Professional Documents
Culture Documents
مقياس
عمليات البنوك
العمليات المصرفية التي تمثل صور النشاط المختلفة الذي تقوم به البنوك ،نظرا لتعاضم
دورها في اآلونة األخيرة ،بسبب ما شهدته الساحة العالمية من تطورات في السوق
المصرفي ،حيث سنتناول بالدراسة نشأة البنوك وتطورها ،وكذا انواعها ،ثم نتعرف على
العمليات المصرفية التي تقوم بها البنوك سواء التقليدية منها أو الحديثة ،إلى جانب إدارة
عمليات اإليداع التقليدية منها واإللكترونية.
لتمكين الطالب بمتغيرات هامة تحدث على الساحة االقتصادية حاليا ،خاصة ما تعلق
بالعمليات البنكية المصرفية وادارتها .حتى يتمكن من الولوج إلى عالم األعمال واإللمام
بمختلف العمليات البنكية عمل المصارف وانواعها ،وكذا وظائفها وأهم عملياتها سواء
التقليدية منها أو الحديثة التي تقوم بها البنوك الدولية عامة والجزائرية خاصة ،قد تكون
نبراسا له في إختيار موضوع البحث إلعداد مذكرة التخرج في فرع قانون األعمال كما تأهله
لمزاولة العمل في المجال المصرفي
المحور األول :الجهاز المصرفي
تمهيد
نظرا للتطورات الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم ،والتي يصطلح عليها حاليا بالعولمة
التي أثرت على مختلف القطاعات االجتماعية واالقتصادية والسياسية ،فإنه أصبح للبنوك
دور فعال وحيوي حيث أضحى من غير الممكن االستغناء عن خدماتها ،بالنظر إلى الوظيفة
التقليدية اإلستراتيجية التي تقوم بها البنوك ،وهي تلقي الودائع النقدية من الجمهور ومنح
االئتمان ،حيث تعمل على ازدهار الحقل التجاري والصناعي من خالله.
وقبل قيام البنك بوظيفته منح االئتمان ،فإنه يقوم بعملية تلقي الودائع النقدية من الجمهور،
التي تمكنه من تحصيل الموارد المالية التي يعتمد عليها في القيام بوظيفته ،لذلك تعتبر
الوديعة المصرفية النقدية المصدر الرئيسي ألموال البنك التجاري وشريان الحياة بالنسبة له،
وهذا ما دعا إلى تسميتها ببنوك الودائع ،بحيث ال يحق لغيرها أن يضطلع بمهمة تلقي
األموال من الجمهور.
أما البنوك التجارية تستطيع أيضا دون ما قصد أن تخلق نوعا أخر من وسائل الدفع وهي
التي تسمى بنقود الودائع ،وذلك من خالل قبولها للودائع الجارية ،واستخدام الشيكات في
الوفاء بااللتزامات اتجاه الغير ،وكذا ممارستها لعمليات اإلقراض ومنح االئتمان ،ويتقبل
األفراد هذه النقود لمجرد ثقتهم في الجهاز المصرفي ،بحيث تعتبر الثقة و األمان و
االطمئنان العامل الرئيسي للنشاط المصرفي و الذي يدفع األفراد إلى إيداع ممتلكاتهم لدى
المصرف ،لذلك يبقى عامل الثقة الشرط األساسي للتعامل بين البنك وعمالئه ،و تجدر
اإلشارة إلى أن العالقة بين البنك و العميل المودع تنشأ عن طريق إبرام عقد الوديعة
المصرفية النقدية ،الذي يسلم العميل بمقتضاه مبالغ إلى البنك الذي يلتزم برد قيمتها عند
الطلب أو عند حلول اآلجال المتفق عليه سواء كان الرد للعميل ذاته أو ألي شخص أخر
يعينه ،وبذلك تعتبر الوديعة المصرفية النقدية في مقدمة العمليات المصرفية التي تعود
بالفائدة على كل من االقتصاد الوطني والبنك والمودع ،فمن خالل هذه الودائع يتشجع األفراد
على االدخار و بالتالي التقليل من ظاهرة التضخم ،باإلضافة إلى استعمال هذه األموال في
مختلف المجاالت االقتصادية ،من خالل االئتمان الممنوح من البنك للمستثمرين مما يحقق
التنمية االقتصادية .
أما بالنسبة للمودع فإن عملية اإليداع تجنبه خطر ضياع هذه األموال أو سرقتها وتمكنه
من االستفادة من خدمات البنك والحصول على التسهيالت االقراضية واالئتمانية ،و كذا
الحصول على الفوائد الناتجة عن عملية اإليداع ،حيث يعتبر الحساب البنكي وسيلة تعامل
ضرورة قلما يمكن االستغناء عنها سواء بالنسبة للمهنيين أو األفراد العادين ،و تتأكد هذه
األهمية بالنظر إلى الصعوبات البالغة التي يمكن أن يتعرض إليها أي شخص يحرم من هذه
الخدمة في إدارة و تسيير نشاطه المهني أو حتى شؤون حياته اليومية ،إلى جانب الحرمان
من العمليات و الخدمات البنكية التي ال يكون لألفراد منفذا إليها في الغالب إال من خالل
الحساب البنكي .
أهمية البنك
تحتل البنوك مركزا حيويّا في النظم االقتصادية الحديثة لكل الدول ،لما تضطلع به من
وظائف وما تمارسه من نشاطات وما تقدمه من خدمات وعمليات مالية في الحياة االقتصادية
،والذي يؤثر تأثيرا ملحوظا في االقتصاد القومي لكل بلد و يمنحها سيطرة قوية و سلطانا
واسعا على إقتصادها .
و نظرا لهذا ال ّدور الحيوي ّ ،
الذي يقوم به البنك في دفع عجلة التنمية تتجلى أهمية
البنك ،لذا اوجب تدخل الدول لإلشراف والمراقبة عليه ،من خالل وضع ترسانة من
النصوص القانونية والتنظيمية التي تتماشى مع كل التغيرات الناشئة عن التطور السريع
الذي يعرف ه هذا القطاع الحيوي في المجال االقتصادي والتكنولوجي واإلجتماعي ،من أجل
ضمان توجيهه في اإلتجاه الذي يدفعه نحو القيام بالدور الحيوي ،بتنظيم وتقنين هذا القطاع
و مراقبته و اإلشراف عليه.
المحور الثاني :أنواع البنوك
أوال :البنك المركزي
أ -تعريف البنك المركزي :
البنك المركزي عبارة عن مؤسسة نقدية ،ال تضع الربح في اعتبارها بقدر ما تهدف
إلى تدعيم النظام النقدي و االقتصادي في الدولة ،و نظرا ألهمية هذا الهدف فإن البنك
المركزي يجب أن يكون مملوكا للدولة ،وفي البالد التي تكون فيها هذه البنوك غير مملوكة
بكاملها للدولة فإن الدولة تتدخل في نشاطها و تسيرها .
البنك المركزي عبارة عن مؤسسة مركزية نقدية تقوم بوظيفة وكيل مالي للحكومة و
مسؤوال عن إدارة النظام النقدي في الدولة .و باختصار يأتي البنك المركزي على رأس
المؤسسة البنكية في البالد.
وعلى العموم نقول أن البنك المركزي هو مؤسسة عمومية وطنية ،لها شخصية معنوية
و استقالل مالي تتولى إصدار النقود القانونية باحتكار كامل وتضمن من خالل الوظائف التي
تقوم بها دون غيرها من البنوك سالمة أسس النظام البنكي والسير الحسن للسياسة االئتمانية
في البالد بما يتوافق مع متطلبات االقتصاد الوطني .
التعريف : 2
عقد الوديعة المصرفية النقدية هي تلك النقود التي يعهد بها األفراد أو الهيئات إلى البنك ،
والتي يستخدمها في نشاطه المهني على أن يتعهد هذا األخير بردها ،أو رد مبلغ مساوي لها
إلى المودع أو الى شخص أخر معين لدى الطلب أو بالشروط المتفق عليها .
من هذا التعريف يمكن القول بأن عقد الوديعة المصرفية النقدية قائم على فكرتين
أساسيتين وهما :
-فكرة الحفظ التي يهدف إليها العميل ،من خالل تسليمه للنقود إلى البنك.
-فكرة االستثمار التي تتجسد في استثمار هذه النقود ،واستعمالها من قبل البنك بما يوفر له
اكبر احتياجاته والمتمثلة في منح االئتمان المصرفي ،وذلك بقيامه بمنح هذه الودائع كقروض
أو اعتمادات لعمالئه .
الفقرة * " : 2إذا لم تتحقق المساهمة أو إذا أصبحت غير ممكنة ألي سبب كان ،يجب على
البنك أو على المؤسسة المالية التي تلقت األموال أن تضعها تحت تصرف أصحابها خالل
األسبوع الذي يلي هذه المعاينة ".
ب – خاصية الرضا
يعتبر عقد الوديعة المصرفية النقدية عقد رضائي يخضع للقواعد العامة في االلتزامات،
إذ يكفي النعقاده تطابق اإليجاب و القبول بين البنك والعميل ،حيث ال يعتبر التسليم ،و الكتابة
ركن من أركان هذا العقد .
إال أن هناك جانب من الفقه يضفي على هذا العقد صفة اإلذعان ،وذلك بسبب قيام البنوك
عادة بتحديد شروط العقد على نماذج مطبوعة مسبقا؛ بحيث ال يبقى للعميل سوى قبولها أو
رفضها دون حق مناقشتها ،لكن هذا الرأي مردود عليه إذ يرى جانب أخر من الفقه أنه ال
يمكن اعتباره من عقود اإلذعان لمجرد ما جرى عليه العمل المصرفي من إدراج شروط
العقد على نماذج معدة مسبقا ،وسيران هذه الشروط على جميع الودائع التي تتعاقد عليها،
وذلك على األقل لتعدد البنوك في كل مكان ،واحتمال اختالف الشروط المعتمدة من قبلها في
هذا الشأن .
ج -خاصية التملك
اعتبر المشرع الجزائري بموجب المادة 598من القانون المدني أن الوديعة النقدية التي
يسمح فيها للمودع لديه باستعمالها قرضا ،والذي يعتبر بدوره من عقود التمليك ،لذلك تتميز
الوديعة المصرفية النقدية بخاصية جوهرية ،وهي انتقال ملكية المبالغ المودعة إلى البنك
بحيث يكون له حق التصرف فيها كما يشاء على أن يلتزم برد قدرها العددي .
د – خاصية المتاجرة
نصت المادة 02من القانون التجاري الجزائري على أنه « يعد عمال تجاريا بحسب
موضوعه "...كل عملية مصرفية أو عملية صرف أو سمسرة أو خاصة بالعمولة. "....
وبما أن الوديعة المصرفية النقدية تعتبر عملية مصرفية من بين العمليات التي تقوم بها
البنوك فإنها تعتبر دائما عمال تجاريا بحسب موضوعه بالنسبة للبنك .أما العميل المودع فال
تعتبر بالنسبة إليه عمال تجاريا إال إذا كان تاجرا وكانت الوديعة المصرفية النقدية لحاجات
تجارته .
أوال :اختالف اآلراء الفقهية حول الطبيعة القانونية للوديعة النقدية المصرفية
الزال الجدل القديم الذي ثار حول الطبيعة القانونية للوديعة المصرفية النقدية قائما
ومستمرا إلى يومنا هذا ،وقد تردد الفقه بين أربع أراء أساسية لتحديد هذه الطبيعة وهي :
الرأي : 0الوديعة النقدية المصرفية والوديعة العادية ( التامة ) :
إن عقد إيداع النّقود يقترب من عقد الوديعة العادية ورد تعريفها في نص المادة 591
ّ
من القانون المدني الجزائري " الوديعة عقد يسلم بمقتضاه المودع شيء منقوال إلى المودع
لديه على أن يحافظ عليه لمدة وعلى أن يرده عينا " .و ذلك بالنظر إلى غلبة فكرة حفظ
الشيء المودع ( النقود ) عليه .و األخذ بهذا الرأي يترتب عليه عدة نتائج هي :
أ ـ يلتزم البنك (المودع لديه ) التّمسك بالمقاصة ،إذا طالبه العميل المودع برّد مبلغ الوديعة ،
وكان قد نشأ لهذا البنك دين عليه أثناء سريان عقد اإليداع .
ب ـ ال يسأل البنك عن هالك الشيء المودع ،إذا هلك هذا األخير بق ّوة قاهرة ،و ذلك تطبيقا
للقاعدة القاضية ّ " :
بأن هالك الشيء يكون على مالكه« .
ج ـ يعتبر تصرف المودع عليه في الشيء المودع بمثابة تبدبد ،يتعرض مرتكبه للعقوبة
المقررة لجريمة خيّانة األمانة .
و في الواقع عجز هذا الرأي عن التّكييف القانوني السّليم لعقد إيداع النقود (الوديعة
المصرفية ) ذلك ّ
أن النتائج المترتبة على األخذ بفكرة الوديعة العادية ،ال تستقيم مع ما
يجرى عليه العمل و ما تقضى به العادات المصرفيّة :ففي الوديعة النّقدية المصرفية يحق له
التص ّرف فيها كما يشاء ،و من ث ّم يكون هالك المبلغ بالمقاصة إذا أصبح البنك دائنا للعميل
المودع أثناء قيام عقد اإليداع و ذلك خالفا لما تقضي به المادة 299من القانون المدني
الجزائري حيث ورد بها ما يأتي ":تقع المقاصة مهما إختلفت مصادر الديّون فيما عدا
الحاالت التالية:
-إذا كان أحد الدينين شيئا نزع دون حق من يد مالكه و كان مطلوبا ر ّده.
-إذا كان أحد ال ّدينين شيئا مودعا أو معارا لإلستعمال و كان مطلوبا ر ّده.
-إذا كان أحد ال ّدينين حقا غير قابل للحجز« .
لكل ذلك يجمع الفقه اليوم على عدم تطبيق أحكام الوديعة العادية المنصوص عليها في
القانون المدني.
الرأي : 0الوديعة النقدية المصرفية يتوقف وصفها القانوني على الغرض المقصود منها ،
يذهب هذا الرأي إلى إعتبار أنه قد تختلف الطبيعة القانونية لعقد الوديعة النّقدية
المصرفية تبعا لما تكتشف عنه الشروط التي إحتواها هذا العقد.
ـ حالة الوديعة النّقدية المصرفية العادية :إذا تبين ّ
أن المودع توخى مجرّد حفظ المال لدى
البنك المتلقي مع إلتزام هذا األخير بر ّده بعينه ،أي وقت ما يطلبه العميل مما ال يسمح له
فإن عملية اإليداع هذه ،تع ّد بمثابة عقد وديعة و ليس
بإستعماله ،كان هذا العقد وديعة تامة ّ ،
عقد قرض ،و من ث ّم ال يكون من حق المصرف التّصرف فيه.
ـ حالة الوديعة النّقدية المصرفية المخصّصة:
قد تكون الوديعة النّقدية المصرفية مخ ّ
صصة لإلستثمار كإستخدامها في تنفيذ عملية
إستثمارية لفائدة شخص المودع كشراء قيّم منقولة أو لإلكتتاب في أسهم إحدى الشركات.
تعريف القرض:
القرض إصطالحا :أصل كلمة قرض « « Créditجاءت من الكلمة الالتينية
« « Creditumالمشتقة من الفعل الالتيني " « Credereالذي يعني يعتقد " " Croire
القرض لغة :هو كلمة مخصصة للعمليات المالية التي تجمع بين هيئة مالية كالبنك أو
مؤسسة مالية و المقترض .أو هو اإلئتمان والمقصود به تلك الخدمات المقدمة للعمالء والتي
يتم بمقتضاها تزويد األفراد والمؤسسات في المجتمع باألموال الالزمة على أن يتعهد المدين
بسداد تلك األموال وفوائدها .والعموالت المستحقة ،و تدعم تلك العملية بتقديم مجموعة من
الضمانات التي تكفل للبنك استرداد أمواله في حالة توقف العميل عن السداد بدون أية
خسائر،
القروض بالمفهوم القانوني :كل فعل تقوم من خالله مؤسسة مهيأة لهذا الغرض
بوضع مؤقتا مجموعة من األموال في متناول شخص طبيعي أو معنوي لحساب هذا األخير
تعهدا باإلمضاء .
القرض بالمفهوم االقتصادي :هو مبلغ مالي مدفوع من طرف الجهاز المصرفي،
ألفراد ،لمؤسسات بهدف تمويل نشاط إقتصادي في فترة زمنية محددة ،و ذلك بمعدل فائدة
محدد مسبقا ،فهو دين واجب األداء في تاريخ معين .
-خالصة التعريفات :
القروض من أعمال الثقة بين األفراد وتتجسد في ذلك الفعل الذي يقوم بواسطته شخص ما
(الدائن ) بمنح أموال إلى شخص آخر (المدين ) أو يعده بمنحها إياه ،و ذلك مقابل ثمن أو
تعويض هو الفائدة ،لفترة زمنية محددة ،
من هذا كل هذا تتجلى صفات القرض في النقاط التالية :
-القرض مبلغ من المال محدد القيمة
-يستحق بعد مدة محددة
-نظير عائد محدد يدعى بفائدة القرض
أنواع القروض
هناك عدة أشكال من القروض يقوم البنك بعرضها على عمالئه وأهمها :
-0قروض االستغالل :
نشاطات االستغالل هي كل العمليات التي تقوم بها المؤسسات في الفترة القصيرة ,
خالل دورات االستغالل وال تتعدى السنة .وتأخذ نشاطات االستغالل الجزء األكبر من
العمليات التمويلية للبنوك خاصة التجارية منها ويرجع ذلك إلى طبيعة هذه البنوك باعتبارها
مؤسسات وظيفتها تحويل إيداعات جارية في اغلبها إلى قروض تتالءم من حيث طبيعتها
ومدتها مع طبيعة العمليات التي يقوم بها طالبوا هذه القروض.
. 2قروض الخزينة : Crédit de trésorerie
تمنحها البنوك للمؤسسات التي تعرف عجزا في الخزينة ،نظرا إلحتياجها الدائم لوجود
سيولة في صندوقها بمعنى آخر ،عندما تفوق احتياجات رأس المال العامل ) ( BFRإلى حد
معين ،إمكانيات الرأس المال العامل) ) FRللمؤسسة ،فهي قروض موجهة ،بصفة عامة،
لتغطية احتياجات التمويل ،الشيء الذي يجعل من رصيد حساب المؤسسة لدى البنك مدينا.
أهم قروض الخزينة الممنوحة من البنوك :
-8تسهيالت الصندوق Facilité de caisse :
و تعتبر قرضا مصرفيا موجه لمعالجة التذبذبات الحاصلة في خزينة المؤسسة فهي أداة
لتغطية الفوارق الناتجة بين نفقات المؤسسة وإيراداتها ،وقد يكون ذلك ،نتيجة خلل في الوقت
الذي يفصل بين تاريخ الدفع والقبض.
-0السحب على المكشوف Découvert :
يعرف على أنه تسهيل الصندوق لكن لمدة أطول ،قد تصل ع ّدة شهور وفيه يقوم البنك
بفرض فائدة على العميل خالل الفترة التي يسحب فيها وقد تصل إلى حدود السنة .
والسحب على المكشوف يكون نتيجة عدة عوامل مرتبطة بدورة االستغالل ،و من أمثلة
ذلك :الحوادث الطارئة مثال نزاع قضائي؛ مشاكل مع الضرائب؛ تلف المخزون؛ تأثير
المنافسة و تغيرات أسعار السوق؛ الخ …
-5القرض الموسمي أو قرض الحملة : Crédit de compagne
يمنح لتمويل احتياج الخزينة في إطار األنشطة الموسمية للمؤسسة كالنشاط الزراعي أو
صناعة األدوات المدرسية وغيرها ،نتيجة فارق الزمن بين اإلنتاج و االستهالك..
– 2القروض االستثمارية
عملية تمويل االستثمارات تعني ان البنك مقبل على تجميد أمواله لمدة متوسطة أو طويلة
األجل حسب طبيعة االستثمار ،و ترتبط بوجود مخاطر محتملة ليس من السهل على أي بنك
تحمل أعبائها .وغالبا ما تكون هذه القروض لمدة ال تقل عن السنتين وتمتد حتى سبعة سنوات
و أكثر ,ومن أهم صورها االئتمان اإليجاري ،يتم التميز في هذا الصدد بين نوعين من
القروض ،القروض المتوسطة األجل و القروض الطويلة األجل .
االئتمان اإليجاري
يعتبر االئتمان اإليجاري فكرة حديثة في طرق التمويل ،فقد أدخلت تبديال جوهريا في
طبيعة العالقة التمويلية بين المؤسسة المقرضة والمؤسسة المقترضة.
االئتمان اإليجاري عبارة عن عملية يقوم بموجبها البنك بتمويل شراء مجموعة معينة من
األصول الثابتة أو المنقولة والقيام بتأجيرها للغير لفترة معينة ووفقا لشروط محددة ،ويتم
التسديد على أقساط تدعى ثمن اإليجار.
المحور التاسع :وسائل الدفع المصرفي
أوال :وسائل الدفع التقليدية
عرف النشاط اإلقتصادي عدة وسائل دفع تمكن من إجراء تسوية العمليات بسهولة ،
وكانت النقود الوسيلة األولى وتلتها فيما بعد األوراق التجارية ( الشيك ،السند ألمر ،
السفتجة )...
-2الشيك
أ –تعريف الشيك :هي ورقه تجاريه لها طابع قانوني وتتمثل في وجود ثالثة اطراف وهم
الساحب والمسحوب عليه و المستفيد ويتمثل ذلك في أمر بالدفع لمبلغ من النقود موجه للبنك
من قبل اآلمر بالدفع صاحب الحساب (الساحب) يقوم بتوقيعه ويتم صرفه في البنك
(المسحوب عليه) لصالح مستفيد الذي قد يكون صاحب الحساب ذاته .وذلك وفقا لتاريخ او
لحامله.
ب -خصائص الشيك
الشيك ورقة تجارية تتضمن أمرا بأداء مبلغ معين من النقود ويمتاز بمجموعة من
الخصائص تتمثل في :
-ال يمكن سحب الشيكات إال على البنوك؛
-يحتوي الشيك على ثالثة أطراف هي الساحب والمسحوب عليه والمستفيد؛
-الشيك أداة للوفاء و لنقل النقود وال يصلح أن يكون أداة لالئتمان؛
-وجود رصيد كاف للساحب لدى المصرف المسحوب عليه منذ تاريخ انشاء الشيك ،وذلك
لتوفير الثقة الكافية بهذه الورقة؛
-ال حاجة لذكر اسم المستفيد فيه ،وبالتالي يمكن سحبه لحامله.
ج – أنواع الشيك:
باعتبار الشيك من بين وسائل الدفع األكثر انتشارا إلى جانب النقود الورقية هذا ما ادى
لظهور عدة أنواع يمكن ذكرها كما يلي:
الشيك المسطر أو المخطط:
هو شيك يتميز بوضع خطين متوازيين على وجه الشيك ،مما يترتب عليه وجوب امتناع
البنك عن الوفاء بمبلغ الشيك إال الى بنك يتولى استبقاء المبلغ لحساب هذا العميل.
-8أوراق الدفع
سنعرض بإيجاز أهم أنواع أوراق الدفع:
أ -السفتجة أو الكمبيالة Lettre de change
هي ورقة تجارية تتضمن محرر مكتوب وفق أوضاع شكلية حددها المشرع ،تتضمن أمرا
بدفع مبلغ معين في آجال محددة ،صادرة من شخص ( الساحب ) إلى شخص ثاني (
المسحوب عليه) لفائدة شخص ثالث (المستفيد) ،بان يدفع مبلغ معينا من النقود بمجرد
ب -السند ألمر : Billet à االطالع أو في تاريخ معين أو قابل للتعين ألذن المستفيد.
ordre
هو صك مكتوب وفق شكل حدده القانون يمثل يتضمن اعتراف بالدين ،حيث يتعهد فيه
شخص يدعى " المحرر أو المكتتب" بدفع مبلغ معين "للمستفيد" ،وذلك بمجرد االطالع أو
في تاريخ معين أو قابل للتعين.
ج -السندات العمومية قصيرة االجل
تلجأ الخزينة العامة إلى إصدار سندات قصيرة األجل لتمويل احتياجات السلطات
العمومية فيما يخص النفقات الجارية ،وذلك عندما يتأخر تحصيل االيرادات الضريبية نظرا
لطابعها المتقطع في الزمن ،وعدم القدرة على االنتظار إلستعجالية النفقات.و يتم تداول هذه
السندات من يد إلى يد واستعمالها في التبادل وضمان القروض عندما تكون محررة لحاملها،
أي سندات غير اسمية.
أما عن االقتطاع يمثل أمرا لدفع دين من حساب الزبون ( المدين ) بواسطة بنكه (
االقتطاع من الرصيد لتسديد الدين ) .
ثانيا :وسائل الدفع الحديثة (االلكترونية)
في ضوء االعتماد التقليدي على الموارد البشرية في تقديم الخدمات ،و االرتفاع
المتزايد لتكلفة اليد العاملة والصعوبة النسبية في اإلشراف على موفري الخدمات و سعيا
لرفع مستويات الجودة ،اتجهت أنظمة خدماتية كثيرة بما فيها البنوك إلى اإلحالل الجزئي
لآللة بدل العنصر البشري ،أي األتمتة . Automatisation
يستخدم اصطالح البنوك اإللكترونية E - Bankingكتعبير متطور وشامل عن وسائل
الدفع الحديثة التي تبلورت مع بداية التسعينات ،مثل :مفهوم الخدمات المصرفية عن بعد ،
البنوك االلكترونية عن بعد ،البنك المنزلي البنك على الخط Online bankingأو الخدمات
المصرفية الذاتية ،وجميعها تتعلق بقيام الزبون بإدارة حساباته و انجاز أعماله المتصلة
بالبنك عن طريق المنزل أو المكتب أو أي مكان آخر وفي الوقت الذي يريده .
تعريف وسائل الدفع االلكترونية
يقصد بها تلك العمليات المصرفية االلكترونية التي تقدمها البنوك بأساليب مبتكرة من
خالل شبكات إتصال الكترونية تقتصر صالحية الدخول إليها على المشاركين فيها وفقا
لشروط العضوية التى تحددها البنوك ،وذلك من خالل أحد المنافذ على الشبكة كوسيلة
إلتصال العمالء بها بهدف :
-0إتاحة معلومات عن الخدمات التى يؤديها البنك دون تقديم خدمات مصرفية على
الشبكة.
-2حصول العمالء على خدمات محدودة كالتعرف على معامالتهم وأرصدة
حساباتهم وتحديث بياناتهم وطلب الحصول على قروض .
-8طلب العمالء تنفيذ عمليات مصرفية مثل تحويل األموال
كما يقصد بها ما يقدمه البنك من خدمات مصرفية تقليدية أو متطورة من خالل قنوات اتصال
الكترونية ،يخول الدخول فيها بعد استيفاء شروط العضوية المحددة من طرف البنك ،و هي
بذلك تحقق للبنك فوائد عديدة ،السيما تخفيض تكاليف االستغالل ورفع الكفاءة العملياتية و
مستويات الجودة .
أسباب تطور وسائل الدفع
لقد تعددت العوامل التي ساعدت على تطور وسائل الدفع التقليدية وتحولها من الشكل
التقليدي إلى أشكال أخرى تؤدي نفس الوظيفة لكن بطرق مختلفة أكثر تطورا ،وأهم هذه
العوامل نذكر ما يلي:
-تراجع فعالية وسائل الدفع التقليدية
-استخدام شبكة االنترنت في المجال المصرفي
-التوجه نحو التجارة اإللكترونية
-االستفادة من وسائل األمان عبر شبكة االنترنت
-خصائص الصراف اآللي :لعل من أهم خصائص جهاز الصراف اآللي ما يلي:
الخدمة السريعة مقارنة بإجراءات الصرف داخل المصرف؛
خدمات الصراف اآللي عملية سهلة االستخدام من قبل أي شخص حيث ستقود التعليمات
الموجودة على شاشة الجهاز والخالية من التعقيدات إلى سحب النقود التي يحتاجها العميل
بصورة سهلة وسريعة؛
أجهزة الصراف اآللي قريبة ومالئمة ألماكن الشراء والتسوق ،حيث أنها متوفرة في كل
فروع المصرف المصدر للبطاقة والمصارف المرتبطة معه ،وفي المراكز التجارية والفنادق
والمطارات ...الخ.
خدمات الصراف اآللي تلغي الحاجة لحمل النقود ،إذ باقتناء البطاقة يمكن التسوق
واجراء التعامل النقدي دون الحاجة لحمل األموال؛
أجهزة الصراف اآللي يمكن الوثوق بها بدرجة أكبر من غيرها نظرا ألنها على درجة
العالية من األمان وغير معرضة لألخطاء المحاسبية.