Professional Documents
Culture Documents
العرض الثاني تنفذ الوكالة التجارية
العرض الثاني تنفذ الوكالة التجارية
2022/2023
مقــدمة
شهد العالم تغيرات متسارعة ومتالحقة في كل الميادين خاصة في الميدان التكنولوجي و المعلوماتي ،
حيث ساهم ذلك في تالشي كل الحواجز الجغرافية ،فتقاربت بذلك األسواق في مختلف دول العالم.ونتيجة
لهذا التطور الذي ساهم في إخراج النشاط التجاري من شكله البدائي والتوسيع من دائرة التعامل فيه ،الذي
تعدى حدود الدولة الواحدة ،ورغبة من التاجر في مواكبة التطور الحاصل استمد قوته في مواجهة ذلك من
األشخاص المحيطة به ،إذ ال يستطيع االعتماد على نفسه لإللمام بكامل نشاطاته ،خاصة أمام كثرة
1
المعامالت والمتطلبات التجارية.
ونظرا لتزايد النشاط التجاري ،واتساع مجال الخدمات التي يتضمنها هذا الميدان بات من الصعب أن
يتعامل التجار مباشرة مع غيرهم من التجار أو المستهلكين ،حيث أصبح من الضروري أن يمر التعامل بين
التجار عبر سلسلة من المعامالت 2.ومن هنا ظهرت صور عديدة ومتنوعة من العقود ،والتي تدخل ضمن
أعمال الوساطة التجارية المرتبطة بقطاع الخدمات التجارية على وجه الخصوص ،والتي تؤدي إلى
ممارستها بشكل اعتيادي أو احترافي إلى إضفاء صفة التاجر على ممارستها 3.ومن أهم هذه العقود نجد
الوكالة التجارية.
فالوكالة عموما كما عرفها قانون االلتزامات والعقود في الفصل 879والذي جاء فيه بأنها عقد بمقتضاه
يكلف شخص شخصا آخر بإجراء عمل مشروع لحسابه ،ويسوغ إعطاء الوكالة أيضا لمصلحة الموكل
4
والوكيل ،أو لمصلحة الموكل والغير ،بل ولمصلحة الغير وحده.
ففي إطار تعريف عقد الوكالة التجارية نجد أن المادة 393من مدونة التجارة نصت على مفهوم
لهذا العقد والتي جاء فيها بأن " :الوكالة التجارية عقد يلتزم بمقتضاه شخص ودون أن يكون مرتبطا بعقد
عمل ،بالتفاوض أو بالتعاقد بصفة معتادة ،بشأن عمليات تهم أشرية أو بيعات ،وبصفة عامة جميع العمليات
التجارية باسم ولحساب تاجر او منتج أو ممثل تجاري أخر يلتزم من جهته بأدائه أجرة عن ذلك" . 5
إن هذا التعريف يحيلنا إلى المادة األولى من القانون الفرنسي المنظم الوكالء التجاريين الصادر في
25يونيو .1991والتي تعرف الوكيل التجاري ،حيث جاء فيها بأن «الوكيل التجاري هو الذي يتعامل
بصفة مهنية معتادة ومستقلة ،ودون أن يكون مرتبطا بعقد تأجير الخدمات ،ويبرم عمليات الشراء والبيع
6
والتأجير ،وتقديم الخدمات باسم ولحساب المنتجين والصناع والتجار «.
1عكاك حكيمة .بلعيد صارة .عقد الوكالة التجارية .مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق .جامعة عبد الرحمن ميرة .السنة الجامعية .2013-2012الصفحة .1
2منير قزمان ،الوكالة التجارية في ضوء الفقه والقضاء .دون طبعة .دار الفكر الجامعي .االسكندرية بمصر ،.سنة 2005الصفحة .5
3تنص المادة 6من الفقرة 9من القانون رقم 15.95المتعلق بمدونة التجارة على أنه " ....تكتسب صفة تاجر بالممارسة االعتيادية أو االحترافية لألنشطة التالية9..... :
السمسرة والوكالة بالعمولة وغيرها من أعمال الوساطة .»...
4الفصل 879من قانون االلتزامات والعقود الصادر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 1331الموافق ل 12أغسطس 1913
5المادة 393من القانون رقم 15.95المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.96.83صادر في 15ربيع األول 1417الموافق ل فاتح أغسطس
1996
6كوثر شوقي .الطبيعة القانونية لعقد الوكالة التجارية في التشريع المغربي .رسالة لنيل دبلوم الماستر .كلية الحقوق بأكادير .ص5 .
1
كما عرفها القانون المصري في المادة في المادة ،699كما يلي " :الوكالة عقد بمقتضاه يلتزم الوكيل
بأن يقوم بعمل قانون لحساب الموكل .كما عرفها القانون اللبناني في المادة 769بأن« :الوكالة عقد بمقتضاه
يفوض الموكل إلى الوكيل بقضية أو عدة قضايا أو بإتمام عمل أو فعل ،أو جملة أعمال أو أفعال ويشترط
قبوال لوكيل ،ويجوز أن يكون قبول الوكالة ضمنا وأن يستفاد من قيام الموكل به.
عرف المشرع الجزائري هو اآلخر الوكالة التجارية في المادة 34في الفقرة األولى من القانون
التجاري بقوله« :يعتبر عقد الوكالة التجارية اتفاقية يلتزم بواسطتها الشخص عادة بإعداد أو إبرام البيوع
أو الشراءات وبوجه عام جميع العمليات التجارية باسم ولحساب تاجر ،والقيام عند االقتضاء بعمليات
7
التجارية لحسابه الخاص ولكن دون أن يكون مرتبطا بعقد إجارة الخدمات «.
نخلص من خالل التعريفات السابقة ،أن أغلب التشريعات ركزت على تعريف الوكيل التجاري أكثر
من تركيزها على تعريف الوكالة التجارية ،وال عجب في ذلك فعقد الوكالة التجارية ال ينظر إليه إال من
خالل الوكيل وحرفته ،فإذا لم يحترف الوكيل التجاري أيا من أعمال الوكالة التجارية فال وجود لها .غير
أن هذا ال يعني أن الوكيل هو مصدر الوكالة التجارية ،بل على العكس من ذلك ،فأساس الوكالة هو العقد
والوكيل ليس إال وسيلة لتنفيذها ،إال أن أهمية وخصوصية دوره في الوكالة التجارية هو ما ساهم في إبرازه
8
في تلك التعريفات.
كما درج الفقه في فرنسا على اعتبار الوكالة التجارية «عقد بمقتضاه يمثل الوكيل التجاري موكله
حيث يبرم عقودا تلزم الموكل الذي يصبح هو المدين للشخص الذي تعاقد معه الوكيل «.
أما في الفقه العربي ،فقد عرف األستاذ أحمد محرز عقد الوكالة التجارية بأنها " عقد يلتزم بمقتضاه
شخص يعمل على وجه االستقالل .باإلعداد والتمهيد أو إبرام الصفقات لحساب تاجر معين خالل مدة معينة
9
أو غير معينة ،وذلك بمقابل يحدده المتعاقدين «.
وعرفها كذلك األستاذ إلياس ناصف بقوله " :هي عبارة عن طريقة يلجأ إليها التاجر مستعينا لمستخدمين
لديه يرتبطون به ويخضعون لتعليماته من أجل تنفيذ بعض األعمال التجارية المحددة بالعقد ،أو التي تقضي
10
بها األعراف التجارية.
وعرفها األستاذ عبد الرحمن بلعكيد بقوله إن الوكالة التجارية وكالة في القيام بالعمليات التجارية بالممارسة
11
اإلعتيادية مع الغير لحساب تاجر أو منتج أو ممثل تجاري مقابل أجر.
ظهر مصطلح عقد الوكالة التجارية في أواخر القرن الثامن عشر وتطور بشكل سريع خالل القرن
العشرين كنتيجة للتوسع الكبير في مجال المعامالت التجارية .إال أن البوادر األولى لظهور عقد الوكالة
التجارية تعود للحضارة البابلية فأفرادها هم الذين سكنوا بالد العراق في فترة قبل الميالد واحترفوا التجارة.
:7انظر المادة 1/34من القانون التجاري الجزائري األمر رقم 59_75المؤرخ في 20رمضان 1395الموافق ل 26سبتمبر 1975الذي يتضمن القانون التجاري،
المعدل والمتمم
8أم كلثوم بوغابة .عقد الوكالة التجارية .أطروحة لنيل شهادة الدكتورة .تخصص قانون األعمال .السنة الجامعية .2022-2021:ص.28-27 :
9أحمد محرز .القانون التجاري الجزائري (العقود التجارية) .الجزء ( .4دون طبعة) .دار النهضة العربية للطباعة والنشر .بيروت لبنان .1981 .ص.175 :
10إلياس ناصف .الكامل في القانون التجارة .الجزء األول .الطبعة األولى .مكتبة الفكر الجامعي .بيروت .1981 .ص.306 :
11عبد الرحمن بلعكيد .الوكالة (األحكام .اآلثار .االنقضاء .النماذج) ،الجزء .1الطبعة األولى .مطبعة الجديدة .الدار البيضاء .سنة .2014الصفحة .378
2
إذ تشير الكتب إلى أنهم خلفوا للبشرية أهم وثيقة تاريخية عنيت بتنظيم التجارة أال وهي شريعة حمورابي
12
المؤلفة من 282مادة من بينها 44مادة خاصة بتنظيم التجارة فقط.
غير أنه تعتبر الوكالة التجارية من أحدث أنواع العقود التي تم تنظيمها مؤخرا ،حيث أنها لم تكن منظمة
في القانون القديم لسنة 1913الملغى ،وقد نظم المشرع الفرنسي عقد الوكالة التجارية بموجب القانون 25
يونيو 1991وأدمجها في مدونة التجارة الفرنسية .أما في المغرب لم تكن الوكالة التجارية منظمة بأي نص
قانوني خاص قبل صدور مدونة التجارة لسنة ،1996التي خصصت أحكام القسم الثاني من كتابها الرابع
لتنظيم هذا النوع من العقود التجارية .مع العلم أن هذه المقتضيات مستقاة في أغلبها القانون الفرنسي المتعلق
بالوكالء التجاري السالف الذكر. 13
وعلى هذا األساس فإن موضوع الوكالة التجارية يكتسي أهمية بالغة سواء من الناحية النظرية أومن
الناحية العملية ،فمن الناحية النظرية تكمن أهميتها في أن التعامل بها شائع بين الناس في تصرفات كثيرة
من قبيل البيع ،الشراء ،واإلجارة ،قضاء الديون وغيرها ،وانتشاره الواسع ليس فقط على المستوى الداخلي
بل أيضا على الصعيد الدولي ،فهذا العقد أصبح من سمات الحياة العصرية وما تتطلبه البيئة التجارية من
سرعة في اإلنجاز وثقة متبادلة بين مختلف األطراف.
وكذلك أهمية عملية تتمثل في القواعد واألفكار األصلية التي تنبني عليها الوكالة التجارية وقوانين وضعية
اعترفت بالوكالة ونظمت شؤونها وبينت أحكامها.
وبناء على كل ما سبق ذكره يمكن صياغة إشكالية للموضوع على الشكل التالي:
ماهو اإلطار القانوني الذي يحكم تنفيذ عقد الوكالة التجارية؟
وانطالقا من هذه اإلشكالية يمكن طرح مجموعة من التساؤالت وهي:
كيف استطاع المشرع المغربي تنظيم تنفيذ عقد الوكالة التجارية؟
ماهي االلتزامات الملقاة على عاتق أطراف عقد الوكالة التجارية؟
ما هي أسباب انقضاء عقد الوكالة التجارية؟
ولإلجابة على هذه اإلشكالية والتساؤالت التي تتعلق بها ،تم اعتماد كل من المنهجي التحليلي لتحليل
مجموعة من الفصول ومواد مدونة التجارة وقانون االلتزامات والعقود المغربيين المتعلقة بعقد الوكالة
التجارية ،كذلك المنهج المقارن من خالل استحضار مدونة التجارة الفرنسية والقانون التجاري الجزائري
فيما يتعلق بعقد الوكالة.
وعلى هذا األساس يمكن تقسيم الموضوع على الشكل التالي:
المبحث األول :اآلثار المترتبة على عقد الوكالة التجارية
المبحث الثاني :انقضاء عقد الوكالة التجارية
12عباس العبودي .شريعة حمورابي .دراسة مقارنة مع التشريعات القديمة والحديثة .الطبعة األولى .عمان .سنة .2001ص.141-140 :
13كوثار شوقي .مرجع سابق .ص2 :
3
المبحث األول :اآلثار المترتبة على عقد الوكالة
إن مدونة التجارة لم تخالف مقتضيات القانون المدني المتعلقة بالتزامات األطراف لكنها أخذت
بعين االعتبار خصوصيات عقد الوكالة التجارية الذي يهدف قبل كل شيء إلى تحقيق المصلحة
المشتركة لطرفي العقد ،وبالتالي فعقد الوكالة كغيره من العقود ينتج عنه مجموعة من االلتزامات
منها ما يتحملها المتعاقدين فيما بينهما (المطلب األول) ومنها ما يتحملها األطراف اتجاه الغير
(المطلب الثاني).
المطلب األول :التزامــات المتعاقديــن
إن دراسة االلتزامات الناشئة عن عقد الوكالة تتطلب الوقوف بشكل انفرادي على التزامات كل
من الوكيل اتجاه الموكل (الفقرة األولى) وكذا التزامات الموكل اتجاه الوكيل (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :التزامات الوكيل في عقد الوكالة
تتمثل هذه االلتزامات وفقا للمقتضيات القانونية في االلتزام بتنفيذ المهمة الكلف بها ،وااللتزام
بتقديم الحساب ،ثم االلتزام بقواعد الصدق واالعالم وعدم المنافسة.
__1االلتزام بتنفيذ المهمة الموكلة اليه :أزمت المادة 395في فقرتها الثالثة من مدونة التجارة
المغربية الموكل من تمكين الوكيل التجاري بسبل انجاز مهمته التي يجب عليه القيام بها كرجل
حرفة كفء.14
كما نصت المادة 903من قانون االلتزامات والعقود على ما يلي "على الوكيل أن يبذل في أداء
المهمة التي كلف بها عناية الرجل المتبصر حي الضمير ،وهو مسؤول عن الضرر الذي يلحق
الموكل نتيجة انتفاء هذه العناية ،كما إذا لم ينفذ اختيارا مقتضى الوكالة أو التعليمات التي تلقاها،
او اذا لم يتخذ ما يقتضيه العرف في المعامالت ،وإذا توافرت للوكيل أسباب خطيرة تدفعه الى
مخالفة التعليمات التي تلقاها او الى مخافة ما جرى عليه العرف ،وجب عليه ان يبادر بإخطار
الموكل بها في اقرب فرصة ،وعليه ان ينتظر تعليماته ،ما لم يكن في االنتظار خطر".
-إذن يمكن القول ان التزام الوكيل هو التزام ببذل عناية أوالً ،ومطلوب منه العمل باليقظة والدقة
مراعاة لمصالح موكله ،والقيام بالمهمة كرجل حرفة كفء.
:14وهو ما نصت عليه مدونة التجارة الفرنسية في المادة 134_4بما يلي>..L'agent commercial doit exécuter sont mondat et bon professionnel :
4
-وإذا كان األصل هو التزام الوكيل التجاري ببذل عناية الرجل المعتاد المتبصر ،فإن هذا ال
يمنع من أن يكون التزامه التزاما بتحقيق نتيجة ،إذا تضمن االتفاق ذلك ،او إذا كان محل الوكالة
15
يتضمن بحسب طبيعته التزاما بتحقيق غاية ،كما هو الحال في عقد البيع مثال.
-وقد يحث أن يقوم الوكيل بتصرفات خارجة عن حدود الوكالة في حالة االضطرار دون ان
تسمح له الظروف باالتصال بالموكل وطلب االذن للقيام بذلك ،إال ان الفصل 907من قانون
االلتزامات والعقود ألزم الوكيل بمجرد انهاء مهمته المبادرة بإخطار الموكل بها ،مع إضافة كل
التفاصيل الالزمة التي تمكن الموكل من ان يتبين على نحو مضبوط الطريفة التي أنجز بها
الوكيل تلك المهمة.
وفي حالة تلقي الموكل االخطار ،ثم تأخر في الرد أكثر ما تقتضيه طبيعة القضية او العرف،
اعتبر انه اقر ما فعله الوكيل ،ولو كان هذا قد تجاوز حدود وكالته.
-كما يسأل الوكيل أيضا عن التدليس الصادر عنه وعن األخطاء التي يرتكبها في تنفيذ الوكالة،
فالوكيل يسأل ليس باعتباره نائبا فقط ،بل باعتباره محترفا أيضا ،وبالتالي فان مسؤوليته تكون
مشددة16،وال يسال الوكيل عن عدم تنفيذ الوكالة التي كلف بها أذا كان ذلك يرجع لسبب ال يد
17
له فيه
-وفي حالة تعيين عدة وكالء بعقد واحد ومن أجل نفس القضية ال يجوز لهؤالء أن يعملوا بشكل
انفرادي ،مالم يكونوا مأذونين صراحة في ذلك ،فال يسوغ الي منهم أن يجري أي عمل في
غياب االخر حتى لو استحال على هذا األخير االشتراك معه في اجرائه ،18وإذا كانت هذه
القاعدة هي األصل ،فإن نص الفقرة الثانية من الفصل 898من قانون االلتزامات والعقود نجدها
تحد من هذه القاعدة في الحاالت التالية:
-في الوكالة القائمة بين التجار ألعمال التجارة.
والسبب في ذلك يرجع الى طبيعة االعمال التجارية التي تتطلب السرعة في اإلنجاز.
-تعيين عدة وكالء ،وفي عقود متفرقة وهذا ما أشار اليه الفصل 899من قانون االلتزامات
والعقود" إذا عين عدة وكالء بعقود متفرقة من اجل نفس القضية ،كان الي منهم أن ينفرد بالعمل
في غياب االخرين".
إذا كان ظاهريا يجوز للوكيل في حالة تعيينه بعقد مستقل ان ينفرد بالعمل ،إال انه على المستوى
العملي ال يمكن القيام بمهمته بشكل انفرادي اال في حالة غياب االخرين.
:15خالد بنيس؛ عقد الوكالة؛ شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع طبعة 1997/1998ص 34
: 16لموقع االلكتروني https://www.droitentreprise.comتم االطالع عليه بتاريخ 2023/3/1على الساعة 10:00
:17بوعبيد عباسي؛ العقود التجارية دراسة تحليلية وفق القانون المغربي والمقارن معززة بأهم االحكام والقرارات القضائية الصادرة في الموضوع؛
: 18انظر الفقرة الثانية من الفصل 898من ظهير االلتزامات والعقود ،ظهير شريف صادر في 9رمضان 1331الموافق ل 12أغسطس 1913بمثابة قانون االلتزامات
والعقود:
5
-ال يمكن للوكيل ان يوكل تحت يده شخصا اخر في تنفيذ الوكالة ما لم يحصل على اذن بذلك
حسب الفصل 900من قانون االلتزامات والعقود ،19غير ان الوكيل العام ذات الصالحية
التامة يعتبر مأذونا في أن يوكل تحت يده كليا أو جزئيا .فاألصل في القانون المغربي أن يقوم
الوكيل بتنفيذ االلتزام الملقى على عاتقه بنفسه وال يجوز له أن يوكل شخصا اخر ليقوم بذلك
نيابة عنه اال في حالتين:
الحالة األولى :أن تفتح هذه االمكانية للوكيل من طرف الموكل بشكل صريح.
الحالة الثانية :أن تستخلص هذه الصالحية من طبيعة القضية او من ظروف الحال ،خاصة إذا
كانت الوكالة ال تقوم على االعتبار الشخصي.20
_ _2االلتزام بتقديم الحساب :يلتزم الوكيل التجاري بمقتضى نص المادة 908من قانون
االلتزامات والعقود المغربي والتي يقابلها نص المادة 1993من المدونة المدنية الفرنسية 21بأن
يقدم لموكله حسابا عن أداء مهمته ،وأن يقد له حسابا تفصيليا عن كل ما أنفقه وما قبضه مؤيدا
باألدلة التي يقضيها العرف أو طبيعة التعامل وأن يؤدي له ما تسلمه نتيجة الوكالة أو بمناسبتها".
فالوكيل التجاري ملزم بتقديم بيانات حول العمليات الحسابية التي أجراها ،سواء خالل القيام
بالتصرفات القانونية محل الوكالة أو بعد تنفيذها ،ويجب أن يكون هذا الحساب شامال ومفصال
ومرفقا بالوثائق الالزمة لتدعيمه ،حتى يمكن للموكل التأكد من صحة المحاسبة .22وبالتالي من
أجل اكتمال مهمة الوكيل ،وارتباطا مع مقاولة الموكل فالوكيل ملزم باإلعالم حول العمليات
التي يبرمها-الطلبات التي قدمت له-البيوع التي قام بها -كما يسجل أيضا في الحساب النفقات
التي يستحق استرجاعها كالمصروفات التي دفعها الوكيل في السفر ومبلغ الضرائب والرسوم
القضائية ..... .إلخ ،وهذا كله من أجل أن يتمكن الموكل من التأكد من صحة المحاسبة ومن
أجل توقعات أكثر دقة بالنسبة للمقاولة.
__3االلتزام بقواعد الصدق واالعالم وعدم المنافسة:تنص المادة 395من م ت في فقرتها
الثانية “…يلتزم أطراف بصفة متبادلة بمراعاة قواعد الصدق واإلعالم”…انطالقا من المادة
أعاله نخلص على ضرورة توافر الشفافية والثقة بين الوكيل والموكل ،وبحيث ال يمكن للوكيل
التجاري أن يكون هو المشتري إذا كان مكلفا بالبيع ،أي يجب أال يتعاقد مع نفسه ،ففي هذه
الحالة ستتعارض المصالح بين الوكيل والموكل ،وبالتالي خرق الفقرة األولى من المادة 395
:19ينص الفصل 900من قانون االلتزامات والعقود على انه " ال يسوغ للوكيل أن يوكل تحت يده شخصا آخر في تنفيذ الوكالة مالم يمنح الصالحية في ذلك صراحة أو
ما لم يستخلص هذه الصراحة من طبيعة القضية أو من ظروف الحال .غير أن الوكيل العام ذا الصالحية التامة يعتبر مأذونا في أن يوكل تحت يده كليا أو جزئيا".
:20خالد بنيس؛ مرجع سابق؛ ص 43
21
>:l'article 1993 du code français que < Tout mandataire est tenu de rendre compte de sa gestion
:22خالد بنيس؛ مرجع سابق؛ ص 45
6
من م ت “يبرم الوكالة التجارية لتحقيق الغاية المشتركة لألطراف…” وبذلك يمنع عل الوكيل
23
التعاقد مع نفسه ألنه يشكل خرقا لمبدأ اإلخالص للموكل.
إال أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو-ما نوع المعلومات التي يجب على الوكيل أن يعلم
الموكل بها؟
يجب على الوكيل أن يعلم الموكل بجميع المعلومات الضرورية المتعلقة بتنفيذ العقد وهي
معلومات غير محددة حسب تعبير الفقرة الثانية من المادة 395السابقة اإلشارة إليها.
وبالتالي لضمان السير الجيد لألعمال ،ومن أجل أن يتمكن الموكل من التوقع بشكل جيد
لمقاولته ،يجب على الوكيل أن يكون على دراية تامة حول وضع السوق ومتطلبات الزبناء.
والمعلومات التي يجب على الوكيل أن يعلم بها الموكل يمكن أن يتم التنصيص عليها في العقد،
وبصفة عامة تتعلق بمدى:
(الجدية التي يبذلها الوكيل -نتائج هذه الجدية -حالة السوق وتوقعاته -معلومات حول الزبناء -ما
يتعلق بدعاوى المنافسة غير المشروعة)
أما فيما يخص قاعدة عدم المنافسة؛ فمنافسة للوكيل لموكله يعتبر عمال غير الئق ،الن ممارسة
مثل هذا النوع من التصرف يحمل نوعا من الخيانة وعدم االمتثال لقواعد الصدق التي تنص
عليها المادة 395من مدونة التجارة.
والممارسة التي يمكن أن تمارس ضد الموكل قد تتخذ شكلين:
_المنافسة التي تتم أثناء سريان عقد الوكالة التجارية؛
_المنافسة التي تتم بعد انتهاء عقد الوكالة التجارية؛
بالنسبة للنوع األول بينت حكمه المادة 393في فقرتها الثانية من مدونة التجارة كالتالي ":يمكن
للوكيل التجاري أن يمثل عدة موكلين دون أن يلزم بموافقة أي منهم غير انه ال يجوز أن يمثل
عدة مقاوالت منافسة" ،هذه المادة تؤسس لقاعدة مفادها عدم إمكانية تمثيل عدة مقاوالت متنافسة
فيما بينها ،ويمكن إرجاع هذا االلتزام الى مبدأ حسن النية والصدق التي يجب ان يسود تنفيذ هذا
24
العقد
بالنسبة للنوع الثاني من المنافسة ،فقد بين حكمه نص المادة 403من مدونة التجارة ،التي نصت
على ما يلي" يمكن أن يفرض العقد على الوكيل التجاري عدم االلتزام بعدم المنافسة بعد انتهائه،
:23مقال تحت عنوان؛ عرض حول الوكالة التجارية في ضوء القانون والفقه والقضاء؛ الموقع االلكتروني https://www.droitentreprise.comتم االطالع عليه
بتاريخ 2023/2/2على الساعة 12:00
:24في هذا اإلطار صدر قرار عن محكمة النقض الفرنسية بالغرفة التجارية تضمن ما يلي:
"C'est donc une faute grave de la part de l'agent de représenter une entreprise concurrente de celle de l'un de ses mondant
Cas.Com:21 juin 1967, Bulle.civ 3 N° : 59. Cité par Jean marie leloupe.op. Cite 10
7
يجب ان يتعلق هذا الشرط بمنطقة جغرافية أو مجموعة من األشخاص المعنيين وكذا نوع
األموال والخدمات التي يقوم بتمثيلها تبعا للعقد ،ال يصح هذا الشرط سوى لمدة أقصاها سنتان
من تاريخ انهاء العقد ،رغم وجود أي شرط مخالف" .فهذه المادة تؤسس لقاعدة مكملة مفادها
إمكانية ادراج شرط في العقد يفرض على الوكيل التجاري عدم منافسة موكله بعد انتهاء عقد
الوكالة التجارية ،إال انه في حالة ادراج مثل هذا الشرط تطلب المشرع تبيان نطاق هذا الشرط
من حيث الزمان والمكان واألشخاص واألموال والخدمات التي يقوم الوكيل بتمثيلها تبعا لالتفاق
25
المدرج في هذا العقد.
عموما يمكن القول إن المشرع التجاري يستلزم ضرورة تحديد نطاق شرط عدم المنافسة من
حيث الزمان والمكان معا والنشاط الذي يمنع على الوكيل التجاري مزاولته ،هذا النطاق الذي
يجب ان يحدد بشكل دقيق حتى ال نصبح امام وضع شاذ ،مفاده حرمان الوكيل التجاري من
ممارسة أي نشاط تجاري بشكل مطلق وغير محدد مادام ان المادة 403من مدونة التجارة
تحدد ذلك بشكل دقيق.
__4الوكيل التجاري وشرط الضمان :الوكيل التجاري غالبا ما يكلف إما بعملية التفاوض أو
التعاقد عن طريق إبرام العقود التي يرغب فيها الموكل هذا كله دون أن يكون ملزما بان ينجز
العملية بشكل جيد ،كما إذا تقاعس الغير المشتري عن دفع ديونه أو إذا سلم الغير البائع البضائع
معيبة بعيوب خفية ،فإن الوكيل التجاري غير ملزم بشيء مادام أنه يقوم بجميع العمليات باسم
ولحساب موكله.
ولهذا جرت الممارسة على تضمين عقد الوكالة التجارية شرط الضمان وفي هذا اإلطار يقول
أحد الباحثين الوكيل التجاري يضمن تنفيذ العمليات التي قام بها لحساب موكله ،إنه ملزم بان
26
يؤدي لهذا االخير ثمن الخدمات والمنتجات المسلمة له من أجل ترويجها
ويعرف الفقيهان RoblotوRipert 27شرط الضمان بأنه «دالك الشرط الذي بمقتضاه يضمن
الوكيل التجاري للموكل تنفيذ الطرف اآلخر للعقد الذي ابرمه».
وورود هذا الشرط في عقد الوكالة التجارية معناه الزيادة في التزامات الوكيل والتشديد عليه
مما من شأنه أن يؤدي إلى الرفع من قيمة األجرة التي يستحقها ،لذلك يصبح الوكيل التجاري
ضمانا لتنفيذ الغير اللتزاماته
مثال إذا ما كلف الوكيل بإبرام عقد البيع فإنه يكون ضامنا للثمن المتفق عليه سواء دفعه المشتري
أم ال.
:28وهو المقتضى ذاته الذي نص عليه الفصل 134_5من مدونة التجارة الفرنسية.
:29انظر المادة 399من مدونة التجارة المغربية والمادة 6-134من مدونة التجارة الفرنسية
:30محمد المقريني ،العقود التجارية/عقد الوكالة ،مرجع سابق ،ص 138
9
ومن البديهي أنه من يمارس أي عمل من االعمال التجارية ال يمكن أن يلتزم بالقيام بأي تصرف
31
قانوني لفائدة الموكل التاجر دون أن يجني من وراء ذلك ربحا.
وبالمقابل ال يستحق الوكيل التجاري أية عمولة إذا ما استحقها الوكيل السابق عمال بالفقرة األولى
من المادة 400من مدونة التجارة ،إال إذا تبين من الظروف أنه من االنصاف توزيع العمولة
بين الوكيلين التجاريين معا.
وإذا كان القانون واضح في استحقاق الوكيل التجاري لعمولة نتيجة القيام بالعمليات المكلف بها
إال أن السؤال الذي يثور في هذا الصدد يتعلق بزمن استحقاق هذه العمولة والحاالت التي ال
يستحق فيها الوكيل أية عمولة؟
بالنسبة لزمن استحقاق هذه العمولة؛ تجيبنا المادة 401من مدونة التجارة المغربية كالتالي":
تستحق العمولة بمجرد تنفيذ العملية من طرف الموكل أو من التاريخ المفترض لتنفيذها تطبيقا
لالتفاق الحاصل مع الزبون أو أيضا بمجرد قيام الزبون من جهته بتنفيذ العملية .تؤدى العمولة
على األكثر في اليوم األخير من الشهر الموالي لألشهر الثالث التي استحقت فيها".
أما بالنسبة للحالة التي ال يستحق فيها الوكيل التجاري أية عمولة فتتمثل في عدم تنفيذ العقد
المبرم بين الزبون والموكل ودون أن يعزى ذلك لهذا األخير ،وهو ما نصت عليهالمادة 401
في فقرتها الثالثة من مدونة التجارة ":ال يمكن فقدان الحق في العمولة إال إذا ثبت أن العقد المبرم
بين الزبون والموكل سوف ال ينفذ دون أن يعزى لهذا األخير".
فيمكن مثال أن يفقد الوكيل التجاري الحق في العمولة عندما ال يؤدي الزبون ثمن المنتجات
المسلمة له من طرف الموكل ،أو كون هذا األخير منع من تنفيذ التزاماته لسبب خارد عن إرادته
(القوة القاهرة ،السبب األجنبي) ،وفي هذه الحالة وحسب الفصل 401في فقرته الرابعة من
مدونة التجارة حتى لو قبض الوكيل التجاري العمولة او جزء منها يجب إرجاعها للموكل لوجود
32
موانع الحصول على العمولة المتفق عليها.
_ _2االلتزام بتمكين الوكيل من سبل إنجاز مهمته :حسب نص المادة 395من مدونة التجارة
في فقرتها الثالثة؛ " يجب على الموكل ان يمكن الوكيل التجاري بسبل إنجاز مهمته التي يجب
عليه القيام بها كرجل حرفة كفء".33
وحتى يتسنى للوكيل التجاري القيام بالمهام المكلف بها ،يلزم تمكينه بسبل إنجاز مهمته حيث
يجب عليه أن يم َّكن بالوسائل الضرورية لممارسة نشاطه ،وأن يمكن أيضا من جميع المعلومات
الضرورية حول المنتجات أو الخدمات التي تعتبر محل عقد الوكالة التجارية وتلك المتعلقة
:31محمد بوطي ،التزامات الوكيل؛ رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ،كلية الحقوق جامعة محمد الخامس بالرباط ص 141
:32محمد المقريني؛ مرجع سابق ص 141
33
: l’article 134-4 aliméa 2 du code de commerce français prévoit que: < Le mandatant doit mettre l'agent commercial en mesure
>d'exécuter sons mondat.
10
بتنفيذ العقد وذلك بان يشعره في كل مرة يرى فيها بأن مردود العمليات التي يقوم بها قد انخفض
مقارنة مع المردود المنتظر تحقيقه من نفس العملية.34
ونود اإلشارة إلى انه من مصلحة الموكل أيضا أن يزود الوكيل التجاري بجميع المعلومات التي
بموجبها تيسير ارتباط الوكيل بالزبناء ويتعلق االمر بالمدة التي تستغرقها عملية الصنع وآجال
التسليم ،ثمن المنتجات .....إلخ .ومن اجل التنفيذ الحسن للعقد يستلزم ضرورة تزويد الوكيل
أيضا بعينات من المنتجات التي يرغب ترويجها وكذا معلومات حول الخدمات التي يقدمها ،هذا
كله سوف يساعد الوكيل التجاري عند القيام بعملية تنفيذ عقد الوكالة التجارية .35
_ _3االلتزام برد جميع المصروفات التي دفعها الوكيل:قد يعمل الوكيل على اقتناء ما يحتاج
إليه لتنفيذ الوكالة إما من مال موكله أو مما اضطر الى تسبيقه من ماله الخاص وهذا مع االخذ
بعين االعتبار حد الغرض الالزم للقيام بمهمته وفقا لما جرى به العرف والعادة في مثل التوكيل
بذات المهمة ودون االضرار بموكله ،36إال أنه اذا توفرت للوكيل أسباب خطيرة تدفعه الى
مخالفة التعليمات التي تلقاها أو الى مخالفة ما جرى عليه العرف ،وجب عليه أن يبادر بإخطار
الموكل بها في أقرب فرصة ،وعليه أن ينتظر تعليماته ما لم يكن في االنتظار خطر ،37وكل ما
اقتناه الوكيل من أشياء يحتاجها لتنفيذ الوكالة يجب الحفاظ عليها تحت طائلة المسائلة القانونية
وفقا لمقتضيات الفصل 909من قانون االلتزامات والعقود ،إذا كانت الوكالة بأجر ،فإن الوكيل
يسأل عن األشياء التي يتسلمها بمناسبة وكالته وفقا لما هو مذكور في الفصل 38807فكل هذه
الصوائر التي قد يخطر الوكيل لدفعها أو الخسائر التي تحملها تتطلب استرجاعها من طرف
الموكل.
إن المصروفات التي أنفقها الوكيل تجد مبررها للمطالبة بها من خالل الفصل 914من قانون
االلتزامات والعقود الذي ألزم الموكل- :أوال -أن يدفع ما اضطر الى تسبيقه من ماله الخاص
وإلى إنفاقه من المصروفات من أجل تنفيذ الوكالة في حدود ما كان الزما لهذا الغرض- .ثانيا-
تخليص الوكيل من االلتزامات التي اضطر إلى التعاقد عليها ،نتيجة تنفيذه لمهمته أو بمناسبة
ذلك.
34
:/ Naserdin El Hage,op,cit, p 716
_Riper et Roblot, op.cit., p 716
_ Axel de Theux, op, cit, p 95-96
:35محمد بوطي؛ مرجع سابق ص 50
:36على الوكيل وفقا للفصل 903من ق.ل.ع " أن يبذل في أدائه المهمة التي كلف بها عناية الرحل المتبصر حي الضمير وهو مسؤول عن الضرر الذي يلحق الموكل
نتيجة انتفاء هذه العناية إذا لم ينفذ اختيارا مقتضى الوكالة أو التعليمات التي تلقاها او إذا لم يتخذ ما يقتضيه العرف في المعامالت'....
:37انظر المادة 903في فقرتها الثانية من ق.ل.ع الصادر بتنفيذه ظهير شريف الصادر في 9رمضان 1331الموافق ل 12أغسطس 1913
:38وفقا للفصل 807من ق.ل.ع" يضمن المودع عند الهالك أو الضرر الناتج من أي سبب كان يمطن التحرر منه أو ال عندما يأخذ اجرا عن حفظ الوديعة ثانيا_ عندما
يستلم الودائع بحكم مهنته أو وظيفته"
11
وأخيرا تجدر اإلشارة إلى أن الموكل ملزم أيضا بتعويض الوكيل التجاري عن االضرار الناتجة
عن تنفيذ الوكالة ،وهذا ما يستخلص باعتماد مفهوم المخالفة لنص الفصل 914من قانون
االلتزامات والعقود المقابل لنص المادة 2000من القانون المدني الفرنسي.39
المطلب الثاني :آثار الوكالة بالنسبة للغير
إذا كان عقد الوكالة يرتب آثار متبادلة بين أطرافه كما تمت دراسته ،فإنه يرتب أيضا آثارا في
مواجهة الغير سواء فيما يتعلق بعالقة الوكيل بالغير (الفقرة األولى) ،أو عالقة الموكل بالغير
(الفقرة الثانية).
الفقرة األولـى :عالقـة الوكيــل بالغيـر
إن مهمة الوكيل التجاري تلزمه القيام بالعمليات التجارية المكلف بها ،وفي هذا الشأن يتعامل
الوكيل باسم الموكل ولحسابه ،الذي قد يكون تاجرا أو منتجا أو ممثال تجاريا آخر ،ففي هذه
الحالة يكون الوكيل التجاري نائبا عن موكله ،والنائب يتكلم باسم منوبة ويتفاوض ويلزم الغير
ويلتزم عنه ،ألن لسان الوكيل ناطق بلسان الموكل سواء في االلتزام او اإللزام ،40حيث تنصرف
إليه آثار كل التصرفات التي قام بها ،أي أن تصرفات الوكيل التي تكون باسم ولحساب الموكل
تنصرف مباشرة إلى ذمة األصيل التي سيصير دائنا أو مدينا بعد تنفيذ الوكالة ،وهذا ما يزكي
في حالة حدوث نزاع بين الوكيل والزبون إمكانية رفع هذا األخير لدعواه مباشرة على الموكل
حسب الفصل 921من قانون االلتزامات والعقود " الوكيل الذي يتعاقد بصفته وكيال وفي حدود
وكالته ال يتحمل شخصيا بأي التزام اتجاه من يتعاقد معهم ،وال يسوغ لهؤالء الرجوع إال على
الموكل" .وحسب مقتضيات الفصل 925من نفس القانون السابق الذكر فإن التصرفات التي
يجريها الوكيل على وجه صحيح باسم الموكل وفي حدود وكالته تنتج آثارها في حق الموكل
فيما له وعليه ،كما لو هو الذي أجراها بنفسه".
وأضاف الفصل 926من نفس القانون بأنه يلتزم الموكل مباشرة بتنفيذ التعهدات المعقودة
لحسابه من الوكيل في حدود وكالته .وهكذا فإن الوكيل ال يكون مسؤوال إن كان التصرف الذي
أبرمه مع الغير باسم الموكل باطال او قابال لإلبطال حتى ولو أصاب الغير ضررا من تنفيذ
الوكالة ،ما لم يثبت خطأ من جانبه.
فمثال يكون الموكلهو المسؤول إذا سلم شيكا بدون رصيد للوكيل التجاري الذي سلمه بدوره
للغير ،إال أنه يشترط أال يكون الوكيل التجاري عالما بذلك ،ألنه في حالة إثبات خطئه يكون
مسؤوال.41
: 39ويكون التعويض محل من طرف الموكل :إذا كان تنفيذ الوكالة هو السبب الذي أدى إلى حدوث الضرر أال يصدر خطأ من جانب الوكيل.
: 40عبد الرحمان بلعكيد؛ االحكام ،االثار ،االنقضاء ،النماذج ،مطبعة النجاح الجديدة ،الجزء الثاني ،الطبعة االولى ،سنة 2014ص 187-186
:41خالد بنيس ،مرجع سابق ص 59
12
الفقرة الثـــانية :عالقـة المـوكـل بالغيـر
هذه العالقة هي التي تتجسد فيها آثار الوكالة بصورة واضحة ،إذ أن آثار العقد تنسحب مباشرة
على هاذين الطرفين ،وأن الموكل يلتزم مباشرة اتجاه الغير المتعاقد مع الوكيل الذي تعاقد معه
وذلك وفق مقتضيات الفصل 925من قانون االلتزامات والعقود " التصرفات التي يجريها
الوكيل على وجه صحيح باسم الموكل وفي حدود وكالته تنتج آثارها في حق الموكل فيما له
وعليه ،كما لو كان هو الذي أجراها بنفسه" .فالموكل يلتزم بتنفيذ ما التزم به الوكيل تجاه الغير
الذي تعاقد معه إال ان هذا ال يتحقق إال إذا توافرت الشروط التالية:
_أن يتصرف الوكيل باسم الموكل :وهو ما نص عليه الفصل 925من قانون االلتزامات والعقود
" التصرفات التي يجريها الوكيل على وجه صحيح باسم الموكل ".....وأكده قرار صادر بتاريخ
32/6/1925عن محكمة االستئناف بالرباط والذي جاء فيه {إن الوسيط الذي يبيع للغير
بضاعة مثلية معهود إليه بيعها من طرف موكله ،فيعقد الصفقة باسمه الشخصي ويضيفها
لنفسه ،ال يحدث أي رابطة حقوقية بين المشتري والموكل.}42
_أن يتصرف الوكيل في حدود وكالته :حسب مقتضيات الفصل 926من قانون االلتزامات
والعقود بانه " يلتزم الموكل مباشرة بتنفيذ التعهدات المعقودة لحسابه من الوكيل في حدود
وكالته" .ففي قرار صادر عن المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) بتاريخ 25/2/1985
اعتبر بأن سحب االجير لمبلغ مالي مقابل عمولته تعسف في استعمال الوكالة .بالتالي يجب
43
على الوكيل القيام بكل ما تقتضيه مصلحة الموكل.
_ان يجري الوكيل التصرفات على وجه صحيح :بالرجوع إلى الفصل 927من القانون السابق
الذكر فإنه ال يلزم الموكل بما يجريه الوكيل خارج حدود وكالته أو متجاوزا إياها ،إال في
الحاالت التالية - :إذا أقره ولو داللة -إذا استفاد منه -إذا أبرم الوكيل التصرف بشروط أفضل
44
مما تضمنته تعليمات الموكل.
يُعد عقد الوكالة التجارية صورة من صورعقد الوكالة المدنية حيت يخضع في كيفيات إنعقاده وإنتهائه
إلى القواعد العامة المتعلقة بعقد الوكالة المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود ،فيما عدا ما
45
تتضمنه مدونة التجارة من أحكام خاصة تنطبق على أحكام تنفيذ الوكالة التجارية
هذا وقد ينتهي عقد الوكالة التجارية لسبب غير منصوص عليه في العقود األخرى ،ويرجع ذلك إلى
خصوصية هذا العقد ،وبالتالي سنحاول من خالل هذا المبحث إبراز األسباب التي قد تؤدي إلى انتهاء عقد
الوكالة وذلك من خالل مطلبين ،األول سنتناول فيه األسباب اإلرادية النتهاء عقد الوكالة التجارية ،أما
المطلب الثاني فسوف نخصصه لألسباب الغير اإلرادية النتهاء عقد الوكالة التجارية.
الفقرة األولى :إنتهاء الوكالة بالتنفيذ وبوقوع الشرط الفاسخ الذي علقت عليه
تنتهي الوكالة بإنتهاء الغرض منها وذالك بأن يتم الوكيل التصرف الذي وكل فيه دون
زيادة أو نقصان (أوالا) كما قد تنتهي الوكالة التجارية بوقوع شرط فاسخ علقة عليه إما
بمبادرة من الوكيل أو الموكل (ثانيا).
أوالا :انتهاء الوكالة بالتنفيذ:
يمكن للوكالة أن تنتهي بإنتهاء الغرض منها بحيت يمكن للوكيل حق التصرف الذي وكل
فيه دون أن يزيد على التصرف او ينقص فيه،فقد يكون محل الوكالة هو شراء شيئ ما مع
إمتداد الوكالة إلى حين تسليم الشيئ المبيع للموكل أورقد يكون محل الوكالة تصريف منتجات
للزبناء الدين سبق أن طالبو بالمنتوج أو البحت عن زبناء أخرين من أجل الزيادة في
المنتوج 46ومن هنا يمكن القول على أن إنتهاء عقد الوكالة بالتنفيذ يعتبر من بين األسباب
العامة إلنتهاء الوكالة بحيت يعتبر هذا اإلنتهاء هو إنتهاء مألوف سببه تنفيذ عقد الوكالة،وذالك
قد يكون راجع لسببين األول يتعلق بإتمام العمل محل الوكالة بحيث تنتهي بإتمام الوكيل العمل
الذي وكل فيه،وكذالك بعدم النجاح في العمل،ويعود لقاضي الموضوع تقدير ما إذا كانت
الوكالة قد إنتهت بإنجاز العمل أو بعدم النجاح فيه أما السبب الثاني فيتعلق بإنتهاء عقد الوكالة
بسبب إنقضاء األجل المحدد لها بحيت تنتهي الوكالة بانقضاء األجل الذي يحدده المتعاقدان.
ومثال ذلك أن يوكل شخص شخصا ً آخر في إدارة متجره لمدة سـنة ،فتكون الوكالة في هذه
الحالة كاإليجار عقدا ً زمنياً ،فتنتهي الوكالة بانقضاء األجل المحدد لها ،وإذا استمر الوكيل بعد
انقضاء األجل في تنفيذ الوكالة بعلم الموكل ومن دون معارضة ،كان هناك تجديد ضمني
للوكالة.
وقد يكون األجل المحدد للوكالة أجالً غير معين وال يُعرف ميعاد حلوله ،كأن يوكل شخص
شخصا ً آخر في إدارة أمواله طوال مدة غيابه في سفر ،فتنتهي الوكالة بعودة الموكل من السفر
من دون أن يكون ميعاد هذه العودة معروفا ً .وكذلك يجوز أن يوكل شخص شخصا ً آخر مدة
47ياسر عياش :عقد الوكالة :الموسوعة الحرة مقتطف من الموقع https://arab-ency.com.sy/law/details/25764/5:تم االطالع عليه في
3/03/2023على الساعة 2.22ليالً.
" 48وهوما تضمنته مقتضيات المادة 942من ق.ل.ع السابق اإلشارة إليها المادة 2003من المدونة المدنية الفرنسية".
16
وهذا يستلزم وجود سبب حقيقي يستنذ عليه الموكل من أجل فسخ عقد الوكالة حتى ال يتعرض
ألي مطالبة بالتعويض من طرف الوكيل التجاري هذه األسباب التي تكون راجعة إلى قوة
قاهرة أو حادث فجائي أو إلى خطأ جسيم إرتكبه الوكيل التجاري
ووفقا ً لما تم دكره فإن فسخ عقد الوكالة من طرف الموكل ودون أن يستند في ذالك إلى أي
مبرر يفتح الباب أمام الوكيل بمطالبته بالتعويض عن الضررالالحق به بسبب هذا الفسخ غير
المبرر.
الفقرة الثانية :إنتهاء الوكالة بسبب عزل أو تنـــازل الوكيـــل
يحق للموكل متى رأي أن ذالك في مصلحته أن يعزل الوكيل في أي وقت وقبل إنتهاء عقد
الوكالة ،وإذا كان الموكل يملك هذه اإلمكانية فإن الوكيل أيضا ً من حقه أن يتنازل عن الوكالة
في أي وقت شاء وهومايجعلها هذه الخصوصية كسبب من األسباب اإلرادية التي يحق فيها
لكال الطرفين إنهاء عقد الوكالة.
وبهذا فإنتهاء عقد الوكالة قد يكون بسبب عزل الوكيل(أوالا)أوبتنازل الوكيل(ثانيا ا).
أوالا :إنتهاء عقد الوكالة بعزل الوكيل:
أن المشرع المغربي في عقد الوكالة التجارية يعبر عن اإللغاء باإلنهاء وقد أعطى
اإلمكانيةلوضع حد للنيابة التجارية للموكل والوكيل معا ً دون تمييز بينهما وهذا ما عبرعنه من
خالل مقتضيات الفقرة الثانية من المادة 396من مدونة التجارة "يمكن إبرام عقد الوكالة
التجارية ألجل مدة محددة أو غير محددة .والعقد ذو المدة المحددة الذي يستمرأطرافه في
تنفيذه بعد انصرام مدته ،يصير عقدا غير محدد .يمكن لكل طرف وضع حد لعقد غير محدد
المدة بتوجيه إشعار للطرف اآلخر .وهو نفس اإلتجاه الذي إعتمده المشرع الفرنسي في مدونة
التجارة الفرنسية بحيت أكد كدالك على أنه يمكن لكل طرف في عقد الوكالة التجارية وضع
حد لعقد غير محدد المدة شريطة توجيه إشعار للطرف األخر.
واإلستثناء على عدم التمييز هو إمكانية فسخ العقد من طرف الموكل في حالة إرتكاب
الموكل لخطأ جسيم وبدون إشعار كما هو الحال لفسخ عقد الوكالة التجارية وإنتهاء العقد بقوة
القانون لسبب غير إرادي سنتحدت عنه الحقا ً في المطلب الثاني واألمر هنا يتعلق بالقوة
القاهرة او الحادث الفجائي .هذا وبالرجوع إلى األحكام العامة لعقد الوكالة بصفة عامة نجد
بأن الفصل 49931من ق.ل.ع يجيز للموكل أن يلغي الوكالة متى شاء ،وكل شرط يخالف
ذالك يكون عديم األثر بالنسبة للمتعاقدين وإلى الغير على حد سواء.
: 49انظر الفصل 931من قانون االلتزامات والعقود الصادر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر في 12أغسطس 1913
17
وهنا أعطى القانون اإلمكانية للموكل في عزل وكيله وأعتبر أن كل إتفاق مخالف لحكمه
عديم األثر بالنسبة للمتعاقدين والغير بإستثناء الحالة التي إذا كانت الوكالة قد أعطيت في
مصلحة الوكيل أو الغير حيث اليمكن في هذه الحالة عزل المعني باألمر إال بموافقة ورضا
هذه األخير 50.ويكفي إلثبات علم الوكيل بالعزل إعالمه ذلك عن طريق محضر ،ولو كان هذا
اإلعالم باطالً من ناحية الشكل ،إذ ال يشترط شكل خاص في العزل .وال يكون للعزل أثر
رجعي ،فإذا كانت الوكالة بأجر ولمدة معينة ،استحق الوكيل األجر عن المدة التي سبقت
العزل.
ويجب على كل حال أن يتخذ الوكيل بعد علمه بالعزل جميع اإلجراءات الالزمة لحفظ
مصالح الموكل ،حتى يتمكن هذا األخير من صون مصالحه بنفسه أو بواسطة نائبه في حال
إفالسه أو نقص أهليته أو ورثته أو النائب عنهم في حال الوفاة .ومن ثم يترتب على ذلك قيام
الوكيل بجميع التدابير المستعجلة والتحفظية لصون مصالح الموكل وفق ما تقتضيه الظروف.
فإذا بدأ الموكل بجني المزروعات وبيعها وجب عليه االستمرار حتى يصل إلى مرحلة تكون
51
معها مصالح الموكل مضمونه ،وليس من الضروري االنتهاء من بيع المزروعات بأكملها
وبالرجوع إلى الفصل 932من ق.ل.ن نالحظ أنها تحدد طرق اإللغاء الوكالة من طرف
الموكل والذي قد يكون صريحا ً كأن يعمد الموكل إلى إزالة رسم التوكيل من يد الوكيل أو
ضمنياً ،يستنتج من ظروف الحال ومالبساته كأن يعمد الموكل مثالً إلى القيام بتنفيذ عقد
الوكالة بنفسه أويعمد إلى تعيين وكيل جديد يقوم بمهمة الوكيل السابق.
ويترتب على إمكانية العزل التي يتمتع بها الموكل حسبما هو وارد في الفصل 931من
ق.ل.ع أيضا ً أحكام خاصة
بحيت أن الفصل 933من نفس القانون نجده ينص على أنه إذا أعطيت الوكالة من عدة
أشخاص من أجل الصفقة ،لم يسغ إلغاؤها إال بموافقتهم جميعا ً غير أنه إذا كانت هذه الصفقة
قابلة للتجزئة فإن اإللغاء الحاصل من أحد الموكلين ينهي الوكالة بالنسبة إلى نصيبه منها
كما يجوز في شركة التضامن وغيرها من الشركات إلغاء الوكالة من طرف أي واحد من
الشركاء الذين لهم صالحية منحها بإسم الشركة.
وتجدر اإلشارة إلى ان ق.ل.ع أكد على أنه في حالة تطلب القانون شكالً خاصا ً إلنشاء
52
الوكالة ،وجب مراعاة نفس هذا الشكل في إلغائها.
ثانياا :إنتهاء الوكالة بتنازل الوكيل:
:53انظر الفصل 936من قانون االلتزامات والعقود المغربية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 1331الموافق ل 12أغسطس
1913
19
ينتهي عقد الوكالة ألسباب قانونية الدخل إلرادة الموكل أو الوكيل شأن فيها وترجع
األسباب القانونية الخاصة إلنتهاء عقد الوكالةإلى خاصية اإلعتبار الشخصي وهذه األسباب
تتمثل في وفاة أحد أطراف العقد أو نقص أهليته (الفقرة األولى) كما أن عقد الوكالة كغيره من
العقود األخرى قد ينتهي باألسباب القانونية العامة إلنتهاء العقود والمتمثلة في إستحالة تنفيدها
(الفقرة الثانية)
الفقرة األولى :إنتهاء عقد الوكالة بالموت وفقدان األهلية
األصل في عقد الوكالة التجارية أنه يقوم على فكرة اإلعتبارالشخصي المبنية على الثقة
حيث تكون شخصية كل من المتعاقدين الموكل والوكيل التجاري محل اعتبار بالنسبة للمتعاقد
اآلخر ،وبالتالي يترتب على انهيارهذا اإلعتبارانتهاء عقد الوكالة التجارية ،ومن أهم األسباب
التي تؤدي إلى إنهياراإلعتبار الشخصي وفاة أحد طرفي هذا العقد ،لذا سوف نتكلم عن هذه
المسألة على النحو اآلتي:
أ) انتهاء الوكالة بسبب موت الوكيل :إن وفاة الوكيل من شـأنه أن ينهي الوكالة ،ألن الموكـل
ال يعين وكيالً عنه إال إذا حاز على ثقته .وإذا انتهت الوكالة فعلى الورثة الذين توافرت فيهم
األهلية وكانوا يعلمون بالوكالة أن يتخذوا جميع التدابير العاجلة والتحفظية لحفظ مصالح
الموكل.
بالنسبة لمدونة التجارة المغربية والقانون التجاري الفرنسي فقد تضمنا إمكانية صريحة ،كانا
صريحين في إقرارها تتعلق بالذمة المالية لعقد الوكالة التجارية التي تتحول عن طريق ما
يسمى بإنتقال أو تحويل العقد.
وتبعدا لدالك فالعقد المبرم بين الوكيل وموكله يمكن أن ينتقل إلى وكيل آخر الذي يمكن أن
يتابع نفس العقد مع نفس الموكل ،ففي هذه الحالة يجب على الوكيل السابق أن يقدم للموكل
الشخص الذي يتابع تنفيذ عقد الوكالة حتى يتم القبول من طرفه لهذه اإلمكانية يعتبر الرضا
والقبول ضروريان للتحول أو إنتقال عقد الوكالة في حالة وفاة الوكيل األصلي إلى وكيل آخر
يحل محله.
ب) إنتهاء الوكالة بوفاة الموكل :إذا كانت الوكالة تنتهي بوفاة الوكيل فإنه تنتهي أيضا ً بموت
الموكل وهوما نص عليه الفصل 938من ق.ل.ع "موت الموكل أو حدوث تغيير في حالته
ينهي وكالة الوكيل األصلي ووكالة نائبه وال يسري هذا الحكم
*أوالً :إذا كانت الوكالة قد أعطيت في مصلحة الوكيل أو في مصلحة الغير.
ثانياً :إذا كان محلها إجراء عمل بعد وفاة الموكل على نحو يكون الوكيل معه في مركز منفذ
الوصايا.
20
وبهذا فإنطالقا ً مما سبق يمكن القول إن الوكالة تبقى قائمة حتى بعد موت الموكل بالنسبة
للحالتين السابق اإلشارة إليهما .كاستثناء من األصل العام ان الوكالة تنقضي حتما بموت
الموكل سواء كان الوكيل يعمل لوحده أو مع عدة وكالء أخرين ،وذالك النتهاء السلطة التي
يعتمد عليها الوكيل التجاري في القيام بالمهمة الكلف بها .فالوكالة تقوم على اإلعتبار
54
الشخصي فال يمكن بعد ذالك ألي إرادة أن تحل محل أخرى ماتت
وقد يحدث في بعض األحيان أن يقوم الوكيل بتصرفات قانونية وهو يجهل موت موكله وفي
هذه الحالة فإن العقود الجديدة التي تتم خالل الفترة التي يجهل فيها واقعة الموت أو غيرها من
األسباب التي يترتب عليها إنقضاء الوكالة تكون صحيحة بشرط أن تكون يكون المتعاقد األخر
يجهل ذالك بدوره
إال أنه في حالة توفي الموكل بعد إبرام العقد فعلى الوكيل تنفيذ العقد ،ويحل الورثة محل
55
مورثهم اي الموكل في التنفيذ والتسليم ويلتزمون بمقتضيات عقد الوكالة.
كما قد تنتهي الوكالة بالموت قد تنتهي بفقدان أهلية الوكيل أو الموكل فققدان أهلية
الموكل يترتب عنه توقف أهلية األداء لديه و يمنع من ممارسة حقوقه الشخصية والمالية إال
بحضور النائب الشرعي بعد جريان مسطرة التحجيز عليه وتوقف وكالته وتنتهي بالمقابل
مهمة الوكيل وتصفى الحقوق واإللتزامات المتبادلة تبعا ً آلثار الوكالة كما ان فقدان أهلية
الوكيل تجعله غير قادر على القيام بالمهام المكلف بها وهو ما يُستشف من القواعد العامة
لألهلية والمضمنة في مدونة األسرة،خصوصا ً بعد صدور الحكم بالتحجيز 56وعلى من يعلم
بوجود هذا العارض إعالم الموكل والمحافظة على الوثائق واألشياء التي كانت في حوزته
إلرجاعها لمن له الحق فيها.
الفقرة الثانية :انتهاء الوكالة باستحــــــــالة التنفيـــذ
بالرجوع إلى الفصل 929من ق.ل.ع يتبين على أن الوكالة تنتهي بتنفيذ العملية التي من
أجلها أعطيت ،الواضح هو أن هذه هي القاعدة العامة و التي تم الحديث عنها في المطلب
األول كسبب إرادي إلنتهاء الوكالة إال أن هذه القاعدة تعرف إستثناء يتعلق األمر بحالة
إستحالة التنفيذ كما هو الشأن لحالة القوة القاهرة أو الحادث الفجائي الذي حال دون إمكانية
التنفيذ ففي هذه الحالة ينص الفصل 7/929على ما يلي "تنتهي عقد الوكالة الوكالة بإستحالة
: 54انظر الفصل 939من قانون االلتزامات والعقود المغربي الصادر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 1331الموافق ل 12أغسطس
1913
55عبد الرحمان بلعكيد :الوكالة األحكام األثار-االنقضاء مرجع سابق .ص266
" 56يصدر الحكم بالتحييز أو برفعه بناء على طلب من المعني باألمر ،أو من النيابة العامة ،أو ممن له مصلحة في ذلك .تعتمد المحكمة في إقرار الحجر
ورفعه ،على خبرة طبية وسائر وسائل اإلثبات الشرعية .يشهر الحكم الصادر بالحجر أو برفعه بالوسائل التي تراها المحكمة مناسبة".
21
تنفيذها لسبب خارج عن إرادة المتعاقدين" و هو ما أكدته المادة 396من مدونة التجارة في
آخر الفقرة"ينتهي العقد(الوكالة التجارية)بقوة القانون بفعل القوة القاهرة" فعلى سبيل المثال قد
يعهد للوكيل بمنتوج لتصريفه للزبناء الذين سبقوا أن طالبوا به فيهلك هذا المنتوج بسبب
الفيضان ففي هذه الحالة ينتهي عقد الوكالة لوجود سبب خارج عن إرادة الوكيل حال دون
إمكانية التنفيذ أو جعل من إمكانية التنفيذ شيء مستحيل.
وتجدر اإلشارة إلى أن إستحقاق الوكيل للعمولة رهين بتنفيذ الوكالة التي تعتبر من العقود
57
التبادلية التي يكون فيها محل إلتزام أحد أطراف العقد هو سبب إلتزام الطرف األخر.
23
الئحة المراجع
القوانين:
الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 1331الموافق ل 12أغسطس 1913بمثابة -
قانون االلتزامات والعقود
الظهير الشريف رقم 1.96.83الصادر في 15ربيع األول 1417الموافق لفاتح -
أغسطس 1996بتنفيذ القانون رقم 15.95المتعلق بمدونة التجارة
مدونة التجارة الفرنسية -
االمر رقم 59_75المؤرخ في 20رمضان 1395الموافق ل 26سبتمبر 1975الذي -
يتضمن القانون التجاري ،المعدل والمتمم
الكتب:
_منير قزمان .الوكالة التجارية في ضوء الفقه والقضاء .االسكندرية سنة .2004
_أحمد محرز القانون التجاري الجزائري (العقود التجارية) .الجزء الرابع.
_إلياس ناصف .الكامل في القانون التجاري .الجزء األول .بيروت.1981 .
_عبد الرحمن بلعكيد .الوكالة (األحكام .اآلثار .اإلنقضاء .النماذج) .مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة
األولى سنة 2014
_عباس العبودي .شريعة حمورابي .سنة 2001
_خالد بنيس .عقد الوكالة ،شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع ،طبعة1997/1998
_بوعبيد عباسي .العقود التجارية دراسة تحليلية وفق القانون المغربي والمقارن.
_محمد المقريني .العقود التجارية/عقد الوكالة ،الطبعة الثانية ،سنة 2021
الرسائل:
_ كوثر شوقي .الطبيعة القانونية لعقد الوكالة التجارية في التشريع المغربي .رسالة لنيل دبلوم
الماستر .كلية الحقوق بأكادير
_ أم كلثوم بوغابة .عقد الوكالة التجارية .أطروحة لنيل شهادة الدكتورة .تخصص قانون
األعمال .السنة الجامعية 2022-2021:
24
_ محمد بوطي ،التزامات الوكيل؛ رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ،كلية
الحقوق جامعة محمد الخامس بالرباط
المقاالت:
الوكالة التجارية في ضوء القانون والفقه والقضاء https://www.droitentreprise.com
القرارات:
_ قرارا عدد 194صادر عن المجلس االعلى بتاريخ 25فبراير 1985منشور بالمجلة
المغربية للقانون عدد 4،ص 268إشارة إليه :الحسن البوعيسى
_قرار عن محكمة النقض الفرنسية بالغرفة التجارية تضمن ما يلي:
C'est donc une faute grave de la part de l'agent de représenter une
"entreprise concurrente de celle de l'un de ses mondant
- Cas.Com:21 juin 1967, Bulle.civ 3 N° : 59. Cité par Jean marie
leloupe.op. Cite 10
المواقع اإللكترونية:
ياسر عياش .عقد الوكالة. https://arab-ency.com.sy/law/details/25764/5 .
https://www.droitentreprise.comالموقع االلكتروني.
المراجع باللغة الفرنسية:
_Jean guyéont, po, cit, p 188:
_Fioert et Roblot, op, cit, p 676
_Naserdin El Hage,op,cit, p 716
_Riper et Roblot, op.cit., p 716
__ Axel de Theux, op, cit, p 95-96
25
الفهرس
مقدمة 1....................................................................................
المبحث األول :المترتبة على عقد الوكالة 4............................................
المطلب األول :التزامات المتعاقدين 4...................................................
الفقرة األولى :التزامات الوكيل في عقد الوكالة 4.......................................
الفقرة الثانية :التزامات الموكل في عقد الوكالة 8.......................................
المطلب الثاني :آثار عقد الوكالة بالغير 11...............................................
الفقرة األولى :عالقة الوكيل بالغير11.....................................................
الفقرة الثانية :عالقة الموكل بالغير 12....................................................
المبحث الثاني :انقضاء عقد الوكالة 14...................................................
المطلب األول :األسباب اإلرادية النتهاء عقد الوكالة 14................................
الفقرة األولى :انتهاء عقد الوكالة بالتنفيذ وبوقوع الفسخ الذي علقت عليه 15.........
الفقرة الثانية :انتهاء عقد الوكالة بسبب عزل أو تنازل الوكيل 17......................
المطلب الثاني :األسباب غير اإلرادية النتهاء عقد الوكالة 19..........................
الفقرة األولى :انتهاء عقد الوكالة بالموت وفقدان األهلية 20...........................
الفقرة الثانية :انتهاء عقد الوكالة باستحالة التنفيذ 21.....................................
خاتمة23................................................................................... :
الئحة المراجع24......................................................................... :
الفهرس26................................................................................ :
26