You are on page 1of 91

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة التكوين المتواصل‬

‫نيابة رئاسة الجامعة للدراسات و البيداغوجية‬


‫المديرية الفرعية للتعليم عن بعد‬
‫السنة الثالثة فرع قانون أعمال‬

‫مقياس‬
‫عمليات البنوك‬

‫من إعداد األستاذ‪ :‬شنوفي نور الدين‬


‫مقدمة‬

‫العمليات المصرفية التي تمثل صور النشاط المختلفة الذي تقوم به البنوك‪ ،‬نظرا لتعاضم‬
‫دورها في اآلونة األخيرة ‪ ،‬بسبب ما شهدته الساحة العالمية من تطورات في السوق‬
‫المصرفي ‪ ،‬حيث سنتناول بالدراسة نشأة البنوك وتطورها ‪ ،‬وكذا انواعها‪ ،‬ثم نتعرف على‬
‫العمليات المصرفية التي تقوم بها البنوك سواء التقليدية منها أو الحديثة ‪ ،‬إلى جانب إدارة‬
‫عمليات اإليداع التقليدية منها واإللكترونية‪.‬‬
‫لتمكين الطالب بمتغيرات هامة تحدث على الساحة االقتصادية حاليا ‪ ،‬خاصة ما تعلق‬
‫بالعمليات البنكية المصرفية وادارتها‪ .‬حتى يتمكن من الولوج إلى عالم األعمال واإللمام‬
‫بمختلف العمليات البنكية عمل المصارف وانواعها‪ ،‬وكذا وظائفها وأهم عملياتها سواء‬
‫التقليدية منها أو الحديثة التي تقوم بها البنوك الدولية عامة والجزائرية خاصة ‪ ،‬قد تكون‬
‫نبراسا له في إختيار موضوع البحث إلعداد مذكرة التخرج في فرع قانون األعمال كما تأهله‬
‫لمزاولة العمل في المجال المصرفي‬
‫المحور األول ‪ :‬الجهاز المصرفي‬
‫‪ ‬تمهيد‬
‫نظرا للتطورات الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم ‪ ،‬والتي يصطلح عليها حاليا بالعولمة‬
‫التي أثرت على مختلف القطاعات االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬فإنه أصبح للبنوك‬
‫دور فعال وحيوي حيث أضحى من غير الممكن االستغناء عن خدماتها‪ ،‬بالنظر إلى الوظيفة‬
‫التقليدية اإلستراتيجية التي تقوم بها البنوك ‪ ،‬وهي تلقي الودائع النقدية من الجمهور ومنح‬
‫االئتمان‪ ،‬حيث تعمل على ازدهار الحقل التجاري والصناعي من خالله‪.‬‬
‫وقبل قيام البنك بوظيفته منح االئتمان ‪ ،‬فإنه يقوم بعملية تلقي الودائع النقدية من الجمهور‪،‬‬
‫التي تمكنه من تحصيل الموارد المالية التي يعتمد عليها في القيام بوظيفته ‪ ،‬لذلك تعتبر‬
‫الوديعة المصرفية النقدية المصدر الرئيسي ألموال البنك التجاري وشريان الحياة بالنسبة له‪،‬‬
‫وهذا ما دعا إلى تسميتها ببنوك الودائع ‪ ،‬بحيث ال يحق لغيرها أن يضطلع بمهمة تلقي‬
‫األموال من الجمهور‪.‬‬

‫‪ ‬مفهوم الجهاز المصرفي‬


‫يمثل الجهاز المصرفي مجموع الهيئات والمؤسسات المالية بما فيها السلطات المسؤولة‬
‫عن السياسة النقدية ‪،‬التي تشارك في خلق وتداول النقود ‪ ،‬ممثلة في البنك المركزي (بنك‬
‫الجزائر) والخزينة العامة ومختلف البنوك التجارية ‪ ،‬والتي تعمل في ظل مجموعة األحكام‬
‫القانونية والتنظيمية التقليدية منها والحديثة في إدارة نشاطها‪ ،‬وعملياتها المصرفية ( عمليات‬
‫تلقي الودائع المصرفية النقدية ‪ ،‬وعمليات منح اإلئتمان والقروض والسلفات ووضع وسائل‬
‫الدفع تحت تصرف العمالء ‪...‬الخ )‪.‬‬

‫‪ ‬األهداف اإلستراتيجية للجهاز المصرفي ‪:‬‬


‫من أهم األهداف اإلستراتيجية للنظام المصرفي نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المساهمة في تحقيق التنمية اإلقتصادية‬
‫‪ -‬المساهمة في تحقيق العدالة االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪ -‬المساهمة في تجسيد السياسة النقدية و استقرار قيمة الوحدة النقدية‬

‫‪ ‬نشأة البنوك وتطورها‬


‫ترجع نشأة البنوك في المراحل األولى إلى نشأة الصيارفة والصاغة المرابين الذين كان‬
‫يتجه إليهم التجار اللذين حققوا فائضا نقديا كبيرا من خالل عملياتهم التجارية المختلفة إليداع‬
‫أموالهم أو ما يملكون من معادن نفيسة‪ ،‬مقابل عمولة تدفع لهؤالء الصيارفة والصاغة و‬
‫التجار نظير حفظها وحراستها‪ ،‬فيما كان المودعون يتحصلون على شهادات مثبتة لقيمة‬
‫ودائعهم‪ ،‬وتتضمن تعهدا من المودع لديه برد األمانة عند طلبيا من طرف المودع في الحال‪،‬‬
‫كما تم توضيحه في اإليصال‪ ،‬وكانت هذه الشهادات في بداية األمر اسمية يتم تداولها عن‬
‫طريق التظهير‪ ،‬ولكن مع مرور الوقت‪ ،‬وتزايد ثقة المتعاملين في المودع لديهم‪ ،‬أصبحت‬
‫هذه الشهادات لحاملها يتم تداولها بمجرد التسليم دون الحاجة لمتنازل أو التظهير‪ ،‬ومع تزايد‬
‫التعامل بهذه الشهادات الحظ المودع لديهم أن قدرا ضئيال من الشهادات التي يصدرونها ال‬
‫يعود أصحابها الستالم ما أودعوه ‪ ،‬ومن هنا ظهرت فكرة استغالل هذه الودائع العاطلة‬
‫بإقراضها لمن يريد استثمارها فبدأ هؤالء الصاغة يقرضون من أموالهم الخاصة‪ ،‬ومن بعض‬
‫الودائع لديهم ‪ ،‬باإلضافة إلى تحويل الودائع أو جزء منها من حساب إلى آخر وفاءا‬
‫اللتزامات المودعين‪ ،‬مقابل حصولهم على فوائد أعلى من تلك التي كانوا يدفعونها‬
‫ويستفيدون بالفرق‪ ، ،‬ولقد أدى ظهور الشريعة اإلسالمية إلى إحداث تغيرات شاملة في‬
‫المعامالت االجتماعية و االقتصادية‪ ،‬فقد عملت على الحفاظ على ثورة األمة اإلسالمية من‬
‫الضياع ‪ ،‬فأنشأت بنوك إسالمية‪ ،‬تستند في معامالتها على الشريعة اإلسالمية إذ يعتبر‬
‫المودعون فيها في عالقة مشاركة مع البنك‪ ،‬فيه يساهمون في مخاطر االستثمارات وفي‬
‫نتائجها‪ ،‬علما أنهم ال يحصلون على عائد ثابت كالفائدة المحددة مسبقا وانما تفرض لهم حصة‬
‫في األرباح المحققة من المشروعات التي يمولها البنك‪ ،‬وهذا بالنسبة للودائع االستثمارية‪ ،‬أما‬
‫الودائع التي تكون لدى الطلب فإن أصحابها ال يتلقون فوائد عنها مثلما هو الوضع في البنوك‬
‫التقليدية‪ ،‬لذلك يعتبرون في نظر البنوك اإلسالمية بأنهم مقرضون بدون فوائد ‪،‬ويعود السبب‬
‫في عدم منح فوائد بشكل مسبق عن الودائع االستثمارية‪ ،‬واعتبار المودعين في عالقة‬
‫مشاركة مع البنك‪ ،‬إلى أن السياسة النقدية في اإلسالم تقوم على تحريم الربا سواء تعلق األمر‬
‫بتحقيق أهداف إنتاجية أو استهالكية‪.‬‬
‫كما كان لظهور الدولة الحديثة دورا هاما في تغير األوضاع االقتصادية خاصة في‬
‫أوربا‪ ،‬وبالتالي أصبح للمصارف دور فعال في التنمية االقتصادية و الصناعية حيث كان‬
‫النظام المصرفي‪ ،‬والنظام النقدي العالمي قبل الحرب العالمية األولى يقوم على أساس قاعدة‬
‫الذهب ‪ ،‬لكن بعد الحرب العالمية الثانية انهارت هذه القاعدة ‪ ،‬ألن النقد الذهبي عجز على‬
‫تمويل الحركة التجارية‪ ،‬مما أدى إلى ظهور عملة جديدة وهي الدوالر استنادا إلتفاقية‬
‫"بريتون وودز" التي أتت بنظام اقتصادي جديد وجاء مؤكدا على القوة االقتصادية للواليات‬
‫المتحدة األمريكية والتي كان لها دور مهم في إنعاش االقتصاد العالمي‪ ،‬وبذلك أصبح الدوالر‬
‫األمريكي هو العملة الرئيسية في العالم ( العملة الصعبة)‬
‫لهذا أصبحت الدول تفرض التعامل بالنقود الورقية وتحدد عمليات إصدار النقود وكميتها‬
‫‪ ،‬وتقوم البنوك المركزية في كل دولة بمهمة إصدار النقود القانونية أي أوراق النقد التي تتسم‬
‫بقوة إجراء غير محدودة‪.‬‬
‫ففي الجزائر نصت المادة ‪ 83‬من األمر رقم ‪ 10-01‬والمتعلق بالنقد والقرض على أنه‬
‫" يصدر بنك الجزائر العملة النقدية‪ ،‬ضمن شروط التغطية المحددة عن طريق التنظيم المتخذ‬
‫وفقا للفقرة" أ " من المادة *‪ 62‬أدناه‪ .‬تتضمن تغطية النقد العناصر اآلتية‪:‬‬
‫السبائك الذهبية والنقود الذهبية‪،‬‬
‫العمالت األجنبية‪،‬‬
‫سندات الخزينة‪،‬‬
‫سندات مقبولة تحت نظام إعادة الخصم أو الضمان أو الرهن ‪" .‬‬
‫نص المادة *‪ : 62‬يخول المجلس صالحيات بصفته سلطة نقدية في الميادين المتعلقة بما‬
‫يأتي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إصدار النقد‪ ،‬كما هو منصوص عليه في المادتين ‪ 4‬و ‪ 5‬من هذا األمر وكذا تغطيته‪،‬‬
‫ب ‪ -‬مقاييس وشروط عمليات البنك المركزي‪ ،‬السيما فيما يخص الخصم والسندات تحت‬
‫نظام األمانة ورهن السندات العامة والخاصة والعمليات المتصلة بالمعادن الثمينة والعمالت‪،‬‬
‫ج ‪ -‬تحديد السياسة النقدية واإلشراف عليها ومتابعتها وتقييمها ‪.‬ولهذا الغرض‪ ،‬يحدد المجلس‬
‫األهداف النقدية السيما فيما يتصل بتطور المجاميع النقدية والقرضية ويحدد استخدام النقد‬
‫وكذا وضع قواعد الوقاية في سوق النقد ويتأكد من نشر معلومات في السوق ترمي إلى تفادي‬
‫مخاطر االختالل‪،‬‬
‫د ‪ -‬منتجات التوفير والقرض الجديدة‪،‬‬
‫ه ‪ -‬إعداد المعايير وسير وسائل الدفع وسالمتها‪،‬‬
‫و ‪ -‬شروط اعتماد البنوك والمؤسسات المالية وفتحها‪ ،‬وكذا شروط إقامة شبكاتها‪ ،‬السيما‬
‫تحديد الحد األدنى من رأسمال البنوك والمؤسسات المالية وكذا كيفيات إبرائه‪،‬‬
‫ز ‪ -‬شروط فتح مكاتب تمثيل البنوك والمؤسسات المالية األجنبية في الجزائر‪،‬‬
‫ح ‪ -‬المقاييس والنسب التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية السيما فيما يخص تغطية‬
‫المخاطر وتوزيعها‪ ،‬والسيولة والقدرة على الوفاء والمخاطر بوجه عام‪،‬‬
‫ط ‪-‬حماية زبائن البنوك والمؤسسات المالية السيما في مجال العمليات مع هؤالء الزبائن‪،‬‬
‫ي ‪-‬المقاييس والقواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية مع مراعاة‬
‫التطور الحاصل على الصعيد الدولي في هذا الميدان ‪ ،‬وكذا كيفيات وآجال تبليغ الحسابات‬
‫والبيانات المحاسبية اإلحصائية والوضعيات لكل ذوي الحقوق‪ ،‬السيما منها بنك الجزائر‪،‬‬
‫ك ‪-‬الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية ومهنتي االستشارة والوساطة في المجالين‬
‫المصرفي والمالي‪،‬‬
‫ل ‪ -‬تحديد أهداف سياسة سعر الصرف وكيفية ضبط الصرف‪،‬‬
‫م ‪ -‬تسيير احتياطات الصرف‪،‬‬
‫ن ‪ -‬قواعد السير الحسن وأخالقيات المهنة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫أما البنوك التجارية تستطيع أيضا دون ما قصد أن تخلق نوعا أخر من وسائل الدفع وهي‬
‫التي تسمى بنقود الودائع‪ ،‬وذلك من خالل قبولها للودائع الجارية‪ ،‬واستخدام الشيكات في‬
‫الوفاء بااللتزامات اتجاه الغير‪ ،‬وكذا ممارستها لعمليات اإلقراض ومنح االئتمان‪ ،‬ويتقبل‬
‫األفراد هذه النقود لمجرد ثقتهم في الجهاز المصرفي‪ ،‬بحيث تعتبر الثقة و األمان و‬
‫االطمئنان العامل الرئيسي للنشاط المصرفي و الذي يدفع األفراد إلى إيداع ممتلكاتهم لدى‬
‫المصرف ‪ ،‬لذلك يبقى عامل الثقة الشرط األساسي للتعامل بين البنك وعمالئه ‪ ،‬و تجدر‬
‫اإلشارة إلى أن العالقة بين البنك و العميل المودع تنشأ عن طريق إبرام عقد الوديعة‬
‫المصرفية النقدية ‪ ،‬الذي يسلم العميل بمقتضاه مبالغ إلى البنك الذي يلتزم برد قيمتها عند‬
‫الطلب أو عند حلول اآلجال المتفق عليه سواء كان الرد للعميل ذاته أو ألي شخص أخر‬
‫يعينه ‪ ،‬وبذلك تعتبر الوديعة المصرفية النقدية في مقدمة العمليات المصرفية التي تعود‬
‫بالفائدة على كل من االقتصاد الوطني والبنك والمودع‪ ،‬فمن خالل هذه الودائع يتشجع األفراد‬
‫على االدخار و بالتالي التقليل من ظاهرة التضخم‪ ،‬باإلضافة إلى استعمال هذه األموال في‬
‫مختلف المجاالت االقتصادية‪ ،‬من خالل االئتمان الممنوح من البنك للمستثمرين مما يحقق‬
‫التنمية االقتصادية ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمودع فإن عملية اإليداع تجنبه خطر ضياع هذه األموال أو سرقتها وتمكنه‬
‫من االستفادة من خدمات البنك والحصول على التسهيالت االقراضية واالئتمانية‪ ،‬و كذا‬
‫الحصول على الفوائد الناتجة عن عملية اإليداع‪ ،‬حيث يعتبر الحساب البنكي وسيلة تعامل‬
‫ضرورة قلما يمكن االستغناء عنها سواء بالنسبة للمهنيين أو األفراد العادين‪ ،‬و تتأكد هذه‬
‫األهمية بالنظر إلى الصعوبات البالغة التي يمكن أن يتعرض إليها أي شخص يحرم من هذه‬
‫الخدمة في إدارة و تسيير نشاطه المهني أو حتى شؤون حياته اليومية ‪ ،‬إلى جانب الحرمان‬
‫من العمليات و الخدمات البنكية التي ال يكون لألفراد منفذا إليها في الغالب إال من خالل‬
‫الحساب البنكي ‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف البنك ‪:‬‬


‫‪ -‬أصل كلمة بنك هو الكلمة االيطالية " بانكو ‪" banco‬و التي تعني المصطبة ‪،‬حيث كان‬
‫يقصد بها في البدء المصطبة التي يجلس عليها الصرافون لتحويل العملة ثم ‪ ،‬تطور المعنى‬
‫فيما بعد فأصبح يقصد بالكلمة المنضدة التي يتم فوقها و عد تبادل العمالت ‪ ،‬لتصبح في‬
‫النهاية تعني المكان الذي توجد به تلك المنضدة وتجري فيه المتاجرة بالنقود وكما يطلق على‬
‫البنك مصطلح " المصرف" وهو مأخوذ من الصرف‪ ،‬هو المكان الذي فيه يتم صرف النقود‬
‫أي تبديلها ببعضها البعض ‪.‬‬
‫‪ -‬البنك هو مكان التقاء عرض األموال بالطلب عليها‪ ،‬بمعنى أن البنوك تعمل كأوعية تتجمع‬
‫فيها األموال والمدخرات ليعاد إقراضها إلى من يستطيع و يرغب في االستفادة و إفادة‬
‫المجتمع منها عن طريق استثمارها ‪.‬‬
‫‪ -‬البنك هو المؤسسة التي تقبل الودائع تحت الطلب أو ألجل من األفراد والهيئات ثم تستخدم‬
‫هذه الودائع في منح القروض و السلفيات ‪.‬‬
‫‪ -‬البنك هو مؤسسة مهمتها األساسية والعادية الحصول من الجمهور على األموال في شكل‬
‫ودائع تستخدمها لحسابها الخاص في عملية الخصم أو القرض أو عمليات مالية أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬والبعض من الفقهاء ينظرون إلى البنك بإعتباره المؤسسة التي تتخذ من اإلتجار بالنقود‬
‫حرفة لها ‪.‬‬
‫‪ -‬وفي تعريف آخر البنك هو " مكان التقاء عرض األموال والطلب عليها "‬
‫‪ -‬خالصة التعاريف البنك هو مؤسسة مالية تتعامل في النقود و ذلك عن طريق جمع النقود‬
‫من أصحاب الفائض المالي الغير مستعدين إلستثمارها ‪ ،‬و تحويلها إلى أصحاب العجز‬
‫المالي ‪ ،‬أولئك الذين هم بحاجة إليها الستعمالها في أغراض مختلفة و استثمارها في تمويل‬
‫مشاريعهم ‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية البنك‬
‫تحتل البنوك مركزا حيويّا في النظم االقتصادية الحديثة لكل الدول‪ ،‬لما تضطلع به من‬
‫وظائف وما تمارسه من نشاطات وما تقدمه من خدمات وعمليات مالية في الحياة االقتصادية‬
‫‪ ،‬والذي يؤثر تأثيرا ملحوظا في االقتصاد القومي لكل بلد و يمنحها سيطرة قوية و سلطانا‬
‫واسعا على إقتصادها ‪.‬‬
‫و نظرا لهذا ال ّدور الحيوي ‪ّ ،‬‬
‫الذي يقوم به البنك في دفع عجلة التنمية تتجلى أهمية‬
‫البنك ‪ ،‬لذا اوجب تدخل الدول لإلشراف والمراقبة عليه ‪ ،‬من خالل وضع ترسانة من‬
‫النصوص القانونية والتنظيمية التي تتماشى مع كل التغيرات الناشئة عن التطور السريع‬
‫الذي يعرف ه هذا القطاع الحيوي في المجال االقتصادي والتكنولوجي واإلجتماعي‪ ،‬من أجل‬
‫ضمان توجيهه في اإلتجاه الذي يدفعه نحو القيام بالدور الحيوي ‪ ،‬بتنظيم وتقنين هذا القطاع‬
‫و مراقبته و اإلشراف عليه‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬أنواع البنوك‬
‫أوال ‪ :‬البنك المركزي‬
‫أ ‪ -‬تعريف البنك المركزي ‪:‬‬
‫البنك المركزي عبارة عن مؤسسة نقدية ‪ ،‬ال تضع الربح في اعتبارها بقدر ما تهدف‬
‫إلى تدعيم النظام النقدي و االقتصادي في الدولة ‪ ،‬و نظرا ألهمية هذا الهدف فإن البنك‬
‫المركزي يجب أن يكون مملوكا للدولة ‪ ،‬وفي البالد التي تكون فيها هذه البنوك غير مملوكة‬
‫بكاملها للدولة فإن الدولة تتدخل في نشاطها و تسيرها ‪.‬‬
‫البنك المركزي عبارة عن مؤسسة مركزية نقدية تقوم بوظيفة وكيل مالي للحكومة و‬
‫مسؤوال عن إدارة النظام النقدي في الدولة ‪.‬و باختصار يأتي البنك المركزي على رأس‬
‫المؤسسة البنكية في البالد‪.‬‬
‫وعلى العموم نقول أن البنك المركزي هو مؤسسة عمومية وطنية‪ ،‬لها شخصية معنوية‬
‫و استقالل مالي تتولى إصدار النقود القانونية باحتكار كامل وتضمن من خالل الوظائف التي‬
‫تقوم بها دون غيرها من البنوك سالمة أسس النظام البنكي والسير الحسن للسياسة االئتمانية‬
‫في البالد بما يتوافق مع متطلبات االقتصاد الوطني ‪.‬‬

‫ج ‪ :‬خصائص البنك المركزي ‪:‬‬


‫يتميز البنك المركزي بمجموعة من الخصائص عن البنوك األخرى نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ ‬يحتل مركز الصدارة و يأتي على رأس الجهاز البنكي بما له من سلطة الرقابة العليا‬
‫على البنوك التجارية وبما له من قدرة على خلق النقود القانونية و تدميرها دون ‪ .‬سواه‬
‫‪ ‬يتمتع بالقدرة على تحويل األصول الحقيقية إلى نقدية و العكس صحيح ‪ ،‬أي أنه القادر‬
‫على خلق النقود القانونية والمسيطر على شؤون النقد و االئتمان في االقتصاد الوطني فهو‬
‫ليس مؤسسة نقدية عادية‬
‫يتميز بكونه مؤسسة عامة تنظم النشاط البنكي و تشرف عليه مع الحكومة في رسم‬ ‫‪‬‬
‫السياسة النقدية ‪ ،‬وتنفذ هذه السياسة عن طريق التدخل و التوجيه و المراقبة ‪.‬‬
‫تعتبر النقود التي يصدرها البنك المركزي نقود قانونية ‪ ،‬مبرئة للذمة بصفة نهائية‬ ‫‪‬‬
‫في التعامل‪ ،‬عكس النقود التي تصدرها البنوك التجارية فهي تبرئ ذمة المدين ‪ ،‬لكنها ال تلزم‬
‫الدائن بقبولها في التعامل‬
‫• ال يتوخى البنك المركزي الربح من خالل عملياته ‪ ،‬وإن حصل على الربح فيكون‬
‫ذلك من قبيل األعمال العارضة و ليس األساسية التي وجد البنك من أجلها ‪ ،‬فهدفه األساسي‬
‫هو تحقيق المصلحة العامة و تنظيم النشاط النقدي و البنكي في االقتصاد ‪.‬‬
‫• يقوم البنك المركزي بمراقبة البنوك التجارية على نحو يسمح للدولة بمباشرة سياستها‬
‫النقدية ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أنه في الغالب يتمتع بمبدأ الوحدة و ال يتعامل مباشرة مع األفراد ‪.‬‬

‫د‪ :‬وظائف البنك المركزي ‪:‬‬


‫أهم وظائف البنك المركزي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬وظيفة إصدار األوراق النقدية ‪ :‬تحتكر البنوك المركزية في جميع دول العالم‬
‫مسؤولية إصدار النقود القانونية ‪ ،‬وتعتبر هذه الوظيفة أول وظيفة للبنوك المركزية ‪ ،‬حتى‬
‫أنه أطلق عليها في بادئ األمر بنوك اإلصدار ‪.‬‬
‫‪ -2‬وظيفة المستشار المالي واإلقتصادي للحكومة ‪ :‬العمل كمستشار مالي للحكومة في‬
‫المسائل المالية والنقدية خاصة‪ ،‬وفي المسائل االقتصادية عامة ‪.‬‬
‫‪ -8‬وظيفة المقرض األخير‪ :‬إن هذه الوظيفة تمثل عالقة البنك المركزي بالبنوك التجارية‬
‫األخرى‪ ،‬فعلى اعتبار أنه يقع على قمة الجهاز المصرفي فهو يمثل بذلك سلطة رقابة على‬
‫جميع البنوك المندرجة ضمن الجهاز المصرفي‪ ،‬وتتلخص سلطته فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تلتزم البنوك التجارية بإيداع جزء من رصيدها النقدي لدى البنك المركزي يعادل نسبة‬
‫معينة من التزاماتها‪ .‬وهذه النسبة تحددها إدارة البنك المركزي قصد حفظ حقوق المودعين‬
‫وتحقيق رقابة فعالة على البنوك خاصة فيما يخص خلق الودائع‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزم البنك المركزي بإتاحة وحدات النقد القانونية لتحقيق السيولة الالزمة لمواجهة‬
‫احتياجات البنوك ‪.‬‬
‫‪ -‬ا ِإلشراف على عمليات المقاصة بين البنوك ويكون ذلك نتيجة العمليات اليومية للبنوك‬
‫التجارية التي تتم عن طريق التعامل بالشيكات فيما بين المتعاملين االقتصاديين أصحاب‬
‫الحسابات لدى هذه البنوك‪.‬‬
‫‪ -0‬وظيفة اإلشراف على السياسة النقدية و االئتمانية العامة للدولة ‪ :‬تمثل السياسة النقدية أحد‬
‫مكونات السياسة االقتصادية‪ ،‬ويقصد بها مجموعة اإلجراءات التي تستخدمها السلطة النقدية‬
‫للتحكم في العرض النقدي والرقابة على البنوك التجارية واالئتمان والتأثير فيه ‪ .‬أما السياسة‬
‫االئتمانية فتتمثل في تلك اإلجراءات التي تهدف إلى أن يكون حجم االئتمان الكلي في حدود‬
‫مناسبة لتحقق أهداف السياسة النقدية وبما يتماشى مع مستوى النشاط االقتصادي المرغوب‬
‫تحقيقه ‪.‬‬
‫فال يمكن أن تترك البنوك التجارية بمفردها في إتباع السياسة االئتمانية التي تشاء ‪ .‬ذلك‬
‫أن التوسع في االئتمان الذي تقوم به البنوك التجارية قد ال يكون متناسبا مع الظروف‬
‫االقتصادية السائدة لذا يتدخل البنك المركزي للحد من التوسع في االئتمان ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬البنك المركزي في التشريع الجزائري‬


‫إن المشرع الجزائري قد أعطى للبنك المركزي إسم " بنك الجزائر" وفق المادة ‪ 9‬من‬
‫األمر رقم ‪ 10 – 01‬المتعلق بالنقد والقرض ‪" :‬بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ويعد تاجرا في عالقاته مع الغير‪ .‬ويحكمه التشريع التجاري ما‬
‫لم يخالف ذلك أحكام هذا األمر‪ .‬ويتبع قواعد المحاسبة التجارية وال يخضع إلجراءات‬
‫المحاسبة العمومية ومراقبة مجلس المحاسبة‪ .‬كما ال يخضع إلى التزامات التسجيل في السجل‬
‫التجاري ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬البنوك التجارية‬


‫أ‪ -‬مفهوم البنوك التجارية ‪:‬‬
‫البنوك التجارية هي البنوك الوحيدة التي تقوم باالحتفاظ بالودائع لكي يتم سحبها بعد ذلك‬
‫بواسطة الشيكات واستخدمت تسمية بنك تجاري ألن البنوك التجارية قديما كانت تقوم بدور‬
‫الممول للقروض قصيرة األجل ‪ ،‬التي ال تزيد فترة سدادها عن سنة ‪ ،‬ثم إتسعت إلى قروض‬
‫طويلة ومتوسطة األجل ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تعريف البنوك التجارية ‪:‬‬


‫هناك عدة تعاريف للبنوك التجارية أهمها ‪:‬‬
‫تعريف ‪ -0‬البنوك التجارية مؤسسات ائتمانية غير متخصصة ‪ ،‬تضطلع أساسا بتلقي ودائع‬
‫األفراد القابلة للسحب لدى الطلب أو بعد أجل قصير و التعامل بصفة أساسية في االئتمان‬
‫قصير األجل و يطلق على هذه البنوك اصطالحا " بنوك الودائع"‬
‫تعريف ‪ -2‬البنوك التجارية هي مؤسسات مالية متخصصة في التعامل في النقود و التي‬
‫تسعى لتحقيق الربح‪ ،‬إذ أنها توفر نظاما ذا كفاية يقوم بتعبئة ودائع ومدخرات األفراد و‬
‫المؤسسات ‪ ،‬كما تقوم بم نح التمويل الالزم سواء للمنتجين أو التجار أو المستهلكين من خالل‬
‫ما تمنحه من ائتمان ‪.‬‬

‫ج‪ -‬خصائص البنوك التجارية ‪:‬‬


‫من أهم الخصائص التي تتميز بها البنوك التجارية نذكر منها ‪:‬‬
‫• تتأثر برقابة البنك المركزي ‪،‬حيث يفرض البنك المركزي رقابته باستعمال أدوات‬
‫يستطيع بفضلها أن يؤثر و يراقب قدرة هذه البنوك على خلق نقود الودائع بهدف التحكم في‬
‫نشاطها بما يتناسب مع الوضعية االقتصادية للدولة ‪.‬‬
‫تعدد البنوك التجارية و تنوعها تبعا لحاجة السوق النقدية ‪،‬و السيطرة شبه االحتكارية‬ ‫•‬
‫على األسواق‬
‫• إصدار نوع آخر من النقود وهي نقود الودائع‬
‫• هدفها األساسي هو تحقيق الربح‬

‫د‪ -‬وظائف البنوك التجارية‬


‫يمكن تقسيم وظائفها إلى نوعين هما الوظائف الحديثة و الوظائف التقليدية‬
‫‪ .0‬الوظائف التقليدية‪ :‬تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬قبول الودائع ‪ :‬تقوم البنوك التجارية بقبول الودائع بمختلف أنواعها‬
‫‪ -‬منح القروض ‪ :‬تقوم البنوك التجارية بتوظيف مواردها على شكل قروض ممنوحة‬
‫للعمالء‪.‬‬
‫‪ .2‬الوظائف الحديثة ‪ :‬نظرا التساع أعمال البنوك التجارية و زيادة نشاطها تغيرت‬
‫النظرة للبنك فأصبحت مؤسسة مالية كبيرة تقوم بتأدية الخدمات البنكية للمجتمع ‪ ،‬تتمثل في‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬تقديم خدمات استشارية للعمالء عن أعمالهم ومشاريعهم التنموية من أجل نيل ثقتهم‬
‫في البنك‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في دعم و تمويل المشاريع التنموية التي تخدم المجتمع بالدرجة األولى‬
‫‪ ‬تحصيل األوراق التجارية لصالح العمالء ‪.‬‬
‫‪ ‬شراء وبيع األوراق المالية و حفظها لحساب العمالء‬
‫‪ ‬إصدار خطابات الضمان ‪ ،‬فتح االعتمادات المستندية ‪.‬‬
‫‪ ‬تأجير الخزائن الحديدية للعمالء ‪.‬‬
‫‪ ‬خدمات البطاقة االئتمانية‬
‫‪ ‬شراء و بيع العمالت األجنبية ‪ ،‬و تحويل العملة للخارج ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬البنك التجاري في التشريع الجزائري‬


‫إن المشـرع الجزائري قد عرف البنك التجــاري من خالل وظيفته وفق المادة ‪000‬‬
‫من القانون رقم ‪ 00 – 91‬المتعلق بالنقد والقرض ‪ ":‬البنوك أشخاص معنوية مهمتها‬
‫العادية والرئيسية إجراء العمليات المصوغة في المواد من ( ‪ )111 ، 111، 111‬من هذا‬
‫القانون ‪" .‬‬

‫ثالثا ‪ :‬البنوك المتخصصة‬


‫أ‪ -‬مفهومها‬
‫و هي البنوك التي تعمل على تمويل المشروعات االقتصادية إما ‪ :‬صناعية أو زراعية أو‬
‫تجارية وذلك وفقا لتخصص البنك ‪ .‬و يعود السبب في هذا التخصص إلى ما تقتضيه ظروف‬
‫تمويل كل من هذه المشروعات ذات الطبيعة المتباينة ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬خصائص البنوك المتخصصة‪:‬‬
‫يمكن تلخيص أهم خصائص هذه البنوك كما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬هدفها األساسي ليس الربح ‪،‬و إنما تعمل على تنمية قطاع إنتاجي معين فيطلق عليها‬
‫بنوك التنمية‪.‬‬
‫‪ ‬تتخصص في تقديم القروض المتوسطة و الطويلة األجل ‪.‬‬
‫‪ ‬غالبا ما تكون حكومية أو مختلطة و هذا ما يجعل عالقتها بالدولة قوية ‪.‬‬
‫‪ ‬أسعار الفائدة على القروض التي تمنحها معتدلة تتماشى مع أهدافها ‪.‬‬
‫‪ ‬القروض التي تمنحها تنحصر في القطاع الذي تحمل اسمه عادة ‪.‬‬
‫‪ ‬تعتمد أساسا على مواردها المالية الذاتية و خصوصا على رأس مالها في تقديم‬
‫القروض‬
‫‪ ‬لها صفة احتكارية ألنها عادة ما تنفرد في سوق اإلقراض الخاص بذلك القطاع‬

‫ج ‪ -‬أنواع البنوك المتخصصة ‪ :‬نذكر منها‪:‬‬


‫‪-‬بنوك التنمية الصناعية ‪ :‬تختص هذه البنوك بتمويل النشاط الصناعي في المجتمع فتقوم‬
‫بمنح التسهيالت االئتمانية ‪ ،‬أو بضمان أرض المصنع و مبانيه ‪ ،‬أو بضمان رهن اآلالت ‪،‬‬
‫كما تقوم بتمويل العمليات الجارية ‪.‬‬
‫‪-‬بنوك التنمية الزراعية ‪ :‬و هي مؤسسات مالية تتخصص بالتمويل الزراعي ‪ ،‬بغرض‬
‫تحقيق أكبر قدر من المحاصيل الزراعية ‪ .‬و تمنح هذه البنوك قروضا طويلة و متوسطة‬
‫األجل الستصالح األراضي‪،‬‬
‫‪-‬البنوك العقارية ‪ :‬تهتم بتقديم السلف الالزمة لشراء العقارات في شكل أراضي وعقارات‬
‫مبنية ‪ .‬وعادة تكون القروض التي تمنحها طويلة األجل ‪.‬‬
‫‪-‬بنوك تمويل التجارة الخارجية ‪ :‬و هي بنوك تتخصص في تمويل التجارة الخارجية و‬
‫المعامالت الدولية قصد النهوض بالتجارة الخارجية و تنميتها ‪ ،‬عن طريق ما تقدمه من‬
‫تسهيالت مصرفية و مختلف الصور االئتمانية التي تمنحها بما فيها قروض االستثمار طويل‬
‫األجل ‪.‬‬
‫‪-‬بنوك االدخار ‪ :‬نشأت معظم هذه البنوك متخذة شكل وحدات مصرفية صغيرة تابعة لهيئة‬
‫البريد و سرعان ما تطورت و أصبحت وسيلة الم ّدخرين في تجميع م ّدخراتهم‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬البنوك اإلسالمية‬


‫أ‪ -‬تعريف البنوك اإلسالمية‬
‫نعطي تعريفين للبنوك اإلسالمية هما‪:‬‬
‫تعريف ‪ :0‬البنك اإلسالمي هو مؤسسة مالية تعمل في إطار إسالمي‪ ،‬تقوم بأداء الخدمات‬
‫البنكية و المالية كما تباشر التمويل و االستثمار في المجاالت المختلفة في ضوء قواعد و‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬بهدف غرس القيم و الخلق اإلسالمية في مجال المعامالت المالية‬
‫‪ ،‬و المساعدة في تحقيق التنمية االجتماعية و االقتصادية ‪.‬‬
‫تعريف ‪ :2‬في اتفاقية إنشاء االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية يعرف البنك اإلسالمي بأنه‬
‫المؤسسة المالية التي ينص قانون إنشائها ونظامها األساسي صراحة على االلتزام بمبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية و عدم التعامل بالفائدة أخذا وعطاء ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬خصائص البنوك اإلسالمية ‪:‬‬


‫تتصف البنوك اإلسالمية بالصفات التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬توجيه الجهد المالي و البشري نحو التنمية‬ ‫‪ ‬البنك اإلسالمي ال يتعامل بالربا أخذا و‬
‫الحقيقية ‪.‬‬ ‫عطاء‬
‫بالتنمية‬ ‫االقتصادية‬ ‫التنمية‬ ‫‪ ‬ربط‬ ‫‪ ‬يمتنع عن تمويل الخدمات و السلع‬
‫االجتماعية ‪.‬‬ ‫المحرمة شرعا‬

‫ج ‪ -‬أهداف البنوك اإلسالمية‬


‫يمكن تلخيصها في النقاط اآلتية ‪:‬‬
‫‪ ‬تكييف المعامالت البنكية بما يتماشى و أحكام الشريعة اإلسالمية و قواعدها‬
‫‪ ‬تثبيت القيم العقائدية في مجال التعامل المالي ‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية الوعي االدخاري و تشجيع االستثمار و محاربة االكتناز وفق صيغ جديدة ‪.‬‬
‫‪ ‬توفير رؤوس األموال الالزمة إلقامة المشروعات و المؤسسات االقتصادية و‬
‫االجتماعية و الدينية‬
‫‪ ‬تحقيق التنمية الشاملة و تحقيق االستعمال الرشيد للموارد المالية المتاحة ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬البنوك الشاملة‬


‫ا‪ -‬مفهومها ‪:‬‬
‫البنك الشامل بمفهومه الضيق هو ذلك البنك الذي يسعى إلى تنمية موارده المالية من‬
‫كافة القطاعات و تقديم االئتمان لكافة القطاعات أيضا‪ .‬مع انتشار موجة التحرر من القيود في‬
‫كافة األنشطة المالية واالقتصادية واشتداد المنافسة العالمية بين البنوك ‪.‬‬
‫البنوك الشاملة هي البنوك التي تقوم على سياسة التنويع في األنشطة و المناطق الجغرافية‬
‫و في القطاعات االقتصادية والتوسع في مصادر التمويل ليتمكن البنك من تحقيق انخفاض‬
‫في مخاطر االستثمار‪ .‬و التقليل من معدالت المخاطرة المحتملة‪.‬‬
‫ويزداد هذا المفهوم عمقا وتتسع دائرته بممارسة البنك أنشطة غير مصرفية تتمثل خاصة‬
‫في‪:‬‬
‫* التعامل في كافة أنواع األوراق المالية‪.‬‬
‫* شراء أو إنشاء و إدارة شركات صناعية و تجارية و خدمية و زراعية و المساهمة فيها‬
‫* إدارة صناديق االستثمار و إدارة محافظ األوراق المالية لحساب عمالئها‬
‫* ممارسة نشاط تأجير األصول‬
‫*المتاجرة بالعملة‬
‫* ممارسة نشاط التأمين كإصدار عقود التأمين بأنواعها المختلفة‬
‫* تقديم االستشارات وإعداد دراسات الجدوى االقتصادية‪.‬‬
‫ب – تعريفها ‪:‬‬
‫تتمثل في كافة أنواع البنوك التي تقوم بتنويع محفظة قروضها من خالل تقديم اإلئتمان‬
‫للمؤسسات الصناعية و التجارية و الزراعية و الخدمية و القروض العقارية وقروض‬
‫المستهلكين و تمويل التجارة الخارجية مع تنويع تواريخ استحقاقها (قروض طويلة أو‬
‫متوسطة أو قصيرة األجل) ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬تداعيات ظهور البنوك الشاملة‬


‫وتعود تداعيات ظهور البنوك الشاملة ألسباب عديدة في مقدمتها ما يلي‪:‬‬
‫*منافسة المؤسسات المالية غير المصرفية للبنوك و تشمل شركات التأمين بأنواعها‪،‬‬
‫صناديق االستثمار‪ ،‬صناديق االدخار‪ ،‬بورصات األوراق المالية‪.‬‬
‫*تزايد تعرض البنوك التجارية لمخاطر تقلبات سعر الفائدة نتيجة الرتفاع مستويات التضخم‬
‫باإلضافة إلى مخاطر الديون المتعثرة و الناجمة عن عدم سداد العمالء‪.‬‬
‫*انخفاض هامش ربحية األنشطة التقليدية التي تقدمها البنوك بسبب ارتفاع حدة المنافسة‬
‫العالمية و المحلية‪.‬‬
‫*التوجه نحو رفع القيود التي كانت تمنع البنوك من الخروج عن نطاق تخصصاها‬
‫*انتشار ثورة المعلومات واالتصاالت و ما نجم عنها من زوال القيود والحواجز بين‬
‫القطاعات والدول وانتشار صيغ جديدة للتمويل و االستثمار‪.‬‬

‫د ‪ -‬وظائف البنوك الشاملة‬


‫أهم وظائف البنوك الشاملة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫خدمات بنوك التجزئة ‪:‬الودائع ‪ ،‬شهادات اإليداع ‪ ،‬المدفوعات‪ ،‬القروض ‪ ،‬بطاقات‬ ‫‪‬‬
‫االئتمان ‪ ...‬الخ‬
‫‪ ‬خدمات الجملة ‪ ،‬األوراق المالية ‪ ،‬خدمات الهيئات والمؤسسات ‪... ،‬الخ‬
‫‪ ‬التأمين ‪ ،‬السمسرة ‪ ،‬االكتتاب ‪ ،‬صناديق التقاعد الخاصة ‪ ...‬الخ‬
‫‪ ‬خدمات االستثمار ‪ :‬صناديق االستثمار ‪ ،‬أمانة االستثمار ‪ ،‬االستثمارات المالية‪...‬الخ‬

‫ت ‪ -‬خصائص البنوك الشاملة‪:‬‬


‫يحقق التحول من العمل المصرفي التقليدي إلى العمل المصرفي الشامل العديد من‬
‫الخصائص نذكر أهمها‪:‬‬
‫*تعظيم القدرة على تطوير الوظائف التقليدية بما يسمح بتقديم خدمات جديدة ومتطورة‬
‫كإصدار السندات والتأمين ضد المخاطر‪.‬‬
‫*تحقيق التوظيف الكامل واألمثل للموارد‪ ،‬و القدرة على الدخول في المشروعات الضخمة‬
‫*تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات المالية والدخول في األسواق المالية‬
‫* القدرة على التوسع في وظائف البنك و أعماله‬
‫*الدخول في أنشطة تمويلية مستحدثة مثل خدمات التأجير التمويلي‬
‫*التوسيع في تقديم خدمات متطورة مثل خدمات الصرف اآللي‪ A.T.M‬وإصدار بطاقات‬
‫اإلئتمان‪...‬الخ‬
‫المحور الثالث‪ :‬البنوك االلكترونية‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫يعد التقدم التكنولوجي من العوامل المساعدة في تطوير تقنيات المعلومات واالتصاالت‬
‫بما يكفل انسياب الخدمات المصرفية بكفاءة عالية‪ ،‬وإن حسن استغالل تقنية البنوك‬
‫اإللكترونية هي من عوامل عصرنة المنظومة المصرفية لمواكبة تحديات العصر‪ ،‬ومواجهة‬
‫ضغط منافسة البنوك األجنبية الموجهة أساسا لجذب العمالء‪ .‬فالعمل المصرفي االلكتروني‬
‫يتجاوز الوظائف التقليدية ويهدف إلى تطوير وسائل تقديم الخدمات المصرفية المتنوعة ‪،‬‬
‫ورفع كفاءة آدائها بما يتماشى والتكنولوجيات الحديثة وعلى هذا األساس سعت الدول‬
‫المتقدمة إلى تخفيض تكاليف العمليات المصرفية التي تتم عبر القنوات االلكترونية لتدعيم‬
‫العالقات وزيادة ارتباط العمالء بهذا البنك‪ ،‬وهو ما يعزز من المكانة التنافسية له في سياق‬
‫األعمال التجاري االلكترونية ‪ .‬وحتى تؤدي البنوك االلكترونية دورها بفعالية فإنه يجب‬
‫العمل على التحكم في تقنيات االتصال‪ ،‬وحماية شبكة االنترنت من االحتيال‪ ،‬وضمان سرية‬
‫جميع العمليات المصرفية‪ ،‬وتامين أكثر حماية بخلق إطار فني مهني متخصص‪ ،‬وإطار‬
‫تنظيمي محكم ذو شفافية في العمل المصرفي وإقامة رقابة صارمة ضابطة لهذه التعامالت‬
‫وإال فإن مساق الرهان يتحول من الرغبة في تعظيم المكاسب إلى وجوب تقليل الخسائر‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف البنوك االلكترونية‬


‫تعريف ‪ :0‬ان البنوك االلكترونية ذلك النظام الذي يستخدم اآلليات االلكترونية ‪ ،‬أو التقنيات‬
‫على الخطوط المباشرة في القطاع المصرفي من أجل تقديم و توفير الخدمات المصرفية‬
‫للزبائن‪.‬‬
‫تعريف ‪ :2‬البنوك اإللكترونية تشير إلى ذلك النظام الذي يتيح للزبون الوصول إلى حساباته‬
‫أو أية معلومات يريدها والحصول على مختلف الخدمات و المنتجات المصرفية من خالل‬
‫شبكة معلومات يرتبط بها جهاز الحاسوب الخاص به أو أية وسيلة أخرى‪.‬‬
‫تعريف ‪ :8‬هي بنوك افتراضية تنشئ لها مواقع إلكترونية على االنترنت لتقديم من موقع‬
‫البنك خدمات البنك من سحب ودفع وتحويل دون انتقال العميل إليها ‪ .‬ويعبر عنها "بالخدمة‬
‫المالية عن بعد"‪.‬‬
‫ب‪ -‬متطلبات البنك االلكتروني ‪:‬‬
‫والتي يمكن ايجازها في العناصر التالية‪:‬‬
‫العنصر ‪ : 0‬توفر البنية التحتية التقنية ‪ :‬تعد أهم دعامة للتجارة االلكترونية ومطلب رئيسي‬
‫لضمان أعمال الكترونية ناجحة والدخول اآلمن لعصر المعلومات ‪ ،‬عصر اقتصاد المعرفة ‪.‬‬
‫العنصر ‪ :2‬توفر تقنية المعلومات‪ :‬تعد بمثابة دعامة للتطوير واالستمرارية و إكتساب فرص‬
‫التميز والمنافسة ‪ ،‬من خالل توفر األجهزة والبرمجيات والكفاءات البشرية ‪،‬لضمان سالمة‬
‫البرامج والنظم المطبقة‪.‬‬
‫العنصر ‪ :8‬توفر الكفاءة األدائية‪ :‬تلك الكفاءة المتماشية مع عصر التقنية القائمة على فهم‬
‫احتياجات األداء لكافة الوظائف الفنية والمالية والتسويقية والقانونية واالستشارية واالدارية‬
‫المتصلة بالنشاط البنكي‪.‬‬
‫العنصر ‪ :0‬التفاعل مع المتغيرات ‪ :‬اإلستجابة للمستجدات من أفكار ونظريات حديثة في‬
‫حقول األداء الفني والتسويقي والمالي والخدمي‪ .‬التي تعد دعامة لليقظة االقتصادية‪.‬‬
‫العنصر‪ : 5‬الرقابة التقييمية الحيادية ‪ :‬يعد االرتكاز على التقييم الموضوعي من عناصر‬
‫النجاح ‪.‬‬

‫ج‪ -‬أنماط البنوك اإللكترونية ‪:‬‬


‫وفقا لدراسات عالمية أثبتت أن هناك ثالث صور أساسية للبنوك على األنترنت تتمثل‬
‫في ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬الموقع المعلوماتي‪ :‬يمثل المستوى األساسي والحد األدنى للنشاط اإللكتروني‬
‫المصرفي‪ ،‬ويسمح هذا الموقع للبنك بتقديم معلومات حول برامجه ومنتجاته وعملياته‬
‫المصرفية ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الموقع اإلتصالي ‪ :‬يتيح هذا الموقع عملية التبادل اإلتصالي بين البنك والعمالء مثل‬
‫البريد اإللكتروني‪ ،‬تعبئة طلبات أو نماذج على الخط‪ ،‬وتعديل معلومات القيود والحسابات ‪،‬‬
‫واالستفسارات ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الموقع التبادلي ‪ :‬ويمكن من خالله أن يمارس البنك نشاطاته في بيئة إلكترونية‪ ،‬كما‬
‫يمكن للعميل القيام بمعظم معامالته إلكترونيا من سداد قيمة الفواتير‪ ،‬وإدارة التدفقات النقدية‪،‬‬
‫وإجراء كافة الخدمات االستعالمية سواء داخل البنك أو خارجه ‪.‬‬

‫د‪ -‬مميزات البنوك اإللكترونية‬


‫تنفرد البنوك اإللكترونية في تقديم خدمات متميزة عن غيرها من البنوك التقليدية تلبية‬
‫الحتياجات العميل المصرفي وهو ما يحقق للبنك مزايا عديدة عن غيره من البنوك المنافسة‪،‬‬
‫وفيما يلي توضيح لمجاالت تميز البنوك اإللكترونية ‪:‬‬
‫‪-0‬إمكانية الوصول إلى قاعدة أوسع من العمالء ‪ :‬تتميز البنوك اإللكترونية بقدرتها على‬
‫الوصول إلى قاعدة عريضة من العمالء دون التقيد بمكان أو زمان معين‪ ،‬كما تتيح لهم‬
‫إمكانية طلب الخدمة في أي وقت وعلى طول أيام األسبوع وهو ما يوفر الراحة للعميل‪،‬‬
‫إضافة إلى أن سرية المعامالت التي تميز هذه البنوك تزيد من ثقة العمالء فيها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم خدمات مصرفية كاملة وجديدة ‪ :‬تقدم البنوك اإللكترونية كافة الخدمات المصرفية‬
‫التقليدية‪ ،‬وإلى جانبها خدمات أكثر تطورا عبر األنترنت تميزها عن األداء التقليدي مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬شكل بسيط من أشكال النشرات اإللكترونية اإلعالنية عن الخدمات المصرفية ‪.‬‬
‫‪ ‬إمداد العمالء بطريقة التأكد من أرصدتهم لدى المصرف ‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم طريقة دفع العمالء للسفتجات المسحوبة عليهم إلكترونيا ‪.‬‬
‫‪ ‬كيفية إدارة المحافظ المالية ( من أسهم و سندات ) للعمالء ‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة تحويل األموال بين حسابات العمالء المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -8‬خفض التكاليف ‪ :‬من أهم ما يميز البنوك االلكترونية أن تكاليف تقديم الخدمة منخفضة‬
‫مقارنة بالبنوك العادية‪ ،‬ومن ثم فإن تقليل التكلفة وتحسين جودتها هي من عوامل جذب‬
‫العميل‪.‬‬
‫‪ -0‬زيادة كفاءة البنوك االلكترونية ‪ :‬مع اتساع شبكة االنترنت وسرعة إنجاز األعمال عن‬
‫البنوك التقليدية أضحى سهال على العميل االتصال بالبنك عبر االنترنت الذي يقوم بتنفيذ‬
‫اإلجراءات التي تنتهي في أجزاء صغيرة من الدقيقة الواحدة بأداء صحيح وبكفاءة عالية مما‬
‫لو انتقل العميل إلى مقر البنك شخصيا ‪.‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬العمليات المصرفية‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫ارتفع دور البنوك في المساهمة بتنمية االقتصاد وتطوير المجتمع‪ ،‬وشهد العمل‬
‫المصرفي تحوالت جذرية وتغيرات كبيرة في الوسائل وطرق التعامل مع العمالء والمنتجات‬
‫والخدمات المقدمة إليهم‪ ،‬مما يتطلب ايالء أهمية كبيرة الى تنظيم العمليات المصرفية‬
‫وتطويرها لكي تساهم في رفع كفاءة البنوك‪ ،‬وبالتالي المساهمة في حماية النظام المالي‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬والعمل على استقرار النظام المالي والنقدي وتنظيم عمليات تحويل‬
‫األموال من القطاعات والشرائح ذات الدخل الفائض الى القطاعات ذات الدخل المنخفض‪،‬‬
‫وتحسين عمليات الدفع وتداول األموال وحماية العمالء وأموالهم ومنع التعثر المصرفي‬
‫واإلفالس‪.‬‬

‫‪ ‬مفهوم العمليات المصرفية‬


‫تمثل العمليات المصرفية صور النشاط الذي تقوم به البنوك ‪ .‬المتمثلة في جميع‬
‫الخدمات المصرفية على خالف انواعها التي تقدمها البنوك الى عمالئها ‪ ،‬و يرتبط نشاط‬
‫البنوك ارتباطا وثيقا بالمشروعات االقتصادية ‪,‬باالضافة الى العديد من الخدمات األخرى‬
‫التي تمتد فيها معامالته الى جمهور االفراد من غير التجار‪.‬‬
‫‪ -‬المفهوم التقليدي‪ :‬ينحصر عمل المصارف تقليديا في أداء العمليات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الحصول على المال من الجمهور‬
‫‪ -‬إقراض المال للغير‬
‫‪ -‬تنفيذ أوامر الدفع من شيكات وحواالت وغيرها‬
‫‪ -‬المفهوم الحديث‪ :‬يتجسد في عمليات البنوك الشاملة التي تقديم خدمات مصرفية شاملة تشمل‬
‫العمليات التقليدية وتمويل المشاريع وإقراض الدول ‪،‬حتى أنها بدأت بتقديم خدمات التأمين‬
‫إلى جانب الضمانات المالية للحكومات وغيرها من الشركات الكبرى‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف العمليات المصرفية‬


‫هي االعمال والخدمات التي تقوم بها البنوك في إطار نشاطها المصرفي ولها طابع‬
‫االعمال التجارية وتقوم على اإلئتمان بشكل عام وعلى االعتبار الشخصي بشكل خاص‬
‫وتأخذ طابع دولي ولها طابع شكلي خاص‬

‫العمليات البنكية من منظور المشرع الجزائري‬


‫إن المشرع الجزائري عمل جاهدا على إيجاد نظام قانوني يحكم العمليات البنكية على نحو‬
‫يزيح كل غموض أو آثار ينشأ عن هذه العمليات ‪ ،‬قصد تفادي كل إضطرابات في عالقة‬
‫البنك بعمالئه ‪ ، ،‬وهو األمر الذي يتضح جليا من خالل جملة النصوص القانونية التي‬
‫وضعها المشرع الجزائري بغرض تحقيق هذا الغرض ‪ .‬ومن أبرز هذه النصوص نجد ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 12-86‬المؤرخ في ‪ 19‬غشت سنة ‪ 1986‬و المتعلق بنظام البنوك والقرض‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-91‬المؤرخ في ‪ 00‬أفريل ‪ 0991‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 10-10‬المؤرخ في ‪ 22‬فبراير ‪ 2110‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪01-91‬‬
‫المؤرخ في ‪ 00‬أفريل ‪ 0991‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 00-18‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ 2118‬المتعلق بالنقد والقرض ( الساري‬
‫المفعول حاليا )‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 04-10‬مؤرخ في ‪ 16‬رمضان عام ‪ 1431‬الموافق ‪ 26‬غشت سنة ‪2010‬‬
‫يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 27‬جمادى الثانية عام‪ 1424 ،‬الموافق ‪26‬‬
‫غشت سنة ‪ 2003‬والمتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫لقد عرف المشرع الجزائري العمليات المصرفية من خالل المواد ( ‪ 66‬لغاية ‪ )23‬ومن‬
‫(‪ 21‬لغاية ‪ )22‬األمر رقم ‪ 10-01‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ 2101‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪18‬‬
‫– ‪ 00‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ 2118‬والمتعلق بالنقد والقرض و ذلك في الكتاب الخامس‬
‫بعنوان التنظيم المصرفي ‪:‬‬
‫المادة ‪ " : 66‬تتضمن العمليات المصرفية تلقي األموال من الجمهور وعمليات القرض‪،‬‬
‫وكذا وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وإدارة هذه الوسائل‪".‬‬
‫المادة ‪" : 67‬تعتبر أمواال متلقاة من الجمهور‪ ،‬األموال التي يتم تلقيها من الغير‪ ،‬السيما في‬
‫شكل ودائع‪ ،‬مع حق استعمالها لحساب من تلقاها‪ ،‬بشرط إعادتها‪ .‬غير أنه ال تعتبر أمواال‬
‫متلقاة من الجمهور في مفهوم هذا األمر‪:‬‬
‫‪-‬األموا ل المتلقاة أو المتبقية في الحساب والعائدة لمساهمين يملكون على األقل خمسة في‬
‫المائة (‪ )% 5‬من الرأسمال‪ ،‬وألعضاء مجلس اإلدارة وللمديرين‪،‬‬
‫‪-‬األموال الناتجة عن قروض المساهمة‪" .‬‬
‫المادة ‪" : 68‬يشكل عملية قرض‪ ،‬في مفهوم هذا األمر‪ ،‬كل عمل لقاء عوض يضع بموجبه‬
‫شخص ما أو يعد بوضع أموال تحت تصرف شخص آخر‪ ،‬أو يأخذ بموجبه لصالح الشخص‬
‫اآلخر التزاما بالتوقيع كالضمان االحتياطي أو الكفالة أو الضمان‪ .‬تعتبر بمثابة عمليات‬
‫قرض‪ ،‬عمليات اإليجار المقرونة بحق خيار بالشراء‪ ،‬ال سيما عمليات القرض اإليجاري‬
‫وتمارس صالحيات المجلس إزاء العمليات المنصوص عليها في هذه المادة‪" .‬‬
‫المادة ‪" : 21‬البنوك مخولة دون سواها بالقيام بجميع العمليات المبينة في المواد ‪ 66‬إلى‬
‫‪ 23‬أعاله بصفة مهنتها العادية"‪.‬‬
‫المادة‪" : 20‬ال يمكن المؤسسات المالية تلقي األموال من العموم‪ ،‬وال إدارة وسائل الدفع أو‬
‫وضعها تحت تصرف زبائنها‪ .‬وبإمكانها القيام بسائر العمليات األخرى"‪.‬‬
‫المادة‪ " : 72‬يمكن البنوك والمؤسسات المالية أن تجري جميع العمليات ذات العالقة‬
‫بنشاطها كالعمليات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬عمليات الصرف‪،‬‬
‫‪ -‬عمليات على الذهب والمعادن الثمينة والقطع المعدنية الثمينة‪،‬‬
‫‪ -‬توظيف القيم المنقولة وكل منتوج مالي‪ ،‬واكتتابها وشرائها وتسييرها وحفظها وبيعها‪،‬‬
‫‪ -‬االستشارة والمساعدة في مجال تسيير الممتلكات‪،‬‬
‫‪ -‬االستشارة والتسيير المالي والهندسة المالية وبشكل عام كل الخدمات الموجهة لتسهيل‬
‫إنشاء المؤسسات والتجهيزات وإنمائها مع مراعاة األحكام القانونية في هذا المجال‪.‬‬
‫يجب أال تتجاوز هذه األخيرة الحدود التي يضعها مجلس النقد والقرض‪" .‬‬

‫‪ ‬خصائص العمليات المصرفية ‪:‬‬


‫من النصوص التشريعية المتعلقة بالتعريف بالعمليات المصرفية المذكورة أعاله ‪،‬‬
‫نالحظ بأن المشرع قد أعطى للعمليات المصرفية عدة أشكاال مركبة من أكثر من عمل من‬
‫طبيعة قانونية مختلفة ‪ ،‬إالّ ّ‬
‫أن هذه األعمال على تعددها و تنوعها تتميّز بخصائص معينة و‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ خاصية تجارية ‪ :‬لقد منحت دول العالم العمليات المصرفية الصفة التجارية بحكم ماهيتها‬
‫بغض النظر عن القائم بها وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في المادة ‪( 2‬معدلة) من‬
‫القانون التجاري بقوله ‪ " :‬يع ّد عمال تجاريا بحسب موضوعه كل عملية مصرفية ‪ ،‬أو عملية‬
‫صرف أو سمسرة أو خاصة بالعمولة "‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ خاصية الثقة ‪ :‬أ ّن العمليات المصرفية بطبيعتها تقوم دائما على االعتبار‬
‫الشخصي وعلى ثقة األطراف المتعاملة ‪ ،‬خاصة إذا كانت العملية فيها مخاطرة‬
‫مالية ‪ ،‬ال يقدم أي طرف على العملية إ ال ّ متى إطمأن إلى سالمة نية وسلوك‬
‫وسمعة الطرف األخر في هذه المعاملة ‪،‬‬
‫‪ 3‬ـ خاصية التوحيد ‪ :‬تتميز القوانين المصرفية بأنظمة موحدة على المستوى‬
‫الدولي بإعتبارها نظم عالمية مقننة بواسطة مشرعي غرفة التجارة الدولية وتطبق‬
‫بين كافة الدول ‪ ،‬فمعظمها يتم تنفيذها بأسلوب م ّو حد في شكل نموذج تلتزمه‬
‫جميع البنوك ‪.‬‬
‫‪ - 0‬خاصية اإلذعان ‪ :‬تعتمد كافة البنوك في نماذجها على أسلوب موحد قد يصفها البعض‬
‫بأنها عقود إذعان رغم توضيحها لحقوق وواجبات كل من البنك وعمالئه‪ً .‬‬

‫‪ ‬أنواع العمليات المصرفية‬


‫لقد تتعدد العمليات المصرفية بعدما ان عرفت الصناعة المصرفية تطورا ملحوظا‬
‫بسبب ما عرفه العالم من تطورا في التكنولوجيا‪ ،‬وزيادة حرية انتقال رؤوس االموال بين‬
‫الدول‪ ،‬ولم يعد االئتمان من بين اهم العمليات المصرفية التي تقوم بها البنوك ‪ ،‬بل تعددت‬
‫وتنوعت واصبحت في تجدد مستمر ‪.‬‬
‫تتمثل العمليات البنكية من منظور المشرع الجزائري في المحاور الثالث التي تنص‬
‫عليها المادة رقم ‪ 22‬تحديدا من األمر رقم ‪ 10-01‬المؤرخ في ‪ 26‬غشت سنة ‪2101‬‬
‫والمتعلق بالنقد والقرض‪:‬‬
‫‪ -0‬عملة تلقي األموال (الودائع ) من الجمهور‬
‫‪ -2‬عملية القيام بمنح اإلئتمان وعمليات القرض‬
‫‪ -8‬عملية وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وإدارتها‬
‫كما يمكن تصنيفها من حيث مستوى تطورها إلى عمليات مصرفية تقليدية وأخرى حديثة (‬
‫الكترونية)‬
‫بحيث كال منهما تتضمن على مختلف العمليات المحددة في التشريع الجزائري ‪.‬‬
‫المحور الخامس ‪ :‬عمليات اإليداع‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫تعد الوديعة المصرفية النقدية من أهم العمليات البنكية التقليدية ‪ ،‬حيث تعتبر هذه العملية‬
‫بمثابة الوسيط بين أصحاب الفائض المالي الذين يتوجهون إلى البنوك من أجل إيداع نقودهم‪،‬‬
‫و بين أصحاب العجز المالي الذين يسعون لمحصول على قروض واعتمادات من قبل هذه‬
‫البنوك التي تعتمد عادة في منحها لهذا االئتمان على ودائع عمالئها ‪.‬‬
‫ولقد أولت معظم التشريعات اهتماما بالغا بعقد الوديعة المصرفية النقدية حيث وضعت لها‬
‫نصوص خاصة و مفصلة‪ ،‬سواء في القانون الخاص بالبنوك أو في قانونها التجاري ‪ ،‬في‬
‫حين اكتفت تشريعات أخرى بتعريف الوديعة في القانون المدني‪ ،‬مع إدراج بعض النصوص‬
‫المتفرقة و المتعلقة بالوديعة المصرفية النقدية في قوانين مختلفة‪.‬‬
‫تلقي الودائع البنكية ‪:‬‬
‫يقوم العميل من األفراد أو الهيئات ‪ ،‬بإيداع مدخراته النقدية لدى البنك بقصد االحتفاظ بها‬
‫‪ .‬وللعميل أن يستخدمها في مدفوعاته ‪ ،‬وتسوية معامالته المالية وفقا لشروط محددة ‪ .‬وعملية‬
‫اإليداع هذه تدعى بفتح الحساب المصرفي‪ ،‬ويقوم البنك التجاري من جهته بفتح حساب‬
‫مصرفي يتلقى فيه الودائع من عمالئه‬

‫‪ ‬مفهوم الوديعة النقدية المصرفية‬


‫تعتبر عمليات اإليداع النقدي تصرفات قانونية بين البنك والعميل‪ ،‬وليست مجرد إجراء‬
‫مادي يقتصر على تسليم العميل للنقود إلى موظف البنك ‪ ،‬ثم استردادها وقت ما يشاء‪ ،‬أو‬
‫حسب ما تم االتفاق عليه ‪.‬بل هي عقد بين شخص طبيعي أو معنوي والبنك يسلم بمقتضاه هذا‬
‫الشخص مبلغا من النقود بأية وسيلة إلى البنك والذي يلتزم برد المبلغ لدى الطلب وفقا‬
‫للشروط المتفق عليها‪ .‬وتعد الوديعة المصرفية النقدية جوهر النشاط المصرفي ويتضح فيه‬
‫دور البنك كوسيط بين اصحاب االموال و اصحاب المشروعات التجارية ‪ ،‬الوديعة النقدية‬
‫تحافظ على اموال المودع وتمكنه من االستفادة من بعض الخدمات المصرفية‬
‫ونظرا لتميز الوديعة المصرفية النقدية بمجموعة من الخصائص باعتبارها عمل‬
‫مصرفي تقوم به البنوك؛ فإن الفقه اختلف حول طبيعتها القانونية بثالثة أراء‪:‬‬
‫‪ -‬الرأي ‪ : 0‬اعتبرها وديعة تامة تطبق عليها القواعد العامة المنصوص عليها في‬
‫القانون المدني ‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي ‪ : 2‬اعتبرها جانب آخر من الفقه بأنها وديعة شاذة (ناقصة) ألن البنك ال يلتزم‬
‫برد عين الوديعة إنما برد مثلها ‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي ‪ : 3‬اعتبارها قرضا نظرا النتقال ملكية المبالغ المودعة من العميل إلى البنك‬
‫بمجرد اإليداع ‪.‬‬
‫وأمام هذه االختالفات الفقهية التي حاولت وضع عقد الوديعة المصرفية النقدية في قالب‬
‫من قوالب القانون المدني ‪ ،‬فقد اتجه جانب أخر من الفقه إلى القول بخصوصية هذا العقد‪،‬‬
‫واعتباره عمال مصرفيا قائما بذاته تطبق عليه العادات واألعراف البنكية ‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف الوديعة النقدية المصرفية‬
‫تم تعريف الوديعة المصرفية النقدية تعريفات متعددة تختلف سواء من الناحية الفقهية‪ ،‬أو‬
‫من الناحية القانونية‪ ،‬بما في ذلك موقف المشرع الجزائري وأهمها ‪:‬‬

‫أوال ‪:‬التعريف اللغوي للوديعة النقدية المصرفية‬


‫الوديعة هي اسم لإليداع وتطلق على العين المودعة ‪ ،‬وهي من أسماء األضداد تستعمل‬
‫في إعطاء المال لحفظه وفي قبوله إذ يقال « أودعته ماال أي دفعته إليه ليكون وديعة عنده ‪،‬‬
‫ويقال أيضا أودعته ماال بمعنى قبلت منه ذلك المال ليكون وديعة عندي‪ « .‬فمعنى الوديعة في‬
‫اللغة إذا هو ما وضع عند غير مالكه ليحفظه‪.‬‬
‫وهناك من يميز بين الوديعة و اإليداع‪ ،‬حيث يعرف اإليداع على أنه تسليط المالك غيره‬
‫على حفظ ماله صراحة أو داللة‪ .‬أما الوديعة فهي المال المودع عند أمين لحفظه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬التعريف اإلصطالحي لعقد الوديعة النقدية المصرفية‬


‫التعريف ‪: 0‬‬
‫يقصد بعقد الوديعة المصرفية النقدية ذلك العقد الذي يتم إبرامه بين طرفين أو أكثر ‪،‬‬
‫وهما العميل المودع سواء كان شخص طبيعي أو معنوي من جهة ‪ ،‬والبنك المودع لديه من‬
‫جهة أخرى ‪ ،‬كما يمكن إبرامه بين عدة عمالء من جهة والبنك من جهة أخرى‪ ،‬وهو ما‬
‫يعرف بالحساب المشترك ‪ .‬وبمقتضى هذا العقد المتبادل يقوم المودع بتسليم مبلغ من النقود‬
‫إلى أحد البنوك والذي يلتزم برده لدى الطلب أو وفقا لمشروط المتفق عليها ‪ ،‬ويخول هذا‬
‫العقد للبنك حق التصرف في المبالغ المودعة‪ ،‬ومرد هذا الحق يعود إلى أن هذا األخير‬
‫يكتسب ملكية هذه النقود مما يسمح له باستعمالها‪ ،‬و التصرف فيها بما يتفق ونشاطه‪ ،‬وفي‬
‫المقابل يلتزم برد مثلها للمودع طبقا لشروط العقد ‪،‬إما دفعة واحدة أو على دفعات ‪.‬‬
‫وانتقال ملكية المبالغ المودعة إلى البنك يجعل من هذا األخير إذا مجرد مدين للعميل‬
‫برصيد الحساب ‪،‬ألنه من الناحية العملية يتم تقييد األموال المودعة لدى البنك في الجانب‬
‫الدائن للعميل ‪.‬‬

‫التعريف ‪: 2‬‬
‫عقد الوديعة المصرفية النقدية هي تلك النقود التي يعهد بها األفراد أو الهيئات إلى البنك ‪،‬‬
‫والتي يستخدمها في نشاطه المهني على أن يتعهد هذا األخير بردها‪ ،‬أو رد مبلغ مساوي لها‬
‫إلى المودع أو الى شخص أخر معين لدى الطلب أو بالشروط المتفق عليها ‪.‬‬
‫من هذا التعريف يمكن القول بأن عقد الوديعة المصرفية النقدية قائم على فكرتين‬
‫أساسيتين وهما ‪:‬‬
‫‪ -‬فكرة الحفظ التي يهدف إليها العميل ‪ ،‬من خالل تسليمه للنقود إلى البنك‪.‬‬
‫‪ -‬فكرة االستثمار التي تتجسد في استثمار هذه النقود‪ ،‬واستعمالها من قبل البنك بما يوفر له‬
‫اكبر احتياجاته والمتمثلة في منح االئتمان المصرفي‪ ،‬وذلك بقيامه بمنح هذه الودائع كقروض‬
‫أو اعتمادات لعمالئه ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التعريف القانوني لعقد الوديعة النقدية المصرفية‬


‫‪ -8‬تعريف الوديعة في القانون المدني الجزائري‪:‬‬
‫وضع المشرع الجزائري تعريفا للوديعة في القانون المدني‪ ،‬في المادة ‪ 590‬منه والتي‬
‫نصت على أن « الوديعة عقد يسلم بمقتضاه المودع شيئا منقوال إلى المودع لديه على أن‬
‫يحافظ عليه لمدة وعلى أن يرده عينا ‪ ».‬واستنادا لهذه المادة يتبين أن عقد الوديعة المدنية‬
‫بمفهومها القانوني ال يتفق مع عقد إيداع النقود خاصة من حيث النتائج العملية المترتبة عن‬
‫اإليداع ‪،‬ألن البنك ال يلتزم بمجرد حفظ الشيء المودع ورده عينا ؛إنما يكون له بموجب عقد‬
‫الوديعة سلطة استغالله والتصرف في المبالغ المودعة بما يتفق ونشاطه مع التزامه برد ما‬
‫يماثلها للمودع ‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 598‬من القانون المدني الجزائري والتي جاءت تحت عنوان‬
‫بعض أنواع الودائع نجد أن المشرع الجزائري نص على أنه « إذا كانت الوديعة مبلغا من‬
‫النقود‪ ،‬أو شيئا آخر مما يستهلك وكان المودع لديه مأذونا له في استعماله اعتبر العقد‬
‫قرض ‪».‬‬
‫فالمشرع الجزائري اعتبر أن الوديعة التي يكون محلها مبلغا من النقود مع اإلذن للمودع‬
‫لديه باستعماله قرضا؛ والذي عرفه بموجب المادة ‪ 450‬قانون مدني « قرض االستهالك هو‬
‫عقد يلتزم به المقرض أن ينقل إلى المقترض ملكية مبلغ من النقود أو أي شيء مثلي آخر‪،‬‬
‫على أن يرد إليه المقترض عند نهاية القرض نظيره في النوع و القدر والصفة ‪« .‬‬
‫وبما أن عقد القرض من عقود التمليك فإن وديعة النقود حسب هذه المادة تنتقل فيها‬
‫الملكية للمودع لديه‪ ،‬ويكون له الحق في أن يتصرف فيها على أن يرد قدرها العددي ‪.‬‬
‫إال أنه اشترط في ذلك أن يكون المودع لديه مأذونا له في استعمال النقود المودعة‪ ،‬وهذا ما‬
‫ال يتفق مع الوديعة المصرفية النقدية؛ إذ أن البنك ال يحتاج إلى إذن من المودع الستعمال‬
‫النقود بل يتلقاها كمالك حين القبض ‪.‬‬
‫فهذا إذا يعتبر حسب رأي البعض فرق أساسي بين وديعة النقود المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 598‬قانون مدني جزائري وبين الوديعة المصرفية النقدية المنصوص عمليا في‬
‫التشريعات التجارية المقارنة‪ ،‬والتي يتضح منها أن الخصيصة الجوهرية للوديعة المصرفية‬
‫النقدية تتمثل في انتقال الملكية إلى البنك دون أن يحتاج هذا األخير إلى إذن من المودع ‪.‬‬
‫ب ‪-‬تعريف الوديعة وفق األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد والقرض ‪:‬‬
‫بالرجوع إلى قانون النقد و القرض نجد أن المشرع الجزائري حدد العمليات المصرفية‬
‫بموجب المادة ‪ 66‬منه والتي تنص على ما يلي "تتضمن العمليات المصرفية تلقي األموال‬
‫من الجمهور وعمليات القرض‪ ،‬وكذا وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارة هذه‬
‫الوسائل "‪.‬‬
‫يتبين لنا من نص هذه المادة أن المشرع الجزائري أشار إلى الودائع المصرفية النقدية من‬
‫خالل ما اصطلح عليه بتلقي األموال من الجمهور والتي عرفها بدوره بموجب المادة ‪67‬‬
‫»تعتبر أمواال متلقاة‬ ‫من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد والقرض حيث نصت على أنه‬
‫من الجمهور األموال التي يتم تلقيها من الغير السيما في شكل ودائع‪ ،‬مع حق استعمالها‬
‫لحساب من تلقاها بشرط إعادتها‪ .‬غير أنه ال تعتبر أمواال متلقاة من الجمهور في مفهوم هذا‬
‫األمر ‪:‬‬
‫‪-‬األموال المتلقاة أو المتبقية في الحساب و العائدة لمساهمين يملكون على األقل‬
‫‪5%‬من الرأسمال ‪،‬وألعضاء مجلس اإلدارة و المديرين ‪.‬‬
‫‪-‬األموال الناتجة عن قروض المساهمة« ‪.‬‬
‫يتضح لنا من استقراء المادة ‪ 67‬رأي المشرع الجزائري من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق‬
‫بالنقد والقرض كونه لم يعرف الوديعة المصرفية النقدية بشكل مباشر ودقيق‪ ،‬إنما عرف‬
‫األموال المتلقاة من الجمهور بأنها أموال متلقاة من الغير والتي تكون في شكل ودائع‪.‬‬

‫‪ ‬مصادر الوديعة النّقدية المصرفية‪:‬‬


‫للودائع النّقدية المصرفية مصادر متع ّددة ‪ ،‬فهي ليست مقصورة على المبالغ النّقدية‬
‫التي يقوم العميل بتسليمها إلى البنك تنفيذ لعقد اإليداع الذي أبرمه معه ‪ ،‬بل إنّها‬
‫تشمل كل ما يكون للعميل من نقود في ذمة البنك سواء يستلمها هذا االخير من‬
‫العميل مباشرة عن طريق عقد إيداع أم تلقاها عن طريق عمليات أخرى في حساب‬
‫العميل‪ ،‬كتحصيل القيمة النّقدية ألوراق تجارية ‪ ،‬أو تحويل مصرفي أو إعتماد قيّده‬
‫في الحساب لفائدة هذا األخير‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع الودائع النقدية المصرفية‬
‫تتعدد تصنيفات الوديعة المصرفية النقدية وتختلف أنواعها وذلك حسب الزاوية التي‬
‫ينظر منها ‪.‬‬

‫‪ : 0‬التصنيف حسب موعد اإلسترداد‬


‫تنقسم الوديعة النقدية المصرفية حسب موعد استردادها إلى ثالث أنواع‪.‬‬

‫أوال ‪:‬الوديعة تحت الطلب‬


‫تعتبر الوديعة تحت الطلب أو لدى اإلطالع ‪ ،‬والتي تسمى كذلك بالوديعة الجارية من‬
‫أكثر الودائع المصرفية شيوعا ‪ ،‬حيث تمثل الجزء األكبر من موارد البنك ‪ ،‬وهي عبارة عن‬
‫اتفاق بين البنك و العميل يودع بموجبه هذا األخير مبلغا من النقود لدى البنك على أن يكون‬
‫له الحق في سحبه ‪ ،‬دفعة واحدة‪ ،‬أو على دفعات عند الطلب وبحسب رغبته دون إشعار‬
‫مسبق ‪ .‬و يكون القصد منها ‪ ،‬تمكين ال ّزبون من اإلستفادة من "خدمات الخزينة «‬
‫وعادة ما تعتبر الوديعة لدى الطلب النوع المفضل لدى المودعين ‪،‬ألنها تمكنهم من‬
‫مواجهة احتياجاتهم الطارئة التي ال يعرف لها ميعاد ؛ بحيث يستعملونها كأداة لتسوية‬
‫التزاماتهم عن طريق الشيكات ‪،‬أو أوامر التحويل المصرفي؛ ولتلبية هذا الغرض عادة ما‬
‫يسلم البنك للعميل دفتر شيكات ‪.‬‬
‫أما في ما يتعلق بالفوائد فإن البنك عادة ال تدفع ألصحاب هذه الودائع فوائد عنها نظرا‬
‫ألن هذه األخيرة ال تستفيد من إستثمارها اإلستفادة المرج ّوة في نشاطها ‪ .‬غير ّ‬
‫أن هناك بعض‬ ‫ّ‬
‫البنوك تقوم يمنح عن هذا النوع من الودائع فوائد بنسب ضئيلة و ذلك بغية جذب العمالء‬
‫إليها و تشجيعهم على إيداع نقودهم لديها‪ ،‬ألنها مقيد في استعمالها وال تستغلها على النحو‬
‫األمثل ‪ ،‬بسبب اضطرارها لالحتفاظ دوما بكميات كبيرة من النقود لتلبية طلبات السحب‬
‫المفاجئة من العمالء ‪.‬‬
‫و بالرغم من أهميتها بالنسبة للبنك باعتبارها مصدر للتمويل االستثمارات التي تدر من‬
‫ورائيا األرباح ‪،‬إال أنها ال توفر له االطمئنان في استخدامها بالكامل ‪ ،‬وذلك نظرا للمخاطر‬
‫التي تهدده من جراء هذا النوع من الودائع‪ ،‬وهذا ما دعا إلى ضرورة إيجاد حلول ووضع‬
‫احتياطات لتجنب هذه المخاطر‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬الوديعة ألجل‬


‫الودائع ألجل هي تلك الودائع التي ال يحق للعميل المودع طلب ر ّدها إالّ بعد م ّدة معينة‬
‫من اإليداع ‪.‬و هي بذلك تحقق للمصرف اكبر قدر من اإلطمئنان في إستثمارها في عملياته‬
‫اإلئتمانية ‪ ،‬و من ث ّم يمنح عنها المصرف للعميل المودع ‪ ،‬تتناسب و األجل المح ّدد‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة هنا إلى أنه إذا كانت القاعدة فيما يخصّ هذا النّوع من الودائع هي عدم‬
‫أحقيّة العميل في إستردادها قبل حلول االجل المتفق عليه ‪ ،‬إالّ ّ‬
‫أن المصاريف تجيز عادة‬
‫إلغاء الوديعة من طرف العميل و إسترداد مبلغها في أي وقت دون إنتظار حلول أجلها مقابل‬
‫إسقاط الفوائد عن الم ّدة التي تقع ما بين تاريخ إلغاء الوديعة و تاريخ األجل المح ّدد لها‪.‬‬
‫مع العلم ّ‬
‫أن البنوك في الجزائر ‪ ،‬ال تدفع أي فائدة للعميل الذي يقوم بطلب إسترداد الوديعة‬
‫ألجل قبل مرور ثالثة أشهر من تاريخ اإليداع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوديعة بشرط اإلخطار المسبق‬


‫تعتبر الوديعة بشرط اإلخطار أو اإلنذار المسبق الحل الوسط بين الودائع لدى الطلب و‬
‫الودائع ألجل‪ ،‬وهي عبارة عن ودائع غير مقترنة بأجل إنما يتم االتفاق فيها على ضرورة‬
‫قيام المودع بإشعار البنك بردها بعد مدة معينة من تاريخ إشعاره‪ ،‬ويتم االعتماد في تحديد‬
‫مدة اإلشعار عادة على مبلغ الوديعة‪ ،‬فكلما كانت الوديعة أكبر كانت مدة اإلشعار أطول ‪.‬‬
‫والغرض من شرط اإلخطار المسبق هو إعطاء البنك فرصة لتدبير النقود المطلوب‬
‫استردادها ؛ خاصة إذا كان المبلغ كبير‪ ،‬أو كانت الوديعة ألجل وسمح للعميل باستردادها قبل‬
‫حلول األجل بشرط اإلخطار المسبق ‪ ،‬لذلك تعتبر المدة الممتدة بين اإلخطار و االسترداد‬
‫مقررة لمصلحة البنك ‪ ،‬ويلتزم بها العميل ‪.‬‬
‫و يتيح هذا النوع من الودائع للبنك حريّة نسبيّة في توظيفها و إستثمارها في نشاطه ‪ ،‬إذا‬
‫ما قورنت بالودائع تحت الطلب ‪ ،‬و لكنها ال تصل إلى درجة الحرية التي يتمتع به المصرف‬
‫في توظيف الودائع النّقدية ألجل‬
‫كما أن الفوائد التي تمنح عن هذا النوع من الودائع يرتفع سعرها كلما طالت المدة‬
‫الالحقة على اإلخطار‪ ،‬وهي أعلى من فائدة الوديعة تحت الطلب‪ ،‬وأقل من الفائدة الممنوحة‬
‫للوديعة المقترنة بأجل‬

‫‪ ‬االحتياطات المتخذة لتفادي حالة العجز عن الدفع‬


‫تعمل البنوك لتفادي المخاطر الناتجة عن طلب سحب الودائع دفعة واحدة خاصة في‬
‫حالة الوديعة تحت الطلب ‪ ،‬مما يؤدي إلى وقوع البنك في حالة العجز عن الدفع ‪ ،‬نتيجة‬
‫عدم توفر السيولة النقدية المطلوبة ؛ التي تمكن البنك من تفاد المخاطر المحتملة (اإلفالس)‪.‬‬
‫ففي مثل هذه الحالة يلجأ البنك أوال من أجل تغطية العجز باللجوء إلى الودائع التي يتلقاها‬
‫من المودعين الجدد ‪ ،‬كما تلعب خبرته وتجربته من معرفة القدر التقريبي للودائع التي‬
‫تسحب من صندوقه كل يوم‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإن المشرع يفرض رقابة صارمة على البنوك في استخدام ودائعها ‪،‬‬
‫بحيث اتجهت معظم التشريعات إلى إنشاء مؤسسات ضمان الودائع المصرفية ‪ ،‬وهذا ما تبناه‬
‫المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 118‬من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد والقرض ‪ ،‬إذ‬
‫ألزمت هذه المادة بأن تشارك البنوك في تمويل صندوق ضمان الودائع المصرفية بالعملة‬
‫الوطنية ينشؤه بنك الجزائر‪ ،‬حيث يتعين على كل بنك أن يدفع إلى صندوق الضمان عالوة‬
‫ضمان سنوية نسبتها ‪ 1%‬على األكثر من مبلغ ودائعه‪ ،‬ويقوم مجلس إدارة بنك الجزائر كل‬
‫سنة بتحديد مبلغ هذه العالوة كما يحدد مبلغ الضمان األقصى الممنوح إياه كل مودع ‪ .‬تعتبر‬
‫ودائع شخص ما لدى نفس البنك ولحاجات هذه المادة ‪ ،‬وديعة وحيدة حتى وان كانت بعمالت‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫كما أن الضمان ال يمكن استعماله إال في حالة توقف البنك عن الدفع ‪ .‬وذلك مهما كان‬
‫نوع الوديعة التي عجز عن دفعها سواء كانت لدى الطلب أو أي نوع أخر‪ .‬في حين ال يغطي‬
‫هذا الضمان المبالغ التي تسبقها البنوك فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -2‬التصنيف حسب حرية البنك في التصرف فيها‬
‫ويشمل هذا التصنيف صورتان هي الوديعة العادية و الوديعة المخصصة لغرض‬
‫معين‪.‬‬

‫أوال ‪:‬الوديعة النقدية المصرفية العادية أو الحرة‬


‫هي الوديعة التي ال يرد على ملكية البنك لها أي شرط أو قيد يحد من تصرفه أو‬
‫استخدامه لتلك الودائع ‪ ،‬حيث يتملك مبلغها؛ ويكون من حقه أن يستثمرها في مختلف‬
‫العمليات و األنشطة التي يقوم بها‪ ،‬على أن يرها للمودع حسب الشروط المتفق عليها ‪ .‬فهي‬
‫التي تكون مصدر األموال التي يستعملها البنك في عمليات اإلقراض ‪ ،‬وتكون مستحقة‬
‫الوفاء إما بمجرد الطلب‪ ،‬أو بعد أجل معين‪ ،‬أو بشرط اإلخطار المسبق ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬الوديعة المخصصة لغرض معين‬


‫تختلف الوديعة المصرفية النقدية المخصصة لغرض معين ‪ ،‬اختالفا كبيرا عن الوديعة‬
‫العادية‪ ،‬ذلك أن العميل ال يهدف من خاللها إلى حفظ النقود فقط ‪ ،‬بل إلى تمكين البنك من‬
‫تنفيذ عمل آخر لحسابه ‪ ،‬بحيث تكون هذه النقود المودعة هي الوسيلة لتنفيذ هذا العمل ‪،‬‬
‫فالعميل إذا يقوم بتخصيص مبلغ الوديعة لتحقيق غرض معين ‪ ،‬ويكون هذا التخصيص إما‬
‫لمصلحة المودع كما في الشركة التي تخصص النقود المودعة للوفاء بأرباح األسهم أو فوائد‬
‫السندات ‪ ،‬أو عند تلقي البنك أمواال من العميل بغرض توظيفها في شكل مساهمات لدى‬
‫مؤسسة ما‪ ،‬وفقا لكل الكيفيات القانونية كما في األسهم و سندات االستثمار و حصص‬
‫الشركات و الموصين في شركات التوصية أو سواها‪ ،‬إذ ال تعتبر هذه األموال ودائع حسب‬
‫مفهوم المادة ‪ 67‬من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد والقرض ‪ ،‬بل تبقى ملكا ألصحابها‪،‬‬
‫و ال ينتج عنها فوائد‪ ،‬كما يجب أن تبقى مودعة لدى بنك الجزائر في حسابات خاصة بكل‬
‫توظيف مزمع إلى غاية توظيفها‪ ،‬لذلك تخضع هذه العمليات ألحكام الوكالة‪ ،‬واما أن يكون‬
‫التخصيص لمصلحة البنك كأن يتم تخصيص رصيد حساب لضمان حساب آخر‪ ،‬وهذا ما‬
‫نصت عليه المادة رقم ‪ 120‬من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد والقرض ‪ ،‬و التي جاء‬
‫فيها « يمكن أن تكون الحسابات المفتوحة لدى البنوك فردية أو جماعية مع تضامن أو بدونه‬
‫أو شائعة‪ ،‬ويمكن تخصيصها كضمانة لفائدة البنك بموجب عقد عرفي فقط‪. " ...‬‬
‫في هذا النوع من ودائع المصرفية ‪ ،‬يقوم العميل الذي يدعي التخصيص أن يقيم الدليل‬
‫إما بمحرر واضح في معنى التخصيص‪ ،‬أو باالستعانة بقرائن‪ .‬يؤكد بذلك عملية إيداع مبلغ‬
‫من النقود لدى البنك بقصد إستخدامه في عملية معينة ‪ ،‬كالوفاء بقيمة أوراق تجارية أو‬
‫شراء قيم منقولة ‪ ،‬أو بإكتتاب في أسهم شركة معينة إلى أخره‪...‬‬
‫وفي هذا الصدد نجد المادة ‪ 28‬من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد والقرض ‪ ،‬تنص‬
‫على أنه‪ " :‬خالفا لألحكام القانونية المتعلقة باإلكتتابات ‪ ،‬يمكن البنوك والمؤسسات المالية أن‬
‫تتلقى من الجمهور امواال مع ّدة لكي توظف في مساهمات لدى مؤسسة ما ‪ ،‬وفقا لكل‬
‫الكيفيات القانونية كما في األسهم وسندات اإلستثمار وحصص الشركات والمحاصات‬
‫التالية "‪:‬‬ ‫والموصين في شركات التوصية أو سواها‪ ،‬تخضع هذه األموال لألحكام‬
‫‪-0‬ال تعتبر ودائع في مفهوم المادة ‪ 22‬من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد والقرض(‬
‫سبق ذكرها) ‪ ،‬بل تبقى ملكا ألصحابها ‪.‬‬
‫‪-2‬ال تنتج فوائد‪.‬‬
‫‪ -8‬يجب أن تبقى مودعة لدى بنك الجزائر في حساب خاص بكل توظيف مزمع إلى‬
‫غاية توظيفها ‪....‬لغاية ‪.‬‬
‫‪ -7...‬يحدد المجلس بموجب نظام ‪ ،‬الشروط األخرى ‪ ،‬السيما تلك المتعلقة بعدم إمكانية‬
‫مكتتب أو عدة مكتتبين بواجباتهم ‪.‬‬
‫‪ -8‬للبنوك والمؤسسات المالية الحق في عمولة توظيف تعود لها ‪ ،‬حتى إذا طبقت أحكام‬
‫الفقرة (*‪ ) 2‬أعاله ‪ ،‬كما تستحق لها عمولة سنوية عن هذه العمليات إذا قامت بالتسيير‪.‬‬
‫‪ -9‬فضال عما تنص عليه المادة ‪ ،‬تخضع هذه العمليات من جهة أخرى لقواعد الوكالة "‬
‫‪.‬‬
‫فالودائع المخصصة لغرض معين ‪ ،‬هي الودائع التي يمتنع البنك التصرف فيها ‪ ،‬بل‬
‫عليه أن يحتفظ بها إلستخدامها في الغرض الذي خصصت له ؛ فإن أخل بإلتزامه هذا‪،‬‬
‫أعتبر مرتكبا لجريمة خيانة األمانة ‪.‬‬
‫( الرجوع إلى نص المادة ‪ 376‬من القانون العقوبات الجزائري )‪.‬‬

‫الفقرة *‪ " : 2‬إذا لم تتحقق المساهمة أو إذا أصبحت غير ممكنة ألي سبب كان‪ ،‬يجب على‬
‫البنك أو على المؤسسة المالية التي تلقت األموال أن تضعها تحت تصرف أصحابها خالل‬
‫األسبوع الذي يلي هذه المعاينة "‪.‬‬

‫‪ - 8‬التصنيف حسب عدد األشخاص المالكين لها‬


‫يمكن تصنيف الوديعة المصرفية النقدية حسب عدد األشخاص الذين فتح لهم البنك‬
‫الحساب ‪ ،‬إلى وديعة فردية و وديعة مشتركة أو جماعية وهذا ما نص عليه المشرع‬
‫الجزائري بموجب المادة رقم ‪ 120‬من األمر رقم ‪ 00-18‬المتعلق بالنقد و القرض ( التي‬
‫سبق ذكرها) والمتضمنة على ‪:‬‬
‫أوال ‪:‬الحساب الفردي‬
‫وهو حساب الوديعة الذي يفتحه البنك لشخص واحد‪ ،‬و الذي يعتبر المالك الوحيد لهذا‬
‫الحساب‪ ،‬فال يجوز سحب المبالغ النقدية المودعة فيه إال من قبله سواء بطريقة مباشرة أو‬
‫غير مباشرة ‪ ،‬ما لم يقم بتوكيل أي شخص أخر بهذه المهمة‪ ،‬وفي هذه الحالة يلتزم البنك‬
‫بالتأكد من صحة التوكيل ‪.‬‬
‫مع العلم أن البنوك تسمح للعميل الواحد‪ ،‬سواء كان شخص طبيعي أو معنوي بفتح أكثر‬
‫من حساب لدى بنك واحد‪ ،‬أو لدى فروعه المختلفة التي تعتبر في األصل مستقلة عن بعضها‬
‫البعض ‪ ،‬إال أن البنوك تقوم عادة بإدراج شرط يقيم االرتباط بين جميع الحسابات حيث تعتبر‬
‫بمثابة حساب واحد في عالقة البنك بالعميل‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬الحساب المشترك‬
‫يكثر هذا النوع من الحسابات في إنجلترا خاصة بين األزواج ‪ ،‬على عكس ما هو الحال‬
‫في فرنسا؛ إذ من النادر اللجوء إليه بسبب الرقابة الدقيقة التي فرضت عليه نظرا الستخدامه‬
‫كوسيلة للتحايل على النظام المالي لألزواج‪ ،‬وعلى ضرائب التركات‪.‬‬
‫ويعرف بأنه حساب إيداع دائن من حيث المبدأ‪ ،‬يفتحه شخصان أو أكثر‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫بطلب من قبل جميع أطرافه ‪ ،‬حيث يشترط البنك حضورهم جميعا عند فتح الحساب‬
‫للحصول على نموذج توقيعهم‪ ،‬كما يشترط أن يكونوا متمتعين جميعا باألهلية الالزمة‬
‫للتعاقد ‪.‬‬
‫فالحساب المشترك يتم فتحه عادة عندما تكون الوديعة النقدية ملك لعدة أشخاص ال‬
‫يجمعهم كيان قانوني ‪ ،‬كأن يكونوا ورثة أو شركاء في مال شائع‪ .‬واألصل أن يتم تحديد‬
‫نصيب كل واحد من أصحاب الحساب في العقد تفاديا للحجز على أحدهم أو وفاته‪ ،‬أما إذا لم‬
‫يتم هذا التحديد أعتبر هذا الحساب شائعا‪ ،‬و الحصص فيه متساوية بينهم‪ ،‬ما لم يقم دليل على‬
‫خالف ذلك ‪ ،‬وهذا ما يفهم من نص المادة ‪ 713‬من القانون المدني الجزائري ‪.‬‬
‫يتم االتفاق في عقد فتح الحساب على تعيين واحد أو أكثر من أصحابه يكون له حق‬
‫السحب منه ويعتبر في مواجهة البنك كأنه المالك الوحيد للحساب‪ ،‬مع االتفاق على حق كل‬
‫واحد منهم في السحب من الحساب كأنه حسابه الشخصي‪ ،‬ويعرف هذا الشرط بالتزام‬
‫أصحاب الحساب ضامنين متضامنين‪ ،‬ويتجلى هذا االلتزام عندما يكشف رصيد الحساب عن‬
‫دائنية لصالح العمالء‪ ،‬ففي هذه الحالة تبرأ ذمة البنك في مواجهة جميع أصحاب الحساب‬
‫المشترك بأن يدفع ألي واحد منهم‪ ،‬وفي الحالة العكسية فإن البنك يحق له الرجوع على أي‬
‫من أصحاب الحساب ‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص الوديعة النقدية المصرفية‬


‫يتسم عقد الوديعة المصرفية النقدية بعدة خصائص؛ إذ يعتبر عمل حصري للمصارف‬
‫وهو عقد رضائي بموجبه تنتقل ملكية المبالغ المودعة إلى البنك‪ ،‬و الذي يعتبر بالنسبة إليه‬
‫عمل تجاري في كل األحوال‪.‬‬
‫أ – خاصية اإلنفراد‬
‫تعتبر الوديعة المصرفية النقدية عمل حصري للبنوك‪ ،‬أي تنفرد بها البنوك دون سواها ‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 70‬من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد و القرض على أن « البنوك‬
‫مخولة دون سواها للقيام بجميع العمليات المبينة في المواد (من ‪ 66‬إلى ‪ *) 68‬بصفة مهنتها‬
‫العادية‪".‬‬
‫وتأكيدا لذلك نصت المادة ‪ 71‬من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد و القرض على أنه »‬
‫ال يمكن المؤسسات المالية تلقي األموال من العموم‪ ،‬وال إدارة وسائل الدفع‪ ،‬أو وضعها تحت‬
‫تصرف زبائنها‪ ،‬وبإمكانها القيام بسائر العمليات األخرى» ‪.‬‬
‫و لكن بالرجوع إلى نص المادة ‪ 474‬قانون تجاري و المتعلق بالوقاية و مكافحة إصدار‬
‫الشيكات بدون رصيد نجد أن المشرع الجزائري حدد من خاللها المسحوب عليه في الشيكات‬
‫في إحدى المؤسسات التالية ‪:‬البنوك و المؤسسات المالية أو مصالح الصكوك البريدية أو‬
‫مصلحة الودائع و األمانات أو الخزينة العامة أو قباضة مالية‪.‬‬

‫ب – خاصية الرضا‬
‫يعتبر عقد الوديعة المصرفية النقدية عقد رضائي يخضع للقواعد العامة في االلتزامات‪،‬‬
‫إذ يكفي النعقاده تطابق اإليجاب و القبول بين البنك والعميل‪ ،‬حيث ال يعتبر التسليم‪ ،‬و الكتابة‬
‫ركن من أركان هذا العقد ‪.‬‬
‫إال أن هناك جانب من الفقه يضفي على هذا العقد صفة اإلذعان‪ ،‬وذلك بسبب قيام البنوك‬
‫عادة بتحديد شروط العقد على نماذج مطبوعة مسبقا؛ بحيث ال يبقى للعميل سوى قبولها أو‬
‫رفضها دون حق مناقشتها ‪ ،‬لكن هذا الرأي مردود عليه إذ يرى جانب أخر من الفقه أنه ال‬
‫يمكن اعتباره من عقود اإلذعان لمجرد ما جرى عليه العمل المصرفي من إدراج شروط‬
‫العقد على نماذج معدة مسبقا‪ ،‬وسيران هذه الشروط على جميع الودائع التي تتعاقد عليها‪،‬‬
‫وذلك على األقل لتعدد البنوك في كل مكان‪ ،‬واحتمال اختالف الشروط المعتمدة من قبلها في‬
‫هذا الشأن ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬خاصية التملك‬
‫اعتبر المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 598‬من القانون المدني أن الوديعة النقدية التي‬
‫يسمح فيها للمودع لديه باستعمالها قرضا‪ ،‬والذي يعتبر بدوره من عقود التمليك‪ ،‬لذلك تتميز‬
‫الوديعة المصرفية النقدية بخاصية جوهرية‪ ،‬وهي انتقال ملكية المبالغ المودعة إلى البنك‬
‫بحيث يكون له حق التصرف فيها كما يشاء على أن يلتزم برد قدرها العددي ‪.‬‬

‫د – خاصية المتاجرة‬
‫نصت المادة ‪ 02‬من القانون التجاري الجزائري على أنه « يعد عمال تجاريا بحسب‬
‫موضوعه "‪...‬كل عملية مصرفية أو عملية صرف أو سمسرة أو خاصة بالعمولة‪. "....‬‬
‫وبما أن الوديعة المصرفية النقدية تعتبر عملية مصرفية من بين العمليات التي تقوم بها‬
‫البنوك فإنها تعتبر دائما عمال تجاريا بحسب موضوعه بالنسبة للبنك ‪ .‬أما العميل المودع فال‬
‫تعتبر بالنسبة إليه عمال تجاريا إال إذا كان تاجرا وكانت الوديعة المصرفية النقدية لحاجات‬
‫تجارته ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬خاصية التميز‬


‫تتصف الوديعة المصرفية النقدية بمجموعة من الخصائص والصفات‪ ،‬مما يميزها عن‬
‫باقي العقود المشابهة لها‪ ،‬كعقد الوديعة المدنية وعقد تأجير الخزائن الحديدية وعقد وديعة‬
‫األوراق المالية ‪ ….‬إلخ ‪.‬‬

‫أ ‪ :‬تميز الوديعة النقدية المصرفية عن الوديعة المدنية‬


‫عرف المشرع الجزائري الوديعة المدنية بموجب المادة ‪ 590‬من القانون المدني على‬
‫أنها » الوديع عقد يسلم بمقتضاه المودع شيئا منقوال إلى المودع لديه‪ ،‬على أن يحافظ عليه‬
‫لمدة وعلى أن يرده عينا ‪ ».‬يتبين من هذا التعريف أن الوديعة المصرفية النقدية تتفق مع‬
‫الوديعة المدنية في أن كالهما عقد يسلم بمقتضاه المودع شيئا منقوال إلى المودع لديه‪ ،‬إال أنها‬
‫تختلف عنها من حيث المحل وما ترتبه من الزامات ‪.‬‬
‫إذ أن محل الوديعة المصرفية النقدية يكون دائما مبلغا من النقود‪ ،‬أما الوديعة المدنية فإن‬
‫محلها يمكن أن يكون نقودا‪ ،‬كما يمكن أن يكون شيئا آخر منقول‪ ،‬كما أن المودع لديه في‬
‫الوديعة المدنية يلتزم بحفظ الشيء المودع ورده عينا إلى المودع‪ ،‬واال ع ّد خائنا لألمانة ‪،‬‬
‫وهذا عكس ما هو عليه الحال بالنسبة للوديعة المصرفية ؛ إذ تنتقل ملكية المبالغ المودعة إلى‬
‫البنك الذي يكون له حق التصرف فيها‪ ،‬و استعمالها في أنشطته ومشاريعه دون حاجة إلذن‬
‫من المودع‪ ،‬وهذا ما يميزها بشكل أدق حسب رأي البعض عن الوديعة النقدية المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 598‬من القانون المدني التي اشترطت ضرورة حصول المودع لديه على‬
‫إذن من المودع لكي يتمكن من استعمال النقود المودعة لديه في حين ال يحتاج البنك إلى هذا‬
‫اإلذن ألنه يتلقى النقود كمالك لها حين القبض ‪ ،‬وفي مقابل كل هذا ال يلتزم البنك برد ذات‬
‫المبلغ إنما ما يعادله فقط ‪.‬‬
‫مع العلم أنه ال يجوز التمسك بالمقاصة إذا كانت الوديعة مدنية وهذا ما جاء في المادة‬
‫‪299‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬على عكس الوديعة المصرفية النقدية حيث يمكن إجراء‬
‫المقاصة بين ما يودعه المودع وبين ما يترتب في ذمته من ديون للمصرف ‪.‬‬

‫ب ‪ :‬تميز الوديعة النقدية المصرفية عن وديعة األوراق المالية‬


‫تعرف وديعة األوراق المالية على أنها عقد بموجبه يتسلم البنك أوراقا مالية للمحافظة‬
‫عليها وادارتها مقابل أجر على أن يقوم بردها عينا عند الطلب‪ ،‬أو وفقا للشروط المتفق‬
‫عليها ‪.‬‬
‫يتضح من هذا التعريف أن الوديعة المصرفية النقدية تتفق مع وديعة األوراق المالية في‬
‫أن كالهما يتم عن طريق إبرام عقد رضائي بين البنك والعميل‪ ،‬وبموجبه يتم فتح حساب لهذا‬
‫األخير ‪،‬إال أنهما يختلفان من حيث محل العقد‪ ،‬و االلتزامات المترتبة عنه‪ .‬فمحل الوديعة‬
‫المصرفية النقدية يكون دائما مبلغا من النقود تنتقل ملكيته إلى البنك ‪ ،‬في حين يكون محل‬
‫وديعة األوراق المالية عبارة عن أوراق مالية‪ ،‬ال تنتقل ملكيتها إلى البنك بل يلتزم بحفظها‪،‬‬
‫وردها عينا إلى المودع‪ ،‬ما لم يكن هناك اتفاق خطي بينهما يتضمن إعطاء الحق للبنك في‬
‫التصرف في هذه األوراق‪ ،‬و إرجاع أوراق من نوعها ‪.‬‬
‫كما تختلف الوديعة النقدية عن وديعة األوراق المالية‪ ،‬في أن البنك هو الذي يتلقى األجرة‬
‫عن عملية اإليداع المتعلقة باألوراق المالية و إدارتها‪ ،‬في حين يقع عليه عادة التزام دفع‬
‫الفوائد فيما يتعلق بالوديعة النقدية والتي تختلف قيمتها حسب نوع الوديعة ‪.‬‬

‫ج ‪ :‬تميز الوديعة النقدية المصرفية عن تأجير الخزائن الحديدية‬


‫تتفق الوديعة المصرفية النقدية مع تأجير الخزائن الحديدية في أن كالهما يتم بإبرام عقد‬
‫رضائي بين البنك والعميل‪ ،‬حيث يعتبر هذا العمل في كال العقدين تجاريا دائما بالنسبة للبنك‪،‬‬
‫ويختلف بالنسبة للعميل حسبما إذا كان تاجرا أم ال ‪ .‬إال أنهما يختلفان في محل العقد و‬
‫االلتزامات المترتبة عنه‪ .‬فمحل عقد الوديعة المصرفية النقدية يتمثل في المبالغ النقدية التي‬
‫يقوم العميل بإيداعها لدى البنك‪ .‬أما محل عقد تأجير الخزائن الحديدية فال ينحصر في النقود‬
‫إنما يمكن أن يكون مجوهرات‪ ،‬أو مستندات ووثائق مهمة‪ ،‬أو وصايا إلى غير ذلك من‬
‫األشياء التي يرغب العميل في إخفائها‪ ،‬و االحتفاظ بسريتها‪ ،‬ألن الخاصية المميزة للخزائن‬
‫الحديدية أنها تضمن للعميل السرية التامة لألشياء الموجودة فيها‪ ،‬ألن الخزانة ال يمكن فتحها‬
‫إال عن طريق مفتاحين بحيث يكون أحدهما لدى العميل‪ ،‬و األخر لدى البنك‪ ،‬الذي يلتزم‬
‫بتمكين العميل من استخدام الخزانة بطريقة تحول دون علم أحد بمحتوياتها‪ ،‬بما في ذلك البنك‬
‫‪.‬‬
‫وهذا ما ال يمكن أن نجده في الوديعة المصرفية النقدية‪ ،‬أين يكون البنك على علم تام بقيمة‬
‫المبالغ المودعة‪ ،‬بل يعتبر تحديدها شرط من شروط إبرام العقد؛ حيث يقوم البنك بتدوين‬
‫قيمتها في الجانب الدائن من حساب العميل‪ ،‬أو في دفتره كما يكون على علم تام بالمبالغ التي‬
‫يسحبها العميل؛ إذ يقوم البنك بتدوين ذلك في الجانب المدين من حساب العميل أو في دفتره‬
‫إذا كانت الوديعة وديعة توفير ‪.‬‬
‫كما أن البنك يلتزم بموجب عقد الوديعة بدفع فوائد للعميل المودع‪ ،‬وذلك حسب االتفاق أو‬
‫العرف المصرفي ‪ ،‬في حين يتلقى بموجب عقد تأجير الخزائن الحديدية أجرة من العميل لقاء‬
‫تمكينه من استغالل الخزينة الحديدية‪ ،‬وتختلف هذه األجرة باختالف حجم الخزانة‪ ،‬ومدة‬
‫االنتفاع بها ‪.‬‬
‫الطبيعة القانونية للوديعة النقدية المصرفية‬ ‫‪‬‬
‫اختلفت وجهات نظر الفقهاء حول الطبيعة القانونية للوديعة المصرفية النقدية‪ ،‬ألنها مزيج‬
‫من نظم قانونية متعددة‪ ،‬حيث تجمع صفات ال تعود كليا إلى نظام واحد‪ ،‬ويرجع السبب‬
‫في ذلك إلى حرية األطراف في وضع الشروط التي تناسبهم ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اختالف اآلراء الفقهية حول الطبيعة القانونية للوديعة النقدية المصرفية‬
‫الزال الجدل القديم الذي ثار حول الطبيعة القانونية للوديعة المصرفية النقدية قائما‬
‫ومستمرا إلى يومنا هذا‪ ،‬وقد تردد الفقه بين أربع أراء أساسية لتحديد هذه الطبيعة وهي ‪:‬‬
‫الرأي ‪ : 0‬الوديعة النقدية المصرفية والوديعة العادية ( التامة ) ‪:‬‬
‫إن عقد إيداع النّقود يقترب من عقد الوديعة العادية ورد تعريفها في نص المادة ‪591‬‬
‫ّ‬
‫من القانون المدني الجزائري " الوديعة عقد يسلم بمقتضاه المودع شيء منقوال إلى المودع‬
‫لديه على أن يحافظ عليه لمدة وعلى أن يرده عينا "‪ .‬و ذلك بالنظر إلى غلبة فكرة حفظ‬
‫الشيء المودع ( النقود ) عليه‪ .‬و األخذ بهذا الرأي يترتب عليه عدة نتائج هي ‪:‬‬
‫أ ـ يلتزم البنك (المودع لديه ) التّمسك بالمقاصة ‪ ،‬إذا طالبه العميل المودع برّد مبلغ الوديعة ‪،‬‬
‫وكان قد نشأ لهذا البنك دين عليه أثناء سريان عقد اإليداع ‪.‬‬
‫ب ـ ال يسأل البنك عن هالك الشيء المودع ‪ ،‬إذا هلك هذا األخير بق ّوة قاهرة ‪ ،‬و ذلك تطبيقا‬
‫للقاعدة القاضية ‪ّ " :‬‬
‫بأن هالك الشيء يكون على مالكه‪« .‬‬
‫ج ـ يعتبر تصرف المودع عليه في الشيء المودع بمثابة تبدبد ‪ ،‬يتعرض مرتكبه للعقوبة‬
‫المقررة لجريمة خيّانة األمانة ‪.‬‬
‫و في الواقع عجز هذا الرأي عن التّكييف القانوني السّليم لعقد إيداع النقود (الوديعة‬
‫المصرفية ) ذلك ّ‬
‫أن النتائج المترتبة على األخذ بفكرة الوديعة العادية ‪ ،‬ال تستقيم مع ما‬
‫يجرى عليه العمل و ما تقضى به العادات المصرفيّة ‪ :‬ففي الوديعة النّقدية المصرفية يحق له‬
‫التص ّرف فيها كما يشاء ‪ ،‬و من ث ّم يكون هالك المبلغ بالمقاصة إذا أصبح البنك دائنا للعميل‬
‫المودع أثناء قيام عقد اإليداع و ذلك خالفا لما تقضي به المادة ‪ 299‬من القانون المدني‬
‫الجزائري حيث ورد بها ما يأتي ‪ ":‬تقع المقاصة مهما إختلفت مصادر الديّون فيما عدا‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان أحد الدينين شيئا نزع دون حق من يد مالكه و كان مطلوبا ر ّده‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان أحد ال ّدينين شيئا مودعا أو معارا لإلستعمال و كان مطلوبا ر ّده‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان أحد ال ّدينين حقا غير قابل للحجز‪« .‬‬
‫لكل ذلك يجمع الفقه اليوم على عدم تطبيق أحكام الوديعة العادية المنصوص عليها في‬
‫القانون المدني‪.‬‬

‫الرأي ‪ : 2‬الوديعة النقدية المصرفية والوديعة الناقصة (شاذة)‪:‬‬


‫الوديعة الناقصة هي تلك التي يكتسب فيها المودع لديه ملكية الشيء المودع و ال يلتزم‬
‫إالّ بر ّد مثله نوعا و مقدارا‪ .‬يذهب هذا الرأي إلى تكييف الوديعة المصرفية على أنّها وديعة‬
‫ناقصة‪ .‬و لو كان هذا التكييف القانوني صحيحا ‪ ،‬لوجب تطبيق أحكام الوديعة التامة على‬
‫الوديعة المصرفية إالّ ما تعلق منها بملكية الشيء المودع ‪ ،‬و يترتب على هذا عدم جواز‬
‫المقاصة بين إلتزام المودع لديه بر ّد الشيء و بين حق يكون له تجاه المودع ‪ ،‬و يتحتّم على‬
‫البنك أيضا أن يحتفظ دائما بما يماثل الشيء المودع من حيث النوع و المقدار حتى يكون‬
‫على إستعداد لمواجهة طلب المودع بالرّد ‪ ،‬تنص المادة ‪ 590‬من القانون المدني الجزائري‬
‫" يجب على المودع لديه أن يسلّم الشيء إلى المودع بمجرّد طلبه إال ّإذا ظهر من العقد ّ‬
‫أن‬
‫أن هذا الرأي لم يسلم من النّقد أيضا ‪ ،‬و ذلك‬
‫األجل عيّن لمصلحة المودع لديه‪ ….‬الخ " ‪ ،‬إال ّ‬
‫ّ‬
‫ألن البنك ال يلتزم بأن يحتفظ دائما في خزائنه بمقدار ما يساوى المبالغ المودعة ‪ ،‬بل يجب‬
‫أن يتمتع بحريّة التّصرف فيها في منح القروض و تمويل المشروعات‪.‬‬
‫و القول بخالف ذلك يؤدي إلى تعطيل نشاط البنك اإلئتماني ‪ .‬و إن الذي يقوم به البنك في‬
‫الواقع ‪ ،‬هو اإلحتفاظ في خزائنه بنسبة معينة من األموال لمواجهة إحتماالت طلب المودعين‬
‫برد أموالهم‪.‬‬
‫الرأي ‪ : 8‬الوديعة النقدية المصرفية وعقد قرض اإلستهالك‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف القرض ‪ :‬نص المادة ‪ 051‬من القانون المدني الجزائري ‪ " :‬قرض اإلستهالك‬
‫هو عقد يلتزم به المقرض أن ينقل إلى المقترض ملكية مبلغ من النّقود أو أي شيء مثلي‬
‫أخره ‪ ،‬على أن يرّد إليه المقترض عند نهاية القرض نظيره في النوع ‪ ،‬و القدر ‪ ،‬و الصفة‬
‫‪«.‬‬
‫يذهب هذا الرأي إلى إعتبار الوديعة النّقدية المصرفية بمثابة عقد قرض بين البنك ( و‬
‫هو المقترض ) و العميل ( و هو المقرض ) ‪ ،‬و بموجب هذا العقد يتملك المصرف المبلغ‬
‫المودع لديه و يستخدمه في نشاطه كما يشاء مع منحه العميل فائدة على ذلك و مع إلتزامه‬
‫برّد شيء مماثل للوديعة في أجل مح ّدد‪.‬‬
‫ـ كما يذهب هذا الرأي إلى القول ّ‬
‫بأن هذا التكييف القانوني للوديعة المصرفية يتماشى مع ما‬
‫تقضى به المادة ‪ 593‬من القانون المدني الجزائري " إذا كانت الوديعة مبلغا من النقود أو أي‬
‫شيء أخر مما يستهلك وكان المودع لديه مأذونا له في إستعماله أعتبر العقد قرضا ‪".‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 67‬من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد و القرض والتي جاء‬
‫فيها « بأن األموال المتلقاة من الجمهور هي األموال التي يتم تلقيها من الغير السيما في‬
‫شكل ودائع‪ ،‬مع حق استعمالها لحساب من تلقاها بشرط إعادتها‪...‬الخ «‪ .‬وبهذا يكون‬
‫المشرع الجزائري قد فصل في الطبيعة القانونية لها واعتبرها قرضا‪.‬‬
‫ـ و حيث ّ‬
‫أن البنك في هذا العقد غير ملزم برّد الوديعة عينها ‪ ،‬و إنما هو ملزم فحسب برّد ما‬
‫يماثلها نتيجة تملكه لهذه الوديعة فال يع ّد مودعا بالمعنى الذي ورد في نص المادة ‪ 591‬من‬
‫القانون المدني الجزائري السابق اإلشارة إليها‪.‬‬
‫و يترتب على ذلك نتائج هامة يمكن تلخيصها فيما يأتي‪:‬‬
‫أ ـ إذا ما تصرف البنك في المال المودع لديه بإستخدامه في نشاطه ‪ ،‬فإنه ال يع ّد مرتكبا‬
‫لجريمة خيانة األمانة‪ ،‬ذلك ألنه مالك لهذا المال و ليس أمينا عليه ‪ ،‬كل هذا بشرط أالّ يكون‬
‫المودع قد إشترط في العقد المبرم مع البنك عدم جواز إستخدامه في أعماله المصرفية‪.‬‬
‫ب ـ يجوز للمصرف ‪ ،‬ال ّدفع بالمقاصة عند طلب العميل ر ّد ماله ‪ ،‬و كان قد نشأ لهذا‬
‫المصرف حق له في ذمة المودع أثناء سريان عقد إيداع النقود‪.‬‬
‫ج ـ ال تبرأ ذمة المصرف من إلتزامه بالرّد إذا ملك المال المودع بسبب قوة قاهرة ‪ ،‬بل‬
‫يظل ملزما برّد‬
‫مثله للمودع ‪ ،‬وذلك ّ‬
‫ألن هالك الشيء يكون على صاحبه‪.‬‬

‫الرأي ‪ : 0‬الوديعة النقدية المصرفية يتوقف وصفها القانوني على الغرض المقصود منها ‪،‬‬
‫يذهب هذا الرأي إلى إعتبار أنه قد تختلف الطبيعة القانونية لعقد الوديعة النّقدية‬
‫المصرفية تبعا لما تكتشف عنه الشروط التي إحتواها هذا العقد‪.‬‬
‫ـ حالة الوديعة النّقدية المصرفية العادية ‪ :‬إذا تبين ّ‬
‫أن المودع توخى مجرّد حفظ المال لدى‬
‫البنك المتلقي مع إلتزام هذا األخير بر ّده بعينه ‪ ،‬أي وقت ما يطلبه العميل مما ال يسمح له‬
‫فإن عملية اإليداع هذه ‪ ،‬تع ّد بمثابة عقد وديعة و ليس‬
‫بإستعماله ‪ ،‬كان هذا العقد وديعة تامة ‪ّ ،‬‬
‫عقد قرض ‪ ،‬و من ث ّم ال يكون من حق المصرف التّصرف فيه‪.‬‬
‫ـ حالة الوديعة النّقدية المصرفية المخصّصة‪:‬‬
‫قد تكون الوديعة النّقدية المصرفية مخ ّ‬
‫صصة لإلستثمار كإستخدامها في تنفيذ عملية‬
‫إستثمارية لفائدة شخص المودع كشراء قيّم منقولة أو لإلكتتاب في أسهم إحدى الشركات‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬العمليات المصرفية اإللكترونية للودائع ‪:‬‬


‫من أنواع الوديعة النقدية نجد مثال صنف الوديعة بشرط اإلخطار وهي تلك التي ال‬
‫يستردها العميل إال بعد مدة من إخطار البنك‪ ،‬وكذلك صنف الوديعة ألجل والتي ال يستردها‬
‫البنك إال بعد مرور مدة معينة ‪.‬‬
‫ومن أجل تحويل الوديعة النقدية في النظام اإللكتروني على البنك عندما يكون لديه وديعة‬
‫بشرط األخطار مثال ‪ ،‬أن يقوم بوضع نظام يمنع العميل من الوصول للسحب من حسابه إال‬
‫بعد مدة معينة من إخطار البنك سواء كان ذلك باستخدام توقيع إلكتروني خاص بالبنك أو‬
‫غير ذلك بحيث ال يفتح هذا الحساب للسحب منه إال بواسطة البنك بعد مرور مدة معينة من‬
‫األخطار‪ ،‬ونفس الشأن بالنسبة للوديعة ألجل يستخدم البنك نفس الوسيلة السابقة بحيث ال‬
‫يمكن استخدام العميل لحسابه إال بعد مرور األجل وذلك أيضا بمعرفة البنك الذى يفتح‬
‫الحساب للسحب منه بعد مرور المدة المحددة بتوقيعه اإللكتروني أو الوسيلة التي قام بها‬
‫بغلق الحساب أي كانت‪.‬‬
‫أما عن صنف الوديعة المخصصة التي يلتزم فيها البنك بتخصيصها لغرض معين‬
‫لمصلحة البنك أو لمصلحة العميل ‪ ،‬فإن التعامل عليها لن يختلف عن طريق التعامل في‬
‫الوديعة الجارية بالنسبة للنظام اإللكتروني ولكن اإلختالف فقط في أنها لن تستخدم إال في‬
‫الغرض الذى أعدت له ‪.‬‬
‫المحور السادس ‪ :‬عقد الوديعة النقدية المصرفية‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫تعتبر الوديعة المصرفية النقدية من أهم العمليات التي تقوم بها البنوك‪ ،‬والتي تتم عن‬
‫طريق إبرام عقد بين العميل المودع والبنك المودع لديه ‪ ،‬و تنشأ العالقة بين البنك والعميل‬
‫عن طريق إبرام عقد يسمى بعقد الوديعة المصرفية النقدية‪ ،‬والذي بمقتضاه يقوم العميل‬
‫بإيداع مبلغ من النقود لدى البنك‪ .‬وبمجرد إبرام هذا العقد يقوم البنك بفتح ما يسمى بحساب‬
‫الوديعة ‪ ،‬ألن التطبيق األساسي لعقد الوديعة المصرفية النقدية يتجسد في فتح هذا الحساب‪،‬‬
‫إذ يعتبر من أهم الحساب التي يتم فتحها لدى البنوك‪ ،‬حيث تصب فيه تلك المبالغ المودعة‬
‫بموجب عقد الوديعة المصرفية النقدية‪ ،‬وتسجل فيه كل المعامالت التي تتم بين البنك‬
‫والعميل‪ ،‬سواء تعلق األمر بإيداع النقود أو سحبها‪.‬‬
‫وهناك العديد من التشريعات التي أعطت الحق ألي شخص في فتح حساب ودائع‬
‫بموجب المادة رقم ‪ 009‬مكرر من القانون رقم ‪ 10 -01‬المتعلق بالنقد والقرض ‪.‬‬
‫نص الماد ة ‪ 119‬مكرر ‪ " :‬بغض النظر عن حاالت منع دفاتر الصكوك وحاالت‬
‫الممنوعين من البنك‪ ،‬يمكن كل شخص تم رفض فتح حساب ودائع له من قبل عدة بنوك ‪،‬‬
‫وال يملك أي حساب‪ ،‬أن يطلب من بنك الجزائر أن يعين له بنكا لفتح مثل هذا الحساب ‪.‬‬
‫ويمكن البنك أن يحصر الخدمات المتعلقة بفتح الحساب في عمليات الصندوق"‪.‬‬

‫أ ـ تعريف عقد الوديعة النقدية المصرفية‬


‫عقد إيداع النّقود هو عقد يقوم بإبرامه شخص مع مصرف من المصارف ‪ ،‬ويتضح من‬
‫المادة ‪ 67‬من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد و القرض (سبق ذكرها) ‪ّ ،‬‬
‫فإن المال المودع‬
‫لدى البنك المتلقى يتملكه هذا األخير و يكون له حق التّصرف فيه لحسابه بكل حريّة مع‬
‫إلتزامه برد ما يعادله لشخص المودع في الميعاد المتفق عليه‪.‬‬
‫ولما كان الوضع الغالب بالنّسبة لهذه الودائع ‪ ،‬هو إستقاللية البنك بتحرير عقد اإليداع و‬
‫تحديد شروطه مق ّدما وطبعه في نماذج معينة ‪ ،‬دون إتاحة الفرصة لمناقشة مضمونة من‬
‫بأن عقد إيداع النّقود عقد يشوبهه‬
‫طرف الشخص الذي يريد إيداع أمواله لدى البنك‪ ،‬لذلك قيل ّ‬
‫الغموض والشك لدى الطرف المودع دائنا كان أم مدينا ‪ ،‬وهذا ما تشير إليه المادة ‪ 002‬من‬
‫القانون المدني الجزائري ‪" :‬يؤ ّول الشك في مصلحة المدين ‪ .‬غير أنه ال يجوز أن يكون‬
‫تأويل العبارات الغامضة في عقود اإلذعان ضارا بمصلحة الطرف المذعن ‪« .‬‬

‫ب ـ إنشاء عقد الوديعة النقدية المصرفية‬


‫عقد اإليداع عقد رضائي يخضع إنشاؤه للقواعد العامة لإللتزامات ‪ ،‬وعليه ّ‬
‫فإن وجوده‬
‫و إنعقاده صحيحا منتجا ألثاره القانونية ‪ ،‬يتطلب توافر فيه األركان الموضوعية العامة‬
‫الثالث التي يجب أن تتوفر في كل عقد و هي ‪ :‬الرضا الصادر من ذي أهلية والمحل والسبب‬
‫و ضرورة أن يصدر رضا كل عاقد ذا أهلية له ‪ ،‬و أن يكون غير مشوب بعيب يفسده (‬
‫إكراه ‪ ،‬غلط‪ ،‬تدليس‪ ،‬إستغالل )‪.‬‬
‫‪ -‬البنك شخص معنوي يؤسس في شكل شركات مساهمة ‪ ،‬ويتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واإلستقالل المالي‪ ،‬ومهمته العادية والرئيسية إجراء العمليات المبينة في المواد من ‪ 22‬الى‬
‫‪ 23‬المذكورة سابقا ‪ ،‬هذا ما تنص عليه المواد ‪ 21‬و‪ 38‬من األمر رقم ‪ 10-01‬المتعلق بالنقد‬
‫و القرض ‪.‬‬

‫ج ـ تجارية عقد الوديعة النقدية المصرفية‬


‫تعتبر جميع العمليات المصرفية ‪ ،‬بما فيها الودائع تجارية دائما بالنّسبة للبنك و ذلك‬
‫تطبيقا لنص المادة ‪ 2‬من قانون التجارة الجزائري التي تقضي بأن يعد عمال تجاريا بحسب‬
‫موضوعه ‪ ... ":‬كل عملية مصرفية أو عملية صرف أو سمسرة أو خاصة بالعمولة‪« .‬‬
‫فإن عقد الوديعة المصرفية ال يكون تجاريّا إالّ إذا كان هذا األخير‬
‫أ ّما بالنّسبة للمودع ‪ّ ،‬‬
‫متمتعا بصفة التاجر و أبرم العقد لحاجات تجارته ‪ .‬أ ّما في غير هذه الحالة ‪ّ ،‬‬
‫فإن هذا العقد‬
‫يعتبر عمال مدنيا‪.‬‬

‫د ـ إثبات عقد الوديعة النقدية المصرفية‪:‬‬


‫نص المادة ‪ 81‬من القانون التجاري الجزائري على كيفية إثبات عقد إيداع النّقود " يثبت‬
‫كل عقد تجاري ‪:‬ـ بسندات رسمية ‪ .‬ـ بفاتورة مقبولة ‪ .‬ـ بالرّسائل‪ .‬ـ بدفاتر الطرفين ـ‬
‫باإلثبات بالبيّنة ‪ ،‬أو بأية وسيلة أخرى إذا رأت المحكمة وجوب قبولها‪« .‬‬
‫يترتب على تجارية عقد اإليداع بالنّسبة للبنك أن يكون للمودع حريّة إثبات كل ما يتعلق‬
‫بهذا العقد بكافة طرق اإلثبات ‪ ،‬في مواجهة البنك المتلقى لألموال المودعة من طرفه و‬
‫يالحظ هنا أن العرف المصرفي جرى على تسليم المودع إيصاال بالمبالغ النّقدية التي قام‬
‫بإيداعها طرف البنك ‪ .‬و يستخدم هذا اإليصال عادة في إثبات عملية اإليداع‪.‬‬
‫‪ ‬اآلثار القانونية المترتبة على عقد الوديعة النقدية المصرفية‬
‫ينشئ عقد اإليداع في ذمة البنك جملة من اإللتزامات القانونية نلّخصها في النّقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫أ ـ إلتزام البنك التثبّت من هويّة المودع‪:‬‬


‫أوجب على البنك التأكد من هويّة المودع و توقيعه ‪ .‬و رتب اإلجتهاد القضائي‬
‫المقارن ‪ ،‬مسؤولية المصرف في حال اإلهمال في القيام بهذا اإللتزام‪.‬‬

‫ب ـ إلتزام البنك بقبول إيداع النقود‪:‬‬


‫يترتب على نشوء هذا العقد ‪ ،‬إلتزام المصرف بقبول إيداع النقود لديه طالما كان‬
‫حساب الوديعة مفتوحا والغالب أالّ يتفق على إيداع مبلغ نقدي واحد ( دفعة واحدة ) ‪ ،‬بل‬
‫يكون للعميل الحق في إيداع مبالغ نقدية على دفعات متتالية طالما بقيّت العالقة قائمة بين هذا‬
‫العميل و مصرفه‪.‬‬
‫و يستوي أن تتّم عملية اإليداع من طرف العميل أو من قبل شخص من الغير تربطه‬
‫بهذا العميل عالقة مديونية يراد تسويتها عن طريق هذا اإليداع ‪.‬‬
‫حيث ّ‬
‫أن المصرف هنا ليس وكيال عن عميله في قبول الوفاء بدله ‪ ،‬لذلك جرى العرق‬
‫على قيام المصرف بتلقي الوديعة من الغير لحساب العميل شريطة أن يقوم هذا األخير‬
‫بقبولها حتى تقيّد في حسابه ‪ .‬لذا يتوجب على البنك إخطار العميل بها ‪ّ ،‬‬
‫فإن إعترض على‬
‫هذا اإليداع ‪ ،‬ر ّد المبلغ النّقدي إلى صاحبه‪.‬‬

‫ج ـ حق البنك التصرف في الوديعة وإلتزامه برّد القيمة العددية لها‬


‫يكون للمصرف حق التّصرف في األموال المودعة لديه و لحسابه مع إلتزامه برّد القيمة‬
‫العددية لها في الميعاد المتفق عليه‪ .‬و معنى هذا أنه يحق لهذا البنك توظيفها بإستثمارها عن‬
‫طريق منح قروض ألجل للعمالء أو خصم أوراق تجارية ‪ .‬و عليه ّ‬
‫فإن البنك في هذه الحالة ‪،‬‬
‫يكون مجرّد مدين بالمبالغ النّقدية التي تلقاها من عمالئه وليس وديعا مكلفا بحفظها فحسب‬
‫كما تنص عليه المادة ‪ 591‬من القانون المدني الجزائري « الوديعة عقد يسلم بمقتضاه‬
‫المودع شيئا منقوال إلى المودع لديه على أن يحافظ عليه لم ّدة و على أن ير ّده عينا‪« .‬‬
‫و لما كان الموقع القانوني للبنك هنا هو موقع المقترض و ليس موقع المودع لديه ‪ ،‬فإنه‬
‫يترتب على هذا األمر نتائج ثالث هي‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ " ال يكون البنك مرتكبا لجريمة خيانة األمانة إذا ما تصرف في الوديعة ‪ ،‬ما لم يشترط‬
‫العميل في عقد اإليداع عدم جواز إستخدام هذه األخيرة من طرف البنك في وجه من أوجه‬
‫نشاطه المختلفة ‪ ،‬أي منعه من التّصرف فيها لحسابه ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إذا هلكت األموال المودعة لدى البنك بفعل ق ّوة قاهرة ‪ّ ،‬‬
‫فإن تبعة الهالك يتح ّملها هذا‬
‫فإن ذمته ال تبرأ بوقوع هالك الوديعة بسبب قوة قاهرة ‪ ،‬بل يظل ملزما بر ّد‬
‫األخير ‪ ،‬و عليه ّ‬
‫مثلها للعميل المودع و ذلك تطبيقا للقاعدة القاضية ّ‬
‫بأن " هالك الشيء على مالكه‪« .‬‬
‫‪ 8‬ـ يحّق للبنك التمسك في مواجهة عميله المودع بالمقاصة إذا أصبح هذا المصرف دائنا لهذا‬
‫األخير ‪ .‬و يع ّد هذا الحكم مخالفا للنّص المادة ‪ 2/ 299‬من القانون المدني الجزائري التي جاء‬
‫بها ما يأتي ‪:‬‬
‫تقع المقاصة مهما إختلفت مصادر ال ّديون فيما عدا الحاالت التالية ‪" :‬إذا كان أحد ال ّدينين‬
‫شيئا مودعا أو معارا لإلستعمال وكان مطلوبا ر ّده " هذا بعد أن نصت المادة ‪ 292‬من‬
‫القانون المدني الجزائري على ما يأتي ‪ " :‬للمدين حق المقاصة بين ما هو مستحق عليه لدائنه‬
‫و ما هو مستحق له تجاهه‪ ،‬و لو إختلف سبب ال ّدينين إذا كان موضوع كل منهما نقودا أو‬
‫مثليّات متحدة النوع والجودة للمطالبة به ‪ .‬و ال يمنع المقاصة تأخر ميعاد الوفاء لمهلة منحها‬
‫القاضي أو تبرع بها ال ّدائن "‪.‬‬
‫يلتزم المصرف ‪ ,‬بناء على عقد إيداع النّقود ‪ ,‬برد قدر مماثل للمبالغ النّقدية التي‬
‫أودعت لديه ‪ :‬فهو يقوم بر ّد مثل ما اقترضه من العميل و ليس قيمة ما إقترضه منه ‪ ،‬و‬
‫بمعنى آخر ال يؤخذ بعين اإلعتبار التغيّر الذي قد يطرأ على قيمتها في الفترة الممتدة بين‬
‫تاريخ اإليداع و تاريخ الرّد ‪ ،‬وهذا تطبيقا لما تقضي به المادة ‪ 95‬من القانون المدني‬
‫الجزائري التي ورد بها ما يأتي " إذا كان محل اإللتزام نقودا‪ ،‬إلتزم المدين بقدر عددها‬
‫المذكور في العقد دون أن يكون إلرتفاع قيمة هذه النّقود أو إلنخفاضها وقت الوفاء أي تأثير‬
‫"‪.‬‬
‫و إذا تعلق األمر بوديعة محلّها عملية أجنبية ‪ّ ،‬‬
‫فإن البنك يتملكها و يكون له الحق‬
‫التصرف فيها كما يشاء في وجه من أوجه نشاطه ‪،‬و يجب عليه أن يردها بنفس العملة و‬
‫نفس العدد الذي تلقاه من الزبون و هذا ما تؤكده المادة ‪ 051‬من القانون المدني الجزائري‬
‫(سالفة الذكر)‪.‬‬

‫د ـ إلتزام البنك بر ّد ما يساوي الوديعة‬


‫يلتزم البنك بر ّد ما يساوي القيمة النّقدية للوديعة في األجل المتفق عليه‪ .‬و يجب ر ّد هذه‬
‫الوديعة إلى شخص العميل ذاته أو إلى وكيله المخ ّول في ذلك أو إلى الشخص الذي يعيّنه هذا‬
‫العميل‪.‬‬
‫ولكي يتأكد البنك من أنه قام بر ّد الوديعة إلى شخص المودع أو إلى وكيله ‪ ،‬يلجأ عادة‬
‫إلى الحصول (عند إبرام عقد الوديعة) على ع ّدة نماذج من توقيعاته أو توقيعات وكيله و ذلك‬
‫لمضاهاتها بتوقيع المسترد‪.‬‬
‫و يسأل المصرف إذا أخطأ و قام بر ّد الوديعة إلى شخص آخر خالف المعنى‪ ،‬و لم يتم‬
‫بمضاهاة التوقيعات بصورة ج ّدية ‪ .‬كما ّ‬
‫أن للمصرف في سبيل اإلطمئنان إلى شخص‬
‫المسترد للوديعة أن يطلب منه تقديم ما يثبت شخصيّته للتأكد منها‪.‬‬
‫و إذا كان المودع شخص معنوي كشركة من الشركات مثال ‪ ،‬وجب الرّد إلى ممثلها‬
‫القانوني و كان على المصرف التثبيت من سلطة هذا األخير في اإلسترداد‪.‬‬

‫هـ ـ إلتزام البنك بر ّد الوديعة في المكان والزمان المتفق عليهما‪:‬‬


‫*مكان الرّد ‪ :‬قد يتفق ‪ ،‬عند إبرام عقد اإليداع ‪ ،‬على المكان الذي يجب ر ّد الوديعة فيه ‪ ،‬و‬
‫في هذه الحالة يجب إحترام هذا اإلتفاق‪ .‬أ ّما إذا لم يتفق على هذا األمر عند إنشاء عقد اإليداع‬
‫‪ ،‬فالرّد يكون واجبا في موطن المدين وهو البنك و بال ّذات في مقر البنك أو فرعه الذي‬
‫حصل اإليداع فيه‪.‬‬
‫*ميعاد الرّد‪ :‬يلتزم البنك برّد المبالغ النّقدية المودعة لديه في الميعاد المتفق عليه‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا كانت الوديعة تحت الطلب ‪ ،‬إلتزم المصرف بر ّدها فور طلب الزبون المودع لها‪.‬‬
‫‪ -‬و إذا كانت الوديعة ألجل ‪ ،‬ال يلتزم المصرف بر ّدها إلى المودع إالّ عند حلول هذا األجل‬
‫المتفق عليه ‪ .‬غير أنه ال يالحظ هنا أنه إذا كانت هذه هي القاعدة ‪ّ ،‬‬
‫فإن البنوك تسمح على‬
‫الرغم من ذلك لزبائنها بإسترداد ودائعهم النّقدية قبل حلول الميعاد المتفق عليه ‪ ،‬و في هذا‬
‫القرض ال يجوز لل ّزبون المودع طلب فائدة الوديعة إذا حصل هذا الطلب قبل فوات م ّدة ثالثة‬
‫أشهر من اإليداع‪.‬‬
‫فإن المصرف يكون ملزما بر ّدها‬
‫‪ -‬و أ ّما إذا كانت الوديعة مرتبطة بشرط إخطار سابق ‪ّ ،‬‬
‫للمودع بعد إنقضاء م ّدة من تاريخ اإلخطار بطلب ر ّد الوديعة‪.‬‬
‫المحور السابع ‪ :‬مراحل إدارة حساب الوديعة المصرفية النقدية‬

‫المرحلة األولى‪ :‬فتح حساب الوديعة المصرفية النقدية‬


‫هذه المرحلة تتطلب مجموعة من اإلجراءات التي يقوم بها البنك في سبيل إبرام العقد‬
‫وفتح الحساب‪.‬‬
‫‪ : 0‬التأكد من هوية العميل و عنوانه‪ ،‬سواء كان شخص طبيعي أو معنوي ‪.‬‬
‫‪ : 2‬الحصول على نموذج من توقيعات العميل أو الوكالء ‪،‬‬
‫‪ : 8‬التوقيع على اتفاقية فتح الحساب عندها يضع موظف البنك وسائل الدفع تحت تصرف‬
‫العميل منها تسليم دفتر الشيكات‬
‫ويقع على عاتق البنك مجموعة من االلتزامات وهو بصدد القيام بإجراءات إبرام عقد الوديعة‬
‫المصرفية النقدية‪ ،‬وفتح الحساب الذي يؤدي بدوره إلى ترتيب التزامات أخرى طوال فترة‬
‫تشغيل الحساب‪ ،‬والى غاية قفله وانتهاء العالقة بين طرفي العقد‪.‬‬
‫‪ ‬التزامات البنك أثناء القيام بإجراءات فتح الحساب ‪.‬‬
‫يقع على عاتق موظف البنك وهو بصدد القيام بإجراءات فتح الحساب مجموعة من‬
‫االلتزامات والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬يجب على موظف البنك أن يعلم طالب فتح الحساب بالشروط العامة لتكوين العقد وفتح‬
‫الحساب ‪.‬من خالل إطالعه على كل المعلومات الضرورية المرتبطة بالمسائل األساسية‬
‫للعقد‪ ،‬مما يمكنه من التعبير بشكل أفضل عن إرادته‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬يلتزم موظف البنك بالتدقيق في هوية المودع ‪ ،‬و التأكد من عنوانه‬
‫ثالثا ‪ -‬يجب على موظف البنك أن يحتفظ بالوثائق المتعلقة بالعميل( السر المهني) ‪ ،‬والتي‬
‫اطلع عليها وهو بصدد التأكد من هوية العميل‪،‬وذلك خالل فترة خمس سنوات على األقل بعد‬
‫غلق الحسابات أو وقف عالقة التعامل‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬يجب على موظف البنك أن يكون يقظا‪ ،‬وهو بصدد مراقبة هوية العميل و القيام‬
‫بإجراءات فتح الحساب ‪ ،‬لتجنب الوقوع في الهفوات والمحظورات ‪.‬‬
‫خامسا ‪ -‬إعالم مصلحة الضرائب بفتح حساب الوديعة المصرفية النقدية ‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬تشغيل حساب الوديعة المصرفية النقدية‬
‫ترد على هذا الحساب الكثير من العمليات الدائنة والمدينة ‪ ،‬لذلك يقوم البنك بقيد هذه‬
‫العمليات بدقة في دفاتر مخصصة لهذا الغرض والتي تكون مقسمة إلى جانبين ‪ ،‬حيث تقيد‬
‫قيمة الودائع و المبالغ التي تستحق للمودع على البنك في الجانب الدائن‪ ،‬وتقيد المسحوبات‬
‫والمبالغ التي تترتب على المودع في الجانب المدين‪.‬‬
‫كما ترد على حساب الوديعة المصرفية النقدية أثناء تشغيله مجموعة من العمليات‬
‫القانونية‪ ،‬إذ يمكن لدائني العميل المودع أن يوقعوا حجزا على هذا الحساب مما يؤدي إلى‬
‫ضرورة تجميده ‪ ،‬كما يمكن أن يخطأ البنك في القيود التي يجريها وهو بصدد عمليات‬
‫اإليداع‪ ،‬و السحب مما يستدعي منه ضرورة تصحيحها ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإنه يحق للبنك ألن يقوم بإجراء عملية المقاصة بين المبالغ المودعة وما‬
‫يكون له من حقوق قبل العميل المودع ‪.‬‬

‫عملية المقاصة‬ ‫‪‬‬


‫نص المشرع الجزائري على حق المدين في التمسك بالمقاصة بين ما هو مستحق عليه‬
‫لدائنه‪ ،‬وما هو مستحق له اتجاهه‪ ،‬وذلك بتوفر مجموعة من الشروط وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون موضوع كل من الدينين نقودا‪ ،‬أو مثليات متحدة النوع والجودة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون كل منهما ثابتا‪ ،‬وخاليا من النزاع‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون كل منهما مستحق األداء‪ ،‬وصالح للمطالبة به أمام القضاء‪.‬‬
‫كما يحق للبنك أن يتمسك بالمقاصة في مواجهة المستفيد من شيك أصدره المودع‬
‫الساحب بعد إجراء المقاصة بينه وبين البنك حتى ولو كان حامل الشيك يجهل ذلك‪ ،‬ألن‬
‫الشيك في هذه الحالة يعتبر بدون رصيد‪ ،‬فإصدار الشيك ال يؤدي إلى تمليك المستفيد أكثر‬
‫مما يملك الساحب ‪.‬‬
‫‪ ‬طرق السحب من حساب الوديعة المصرفية النقدية ‪:‬‬
‫يستطيع العميل المودع أن يتصرف برصيد حسابه الدائن والسحب منه وفق عدة طرق‪،‬‬
‫و التي تتمثل في السحب النقدي‪ ،‬أو السحب عن طريق الشيك‪ ،‬أو السحب عن طريق‬
‫التحويل المصرفي ‪ ،‬ويقوم بذلك إما بنفسه‪ ،‬أو عن طريق توكيل شخص للقيام بأعمال‬
‫السحب‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب على موظف البنك أن يتأكد من صحة التوكيل وهوية الوكيل‬
‫وسلطاته ‪.‬‬

‫‪ -1‬طريقة السحب النقدي ‪:‬‬


‫يقوم العميل في هذه الحالة بالسحب من حسابه عن طريق خزينة البنك مباشرة ‪ ،‬حيث‬
‫يلجأ بنفسه‪ ،‬أو عن طريق وكيله المفوض بموجب وكالة قانونية إلى البنك لطلب سحب المبلغ‬
‫الذي يحتاجه؛ وذلك بمأل الوثائق الخاصة بهذا الغرض والمعتمدة من قبل البنك والتوقيع‬
‫عليها ليقوم البنك بتسليمه المبلغ المطلوب بواسطة الصندوق‪ ،‬ثم يقوم بتدوين هذه القيود في‬
‫الحساب‪ ،‬أما إذا كان الحساب توفيري فإن المسحوبات تقيد على دفتر التوفير‪ ،‬ويوقع على‬
‫القيد موظفين مخولين بالتوقيع ‪.‬‬
‫‪ -2‬طريقة السحب بموجب شيك ‪:‬‬
‫المودع يمكن للمودع أن يتعامل على حسابه بإصدار شيكات لدائنيه‪ ،‬والذين يحق لهم‬
‫الحصول على قيمتها مباشرة من خزينة البنك‪ ،‬أو تداولها عن طريق التظهير ‪.‬‬
‫ولكي يتمكن العميل من استعمال الشيك للسحب من حسابه يجب أن يكون العقد المبرم بينه‬
‫وبين البنك يتضمن اتفاق على التعامل بالشيك‪ ،‬وبموجب هذا االتفاق فإن العميل المودع يستلم‬
‫دفتر شيكات صادر من البنك‪ ،‬لكي يستعمله في سحب المبالغ المودعة ‪ ،‬وذلك بالتوجه‬
‫شخصيا إلى المصرف وسحب شيك ألمر نفسه ‪،‬أو سحب شيك على المصرف ألمر شخص‬
‫معين‪ ،‬وعلى البنك أن يدفع قيمة الشيك في جميع هذه الحاالت ‪ ،‬بعد أن يتأكد من أهلية حامل‬
‫الشيك وصحة التوقيع‪ ،‬وتطابقه مع النموذج المودع لدى البنك‪.‬‬

‫‪ -3‬طريقة السحب بالتحويل المصرفي ‪:‬‬


‫يمكن التعامل على حساب الودائع عن طريق أوامر التحويل المصرفي ‪ ،‬والتي تعتبر من‬
‫أهم صور الوفاء عن طريق القيود الحسابية دون الحاجة إلى النقل المادي للنقود‪ ،‬لذلك تسمى‬
‫بالنقود القيدية ‪.‬‬
‫وعادة ما يجري ذلك عندما تنشأ عالقة مديونية بين شخصين ‪ ،‬لكل منهما حساب في‬
‫ذات المصرف‪ ،‬أو في مصرف أخر‪ ،‬فبدال من أن يقوم المدين منهما بسحب مبلغ من حسابه‬
‫ليدفعه إلى الدائن الذي يلجأ بدوره إلى البنك إليداعه في حسابه‪ ،‬فإن العميل المودع المدين‪،‬‬
‫يوجه أمر إلى البنك من أجل نقل أو تحويل مبلغ محدد من حسابه إلى حساب دائنه ‪ ،‬فيقوم‬
‫البنك بتنفيذ هذا األمر‪ ،‬وذلك بإنقاص رصيد حسابه المودع اآلمر الذي يعتبر أنه سحب المبلغ‬
‫الذي أمر بتحويله ‪ ،‬وقيد ذلك المبلغ في حساب المستفيد من هذا األمر ‪.‬‬

‫‪ ‬التزامات البنك أثناء تشغيل الحساب‬


‫بمجرد إبرام عقد الوديعة المصرفية النقدية‪ ،‬فإنه يقع على عاتق البنك مجموعة من‬
‫االلتزامات‪ ،‬وذلك طوال فترة تشغيل الحساب وتتمثل هذه االلتزامات فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬قبول اإليداع ‪:‬‬
‫هو احترام البنك لحركة الحساب بين اإليداع و السحب‪ ،‬ألن السماح للعميل بإيداع ما‬
‫يشاء من النقود في حسابه‪ ،‬يقابله من جهة أخرى إمكانية االنفاق‪ ،‬وبالتالي تمكينه من سحب‬
‫المبالغ التي يحتاجها في أي وقت ‪.‬‬
‫ثانيا ‪-‬خدمة صندوق العميل ‪ :‬يلتزم البنك بخدمة صندوق عميله طوال فترة تشغيل الحساب‪،‬‬
‫وذلك بتنفيذ أوامر عميله ‪ ،‬إذ يقوم بدفع قيمة الشيكات التي يسحبها هذا األخير عنه‪ ،‬ويلتزم‬
‫البنك في هذا الصدد بمنح دفتر شيكات للعميل‪ ،‬و بتنفيذ أوامر التحويل المصرفي‪ ،‬و تحصل‬
‫الودائع من العميل ‪ ،‬كما يقوم البنك بإرسال بيان دوري بالحساب للعميل وذلك كل ثالثة‬
‫أشهر‪ ،‬و إشعار بالعمليات التي تحدث لحسابه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪-‬التزام موظف البنك بالفطنة‪ :‬واليقظة أثناء تشغيل الحساب‬
‫رابعا ‪-‬االلتزام بالسرية المصرفية ‪ :‬تعتبر البنوك نفسها أمينة ومؤتمنة على كتمان العمليات‬
‫التجارية التي تقوم بها‪ ،‬بحيث يحق للزبون أن يعتمد على أمانة البنك ‪ ،‬للحفاظ على سرية أي‬
‫عملية تجارية يجريها معه على أساس أنه أمر تعاقدي‪ ،‬كما يحق له أن يطالب بتعويض‬
‫الضرر عند إفشاء هذا السر‪.‬‬
‫خامسا ‪ -‬احترام تخصيص الوديعة ‪:‬إذا كانت الوديعة المصرفية النقدية مخصصة لغرض‬
‫معين ينبغي على البنك إحترام ذلك ‪ ،‬ألنه يعتبر وكيل عن العميل في القيام بالغرض الذي‬
‫خصصت له الوديعة‪ ،‬لذلك يعتبر البنك خائنا لألمانة في حالة عدم احترمه لهذا التخصيص ‪.‬‬
‫سادسا ‪ -‬االلتزام بتنفيذ أوامر الحجز‪ :‬على حساب الوديعة المصرفية النقدية ‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬قفل حساب الوديعة المصرفية النقدية‬


‫قفل الحساب هو عملية إنهاء العقد المتعلق به ‪ ،‬بوضع حد نهائي للعمليات‪ ،‬والقيود التي‬
‫تجري فيه وذلك بقصد التصفية النهائية ‪ ،‬وتعود أسباب قفل حساب الوديعة المصرفية النقدية‬
‫الى سببين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬أسباب عامة ‪ :‬تتمثل في‬
‫‪ -‬اتفاق الطرفين على تحديد أجل إلنتهاء العمل بالحساب‪.‬‬
‫‪-‬قفل الحساب بإرادة الطرفين أو بإرادة أحدهما‪ ،‬بشرط إخطار الطرف األخر في‬
‫المواعيد المتفق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬قفل حساب الوديعة النقدية المصرفية بانتهاء عملية معينة‪ .‬كان قد تم فتح لحساب من‬
‫أجلها فقط ‪.‬‬
‫‪ -2‬أسباب خاصة ‪ :‬نظرا لقيام هذا العقد على االعتبار الشخصي‪ ،‬هنا أسباب شخصية غير‬
‫إرادية تدفع نحو قفل حساب الوديعة المصرفية النقدية والمتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬وفاة العميل أو فقدان أهليته‬
‫‪ -‬فقدانه ألهليته يؤدي كذلك إلى قفل الحساب‬
‫‪ -‬قفل الحساب بسبب اإلفالس ‪ ،‬يؤدي إفالس العميل سواء كان شخص طبيعي أو‬
‫معنوي أو إفالس البنك إلى قفل الحساب‪ ،‬إذ تجمد أمواله وتصبح ملكا لدائنيه ‪.‬‬
‫‪ ‬التزامات البنك عند قفل الحساب‬
‫يلتزم البنك عند قفل الحساب بعدة التزامات ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬يلتزم البنك بإخطار العميل برغبته في قفل الحساب إذا كان غير محدد المدة‪ ،‬ويبقى‬
‫البنك ملزما بهذا اإلخطار حتى لو قام العميل بسحب كل المبالغ المودعة في الحساب و ايقاف‬
‫كل العمليات عليه‪ ،‬ألن هذا األخير يبقى محتفظا في ظل عدم تعبيره عن رغبته في قفل‬
‫الحساب بشكل واضح و صريح من خالل إشعار البنك بذلك كتابة أو شفاهة بحقه في إعادة‬
‫تفعيل الحساب و إجراء عمليات سحب و إيداع جديدة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تصفية الحساب وتحديد الرصيد النهائي ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬رد المبالغ المتبقية في الحساب و الفوائد الناتجة عنها بعد تحديد الرصيد النهائي‬
‫ألنها تعتبر دينا قابال لألداء تسري عليه الفوائد القانونية عند التأخير في سداده ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬بعد أن يوافق العميل صراحة أو ضمنيا على نتيجة تصفية الحساب يلتزم البنك بعدم‬
‫مراجعته إال لتصحيح خطأ مادي‪ ،‬أو خطأ في عملية الحساب‪ ،‬أو تكرار ألحد القيود‪ ،‬أو ترك‬
‫أحدهما‪ ،‬أو السهو ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬االحتفاظ بالوثائق المتعلقة بالعمليات التي قام بها العميل على الحساب ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬إعالم مصلحة الضرائب بقفل حساب الوديعة المصرفية النقدية‪.‬‬
‫المحور الثامن‪ :‬عمليات منح القرض { اإلئتمان }‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫بالعودة إلى نص المادة ‪ 68‬من األمر رقم ‪ 10 –01‬المتعلق بالنقد والقرض المذكور‬
‫أعاله ‪ ،‬نالحظ من بين صور االئتمان العديدة التي يقوم بها البنك‪ ،‬ال شك أن إقراض النقود‬
‫هو ابسطها جميعا وأقربها إلى القواعد العامة‪ ،‬إذ يقوم به البنك كما يقوم به غيره من الدائنين‪،‬‬
‫وال تكاد تختلف قواعد القرض الذي يعقده البنك مع عميله‪ ،‬عن عقد القرض العادي‪ ،‬فهو‬
‫يتضمن تسليم النقود إلى العميل‪ ،‬وتحديد أجل للرد‪ ،‬لذلك يخضع فيما يتعلق باآلثار القانونية‬
‫للقواعد العامة‪.‬‬
‫فالبنوك ال تحصل على النقود من أجل تخزينها أو تجميدها‪ ،‬بل من أجل استعمالها في سد‬
‫الحاجات التمويلية للزبائن المحتملين‪ ،‬ولذلك يمكن القول أن أهم أوجه استعماالت النقود من‬
‫طرف النظام البنكي إنما تتمثل في استعمالها في منح القروض إلى الحد الذي يحتاجون إليها‪.‬‬
‫وتمثل القروض في حقيقة األمر النشاط الرئيسي للبنوك والغاية من وجوها‪ ،‬وال معنى‬
‫في الوقائع في لهذه الودائع واألموال التي تجمعها البنوك ما لم توظف بطريقة أو بأخرى في‬
‫سد حاجات التمويل للمتعاملين االقتصاديين الذين هم في حاجة إلى ذلك ‪.‬‬
‫حيث تعتبر القروض أكثر االستثمارات جاذبية للبنوك انطالقا من اعتبارها أهم وظيفة‬
‫يمارسها البنك حيث يقوم بتجميع المدخرات أو الودائع ليعيد توزيعها في شكل قروض على‬
‫األفراد و المؤسسات و الهيئات المحتاجة للتمويل ‪.‬‬

‫تعريف القرض‪:‬‬
‫‪ ‬القرض إصطالحا ‪ :‬أصل كلمة قرض « ‪ « Crédit‬جاءت من الكلمة الالتينية‬
‫« ‪ « Creditum‬المشتقة من الفعل الالتيني " ‪ « Credere‬الذي يعني يعتقد " ‪" Croire‬‬
‫‪ ‬القرض لغة‪ :‬هو كلمة مخصصة للعمليات المالية التي تجمع بين هيئة مالية كالبنك أو‬
‫مؤسسة مالية و المقترض ‪ .‬أو هو اإلئتمان والمقصود به تلك الخدمات المقدمة للعمالء والتي‬
‫يتم بمقتضاها تزويد األفراد والمؤسسات في المجتمع باألموال الالزمة على أن يتعهد المدين‬
‫بسداد تلك األموال وفوائدها‪ .‬والعموالت المستحقة ‪ ،‬و تدعم تلك العملية بتقديم مجموعة من‬
‫الضمانات التي تكفل للبنك استرداد أمواله في حالة توقف العميل عن السداد بدون أية‬
‫خسائر‪،‬‬
‫‪ ‬القروض بالمفهوم القانوني‪ :‬كل فعل تقوم من خالله مؤسسة مهيأة لهذا الغرض‬
‫بوضع مؤقتا مجموعة من األموال في متناول شخص طبيعي أو معنوي لحساب هذا األخير‬
‫تعهدا باإلمضاء ‪.‬‬
‫‪ ‬القرض بالمفهوم االقتصادي‪ :‬هو مبلغ مالي مدفوع من طرف الجهاز المصرفي‪،‬‬
‫ألفراد‪ ،‬لمؤسسات بهدف تمويل نشاط إقتصادي في فترة زمنية محددة‪ ،‬و ذلك بمعدل فائدة‬
‫محدد مسبقا‪ ،‬فهو دين واجب األداء في تاريخ معين ‪.‬‬
‫‪ -‬خالصة التعريفات ‪:‬‬
‫القروض من أعمال الثقة بين األفراد وتتجسد في ذلك الفعل الذي يقوم بواسطته شخص ما‬
‫(الدائن ) بمنح أموال إلى شخص آخر (المدين ) أو يعده بمنحها إياه‪ ،‬و ذلك مقابل ثمن أو‬
‫تعويض هو الفائدة ‪،‬لفترة زمنية محددة ‪،‬‬
‫من هذا كل هذا تتجلى صفات القرض في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬القرض مبلغ من المال محدد القيمة‬
‫‪ -‬يستحق بعد مدة محددة‬
‫‪ -‬نظير عائد محدد يدعى بفائدة القرض‬

‫أنواع القروض‬
‫هناك عدة أشكال من القروض يقوم البنك بعرضها على عمالئه وأهمها ‪:‬‬
‫‪ -0‬قروض االستغالل ‪:‬‬
‫نشاطات االستغالل هي كل العمليات التي تقوم بها المؤسسات في الفترة القصيرة ‪,‬‬
‫خالل دورات االستغالل وال تتعدى السنة‪ .‬وتأخذ نشاطات االستغالل الجزء األكبر من‬
‫العمليات التمويلية للبنوك خاصة التجارية منها ويرجع ذلك إلى طبيعة هذه البنوك باعتبارها‬
‫مؤسسات وظيفتها تحويل إيداعات جارية في اغلبها إلى قروض تتالءم من حيث طبيعتها‬
‫ومدتها مع طبيعة العمليات التي يقوم بها طالبوا هذه القروض‪.‬‬
‫‪. 2‬قروض الخزينة ‪: Crédit de trésorerie‬‬
‫تمنحها البنوك للمؤسسات التي تعرف عجزا في الخزينة‪ ،‬نظرا إلحتياجها الدائم لوجود‬
‫سيولة في صندوقها بمعنى آخر‪ ،‬عندما تفوق احتياجات رأس المال العامل ) ‪ ( BFR‬إلى حد‬
‫معين‪ ،‬إمكانيات الرأس المال العامل) ‪ ) FR‬للمؤسسة ‪ ،‬فهي قروض موجهة‪ ،‬بصفة عامة‪،‬‬
‫لتغطية احتياجات التمويل‪ ،‬الشيء الذي يجعل من رصيد حساب المؤسسة لدى البنك مدينا‪.‬‬
‫أهم قروض الخزينة الممنوحة من البنوك ‪:‬‬
‫‪-8‬تسهيالت الصندوق ‪Facilité de caisse :‬‬
‫و تعتبر قرضا مصرفيا موجه لمعالجة التذبذبات الحاصلة في خزينة المؤسسة فهي أداة‬
‫لتغطية الفوارق الناتجة بين نفقات المؤسسة وإيراداتها‪ ،‬وقد يكون ذلك‪ ،‬نتيجة خلل في الوقت‬
‫الذي يفصل بين تاريخ الدفع والقبض‪.‬‬
‫‪ -0‬السحب على المكشوف ‪Découvert :‬‬
‫يعرف على أنه تسهيل الصندوق لكن لمدة أطول‪ ،‬قد تصل ع ّدة شهور وفيه يقوم البنك‬
‫بفرض فائدة على العميل خالل الفترة التي يسحب فيها وقد تصل إلى حدود السنة ‪.‬‬
‫والسحب على المكشوف يكون نتيجة عدة عوامل مرتبطة بدورة االستغالل‪ ،‬و من أمثلة‬
‫ذلك ‪:‬الحوادث الطارئة مثال نزاع قضائي؛ مشاكل مع الضرائب؛ تلف المخزون؛ تأثير‬
‫المنافسة و تغيرات أسعار السوق؛ الخ …‬
‫‪-5‬القرض الموسمي أو قرض الحملة ‪: Crédit de compagne‬‬
‫يمنح لتمويل احتياج الخزينة في إطار األنشطة الموسمية للمؤسسة كالنشاط الزراعي أو‬
‫صناعة األدوات المدرسية وغيرها ‪ ،‬نتيجة فارق الزمن بين اإلنتاج و االستهالك‪..‬‬
‫‪ – 2‬القروض االستثمارية‬
‫عملية تمويل االستثمارات تعني ان البنك مقبل على تجميد أمواله لمدة متوسطة أو طويلة‬
‫األجل حسب طبيعة االستثمار‪ ،‬و ترتبط بوجود مخاطر محتملة ليس من السهل على أي بنك‬
‫تحمل أعبائها‪ .‬وغالبا ما تكون هذه القروض لمدة ال تقل عن السنتين وتمتد حتى سبعة سنوات‬
‫و أكثر ‪ ,‬ومن أهم صورها االئتمان اإليجاري ‪ ،‬يتم التميز في هذا الصدد بين نوعين من‬
‫القروض ‪ ،‬القروض المتوسطة األجل و القروض الطويلة األجل ‪.‬‬
‫االئتمان اإليجاري‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر االئتمان اإليجاري فكرة حديثة في طرق التمويل‪ ،‬فقد أدخلت تبديال جوهريا في‬
‫طبيعة العالقة التمويلية بين المؤسسة المقرضة والمؤسسة المقترضة‪.‬‬
‫االئتمان اإليجاري عبارة عن عملية يقوم بموجبها البنك بتمويل شراء مجموعة معينة من‬
‫األصول الثابتة أو المنقولة والقيام بتأجيرها للغير لفترة معينة ووفقا لشروط محددة ‪ ،‬ويتم‬
‫التسديد على أقساط تدعى ثمن اإليجار‪.‬‬
‫المحور التاسع ‪ :‬وسائل الدفع المصرفي‬
‫أوال ‪ :‬وسائل الدفع التقليدية‬
‫عرف النشاط اإلقتصادي عدة وسائل دفع تمكن من إجراء تسوية العمليات بسهولة ‪،‬‬
‫وكانت النقود الوسيلة األولى وتلتها فيما بعد األوراق التجارية ( الشيك ‪ ،‬السند ألمر ‪،‬‬
‫السفتجة ‪)...‬‬

‫‪ ‬تعريف وسائل الدفع التقليدية‬


‫وسيلة الدفع هي تلك األداة المقبولة اجتماعيا من أجل تسهيل المعامالت الخاصة بتبادل‬
‫السلع والخدمات وكذلك تسديد الديون‪ ،‬وتتضمن إلى جانب النقود القانونية تلك السندات‬
‫التجارية وسندات القرض‪.‬‬
‫فهي أداة وساطة مهمتها تسهيل عملية تداول القيم ‪ ،‬وهذا ينطبق باألساس على النقود في‬
‫شكلها المعاصر‪ ،‬و على األوراق التجارية ‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد عرف وسائل الدفع في نص المادة ‪ 008‬من القانون‪01-91‬‬
‫قانون النقد والقرض كما يلي‪" :‬تعتبر وسائل دفع جميع الوسائل التي تمكن من تحويل‬
‫األموال مهما كان الشكل أو األسلوب التقني المستعمل"‬

‫‪ ‬أشكال وسائل الدفع التقليدية‬


‫توجد عدة أشكال من وسائل الدفع التقليدية تمكن من إبرام الصفقات والتبادالت بسهولة وأمان‬
‫وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ – 1‬النقود ‪:‬‬
‫تعتبرالنقود وسيلة دفع تامة السيولة واألكثر استعماال يصدرها البنك المركزي ‪.‬‬
‫تعريف النقود ‪:‬‬
‫"هي أية أداة تستخدم عادة كوسيط للتبادل‪ ،‬وكمعيار للقيمة ويلقى قبوال عاما من األفراد ‪،‬‬
‫وفقا لهذا التعريف‪ ،‬فقد تم التفريق بين مفهومين‪:‬‬
‫األول للعملة ‪ :‬و هي كل ما تعتبره السلطة نقودا تمنحه صفة ابراء الذمة من الديون‪.‬‬
‫الثاني للنقود ‪ :‬وهي أكثر شموال من ذلك فهي تشمل العملة‪ ،‬كما تشمل كل ما يتراضى‬
‫عليه الناس باختيارهم ويتخذونه وسيطا للتبادل ومقياسا للقيم ‪.‬‬

‫‪ ‬أنواع النقود ‪:‬‬


‫أ ‪-‬النقود القانونية ‪:‬وهي عبارة عن النقود الورقية‪ ،‬والنقود المعدنية المساعدة التي تصدر من‬
‫طرف البنك المركزي ‪.‬وهي تعبر عن الشكل األعلى للسيولة التامة والنهائية ‪.‬وتمثل إلتزام‬
‫البنك المركزي تجاه االقتصاد ككل )حكومة‪ ،‬مؤسسات وأفراد( ‪.‬‬
‫ب ‪-‬النقود المصرفية و الودائع ‪ :‬وهي نقود ائتمانية ويتم خلقها عن طريق البنوك التجارية‪،‬‬
‫وتتمثل في الودائع التي تحتفظ بها البنوك ويمكن التصرف فيها عن طريق استخدام الشيكات‪،‬‬
‫فالشيك المصرفي هو الوسيلة التي تستخدم في تحويل الوديعة من شخص آلخر ولذلك فإن‬
‫الشيك ليس نقودا إنما هو ببساطة أمر كتابي لتحويل النقود والوديعة الموجودة بالبنك ‪.‬‬
‫والنقود المصرفية هي تلك النقود التي يكون فيها فرق واضح بين قيمتها السلعية وقيمتها‬
‫النقدية‪ ،‬على عكس النقود السلعية التي تكون فيها قيمة النقدية مساوية لقيمتها كسلعة‪ ،‬فالقيمة‬
‫النقدية للنقود االئتمانية تتجاوز بكثير قيمتها المادية السلعية المصنوعة منها‪ ،‬بل وقد ال يكون‬
‫للمادة المصنوعة منها قيمة تذكر‪.‬حيث قد تكون مجرد مسكوكات رمزية مصنوعة من‬
‫النحاس والنيكل‪...‬الخ‪ ،‬كما قد تكون نقود ورقية‪ ،‬وقد تكون مجرد قيد كتابي مسجل في دفاتر‬
‫بنك خارجي أو داخلي ‪ ،‬لهذا فهي تسمى أيضا بالنقود الدفترية أو القيدية‪.‬‬

‫‪ -2‬الشيك‬
‫أ –تعريف الشيك ‪ :‬هي ورقه تجاريه لها طابع قانوني وتتمثل في وجود ثالثة اطراف وهم‬
‫الساحب والمسحوب عليه و المستفيد ويتمثل ذلك في أمر بالدفع لمبلغ من النقود موجه للبنك‬
‫من قبل اآلمر بالدفع صاحب الحساب (الساحب) يقوم بتوقيعه ويتم صرفه في البنك‬
‫(المسحوب عليه) لصالح مستفيد الذي قد يكون صاحب الحساب ذاته‪ .‬وذلك وفقا لتاريخ او‬
‫لحامله‪.‬‬
‫ب ‪-‬خصائص الشيك‬
‫الشيك ورقة تجارية تتضمن أمرا بأداء مبلغ معين من النقود ويمتاز بمجموعة من‬
‫الخصائص تتمثل في ‪:‬‬
‫‪-‬ال يمكن سحب الشيكات إال على البنوك؛‬
‫‪-‬يحتوي الشيك على ثالثة أطراف هي الساحب والمسحوب عليه والمستفيد؛‬
‫‪-‬الشيك أداة للوفاء و لنقل النقود وال يصلح أن يكون أداة لالئتمان؛‬
‫‪-‬وجود رصيد كاف للساحب لدى المصرف المسحوب عليه منذ تاريخ انشاء الشيك‪ ،‬وذلك‬
‫لتوفير الثقة الكافية بهذه الورقة؛‬
‫‪-‬ال حاجة لذكر اسم المستفيد فيه‪ ،‬وبالتالي يمكن سحبه لحامله‪.‬‬
‫ج – أنواع الشيك‪:‬‬
‫باعتبار الشيك من بين وسائل الدفع األكثر انتشارا إلى جانب النقود الورقية هذا ما ادى‬
‫لظهور عدة أنواع يمكن ذكرها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الشيك المسطر أو المخطط‪:‬‬
‫هو شيك يتميز بوضع خطين متوازيين على وجه الشيك‪ ،‬مما يترتب عليه وجوب امتناع‬
‫البنك عن الوفاء بمبلغ الشيك إال الى بنك يتولى استبقاء المبلغ لحساب هذا العميل‪.‬‬

‫‪ ‬الشيك المعتمد أو المصدق‪:‬‬


‫هو الشيك محرر بشكل عادي ويحصل هذا اإلعتماد بتوقيع البنك المسحوب عليه على صدر‬
‫الشيك بناء على طلب الساحب أو الحامل ‪.‬و يعد اعتماد الشيك قرينة على أن المسحوب عليه‬
‫لديه مقابل الوفاء الكافي لسداد قيمة الشيك المعتمد‪ ،‬لذا يلتزم المسحوب عليه بتجميد هذا‬
‫المقابل لصالح الحامل‪ ،‬وبهذه الطريقة يطمئن الحامل إلى وجود الرصيد الذي يكون الضمانة‬
‫األولى لوفاء قيمة الشيك ‪.‬‬
‫الشيك المقيد في الحساب‬
‫لما كان الشيك أداة وفاء فورية فإن الحامل يستطيع أن يحصل على قيمته نقدا بمجرد‬
‫تقديمه إلى البنك المسحوب عليه‪ ،‬غير أن القانون أجاز للساحب وكذلك للحامل أن يمنع البنك‬
‫من الوفاء بقيمة الشيك نقدا وكذلك بكتابة عبارة " للقيد في الحساب " أو ما يفيد هذا المعنى‬
‫على ظهر الشيك‪.‬أو أية عبارة أخرى مماثلة وفي هذه الحالة ال يمكن أن يجري تسديد الشيك‬
‫من قبل المسحوب عليه إال بطريق القيد في السجالت" اعتمادا في الحساب أو نقل أو مقاصة‬
‫"والقيد في السجالت يقوم مقام الوفاء ‪.‬‬
‫الشيك المؤشر‬
‫قد يقوم المسحوب عليه بناء على طلب الحامل أو الساحب بالتأشير على الشيك مما يدل على‬
‫وجود مقابل الوفاء في تاريخ التأشير‪ ،‬وهذا التأشير يفيد إثبات وجود مقابل الوفاء في تاريخ‬
‫التأشير‪ ،‬إذن فالتأشير ال يترتب عليه تجميد مقابل الوفاء إلى غاية استيفاء الحامل لقيمة‬
‫الشيك‪ ،‬بل غايته التأكيد على وجود مقابل الوفاء وقت التأشير فحسب ‪.‬‬
‫الشيك السياحي‬
‫هو شيك أي أمر بالدفع ‪ ،‬لمبلغ بعملة قابلة للتحويل يصدره بنك معروف والمستفيد منه هو‬
‫حامله معرف بتوقيعه ‪ ،‬ويسمى هذا الشيك سياحيا ألن القصد من إصداره هو أن يصرف‬
‫المستفيد قيمته خارج بالده ( للسياحة في أغلب األحوال) ‪ ،‬ولكي يعتبر أداة مقبولة الدفع‬
‫عالميا يجب أن تكون الجهة المصدرة لهذا الشيك معروفة عالميا‪.‬‬

‫‪ -8‬أوراق الدفع‬
‫سنعرض بإيجاز أهم أنواع أوراق الدفع‪:‬‬
‫أ ‪-‬السفتجة أو الكمبيالة ‪Lettre de change‬‬
‫هي ورقة تجارية تتضمن محرر مكتوب وفق أوضاع شكلية حددها المشرع ‪ ،‬تتضمن أمرا‬
‫بدفع مبلغ معين في آجال محددة‪ ،‬صادرة من شخص ( الساحب ) إلى شخص ثاني (‬
‫المسحوب عليه) لفائدة شخص ثالث (المستفيد)‪ ،‬بان يدفع مبلغ معينا من النقود بمجرد‬
‫ب ‪ -‬السند ألمر ‪: Billet à‬‬ ‫االطالع أو في تاريخ معين أو قابل للتعين ألذن المستفيد‪.‬‬
‫‪ordre‬‬
‫هو صك مكتوب وفق شكل حدده القانون يمثل يتضمن اعتراف بالدين ‪ ،‬حيث يتعهد فيه‬
‫شخص يدعى " المحرر أو المكتتب" بدفع مبلغ معين "للمستفيد"‪ ،‬وذلك بمجرد االطالع أو‬
‫في تاريخ معين أو قابل للتعين‪.‬‬
‫ج ‪-‬السندات العمومية قصيرة االجل‬
‫تلجأ الخزينة العامة إلى إصدار سندات قصيرة األجل لتمويل احتياجات السلطات‬
‫العمومية فيما يخص النفقات الجارية‪ ،‬وذلك عندما يتأخر تحصيل االيرادات الضريبية نظرا‬
‫لطابعها المتقطع في الزمن‪ ،‬وعدم القدرة على االنتظار إلستعجالية النفقات‪.‬و يتم تداول هذه‬
‫السندات من يد إلى يد واستعمالها في التبادل وضمان القروض عندما تكون محررة لحاملها‪،‬‬
‫أي سندات غير اسمية‪.‬‬

‫‪ - 0‬التحويل و االقتطاع ‪Virement & Prélèvement‬‬


‫يعتبر كل من التحويل واالقتطاع أساليب النتقال األموال من خالل محاسبة مالية ( الدائن‬
‫و المدين ) ‪ .‬فالقصد من التحويل هو أمر يصدره الزبون لبنكه بمنح مبلغ معين لصالح‬
‫المستفيد‪ ،‬مع ضرورة وجود مؤونة ك افية لتغطية عملية التحويل ‪ ،‬فال يشترط أن يكون األمر‬
‫كتابيا‪ ،‬كما قد يكون مجرد تسوية خطأ معين ‪ .‬وعليه فإن عملية التحويل هي أمر يصدره‬
‫الزبون و ينفذه بنك الزبون ( تحويل داخلي) أو بنكين مختلفين (تحويل خارجي)؛ في نفس‬
‫المكان ( تحويل في المكان ) أو أماكن مختلفة ( تحويل خارج المكان )‪.‬‬
‫‪ ‬صور التحويل المصرفي‬
‫يتم التحويل المصرفي وفق صورتان هما ‪:‬‬
‫‪ -‬الصورة ‪ : 0‬تتم عملية التحويل المصرفي بواسطة بنك واحد‪ ،‬وهي الحالة التي يكون‬
‫فيها حساب كل من اآلمر المدين‪ ،‬والمستفيد الدائن في مصرف واحد‪ ،‬إما في ذات الفرع‪ ،‬أو‬
‫في فرعين مختلفين لهذا البنك ‪.‬‬
‫كما يمكن أن تتم عملية التحويل المصرفي بين حسابين للمودع نفسه في المصرف‪ ،‬كأن‬
‫يكون له حساب لتجارته أو مهنته ‪ ،‬وحساب أخر لعملياته الشخصية‪ ،‬أو كأن يكون شخصا‬
‫معنويا له عدة فروع ولكل فرع حساب خاص ‪.‬‬
‫‪ -‬الصورة ‪ : 2‬يتم التحويل المصرفي في هذه الصورة بواسطة مصرفين‪ ،‬وهذا متى كان‬
‫حساب اآلمر بالتحويل في مصرف‪ ،‬وحساب المستفيد في مصرف أخر‪ ،‬وقد يكون الحسابين‬
‫باسم شخص واحد‪ ،‬لكن لدى بنكين مختلفين ‪ ،‬أي أن المستفيد من النقل المصرفي هو نفسه‬
‫األمر به ‪.‬‬
‫وتتم هذه العملية بتلقي البنك األول ألمر من عميله بنقل مبلغ من حسابه إلى حساب المستفيد‬
‫من مصرف أخر‪ ،‬حيث يقوم البنك الذي تلقى األمر بإجراء القيد‪ ،‬وذلك بخصم المبلغ من‬
‫حساب اآلمر بالتحويل وقيده في الحساب الدائن في بنك العميل المستفيد ‪ ،‬وذلك بإخطار هذا‬
‫األخير بهذا التحويل‪ ،‬ليقوم بإجراء القيد في الحساب المفتوح لديه ‪ ،‬وهكذا تنتقل النقود من‬
‫حساب اآلمر إلى حساب المستفيد عن طريق الحساب القائم بين المصرفين ‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫بضبط القيود بواسطة غرفة المقاصة ‪.‬‬

‫‪ ‬تاريخ ومكان التحويل المصرفي‬


‫عند القيام بعملية التحويل المصرفي يجب تحديد تاريخ‪ ،‬ومكان التحويل المصرفي لما‬
‫لذلك من أهمية‪:‬‬
‫ألن من المتفق عليه عرفا وفقها أن التحويل المصرفي يتم في وقت إجراء القيد عمليا في كل‬
‫من الحسابين بشرط عدم اعتراض العميل المستفيد من التحويل‪.‬‬
‫ولتحديد التاريخ الذي تمت فيه العملية أهمية بالغة ألن المودع يبقى باستطاعته الرجوع‬
‫عن تصرفه قبل هذا التاريخ ‪ ،‬كما تتجلى أهمية تحديد تاريخ التحويل في حالة إفالس المودع‬
‫اآلمر‪ ،‬أو البنك ألن صحة هذا التحويل تتوقف على هذا التاريخ‪.‬‬
‫أما مكان التحويل المصرفي فيتمثل في البنك الذي أجرى العملية‪ ،‬أما إذا تم التحويل بين‬
‫مصرفين مختلفين فإن مكان التحويل المصرفي هو مركز مصرف المستفيد ‪.‬‬

‫أما عن االقتطاع يمثل أمرا لدفع دين من حساب الزبون ( المدين ) بواسطة بنكه (‬
‫االقتطاع من الرصيد لتسديد الدين ) ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬وسائل الدفع الحديثة (االلكترونية)‬
‫في ضوء االعتماد التقليدي على الموارد البشرية في تقديم الخدمات‪ ،‬و االرتفاع‬
‫المتزايد لتكلفة اليد العاملة والصعوبة النسبية في اإلشراف على موفري الخدمات و سعيا‬
‫لرفع مستويات الجودة‪ ،‬اتجهت أنظمة خدماتية كثيرة بما فيها البنوك إلى اإلحالل الجزئي‬
‫لآللة بدل العنصر البشري‪ ،‬أي األتمتة ‪. Automatisation‬‬
‫يستخدم اصطالح البنوك اإللكترونية ‪ E - Banking‬كتعبير متطور وشامل عن وسائل‬
‫الدفع الحديثة التي تبلورت مع بداية التسعينات‪ ،‬مثل‪ :‬مفهوم الخدمات المصرفية عن بعد ‪،‬‬
‫البنوك االلكترونية عن بعد ‪ ،‬البنك المنزلي البنك على الخط ‪ Online banking‬أو الخدمات‬
‫المصرفية الذاتية‪ ،‬وجميعها تتعلق بقيام الزبون بإدارة حساباته و انجاز أعماله المتصلة‬
‫بالبنك عن طريق المنزل أو المكتب أو أي مكان آخر وفي الوقت الذي يريده ‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف وسائل الدفع االلكترونية‬
‫يقصد بها تلك العمليات المصرفية االلكترونية التي تقدمها البنوك بأساليب مبتكرة من‬
‫خالل شبكات إتصال الكترونية تقتصر صالحية الدخول إليها على المشاركين فيها وفقا‬
‫لشروط العضوية التى تحددها البنوك ‪ ،‬وذلك من خالل أحد المنافذ على الشبكة كوسيلة‬
‫إلتصال العمالء بها بهدف ‪:‬‬
‫‪ -0‬إتاحة معلومات عن الخدمات التى يؤديها البنك دون تقديم خدمات مصرفية على‬
‫الشبكة‪.‬‬
‫‪ -2‬حصول العمالء على خدمات محدودة كالتعرف على معامالتهم وأرصدة‬
‫حساباتهم وتحديث بياناتهم وطلب الحصول على قروض ‪.‬‬
‫‪ -8‬طلب العمالء تنفيذ عمليات مصرفية مثل تحويل األموال‬
‫كما يقصد بها ما يقدمه البنك من خدمات مصرفية تقليدية أو متطورة من خالل قنوات اتصال‬
‫الكترونية‪ ،‬يخول الدخول فيها بعد استيفاء شروط العضوية المحددة من طرف البنك‪ ،‬و هي‬
‫بذلك تحقق للبنك فوائد عديدة‪ ،‬السيما تخفيض تكاليف االستغالل ورفع الكفاءة العملياتية و‬
‫مستويات الجودة ‪.‬‬
‫أسباب تطور وسائل الدفع‬
‫لقد تعددت العوامل التي ساعدت على تطور وسائل الدفع التقليدية وتحولها من الشكل‬
‫التقليدي إلى أشكال أخرى تؤدي نفس الوظيفة لكن بطرق مختلفة أكثر تطورا ‪ ،‬وأهم هذه‬
‫العوامل نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تراجع فعالية وسائل الدفع التقليدية‬
‫‪-‬استخدام شبكة االنترنت في المجال المصرفي‬
‫‪-‬التوجه نحو التجارة اإللكترونية‬
‫‪-‬االستفادة من وسائل األمان عبر شبكة االنترنت‬

‫‪ ‬موقف المشرع الجزائري من وسائل الدفع االلكترونية‬


‫بصدور القانون ‪ 01-15‬المعدل والمتمم للقانون المدني الجزائري انتقل المشرع من‬
‫النظام الورقي في اإلثبات إلى النظام اإللكتروني‪.‬‬
‫حيث أصبح للكتابة في الشكل اإللكتروني مكانا ضمن قواعد اإلثبات في القانون المدني‬
‫الجزائري طبقا لنص المادة ‪ 828‬مكرر مدني جزائري الكتابة في الشكل اإللكتروني ذات‬
‫التسلسل في أو األوصاف أو األرقام أو أية عالمات أو رموز ذات معنى مفهوم مهما كانت‬
‫الوسيلة اإللكترونية المستعملة ومهما كانت طرق إرسالها‪.‬‬

‫‪ ‬مميزات وسائل الدفع االلكترونية‬


‫تتميز وسائل الدفع االلكترونية عن الوسائل التقليدية باالستفادة وسائل األمان المبتكرة‬
‫حديثا الستعمالها عبر شبكة االنترنت وخاصة إلضفاء الثقة على المعامالت المصرفية‬
‫والتجارية التي تتم عبر هذه الشبكة والتي تكون وسائل الدفع االلكترونية طرفا فيها وقد كان‬
‫انتشار التجارة االلكترونية سببا كافيا البتكار مثل هذه الوسائل كالتوقيع االلكتروني والتشفير‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص وسائل الدفع اإللكتروني‪:‬‬


‫تتميز وسائل الدفع بالخصائص اآلتية ‪:‬‬
‫‪ - 0‬يتسم الدفع االلكتروني بالطبيعة الدولية ‪:‬أي أنه وسيلة مقبولة في جميع الدول‪ ،‬حيث يتم‬
‫استخدامه لتسوية الحساب في المعامالت التي تتم عبر فضاء الكتروني بين المستخدمين‬
‫في كل أنحاء العالم؛‬
‫‪ -2‬يتم الدفع من خالل استخدام النقود االلكترونية ‪:‬وهي قيمة نقدية تتضمنها بطاقة بها ذاكرة‬
‫رقمية أو الذاكرة الرئيسية للمؤسسة التي تهيمن على إدارة عملية التبادل؛‬
‫‪ - 8‬يستخدم هذا األسلوب لتسوية المعامالت االلكترونية عن بعد ‪:‬حيث يتم إبرام العقد بين‬
‫أطراف متباعدين في المكان‪ ،‬ويتم الدفع عبر شبكة االنترنت‪ ،‬أي من خالل المسافات بتبادل‬
‫المعلومات االلكترونية بفضل وسائل االتصال الالسلكية‪ ،‬يتم إعطاء أمر الدفع وفقا لمعطيات‬
‫الكترونية تسمح باالتصال المباشر بين طرفي العقد؛‬

‫‪ ‬أهمية وسائل الدفع االلكترونية‬


‫إن اتساع نطاق التجارة االلكترونية سمح بتضاؤل دور النقود الورقية والدفع التقليدي‬
‫أمام ازدهار الدفع االلكتروني‪ ،‬حيث كانت النقود الوسيلة الرئيسية لتسوية المعامالت المالية‬
‫وكان الدفع يتم بصورة سائلة أو بواسطة بديل للشيك وغيرها من وسائل الدفع التقليدية‪.‬‬
‫لكن تلك الوسائل ال تصلح في تسهيل التعامل الذي يتم عن بعد في بيئة غير مادية‬
‫كالعقود االلكترونية التي تتم عبر شبكة االنترنت حيث تتوارى المعامالت الورقية ‪.‬من هنا‬
‫تظهر أهمية ابتكار وسائل سداد تتفق مع طبيعة التجارة االلكترونية‪ ،‬لهذا يتم الدفع الكترونيا‪.‬‬
‫يمكن للعميل الوفاء بمقابل السلعة أو الخدمة بنفس الطرق التقليدية المتبعة في التعاقد بين‬
‫غائبين مثل ارساء شيك عن طريق البريد أو من خالل الفاكس‪ ،‬أو إرسال البيانات الخاصة‬
‫بحساب بنكي‪ ،‬لكن هذه الوسائل ال تصلح و خصوصية التجارة االلكترونية ومقتضيات‬
‫السرعة فيها‪ ،‬لذا كانت أهمية اللجوء الى الدفع االلكتروني من خالل شبكة اتصال ال سلكية‬
‫موحدة عبر الحاسب‪.‬‬

‫‪ ‬أطراف التعامل بأنظمة الدفع االلكترونية‪:‬‬


‫تشترك أنظمة الدفع االلكتروني في أنها وسيلة النتقال النقود من شخص إلى آخر‪ ،‬عبر‬
‫شبكة االنترنت دون الحاجة للتفاعل وجها لوجه ‪ ،‬وعلى اختالف هذه النظم تجد أنها تحتوي‬
‫جميعها على أربعة عناصر‪.‬‬
‫‪-1‬المنظم ) المركز العالمي للبطاقة ) ‪ :‬هي مؤسسة عالمية تقوم بعملية إنشاء البطاقات‬
‫وتتولى رعايتها وتصدر تراخيص لجميع البنوك الموجودة في انحاء العالم بالموافقة على‬
‫دخولها في عضوية هذه البطاقات وهي تتولى تسوية العمليات المالية المستحقة جراء‬
‫استخدامها ويتم ذلك مقابل عمولة تتراوح عادة ما بين ‪%1‬و ‪ %0‬من قيمة كل عملية إضافة‬
‫لالشتراك سنوي‪.‬‬
‫‪ - 2‬المصدر )المحرر( ‪:‬هو البنك أو المؤسسة المالية الكبرى التي لها أدوار عدة‪ ،‬ومنها‬
‫التعاقد مع المركز العالمي للبطاقات من أجل حصولها على ترخيص يسمح لها بإصدار‬
‫البطاقات من خالل دخولها في عضوية إصدار البطاقات‪ ،‬والتعاقد مع التجار المحليين من‬
‫أجل قبول هذه البطاقات من عمالئها لتسوية عملياتهم من شراء أو تقديم خدمات معينة‬
‫باإلضافة إلى التعاقد مع عمالئهم للتعامل بمثل هذه البطاقات في دفع ما يستحق عليهم للتاجر‪.‬‬
‫‪- 8‬التاجر ‪ :‬إن هذا الوصف يطلق على الشركات‪ ،‬أو المؤسسات صاحبة السلع ومحالت‬
‫البيع ومراكز تقديم الخدمات للجمهور بشكل عام ويبرم اتفاق مع مصدر البطاقة لقبول البيع‬
‫بالبطاقة ومن ثم يرجع إلى مصدر البطاقة للحصول على ثمن هذه السلعة‪.‬‬
‫‪ - 0‬حامل البطاقة‪ :‬هو الشخص أو األشخاص الذين حصلوا على البطاقة بناء على طلب تم‬
‫تقديمه للمصدر لتمكنهم من الشراء بواسطتها أو الحصول على الخدمات وكذلك تمكنهم من‬
‫السحب النقدي من الصراف اآللي باستخدام البطاقة الممنوحة لهم من المصدر‪.‬‬

‫‪ ‬أنواع وسائل الدفع االلكترونية‬


‫نتيجة للتطورات التي عرفتها التجارة االلكترونية حولت البنوك أغلب وسائل الدفع إلى‬
‫وسائل دفع الكترونية‪ ،‬وتعددت هذه األخيرة واتخذت أشكاال تتالءم مع طبيعة المعامالت عبر‬
‫شبكة االنترنت‪ ،‬وكانت أولها البطاقات البنكية والتي تطورت من البطاقات ذات الشكل‬
‫المغناطيسي إلى البطاقات ذات الخلية االلكترونية‪ ،‬كما ظهرت وسائل دفع الكترونية أخرى‬
‫‪.‬‬

‫أوال ‪:‬البطاقات البنكية‬


‫تعرف البطاقة البنكية على أنها عبارة عن بطاقة بالستيكية تحتوي على معلومات رقمية‬
‫وتستخدم هذه المعلومات في أغراض الدفع ‪،‬كما يمكن استخدامها ألغراض أخرى مثل‬
‫التعريف أو الدخول لمواقع خاصة ال يمكن الدخول فيها إال للمرخص له ‪.‬‬
‫عرفها المشرع الجزائري بأنها ‪ " :‬كل بطاقة تسمح لحاملها بنقل األموال‪ ،‬وال يمكن أن‬
‫تصدر إال من طرف هيئة قرض أو مؤسسة مالية أو مصلحة مرخص لها بوضع واصدار‬
‫البطاقات كالبنوك‪ ،‬الخزينة العامة‪ ،‬مصلحة البريد‪".‬‬
‫بعض هذه البطاقات اإللكترونية تسمى البطاقات الذكية الحتوائها على معلومات يمكن‬
‫التعامل معها بطريقة أخرى ‪.‬وتمكن هذه البطاقة حاملها من الحصول على النقود عن طريق‬
‫آالت الصرف الذاتي ‪ ، Automated Teller Machines ATM‬كما تمكنه أيضا من‬
‫شراء معظم احتياجاته أو أداء مقابل ما يريده من خدمات ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬النقود االلكترونية‪E-Money‬‬


‫و يطلق عليها العملة الرقمية ‪ ،‬يتم تخزينها الكترونيا ويمكن استخدامها لتنفيذ عمليات الدفع‬
‫الكترونيا عبر االنترنت‪ ،‬إن عملية الحسابات للنقد الرقمي شبيهة بحسابات البنوك التقليدية‬
‫حيث يقوم الزبائن بإيداع نقودهم في حساباتهم النقدية الرقمية حتى يتمكنوا من استخدامها فيما‬
‫بعد إلجراء عمليات التحويل أو الشراء من خاللها عبر االنترنت‪.‬‬
‫تعريف النقود االلكترونية ‪:‬‬
‫من وجهة نظر البنك المركزى األوروبي )‪ (BCE‬فيري أنه توجد نقود إلكترونية عندما‬
‫يكون هناك قيمة نقدية تخزن إلكترونيا على بطاقة بالستيكية‪ ،‬قد تستخدم في السحب النقدي‬
‫أو تسوية مدفوعات وحدات اقتصادية أخري غير تلك التى أصدرت البطاقة ‪.‬‬
‫وهي قيمة نقدية مخزنة على وسيلة الكترونية مدفوعة مقدما وغير مرتبطة بحساب بنكي‬
‫‪ ،‬وتشير النقود االلكترونية إلى سلسلة األرقام االلكترونية التي تستخدم للتعبير عن قيم معينة‬
‫وتحظى بقبول واسع وتستعمل كأداة للدفع ‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص النقود االلكترونية ‪:‬تتمتع النقود االلكترونية بالخصائص التالية ‪:‬‬
‫خصائص عملية متعلقة باإلستخدام‪ :‬يتميز النقد االلكتروني عن أدوات الدفع األخرى بما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪-‬يحتفظ بالقيمة كمعلومات رقمية مستقلة عن أي حساب مصرفي؛‬
‫‪-‬يسمح بتحويل القيمة إلى شخص عن طريق تحويل المعلومات الرقمية؛‬
‫‪-‬يسمح بتحويل عن بعد عبر شبكات عامة كاألنترنت أو شبكات اإلتصال الالسلكية؛‬
‫‪-‬ال يستلزم وجود طرف ثالث إلظهار أو مراجعة أو تأكيد التبادل؛‬
‫خصائص متعلقة باحتياطات األمن‪:‬‬
‫لتحقيق أكبر قدر من األمان يتع ين توفر عدة خصائص في صيغ نقد الكترونية مقترحة‬
‫أبرزها‪:‬‬
‫‪-‬أن تحقق األمان عند استخدامها بحيث يصعب اختراقها من قبل القراصنة والمحتالين؛‬
‫‪-‬أن تتميز بالقدرة على العمل المتواصل والتشغيل في كافة الظروف بما يحفظ حقوق‬
‫المتعاملين بالنقد االلكتروني‪.‬‬

‫ثالثا ‪-‬البطاقات الذكية ‪Smart Cards‬‬


‫تماشيا مع التطورات التكنولوجية ظهرت البطاقات الذكية ‪ Smart Cards‬والتي هي عبارة‬
‫عن بطاقة بالستيكية تحتوي على خلية إلكترونية يتم عليها تخزين جميع البيانات الخاصة‬
‫بحاملها مثل االسم‪ ،‬العنوان‪ ،‬البنك المصدر‪ ،‬أسلوب الصرف‪ ،‬المبلغ المنصرف وتاريخه‪،‬‬
‫وتاريخ حياة العميل المصرفية ‪.‬‬
‫إن هذا النوع من البطاقات الجديدة يسمح للعميل باختيار طريقة التعامل سواء كان ائتماني‬
‫أو دفع فوري‪ ،‬وهو ما يجعلها بطاقة عالمية تستخدم على نطاق واسع في معظم الدول‬
‫األوروبية واألمريكية‪ ،‬ومن األمثلة للبطاقات الذكية بطاقة المندكس " ‪" Mondex Card‬‬
‫التي تم طرحها لعمالء المصارف وتوفر لهم العديد من المزايا نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن استخدامها كبطاقة ائتمانية أو بطاقة خصم فوري طبقا لرغبة العميل ‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة إدارتها مصرفيا بحيث ال يمكن للعميل أن يستخدمها بقيمة أكثر من الرصيد المدون‬
‫على الشريحة االلكترونية للبطاقة ‪.‬‬
‫‪ -‬أمان االستخدام لوجود ضوابط أمنية محكمة في هذا النوع من البطاقات ذات الذاكرة‬
‫االلكترونية ‪.‬‬
‫‪-‬إمكانية التحويل من رصيد بطاقة إلى رصيد بطاقة أخرى من خالل آالت الصرف الذاتي أو‬
‫أجهزة التليفون العادي أو المحمول‬
‫‪ -‬يمكن للعميل السحب من رصيد حسابه الجاري بالبنك وإضافة القيمة إلى رصيد البطاقة من‬
‫خالل آالت الصرف الذاتي أو أجهزة التليفون العادي أو المحمول ‪.‬‬

‫رابعا ‪-‬الشيكات االلكترونية ‪Electronic checks‬‬


‫‪-1‬تعريف الشيك االلكتروني ‪:‬‬
‫هو محور ثالثي األطراف معالج الكترونيا بشكل كلي‪ ،‬أو جزئ يتضمن أمرا من شخص‬
‫يسمى الساحب إلى البنك المسحوب عليه بأن يدفع مبلغا من النقود إلذن شخص ثالث يسمى‬
‫المستفيد‪ .‬ولعل الشيك االلكتروني هو أكثر األوراق التجارية التي يمكن االستفادة منها في‬
‫مجال التقنيات االلكترونية‪.‬‬
‫فهو وثيقة إلكترونية تحمل إلتزاما قانونيا وهو ذات اإللتزام في الشيكات الورقية وتحمل‬
‫نفس البيانات األساسية ‪ ،‬ويتم التوقيع إلكترونيا ‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 0‬نموذج عن الشيك االلكتروني‬


‫‪ -2‬فوائد الشيك االلكتروني‬
‫للشيك االلكتروني عدة فوائد تتمثل أهمها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ ‪-‬خفض تكاليف المصروفات اإلدارية من خالل زيادة السرعة وتقليل تكلفة المواد الورقية‬
‫والطباعة؛‬
‫ب ‪-‬تسريع عملية الدفع والمحاسبة التي يقوم بها الزبون بكفاءة عالية؛‬
‫ج ‪-‬تزويد الزبون بمعلومات وتفصيالت أكثر في كشف الحساب؛‪.‬‬

‫‪ -8‬إجراءات استخدام الشيك االلكتروني‬


‫تتضمن دورة إجراءات استخدام الشيك االلكتروني على الخطوات األتية ‪:‬‬
‫الخطوة االولى ‪:‬اشتراك المشتري لدى جهة التخليص في الغالب تكون البنك حيث يتم فتح‬
‫حساب جاري الخاص بالمشتري أو يتم االتفاق على الصرف خصما من حساب المشتري‬
‫بأي حساب جاري مت فق عليه ويتم تحديد توقيع الكتروني للمشتري وتسجيله في قاعدة‬
‫بيانات جهة التخليص‪.‬‬
‫الخطوة الثانية ‪:‬اشتراك البائع لدى جهة التخليص نفسها حيث يتم أيضا فتح الحساب الجاري‬
‫أو الربط مع أي حساب جاري للبائع ويتم تحديد التوقيع االلكتروني للبائع وتسجيله على‬
‫قاعدة بيانات جهة التخليص‪.‬‬
‫الخطوة الثالثة ‪:‬فيها يقوم المشتري باختيار السلعة التي يرغب في شراءها من البائع المشترك‬
‫لدى جهة التخليص ويتم تحديد السعر الكلي واالتفاق على أسلوب الدفع‪.‬‬
‫الخطوة الرابعة ‪:‬يقوم المشتري بتحرير شيك الكتروني ويقوم بالتوقيع االلكتروني المشفر‪ ،‬ثم‬
‫يقوم بإرسال هذا الشيك بالبريد اإللكتروني المؤمن إلى البائع‪.‬‬
‫الخطوة الخامسة ‪:‬يقوم البائع باستالم الشيك االلكتروني الموقع من المشتري ويقوم بالتوقيع‬
‫عليه كمستفيد بتوقيعه االلكتروني المشفر ويقوم بإرساله إلى جهة التخليص‪.‬‬
‫الخطوة السادسة ‪:‬تقوم جهة التخليص بمراجعة الشيك والتحق ق من صحة األرصدة‬
‫والتوقيعات وبناء على‬
‫ذلك تقوم بإخطار كل من المشتري والبائع بإتمام اجراء المعاملة المالية‪.‬‬

‫‪ -0‬مميزات الشيك اإللكتروني‬


‫تتميز الشيكات اإللكترونية بانخفاض تكلفتها عن الشيكات الورقية ‪ ،‬وبذلك فإن تسمح‬
‫لمستخدميها القيام بتسوية جميع المعامالت المتعلقة بهذه الشيكات عبر شبكة األنترنت دون‬
‫حاجة الستخدام الشيك الورقي‪.‬‬
‫والشيك اإللكتروني يعتبر إرساء لنظام دفع جديد يستخدم أي شخص للدفع آلخر سواء‬
‫كان ذلك بين مستهلك وآخر)‪ ، (C.to C‬أو بين رجال األعمال والمستهلكين)‪ ، (B.to.C‬أو‬
‫بين رجال األعمال بعضهم لبعض)‪(B.to.B‬‬

‫خامسا ‪-‬التحويالت االلكترونية ‪:‬‬


‫يقصد بنظام التحويل المالي االلكتروني مجموعة من القواعد واالجراءات المعتمدة في‬
‫تحويل األموال عبر بنوك الكترونية أو بنوك انترنت مر خص لها بالقيام بهذه العملية ويتم‬
‫اصدار أمر التحويل عن طريق كمبيوتر ومن خصائصها ضمان األمان وأكثر مصداقية‬
‫للمتعاملين إضافة إلى أنها مجموعة من العناصر كاختصار الزمن ووفرة الجهد والتكلفة‪،‬‬
‫ويسير في التعامل بفعل قابليته للتجزئة بفعل توزيع مبلغ مستند التحويل على أكثر من مستفيد‬
‫على غرار الشيك‪.‬‬
‫المحور العاشر ‪ :‬فتح اإلعتماد المستندي‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫يعتبر االعتماد احد اعمدة التجارة الخارجية التي تقوم على الشفافية و االئتمان و تحديد‬
‫المسؤوليات وهو وسيلة من وسائل الدفع المصرفي المستخدمة في التجارة الخارجية حسب‬
‫نص المادة ‪ 03‬من النظام رقم ‪. 10/02 :‬‬

‫اوال ‪:‬تعريفه االعتماد المستندي ‪:‬‬


‫يعرف االعتماد المستندي بانه طلب يتقدم به المتعامل من اجل سداد ثمن‬ ‫تعريف ‪-0‬‬
‫مشتريات بضائع من الخارج‪ ،‬يقوم البنك بموجبه عن طريق المراسلين بسداد القيمة بالعملة‬
‫المطلوب السداد بها‪.‬‬
‫تعريف ‪ -2‬يعرف ايضا بانه تلك العملية التي يقبل بموجبها بنك لمستورد ان يحل محل‬
‫المستورد في االلتزام بتسديد و ارداته لصالح المصدر االجنبي عن طريق البنك الذي يمثله‬
‫مقابل استالم الوثائق و السندات التي تدل على ان المصدر قد قام بإرسال البضاعة المتعاقد‬
‫عليها‪.‬‬
‫و يمكننا ان نقول بعبارة بسيطة ان االعتماد المستندي عبارة عن تعهد‬ ‫خالصة التعاريف ‪:‬‬
‫شرطي ممنوح من طرف بنك ما‪ ،‬اي يمثل تعهد من بنك لبائع البضاعة) الخدمة (بدفع مبلغ‬
‫معين من المال شريطة تقديمه مستندات معينة توضح شحن البضاعة او( حسن تنفيذ الخدمة‬
‫ضمن فترة زمنية محدودة‪).‬‬

‫ثانيا ‪:‬أطراف االعتماد المستندي‪:‬‬


‫تتمثل أطراف االعتماد المستندي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬طالب فتح االعتماد ‪ :‬المستورد وهو المتعامل المستورد الذي يطلب فتح االعتماد‬
‫المستندي بالشروط و المتطلبات التي يراها مطابقة التفاقية البيع المعقودة بينه وبين المستفيد‬
‫‪ - 2‬البنك فاتح االعتماد ‪:‬هو بنك المتعامل المستورد الذي يفتح االعتماد طبقا للمشروط‬
‫الواردة في طلب فتح االعتماد ويعتبر هذا البنك الرابط بين المصدر و المستورد في‬
‫المبادالت التجارية وله السلطة التقديرية عند تقدم المستورد منه يطلب فتح االعتماد بالموافقة‬
‫أو الرفض بعد الدراسة و التحليل لوضعية طالب االعتماد‪.‬‬
‫‪ -3‬البنك المبلغ لالعتماد ‪ :‬هو بنك المراسل الذي يطلب إليه البنك فاتح االعتماد تبليغ‬
‫االعتماد الى المستفيد‪.‬‬
‫‪ -0‬المستفيد (المصدر) ‪ :‬وهو البائع المصدر الذي يتم فتح االعتماد لصالحه‪.‬‬
‫‪ -5‬البنك المغطى أو الدافع ‪ :‬هو البنك الذي يقوم بدفع قيمة المطالبة المقدمة إليه من البنك‬
‫المبلغ أو البنك المطالب بالتغطية و ذلك في حالة عدم وجود حساب للبنك فاتح االعتماد لدى‬
‫البنك المبلغ‪.‬‬
‫‪ -6‬البنك متداول المستندات ‪ :‬هوالبنك المخول بتداول المستندات والذي يقوم بتدقيقها حسب‬
‫شروط االعتماد ودفع قيمتها الى المستفيد ‪ ،‬ثم يقوم بإرسال المستندات الى البنك فاتح‬
‫االعتماد بعد أن يسحب قيمة االعتماد من البنك المغطي‪.‬‬
‫‪ -2‬البنك المعزز ‪ :‬هو البنك الذي يلتزم بدفع قيمة المستندات حال تقديمها مطابقة ألحكام‬
‫وشروط االعتماد بغض النظر عن استالمه أو عدم استالمه لقيمة المستندات من البنك فاتح‬
‫االعتماد‪.‬‬
‫و يمكن القول أن الحد األدنى ألطراف االعتماد هو ثالثة أطراف رئيسية‪ :‬المشتري‬
‫‪،‬البنك و البائع ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االعتماد المستندي عملية ثالثية األطراف ‪:‬‬


‫يتطلب تحقيق عملية االعتماد المستندي ضرورة توفر ثالثة أطراف المشتري اآلمر ‪,‬‬
‫والبنك والبائع المستفيد ‪ .‬وتربط بين هؤالء األطراف الثالثة عالقات قانونية محددة‪،‬‬
‫‪ -‬فعالقة اآلمر بالمستفيد ليست عالقة ناشئة عن عقد البيع المبرم بينيها‬
‫‪ -‬عالقة اآلمر بالبنك فهي ال تنشأ إال عن عقد فتح االعتماد المستندي ذاته‬
‫‪ -‬عالقة البنك بالمستفيد تنشأ بتوجيه البنك خطابه إلى البائع و ال يتم ذلك إال بوصفه أثرا من‬
‫آثار االعتماد المستندي‬
‫رابعا ‪ :‬مراحل فتح االعتماد‬
‫إن فتح االعتماد المستندي يمر بمرحلتين تبدأ عقب إبرام عقد البيع‪:‬‬
‫‪ -1‬المرحلة األولى ‪ :‬تبدأ باتفاق بين المشتري والبنك حيث يطلب األول فتح االعتماد أو‬
‫إخطار البائع به إما عن طريق فرع البنك أوعن طريق بنك أخر يحدده البنك فاتح االعتماد‬
‫‪.‬وهنا يكتمل حق البائع في قبض مبلغ االعتماد إال بعد تقديم مستندات مطابقة ألحكام و‬
‫شروط االعتماد ‪.‬‬
‫وفي هذه المرحمة يقوم المشتري بتعبئة نموذج من قبل البنك) مصدر االعتماد(و يمال‬
‫البيانات الواردة فيه و التي تتضمن الشروط األساسية لتنفيذ العقد ‪،‬كتعيين المستفيد وصالحية‬
‫االعتماد و المستندات الالزمة و نوع البضاعة و شروط التسليم وشروط الشحن و غيرها ‪....‬‬
‫‪ -2‬المرحلة الثانية ‪ :‬وهي مرحلة تنفيذ االعتماد وفيها يقوم البائع بتقديم المستندات‬
‫المطلوبة إلى البنك المسمى)المعين( الذي أصدر كتاب التبليغ في االعتماد و يقوم البنك‬
‫بفحص المستندات و مطابقتها مع شروط االعتماد ‪ ،‬وبعدها يتم دفع مبلغ االعتماد إلى البائع‬
‫حسب شروط التغطية في االعتماد ويجب على البنك الفاتح االعتماد بأن يتبع تعليمات‬
‫المشتري بكل دقة‪.‬‬

‫‪ ‬مزايا وسائل الدفع االلكتروني ‪:‬‬


‫‪ -‬بالنسبة لحاملها ‪ :‬تحقق وسائل الدفع االلكتروني لحاملها مزايا عديدة أهمها سهولة ويسر‬
‫االستخدام‪ ،‬كما تمنحه األمان بدل حمل النقود الورقية وتفادي السرقة والضياع‪ ،‬كما أن‬
‫لحاملها فرصة الحصول على االئتمان المجاني لفترت محددة‪ ،‬كذلك تمكنه من إتمام صفقاته‬
‫فوريا بمجرد ذكر رقم البطاقة ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للتاجر ‪ :‬تعد أقوى ضمان لحقوق البائع‪ ،‬تساهم في زيادة المبيعات كما أنها أزاحت‬
‫عبء متابعة ديون الزبائن طالما أن العبء يقع على عاتق البنك والشركات المصدرة ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لمصدرها ‪ :‬تعتبر الفوائد والرسوم والغرامات من األرباح التي تحققها المصارف‬
‫والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ ‬عيوب وسائل الدفع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لحاملها ‪ :‬من المخاطر الناجمة عن استخدام هذه الوسائل زيادة االقتراض واإلنفاق‬
‫بما يتجاوز القدرة المالية‪ ،‬وعدم سداد حامل البطاقة قيمتها في الوقت المحدد يترتب عنه‬
‫وضع اسمه في القائمة السوداء ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للتاجر ‪ :‬إن مجرد حدوث بعض المخالفات من جانبه أو عدم التزامه بالشروط‬
‫يجعل البنك يلغي التعامل معه ويضع اسمه في القائمة السوداء وهو ما يعني تكبد التاجر‬
‫صعوبات جمة في نشاطه التجاري ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لمصدرها ‪ :‬أهم خطر يواجه مصدريها هو مدى سداد حاملي البطاقات للديون‬
‫المستحقة عليهم وكذلك تحمل البنك المصدر نفقات ضياعها ‪.‬‬

‫‪ ‬الوسائط البنكية االلكترونية‬


‫هناك العديد من القنوات أو الوسائط المصرفية االلكترونية التي تستخدم في عملية الدفع‬
‫االلكتروني‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫أوال ‪-‬أجهزة الصراف االلي ‪:‬‬


‫وهو كناية عن " ماكينة " مبرمجة تحتفظ فيها النقود بطريقة معينة‪ ،‬وتستطيع التعرف على‬
‫البطاقة الخاصة بها‪ ،‬والسماح بإدخال مبلغ نقدي مغطى في رصيد حساب صاحب‬
‫البطاقة‪.‬كما تتميز هذه الماكينة بسعة محددة من العمالت‪ ،‬بحيث نعتبر خدمة للحاالت الطارئة‬
‫فضال عن حفاظها على وقت الزبائن‪ ،‬بحيث يتم تقدير حجم المبالغ التي تسحب يوميا بدراسة‬
‫متوسط حاالت السحب‪ ،‬قياسا على سعة اآللة‪ ،‬كما يمكن برمجة الماكينة بصورة تتيح صرف‬
‫مبالغ محددة ومنع تكرار الصرف من الرقم عينه في اليوم الواحد‪.‬‬

‫‪ -‬خصائص الصراف اآللي ‪:‬لعل من أهم خصائص جهاز الصراف اآللي ما يلي‪:‬‬
‫الخدمة السريعة مقارنة بإجراءات الصرف داخل المصرف؛‬
‫خدمات الصراف اآللي عملية سهلة االستخدام من قبل أي شخص حيث ستقود التعليمات‬
‫الموجودة على شاشة الجهاز والخالية من التعقيدات إلى سحب النقود التي يحتاجها العميل‬
‫بصورة سهلة وسريعة؛‬
‫أجهزة الصراف اآللي قريبة ومالئمة ألماكن الشراء والتسوق‪ ،‬حيث أنها متوفرة في كل‬
‫فروع المصرف المصدر للبطاقة والمصارف المرتبطة معه‪ ،‬وفي المراكز التجارية والفنادق‬
‫والمطارات‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫خدمات الصراف اآللي تلغي الحاجة لحمل النقود‪ ،‬إذ باقتناء البطاقة يمكن التسوق‬
‫واجراء التعامل النقدي دون الحاجة لحمل األموال؛‬
‫أجهزة الصراف اآللي يمكن الوثوق بها بدرجة أكبر من غيرها نظرا ألنها على درجة‬
‫العالية من األمان وغير معرضة لألخطاء المحاسبية‪.‬‬

‫‪ -‬منافع الصراف اآللي ‪:‬‬


‫تحقق خدمة الصراف اآللي مجموعة من المنافع التي تعود على كل من العميل والمصرف‬
‫وفق الترتيب التالي‪:‬‬
‫أ‪-‬بالنسبة إلى العميل‬
‫تعزيز شعور األمان والراحة؛‬
‫تكلفة أداء الخدمة عن طريق جهاز الص ا رف اآللي؛‬
‫تعزيز شعور الزبائن بارتباطهم بالبنك؛‬
‫تقديم الخدمات المصرفية المتنوعة على مدى ‪ 20‬ساعة في اليوم‪ ،‬حيث توجد الماكينة‬
‫في كل المناطق والمدن والطرق الرئيسية والفنادق والمطارات وحتى في المناطق النائية‪.‬‬
‫ب‪-‬بالنسبة الى البنك‪:‬‬
‫تحقيق نسبة من الربحية المناسبة للمساهمين في المصارف؛‬
‫الحفاظ على تقديم الخدمات المتميزة؛‬
‫تقصير صفوف االنتظار؛‬
‫تحويل الزبائن لقنوات خدمة أكثر كفاءة وتحويل الخدمات الهامشية للصراف اآللي مثل‬
‫االستعالم عن الرصيد؛‬
‫تخفيض اليد العاملة في الفرع الواحد بما يساعد البنك على تحقيق سياسته المصرفية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬نقاط البيع ‪:‬‬


‫إن جهاز نقاط البيع هو كناية عن نظام للتحويل االلكتروني لألموال يمكن صاحب بطاقة‬
‫الصراف اآللي أو بطاقة االئتمان‪ ،‬من أن يسدد قيمة مشترياته من المتجر أو المؤسسة‪ ،‬وهو‬
‫ينظم خدمة قيمة المشتريات الخاصة بالعميل من حسابه واجراء التحويل الى حساب البائع‪،‬‬
‫حيث يقوم المصرف آليا من خالل هذه الخدمة بخصم قيمة المشتريات من حساب العميل‬
‫ويضعها فورا في حساب البائع في مقابل عمولة معينة لحساب البنك‪ ،‬لذا يطلق عليه نظام‬
‫الوفاء المباشر‪.‬‬
‫‪ -‬منافع خدمة نقاط البيع‪:‬‬
‫توفر خدمة نقاط البيع جملة من المنافع التي تعود على كل من المصرف المصدر للبطاقة‪،‬‬
‫والعميل صاحب البطاقة‪ ،‬والتاجر صاحب نقطة البيع‪.‬‬
‫أ ‪-‬منافع العميل ‪:‬تؤمن خدمة نقاط البيع للعميل ماله‪ ،‬فبدال من أن يحمل معه مبلغ كبيرا من‬
‫المال يكون عرضة للسرقة أو الفقدان أو للتهديد والسطو يمكنه بكل يسر وسهولة حمل هذه‬
‫البطاقة التي تمكنه من شراء‬
‫احتياجاته في ظروف طارئة لم يكن يتوقعها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬منافع البنك ‪:‬يحصل البنك على نسبة من ثمن البضاعة يستوفيها من التاجر تبعا التفاقه‬
‫معه عند تسديد قيمة فاتورة البيع أو الخدمة‪ ،‬كما يحصل أيضا على نسبة من الثمن عند تسديد‬
‫العميل ما عليه كأجر على تسديد البنك دينه للتاجر‪ ،‬كما يحصل أيضا على نسبة من الثمن‬
‫المقابل استخدام جهازه اآللي أو نظام تحويله الكترونيا‪.‬‬
‫ج ‪ -‬منافع التاجر صاحب نقطة البيع ‪:‬أنه يستقطب عمالء جدد ذوي نوعية معينة وثقافة‬
‫عالية‪ ،‬كما يقلل من مخاطر االحتفاظ بمبالغ نقدية كبيرة في متجره‪ ،‬فيؤمن من السرقة أو من‬
‫السطو‪.‬و كذلك هناك بعض المكاسب التي تعود على الفعاليات التجارية وتتمثل في األرباح‬
‫جراء زيادة المبيعات‪ ،‬وسهولة التداول وتفادي تكدس األموال بالمحل‪ ،‬وقبول الجهاز ألنواع‬
‫متعددة من البطاقات‪.‬‬

‫ثالثا ‪-‬االنترنت المصرفي ) البنوك المنزلية(‬


‫اتاح انتشار االنترنت للبنوك خدمات الص ا رف المنزلي ‪ ، Homme Banking‬حيث‬
‫اتجهت البنوك بدال من التوسع في انشاء المقار الجديدة لها انشاء مواقع لها على هذه الشبكة‬
‫يتم من خاللها توفير الخدمات المصرفية لكل عمالئها ‪ ،‬مثل الدخول إلى حساب العميل‬
‫والقدرة على تحويل األموال ودفع الفواتير وانزال معلومات شخصية‪ ،‬حيث يم كنه من التأكد‬
‫من أرصدته لدى المصارف ويسهل عليه طريقة دفع قيمة الكمبياالت المسحوبة عليهم‬
‫الكترونيا‪ ،‬ويرشدهم إلى استخدام الطرق واألساليب الف عالة والمؤكدة إلدارة محافظهم‬
‫المالية‪ ،‬ويعد االنترنت المصرفي أيضا ترويجية للمصرف‪ ،‬حيث يتم من خالله الترويج‬
‫لخدمات المصرف والتعريف بهذه الخدمات‪ ،‬والتذكير بها‪ ،‬واقناع العمالء بشرائها والتعامل‬
‫بها‪.‬‬

‫رابعا ‪-‬الهاتف المصرفي‬


‫خدمة الهاتف المصرفي يتم تأديتها لمدة ‪ 20‬ساعة يوميا طوال العام حتى أيام اإلجازات‬
‫والعطل الرسمية‪.‬إذ يوجد إتصال مباشر بين الكمبيوتر الخاص بالعميل وكمبيوتر البنك‬
‫يستطيع العمالء االستفسار عن حساباتهم كما تمكنهم من سحب بعض المبالغ من هذه‬
‫الحسابات وتحويلها لدفع بعض االلتزامات الدورية مثل دفع فواتير التليفون والغاز والكهرباء‬
‫فضال عن تقديم جميع العمليات المصرفية‪ .‬وهكذا يختفي المفهوم التقليدي للبنك الثابت‬
‫ويصبح عبارة عن رقم مخزن في ذاكرة التليفون أو عبارة عن عنوان الكتروني على شبكة‬
‫االنترنت العالمية ومن ثم يطلق عليه البنك المحمول أو الهاتف المصرفي‪.‬‬

‫خامسا ‪ -‬المقاصة المصرفية االلكترونية‬


‫وقد حل هذا النظام مكان أوامر الدفع المصرفية‪ ،‬كما ظهر نظام التسوية بالوقت الحقيقي‬
‫الذي تمت فيه خدمات مقاصة الدفع االلكترونية للتسوية االلكترونية في المدفوعات بين‬
‫المصارف وذلك ضمن نظام المدفوعات االلكترونية‪.‬و هو نظام الكتروني للمقاصة ينطوي‬
‫على عنصر اليقين حيث تتم المدفوعات في نفس اليوم بدون الغاء أو تأجيل‪ ،‬وبنفس قيمة‬
‫اليوم‪.‬‬
‫المراجع ‪:‬‬
‫الكتب و المؤلفات‪: -‬‬
‫‪ -‬شعبان فرج ‪ ،‬العمليات المصرفية وإدارة المخاطر ‪ ،‬دروس موجهة لطلبة الماستر ‪،‬‬
‫جامعة البويرة ‪ ،‬منشورة ‪2100 ،‬‬
‫‪ -‬فرج عبد العزيز عزت ‪ ،‬إقتصاديات البنوك ‪ ،‬جامعة عين الشمس ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪2111‬‬
‫‪ -‬فرج عبد العزيز عزت ‪ ،‬إقتصاديات النقود والمصارف ‪ ،‬جامعة عين الشمس ‪،‬‬
‫القاهرة ‪2110 ،‬‬
‫‪ -‬مصطفى رشدي شيحة ‪ ،‬النقود والمصارف واإلئتمان ‪ ،‬جامعة اإلسكندرية ‪،‬مصر‬
‫‪0999‬‬
‫‪ -‬غربي مليكة ‪ ،‬مقياس دروس في عمليات البنوك ‪ ،‬فرع ‪ :‬قانون األعمال ‪ ،‬جامعة‬
‫التكوين المتواصل‬

‫النصوص القانونية ‪:‬‬


‫‪ -‬القانون التجاري الجزائري ‪.‬‬
‫‪ -‬قانون العقوبات الجزائري ‪.‬‬
‫‪ -‬قانون االجراءات المدنية ‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 12-86‬المؤرخ في ‪ 19‬غشت سنة ‪ 1986‬و المتعلق بنظام البنوك والقرض‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-91‬المؤرخ في ‪ 00‬أفريل ‪ 0991‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 10-10‬المؤرخ في ‪ 22‬فبراير ‪ 2110‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪01-91‬‬
‫المؤرخ في ‪ 00‬أفريل ‪ 0991‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 00-18‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ 2118‬المتعلق بالنقد والقرض ( الساري المفعول‬
‫حاليا )‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 04-10‬مؤرخ في ‪ 16‬رمضان عام ‪ 1431‬الموافق ‪ 26‬غشت سنة ‪ 2010‬يعدل‬
‫ويتمم األمر رقم ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 27‬جمادى الثانية عام‪ 1424 ،‬الموافق ‪ 26‬غشت‬
‫سنة ‪ 2003‬والمتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫الرسائل و المذكرات ‪:‬‬
‫‪-‬مناري عياشة ‪ ،‬النظام القانوني للوديعة المصرفية النقدية ‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في قانون األعمال ‪ ،‬جامعة ‪ -‬سطيف‪ 2100 ، 2‬الجزائر‬
‫‪ -‬فرحي محمد ‪ ،‬أحكام عقد الوديعة النقدية في النظام المصرفي الجزائري ‪ ،‬رسالة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الماجستير في قانون األعمال ‪ ،‬جامعة ‪ -‬وهران ‪ 2108 ،‬الجزائر‬
‫‪ -‬باكور حنان ‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة الماستر في العلوم اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة ‪ -‬البويرة ‪ 2100 ،‬الجزائر ‪.‬‬

You might also like