You are on page 1of 38

‫‪ 21‬صفر ‪ 07 , 1445‬أيلول ‪2023‬‬ ‫‪English‬‬

‫‪-‬‬ ‫الصفحة الرئيسية‬


‫دراسات وبحوث‬

‫دراسات وبحوث‬

‫‪-‬ع‬ ‫‪+‬ع‬

‫أضيف بتاريخ ‪2019-01-08 :‬‬

‫(*)‬
‫المزايا التي تمنحها البنوك اإلسالمية لعمالء الحساب الجاري والحسابات األخرى‬

‫سماحة المفتي العام الدكتور محمد الخاليلة‬

‫المقدمة‬

‫الحسابات الجارية هي محور عمل المصارف اإلسالمية وهي كذلك محور البحث الفقهي‬
‫المتعلق بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬لما تشكله من سيولة تمكن المصارف من القيام بنشاطاتها‬
‫المصرفية المختلفة‪ ،‬وكلما زادت نسبة هذه الودائع زادت قوة المصرف المالية لذا فإن المصارف‬
‫اإلسالمية تسعى إلى زيادة الحسابات بمختلف أنواعها‪ ،‬والحسابات الجارية بشكل خاص‪ ،‬نظرًا‬
‫لقلة تكلفتها على المصرف‪.‬‬

‫ومحور البحث الشرعي في الصيرفة اإلسالمية ينصب على أنواع الحسابات في المصارف‬
‫اإلسالمية وأحكامها الشرعية سواء فيما يتعلق بالبنك أو المودعين‪ ،‬ولذا جاء هذا البحث‬
‫بتكليف من مجمع الفقه اإلسالمي الدولي ليتناول موضوع المزايا التي تقدمها المصارف‬
‫اإلسالمية ألصحاب الحسابات الجارية والحسابات األخرى‪.‬‬

‫وتناولت في هذا البحث المزايا المقدمة ألصحاب الحسابات الجارية وحسابات االستثمار‬
‫ورجعت إلى ما كتبه العلماء المحدثون واجتهدوا في إطار نقل نصوص الفقهاء األقدمين‪،‬‬
‫وإنزالها على وقائع الحسابات المصرفية ونوازلها وخرجوا بأحكام شرعية‪ ،‬وإنني أجزم أن كثيرًا‬
‫من النصوص التي نقلت عن علمائنا األقدمين التي وضعوها لزمانهم‪ ،‬تغيرت لو أن هؤالء العلماء‬
‫أدركوا مدى التقدم العالمي في الصناعة والصيرفة العالمية‪ ،‬والمصارف اإلسالمية جزء منها ال‬
‫يتجزأ‪ ،‬وال تستطيع أن تنأى بنفسها ال سيما في ظل المنافسة العالمية في عالم التجارة‬
‫واالستثمار‪.‬‬

‫إن الصيرفة اإلسالمية المعاصرة تحتاج إلى اجتهاد‪ ،‬في إطار االلتزام باألصول والقواعد العامة‬
‫للشريعة اإلسالمية لتطويرها ووضعها في مكانها الالئق التي تستطيع من خاللها أن تفرض‬
‫واقعها في عالم االقتصاد المعاصر‪ ،‬وأرجوا أن أكون قدمت في هذا البحث نموذجًا لهذه‬
‫المنهجية الفقهية‪ ،‬وقد جاء هذا البحث في مبحثين على النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف الحسابات في المصارف اإلسالمية‪ ،‬ويشتمل على مطلبين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحساب الجاري وتكييفه الشرعي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حساب االستثمار وتكييفه الشرعي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المزايا التي تمنحها المصارف اإلسالمية لعمالء الحسابات لديها وحكمها‬
‫الشرعي‪ ،‬وفيه ستة مطالب‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الجوائز والهدايا التي تقدمها البنوك اإلسالمية ألصحاب الحسابات البنكية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حكم خدمة بطاقة الصراف اآللي وخدمة اإلنترنت المصرفية أو الهاتف‬
‫المصرفي التي تقدمها البنوك اإلسالمية لعمالئها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حكم خدمة دفتر الشيكات التي يعطيها البنك للعميل‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حكم خدمة تحصيل شيكات العميل المسحوبة على بنوك أخرى ووضعها في‬
‫حساب العميل‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬حكم خدمة كشف الحساب التي يمنحها البنك لعمالئه‪.‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬حكم الخدمات المعنوية التي يقدمها البنك لكبار عمالئه‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫تعريف الحسابات في المصارف اإلسالمية وأنواعها‬

‫تنقسم الحسابات في المصارف اإلسالمية إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬الحساب الجاري (حسابات االئتمان)‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬حسابات االستثمار‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحساب الجاري وتكيفيه الشرعي‬

‫أوًال‪ :‬تعريف الحساب الجاري اصطالحًا‪:‬‬

‫تعرف الحسابات الجارية بأنها المبالغ النقدية التي يودعها أصحابها في المصرف اإلسالمي دون‬
‫أن يتقاضوا عليها أية أرباح‪ ،‬فيكتسب المصرف ملكيتها ويكون ضامنًا لها وله حق التصرف بها‪،‬‬
‫ويجوز ألصحابها سحبها متى شاؤوا‪.‬‬

‫ويتم التعامل مع هذه الحسابات بجميع الوسائل التي يوفرها البنك كبطاقات الصراف اآللي‬
‫والشيكات والتحويالت المصرفية‪ ،‬إلى غير ذلك من الخدمات التي يوفرها المصرف ألصحاب‬
‫هذه الحسابات‪.‬‬

‫ويسمى هذا الحساب بالحساب تحت الطلب أو الوديعة تحت الطلب‪ ،‬ويقصد أصحاب هذه‬
‫الحسابات من فتحها حفظ أموالهم وصيانتها من السرقة والهالك إضافة إلى تسهيل التعامل‬
‫التجاري وإجراء التحويالت النقدية والمعامالت المصرفية التي يقدمها البنك ألصحاب هذه‬
‫الحسابات‪ ،‬وليس لهذه الحسابات أية عالقة بالمشاركة أو المضاربة وال يتقاضى أصحابها أية‬
‫أرباح‪ ،‬بل قد يتقاضى البنك أجرًا أو عمولة من أصحاب هذه الحسابات مقابل ما يقدمه لهم من‬
‫خدمات‪.‬‬

‫ويسمى الحساب الجاري بهذا االسم‪ ،‬ألن طبيعته تجعله في حركة مستمرة‪ ،‬من الزيادة‬
‫والنقصان بسبب ما يطرأ عليه من عمليات السحب واإليداع والتمويل‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬التكييف الشرعي للحساب الجاري في المصارف اإلسالمية‪:‬‬

‫لكي نتعرف على األحكام الشرعية المتعلقة بالحساب الجاري‪ ،‬ال بد أن نتعرف على التكييف‬
‫الشرعي للحساب الجاري‪ ،‬وطبيعته في الفقه اإلسالمي بحيث نتصوره تصورًا كامًال‪ ،‬ونبين‬
‫األصل الفقهي الذي ينتمي إليه من العقود المسماة عند الفقهاء‪ ،‬إذ إن الحكم على الشيء فرع‬
‫عن تصوره‪.‬‬

‫وقد اختلفت اتجاهات العلماء وآراؤهم في التكييف الشرعي للحساب الجاري على عدة أقوال‪،‬‬
‫وهذه أبرزها‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أن الحساب الجاري عقد قرض بين المودع (العميل) والمصرف اإلسالمي ويأخذ‬
‫أحكام عقد القرض في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫وذهب إلى هذا القول أكثر الباحثين في االقتصاد اإلسالمي وهيئات الرقابة الشرعية‪ ،‬وهو رأي‬
‫مجمع الفقه اإلسالمي الدولي(]‪ )[1‬وهو ما ذهبت إليه هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية(]‪ ،)[2‬وهو ما جاء في قرارات ندوة البركة لالقتصاد اإلسالمي(]‪ ،)[3‬والهيئة‬
‫الشرعية لبنك البالد(]‪.)[4‬‬

‫جاء في قرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي رقم ‪/90/3‬د‪ 9‬ما نصه‪" :‬أوال‪ :‬الودائع تحت الطلب‬
‫(الحسابات الجارية) سواء أكانت لدى البنوك اإلسالمية أو البنوك الربوية هي قروض بالمنظور‬
‫الفقهي‪ ،‬حيث إن المصرف المستلم لهذه الودائع يده يد ضمان‪ ،‬وهو ملزم شرعًا بالرد عند الطلب‬
‫وال يؤثر على حكم القرض كون البنك المقترض مليئًا"(]‪.)[5‬‬

‫وجاء في المعيار الشرعي الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫رقم (‪ )19‬المتعلق بالقرض حيث نصت الفقرة (‪ )10/1/1‬على أن‪" :‬حقيقة الحسابات الجارية‬
‫أنها قرض فتملكها المؤسسة ويثبت مثلها في الذمة"(]‪.)[6‬‬

‫وجاء في فتوى الهيئة الشرعية لبنك البالد‪" :‬يكيف الحساب الجاري على أنه قرض مستحق‬
‫السداد في أي وقت يطلبه العميل‪ ،‬ويترتب على ذلك أن للبنك استخدام األموال المودعة‪،‬‬
‫وعليه ضمانها ألصحابها"(]‪.)[7‬‬

‫ويقول الدكتور محمد أحمد سراج‪" :‬وتمثل المصارف اإلسالمية هذا النوع من الودائع (الودائع‬
‫الجارية) باعتبارها قروضًا يتعين دفع قيمتها كلها أو بعضها عند طلب صاحبها‪ ،‬وتخضع هذه‬
‫الودائع بهذا االعتبار ألحكام القرض في الفقه اإلسالمي‪ ،‬من حيث الضمان في الذمة‪ ،‬ومن‬
‫حيث وجوب الوفاء عند الطلب‪ ،‬وحق المدين في التصرف في القرض والتعامل فيه بحكم‬
‫كونه جزءًا من ماله"(]‪.)[8‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أن الحساب الجاري وديعة ويأخذ أحكام الوديعة ويترتب على ذلك أن البنك ليس‬
‫له أن يستخدم هذه األموال في نشاطه التجاري وإنما هو حافظ لها فقط(]‪ ،)[9‬وذهب إلى هذا‬
‫القول مجموعة من العلماء المعاصرين‪ ،‬ومن أبرزهم الدكتور حسن األمين(]‪ ،)[10‬والدكتور‬
‫توفيق خطاب(]‪ ،)[11‬والدكتور حسين فهمي كامل(]‪ ،)[12‬والدكتور عبد الرزاق الهيتي(]‪.)[13‬‬

‫القول الثالث‪ :‬أن الحساب الجاري وديعة ابتداًء وقرض انتهاًء وممن ذهب إلى هذا القول هيئة‬
‫الرقابة الشرعية لبنك فيصل اإلسالمي السوداني(]‪ ،)[14‬والدكتور عمر مصطفى إسماعيل(]‪.)[15‬‬

‫القول الرابع‪ :‬أن الحساب الجاري عقد مستقل ذو طبيعة خاصة‪ ،‬وله أحكام خاصة وال يدخل‬
‫تحت أحد من العقود المسماة‪ ،‬فهو منظومة عقدية ليس لها أصل تقاس عليه‪ ،‬وهذا هو سبب‬
‫التردد في إلحاقه بعقد الوديعة أو بعقد القرض‪ ،‬فالعميل يودع النقود بهدف الحفظ والحماية أو‬
‫تسهيل معامالته‪ ،‬والمصرف يقبل هذه الوديعة بهدف استعمالها واالستفادة منها(]‪.)[16‬‬

‫األدلة ومناقشتها‪:‬‬

‫استدل أصحاب القول األول القائلين بأن الحساب الجاري قرض‪ ،‬بما يأتي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬بواقع الحال في البنوك اإلسالمية والتجارية‪ ،‬حيث أن الواقع يقضي بأن الحساب الجاري‬
‫في البنوك اإلسالمية أو التجارية هو قرض‪ ،‬فالبنك ضامن لمال الحساب الجاري‪ ،‬وعليه أن يرده‬
‫وقت الطلب وهذا هو القرض بعينه‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬بأن القانون ينظم العالقة بين المودع والبنك والقانون يعتبر الحساب الجاري قرض‪،‬‬
‫ويرتب عليه أحكام القرض وليس ألحد من المتعاقدين مخالفة أحكام القانون‪ ،‬ولذلك اعتبروا‬
‫الحساب الجاري قرضًا بالمنظور الفقهي"(]‪.)[17‬‬

‫وهذا ما جاء في القانون المدني األردني المادة ‪ ،889‬حيث جاء فيها‪" :‬إذا كانت الوديعة مبلغًا‬
‫من النقود‪ ،‬أو شيئًا يهلك باالستعمال‪ ،‬وأذن المودع للمودع لديه في استعماله اعتبر العقد‬
‫قرضًا"(]‪.)[18‬‬

‫وُي ناقش هذا الدليل بأن طبيعة العالقة بين العميل والبنك تختلف عن طبيعة العالقة بين‬
‫المقرض والمقترض‪ ،‬كما أن هذه العالقة قد ال ينتج عنها فائدة‪ ،‬وأنه ليس هناك ما يمنع من‬
‫الناحية القانونية أن يكون القرض غير مقترن بأجل فيكون للدائن أن يطالب المدين بقرضه‬
‫متى شاء(]‪.)[19‬‬

‫ثالثًا‪ :‬قالوا بأن عقد القرض يعتمد على أمرين‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يعطي المال إلى أحد‪ ،‬ويؤذن له بصرفه بشرط رد مثله متى طلب منه ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضمان المال المقترض من المستقرض‪ ،‬وهذان العنصران متوفران في الودائع‬
‫المصرفية(]‪.)[20‬‬

‫رابعًا‪ :‬واستدلوا بما ورد عن عبد اهلل بن الزبير رضي اهلل عنه قال عن دين أبيه‪" :‬وإنما كان دينه‬
‫الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير ال‪ ،‬ولكنه سلف‪ ،‬فإني أخشى‬
‫عليه الضيعة"(]‪.)[21‬‬

‫خامسًا‪ :‬استدلوا بالقاعدة الفقهية "المعروف عرفًا كالمشروط شرطًا" ‪.‬‬

‫وقد جرى العرف بأن ودائع المصارف هي قروض من المودع للمصرف ويلتزم المصرف بردها‬
‫عند الطلب‪.‬‬

‫أدلة أصحاب القول الثاني القائلين بأن الحساب الجاري وديعة ومناقشتها‪:‬‬

‫استدل أصحاب هذا القول باألدلة اآلتية‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬أن مفهوم الوديعة الفقهية ينطبق بشكل تام على الحساب الجاري من حيث أن وضعه في‬
‫البنك هو بهدف الحفظ لهذه األموال‪ ،‬ولسحبها من قبل المودع متى شاء‪ ،‬وفي أي وقت‬
‫شاء(]‪.)[22‬‬

‫ويرد على هذا الدليل‪ :‬بأن البنك ال يقبل هذه الودائع ألجل حفظها فقط‪ ،‬بل يستفيد منها في‬
‫أعماله التجارية‪ ،‬فهو يقبلها على أساس القرض وليس الوديعة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬أن إرادة المودع في الحساب الجاري تتجه نحو الحفظ واإليداع ولم يقصد القرض(]‪.)[23‬‬

‫وُي ناقش هذا الدليل بأنه وإن كانت نية المودع تتجه نحو اإليداع والحفظ وليس القرض‪ ،‬إال أن‬
‫نية البنك تتجه نحو اإلقراض وليس مجرد اإليداع والحفظ‪ ،‬وعملية اإليداع هي عقد بين‬
‫طرفين وال يستقل به أحدهما دون اآلخر‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬إن تصرف البنك في المال المودع وخلطه مع باقي األموال األخرى‪ ،‬أو استخدامه لصالح‬
‫البنك‪ ،‬ال يخرج هذا أنه تصرف بإذن المالك عرفًا‪ ،‬فال يخرج من كونه وديعة(]‪.)[24‬‬

‫وُي رد على هذا‪ :‬بأن الكثير من المودعين ال يعلم أن البنك يتصرف بأمواله‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬إن القول باعتبار الحساب الجاري قرضًا‪ ،‬يعني أن بعض المنافع التي يجنيها العميل من‬
‫هذا الحساب من قبيل الربا‪ ،‬مثل االستفادة من خدمة السحب على الكشوف وسداد االلتزامات‬
‫وغيرها‪ ،‬ألنه بهذا التكييف يصبح قرضًا جر منفعة‪ ،‬وهو ممنوع بنص القاعدة الفقهية التي تنص‬
‫على أن كل قرض جر منفعة فهو ربا(]‪.)[25‬‬
‫ويرد على هذا الدليل‪ :‬بأن ما ذكر ليس مسوغًا العتبار الحساب الجاري وديعة‪ ،‬ألن هذه المنافع‬
‫ليست من صلب عملية اإليداع وإنما خارجة عنها‪ ،‬والتكييف إنما يكون على صلب العقد وآلية‬
‫انعقاده‪ ،‬ثم إن القول باعتبار الحساب الجاري وديعة لتفادي الوقوع في الربا نتيجة هذه‬
‫الخدمات التي يقدمها البنك‪ ،‬يقابله منع البنك من التصرف بهذه األموال وعدم االستفادة منها‪،‬‬
‫أو وقوع البنك في اإلثم عندما يستثمرها‪ ،‬والبنك طرف في العقد‪ ،‬وال يقبل هذه األموال إال‬
‫ليستفيد منها‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى فإن هذه المنافع محل بحث لدى العلماء‪ ،‬فهي ليست مقصودة لذاتها‪ ،‬وإنما‬
‫جاءت تبعًا ومن لوازم تصرف البنك بمال القرض‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬إن المقرض عندما يودع ماله في البنك ال يضعه بقصد إقراض المصرف‪ ،‬ولم تتجه نيته‬
‫لذلك وال أن يشاركه في األرباح‪ ،‬وإنما بقصد حفظ ماله وطلبه عند الحاجة‪ ،‬وهذا مقتضى عقد‬
‫الوديعة(]‪.)[26‬‬

‫ويناقش هذا الدليل‪ :‬بأن أغلب المودعين ال يفرقون بين القرض والوديعة‪ ،‬بل هم يضعون‬
‫أموالهم في البنك ألنهم يعتقدون أن البنك يضمنها لهم‪ ،‬وهذا حقيقة في القرض ال في‬
‫الوديعة(]‪.)[27‬‬

‫ويجاب عن هذا‪ :‬بأن المودعين أيضًا لم يقصدوا القرض‪ ،‬ولم يتجهوا إليه‪.‬‬

‫أدلة أصحاب القول الثالث القائلين بأن الحساب الجاري وديعة ابتداًء وقرض انتهاًء ‪:‬‬

‫واستدل هؤالء بأن معنى الوديعة والقرض كالهما متحقق في الحساب الجاري‪ ،‬فعملية فتح‬
‫الحساب الجاري يمكن أن تكون وديعة ابتداًء ولكن ال يمكن أن تبقى كذلك‪ ،‬ألن البنك ال ُي مكن‬
‫أن ُي لزم بحفظ المال في الحساب الجاري ورّد عينه‪ ،‬كما هو حكم الوديعة فقهًا‪ ،‬بل يخلطه بماله‬
‫وينتفع به‪ ،‬ومن المقرر فقهًا أن المودع إذا انتفع بالوديعة بإذن صاحبها تكون عارية إذا أمكن رد‬
‫عينها‪ ،‬وتكون قرضًا إذا لم يمكن االنتفاع بها إال باستهالكها‪ ،‬كما في النقود التي يودعها‬
‫أصحابها في الحساب الجاري‪ ،‬وتسميتها ال تغير من هذه الحقيقة‪ ،‬ألن العبرة في العقود‬
‫للمقاصد والمعاني ال لأللفاظ والمباني(]‪.)[28‬‬

‫وهذا القول يجعل الحساب الجاري وديعة وقرض في نفس الوقت فهو وديعة ابتداًء وقرض‬
‫انتهاًء ‪ ،‬فهو يدور بين الوديعة والقرض‪ ،‬فالبنك ضامن لهذا المال وعليه أن يرده عند الطلب‬
‫وهذا يجعله أقرب إلى القرض‪ ،‬في حين أن المودع يذهب إلى البنك لحفظ ماله من أي ضرر‬
‫وحمايته‪ ،‬وهذا يجعله أقرب إلى الوديعة‪.‬‬

‫األدلة التي استدل بها أصحاب القول الرابع القائلين بأن الحساب الجاري عقد مستقل ذو طبيعة‬
‫خاصة‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬قالوا إن الحساب الجاري من العقود المستحدثة التي اقتضتها الصناعة المصرفية الحديثة‬
‫وهذه الصناعة متطورة ومستمرة‪ ،‬ألنها انعكاس للواقع واألعراف المصرفية والمالية‬
‫واالقتصادية(]‪ ،)[29‬ولذلك ال يمكن الجمود على أحد العقود المسماة‪ ،‬لذا فإن الحساب الجاري‬
‫عقد مستحدث له طبيعته الخاصة‪.‬‬

‫وُي ناقش هذا الدليل من وجهين‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن التطور المستمر ال يمنع إلحاق الحساب الجاري بأحد العقود المسماة في الفقه اإلسالمي‪،‬‬
‫وهو ما تيسر لكثير من الفقهاء المعاصرين‪.‬‬

‫ب‪ -‬إن إلحاقه بأحد العقود المسماة ال يعني الجمود وعدم التطور‪ ،‬بل إن كثيرًا من الفقهاء‬
‫اجتهدوا وطوروا في إطار العقود المسماة‪ ،‬والفقه اإلسالمي فيه الكثير من شواهد التطور‬
‫ومواكبة العصر في إطار الضوابط الشرعية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬قالوا إن الحساب الجاري له ذاتية خاصة به تميزه عن باقي العقود المعهودة والمتعارف‬
‫عليها‪ ،‬كعقد الوديعة والقرض والوكالة والمضاربة وغيرها من العقود‪ ،‬ألن فيه جانبًا معينًا من‬
‫كل هذه العقود(]‪.)[30‬‬

‫وُي ناقش هذا الدليل بأن الفقه اإلسالمي ال يمنع وجود عقد مركب بمسمى خاص إن ثبت ذلك‪،‬‬
‫وذلك أن الحساب الجاري ثبت أنه أقرب إلى القرض لدى الكثير من الفقهاء المعاصرين‪.‬‬

‫الترجيح‪:‬‬

‫بعد استعراض آراء الفقهاء وأدلتهم في التكييف الشرعي للحسابات الجارية في المصارف‬
‫اإلسالمية‪ ،‬أرى أن القول الراجح هو القول األول القائل بأن الحساب الجاري قرض من العميل‬
‫للبنك‪ ،‬إال أن هذا التكييف يرد عليه مجموعة من اإلشكاالت التي أوردها أصحاب األقوال‬
‫األخرى‪ ،‬ويبدو أن أصحاب هذه األقوال ذهبوا إلى ما ذهبوا إليه تحت ضغط الواقع المصرفي‬
‫واعتبار النيات المسميات‪ ،‬مما حدا بالبعض أن يجعله عقدًا خارجًا عن جميع العقود المسماة‬
‫فجعله عقدًا ذا طبيعة خاصة‪ ،‬وهذا التكييف يواجه اعتراضات كثيرة إبان التطبيق وفيما‬
‫يترتب عليه‪.‬‬

‫ولذا فإنني مع الترجيح بأن التكييف الشرعي لعقد الحسابات الجارية بأنه قرض‪ ،‬إال أنه ال‬
‫يتمحض قرضًا بحيث تجري عليه جميع أحكام القرض بذلك التشدد الذي ذكره بعض العلماء‪،‬‬
‫ويعضد هذا القول األدلة اآلتية‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬أن المودع في الحساب الجاري لم يقصد القرض بمعناه الفقهي وإنما قصد حفظ ماله‬
‫وصيانته‪ ،‬وتيسير معامالته المصرفية وهذه النية يجب أن تعتبر في التكييف الشرعي طبقًا‬
‫للقاعدة الشرعية‪ ،‬والعبرة في العقود للمقاصد والمعاني ال لأللفاظ والمباني‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬أنه ورد في الشريعة اإلسالمية نظائر لهذا الحكم وهو ما يسميه العلماء (حكمًا بين‬
‫حكمين) بحيث يعطى الحكم وال يأخذ كل أحكامه‪ ،‬واستدلوا بحديث النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪« :‬الولد للفراش وللعاهر الحجر‪ ،‬واحتجبي منه يا سودة»(]‪.)[31‬‬

‫فأثبت النبي صلى اهلل عليه وسلم الحكم من وجه دون وجه‪ ،‬قال ابن القيم‪" :‬فثبت الحكم من‬
‫وجه دون وجه‪ ،‬وهو الذي يسميه بعض الفقهاء (حكمًا بين حكمين)" (]‪.)[32‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حساب االستثمار وتكييفه الشرعي‬

‫حسابات االستثمار‪ :‬هي المبالغ النقدية التي يتسلمها المصرف اإلسالمي من المتعاملين معه بأي‬
‫وسيلة كانت؛ لمشاركته فيما يقوم به من استثمارات بموجب ترخيصه‪ ،‬مقابل حصوله على‬
‫نسبة مما يتحقق من أرباح صافية ووفقًا للشروط المتفق عليها‪.‬‬

‫فحسابات االستثمار هي المبالغ النقدية التي تدفع للبنك اإلسالمي بغرض تنميتها واستثمارها‪،‬‬
‫على أن يقتسم المصرف اإلسالمي ومالك المال األرباح بينهما بنسبة شائعة متفق عليها مسبقًا‪،‬‬
‫وإذا خسرت هذه األموال فإن مالك المال يتحمل بقية الخسارة‪ ,‬وهذا هو عقد المضاربة في‬
‫الفقه اإلسالمي‪ ،‬ومن هنا فإن حسابات االستثمار في المصارف اإلسالمية تخضع لشروط‬
‫وضوابط عقد المضاربة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬فالمصرف هو المضارب‪ ،‬وأصحاب دوافع االستثمار‬
‫هم أرباب األموال‪ ،‬وطبقا لعقد المضاربة فإن يد المصرف اإلسالمي على الودائع االستثمارية يد‬
‫أمانه ال يضمن إال بالتعدي أو التقصير في حفظ المال ورعايته‪ ،‬وهذا محل اتفاق بين الفقهاء‪.‬‬

‫يقول ابن قدامه‪" :‬إذا اتفق رب المال والمضارب على أن الربح بينهما‪ ،‬والوضيعة عليهما‪ ،‬كان‬
‫الربح بينهما والوضيعة على المال وجملته أنه متى شرط على المضارب ضمان المال‪ ،‬أو سهما‬
‫من الوضيعة‪ ،‬فالشرط باطل‪ ،‬ال نعلم فيه خالفا والعقد صحيح نص عليه أحمد وهو قول أبي‬
‫حنيفة‪ ،‬ومالك"(]‪.)[33‬‬

‫وجاء في الموطأ‪" :‬قال مالك في الرجل يدفع إلى رجل ماال قراضا ويشترط على الذي دفع إليه‬
‫المال الضمان‪ ،‬قال‪ :‬ال يجوز لصاحب المال أن يشترط في ماله غير ما وضع القراض عليه‪ ،‬وما‬
‫مضى من سنة المسلمين فيه‪ ،‬فإنما المال على شرط الضمان كان قد ازداد في حقه من الربح‬
‫من أجل موضع الضمان‪ ،‬وإنما يقتسمان الربح على ما لو أعطاه إياه على غير ضمان‪ ،‬وإن تلف‬
‫المال لم أر على الذي أخذه ضمانًا‪ ،‬ألن شرط الضمان في القراض باطل"(]‪.)[34‬‬

‫وعليه؛ فإن حسابات االستثمار في المصارف اإلسالمية يحكمها عقد المضاربة الشرعي بشروطه‬
‫وأحكامه وهذا ما يكاد يتفق عليه الفقهاء المعاصرون والمجامع الفقهية(]‪.)[35‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫المزايا التي تمنحها المصارف اإلسالمية لعمالء الحسابات لديها وحكمها الشرعي‬

‫تقدم البنوك اإلسالمية لعمالئها الكثير من الخدمات المجانية والتي يمكن إجمالها على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الجوائز والهدايا التي يقدمها البنك لعمالئه‪.‬‬

‫‪ -2‬ما يمّكن العميل من استيفاء رصيده أو السحب منه‪ ،‬أو إجراء تحويل من رصيده إلى رصيد‬
‫آخر خاص به أو بغيره وهذا يشمل خدمة بطاقة الصراف اآللي وخدمة اإلنترنت المصرفية أو‬
‫الهاتف المصرفي‪.‬‬

‫‪ -3‬خدمة دفتر الشيكات التي يعطيها البنك للعميل وهي وسيلة لتمكين العميل من حوالة‬
‫شخص آخر إلى حسابه ليستوفي منه مبلغًا معينًا‪.‬‬

‫‪ -4‬خدمة تحصيل شيكات العميل المسحوبة على بنوك أخرى ووضعها في حساب العميل‪.‬‬

‫‪ -5‬خدمة كشف الحساب التي يمنحها البنك لعمالئه وفيها إثبات مفصل لحركة حساب العميل‪.‬‬

‫‪ -6‬الخدمات التي يقدمها البنك لكبار عمالئه مجانًا كإعفائهم من الرسوم المالية للخدمات‬
‫المصرفية أو صناديق حفظ األمانات‪ ،‬أو إعفاء التجار من رسوم تأسيس واستخدام أجهزة نقاط‬
‫البيع في متاجرهم‪.‬‬

‫وسوف نقوم ببحث كل واحدة من هذه المزايا بمطلب مستقل إن شاء اهلل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الجوائز والهدايا التي تقدمها البنوك اإلسالمية ألصحاب الحسابات البنكية‬

‫جرت عادة البنوك بشكل عام على تقديم الهدايا والجوائز للمودعين لديها وهذه الهدايا والجوائز‬
‫تتخذ أشكاًال متعددة فقد تكون هدايا قيمة لكبار العمالء‪ ،‬كسيارة مثًال‪ ،‬أو أجهزة‪ ،‬أو رحالت‬
‫حج‪ ،‬أو عمرة‪ ،‬أو ما شابه ذلك‪ ،‬وقد تكون الجوائز عبارة عن سحب عن طريق إجراء القرعة‬
‫على الحسابات المودعة لديها‪ ،‬والحساب الفائز يحصل على جائزة نقدية أو عينية‪ ،‬والجوائز‬
‫النقدية قد تصل إلى مبالغ مالية كبيرة‪.‬‬

‫ويمكن تعريف هذه الجوائز بأنها‪" :‬ما تمنحه المؤسسات المالية لعمالئها من سلع وخدمات دون‬
‫عوض‪ ،‬مكافأة أو تشجيعا‪ ،‬أو تذكاريًا"(]‪.)[36‬‬
‫وتهدف البنوك اإلسالمية من إعطاء هذه الهدايا أو الجوائز إلى تحقيق ثالثة أهداف رئيسية‬
‫هي(]‪:)[37‬‬

‫‪ -1‬توطيد العالقة الودية مع العميل وخصوصًا إذا كان من كبار العمالء‪.‬‬

‫‪ -2‬جذب المزيد من العمالء ممن ليس لهم حسابات في البنك‪ ،‬من أجل فتح حسابات في البنك‪،‬‬
‫وأصحاب الحسابات لالستفادة من الجوائز والهدايا‪.‬‬

‫‪ -3‬ترغيب العمالء في زيادة ودائعهم واستمرار تعامالتهم مع البنك‪.‬‬

‫هذه هي األهداف التي تجعل البنوك تقدم الجوائز والهدايا لعمالئها وأصحاب الحسابات‪.‬‬

‫ويمكن بحث حكم هذه الهدايا والجوائز حسب نوع الحساب التي تقدم له‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬حكم الجوائز والهدايا التي تقدمها البنوك اإلسالمية للحسابات الجارية‪:‬‬

‫تحرير محل النزاع في المسألة‪:‬‬

‫تكاد تتفق كلمة الفقهاء على حرمة الجوائز والهدايا على الحسابات الجارية إذا كانت مشروطة‬
‫عند التعاقد‪ ،‬ألن هذا من قبيل الربا واستدلوا بالقاعدة الشرعية القائلة بأن كل قرض جر نفعًا‬
‫فهو ربا‪.‬‬

‫وتكاد تتفق كلمتهم كذلك على أن الهدايا التي تقدمها البنوك من قبيل الدعايات كاألقالم‬
‫والدفاتر والمفكرات وبعض الهدايا البسيطة لجميع العمالء‪ ،‬دون تمييز بينهم جائزة شرعًا‪ ،‬ألنها‬
‫من باب الدعاية والترويج للبنك ونشر سمعته‪.‬‬

‫وهذا ما نصت عليه الهيئة الشرعية لبنك البالد في قرارها رقم (‪ )17‬بشأن الجوائز والحوافز‬
‫على الحسابات الجارية حيث جاء فيه‪" :‬يجوز للبنك أن يقدم ما ال يختص بأصحاب الحسابات‬
‫الجارية‪ ،‬وإنما يكون لهم ولغيرهم كالمواد الدعائية واإلعالنية"(]‪.)[38‬‬

‫واختلفوا في حكم الجوائز والهدايا غير المشروطة عند التعاقد التي تقدمها البنوك اإلسالمية‬
‫ألصحاب الحسابات الجارية على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬يحرم على البنوك تقديم الجوائز والهدايا على الحسابات الجارية‪ ،‬ويحرم على‬
‫المودع قبولها‪ ،‬وإلى هذا القول ذهب مجلس اإلفتاء األردني(]‪ ،)[39‬والدكتور رفيق‬
‫المصري(]‪ ،)[40‬والدكتور علي محي الدين القرة داغي(]‪ ،)[41‬وهو ما جاء في فتاوى ندوة البركة‬
‫لالقتصاد اإلسالمي(]‪ ،)[42‬وهو ما ذهبت إليه هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية(]‪ ،)[43‬وهيئة الرقابة الشرعية لبنك البالد(]‪ ،)[45](،)[44‬وقد توقفت فيها هيئة الرقابة‬
‫الشرعية للبنك اإلسالمي األردني للتحرج من االنتفاع بالجائزة(]‪.)[46‬‬

‫جاء في قرار ندوة البركة لالقتصاد اإلسالمي فتوى رقم ‪ 32/2‬بشأن الجوائز على أنواع‬
‫الحسابات المصرفية‪ ،‬جاء فيها‪" :‬وعليه فإن الجوائز بجميع صورها التي يمنحها البنك ألصحاب‬
‫هذه الحسابات محرمة شرعًا‪ ،‬ألنها زيادة على مبلغ القرض إذا كانت مشروطة في طلب فتح‬
‫الحساب أو أعلنها البنك في أثناء وجود الحساب‪ ،‬أو جرت عادة البنك بمنح هذه الجوائز"(]‪.)[47‬‬

‫وجاء في قرار مجلس اإلفتاء األردني" وال يجوز توزيع جوائز على أصحاب الحسابات‬
‫االئتمانية (جارية وتحت الطلب‪ ،‬وذلك لوجود شبهة الربا قياسًا على القرض‪ ،‬ألن كل قرض جّر‬
‫نفعًا فهو حرام"(]‪.)[48‬‬

‫وجاء في المعيار الشرعي رقم (‪ )19‬الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬أنه ال يجوز للمؤسسة أن تقدم ألصحاب الحسابات الجارية بسبب تلك الحسابات‬
‫وحدها هدايا عينية أو ميزات مالية أو خدمات ومنافع ال تتعلق باإليداع والسحب"(]‪.)[49‬‬

‫ويقول الدكتور القرة داغي‪" :‬فأنا في اعتقادي فيه شيء يحتاج إلى إعادة نظر في هذه المسألة‬
‫وأن الجوائز كما أشار إلى ذلك فضيلة الشيخ العثماني هي أيضًا فوائد مادية تمنح لهؤالء‬
‫المقرضين في مجموعهم وكل واحد يطمع في ذلك‪ ،‬ففيها نوع من المقامرة‪ ،‬وفيها أيضًا الفائدة‬
‫المرجوة لبعضهم‪ ،‬كنا نحن منعنا أي شيء وأبقينا القاعدة العامة التي تلقتها األمة بالقبول‪،‬‬
‫فكيف نجيز هذه الجوائز وهي تقترب مما يسمى اآلن بالجوائز فئة (ج) التي تصدر في بعض‬
‫البنوك الربوية‪ ،‬بجانب فئة (أ)‪ ،‬وفئة (ب)‪ ،‬وفئة (ج) تعتبر من أصحاب الجوائز"(]‪.)[50‬‬

‫ويقول الدكتور رفيق المصري‪" :‬هذه الحوافز قمار وال ينفع فيها أن نقول أن األصل في األشياء‬
‫اإلباحة‪ ،‬بل األصل هنا المنع‪ ،‬ألن األمر متعلق بالجوائز ورسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫«ال سبق إال في خف أو حافر أو نصل»‪ ،‬العبارة «ال»‪« ،‬إال»‪ ،‬فاألصل في السبق كما تعلمون‬
‫المقصود فيه والراجح عند العلماء أن المقصود هنا السبق بعوض‪ ،‬فاألصل في الجوائز المنع‪،‬‬
‫(]‪[51‬‬
‫)‪.‬‬ ‫فعلى من أجازها أن يبين لنا الدليل المقنع ويرد على الشبهات"‬

‫وجاء في قرار الهيئة الشرعية لبنك البالد‪:‬‬

‫"ال يجوز للبنك أن يقدم خدمات أو مزايا لعمالء الحسابات الجارية أو بعضهم بما يترتب عليه‬
‫بذل مادي للعميل‪ ،‬او خدمة ليس لها عالقة بفتح الحساب أو الوفاء للعميل‪.‬‬

‫ال يجوز منح هدايا خاصة ألصحاب الحسابات الجارية أو بعضهم‪ ،‬ويتأكد المنع فيما لو اشترط‬
‫ذلك عند فتح الحساب‪ ،‬ومن ذلك إعطاء العميل تذاكر سفر أو إسكانه في فندق مجانًا‪ ،‬أو القيام‬
‫بالحجوزات وتقديم االستشارات ونحوها‪ ،‬ويجوز ذلك في الحسابات االستثمارية"(]‪.)[52‬‬

‫القول الثاني‪ :‬يجوز تقديم الجوائز والهدايا من قبل البنوك اإلسالمية ألصحاب الحسابات‬
‫الجارية‪ ،‬ويجوز قبولها من قبل أصحاب هذه الحسابات بشرط أن ال تكون مشروطة عند‬
‫التعاقد‪.‬‬

‫وإلى هذا القول ذهب مركز الفتوى (إسالم ويب) التابع إلدارة الدعوة واإلرشاد الديني بوزارة‬
‫األوقاف والشؤون اإلسالمية بدولة قطر(]‪ ،)[53‬والشيخ محمد علي التسخيري(]‪.)[54‬‬

‫ويقول الشيخ محمد علي التسخيري‪" :‬نعم أنا ال أمانع في أن نضع جوائز غير محددة لمن‬
‫يفتحون هذه الحسابات‪ ،‬وهذه الجوائز غير مضمونة في أن تصيب أحدًا وال تصيبه"(]‪.)[55‬‬

‫األدلة التي استدل بها كل من الفريقين‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬األدلة التي استدل بها أصحاب القول األول القائلين بالتحريم ومناقشتها‪:‬‬

‫‪ -1‬ما رواه أبو بردة عن ابيه قال‪ :‬أتيت المدينة فلقيت عبد اهلل بن سالم رضي اهلل عنه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫«أال تجيء فأطعمك سويقا وتمرا‪ ،‬وتدخل في بيت»‪ ،‬ثم قال‪« :‬إنك بأرض الربا بها فاش‪ ،‬إذا‬
‫كان لك على رجل حق‪ ،‬فأهدى إليك حمل تبن‪ ،‬أو حمل شعير‪ ،‬أو حمل قت‪ ،‬فال تأخذه فإنه‬
‫ربا»(]‪.)[56‬‬

‫ووجه الداللة‪ :‬في الحديث أن الزيادة أو الهدية على القرض من الربا وهو حرام شرعًا‪.‬‬

‫يقول الدكتور السالوس‪" :‬من باب أولى يجب الحيطة والحذر في زماننا‪ ،‬حيث قامت نظم‬
‫اقتصادية على أساس الربا‪ ،‬وأصبح التعامل بالربا أسوأ مما كان عليه الحال في الجاهلية"‬
‫(]‪.)[57‬‬

‫ويجاب عن ذلك بأن هذا كان في أرض انتشر فيها الربا حتى صار كالعرف‪ ،‬والقاعدة الشرعية‬
‫تقول‪ :‬المعروف عرفًا كالمشروط شرطًا"‪ ،‬فصار ذلك محرمًا‪ ،‬ألنه كشرط الزيادة في القرض‪ ،‬وال‬
‫خالف أن ذلك حرام‪.‬‬

‫‪ -2‬ما ورد عن اإلمام مالك؛ أنه بلغه‪ ،‬أن رجال أتى عبد اهلل بن عمر‪ .‬فقال‪« :‬يا أبا عبد الرحمن‪،‬‬
‫إني أسلفت رجال سلفا‪ .‬واشترطت عليه أفضل مما أسلفته‪ ،‬فقال عبد اهلل بن عمر‪ :‬فذلك الربا‪،‬‬
‫قال‪ :‬فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن؟‪ ،‬فقال عبد اهلل بن عمر‪ :‬السلف على ثالثة وجوه‪ :‬سلف‬
‫تسلفه تريد به وجه اهلل‪ ،‬فلك وجه اهلل‪ ،‬وسلف تسلفه تريد به وجه صاحبك‪ ،‬فلك وجه صاحبك‪،‬‬
‫وسلف تسلفه لتأخذ خبيثا بطيب‪ ،‬فذلك الربا‪ ،‬قال‪ :‬فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن؟‪ ،‬قال‪ :‬أرى‬
‫أن تشق الصحيفة‪ .‬فإن أعطاك مثل الذي أسلفته قبلته‪ ،‬وإن أعطاك دون الذي أسلفته‪ ،‬فأخذته‬
‫أجرت‪ .‬وإن أعطاك أفضل مما أسلفته طيبة به نفسه‪ ،‬فذلك شكر‪ ،‬شكره لك‪ ،‬ولك أجر ما‬
‫أنظرته»(]‪.)[58‬‬

‫‪ -3‬ما ورد عن أنس بن مالك أنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إذا أقرض أحدكم‬
‫قرضا‪ ،‬فأهدى له‪ ،‬أو حمله على الدابة‪ ،‬فال يركبها وال يقبله‪ ،‬إال أن يكون جرى بينه وبينه قبل‬
‫ذلك»(]‪.)[59‬‬

‫‪ -4‬ما ورد عن ابن عباس قال‪« :‬إذا أسلفت رجال سلفا‪ ،‬فال تقبل منه هدية كراع‪ ،‬وال عارية‬
‫ركوب دابة»(]‪.)[60‬‬

‫وجه الداللة في اآلثار السابقة‪ :‬أن الزيادة على القرض ربا محرم شرعًا‪ ،‬والزيادة هي ما كانت‬
‫مشروطة عند التعاقد أو كانت على شكل هدية للمقرض‪ ،‬أما إن كانت الزيادة عند الوفاء فهذا‬
‫من باب البر وحسن القضاء‪ ،‬دل على ذلك قول عبد اهلل بن عمر في الرواية السابقة‪" :‬وإن‬
‫أعطاك أفضل مما أسلفته طيبة به نفسه‪ ،‬فذلك شكر شكره لك"‪.‬‬

‫‪ -5‬استدلوا باألثر الوارد عن فضالة بين عبيد‪ُ« :‬كُّل َق ْر ٍض َج َّر َم ْن َف َع ًة َف ُه َو ِرًبا»(]‪ ،)[61‬وفي رواية‬
‫أخرى‪« :‬كل قرض جر منفعة فهو وجه من وجوه الربا»(]‪ ،)[62‬وهو أثر جاء بروايات متعددة‬
‫فعن ابن سيرين قال‪« :‬كل قرض جر منفعة فهو مكروه»(]‪ ،)[63‬وورد بلفظ ‪« :‬كل قرض جر‬
‫منفعة فال خير فيه»(]‪.)[64‬‬

‫كما ورد عن عطاء قال‪« :‬كانوا يكرهون كل قرض جر منفعة»(]‪.)[65‬‬

‫وجه الداللة في الروايات السابقة‪ :‬أن كل قرض جر منفعة فهو ربا‪ ،‬وجوائز البنوك على‬
‫الحسابات الجارية هي من هذا القبيل‪ ،‬فهذه الجوائز تعتبر منفعة على قرض وهي ربا محرم‬
‫شرعًا‪.‬‬

‫ويرد على هذا االستدالل من جهتين‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬إن هذا األثر لم يصح عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقد ذكر العسقالني في كتابه‬
‫بلوغ المرام من أدلة األحكام أن إسناد هذا الحديث ساقط(]‪ ،)[66‬كما قال عنه البيهقي بأنه‬
‫موقوف(]‪.)[67‬‬

‫وبعض الروايات السابقة ذكرها عن ابن سيرين وبين أنه مكروه‪ ،‬وذكر الزيلعي هذا الحديث‬
‫فقال‪ :‬إن عبد الحق‪ ،‬قد ذكر هذا الحديث في أحكامه في البيوع‪ ،‬وأعّله بسوار بن مصعب‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إنه متروك(]‪.)[68‬‬
‫ثانيًا‪ :‬إن هذا الحديث لو صح عن النبي صلى اهلل عليه وسلم فإن المقصود بالمنفعة المحرمة ما‬
‫كانت مشروطة عند التعاقد‪ ،‬أما ما لم يكن مشروطًا عند التعاقد فليس من الربا‪ ،‬وإنما هو من‬
‫باب البر واإلحسان‪.‬‬

‫‪ -6‬واستدلوا بما جاء عن محمد بن سيرين‪" :‬ان أبي بن كعب استسلف من عمر رضي اهلل عنه‬
‫عشرة آالف‪ ،‬فأهدى له من ثمرة أرضه فردها‪ ،‬فأتاه ُأ بي‪ ،‬وقال‪ :‬أترد علي ثمري‪ ،‬فقد علمت أني‬
‫أطيب أهل المدينة ثمرة‪ ،‬ال حاجة لنا فيما رددت علينا هديتنا‪ ،‬فأعطاه العشرة آالف‪ ،‬ثم إن عمر‬
‫رضي اهلل عنه لما رد عليه أبّي المال قبل هديته"(]‪.)[69‬‬

‫وجه االستدالل‪ :‬أن الصحابة رضي اهلل عنهم لم يقبلوا هدية المقترض ونهوا عنها‪.‬‬

‫يقول ابن القيم‪ :‬فنهي النبي صلى اهلل عليه وسلم هو وأصحابه المقرض عن قبول هدية‬
‫المقترض قبل الوفاء‪ ،‬فإن المقصود بالهدية أن يؤخر االقتضاء‪ ،‬وإن كان لم يشترط ذلك‪ ،‬سدًا‬

‫لذريعة الربا"(]‪.)[70‬‬

‫ويرد على هذا االستدالل من ثالثة وجوه‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن امتناع عمر رضي اهلل عنه عن قبول هدية أبّي إنما كان تورعًا‪ ،‬بدليل أنه قبلها بعد‬
‫ذلك‪ ،‬ولو كانت حكمًا شرعيًا الزمًا لما قبلها بعد ذلك‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن العرف جرى على أن هدية المقرض للمقترض تكون ألجل تأخير االقتضاء وهذا هو‬
‫عين الربا‪ ،‬وهو ما بينه ابن القيم رحمه اهلل في قوله‪" :‬فإن المقصود بالهدية أن يؤخر‬
‫االقتضاء"‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬أن النهي عن قبول هدية المقترض للمقرض إنما كان سدًا لذريعة الربا‪.‬‬

‫وجميع هذه األمور امتنعت في جوائز حسابات البنوك ألنها ليست هدية لمعين وإنما هي جائزة‬
‫تمنح بطريق القرعة‪.‬‬

‫‪ -7‬واستدلوا بأن أكثر الفقهاء نصوا على حرمة كل قرض جر نفعًا‪.‬‬

‫قال ابن عبد البر‪" :‬وكل زيادة في سلف أو منفعة ينتفع بها المسلف فهي ربا‪ ،‬ولو كانت قبضة‬
‫من علف‪ ،‬وذلك حرام إن كان بشرط"(]‪.)[71‬‬

‫بل إن ابن المنذر نقل اإلجماع على ذلك فقال‪ ،‬وأجمعوا على أن المسلف إذا شرط على‬
‫المستسلف زيادة أو هدية‪ ،‬فأسلف على ذلك أن أخذ الزيادة على ذلك ربا"(]‪.)[72‬‬
‫وقال ابن قدامة‪" :‬وكل قرض شرط فيه أن يزيده فهو حرام وقد روي عن أبي بن كعب وابن‬
‫عباس‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬أنهم نهوا عن قرض جر منفعة"(]‪.)[73‬‬

‫ويرد على هذا االستدالل‪ :‬بأن القرض المحرم ما كان مشروطًا عند التعاقد وهو ما ورد في‬
‫النصوص السابقة‪ ،‬وأما ما لم يكن كذلك فليس من الربا‪ ،‬وجوائز البنوك ليست مشروطة عند‬
‫اإليداع‪.‬‬

‫وُي جاب عن ذلك‪ :‬بأن هذا التأويل بعيد ألمرين(]‪:)[74‬‬

‫األول‪ :‬أن منهم من صّر ح بالحكم في أخذها وأنه ربا‪ ،‬فيحمل نهي اآلخرين منهم عنها على هذا‬
‫السبب‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن فتوى ابن عباس للمقرض الذي قبل هدية المقترض بأن يحسبها من دينه هي من‬
‫البيان في الحقوق‪ ،‬وال يمكن أن يفتي صاحب الحق بترك بعض حقه تورعًا دون أن يبين له‬
‫ذلك‪ ،‬ألن التورع غير الزم له‪.‬‬

‫‪ -8‬قالوا إن عقد القرض عقد إرفاق وقربة‪ ،‬فإن شرط المقرض فيه الزيادة لنفسه خرج عن‬
‫موضوعه(]‪.)[75‬‬

‫وُي رد على هذا الدليل‪ :‬بأنه خارج محل النزاع والجميع يتفق على أن شرط الزيادة في القرض‬
‫ربا‪.‬‬

‫‪ -9‬قالوا بأن الفقهاء نصوا على حرمة قبول هدية المقرض للمقترض وهو قول المالكية(]‪،)[76‬‬
‫والحنابلة(]‪ ،)[77‬وهو مذهب ابن عمر‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وعبد اهلل بن سالم رضي اهلل عنهم جميعًا‪،‬‬
‫وهدايا البنوك هي من قبيل هدية المقترض للمقرض‪ ،‬وهي حرام‪.‬‬

‫وُي رد على ذلك‪ :‬بأن هذه المسألة خالفية بين الفقهاء وفيها اختالف كبير‪ ،‬وقد خالف هذا القول‬
‫الحنفية(]‪ ،)[78‬والشافعية(]‪ ،)[79‬فقالوا بجواز قبول هدية المقترض للمقرض إن لم تكن‬
‫مشروطة عند االقتراض‪.‬‬

‫‪ -10‬قالوا إن جوائز البنوك على الحسابات الجارية هي من باب القمار والميسر وهذا محرم‪،‬‬
‫وهي تقترب من جوائز البنوك الربوية‪ ،‬فئة(ج) و(أ) و(ب) (]‪ ،)[80‬قال تعالى‪َ( :‬ي ا َأ ُّي َه ا اَّلِذ يَن آَم ُنوا‬
‫ِم ْن َع َم ِل الَّش ْي َط اِن َف اْج َت ِن ُب وُه َلَع َّلُكْم ُتْف ِلُح وَن )‬ ‫ِإ َّن َم ا اْلَخ ْم ُر َو اْلَم ْي ِس ُر َو اَأْلْن َص اُب َو اَأْلْز اَل ُم ِرْج ٌس‬
‫(]‪،)[81‬‬
‫وُي جاب عن هذا االستدالل‪ :‬بأن عملية القمار منتفية هنا‪ ،‬حيث أن المقرض لم يخسر شيئًا إذا‬
‫لم يأخذ الجائزة أو الهدية‪ ،‬ولم يدخل في مقامرة بل أن ماله محفوظ ومضمون بتمامه من قبل‬
‫المقترض‪ ،‬فأين هي عملية القمار؟‬

‫ثانيًا‪ :‬األدلة التي استدل بها أصحاب القول الثاني القائلين بالجواز ومناقشتها‬

‫استدل أصحاب القول الثاني باألدلة اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬ما رواه البخاري ومسلم عن أبي رافع مولى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أنه قال‪:‬‬
‫"اْس َت ْس َلَف ِم ْن َرُج ٍل َب ْكًر ا‪َ ،‬ف َق ِد َم ْت َع َلْي ِه ِإ ِب ٌل ِم ْن ِإ ِب ِل الَّص َد َق ِة ‪َ ،‬ف َأ َم َر َأ َبا َر اِف ٍع َأ ْن َي ْق ِض َي الَّر ُج َل َب ْكَر ُه‪،‬‬
‫َف َر َج َع ِإ َلْي ِه َأ ُبو َر اِف ٍع ‪َ ،‬ف َق اَل ‪َ :‬لْم َأ ِج ْد ِف يَه ا ِإ اَّل ِخ َي اًر ا َر َباِع ًي ا‪َ ،‬ف َق اَل ‪َ« :‬أ ْع ِط ِه ِإ َّي اُه‪ِ ،‬إ َّن ِخ َي اَر الَّناِس‬
‫َأ ْح َس ُنُه ْم َق َض اًء "(]‪.)[82‬‬

‫قال الخطابي معلقًا على الحديث‪" :‬وفيه دليل على أن من استقرض شيئًا‪ ،‬فرده أحسن أو أكثر‬
‫من غير شرط‪ ،‬كان محسنًا‪ ،‬ويحل ذلك للمقرض‪ ،...‬فأما إذا شرط في القرض أن يرد أكثر‪ ،‬أو‬
‫أفضل‪ ،‬أو في بلد آخر‪ ،‬فهو حرام"(]‪.)[83‬‬

‫وقال ابن حجر‪" :‬وفيه جواز وفاء ما هو أفضل من المثل المقترض إذا لم تقع شرطية ذلك في‬
‫العقد فيحرم اتفاقًا وبه قال الجمهور"(]‪.)[84‬‬

‫ووجه الداللة في هذا الحديث أن الزيادة على القرض جائزة شرعًا‪ ،‬بل هي من اإلحسان إن كان‬
‫بغير شرط وجوائز البنوك هي من هذا القبيل‪.‬‬

‫‪ -2‬ما جاء في المصنف البن أبي شيبة‪َ :‬ع اْب َع َّب اٍس ‪َ ،‬ق اَل ‪َ :‬أ َت اُه َرُج ٌل َف َق اَل ‪ِ :‬إ ِّن ي َأ ْس َلْف ُت َرُج اًل‬
‫ِن ِن‬
‫َأ ْلَف ِد ْر َه ٍم ِف ي َط َع اٍم ‪َ ،‬ف َأ َخ ْذ ُت ِم ْن ُه ِنْص َف َس َلِف ي َط َع اًم ا‪ِ ،‬ب ْع ُت ُه ِب ِف ِد ْر َه ٍم ‪ُ ،‬ث َّم َت اِن ي َق ا ‪ُ :‬خ ْذ‬
‫َل‬ ‫َف‬ ‫َأ‬ ‫ْل‬ ‫َأ‬ ‫َف‬
‫َبِق َّي َة َر ْأ ِس َم اِلَك ‪َ :‬خ ْم َس ِم اَئ ٍة ‪َ ،‬ف َق اَل اْب ُن َع َّب اٍس ‪َ« :‬ذ ِلَك اْلَم ْع ُر وُف ‪َ ،‬و َلُه َأ ْج َر اِن »(]‪.)[85‬‬

‫وجه االستدالل بهذا الحديث أن الرجل أخذ زيادة على قرضه‪ ،‬ولما كانت غير مشروطة في‬
‫أصل العقد جازت‪ ،‬قال ابن عباس معقبًا على ذلك‪" :‬فذلك المعروف"‪ ،‬مما يدل على جوازها‪،‬‬
‫وجوائز البنوك من هذا الباب‪ ،‬فهي من باب المعروف‪.‬‬

‫‪ -3‬ما أخرجه الطحاوي في مشكل اآلثار من رواية طارق المحاربي أن رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم اشترى من وفد قدم إلى المدينة جمًال بآصع من تمر‪ ،‬ثم بعث إليهم في العشي تمرًا‬

‫كثيرًا ‪ ،‬وأمر أن يأكلوا حتى يشبعوا‪ ،‬ويكتالوا حتى يستوفوا"(]‪.)[86‬‬

‫وجه االستدالل بالحديث أن النبي اقترض وأعطى المقرض شيئًا زائدًا على قرضه معروفًا منه‪،‬‬
‫وهذا يدل على جواز الزيادة على القرض ما لم تكن مشروطة‪.‬‬
‫يقول ابن عبد البر معلقًا على الحديث السابق‪" :‬ففي هذا الحديث إباحة أكل طعام من له عليه‬
‫دين‪ ،‬وما كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لُي طعم ما ال يحل"(]‪ ،)[87‬ثم يقول‪ :‬وذلك كله‬
‫يدل على أنه جائز لمن له دين على رجل‪ ،‬من دين أقرضه‪ ،‬أو بيع باعه‪ ،‬أن يقبل منه ما زاد به‬
‫بطيب نفس شكرًا لها‪ ،‬وأن يأكل طعامه‪ ،‬ويقبل هديته‪ ،‬وما كان مثل ذلك كله ومثله فليس بربا"‬
‫(]‪.)[88‬‬

‫‪ -4‬قالوا بأن إعطاء الجوائز على الحسابات الجارية من باب حسن القضاء الذي أمر به اإلسالم‪،‬‬
‫فإنه يجوز للمقترض أن يرجع القرض للمقرض وأن يزيده على مبلغ القرض من غير‬
‫شرط(]‪.)[89‬‬

‫‪ -5‬إن الفقهاء نّص وا كما ذكرنا سابقًا على جواز أخذ المقرض هدية من المقترض وهو مذهب‬
‫الحنفية(]‪ ،)[90‬والشافعية(]‪ ،)[91‬وابن حزم من الظاهرية(]‪.)[92‬‬

‫قال ابن حزم‪" :‬وهدية الذي عليه الدين إلى الذي له عليه الدين حالل ‪ ،‬وكذا ضيافته إياه ما لم‬
‫يكن شيء من ذلك على شرط"(]‪.)[93‬‬

‫وهذا يدل على أن جوائز البنوك المحرمة ما كانت على شرط‪ ،‬وأما ما كانت بغير شرط فجائز‬
‫شرعًا‪.‬‬

‫وقال ابن قدامة‪ :‬فإن أقرضه مطلقًا من غير شرط‪ ،‬فقضاه خيرًا منه في القدر أو الصفة‪ ،‬أو‬
‫دونه برضاهما جاز‪ ،‬وكذلك إن كتب له في سفتجة‪ ،‬أو قضاه في بلد آخر‪ ،‬جاز‪ ،‬ورخص في ذلك‬
‫ابن عمر‪ ،‬وسعيد بن المسيب‪ ،‬والحسن‪ ،‬والنخعي‪ ،‬والشعبي‪ ،‬والزهري‪ ،‬ومكحول‪ ،‬وقتادة‪ ،‬ومالك‪،‬‬
‫والشافعي‪ ،‬وإسحاق"(]‪.)[94‬‬

‫ثم قال ابن قدامة‪ :‬وألنه لم يجعل تلك الزيادة عوضًا في القرض‪ ،‬وال وسيلة إليه‪ ،‬وال إلى‬
‫استيفاء دينه‪ ،‬فحلت كما لو لم يكن قرضًا"(]‪.)[95‬‬

‫وهذا يدل على جواز الجوائز والهدايا في البنوك اإلسالمية ألصحاب الحسابات الجارية‪.‬‬

‫‪ -6‬إن بعض الفقهاء نصوا على جواز إقراض من كان معروفًا بحسن القضاء‪ ،‬فإن النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم كان أحسن الناس قضاًء ولم يقل أحد أن إقراضه مكروه أو غير جائز(]‪.)[96‬‬

‫ووجه الداللة‪ :‬أن البنوك اإلسالمية أولى بأن تكون معروفة بحسن القضاء لبعض المودعين عن‬
‫طريق الجوائز بضوابطها‪.‬‬
‫قال الرملي‪" :‬فلو رد من اقترض لنفسه من ماله هكذا‪ ،‬أي زائدًا قدرًا أو صفة بال شرط فحسن‪،‬‬
‫ومن ثم ندب ذلك‪ ،‬ولم يكره للمقرض األخذ كقبول هديته ولو في الربوي"(]‪.)[97‬‬

‫قال السرخسي‪" :‬وعن عطاء رحمه اهلل أن ابن الزبير رضي اهلل عنه‪ ،‬كان يأخذ بمكة الورق من‬
‫التجار فيكتب لهم إلى البصرة وإلى الكوفة‪ ،‬فيأخذون أجود من ورقهم‪.‬‬

‫قال عطاء‪ :‬فسألت ابن عباس رضي اهلل عنه عن أخذهم أجود من ورقهم‪ ،‬فقال‪ :‬ال بأس بذلك‬
‫ما لم يكن شرطًا‪ ،‬وبه نأخذ فنقول‪ :‬المنهي عنه هي المنفعة المشروطة‪ ،‬أما إذا لم تكن مشروطة‬
‫فذلك جائز‪ ،‬ألنه مقابلة اإلحسان باإلحسان‪ ،‬إنما جزاء اإلحسان اإلحسان‪ ،‬وكذلك قبول هديته‬
‫وإجابة دعوته‪ ،‬ال بأس به إذا لم يكن مشروطًا"(]‪.)[98‬‬

‫الترجيح‪:‬‬

‫بعد استعراض آراء الفقهاء وأدلتهم في حكم الجوائز والهدايا التي تقدمها البنوك اإلسالمية‬
‫ألصحاب الحسابات الجارية‪ ،‬أرى أن القول بجواز هذه الجوائز هو األولى بالصواب‪ ،‬لالعتبارات‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬أن األدلة التي استدل بها المانعين تحمل على اشتراط الزيادة عند االقتراض‪ ،‬وهذا ما دلت‬
‫عليه نصوص الفقهاء‪.‬‬

‫يقول ابن عبد البر‪" :‬ونص اإلجماع أن من اشترط شيئًا من ذلك _أي الزيادة على القرض _ فهو‬
‫ربا‪ ،‬فكان الوجه األول من الحالل البين‪ ،‬والوجه اآلخر من الحرام البين"(]‪.)[99‬‬

‫ثانيًا‪ :‬إن الذين قالوا بالتحريم بنوا حكمهم على اعتبار تكييف الحسابات الجارية بأنها قروض‬
‫بالمنظور الفقهي وأجروا عليها أحكام القرض المحض‪ ،‬وهذا التكييف للحساب الجاري غير‬
‫ُم سّلم‪ ،‬فقد خالفه كما بينا الكثير من العلماء‪ ،‬وقد سبق وبينا أنها وإن كانت قرضًا إال أنها ال‬
‫تتمحض قرضًا‪ ،‬بحيث ينطبق عليها كل أحكام القرض التي قررها الفقهاء‪ ،‬ولذا فإن هذه الجوائز‬
‫ليست زيادة على القرض وإنما هي من باب البّر واإلحسان‪ ،‬فالحساب الجاري ال يتمحض قرضًا‬
‫وإن كان أقرب إلى القرض‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬إن المودع في البنك لم يقصد القرض ولم يسَع إليه من قريب أو بعيد‪ ،‬وإنما أراد حفظ‬
‫ماله‪ ،‬وتيسير تعامله بهذا المال مع غيره‪ ،‬وهذه النية يجب أن يكون لها أثر في الحكم الشرعي‬
‫إبان االجتهاد‪ ،‬طبقًا للقاعدة الفقهية‪" :‬العبرة في العقود المقاصد والمعاني ال لأللفاظ والمباني"‪،‬‬
‫والمقاصد والمعاني في هذا الموطن ال يمكن إغفالها بحال‪ ،‬وعليه فإن الجوائز على الحسابات‬
‫الجارية جائزة شرعًا‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬إن العلماء قالوا بأن عقد القرض عقد إرفاق وإحسان وقربة‪ ،‬وأن الزيادة غير المشروطة‬
‫على القرض عند الوفاء هي أيضًا من باب البر‪ ،‬واإلحسان‪ ،‬وحسن القضاء‪ ،‬ومن أولى من البنوك‬
‫اإلسالمية بحسن القضاء‪ ،‬خاصة أنها بنوك مليئة‪ ،‬وال يمنع من ذلك قضية التشابه مع البنوك‬
‫الربوية‪ ،‬أو تقليد الغرب‪ ،‬فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها‪ ،‬وهذا ليس ضابطًا لبناء‬
‫حكم فقهي ‪ ،‬وليس ضابطًا للتحريم‪ ،‬بل إن البنوك اإلسالمية أولى من غيرها بإعطاء الجوائز‬
‫وتشجيع المدخرين طالما ال يوجد نص صحيح صريح بالتحريم‪ ،‬وليس هذا من باب الربا‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬إن الذين قالوا بالتحريم استندوا إلى قاعدة‪" :‬كل قرض جر نفعًا فهو ربا"‪ ،‬وقد بينا أن‬
‫هذا الحديث لم يصّح عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد جاء بروايات متعددة‪ ،‬والدليل‬
‫إذا تطرق إليه االحتمال سقط به االستدالل‪.‬‬

‫ثم على فرض صحة هذا الحديث‪ ،‬فإننا نحتاج إلى بيان ماهّي ة المنفعة المحرمة وضابطها‪ ،‬فمن‬
‫المعروف لدى الفقهاء أن القرض ال يخلوا من منفعة للمقرض‪ ،‬حتى قال ابن حزم‪" :‬ليس في‬
‫العالم سلف إال وهو يجر منفعة‪ ،‬وذلك انتفاع السلف بتضمين ماله‪ ،‬فيكون مضمونًا _تلف أو لم‬
‫يتلف_ مع شكر المستقرض إياه وانتفاع المستقرض بمال غيره مدة ما‪ ،‬فعلى قولهم كل سلف‬
‫فهو حرام‪ ،‬وفي هذا ما فيه"(]‪.)[100‬‬

‫فالمنفعة المحرمة هي ما كانت مشروطة مقصودة عند التعاقد‪ ،‬وأما المنفعة العرضية غير‬
‫المشروطة أو الملحوظة فال مانع منها شرعًا‪.‬‬

‫ذلك أن العالقة بين المصارف اإلسالمية واألفراد‪ ،‬هي عالقة منافع متبادلة‪ ،‬فالمصارف بحاجة‬
‫إلى هذه األموال لتنميتها واستثمارها واالستفادة من عوائدها وإرجاعها‪ ،‬واألفراد بحاجة إلى‬
‫المصارف لحفظ أموالهم من الضياع والسرقة‪ ،‬وتيسير معامالتهم بها من جهة أخرى‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬إن هذه الجوائز تتم عن طريق القرعة على الحسابات‪ ،‬والذي يأخذ الجائزة‪ ،‬قد يكون‬
‫واحد من عشرة آالف‪ ،‬وهي نسبة ضئيلة جدًا ال يمكن أن نبني عليها حكمًا بالتحريم‪ ،‬ولو كان‬
‫البنك يعلن عنها قبل اإليداع‪ ،‬أو أثناء فتح الحسابات‪ ،‬طالما أن المودع لم يدخل في عملية‬
‫إقراض ربوي‪ ،‬ولم يشترط ذلك عند فتح الحساب‪.‬‬

‫سابعًا‪ :‬نص كثير من الفقهاء على جواز السفتجة وهي أن يعطي شخص ماال آلخر‪ ،‬ولآلخر مال‬
‫في بلد المعطي فيوفيه إياه ثم يستفيد أمن الطريق‪ ،‬وهو نفع متحقق من القرض للمقرض‪،‬‬
‫ومع هذا أجازه الكثير من الفقهاء(]‪.)[101‬‬

‫والقول بجواز الجوائز على الحساب الجاري ال بد له من شروط وضوابط‪ ،‬وهذه الشروط هي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تكون عن طريق القرعة‪ ،‬وليس لجميع الحسابات‪ ،‬فإن كانت لجميع الحسابات فهذا هو‬
‫الربا‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال تكون مشروطة عند اإليداع‪ ،‬بمعنى أن ال يكون هناك شرط بأن تدخل هذه الحسابات‬
‫في القرعة عند اإليداع‪ ،‬وإنما يكون دخولها بإرادة منفردة من البنك‪.‬‬

‫‪ -3‬أن ال يأخذ البنك من المودعين أية عموالت بدل الدخول في القرعة على الجوائز‪ ،‬فإن أخذ‬
‫منهم شيئًا‪ ،‬كان ذلك من قبيل القمار المحرم شرعًا‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الجوائز والهدايا التي تقدمها البنوك اإلسالمية للحسابات االستثمارية‬

‫يجوز من الناحية الشرعية إعطاء الجوائز والهدايا على حسابات االستثمار‪ ،‬وذلك أن حسابات‬
‫االستثمار تكيف على أنها مضاربة بين البنك والمودع‪ ،‬وهذه الحسابات قد تكون حسابات ألجل‬
‫وقد تكون حسابات توفير‪ ،‬وفي كلتا الحالتين فإن المصرف يستثمر هذه األموال على سبيل‬
‫المضاربة‪ ،‬فالبنك هو المضارب والمودع هو رّب المال‪ ،‬وقد أجاز العلماء للمضارب أن يعطي‬
‫الهدايا أو الجوائز لرب المال بشرطين‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن ال تكون هذه األموال من أرباح المضاربة ألنه ال يجوز للمضارب أن يتبرع بشيء من‬
‫أموال المضاربة دون إذن صاحب المال‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن ال تؤدي هذه الجوائز إلى ضمان رأس مال المضاربة‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن ال يكون من األرباح العامة للمصرف‪ ،‬ألن المودعين لهم حق في هذه األموال‪ ،‬وال‬
‫يجوز التبرع من أموالهم بغير إذنهم‪.‬‬

‫وهو رأي مجلس اإلفتاء األردني(]‪ ،)[102‬وهيئة الرقابة الشرعية للبنك اإلسالمي األردني(]‪،)[103‬‬
‫وندوة البركة لالقتصاد اإلسالمي(]‪.)[104‬‬

‫جاء في قرار ندوة البركة‪" :‬يجوز تقديم البنك جوائز إلى أصحاب حسابات االستثمار‪ ،‬ألن‬
‫أرصدة هذه الحسابات مملوكة ألصحابها‪ ،‬والبنك مضارب لهم فيها بحصته من الربح‪ ،‬على أاّل‬
‫يؤدي منح هذه الجوائز إلى ضمان رأس مال المضاربة‪ ،‬أو أي جزء منها‪ ،‬كما في حالة حدوث‬
‫خسارة‪ ،‬وذلك ألن ضمان المضارب برأس مال المضاربة ال يجوز شرعًا‪ ،‬على أن يكون دفع هذه‬
‫الجوائز من أموال البنك‪ ،‬ال من أرباح حسابات االستثمار‪ ،‬ألن المضارب ليس له التبرع من‬
‫أموال المضاربة(]‪.)[105‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حكم خدمة بطاقة الصراف اآللي وخدمة اإلنترنت المصرفية أو الهاتف‬
‫المصرفي التي تقدمها البنوك اإلسالمية لعمالئها‬

‫اعتادت المصارف اإلسالمية أن تقدم مجموعة من الخدمات لعمالئها‪ ،‬وهذه الخدمات تسهل‬
‫وصول العميل إلى حسابه‪ ،‬وإجراء عمليات التحويل‪ ،‬والسحب كبطاقة الصراف اآلتي‪ ،‬وإتاحة‬
‫وصول العميل إلى حسابه من خالل اإلنترنت‪ ،‬أو الهاتف المصرف‪ ،‬والحق أن هذه الخدمات‬
‫فيها منافع متبادلة للبنك والعميل‪ ،‬وقد يكون المنفعة للبنك فيها أكثر من العميل‪ ،‬فبطاقة‬
‫الصراف اآللي تجعل العميل يسحب من حسابه دون أن يدخل إلى فروع البنك‪ ،‬وهذا يوفر‬
‫عبء على موظفي البنك‪ ،‬وتكلفة إضافية‪ ،‬إضافة إلى تزاحم المراجعين في فروع البنك‪ ،‬وكذلك‬
‫خدمة اإلنترنت والهاتف المصرفي‪ ،‬كلها توفر جهدًا كبيرًا على المصرف‪ ،‬وكذلك العميل يستطيع‬
‫أن يسحب من رصيده دون عناء وفي أي مكان أو وقت يشاء‪.‬‬

‫والحكم الشرعي أنه يجوز للبنك أن يقدم هذه الخدمات مجانًا ودون مقابل‪ ،‬ويجوز للعميل أن‬
‫يستفيد منها‪ ،‬ذلك أنها وسيلة لوصول العميل إلى حسابه بأيسر الطرق‪ ،‬وهذا جزء من آليات‬
‫إعادة القرض إلى مالكه‪.‬‬

‫وقد جاء في مناقشات مجمع الفقه اإلسالمي ما قاله الدكتور سامي حمود‪" :‬واحتمل هنا أن‬
‫النفع المقصود بالتحريم المتبادل‪ ،‬كل قرض جر نفعًا فهو ربا‪ ،‬إنما يراد به النفع المادي المشروط‬
‫على المدين بما يؤديه للدائن‪ ،‬أما تزويد البنك عميله بكشف الحساب وصرف الشيكات له‪،‬‬
‫وتخويله حق االستفادة من خدمات الصراف اآللي مثًال‪ ،‬فإن هذه ليست نقودًا مدفوعة زيادة‬
‫عن الدين وإنما هي خدمات"(]‪.)[106‬‬

‫وهذه الخدمات التي يقدمها البنك أقرب ما تكون إلى تسهيالت استيفاء مقدمة للعمالء‪.‬‬

‫حكم الجوائز على استخدام الصراف اآلتي‪:‬‬

‫يجوز شرعًا تقديم جوائز عن طريق السحب (القرعة)‪ ،‬للذين يسحبون من الصراف اآللي في‬
‫البنوك اإلسالمية بشرطين(]‪:)[107‬‬

‫‪ -1‬أال يدفع الداخلون في السحب‪ ،‬أو ُي خصم من حساباتهم أي مبالغ مقابل االشتراك في‬
‫السحب‪ ،‬ألن ذلك يعد قمارًا ‪.‬‬

‫‪ -2‬أال تزيد عمولة السحب خالل المدة التي يتم السحب خاللها عن العمولة العادية"‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حكم خدمة دفتر الشيكات التي يعطيها البنك للعميل‬

‫تقوم البنوك اإلسالمية بإعطاء أصحاب الحسابات الجارية لديها دفتر شيكات‪ ،‬وكل شك منها‬
‫هو وسيلة لتمكين العميل من حوالة شخص آخر على حسابه في البنك‪ ،‬ليستوفي منه بأمره‬
‫مبلغًا معينًا‪ ،‬حيث يمّكن دفتر الشيكات صاحب الحساب من الوفاء بالتزاماته واحتياجاته دون‬
‫الحاجة إلى حمل النقود‪ ،‬مما يجنبه مخاطر السرقة والضياع ألمواله‪.‬‬

‫ويمكن القول بأن صاحب الحساب الجاري ينتفع من دفتر الشيكات بمنافع متعددة منها(]‪:)[108‬‬
‫‪ -1‬األمان‪ :‬ألن ضياع الشيك أو سرقته أو تزييفه ال يعرض صاحب األموال لخطر ضياع أمواله‬
‫فهي مضمونة على البنك‪.‬‬

‫‪ -2‬أنه يقدم طريقة اقتصادية لدفع االلتزامات تغني عن حمل النقود ال سيما في المبالغ الكبيرة‪.‬‬

‫‪ -3‬أنه إثبات الستالم القابض للنقود يغني عن السندات‪ ،‬والمعتاد أن تحتفظ البنوك بالشيكات‬
‫بعد دفع مبالغها‪ ،‬ولكن بعض البنوك تقوم بتسليمها إلى صاحب الحساب لالحتفاظ بها‪.‬‬

‫الحكم الشرعي لخدمة دفتر الشيكات التي يعطيها البنك للعميل‪:‬‬

‫تحرير محل النزاع‪:‬‬

‫يتفق الفقهاء المعاصرون على جواز إصدار دفتر الشيكات للعمالء مقابل عمولة‪ ،‬ويجوز للعميل‬
‫االنتفاع بها‪ ،‬ألنها حينئٍذ تأخذ حكم اإلجازة‪.‬‬

‫وإن كانت بدون مقابل فقد اختلف فيها العلماء على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أنه يجوز لصاحب الحساب الجاري االنتفاع بدفتر الشيكات بدون مقابل(]‪،)[109‬‬
‫وهو رأي هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية(]‪ ،)[110‬وهيئة الرقابة‬
‫الشرعية لبنك البالد(]‪.)[111‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه يكره االنتفاع بدفتر الشيكات بدون مقابل(]‪.)[112‬‬

‫األدلة التي استدل بها كل من الفريقين‪:‬‬

‫استدل أصحاب القول األول بما يأتي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬أن هذه المنافع يستفيد منها الطرفان‪ ،‬العميل والبنك‪ ،‬وربما تكون مصلحة البنك فيها‬
‫غالبة‪ ،‬بل أساسية‪ ،‬وذلك أنه بإصدار الشيكات‪ ،‬يخفض البنك من نسبة التكاليف وعدد‬
‫الموظفين الذين يحتاجهم في القيام بأعماله مثل تحرير أوامر السحب النقدي وتنفيذها‪،‬‬
‫وتحرير المستندات التي يسحب بها العميل بعض ماله أول كله‪ ،‬واستخدام الشيك يوفر عليه‬
‫كل ذلك‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬إن المنفعة التي يحصل عليها صاحب الحساب الجاري المقرض من هذا النظام دون مقابل‬
‫ليست منفعة منفصلة عن القرض‪ ،‬بل هي وسيلة لوفاء المصرف للقروض التي اقترضها حيث‬
‫إنه مطالب بسداد القروض لكل مقرض متى طلب ذلك(]‪.)[113‬‬

‫أدلة أصحاب القول الثاني‪:‬‬


‫استدل القائلون بكراهة انتفاع صاحب الحساب لجاري بدفتر الشيكات بما يأتي‪:‬‬

‫أن المنفعة التي يحصل عليها صاحب الحساب الجاري من دفتر الشيكات وبطاقة الصراف اآللي‬
‫دون مقابل أمر مكروه ألن هذه الخدمة تكلف المصرف أمواًال‪ ،‬وذات منفعة متقومة بدليل أن‬
‫بعض المصارف يتقاضون عنها أجورًا ‪ ،‬فتصير هذه المعاملة من األمور المتشابهات‪ ،‬لقول النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬الحالل بين والحرام بين‪ ،‬وبين ذلك أمور مشبهات‪ ،‬ال يعلمهن كثير من‬
‫الناس‪ ،‬فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه»(]‪.)[114‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن النبي صلى اهلل عليه وسلم كره لنا التعامل بالشبهات‪ ،‬ألنها في نهاية المطاف‬
‫توقعنا في المحرمات‪ ،‬وأرشدنا إلى تركها واالبتعاد عنها‪ ،‬وعلى ذلك جرى بناء الحكم عليها‬
‫بالكراهية(]‪.)[115‬‬

‫ويرد على هذا االستدالل بما يأتي(]‪:)[116‬‬

‫أوًال‪ :‬ألن تبرع المصرف بقيمة الخدمة الخدمة ال يرتب على العميل أي قيود في سحب بعض‬
‫أمواله أو كلها من المصرف في أي وقت يشاء‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬إن الخدمة التي يحصل عليها العميل بالمجان من جراء تعامله بهذا النوع من اإليداعات‬
‫ليست منفعة منفصلة عن القرض‪ ،‬بل هي أسلوب من أساليب استرداد الدائن ماله بصورة‬
‫ميسرة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬ارتباط زمن بذل الخدمة بزمن القرض ارتباطًا قهريًا ال يمكن فكه أو تفاديه بتقديم أو‬
‫تأخير زمن بذل الخدمة عن زمن القرض‪ ،‬ألن الخدمة التي يتبرع المصرف بقيمتها تقوم على‬
‫خدمة القرض ذاته‪ ،‬فال يتصور وجود الخدمة بغير وجود مخدومها‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬أن المصرف منتفع بهذا النظام بل إن منفعته أصلية ومنفعة العميل فرعية‪.‬‬

‫الترجيح‪:‬‬

‫إن دفتر الشيكات الذي يصدره البنك ألصحاب الحسابات الجارية فيه منافع متبادلة بين البنك‬
‫(المقترض) والعميل (المقرض)‪ ،‬فالبنك يحقق لنفسه منافع متعددة‪ ،‬من توفير الوقت والجهد‬
‫الذي يبذله موظفيه‪ ،‬والعميل كذلك يحقق لنفسه منافع متعددة سبق ذكرها‪ ،‬فالمنفعة ال تخص‬
‫المقرض بل ينتفعان بها جميعًا‪ ،‬فهي منفعة مشتركة ين الطرفين‪ ،‬وفي الفقه اإلسالمي نظائر‬
‫لذلك‪ ،‬منها مسألة السفتجة وإقراض مال اليتيم وغيره من المنافع التي أجازها العلماء‪ ،‬ولذا فإن‬
‫إصدار دفتر الشيكات وانتفاع العميل به بدون مقابل جائز شرعًا‪ ،‬واهلل تعالى أعلم‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حكم خدمة تحصيل شيكات العميل المسحوبة على بنوك أخرى ووضعها في‬
‫حساب العميل‬

‫من الخدمات التي يقدمها البنك لعمالئه تحصيل شيكات العمالء المسحوبة لهم على بنوك أخرى‬
‫ووضعها في حسابات العمالء لديها‪ ،‬وحقيقة هذه المعاملة أنها توكيل من صاحب الحساب‬
‫للبنك في استيفاء حقه من البنك المسحوب عليه الشيك‪ ،‬وعندما يقوم البنك بتحصيل هذه‬
‫الشيكات ووضعها في حساب العميل فإنه يوفر على العميل الجهد والوقت في تحصيل الشيك‪،‬‬
‫ومن حق البنك أن يطلب أجرًا من عميله على هذه الخدمة‪ ،‬لكن البنك عادة يقدم هذه الخدمة‬
‫مجانًا للحصول على هذه األموال لالستفادة منها في أعماله ألنها ستكون لديه في حساب‬
‫العميل والبنوك عادة تسعى الستقطاب األموال مما يقوي مركزها المالي‪ ،‬فالبنك يقدم هذه‬
‫الخدمة للعمالء لينال منهم قرضًا‪ ،‬أو لينال رضا العمالء‪.‬‬

‫فهل يجوز أن يقدم البنك هذه الخدمة مجانًا ليحصل على القرض؟‬

‫اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين (]‪:)[117‬‬

‫القول األول‪ :‬يجوز للبنك أن يقدم هذه الخدمة لعمالئه مجانًا ويجوز للعميل أن يستفيد منها‪،‬‬
‫وهو ما ذهبت غليه هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية(]‪ ،)[118‬وهيئة‬
‫الرقابة الشرعية لبنك البالد(]‪ ،)[119‬والكثير من المحدثين‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ال يجوز للبنك أن يقدم هذه الخدمة لعمالئه مجانًا وال يجوز للعميل أن يستفيد‬
‫منها(]‪ ،)[120‬وهو ما ذهب إليه الدكتور عبد اهلل الربعي(]‪.)[121‬‬

‫األدلة التي استدل بها كل من الفريقين‪:‬‬

‫استدل أصحاب القول األول‪ :‬بأن هذه الخدمة من المنافع المتبادلة بين الطرفين‪ ،‬فالبنك استفاد‬
‫باقتراض المبلغ الذي قام بتحصيله للعميل‪ ،‬والعميل انتفع بتحصيل أمواله من مدينه األول‬
‫ووضعه لدى مدينه الثاني (البنك الذي يتعامل معه) ليكون تحت تصرفه في أي وقت شاء‪ ،‬وال‬
‫يوجد مانع شرعي من ذلك‪ ،‬ألن هذه الخدمة من لوازم اإليفاء واالستيفاء للحسابات في البنوك‪.‬‬

‫واستدل أصحاب القول الثاني‪ :‬بأن البنك لم يحصل الشيك إال ألجل اقتراضه‪ ،‬والعميل انتفع‬
‫بتحصيل ماله من دين له على الغير بدون مقابل وهذا من باب القرض الذي جر نفعًا وهو حرام‪.‬‬

‫الترجيح‪:‬‬

‫أرى أنه ال مانع شرعًا من تقديم هذه الخدمة من قبل البنوك اإلسالمية‪ ،‬ويجوز للعميل االنتفاع‬
‫منها ألنها من لوازم فتح الحساب في البنوك اإلسالمية‪ ،‬وذلك أن أهم لوازم الحساب ما يتعلق‬
‫بالوفاء واالستيفاء ألموال العمالء وتحصيل شيكات العميل هي من هذا القبيل‪ ،‬ويمكن تخريج‬
‫هذه المسألة على أن خدمة القرض وكلفته تكون على المقترض‪ ،‬وهي نظير ما لو قلت لفالن‪:‬‬
‫"اذهب وخذ مالي من فالن ليكون عندك قرضًا"‪ ،‬وذهابه إلى فالن له تكلفة مالية وهي على‬
‫المقترض وليس المقرض‪ ،‬طبقًا للقاعدة الشرعية‪" :‬أن مؤونة قبض ورد كل عين تلزم من تعود‬
‫إليه منفعة قبضها"(]‪ ،)[122‬والمنفعة هنا عائدة على المقترض وحده‪ ،‬والقرض عقد إحسان‬
‫وقربة‪ ،‬والمحسن ال يكلف مؤنة إحسانه شيئًا‪ ،‬فما على المحسنين من سبيل‪ ،‬وهذا ما نص عليه‬
‫الفقهاء‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬حكم خدمة كشف الحساب التي يمنحها البنك لعمالئه‬

‫يعرف كشف الحساب بأنه عبارة عن وثيقة يقدمها البنك لعمالئه كلما طلبوا ذلك‪ ،‬تبين مقدار‬
‫رصيد العميل وحركات السحب واإليداع التي يجريها العميل على حسابه‪.‬‬

‫وخدمة كشف الحساب من الخدمات النافعة للطرفين‪ ،‬البنك والعميل‪ ،‬فهي نافعة للعميل من‬
‫جهة أنها تمكنه من االطالع على حسابه والحركات التي تمت عليه‪ ،‬وتجعله يطمئن على سالمة‬
‫اإلجراءات المصرفية التي نفذها البنك على حسابه في الفترة السابقة لكشف الحساب أو الفترة‬
‫التي يشملها الكشف‪ ،‬وبهذا تبرأ ذمة البنك من المسؤولية تجاه عميله(]‪.)[123‬‬

‫وال خالف في أن البنك يجوز له أن يقدم هذه الخدمة مقابل عوض مالي‪ ،‬ال سيما عندما يطلب‬
‫العميل كشفًا مفصًال بجميع حركات الحساب‪ ،‬وهو ما تقوم به الكثير من البنوك اإلسالمية‪ ،‬وإنما‬
‫الخالف فيما إذا قدم البنك هذه الخدمة مجانًا بدون مقابل‪.‬‬

‫فقد اختلف فيها المعاصرون على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أنه يجوز للبنك أن يقدم هذه الخدمة مجانًا بدون مقابل ويجوز للعميل أن‬
‫يستفيد منها‪ ،‬وحجتهم أن هذه وسيلة لوصول العميل إلى دينه واالطالع عليه‪ ،‬وهذا جائز‬
‫شرعًا‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه ال يجوز للبنك أن يقدم هذه الخدمة مجانًا‪ ،‬ألن هذه الخدمة ذات تكلفة مالية‬
‫على البنك وتقديمها بدون مقابل يعتبر من باب القرض الذي جر نفعًا للعميل وهو محرم‬
‫شرعًا(]‪.)[124‬‬

‫والذي أراه أنه ال حرج على البنك أو العميل أن تكون هذه الخدمة مجانية‪ ،‬ألنها وسيلة ألن‬
‫يطلع العميل على حسابه أو مقدار دينه الذي على البنك‪ ،‬أو جواب البنك لعميله عند سؤاله عن‬
‫مقدار رصيده وما جرى عليه من حركات‪.‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬حكم الخدمات المعنوية التي يقدمها البنك لكبار عمالئه‬
‫جرت عادة الكثير من البنوك أن تقدم لكبار عمالئها خدمات معنوية خاصة مثل خدمة الصاالت‬
‫الخاصة وخدمة مواقف السيارات وغيرها‪.‬‬

‫والحكم الشرعي في هذه الخدمات أنه ال مانع منها شرعًا ألنها خدمات معنوية وليس فيها‬
‫زيادة مادية على القرض‪ ،‬جاء في ندوة البركة‪" :‬ال مانع شرعًا من تخصيص كبار المتعاملين مع‬
‫البنك بمعاملة متميزة كتخصيص صاالت لالستراحة‪ ،‬وتقديم القيافة والهدايا لهم‪ ،‬إذا لم ُي خص‬
‫أصحاب الحسابات الجارية بذلك"(]‪.)[125‬‬

‫وجاء في فتوى بنك البالد‪" :‬يجوز للبنك أن يقدم لعمالء الحسابات الجارية ما كان من قبيل‬
‫األمور المعنوية‪ ،‬أو الخدمات المتعلقة بفتح الحساب‪ ،‬أو إيفاء العمالء‪ ،‬وذلك مثل الشيكات‬
‫وبطاقات الصراف‪ ،‬وغرف االستقبال واالهتمام بالعميل"(]‪.)[126‬‬

‫وجاء في المعايير الشرعية‪" :‬يجوز للمؤسسة بذل الخدمات التي تتعلق بالوفاء واالستيفاء‬
‫ألصحاب الحسابات الجارية بمقابل أو بدون مقابل‪ ،‬كدفاتر الشيكات وبطاقات الصراف اآللي‬
‫ونحوها‪ ،‬وال مانع من أن تميز المؤسسة بين أصحاب الحسابات الجارية فيما يتعلق بجانب‬
‫اإليداع والسحب‪ ،‬كتخصيص غرف الستقبال أصحاب الحسابات أو أن تميزهم بنوع من‬
‫الشيكات"(]‪.)[127‬‬

‫النتائج والتوصيات‬

‫بعد البحث في ماهية الحسابات الجارية‪ ،‬والمزايا التي تقدمها البنوك اإلسالمية ألصحابها‪،‬‬
‫واستعراض آراء الفقهاء وأدلتهم‪ ،‬توصلت إلى النتائج اآلتية‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬الحسابات الجارية في البنوك اإلسالمية هي قروض بالمنظور الفقهي‪ ،‬إال أنه ينبغي أن ال‬
‫يجري فيها كل أحكام القرض في الفقه اإلسالمي كونها ال تتمحض قرضًا‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬حسابات االستثمار لدى البنوك اإلسالمية تكيف على أنها مضاربة وتجري فيها جميع‬
‫أحكام المضاربة في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬يجوز تقديم الجوائز والهدايا ألصحاب الحسابات الجارية بالشروط والضوابط الشرعية‬
‫المبينة في البحث‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬البنوك اإلسالمية أولى من غيرها بحسن الوفاء‪ ،‬وينبغي أن تتخذ من اإلجراءات‬
‫المصرفية ما يشجع الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ومن ذلك الهدايا والجوائز بضوابطها‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬يجوز تقديم الهدايا والجوائز ألصحاب حسابات االستثمار في البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫سادسًا‪ :‬يجوز للبنوك اإلسالمية أن تقدم لعمالئها خدمة بطاقة الصراف اآللي‪ ،‬وخدمة اإلنترنت‬
‫المصرفية أو الهاتف المصرفي مجانًا‪ ،‬ويجوز لعمالء البنوك اإلسالمية االنتفاع من هذه‬
‫الخدمات‪.‬‬

‫سابعًا‪ :‬يجوز للبنوك اإلسالمية أن تقدم لعمالئها خدمة دفتر الشيكات مجانًا ويجوز للعمالء‬
‫االنتفاع منها‪.‬‬

‫ثامنًا‪ :‬يجوز للبنوك اإلسالمية أن تقدم لعمالئها جوائز على بطاقات الصراف اآللي‪.‬‬

‫تاسعًا‪ :‬يجوز للبنوك اإلسالمية أن تقدم لعمالئها خدمة تحصيل الشيكات مجانًا ويجوز للعمالء‬
‫االنتفاع منها‪.‬‬

‫عاشرًا ‪ :‬يجوز للبنوك اإلسالمية تقديم خدمة كشف الحساب مجانًا ويجوز للعمالء االنتفاع منها‪.‬‬

‫حادي عشر‪ :‬يجوز للبنوك اإلسالمية أن تقدم لعمالئها خدمات معنوية مثل الصاالت الخاصة‬
‫وخدمة كبار العمالء وغيرها‪.‬‬

‫(*) بحث مقدم إلى مؤتمر (المزايا التي يمنحها المصرف لعمالء الحساب الجاري وغيره من‬
‫الحسابات األخرى من المنظور الشرعي)‪ ،‬مجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة التعاون‬
‫اإلسالمي‪2017 ،‬م‪.‬‬

‫الهوامش‬

‫(]‪ )[1‬قرار مجلس مجمع الفقه اإلسالمي رقم (‪/90/3‬د‪ )9‬في دورة مؤتمره التاسع بأبي ظبي‬
‫بدولة اإلمارات العربية المتحدة من ‪1‬إلى‪ 6‬ذي القعدة (‪1415‬هـ) الموافق ‪6-1‬إبريل ‪1995‬م‪،‬‬
‫انظر‪ :‬منظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ج‪1‬ص‪.931‬‬

‫(]‪ )[2‬انظر‪ :‬هيئة المحاسبة الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المعايير الشرعية‪ ،‬المعيار‬
‫رقم (‪ ،)19‬القرض‪ ،‬ص‪.326‬‬

‫(]‪ )[3‬انظر‪ :‬قرارات وتوصيات ندوة البركة لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬ندوة البركة الثالثة والعشرين‪،‬‬
‫مكة المكرمة‪6 ،‬و‪ 7‬رمضان‪11 ،‬و‪ /12‬تشرين ثاني (نوفمبر) ‪2002‬م‪ ،‬قرار رقم ‪ ،23/2‬الجوائز‬
‫على أنواع الحسابات المصرفية‪ ،‬إعداد‪ :‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬ط‪1431 ،1‬هـ‪2010-‬م‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫(]‪ )[4‬في قرارها رقم (‪ ،)17‬في جلستها الخامسة عشرة بعد المائة المنعقدة يوم األحد‬
‫‪3/2/1426‬هـ‪ ،‬الموافق ‪13/3/2005‬م في مدينة الرياض‪.‬‬

‫(]‪ )[5‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ج‪ ،1‬ص‪.931‬‬

‫(]‪ )[6‬انظر‪ :‬المعايير الشرعية‪ ،‬ص‪.326‬‬

‫(]‪ )[7‬قرار فتوى الهيئة الشرعية لبنك البالد رقم (‪.)17‬‬

‫(]‪ )[8‬سراج‪ ،‬محمد أحمد‪ ،‬النظام المصرفي اإلسالمي‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1410‬هـ‪1989-‬م‪ ،‬ص‪.87‬‬

‫(]‪ )[9‬وال يضمنها إال بالتعدي أو التقصير‪ ،‬كذلك ال يجوز للبنك استثمارها إال بإذن صاحبها‪،‬‬
‫ويجوز له أخذ األجرة عليها من العمالء‪.‬‬

‫(]‪ )[10‬انظر كتاب‪ :‬الودائع المصرفية النقدية واستثمارها في اإلسالم‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬ط‪ ،1‬جدة‪،‬‬
‫‪1983‬م‪ ،‬ص(‪.)236‬‬

‫(]‪ )[11‬انظر بحثه‪ :‬التكييف الفقهي للحساب الجاري (وديعة‪ ،‬قرض‪ ،‬مضاربة) مجلة دراسات‬
‫اقتصادية إسالمية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬المجلد الثامن‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫(]‪ )[12‬فهمي‪ ،‬حسين كامل‪ ،‬الودائع المصرفية حسابات المصارف‪ ،‬بحث مقدم لمجمع الفقه‬
‫اإلسالمي الدولي‪ ،‬الدورة التاسعة‪ ،‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ج‪ ،1‬ص‪.694-693‬‬

‫(]‪ )[13‬انظر كتابه‪ :‬المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،1‬دار أسامة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ص‪.261‬‬

‫(]‪ )[14‬مركز الدراسات الفقهية واالقتصادية‪ ،‬موسوعة فتاوى المعامالت المالية للمصارف‬
‫والمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬بإشراف د‪ .‬علي جمعة محمد‪ ،‬محمد احمد سراج‪ ،‬أحمد جابر‬
‫بدران‪ ،‬ط‪ ،1‬دار السالم للطباعة والنشر والترجمة والتوزيع‪2010 ،‬م‪ ،‬ج‪/12‬ص‪.29‬‬

‫(]‪ )[15‬انظر كتابه‪ :‬ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي وتطبيقاتها المعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن ‪2010‬م ص‪.125-124‬‬

‫(]‪ )[16‬انظر‪ :‬العمراني‪ ،‬عبد اهلل بن محمد‪ ،‬الحساب الجاري‪ ،‬العالقة المصرفية واآلثار الشرعية‪،‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات الشرعية‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جمادى األولى‪1434 ،‬هـ‪ ،‬ص(‪ ،)18‬الجندي‪،‬‬
‫التعامل المالي والمصرفي المعاصر ص‪.146‬‬
‫(]‪ )[17‬السالوس‪ ،‬علي‪ ،‬حكم ودائع البنوك وشهادات االستثمار في الفقه اإلسالمين قصر الكتب‪،‬‬
‫بدون طبعة وتاريخ‪ ،‬ص(‪ )57‬وص(‪.)65‬‬

‫(]‪ )[18‬نقابة المحامين األردنيين‪ ،‬المذكرات اإليضاحية للقانون المدني األردني ‪2000‬م ج‪،2‬‬
‫ص‪.607‬‬

‫(]‪ )[19‬انظر‪ :‬الجنيدي‪ ،‬محمد الشحات‪ ،‬التعامل المالي والمصرفي من منظور إسالمي‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪112-111‬م‪.‬‬

‫(]‪ )[20‬العثماني‪ ،‬محمد تقي الدين‪ ،‬بحوث في قضايا فقهية معاصرة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪2011‬م‪ ،‬ص‪330‬‬

‫(]‪ )[21‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب فرض الخمس‪ ،‬باب بركة الغازي في ماله حيًا وميتًا مع‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم ووالة األمر‪ ،‬حديث رقم ‪.3129‬‬

‫(]‪ )[22‬بخضر‪ ،‬محمد بن سالم بن عبد اهلل‪ ،‬التكييف الفقهي للخدمات المصرفية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪2013 ،‬م‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫(]‪ )[23‬انظر‪ :‬األمين‪ ،‬حسن عبد اهلل‪ ،‬الودائع المصرفية النقدية واستثمارها في اإلسالم‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار الشروق‪ ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السورية‪ ،‬ص‪.232‬‬

‫(]‪ )[24‬العثماني‪ ،‬بحوث في قضايا فقهية معاصرة‪.339 ،‬‬

‫(]‪ )[25‬حطاب‪ ،‬كمال توفيق محمد‪ ،‬التكييف الفقهي للحساب الجاري (وديعة قرض‪ ،‬مضاربة)‪،‬‬
‫مجلة دراسات اقتصادية إسالمية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬ص‪ 45‬التكييف الفقهي للحساب‬
‫الجاري ص‪.45‬‬

‫(]‪ )[26‬بخضر‪ ،‬التكييف الفقهي للخدمات المصرفية‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫(]‪ )[27‬بخضر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫(]‪ )[28‬انظر‪ :‬مركز الدراسات الفقهية واالقتصادية‪ ،‬موسوعة فتاوى المعامالت المالية ج‪/12‬‬
‫ص‪ ،29‬إسماعيل‪ ،‬عمر مصطفى جبر‪ ،‬ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي وتطبيقاتها‬
‫المعاصرة ط‪ ،1‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪ ،125-124‬ص‪.125-124‬‬

‫(]‪ )[29‬انظر‪ :‬الجندي‪ ،‬التعامل المالي والمصرفي المعاصر‪ ،‬ص‪.146‬‬

‫(]‪ )[30‬الجندي‪ ،‬التعامل المصرفي المعاصر‪ ،‬ص‪.146‬‬


‫(]‪ )[31‬صحيح البخاري (‪ ،)3/81‬كتاب البيوع‪ ،‬باب شراء المملوك الحربي وهبته وعتقه‪ ،‬برقم‬
‫(‪.)221‬‬

‫(]‪ )[32‬ابن القيم‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية‪ ،‬زاد المعاد في هدي خير العباد‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬شعيب األرناؤوط وآخرون‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1418 ،3‬هـ‪1998/‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.368‬‬

‫(]‪ )[33‬المغني ‪.5/49‬‬

‫(]‪ )[34‬اإلمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي‪ ،‬موطأ اإلمام مالك‪ ،‬تحقيق أحمد فؤاد‬
‫عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪1406 ،‬هـ_‪1985‬م‪ ،‬ص(‪.)691‬‬

‫(]‪ )[35‬انظر‪ :‬قحف‪ ،‬منذر‪ ،‬ضمان الودائع في المصارف اإلسالمية في األردن‪ ،‬بحث مقدم‬
‫لمؤسسة ضمان الودائع في المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬تشرين الثاني (نوفمبر)‪ ،2005 ،‬ص‪-21‬‬
‫‪.22‬‬

‫(]‪ )[36‬القحطاني‪ ،‬فواز محمد علي فارع‪ ،‬القواعد الضوابط الفقهية المؤثرة في المعامالت‬
‫المصرفية اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪2013 ،‬م‪ ،‬ج‪1‬ص‪.308‬‬

‫(]‪ )[37‬انظر‪ :‬القحطاني‪ ،‬القواعد والضوابط الفقهية المؤثرة في المعامالت المصرفية‬


‫اإلسالمية‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪.309-308‬‬

‫(]‪ )[38‬قرارات الهيئة الشرعية لبنك البالد‪ ،‬قرار رقم (‪ )17‬بشأن الضوابط الشرعية للحسابات‬
‫الجارية‪.‬‬

‫(]‪ )[39‬قرار رقم (‪ )53‬حكم الجوائز التي تعطى من البنك اإلسالمي وفق آلية معينة بتاريخ‬
‫‪8/8/1422‬هـ‪ ،‬الموافق ‪24/10/2001‬م‪ ،‬انظر‪ :‬دائرة اإلفتاء العام‪ ،‬قرارات مجلس اإلفتاء‬
‫والبحوث والدراسات اإلسالمية‪ ،‬المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬ص‪.137-136‬‬

‫(]‪ )[40‬خالل مناقشته في مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬مجلة المجمع‪ ،‬العدد ‪ 9‬ج‪ 1‬ص‪.922‬‬

‫(]‪ )[41‬خالل مناقشاته في مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬انظر‪ :‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي العدد ‪9‬‬
‫ج‪ 1‬ص‪.910‬‬

‫(]‪ )[42‬ندوة البركة الثالثة والعشرون‪ ،‬مكة المكرمة‪/7-6 ،‬رمضان‪11 ،‬و‪/12‬تشرين الثاني‬
‫(نوفمبر)‪2002/‬م‪ ،‬قرار رقم ‪ ،23/2‬الجوائز على أنواع الحسابات المصرفية‪ ،‬انظر‪ :‬قرارات‬
‫وتوصيات ندوة البركة لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬إعداد‪ :‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬ط‪ ،1‬مجموعة البركة‬
‫المصرفية‪1431 ،‬هـ‪2010-‬م‪ ،‬ص‪.177-176‬‬
‫(]‪ )[43‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المعايير الشرعية‪ ،‬المعيار رقم‬
‫‪ ،19‬القرض‪ ،10/2 ،‬جوائز القرض‪ ،‬ص‪.326‬‬

‫(]‪ )[44‬قرار هيئة الرقابة الشرعية رقم (‪ )17‬لبنك البالد في جلستها الخامسة عشرة بعد المائة‬
‫المنعقدة يوم األحد ‪3/2/1426‬هـ الموافق ‪13/3/2005‬م في مدينة الرياض‪.‬‬

‫(]‪ )[45‬قرار رقم (‪ )53‬حكم الجوائز التي تعطى من البنك اإلسالمي وفيه آلية معينة بتاريخ‬
‫‪8/8/1422‬هـ‪ ،‬الموافق ‪24/10/2001‬م‪.‬‬

‫(]‪ )[46‬فتوى هيئة الرقابة الشرعية للبنك اإلسالمي األردني‪ ،‬فتاوى الجوائز‪ ،‬فتوى رقم ‪،1‬‬
‫انظر‪ :‬البنك اإلسالمي األردني‪ ،‬الفتاوى الشرعية ‪1438‬هـ_‪2017‬م‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.45‬‬

‫(]‪ )[47‬ندوة البركة الثالثة والعشرين‪ ،‬مكة المكرمة ‪6‬و‪ 7‬رمضان ‪1433‬هـ‪11 ،‬و‪/12‬تشرين‬
‫ثاني (نوفمبر) ‪2002‬م قرار رقم ‪ ،23/2‬انظر قرارات وتوصيات ندوة البركة لالقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬إعداد‪ :‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬ط‪ ،1‬مجموعة البركة المصرفية‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪1431 ،‬هـ_‪2010‬م‪ ،‬ص‪.176‬‬

‫(]‪ )[48‬قرار رقم (‪ :)53‬الجوائز التي تعطى من اإلسالمي وفق آلية معينة بتاريخ‬
‫‪8/8/1422‬هـ الموافق ‪24/10/2001‬م‪ ،‬انظر‪ :‬دائرة اإلفتاء العام‪ ،‬قرارات مجلس اإلفتاء‬
‫ص‪.137‬‬

‫(]‪ )[49‬المعيار الشرعي رقم (‪ )19‬بعنوان (القرض) الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة‬
‫للمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫(]‪ )[50‬انظر مجلة مجمع الفقه اإلسالمي العدد ‪ 9‬ج‪ 1‬ص‪.910‬‬

‫(]‪ )[51‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ 9‬ج‪ 1‬ص‪.910‬‬

‫(]‪ )[52‬قرار رقم (‪ )17‬للهيئة الشرعية لبنك البالد بعنوان‪ :‬الضوابط الشرعية للحسابات‬
‫الجارية‪.‬‬

‫(]‪ )[53‬موقع إسالم ويب‪ ،‬التابع إلدارة الدعوة واإلرشاد الديني بوزارة األوقاف والشؤون‬
‫الدينية بدولة قطر‪ ،‬فتوى رقم ‪.3720‬‬

‫(]‪ )[54‬خالل مناقشاته في مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬انظر‪ :‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي العدد ‪9‬‬
‫ج‪ 1‬ص‪.890‬‬

‫(]‪ )[55‬انظر‪ :‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي العدد ‪ 9‬ج‪ 1‬ص‪.890‬‬


‫(]‪ )[56‬البخاري‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن إسماعيل‪ ،‬الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد نصير بن ناصر الناصر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار طوق النجاة‪ ،‬كتاب المناقب‪ ،‬باب‪ :‬مناقب عبد اهلل بن سالم‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)3814‬ج‪5‬‬
‫ص‪.38‬‬

‫(]‪ )[57‬السالوس‪ ،‬علي بن أحمد‪ ،‬موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة واالقتصاد‪ ،‬ط‪ ،7‬قطر‪،‬‬
‫الدوحة‪ ،‬وجمهورية مصر العربية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬ومكتبة دار القرآن ص‪.215‬‬

‫(]‪ )[58‬اإلمام مالك‪ ،‬مالك بن أنس األصبحي المدني‪ ،‬المدونة الكبرى‪ ،‬تحقيق‪ :‬زكريا عميرات‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان (‪ ،)4/983‬برقم ‪.2511‬‬

‫(]‪ )[59‬ابن ماجه‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬وماجة اسم أبيه يزيد‪ ،‬سنن ابن ماجه‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ‪-‬فيصل عيسى البابي الحلبي ‪،2/813‬‬
‫برقم ‪.2432‬‬

‫(]‪ )[60‬عبد الرزاق‪ ،‬أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني‪ ،‬مصنف عبد الرزاق‪ ،‬تحقيق‪ :‬حبيب‬
‫الرحمن األعظمي‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪1403( ،2‬هـ)‪ ،‬ج‪ 8‬ص‪ ،148‬برقم‬
‫‪.14650‬‬

‫(]‪ )[61‬البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي أبو بكر‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪1424( ،3‬هـ‪2003/‬م)‪،5/573 ،‬‬
‫برقم ‪.10933‬‬

‫(]‪ )[62‬البيهقي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،5/573 ،‬برقم ‪.10933‬‬

‫(]‪ )[63‬مصنف عبد الرزاق ج‪ 8‬ص‪ ،145‬برقم ‪.14657‬‬

‫(]‪ )[64‬مصنف عبد الرزاق ج‪ 8‬ص‪ 145‬برقم ‪.14659‬‬

‫(]‪ )[65‬ابن أبي شيبة‪ ،‬عبد اهلل بن محمد بن إبراهيم أبي شيبة العبسي أبو بكر‪ ،‬المصنف في‬
‫األحاديث واآلثار‪ ،‬تحقيق‪ :‬أسامة بن إبراهيم بن محمد أبو محمد‪ ،‬دار الفاروق‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪4‬‬
‫ص‪ ،327‬برقم ‪.20689‬‬

‫(]‪ )[66‬العسقالني‪ ،‬الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني‪ ،‬بلوغ المرام‬
‫من أدلة األحكام‪ ،‬تحقيق‪ :‬سمير بن أمين الزهيري‪ ،‬دار أطلس للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬ط‪2000 ،3‬م ج‪ 2‬ص‪.29‬‬

‫(]‪ )[67‬البيهقي‪ ،‬السنن ‪ ،5/573‬برقم ‪.10933‬‬


‫(]‪ )[68‬الزيلعي‪ ،‬جمال الدين أبو محمد عبد اهلل بن يوسف بن محمد‪ ،‬نصب الراية ألحاديث‬
‫الهداية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عوامة‪ ،‬مؤسسة الريان للطباعة والنشر ‪-‬بيروت ‪-‬لبنان‪ /‬دار القبلة للثقافة‬
‫اإلسالمية ‪-‬جدة – السعودية‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪.60‬‬

‫(]‪ )[69‬الطحاوي‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬شرح مشكل اآلثار‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرناؤوط‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪1994 ،‬م‪ ،‬ج‪ 11‬ص‪.114‬‬

‫(]‪ )[70‬ابن قيم‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين الجوزية‪1411( ،‬هـ‬
‫‪1991-‬م)‪ ،‬إعالم الموقعين عن رب العالمين‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية – بيروت ج‪ 3‬ص‪.81‬‬

‫(]‪ )[71‬القرطبي‪ ،‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر النمر القرطبي‪ ،‬الكافي في‬
‫فقه أهل المدينة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أحمد ولد ماديك الموريتاني‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة الرياض الحديثة‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪1980 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.728‬‬

‫(]‪ )[72‬ابن المنذر‪ ،‬محمد بن إبراهيم‪ ،‬اإلجماع‪ ،‬تحقيق‪ :‬فؤاد عبد المنعم‪ ،‬دار المسلم للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪2004 ،1‬م ص‪.55‬‬

‫(]‪ )[73‬ابن قدامة‪ ،‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي‬
‫المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي‪ ،‬المغني‪ ،‬مكتبة القاهرة‪1388 ،‬هـ ‪1968 -‬م ج‪ 3‬ص‪.240‬‬

‫(]‪ )[74‬انظر‪ :‬الربعي‪ ،‬محمد بن عبد اهلل بن صالح‪ ،‬الخدمات المجانية من البنوك لعمالئها‬
‫وهداياها لهم في الميزان الفقهي‪ ،‬مجلة الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬مجل‬
‫النشر العلمي‪ ،‬العدد ‪ 24‬لسنة ‪ ،23‬رمضان ‪1426‬هـ ‪2008‬م‪ ،‬ص ‪.185-184‬‬

‫(]‪ )[75‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪.240‬‬

‫(]‪ )[76‬الحطاب الُّر عيني‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي‪،‬‬
‫(المتوفى‪954 :‬هـ)‪ ،‬مواهب الجليل في شرح مختصر خليل‪1412( ،‬هـ ‪1992 -‬م)‪ ،‬ط‪ ،3‬دار‬
‫الفكر ج‪ ،4‬ص‪.546‬‬

‫(]‪ )[77‬ابن مفلح‪ ،‬إبراهيم بن محمد أبو إسحاق برهان الدين‪ ،‬ت(‪884‬هـ)‪ ،‬المبدع في شرح‬
‫المقنع‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1718 ،‬هـ_‪1997‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.200-199‬‬

‫(]‪ )[78‬انظر‪ :‬السرخسي‪ ،‬شمس الدين أبو بكر محمد بن أبي سهل‪ ،‬المبسوط‪ ،‬تحقيق‪ :‬خليل‬
‫محي الدين الميس‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪1421 ،1‬ه‪2000/‬م‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.37‬‬

‫(]‪ )[79‬انظر‪ :‬الرملي‪ ،‬شمس الدين محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزة‪1404( ،‬هـ‪1984 -‬م)‪،‬‬
‫نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج‪ ،‬دار الفكر‪ -‬بيروت ج‪ ،4‬ص‪.231‬‬
‫(]‪ )[80‬انظر‪ :‬القرة داغي‪ ،‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي العدد ‪ 9‬ج‪ ،1‬ص‪.922‬‬

‫(]‪ )[81‬المائدة‪90 :‬‬

‫(]‪ )[82‬صحيح البخاري (‪ ،)3/116‬كتاب المساقاة‪ ،‬باب هل يعطى أكبر من سنة‪ ،‬برقم ‪.2392‬‬

‫(]‪ )[83‬البغوي‪ ،‬أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء (ت‪516‬هـ)‪ ،‬شرح السنة‪،‬‬
‫ط‪( ،2‬تحقيق شعيب األرنؤوط ومحمد زهير الشاويش)‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1403‬هـ ‪1983 -‬م‪ ،‬ج‪ 8‬ص‪.193‬‬

‫(]‪ )[84‬العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل الشافعي‪852( ،‬هـ‪1448 -‬م)‪ ،‬فتح الباري‬
‫شرح صحيح البخاري‪ ،‬دار المعرفة – بيروت‪.‬‬

‫(]‪ )[85‬مصنف ابن أبي شيبة ‪.269 /4‬‬

‫(]‪ )[86‬شرح مشكل اآلثار ‪.104 /11‬‬

‫(]‪ )[87‬ابن عبد البر‪ ،‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن عبد البر النمري‪ ،‬االستذكار‪ ،‬تحقيق‪ :‬سالم‬
‫محمد عطا وآخرون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪1421( ،1‬ه‪2001/‬م)‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.515‬‬

‫(]‪ )[88‬ابن عبد البر‪ ،‬االستذكار ج‪ ،6‬ص‪.515‬‬

‫(]‪ )[89‬انظر‪ :‬عامر‪ ،‬باسم أحمد‪ ،‬الجوائز‪ ،‬أحكامها الفقهية وصورها المعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النفائس‪،‬‬
‫‪1426‬هـ ‪2006-‬م‪ ،‬ص‪.1113‬‬

‫(]‪ )[90‬انظر‪ :‬السرخسي‪ ،‬المبسوط‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.37‬‬

‫(]‪ )[91‬انظر‪ :‬الرملي‪ ،‬نهاية المحتاج‪ ،‬ج‪ 5‬ص‪.75‬‬

‫(]‪ )[92‬انظر‪ :‬ابن حزم‪ ،‬علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي‪( ،‬المتوفى‪456 :‬هـ)‪،‬‬
‫المحلى باآلثار‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬بيروت ج‪ ،6‬ص‪.359‬‬

‫(]‪ )[93‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.359‬‬

‫(]‪ )[94‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.242-241‬‬

‫(]‪ )[95‬انظر‪ :‬ابن قدامة‪ ،‬المغني ج‪ ،4‬ص‪.242‬‬

‫(]‪ )[96‬انظر‪ :‬ابن قدامة‪ ،‬المغني ج‪ ،4‬ص‪.242‬‬


‫(]‪ )[97‬انظر‪ :‬الرملي‪ ،‬نهاية المحتاج ج‪ ،4‬ص‪.231‬‬

‫(]‪ )[98‬السرخسي‪ ،‬المبسوط ج‪ ،14‬ص‪.37‬‬

‫(]‪ )[99‬ابن عبد البر‪ ،‬االستذكار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.515‬‬

‫(]‪ )[100‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.361‬‬

‫(]‪ )[101‬حاشية ابن عابدين على الدر المختار ج‪ ،4‬ص‪ ،295‬والدسوقي ‪.225 / 3‬‬

‫(]‪ )[102‬قرارات مجلس اإلفتاء والبحوث والدراسات اإلسالمية‪ ،‬قرار رقم (‪ ،)53‬حكم الجوائز‬
‫التي تعطى من البنك اإلسالمي وفق آلية معينة‪ ،‬بتاريخ ‪8/8/1422‬هـ الموافق‬
‫‪24/10/2001‬م‪ ،‬ص ‪.136‬‬

‫(]‪ )[103‬فتوى هيئة الرقابة الشرعية للبنك اإلسالمي األردني‪ ،‬فتاوى الجوائز‪ ،‬فتوى رقم ‪،1‬‬
‫انظر‪ :‬البنك اإلسالمي األردني‪ ،‬الفتاوى الشرعية ‪1438‬هـ_‪2017‬م‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.45‬‬

‫(]‪ )[104‬انظر‪ :‬قرارات وتوصيات ندوة البركة لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬ندوة البركة الثالثة‬
‫والعشرين‪ ،‬مكة المكرمة‪6 ،‬و‪ 7‬رمضان‪11 ،‬و‪ /12‬تشرين ثاني (نوفمبر) ‪2002‬م‪ ،‬قرار رقم‬
‫‪ ،23/2‬الجوائز على أنواع الحسابات المصرفية‪ ،‬إعداد‪ :‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1431‬هـ‪2010-‬م‪ ،‬ص‪.176‬‬

‫(]‪ )[105‬من قرارات وتوصيات ندوة البركة الثالثة والعشرين المنعقدة في مكة المكرمة‪ ،‬من‬
‫‪/29‬شعبان‪ ،‬إلى‪2‬رمضان‪1424 /‬هـ‪ ،‬الموافق ‪/27-25‬أكتوبر‪2003/‬م‪.‬‬

‫(]‪ )[106‬انظر‪ :‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي العدد ج‪ 9‬ص‪.867‬‬

‫(]‪ )[107‬انظر‪ :‬قرارات وتوصيات ندوة البركة لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الندوة الثالثة والعشرون‪،‬‬
‫ص‪.177‬‬

‫(]‪ )[108‬القري‪ ،‬مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.725‬‬

‫(]‪ )[109‬العمراني‪ ،‬المنفعة في القرض‪ ،‬ص‪ ،461‬القري‪ ،‬الحسابات والودائع المصرفية‪ ،‬مجلة‬
‫مجمع الفقه اإلسالمي الدولي العدد ‪/9‬ج‪/1‬ص‪.735‬‬

‫(]‪ )[110‬انظر‪ :‬هيئة المحاسبة الرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المعايير الشرعية‪ ،‬المعيار‬
‫الشرعي رقم (‪ ،)19‬القرض ‪.326‬‬

‫(]‪ )[111‬قرار الهيئة الشرعية لبنك البالد رقم (‪ ،)17‬الضوابط الشرعية للحسابات الجارية‪.‬‬
‫(]‪ )[112‬انظر‪ :‬الربيعة‪ ،‬سعود بن محمد‪ ،‬تحول المصرف الربوي إلى مصرف إسالمي ج‪،1‬‬
‫ص‪.99‬‬

‫(]‪ )[113‬انظر‪ :‬القحطاني‪ ،‬القواعد والضوابط الفقهية المؤثرة في المعامالت المصرفية‬


‫اإلسالمية ج‪ ،2‬ص‪ ،872‬الربيعة‪ ،‬تحول الربوي إلى مصرف إسالمي ج‪ ،1‬ص‪200-199‬‬

‫(]‪ )[114‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب فضل من استبرأ لدينه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،20‬برقم‬
‫(‪.)52‬‬

‫(]‪ )[115‬العمراني‪ ،‬المنفعة في القرض‪ ،‬ص‪.459‬‬

‫(]‪ )[116‬العمراني‪ ،‬المنفعة في القرض‪ ،‬ص ‪ ،459‬القحطاني‪ ،‬القواعد والضوابط الفقهية المؤثرة‬
‫في المعامالت المالية المصرفية ج‪ ،2‬ص‪.873-872‬‬

‫(]‪ )[117‬الربعي‪ ،‬مجلة الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬عدد ‪ 74‬ص‪.173‬‬

‫(]‪ )[118‬انظر‪ :‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬والمعايير الشرعية‪،‬‬
‫معيار رقم (‪ )19‬القرض ص‪326‬‬

‫(]‪ )[119‬انظر‪ ،‬فتوى الهيئة الشرعية لبنك البالد رقم (‪ ،)17‬الضوابط الشرعية للحسابات‬
‫الجارية‪.‬‬

‫(]‪ )[120‬انظر‪ :‬الربعي‪ ،‬الخدمات المجانية من البنوك لعمالئها‪ ،‬وهداياها لهم في الميزان الفقهي‪،‬‬
‫مجلة الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬ص‪.173‬‬

‫(]‪ )[121‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.176‬‬

‫(]‪ )[122‬انظر‪ :‬علي حيدر خواجة أمين أفندي‪ ،‬درر الحكام شرح مجلة األحكام‪ ،‬تعريب‪ :‬فهمي‬
‫الحسني‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الجيل‪1411 ،‬هـ‪1991-‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.681‬‬

‫(]‪ )[123‬انظر‪ :‬الربعي‪ ،‬الخدمات المجانية من البنوك لعمالئها‪ ،‬مجلة الشريعة والدراسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ص‪.178‬‬

‫(]‪ )[124‬انظر‪ :‬الربعي‪ ،‬الخدمات المجانية من البنوك لعمالئها‪ ،‬مجلة الشريعة والدراسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ص‪.179‬‬

‫(]‪ )[125‬انظر‪ :‬قرارات وتوصيات ندوة البركة لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬ندوة البركة الثالثة‬
‫والعشرون‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫(]‪ )[126‬فتوى هيئة الرقابة الشرعية لبنك البالد رقم (‪ ،)17‬الضوابط الشرعية للحسابات‬
‫الجارية‪.‬‬

‫(]‪ )[127‬المعايير الشرعية‪ ،‬المعيار رقم ‪ ،19‬القرض ص‪.326‬‬

‫رقم البحث [ السابق ‪ ---‬التالي ]‬

‫التعليقات‬

‫االسم *‬

‫البريد اإللكتروني *‬

‫الدولة‬

‫األردن‬

‫عنوان التعليق *‬

‫التعليق *‬

‫أدخل الرقم الظاهر على الصورة*‬

You might also like