You are on page 1of 5

‫أنواع النشاط البنكي‬

‫﴿العمل البنكي والخدمة البنكية‬


‫ومعايير التفرقة بينهما ﴾ (‪)1‬‬

‫يكاد يتفق الفقه على أن العمل البنكي هو النشاط األصلي للبنك ‪ ،‬وأن الخدمة البنكية هي مجرد نشاط‬
‫تجاري‪ 2‬تبعي للعمل البنكي يمكن أن يقوم به أي وكيل عادي ال يحترف عمليات البنوك ‪.‬‬

‫‪ 1‬ــ العمل البنكي ‪:‬‬

‫نشير ــ أوالــ إلى أن مؤسسة االئتمان ملزمة باالحتفاظ‪ 2‬بسيولة معينة‪ ،‬وهو ما يعتبر‪ 2‬من ضمن األحكام‬
‫المتعلقة بالقواعد االحترازية التي يتعين عليها التقيد بها ‪ ،‬والمنصوص عليها في المادة ‪ 76‬من القانون‬
‫البنكي الحالي ‪ ،‬والتي جاء فيها ‪:‬‬
‫" يجب على مؤسسات االئتمان للمحافظة على سيولتها‪ 2‬ومالءتها وتوازن وضعيتها‪ 2‬المالية أن تتقيد في‬
‫صورة فردية أو مجمعة أو هما معا أو مجمعة فرعيا عند االقتضاء بالقواعد االحترازية المحددة بمناشير‬
‫يصدرها‪ 2‬والي بنك المغرب بعد استطالع رأي لجنة مؤسسات االئتمان والمتمثلة في الحفاظ على نسب‬
‫معينة ﴿‪ ، ﴾2‬وال سيما ‪:‬‬
‫ــ بين جميع أو بعض عناصر األصول وااللتزامات‪ 2‬بالتوقيع المتلقاة وجميع أو بعض عناصر الخصوم‪2‬‬
‫وااللتزامات‪ 2‬بالتوقيع المقدمة ؛ ــ بين األموال الذاتية وجميع أو بعض المخاطر‪ 2‬المتعرض لها ؛ ـــ بين‬
‫األموال الذاتية وجميع أو بعض أصناف الديون التي لها والديون التي عليها وااللتزامات بالتوقيع‪ 2‬بعمالت‬
‫أجنبية ؛ ـــ بين األموال الذاتية ومجموع‪ 2‬المخاطر التي تتعرض لها بالنسبة إلى مستفيد واحد أو مجموعة‬
‫من المستفيدين تجمع بينهم روابط‪ 2‬قانونية أو مالية تجعل منهم مجموعة ذات مصالح مشتركة " ‪.‬‬

‫ولإلشارة ‪ ،‬فالموارد التي تشكل السيولة التي يتعين على مؤسسة االئتمان االحتفاظ بها‪:‬‬
‫× جزء منها يظل احتياطيا نقديا حاضرا‬
‫× وجزء آخر تستثمره البنوك في بعض األصول‬
‫× وجزء ثالث تستثمره في األوراق‪ 2‬المالية‪ ،‬واالستثمار في القروض‪ ،‬واالشتراك‪ 2‬في تأسيس‬
‫الشركات التجارية‪ ...‬وغير ذلك ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫﴿‪ ﴾1‬ــ أنظر بتفصيل في هذا الموضوع ‪ :‬علي جمال الدين عوض ‪ ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية القاهرة ‪ 1988‬ص ‪ 595‬وما بعدها ؛ رضا عبيد ‪ ،‬القانون التجاري ‪،‬طبعة ‪ 1984‬ص ‪ 726‬وما بعدها ؛ حسن‬
‫حسني ‪ ،‬عقود الخدمات المصرفية ‪ ،‬طبعة ‪ 1986‬؛ عبد الرحمان بل الباشا ‪ ،‬الخدمات البنكية‪ 2‬من الوجهة القانونية ‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ‪ ،‬نوقشت بكلية الحقوق جامعة الحسن الثاني سنة ‪.1999‬‬
‫﴿‪ ﴾2‬ــ والمقصود بهذه النسب تلك المتعلقة بالمعامالت المشار إليها سابقا ‪ ،‬وهي ‪ :‬معامل السيولة ‪ ،‬معامل المالءة ‪،‬‬
‫ومعامل توزيع المخاطر‬

‫‪1‬‬
‫استنادا إلى كل ذلك حاول البعض تعريف العمل البنكي ‪ ،‬فعرفه الباحث عبد الرحمان بلباشا في رسالته‬
‫الجامعية " الخدمات البنكية من الوجهة القانونية " ﴿‪ ﴾3‬بأنه ‪:‬‬

‫هو أحد األنشطة التي يمارسها البنك ويدخل في باب إدارة األصول ‪ ،‬حيث يضطلع فيها بدور الدائن ‪،‬‬
‫وتتعلق بإيجاد مجاالت الستثمار موارده المالية قصد جني األرباح ‪ ،‬آخذا بعين االعتبار المحافظة على‬
‫قدر من السيولة ال ينقص عن الحد األدنى الذي حدده القانون لمعامل السيولة ‪.‬‬

‫أما األستاذ حسن حسني ‪ ،‬فقد عرف العمل البنكي في مؤلفه " عقود الخدمات المصرفية " ﴿‪ ﴾4‬بقوله أنه ‪:‬‬
‫هو أحد األنشطة التي يقوم بها البنك التجاري بقصد تحقيق الربح‪ ،‬ويتعرض عند ممارسته له لمخاطر‬
‫التجارة‪ ،‬أي أن البنك عند أدائه لهذا العمل يتعرض لخسارة جزء من أمواله‪.‬‬

‫ويوضح‪ 2‬ذلك بالقول ‪:‬‬


‫إن البنك حينما يمنح أحد عمالئه قرضا‪ 2‬بقصد تحقيق الربح ــ هذا الربح المتمثل في قيمة الفائدة عن‬
‫القرض التي سيحصلها من العميل باإلضافة إلى قيمة القرض ــ قد يتعرض لمخاطر التجارة المتمثلة في‬
‫امتناع العميل عن السداد بسبب إفالسه أو إعساره‪.‬‬

‫‪ 2‬ــ الخدمة البنكية ‪:‬‬

‫لم تعد الخدمة البنكية مجرد وسيلة الجتذاب الزبناء والمحافظة عليهم ‪ ،‬بل أضحت هدفا في حد ذاتها ال‬
‫يمكن تجاهله في خضم المنافسة الشديدة ‪ ،‬حيث صارت استراتيجية تلجأ إليها البنوك لتنمية مواردها‬
‫المالية ‪ ،‬هذه الموارد التي يعد مصدرها‪ 2‬الرئيسي هو ودائع العمالء التي يعتمد عليها البنك في مزاولة‬
‫مختلف أعماله ‪ .‬لذلك نجد بأن البنوك تتسابق لجلب هذه الودائع عن طريق المنافسة السعرية والمنافسة‬
‫غير السعرية ‪ :‬فالمنافسة السعرية تقوم على دفع معدالت فائدة أعلى للمودعين ﴿‪ ، ﴾5‬أما المنافسة غير‬
‫السعرية فتقوم على تقديم خدمات جيدة بأسعار‪ 2‬تنافسية ‪ ،‬فاألجر‪ 2‬الذي يحصله البنك عن الخدمة يكون أقل‬
‫من تكلفتها الحقيقية ‪ ،‬وذلك بغرض جلب الزبناء والمحافظة عليهم ﴿‪. ﴾6‬‬

‫وقد‪ 2‬عرف الباحث عبد الرحمان بلباشا الخدمة البنكية كما يلي (‪: )7‬‬

‫" الخدمة البنكية هي أحد األنشطة التي يمارسها البنك والتي تدخل في باب إدارة الخصوم ‪ ،‬أي تنمية‬
‫الموارد المالية للبنك ‪ ،‬وعلى الخصوص تنمية الودائع والتي يضطلع فيها بدور المدين "‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫﴿‪ ﴾3‬ــ مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 21‬‬


‫﴿‪ ﴾4‬ــ حسن حسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫﴿‪ ﴾5‬ــ لإلشارة فإنه مع منع منح فوائد على الودائع الجارية ( أو تحت الطلب ) فقدت هذه المنافسة أهميتها‪.‬‬
‫﴿‪ ﴾6‬ــ عبد الرحمان بلباشا ‪ ،‬المرجع السابق ن ص ‪ 21‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )7‬ــ مرجعه السابق ـ ص ‪. 23‬‬

‫‪2‬‬
‫والخدمات البنكية في نظره نوعان أو صنفان ‪:‬‬

‫× خدمات بنكية تقليدية ‪ ،‬وتشمل خدمة خزينة الزبون ( كخدمة الوفاء عن الزبون ‪ ،‬وخدمة تحصيل‬
‫حقوق الزبون ) ؛ وخدمة كراء الخزائن الحديدية ‪.‬‬
‫× وخدمات بنكية حديثة ‪ ،‬وتشمل‪ 2‬خدمة القيم المنقولة ‪ ،‬وخدمة تقديم معلومات للزبون ‪.‬‬

‫أما األستاذ حسن حسني ‪ ،‬فقد عرف الخدمة البنكية كالتالي (‪:)8‬‬

‫" الخدمة المصرفية هي أحد األنشطة التي يقوم بها البنك بقصد مساعدة عمالئه في نشاطهم المالي ‪،‬‬
‫واجتذاب عمالء جدد ‪ ،‬وزيادة موارده المالية ‪ ,‬وال يتعرض عند أدائها لمخاطر التجارة " ‪.‬‬

‫والخدمات البنكية ــ في نظر األستاذ حسن حسني ــ تحقق للبنك المزايا التالية ‪:‬‬

‫× تعتبر وسيلة للدعاية واإلعالن عن البنك مما يؤدي حسن أداء البنك لها إلى اجتذاب زبناء جدد ؛‬
‫× تؤدي‪ 2‬إلى زيادة موارد‪ 2‬البنك المالية ‪ ،‬حيث يتقاضى عنها عمولة ‪.‬‬

‫ولإلشارة فالخدمات البنكية تتجسد ــ عمال ــ في ‪:‬‬

‫أ ــ خدمة التحصيل‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬تحصيل حقوق ثابتة في سندات أو أوراق تجارية‪.‬‬
‫ب ــ استثمار أموال العميل‪ ،‬نظرا لما للبنك من خبرة ودراية في مجال االستثمار ‪.‬‬
‫ج ــ البيع والشراء للعميل ‪ ،‬كأن يكلف العميل البنك ببيع ممتلكات له أو شراء سلع له ‪ ،‬لما للبنك من‬
‫خبرات ومعرفة بكثير من التجار ‪ ،‬ولسرعة اتصاله بجميع أنحاء العالم ‪ ،‬بحيث إن له مراسلين عديدين في‬
‫كل مكان ‪ .‬والصورة الغالبة للبيع هي أن يقوم البنك ببيع أسهم يمتلكها العميل وتوجد‪ 2‬بمحفظة أوراقه‬
‫المالية المودعة بالبنك ﴿ إيداع السندات ﴾ ؛ أو بيع بضائع للعميل توجد بمخازن البيع ‪ .‬والصورة الغالبة‬
‫للشراء هي أن يقوم البنك بشراء أسهم لصالح العميل ‪.‬‬
‫د ــ الوفاء عن العميل ‪ ،‬الوفاء بشيكات أو كمبياالت ‪...‬‬
‫و ــ إيجار الخزائن الحديدية ‪ ،‬حيث يضع فيها العميل المستأجر‪ 2‬أشياءه الثمينة أو أوراق‪ 2‬مهمة ‪.‬‬
‫ل ــ خدمة تقديم معلومات للزبون في ممارسته لنشاطه المالي أو غيره ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫وللعلم ‪ ،‬فإن هذه الخدمة األخيرة اتسعت اليوم وتطورت بفضل شبكة األنترنيت ‪ ،‬بحيث صار في إمكان‬
‫زبون البنك الحصول‪ 2‬على مختلف المعلومات التي يطلبها بمجرد ولوجه إلى موقع وكالته البنكية ‪ :‬كتلك‬
‫التي تهم رصيد‪ 2‬حسابه ؛ أو طلب خدمات عن بعد ( كطلب دفتر شيكات ‪ ،‬أو كشف حساب ‪ ،‬أو تسديد‬
‫فواتير‪ )..‬وغير ذلك ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )8‬ــ مرجعه السابق ـ ص ‪. 47‬‬

‫‪3‬‬
‫معايير التفرقة بين العمل البنكي والخدمة البنكية‬

‫التساؤل المطروح‪ 2‬هنا هو ‪ :‬ماهو المعيار الذي على أساسه نعرف العمل البنكي من الخدمة البنكية ؟‬

‫اختلف الفقه في الجواب على هذا التساؤل إلى آراء ‪:‬‬

‫‪ 1‬ــ اعتمد رأي أول(‪ )9‬في التفرقة بينهما على النظر إلى مضمون النشاط البنكي ‪ :‬فإذا كانت الصفة‬
‫الغالبة فيه هي المال كنا بصدد عمل بنكي ‪ ،‬كالقروض والحسابات البنكية واالئتمانات ‪ ...‬؛ وإذا كان‬
‫العمل هو الصفة الغالبة كنا بصدد خدمة بنكية ‪ ،‬كحفظ الودائع وتحصيل الحقوق ‪...‬‬

‫نقد المعيار ‪:‬‬

‫إن العمليات التي يقوم بها البنك متنوعة جدا ‪ :‬فمنها عمليات يعد المال محورها الرئيسي‪ 2‬كالحساب البنكي‬
‫وإيداع النقود والقروض ‪ ...‬؛ وعمليات يكتفي فيها البنك بمجرد منح توقيعه ‪ ،‬وهي االعتمادات بالتوقيع‪، 2‬‬
‫ومع ذلك فهذه األخيرة ال تعد خدمات بنكية بل تدخل ضمن األعمال البنكية ‪.‬‬

‫‪ 2‬ــ هناك من يقول بأن معيار التفرقة هو استحقاق الفائدة أو العمولة كأجر للبنك ‪ ،‬فالبنك يتقاضى‬
‫فائدة عن أدائه العمل البنكي ‪ ،‬بينما يتقاضى عمولة عن أدائه الخدمة البنكية ‪.‬‬

‫نقد المعيار ‪:‬‬

‫هناك أعمال بنكية تعد كذلك ومع ذلك ال يتقاضى عنها البنك أية فائدة ‪ ،‬مثل عمليات شراء وبيع العملة‬
‫﴿ الصرف ‪.﴾change‬‬

‫‪ 3‬ــ ويذهب رأي ثالث إلى القول بأن البنك أثناء قيامه بالعمل البنكي يخضع إلشراف وهيمنة البنك‬
‫المركزي ‪ ،‬أي أن البنك المركزي‪ ﴿ 2‬بنك المغرب لدينا ﴾ يوجه و يراقب األعمال البنكية ‪ ،‬بينما ال يخضع‬
‫البنك لهذه الهيمنة عند أدائه الخدمة البنكية ‪.‬‬

‫نقد المعيار ‪:‬‬

‫هذا أيضا معيار مردود ‪ ،‬ألن البنك يخضع لهذه الرقابة والهيمنة حتى عند أدائه الخدمة البنكية ‪ ،‬هذه‬
‫الرقابة تتجلى في أنه ال يستطيع تقاضي عموالت على خدمات لم ترد في تعريفة أسعار الخدمات البنكية ؛‬
‫وثانيا‪ 2‬أن البنك المركزي هو الذي يحدد الحد األقصى والحد األدنى للعمولة ‪ ،‬بحيث ال يستطيع‪ 2‬البنك‬
‫الخروج عنها ‪.‬‬

‫‪ 4‬ــ والمعيار الرابع ــ قال به األستاذ حسن حسني ــ هو معيار المخاطرة (‪ ،)10‬بحيث يرى بأن البنك‬
‫يتعرض في قيامه باألعمال البنكية لمخاطر التجارة ‪ ،‬بحيث يتعرض لخسارة مثال إذا منح أحد عمالئه‬
‫قرضا‪ 2‬كبيرا ولكنه لم يستطع‪ 2‬تحصيله إلفالس العميل او إعساره ‪ ،‬أو يوظف البنك أمواله بكفاءة عالية‬
‫ولكن العائد من التوظيف‪ 2‬يكون أقل من تكلفة تجميع هذه األموال ؛ بينما ال يتعرض البنك عند أدائه‬
‫للخدمات البنكية لمخاطر التجارة ألنه يتقاضى عمولة مسبقة قبل أداء الخدمة ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )9‬ــ رضا عبيد ‪ ،‬ص ‪ 726‬ــ ‪. 727‬‬
‫(‪ )10‬ــ حسن حسني ‪ ،‬ص ‪ 50‬ـ ‪. 51‬‬

‫‪4‬‬
‫نقد المعيار ‪:‬‬

‫على الرغم من أهمية هذا المعيار ‪ ،‬إال أنه يؤخذ عليه ربطه بين عدم تعرض البنك للمخاطر في أدائه‬
‫الخدمة البنكية وتقاضيه عمولة مسبقة ‪ ،‬وهو قول مردود ‪ :‬فالبنك قد يكون عرضة للخسارة حتى في‬
‫الخدمة البنكية ‪ ،‬ألن العمولة التي يحصل عليها مسبقا تكون أقل من تكلفة الخدمة بسبب المنافسة الشديدة ‪.‬‬
‫وبالنسبة للعمل البنكي ‪ ،‬نأخذ القرض كنموذج ‪ ،‬فالبنك‪ 2‬ال يكون فيه دائما عرضة للخسارة ‪ ،‬فهناك‪ 2‬قروض‬
‫غير مضمونة ‪ ،‬ويمنحها‪ 2‬البنك لزبنائه الذين يثق فيهم‪ 2‬؛ وهناك قروض مضمونة بتأمينات شخصية أو‬
‫عينية يحصن بها البنك نفسه عند حدوث الخطر ‪.‬‬

‫‪ 5‬ــ وهناك معيار آخر(‪ ﴿)11‬نميل إليه﴾ يستند إلى دور البنك في العملية ‪ :‬هل هو دور الدائن أم دور‬
‫المدين ؛‬
‫بعبارة أخرى ‪ :‬االستراتيجية المتبعة من البنك في ممارسة نشاطه ‪:‬‬

‫× إذا كانت تدخل ضمن إدارة األصول التي يضطلع فيها البنك بدور الدائن ‪ ،‬كنا بصدد عمل بنكي ‪،‬‬
‫مثال ذلك منح القروض ‪ ،‬فتح االعتماد ‪ ،‬واالعتماد المستندي ‪...‬‬

‫× وإذا كانت االستراتيجية المتبعة تدخل في باب إدارة الخصوم‪ 2‬التي يضطلع‪ 2‬فيها البنك بدور المدين ‪ ،‬كنا‬
‫بصدد خدمة بنكية مثل خدمة الوفاء عن الزبون ‪ ،‬و خدمة التحصيل للزبون ‪ ،‬و خدمة إيجار الخزائن‬
‫الحديدية ‪ ،‬و خدمة القيم المنقولة ‪ ،‬و خدمة إعطاء معلومات ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫ــ وفي رأيي ‪ ،‬أن العمل البنكي أو الخدمة البنكية ال يتحددان بمعيار واحد من المعايير المذكورة ‪ ،‬وإنما‬
‫بمجموع‪ 2‬تلك المعايير‪ ،‬فنقول مثال بأن العمل البنكي هو نشاط موضوعه المال ‪ ،‬يتعرض فيه البنك‬
‫لمخاطر‪ 2‬التجارة ‪ ،‬يتقاضى فيه فائدة ‪ ،‬ويضطلع‪ 2‬فيه بدور الدائن ‪ ...‬وهكذا ‪.‬‬

‫انتهــى‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )11‬ــ عبد الرحمان بل الباشا ــ الرسالة المذكورة سابقا ــ ص ‪. 25‬‬

‫‪5‬‬

You might also like