You are on page 1of 15

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫المركز الجامعي نور البشير البيض‬

‫المقياس ‪ :‬القانون التجاري‬ ‫السنة ‪ 02 :‬ليسانس الفوج ‪05‬‬

‫عنوان البحث ‪:‬‬

‫األعمال التجارية حسب الشكل‬

‫تحت إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫من إعداد ‪:‬‬

‫محيريس منال صفية‬ ‫‪‬‬

‫الموسم الجامعي ‪2023/2024 :‬‬


‫خطة البحث ‪:‬‬

‫المقدمة‪3......................................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سند السحب (السفتجة‪،‬الكمبيالة)‪4..............................................................‬‬

‫المطلب األول‪:‬تعريف األوراق التجارية و خصائصها‪4..................................................... :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السفتجة (الكمبيالة‪،‬سند السحب)‪4............................................................ :‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬الشركات التجارية ووكالت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها‪8............................:‬‬

‫المطلب األول‪:‬الشركات التجارية‪8............................................................................ :‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها‪12............................................. :‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية و العقود المتعلقة بالتجارة البحرية و الجوية ‪13..:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‪13..................................................... :‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬العقود المتعلقة بالتجارة البحرية و الجوية ‪14..............................................:‬‬

‫الـخـاتــمـة‪14................................................................................................... :‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫لم يكتف القانون التجاري تشريعا كــان أم عرفــا على إضــفاء الصــفة التجاريــة على األعمــال الــتي‬
‫يتوفر فيها خصائص التتجير من مضاربة أو اكتساب الربح و ممارسة النشاط التجاري في شـكل مقاومـة‬
‫فقط بل أضفت كذلك الوصف على أعمال أخرى‬
‫سماها "األعمال التجارية بحسب الّش كل"بحيث يعد العمل في حــد ذاتــه عمال تجاريــا بمجــرد تــوفر‬
‫شروط معينة و دون النظر إلى القائم به‪ .‬و قد نص التقنين التجاري على تلك األعمال بحســب الشــكل في‬
‫المادة الثالثة منه والتي تنص ‪:‬‬
‫يعد تجاريا بحسب الشكل ‪:‬‬
‫التعامل بالسفتجة بين األشخاص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشركات التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية و الجوية‪".‬‬ ‫‪‬‬
‫و هنا يثور اإلشكال المتمثل في وجود معيار يمكن للفقيه أو القاض ي أن يطبق ه على العم ل لمعرف ة م ا‬
‫إذا كان تجاريا أو ال؟‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬سند السحب (السفتجة‪،‬الكمبيالة)‬
‫المطلب األول‪:‬تعريف األوراق التجارية و خصائصها‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف األوراق التجارية‪:‬‬

‫لم يورد القانون الجزائري تعريف الورقة التجارية‪،‬و لعل السـبب في هـذا راجـع إلى أن الفقهـاء لم‬
‫يتفقوا على تعريف واحد و قد جرت محــاوالت كثــيرة من قبــل المــؤلفين للقــانون إليجــاد تعريــف للورقــة‬
‫التجارية ‪،‬و يمكننا القول بأنها‪":‬عبارة عن سند محرر بالشكل المعين في القــانون ‪،‬يكــون قــابال للتــداول و‬
‫يتضمن حقا لحامله أو للمستفيد منه ‪،‬يتمثل في مبلغ من النقود يدفع من قبل الملتزم بموجب السند في أجل‬
‫‪1‬‬
‫قصير أو عند اإلطالع"‬
‫و لكي يعتبر السند ورقة تجارية فإنه يجب أن تتوافر فيه خصائص‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص األوراق التجارية‪:‬‬
‫أن يكون السند قابل للتداول الطرق التجارية بالتظهير أو بالمناولة اليدوية‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أن يتضمن السند حقا موضوعه مبلغا من النقود ‪،‬و أن يكون معين تعيينا كافيا و غير معلق على‬ ‫ب‪-‬‬
‫ان يكون الحــق الــذي يتضــمنه الســند هــو مبلــغ من النقـود مســتحق الــدفع في وقت معين أو عنــد‬ ‫ت‪-‬‬
‫اإلطالع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السفتجة (الكمبيالة‪،‬سند السحب)‪:‬‬

‫قبل تعريف السفتجة كان من الواجب تعريف األوراق التجارية الــتي تعتــبر الســفتجة أحــد أنواعهــا‬
‫باإلضافة إلى السند إلذن و الشيك‪.‬‬
‫و عرفهـــا القـــانون األردني بأنهـــا "الســـفتجة هي محـــرر مكتـــوب وفـــق شـــرائط مـــذكورة في‬
‫القانون‪،‬يتضمن أمرا صادرا من شخص هو الساحب إلى شخص آخر هو المسحوب عليه بأن يـدفع ألمـر‬
‫شــخص ثــالث هــو المســتفيد أو حامــل الســند مبلغــا معينــا بمجــرد اإلطالع أو في ميعــاد معين أو قابــل‬
‫‪2‬‬
‫للتعيين‪".‬‬

‫‪ 1‬األستاذ الدكتور‪:‬فوزي محمد سامي"شرح القانون التجاري ‪-‬ج‪ - "2‬مكتبة النشر و الثقافة للنشر و التوزيع ‪ -‬بــيروت‪ -‬رأس النبــع‪ ،1997 -‬ص‬
‫‪.03‬‬
‫‪ 2‬نفس المرجع ص ‪.11‬‬

‫‪4‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهومها و شروطها‪:‬‬
‫مفهومها‪ :‬تعود تسمية السفتجة إلى أصل فارسي و كــان يطلــق عليهــا كلمــة الســفتجة أي الشــيء‬ ‫‪-1‬‬
‫المحكم و قد نقلها العرب والمسلمون الفرس وأعطوها تســمية الســفتجة و حاليــا يطلــق عليهــا في‬
‫‪1‬‬
‫مصر كمبيالة للعبارة اإليطالية و معناها ورقة الصرف‪.‬‬
‫اعتبر المشــرع الجزائــري الســفتجة من األعمــال التجاريــة بحســب الشــكل فعرفهــا بأنهــا‪" :‬محــرر‬
‫مكتـــوب وفقـــا لقواعـــد حـــددها المشـــرع الجزائـــري في نص المـــادة ‪390‬من القـــانون التجــــــــاري‬
‫الجزائري ‪،‬تتــضمن أمرا صادرا من شخص هو الســاحب إلــــى شــخص آخـــر هــو‪ :‬المسحـــوب عليـــــه‬
‫بــأن يدفع ألمـــر شخص ثالث هـو المستفيــد مبلغا معينا من النقود بمجرد اإلطالع أو في ميعاد معيــد أو‬
‫‪2‬‬
‫قابل للتعيين ‪.".‬‬
‫من خالل التعريف السابق للسفتجة أنها تفرض وجود ثالث أشخاص ‪:‬‬
‫الساحب‪ :‬وهو من يحرر الورقة و يصدر األمر الذي تتضمنه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المسحوب عليه‪ :‬وهو من يصدر إليه هذا األمر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المستفيد‪ :‬وهو من يصدر لصالحه األمر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و عليه فكل من وقع على السفتجة بأي صفة كانت بصفته ساحب أو مسحوب عليه قابل أو مظاهر‬
‫يعتبر عمله من األعمال التجارية سواء أكان تاجرا أم غير تاجر وســواء أكــانت الغايــة من التوقيــع عمــل‬
‫مدني أو تجاري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬توافرها على البيانات اإللزامية‪:‬‬
‫لكي تصبح السفتجة صحيحة و متداولة بين األفراد يجب أن تتوافر على بيانات إلزامية و نشــرحها‬
‫على التوالي‪:‬‬
‫كلمة بوليصة أو السفتجة أو سند السحب‪:‬وهذا لكي تتحدد طبيعة الورقــة التجاريـة الـتي سـيوقع‬ ‫‪-1‬‬
‫عليها الفرد و يكون له علم كـاٍف عن نـوع التصــرف الـذي يقـوم بـه وعن طبيعـة االلـتزام الـذي‬
‫يترتب عن البوليصة أو السفتجة و ينص الفقه أن هذه الكلمة بالذات ليست هي المطلوبة من نص‬
‫‪3‬‬
‫القانون بل يجوز استبدالها بكلمة أخرى لها نفس المعنى‪.‬‬

‫‪ 1‬ا ألستاذة الدكتورة‪:‬نادية فوضيل"القانون التجاري(األعمال التجارية‪-‬التاجر‪-‬المحل التجاري)"‪-‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 2‬األستاذ الدكتور‪:‬شادلي نور الدين"القانون التجاري" دار العلوم –الجزائر ‪ ،‬بدون سنة نشر ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 3‬ا ألستاذ الدكتور‪:‬علي بن غانم "الوجيز في القانون التجاري و قانون األعمال" ‪ -‬طبع المؤسسة الوطنية للفنون الطبيعية وحــدة الرغايــة الجزائــر‬
‫‪ ،2005‬ص ‪25‬‬

‫‪5‬‬
‫أمر غير معلق على شرط بأداء قدر معين من النقود‪:‬ألن القـانون اشـترط أن يكـون األمـر غـير‬ ‫‪-2‬‬
‫معلق على شرط ألداء المبلغ المعين لذلك يجب أن تستوفي السفتجة ما يلي‪:‬‬
‫األم ر ب األداء‪ :‬تتضـمن السـفتجة عبـارة تفيـد األمـر بـاألداء مثـل"ادفعـوا‪ "...‬أو "أطلب منـك أن‬ ‫‪‬‬
‫تسلم‪ "...‬أو" أدعوك أن تعطي‪"...‬كل هذه العبارات تعني األمر باألداء‬
‫األمر باألداء يجب أن يكون مطلقا‪:‬أي أن الساحب ال يمكنه أن يعلق أمر األداء على شروط مهما‬ ‫‪‬‬
‫كان نوعــه أو أن يقــترن بــأمر والســبب في ذلــك أن ذلــك األمــر يعرقــل تــداول الورقــة التجاريــة‬
‫بالسرعة التي تتطلبهــا المعــامالت التجاريــة ‪.‬وإذا ورد القيــد على أمــر بــاألداء يــؤدي إلى بطالن‬
‫الورقة‪.‬‬
‫أداء مبل غ معين ب النقود‪ :‬تجب تحديــد المبلــغ الــواجب دفعــه وال يمكن أن يكــون محــل الورقــة‬ ‫‪‬‬
‫التجارية غير مبلغ من النقــود ‪.‬وتجب أن يحــدد المبلــغ تحديــدا كافيــا ألن الورقــة تمثــل أداة وفــاء‬
‫وإثمان‪.‬‬
‫اسم من يلزم ه األداء(المس حوب علي ه) ‪:‬يجب على السـاحب أن يعين شخصـا ـ طبيعيـا كـان أم‬ ‫‪-3‬‬
‫معنويا ـ لكي يستطيع المستفيد مطالبة بإيفاء الدين المحدود (المبلــغ) في الســفتجة ‪.‬وجــرت العــادة‬
‫أن يذكر اسم المسحوب عليه إال إذا قبل بإيفاء المبلغ المطلوب ‪.‬‬
‫تاريخ االستحقاق ‪:‬يجب أن يتضمن السند تاريخا الستحقاقه ولهــذا التــاريخ أهميــة كبــيرة بالنســبة‬ ‫‪-4‬‬
‫للمستفيد أو العامل فإذا حان وقت اإليفاء يحق له المطالبة بقيمة الورقة وإذا تضمنت السفتجة عدة‬
‫مواعيد متعاقبة عدت باطلة‪.‬‬
‫مك ان األداء‪:‬يجب أن يتعين تعينا كافيــا فال يمكن أن تــذكر أو تحــرر الســفتجة دون تحديــد مكــان‬ ‫‪-5‬‬
‫الوفاء‪.‬‬
‫اسم من يجب األداء له أو ألمره (الحامل)‪:‬المستفيد أو المنتفع هو الحامل األول للســتفتجة ويــأتي‬ ‫‪-6‬‬
‫ذكر اسمه في الورقة لكي تدفع إليه و المستفيد يمكن أن يكون شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا‪.‬‬
‫تاريخ إنشاء سند السحب ومكان إنشاء ه‪:‬يجب توفرهما ألن ذكرهما يحقق نتائج وعدة فوائد‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫توقيع من أنشأ السند(الساحب) ‪ :‬في السفتجة يكون الساحب ملتزما قبل المستفيد أو الحامل بدفع‬ ‫‪-8‬‬
‫قيمتها عند امتناع المسحوب عليه عن الدفع و لكي يتقرر التزامــه أمــام الحامــل (المســتفيد) يجب‬
‫توفر توقيعه على السفتجة‪،‬والتوقيع يعتبر بيان إلزامي بدونه تصبح الورقة باطلة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫والتوقيع على السفتجة يعتبر عمال تجاريا ‪.‬و من ثمة إذا تم التوقيع عليها من طرف القاصــر الغــير‬
‫مأذون له بالتجارة يعد باطال لمصلحة القاصر و هذا لحمايته من القوانين الصارمة التي يمتاز بها القانون‬
‫التجاري كنظام اإلفالس الذي تنجم عنه آثــار قاســية و جــزاءات متنوعـة لــذا اســتبعد المشــرع الجزائــري‬
‫‪1‬‬
‫اعتبار السفتجة التي تحرر عن القاصر عمال تجاريا و إنما يمكن اعتبارها سند عادي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الوظيفة و الطبيعة القانونية للسفتجة‪:‬‬
‫وظيفة السفتجة ‪:‬من خالل ما سبق يتضح لنا أن السفتجة لها وظيفتان‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فهي أداة للوفاء‪:‬و هـذا مــا كــانت تقـوم بــه عنــد نشــؤها في العصــور الوســطى بمناســبة انعقـاد األســواق‬
‫الموسمية في أوروبا فتؤدي وظيفة نقل النقود من مكان إلى آخر دون أن يتعــرض حاملهــا لخطــر ضــياع‬
‫النقود أو السرقة و يتمكن عند وصوله إلى مكان الوفاء من تقــديمها للمســحوب عليــه ‪،‬ليتســلم منــه المبلــغ‬
‫المذكور في هذه السفتجة فبما أن السفتجة موقع عليها من طرف الساحب تتضمن ألمرا واجب التنفيــذ في‬
‫حق المستفيد فبمجرد أن يظهرها يستوجب على المسحوب عليه أن يوفي المستفيد حقه‪.‬‬
‫إضافة للوظيفة '‪ '1‬أدت السفتجة كذلك وظيفة أهم وهي‪:‬‬
‫اإلئتمان‪:‬الذي يعد عمود من أعمدة التجارة بل األعمدة الــتي تسـَي ر األعمــال التجاريــة فيمكن لشــخص أن‬
‫يشتري بضــاعة دون أن تتــوفر لديــه الســيولة النقديــة للوفــاء بثمنهــا فيحصــل على ائتمــان من دائنــه بــائع‬
‫البضاعة بتأجيل دفع الثمن إلى ما بعد "خمسة أشهر من تاريخ البيع " و تسليم البضاعة فيحرر له المــدين‬
‫المشتري سفتجة يأمر فيها مدينه الحالي أو المستقبلي كأن يكون بنًك ا مثال كــأن يــدفع ثمن البضــاعة الــذي‬
‫يذكره في السفتجة لفائدة دائنه صــاحب البضــاعة و ذلــك بعــد" خمســة أشــهر من الــبيع " و بواســطة هــذه‬
‫العملية يحصل هذا التاجر ساحب السفتجة على أجل الوفاء بثمن البضاعة بعد خمسة أشهر‪.‬‬
‫و عن طريق هذه الوسيلة (السفتجة ) تكون األطراف الثالثة قد استفادت فالتاجر الســاحب للســفتجة تمكن‬
‫من شراء البضاعة دون أن يعرقل أعماله رغم توفر ثمنها لديه أثناء عملية الشـراء ‪،‬والبـائع المسـتفيد من‬
‫السفتجة تمكن من تسويق بضاعته متفاديا خموها وكسادها والمسحوب عليه الذي يعد تاجرا قام بالوفاء‪.‬‬
‫الطبيعة القانونية لها ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إن السفتجة هي ورقة تجارية فيعد التعامل فيها من سحب وتظهير و توقيع و ضمان و خصم عمال‬
‫تجاريا بحسب الشكل بغض النظر عن األطــراف و لـو كـانوا من الخـواص ‪،‬على خالف الشـيك ‪،‬والسـند‬
‫اإلذني اللــذين ال يعــدان عمال تجاريــا بحســب الشــكل ‪،‬كمــا تنص المــادة ‪ 3‬من القــانون التجــاري بالنســبة‬

‫‪1‬‬
‫أستاذ الدكتور‪:‬فوزي محمد سامي"شرح القانون التجاري ‪-‬ج‪ - "2‬مكتبة النشر و الثقافة للنشــر و التوزيــع ‪ -‬بــيروت‪ -‬رأس النبــع‪ ،1997-‬ص‬
‫‪.45‬‬

‫‪7‬‬
‫للسفتجة وإنما يكونــان عمال تجاريــا بالتبعيــة أي إذا قــام بســحبها تــاجرا ومــــن أجــــل تجارتــه ‪،‬وهــذا مــا‬
‫يميزهما من حيث الطبيعة القانونية عن السفتجة التي تعد عمال تجاريا بحسب الشكل‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬الشركات التجارية ووكالت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها‪:‬‬
‫المطلب األول‪:‬الشركات التجارية‪:‬‬

‫ال تقتصــر مزاولــة التجــارة على التجــار األفــراد فحســب ‪،‬بــل تمارســها أيضــا الشــركات التجاريــة‬
‫بمختلف أنواعها ‪،‬ومن خالل دراستنا للشركة سوف تتعرض ألحكامها وأنواعها ومفهومها بشكل عام‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريفها ‪:‬‬
‫عرفت المادة [م ‪ 416‬من القانون المدني] "الشركة بأنها عقد بمقتضاه يلتزم شخصــان طبيعيــان أو‬
‫اعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط مشترك بتقديم حصــة من عمــل أو مــال أو نقــد بهــدف اقتســام‬
‫الربح الذي قد ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذو منفعــة مشــتركة كمــا يتحملــون الخســائر‬
‫التي قد تنجر عن ذلك" يتضح من هذا التعريف أن الشــركة عقــد رضــائي و ينفــرد عن غــيره من العقــود‬
‫كونه ينشئ شخصا معنويا جديدا مستقال و مميزا عن شخصية الشركاء‪ ،‬لذلك فإن كلمة الشركة تعــني في‬
‫نفس الوقت العقد و الشخص المعنوي الذي يتولد عنه كذلك ينبغي أن تتوفر في الشركة أركان موضوعية‬
‫عامة وهي‪:‬‬
‫الرضا‪:‬فال يقوم عقد الشــركة ويكــون صــحيحا إال إذا رضــي الشــركاء بــه و يتم هــذا الرضــا عن‬ ‫‪-1‬‬
‫طريق توفر اإليجاب و القبول و تطابقهما مع النية الباطنة للمتعاقدين كما يجب أن يكــون الرضــا‬
‫غير مشوب بعيب ‪:‬كاإلكراه‪ ،‬التدليس‪ ،‬الغلط و إال أعتبر العقد باطَال‪.‬‬
‫األهلية‪:‬ال يكون عقـد الشـركة صــحيحا إال إذا صــدر من ذي أهليـة فاألهليـة تمنح للشـخص حـق‬ ‫‪-2‬‬
‫التصرف و االلتزام‪.‬‬
‫المحل‪:‬هو النشاط االقتصادي الذي قــامت الشــركة من اجلــه و هــو يختلــف عن محــل الــتزام كــل‬ ‫‪-3‬‬
‫شريك هو تقديم حصة عينية أو نقديـة أو بالعمـل ويجب أن يكـون محـل الشـركة ممكنـا أي قابـل‬
‫للتحقيق و جائز قانونا للشريك فإذا ما وجد مانع قــانوني أو مــادي يحــول دون ذلــك فــان الشــركة‬
‫تكون باطلة‪.‬‬
‫السبب‪:‬و يتمثل في إنجاز محلها بغية تحقيق األرباح و اقتسامها فيما بين الشركاء‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫و إظافة إلى األركان الموضوعية العامة وجدت أركان خاصة تتمثل في‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫تحديد الشركاء‪:‬من الشروط الواجب توفيرها النعقاد عقد الشركة أن تتكون من شخصين أو أكثر‬ ‫أ‪-‬‬
‫وهذا أَي ا كــان نــوع الشــركاء و يختلــف عــدد الشــركاء في التشــريع الجزائــري بــاختالف أشــكال‬
‫الشركات ففي شركة المساهمة يشترط القانون التجاري الجزائري‪ :‬أن ال يكون عدد الشركاء أقل‬
‫من ســبعة ‪ 1‬أمــا في الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة فنصــت أنــه ال يجــوز أن يتجــاوز عــدد‬
‫‪2‬‬
‫الشركاء عشرين شريكا فيها‬
‫تقديم الحصص‪:‬إضافة إلى تعدد الشركاء في عقد الشركة يشــترط القــانون أن يلــزم كــل شــريك‬ ‫ب‪-‬‬
‫بتقديم نصيب معين من المال أو عمل يسمى بالحصــص و هــذه الحصــص على ثالث أنــواع فقــد‬
‫تكون نقدية أو عينية بالعمل‪.‬‬
‫نية االشتراك ‪:‬و قد جعلها القانون ركن أساسي لتكوين الشـركة و يقصــد بهـا رغبـة الشـركاء في‬ ‫ت‪-‬‬
‫التعــاون على قــدر من المســاواة لتحقيــق غــرض الشــركة ‪ .‬و تتجلى رغبتهم في اإلشــراف على‬
‫اإلدارة و تقديم الحصص و توزيع الربح فيما بعد بين الشركاء‪.‬‬
‫رأس مال الشركة و أصولها‪:‬يتكون رأس مالها من مجموع الحصــص النقديــة و العينيــة المقدمــة‬ ‫ث‪-‬‬
‫للشركة و بما أن رأس مال الشركة هو الضمان للدائمين فيحق أن ينفذ عليه‪ .‬أما حصــص العمــل‬
‫فال تدخل في تكوين رأس مال الشركة‪ .‬ألنها ال تقوم بالمــال‪ ,‬و من ثمــة ال تعتــبر ضــمانا لــدائني‬
‫الشركة‪ .‬و بالتالي ال يجوز تقــديم الحصــة بالعمــل إلى الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة أو إلى‬
‫شــركة المســاهمة‪ .‬ألن الشــركاء جميعــا في كال هــذين النــوعين من الشــركات يســأل عن ديــون‬
‫الشركة مســؤولية محــدودة أي بقـدر الحصــص المقدمــة للشــركة‪ .‬إذن رأس مــال هــو عبــارة عن‬
‫حسابين تقدم عند إنشاء الشركة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬التفرقة بين الشركات التجارية و الشركات المدنية‪:‬‬
‫معيار التفرقة‪:‬إن معيار التفرقة بين الشركات التجارية و المدنية هو ذات المعيــار الــذي يســتعمل‬ ‫‪-1‬‬
‫للتفرقة بين التاجر و غير التاجر من األفراد ‪ ،‬أي أنه من طبيعــة العمــل الرئيســي الــذي تقــوم بــه‬
‫الشركة و الغرض الذي تسعى إلى تحقيقه ‪،‬فإذا كان الغـرض هـذا الغـرض هـو امتهـان األعمـال‬
‫التجاريــة ‪,‬كعمليــات الشــراء ألجــل الــبيع ‪...‬الخ‪،‬كــانت الشــركة شــركة تجاريــة ‪ ،‬و أمــا إذا كــان‬
‫الغرض هو امتهان اإلعمال المدنية كانت الشركة مدنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نظر المادة ‪592‬من القانون التجاري الجزائري‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 590‬من القانون التجاري الجزائري‬

‫‪9‬‬
‫و إذا كانت الشركة تمتهن أعمال مدنية و تجارية فالعبرة بنشاطها الرئيسي فإذا غلب على نشاطها الطابع‬
‫التجاري اعتبرت تجارية ‪ ،‬و العكس صحيح ‪ .‬هــذا و نجــد بــأن القــانون لم يعطي شــكال معينــا للشــركات‬
‫المدنية‪ ،‬ومن ُث م فإنها حرة في اتخاذ الشكل الذي تشاء وال مانع من أن تتخذ الشركة أحد األشكال الــواردة‬
‫في القانون التجاري‪.‬‬
‫فإذا ما اتخذت الشركة شكل شركة التضامن أو شكل شركة التوصية أو شكل ذات مســؤولية المحــدودة أو‬
‫‪1‬‬
‫شكل شركة المساهمة‪ .‬اعتبرت على أنها تجارية بسبب الشكل تبعا ألحكام القانون التجاري الجزائري ‪.‬‬
‫أهمية التفرقة‪:‬تكمن األهمية في تحديد نوع القانون الــذي يحكم غــرض و نشــاط الشــركة وكــذلك‬ ‫‪-2‬‬
‫في التوجه إلى القضاء المختص في الحسم المنازعات وكذلك حساب مدة التقادم و من خالل هذه‬
‫التفرقة تنتج لدينا عدة نتائج و يمكن حصرها في ‪:‬‬
‫الشركات التجارية‪:‬وحدها دون الشركات المدنية تكتسب صفة التاجر و تلــتزم بالتزامــات التــاجر‬ ‫أ‪-‬‬
‫المهنية كمسك الدفاتر و القيد في السجل التجاري و دفع الضرائب و يطبق عليهــا أحكــام القــانون‬
‫التجاري الخاص ب االختصاص و بإجراءات الشــهر و نضــام اإلفالس و اإلثبــات التجــاري إلى‬
‫غير ذلك من االلتزامات المهنية التجارية‪.‬في حين ال تكتســب الشــركة المدنيــة صــفة التــاجر و ال‬
‫تخضع اللتزامات التاجر فهي تخضع ألحكام القانون المدني ‪.‬‬
‫مسؤولية الشركاء عن الديون التي تكــف بالشــركة تختلــف بحســب نــوع الشــركة التجاريــة فــإذا‬ ‫ب‪-‬‬
‫كانت شركة تضامن سئل فيها الشركاء جميعا عن ديون الشــركة مســؤولية شخصــية تضــامنية و‬
‫مطلقة‪.‬‬
‫تتقادم الدعوى في الشركات التجارية ‪ :‬بمضي خمس سنوات من انقضــاء الشــركة و حلهــا‪ ,‬أمــا‬ ‫‪-3‬‬
‫في الشركات المدنية‪ .‬فان الدعوى تتقادم بمضي خمس عشرة سنة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تصنيف الشركات التجارية‪:‬‬
‫حســب نص المــادة ‪544‬الفقــرة ‪ 2‬منهــا "تعــد شــركات التضــامن و شــركات التوصــية و الشــركات ذات‬
‫المسؤولية المحدودة و شركات المساهمة‪ ,‬تجارية بحكم شكلها و مهما يكن موضوعها"‬
‫‪2‬‬
‫نجد أن الشركات التجارية تنقسم إلى قسمين رئيسيين و هما‪ :‬شركات األشخاص و شركات األموال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شركة األشخاص‪:‬تقوم شركات األشخاص في تكوين علي شخصية شــركائها نظــرا للتعــارف القــائم‬
‫بينهم و للثقة التي تربط بعضهم ببعض‪ ,‬و تربطهم عادة رابطة امتهان األعمال التجارية أو القرابة فتقــوم‬
‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 544‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫األستاذ الدكتور‪ :‬عمار عمورة "الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬دار المعرفة‪ -‬الجزائــر‪ ،‬ص ‪.214-213‬‬

‫‪10‬‬
‫الشــركة أساســا على االعتبــار الشخصــي‪ ،‬و لــذلك أطلــق على هــذا النــوع من الشــركات تســمية شــركات‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫شركة التضامن‪:‬التي يقصد بها أن الشركاء جميعا يسألون عن ديون الشركة مسؤولية تضــامنية و مطلقــة‬
‫و ليس كل واحد منهم بقدر حصته في رأس المال‪.‬‬
‫شركة التوصية البسيطة ‪:‬التي تتضمن نوعين من الشــركاء ‪:‬الشــركاء المتضــامنين المســؤولين مســؤولية‬
‫تضامنية و مطلقة‪،‬و شركاء موصون يسأل كل واحد منهم عن ديون الشركة بقدر حصته في رأس المال‬
‫شركة المحاصة‪:‬و هي شركة معدومة الشخصية المعنوية ‪ ،‬وليس لها اسم خاص بها أو موطن أو جنســية‬
‫أو رأس مال و يترتب عليها حقوق و التزامات بين الشركاء و يظهر عملها بالغرض الذي تقوم به ‪.‬‬
‫و يترتب على هذا النوع من الشركات النتائج التالية‪:‬‬
‫ال يجوز للشريك أن يتنازل عن حصته للغير إال بإجماع الشركاء ألن المتنازل إليــه قــد ال يحظى‬ ‫‪-‬‬
‫بثقة الشركاء‪.‬‬
‫إن وفـاة أحـد الشـركاء أو الحجـز عليـه أو إفالسـه أو خروجـه من الشـركة أو منعـه من مباشـرة‬ ‫‪-‬‬
‫المهنــة التجاريــة يــترتب عليــه انحالل الشــركة كشــخص معنــوي‪ ،‬و ذلــك ألن الشــركاء وثقــوا‬
‫بالشخص الشريك و قد ال تتعدى هذه الثقة إلى ورثته أو إلى ممثله القانوني كما أن عــزل المــدير‬
‫الشريك النظامي يؤدي أيضا كأصل عام النقضاء الشركة‪.‬‬
‫يكتسب الشريك في شركة األشخاص صـفة التـاجر الشـريك‪ .‬في شـركة التضـامن يكتسـب صـفة‬ ‫‪-‬‬
‫التاجر بمجرد انضمامه إلى الشركة ‪ ،‬كذلك هــو الحكم في شــركة التوصــية بنوعيهــا فيمــا يتعلــق‬
‫بالشركاء المتضامنين ‪.‬‬
‫إن الغلط في شخص الشريك أي في صفة جوهرية فيه يترتب عليه البطالن النسبي للشركة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثانيا ‪:‬شركات األموال ‪:‬و تعتمد على االعتبار المالي بمعني أن الشركة قوامها يتمثل في تقــديم الحصــص‬
‫المكونة لرأس مالها بصرف النظر عن شخصية الشركاء يعني أنه تحولها إصدار أنهم قابلة للتــداول كمــا‬
‫أن وفاة الشريك أو عزله عن الشركة بأي صفة كان ال يؤدي النحالل الشركة و تشمل هذه الشركة‪.‬‬
‫شركة المساهمة ‪:‬و يقسم فيها رأس المال إلى أسهم متساوية و قابلــة للتــداول ‪ ,‬و ســيؤول فيهــا الشــركاء‬
‫عن الديون بقدر األسهم التي يمتلكها كل شريك‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫شركة التوصية باألسهم‪:‬و تتضمن نوعين من الشركاء‪ :‬الشركاء المتضــامنين لهم نفس المركــز القــانوني‬
‫لشركة التوصية البسيطة ‪ ,‬و الشركاء الموصون ‪ :‬يسألون عن ديون الشركة بقدر حصتهم في رأس مــال‬
‫الشركة ‪ .‬و لهم ذات المركز القانوني للشركاء المساهمين في شركة المساهمة‬
‫الشركة ذات الطبيعة المختلطة ‪:‬الشركة ذات المسؤولية المحــدودة فهي مــزيج من شــركات األشــخاص و‬
‫شركات األموال ‪ ,‬فهي تشــبه شــركة األشــخاص من أن عــدد الشــركاء فيهــا قليــل ال يجــوز أن يفــوق عن‬
‫عشرين شريك ‪ ,‬و أنه ال يجوز تأسيسـها عن طريـق االكتتـاب العـام ‪ ,‬و أنـه ال يجـوز لهـا سـندات قابلـة‬
‫للتداول ‪ ,‬و هي شركة األموال خاصة فيها يتعلق بتحديد مسؤولية الشركاء و انتقال حصة كل شــريك إلى‬
‫ورثته و فيها يتعلق بتأسيس الشركة و تجاورها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها‪:‬‬

‫نصت المادة الثالثة الفقرة الثالثة من القانون التجــاري أن وكالــة و مكــاتب األعمــال تعتــبر تجاريــة‬
‫بحسب الشكل بصرف النضر عن طبيعة النشاط التي تقوم به تجاريا أو مدنيا‪ ,‬و يقصد بتلــك الوكــاالت و‬
‫مكاتب األعمال التي يقوم فيها األشخاص بأداء شؤون الغير مقابل أجر يحدد بمبلغ ثابت يتم االتفاق عليــه‬
‫مسبقا أو يحدد بنسبة مئوية من قيمة الصفقة التي تتوسط الوكــاالت و المكــاتب إلبرامهــا و مثالهــا مكــاتب‬
‫التخديم ‪ ,‬وكالة األنباء اإلعالن و مكاتب السياحة و الوساطة في الزواج‪...‬الخ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الوكيل‪:‬‬
‫من الصعب تعريف الوكيل األعمال بصورة دقيقة ألن األمــر يتعلــق مبــدئيا بالشــخص الــذي يســير‬
‫أعمال اآلخرين بمقابل ‪ .‬ويجوز تعريفه بالشخص الذي يتكلــف على وجــه االحــتراف بمصــالح الخــواص‬
‫وفاءا و استفاءا و تسييرا و بمقابل كما يتمثل خطا الوكيل بشخص يقوم بدور الوســيط التجــاري باعتبــاره‬
‫وكيال مهنيا مستقال دون أن يكون مرتبطا بعقد العمل فيتعاقد باسم و لحساب التجار‬
‫الفرع الثاني‪:‬الغاية من تصنيف الوكاالت و مكاتب األعمال‪:‬‬
‫حماية الجمهور الذي يتعامل معها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إخضاعها لقواعد القانون التجاري و ال سيما من حيث االختصاص القضائي و اإلثبات و االلتزام‬ ‫‪‬‬
‫بالقيد في السجل التجاري و مسك الدفاتر التجارية و الخضوع لنظام اإلفالس‪.‬‬
‫تقوم هـذه الشـركات بخـدمات متنوعـة للجمهـور نظـير أجـر معين مثـال ذلـك تحصـيل الـديون ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تسجيل براءات االختراع ‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تتعلــق األعمــال الــتي تقــوم بهــا هــذه الوكــاالت و المكــاتب بتــداول الــثروات فليســت بطبيعتهــا‬ ‫‪‬‬
‫تجارية‪،‬فهي ال تخرج عن كونها بيعا أو تأجيرا للخبرة‪ ،‬مــع المالحظــة بــأن الصــفة التجاريــة في‬
‫القانون الجزائري تنصب على العمل الذي تقوم به وكاالت و مكاتب األعمـال‪ ،‬كمـا تنصــب على‬
‫الحرفة ذاتها ‪،‬و ال تعد مكاتب أصحاب المهن الحرة كاألطباء و المحامين من وكــاالت و مكــاتب‬
‫األعمال ألنها تعتبر أعمال مدنية‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية و العقود المتعلقة بالتجارة البحرية و الجوية ‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‪:‬‬

‫اعتبر المشرع الجزائري في نص المادة الثالثة الفقرة الرابعة من القانون التجاري الجزائري جميع‬
‫العمليات المتعلقة بالمحل التجاري من بيع و شراء و تأجير و رهن من األعمال التجاريــة بحســب الشــكل‬
‫بصرف النظر عن الشخصية القائمة بالعمل تاجرا أو غـير تـاجر‪.‬و المحـل التجـاري " هـو مجموعـة من‬
‫األموال المادية و المعنويـة مثـل البضـائع و االسـم التجـاري و الشـهرة التجاريـة و االتصـال بـالعمالء و‬
‫براءة االختراع‪...‬الخ ‪ ,‬أي عبارة عن وحدة مستقلة قانونــا يســتند إليهــا التــاجر بمباشــرة تجارتــه ‪1‬إلى أن‬
‫إطالق النص الجزائري باعتبار أن جميع األعمال المتعلقــة بالمحــل التجــاري أعمــاال تجاريــة ســيؤدي ال‬
‫مجال إلى اعتبار بيــع شــخص لمحــل تجــاري ال إليــه عن طريــق اإلرث أو الهبــة علي أنــه من األعمــال‬
‫التجارية و إن كان البـائع من غـير التجـار و اختالف الفقـه في هـذا المجـال حيث منهم من اعتـبر العمـل‬
‫تجاريا إذا كان المشتري غير تاجر في األصل و لكنه ينوي االشتغال بالتجارة و الحجة أن شــراء المحــل‬
‫يعتبر أدل حمل تجاري يقوم به الشخص في حين ذهب رأي آخر أن هذا العمل يعتبر مدنيا ألن المشــتري‬
‫لم يكتسب صفة التاجر بعــد غــير أن الفقــه اســتقر علي أن الــبيع أو الشــراء للمحــل التجــاري يعتــبر عمال‬
‫تجاريا بالتبعية إال في حالة ما يسبق العمل التجاري عمال مدنيا رغم أنه يتعلق بالمحل التجاري إذا تــوفي‬
‫التاجر ‪ ,‬و انتقل المحل التجاري للورثة و لم يكونوا تجارا و باعوا محل مورثهم التجاري فإن البيع يعتبر‬
‫مدنيا علي أساس أن ذلك العمل يعد تصفية لتركته ‪ 2‬أو شراء محل تجاري ليس الســتغالله و إنمــا لمنحــه‬
‫كهبة طبقا ألحكام القانون التجاري ‪ ,‬و يعتبر كل تصرف يتعلـق بـالمحالت التجاريـة عمال تجاريـا سـواء‬
‫كان ذلك بيعا أو شراء للمحل التجاري بكافة عناصره المادية أو المعنوية ‪ ,‬أو إيجــار أو رهن ‪ ,‬أو ســواء‬
‫نصب التصرف علي أخذ عناصر المحل المادية أو المعنوية ‪ ,‬و سواء كان البــائع أو المشــتري تــاجرا أو‬
‫غير تاجر‪.‬‬

‫‪- 1‬أنظر‪:‬د‪ -‬نادية فوضيل"القانون التجاري" ص ‪215‬‬


‫‪ 2‬األستاذة الدكتور فرحــة زراوي صــالح ‪ " :‬الكامــل في القــانون التجــاري الجزائــري" ‪ -‬ديــوان المطبوعــات الجامعيــة ‪- 1995-02‬رقم النشــر‬
‫‪04-02-4029‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬العقود المتعلقة بالتجارة البحرية و الجوية ‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة الثالثة الفقرة الخامسة تعتبر جميع العقود المتعلقة بالتجارة البحريــة و الجويــة من‬
‫األعمال التجارية بحسب الشكل‪ ,‬بصرف النظر عما إذا كان أطراف العقد من التجار أو من غير التجــار‪.‬‬
‫فالنص الجزائري جاء مطلقا‪ ،‬من حيث أنه يشـمل جميـع العقـود التجاريـة البحريـة و الجويـة على شـرط‬
‫توفر عنصر الشكل الذي أراده المشرع‪.‬‬
‫ووفقا لمفهوم هذا النص لكي يكتسب العمل الصفة التجارية من حيث الشكل يجب أن يتوافر فيه شرطان‪:‬‬
‫أن يكون العمل عقد من حيث الشكل و الموضوع‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يتعلق موضوع العقد بالتجارة البحرية أو الجويــة و أن يكــون الغــرض من التعاقــد االســتغالل‬ ‫‪-2‬‬
‫التجاري قصد المضاربة و تحقيق الربح ‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بشراء سفينة للنزهة مثال فال يعتــبر‬
‫عمال تجاريا بالنسبة للمشتري و هذا االنتفاء لعدم قصد تحقيق الربح ‪.‬‬

‫الـخـاتــمـة‪:‬‬

‫من خالل ما سبق شرحه عن األعمال التجارية بحسب الشكل و تقديمها لهــا بشــكل مفضــل ارتأينــا‬
‫أن ورودها في "نص المادة الثالثة "من القانون التجاري الجزائري كان علي سبيل الحصر و ليس المثــال‬
‫و هذا لعدم وجود معيار دقيق و صحيح يفرق لنا ما إذا كان العمل يكتسب الصفة التجارية أوال ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬
‫األستاذ الدكتور‪:‬فوزي محمد سامي"شرح القانون التجاري ‪-‬ج‪ - "2‬مكتبة النشـر و الثقافــة للنشـر‬ ‫‪-1‬‬
‫و التوزيع ‪ -‬بيروت‪ -‬رأس النبع‪.1997 -‬‬
‫األستاذة الدكتورة‪:‬نادية فوضيل"القانون التجاري(األعمــال التجاريــة‪-‬التــاجر‪-‬المحــل التجــاري)"‪-‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪.‬‬
‫األستاذ الدكتور‪:‬شادلي نور الدين"القانون التجاري" دار العلوم –الجزائر ‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫األستاذ الدكتور‪:‬علي بن غانم "الوجيز في القانون التجاري و قــانون األعمــال" ‪ -‬طبــع المؤسســة‬ ‫‪-4‬‬
‫الوطنية للفنون الطبيعية وحدة الرغاية الجزائر‪.2005‬‬
‫أستاذ الدكتور‪:‬فوزي محمد سامي"شرح القانون التجاري ‪-‬ج‪ - "2‬مكتبة النشر و الثقافة للنشر‬ ‫‪-5‬‬
‫و التوزيع ‪ -‬بيروت‪ -‬رأس النبع‪.1997-‬‬
‫نظر المادة ‪592‬من القانون التجاري الجزائري‬ ‫‪-6‬‬
‫أنظر المادة ‪ 590‬من القانون التجاري الجزائري‬ ‫‪-7‬‬
‫أنظر المادة ‪ 544‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫األستاذ الدكتور‪ :‬عمار عمورة "الوجــيز في شــرح القــانون التجــاري الجزائــري"‪ ،‬دار المعرفــة‪-‬‬ ‫‪-9‬‬
‫الجزائــر‪.‬‬
‫األستاذة الدكتور فرحــة زراوي صــالح ‪ " :‬الكامــل في القـانون التجــاري الجزائــري" ‪ -‬ديــوان‬ ‫‪-10‬‬
‫المطبوعات الجامعية ‪- 1995-02‬رقم النشر ‪-02-4029‬‬

‫‪15‬‬

You might also like