You are on page 1of 27

‫شعبة القانون الخاص‬

‫التشاركية‬ ‫ماستر المالية‬


‫الفوج الخامس‬
‫وحدة‪ :‬فقه المعامالت المالية المعاصرة‬
‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬


‫كريـــــم وضـــــاح‬ ‫زيـــنة عالـــــم‬
‫محـــمــد براكة‬
‫عبــد الجبار اإلدريـــسي‬
‫مــراد الحيـــاني‬
‫هدى عفـــيـــف‬
‫عبــــد اإلله كـــروانــي‬

‫‪2022/2023‬‬
‫مقــدمة‬

‫شهد العالم تغيرات متسارعة ومتالحقة في كل الميادين خاصة في الميدان التكنولوجي و المعلوماتي ‪،‬‬
‫حيث ساهم ذلك في تالشي كل الحواجز الجغرافية ‪ ،‬فتقاربت بذلك األسواق في مختلف دول العالم‪.‬ونتيجة‬
‫لهذا التطور الذي ساهم في إخراج النشاط التجاري من شكله البدائي والتوسيع من دائرة التعامل فيه‪ ،‬الذي‬
‫تعدى حدود الدولة الواحدة ‪ ،‬ورغبة من التاجر في مواكبة التطور الحاصل استمد قوته في مواجهة ذلك من‬
‫األشخاص المحيطة به ‪ ،‬إذ ال يستطيع االعتماد على نفسه لإللمام بكامل نشاطاته‪ ،‬خاصة أمام كثرة‬
‫‪1‬‬
‫المعامالت والمتطلبات التجارية‪.‬‬
‫ونظرا لتزايد النشاط التجاري‪ ،‬واتساع مجال الخدمات التي يتضمنها هذا الميدان بات من الصعب أن‬
‫يتعامل التجار مباشرة مع غيرهم من التجار أو المستهلكين‪ ،‬حيث أصبح من الضروري أن يمر التعامل بين‬
‫التجار عبر سلسلة من المعامالت‪ 2.‬ومن هنا ظهرت صور عديدة ومتنوعة من العقود‪ ،‬والتي تدخل ضمن‬
‫أعمال الوساطة التجارية المرتبطة بقطاع الخدمات التجارية على وجه الخصوص‪ ،‬والتي تؤدي إلى‬
‫ممارستها بشكل اعتيادي أو احترافي إلى إضفاء صفة التاجر على ممارستها‪ 3.‬ومن أهم هذه العقود نجد‬
‫الوكالة التجارية‪.‬‬
‫فالوكالة عموما كما عرفها قانون االلتزامات والعقود في الفصل ‪ 879‬والذي جاء فيه بأنها عقد بمقتضاه‬
‫يكلف شخص شخصا آخر بإجراء عمل مشروع لحسابه‪ ،‬ويسوغ إعطاء الوكالة أيضا لمصلحة الموكل‬
‫‪4‬‬
‫والوكيل‪ ،‬أو لمصلحة الموكل والغير‪ ،‬بل ولمصلحة الغير وحده‪.‬‬
‫ففي إطار تعريف عقد الوكالة التجارية نجد أن المادة ‪ 393‬من مدونة التجارة نصت على مفهوم‬
‫لهذا العقد والتي جاء فيها بأن‪ " :‬الوكالة التجارية عقد يلتزم بمقتضاه شخص ودون أن يكون مرتبطا بعقد‬
‫عمل‪ ،‬بالتفاوض أو بالتعاقد بصفة معتادة‪ ،‬بشأن عمليات تهم أشرية أو بيعات‪ ،‬وبصفة عامة جميع العمليات‬
‫التجارية باسم ولحساب تاجر او منتج أو ممثل تجاري أخر يلتزم من جهته بأدائه أجرة عن ذلك" ‪. 5‬‬
‫إن هذا التعريف يحيلنا إلى المادة األولى من القانون الفرنسي المنظم الوكالء التجاريين الصادر في‬
‫‪ 25‬يونيو ‪ .1991‬والتي تعرف الوكيل التجاري‪ ،‬حيث جاء فيها بأن «الوكيل التجاري هو الذي يتعامل‬
‫بصفة مهنية معتادة ومستقلة‪ ،‬ودون أن يكون مرتبطا بعقد تأجير الخدمات‪ ،‬ويبرم عمليات الشراء والبيع‬
‫‪6‬‬
‫والتأجير‪ ،‬وتقديم الخدمات باسم ولحساب المنتجين والصناع والتجار «‪.‬‬

‫‪1‬عكاك حكيمة‪ .‬بلعيد صارة‪ .‬عقد الوكالة التجارية‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ .‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ .‬السنة الجامعية ‪ .2013-2012‬الصفحة ‪.1‬‬
‫‪2‬منير قزمان‪ ،‬الوكالة التجارية في ضوء الفقه والقضاء‪ .‬دون طبعة‪ .‬دار الفكر الجامعي‪ .‬االسكندرية بمصر‪ ،.‬سنة ‪ 2005‬الصفحة ‪.5‬‬
‫‪3‬تنص المادة ‪ 6‬من الفقرة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة على أنه "‪ ....‬تكتسب صفة تاجر بالممارسة االعتيادية أو االحترافية لألنشطة التالية‪9..... :‬‬
‫السمسرة والوكالة بالعمولة وغيرها من أعمال الوساطة ‪.»...‬‬
‫‪4‬الفصل ‪ 879‬من قانون االلتزامات والعقود الصادر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬أغسطس ‪1913‬‬
‫‪5‬المادة ‪ 393‬من القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.96.83‬صادر في ‪ 15‬ربيع األول ‪ 1417‬الموافق ل فاتح أغسطس‬
‫‪1996‬‬
‫‪6‬كوثر شوقي‪ .‬الطبيعة القانونية لعقد الوكالة التجارية في التشريع المغربي‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‪ .‬كلية الحقوق بأكادير‪ .‬ص‪5 .‬‬
‫‪1‬‬
‫كما عرفها القانون المصري في المادة في المادة ‪ ،699‬كما يلي‪ " :‬الوكالة عقد بمقتضاه يلتزم الوكيل‬
‫بأن يقوم بعمل قانون لحساب الموكل‪ .‬كما عرفها القانون اللبناني في المادة ‪ 769‬بأن‪« :‬الوكالة عقد بمقتضاه‬
‫يفوض الموكل إلى الوكيل بقضية أو عدة قضايا أو بإتمام عمل أو فعل‪ ،‬أو جملة أعمال أو أفعال ويشترط‬
‫قبوال لوكيل‪ ،‬ويجوز أن يكون قبول الوكالة ضمنا وأن يستفاد من قيام الموكل به‪.‬‬
‫عرف المشرع الجزائري هو اآلخر الوكالة التجارية في المادة ‪ 34‬في الفقرة األولى من القانون‬
‫التجاري بقوله‪« :‬يعتبر عقد الوكالة التجارية اتفاقية يلتزم بواسطتها الشخص عادة بإعداد أو إبرام البيوع‬
‫أو الشراءات وبوجه عام جميع العمليات التجارية باسم ولحساب تاجر‪ ،‬والقيام عند االقتضاء بعمليات‬
‫‪7‬‬
‫التجارية لحسابه الخاص ولكن دون أن يكون مرتبطا بعقد إجارة الخدمات «‪.‬‬
‫نخلص من خالل التعريفات السابقة‪ ،‬أن أغلب التشريعات ركزت على تعريف الوكيل التجاري أكثر‬
‫من تركيزها على تعريف الوكالة التجارية‪ ،‬وال عجب في ذلك فعقد الوكالة التجارية ال ينظر إليه إال من‬
‫خالل الوكيل وحرفته‪ ،‬فإذا لم يحترف الوكيل التجاري أيا من أعمال الوكالة التجارية فال وجود لها‪ .‬غير‬
‫أن هذا ال يعني أن الوكيل هو مصدر الوكالة التجارية‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪ ،‬فأساس الوكالة هو العقد‬
‫والوكيل ليس إال وسيلة لتنفيذها‪ ،‬إال أن أهمية وخصوصية دوره في الوكالة التجارية هو ما ساهم في إبرازه‬
‫‪8‬‬
‫في تلك التعريفات‪.‬‬
‫كما درج الفقه في فرنسا على اعتبار الوكالة التجارية «عقد بمقتضاه يمثل الوكيل التجاري موكله‬
‫حيث يبرم عقودا تلزم الموكل الذي يصبح هو المدين للشخص الذي تعاقد معه الوكيل «‪.‬‬
‫أما في الفقه العربي‪ ،‬فقد عرف األستاذ أحمد محرز عقد الوكالة التجارية بأنها " عقد يلتزم بمقتضاه‬
‫شخص يعمل على وجه االستقالل‪ .‬باإلعداد والتمهيد أو إبرام الصفقات لحساب تاجر معين خالل مدة معينة‬
‫‪9‬‬
‫أو غير معينة‪ ،‬وذلك بمقابل يحدده المتعاقدين «‪.‬‬
‫وعرفها كذلك األستاذ إلياس ناصف بقوله‪ " :‬هي عبارة عن طريقة يلجأ إليها التاجر مستعينا لمستخدمين‬
‫لديه يرتبطون به ويخضعون لتعليماته من أجل تنفيذ بعض األعمال التجارية المحددة بالعقد‪ ،‬أو التي تقضي‬
‫‪10‬‬
‫بها األعراف التجارية‪.‬‬
‫وعرفها األستاذ عبد الرحمن بلعكيد بقوله إن الوكالة التجارية وكالة في القيام بالعمليات التجارية بالممارسة‬
‫‪11‬‬
‫اإلعتيادية مع الغير لحساب تاجر أو منتج أو ممثل تجاري مقابل أجر‪.‬‬
‫ظهر مصطلح عقد الوكالة التجارية في أواخر القرن الثامن عشر وتطور بشكل سريع خالل القرن‬
‫العشرين كنتيجة للتوسع الكبير في مجال المعامالت التجارية‪ .‬إال أن البوادر األولى لظهور عقد الوكالة‬
‫التجارية تعود للحضارة البابلية فأفرادها هم الذين سكنوا بالد العراق في فترة قبل الميالد واحترفوا التجارة‪.‬‬

‫‪ :7‬انظر المادة ‪ 1/34‬من القانون التجاري الجزائري األمر رقم ‪ 59_75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬الموافق ل ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬الذي يتضمن القانون التجاري‪،‬‬
‫المعدل والمتمم‬
‫‪8‬أم كلثوم بوغابة‪ .‬عقد الوكالة التجارية‪ .‬أطروحة لنيل شهادة الدكتورة‪ .‬تخصص قانون األعمال‪ .‬السنة الجامعية ‪ .2022-2021:‬ص‪.28-27 :‬‬
‫‪9‬أحمد محرز‪ .‬القانون التجاري الجزائري (العقود التجارية)‪ .‬الجزء ‪( .4‬دون طبعة)‪ .‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ .‬بيروت لبنان‪ .1981 .‬ص‪.175 :‬‬
‫‪10‬إلياس ناصف‪ .‬الكامل في القانون التجارة‪ .‬الجزء األول‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬مكتبة الفكر الجامعي‪ .‬بيروت‪ .1981 .‬ص‪.306 :‬‬
‫‪11‬عبد الرحمن بلعكيد‪ .‬الوكالة (األحكام‪ .‬اآلثار‪ .‬االنقضاء‪ .‬النماذج)‪ ،‬الجزء ‪ .1‬الطبعة األولى‪ .‬مطبعة الجديدة‪ .‬الدار البيضاء‪ .‬سنة ‪ .2014‬الصفحة ‪.378‬‬
‫‪2‬‬
‫إذ تشير الكتب إلى أنهم خلفوا للبشرية أهم وثيقة تاريخية عنيت بتنظيم التجارة أال وهي شريعة حمورابي‬
‫‪12‬‬
‫المؤلفة من ‪ 282‬مادة من بينها ‪ 44‬مادة خاصة بتنظيم التجارة فقط‪.‬‬
‫غير أنه تعتبر الوكالة التجارية من أحدث أنواع العقود التي تم تنظيمها مؤخرا‪ ،‬حيث أنها لم تكن منظمة‬
‫في القانون القديم لسنة ‪ 1913‬الملغى‪ ،‬وقد نظم المشرع الفرنسي عقد الوكالة التجارية بموجب القانون ‪25‬‬
‫يونيو ‪ 1991‬وأدمجها في مدونة التجارة الفرنسية‪ .‬أما في المغرب لم تكن الوكالة التجارية منظمة بأي نص‬
‫قانوني خاص قبل صدور مدونة التجارة لسنة ‪ ،1996‬التي خصصت أحكام القسم الثاني من كتابها الرابع‬
‫لتنظيم هذا النوع من العقود التجارية‪ .‬مع العلم أن هذه المقتضيات مستقاة في أغلبها القانون الفرنسي المتعلق‬
‫بالوكالء التجاري السالف الذكر‪. 13‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن موضوع الوكالة التجارية يكتسي أهمية بالغة سواء من الناحية النظرية أومن‬
‫الناحية العملية‪ ،‬فمن الناحية النظرية تكمن أهميتها في أن التعامل بها شائع بين الناس في تصرفات كثيرة‬
‫من قبيل البيع‪ ،‬الشراء‪ ،‬واإلجارة‪ ،‬قضاء الديون وغيرها‪ ،‬وانتشاره الواسع ليس فقط على المستوى الداخلي‬
‫بل أيضا على الصعيد الدولي‪ ،‬فهذا العقد أصبح من سمات الحياة العصرية وما تتطلبه البيئة التجارية من‬
‫سرعة في اإلنجاز وثقة متبادلة بين مختلف األطراف‪.‬‬
‫وكذلك أهمية عملية تتمثل في القواعد واألفكار األصلية التي تنبني عليها الوكالة التجارية وقوانين وضعية‬
‫اعترفت بالوكالة ونظمت شؤونها وبينت أحكامها‪.‬‬
‫وبناء على كل ما سبق ذكره يمكن صياغة إشكالية للموضوع على الشكل التالي‪:‬‬
‫ماهو اإلطار القانوني الذي يحكم تنفيذ عقد الوكالة التجارية؟‬
‫وانطالقا من هذه اإلشكالية يمكن طرح مجموعة من التساؤالت وهي‪:‬‬
‫‪ ‬كيف استطاع المشرع المغربي تنظيم تنفيذ عقد الوكالة التجارية؟‬
‫‪ ‬ماهي االلتزامات الملقاة على عاتق أطراف عقد الوكالة التجارية؟‬
‫‪ ‬ما هي أسباب انقضاء عقد الوكالة التجارية؟‬

‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية والتساؤالت التي تتعلق بها‪ ،‬تم اعتماد كل من المنهجي التحليلي لتحليل‬
‫مجموعة من الفصول ومواد مدونة التجارة وقانون االلتزامات والعقود المغربيين المتعلقة بعقد الوكالة‬
‫التجارية‪ ،‬كذلك المنهج المقارن من خالل استحضار مدونة التجارة الفرنسية والقانون التجاري الجزائري‬
‫فيما يتعلق بعقد الوكالة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يمكن تقسيم الموضوع على الشكل التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اآلثار المترتبة على عقد الوكالة التجارية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬انقضاء عقد الوكالة التجارية‬

‫‪12‬عباس العبودي‪ .‬شريعة حمورابي‪ .‬دراسة مقارنة مع التشريعات القديمة والحديثة‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬عمان‪ .‬سنة ‪ .2001‬ص‪.141-140 :‬‬
‫‪13‬كوثار شوقي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪2 :‬‬
‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اآلثار المترتبة على عقد الوكالة‬
‫إن مدونة التجارة لم تخالف مقتضيات القانون المدني المتعلقة بالتزامات األطراف لكنها أخذت‬
‫بعين االعتبار خصوصيات عقد الوكالة التجارية الذي يهدف قبل كل شيء إلى تحقيق المصلحة‬
‫المشتركة لطرفي العقد‪ ،‬وبالتالي فعقد الوكالة كغيره من العقود ينتج عنه مجموعة من االلتزامات‬
‫منها ما يتحملها المتعاقدين فيما بينهما (المطلب األول) ومنها ما يتحملها األطراف اتجاه الغير‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التزامــات المتعاقديــن‬
‫إن دراسة االلتزامات الناشئة عن عقد الوكالة تتطلب الوقوف بشكل انفرادي على التزامات كل‬
‫من الوكيل اتجاه الموكل (الفقرة األولى) وكذا التزامات الموكل اتجاه الوكيل (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التزامات الوكيل في عقد الوكالة‬
‫تتمثل هذه االلتزامات وفقا للمقتضيات القانونية في االلتزام بتنفيذ المهمة الكلف بها‪ ،‬وااللتزام‬
‫بتقديم الحساب‪ ،‬ثم االلتزام بقواعد الصدق واالعالم وعدم المنافسة‪.‬‬
‫_‪_1‬االلتزام بتنفيذ المهمة الموكلة اليه‪ :‬أزمت المادة ‪ 395‬في فقرتها الثالثة من مدونة التجارة‬
‫المغربية الموكل من تمكين الوكيل التجاري بسبل انجاز مهمته التي يجب عليه القيام بها كرجل‬
‫حرفة كفء‪.14‬‬
‫كما نصت المادة ‪903‬من قانون االلتزامات والعقود على ما يلي "على الوكيل أن يبذل في أداء‬
‫المهمة التي كلف بها عناية الرجل المتبصر حي الضمير‪ ،‬وهو مسؤول عن الضرر الذي يلحق‬
‫الموكل نتيجة انتفاء هذه العناية‪ ،‬كما إذا لم ينفذ اختيارا مقتضى الوكالة أو التعليمات التي تلقاها‪،‬‬
‫او اذا لم يتخذ ما يقتضيه العرف في المعامالت‪ ،‬وإذا توافرت للوكيل أسباب خطيرة تدفعه الى‬
‫مخالفة التعليمات التي تلقاها او الى مخافة ما جرى عليه العرف‪ ،‬وجب عليه ان يبادر بإخطار‬
‫الموكل بها في اقرب فرصة‪ ،‬وعليه ان ينتظر تعليماته‪ ،‬ما لم يكن في االنتظار خطر"‪.‬‬
‫‪-‬إذن يمكن القول ان التزام الوكيل هو التزام ببذل عناية أوالً‪ ،‬ومطلوب منه العمل باليقظة والدقة‬
‫مراعاة لمصالح موكله‪ ،‬والقيام بالمهمة كرجل حرفة كفء‪.‬‬

‫‪ :14‬وهو ما نصت عليه مدونة التجارة الفرنسية في المادة ‪ 134_4‬بما يلي‪>..L'agent commercial doit exécuter sont mondat et bon professionnel :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬وإذا كان األصل هو التزام الوكيل التجاري ببذل عناية الرجل المعتاد المتبصر‪ ،‬فإن هذا ال‬
‫يمنع من أن يكون التزامه التزاما بتحقيق نتيجة‪ ،‬إذا تضمن االتفاق ذلك‪ ،‬او إذا كان محل الوكالة‬
‫‪15‬‬
‫يتضمن بحسب طبيعته التزاما بتحقيق غاية‪ ،‬كما هو الحال في عقد البيع مثال‪.‬‬
‫‪-‬وقد يحث أن يقوم الوكيل بتصرفات خارجة عن حدود الوكالة في حالة االضطرار دون ان‬
‫تسمح له الظروف باالتصال بالموكل وطلب االذن للقيام بذلك‪ ،‬إال ان الفصل ‪ 907‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود ألزم الوكيل بمجرد انهاء مهمته المبادرة بإخطار الموكل بها‪ ،‬مع إضافة كل‬
‫التفاصيل الالزمة التي تمكن الموكل من ان يتبين على نحو مضبوط الطريفة التي أنجز بها‬
‫الوكيل تلك المهمة‪.‬‬
‫وفي حالة تلقي الموكل االخطار‪ ،‬ثم تأخر في الرد أكثر ما تقتضيه طبيعة القضية او العرف‪،‬‬
‫اعتبر انه اقر ما فعله الوكيل‪ ،‬ولو كان هذا قد تجاوز حدود وكالته‪.‬‬
‫‪-‬كما يسأل الوكيل أيضا عن التدليس الصادر عنه وعن األخطاء التي يرتكبها في تنفيذ الوكالة‪،‬‬
‫فالوكيل يسأل ليس باعتباره نائبا فقط‪ ،‬بل باعتباره محترفا أيضا‪ ،‬وبالتالي فان مسؤوليته تكون‬
‫مشددة‪16،‬وال يسال الوكيل عن عدم تنفيذ الوكالة التي كلف بها أذا كان ذلك يرجع لسبب ال يد‬
‫‪17‬‬
‫له فيه‬
‫‪-‬وفي حالة تعيين عدة وكالء بعقد واحد ومن أجل نفس القضية ال يجوز لهؤالء أن يعملوا بشكل‬
‫انفرادي‪ ،‬مالم يكونوا مأذونين صراحة في ذلك‪ ،‬فال يسوغ الي منهم أن يجري أي عمل في‬
‫غياب االخر حتى لو استحال على هذا األخير االشتراك معه في اجرائه‪ ،18‬وإذا كانت هذه‬
‫القاعدة هي األصل‪ ،‬فإن نص الفقرة الثانية من الفصل ‪ 898‬من قانون االلتزامات والعقود نجدها‬
‫تحد من هذه القاعدة في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬في الوكالة القائمة بين التجار ألعمال التجارة‪.‬‬
‫والسبب في ذلك يرجع الى طبيعة االعمال التجارية التي تتطلب السرعة في اإلنجاز‪.‬‬
‫‪-‬تعيين عدة وكالء‪ ،‬وفي عقود متفرقة وهذا ما أشار اليه الفصل ‪ 899‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود" إذا عين عدة وكالء بعقود متفرقة من اجل نفس القضية‪ ،‬كان الي منهم أن ينفرد بالعمل‬
‫في غياب االخرين"‪.‬‬
‫إذا كان ظاهريا يجوز للوكيل في حالة تعيينه بعقد مستقل ان ينفرد بالعمل‪ ،‬إال انه على المستوى‬
‫العملي ال يمكن القيام بمهمته بشكل انفرادي اال في حالة غياب االخرين‪.‬‬

‫‪ :15‬خالد بنيس؛ عقد الوكالة؛ شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع طبعة ‪ 1997/1998‬ص ‪34‬‬
‫‪ : 16‬لموقع االلكتروني‪ https://www.droitentreprise.com‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 2023/3/1‬على الساعة ‪10:00‬‬
‫‪ :17‬بوعبيد عباسي؛ العقود التجارية دراسة تحليلية وفق القانون المغربي والمقارن معززة بأهم االحكام والقرارات القضائية الصادرة في الموضوع؛‬
‫‪ : 18‬انظر الفقرة الثانية من الفصل ‪ 898‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬ظهير شريف صادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬أغسطس ‪ 1913‬بمثابة قانون االلتزامات‬
‫والعقود‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-‬ال يمكن للوكيل ان يوكل تحت يده شخصا اخر في تنفيذ الوكالة ما لم يحصل على اذن بذلك‬
‫حسب الفصل ‪ 900‬من قانون االلتزامات والعقود ‪ ،19‬غير ان الوكيل العام ذات الصالحية‬
‫التامة يعتبر مأذونا في أن يوكل تحت يده كليا أو جزئيا‪ .‬فاألصل في القانون المغربي أن يقوم‬
‫الوكيل بتنفيذ االلتزام الملقى على عاتقه بنفسه وال يجوز له أن يوكل شخصا اخر ليقوم بذلك‬
‫نيابة عنه اال في حالتين‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬أن تفتح هذه االمكانية للوكيل من طرف الموكل بشكل صريح‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن تستخلص هذه الصالحية من طبيعة القضية او من ظروف الحال‪ ،‬خاصة إذا‬
‫كانت الوكالة ال تقوم على االعتبار الشخصي‪.20‬‬
‫_‪ _2‬االلتزام بتقديم الحساب‪ :‬يلتزم الوكيل التجاري بمقتضى نص المادة ‪ 908‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود المغربي والتي يقابلها نص المادة ‪ 1993‬من المدونة المدنية الفرنسية ‪21‬بأن‬
‫يقدم لموكله حسابا عن أداء مهمته‪ ،‬وأن يقد له حسابا تفصيليا عن كل ما أنفقه وما قبضه مؤيدا‬
‫باألدلة التي يقضيها العرف أو طبيعة التعامل وأن يؤدي له ما تسلمه نتيجة الوكالة أو بمناسبتها"‪.‬‬
‫فالوكيل التجاري ملزم بتقديم بيانات حول العمليات الحسابية التي أجراها‪ ،‬سواء خالل القيام‬
‫بالتصرفات القانونية محل الوكالة أو بعد تنفيذها‪ ،‬ويجب أن يكون هذا الحساب شامال ومفصال‬
‫ومرفقا بالوثائق الالزمة لتدعيمه‪ ،‬حتى يمكن للموكل التأكد من صحة المحاسبة‪ .22‬وبالتالي من‬
‫أجل اكتمال مهمة الوكيل‪ ،‬وارتباطا مع مقاولة الموكل فالوكيل ملزم باإلعالم حول العمليات‬
‫التي يبرمها‪-‬الطلبات التي قدمت له‪-‬البيوع التي قام بها‪ -‬كما يسجل أيضا في الحساب النفقات‬
‫التي يستحق استرجاعها كالمصروفات التي دفعها الوكيل في السفر ومبلغ الضرائب والرسوم‬
‫القضائية‪ ..... .‬إلخ‪ ،‬وهذا كله من أجل أن يتمكن الموكل من التأكد من صحة المحاسبة ومن‬
‫أجل توقعات أكثر دقة بالنسبة للمقاولة‪.‬‬
‫_‪_3‬االلتزام بقواعد الصدق واالعالم وعدم المنافسة‪:‬تنص المادة ‪ 395‬من م ت في فقرتها‬
‫الثانية “…يلتزم أطراف بصفة متبادلة بمراعاة قواعد الصدق واإلعالم”…انطالقا من المادة‬
‫أعاله نخلص على ضرورة توافر الشفافية والثقة بين الوكيل والموكل‪ ،‬وبحيث ال يمكن للوكيل‬
‫التجاري أن يكون هو المشتري إذا كان مكلفا بالبيع‪ ،‬أي يجب أال يتعاقد مع نفسه‪ ،‬ففي هذه‬
‫الحالة ستتعارض المصالح بين الوكيل والموكل‪ ،‬وبالتالي خرق الفقرة األولى من المادة ‪395‬‬

‫‪ :19‬ينص الفصل ‪ 900‬من قانون االلتزامات والعقود على انه " ال يسوغ للوكيل أن يوكل تحت يده شخصا آخر في تنفيذ الوكالة مالم يمنح الصالحية في ذلك صراحة أو‬
‫ما لم يستخلص هذه الصراحة من طبيعة القضية أو من ظروف الحال‪ .‬غير أن الوكيل العام ذا الصالحية التامة يعتبر مأذونا في أن يوكل تحت يده كليا أو جزئيا‪".‬‬
‫‪ :20‬خالد بنيس؛ مرجع سابق؛ ص ‪43‬‬
‫‪21‬‬
‫>‪:l'article 1993 du code français que < Tout mandataire est tenu de rendre compte de sa gestion‬‬
‫‪ :22‬خالد بنيس؛ مرجع سابق؛ ص ‪45‬‬

‫‪6‬‬
‫من م ت “يبرم الوكالة التجارية لتحقيق الغاية المشتركة لألطراف…” وبذلك يمنع عل الوكيل‬
‫‪23‬‬
‫التعاقد مع نفسه ألنه يشكل خرقا لمبدأ اإلخالص للموكل‪.‬‬
‫إال أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو‪-‬ما نوع المعلومات التي يجب على الوكيل أن يعلم‬
‫الموكل بها؟‬
‫يجب على الوكيل أن يعلم الموكل بجميع المعلومات الضرورية المتعلقة بتنفيذ العقد وهي‬
‫معلومات غير محددة حسب تعبير الفقرة الثانية من المادة ‪ 395‬السابقة اإلشارة إليها‪.‬‬
‫وبالتالي لضمان السير الجيد لألعمال‪ ،‬ومن أجل أن يتمكن الموكل من التوقع بشكل جيد‬
‫لمقاولته‪ ،‬يجب على الوكيل أن يكون على دراية تامة حول وضع السوق ومتطلبات الزبناء‪.‬‬
‫والمعلومات التي يجب على الوكيل أن يعلم بها الموكل يمكن أن يتم التنصيص عليها في العقد‪،‬‬
‫وبصفة عامة تتعلق بمدى‪:‬‬
‫(الجدية التي يبذلها الوكيل‪ -‬نتائج هذه الجدية‪ -‬حالة السوق وتوقعاته‪ -‬معلومات حول الزبناء‪ -‬ما‬
‫يتعلق بدعاوى المنافسة غير المشروعة)‬
‫أما فيما يخص قاعدة عدم المنافسة؛ فمنافسة للوكيل لموكله يعتبر عمال غير الئق‪ ،‬الن ممارسة‬
‫مثل هذا النوع من التصرف يحمل نوعا من الخيانة وعدم االمتثال لقواعد الصدق التي تنص‬
‫عليها المادة ‪ 395‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫والممارسة التي يمكن أن تمارس ضد الموكل قد تتخذ شكلين‪:‬‬
‫_المنافسة التي تتم أثناء سريان عقد الوكالة التجارية؛‬
‫_المنافسة التي تتم بعد انتهاء عقد الوكالة التجارية؛‬
‫بالنسبة للنوع األول بينت حكمه المادة ‪ 393‬في فقرتها الثانية من مدونة التجارة كالتالي‪ ":‬يمكن‬
‫للوكيل التجاري أن يمثل عدة موكلين دون أن يلزم بموافقة أي منهم غير انه ال يجوز أن يمثل‬
‫عدة مقاوالت منافسة"‪ ،‬هذه المادة تؤسس لقاعدة مفادها عدم إمكانية تمثيل عدة مقاوالت متنافسة‬
‫فيما بينها‪ ،‬ويمكن إرجاع هذا االلتزام الى مبدأ حسن النية والصدق التي يجب ان يسود تنفيذ هذا‬
‫‪24‬‬
‫العقد‬
‫بالنسبة للنوع الثاني من المنافسة‪ ،‬فقد بين حكمه نص المادة ‪ 403‬من مدونة التجارة‪ ،‬التي نصت‬
‫على ما يلي" يمكن أن يفرض العقد على الوكيل التجاري عدم االلتزام بعدم المنافسة بعد انتهائه‪،‬‬

‫‪ :23‬مقال تحت عنوان؛ عرض حول الوكالة التجارية في ضوء القانون والفقه والقضاء؛ الموقع االلكتروني‪ https://www.droitentreprise.com‬تم االطالع عليه‬
‫بتاريخ ‪ 2023/2/2‬على الساعة ‪12:00‬‬
‫‪ :24‬في هذا اإلطار صدر قرار عن محكمة النقض الفرنسية بالغرفة التجارية تضمن ما يلي‪:‬‬
‫"‪C'est donc une faute grave de la part de l'agent de représenter une entreprise concurrente de celle de l'un de ses mondant‬‬
‫‪Cas.Com:21 juin 1967, Bulle.civ 3 N° : 59. Cité par Jean marie leloupe.op. Cite 10‬‬
‫‪7‬‬
‫يجب ان يتعلق هذا الشرط بمنطقة جغرافية أو مجموعة من األشخاص المعنيين وكذا نوع‬
‫األموال والخدمات التي يقوم بتمثيلها تبعا للعقد‪ ،‬ال يصح هذا الشرط سوى لمدة أقصاها سنتان‬
‫من تاريخ انهاء العقد‪ ،‬رغم وجود أي شرط مخالف"‪ .‬فهذه المادة تؤسس لقاعدة مكملة مفادها‬
‫إمكانية ادراج شرط في العقد يفرض على الوكيل التجاري عدم منافسة موكله بعد انتهاء عقد‬
‫الوكالة التجارية‪ ،‬إال انه في حالة ادراج مثل هذا الشرط تطلب المشرع تبيان نطاق هذا الشرط‬
‫من حيث الزمان والمكان واألشخاص واألموال والخدمات التي يقوم الوكيل بتمثيلها تبعا لالتفاق‬
‫‪25‬‬
‫المدرج في هذا العقد‪.‬‬
‫عموما يمكن القول إن المشرع التجاري يستلزم ضرورة تحديد نطاق شرط عدم المنافسة من‬
‫حيث الزمان والمكان معا والنشاط الذي يمنع على الوكيل التجاري مزاولته‪ ،‬هذا النطاق الذي‬
‫يجب ان يحدد بشكل دقيق حتى ال نصبح امام وضع شاذ‪ ،‬مفاده حرمان الوكيل التجاري من‬
‫ممارسة أي نشاط تجاري بشكل مطلق وغير محدد مادام ان المادة ‪ 403‬من مدونة التجارة‬
‫تحدد ذلك بشكل دقيق‪.‬‬
‫_‪_4‬الوكيل التجاري وشرط الضمان ‪ :‬الوكيل التجاري غالبا ما يكلف إما بعملية التفاوض أو‬
‫التعاقد عن طريق إبرام العقود التي يرغب فيها الموكل هذا كله دون أن يكون ملزما بان ينجز‬
‫العملية بشكل جيد‪ ،‬كما إذا تقاعس الغير المشتري عن دفع ديونه أو إذا سلم الغير البائع البضائع‬
‫معيبة بعيوب خفية‪ ،‬فإن الوكيل التجاري غير ملزم بشيء مادام أنه يقوم بجميع العمليات باسم‬
‫ولحساب موكله‪.‬‬
‫ولهذا جرت الممارسة على تضمين عقد الوكالة التجارية شرط الضمان وفي هذا اإلطار يقول‬
‫أحد الباحثين الوكيل التجاري يضمن تنفيذ العمليات التي قام بها لحساب موكله‪ ،‬إنه ملزم بان‬
‫‪26‬‬
‫يؤدي لهذا االخير ثمن الخدمات والمنتجات المسلمة له من أجل ترويجها‬
‫ويعرف الفقيهان ‪ Roblot‬و‪Ripert 27‬شرط الضمان بأنه «دالك الشرط الذي بمقتضاه يضمن‬
‫الوكيل التجاري للموكل تنفيذ الطرف اآلخر للعقد الذي ابرمه»‪.‬‬
‫وورود هذا الشرط في عقد الوكالة التجارية معناه الزيادة في التزامات الوكيل والتشديد عليه‬
‫مما من شأنه أن يؤدي إلى الرفع من قيمة األجرة التي يستحقها‪ ،‬لذلك يصبح الوكيل التجاري‬
‫ضمانا لتنفيذ الغير اللتزاماته‬
‫مثال إذا ما كلف الوكيل بإبرام عقد البيع فإنه يكون ضامنا للثمن المتفق عليه سواء دفعه المشتري‬
‫أم ال‪.‬‬

‫‪ :25‬محمد المقريني؛ العقود التجارية‪/‬عقد الوكالة؛ مرجع سابق ص‪133‬‬


‫‪26‬‬
‫‪Jean guyéont, po, cit, p 188:‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Fioert et Roblot, op, cit, p 676‬‬
‫‪8‬‬
‫كما سبقت االشارة إلى ذلك فإن شرط الضمان هذا ال يفترض بل البد أن ينص عليه العقد‬
‫صراحة نظرا لآلثار الخطيرة المترتبة عليه‪ ،‬والتي تكون في غير صالح الوكيل التجاري‪ ،‬لذلك‬
‫عمد البعض إلى القول بأن هذا الشرط يمدد مسؤولية الوكيل التجاري اتفاقيا‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات الموكل في عقد الوكالة‬
‫يترتب على عقد الوكالة التجارية بالنسبة للموكل‪_ :‬االلتزام بدفع األجرة _ االلتزام بتمكين‬
‫الوكيل التجاري من سبل إنجاز مهمته _ االلتزام برد المصروفات التي دفعها الوكيل من اجل‬
‫تنفيذ الوكالة مع تعويضه عن الضرر الذي قد يلحقه من جراء ذلك‪.‬‬
‫_‪_1‬التزام الموكل بدفع األجرة‪:‬وفقا للمادة ‪ 398‬من مدونة التجارة المغربية‪ ":‬يستحق الوكيل‬
‫التجاري أجرة تحدد باتفاق األطراف وعند غيابه بمقتضى أعراف المهنة‪ ،‬يمكن أن تنصب‬
‫األجرة إما جزئيا أو كليا‪ ،‬على عمولة يتكون وعاؤها من عدد أو قيمة القضايا التي تولى‬
‫إنجازها‪ ،‬وفي حالة غياب بند من العقد أو عرف المهنة‪ ،‬فإن مبلغ هذه العمولة تحدد بكيفية‬
‫معقولة من طرف المحكمة بمراعاة مجمل عناصر العملية"‪28‬يستحق الوكيل التجاري أجرة عن‬
‫االعمال التي يقوم بها‪ ،‬هذه األجرة التي قد يتفق على تحديد مقدارها كل من الطرفين‪ ،‬وفي حالة‬
‫عدم االتفاق على ذلك يرجع الى أعراف المهنة من أجل تحديدها بحسب االعمال التي قام بها‬
‫الوكيل التجاري‪ ،‬ويمكن أن تكون محددة بنسبة مئويةمعينة من االعمال التي يقوم بها‪.‬‬
‫ولإلشارة يمكن تحديد العمولة باألخذ بعين االعتبار مجموع العمليات المماثلة إذا أبرمت بمساعدة‬
‫أحد من االغيار أو على أساس منطقة جغرافية أو مجموعة معينة من األشخاص‪ ،‬من أجل كل‬
‫عملية تجاري أبرمت خالل سريان العقد‪ 29‬مع شخص ينتمي لهذه المنطقة أو لهذه المجموعة‬
‫مما يعني ان العمولة تستحق ليس فقط عن االعمال التي أنجزها الوكيل التجاري خالل العقد بل‬
‫أيضا على جميع العمليات التي يقوم بها أثناء مدة العقد مع شخص ينتمي للمنطقة الجغرافية التي‬
‫كلف بها‪.‬‬
‫أما في حالة عدم وجود اتفاق او عرف يحدد أجرة الوكيل التجاري فال تبقى إال السلطة التقديرية‬
‫للقاضي الذي يراعي جميع االعمال التي قام بها المعني باألمر‪ ،‬مع االخذ بعين االعتبار ظروف‬
‫كل نازلة على حدة‪30.‬من خالل ما سبق يتبين لنا الفرق الشاسع بين الوكالة التجارية والوكالة‬
‫المدنية على أساس أن هذه األخيرة األصل فيها أنها دون أجر إال أنه يمكن االتفاق عل تحديد‬
‫أجر معين وفق مقتضيات الفصل ‪888‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ":‬الوكالة بال أجر‪ ،‬ما لم‬
‫يتفق على غير ذلك‪."...‬‬

‫‪ :28‬وهو المقتضى ذاته الذي نص عليه الفصل ‪ 134_5‬من مدونة التجارة الفرنسية‪.‬‬
‫‪ :29‬انظر المادة ‪ 399‬من مدونة التجارة المغربية والمادة ‪ 6-134‬من مدونة التجارة الفرنسية‬
‫‪ :30‬محمد المقريني‪ ،‬العقود التجارية‪/‬عقد الوكالة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪138‬‬
‫‪9‬‬
‫ومن البديهي أنه من يمارس أي عمل من االعمال التجارية ال يمكن أن يلتزم بالقيام بأي تصرف‬
‫‪31‬‬
‫قانوني لفائدة الموكل التاجر دون أن يجني من وراء ذلك ربحا‪.‬‬
‫وبالمقابل ال يستحق الوكيل التجاري أية عمولة إذا ما استحقها الوكيل السابق عمال بالفقرة األولى‬
‫من المادة ‪ 400‬من مدونة التجارة‪ ،‬إال إذا تبين من الظروف أنه من االنصاف توزيع العمولة‬
‫بين الوكيلين التجاريين معا‪.‬‬
‫وإذا كان القانون واضح في استحقاق الوكيل التجاري لعمولة نتيجة القيام بالعمليات المكلف بها‬
‫إال أن السؤال الذي يثور في هذا الصدد يتعلق بزمن استحقاق هذه العمولة والحاالت التي ال‬
‫يستحق فيها الوكيل أية عمولة؟‬
‫بالنسبة لزمن استحقاق هذه العمولة؛ تجيبنا المادة ‪ 401‬من مدونة التجارة المغربية كالتالي‪":‬‬
‫تستحق العمولة بمجرد تنفيذ العملية من طرف الموكل أو من التاريخ المفترض لتنفيذها تطبيقا‬
‫لالتفاق الحاصل مع الزبون أو أيضا بمجرد قيام الزبون من جهته بتنفيذ العملية‪ .‬تؤدى العمولة‬
‫على األكثر في اليوم األخير من الشهر الموالي لألشهر الثالث التي استحقت فيها‪".‬‬
‫أما بالنسبة للحالة التي ال يستحق فيها الوكيل التجاري أية عمولة فتتمثل في عدم تنفيذ العقد‬
‫المبرم بين الزبون والموكل ودون أن يعزى ذلك لهذا األخير‪ ،‬وهو ما نصت عليهالمادة ‪401‬‬
‫في فقرتها الثالثة من مدونة التجارة‪ ":‬ال يمكن فقدان الحق في العمولة إال إذا ثبت أن العقد المبرم‬
‫بين الزبون والموكل سوف ال ينفذ دون أن يعزى لهذا األخير‪".‬‬
‫فيمكن مثال أن يفقد الوكيل التجاري الحق في العمولة عندما ال يؤدي الزبون ثمن المنتجات‬
‫المسلمة له من طرف الموكل‪ ،‬أو كون هذا األخير منع من تنفيذ التزاماته لسبب خارد عن إرادته‬
‫(القوة القاهرة‪ ،‬السبب األجنبي)‪ ،‬وفي هذه الحالة وحسب الفصل ‪ 401‬في فقرته الرابعة من‬
‫مدونة التجارة حتى لو قبض الوكيل التجاري العمولة او جزء منها يجب إرجاعها للموكل لوجود‬
‫‪32‬‬
‫موانع الحصول على العمولة المتفق عليها‪.‬‬
‫_‪ _2‬االلتزام بتمكين الوكيل من سبل إنجاز مهمته‪ :‬حسب نص المادة ‪ 395‬من مدونة التجارة‬
‫في فقرتها الثالثة؛ " يجب على الموكل ان يمكن الوكيل التجاري بسبل إنجاز مهمته التي يجب‬
‫عليه القيام بها كرجل حرفة كفء"‪.33‬‬
‫وحتى يتسنى للوكيل التجاري القيام بالمهام المكلف بها‪ ،‬يلزم تمكينه بسبل إنجاز مهمته حيث‬
‫يجب عليه أن يم َّكن بالوسائل الضرورية لممارسة نشاطه‪ ،‬وأن يمكن أيضا من جميع المعلومات‬
‫الضرورية حول المنتجات أو الخدمات التي تعتبر محل عقد الوكالة التجارية وتلك المتعلقة‬

‫‪ :31‬محمد بوطي‪ ،‬التزامات الوكيل؛ رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق جامعة محمد الخامس بالرباط ص ‪141‬‬
‫‪ :32‬محمد المقريني؛ مرجع سابق ص ‪141‬‬
‫‪33‬‬
‫‪: l’article 134-4 aliméa 2 du code de commerce français prévoit que: < Le mandatant doit mettre l'agent commercial en mesure‬‬
‫>‪d'exécuter sons mondat.‬‬
‫‪10‬‬
‫بتنفيذ العقد وذلك بان يشعره في كل مرة يرى فيها بأن مردود العمليات التي يقوم بها قد انخفض‬
‫مقارنة مع المردود المنتظر تحقيقه من نفس العملية‪.34‬‬
‫ونود اإلشارة إلى انه من مصلحة الموكل أيضا أن يزود الوكيل التجاري بجميع المعلومات التي‬
‫بموجبها تيسير ارتباط الوكيل بالزبناء ويتعلق االمر بالمدة التي تستغرقها عملية الصنع وآجال‬
‫التسليم‪ ،‬ثمن المنتجات‪ .....‬إلخ‪ .‬ومن اجل التنفيذ الحسن للعقد يستلزم ضرورة تزويد الوكيل‬
‫أيضا بعينات من المنتجات التي يرغب ترويجها وكذا معلومات حول الخدمات التي يقدمها‪ ،‬هذا‬
‫كله سوف يساعد الوكيل التجاري عند القيام بعملية تنفيذ عقد الوكالة التجارية ‪.35‬‬
‫_‪ _3‬االلتزام برد جميع المصروفات التي دفعها الوكيل‪:‬قد يعمل الوكيل على اقتناء ما يحتاج‬
‫إليه لتنفيذ الوكالة إما من مال موكله أو مما اضطر الى تسبيقه من ماله الخاص وهذا مع االخذ‬
‫بعين االعتبار حد الغرض الالزم للقيام بمهمته وفقا لما جرى به العرف والعادة في مثل التوكيل‬
‫بذات المهمة ودون االضرار بموكله‪ ،36‬إال أنه اذا توفرت للوكيل أسباب خطيرة تدفعه الى‬
‫مخالفة التعليمات التي تلقاها أو الى مخالفة ما جرى عليه العرف‪ ،‬وجب عليه أن يبادر بإخطار‬
‫الموكل بها في أقرب فرصة‪ ،‬وعليه أن ينتظر تعليماته ما لم يكن في االنتظار خطر‪ ،37‬وكل ما‬
‫اقتناه الوكيل من أشياء يحتاجها لتنفيذ الوكالة يجب الحفاظ عليها تحت طائلة المسائلة القانونية‬
‫وفقا لمقتضيات الفصل ‪909‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬إذا كانت الوكالة بأجر‪ ،‬فإن الوكيل‬
‫يسأل عن األشياء التي يتسلمها بمناسبة وكالته وفقا لما هو مذكور في الفصل ‪ 38807‬فكل هذه‬
‫الصوائر التي قد يخطر الوكيل لدفعها أو الخسائر التي تحملها تتطلب استرجاعها من طرف‬
‫الموكل‪.‬‬
‫إن المصروفات التي أنفقها الوكيل تجد مبررها للمطالبة بها من خالل الفصل ‪ 914‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود الذي ألزم الموكل‪- :‬أوال‪ -‬أن يدفع ما اضطر الى تسبيقه من ماله الخاص‬
‫وإلى إنفاقه من المصروفات من أجل تنفيذ الوكالة في حدود ما كان الزما لهذا الغرض‪- .‬ثانيا‪-‬‬
‫تخليص الوكيل من االلتزامات التي اضطر إلى التعاقد عليها‪ ،‬نتيجة تنفيذه لمهمته أو بمناسبة‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪:/ Naserdin El Hage,op,cit, p 716‬‬
‫‪_Riper et Roblot, op.cit., p 716‬‬
‫‪_ Axel de Theux, op, cit, p 95-96‬‬
‫‪ :35‬محمد بوطي؛ مرجع سابق ص ‪50‬‬
‫‪ :36‬على الوكيل وفقا للفصل ‪ 903‬من ق‪.‬ل‪.‬ع " أن يبذل في أدائه المهمة التي كلف بها عناية الرحل المتبصر حي الضمير وهو مسؤول عن الضرر الذي يلحق الموكل‬
‫نتيجة انتفاء هذه العناية إذا لم ينفذ اختيارا مقتضى الوكالة أو التعليمات التي تلقاها او إذا لم يتخذ ما يقتضيه العرف في المعامالت‪'....‬‬
‫‪ :37‬انظر المادة ‪ 903‬في فقرتها الثانية من ق‪.‬ل‪.‬ع الصادر بتنفيذه ظهير شريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬أغسطس ‪1913‬‬
‫‪ :38‬وفقا للفصل ‪ 807‬من ق‪.‬ل‪.‬ع" يضمن المودع عند الهالك أو الضرر الناتج من أي سبب كان يمطن التحرر منه أو ال عندما يأخذ اجرا عن حفظ الوديعة ثانيا_ عندما‬
‫يستلم الودائع بحكم مهنته أو وظيفته"‬
‫‪11‬‬
‫وأخيرا تجدر اإلشارة إلى أن الموكل ملزم أيضا بتعويض الوكيل التجاري عن االضرار الناتجة‬
‫عن تنفيذ الوكالة‪ ،‬وهذا ما يستخلص باعتماد مفهوم المخالفة لنص الفصل ‪ 914‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود المقابل لنص المادة ‪ 2000‬من القانون المدني الفرنسي‪.39‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار الوكالة بالنسبة للغير‬
‫إذا كان عقد الوكالة يرتب آثار متبادلة بين أطرافه كما تمت دراسته‪ ،‬فإنه يرتب أيضا آثارا في‬
‫مواجهة الغير سواء فيما يتعلق بعالقة الوكيل بالغير (الفقرة األولى)‪ ،‬أو عالقة الموكل بالغير‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولـى‪ :‬عالقـة الوكيــل بالغيـر‬
‫إن مهمة الوكيل التجاري تلزمه القيام بالعمليات التجارية المكلف بها‪ ،‬وفي هذا الشأن يتعامل‬
‫الوكيل باسم الموكل ولحسابه‪ ،‬الذي قد يكون تاجرا أو منتجا أو ممثال تجاريا آخر‪ ،‬ففي هذه‬
‫الحالة يكون الوكيل التجاري نائبا عن موكله‪ ،‬والنائب يتكلم باسم منوبة ويتفاوض ويلزم الغير‬
‫ويلتزم عنه‪ ،‬ألن لسان الوكيل ناطق بلسان الموكل سواء في االلتزام او اإللزام‪ ،40‬حيث تنصرف‬
‫إليه آثار كل التصرفات التي قام بها‪ ،‬أي أن تصرفات الوكيل التي تكون باسم ولحساب الموكل‬
‫تنصرف مباشرة إلى ذمة األصيل التي سيصير دائنا أو مدينا بعد تنفيذ الوكالة‪ ،‬وهذا ما يزكي‬
‫في حالة حدوث نزاع بين الوكيل والزبون إمكانية رفع هذا األخير لدعواه مباشرة على الموكل‬
‫حسب الفصل ‪ 921‬من قانون االلتزامات والعقود " الوكيل الذي يتعاقد بصفته وكيال وفي حدود‬
‫وكالته ال يتحمل شخصيا بأي التزام اتجاه من يتعاقد معهم‪ ،‬وال يسوغ لهؤالء الرجوع إال على‬
‫الموكل"‪ .‬وحسب مقتضيات الفصل ‪ 925‬من نفس القانون السابق الذكر فإن التصرفات التي‬
‫يجريها الوكيل على وجه صحيح باسم الموكل وفي حدود وكالته تنتج آثارها في حق الموكل‬
‫فيما له وعليه‪ ،‬كما لو هو الذي أجراها بنفسه"‪.‬‬
‫وأضاف الفصل ‪ 926‬من نفس القانون بأنه يلتزم الموكل مباشرة بتنفيذ التعهدات المعقودة‬
‫لحسابه من الوكيل في حدود وكالته‪ .‬وهكذا فإن الوكيل ال يكون مسؤوال إن كان التصرف الذي‬
‫أبرمه مع الغير باسم الموكل باطال او قابال لإلبطال حتى ولو أصاب الغير ضررا من تنفيذ‬
‫الوكالة‪ ،‬ما لم يثبت خطأ من جانبه‪.‬‬
‫فمثال يكون الموكلهو المسؤول إذا سلم شيكا بدون رصيد للوكيل التجاري الذي سلمه بدوره‬
‫للغير‪ ،‬إال أنه يشترط أال يكون الوكيل التجاري عالما بذلك‪ ،‬ألنه في حالة إثبات خطئه يكون‬
‫مسؤوال‪.41‬‬

‫‪ : 39‬ويكون التعويض محل من طرف الموكل‪ :‬إذا كان تنفيذ الوكالة هو السبب الذي أدى إلى حدوث الضرر أال يصدر خطأ من جانب الوكيل‪.‬‬
‫‪ : 40‬عبد الرحمان بلعكيد؛ االحكام‪ ،‬االثار‪ ،‬االنقضاء‪ ،‬النماذج‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬سنة ‪ 2014‬ص ‪187-186‬‬
‫‪ :41‬خالد بنيس‪ ،‬مرجع سابق ص ‪59‬‬
‫‪12‬‬
‫الفقرة الثـــانية‪ :‬عالقـة المـوكـل بالغيـر‬
‫هذه العالقة هي التي تتجسد فيها آثار الوكالة بصورة واضحة‪ ،‬إذ أن آثار العقد تنسحب مباشرة‬
‫على هاذين الطرفين‪ ،‬وأن الموكل يلتزم مباشرة اتجاه الغير المتعاقد مع الوكيل الذي تعاقد معه‬
‫وذلك وفق مقتضيات الفصل ‪ 925‬من قانون االلتزامات والعقود " التصرفات التي يجريها‬
‫الوكيل على وجه صحيح باسم الموكل وفي حدود وكالته تنتج آثارها في حق الموكل فيما له‬
‫وعليه‪ ،‬كما لو كان هو الذي أجراها بنفسه"‪ .‬فالموكل يلتزم بتنفيذ ما التزم به الوكيل تجاه الغير‬
‫الذي تعاقد معه إال ان هذا ال يتحقق إال إذا توافرت الشروط التالية‪:‬‬
‫_أن يتصرف الوكيل باسم الموكل‪ :‬وهو ما نص عليه الفصل‪ 925‬من قانون االلتزامات والعقود‬
‫" التصرفات التي يجريها الوكيل على وجه صحيح باسم الموكل‪ ".....‬وأكده قرار صادر بتاريخ‬
‫‪ 32/6/1925‬عن محكمة االستئناف بالرباط والذي جاء فيه {إن الوسيط الذي يبيع للغير‬
‫بضاعة مثلية معهود إليه بيعها من طرف موكله‪ ،‬فيعقد الصفقة باسمه الشخصي ويضيفها‬
‫لنفسه‪ ،‬ال يحدث أي رابطة حقوقية بين المشتري والموكل‪.}42‬‬
‫_أن يتصرف الوكيل في حدود وكالته‪ :‬حسب مقتضيات الفصل ‪ 926‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود بانه " يلتزم الموكل مباشرة بتنفيذ التعهدات المعقودة لحسابه من الوكيل في حدود‬
‫وكالته"‪ .‬ففي قرار صادر عن المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) بتاريخ ‪25/2/1985‬‬
‫اعتبر بأن سحب االجير لمبلغ مالي مقابل عمولته تعسف في استعمال الوكالة‪ .‬بالتالي يجب‬
‫‪43‬‬
‫على الوكيل القيام بكل ما تقتضيه مصلحة الموكل‪.‬‬
‫_ان يجري الوكيل التصرفات على وجه صحيح‪ :‬بالرجوع إلى الفصل ‪ 927‬من القانون السابق‬
‫الذكر فإنه ال يلزم الموكل بما يجريه الوكيل خارج حدود وكالته أو متجاوزا إياها‪ ،‬إال في‬
‫الحاالت التالية‪ - :‬إذا أقره ولو داللة ‪-‬إذا استفاد منه ‪-‬إذا أبرم الوكيل التصرف بشروط أفضل‬
‫‪44‬‬
‫مما تضمنته تعليمات الموكل‪.‬‬

‫‪ :42‬محمد بوطي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪51‬‬


‫‪ :43‬قرارا عدد ‪ 194‬صادر عن المجلس االعلى بتاريخ ‪ 25‬فبراير ‪ 1985‬منشور بالمجلة المغربية للقانون عدد ‪ 4،‬ص ‪ 268‬إشارة إليه‪ :‬الحسن البوعيسى‬
‫‪ :44‬محمد المقريني‪ ،‬مرجع سابق ص ‪147‬‬
‫‪13‬‬
‫المبـــحث الثـــاني‪ :‬انقضاء عقــد الوكالـــة‬

‫يُعد عقد الوكالة التجارية صورة من صورعقد الوكالة المدنية حيت يخضع في كيفيات إنعقاده وإنتهائه‬
‫إلى القواعد العامة المتعلقة بعقد الوكالة المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬فيما عدا ما‬
‫‪45‬‬
‫تتضمنه مدونة التجارة من أحكام خاصة تنطبق على أحكام تنفيذ الوكالة التجارية‬
‫هذا وقد ينتهي عقد الوكالة التجارية لسبب غير منصوص عليه في العقود األخرى‪ ،‬ويرجع ذلك إلى‬
‫خصوصية هذا العقد‪ ،‬وبالتالي سنحاول من خالل هذا المبحث إبراز األسباب التي قد تؤدي إلى انتهاء عقد‬
‫الوكالة وذلك من خالل مطلبين‪ ،‬األول سنتناول فيه األسباب اإلرادية النتهاء عقد الوكالة التجارية‪ ،‬أما‬
‫المطلب الثاني فسوف نخصصه لألسباب الغير اإلرادية النتهاء عقد الوكالة التجارية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األسباب اإلرادية النتهاء عقد الوكالة‬


‫لم تعالج مدونة التجارة المغربية وبعض القوانين المقارنة منها القانون التجاري الفرنسي‬
‫موضوع انقضاء الوكالة التجارية‪ ،‬إال بإيراد بعض المقتضيات الخاصة بالوكالة التجارية‬
‫لذالك كان البد لنا من الرجوع إلى القواعد العامة المقررة إلنقضاء العقود‪ .‬هذا وبالرجوع إلى‬
‫الفصل ‪929‬من ق‪.‬ل‪.‬ع نالحظ أن المشرع أكدعلى أنه تنتهي الوكالة‬
‫‪-‬أو ً‬
‫ال‪ :‬بتنفيذ العملية التي أعطيت من أجلها‪.‬‬
‫‪-‬ثانياً‪ :‬بوقوع الشرط الفاسخ الذي علقت عليه‪ ،‬أو بفوات األجل الذي منح لغايته‪.‬‬
‫‪-‬ثالثاً‪ :‬بعزل الوكيل‪.‬‬
‫‪-‬رابعاً‪ :‬بتنازل الوكيل عن الوكالة‪.‬‬
‫‪-‬خامساً‪ :‬بموت الموكل أو الوكيل‬
‫‪-‬سادساً‪ :‬بحدوث تغيير في حالة الموكل أو الوكيل من شأنه أن يفقده أهلية مباشرة حقوقه‪ ،‬كما‬
‫هو الحال في الحجز واإلفالس‪ ،‬وذالك ما لم ترد الوكالة على أمور يمكن للوكيل تنفيذها برغم‬
‫حدوث هذا التغيير في الحالة‪.‬‬
‫‪-‬سابعاً‪ :‬بإستحالة تنفيذ الوكالة لسبب خارج عن إرادة المتعاقدين‪.‬‬
‫وتجدراإلشارة إلى أن الفصل ‪ 930‬أكد هو األخر على ان الوكالة المعطاة من شخص معنوي‬
‫تنتهي هي األخرى بإنتهاء الشخص المعنوي‪.‬‬

‫‪45‬محمد المقريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪154‬‬


‫‪14‬‬
‫ولهذا فالمالحظ من الفصل ‪929‬و ‪930‬من ق‪.‬ل‪ .‬ع أن الوكالة قد تنتهي بتوفر مجموعة من‬
‫األسباب لهذا سنحاول من خالل هذا المطلب الحديث عن األسباب اإلرادية المؤثرة على‬
‫إنقضاء أو إنتهاء الوكالة وذالك من خالل فقرتين‪ .‬الفقرة األولى سنتحدث فيها عن إنقضاء‬
‫عقد الوكالة بالتنفيذ مع وكذالك بوقوع الشرط الفاسخ الذي علقت عليه‪ ،‬على أن نخصص‬
‫الفقرة الثانية إلنتهاء عقد الوكالة بسبب عزل أوتنازل الوكيل عن الوكالة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إنتهاء الوكالة بالتنفيذ وبوقوع الشرط الفاسخ الذي علقت عليه‬
‫تنتهي الوكالة بإنتهاء الغرض منها وذالك بأن يتم الوكيل التصرف الذي وكل فيه دون‬
‫زيادة أو نقصان (أوالا) كما قد تنتهي الوكالة التجارية بوقوع شرط فاسخ علقة عليه إما‬
‫بمبادرة من الوكيل أو الموكل (ثانيا)‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬انتهاء الوكالة بالتنفيذ‪:‬‬
‫يمكن للوكالة أن تنتهي بإنتهاء الغرض منها بحيت يمكن للوكيل حق التصرف الذي وكل‬
‫فيه دون أن يزيد على التصرف او ينقص فيه‪،‬فقد يكون محل الوكالة هو شراء شيئ ما مع‬
‫إمتداد الوكالة إلى حين تسليم الشيئ المبيع للموكل أورقد يكون محل الوكالة تصريف منتجات‬
‫للزبناء الدين سبق أن طالبو بالمنتوج أو البحت عن زبناء أخرين من أجل الزيادة في‬
‫المنتوج‪ 46‬ومن هنا يمكن القول على أن إنتهاء عقد الوكالة بالتنفيذ يعتبر من بين األسباب‬
‫العامة إلنتهاء الوكالة بحيت يعتبر هذا اإلنتهاء هو إنتهاء مألوف سببه تنفيذ عقد الوكالة‪،‬وذالك‬
‫قد يكون راجع لسببين األول يتعلق بإتمام العمل محل الوكالة بحيث تنتهي بإتمام الوكيل العمل‬
‫الذي وكل فيه‪،‬وكذالك بعدم النجاح في العمل‪،‬ويعود لقاضي الموضوع تقدير ما إذا كانت‬
‫الوكالة قد إنتهت بإنجاز العمل أو بعدم النجاح فيه أما السبب الثاني فيتعلق بإنتهاء عقد الوكالة‬
‫بسبب إنقضاء األجل المحدد لها بحيت تنتهي الوكالة بانقضاء األجل الذي يحدده المتعاقدان‪.‬‬
‫ومثال ذلك أن يوكل شخص شخصا ً آخر في إدارة متجره لمدة سـنة‪ ،‬فتكون الوكالة في هذه‬
‫الحالة كاإليجار عقدا ً زمنياً‪ ،‬فتنتهي الوكالة بانقضاء األجل المحدد لها‪ ،‬وإذا استمر الوكيل بعد‬
‫انقضاء األجل في تنفيذ الوكالة بعلم الموكل ومن دون معارضة‪ ،‬كان هناك تجديد ضمني‬
‫للوكالة‪.‬‬
‫وقد يكون األجل المحدد للوكالة أجالً غير معين وال يُعرف ميعاد حلوله‪ ،‬كأن يوكل شخص‬
‫شخصا ً آخر في إدارة أمواله طوال مدة غيابه في سفر‪ ،‬فتنتهي الوكالة بعودة الموكل من السفر‬
‫من دون أن يكون ميعاد هذه العودة معروفا ً‪ .‬وكذلك يجوز أن يوكل شخص شخصا ً آخر مدة‬

‫‪46‬محمد المقريني‪ ،‬مرجع سابق ص ‪156‬‬


‫‪15‬‬
‫حياة الموكل أو مدة حياة الوكيل‪ ،‬ففي هذه الحالة تنتهي الوكالة بموت أي من المتعاقدين ألن‬
‫أجل اإلنسان غير معروف‪.‬‬
‫علقت على شرط اإللغاء‪ ،‬كأن يوكل أحدهم شخصا ً لينوب عنه في‬ ‫وكذلك تنتهي الوكالة إذا ُ‬
‫تصريف أعماله وإدارة شؤونه حتى يحضر من السفر‪ ،‬فهذه الوكالة تتضمن شرطا ً فاسخا ً‬
‫‪47‬‬
‫هوحضور الموكل من السفر‪ ،‬فمتى حضر يتحقق شرط اإللغاء وتنتهي الوكالة‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬إنتهاء الوكالة بوقوع الشرط الفاسخ الذي علقت عليه‪:‬‬
‫بالرجوع إلى القواعد العامة فإن الموكل يملك الحق في فسخ عقد الوكالة متى بدى له‬
‫ذالك‪ ،‬إنها قاعدة الفسخ التي يمكن أن يلجأ إليها الموكل في حالة ارتكب خطأ من طرف‬
‫الوكيل‪ ،‬ونفس الشيئ يقال بالنسبة للوكيل حيت يملك بدوره هذه اإلمكانية‬
‫إال أن هذه القاعدة قد تتعارض مع ما يسمى بتحقيق المصلحة المشتركة لألطراف‪ ،‬ألن فتح‬
‫الباب إلمكانية الفسخ لمجرد إرتكاب خطأ من أحد األطراف من الصعب تقبلها وذالك راجع‬
‫لألثار الخطيرة التي تترتب عن إمكانية الفسخ‪.‬‬
‫أ) فسخ عقد الوكالة التجارية بمبادرة من الوكيل التجاري‪ :‬وفقا ً للقواعد العامة فإن الوكيل من‬
‫حق فسخ الوكالة بمبادرة منه وهذا ما نص عليه عليه الفصل ‪ 942‬من ق‪.‬ل‪.‬ع " إذا فسخ‬
‫الموكل أو الوكيل العقد بغتة‪ ،‬وفي وقت غير الئق ومن غير سبب معتبر‪ ،‬ساغ الحكم ألحدهما‬
‫على اآلخر بالتعويض عما لحقه من ضرر‪ ،‬ما لم يتفق على غير ذلك‪ .‬والقاضي هو الذي‬
‫يحدد التعويض في وجوده ومداه‪ ،‬وفقا لطبيعة الوكالة وظروف التعامل وعرف المكان‪".‬‬
‫يتبين إذن من مضمون هذه المادة بمفهوم المخالفة أن الوكيل يمكن أن يبار بفسخ العقد شريطة‬
‫إشعار الموكل بذالك وأن يكون الوقت في صالح الموكل‪ ،‬وأن يكون لهذا الفسخ سبب مشروع‬
‫أو معتبر وفي حالة المخالفة‪ ،‬من حق الموكل في هذه الحالة أن يطالب بالتعويض عن الضرر‬
‫الذي لحقه من جراء الفسخ المفاجئ للعقد‪.‬‬
‫ب) فسخ عقد الوكالة التجارية بمبادرة من الموكل‪ :‬إذا كان الوكيل له الحق في فسخ عقد‬
‫الوكالة‪ ،‬فبالمقابل الموكل يملك بدوره الحق في فسخ عقد الوكالة إال أن القانون يلزمه بأن‬
‫يبرر موقفه هذا باإلستناد إلى أحد األسباب المنصوص عليها قانونا كخطأ الوكيل على سبيل‬
‫‪48‬‬
‫المثال‪...‬وترتب عن ذالك إمكانية المطالبة بالتعويض من طرف الوكيل‬

‫‪ 47‬ياسر عياش‪ :‬عقد الوكالة‪ :‬الموسوعة الحرة مقتطف من الموقع‪ https://arab-ency.com.sy/law/details/25764/5:‬تم االطالع عليه في‬
‫‪3/03/2023‬على الساعة ‪2.22‬ليالً‪.‬‬
‫‪" 48‬وهوما تضمنته مقتضيات المادة ‪ 942‬من ق‪.‬ل‪.‬ع السابق اإلشارة إليها المادة ‪2003‬من المدونة المدنية الفرنسية‪".‬‬
‫‪16‬‬
‫وهذا يستلزم وجود سبب حقيقي يستنذ عليه الموكل من أجل فسخ عقد الوكالة حتى ال يتعرض‬
‫ألي مطالبة بالتعويض من طرف الوكيل التجاري هذه األسباب التي تكون راجعة إلى قوة‬
‫قاهرة أو حادث فجائي أو إلى خطأ جسيم إرتكبه الوكيل التجاري‬
‫ووفقا ً لما تم دكره فإن فسخ عقد الوكالة من طرف الموكل ودون أن يستند في ذالك إلى أي‬
‫مبرر يفتح الباب أمام الوكيل بمطالبته بالتعويض عن الضررالالحق به بسبب هذا الفسخ غير‬
‫المبرر‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إنتهاء الوكالة بسبب عزل أو تنـــازل الوكيـــل‬
‫يحق للموكل متى رأي أن ذالك في مصلحته أن يعزل الوكيل في أي وقت وقبل إنتهاء عقد‬
‫الوكالة‪ ،‬وإذا كان الموكل يملك هذه اإلمكانية فإن الوكيل أيضا ً من حقه أن يتنازل عن الوكالة‬
‫في أي وقت شاء وهومايجعلها هذه الخصوصية كسبب من األسباب اإلرادية التي يحق فيها‬
‫لكال الطرفين إنهاء عقد الوكالة‪.‬‬
‫وبهذا فإنتهاء عقد الوكالة قد يكون بسبب عزل الوكيل(أوالا)أوبتنازل الوكيل(ثانيا ا)‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬إنتهاء عقد الوكالة بعزل الوكيل‪:‬‬
‫أن المشرع المغربي في عقد الوكالة التجارية يعبر عن اإللغاء باإلنهاء وقد أعطى‬
‫اإلمكانيةلوضع حد للنيابة التجارية للموكل والوكيل معا ً دون تمييز بينهما وهذا ما عبرعنه من‬
‫خالل مقتضيات الفقرة الثانية من المادة ‪396‬من مدونة التجارة "يمكن إبرام عقد الوكالة‬
‫التجارية ألجل مدة محددة أو غير محددة‪ .‬والعقد ذو المدة المحددة الذي يستمرأطرافه في‬
‫تنفيذه بعد انصرام مدته‪ ،‬يصير عقدا غير محدد‪ .‬يمكن لكل طرف وضع حد لعقد غير محدد‬
‫المدة بتوجيه إشعار للطرف اآلخر‪ .‬وهو نفس اإلتجاه الذي إعتمده المشرع الفرنسي في مدونة‬
‫التجارة الفرنسية بحيت أكد كدالك على أنه يمكن لكل طرف في عقد الوكالة التجارية وضع‬
‫حد لعقد غير محدد المدة شريطة توجيه إشعار للطرف األخر‪.‬‬
‫واإلستثناء على عدم التمييز هو إمكانية فسخ العقد من طرف الموكل في حالة إرتكاب‬
‫الموكل لخطأ جسيم وبدون إشعار كما هو الحال لفسخ عقد الوكالة التجارية وإنتهاء العقد بقوة‬
‫القانون لسبب غير إرادي سنتحدت عنه الحقا ً في المطلب الثاني واألمر هنا يتعلق بالقوة‬
‫القاهرة او الحادث الفجائي‪ .‬هذا وبالرجوع إلى األحكام العامة لعقد الوكالة بصفة عامة نجد‬
‫بأن الفصل ‪ 49931‬من ق‪.‬ل‪.‬ع يجيز للموكل أن يلغي الوكالة متى شاء‪ ،‬وكل شرط يخالف‬
‫ذالك يكون عديم األثر بالنسبة للمتعاقدين وإلى الغير على حد سواء‪.‬‬

‫‪ : 49‬انظر الفصل ‪ 931‬من قانون االلتزامات والعقود الصادر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر في ‪ 12‬أغسطس ‪1913‬‬
‫‪17‬‬
‫وهنا أعطى القانون اإلمكانية للموكل في عزل وكيله وأعتبر أن كل إتفاق مخالف لحكمه‬
‫عديم األثر بالنسبة للمتعاقدين والغير بإستثناء الحالة التي إذا كانت الوكالة قد أعطيت في‬
‫مصلحة الوكيل أو الغير حيث اليمكن في هذه الحالة عزل المعني باألمر إال بموافقة ورضا‬
‫هذه األخير‪ 50.‬ويكفي إلثبات علم الوكيل بالعزل إعالمه ذلك عن طريق محضر‪ ،‬ولو كان هذا‬
‫اإلعالم باطالً من ناحية الشكل‪ ،‬إذ ال يشترط شكل خاص في العزل‪ .‬وال يكون للعزل أثر‬
‫رجعي‪ ،‬فإذا كانت الوكالة بأجر ولمدة معينة‪ ،‬استحق الوكيل األجر عن المدة التي سبقت‬
‫العزل‪.‬‬
‫ويجب على كل حال أن يتخذ الوكيل بعد علمه بالعزل جميع اإلجراءات الالزمة لحفظ‬
‫مصالح الموكل‪ ،‬حتى يتمكن هذا األخير من صون مصالحه بنفسه أو بواسطة نائبه في حال‬
‫إفالسه أو نقص أهليته أو ورثته أو النائب عنهم في حال الوفاة‪ .‬ومن ثم يترتب على ذلك قيام‬
‫الوكيل بجميع التدابير المستعجلة والتحفظية لصون مصالح الموكل وفق ما تقتضيه الظروف‪.‬‬
‫فإذا بدأ الموكل بجني المزروعات وبيعها وجب عليه االستمرار حتى يصل إلى مرحلة تكون‬
‫‪51‬‬
‫معها مصالح الموكل مضمونه‪ ،‬وليس من الضروري االنتهاء من بيع المزروعات بأكملها‬
‫وبالرجوع إلى الفصل ‪932‬من ق‪.‬ل‪.‬ن نالحظ أنها تحدد طرق اإللغاء الوكالة من طرف‬
‫الموكل والذي قد يكون صريحا ً كأن يعمد الموكل إلى إزالة رسم التوكيل من يد الوكيل أو‬
‫ضمنياً‪ ،‬يستنتج من ظروف الحال ومالبساته كأن يعمد الموكل مثالً إلى القيام بتنفيذ عقد‬
‫الوكالة بنفسه أويعمد إلى تعيين وكيل جديد يقوم بمهمة الوكيل السابق‪.‬‬
‫ويترتب على إمكانية العزل التي يتمتع بها الموكل حسبما هو وارد في الفصل ‪931‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع أيضا ً أحكام خاصة‬
‫بحيت أن الفصل ‪933‬من نفس القانون نجده ينص على أنه إذا أعطيت الوكالة من عدة‬
‫أشخاص من أجل الصفقة‪ ،‬لم يسغ إلغاؤها إال بموافقتهم جميعا ً غير أنه إذا كانت هذه الصفقة‬
‫قابلة للتجزئة فإن اإللغاء الحاصل من أحد الموكلين ينهي الوكالة بالنسبة إلى نصيبه منها‬
‫كما يجوز في شركة التضامن وغيرها من الشركات إلغاء الوكالة من طرف أي واحد من‬
‫الشركاء الذين لهم صالحية منحها بإسم الشركة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان ق‪.‬ل‪.‬ع أكد على أنه في حالة تطلب القانون شكالً خاصا ً إلنشاء‬
‫‪52‬‬
‫الوكالة‪ ،‬وجب مراعاة نفس هذا الشكل في إلغائها‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬إنتهاء الوكالة بتنازل الوكيل‪:‬‬

‫‪ 50‬محمد المقريني‪ :‬العقود التجارية‪ .‬مرجع سابق ص ‪159‬‬


‫‪ 51‬ياسر عياش‪ :‬عقد الوكالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬الفقرة الرابعة‬
‫‪ 52‬ودالك على اعتبار أن عقد الوكالة التجارية يشترط فيه الكتابة كشرط لالنعقاد وليس فقط لإلثبات ودالك حسب المادة ‪397‬من مدونة التجارة لسنة‬
‫‪" 1996‬يثبت عقد الوكالة التجارية‪ ،‬وعند االقتضاء تعديالً بالكتابة"‬
‫‪18‬‬
‫للموكل الحق في إنهاء عقد الوكالة التجارية فللوكيل التجاري دات الحق في إنهاء الوكالة‬
‫وذالك حسب ما جاءت به المادة ‪396‬من مدونة التجارة المغربية "‪ .....‬يمكن لكل طرف‬
‫وضع حد لعقد غير محدد المدة بتوجيه إشعار للطرف اآلخر‪".‬‬
‫فال يمكن ان يجبر أحد على البقاء على عقد الوكالة التجارية‪ ،‬إال إذا كان دالك مشروط بعدم‬
‫اإلضرار بالموكل وهو ما يتم التأكد منه من خالل توجيه إشعار بالطرق القانونية التي تفيد‬
‫ذالك وباحترام اآلجل المنصوص عليها قانونا ً وهي‬
‫شهر واحد بالنسبة للسنة األولى من العقد‪.‬‬
‫شهران بالنسبة للسنة الثانية من العقد‪.‬‬
‫ثالتة أشهر من السنة الثالثة من العقد‪.‬‬
‫وقد تضمنت القواعد العامة للوكيل بدورها مقتضيات مشابهك في حالة رغبة الوكيل‬
‫التنازل عن الوكالة فحسب المادة ‪935‬من ق‪.‬ل‪.‬ع تنص على أنه ال يحق للوكيل التنازل عن‬
‫الوكالة إال إذا أخطر به الموكل‪ .‬وهو مسؤول عن الضرر الذي يرتبه هذا التنازل للموكل‪ ،‬إذا‬
‫لم يتخذ اإلجراءات الالزمة للمحافظة على مصلحة محافظة تامة إلى أن يتمكن من رعايتها‬
‫بنفسه‪.‬‬
‫فالمالحظ أن هذا الفصل يبين لنا ان أحقية الوكيل في التنازل عن الوكالة ليس حق مطلق بل‬
‫على العكس هو مقيد بضرورة إخطار الموكل مسبقا ً وأن يتخذ جميع التدابير الواجبة للمحافظة‬
‫على كل مصالحة‪ ،‬وذالك إلى أن يتولى هذا األخير تدبير أموره بنفسه أو يعين وكيالً آخر‬
‫ليقوم مقامه في تنفيذ الوكالة وفي حالة عدم إتخاد التدابير الالزمة لذالك يصبح مسؤوال مع‬
‫إمكانية مطالبته بالتعويض في حالة المخالفة‪.‬‬
‫وال يحق للوكيل التنازل عن الوكالة إذا كانت قد أعطيت له في مصلحة الغير‪ ،‬إال لمرض‬
‫أو عذر مقبول وفي هذه الحالة يجي عليه أن يخطر الغير الذي أعطيت الوكالة في مصلحته‬
‫‪53‬‬
‫بتنازله‪ ،‬وأن يمنحه أجال معقوال ليتدبر خالله أمره على نحو ما تقتضيه ظروف الحال‪.‬‬
‫فالوكيل ملزم بإخطار الغير الذي له مصلحة عند اإلقدام على التنازل عن الوكالة‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة يلزم بمنح هذا الغير أجالً معقوالً هذا األخير الذي يتغير بحسب ظروف وطبيعة الحال‬
‫كل وكالك على حدة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األسباب غير اإلرادية النتهاء عقد الوكالة‬

‫‪ :53‬انظر الفصل ‪936‬من قانون االلتزامات والعقود المغربية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬أغسطس‬
‫‪1913‬‬
‫‪19‬‬
‫ينتهي عقد الوكالة ألسباب قانونية الدخل إلرادة الموكل أو الوكيل شأن فيها وترجع‬
‫األسباب القانونية الخاصة إلنتهاء عقد الوكالةإلى خاصية اإلعتبار الشخصي وهذه األسباب‬
‫تتمثل في وفاة أحد أطراف العقد أو نقص أهليته (الفقرة األولى) كما أن عقد الوكالة كغيره من‬
‫العقود األخرى قد ينتهي باألسباب القانونية العامة إلنتهاء العقود والمتمثلة في إستحالة تنفيدها‬
‫(الفقرة الثانية)‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إنتهاء عقد الوكالة بالموت وفقدان األهلية‬
‫األصل في عقد الوكالة التجارية أنه يقوم على فكرة اإلعتبارالشخصي المبنية على الثقة‬
‫حيث تكون شخصية كل من المتعاقدين الموكل والوكيل التجاري محل اعتبار بالنسبة للمتعاقد‬
‫اآلخر‪ ،‬وبالتالي يترتب على انهيارهذا اإلعتبارانتهاء عقد الوكالة التجارية‪ ،‬ومن أهم األسباب‬
‫التي تؤدي إلى إنهياراإلعتبار الشخصي وفاة أحد طرفي هذا العقد‪ ،‬لذا سوف نتكلم عن هذه‬
‫المسألة على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ) انتهاء الوكالة بسبب موت الوكيل‪ :‬إن وفاة الوكيل من شـأنه أن ينهي الوكالة‪ ،‬ألن الموكـل‬
‫ال يعين وكيالً عنه إال إذا حاز على ثقته‪ .‬وإذا انتهت الوكالة فعلى الورثة الذين توافرت فيهم‬
‫األهلية وكانوا يعلمون بالوكالة أن يتخذوا جميع التدابير العاجلة والتحفظية لحفظ مصالح‬
‫الموكل‪.‬‬
‫بالنسبة لمدونة التجارة المغربية والقانون التجاري الفرنسي فقد تضمنا إمكانية صريحة‪ ،‬كانا‬
‫صريحين في إقرارها تتعلق بالذمة المالية لعقد الوكالة التجارية التي تتحول عن طريق ما‬
‫يسمى بإنتقال أو تحويل العقد‪.‬‬
‫وتبعدا لدالك فالعقد المبرم بين الوكيل وموكله يمكن أن ينتقل إلى وكيل آخر الذي يمكن أن‬
‫يتابع نفس العقد مع نفس الموكل‪ ،‬ففي هذه الحالة يجب على الوكيل السابق أن يقدم للموكل‬
‫الشخص الذي يتابع تنفيذ عقد الوكالة حتى يتم القبول من طرفه لهذه اإلمكانية يعتبر الرضا‬
‫والقبول ضروريان للتحول أو إنتقال عقد الوكالة في حالة وفاة الوكيل األصلي إلى وكيل آخر‬
‫يحل محله‪.‬‬
‫ب) إنتهاء الوكالة بوفاة الموكل‪ :‬إذا كانت الوكالة تنتهي بوفاة الوكيل فإنه تنتهي أيضا ً بموت‬
‫الموكل وهوما نص عليه الفصل ‪938‬من ق‪.‬ل‪.‬ع "موت الموكل أو حدوث تغيير في حالته‬
‫ينهي وكالة الوكيل األصلي ووكالة نائبه وال يسري هذا الحكم‬
‫*أوالً‪ :‬إذا كانت الوكالة قد أعطيت في مصلحة الوكيل أو في مصلحة الغير‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬إذا كان محلها إجراء عمل بعد وفاة الموكل على نحو يكون الوكيل معه في مركز منفذ‬
‫الوصايا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫وبهذا فإنطالقا ً مما سبق يمكن القول إن الوكالة تبقى قائمة حتى بعد موت الموكل بالنسبة‬
‫للحالتين السابق اإلشارة إليهما‪ .‬كاستثناء من األصل العام ان الوكالة تنقضي حتما بموت‬
‫الموكل سواء كان الوكيل يعمل لوحده أو مع عدة وكالء أخرين‪ ،‬وذالك النتهاء السلطة التي‬
‫يعتمد عليها الوكيل التجاري في القيام بالمهمة الكلف بها‪ .‬فالوكالة تقوم على اإلعتبار‬
‫‪54‬‬
‫الشخصي فال يمكن بعد ذالك ألي إرادة أن تحل محل أخرى ماتت‬
‫وقد يحدث في بعض األحيان أن يقوم الوكيل بتصرفات قانونية وهو يجهل موت موكله وفي‬
‫هذه الحالة فإن العقود الجديدة التي تتم خالل الفترة التي يجهل فيها واقعة الموت أو غيرها من‬
‫األسباب التي يترتب عليها إنقضاء الوكالة تكون صحيحة بشرط أن تكون يكون المتعاقد األخر‬
‫يجهل ذالك بدوره‬
‫إال أنه في حالة توفي الموكل بعد إبرام العقد فعلى الوكيل تنفيذ العقد‪ ،‬ويحل الورثة محل‬
‫‪55‬‬
‫مورثهم اي الموكل في التنفيذ والتسليم ويلتزمون بمقتضيات عقد الوكالة‪.‬‬

‫كما قد تنتهي الوكالة بالموت قد تنتهي بفقدان أهلية الوكيل أو الموكل فققدان أهلية‬
‫الموكل يترتب عنه توقف أهلية األداء لديه و يمنع من ممارسة حقوقه الشخصية والمالية إال‬
‫بحضور النائب الشرعي بعد جريان مسطرة التحجيز عليه وتوقف وكالته وتنتهي بالمقابل‬
‫مهمة الوكيل وتصفى الحقوق واإللتزامات المتبادلة تبعا ً آلثار الوكالة كما ان فقدان أهلية‬
‫الوكيل تجعله غير قادر على القيام بالمهام المكلف بها وهو ما يُستشف من القواعد العامة‬
‫لألهلية والمضمنة في مدونة األسرة‪،‬خصوصا ً بعد صدور الحكم بالتحجيز‪ 56‬وعلى من يعلم‬
‫بوجود هذا العارض إعالم الموكل والمحافظة على الوثائق واألشياء التي كانت في حوزته‬
‫إلرجاعها لمن له الحق فيها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انتهاء الوكالة باستحــــــــالة التنفيـــذ‬
‫بالرجوع إلى الفصل ‪929‬من ق‪.‬ل‪.‬ع يتبين على أن الوكالة تنتهي بتنفيذ العملية التي من‬
‫أجلها أعطيت ‪،‬الواضح هو أن هذه هي القاعدة العامة و التي تم الحديث عنها في المطلب‬
‫األول كسبب إرادي إلنتهاء الوكالة إال أن هذه القاعدة تعرف إستثناء يتعلق األمر بحالة‬
‫إستحالة التنفيذ كما هو الشأن لحالة القوة القاهرة أو الحادث الفجائي الذي حال دون إمكانية‬
‫التنفيذ ففي هذه الحالة ينص الفصل ‪ 7/929‬على ما يلي "تنتهي عقد الوكالة الوكالة بإستحالة‬

‫‪ : 54‬انظر الفصل ‪ 939‬من قانون االلتزامات والعقود المغربي الصادر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬أغسطس‬
‫‪1913‬‬
‫‪ 55‬عبد الرحمان بلعكيد‪ :‬الوكالة األحكام األثار‪-‬االنقضاء مرجع سابق‪ .‬ص‪266‬‬
‫‪" 56‬يصدر الحكم بالتحييز أو برفعه بناء على طلب من المعني باألمر‪ ،‬أو من النيابة العامة‪ ،‬أو ممن له مصلحة في ذلك‪ .‬تعتمد المحكمة في إقرار الحجر‬
‫ورفعه‪ ،‬على خبرة طبية وسائر وسائل اإلثبات الشرعية‪ .‬يشهر الحكم الصادر بالحجر أو برفعه بالوسائل التي تراها المحكمة مناسبة‪".‬‬
‫‪21‬‬
‫تنفيذها لسبب خارج عن إرادة المتعاقدين" و هو ما أكدته المادة ‪396‬من مدونة التجارة في‬
‫آخر الفقرة"ينتهي العقد(الوكالة التجارية)بقوة القانون بفعل القوة القاهرة" فعلى سبيل المثال قد‬
‫يعهد للوكيل بمنتوج لتصريفه للزبناء الذين سبقوا أن طالبوا به فيهلك هذا المنتوج بسبب‬
‫الفيضان ففي هذه الحالة ينتهي عقد الوكالة لوجود سبب خارج عن إرادة الوكيل حال دون‬
‫إمكانية التنفيذ أو جعل من إمكانية التنفيذ شيء مستحيل‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن إستحقاق الوكيل للعمولة رهين بتنفيذ الوكالة التي تعتبر من العقود‬
‫‪57‬‬
‫التبادلية التي يكون فيها محل إلتزام أحد أطراف العقد هو سبب إلتزام الطرف األخر‪.‬‬

‫‪ 57‬محمد المقريني‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.157‬‬


‫‪22‬‬
‫خـــــاتمة‬
‫عموما ‪ ،‬فإن عقد الوكالة التجارية من أهم العقود التي نظمها المشرع المغربي و فصل‬
‫في قواعدها و أحكامها ‪ ,‬فهي تعتبر ذات أهمية قصوى في معامالت و أنشطة التاجر ‪ ,‬خاصة‬
‫أنها قد أخذت حيز االنتشار بمعنى أن التعامل بها أصبح ال يقتصر على شخصين من نفس‬
‫المنطقة إذ أصبح لها طابع دولي فهي كذلك تعتبر الملجأ الذي يسلكه التاجر للقيام بنشاطاته‬
‫الكثيرة التي تسمح له بإبرام العديد من الصفقات باسمه و لحسابه عن طريق الوكيل الذي يلتزم‬
‫فيها بنقل إرادة الموكل إلى الغير الذي يتعامل معه ‪ ,‬و بالتالي تبرم الصفقة كأنه هو الذي قام‬
‫بها ‪.‬‬
‫فالغاية األساسية من لجوء التاجر إلى إبرام عقد الوكالة التجارية هو مساعدته على تغطية‬
‫متطلباته التجارية والخروج من مجال التجارة الداخلية إلى التجارة الدولية‪ ،‬وبالتالي يقوم بتوسيع‬
‫تجارته وتحقيق أهدافه‪ ،‬غير أن هذا العمل الذي يتلقاه ليس مجاني أي يلتزم الموكل في إطار‬
‫هذه الوكالة بدفع األجر‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق‪ ،‬فإن إخضاع عقد الوكالة يترتب على تنفيذ الوكالة التجارية التزامات‬
‫فيما بين المتعاقدين (الوكيل والموكل)‪ ،‬وهذه االلتزامات قد تكون مشتركة بين طرفي عقد الوكالة‬
‫أو التزامات خاصة بكل طرف فيها‪ ،‬ويبقى أهم التزام يقع على عاتق الموكل هو دفع األجر‬
‫للوكيل‪ ،‬كما يختلف انقضاء الوكالة التجارية عن الوكالة المدنية‪ ،‬ألن المشرع توسع في تعداد‬
‫حاالت انقضاء الوكالة المدنية‪ ،‬في حين تطرق إلى أسباب انقضاء الوكالة التجارية بكيفية‬
‫مختزلة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يمكن أن نخلص إلى أنه على الرغم من التحوالت والتغيرات التي‬
‫تطرأ على المجال المالي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬يمكن القول بأن المشرع المغربي قد نجح‬
‫إلى حد ما في حماية أطراف عقد الوكالة التجارية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫القوانين‪:‬‬
‫الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬أغسطس ‪ 1913‬بمثابة‬ ‫‪-‬‬
‫قانون االلتزامات والعقود‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.96.83‬الصادر في ‪ 15‬ربيع األول ‪ 1417‬الموافق لفاتح‬ ‫‪-‬‬
‫أغسطس ‪ 1996‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة‬
‫مدونة التجارة الفرنسية‬ ‫‪-‬‬
‫االمر رقم ‪ 59_75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬الموافق ل ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬الذي‬ ‫‪-‬‬
‫يتضمن القانون التجاري‪ ،‬المعدل والمتمم‬
‫الكتب‪:‬‬
‫_منير قزمان‪ .‬الوكالة التجارية في ضوء الفقه والقضاء‪ .‬االسكندرية سنة ‪.2004‬‬
‫_أحمد محرز القانون التجاري الجزائري (العقود التجارية)‪ .‬الجزء الرابع‪.‬‬
‫_إلياس ناصف‪ .‬الكامل في القانون التجاري‪ .‬الجزء األول‪ .‬بيروت‪.1981 .‬‬
‫_عبد الرحمن بلعكيد‪ .‬الوكالة (األحكام‪ .‬اآلثار‪ .‬اإلنقضاء‪ .‬النماذج)‪ .‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى سنة ‪2014‬‬
‫_عباس العبودي‪ .‬شريعة حمورابي‪ .‬سنة ‪2001‬‬
‫_خالد بنيس‪ .‬عقد الوكالة‪ ،‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة‪1997/1998‬‬
‫_بوعبيد عباسي‪ .‬العقود التجارية دراسة تحليلية وفق القانون المغربي والمقارن‪.‬‬
‫_محمد المقريني‪ .‬العقود التجارية‪/‬عقد الوكالة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪2021‬‬

‫الرسائل‪:‬‬
‫_ كوثر شوقي‪ .‬الطبيعة القانونية لعقد الوكالة التجارية في التشريع المغربي‪ .‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر‪ .‬كلية الحقوق بأكادير‬
‫_ أم كلثوم بوغابة‪ .‬عقد الوكالة التجارية‪ .‬أطروحة لنيل شهادة الدكتورة‪ .‬تخصص قانون‬
‫األعمال‪ .‬السنة الجامعية ‪2022-2021:‬‬

‫‪24‬‬
‫_ محمد بوطي‪ ،‬التزامات الوكيل؛ رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق جامعة محمد الخامس بالرباط‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫الوكالة التجارية في ضوء القانون والفقه والقضاء ‪https://www.droitentreprise.com‬‬

‫القرارات‪:‬‬
‫_ قرارا عدد ‪ 194‬صادر عن المجلس االعلى بتاريخ ‪ 25‬فبراير ‪ 1985‬منشور بالمجلة‬
‫المغربية للقانون عدد ‪ 4،‬ص ‪ 268‬إشارة إليه‪ :‬الحسن البوعيسى‬
‫_قرار عن محكمة النقض الفرنسية بالغرفة التجارية تضمن ما يلي‪:‬‬
‫‪C'est donc une faute grave de la part de l'agent de représenter une‬‬
‫"‪entreprise concurrente de celle de l'un de ses mondant‬‬
‫‪- Cas.Com:21 juin 1967, Bulle.civ 3 N° : 59. Cité par Jean marie‬‬
‫‪leloupe.op. Cite 10‬‬
‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫ياسر عياش‪ .‬عقد الوكالة‪. https://arab-ency.com.sy/law/details/25764/5 .‬‬
‫‪ https://www.droitentreprise.com‬الموقع االلكتروني‪.‬‬
‫المراجع باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪_Jean guyéont, po, cit, p 188:‬‬
‫‪_Fioert et Roblot, op, cit, p 676‬‬
‫‪_Naserdin El Hage,op,cit, p 716‬‬
‫‪_Riper et Roblot, op.cit., p 716‬‬
‫_‪_ Axel de Theux, op, cit, p 95-96‬‬

‫‪25‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1....................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المترتبة على عقد الوكالة ‪4............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التزامات المتعاقدين ‪4...................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التزامات الوكيل في عقد الوكالة ‪4.......................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات الموكل في عقد الوكالة ‪8.......................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار عقد الوكالة بالغير ‪11...............................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬عالقة الوكيل بالغير‪11.....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عالقة الموكل بالغير ‪12....................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬انقضاء عقد الوكالة ‪14...................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسباب اإلرادية النتهاء عقد الوكالة ‪14................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬انتهاء عقد الوكالة بالتنفيذ وبوقوع الفسخ الذي علقت عليه ‪15.........‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انتهاء عقد الوكالة بسبب عزل أو تنازل الوكيل ‪17......................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األسباب غير اإلرادية النتهاء عقد الوكالة ‪19..........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬انتهاء عقد الوكالة بالموت وفقدان األهلية ‪20...........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انتهاء عقد الوكالة باستحالة التنفيذ ‪21.....................................‬‬
‫خاتمة‪23................................................................................... :‬‬
‫الئحة المراجع‪24......................................................................... :‬‬
‫الفهرس‪26................................................................................ :‬‬

‫‪26‬‬

You might also like