أمال في‬
‫زيادة الضمان لفائدته ألنه يتو قع هذا األخير (أي المسحوب عليه) يصبح ملزما بها بل يصبح‬
‫أول الملتزمين بأدائها كما مر معنا‪ ،‬و إذا ما رفض القبول كليا أو جزئيا فإنه ال فائدة وفقا لما‬
‫قررته المادة ‪ 411‬في فقرتها األولى من انتظار ميعاد االستحقاق مادام أن المسحوب عليه‬
‫عبر عن رغبته في عدم أداء الكمبيالة شريطة أال تكون هذه األخيرة غير صالحة للتقديم‬
‫للقبول بمقتضى شرط خاص‪.‬‬
‫ب‪ -‬في حالة خضوع المسحوب عليه إلجراءات مساطر صعوبات المقاولة ‪ ،:‬ألنه في‬
‫حالة خضوع المسحوب عليه إلجراءات مساطر صعوبات المقاولة المنصوص عليها‬
‫في الكتاب الخامس من مدونة التجارة لمقتضيات قانونية خاصة بإشراف من القضاء‪،‬‬

‫‪ - 99‬الوسيط في األوراق التجارية الجزء األول‪.‬م‪.‬س‪ .‬ص‪213 :‬‬


‫‪ - 100‬يسمي الفقه الرجوع الصرفي قبل ميعاد االستحق اق بالرجوع المبتسر ‪.le retour anticipé‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪75‬‬

‫و بالتالي ال داعي ألن ينتظر حامل الكمبيالة ميعاد االستحقاق مادام أن التاجر أو‬
‫المقاولة المسحوب عليها خضعت لهذه المساطر القضائية و يمكن الحكم بتصفيتها من‬
‫طرف القضاء‪.‬‬
‫نفس األمر ينطبق على توقف المسحوب عليه عن أداء دونه‪ ،‬بمعنى أنه أصبح عاجزا عن‬
‫أداء الديون المتراكمة عليه‪ ،‬و معلوم أن التوقف عن الدفع هذا هو شرط من شروط فتح‬
‫مساطر المعالجة بالنسبة للتاجر أو المقاولة و لكن المادة ‪ 411‬من م‪.‬ت لم تقصد هذا الشرط‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ 513‬من م‪.‬ت بل قصدت الحالة الواقعية للتوقف عن أداء الديون‬
‫و لذلك نصت المادة ‪ 411‬من م‪.‬ت عن أنه حتى ولم يثبت هذا التوقف بحكم قضائي‪.‬‬
‫كما أن الرجوع الصرفي يمكن أن يكون قبل ميعاد االستحقاق في حالة الحجز على أموال‬
‫المسحوب عليه دون جدوى أي أن أمواله كافية لتسديد ديونه‪.‬‬
‫ج‪ -‬في حالة التسوية أو التصفية القضائية لساحب كمبيالة مشروط عدم تقديمها للقبول‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرجوع الصرفي كإجراء واجب على المستفيد من الكمبيالة القيام به يتمثل في إجراءين‬
‫شكليين أساسيين‪ ،‬أوالهما يتمثل في إقامة محضر االحتجاج ‪ le protêt‬وثانيهما إشعار‬
‫الموقعين على الكمبيالة بعدم أداء الكمبيالة أو رفض قبولها من طرف المسحوب عليه‪.‬‬
‫‪ -4‬إقامة محضر االحتجاج‪:‬‬
‫يعتبر إقامة محضر االحتجاج من طرف حامل الكمبيالة شرطا ضروريا للرجوع على‬
‫الملتزمين في الكمبيالة قصد أداء المبلغ الوارد بها و ال يعفى الحامل من القيام به إال في‬
‫حاالت استثنائية منصوص عليها في القانون أو متفق عليها بين أطراف الكمبيالة كما سنرى‪.‬‬
‫أ‪ -‬حاالت اإلعفاء من إقامة االحتجاج‪:‬‬
‫هناك حاالت استثنائية يعفى فيها حامل الكمبيالة من إقامة محضر االحتجاج‪ ،‬بحيث نصت‬
‫المادة ‪ 944‬من مدونة التجارة على أنه‪" :‬ال يغني أي إجراء من طرف حامل الكمبيالة عن‬
‫االحتجاج إال في الحاالت المنصوص عليها في المواد من ‪ 413‬إلى ‪ ،" 192‬و بالرجوع‬
‫إلى المواد المحال عليها في هذه المادة نجدها كما يلي‪:‬‬
‫المادة ‪:413‬‬
‫إذا ضاعت كمبيالة غير مقبولة أو سرقت‪ ،‬جاز لمالكها أن يطالب بالوفاء استنادا على نظير‬
‫ثان أو ثالث أو رابع وهكذا‪ ...‬وأن يقدم كفالة‪.‬‬
‫المادة ‪:414‬‬
‫إذا ضاعت كمبيالة مقبولة أو سرقت‪ ،‬ال يجوز لمالكها أن يطالب بالوفاء استنادا على نظير‬
‫ثان أو ثالث أو رابع وهكذا‪ ...‬إال بأمر من رئيس المحكمة وتقديم كفالة‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫المادة ‪:419‬‬
‫إذا ضاعت الكمبيالة أو سرقت سواء كانت مقبولة أم ال وعجز فاقدها أو من سرقت منه عن‬
‫تقديم نظير ثان أو ثالث أو رابع و هكذا‪ ...‬جاز له أن يطالب بوفاء الكمبيالة الضائعة أو‬
‫المسروقة وأن ينال ذلك الوفاء بأمر من رئيس المحكمة على شرط أن يثبت ملكيته للكمبيالة‬
‫بدفاتره وأن يقدم كفالة‪.‬‬
‫فضال عن وجود حاالت أخرى كالقوة القاهرة النصوص عليها في المادة ‪ 931‬و‬
‫‪ 411‬من مدونة التجارة وحاالت اإلعفاء القانوني أي بنص القانون‪ ،‬لكن هناك حاالت اتفاقية‬
‫يضعها أطراف الكمبيالة كما سلف القول‪ ،‬على أنه ينبغي التمييز بين هذه االشتراطات‬
‫(االتفاقات) التي يضعها الساحب باعتباره المصدر األول للكمبيالة و هي تسري على الجميع‬
‫لكونهم يكونون على علم بها‪ ،‬و بين االشتراطات التي يضعها أحد الموقعين على الكمبيالة‬
‫كأحد المظهرين مثال‪ ،‬فإن هذا الشرط ال يمكن أن يستفيد منه إال هو وحده دون الباقي‪.‬‬
‫و تطبيق ذلك يمكن قراءته من نص المادة ‪ 933‬من مدونة التجارة كما يلي‪:‬‬
‫"يجوز للساحب وألي مظهر أو ضامن احتياطي أن يعفي حامل الكمبيالة عند مباشرة حقه‬
‫في الرجوع‪ ،‬من إقامة احتجاج عدم القبول أو احتجاج عدم الوفاء إذا كتب على الكمبيالة‬
‫شرط "الرجوع بال مصاريف "أو "بدون احتجاج"‪ ،‬أو أي شرط مماثل مذيل التوقيع‪.‬‬
‫ال يعفي هذا الشرط حامل الكمبيالة من تقديمها داخل اآلجال المعينة وال من اإلعالمات‬
‫الواجب عليه توجيهها‪.‬‬
‫وعلى من يتمسك قبل الحامل بعدم مراعاة هذه اآلجال‪ ،‬إثبات ذلك‪.‬‬
‫إذا كان الشرط صادرا عن الساحب تسري آثاره على كل الموقعين‪ ،‬وإذا صدر الشرط عن‬
‫أحد المظهرين أو الضامنين االحتياطيين فال تسري آثاره إال عليه وحده‪ .‬وإذا أقام الحامل‬
‫االحتجاج بالرغم من الشرط الذي كتبه الساحب فإنه يتحمل وحده مصاريفه‪ .‬أما إذا كان‬
‫الشرط صادرا عن أحد المظهرين أو الضامنين االحتياطيين فإن مصاريف االحتجاج إن‬
‫وجد‪ ،‬يمكن الرجوع بها على جميع الموقعين "‪.‬‬
‫ب‪ -‬إجراء االحتجاج‪:‬‬
‫يقصد باالحتجاج في مفهوم قانون الصرف تلك الوثيقة الرسمية التي يحررها كاتب الضبط‬
‫بالمحكمة المختصة ‪ ،101‬بطلب من حامل الكمبيالة إلثبات رفض المسحوب عليه الوفاء في‬
‫ميعاد االستحقاق وفق اإلجراءات المنصوص عليها في المواد من ‪ 931‬إلى ‪ 949‬من م‪.‬ت‪.‬‬
‫و الهدف من إقامة محضر االحتجاج هو محاولة الضغط على الملتزم بالكمبيالة و ذلك‬
‫باستهداف سمعته التجارية بين التجار وإمكانية استعمال هذا االحتجاج إلثبات توقفه عن الدفع‬

‫‪ - 101‬المحكمة التجارية المختصة هي تلك التي يوجد في دائرتها موطن الشخص الملزم بالوفاء أو في موطن الشخص الذي قبل‬
‫الكمبيالة بالتدخل‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪77‬‬

‫تعزيزا لطلب فتح مساطر المعالجة في مواجهته‪ ،‬فضال عن اآلثار القانونية الناجمة عنه كما‬
‫سنرى‪.‬‬
‫و قد حددت المادة ‪ 943‬من م‪.‬ت مضمون االحتجاج فيما يلي‪" :‬يشتمل االحتجاج على‬
‫النص الحرفي للكمبيالة و القبول والتظهيرات والبيانات المذكورة فيها واإلنذار بوفاء قيمة‬
‫الكمبيالة‪ .‬ويبين في االحتجاج حضور أو غياب الملزم بالوفاء وأسباب رفض الوفاء والعجز‬
‫عن التوقيع أو رفضه"‪.‬‬
‫و ينتج عن إقامة االحتجاج آثار عديدة منها مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬إثبات االمتناع عن الوفاء في محضر رسمي ال يطعن فيه إال فيه إال بالزور وفقا‬
‫للمادتين ‪ 411‬و ‪ 931‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ -‬إثبات احترام حامل الكمبيالة لآلجال القانونية و ميعاد التقدم للوفاء‪.‬‬
‫‪ -‬حماية حق الحامل في مواجهة الضامنين االحتياطيين في الكمبيالة‪.‬‬
‫‪ -‬حساب التقادم وسرياته‪ ،‬ذلك أن دعاوى الحامل اتجاه المظهرين و الساحب تتقادم‬
‫بمرور سنة ابتداء من تاريخ تحرير االحتجاج كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫‪ -‬حماية المظهرين الالحقين عن إقامة االحتجاج من قسوة االلتزام الصرفي بحيث ال‬
‫مواجهتهم‬ ‫في‬ ‫تسري‬
‫إال آثارالحوالة العادية المنظمة في ق‪.‬ل‪.‬ع و ليس آثار الكمبيالة‪.‬‬
‫‪ -2‬إشعار الملتزمين أو الموقعين على الكمبيالة‪:‬‬
‫يقصد بإشعار الموقعين على الكمبيالة توجيه إعالم من طرف حاملها إلى جمع الموقعين على‬
‫هذه الكمبيالة قصد إعالمهم برفض األداء أو القبول من طرف المسحوب عليه و ذلك حتى‬
‫يمكنهم القيام باإلجراءات التي من شأنها أن تمنع األضرار بمصالحهم الناجمة عن عدم أداء‬
‫الكمبيالة‪.‬‬
‫و يستثني من اجراء توجيه اإلشعار بعض الموقعين الذين ال فائدة في إعالمهم بسبب‬
‫مركزهم القانوني داخل الكمبيالة‪ ،‬مثل المسحوب عليه الذي رفض أداء أو قبول الكمبيالة و‬
‫الموقع على الكمبيالة الوارد بها «شرط بدون إعالم» كبيان اختياري و الموقع المتحلل من‬
‫‪102‬‬
‫ضمان الوفاء كشرط اختياري كذلك‪.‬‬
‫و المظهر الذي وقع على الكمبيالة دون ذكر عنوانه أو ذكره و كان غير واضح يعد‬
‫متنازال عن حقه في اإلعالم و حينئذ يوجه اإلعالم إلى المظهر السابق له حسب المادة ‪411‬‬
‫من م‪.‬ت في فقرتها الخامسة التي نصت على ما يلي‪" :‬إذا لم يعين أحد المظهرين عنوانه أو‬
‫إذا عينه بكيفية غير مقروءة‪ ،‬يكفي توجيه اإلعالم إلى المظهر السابق له"‪.‬‬

‫‪ - 102‬يستطيع كل موقع أن يشترط عدم ضمان الوفاء باستثناء الساحب الذي منعه المشرع من ذلك كما مر سابقا‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪78‬‬

‫و يحصل هذا اإلشعار أو اإلعالم بأي وسيلة كانت و تفيد تبليغ الموقعين على الكمبيالة أنه تم‬
‫رفض أدائها أو قبولها على أن يقع اإلشعار داخل األجل القانوني المحدد لذلك‪.‬‬
‫و هكذا ي مكن أن يتم اإلشعار برسالة بريدية أو حتى شفوية شريطة إثبات ذلك أو بمجرد‬
‫إرجاع الكمبيالة كما نصت على ذلك الفقرة السادسة من المادة ‪ 411‬من م‪.‬ت‪.‬‬
‫والحالة الوحيدة التي نظم فيها المشرع كيفية اإلشعار هي تلك المتعلقة بإشعار الساحب بحيث‬
‫نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 411‬من مدونة التجارة على مايلي‪ ":‬يجب على عون التبليغ‪،‬‬
‫إذا كانت الكمبيالة تتضمن اسم الساحب وموطنه‪ ،‬أن يشعر هذا األخير بأسباب رفض الوفاء‬
‫بالبريد المضمون داخل ثالثة أيام العمل الموالية ليوم إقامة االحتجاج"‪.‬‬
‫و قد رتب المشرع في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 411‬من م‪.‬ت‪.‬جزاء عن عدم تقديم اإلشعار‬
‫في ميعاده القانوني وقرر أن ذلك ال يرتب سقوط حق حامل الكمبيالة تجاه الموقعين عليها‬
‫ولكن يمكن لهؤالء أو أحدهم المطالبة بالتعويض عن األضرار التي لحقته جراء عدم إعالمه‬
‫‪103‬‬
‫شرط أال يتجاوز التعويض مبلغ الكمبيالة‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء االلتزام الوارد في الكمبيالة بالسقوط أو التقادم‪.‬‬
‫سبق أن قررنا في بداية هذا المبحث أن جميع اإلجراءات التي يتعين أن يقوم بها حامل‬
‫الكمبيالة في مواجهة الملتزمين فيها بعد رفض األداء في إطار ما يسمى بالرجوع الصرفي‪،‬‬
‫يجب أن يتم قبل انتهاء االلتزام الوارد في هذه الكمبيالة بالسقوط أو التقادم‪.‬‬
‫فما هي حاالت و آثار كل منهما ؟‬
‫أوال‪ :‬حاالت و آثار السقوط ‪:‬‬
‫يسقط حق حامل الكمبيالة لعدة أسباب حددتها المادة ‪ 931‬من م‪.‬ت كما ينتج عنها حال‬
‫تحقيقها عدة آثار‪.‬‬
‫أ‪ .‬حاالت سقوط حق الحامل‪:‬‬
‫سبق أن عرفنا السقوط بكونه ذلك الجزاء المترتب عن إهمال حامل الكمبيالة قيامه بمجموعة‬
‫من اإلجراءات ‪ ،‬وبالتالي فإنه في واقع األمر يمكننا أن نقول بأن فكرة اإلهمال اإلدراي‬

‫‪ - 103‬اكتفت المادة ‪ 188‬من م‪.‬ت باإلشارة إلى حالة عدم اإلشعار موقعي الكمبيالة داخل األجل القانوني و لم تشر إلى انعدام‬
‫توجيه اإلشعار أصال ‪ -‬ويذهب األستاذ مختار بكور في كتابه األوراق التجارية في القانون المغربي(‪.‬م‪.‬س‪.‬ص‪ )173:‬إلى أنه‬
‫يمكن إلحاق هذه الحالة باإلشعار الواقع خار ج األجل القانوني‪.‬‬
‫‪ - 104‬من المفيد أن نقوم بتعريف مصطلحي السقوط و التقادم و بيان خصائصهما في إطار االلتزام الصرفي الذي هو‬
‫موضوعنا‪ ،‬و هكذا يعرف السقوط بأنه ذلك النظام أو الجزاء الذي « يسلط على الحامل المهمل نتيجة لتقاعسه عن اتخاذ‬
‫اإلجراءات القانونية المتعلقة با لتقديم و االحتجاج في اآلجال القانونية» ‪ ،‬بينما يعرف التقادم بكونه « نظام النقضاء االلتزامات‬
‫بمقتضى معني مدة زمنية يحددها القانون»‪.‬‬
‫أنظر في هذين التعريفين‪ :‬أحمدشكري السباعي‪ :‬الوسيط في األوراق التجارية ج‪1.‬م‪.‬س‪.‬ص‪.331:‬‬
‫و يتميز السقوط بالخصائص اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إنه كجزاء ال يلحق إال الحامل المهمل دون غيره‪.‬‬
‫‪ -‬إن السقوط ال عالقة له بالنظام العام و إنما على من له المصلحة فيه أن تثيره‪.‬‬
‫‪ -‬بينما يتميز التقادم بكونه يستفيد منه كافة الملتزمين في الكمبيالة على خالف السقوط‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪79‬‬

‫للحامل أي عدم قيامه باإلجراءات المتطلبة قانونا و في ميعادها عن إرادة و اختيار و ليس‬
‫‪105‬‬
‫بسبب خارج عن إرادته‪.‬‬
‫و هذه هي األسباب التي حددتها المادة ‪ 931‬من‪.‬م‪.‬ت و التي بتوفرها يسقط حق حامل‬
‫الكمبيالة في الرجوع على كافة الملتزمين فيها‪:‬‬
‫‪ -4‬انصرام اآلجال المحددة لتقديم الكمبيالة المستحقة عند االطالع أو بعد مدة من‬
‫اإلطالع‪.‬‬
‫‪ -9‬انصرام اآلجال المحددة القامة االحتجاج بسبب عدم الوفاء أو عدم القبول‪.‬‬
‫‪ -1‬إنصرام آجال ال وفاء في الكمبيالة المتضمنة لشرط الشرط الرجوع بدون مصاريف‬
‫‪ ،‬لكون هذا الشرط يعفيه من إقامة االحتجاج وليس تقديم الكمبيالة للوفاء الذي يجب‬
‫أن يكون في ميعاد االستحقاق القانوني‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم احترام اآلجال المحدد من طرف الساحب في الكمبيالة الواجب تقديمها للقبول‪.‬‬
‫‪ .9‬آثار السقوط ‪:‬‬
‫تختلف اآلثار الناجمة عن إهمال حامل الكمبيالة باختالف عالقة هذا األخير بالملتزمين‬
‫فيها من الساحب والمسحوب عليه والمظهرين والضامنين احتياطيا والقابلين بالتدخل ‪ ،‬وهكذا‬
‫لخصت المادة ‪ 931‬من م‪.‬ت فيما يخص الساحب كما يلي‪ " :‬يسقط حق الحامل بالرجوع‬
‫على المظهرين والساحب وبقية الملتزمين باستثناء القابل بعد انصرام اآلجال المحددة‪:‬‬
‫‪ -‬لتقديم الكمبيالة المستحقة عند االطالع أو بعد مدة من االطالع؛‬
‫‪ -‬إلقامة االحتجاج بسبب عدم القبول أو عدم الوفاء؛‬
‫‪ -‬لتقديم الكمبيالة للوفاء متى كانت متضمنة شرط الرجوع بال مصاريف‪.‬لكن السقوط‬
‫ال يسري مفعوله تجاه الساحب إال إذا أثبت وجود مقابل الوفاء بتاريخ االستحقاق‪ .‬وفي هذه‬
‫الحالة ال يبقى للحامل حق المطالبة إال ضد المسحوب عليه‪.‬‬
‫إذا لم يقدم الحامل الكمبيالة للقبول ضمن األجل الذي حدده الساحب سقط حقه بالمطالبة سواء‬
‫بسبب عدم القبول أو بسبب عدم الوفاء ما لم يتبين من نص االشتراط أن الساحب لم يقصد‬
‫سوى التحلل من ضمان القبول"‪ ،‬وأما بالنسبة للمسحوب عليه فإنه ينبغي التمييز بين القابل‬
‫وغير القابل إذ أنه في الحالة االولى ال يواجه الحامل المهمل بسقوط حقه في جميع األحوال‬
‫مادام ان المسحوب عليه قابال للكمبيالة وأما في الحالة الثانية فإنه يسقط حق الحامل نتيجة‬
‫اهماله‪106.‬وأما بالنسبة للمظهرين فإن الحامل المهمل يفقد حقه كقاعدة عامة مالم يكن أحد‬

‫‪ - 105‬محمد مؤمن‪ :‬أحكام وسائل األداء و االئتمان في القانون المغربي – م‪.‬س‪.‬ص‪.182:‬‬


‫‪ - 106‬يراجع المختار بكور ‪ :‬االوراق التجارية في القانون المغربي ‪ -.‬م‪.‬س ‪.‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪81‬‬

‫هؤالء المظهرين قد أعفى الحامل من تقديم االحتجاج فإنه يمكن الرجوع عليه وحده دون‬
‫الباقي ونفس االمر ينطق على القابلين بالتدخل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التقادم الصرفي وأثره‪:‬‬
‫تختلف المدد التي حددها المشرع للتقادم في الكمبيالة باختالف نوع الدعوى وضد من‬
‫وجهت (ساحب أو مظهر أو ضد هذا األخير ومظهر آخر وضدساحب أو قابل ‪ ،)..‬بحيث‬
‫أجملت المادة ‪ 998‬من م‪.‬ت في فقراتها االولى والثانية والثالثة هذه المدد وبداية سريانها كما‬
‫يلي ‪ " :‬تتقادم جميع الدعاوي الناتجة عن الكمبيالة ضد القابل بمضي ثالث سنوات ابتداء من‬
‫تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫تتقادم دعوى الحامل على المظهرين والساحب بمضي سنة واحدة ابتداء من تاريخ االحتجاج‬
‫المحرر ضمن األجل القانوني أو من تاريخ االستحقاق في حالة اشتراط الرجوع بدون‬
‫مصاريف‪.‬‬
‫تتقادم دعاوي المظهرين بعضهم في مواجهة البعض اآلخر وضد الساحب بمضي ستة أشهر‬
‫ابتداء من يوم قيام المظهر برد مبلغ الكمبيالة أو من يوم رفع الدعوى ضده"‪.‬‬
‫وأما بالنسبة النقطاع التقادم الصرفي فإن المشرع التجاري لم يقرر شي بخصوصه مما‬
‫يعني أنه ت رك تنظيمه للقواعد العامة ‪ ،‬إال ما يتعلق باستثناء وحيد نصت عليه الفقرة الخامسة‬
‫من المادة ‪ 998‬من م‪.‬ت كما يلي ‪":‬ال يسري أثر قطع التقادم إال على الشخص الذي اتخذ‬
‫إزاءه اإلجراء القاطع "‪ ،‬وهذا يعني أنه لو كان هناك مدين متضامن وحصل قطع للتقادم من‬
‫طرف المدين االصلي ألي سبب فإنه لن يستفيد منه المدين المتضامن وهو ما يشكل خروجا‬
‫عن القواعد العامة لاللتزام المدني وفق المنصوص عليه في الفصل ‪ 451‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود التي تنص على أن" األفعال التي تقطع التقادم لصالح أحد الدائنين‬
‫المتضامنين تفيد اآلخرين "‪ ،‬ويعتبر ذلك إحدى تطبيقات نظرية استقالل التوقيعات المعروفة‬
‫في قانون الصرف‪.‬‬
‫وأما عن آثار التقادم الصرفي فيمكن اجمالها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪.‬إن التقادم في المجال الصرفي يقوم على قرينة حصول الوفاء على خالف التقادم في‬
‫االلتزامات المدنية ‪ ،‬ولهذا سمحت المادة ‪ 998‬في فقرتها األخيرة للمستفيد من الكمبيالة أو‬
‫حاملها أن يوجه اليمين للملتزم في الكمبيالة بحصول االداء بل يمكن توجيه نفس اليمين‬
‫للورثة أيضا بكونهم يعتقدون عن حسن نية براءة ذمة موروثهم من الدين‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪81‬‬

‫ب‪.‬يقتصر تطبيق التقادم الصرفي على االلتزامات والدعاوى الصرفية أما الدعاوى االخرى‬
‫الم دنية الناجمة عن العالقات األصلية بين الملتزمين في الكمبيالة فإنها ال تخضع للتقادم‬
‫الصرفي‪.‬‬

‫تطبيق ات قضائية ألحكام الوف اء في الكمبيالة‬


‫القرار األول ‪:‬‬
‫قرار المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا) عدد‪ ،092 :‬المؤرخ في‪ ،8992/90/91 :‬ملف تجاري‬
‫عدد‪.8992/8/3/200 :‬‬

‫باسم جاللة الملك‬


‫وبعد المداولة طبقا للقانون‪.‬‬
‫حيث يستفاد من مستندات الملف‪ ،‬ومن القرار المطعون فيه أن المطلوب في النقض ‪...‬‬
‫استصدر بتاريخ ‪ 2002/33/31‬أمرا باألداء في الملف عدد ‪ 02/33/5366‬قضى على‬
‫الطاعن ‪...‬محمد بأدائه له مبلغ ‪ 18.850,00‬درهم بمقتضى كمبيالة حالة األجل بتاريخ‬
‫‪ 2002/33/30‬استأنفه الطاعن وأيدته محكمة االستئناف بقرارها المطلوب نقضه‪.‬‬
‫حيث يعيب الطاعن على المحكمة في وسيلته األولى خرق الفصل ‪ 146‬ق‪.‬م‪.‬م ذلك أنه‬
‫بمقتضى هذا الفصل يجب توقيع القرار من طرف الرئيس والمستشار وكذا كاتب الضبط‬
‫غير أنه بالرجوع إلى القرار المدلى به يتبين أنه موقع من طرف المستشار المقرر فقط مما‬
‫ينبغي معه نقض القرار المذكور‪.‬‬
‫لكن حيث إنه بالرجوع إلى نسخة القرار المدلى بها من طرف الطاعن يتبين أنها تحمل‬
‫إشهادا من طرف رئيس كتابة الضبط بمطابقة هذه النسخة ألصل القرار التجاري الذي يحمل‬
‫توقيع الرئيس والمستشار المقرر وكاتب الضبط‪.‬‬
‫فكان ما بالوسيلة خالف الواقع‪.‬‬
‫ويعيب في الوسيلة الثانية نقصان التعليل الموازي النعدامه بدعوى أنه اعتبر الوفاء الجزئي‬
‫للدين مجرد ادعاء دون عرضه على المطلوب والتحقق من ذلك مما يعرضه للنقض‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬حيث إن محكمة االستئناف مصدرة القرار المطعون فيه الذي الحظت أن الدين ثابت‬
‫بحجة كتابية وأن ما ادعاه الطالب من أداء جزئي للدين غير ثابت وردت دفعه لهذه العلة‬
‫تكون قد عللت قرارها بما فيه الكفاية والوسيلة على غير أساس‪.‬‬
‫لهــذه األسبــــاب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب وبتحميل الطالب الصائر‪.‬‬
‫********************‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪82‬‬

‫القرار الثاني ‪:‬‬

‫قرار المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا) عدد‪ ،33 :‬المؤرخ في‪ ،2111/1/12 :‬ملف تجاري عدد‪:‬‬

‫‪.94/147‬‬

‫باسم جاللة الملك‬


‫وبعد المداولة وطبقا للقانون‬
‫في شأن الوسيلة األولى‪.‬‬
‫حيهث يؤخهذ مهن وثهائق الملهف المطعهون فيهه الصهادر عهن محكمهة االسهتئناف بالربهاط بتههاريخ‬
‫‪ 30/1/0‬في الملف عهدد ‪ 31/5199‬أن السهيدة (أ) تقهدمت بمقهال مهن أجهل األمهر بهأداء شهركة‬
‫الحههههزام األخضههههر لإلنتههههاج الفنههههي لههههها مبلههههغ (‪ 10100‬دوالر) يوازيههههه بالعملههههة المغربيههههة‬
‫‪ 31.100.00‬درهم فأصدر السيد رئيس المحكمة أمرا بأداء مبلغ ‪ 31.100.00‬درهم بمها فيهه‬
‫أصل الدين والفائدة والمصاريف واستمرار الفائدة لغاية يوم التنفيذ‪ ،‬أيد استئنافيا‪.‬‬
‫حيث تعيب الطاعنة على القرار خرق مقتضيات الفصل ‪ 115‬من ق‪.‬م‪.‬م بدعوى أن المطلوبهة‬
‫في النقض عند تقديم مقال األمر باألداء لم تسلك مسلك المطالبة بتحديهد قيمهة الهدين دوالرا إذا‬
‫أرفقههت بمقالههها إضههافة إلههى االعتههراف بالههدين شهههادة معادلههة للههدوالر بالههدرهم‪ ،‬فههي حههين أنههه‬
‫بههالرجوع للفقههرة الثانيههة مههن الفصههل المههذكور فإنههها تههنص صههراحة علههى البيههان الههدقيق للمبلههغ‬
‫المطلههوب وموجههب الطلههب وأن موجههب الطلههب هههو العقههد ولههيس الوثيقههة الصههادرة عههن البنههك‬
‫المشيرة لقيمة الدوالرين األمريكي والكندي والمحكمة باسهتنادها علهى الطلهب المهرقم بالهدرهم‬
‫وأخذها بعين االعتبار الوثيقة الصادرة عن البنك فإنها تعتبر هذه األخيهرة ههي موجهب الطلهب‬
‫وليس العقد إضافة إلى أن المبلغ الحقيقي هو المرقم بالدوالر أما المبلغ الذي ورد بالدرهم فهي‬
‫الطلب فهو ناقص الدقة إذ أن الئحة البنك تشير إلى خمس فقرات وهي‪ :‬فقرة البيع للزبناء‪.‬‬
‫فقرة الشراء من المفوضين لهم‪.‬‬
‫فقرة الشراء من األبناك‪.‬‬
‫فقرة البيع لألبناك‪.‬‬
‫فقرة البيع للزبناء‪ ،‬والمحكمة لم تشر إلى أيهة فقهرة يهدخل التحويهل ممها يتأكهد معهه أن التحويهل‬
‫متنازع فيه وتنقصه الدقة مما يعرض القرار للنقض‪.‬‬
‫لكهن حيهث إن محكمههة االسهتئناف أيهدت األمههر المسهتأنف بعههدما ثبهت لهها مههن وثهائق الملههف أن‬
‫المطلوبههة فههي الههنقض أرفقههت طلههب األمههر بههاألداء بههاالعتراف بالههدين وهههو موجههب الطلههب‪،‬‬
‫وبشهههادة بنكيههة لمعادلههة الههدوالر بالههدرهم المغربههي‪ ،‬وهههي مجههرد بيههان – وأن الههدفع بكههون‬
‫المحكمة لم تشر إلى الفقرة التي يدخل فيها التحويل أثيهر ألول مهرة أمهام المجلهس األعلهى ممها‬
‫تكون معه الوسيلة غير مقبولة في هذا الشق وعلى غير أساس في الباقي‪.‬‬
‫في شأن الوسيلة الثانية‪ ( ،‬الثالثة بالمقال )‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪83‬‬

‫حيث تنعي الطاعنة على القرار خرق الفصهل ‪ 200‬مهن ق‪.‬ل‪.‬ع بهدعوى أنهه اعتبهر أن أسهباب‬
‫إبطههال العقههد ال ترتك هز علههى أسههاس مهها دام أصههل الههدين أدي بالعملههة الوطنيههة تنفيههذا لاللتههزام‬
‫المهذكور وطبقها لمهها يهنص عليهه الفصههل ‪ 200‬مهن ق‪.‬ل‪.‬ع الهذي " يعتبههر أن االتفاقهات المنشههأة‬
‫على وجه صحيح تقوم مقهام القهانون بالنسهبة لمنشهئيها " وأن المحكمهة لهم تهورد الهنص الكامهل‬
‫للفصل المذكور إذ أغفلت أهم فقرة وهي " ال يجوز إلغاؤها إال برضاهما معا أو فهي الحهاالت‬
‫المنصوص عليها في القهانون " وبهالرجوع إلهى قهوانين الصهرف بهالمغرب فإنهه يمنهع التعامهل‬
‫بعملههة أجنبيههة بههين المغاربههة وهههو مهها أكدتههه دوريههة مكتههب الصههرف رقههم ‪ 101‬المؤرخههة فههي‬
‫‪ 90/11/1‬التي تنص على ضرورة التعامل بالدرهم وفيما يخص التعامل مع الخارج فإن ههذا‬
‫التعامل يخضع لترخيص مسبق من طرف مكتهب الصهرف وأن منشهوراته بمثابهة قهانون طبقها‬
‫للفصههل األول مههن ظهيههر ‪ 13/9/00‬والحالههة هههذه فإنههه يمنههع علههى المغاربههة التعامههل بالعملههة‬
‫الصعبة مما يتعين معه نقض القرار‪.‬‬
‫لكن حيث إن الدين المستحق وإن كان بالدوالر إال أن المطالبة والحكم باألداء تمت بمها يعادلهه‬
‫من العملة الوطنية فيكون التعامل كأنه تم بهذه‪ ،‬ومحكمة االسهتئناف ردت الهدفع بهبطالن العقهد‬
‫بأنههه ال يرتكههز علههى أسههاس مهها دام أن أصههل الههدين أدي بالعملههة المغربيههة ( الوطنيههة ) تنفيههذا‬
‫لاللتزام المنشأ بين الطرفين وطبق ما يقتضيه الفصهل ‪ 200‬مهن ق‪.‬ل‪.‬ع لهم يخهرق قرارهها أي‬
‫مقتضى والوسيلة على غير أساس‪.‬‬
‫في شأن الوسيلتين الثالثة والرابعة‪.‬‬
‫حيث تنعهي الطاعنهة علهى القهرار خهرق الفصهول ‪ 115‬و‪ 211‬و‪ 110‬مهن ق‪.‬ل‪.‬ع بهدعوى أنهه‬
‫علل " بأن الطرفين وإن لم يحددا أي دوالر يقصد بحكم أن هناك دولتين اتخذت تسمية واحهدة‬
‫لعملتها الوطنية وهي الواليات المتحدة األمريكية وكندا فإن السهائد والمتعهارف عليهه دوليها أن‬
‫المعههامالت التجاريههة بههين الههدول تههربط معامالتههها فيمهها بينههها علههى أسههاس الههدوالر األمريكههي‬
‫باعتبههاره العملههة السههائدة والمسههتقر علههى رواجههها دوليهها الشههيء الههذي يثبههت أن الطههرفين وهمهها‬
‫بصدد التعاقد أن العملة األجنبية التي أتى ذكرها بالعقد قصد بها بالدوالر األمريكي دون سواه‬
‫فههي حههين أن هههذه الحيثيههة يشههوبها التنههاقض وانعههدام التعليههل لخرقههها مجموعههة مههن النصههوص‬
‫القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن القرار يشهير إلهى التعامهل بالهدوالر األمريكهي بهين الهدول فهي حهين أن األمهر الحهالي ال‬
‫يتعلق بالدول وإنما يتعلق بخهواص مغاربهة يقطنهون بهالمغرب وبالتهالي فإنهه لهيس مهن المنطهق‬
‫تطبيق القواعد الصرفية المتداولة بين الدول على خواص مغاربة‪.‬‬
‫‪ -2‬رأت المحكمة أن السائد المتداول به هو الدوالر األمريكي‪.‬‬
‫في حين أنه إذا كان هذا العرف سائدا دوليا فإنه غير سائد على مسهتوى محلهي بهين المغاربهة‪،‬‬
‫وأنه إذا كان سائدا وطنيا بين المغاربهة‪ ،‬فهإن المطلوبهة فهي الهنقض لهم تثبهت ذلهك طبقها للفصهل‬
‫‪ 115‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫كما أن تعليل القرار المطعهون فيهه بهأن األمهر القضهائي حهين قضهى بهاألداء اسهتنادا إلهى العقهد‬
‫المذكور ويقابل العملة األجنبية بالعملة الوطنية أي الدرهم جاء مصادفا للصهواب فهي حهين أن‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫العقد ال يتضمن أيهة تسهمية للهدوالر وأن اإلشهارة إليهه دون تبيهان أيهة دولهة ينتمهي إليهها يجعلهه‬
‫عملة غير موجودة‪ ،‬وعلى األقل مجهولة في الئحة العمهالت األجنبيهة المتداولهة فهي المغهرب‪،‬‬
‫باإلضهافة إلههى أنههه وإن كانههت للمحكمههة إمكانيههة االختيههار فههإن الفقههرة األولههى مههن الفصههل ‪211‬‬
‫والفصل ‪ 110‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ينصان صراحة على‪ " :‬أنه إذا كان اسم العملة الواردة في االلتهزام‬
‫يسري على نقود عديدة متداولة قانونها ولكنهها مختلفهة القيمهة كهان للمهدين عنهد الشهك أن يبهرئ‬
‫ذمتههه بالههدفع بههالنقود أقههل قيمههة " عنههد الشههك يههؤول االلتههزام بههالمعنى األكثههر فائههدة للملتههزم "‬
‫وباإلطالع على الفصلين المذكورين فإنه ال يمكن للمحكمة أن تطبهق الهدوالر األمريكهي وإنمها‬
‫كان يجب عليها أن تطبق الدوالر الكنهدي‪ ،‬وأن عملهة الهدوالر دون تسهميتها مجهولهة فإنهه مهن‬
‫الطبيعي التصريح ببطالن العقهد وههو مها أكدتهه الفقهرة الثانيهة مهن الفصهل ‪ 211‬مهن ق‪.‬ل‪.‬ع "‬
‫ومع ذلك ففي العقود التبادلية يفترض في المدين أنهه ملهزم بهالنقود األكثهر اسهتعماال فهإن كانهت‬
‫علهى قههدم المسههاواة فههي االسههتعمال وجههب إبطههال العقههد " وأنههه كههان علههى المحكمههة عههدم سههماع‬
‫دعوى المطلوبة في الهنقض ألن عملهة الهدوالر مجهولهة لهدى مؤسسهة الصهرف المغربيهة مهن‬
‫جهة ومن جهة أخرى أن الدوالر األمريكي والكندي متداوالن في المغهرب وفهي كهل األحهوال‬
‫فالعقهد معههرض للههبطالن بقههوة القههانون‪ ،‬وبههاإلطالع علههى وثيقههة البنههك فههإن الفقههرة المطبقههة هههي‬
‫الفقرة المتعلقة بالشراء من األبناك والرقم المطبق هو ‪ 3‬دراهم للهدوالر الواحهد ومهع افتهراض‬
‫أ ن الدوالر األمريكي هو المطبهق فهإن الطالبهة ليسهت ببنهك لكهي يطبهق عليهها األرقهام المطبقهة‬
‫على البنك من جهة وأنه كان على المحكمة أن تطبهق الهرقم األكثهر فائهدة للطالبهة ممها يعهرض‬
‫القرار للنقض‪.‬‬
‫لكن حيث إن الهبطالن بقهوة القهانون ال يكهون إال فهي حهالتين‪ :‬كهون العقهد ينقصهه أحهد األركهان‬
‫الالزمههة لقيامههه أو قههرر القههانون بطالنههه فههي الحههاالت الخاصههة وهههو شههيء غيههر ثابههت حسههب‬
‫صريح الفصل ‪ 005‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وأن محكمة االستئناف التهي تبهين لهها " أن مها أثارتهه الطالبهة‬
‫من أسباب إبطال العقد ال يرتكز على أسهاس‪ ،‬وأن الطهرفين وإن لهم يحهددا أي دوالر يقصهدان‬
‫بحكم أن هناك دولتين اتخذت تسمية واحدة لعملتها الوطنية فإن السائد والمتعهارف عليهه دوليها‬
‫أن المعههامالت الجاريههة بههين الههدول تههرتبط ( معامالتههها ) علههى أسههاس الههدوالر األمريكههي دون‬
‫سواه تكون قد اعتمدت النقود األكثر استعماال طبقا للفقرة الثانية مهن الفصهل ‪ 211‬مهن ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫التي تنص على‪ " :‬ومع ذلك ففي العقود التبادلية يفترض في المهدين أنهه ملتهزم بهالنقود األكثهر‬
‫استعماال " مما لم يبق معه مجال للدفع بأن على المحكمة أن تطبق الهرقم األكثهر فائهدة للطالبهة‬
‫الذي أثير ألول مهرة أمهام المجلهس األعلهى‪ ،‬وال للهدفع بهأن علهى المطلوبهة إثبهات العهرف وفقها‬
‫ألحكام الفصل ‪ 115‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي يهم في حقيقته العادة وليس العرف كمها ذهبهت إلهى ذلهك‬
‫الوسيلة الثالثة وال للدفع بإبطال العقد لكون العملتهين ليسهتا علهى قهدم المسهاواة فهي االسهتعمال‪،‬‬
‫فلم يخرق قرارها أي مقتضى والوسهيلتان علهى غيهر أسهاس فيمها عهدا مها أثيهر ألول مهرة فههو‬
‫غير مقبول‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫قضى المجلس األعلى برفض الطلب‪ ،‬مع إبقاء الصائر على رافعه‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪85‬‬

‫************************‬

‫القرار الثالث ‪:‬‬


‫قرار المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا) عدد‪ ،36 :‬المؤرخ في‪ ،2112/10/22 :‬ملف تجاري‬

‫عدد‪2112/0/2/705 :‬‬
‫باسم جاللة الملك‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‪.‬‬
‫فيما يخص الدفع بعدم قبول الطلب‪،‬‬
‫حيث أثارت المطلوبة دفعا بعدم القبول لتقديم الطعن بعريضة واحدة من طرف شخصين‬
‫بدون أداء الرسوم القضائية الواجبة على كل طرف‪.‬‬
‫لكن حيث إن القرار المطعون فيه صدر في مواجهة شركة ‪ ...‬بصفتها مدينة أصلية والسيد‬
‫‪ ....‬بصفته كافال لها‪ ،‬وأن لهما بذلك م صلحة مشتركة مما يمكنهما الطعن في ذلك القرار‬
‫بالنقض بمقال واحد ويبقى الدفع على غير أساس‪.‬‬
‫في شأن الوسيلتين األولى والثانية‬
‫حيث يستفاد من أوراق الملف ومن القرار المطعون فيه الصادر عن محكمة االستئناف‬
‫التجارية بالبيضاء بتاريخ ‪ 01/12/01‬تحت عدد ‪ 01/2111‬في الملف عدد ‪5/2001/1500‬‬
‫أن الشركة ‪ ....‬تقدمت بمقال لدى المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ ‪ 2000/09/11‬تعرض‬
‫فيها أنها منحت لشركة ارتزنال فتاح قرضا بقيمة ‪ 100.000‬درهم للتمويل الجزئي لشراء‬
‫شاحنة من نوع مرسيدس سجلت تحت عدد ‪ .../22/1‬وذلك في إطار ظهير ‪1305/01/11‬‬
‫المتعلق ببيع السيارات بالقرض وأنها سحبت مقابل القرض ‪ 05‬كمبيالة قيمة كل واحدة‬
‫‪ 15.200‬درهم من ‪ 1339/01/21‬إلى ‪ 2000/12/21‬وأن عددا من تلك الكمبياالت أرجعت‬
‫دون أداء ابتداء من الكمبيالة المستحقة في ‪ 1333/02/21‬وقد استصدرت أمرا باسترجاع‬
‫الشاحنة بتاريخ ‪ 1339/01/21‬غلى ‪ 2000/12/21‬ولم تؤد الطالبة قيمة الكمبيالة ابتداء من‬
‫‪ 1333/02/21‬وأن الطالبين تمسكا ضمن مقالهما االستئنافي بكونهما أديا للمطلوبة مبالغ‬
‫مهمة من القرض ولم تدرج األداء بحساباتها لالختالالت التي تعرفها وأنهما أديا للمطلوبة‬
‫مبلغ ‪ 100.000‬درهم بمقتضى الوصل رقم ‪ 911‬الحامل لذلك المبلغ وأدليا بصورة من‬
‫الوصل المذكور مشهود بمطابقتها لألصل إال أن المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه‬
‫اعتبرت أن ذلك الوصل يشير فقط ألداء الطالبة للمطلوبة المبلغ المضمن به دون توضيح ما‬
‫إذا كان يتعلق بنفس الكمبياالت موضوع المطالبة وأنه ال يحمل رقم عقد القرض حتى يمكن‬
‫ربطه بالدعوة باإلضافة لتضمينه قسطا أعلى من المبلغ المتعلق بالدين‪ ،‬مع أن المطلوبة التي‬
‫زعمت كون األداء الثابت بالوصل يتعلق بمعامالت أخرى هي التي يقع عليها عبء إثبات‬
‫ذلك بوسائل اإلثبات القانونية لتتأكد المحكمة مما إذا كان األداء المدعى به يتعلق بنفس‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪86‬‬

‫الكمبياالت موضوع النزاع أم ال مما يكون مع القرار بتعليله المنتقد قد قلب عبء اإلثبات‬
‫وفاسد التعليل الموازي النعدامه وعرضة للنقض‪.‬‬
‫حيث إن حسن سير العدالة ومصلحة الطرفين يقتضيان إحالة القضية على نفس المحكمة‬
‫للبت فيها‪.‬‬
‫لهــذه األسبــاب‬
‫قضى المجلس األعلى بنقض القرار المطعون فيه وبإحالة القضية على نفس المحكمة للبت‬
‫فيها من جديد طبقا للقانون وهي متركبة من هيأة أخرى‪ ،‬وعلى المطلوبة في النقض الصائر‪.‬‬
‫************‬

‫الباب الثاني ‪ :‬في الشيك‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪87‬‬

‫الفهرس‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة عامة ‪:‬‬
‫‪22‬‬ ‫الباب األول ‪ :‬في الكمبيالة‬
‫‪22‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬إنشاء الكمبيالة وتداولها‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬شروط إنشاء الكمبيالة‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الشروط الموضوعية‬
‫‪22‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬ركن الرضا في الكمبيالة‬
‫‪21‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬ركن األهلية‬
‫‪21‬‬ ‫الفقرة الثالثة‪ :‬ركنا المحل والسبب‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‬
‫‪21‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬البيانات اإللزامية في الكمبيالة‬
‫‪22‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬البيانات االختيارية في الكمبيالة‬
‫‪22‬‬ ‫تطبيقات قضائية للبيانات االلزامية في الكمبيالة‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تداول الكمبيالة‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التظهير الناقل للملكية‬
‫‪12‬‬ ‫الفقرة االولى‪ :‬شروط التظهير الناقل للملكية‬
‫‪11‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار التظهير الناقل للملكية‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التظهير التوكيلي والتأميني‬
‫‪13‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬التظهير التوكيلي‬
‫‪13‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬التظهير التأميني‬
‫‪24‬‬ ‫تطبيقات قضائية في موضوع تظهير الكمبيالة‬
‫‪22‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات الكمبيالة ووفاؤها‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تنوع الضمانات في الكمبيالة‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الضمانات القانونية‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬افتراض وجود مقابل الوفاء‬
‫‪23‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬التضامن الصرفي في الكمبيالة‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات االتفاقية في الكمبيالة‬
‫‪14‬‬ ‫الفقرة االولى‪ :‬قبول الكمبيالة‬
‫‪11‬‬ ‫تطبيقات قضائية لموضوع القبول في الكمبيالة‬
‫‪12‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمان االحتياطي‬
‫‪11‬‬ ‫تطبيقات قضائية للضمان االحتياطي في الكمبيالة‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬انقضاء االلتزام الصرفي في الكمبيالة‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬
‫‪88‬‬

‫‪22‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حالة الوفاء بالكمبيالة‬


‫‪22‬‬ ‫الفقرة االولى‪ :‬التقدم للوفاء و تاريخه‬
‫‪21‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬مكان الوفاء و إثباته و التعرف عليه‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حالة عدم وفاء الكمبيالة‬
‫‪22‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬تنظيم الرجوع الصرفي‬
‫‪23‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء االلتزام الوارد في الكمبيالة بالسقوط أو التقادم‬
‫‪32‬‬ ‫تطبيقات قضائية ألحكام الوفاء في الكمبيالة‬

‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬هذا المطبوع هو ملخص لمادة أدوات الدفع واالئتمان – الجزء األول في الكمبيالة ‪ -‬هو في األصل كتاب‬
‫مسجل ويتم وضعه اآلن رهن اشارة طلبة كلية الحقوق بالرباط – الفصل الرابع‪ -‬بعد قرار تعليق الدراسة بسبب وباء‬
‫فيروس كورنا اسهاما في الجهود العامة لمحاصرة الوباء‪ ،‬كما تم ارشاد جميع الطلبة أثناء القاء الحصص لهذه السنة‬
‫والسنوات التي قبلها إلى االعتماد على كتاب استاذنا الدكتور المختار بكور العنوان ب‪ " :‬الكمبيالة والشيك في القانون‬
‫المغرب – الصادر عن مطبعة دار السالم طبعة ‪ .2011‬وبالتالي تبقى االستعانة بكتاب استاذنا أساسية وفق ما تم تقريره‬
‫وهذا المطبوع إنما يبقى مساعدا لكونه يتضمن بعض التطبيقات القضائية – وهللا الموفق ‪.‬‬

You might also like