You are on page 1of 17

‫التطور التاريخي للكمبيالة‪:‬‬

‫ظهرت الكمبيالة عند العرب باسم السفتجة و ووجدت في عدة حضارات وعدة دول كإيطاليا و بلجيكا وهوالندا‬
‫وألمانيا ‪ ،‬وصدر في فرنسا سنة ‪ 7081‬قانون تجاري لتنظيم الكمبيالة والسند ألمر وسنة ‪ 7398‬عقدت عدة‬
‫اتفاقيات لتوحيد أحكام الكمبيالة والسند ألمر ‪ .‬أما في المغرب فتعتبر مدونة التجارة لسنة ‪ 7331‬المرجع األساسي‬
‫ألحكام األوراق التجارية في المغرب ‪.‬‬
‫تعريف األوراق التجارية‪:‬‬
‫هي سندات االئتمان التجاري وتتجسد في السفتجة أو الكمبيالة والسند ألمر أو السند االذني وتضاف إليهما الحوالة‬
‫البنكية أو المصرفية والشيك ‪.‬‬
‫يعرفها روبير روني ‪ :‬الورقة التجارية هي كل سند يتعامل به بسهولة للوفاء في المعامالت التجارية عوض النقود‬
‫دون أن تكون له خصائص النقود ‪.‬‬
‫المشرع المغربي لم يعرفها ولكن ذكر أنواعها في المادة ‪ 3‬من مدونة التجارة ‪.‬‬

‫خصائص األوراق التجارية‪:‬‬


‫تتميز األوراق التجارية بخصائص معينة تجعلها تؤدي وظيفتها كأداة للوفاء تقوم مقام النقود في المعامالت وتميزها‬
‫عن باقي السندات المشابهة ‪.‬‬
‫‪1-‬األوراق التجارية سندات شكلية‪:‬‬
‫هي سندات مكتوبة تحرر وفق بيانات إلزامية نص عليها القانون ويؤدي نقصان في إحداها إلى بطالن السند كورقة‬
‫تجارية ‪ ،‬ولكل منها شكل خاص بها يحدده القانون سواء من حيث التسمية أو وجوب احتوائها على عدد آخر من‬
‫البيانات االلزامية التي تعتبر اساس وجودها ‪ .‬وينتج عن ذلك أنه ال يجوز إقامة الدليل بخصوصها بشهادة الشهود أو‬

‫‪1‬‬
‫اليمين بل يجب تحريرها وفق القانون حتى تكتسب صفة ورقة تجارية تخضع ألحكام القانون الصرفي‪.‬‬
‫‪2-‬األوراق التجارية سندات قابلة للتداول ‪:‬‬
‫يتم تداولها بين التجار أو غيرهم بالتظهير اي بمجرد الكتابة على ظهرها إذا كانت لالمر أو بالمناولة اليدوية فيكون‬
‫تداولها سريعا وبسيطا يشبه النقود وال يندرج في عداد االوراق التجارية السندات التي تصدر باسم شخص معين وال‬
‫تقبل االنتقال إال بطريقة حوالة الحق المدنية كالفواتير التي تحمل بقيمة ما اشتراه التاجر‬
‫‪3-‬األوراق التجارية سندات تقوم مقام النقود‪:‬‬
‫بشرط أن تحرر بمبلغ من النقود وبذلك تخرج من عداد االوراق التجارية السندات التي تمثل مبلغا من المال بل‬
‫تمثل بضاعة كسندات ايداع البضائع في المخازن وسندات الشحن البري أو البحري أو الجوي وبطاقات الرهن ‪.‬‬
‫‪4-‬األوراق التجارية سندات مستحقة الدفع ‪:‬‬
‫تمثل دينا مستحق الدفع بمجرد االضطالع أو بعد فترة حسب نوع الورقة التجارية وبذلك ال يمكن اعتبار األسهم‬
‫وسندات الشركات أوراقا تجارية وإن كانت تمثل مبلغا من النقود ألنها تمتد لسنوات وتكون عرضة لتقلبات االسعار‬
‫‪.‬‬
‫‪5-‬استقالل التوقيعات في األوراق التجارية‪:‬‬
‫ويعني ذلك أن كل من وقع على ورقة تجارية يلتزم التزاما صرفيا مستقال عن االلتزامات الصرفية للموقعين‬
‫األخرين ويترتب على ذلك أن بطالن التزام أحد الموقعين كانعدام االهلية مثال ال يؤثر على صحة التزامات باقي‬
‫الموقعين ‪.‬‬

‫تمييز االوراق التجارية ع ن االوراق المالية و والبنكية‬


‫‪1-‬األوراق البنكية أو النقدية‪:‬‬
‫كانت في الماضي ت يلتزم االصدار بالدفع لحاملها مبلغا من النقود المعدنية وما لبثت أن صارت هي نفسها نقودا‬
‫كالنقود المعدنية فاختلفت عن االوراق التجارية من ناحية ابراء الذمة فالورقة النقدية تبرى براءة مطلقة من الدين أما‬
‫الورقة التجارية فال يترتب عليه براءة الدين إال بعد الوفاء كما أن األوراق النقدية تصدر عن بنك االصدار فال‬
‫يستطيع الناس رفض التعامل بها ألن ذلك يعرضهم للعقوبة الجنائية رقم ‪ 183‬أما االوراق التجارية فتصدر عن‬
‫أطراف العالقة التجارية سواء كانوا تجارا أم ال وقد يرفض بعض الناس التعامل بها دون أن يتعرضوا لعقوبة‬
‫جنائية ‪ ،‬هذا فضال على أن الدين الذي تتضمنه الورقة التجارية يخضع للتقادم القصير ‪ 1‬اشهر إلى ‪9‬سنوات في‬
‫حين أن هذا الحق ال يتقدم في الورقة النقدية وال يبطل التعامل بها إال بقانون ‪.‬‬

‫‪2-‬األوراق المالية أو القيم المنقولة‪:‬‬


‫هي التي تصدرها شركات األموال كاالسهم والسندات وتختلف عن االوراق التجارية كون االولى تصدر ألجل‬
‫طويل بينما الثانية تكون واجبة الدفع بمجرد االطالع عليها أو بعد أجل قصير كما تختلف من حيث الضمان فالمساهم‬
‫يتشارك مع باقي المساهمين في الخسارة أما بالنسبة لالوراق التجارية فكل موقع عليها يكون متضامنا في الوفاء عند‬
‫عدم الوفاء بها في تاريخ االستحقاق ‪ ،‬وإذا كانت السندات تخول حق المشاركة في االرباح واالجتماعات والتصويت‬
‫واالدارة فإن االوراق التجارية ال تخول ذلك بل هي تمثل حقا نقديا يتمثل في االمر بأداء مبلغ معين ثابت واجب‬
‫االستحقاق بمجرد االطالع‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الكمبيالة أو السفتجة‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم الكمبيالة وكيفية إنشائها وتداولها‬
‫أوال ‪ :‬تعريف الكمبيالة‬
‫هي ورقة تجارية تحرر وفق الشكل الذي حدده القانون وتتضمن أمرا صادرا عن منشئها ويسمى الساحب إلى‬
‫شخص آخر يسمى المسحوب عليه بأن يدفع مبلغا من النقود بمجرد االطالع وفي تاريخ معين إلى شخص ثالث‬
‫يدعى المستفيد ‪ ،‬وتنتج الكمبيالة عند سحبها نوعين من العالقات عالقة مبنية على االلتزام االصلي القائم بين‬
‫الساحب والمستفيد وعالقة صرفية تقوم ما بين االشخاص الموقعين على الكمبيالة بعد تداولها عن طريق التظهير‬
‫وهذه العالقة الصرفية هي أهم ضمان يمنح للحاملين المتتالين لها ‪ .‬وال يختلف سند الكمبيالة االلكترونية عن‬
‫الكمبيالة التقليدية إال أنها محررة إلكترونيا كليا أو جزئيا ‪.‬‬

‫والكمبيالة االلكترونية نوعان أولهما كمبيالة ورقية على شكل مطبوع وأخرى ممغنطة ال يمكن االطالع عليها إال‬
‫بواسطة حاسوب ‪.‬‬
‫والكمبيالة هي عمل تجاري لجميع الموقعين سواء كان النشاط المتعلق مدنيا أو تجاريا ويترتب على ذلك أن القواعد‬
‫السارية هي القواعد المتعلقة باالعمال التجارية ‪.‬‬
‫صيغة الكمبيالة‪:‬‬
‫ثانيا ‪ :‬وظائف الكمبي الة‬
‫‪ -7‬أداة صرف ‪:‬‬
‫وهي الوظيفة االولى للكمبيالة حيث كان التجار قديما يخشون من حمل النقود فكانت الكمبيالة تفي بالغرض وكانت‬
‫اسمية فال يمكن سحب النقود في حال ضياعها ‪ ،‬لكن في العصر الحديث لم تعد تلعب دور أداة الصرف نظرا‬
‫لظهور وسائل أخرى كالشيك وتدخل الدولة من خالل وضع أنظمة رقابة على الصرف ‪.‬‬
‫‪2-‬أداة وفاء‪:‬‬
‫فبواسطتها يتم أداء الديون فغالبا ما يلجأ التجار إلى الوفاء بديونهم بواسطة الكمبيالة بدل النقود باعتبار أن كمبيالة‬
‫واحدة قادرة على سداد ديون ناشئة عن عدة أنشطة‬
‫‪3-‬أداة ائتمان‪:‬‬
‫وهو أهم دور فبعد تراجع دورها في األداء والصرف أصبح التجار يستعملونها لتأخير الوفاء بديونهم إلى أجال‬
‫معينة مما جعلها أداة ائتمان بامتياز لقابليتها للتداول بين التجار عن طريق التظهير أو المناولة اليدوية الشيء الذي‬
‫جعلها تتماشى وطبيعة المعامالت التجارية القائمة على الثقة واالئتمان ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مميزات الكمبيالة‬
‫تتميز االوراق التجارية عامة والكمبيالة خاصة بخصائص ومميزات يتكون منها ما يعرف بقانون الصرف أو‬
‫االلتزام الصرفي وهذه الخصائص هي ‪:‬‬
‫‪1-‬الذاتية ‪:‬‬
‫فهي تنشأ كالتزام قائم بذاته بمعزل عن االلتزامات السابقة‬
‫‪2-‬الحرفية ‪:‬‬
‫وهو كتابتها في محرر و تضمينها الشروط والبيانات الالزمة التي نص عليها القانون وإال تصبح مجرد سند عادي‬
‫يخضع للقواعد العامة وال يخضع للقانون الصرفي ‪.‬‬
‫‪3-‬الشكلية‪:‬‬
‫ضرورة توفر البيانات الالزمة قانونا العتبارها كمبيالة صحيحة‬
‫‪3‬‬
‫‪4-‬استقالل التوقيعات ‪:‬‬
‫و يعني ذلك أن كل توقيع يلزم صاحبه ويبقى مستقال عن باقي التوقيعات‬
‫‪5-‬الضمان الصرفي‪:‬‬
‫أو التضامن الصرفي يخضع للقانون الصرفي والمحاكم التجارية‬
‫‪6-‬اندماج الحق في الورقة‪:‬‬
‫وهو ضرورة وجود الصك أو السند لوجود االلتزام ‪.‬‬
‫‪7-‬التجريد‬
‫‪8-‬قابلية الكمبيالة للتداول بالطرق التجارية‬
‫‪ 9-‬ال يترتب على إنشاء أو سحب الكمبيالة تجديد االلتزام االصلي بل يبقى االلتزام السابق قائما ومحتفظا بذاته‬
‫وطبيعته‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬إنشاء الكمبيالة‬
‫تخضع الكمبيالة كورقة تجارية لقانون الصرف أي القانون الذي ينظم األوراق التجارية وهو يضم مجموعة من‬
‫القواعد الشكلية التي يجب مراعاتها تحت طائلة فقدان الورقة التجارية الصرفية لتصبح مجرد ورقة عادية ‪ .‬وال بد‬
‫إلنشائها من شروط موضوعية وأخرى شكلية ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الشروط الموضوعية إلنشاء الكمبيالة‬
‫هي نفس الشروط التي تخضع لها جميع العقود ‪ ،‬األهلية والرضى والمحل والسبب ‪.‬‬
‫‪1-‬األهلية‪:‬‬
‫يشترط في الساحب وغيره من الملتزمين أن يكونوا متمتعين باالهلية التجارية ألن الكمبيالة من األعمال التجارية‬
‫بالطبيعة م ‪ 3‬م ت ج ‪ ،‬وهي سن الرشد ‪ 70‬سنة شمسية ولم يصب بأي عارض من عوارض األهلية ‪ ،‬فال يحق‬
‫للقاصر توقيع الكمبيالة ويجوز ذلك للمرأة المتزوجة أما األجنبي فيشترط فيه ‪ 08‬سنة أو الحصول على إذن من‬
‫رئيس المحكمة ‪.‬‬
‫‪2-‬الرضا‪:‬‬
‫فيجب أن تكون إرادته خالية من عيوب اإلرادة أو االكراه أو التدليس‬
‫‪ 3-‬المحل‪:‬‬
‫في االلتزامات قد يكون أشياء أو أفعاال أو حقوقا معنوية شريطة أن تكون ضمن دائرة التعامل ف‪ 71‬ق ل ع ‪ ،‬أما‬
‫في الكمبيالة فيكون محلها دائما واحد ال يتغير وهو مبلغ من النقود‬
‫‪4-‬السبب ‪:‬‬
‫وهو الدافع الذي من أجله حررت الكمبيالة وهو العالقة بين الساحب و المستفيد فهي تلك العالقة التي جعلت المستفيد‬
‫دائنا للساحب وهو ليس من البيانات االلزامية في الكمبيالة وفي حالة ذكر فيها يجب أن يكون مشروعا وغير مخالف‬
‫للنظام العام واالخالق ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الشروط الشكلية إلنشاء الكمبيالة‬
‫الشروط الشكلية تجعل من الورقة التجارية خاضعة لقانون الصرف وهي ‪:‬‬
‫‪1 :‬الكتابة‬
‫الكمبيالة ورقة مكتوبة محررة وفق نموذج حدده القانون فال بد من كتابة البيانات االلزامية حتى يمكن االحتجاج بها ‪،‬‬
‫فالمحرر وحده قابل للتداول وال يجوز إثبات الكمبيالة بغير الكتابة كالشهادة واالقرار واليمين ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ 2 -‬البيانات اإللزامية للكمبيالة ‪:‬‬
‫األمر بأداء مبلغ معين ‪ ،‬اسم المسحوب عليه الذي يلزمه الوفاء ‪ ،‬تاريخ االستحقاق ‪ ،‬مكان الوفاء ‪ ،‬اسم من يجب‬
‫الوفاء له ‪ ،‬تاريخ ومكان انشاء الكمبيالة ‪ ،‬اسم وتوقيع الساحب من أصدر الكمبيالة ‪.‬‬
‫‪1-‬تسمية الكمبيالة ‪:‬‬
‫وتكون مدرجة في نص السند وبنفس اللغة المستعملة لتحرير السند ولكي يكون البيان صحيحا يجب توفر شرطين ‪:‬‬
‫األول أنه يجب أن يحتوي النص عبارة من قبيل "ادفعوا مقابل هذه الكمبيالة ‪ "..‬أي يجب أن تظهر كلمة كمبيالة على‬
‫الورقة والهدف من النص هو تنبيه المتعامل أنه أمام كمبيالة وخطورة التعامل بهذه الورقة التجارية فإذا كان النص‬
‫خاليا من كلمة كمبيالة أو في أعلى الورقة فإنها ال تعتبر كمبيالة ‪،‬‬
‫الثاني أن تكون بنفس لغة السند وبنفس كلمة ادفعوا فإذا استعملت بالفرنسية فيجب استعمال الفرنسية والعربية كذلك‬
‫نستعمل كلمة سفتجة أو كمبيالة أو بوليصة أو سند سحب ‪.‬‬
‫‪2-‬األمر الناجز بأداء مبلغ معين من النقود‪:‬‬
‫الكمبيالة شبيهة بالنقود فيسهل تداولها فاالمر باألداء يجب أن ال يعلق على شرط ألن الشرط يعيق التداول ‪ ،‬فالشرط‬
‫يفقد الكمبيالة صفتها الصرفية أما إذا كان الشرط تاريخا محددا فهو جائز ‪ ،‬وهو يأتي على شكل عبارة ادفعوا مقابل‬
‫هذه الكمبيالة ألمر فالن ‪ ..‬أو امنحوا مقابل هذه الكمبيالة للسيد فالن ‪ ..‬ويكتب المبلغ باالرقام والحروف معا وذكر‬
‫العملة الدرهم أو الدوالر أو اليورو مثال ‪.‬‬
‫‪3-‬اسم المسحوب عليه‪:‬‬
‫هو أحد أطراف الكمبيالة فهو الشخص الذي يصدر له الساحب أمرا باألداء لفائدة المستفيد فيجب أن يكون مذكورا‬
‫في الكمبيالة سواء واحدا أو أكثر وفي حالة التعدد يذكرون بالعطف فالن وفالن ‪ ،‬ويمكن أن يكون الساحب هو‬
‫المسحوب عليه كان تسحب بعض البنوك كمبيالة على أحد فروعها ‪.‬‬
‫‪4-‬تعيين ميعاد االستحقاق‪:‬‬
‫فالمستفيد يهمه تاريخ السحب وهناك ‪ 4‬حاالت ‪ :‬بمجرد االطالع ‪ ،‬بعد مدة من االطالع ‪ ،‬بعد مدة من تحرير‬
‫الكمبيالة ‪ ،‬في تاريخ معين ‪ .‬وكل ميعاد استحقاق يخرج عن هذه الحاالت االربع يعد باطال ‪ ،‬وفي حالة لم يذكر‬
‫تاريخ االستحقاق ال تعتبر باطلة بل تؤدى بمجرد االطالع ‪ ،‬و تاريخ االستحقاق يفيد أيضا لحساب التقادم ‪.‬‬
‫‪5-‬تعيين مكان الوفاء‪:‬‬
‫أكد المشرع على أن يكون محددا بكل دقة كذكر العنوان الحي والزنقة والمدينة فهو عنوان يسهل الرجوع إليه حين‬
‫حلول وقت االستحقاق للمطالبة بالوفاء به‪.‬‬
‫‪6-‬اسم المستفيد‪:‬‬
‫هو الذي حررت الكمبيالة لصالحه وذكر اسمه يبين عالقة المديونية بينه وبين الساحب وما دامت الكمبيالة أمرا‬
‫باالداء فيجب ذكر لصالح من ؟ وقد يكونون جماعة فتذكر أسماؤهم على الشكل التالي فالن و فالن وفالن ‪ ..‬ويمكن‬
‫أن يكون الساحب هو المستفيد في نفس الوقت ‪.‬‬
‫‪7-‬تعيين تاريخ ومكان إنشاء الكمبيالة ‪:‬‬
‫نص المشرع على ضرورة تحديد التاريخ الذي أنشئت فيه الكمبيالة وذلك لعدة فوائد أهمها معرفة أهلية الساحب في‬
‫ذلك التاريخ ‪ ،‬حساب تاريخ االستحقاق والمشرع لم يحدد شكال معينا تاريخ االنشاء فقد يكون بالتقويم الهجري أو‬
‫الميالدي أو بالحروف أو باالرقام ‪ .‬وأهمية المكان لتحديد تنازع القوانين في المعامالت الخارجية ‪.‬‬
‫‪8-‬توقيع الساحب‪:‬‬
‫باعتباره الطرف الرئيسي في الكمبيالة فهو منشؤها لذلك ال بد أن يعبر عن ارادته وتتجلى في توقيعه على الكمبيالة‬
‫ويحصل التوقيع بكتابة اسم ولقب الساحب أو التوقيع بأسلوبه الخاص وذلك منعا لتزوير التوقيع ‪ .‬والتوقيع‬
‫االلكتروني هو كل وسيلة حديثة يمكن أن تحل محل التوقيع التقليدي بحيث تعبر تعبيرا واضحا عن ارادة الساحب‬
‫في االلتزام ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫األثار المترتبة عن تخلف بيان من البيانات االلزامية‬
‫يترتب عن ذلك بطالن الكمبيالة فتتحول من ورقة تجارية إلى سند عادي إلثبات الدين إذا توفرت فيها شروط السند‬
‫العادي وهناك استثناءات تجعل من الكمبيالة صحيحة ولو تخلفت بعض بياناتها والتي ذكرت في الفصل ‪ 718‬م ت‬
‫ج على سبيل الحصر ‪:‬‬
‫‪ -7‬الكمبيالة التي لم يعين تاريخ استحقاقها تعتبر مستحقة بمجرد االطالع عليها‬
‫‪ -0‬إذا لم يعين مكان الوفاء فيكون هو مكان مكان مزاولة المسحوب عليه لنشاطه أو موطنه‬
‫‪ -9‬الكمبيالة التي لم يعين مكان إنشائها تعتبر منشأة في موطن الساحب‬
‫‪ -4‬الكمبيالة التي لم يعين بها تاريخ انشائها يعتبر تاريخ تسليم السند إلى المستفيد ‪.‬‬

‫‪ 3 -‬البيا نات االختيارية للكمبيالة ‪:‬‬


‫إضافة إلى البيانات االلزامية هناك عدد ال له من البيانات االختي بإرادتهم ‪ ،‬ويقسمها الفقهاء إلى قسمين قسم يؤثر‬
‫في االلتزام الصرفي وقسم ال يؤثر فيه ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬البيانات المؤثرة في االلتزام الصرفي‬
‫‪-‬شرط عدم تداول الكمبيالة ‪:‬‬
‫يعبر عنه قانونا شرط ليست ألمر ويقصد من إدراجه في الكمبيالة المنع من التداول وعليه يجب على المستفيد‬
‫انتظار تاريخ االستحقاق الستالم المبلغ من المسحوب عليه‬
‫‪-‬شرط عدم الضمان ‪:‬‬
‫الساحب والمظهر يستمر التزامه وتبقى مسؤوليته قائمة في الكمبيالة وذلك بالتضامن أمام الحامل عن قبول‬
‫المسحوب عليه لهذه الكمبيالة‬
‫‪ -‬بيان موطن الدفع المختار‪:‬‬
‫فيكون موطن الدفع غير موطن اقامة الساحب والمسحوب عليه‬
‫‪-‬بيان المطالبة بال مصاريف أو بدون احتجاج‪:‬‬
‫اذا امتنع المسحوب عليه من الوفاء وجب على الحامل أن ينظم احتجاجا بعدم الوفاء فيطالب بمبلغ الكمبيالة مع عدم‬
‫تنظيم االحتجاج ويكون ذلك بادراج شرط الرجوع بدون مصاريف أو المطالبة بدون احتجاج وبذلك يكون االطراف‬
‫قد تجنبوا االحتجاج وتجنبوا االساءة الى سمعتهم التجارية‬

‫‪ -‬بيان التقديم االلزامي أو عدم التقديم للقبول ‪:‬‬


‫وهو أن يدرج الساحب شرطا بمقتضاه يمنع الحامل من تقديم الكمبيالة إال عند وقت االستحقاق ‪ ،‬الشيء الذي يقلل‬
‫من التداول ‪.‬‬
‫‪ -‬شرط تعدد النظائر والنسخ ‪:‬‬
‫في العالقات الخارجية حين يخاف على الكمبيالة من الضياع ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬البيانات الغير المؤثرة في االلتزام الصرفي‬
‫‪1-‬بيان وصول القيمة ‪:‬‬
‫سبب التزام الساحب أمام المستفيد يسمى وصول القيمة ‪ ،‬وهذا البيان غير ذي تأثير ألن الغير الذي تنتقل إليه الكمبيالة‬
‫غير ذي اهتمام بالسبب وراء الكمبيالة ‪.‬‬
‫‪2-‬بيان مقابل الوفاء ‪:‬‬
‫المسحوب عليه دائما يريد أن يعرف سبب تلقي االمر باالداء من الساحب‬

‫‪6‬‬
‫‪3-‬بيان الفائدة ‪:‬‬
‫المشرع المغربي سار على نهج قانون جنيف الموحد فأجاز إدراج الفائدة‬
‫‪4-‬بيان إخطار أو عدم إخطار المسحوب عليه ‪:‬‬
‫وهو أن ال يؤدي المسحوب عليه النقود إال بعد الحصول على إذن أو إخطار من الساحب ‪.‬‬
‫‪5-‬بيان السحب لحساب الغير ‪:‬‬
‫الساحب يسحب الكمبيالة لحساب الغير ويتقدم كأنه المنشاء الحقيقي للكمبيالة فهو يتصرف باسمه الشخصي ولكن‬
‫لحساب شخص آخر‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تداول الكمبيالة ( التظهير )‬
‫طبيعة الكمبيالة كورقة تجارية هو قابليتها للتداول اما عن طريق حوالة الحق أو التظهير لكونه أكثر سرعة وسهولة‬
‫واستجابة ‪.‬‬
‫تعريف التظهير وتمييزه عن حوالة الحق‬ ‫المطلب األول ‪:‬‬
‫الفقرة ‪ : 7‬تعريف التظهير‪:‬‬
‫هو أهم الوسائل لتداول الحق الثابت في الكمبيالة من شخص إلى آخر شريطة أن ال تتضمن عبارة ‪ :‬بيان ليست‬
‫ألمر ألنه في هذه الحالة ال تنتقل الكمبيالة عن طريق التظهير بل بواسطة حوالة الحق المدنية المنصوص عليها في‬
‫قانون االلتزامات والعقود ‪.‬‬
‫ويقصد بالتظهير نقل ملكية الورقة التجارية عبر تظهيرها أو الكتابة على ظهرها ‪.‬‬
‫وهو أيضا كتابة معينة توضع على ظهر الكمبيالة حيث يتنازل المستفيد األول يسمى المظهر عن الحق الثابت في‬
‫الكمبيالة لفائدة مستفيد ثان يسمى المظهر إليه ‪.‬‬
‫الفقرة ‪ : 0‬تمييز التظهير عن حوالة الحق‬
‫‪ -7‬حوالة الحق تتوقف على قبول المسحوب عليه بينما انتقال الحق بالتظهير ال يتوقف على ذلك‬
‫‪ -0‬حوالة الحق ال تضمن استيفاء مبلغ الدين بينما يضمن ذلك التظهير ما لم يرد شرط بخالف ذلك‬
‫‪ -9‬يجوز للمدين في حوالة الحق التمسك في واجهة المحال له بكل الدفوع التي كان باالمكان التمسك بها في مواجهة‬
‫المحيل شرط أن يكون اساسها قائما عند حصول الحوالة أما التظهير فإنه يطهر الكمبيالة من الدفوع المبنية على‬
‫العالقات الشخصية ما لم يكن الحامل قد تعمد باكتسابه الكمبيالة االضرار بالمدين ‪.‬‬
‫الم طلب الثاني ‪ :‬شروط التظهير وأشكاله‬
‫اوال‪ :‬شروط التظهير‬
‫أن يكون التظهير ناجزا أي غير معلق على شرط وكل شرط يقيد التظهير يعتبر غير موجود‬ ‫‪-7‬‬
‫أن يكون التظهير تاما شامال لكل مبلغ الكمبيالة أما التظهير الجزئي فيعتبر الغيا ‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫‪ -9‬أن يحرر التظهير على الكمبيالة نفسها أو ورقة متصلة بها فيكون على ظهرها أو وجهها‬
‫أن يكون التظهير بتوقيع المظهر‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون قائما على سبب مشروع وأن يكون محله هو محل الكمبيالة أي تظهير المبلغ الثابت فيها ‪ .‬إلى أن‬ ‫‪7‬‬
‫بطالن التظهير ال يعني بطالن الكمبيالة فهي تبطل فقط عند االخالل بالبيانات االلزامية والتظهير ال يعتبر بيانا‬
‫إلزاميا إنما هو طريقة للتداول ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اشکال التظهير‬
‫‪ -7‬التظهير االسمي ‪ :‬فيكتب المظهر اسم المظهر اليه فقط‬
‫‪ -0‬التظهير على بياض ‪ :‬فال يذكر فيه اسم المظهر عليه ويستطيع المظهر عليه إضافة اسمه‬

‫‪7‬‬
‫‪ -9‬التظهير للحامل ‪ :‬تكتب عبارة للحامل‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬انواع التظهير‬
‫‪ 1 -‬التظهير الناقل للملكية‬
‫أوال ‪ :‬تعريف التظهير الناقل للملكية وشروطه‬
‫هو الذي تنتقل بمقتضاه ملكية الكمبيالة من المظهر إلى المظهر إليه بنقل جميع الحقوق الناشئة عن الكمبيالة إلى‬
‫المستفيد فهو التظهير التام وهو أكثر أنواع التظهير شيوعا ‪ .‬ويشترط فيه ‪:‬‬
‫الفقرة ‪ : 7‬الشروط الموضوعية‪:‬‬
‫نفس شروط لسحب الكمبيالة وهي الرضا واالهلية والمحل والسبب‬
‫‪-‬الرضا ‪:‬‬
‫يجب أن يصدر من كامل االرادة غير مشوب بعيب من عيوب المادة ‪ 93‬ق ل ع ويعبر عن هذه االرادة بالتوقيع‬
‫على ظهر الكمبيالة بعبارة تفيد التظهير التام ويجب أن يكون المظهر هو الحامل الشرعي للكمبيالة والحاصل عليها‬
‫بطرق شرعية ‪.‬‬
‫‪ -‬األهلية‪:‬‬
‫فيكون المظهر كامل االهلية بالغا ‪ 70‬سنة خاليا من الجنون والسفه أو حكم بالتسوية ‪ -‬المحل ‪ :‬محل التظهير هو‬
‫المبلغ المحدد فال يمكن تظهير الكمبيالة بجزء من المبلغ باطال‬
‫‪-‬السبب‪:‬‬
‫عالقة المديونية التي تربط المظهر بالمظهر عليه التي من أجل الوفاء بها قام األول بتظهير الكمبيالة للثاني وال‬
‫يشترط ذكره في التظهير وإذا اتفقا يجب أن يكون السبب مشروعا‬
‫الفقرة ‪ : 0‬الشروط الشكلية‪:‬‬
‫هي الكتابة والتوقيع فالتظهير ال يمكن إثباته بغير الكتابة ‪ ،‬المادة ‪711‬‬
‫"يقع التظهير على الكمبيالة ذاتها أو ورقة متصلة بها ذات صلة وأن يوقعه المظهر ‪ ،‬فتكون بذلك الكتابة شرط صحة‬
‫وليس شرط اثبات ‪ ،‬وللكتابة بيانات الزامية وأخرى اختيا ٌ ٌ‬
‫رية‬
‫‪1-‬البيانات االلزامية‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 711‬التظهير على الكمبيالة نفسها ‪ ،‬ظهرها أو وجهها مع بارة تفيد التظهير ‪ ،‬ثم ذكر المستفيد من‬
‫التظهير أو على بياض وهنا يكون على ظهر الكمبيالة أو في وصلة ‪.‬‬
‫‪2-‬البيانات االختيارية‬
‫‪ -‬وصول القيمة ‪ :‬أي سبب تظهير الكمبيالة‬
‫– بيان عدم الضمان ‪ :‬األصل أن المظهر ملتزم متضامن مع باقي الموقعين لكن إذا ما أدرج "بيان عدم الضمان"‬
‫تحلل من ضمان القبول والوفاء معا وال يمكن للمظهر اليه الرجوع عليه في حال امتناع المسحوب عليه من الوفاء‬
‫– بيان ليست ألمر أو ليست للتظهير ‪ :‬فتكون غير قابلة للتداول وبالتالي يلتزم المظهر عليه انتظار تاريخ‬
‫االستحقاق لمطالبة المسحوب عليه بالوفاء ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اثار التظهير الناقل للملكية‬
‫‪ -7‬انتقال الحقوق الناشئة عن الكمبيالة ‪:‬‬
‫أهم هذه الحقوق ملكية الكمبيالة والحصول على جميع الحقوق االصلية والمرتبطة بها كالضمانات مثال ‪.‬‬
‫‪ -0‬ضمان القبول والوفاء ‪:‬‬
‫فالمظهر ال يكون متحلال من االلتزام بضمان قبولها وضمان الوفاء بها في تاريخ االستحقاق إال إذا أورد شرطا‬
‫بخالف ذلك عند التظهير ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪3-‬مبدأ عدم التمسك بالدفوع‪:‬‬
‫أو تطهير الدفوع أو عدم سريان الدفوع أو استقالل التوقيعات وهو أنه ال يسوغ للمدين بالكمبيالة أن يتمسك ضد الحامل‬
‫حسن النية بالدفوع التي كان بمقدوره أن يتمسك بها في مواجهة الساحب كأن يتمسك المسحوب عليه القابل للكمبيالة‬
‫ضد الحامل حسن النية بعدم وجود مقابل الوفاء الذي يمكن أن يتملك به ضد الساحب وإزاء حامل سابق أو أن يدفع‬
‫بالبطالن النعدام السبب أو عدم مشروعيته ‪.‬‬
‫‪2‬التظهير التوكيلي‬
‫قد ال يرٌ غب المظهر بنقل الحق الثابت في الكمبياٌلة لفائدة المظهر إليه لفائدة المظهر إليه وإنما منحه توكيال لينوب‬
‫عنه في استخالص قيمتها حين حلول تاريخ استحقاقها فتكون أمام تظهير توكيلي ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف التظهير التوكيلي وشروط انشائه‬
‫هو توكيل أو إنابة المظهر اليه ليتولى استخالص مبلغ الكمبيالة عند االستحقاق والقيام باالجراءات للمحافظة على‬
‫حقوق المالك الناتجة عن الكمبيالة كالرجوع على الموقعين وإقامة االحتجاج وغير ذلك ويشترط في ذلك نفس شروط‬
‫التظهير التوكيلي مع إضافة عبارة تفيد التظهير التوكيلي أو القيمة للتحصيل وغالبا ما تكون مؤسسة بنكية يلجأ‬
‫المظهر إلى هذه األخيرة للتخفيف عن نفسه من متاعب التنقل إلى المؤسسة البنكية عند االستحقاق‬
‫الشروط الموضوعية ‪ :‬ال تختلف الشروط هنا عن الشروط في التظهير التام‬
‫الشروط الشكلية ‪ :‬الكتابة ‪ ،‬المادة ‪ 710‬تطلب تضمين كتابة عبارة " لالستخالص " أو "لالستيفاء" أو التوكيل" أو‬
‫اي كلمة تفيد التوكيل واالنابة ‪ ،‬مع توقيع المظهر عن طريق اليد ثم اضافة بيانات اضافية اختيارية كالمنع من‬
‫التداول بعبارة عدم التظهير توكيليا ‪.‬‬
‫ثانياٌ ‪ :‬آثار التظهير التوكيلي‬
‫‪1-‬اثار التظهير التوكيلي بالنسبة لعالقة المظهر بالمظهر عليه‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن للمظهر اليه ممارسة كل الحقوق المتفرعة عن الكمبيالة قبل تاريخ االستحقاق‬
‫– ال يجوز للمظهر عليه تجاوز المهمة المحددة في الكمبيالة‬
‫– ينتهي التظهير باستيفاء الحق في الكمبيالة ‪.‬‬
‫‪2-‬آثار التظهير التوكيلي في عالقة المظهر والمظهر عليه بالغير‪:‬‬
‫‪ -‬المسحوب عليه في مواجهة المظهر اليه يتمسك بالدفوع الشخصية الناتجة عن العالقة بين المظهر اليه والغير‬
‫وهذا الغير ال يستطيع التمسك بها في مواجهة المظهر اليه ألن هذا األخير ما هو اال نائب فقط وليس مالكا قانونيا لل‬
‫يلزم الغير المدين في الكمبيالة أن يمتنع عن اداء مبلغ الكمبيالة للمظهر اليه الوكيل في حالة الحكم على المظهر‬
‫بالتسوية أو التصفية القضائية أما إذا وقع المظهر اليه في التصفية فال يمنع ذلك من تقديمها لالستفاء ‪.‬‬
‫‪3-‬التظهير التأميني‬
‫أوال ‪ :‬تعريف التظهير التأميني وشروطه‪:‬‬
‫ويقصد به رهن المبلغ الثابت في الكمبيالة كضمان لدين في ذمة المظهر لفائدة المظهر إليه ‪ ،‬أي تظهير الكمبيالة‬
‫على وجه الضمان والرهن ‪.‬‬
‫وعليه فبتظهير الكمبيالة تظهيرا تأمينيا ال تنتقل ملكيتها للمظهر إليه وال يعد نائبا في استخالصها وإنما يكون أمام‬
‫رهن تجاري يقوم فيه المظهر بوضع الكمبيالة كضمان اضافي لفائدة المظهر اليه ‪.‬‬
‫ويعبر عن هذا باستعمل عبارة "على سبيل الرهن " أو "على سبيل الضمان" وهو أقل استعماال عمليا شروط‬
‫التظهير التأميني هي نفس شروط التظهيرين‬
‫آثار التظهيرالتاميني‪:‬‬
‫‪ -‬يجوز للحامل أن يمارس جميع الحقوق المتفرعة عن الكمبيالة فيشبه هنا التظهير التوكيلي‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للمظهر اليه أن ٌ‬
‫يظهر الكمبيالة من جديد تظهيرا ناقال للملكية بل فقط تظهيرا توكيليا‬
‫‪ -‬على خالف التظهير التوكيلي تلعب قاعدة عدم التمسك بالدفوع دورا هاما في التظهير التاميني كما هو الحال في‬
‫التظهير التام حيث ال يسوغ للملتزمين بالكمبيالة أن يتمسكوا ضد المظهر اليه تظهيرا تأمينيا بالدفوع المبنية على‬
‫عالقاتهم الشخصية مع المظهر ما لم يكن المظهر اليه قد قصد بتلقيه الكمبيالة االضرار بالمدين عندما ظهرت له‬
‫الكمبيالة تظهيرا تأمينيا ‪.‬‬
‫‪ -‬اذا قدم الحامل للكمبيالة للتوقيع عليها بالقبول وامتنع المسحوب عليه عن ذلك وجب عليه أن يقٌدم احتجاجا بعدم‬
‫القبول ما لم ي ٌكن السند متضمنا لشرط عدم التقدي ٌم للقبول أو شرط المطالبة بدون مصاريف أو احتجاج كما علي ٌه أن‬
‫يقٌدمه للوفاء عند حلول تاري ٌخ االستحقاق وأن يقٌدم احتجاج عدم الوفاء في حال رفض المسحوب علي ٌه االداء ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬ضمانات الوفاء في الكمبيالة‬


‫الكمبيالة أداء ائتمان والوفاء بها يكون مؤجال والمستفيد ال يكون واثقا فيها ‪ ،‬مما أوجب مجموعة من الضمانات التي‬
‫تقوي الثقة فيها ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مقابل الوفاء‬
‫مقابل الوفاء هو الدين الذي في ذمة المسحوب عليه لفائدة الساحب ‪ ،‬فهو العالقة بين الساحب‬
‫والمسحوب عليه ‪ ،‬بينما وصول القيمة هو العالقة بين الساحب والمستفيد ‪ ،‬والمظهر والمظهر إليه ‪ ،‬والتي بناء‬
‫عليها تم سحب الكمبيالة من الساحب لفائدة المستفيد أو تظهيرها من المظهر إلى المظهر اليه ‪ ،‬وال يعتبر مقابل‬
‫الوفاء شرطا من شروط الكمبيالة فال يفترض في إنشاء الكمبيالة وجود مقابل الوفاء لدى المسحوب عليه وال‬
‫يتعرض الساحب ألي جزاء مدني أو جنائي إذا حرر كمبيالة على شخص ليس مدينا له‪.‬‬
‫ومن أمثلة مقابل الوفاء أن يبيع الساحب للمسحوب عليه بضاعة فيسحب األول كمبيالة على الثاني فيكون ثمن‬
‫البيع هو مقابل وفاء تلك الكمبيالة أو أن يقوم الساحب بقرض المسحوب عليه فيكون مبلغ القرض هو مقابل الوفاء ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬شروط مقابل الوفاء‬
‫‪ -7‬يجٌب أن يقدم مقابل الوفاء الساحب أو الشخص الذي سحبت الكمبيالة لحسابه أما المظهرون فال يلتزمون بتقديمه‬
‫لكونهم قد أدوا قيمة الكمبيالة عند انتقالها إليهم ‪.‬‬
‫‪ -0‬يجب أن يكون مقابل الوفاء موجودا في ميعاد االستحقاق وال عبرة لوجوده قبل هذا الميعاد أو بعده‬
‫‪ -9‬أن يكون مقابل الوفاء مبلغا من النقود مساويا على االقل لمبلغ الكمبيالة سواء كان مقابل الوفاء هذا في أصله‬
‫نقودا أو بضاعة أو قرضا إذ النتيجة واحدة حيث يقوم الجميع بالنقود‬
‫‪ - 4‬يجب أن يكون مقابل الوفاء مساويا على األقل للمبلغ الكمبيالة إذ ال يوجد مقابل الوفاء إذا كان دين الساحب على‬
‫المسحوب أقل من مبلغ الكمبيالة عند استحقاقها فمقابل الوفاء الناقص أو الجزئي في حكم عدم مقابل الوفاء اصال‬
‫‪ -7‬أن يكون الدين مستحق الوفاء في ميعاد استحقاق الكمبيالة ألنه ال يمكن إجبار المسحوب عليه الوفاء قبل حلول‬
‫تاريخ دينه أو تأجيله ألن الدين المؤجل ال يصلح مقابال للوفاء بكمبيالة‬

‫‪10‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬إثبات مقابل الو فاء‬
‫قد تكون ألطراف الكمبيالة إثبات وجود مقابل الوفاء إذا كانت لهم مصلحة في ذلك ‪ ،‬والساحب يقوم‬
‫بهذا االثبات‬
‫‪ -7‬إما في مواجهة المسحوب عليه عندما يدعي هذا األخير أنه أدى مبلغ الكمبيالة دون تلقي مقابل الوفاء من الساحب‬
‫‪ -0‬أو في مواجهة الحامل المهمل عندما يرجع هذا األخير على الساحب بقيمة الكمبيالة ألن الساحب ال يملك في‬
‫هذه الحالة التمسك بسقوط حق الحامل بسبب االهمال ما لم يثبت أنه مقابل الوفاء‬
‫أما الحامل فتتحقق مصلحته في إثبات وجود مقابل الوفاء إذا ادعى المسحوب عليه الذي لم يقبل الكمبيالة عدم وجود‬
‫هذا المقابل ‪ ،‬ألن الحامل ال يستطيع الرجوع على مسحوب عليه الذي رفض قبول الكمبيالة إال إذا أثبت أن هذا‬
‫األخير قد تلقى مقابل الوفاء ‪ ،‬و مقابل الوفاء اعتمادا علی طرق االثبات في القواعد العامة حسب صفة الدين فإن‬
‫كان دين الساحب اتجاه المسحوب عليه مدنيا كان ال بد من اثباته كتابة إذا زادت قيمة الدين عن ‪ 78‬االف درهم‬
‫ويجب أن تكون الكتابة ثابتة التاريخ ‪ ،‬أما إذا كان الدين تجاريا بين الطرفين جاز اثبات مقابل الوفاء بكافة االثباتات‬
‫التجارية ‪.‬‬
‫وال يكتسب الحامل حقا احتماليا على مقابل الوفاء الذي يوجد في ذمة المسحوب عليه إلى حين حلول تاريخ استحقاق‬
‫الكمبيالة ويصبح هذا الحق مؤكدا في تاريخ االستحقاق وال يستطيع الساحب استرداده وقد أكدت المادة ‪ 711‬ذلك‬
‫بقولها " تنتقل ملكية مقابل الوفاء بحكم القانون إلى حملة الكمبيالة المتعاقبينٌ "‬
‫و ي ٌترتب على االعتراف بحق الحامل على مقابل الوفاء عدة أثار ‪:‬‬
‫‪ -7‬اكتساب الحامل لمقابل الوفاء بحلول تاريخ االستحقاق‬
‫‪ -0‬اكتساب الحامل للحق المانع على مقابل الوفاء في حال تعرض الساحب للتوسية أو التصفية القضائية‬
‫‪ -9‬اشتراك الحامل مع دائني المسحوب عليه في استيفاء دينه من اصول هذا االخير في حال تعرضه للتسوية أو‬
‫التصفية القضائية ألن مبلغ الدين يختلط مع أموال المسحوب عليه أما إذا كان لهذا األخير اموال مفروزة لصالح‬
‫الساحب ومخصصة للوفاء بالكمبيالة يكون للحامل األولوية في استيفاء حقه من قيمتها قبل باقي الدائنين ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القبول‬
‫المطلب األول ‪ :‬تقديم الكمبيالة للقبول‬
‫القبول هو التزام المسحوب عليه بدفع قيمة الكمبيالة في ميعاد االستحقاق ‪ ،‬ويتم القبول بتوقيع المسحوب عليه‬
‫وبمجرد هذا التوقيع يصبح ملزما التزاما صرفيا في مواجهة الحامل ‪.‬‬
‫وال يعتبر المسحوب عليه ملزما على التوقيع على الكمبيالة فهو في االصل أجنبي عنها ‪ ،‬ألنه ال يعلم أن الكمبيالة‬
‫سحبت عليه فكيف يلزم بالوفاء وحتى لو كان عنده مقابل الوفاء قد يفضل تسوية دينه مع الساحب مباشرة دون أن‬
‫يخضع ألحكام القانون الصرفي المعطلة ومنها قاعدة التمسك بالدفوع ‪.‬‬
‫وفي حالة وقع المسحوب عليه بالقبول فإنه يصبح مدينا رئيسيا في الكمبيالة ويلتزم التزاما صرفيا في مواجهة‬
‫الحامل سواء كان لديه المبلغ أم ال ‪ ،‬والفصل ‪ 714‬منح الحامل الجواز لتقديم الكمبيالة في تاريخ االستحقاق في‬
‫موطنه لقبولها ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط القبول‬
‫أوال ‪ :‬الشروط الموضوعية ‪ :‬كما سبق بيانه االهلية والرضى و المحل والسبب‬
‫ثانيا ‪ :‬الشروط الشكلية ‪ :‬الكتابة تكون مرفقة بعبارة مقبول أو للدفع أو لألداء ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬اثار القبول‬
‫ينتج القبول آثارا قانونية سواء بالنسبة للعالقة بين الحامل والمسحوب عليه أو بالنسبة للعالقة بين الحامل والساحب‬
‫والمظهرين وبالنسبة للعالقة بين المسحوب عليه والساحب ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أوال ‪ :‬عالقة الحامل بالمسحوب عليه‬
‫هو الوفاء بالكمبيالة وهو التزام صرفي ناتج عن الكمبيالة ‪ ،‬والمسحوب عليه ال يستطيع التمسك في مواجهة الحامل‬
‫بالدفوع التي كان بإمكانه التمسك بها في مواجهة الساحب أو أحد الملتزمين السابقين كما أن المسحوب عليه ال‬
‫يستطيع التمسك بعدم وجود مقابل الوفاء ألن قبوله قطعي يلزمه بالوفاء للحامل سواء وجد مقابل الوفاء أم لم يوجد ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عالقة الحامل بالساحب والمظهرين‬
‫بالقبول تبرأ ذمة الساحب والمظهرين من االلتزام بضمان القبول ‪ ،‬لكن الساحب يبقى مع ذلك ملتزما‬
‫بضمان الوفاء ونفس الشيء بالنسبة للمظهر ما لم يورد هذا األخير شرطا في الكمبيالة يعفيه من ضمان الوفاء ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬عالقة الساحب بالمسحوب عليه‬
‫الساحب يبقى ملتزما باثبات وجود مقابل الوفاء عند المسحوب عليه في حالة إنكار هذا األخير لذلك‬
‫سواء كان قابال للكمبيالة أو لم يكن قابال لها ‪ ،‬وإذا كان مقابل الوفاء عند المسحوب عليه القابل ورفض مع ذلك‬
‫الوفاء فإنه يتحمل ايضا المسؤولية أمام الساحب وقد يطالبه بالتعويض ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تضامن الموقعين أو الضمان الصرفي‬
‫تم تقرير مبدأ تضامن الموقعين في الكمبيالة في المادة ‪ 087‬م ت " يسأل جميع الساحبين للكمبيالة و القابلين لها‬
‫والمظهرين والضامنين نحو الحامل "‬
‫المطلب األول ‪ :‬طبيعة التضامن‬
‫مبدأ التضامن له دور هام في الكمبيالة إذ بفضله يستطيع الحامل أن يرجع على أي موقع على الكمبيالة دون أن‬
‫يكون ملزما بالترتيب ليبحث عن األقدر على الوفاء بالكمبيالة خصوصا إذا كان الموقع بنكا من البنوك ‪.‬‬
‫وينقسم التضامن الصرفي إلى نوعين فهناك التضامن الخارجي الذي يمارسه الحامل اتجاه باقي الموقعين على السند‬
‫‪ ،‬والتضامن الداخلي الذي يمارسه الموقعون فيما بينهم ‪.‬‬
‫ويختلف الضمان المدني عن الضمان الصرفي بحيث ان الصرفي يتحمل واحد من الموقعين عبء الوفاء بينما في‬
‫المدني يؤدي كل مدين نسبة حصته من الدين ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬آثار التضامن‬
‫‪ -7‬في عالقة الحامل بالموقعين ‪،‬‬
‫يستطيع الحامل الرجوع على جميع الملتزمين دون ترتيب ورفع دعوى عليهم منفردين من أجل استيفاء الكمبيالة ‪.‬‬
‫‪2-‬أثار على عالقة الموقعين فيمٌا بي ٌنهم ‪،‬‬
‫إذا أدى أحد الموقعين مبلغ الكمبيالة للحامل فإنه يصبح بدوره مطالبا للموقعين السابقين له فيرجع على الموقعين السابقين‬
‫فرادى أو جماعة دون ترتيب بقيد واحد وهو الموقعين السابقين فقط دون الالحقين ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬الضمان االحتياطي‬
‫هو كفالة صرفية لكل الدين الثابت في الكمبيالة أو لجزء منه يقدمها شخص أجنبي عن الكمبيالة أو أحد الموقعين‬
‫عليها ويعرف مقدم هذه الكفالة بالضامن االحتياطي ‪.‬‬
‫ويعد التزام الضامن االحتياطي ذو صفة مزدوجة ‪ ،‬فهو من جهة يعتبر كفيال متضامنا مع الشخص الذي أجرى‬
‫الضمان لمصلحته ومن جهة أخرى هومدين صرفي ‪ ،‬مما يستدعي قواعد الكفالة إلى جانب قواعد القانون الصرفي‬
‫على الضامن االحتياطي ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬شروط الضمان االحتياطي‬
‫أوال ‪ :‬الشروط الموضوعية‬
‫االهلية ‪ 70‬سنة ‪ ،‬االهلية التجارية ‪ ،‬إرادة حرة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشروط الشكلية‬
‫حسب المادة ‪ 708‬يكتب الضمان االحتياطي على الكمبيالة ذاتها أو محرر مستقل يذكر فيه مكان صدوره ‪ ،‬ويعبر‬
‫عنه بعبارة " على سبيل الضمان االحتياطي " ويوقعه الضامن االحتياطي ‪ .‬والضمان االحتياطي الوارد على ورقة‬
‫مستقلة يعتبر ضمانا صرفيا وليس مجرد كفالة مدنية ‪ ،‬غير أن االثار المترتبة عليه تسري على المستفيد منه فقط وال‬
‫تسري على الحملة الالحقين للكمبيالة إال باعتماد قواعد حوالة الحق المدنية‪.‬‬
‫وكتابة عبارة تدل على الضمان االحتياطي ليست إلزامية إذ يمكن االكتفاء بالتوقيع مجردا لكن بشرطين ‪:‬‬
‫‪ -7‬أال يكون الضامن االحتياطي هو الساحب أو المسحوب عليه إذ يجب هنا كتابة عبارة تدل على الضمان االحتياطي‬
‫حتى ال تختلط توقيعات الساحب أو المسحوب عليه بالضامن االحتياطي‬
‫‪ -0‬التوقيع المجرد ال يعتد به كضمان احتياطي إال إذا وضع في وجه الكمبيالة أما في ظهر الكمبيالة‬
‫يعتبر تظهيرا أو ال تكون له أية قيمة صرفية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬آثار الضمان االحتياٌطي‬
‫أوال ‪ :‬عالقة الضامن االحتياطي بالحامل‬
‫الضامن االحتياطي يلتزم بتوقيعه على الكمبيالة التزاما صرفيا اتجاه الحامل وبالتالي يخضع لقاعدة م التمسك بالدفوع‬
‫في مواجهة هذا األخير وال يكون الضامن االحتياطي ملتزما اتجاه الحامل إال في حدود التزام الشخص المضمون‬
‫دون أن يتجاوزه ويكن التزامه الصرفي صحيحا حتى في حالة كان التزام المضمون باطال ألي سبب من أسباب‬
‫البطالن غير عيب في الشكل تطبيقا لقاعدة استقالل التوقيعات ‪ ،‬لذلك ال يستطيع الضامن االحتياطي أن يواجه‬
‫الحامل ببطالن التزام المضمون بسبب نقصان أهليته أو عدم مشروعية السبب وعليه فالضامن يلتزم بالتضامن مع‬
‫جميع الموقعين ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عالقة الضامن االحتياطي بالملتزم المضمون‬
‫يشبه الضامن االحتياطي الكفيل المتضامن في عالقته بالمضمون ‪ ،‬لذلك فهو يملك حق الرجوع على الملتزم بما‬
‫أداه لحامل الكمبيالة ‪.‬‬
‫المادة ‪ 708‬يكتسب الضامن االحتياطي عند وفائه بالكمبيالة الحقوق الناشئة عنها اتجاه المضمون واتجاه االشخاص‬
‫الملزمين نحو هذا االخير بموجب الكمبيالة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬عالقة الضامن االحتياطي بباقي الملتزمين‬
‫يمكنه الرجوع على جميع الموقعين على الكمبيالة الذين يلتزمون باالداء إزاء المضمون ألن الضامن االحتياطي إنما‬
‫حل محل المضمون ‪.‬‬
‫خالصة القول ‪ ،‬الضمان االحتياطي هو التزام تبعي وأصلي في آن واحد فهو تبعي لكونه بمثابة كفالة وعليه فكل ما‬
‫يتصف به الدين االصلي من صفات يتصف به دين الضامن االحتياطي فإن كان هذا الدين تجاريا كان ضمان‬
‫الضامن االحتياطي تجاريا بغض النظر عن الشخص الضامن ‪ .‬ويكون الضامن االحتياطي ملتزما بالتضامن مع‬
‫باقي الموقعين على السند ‪.‬‬
‫ويعد الضمان االحتياطي التزاما أصليا لكونه يعتبر التزاما مستقال عن التزام المضمون فال يبطل ببطالن التزام هذا‬
‫األخير بناء على القاعدة الصرفية المعروفة بمبدأ استقالل التوقيعات ‪ .‬فيظل التزام الضامن صحيحا بالرغم من‬
‫وجود أسباب بطالن التزام المضمون ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الوفاء في الكمبيالة‬


‫تمر الكمبيالة بعدة مراحل منها النشأة والتي تتم بمجرد توفر الشروط الموضوعية والشكلية المنصوص عليها في‬
‫مدونة التجارة وقانون االلتزامات والعقود ثم تمر بمرحلة التداول إلى حين حلول تاريخ االستحقاق وهي آخر مرحلة‬
‫فيتقدم حامل الكمبيالة إلى المسحوب عليه ليطالبه بالسداد ‪.‬‬
‫ولكي يتأتى ذلك عليه أن يقدمها في تاريخ استحقاقها وفي المكان المحدد لذلك وبوفاء المسحوب عليه ينقضي االلتزام‬

‫‪13‬‬
‫الصرفي وتبرأ ذمة كل الموقعين على الكمبيالة وإذا امتنع جاز له الرجوع على الملتزمين بها ليطالبهم بالوفاء‬
‫باعتبارهم متضامنين فيما بينهم لسدادها ‪.‬‬
‫المبحت األول احكام الوفاء بالكمبيالة‬
‫المطلب االول ‪ :‬ميعاد و مکان استحقاق الکمبيالة‬
‫الفقرة ‪ : 7‬ميعاد االستحقاق‬
‫هو اليوم الذي يستحق فيه أداء مبلغ الكمبيالة اي الوقت الذي يحل فيه تنفيذ االلتزام الصرفي وقد حدد المشرع أربعة‬
‫مواعيد لالستحقاق فهي حين تكون مستحقة بمجرد االطالع أو بعد مدة من االطالع أو بعد مدة من التحرير أو في‬
‫تاريخ معين بالضبط ‪ .‬والكمبيالة التي يعين فيها ميعاد االستحقاق بطرق أخرى تكون باطلة فميعاد االستحقاق من‬
‫البيانات االلزامية في الكمبيالة وعدم ذكره ال يجعل الكمبيالة باطلة بل تبقى صحيحة وتؤدى بمجرد االطالع ‪.‬وقد‬
‫نظم المشرع في المادة ‪ 700‬من م ت مواعيد االستحقاق على الشكل التالي ‪:‬‬
‫‪ -7‬الكمبيالة المستحقة بمجرد االطالع تكون مستحقة بمجرد تقديمها إلى المسحوب عليه داخل أجل سنة من تاريخ‬
‫إنشائها‬
‫‪ -0‬يحسب تاريخ استحقاق الكمبيالة بعد مدة من االطالع من يوم القبول أو يوم االحتجاج‬
‫‪ -9‬الكمبيالة المستحقة بعد شهر من تاريخها أو من تاريخ االستحقاق في اليوم األخير من ذلك الشهر‬
‫‪ -4‬اذا سحبت الكمبيالة لشهر ونصف من تاريخها وجب بدأ الحساب بالشهور الكاملة‬
‫‪ -7‬اذا كان االستحقاق واقعا في أول الشهر أو نصفه أو آخره فإنه يفهم منه اليوم األول أو اليوم ‪ 77‬أو اليوم األخير‬
‫من الشهر و‪ 0‬ايام ال تعني اسبوعا بل ‪ 0‬ايام بالفعل كما أن عبارة نصف شهر تعني ‪ 77‬يوما‪.‬‬
‫وإذا أهمل الحامل المطالبة بالوفاء في يوم االستحقاق أو في أحد يومي العمل التاليين لهذا اليوم سقط حقه في الرجوع‬
‫على الضامنين إذا كانت الكمبيالة مستحقة الدقع لمجرد االطالع أو كانت متضمنة لشرط الرجوع بال مصاريف ‪.‬‬
‫وإذا حل ميعاد االستحقاق وجب على المسحوب عليه الوفاء مباشرة وال يمكنه المطالبة بمهلة إال في حالة الكوارث‬
‫الطبيعية واالزمات االقتصادية التي تتجاوز ‪ 98‬يوما‪.‬‬
‫الفقرة ‪ : 0‬مكان استحقاق الكمبيالة‬
‫مكان االستحقاق من البيانات االلزامية التي أشارت إليها المادة ‪ 773‬من م ت والتي تعتبر إلزامية لصحة الكمبيالة ‪،‬‬
‫غير أن المشرع وضع ا في المادة ‪ 718‬حيث اعتبر الكمبيالة التي لم يذكر فيها مكان االستحقاق صحيحة وعوضها‬
‫بمكان اقامة المسحوب عليه أو مكان مزاولته لنشاطه ‪.‬‬
‫وقد يحدد الساحب أو المسحوب عليه مكانا للدفع فيكون الحامل ملزما بتقديمها في هذا المكان ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط الوفاء‬
‫الدين يطلب وال يحمل لذلك كان على حامل الكمبيالة تقديمها للوفاء بها في تاريخ االستحقاق أو االيام الخمسة‬ ‫‪-7‬‬
‫الموالية ‪ ،‬أما الكمبيالة المستحقة لمجرد االطالع فتكون مستحقة بمجرد تقديمها شرط أن يتم تقديمها خالل سنة واحدة‬
‫من تاريخ تحريرها ‪.‬‬
‫اذا لم يعين المكان يكون هو موطن المسحوب عليه أو المكان الذي يمارس فيه نشاطه التجاري‬ ‫‪-0‬‬
‫ي ٌتم تقدي ٌم مبلغ الكمبيالة إلى الحامل الشرعي أو نائبه ويتأكد المؤدي من تسلسل التوقيعات‬ ‫‪-9‬‬
‫يؤدي الكمبيالة المسحوب عليه أو الشخص المعين احتياطيا لالداء وهو الضامن االحتياطي وإذا لم يوف المسحوب‬ ‫‪-4‬‬
‫عليه يلزم ذلك الساحب والمظهرون وبقية الموقعون ‪.‬‬
‫وتجدر االشارة أنه يجوز للمسحوب عليه عليه أداء جزء فقط من مبلغ الكمبيالة وال يجوز للحامل االمتناع عن ذلك‬
‫ويبقى من حقه الرجوع على الضامنين الستيفاء ما تبقى من المبلغ بعد إقامة الحجة على بقاء هذا المبلغ وال تبرأ ذمة‬
‫الضامنين إال بالوفاء الجزء المتبقي ‪.‬‬
‫ويكون المسحوب ملزما باالداء إال في حالة ضياع الكمبيالة أو حالة التسوية للحامل حيث تتكلف السنديك بذلك‬
‫‪14‬‬
‫باعتباره الشخص المكلف قانونا بتسيير أموال الحامل ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬اثبات الوفاء بالكمبياٌلة‬
‫يتم بتسليم المدين الكمبيالة مكتوبا فيها ما يفيد الوفاء بتوقيع الحامل ‪ ،‬هذا التوقيع ضروري ألثبات الوفاء في مواجهة‬
‫الحامل سيئ النية ولو كان جزئيا فيجوز للمسحوب عليه المطالبة بوصل اضافي يفيد الوفاء الجزئي ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اثار الوفاء بالكمبيالة‬
‫المطلب االول ‪ :‬الوفاء في تاريخ االستحقاق‬
‫إذا أدى المسحوب عليه مبلغ الكمبيالة في تاريخ االستحقاق برأت ذمته وذمة كل الضامنين باستثناء ذمة الساحب فال‬
‫تبرأ في مواجهة المسحوب عليه إال إذا كان قد قدم له مقابل الوفاء ‪.‬‬
‫ويلزم المسحوب عليه التأكد من هوية الحامل من كونه هو الحامل الشرعي للسند فإذا اتضح أنه أدى مبلغ الكمبيالة‬
‫دون التأكد من الحامل المستفيد شرعا يكون قد ارتكب خطأ كبيرا ويلزم بالوفاء ثانيا‪.‬‬
‫وفي حالة الوفاء دون استرجاع الكمبيالة يكون ملزما بالوفاء بها مرة أخرى لفائدة حامل جديد إذا قام المستفيد‬
‫بتظهيرها ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الوفاء قبل تاريخ االستحقاق‬
‫ال يوجد مانع من ذلك حسب المادة ‪ 701‬لكن عليه اتخاذ الحيطة والحذر والتأكد من هوية الحامل من خالل التحقق‬
‫من عدم انقطاع سلسة التظهيرات التي تنتهي الى الحامل حتى ال يضظر الى الوفاء مرتينٌ ‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬الرجوع على الموقعين‬


‫اذا امتنع المسحوب عليه من الوفاء كان على الحامل الرجوع على جميع الموقعين على الكمبيالة‬
‫ويجوز له الرجوع قبل حلول أجل الكمبيالة إذا رفض المسحوب عليه قبول الكمبيالة أو تعرض‬
‫للتسوية أو التصفية القضائية ‪ ،‬وال يتم هذا الرجوع إال باحترام الشكليات التي فرضها المشرع وهي‬
‫اقامة احتجاج مكتوب لعدم الوفاء وإعالم جميع الموقعين بذلك ‪.‬‬

‫‪ :‬الرجوع وكيفية ممارسته‬ ‫المبحث األول‬


‫المطلب االول ‪ :‬حاالت الرجوع‬
‫يجوز للحامل أن يرجع على المظهرين والساحب وبقية الملتزمين في حالتين حسب المادة ‪: 731‬‬
‫‪ 1-‬عند االستحقاق إذا لم توفى الكمبيالة ‪:‬‬
‫عند تاريخ االستحقاق والمكان المعين ويكون‬
‫المسحوب عليه امتنع كليا أو جزئيا أو لم يستطع الوصول إلى مكان الوفاء بسبب البعد أو عدم‬
‫وضوح العنوان ‪ ،‬ويقوم الحامل باالحتجاج في الوقت المناسب ما عدا حالة الكمبيالة التي بها بيان الرجوع بال‬
‫مصاريف ‪.‬‬
‫‪2-‬قبل االستحقاق‪:‬‬
‫‪ -‬عند االمتناع الكلي أو الجزئي عن القبول فيرفض المسحوب عليه أو الضامن االحتياطي التوقيع صراحة أو من‬
‫خالل قبول مشروط‬
‫‪ -‬حالة التسوية للمسحوب عليه سواء كان قابال أو غير قابل للكمبيالة أو في حالة الحجر على أمواله‬
‫– التسوية أو التصفية القضائية لساحب الكمبيالة المنذ وط بعدم تقديمها للقبول فال يكون المسحوب عليه ملزما‬

‫‪15‬‬
‫بالوفاء بها ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق الرجوع الصرفي‬
‫‪ -7‬المطالبة الودية ‪ :‬فيطالب المسحوب عليه والضامنين باالداء بصفة ودية ‪.‬‬
‫‪ -0‬المطالبة القضانية ‪ :‬بعد فشل المطالبة الودية أو عدم اللجوء إليها أصال ‪ ،‬فيرفع دعوى أمام القضاء يطالب فيها‬
‫الملتزمين باالداء بناء على المسؤولية التضامنية للموقعين ويملك هذا الحق ايضا الملتزم الذي أدى مبلغ الكمبيالة في‬
‫مواجهة الملتزمين السابقين ‪.‬‬
‫‪ -9‬كمبيالة الرجوع ‪ :‬يكتفي هنا بسحب كمبيالة جديدة على الموقع الذي يريد الرجوع عليه تكون مستحقة الوفاء عند‬
‫االطالع وفي موطن الملتزم المسحوب عليه ما لم يحصل اتفاق على غير‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الشروط الشكلية للرجوع‬
‫المطلب األول ‪ :‬االحتجاج‬
‫ال يمكن ممارسة حق الرجوع بوفاء كمبيالة ما لم يحرر احتجاج بذلك وال يغني هذا االحتجاج عن اي إجراء آخر‬
‫إال في حالة ضياع الكمبيالة حيث يجوز استصدار أمر من القاضي بالوفاء بعد تقديم كفالة وهكذا يتم تحرير عدم‬
‫الوفاء من طرف كاتب الضبط بالمحكمة التي يوجد بدائرتها المسحوب عليه ويجب أن يتضمن محرر االحتجاج‬
‫النص الحرفي للكمبيالة والقبول والتظهيرات والبيانات المذكورة واالمضاء بوفاء قيمة الكمبيالة ويبين فيه حضور او‬
‫غياب الملزم بالوفاء واسباب رفض الوفاء والعجز عن التوقيع أو رفضه‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬االعالم‬
‫يشترط لصحة الرجوع على الموقعين توجيه اعالم لهؤالء إلى جانب تقديم االحتجاج وذلك مراعاة لمصلحة‬
‫الموقعين على الكمبيالة الذين يكون من المفيد لهم التعرف على حقيقة األمر عند رفض القبول أو االداء نظرا‬
‫الحتمال الرجوع عليهم منفردين أو مجتمعين لمواجهة هذا الرفض بما يحافظ على مصلحتهم وسمعتهم التجارية ‪.‬‬
‫ويكون االعالم داخل االجال المحددة قانونا وبأي وسيلة ‪.‬‬
‫ويسقط حق الحامل في الرجوع الصرفي على الموقعين إذا ما تحققت الحاالت المشار اليها في م ‪081‬‬
‫‪ -7‬عدم تقديم الكمبيالة عند االطالع أو بعد مدة من االطالع في الوقت المحدد لذلك‬
‫‪ -0‬عدم تقديم الكمبيالة المتضمنة لبيان الرجوع بدون مصاريف للوفاء‬
‫‪ -9‬عدم تقديم الكمبيالة المتضمنة لبيان التقديم االلزامي لقبول في االجال المشار اليها من قبل الساحب‬
‫لكن ال يفقد الحامل حقه في الرجوع بالنسبة للمسحوب عليه القابل باالهمال ولكن بالتقادم الصرفي‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تقادم الكمبيالة‬
‫‪ - 7‬تتقادم جميع الدعوى الناتجة عن الكمبيالة ضد المسحوب عليه القابل بمضي ثالث سنوات ابتداء من تاريخ‬
‫االستحقاق‬
‫‪ - 0‬تتقادم دعوى الحامل على المظهرين بعضهم في مواجهة بعض وضد الساحب بمضي ‪ 1‬اشهر من قيام المظهر‬
‫برد مبلغ الكمبيالة أو من يوم رفع الدعوى ضده‬
‫‪ -9‬تتقادم دعوى الحامل على المظهرينٌ والساحب بمضي سنة واحدة من تاري ٌخ االحتجاج الذي أقي ٌم في ميعٌاده‬
‫القانوني أو من تاري ٌخ االستحقاق عندما تتضمن الكمبياٌلة بياٌن عدم الرجوع بال مصاريف ‪.‬‬

‫‪16‬‬
17

You might also like